نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
المقيد لدرجة الدکتوراه بقسم التربية الفنية - کلية التربية النوعية - جامعة أسيوط
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
تصمــیم شخصـیات مسرحـیه لتقدیـم بعــض دروس المنهج المدرسی بإستخدام بقایا الخامات البلاستیکه
إعــــداد
الباحث / نشوان عبده فارع الزنن
المقید لدرجة الدکتوراه بقسم التربیة الفنیة - کلیة التربیة النوعیة
- جامعة أسیوط
} المجلد الثالث والثلاثین– العدد التاسع – جزء ثانی– نوفمبر 2017م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مستخلص البحث :
البحث بعنوان: تصمــیم شخصـیات مسرحـیه لتقدیـم بعــض دروس المنهج المدرسی بإستخدام بقایا الخامات البلاستیکیة، هدف البحث الى التعرف على إسلوب مسرحة المناهج فی تقدیم بعض الدروس المقرره والتأکید على أهمیتة فی میدان التربیة والتعلیم وکذالک التعرف على امکانیات خامة البلاستیک وخصائصه المختلفه والإستفادة من بقایاه وتوصل الباحث إلى ان خامة البلاستیک وسیط جید لتنفیذ شخصیات مسرحیة مختلفه ومتنوعه ولدیها إمکانیات مختلفه للتشکیل بطرق تتیح المجال لتنفیذ ما یرغب الفنان تنفیذ، ویوصی الباحث بضرورة الإهتمام باستخدام العلب الفارغه من البلاستیک وبقایاه المختلفه فی انتاج اعمال فنیة لما لذلک من أهمیة فی الحد من التلوث البیئی.
مقدمة :
یلعب المسرح المدرسی من خلال المسرح التعلیمی دورا بارزا فی العملیة التعلیمیة وذلک من خلال مسرحة المناهج الدراسیة حیث یقدم بعض دروس المنهج للتلامیذ بطریقه سلسه وممتعه ومشوقة تجذب انتباههم لمتابعة کل مایدور فی المسرحیة التعلیمة وهی بذلک تحقق الفائدة المرجوه من الدرس المقرر فتصبح بهذا المعنى طریقة تدریس مبتکره واسلوب ناجح من اسالیب عرض الدروس التعلیمة سیما للمراحل الاولى من التعلیم کیف لا والمسرح أداة من ادوات التفاعل والمشارکة ویخاطب حواس مجتمعه فی الوقت ذاته کما تجتمع فیه العدید من الفنون المختلفه کالتصمیم والرسم والتشکیل المجسم والدیکور والازیاء والاکسسواراتوالإضاءه وغیرها من الفنون المتنوعة بالاضافة الى حرکة الممثلین وتعبیراتهم المختلفه لتوصیل الافکار بصوره حیة ومباشره على خلاف باقی الفنون وبهذا یصبح المسرح فن حی وأداة فاعلة سیما فی تقدیم مفردات بعض دروس المنهج المدرسی وللخامة کذلک دور کبیر فی بلورة الشخصیه المسرحیة التی تقدم مفردات الدرس، حیث یحاول الاحث من خلال هذا الورقة البحثیه إلقاء الضوء على خامة البلاستیک وکیفیة الاستفاده فی تشکیل شخصیه مسرحیة تقدم محتوى دراسی للتلامیذ بطریقه جذابة واکثر جدوى من الطرق التقلیدیة فی التدریس.
مشکلة البحث :
تنبع مشکلة البحث من إحساس الباحث بأهمیة استخدام أسالیب جدیده ومبتکره فی تقدیم الدروس المقرره والتی تساعد على تفاعل التلامیذ وتثیر انتباههم بدلا من الطرق التقلیدیة ویمکن تحدید المشکله بالسؤال الرئیس التالی:
ما إمکانیة تصمــیم شخصـیات مسرحـیه لتقدیـم بعــض دروس المنهج المدرسی بإستخدام بقایا الخامات البلاستیکة ؟
ویفترض الباحث انه من الممکن تصمیم شخصیات مسرحیة بخامة البلاستیک وبقایاها لتقدیم بعض دروس المنهج المدرسی.
أهمیة البحث :
یفید هذا البحث فی تقدیم اسالیب جدیده لتقدیم بعض الدروس المقرره فی المنهج المدرسی ولفت الانتباه لاهمیة استخدام مسرحة المناهج الدراسیة فی التدریس کاسلوب أثبتت الدراسات المتعدده اهمیته ونجاحه فی الحقل التربوی والتعلیمیی وکذلک فی لفت الانظار لأهمیة استخدام البلاستیک وبقایا العلب الفارغه منها فی تصمیم شخصیات مسرحیه واقنعه ومکملات العرض المسرحی کخامه رخیصة الثمن وللتخفیف من أضرارها على البیئة والتربه الزراعیة.
ویفید البحث الحالی جهات عدیدة منها وزارة التربیة والتعلیم ومؤسساتها التربویه المختلفه والمعلمین بالمدارس وکذلک الفنانیین والمهتمین بمجالات الفنون المختلفة ولیس المسرح فحسب کما یفید البحث فی فتح المجال لدراسات اخرى مکملة ومرتبطة بمجال مسرحة المناهج او بمجال استخدام البلاستیک المختلفه.
أهداف البحث :
- التعرف على إسلوب مسرحة المناهج کاحد الأسالیب الناجحه فی تقدیم بعض الدروس المقرره والتأکید على اهمیتة فی میدان التربیة والتعلیم.
- التعرف على امکانیات خامة البلاستیک وخصائصه المختلفهوالإستفادة من بقایاها.
- تقدیم أفکار مقترحه لتنفیذ أقنعه وشخصیات مسرحیة بخامة البلاستیک والعلب الفارغه منها.
حدود البحث :
یتحدد البحث موضوعیا بخامة البلاستیک وکیفیة الاستفاده منها فی تنفیذ شخصیات مسرحیه تقدم دروس من المنهج بما یعرف بمسرحة المناهج، وذلک خلال العام الحالی 2017م
منهجیة البحث :
یتبع الباحث المنهج الوصفی فی وصف مفهوم مسرحة المناهج واهمیته وکذا خامة البلاستیک وخواصها یستخدم المنهج التجریبی من خلال تنفیذ بعض النماذج لشخصیات مسرحیه بخامة البلاستیک وبقایاها من العلب الفارغه وغیرها.
مصطلحات البحث :
یعرف تقدیم دروس من المنهج باستخدام الشخصیات المسرحیة بإسم مسرحة المناهج: Curriculum Theaterization
حیث تعددت تعریفات مسرحة المناهج کما یلى:
- تعرف مسرحة المناهج بأنها وضع المنهج الدراسىفى قالب درامی من خلال تجسید المواقف التى بداخلها وتمثیلها فى مکان مخصص لذلک.([1])
- یذکر "مجدى عزیز" أن مسرحة المناهج یقصد بها وضع المناهج الدراسیة التى تسمح طبیعتها بذلک فى قالب درامی، حیث یقوم المتعلمون بتجسید المواقف والأحداث المتضمنة فى هذه المناهج.([2])
ویعرف کلا من سمیر یونس وشاکر عبدالعظیم مسرحة المناهج بأنها وضع المناهج الدراسیة فی إطار مسرحی وذلک بتجسید المواقف والاحداث التی بداخلها وتمثیلها فی مکان مخصص لذلک.([3])
ویتبنى الباحث تعریف مسرحة المناهج إجرائیا کما یلی:-
1- طریقة لتنظیم المحتوى العلمى للمادة الدراسیة وأسالیب تدریسها بحیث یتضمن إعادة تنظیم الخبرة التعلیمیة وتشکیلها فى قالب مسرحىفى صورة مواقف تمثیلیة یتم فیها تجسید المواقف والأحداث بصورة درامیة فى إطار القواعد والأسالیب الفنیة المتبعة فى الأعمال المسرحیة مع الترکیز على الأهداف والعناصر والأفکار الهامة المراد تعلیمها للتلامیذ، ویقوم المعلم فى ذلک بدور المُعد والمخرج ،ویقوم التلامیذ بدور الممثلین والجمهور، ویتم ذلک فى مکان معین (مسرح المدرسة) أو داخل الفصل الدراسى،ویستطیع المعلم الاستفادة من الأثاث المدرسى داخل الفصل کخلفیة للموقف التعلیمی المسرحی .
2- إستراتیجیة هادفة ومنظمه لتفسیر جزء من المنهج المدرسی، یمارس فیها التلامیذ أدوارهم فی موقف درامی بطریقة فردیة أو جماعیة تنسجم مع میولهم ورغباتهم وتستخدم فی هذه الاستراتیجیة عناصر الدراما الفنیة من خیال وحرکات ایقاعیة ولعب للأدوار إلى جانب ما أمکن من مکملات العرض المسرحی کالدیکور والأزیاء والإکسسوارت بما یکفل الدور الإیجابی للمتعلم فی الموقف التعلیمی کتوظیف للحوار والمناقشة وإنارة للتفکیر.
الخامة کمفهوم لغوی تعنی المادة الأولیة (Raw Material) أی الخامات التی لم تجر علیها عملیات تشکیلیة وتشغیل بمعنی أنها المادة قبل أن تعالج([4]).
خامة البلاستیک : Plastic material
یطلق مصطلح "بلاستیک (Plastic)" على کل شئ به لدونه على کل خامة، یمکن تعدیل وتغییر شکله بواسطة میکانیکی حراری دون أن تفقد تماسکها وفی نفس الوقت تحافظ على صورتها الجدیدة حتى بعد زوال المؤثر علیها مثلما أطلق علیه "کارلتون ألیس (Carleton Ellis)" أحد العلماء الأمریکیین([5]).
مفهوم مسرحة المناهج وأهمیتها :
نشأة فلسفة مسرحة المناهج من الحاجه الملحة إلى إسلوب جدید لتقدیم الدروس العلمیة بطریقة تجذب إنتباه التلامیذ وتشدهم إلى متابعة الدرس وإستیعابه، ولما کان المسرح وما یزال من الأسالیب الناجحة فی التثقیف والتعلیم والتوعیة جاءت فکرة مسرحة المناهج التعلیمیة کفکر فلسفی ناجح فی تقدیم الدروس العلمیة للتلامیذ بطریقة مشوقه ومبسطه تخلق الحماس وتشجعهم على متابعة الدرس والتعایش معه کصفة ممیزه للمسرح بالأضافة إلى التحام التلمیذ بالعرض المسرحی التعلیمی فیؤثر فیة تأثیراً مباشراً، إن للمسرح قوة وقدرة کأداة فعل وعمل وتطویر وتغییر فی العالم الداخلی والخارجی للإنسان ویمکن من خلاله تطویر أداء کلاً من المعلم والمتعلم وصولاً إلى فهم المحتوى العلمی للمناهج الدراسیة بإسلوب جذاب یدعم الطریقة التقلیدیة فی عرض وشرح تلک المناهج فالکتاب المدرسی لا یتعدى تأثیرة العقل أما العرض المسرحی فهو یضم عناصر الإبداع الفنی (تمثیل – دیکور-ملابس- إضاءة- مؤثرات سمعیة وبصریة) بالإضافة إلى عناصر الحرکة والإثارة والتشویق لإشباع خیال التلمیذ وحاجته للمعرفة.)[6](
وبما أن المفهوم الحدیث للتربیة یتجه نحو إعداد المتعلم ذهنیاً ووجدانیاً أکثر مما یتجه نحو تزویده فقط بالمعلومات ویتجه کذلک إلى تأهیله لإکتشاف العالم المحیط به والتعامل معه بإیجابیة فأن مسرحة المناهج کما یذکر أبو الخیر من الوسائط التربویة الناجحة لتحقیق الخبرة المباشرة سواء للمؤدی أو المتلقی لأن العملیة التعلیمیة بهذه الطریقة خرجت من کونها معلومات یتم تلقینها للتلامیذ إلى خبرات یکتسبونها لیتفاعلوا مع الحیاة بشکل أفضل،)[7](وتبدوأهمیة النشاط الدرامی کما یذکر علی سعد جاب الله فی إقبال التلامیذ علیه حیث الإیحاء والأشارة والعمل والحرکة والإفصاح عن أفکارهم والتعبیر عن مشاعرهم وهم یقومون بالنشاط التمثیلی لانه نوع من المحاکاة والتقلید ویوفر لهم جواً من الثقة والمرح والنشاط الإجتماعی ")[8](
ویرى الباحث إن إستخدام الأنشطة التعلیمیة والألعاب التربویة والتی من أهمها النشاط الدرامی تجعل التلامیذ یتجهون إلى التعاون والمنافسة ویقبلون على اللعب والتمثیل الذی ینمی لدیهم مستوى الحوار والمحادثة ویحقق لهم المتعة وینمی لدیهم کذلک الملاحظه والتفکیر ویساعدهم على التعلم المعرفی والتفاعل مع المواقف المحیطة بهم والتدریب على العمل الجماعی.
الخامة:
تعد الخامه فی الفنون کل ما یمکن أن یستخدم فی تشکیل وصیاغة العمل الفنی، حیث وفرت لنا البیئه الطبیعیة والصناعیة خامات عدیدة لها صفات ممیزة منها ما هو من أصل نباتی أو حیوانی أو ما تذخر به البیئة من خامات، وکذلک هناک العدید من الخامات المصنعة والمستحدثة.
الخامة ودورها فی التعبیر:
الأشغال الفنیة مجال یرتبط بخامات لها طبیعة خاصة، وعلى الفنان فی هذا المجال أن یکون قادراً على الممارسة والتشکیل بخامته، بل یکون قادراً على التجریب والکشف عن أسالیب التشکیل والتعبیر، وهذا لا یتحقق إلا من خلال تناولها برؤى جدیدة، وفکر مستنیر حیث تصبح مثیراً لإلهامة ومدخلاً لکونها وسیط تعبیری" فخیال الفنان إن لم یتصور الشکل الفنی المطلوب فی عقله وکون له صورة تقریبیة ذهنیة لم یتمکن من أن ینتج شئ"([9]).
والمادة الخام لا تکتسب صبغة فنیة وتصبح مدرکه حسیاً إلا بعد أن تکون ید الفنان قد امتدت إلیها فخلقت لها محسوساً جمالیاً([10]).وعن طریق أسالیب التشکیل المختلفة یبدا الفنان فی التعامل مع خاماته وهدفه الرئیسی تطویعها فی عمله، بحیث یستطیع بواسطتها أن یجد ما بداخله
خامة البلاستیک:
یرجع أصل المواد المصنعة من خامة البلاستیک إلی القرن التاسع عشر وبالتحدید فی 1865م، حینما أستطاع "ألکسندر بارکس (Alexander Parkes)" إکتشافالنیتروسلسیولوز ثم توالت عملیات التجریب والاکشاف على الخامة حتى وصلت إلی الشکل المتعارف علیه فی کافة الاستخدامات المعاصرة([11]).
ویطلق مصطلح "بلاستیک (Plastic)" على کل شئ به لدونه على کل خامة، یمکن تعدیل وتغییر شکله بواسطة میکانیکی حراری دون أن تفقد تماسکها وفی نفس الوقت تحافظ على صورتها الجدیدة حتى بعد زوال المؤثر علیها مثلما أطلق علیه "کارلتون ألیس (Carleton Ellis)" أحد العلماء الأمریکیین([12]).
ومنذ نهایة الحرب العالمیة الثانیة سرعان ما دخلت خامة البلاستیک کجزء جوهری فی حیاتنا الحدیثة بکافة مجالاتها نظراً للمزایا المتعددة التی یمکن أن نحصل علیها من خلال الإمکانات التشکیلیة للخامة التی کانت مصدر جذب واهتمام من قبل الفنانین فی مجال الفنون البصریة وبصفة خاصة البلاستیک کوسیط تشکیلی فی العدید من الأعمال النحتیة ذات الأبعاد والتراکیب المختلفة.
إن کتلة الخامة ولونها وملمسها ومقدار ما توفره من وقت وجهد أثناء التشکیل بالإضافة إلی درجة الأمام الشخصی الذی تحققه أثناء الاستخدام وطرق التشکیل، وکذلک الأدوات المستخدمة فی التشکیل کل ذلک کان له الأثر الکبیر فی عملیات الإنتاج الفنی وفی تحقیق إبداعات جدیدة فی النحت الحدیث.
الخواص الحسیة والترکیبیة لخامة البلاستیک:
تشکل الخواص الحسیة والترکیبیة لخامة البلاستیک جمالیات یستند علیها الفنان کخبرة عند البدء فی تشکیل عمله، وتسهم فی وضوح فکرته الجمالیة.
أ] الخواص الحسیة لخامة البلاستیک:
الخواص الحسیة هی الخواص التی تدرک بالحواس الخمسة للإنسان لخامة البلاستک، حیث تضفى الإمکانات فی التشکیل الفنی فی مجال النحت تکون عامل جذب عند إدراک الأشکال الفنیة والخواص الحسیة لخامة البلاستیک وذات صفات جمالیة خاصة تمیزها عن باقی خامات المجسم الآخرى من ملمس ولون ورائحة بالإضافة إلی إمکانیة خامة البلاستیک فی تقدیم الإحساس بقیمة الفراغ کعنصر تشکیلی فی الأشکال المجسمة من خلال صیاغة النحات للخامة المتمثلة فی الشفافیة التی تظهر العمق الداخلی للمنظور المرئی خاصة حین یقوم النحات بتشکیلها لإعطاء تدرجات من الشفافیة فی التشکیل النحتی بالخامة ([13]).
یعد الجانب الحسی للخامة من العوامل الهامة للفنان، حیث تختلف کل خامة من خامات التشکیل الفنی فیما بینها من خواص حسیة تسهم فی إیجاد الحلول والإمکانات التشکیلیة لإثراء الأعمال الفنیة، حیث تقدر القیمة الجمالیة للخامة فی إطار الوحدة الناتجة من التفاعل العضوی بینها وبین باقی العناصر الأخرى المکونة للعمل.
والخامة فی حد ذاتها لا تشکل عملاً فنیاً، حیث یتطلب تحویلها إلی شکل جمالی من خلال قدرات وخبرات النحات لیظهر أقصى عطاء تشکیلی وتعبیری لها فی عمل فنی یظهر عناصرها الحسیة وغیرها من عناصر آخرى مثل خیال وفکر النحات من خلال الخامة، فالعلاقة بیننا وبین الأعمال الفنیة لیست علاقة واحدة فقط وهی العلاقة الجمالیة أو علاقة الاستمتاع والتأمل على مسافة معینة ولکن هی علاقة متفاعلة ومتبادلة، وکلما کان التفاعل قویاً کان العمل الفنی أکثر ثراء([14]).
ب] الخواص الترکیبیة لخامة البلاستیک:
لا تنفصل الخواص الترکیبیة لخامة البلاستیک عن خواصها الحسیة وتمثل الخواص الترکیبیة السعة التشکیلیة والإنشائیة للخامة والنقل النوعی والکثافة والقوى المیکانیکیة، وهی الخصائص التی یجب على النحات إدارکها عند الشروع فی بناء وتنفیذ عمله الفنی من خلال التعامل مع الخامة.
وتتمتع خامة البلاستیک بالصلابة، حیث یمکن تنفیذ وبناء أعمال فنیة ذات ضخامة من حیث الحجم مع قوة تحمل عالیة مع إمکانیة فی ثبات الأشکال الهیکلیة، وهی الخصائص التی یجب على الفنان إدراکها عند الشروع فی بناء وتنفیذ عمله الفنی من خلال التعامل مع الخامة.
الإفادة التربویة من التعرف على ما تحتویة خامة البلاستیک من خواص حسیة وترکیبیة:
إن التعرف على الخواص الحسیة والترکیبیة للتشکیل بخامة البلاستیک هی فی الأساس من العوامل المعرفیة الهامة التی تسهم فی إکساب الطلاب والطالبات قدراً معرفیاً حول طبیعة الخامة وإمکاناتها التشکیلیة.
وبهذا القدر المعرفی الذی یقدم للطلاب یمکنهم التمیز بین صفات کل نوع من أنواع الخامة وما هی أقصى إمکاناتها التشکیلیة والتعبیریة وما هی الفروق والاختلافات والتقنیات والأدوات والتجهیزات الخاصة عند تشکیل کل نوع من الخامة المختلفة فیمکنهم بذلک الترعف بسهولة على خواصها التشکیلیة، وبالتالی یمکنهم الإحساس بنواحی الجمال المتضمنة فی تلک الأعمال الفنیة المنفذة من الخامة، وبالتالی القدرة على تفهم اتجاهات الفنانین المتنوعة فی استخدام البلاستیک فی التشکیل المجسم.
ولخامات البلاستیک المختلفة طبیعة وخصائص وصفات تمیزها عن الخامات الآخرى فی التشکیل حتى لا یتم اللبس بین أنواع الخامات وخواصها التشکیلیة، فلابد للطلاب والطالبات من التعرف على هذه الاختلافات ولإثراء جوانب التقدیر الجمالی للفنون التشکیلیة والتأکید على القیم التعبیریة من خلال تنوع استخدام الخامة (فلکی یعبر الطلاب والطالبات عن أفکارهم الفنیة لابد من اکتساب قدراً مساویاً من التحکم فی الخامة والتجریب لاکتشاف إمکانیات الخامة واستخدامها کأداة للتعبیر متى أدرکوا حساسیة الخواص الممیزة لها بالإضافة إلی اکتسابهم قدراً من الثقة أثناء التعبیر الفنی والقدرة على الاختیار المناسب لتحقیق الأهداف والأفکار التی یریدون التعبیر عنها خلال تعاملهم للخامات المناسبة) ([15])
الطرق التشکیلیة لخامة البلاستیک:
ترتبط الخواص الحسیة والترکیبیة لخامة البلاستیک بالطرق التشکیلیة والتقنیة لها، فإدراک النحات لهم یعنی تکامل الخبرة الجمالیة عن طریق
اکتشاف التقنیات المرتبطة بتشکیل الخامة لتحقیق أفکاره الفنیة، وتتمتع خامة البلاستیک بتعدد وتنوع الطرق التشکیلیة، فمنها أنواع یمکن استخدامها کوسائط للتشکیل بالطرق الیدویة وأنواع آخرى مرتبطة بتقنیات تکنولوجیة، وکلاهما لجأ إلیهم النحات فی تحقیق أعماله الفنیة، وقد تعددت وتنوعت طرق الأداء والتشکیل الفنی للبلاستیک فی أعمال الفن الحدیث نتیجة لتنوع وتعدد أنواعها ومشتقاتها الصناعیة، وظهر هذا التنوع فی أعمال فنیة تنتسب إلی عدة إتجاهات فنیة فی الفن الحدیث.
- طرق التشکیل الیدویة:
أ] تشکیل الشرائح الشفافة والمعتمة:
ب – تشکیل الشرائح بالقطع والثنی والترکیب
ج- التشکیل عن طریق الشفط والتفریغ
- تشکیل خامة البلاستیک عن طریق الصب فی قوالب:
إذا کان التقدم العلمی والتکنولوجی قد أحدث تحولات خاصة فی طرق استخدام الخامات، فإن فن النحت یعتبر أکثر الفنون تأثراً بها، فاستخدام النحات الخامة "البولی إستر (Poly Ester)" عدیدة ومتنوعة لتمیز الخامة بخواص حسیة وتشکیلیة وتعبیریة تقبل التشکیل بها تحت مختلف الظروف، لذا دخلت الخامة فی تدعیم العدید من الاستخدامات الصناعیة، حیث أنها تمیز بالصلابة والمتانة ومقاومة للشد والإجهادات ومنها أنواع کثیرة ومتعددة لذلک فهی تلبی معظم الاحتیاجات الیومیة فی شتى المجالات للمستهلکین([16]).
- التشکیل عن طریق المزاوجة والتجمیع للعناصر السابقة التجهیز:
لعل هذا یعد من المجالات الفنیة التی تعطی قدراً کبیراً للفنان لحریة تناول الخامة تشکیلیاً من خلال ما تقدمه هذه العناصر جاهزة التصنیع من مثیرات بصریة حسیة وهی فی مجال التشکیل المجسم تعد من السهولة على النحات التعبیر عن هیئات تشکیلیة متعددة، وبإمکانه الحذف والإضافى بسهولة ویسر لأن الخامة تقبل الدمج والترابط بسهولة مع نفس مکون لها ومع الخامات الآخرى کالمعادن والأخشاب لتعطی إمکانیات تشکیلیة وأنواع متعددة من الأفکار الفنیة الخاصة المتمیزة بالتفرد والتی لا حصر لها.
وفیما یلی سوف نستعرض الاتجاهات المختلفة التی ساهمت فی إقبال الفنانون على استخدام الخامات المستحدثة وبصفة خاصة على إستخدام خامة البلاستیک فی الفنالحدیث.
یرتبط الفن دائماً بالمقومات الحضاریة فی المجتمع العالمی، حیث تکون فی القرن العشرین مجموعة من العوامل والتغیرات الفکریة والاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة، بالإضافة إلی ما أحدثه تقدم العلوم التکنولوجیا.
الإفادة من خامة البلاستیک فی التربیة االمسرحیة و فی مجال التربیة الفنیة :
عند إعداد معلم التربیة، یجب أن یتوافر لدیه من المقدرة التی تجعله فناناً ممارسا للفن، بحیث یکون ملماً بمجموعة من الصفات الآخرى التی یستطیع من خلال تدریس مادة التربیة الفنیة عموما والتربیة المسرحیه بصفة خاصة مجال التشکیل المجسم، فیکون صاحب خبرة حقیقیة فی الفن من خلال مقدرته على النقد والتذوق ویکون هذا التذوق فی أفرع واتجاهات الفن المتعددة، فعلیه أن یسعى إلی التعرف على الأنماط المختلفة للصیاغات التشکیلیة والطرق والأسالیب المتنوعة قدیماً وحدیثاً وکیفیة الاستفادة فی الوصول إلی ما یرجو تحقیقه من أهداف.
ومن خلال هذا البحث الذی یتناول محاولة التشکیل بخامة البلاستیک لبعض الشخصیات المسرحیه اتضح أن خامة البلاستیک تعد من أهم وسائط التشکیل الفنی، حیث استخدامها العدید من الفنانین لتنفیذ أعمالاً تعبر عن اتجاهات ومذاهب متعددة فی الفن الحدیث، لما تتمیز به خامة البلاستیک من جملة من الصفات والخصائص تجعلها ممیزة عن خامات تشکیلیة آخرى.
من هذا المنطق یکون من الجدیر بالاهتمام أن یتعرض الطالب المعلم إلی الخوض فی قدر من الأعمال الفنیة التی توضح الأسالیب والطرق التی أتبعها الفنانون للتشکیل بالخامة، حتى تتکون لدیه رؤیة فنیة خاصة أساسها خبرة فنیة قائمة على ما ألم به من جوانب معرفیة حول طبیعة الخامة وطرق تشکیلها والاتجاهات الفنیة الحدیثة التی استخدمها فی تنفیذ أعماله وما هی جوانب الآمان والسلامة عند القیام بتشکیل الخامة وخاصة کل نوع منها یختلف فی طریقة تشکیلة.
من خلال ذلک یستطیع مصمم الشخصیات المسرحیة أو الممارس للفن بصفة عامة التعبیر عن أفکاره بحریة وبما یتوافق مع قدراته المهاریة والمعرفیة.
حیث یستوجب علیه أن یتعرف على التجارب الفنیة المتعددة، حتى یستطیع أن یسلک الطریق الفنی المناسب له بناءً على رؤیة وثقافة لها أساس علمی، وفیما یلی یقدم الباحث تجربة بحثیه مرتبطه بموضوع البحث حیث استفاد من العلب البلاستیکیهالفارغه فی عمل شخصیات مسرحیه کما یلی :
نتائج البحث :
توصل الباحث إلى مایلی :
- ان خامة البلاستیک وسیط جید لتنفیذ شخصیات مسرحیة مختلفه ومتنوعه ولدیها إمکانیات مختلفه للتشکیل بطرق تتیح المجال لتنفیذ مایرغب الفنان تنفیذ.
- ان استخدام المواد البلاستیکیهالمستهلکه کالعلب الفارغه وغیرها یساعد على التخفیف من أضرارها على البیئة لماتحویه من مواد کیماویة ومن ناحیة اقتصادیة یوفر على الفنان ثمن شراء بعض الخامات فهی دعوه لإستخداممایمکن استخدامه من مخلفات البیئه کالبلاستیک وغیره.
- ان استخدام اسلوب مسرحة المناهج فی تقدیم بعض الدروس یعد وسیله فاعلة تجذب انتباه التلامیذ وتساعد على التفاعل الصفی سیما المراحل الاولى والمتوسطه من التعلیم.
توصیات البحث ومقترحاته :
یوصی الباحث بما یلی :
- الإهتمام باستخدام العلب الفارغه من البلاستیک وبقایاه المختلفه فی انتاج اعمال فنیة لما لذلک من اهمیة فی الحد من التلوث البیئی.
- الاهتمام بتفعیل اسلوب مسرحة المناهج فی تقدیم بعض الدروس کونه اسلوب ناجح خصوصا فی المرحلة الاساسیة من التعلیم
- یقترح الباحث القیام بدراسات مکمله مستقبلا ترتبط بموضوع مسرحة المناهج وکذا استخدام خامة البلاستیک کوسیط فنی جید.
المراجع
- أحمد سکران، دور التشکیل فی العروض المسرحیة الموضحة للمناهج الدراسیه، رسالة دکتوراة غیر منشورة، کلیة الفنون الجمیلة - جامعةالمنیا، 2001م
- السید عبدالمجید الشریف (1999): البلاستیک والمطاط فی حیاتنا المعاصرة، مرکز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، .
- أورین أدمان ، الفنون والإنسان مقدمة موجزة فی علم الجمال، ترجمة/ مصطفى حبیب، الهیئة العامة للکتاب، القاهرة، 2001م
- سمیر یونس وشاکر عبدالعظیم، استخدام مسرحة المناهج فی تحقیق أهداف وحدة تدریسیة فی مادة النحو لتلامیذ الصف الأول الأعدادی، کلیة التربیة – جامعة حلوان
- سونیا هانم علی قزامل: فاعلیة استخدام مسرحة المناهج فی تدریس مادة الدراسات الإجتماعیة على تنمیة بعض المهارات الحیاتیة لدى تلامیذ المرحلة الإبتدائیة وأثرة على التحصیل، کلیة التربیة بالعریش، 2006م،
- شاکر عبدالحمید ( مارس 2001): التفضیل الجمالی، عالم المعرفة، المجلس القومی الوطنی للثقافة والفنون والآداب – الکویت
- على سعد جاد الله، أثر استخدام النشاط التمثیلی فی تنمیة بعض المهارات التعبیر الشفهی لدى تلامیذ الأول الإعدادی، سلطنة عمان ، کلیة التربیة ببنها، جامعة الزقازیق
- عبدالغنی النبوی الشال (1956): فلسفة الفن والتربیة الفنیة، مطبعة ممفیس
- محمد إسماعیل عمر (1997): خواص البلاستیک والطباعة بالسلک اسکرین، دار الکتب العلمیة للنشر والتوزیع – القاهرة
- محمد حامد أبو الخیر، مسرح الطفل، الهیئة المصریة العامة للکتاب،القاهرة،1988
- معجم ألفاظ الحضارة الحدیثة ، معجم اللغة العربیة، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة، مصر ،1980م
http://www.doaj.org/doaj?func=expand
(1)سونیا هانم علی قزامل: فاعلیة استخدام مسرحة المناهج فی تدریس مادة الدراسات الإجتماعیة على تنمیة بعض المهارات الحیاتیة لدى تلامیذ المرحلة الإبتدائیة وأثرة على التحصیل،کلیة التربیة بالعریش،2006م، ص51.
(3) سمیر یونس وشاکر عبدالعظیم، استخدام مسرحة المناهج فی تحقیق أهداف وحدة تدریسیة فی مادة النحو لتلامیذ الصف الأول الأعدادی، کلیة التربیة – جامعة حلوان، ص19.
([4])معجم ألفاظ الحضارة الحدیثة (1980): معجم اللغة العربیة، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة، مصر، ص57.
([5])أ. ج. کرنز– أ. یارسلی (1960): البلاستیک فی خدمة الإنسان، ترجمة/ یوسف الحارونی، مراجعة/ مصطفى حافظ، القاهرة، ص13.
([8]) على سعد جاد الله، أثر استخدام النشاط التمثیلی فی تنمیة بعض المهارات التعبیر الشفهی لدى تلامیذ الأول الإعدادی، سلطنة عمان ، کلیة التربیة ببنها، جامعة الزقازیق، ص 44.
([11])محمد إسماعیل عمر (1997): خواص البلاستیک والطباعة بالسلک اسکرین، دار الکتب العلمیة للنشر والتوزیع – القاهرة، ص7
([12])أ. ج. کرنز– أ. یارسلی (1960): البلاستیک فی خدمة الإنسان، ترجمة/ یوسف الحارونی، مراجعة/ مصطفى حافظ، القاهرة، ص13.
([13])أورین أدمان (2001): الفنون والإنسان مقدمة موجزة فی علم الجمال، ترجمة/ مصطفى حبیب، الهیئة العامة للکتاب، القاهرة، ص56.
([14])شاکر عبدالحمید ( مارس 2001): التفضیل الجمالی، عالم المعرفة، المجلس القومی الوطنی للثقافة والفنون والآداب – الکویت، ص25.