النص الموازي/القارئ قراءة في المجموعة الشعرية:غيمة من رماد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الأدب والنقد - المشارک ، جامعة الحديدة، اليمن

10.12816/0043842

المستخلص

رافق الاهتمام بالنص وتوسيع مفهومه والبحث في تطوير عمليات فهمه ,اهتمام مماثل في تطوير طرق تنظيمه وأشکاله وإمکانية أن يصنع من نفسه عالماً خاصاً تتفاعل فيه بنيات      مختلفة , تستهدف القارئ وتقوده نحو النص , وتساعده على ملامسة سحره ومقاربة خيالاته والتعرف على مختلف جزئياته وتفاصيله والکشف عن مجمل علاقاته البنائية ,ومن ثمَ سارت اليوم بعض الدراسات المعنية  بالنص وطرق وآليات القراءة والتلقي نحو تسليط الضوء على طرق تنظيمه وآليات فهمه والخطابات المصاحبة له والمحيطة به الواقعة بين دفتي غلافه    المعروفة بـ "العتبات" أو ما أطلق عليها "النص الموازي" , فالقارئ مفهوم أساسيّ مُستخدم  في تحليل شروط تلقّي الأثر, وهو المعنيّ الأوّل بالحکم على ما يقرأ لما له من تأثير في    النصّ,  إذ ترى مدرسة جماليّة التلقّي أنّ الأثر الفنيّ لا يوجد إلا  من خلال جمهور القرّاء،  وأنّ تاريخ الأثر هو تاريخ قرّائه. فالعمل الأدبيّ، في نظرها، يتميّز بقطبيْن: أحدهما فنيّ    وهو النصّ الذي أبدعه المؤلّف والآخر جماليّ وهو حصيلة التحقّق الذي ينجزه القارئ      ولکلّ من النصّ والقارئ أفق انتظار مخصوص، بل إنّ تجربة التلقّي الجماليّة تکمن في ذاک  اللّقاء الذي يتمّ بين الأفقيْن. وإنّ جودة العمل الفنّيّة مشروطة بالمسافة الجماليّة التي تتحدّد بمقدار انزياح  أفق النص عن أفق انتظار القارئ. ([1]) فخطاب العتبات (Seuils) أوالنص    الموازي (para texte) أيقونات دلالية تقود القارئ الى النص , إنه (نوع من النضير       النصي الذي يمثل التعالي النصي بالمعنى العام)([2]) مجموعة من النصوص المحيطة تعقد     علاقة ود مع النص فتکشف عنه وتعلن أسراره بوصفها المدخل الطبيعي إليه والمرشد       للقارئ الى طريق التواصل معه والانفتاح على تراکيبه وأبعاده الدلالية والجمالية.



 ([1])  ينظر: د.مصطفى شميعة : القراءة التأويلية للنص الشعري القديم  بين أفق التعارض وأفق الاندماج , دار الشرق، عمان ،  ط1، 2001


([2]) جيرار جينيت : مدخل الى جامع النص، ت،عبدالرحمن ايوب، دار توبقال، المغرب، ط 2، 1986،ص91
 

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

 

النص الموازی/القارئ

قراءة فی المجموعة الشعریة:غیمة من رماد

 

 

 

إعــــداد

د/احمد العزی صغیر

أستاذ الأدب والنقد - المشارک ، جامعة الحدیدة، الیمن

 

 

 

}     المجلد الثالث والثلاثین– العدد الثامن – أکتوبر 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

رافق الاهتمام بالنص وتوسیع مفهومه والبحث فی تطویر عملیات فهمه ,اهتمام مماثل فی تطویر طرق تنظیمه وأشکاله وإمکانیة أن یصنع من نفسه عالماً خاصاً تتفاعل فیه بنیات      مختلفة , تستهدف القارئ وتقوده نحو النص , وتساعده على ملامسة سحره ومقاربة خیالاته والتعرف على مختلف جزئیاته وتفاصیله والکشف عن مجمل علاقاته البنائیة ,ومن ثمَ سارت الیوم بعض الدراسات المعنیة  بالنص وطرق وآلیات القراءة والتلقی نحو تسلیط الضوء على طرق تنظیمه وآلیات فهمه والخطابات المصاحبة له والمحیطة به الواقعة بین دفتی غلافه    المعروفة بـ "العتبات" أو ما أطلق علیها "النص الموازی" , فالقارئ مفهوم أساسیّ مُستخدم  فی تحلیل شروط تلقّی الأثر, وهو المعنیّ الأوّل بالحکم على ما یقرأ لما له من تأثیر فی    النصّ,  إذ ترى مدرسة جمالیّة التلقّی أنّ الأثر الفنیّ لا یوجد إلا  من خلال جمهور القرّاء،  وأنّ تاریخ الأثر هو تاریخ قرّائه. فالعمل الأدبیّ، فی نظرها، یتمیّز بقطبیْن: أحدهما فنیّ    وهو النصّ الذی أبدعه المؤلّف والآخر جمالیّ وهو حصیلة التحقّق الذی ینجزه القارئ      ولکلّ من النصّ والقارئ أفق انتظار مخصوص، بل إنّ تجربة التلقّی الجمالیّة تکمن فی ذاک  اللّقاء الذی یتمّ بین الأفقیْن. وإنّ جودة العمل الفنّیّة مشروطة بالمسافة الجمالیّة التی تتحدّد بمقدار انزیاح  أفق النص عن أفق انتظار القارئ. ([1]) فخطاب العتبات (Seuils) أوالنص    الموازی (para texte) أیقونات دلالیة تقود القارئ الى النص , إنه (نوع من النضیر       النصی الذی یمثل التعالی النصی بالمعنى العام)([2]) مجموعة من النصوص المحیطة تعقد     علاقة ود مع النص فتکشف عنه وتعلن أسراره بوصفها المدخل الطبیعی إلیه والمرشد       للقارئ الى طریق التواصل معه والانفتاح على تراکیبه وأبعاده الدلالیة والجمالیة.

فی ضوء ذلک جاءت هذه الدراسة الموسومة (النص الموازی / القارئ _ دراسة فی         المجموعة الشعریة: غیمة من رماد) التی نسعى من خلالها الى الوقوف على عناصر خطاب    العتبات وطبیعتها وعلاقة بعضها ببعض ودورها فی توجیه القارئ وتحدید استراتیجیة        القراءة ومسارات التلقی , بوصفها أیقونات تصل النصوص ببعضها وموجهات قرائیة تشکل فی  مجموعها مفاتیح الدخول الى عالم النص وفضاءاته الجمالیة . 

       النص الأدبی بوصفه وثیقة إبداعیة مدونة , هو رسالة تفاعلیة مشفرة موجهة من       الکاتب الى القارئ عبر منظومة من العلامات والنصوص المصاحبة التی تحیط بالنص        وتکشف أبعاده , لتشکل فی مجموعها خارطة طریق وتأشیرات مرور للقارئ الى بهو النص. والنص الموازی para texte: او ما یسمى بالعتبات Seuils : هو (بنیة نصیة متضمنة فی النص)([3]) إنه فضاء یشمل کل ما له علاقة بالنص ویحیط به من سیاج أولی وعتبات لغویة  وبصریة ([4]) المتمثلة فی  مجموعة العلامات اللسانیة والایقونات البصریة المتموضعة خارج  النص الواقعة بین دفتی الغلاف ، المشتملة على " اللون - الصورة - العنوان الرئیس - العناوین الفرعیة - اسم الکاتب - دار النشر - الاهداء - المقدمة وووو" بوصفها موجهات دلالیة ومفاتیح نصیة تساعد القارئ على فک شفرات النص والتعرف على علاقاته البنائیة وتجعله یمسک بالخطوط الاساسیة التی تمکنه من قراءة النص وتأویله, وقد أولى جیرار جینیت النص الموازی اهتماماً خاصاً فی کتابه" عتبات" بغیة توسیعه لیشمل کل النصوص المصاحبة ،على أساس أن لکل نص أدبی نصاً موازیاً ، یصنع به النص من نفسه کتاباً ویقترح ذاته بهذه الصفة على قرائه وعلى الجمهور عموماً ([5]) فالنص الموازی نضیر نصی , مجموعة من النصوص المصاحبة التی تعقد علاقة ود مع النص ، فتکشف عنه وتعلن اسراره، لأنها المدخل الطبیعی إلیه والمرشد والموجه للقارئ الى طریق التواصل معه والانفتاح على تراکیبه وابعاده الدلالیة ، فضلا عن مساعدته فی تحدید العناصر المؤطرة لبنائه وبعض طرائق تنظیمه وتحققه التخیلی ، ما یعنی ان النص الموازی یحمل فی طیاته وظیفة تألیفیة تحاول کشف استراتیجیة الکتابة واسرارها ([6])

النص الموازی نوعان:

1-      نص الناشر الافتتاحی Editoriol para texte :

وهو کل نضیر نصی "عتبات" او خطابات نصیة مصاحبة تعود مسؤولیتها على الناشر، وهو قسمان :                

أ‌-    نص الناشر المحیط ویشمل : "الغلاف ،الصورة، العنوان التسویقی المرکز،کلمة الإشهار"

ب‌-نص الناشر الفوقی ویشمل: " الاشهار ، قائمة المنشورات ، ملحق دار النشر"

2-      النص الموازی التألیفی: paratexteauctorial

ویعنی کل نضیر نصی "عتبات" او خطابات نصیة مصاحبة تعود مسؤولیتها على الکاتب ، وهو ایضاً قسمان :

أ- النص الموازی التألیفی المحیط ویشمل : " اسم الکاتب، العنوان الرئیس، العناوین الفرعیة، الاستهلال، المقدمة ، الاهداء، الحواشی، الهوامش"

ب- النص الموازی التألیفی الفوقی ویشمل : " اللقاءات الصحفیة والمتلفزة والاذاعیة ،        الحوارات ، الندوات ، المذکرات ، المراسلات، التعلیقات الذاتیة" فی ضوء ذلک، نتّجه عبر  بوابات وتوجیهات النصوص الموازیة  فی المجموعة الشعریة " غیمة من رماد" لاستقراء فضاءاتها النصیة والکشف عن دورها الاشاری والارشادی کموجهات دلالیة تساعد القارئ فی  استحضار افق انتظاره وبناء تصوراته وتحدد مسارات تلقیه, فضلاً  عن دورها فی تحدید العناصر المؤطرة  للنص وبعض طرائق تنظیمه وتحققه التخیلی , ما  یعنی أن النص الموازی یؤدی وظیفة تألیفیة تحاول کشف أسرار الکتابة الأدبیة ([7])

1- نص الناشر الافتتاحی:

 أ - الغلاف : یعد الغلاف ، بکل معطیاته وعلاماته اللسانیة والبصریة ، بمثابة عقد القراءة المبدئی المبرم بین القارئ والنص ،بوصفه أول وأهم مداخل النص الاساسیة ونقطة الانطلاق الى فضاءاته ، لما یمثله من (قیمة تداولیة واضعة لطریقة  تسنن بها القراءة الواقعة) ([8]) ینشأ بموجبها الحوار بین القارئ والنص , فالغلاف هو العتبة الأولى التی تقود بإشاراتها القارئ الى معایشة النص وتوقیع میثاق التواصل معه واکتشاف علاقاته بغیره من النصوص المصاحبة له ([9]) والمنضویة تحت هالته " العنوان ، الصورة ، اللون، اسم المؤلف ، التجنیس، حجم الخط ، جهة النشر ، ووووو" التی تعمل کمنظومة  علاماتیة متکاملة توحی بکثیر من الدلالات وتشکل فی مجموعها لوحة جمالیة تقدم نفسها للقارئ وتمارس علیه سلطتها فی الاغراء لاکتشاف الابعاد الایحائیة للنص ([10]) وقد جاء غلاف " غیمة من رماد" بصفحتیه الامامیة والخلفیة ،متضمنا عددا من الایقونات الدلالیة المتنوعة شکلیا والمنسجمة موضوعیا لتشکل فی مجموعها قیمة تداولیة مغریة ومحفزة للقارئ لاکتشاف ما وراءها من فضاءات نصیة، حیث جاء الغلاف فی حجم متوسط مستطیل الشکل بطول (25سم) وعرض (17.6سم) وفی أعلى الصفحة الاولى تبرز اشارتان لسانیتان متتالیتان بأبعاد واحجام ودلالات متنوعة ، تتضمن الاشارة الأولى اسم المؤلف "الشاعر" مسبوقاً برمز یشیر الى درجته العلمیة والاکادیمیة "د.علاء المعاضیدی" بکل ما تحمله هذه الرمزیة العلمیة من قیم ودلالات من شأنها ان تجعل القارئ اکثر ثقة واطمئناناً لمعطیات النص وحرصاً  على قراءته والاصغاء لبوح رؤاه , أما الاشارة الأخرى فتتضمن العنوان المرکز "غیمة من رماد" بخط أندلسی ازرق سماوی لمّاع کبیر الحجم یمتد فی مساحة واسعة من الصفحة ، حیث یبدو شکل العنوان  بحجمه ونوعیة خطه ولونه ولمعانه القیمة التی فرضت حضورها  العارم  على کل القیم الاخرى فی الصفحة ، ما یجعل القارئ ومنذ الوهلة الأولى یقع تحت تأثیر سلطة العنوان ویستشعر قوة       الأثر وانعکاساته ویتهیأ نفسیاً وفکریاً للعبور الى مدن الرماد والوقوف امام مرایا  تداعیاتها النصیة.

      فی اسفل الصفحة الامامیة وفی مساحة ضیقة یبرز مستطل افقی اسود یزید من کآبة     الغلاف وإیحاءاته العدمیة, ویبدو على طرفه الایمن صورة مصغرة للقمریة الیمنیة بوصفها شعار جهة الاصدار "وزارة الثقافة والسیاحة- صنعاء" ،لکن, على الرغم مما یشکله الشعار   بإشعاعاته الدلالیة ,بوصفه نقطة فارقة فی هذا الفضاء ,إلا أنه فقد الکثیر من قیمه وبریقه   المنتظر فی الجو المحیط , فتموضع شعار جهة الاصدار فی اسفل الصفحة وبهذه الکیفیة بما یحمله من دلالات لأکبر تظاهرة ثقافیة عربیة " تتویج  صنعاء عاصمة  للثقافة العربیة"  ما هو الا  مؤشر دلالی  یوحی للقارئ بأن سلطة الرماد طغت على کل ما حولها, الامر الذی یجعل تصوراته خاضعة لهذه السلطة متأثر بهیمنتها.

ب- اللون :لا شک ان لغة الالوان لغة مشترکة فی ابناء الجنس البشری , فاللون إیقاع      بصری له ابعاده الدلالیة وتأثیراته النفسیة ، لا على  القارئ فحسب بل على الکاتب ایضا     وعلى الوسط الاجتماعی والبیئة المحیطة فی الوقت ذاته، إذ تعمل مؤشرات اللون على        الکشف عن الدلالات الخفیة المستترة فی النفس البشریة ([11]) وفی " غیمة من رماد" فرض    اللون الرمادی سلطته الکلیة على صفحة الغلاف الأمامیة فی انعکاس موضوعی ودلالی عارم للعنوان المرکز ، الأمر الذی من شأنه خلق انطباع مبدئی لدى القارئ حول طبیعة آفاق النص وفضاءاته وتهیئته نفسیاً وفکریاً واستدعاء أفق انتظاره واستراتیجیة تلقیه .

ج - التجنیس : یعد التجنیس واحدا من  أهم الموجهات القرائیة التی تحدد هویة النص التجنیسیة وتساعد القارئ على استحضار أفق انتظاره النوعی وتهیأه لتقبل معطیات النص ، فالقراءة ، بحسب "جینیت" ، عقد اتفاق مبرم بین القارئ والکاتب یقوم على أساس نوعیة الجنس الأدبی([12]) بوصفه مؤشرا دلالیا یحدد استراتیجیة التلقی وآلیاته ,بید أنه، وعلى الرغم من أهمیة عتبة التجنیس ومؤشراتها الدلالیة بوصفها علامة نصیة مضیئة یستضیئ بها القارئ ، وبوصلة تحدد مساراته وتحفز قیمه ومعتقداته الأدبیة النوعیة لقراءة النص فی ضوء شروطه وخصائصه التجنیسیة ، إلا أن صفحة الغلاف ،بل وکل الصفحات الأخرى اللاحقة ، لم تمنح هذه الأیقونة النصیة مساحة للحضور والإعلان عن هویتها ، فقد غابت أیقونة التجنیس تماما عن خطاب العتبات هنا ، وربما توارت خلف سلطة القیم الرمادیة ، فلم نعثر على ما یشیر إلیها أو یفصح عن هویتها ووظیفتها الإشاریة سوى إیماءات ضمنیة هامسة یمکن للقارئ التقاطها من خلال توهج شعریة المفارقة فی العنوان التی تشی ببعض خصائص النص . 

د- الصورة : الصورة رسالة بصریة تحمل فی تضاعیفها الفکرة والدلالة ، شأنها شأن الکلمات والوسائل التعبیریة الأخرى  التی تسهم بفاعلیة فی ترسخ الرؤیا وبناء المعنى ([13]) فالصورة بوصفها عتبة نصیة ، لغة مکثفة  تختزل الافکار والدلالات لتضعها مباشرة فی سلم القراءة کمتتالیة غیر قابلة للتقطیع والتجزئة لاستفزاز القارئ وتحریک انفعالاته ودفعه لخوض مغامرة القراءة والتأویل , وفی "غیمة من رماد"جاءت الصورة وفقاً لوظائفها الدلالیة والفنیة المناطة بها ، إذ تتوسط صفحة الغلاف الرمادیة لوحة فنیة سریالیة للفنان "نازلی مدکور" تعکس بظلالها الصحراویة وابعادها السریالیة , صورة الظمأ وامتدادات الیباب المعرش الذی جغرف الاشیاء وبث فیها حکایات البؤس وخیبة الأمل فی تجسید وترجمة فنیة للعنوان المرکز ودلالاته الرمادیة , فکل مفردات اللوحة وتفاصیلها الفنیة "خطوط ، ظلال ، ألوان ، رموز" تضج بمؤشرات البؤس وخیبة الأمل ووحشة المکان   وانطفاء الحیاة " ، کل هذه التفاصیل من شأنها ترسیخ فکرة العنوان وقیمه الدلالیة لدى    القارئ بوصفها امتداداً موضوعیا وانعکاساً فنیاً لمعطیاته النصیة.

 هـ- صفحة الغلاف الخلفیة : فی الجهة الاخرى تأتی صفحة الغلاف الخلفیة بوصفها جزءاً لا یتجزأ من مفردات النص الموازی الافتتاحی اذ تبرز هذه الصفحة بدلالات مغایرة لکل القیم التی انطوت علیها أیقونات الصفحة الرمادیة الأولى ، فقد جاءت هذه الصفحة بیضاء اللون تتخللها خطوط رمادیة رقیقة غائرة متلاشیة تشی بانقشاع تلک الغیمة وتلاشی آثارها البائسة وانبلاج ضوء الأمل ،وفی وسط الصفحة تتموضع مرةً أخرى "القمریة الیمنیة "شعار جهة الاصدار" وزارة الثقافة والسیاحة ،صنعاء فی مساحة تزید من اشراقات الصفحة وابعادها الدلالیة ،الامر الذی من شأنه خلخلة توقعات القارئ وتوسیع مسافة التوتر واغرائه باکتشاف طبیعة واسرار هذه المفارقة والتحولات الدلالیة الکامنة بین ایقونتی صفحتی الغلاف الامامیة والخلفیة فی ضوء فضاء مفتوح من المعتقدات والتصورات القبلیة التی یمکن ان تثیرها فی ذهنه ، کل ذلک من شأنه  ان یشعل رغبة الاکتشاف لدى القارئ ویحفزه لإعادة بناء تصوراته المتشکلة وفق معطیات  ومؤشرات عتبات الصفحة الأولى والولوج الى فضاءات النص وعوالمه وفقاً للمعطى النصی   المضاف .

و- کلمة الناشر : فی اسفل الصفحة الداخلیة التالیة لصفحة الغلاف الأمامیة جاءت         کلمة الناشر بتوقیع السید خالد عبدالله الرویشان وزیر الثقافة والسیاحة الیمنی لتقود القارئ، عبر بنیتها اللسانیة المتوهجة الى فضاءات الاشراق والخصوبة والجمال :       (من بهاء صنعاء وتجلیات عبقها فی عام تتویجها عاصمة للثقافة العربیة ، یأتی هذا الاحتفاء بمجد الکلمة وجلال انوارها, فی بدء الوعی الانسانی کانت الکلمة وعلى رأس فعالیات هذا العام الاستثنائی تأتی هذه الاصدارات حدثاً یتوج صنعاء فضاءً شاسعاً للثقافة والتاریخ والجمال والخصوبة)([14]) وهنا ایضاً ، ومن خلال هذه الایقونة النصیة ، تبرز مفارقة اخرى یواجهها القارئ فجملة القیم والدلالات التی تؤشرها کلمة الناشر ،وما یمکن ان توحی به للقارئ وما تجترحه من فضاءات البهاء والتجلی والاطمئنان والخصوبة والاحتفاء بإشراقات مجد الکلمة ، تشکل انحرافاً واضحاً وتعارضاً صادماً مع  مؤشرات واحالات بنیة الغلاف ولغتها الرمادیة البائسة ،فالفضاء الشاسع للثقافة والتاریخ والجمال والخصوبة المنبعث من ایقونة کلمة الناشر بوصفها واحدة من عتبات النص المبدئیة سعیاً لترسیخه فی ذهن القارئ ، یقابله فی الصفحة الاولى للغلاف ایقونات دلالیة مغایرة تتکشف عن فضاءات رمادیة عارمة وظلال صحراویة طاغیة فرضت سلطتها على کل ما حولها ، ما یجعل القارئ یقف امام طرفی معادلة کل منهما یفرض توقعات وتصورات خاصة تختلف عن الأخر وهذا ما یدفعه بقوة لاختبار وفحص أفق توقعاته فی ضوء هذه المفارقة.

 2-النص الموازی التألیفی

 أ- العنوان الرئیس :العنوان واحد من أهم عناصر النص الموازی واکثرها أثراً وتأثیراً فی المتلقی ، فهو بوابته الرئیسة للولوج الى مدائن النص وفضاءاته ، نظراً لحساسیته المفرطة وما یختزله من تلمیحات وایحاءات إغرائیة تثیر القارئ وتحرک  فضول القراءة فیه , وقد قُسِّم العنوان وفقاً لدوره الوظیفی إلى مستویین: المستوى العملی والمستوى النفعی / التداولی ، ویرى جینیت ان فی المستوى العملی للعنوان تتجاوز وظیفة المطابقة identification بقیة الوظائف الأخرى ، بوصفها اهم الوظائف ، لأنها تسعى الى المطابقة بین عناوینها ونصوصها ، غیر أن بعض العناوین المراوغة لا سیما ذات الابعاد الرمزیة والسریالیة , تنفلت وتتمرد ولا تطابق نصوصها تماماً ، ما یستدعی الحاجة الى التأویل والحفر فی طبقاتها لقراءتها وفهم إیحاءاتها ، أما فی المستوى النفعی / التداولی,     فتبرز الوظیفة الاغرائیة بما لها من وزن فی إحداث استراتیجیة العنوان وتأطیر النص ([15])   من هذا المنطلق ، فالعنوان یلعب دوراً مهماً واستراتیجیاً فی  تحدید مسارات القراءة وآفاق  التلقی ، فهو تأشیرة المرور الاساسیة المقدمة للقارئ للعبور الى عالم النص ، بل هو أکثر المؤشرات النصیة حساسیة لدى طرفی الرسالة الابداعیة " الکاتب - القارئ" بوصفه (سؤالا إشکالیاً یتکفل النص بالإجابة علیه) ([16]) فعبر العنوان یعلن الکاتب عن طبیعة النص ، ومن ثم یحدد نوع القراءة التی یتطلبها وطبیعة البهو الذی یلج           إلیه القارئ ([17]) ، وبدون ذلک ربما   تتأخر استجابة القارئ  واستحضار أفق انتظاره وتتعثر عملیة دخوله الى  النص وملامسة  حرارته. وفی " غیمة من رماد" تتشکل بنیة العنوان الرئیس سیمائیاً من علامتین لسانیتین "غیمة" و"رماد"، یربط بینهما حرف جر "من" ،و لکل علامة منهما حقلها الدلالی الخاص ، وباجتماعهما فی بنیة واحدة ذات طابع انزیاحی  تتحرک جمرة الشعر ،وتتحقق المفاجأة والمفارقة الصادمة , ف"الغیمة"        حقل دلالی یشع بالحیاة ویستوعب کل قیم ودلالات الاستبشار والرحمة التی ینتظرها ویتطلع الیها سکان الارض بحب وشغف ، فی حین ان دلالة "الرماد" تبدو مغایرة       کلیاً لکل قیم "الغیمة" ،إذ یستوعب حقلها الدلالی کل ما یوحی بالوحشة والضنک والفناء : (لا بیت ، لا شجرٌ یحن ولا رصیف .. وحدی أکابد وحشة الصحراء .. أحصد زرقة النایات غربة عابرین بلا رجوع .. متوسلا بالریح .. أحلم بالغمام  ولا غمام سوى الرماد .. یتقاسم الغرباء أشلائی وتنکرنی البلاد) ([18]) فحین تصبح الغیمة ، بما تحمله من مؤشرات الأمل والرحمة والنماء وایقاعات الحیاة والسکینة ،رماداً یهطل على الاحیاء والاشیاء بالفجیعة والبؤس والفناء ، فإن کل القیم  التاریخیة الراسخة لدى المتلقی تضطرب وتتساقط بنیاتها ما یجعله مضطراً لالتقاط اجزائها واعادة ترتیبها وفقاً لمقاصد الکاتب الموضوعیة والفنیة، فبنیة العنوان بطابعها الانزیاحی  الصادم لتوقعات القارئ مؤشر اغرائی یزید من مسافة التوتر ویحرک فضوله للقراءة والاکتشاف .

ب - العناوین الفرعیة :العناوین الفرعیة فی "غیمة من رماد" منظومة من العلامات اللسانیة والمفاتیح النصیة المتنوعة التی تشکل فی مجموعها أصداء وانعکاسات العنوان الرئیس ومرایا تأثیراته وتداعیاته ، فصدمة الحدث الرمادی وتداعیات خیبة الأمل ، حسب معطیات العتبات النصیة ، کان لها تأثیراً مزدوجاً  أفرز(28) علامة لسانیة تسیر فی اتجاهین متوازیین لکل منهما حقل دلالی خاص تلتقی فیه عدد من العلامات ذات البعد الموضوعی المشترک ، کما هو موضح فی الشکل التوضیحی الآتی الذی یبرز علامات کل اتجاه وحقلها الدلالی المشترک فی ضوء علاقة کل منهم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فالاتجاه الأول

یتمحور موضوعیاً حول " ألفة المکان وتحولاته القاسیة" وتنضوی تحت لوائه (12) علامة لسانیة تبرز من خلالها مرایا الاحساس بالمکان "بعداد/ بیجان" وقیمه      التاریخیة والارتباط الوجدانی بکل تفاصیله واجزائه ، وتتراءى فی فضاءاتها صور التحولات الرمادیة القاسیة التی أفقدته السکینة والبهاء وبعثرت کل الاشیاء الجمیلة فیه ولم تترک سوى أزیز الحطام المترامی وأصداء طفولة ضائعة ونوارس تبحث عن أعشاشها الدافئة ووجوه تلفحها ریاح البؤس والسغب ومرایا تتسلل منها موسیقا الحسرة حشرجات الذکریات  فالعلامة اللسانیة الأولى (مقاطع من سیرة عامة) ([19]) هی المدخل الأول الذی یواجه القارئ فی رحلة القراءة والوقوف مباشرة امام مرایا العنوان ، وقد انطوت هذه العلامة على  دلالات من شأنها أن تضیئ أمام القارئ ما یعینه على تلمس حجم المعاناة وتداعیاتها ، ف"مقاطع"           اشارة توحی بتفکیک وتقطیع بنیة کلیة متماسکة ومترابطة الاجزاء ، بدلالة "من"          التبعیضیة ، ما یشیر الى انه لم یبق من السیرة العامة ، فی ظل السلطة الرمادیة، سوى      مقاطع متناثرة , فی هذه الاثناء ، وبینما یهم القارئ بمغادرة فضاء التشتت والألم ، تتراسل  بین یدیه سلسلة من العلامات اللسانیة الأخرى بإشارات دلالیة أکثر توهجاً وخصوصیة ،       فی کل واحدة منها صورة وحکایة تحمل ما یکفی للرد على تساؤلات القارئ  وتطلعاته (تنامین محروسة بالأغانی) ([20]) بهذه العلامة وما تکتنفه من دلالات ،یدرک القارئ  حرص الشاعر على مکاشفته واعطائه مفاتیح شفرات النص واحداً تلو الآخر ،لاستجلاء العوالم الرمادیة فی النص ، ویهیأه تدریجیاً لکثیر من التفاصیل الموجعة ، فبنیة هذه العلامة تشی بالانتقال من العام الى الخاص والتحول  من السطح الى العمق ، ف"یاء" المخاطبة فی" تنامین" یعود على جغرافیا نبض الشاعر ، وهویته المکانیة ، الى مهوى فؤاده  ومسرح أحلامه وملاعب طفولته، الى "بغداد / بیجان" المتواریة وراء ضمیر المخاطبة ، لیقود القارئ الى ملامسة عمق التجربة وتحسس تحولاتها القاسیة ، حیث تبدو امامه" بیجان" محروسة بالاغانی وفقاً لرؤیة الشاعر ، فی اشارة الى تخلی حراسها عن مسؤولیتهم التاریخیة وأنه لم یعد فی تفاصیل جغرافیتها من یحرسها سوى أغانی المحبین وایقاعات قلوبهم الممزوجة بالحب والحسرة والقلق: (قلق علیک .. قلق علیک .. قمرُ الوشایة لا ینیرُ  ولا یجیر.. قلقٌ علیک)([21])
فی خضم هذا القلق تتعثر لغة السکینة ، وتهب ریاح الوحشة ،ویستمر اسلوب الایماء
والمکاشفة التدریجیة عبر علامة نصیة جدیدة "تأخرتِ فاستوحش الیاسمین"([22])التی  تمد
 ظلال الوحشة على فضاء اللحظة ، کامتداد للقلق ، لینفتح امام القارئ مغلقاً نصیاً جدیداً    یندفع من خلاله خطوات الى الامام ، فـ"الیاسمین" بوصفه مؤشراً لسانیاً یحمل دلالات الحیاة والحب والنقاء والعطر والجمال ،استوحش وفقد قیمه ودلالاته  نتیجة تأخر "بیجان" المشار إلیها ب"تاء" التأنیث ، عن العودة الى سیرتها الأولى ، ویبرز "الیاسمین" هنا کرمز للقیم
المفقودة "الحیاة ، المباهج ،النقاء ، الجمال ، السکینة" لتضیئ للقارئ أفقاً جدیداً من تحولات التجربة وفضاءاتها النصیة , بید أن استمرار اسلوب الایماء والبوح المغلف بالرمزیة استدعى تدخل القارئ الضمنی لتسجیل حضوره والاضطلاع بدوره ،ما جعل الشاعر  یستشعر رغبة
 المتلقی العارمة فی الصعود نحو الجلاء والوضوح ، وتلبیة لهذه الرغبة جاءت العلامة
 اللسانیة الجدیدة "بغدزاد"([23]) لتشکل تحولا مهماً فی طبیعة خطاب العتبات ، حیث یتوارى
اسلوب الایماء ویبرز اسلوب التصریح ، وتتجسد امام القارئ هویة المخاطب بکل قیمها
ودلالاتها , لکن ما تجدر الاشارة إلیه وما نعده بمثابة الإضاءة الخلفیة التی من شأنها
 الاسهام فی بلورة وعی القارئ أن هذه العلامة انطوات على اشارة تناصیة تختزل کثیراً من قیم ودلالات المرجع "شهرزاد" الراسخة فی ذاکرة القارئ التاریخیة بکل أبعادها ودلالاتها ، ما یمکنه من مقاربة تأویلیة واعیة ،وبما أن "بغدزاد" عمرٌ وتاریخ وهویة ، تبرز الطفولة  عبر علامة جدیدة "طفولة" ([24]) بوصفها مؤشراً لتشکل هویة الشاعر وارتباطاته التاریخیة   والوجدانیة بالمکان "بغدزاد" ، فی مکاشفة أکثر وضوحاً وتأصیلا لعمق التجربة وفضاءاتها، ف "طفولة" علامة توحی بأمومة الأرض والفة المکان وسکینته ومشاعر التملک الطفولی       والانتماء المجرد ، فالاحساس بالطفولة وارتباطاتها الزمانیة والمکانیة لغة مشترکة لدى    الکائن البشری  ومن ثم فإن مجیئ هذه العلامة بکل قیمها ودلالاتها فی رحلة البحث عن     الهویة المفقودة من شأنها ان تحرک فی القارئ صور الطفولة ومرایا أیامها المتوهجة فی   القلب والذاکرة ، ما یجعله اکثر احساساً وتفهماً لمعاناة الشاعر وتسهم فی تشکیل منعطف جدید لتوقعاته :(کان حلم الطفل أن ینسلَّ فی اللیل الى خیمة نجمة) .

فلماذا تزرع الخیبة فی عینیه عصفور ظلام؟

ولماذا لا یرى غیر کوابیس حروب وحطام؟

وبقایا طفلةٍ تشبه " بیجان" على النار تصلی

لیسیل العالم الموبوء بالوحشة أنهارَ سلام) ([25]) فی هذا الجو المفعم بالقلق وخیبة الامل والوحشة والطفولة المفقودة ، تتراسل العلامات اللسانیة الفرعیة وتتشکل العتبات النصیة   لتأخذ القارئ عبر معراج الحسرة  والألم لیرتقی معها خطوة بعد اخرى الى سدرة البوح    وفضاءات التجربة ، لیقف فی نهایة المطاف أمام بوابة یمتزج فیها البؤس والامل ، حیث     تبرز آخر علامات هذا الاتجاه "حالات" ([26]) التی تختزل کل انعکاسات المرایا مکثفة فی     عنقود من العلامات الثانویة ،لکل منها فضاؤها الخاص ، ف" حالات" اشارة لسانیة توحی    بالتنوع والتعدد ، وهذا الایحاء من شأنه أن یشعر القارئ ، بعد رحلته المضنیة اللذیذة ، أنه
بإزاء رحلة جدیدة ، غیر أن هذا الاحساس سرعان ما یتبدد بمجرد ظهور عنقود العلامات
الثانویة:  " تفاؤل ، صمت ، فراغ ، دعوة ، مقعد، کسرة خبز" بفضاءاته الدلالیة المکثفة ،
لیدرک أنه  بإزاء ست مرایا وجدانیة تختزل خلاصة الخلاصة.

الاتجاه الآخر:

یشکل هذا الاتجاه بعداً موضوعیاً مشترکاً لکل علامات العناوین الفرعیة المتموضعة فیه ، فی ضوء سلطة العنوان الرئیس وانعکاساته ، وهو ما اطلقنا علیه " الهجرة الاضطراریة واوجاع الغربة والحنین" ،حیث تدور فی هذا الاتجاه (16) علامة لسانیة ومن  ثم (16) عتبة نصیة ،لکل منها فضاؤها الخاص فی اطار الفضاء العام المشترک المضمخ  بأوجاع  الغربة ولوعة الحنین ,فعندما تصبح ملاعب الطفولة وعش الاحلام وایک السکینة   وفضاء الحکایات الجمیلة مسرحاً للموت والفناء ومقصلة للأحلام  ونوارس الحب والرؤى الخضراء ، فإن معادلة الحیاة/ الفناء ، فی ظل سلطة الفناء هی دون شک معادلة ما فوق المنطق ، وفق رؤیة الشاعر ، التی ادرکها بفطرته السلیمة واستوعبتها روحه الشاعرة فی احدى علاماته النصیة "حاولت" ([27]) (حاولت أن أجمع ما تنثه السماء من مطر.. وکل ما قیل عن المطر وکل صوت فیه رنة المطر .. حاولت أن ،أمنحک النهر الذی صادره التتر حاولت أن أعید نبض القلب، والحیاة للشجر .. لکن ، سیلاً من بنی البشر .. فی لیلة موؤدة  القمر.. لم یبق للسیاب      من أثر !! ) فهذه العلامة بما تنطوی علیه من دلالات توحی للقارئ بانسداد الافق         والاعتذار الحمیم لبقایا فردوس الشاعر المفقود تمهیداً للقرار الاضطراری الموجع:      (مولای .. لم أترک ورائی.. إلا أصابع صبیة عجفاء تعبث بالهواء ..إلا دموع أحبة مبتلة بدمٍ وماءِ ..إلا عیون حبیبة ترنو إلى حلم یرائی .. مولای .. لم أترک ورائی
إلا جناح حمامة بیضاء یحلم بالسماء .. وفماً ، بحجم الجوع یبحث عن غذاء .. إلا : مزامیر الرعاة وقد سئمن من البکاء..إلا: دعاء مودع ، .. مولای .. لا تسرق دعائی ..)([28]) من هنا تبدأ رحلة الاغتراب وتداعیاتها , مع "غربة" ([29]) أول علامة لسانیة تواجه القارئ فی هذا الاتجاه لتفتح امامه اول باب من ابواب الغربة القاسیة والوحدة الموحشة والحنین الى دفء المکان وسکینته، اذ توحی هذه العلامة بافتقاد الوطن والحنین إلیه ، بکل ما یعنیه الوطن من قیم ودلالات ، ما یجعل القارئ ،وفی ضوء معطیات الاتجاه الاول، یستشعر قسوة المعاناة     ویبنی تصوراته وفقاً لطبیعة الغربة وتداعیاتها ,فی هذا الخضم ، وعلى مسافة قریبة جداً ،    تبرز علامة جدیدة "رقصة" ([30]) لتضع القارئ مباشرة امام مفارقة کبیرة کاسرة لأفق     توقعاته ، وفقاً لمؤشرات ودلالات هذه العلامة ، بید أن خطوة واحدة منه للأمام نحو النص کفیلة بتلاشی هذه المفارقة ,لیدرک ان هذه الرقصة من قبیل" قد یرقص الطیر مذبوحاً   من الألم". فی البوابة المتاخمة تشع علامة جدیدة "أسئلة" ([31]) لتثیر فی ذهن القارئ هالة من الاسئلة المتنامیة فی افق انتظاره والمتبلورة من معطیات قرائیة تراکمیة ذات صلة بالجو العام ، فالقارئ أمام هذه العلامة وایحاءاتها یتوقع أسئلة تدور حول " الأنا ، المصیر ، الزمان ، المکان ، الکیفیة، " وکل ما من شأنه تجاوز الراهن وتقریب المسافات واضاءة فضاء العودة لحضن الوطن، وهی توقعات منطقیة لم تبتعد عما انطوى علیه فضاء هذه العلامة   وتجلیاتها النصیة ,فی هذه الاثناء ، وبینما یهمُّ القارئ بمغادرة هذا الفضاء المحموم بالأسئلة  فإذا بعلامة جدیدة " لو"([32])  تشده الى فضاء جدید ، فضاء المنطق الحجاجی ومراجعة الذات فی لحظة فارقة، فـ"لو" إشارة لسانیة تعکس حالة الرجاء والتمنی ومراجعة النفس فی ظل ما کان وما هو کائن ، فالانتقال من فضاء الاسئلة المصیریة الى فضاء التمنی والرجاء  ومراجعة النفس, یبدو انتقالا طبیعیاً وملائماً لسیکولوجیة التفکیر وأفق توقعات القارئ ، ما یزید من شهیته وتطلعه للحظة المنتظرة , ثم یمضی القارئ فی رحلة العلامات لینتقل من سخب الاسئلة وهمسات التمنی والرجاء ومراجعة الذات الى فضاء آخر ، عبر علامة جدیدة  " لا عذر لابن زریق"([33]) التی تحمل فی  تضاعیفها الدلالیة ومرجعیتها  التناصیة ما یوحی  للقارئ بطبیعة هذا الفضاء وابعاده ، فمفتاح الدخول الى بهو النص وضمان القراءة الواعیة ، مرتبط باستحضار القارئ لمعرفته الخلفیة وترسبات الذاکرة ،اذ تتضمن هذه العلامة اشارة تناصیة الى "ابن زریق البغدادی "وقصته المأساویة الراسخة فی الذاکرة والوجدان العربی ، والعودة إلیها واستدعاء تفاصیلها خطوة استراتیجیة وشرط اساس للعبور الى النص وتفهم  ابعاده ، وبدون ذلک قد یخفق القارئ فی فک شفرة النص وتأویله ویبتعد عن جوهر هذه  المقاربة وما انطوت علیه من اللوم والتأنیف, فالظروف التی اجبرت الشاعر "ابن زریق البغدادی" فی العصر العباسی على الهجرة الاضطراریة من بغداد وترک الدیار والاهل والاحبة ، المتمثلة فی الفقر والضنک وسوء الحال وقسوة الحیاة ، والقبول بأوجاع الغربة ولوعات الحنین ، لا تختلف کثیراً عن الظروف التی اجبرت الشاعر "علاء المعاضیدی" على الهجرة الاضطراریة من بغداد فی مطلع الألفیة الثالثة بعد أن ضاقت علیه الحیاة وساء به الحال واشتدت معاناته فی ظل ثقافة الرماد ودمویة الصراع وانطفاء الاحلام ومحاصرة الرؤى, کما أن مصیر الموت الذی واجهه "ابن  زریق" فی غربته بالأندلس بعد مرض شدید ،هو المصیر نفسه الذی واجهه "علاء المعاضیدی " فی غربته فی الیمن بعد مرض شدید، ما یعنی أن الاشارة الى "ابن زریق" هنا واللوم والتأنیف الموجه الیه ، لیست سوى اشارة الى  الشاعر ذاته ، وان "ابن زریق" الامس هو " علاء المعاضیدی" الیوم: ( لا عذر لی .. لا عذر لابن زریق .. بغداد لی قمران یقتسمان کرخک والرصافة.. ما زلت أسکر حین ابصرُ وجهک الصوفیَّ .. أنعسُ حین ینعس شهریار وأذوب حین تذوب شمسُ الاعظمیة) کل هذه التراکمات" قسوة الغربة ، لوعة الحنین، الاسئلة الحائرة، مرایا الرجاء والتمنی ،  الاحساس بالذنب من شأنها ان تجعل الافق یبدو ضیقاً والنفس مغلقة على احزانها ، وهنا  تتجلى علامة جدیدة "شبابیک هواء" ([34]) لتقود القارئ الى فضاء آخر ، فضاء یتسم بالدهشة وتعدد الاحتمالات، اذ من شأن هذه العلامة الموغلة فی الرمزیة أن تثیر فی القارئ احتمالات عدة   عن ماهیة هذه  الشبابیک ودلالاتها، وفقاً لسیرورة وطبیعة توقعاته وتصوراته السطحیة والعمیقة، ف"شبابیک هواء" قد توحی فی جملة ایحاءاتها بالاستسلام والتسلیم بالقدر إزاء جحم المعاناة وسوء الحال وضیق النفس وانسداد الافق، ما دفع الى هذا التوسل الخائر لمنفذ هواء یمنحه القوة والصبر ، کما أنها قد توحی فی الوقت نفسه ، بقوة الارادة والاصرار على نفض رماد الالم والبحث عن نقطة الانطلاق لاستعادة الاحلام المسروقة واجتراح فضاءات جدیدة للحیاة , ولعل هذا التحول الدراماتیکی فی روایة العلامات الفرعیة ودلالاتها وانعکاساتها على القارئ وتأثیراتها العمیقة فی تشکیل آفاقه القرائیة , هو ما تؤکده العلامة الجدیدة اللاحقة "سأعید رسم البحر" ([35])         بما تحمله من قرار مفصلی واصرار على تجاوز العقم السائد ورفض صریح للقدریة والاستسلام، اذ تشیر هذا العلامة الى تحول مهم ونوعی فی مسار التحولات الدلالیة للعلامات فی هذا الاتجاه، وهو تحول یشبه الى حد ما لحظة الانفراج فی العمل الدرامی ، بید أن الوصول الى هذا البعد الدلالی لا یتأتى للقارئ العادی ، بل یحتاج الى قارئ خبیر یتمتع بالحنکة والمهارة فی التقاط الحار والمتوهج واکتشاف المفاتیح اللؤلؤیة المتدلیة من العلامات والعتبات النصیة: (بأصابعی .. وبقطرتین من الضما .. وبکل ما ترک الاحبة من رماد العشق فی غبش اللما .. سأعید رسم البحر .. هذا الملحُ لوّثه الغزاة.. وأنتِ أول وردة ستمر فوق الموج ساحبة جدائلها العفیفة والنهار) وهکذا ، فی ظل هذا التحول تتنوع العلامات الفرعیة اللاحقة وتتشکل فضاءاتها النصیة , فمن "وشایة"([36]) الى "قبضة ریح"([37]) الى "زرقة النایات"([38]) الى "فانوس اللهفة"([39]) الى "حب" ([40]) الى "حاولت"([41]) الى"مولای" ([42]) ومع کل علامة فی رحلة العتبات یتسلم القارئ مفتاحاً جدیداً للولوج الى فضاء نصی جدید  یومض أمامه بما انطوى علیه من معطیات موضوعیة وفنیة من شأنها ان تقوده الى مباهج النص , فی نهایة المطاف ، تبرز آخر العتبات النصیة "مکاتیب" ([43]) بتوهجها الاغرائی وما تثیره لدى القارئ  من تساؤلات حول ماهیة هذه المکاتیب ودلالاتها ، ما یجعله اکثر تحفزاً للمضی نحو سدرة البوح حیث البهاء , لیجد نفسه أمام خطوات اجرائیة باتجاه نفض الرماد والتهیئة لاستعادة الحلم المفقود:(یخیلُ لی أن أبوابکم  أثقلتها المسامیر فی لیلة باردة.. وأن الحصى لم یعد کالحصى ولا الماء کالماء.. وان الدروب التی جمعتنا تفرقنا الآن مثل المکاتیب فی الارض.. یُخیل لی ان سرب القطا لم یعد واثقاً بالنجوم وان الصحاری تناست مواعیدها ولم تُبقِ للنبع من رعشةٍ للقاء)([44]) هکذا جاءت العتبة الاخیرة بوصفها امتداداً لقرار الحیاة وترجمة اجرائیة لرفض الاستسلام  والرضوخ للقدریة ، والتوجه نحو اعادة تشکیل الواقع وتجاوز العقم السائد.

ج- الأهداء: لم تکن مؤشرات عتبة الاهداء بمنأى عن الجو العام الذی تکشفت عنه العتبات     الرمادیة السابقة ، فهی امتداد موضوعی لفضاءات الحسرة والضنک وخیبة الأمل ، فقد       اتسمت بنیة الاهداء بالتکثیف والرمزیة ،الى کل الاشیاء الجمیلة والمدهشة التی تنامت فی  وجدان وذاکرة الکاتب منذ الطفولة ، تلک الاشیاء التی فقدت هویتها وقیمها الجمیلة       واصبحت جزءاً من احلامه وفضاءاته المفقودة :(الى دمیة ادهشتنا صغاراً ، وحین انتبهنا تراءت لنا مدیة قاتلة) ([45]) من خلال هذه البنیة اللسانیة ، وعلى الرغم من رمزیتها، إلا أنه بالامکان ان نلمس فیها کثیراً من مشاعر الحسرة والألم وخیبة الأمل ، فما بین "دمیة" و"مدیة" ذات الأصل اللغوی الواحد (م، د،ی،ة) المنقلب ،مسافات دلالیة شاسعة ومفزعة فدمیة الطفولة المؤنسة والجمیلة والمدهشة التی استوعبت اجمل حکایا العمر وتشکلت معها تفاصیل الحیاة ، انقلبت الیوم وتغیرت واصبحت مدیةً قاتلة ،ووقوف القارئ امام هذه العتبة بکل ما تحمله من دلالات ، یدعم ویرسخ معتقداته وتوقعاته التی افرزتها العتبات السابقة ،  لیرسم خطاً موضوعیاً مشترکاً فیما بینها بوصفها امتداداً لسلطة العنوان ودلالاته.

د- المقدمة : واحدة من العتبات النصیة الموجهة لرحلة القراءة ومنعطفاتها ، إنها قراءة     موجزة یمارسها الکاتب على نصه ، ویحاول من خلالها توجیه القارئ الى ما یمکنه من امتلاک آلیة القراءة الممکنة وبناء استراتیجیة الاستقبال والتلقی ،من اجل فهم النص وتقریب أبعاده والتوجه نحو شراراته الکامنة ([46]) ,وقد جاءت مقدمة "غیمة من رماد"  منضویة تحت أیقونة اشاریة لها دلالاتها الخاصة " کلمة لابد منها " اذ توحی هذه العلامة بوجود شیئ مهم یجب الافصاح عنه ،وهو دون شک شیئ مهم ذو علاقة مباشرة بالنص واسراره ، فـ"لا بد" توحی بالأهمیة وحرص الکاتب على الکشف عنها ، الامر الذی یثیر فضول القارئ ویشد انتباهه للتوجه بشغف نحو فضائها:(بیجان لیست أکثر من رمز لأشیائنا الضائعة ،لأحلامنا المؤجلة وذکریاتنا المدهشة ، بیجان لیست أکثر من رمز لعرائسنا الجمیلة التی أخذها الغیاب بعیداً وعرائسنا التی سیأخذها الغیاب بعیداً مرة اخرى) ([47]) وهکذا , فقد جاءت المقدمة بکل ما انطوت علیه من دلالات و موجهات تمکن القارئ من الامساک بالخیوط الاساسیة وترسم له خارطة طریق الى النص وعوالمه ,فـ"بیجان" بؤرة دلالیة واستراتیجیة فی النص وقد تکررت فی ثنایا النص الاساس بشکل لافت ، بل إنها المجرة التی تدور فی فلکها کل الحکایا والاشیاء ، وتتشکل فی اطارها جغرافیة النص وابعاد التجربة ، وهذا مناط اهمیتها وما جعل الکشف عن هویتها وقیمها الدلالیة بمثابة المدخل الاساس لفهم النص وتوجهاته، فإذا کان النص الادبی رسالة مشفرة، فإنه فی الوقت ذاته فکرة وتجربة ، یسعى الکاتب لإیصالها للمتلقى بکل ما انطوت علیه من ابعاد ومضامین ، ومن هنا تبرز أهمیة هذه العتبة النصیة ، ویتجلى من خلالها حرص الکاتب على فک شفرات الرسالة وتحدید مسارات التلقی لضمان سلامة القراءة والتأویل ، فـ"بیجان" بظلالها الرمزیة ، قد تدفع القارئ للخوض فی جملة من التأویلات التی قد تبعده عن جوهر التجربة، ومن ثم یخفق فی العثور على أکثر بؤر النص توهجاً وحرارة.

فی ضوء ما تقدم یمکن القول إن النص الموازی ، بکل عناصره، یلعب دوراً مهماً فی بناء  استراتیجیة التلقی وتحدید مسارات القراءة الممکنة والتهیئة لها .

 

الخلاصة :

جاءت هذه الدراسة الموسومة (النص الموازی / القارئ _ دراسة فی المجموعة الشعریة: غیمة من رماد) للوقوف على عناصر خطاب العتبات وطبیعتها وعلاقة بعضها ببعض ودورها فی توجیه القارئ وتحدید استراتیجیة القراءة ومسارات التلقی , بوصفها أیقونات تصل النصوص ببعضها وموجهات قرائیة تشکل فی مجموعها مفاتیح الدخول الى عالم النص وفضاءاته الدلالیة والجمالیة , وقد رصدت هذه الدراسة عدداً من النتائج والملاحظات منها :

1-  خطاب العتبات أو النص الموازی نوع من النضیر النصی الذی یمثل التعالی النصی    بالمعنى العام

2-  کان للنص الموازی فی "غیمة من رماد" بنوعیه وبکل عناصره اللغویة والبصریة،  تأثیر مهم فی إضاءة فضاءات النص وتحدید مسارات القراءة الممکنة والتهیئة لها.

3-  حققت عتبات غلاف غیمة من رماد وظائفها النصیة والاغرائیة وفرضت حضورها      الرمادی المطلق فی تجسید موضوعی وفنی لسلطة العنوان ودلالاته.

4-  على الرغم من أهمیة عتبة التجنیس ومؤشراتها الدلالیة بوصفها علامة نصیة مضیئة یستضیئ بها القارئ ،وبوصلة تحدد مساراته وتحفز قیمه ومعتقداته الأدبیة النوعیة  لقراءة النص فی ضوء شروطه وخصائصه التجنیسیة ،إلا أن صفحة الغلاف ،بل وکل الصفحات الأخرى اللاحقة ، لم تمنح هذه العتبة النصیة مساحة للحضور  فقد غابت  أیقونة التجنیس تماما عن خطاب العتبات ، ولم نعثر على ما یشیر إلیها أو یفصح عن هویة النص سوى إیماءات ضمنیة هامسة یمکن للقارئ التقاطها من خلال توهج شعریة المفارقة فی العنوان التی تشی ببعض خصائص النص .

5-  شکلت صفحة الغلاف الخلفیة بکل مفرداتها مفارقة صادمة لمجمل توقعات القارئ     المتبلورة وفقاً لمعطیات عتبات الغلاف الامامیة ،بما تحمله من مؤشرات أمل وتلاشی سلطة الرماد.

6-  تعددت وتنوعت العناوین فمنها ما هو بسیط مباشر وواضح وسهل المأخذ یقع ضمن  المستوى العملی ومنها ما هو مرکب ومراوغ بعید المأخذ ینطوی على ابعاد رمزیة ، ویقع ضمن المستوى النفعی التداولی.

7-  ساهم حضور القارئ الضمنی واضطلاعه بدوره مساهمة فاعلة فی بناء وتشکیل        العتبات النصیة بما یضمن تحقیق وظائفها الاغرائیة وسلامة التلقی والتأویل.

8-   سارت علامات العناوین الفرعیة فی اتجاهین اساسیین لکل منهما حقل دلالی خاص  تلتقی فیه عدد من العلامات ذات البعد الموضوعی المشترک ، فی ضوء العنوان         الرئیس.

9-  اتسمت بعض العناوین الفرعیة بتسلسل منطقی وموضوعی یلائم سیکلوجیة التفکیر ، ویتوافق مع توقعات القارئ وتطلعاته.

10-   تضمنت بعض العتبات النصیة احالات تناصیة ذات ابعاد تاریخیة راسخة فی الذاکرة   الجمعیة ، ما یجعل فهم القارئ للنص والدخول الى فضاءاته مرتبطاً باستحضاره      لترسبات الذاکرة واستدعاء المعرفة الخلفیة .

المصادر

( علاء المعاضیدی : غیمة من رماد : وزارة الثقافة والسیاحة ، صنعاء ، الجمهوریة الیمنیة 2004) .

 

قائمة المراجع

1-  جمیل حمداوی : السیموطیقا والعنونة : مجلة عالم الفکر، الکویت ج/2 ، ع/3 - 2001

2-  جیرار جینیت :مدخل الى جامع النص: ت/ عبدالرحمن أیوب ، دار توبقال النمغرب ، ط2  -  1986

3-  حسن محمد حماد: تداخل النصوص فی الروایة العربیة ،مطابع الهیئة المصریة العامة للکتاب،(د،ت)

4-  عبد الفتاح نافع : جمالیات فی شعر ابن المعتز : مجلة التواصل ، عدد 4 یونیة ، 1999

5-  علی جعفر العلاق: الشعر والتلقی: دار الشرق، عمان ، ط1، 1997

6-  قدور عبدالله ثانی : سیمیائیة الصورة "مغامرة سیمیائیة فی اشهر الارسالیات البصریة فی العالم"  دار الغرب للنشر ، وهران، 2005

7-  محمد بنیس : الشعر العربی الحدیث" بنیاتهوابدالاتها"دار توبقال ، الدار البیضاء المغرب، ط3، 2001

8-  مراد عبدالرحمن مبروک: جیویوتیکا النص الادبی : دار الوفاء ، مصر ، الاسکندریة ، ط2،2002

9-  د. مصطفى شمیعة : القراءة التأویلیة للنص الشعری القدیم  بین أفق التعارض وأفق الاندماج ,  دار الشرق، عمان ، ط1، 2001

 



 ([1])  ینظر: د.مصطفى شمیعة : القراءة التأویلیة للنص الشعری القدیم  بین أفق التعارض وأفق الاندماج , دار الشرق، عمان ،  ط1، 2001

([2]) جیرار جینیت : مدخل الى جامع النص، ت،عبدالرحمن ایوب، دار توبقال، المغرب، ط 2، 1986،ص91

 

([3]) جیرار جینیت  :عتبات ، ت، محمد المعتصم ، دار توبقال، المغرب ،2001، ص 19

([4]) محمد بنیس: الشعر العربی الحدیث - بنیاته وابدالاتها، داد توبقال المغرب ط3 ،2001، ص 188

([5]) نفسه ص 189

([6]) مدخل الى جامع النص ، مرجع سابق ص 91

([7]) حسن محمد حماد: تداخل النصوص فی الروایة العربیة ، مطابع الهیئة المصریة العامة للکتاب، (د،ت)  ص 148 .

([8]) جینیت، العتبات، مرجع سابق ، 91

([9]) تداخل النصوص فی الروایة العربیة ، مرجع سابق ، ص147

([10])  ینظر : مراد عبدالرحمن مبروک : جیویوتیکا النص الادبی: دار الوفاء ، مصر ،الاسکندریة ، ط2 ،2002، ص 124 .

([11])  ینظر : عبدالفتاح نافع: جمالیات اللون فی شعر ابن المعتز: مجلة التواصل ،عدد 4 یونیة، 1999، ص85

([12]) ینظر: مدخل الى جامع النص : مرجع سابق، ص 97

([13] ) ینظر: قدور عبدالله ثانی: سیمیائیة الصورة (مغامرة سیمیائیة فی أشهر الارسالیات البصریة فی العالم , دار الغرب للنشر ,وهران,2005- ص22

([14]) علاء المعاضیدی: غیمة من رماد ، وزارة الثقافة والسیاحة ،صنعاء ، ط1، 2004، ص 2

([15]) ینظر: مدخل الى جامع النص : مرجع سابق، ص97

([16]) جمیل حمداوی : السیموطیقا والعنونة : مجلة عالم الفکر الکویت ,ج/2,ع/3 ,ص108

([17]) ینظر:علی جعفر العلاق: الشعر والتلقی,دار الشرق,عمان,ط1,1997,ص173

([18]) غیمة من رماد : ص36

([19]) غیمة من رماد ,ص7

([20]) نفسه 20

([21])  غیمة من رماد 32

([22]) نفسه 27

([23]) نفسه ,ص30

([24])غیمة من رماد  44

([25]) نفسه 45

([26]) نفسه 65

([27]) غیمة من رماد ,ص48

([28]) نفسه ,ص51

([29]) نفسه 11

([30]) نفسه 13

([31])غیمة من رماد  14

([32]) نفسه ,ص16

([33]) نفسه ص18

([34])غیمة من رماد 22

([35]) نفسه 24

([36])غیمة من رماد 32

([37]) نفسه 34

([38]) نفسه 36

([39]) نفسه 42

([40]) نفسه 50

([41]) نفسه 48

([42]) نفسه 51

([43]) نفسه 57

([44]) نفسه 58

([45])  غیمة من رماد 3

([46]) ینظر : العلاق ,الشعر والتلقی مرجع سابق,86

([47]) غیمة من رماد  ص2

1-  جمیل حمداوی : السیموطیقا والعنونة : مجلة عالم الفکر، الکویت ج/2 ، ع/3 - 2001
2-  جیرار جینیت :مدخل الى جامع النص: ت/ عبدالرحمن أیوب ، دار توبقال النمغرب ، ط2  -  1986
3-  حسن محمد حماد: تداخل النصوص فی الروایة العربیة ،مطابع الهیئة المصریة العامة للکتاب،(د،ت)
4-  عبد الفتاح نافع : جمالیات فی شعر ابن المعتز : مجلة التواصل ، عدد 4 یونیة ، 1999
5-  علی جعفر العلاق: الشعر والتلقی: دار الشرق، عمان ، ط1، 1997
6-  قدور عبدالله ثانی : سیمیائیة الصورة "مغامرة سیمیائیة فی اشهر الارسالیات البصریة فی العالم"  دار الغرب للنشر ، وهران، 2005
7-  محمد بنیس : الشعر العربی الحدیث" بنیاتهوابدالاتها"دار توبقال ، الدار البیضاء المغرب، ط3، 2001
8-  مراد عبدالرحمن مبروک: جیویوتیکا النص الادبی : دار الوفاء ، مصر ، الاسکندریة ، ط2،2002
9-  د. مصطفى شمیعة : القراءة التأویلیة للنص الشعری القدیم  بین أفق التعارض وأفق الاندماج ,  دار الشرق، عمان ، ط1، 2001