نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
قسم التربية الفنية – کلية التربية النوعية – جامعة أسيوط
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
التصمیمات الثلاثیة الابعاد والاستفادة
من عناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن(صنعاء القدیمة )
لإثراء اللوحة التصمیمیة
إعــــداد
الباحثة / رجاء عبدالله محمد فارع
قسم التربیة الفنیة – کلیة التربیة النوعیة – جامعة أسیوط
} المجلد الثالث والثلاثین– العدد التاسع – جزء ثانى– نوفمبر 2017م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مستخلص البحث:
العنوان: التصمیمات الثلاثیة الابعاد والاستفادة من عناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن لإثراء اللوحة التصمیمیة وهدف البحث الى: تنفیذ تصمیمات ثلاثیة الابعاد بالاستفادة من عناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن ورصد وتحقیق قیم تعبیریة وجمالیة من خلال عمل هذه التصمیمات, وتوصلت الباحثة الى ان هنالک امکانیة لتنفیذ تصامیم ثلاثی الابعاد من عناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن والى ان استخدام خامة الورق المقوى تتیح للمصمم امکانیات سهلة للتشکیل بحریة – کما حققت الباحثة مجموعة من القیم التعبیریة فی مجال التصمیم ثلاثی الابعاد لعناصر من العمارة التقلیدیة, وتوصی الباحثة بالاهتمام بتوثیق التراث المعماری والمحافظة علیه من الاندثار وذلک من خلال التصمیم والمجالات الفنیة المختلفة.
مقدمة
یعتبر الفن النتاج الابداعی الانسانی حیث یعتبر لونا من الوان الثقافة الانسانیة, وتعبیر عن الذاتیة , حیث تشکل فیه المواد لتعبر عن فکره , او یترجم احاسیسه او ما یراه من صور واشکال یجسدها فی اعماله. فالفن کائن فی کلّ ما نصنعه لإمتاع حواسنا، إنّ الشکل هو الهیئة التی یتخذها العمل الفنی، ولا فرق فی ذلک بین البناء المعماری أو التمثال أو الصورة أو القصیدة أو المعزوفة، فجمیع هذه الأشیاء تتخذ شکلاً معیناً خاصاً، وهذا الشکل هو هیئة العمل الفنی، غیر أنّ اتخاذ العمل الفنی لهذا الشکل إنما یتم عن طریق شخص معین هو من نسمیّه الفنان، والفنانون أنواع ودرجات ولکنهم جمیعاً یعطون شکلاً خاصاً لشیء ما.([1]), وبتنوع اشکال الفنون وتنوعها واتخاذها اشکالها المتعددة, ومنها التصمیم الذی یعد أحد هذه الاشکال التی دخلت فی کل تفصیل من تفاصیل حیاة البشر حیث أن التصمیم عمل أساسی لکل إنسان، فالرغبة فی النظام تعد سمة إنسانیة أساسیة، فمعظم ما یقوم به الإنسان من الأعمال إنما یتضمن قدراً من التصمیم، ویتمثل ذلک فی الأسلوب الذی یرتدی به ملابسه وینظم به منزله أو یعد به طعامه أو ینسق به أفکاره، فتلبیة حاجات الإنسان التی یحتاجها فی حیاته العامة والخاصة من (منتجات مادیة أو معان وجدانیة) والتعبیر عنها أمر حیوی. فقد اعتبر التصمیم فی عصرنا الحالی نظام إنسانی أساسی، وأحد الأسس الفنیة لحیاتنا المعاصرة، حیث امتد التصمیم لیشمل العمارة والأساس والنسیج والخزف والإعلام بکل أنواعه إلی غیر ذلک من المنتجات التی تحتاجها فـی حیاتنا.
التصمیم هو أحد مجالات النشاط الفنی إذ أنه یستحیل لأی عمل فنی من الوجود بدون تصمیم، بمعنی وضع العمل الفنی وتقدیر ما یستخدم فی صیاغته من عناصر ونسب واستخدامها لتحقیق الهدف الأمثل لهذا العمل المنشود.([2])
ولقد اختلف مفهوم التصمیم فی الفنون المعاصرة, فأصبح یقبل الخامات والتقنیات المتعددة لکی یحقق المفاهیم والافکار والقیم التعبیریة والتشکیلیة التی تواکب التقدم التکنولوجی فی عصرنا الحالی, والتصمیم ثلاثی الابعاد کأی عمل یخضع لأسلوب الفنانین وتفکیرهم الفنی الحر, وما یمیزه من فلسفة خاصة به تشیر للتحولات فی المجتمعات والتطورات التکنولوجیة والثقافیة والجمالیة’ ومن هنا حاولت الباحثة من خلال هذا البحث تنفیذ تصمیمات ثلاثیة الابعاد من خلال الاستفادة من عناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن.
مشکلة البحث:
وتحدد الباحثة مشکلة البحث من خلال التساؤل الاتی:
ما امکانیة تنفیذ تصمیمات ثلاثیة الابعاد بالاستفادة من عناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن لإثراء اللوحة التصمیمیة
أهمیة البحث:
ان اهمیة هذا البحث تکمن فی محاولة البحث تسلیط الضوء على مخرجات العمارة التقلیدیة الیمنیة وکیفیه الاستفادة من الفنون والتطورات الحدیثة من خلال عمل تصمیمات ثلاثیة الابعاد, کما تکمن اهمیة هذا البحث فی محاولة تقدیم الفائدة للدراسین والباحثین فی مجال التصمیم.
أهداف البحث:
یهدف البحث الحالی الى :
حدود البحث:
حدود موضوعیة: یقتصر هذا البحث على دراسة عناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن وامکانیة الافادة منها فی عمل تصمیمات ثلاثیة الابعاد
حدود زمانیة: یتم تطبیق هه الدراسة من خلال الاستفادة من عناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن
حدود مکانیة: عناصر الواجهات فی المبانی التقلیدیة الیمنیة.
منهجیة البحث وخطواته:
تتبع الباحثة فی عمل هذا البحث المنهج الوصفی التحلیلی من خلال الخطوات التالیة:
دراسة لعناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن وخاصة العمارة التقلیدیة فی صنعاء نموذجا مع أهم ممیزاتها
دراسة لمفهوم التصمیم اسسه وعناصره
کما اعتمدت الباحثة المنهج التجریبی لعمل تصمیمات ثلاثیة الابعاد تحمل فی طابعها عناصر العمارة التقلیدیة الیمنیة وتستند تلک التصمیمات على :
مصطلحات البحث:
التصمیم: The design
هو الابداع فی انتاج اعمال جمیلة ممتعة ونافعة . وهو الخطة الکاملة لتشکیل شیء ما وترکیبه فی قالب موحد لیس من الناحیة الجمالیة فحسب بل من الناحیة الوظیفیة والادائیة([3])
التصمیم ثلاثی الابعاد: 3D design
هو التصمیم الذی یتضمن مزیج من معطیات فنون التصمیم والنحت والترکیب, انه تنظیم ترکیبی, حیث ینشأ من إدماج هذه الطرق تنظیم للعناصر التشکیلیة والتعبیریة وهذه الطرق ترتبط بکل من الفن ذی البعدین (التصمیم) والفنون ذات الابعاد الثلاثة, ویتطلب هذا التنظیم حلولا تشکیلیة وتعبیریة من خلال اللون, والکتلة, والشکل, وبقیة العناصر الاخرى.
العمارة التقلیدیة: Traditional architecture
تتجسد العمارة التقلیدیة من خلال التوافق العفوی المترابط مع البیئة والاستغلال الکفء لمصادر البیئة الطبیعیة وفق تطور حثیث من التجربة والخطأ على مر السنین. حیث استطاعت المواد والتقنیات التقلیدیة الحفاظ على الطابع المعماری وتحقیق المتطلبات الإنشائیة والجمالیة للعمارة کما فی عمارة المدن الیمنیة الأخرى والتی تحتفظ بقیمتها التراثی وأصبحت بعضها ضمن قائمة التراث الحضاری العالمی کمدینة صنعاء القدیمة.([4]) ویمکن للباحثة تعریف العمارة التقلیدیة اجرائیا بأنها العمارة التی تتمتع بمجموعة من الزخارف والعناصر الجمالیة التراثیة والتی یمکن الاستفادة منها فی التصمیم.
التصمیم مفهومه , عناصره, واسسه
یستلهم المصمم رموزه وعناصره فی الغالب من الطبیعة وینظم تلک العناصر فی ضوء ما تملکه الطبیعة من تنویعات، ویبدأ التصمیم عندما تتحول الفوضى إلی نسق ونظام. إن الحصول على أی منتج تصمیمی جید یستدعی تواجد عملیة إجرائیة منظمة تتکون من خطوات محددة تؤدی لهذا المنتج، من هنا یمکن القول بأن العملیة التصمیمیة أو المسلک التصمیمی هو مجموعة الخطوات الإجرائیة التی تم إتخاذها نحو إیجاد حل مشکلة تصمیمیة معینة.
العوامل المؤثرة فی التصمیم:
یتأثر التصمیم بعدة عوامل خارجیة عن البناء الفنی ذاته، حیث أن الفنان المصمم لا یعبر عن إحساساته الفنیة من فراغ، ولکنه یستعمل فی ذلک التعبیر بخامات وأدوات متباینة، ویهدف من ذلک التصمیم إلی سد حاجات إنسانیة أو اجتماعیة معینة. حیث أنه لکل تصمیم وظیفة یقوم بها وتؤثر فی عملیة الإخراج الفنی، وتلک العوامل هی:
أ. الخامات والمهارات الأدائیة المتصلة بالتصمیم.
ب. وظیفة العمل الفنی أو القطعة التی ینتجها الفنان المصمم.
ج. موضوع التصمیم.([5])
أ- الخامات والأدوات:
یتطلب التصمیم الجید من المصمم أن یتعرف على الخامات التی یستغلها بمعرفة دقیقة وأن یتکشف حدودها وإمکانیاتها، وأن یبتکر فی إطار الخامات المستخدمة ومستفیداً من الظروف الخاصة التی تتیحها الخامة للتصمیم، کما یجب أن یحتفظ المصمم بصفاتها فی عملیة الإنتاج.([6]) فالخامات مصدر لا نهائی لإلهام الفنانون، فقد توحی ألوان الخامات وقیمها السطحیة وصفاتها الآخرى للفنان ابتکارات عدیدة فی التصمیم، کما أن للخامات قیود تفرضها على المصمم الواحد بسبب اختلاف الخامة.
ب – الوظیفة:
الفنان المصمم یجب علیه أن یدرس متطلبات وظیفة الشیء المطلوب لیضمن نجاح التصمیم ولیختار الخامات المناسبة ویشکلها بوعی بحیث تفی بالهدف منها. فالوظیفة یجب ألا تقید الفنان لدرجة الخضوع لها ونسیان الناحیة الجمالیة، ویجب أن یکـون ذلک الحل الوظیفی حلاً جمالیاً یرضی الحاجة الجمالیة عند الفنان.([7])
ج – موضوع التصمیم:
أن العملیة التصمیمیة أو المسلک التصمیمی هو مجموعة الخطوات الإجرائیة التی تم إتخاذها نحو إیجاد حل مشکلة تصمیمیة معینة. وعلى المصمم أن یحلل ویفسر ویصیغ الشکل وهو على وعی تام بالتطورات العلمیة والتکنولوجیة المتصلة بمجاله وبالمجالات الأخرى, فهو یتکامل مع مادته حتى یصل إلی صیاغة مشکلته فی شکل أفکار وعلامات ورموز وصور.([8])
عناصر التصمیم
تعد عناصر التصمیم بانها مفردات لغة الشکل التی یستخدمها الفنان المصمم، وسمیت بعناصر التصمیم أو التشکیل نسبة إلی إمکانیاتها المرنة فی اتخاذ أی هیئة مرنة وقابلیتها للإندماج والتآلف والتواجد بعضها مع بعض لتکون شکلاً کلیاً للعمل الفنی للمصمم. وقد اختلف العلماء والفنانون والنقاد فی تحدیدها. ولکنها وبشکل عام کالتالی:
الخط: هی أثر نقطة متحرکة، لذا فإنه له طول ولیس له عرض أو عمق، ولکن له مکان وقیم وإتجاه، فقد یکون مستقیماً أو قد یکون منکسراً أو قد یکون منحنیاً.([9])
المساحة: هی بیان لحرکة الخط (فی اتجاه مخالف لاتجاهه الذاتی) وبشکل الخط والمساحة، والمساحة لها طول وعرض ولیس لها عمق، وقد تکون مساحات أولیة لأشکال هندسیة منتظمة کالمربع أو المثلث المتساوی الأضلاع أو الدائرة.
الحجم: هو بیان حرکة المستوى "السطح" فی اتجاه مخالف لاتجاهه الذاتی ویشکل حجم التکوین وله طول وعرض وعمق ولیس له وزن.
اللـون: هو قیمة الإضاءة والعتامة وهو الممیز الواضح للشکل بالنسبة لما یحیط به، ویمکن أن یکون اللون طبیعیاً أو صناعیاً.([10])
الضوء والظل: الإضاءة عنصر إیجابی، والظلال هی المقابل السلبی لها فهی نتیجة حتمیة لسقوط الضوء على الأجسام الثلاثیة الأبعاد.
الفراغ: یرتبط الفراغ بطبیعة المکان، ویؤثر فی فاعلیات الحجوم التی تتواجد فیه ویتنوع بین المساحات والهواء التی تحیط بالأجسام أو یتخللها أو ینفذ فیها الهواء
اسس التصمیم:
ومن هذه الاسس:
الوحـدة: إن تحقیق الوحدة أو التآلف من المتطلبات الرئیسیة لأی عمل فنی بل وتعتبر من أهم المبادئ لإنجاحه من الناحیة الجمالیة، ویعنی مبدأ الوحدة فی العمل الفنی أن ترتبط أجزاءه فیما بینها لتکون کلاً واحداً.
الإیقـاع: یعتبر الإیقاع مجال لتحقیق الحرکة، فالإیقاع بصورة المتعددة مصطلح یعنی تردد الحرکة بصورة منتظمة تجمع بین الوحدة والتغیر.([11])
التکـرار: یؤکد التکرار اتجاه العناصر وإدراک حرکاتها، وعادة یلجأ الفنان إلی التعامل مع مجموعات من العناصر قد تکون خطوطاً أو أقواساً أو مثلثات أو مربعات أو مجموعات لونیة متباینة أو متدرجة.([12])
التوازن: یعتبر من الخصائص المهمة التی تلعب دورا مهما فی تکوین الوحدة الفنیة وفی تقییم العمل الفنی والاحساس بالراحة حین النظر الیه. ومن السهولة ان نحکم على وجود التوازن او عدمه وقد نتخیل ان للألوان ثقل وعلى اساسه من الممکن ان نبنی التوازن فی الوحدة التصمیمة بان یکون نفس الثقل موزع على جوانبها. فلا بد ان یکون اللون الاثقل اقرب الى الصورة والاقل ثقلا ابعد من المحور.([13])
مفهوم العمارة التقلیدیة الیمنیة فی صنعاء وعناصرها
تعد صنعاء المثل الحی للتراث الشعبی المادی فی الیمن بما تضمه من منشآت دینیة ومدنیة وعسکریة, وما تحویه من فنون زخرفیة ومشغولات یدویة شملت مختلف هذه الانواع. وقد ظلت هذه المدینة بمبانیها طوال فتراتها التاریخیة محط انظار الرحالة من العرب والمستشرقین([14])
یعد التشکیل الخارجی أهم الخصائص المعماریة فی واجهة المبنى الصنعانی ، وبالزخرفة الخارجیة تتکامل عملیات نظم ونسق التشکیل المعماری لعناصر وکتل المبنى خاصة وللنسیج المعماری للوحدة والحارة والحی والمدینة عامة. ویشتهر الفن المعماری التقلیدی الصنعانی باستعمال الزخرفة على نطاق واسع ، فواجهات الأبنیة الحجریة أو الآجر (الیاجور) تحفل بالتصامیم الهندسیة المعقدة. وعلى الرغم من کثرة المواد المستخدمة (حجارة مختلفة، الآجر ،الجص ، الخشب ) ، بالإضافة إلى غنى الزخارف ، فإنه یحصل لدى الزائر انطباع عمیق بالوحدة الوثیقة لفن العمارة فی صنعاء([15]) تعتبر الواجهة النتاج النهائی لشکل و مظهر المبنى المتمثلة فی العلاقات التصمیمیة عامة, وفی التکوین المعماری خاصة، وبها ترتقی بعض الأعمال المعماریة إلى مصاف المعالم الوطنیة والقومیة ، والواجهة فی تشکیل الفراغ المعماری هی نتاج تآلف وموائمة الکتل والعناصر المعماریة المکونة للفراغات الوظیفیة ، لذا فالواجهة یمکن نعتها ببصمة إثبات الهویة للمجتمعات الحضاریة على مسار تطورها التاریخی ، حیث یذکر الغزالی أن الشخصیة الممیزة الذاتیة المعماریة لعمارة صنعاء هی تلک الأشکال التی تزخر بها واجهات البیوت والدور. وقد اتصفت عمارتها بالبساطة والجمال فی اختیار الأشکال - الصنعانیة والأحجام والعناصر الزخرفیة ، فالواجهة التقلیدیة فی مدینة صنعاء یتم تشکیلها بعنایة فائقة، حتى ولو کانت موجهة بشکل سیئ بالنسبة للشمس أو الریح فالواجهات الشمالیة الأکثرانغلاقاً والأقل عظمة نجدها تتزین بالزخارف البدیعة حول الأقواس الکاذبة للنوافذ ، لتبعد عنها منظر الواجهة المصمتة والحزینة. وتحظى الواجهات بعنایة فائقة, والقیمة المعماریة الجمالیة فی تشکیل واجهات المبنى, کتل وعناصر معماریة وزخرفیة وإنشائیة، جاءت نتاجاً لقیم جمالیة نوعیة وفق علاقة حلقیة فی تکامل أدائها الوظیفی المعماری.([16])
القمریات او الشمسیات:
اسُتعمل الزجاج على ید المسلمین فیما یسمونه القماری والشمسیات والقمریة أو الشمسیة نافذة صغیرة من الجص المفرغ, تسد فتحاته بزجاج ملون وتؤلف هذه الفتحات زخارف إسلامیة من فروع نباتیة أو رسوم معماریة أو کتابیة, والراجح ان یکون بدیة استعمال هذه الشبابیک ترجع الى النصف الثانی من القرن السابع الهجری. ولقد تطور هذا الفن فی الیمن وبصفة خاصة فی مدینة صنعاء , وقد ازدهرت هذه النوافذ أو العقود الجصیة المغشاة بالزجاج الملون فی الفترة العثمانیة (945__ 1045هـ) وخاصة فی الاحیاء التی ازدهرت فی مدینة صنعاء فی هذه الفترة وخاصة بیر العزب. ولقد اشتهرت عدد من العائلات بهذه المهنة ومنهم محمد الیمنی والسلامی([17]) وظهرت کأحد العناصر الوظیفیة والجمالیة فی العمارة الیمنیة فی وقت مبکر على هیئة قرص دائری أو نصف دائری شفاف من حجر الالباستر بسمک 1سم . بینما کان المرمر یستخدم حتى العقد الثالث من هذا القرن حینما بدأ یظهر الزجاج فی مدینة صنعاء فی القمریات الجصیة التی طعمت فی بدایة الأمر بالزجاج الأبیض ثم بالزجاج الملون وأصبحت لوحات فنیة غایة فی الإبداع والجمال لا یکاد یخلو منها مبنى فی العاصمة صنعاء سواء أکان المبنى قدیما أم حدیثا .
ولقد اتخذت القمریات اشکالا متنوعة فهی اما عبارة عن دائرتین متماستین أو دائرة ویفصل بینها وبین النوافذ رفوف خشبیة تسمى (الکنة) وذلک لحمایة النوافذ من الامطار([18]) تعد من العناصر الممیزة فی تشکیل واجهات المساکن التقلیدیة فی صنعاء، وأتت تسمیتها بالقمریة لعلاقتها بالضوء وقد أطلق علیها هذا الاسم فی صنعاء تشبهاً بالقمر لأنها شفافه، حیث استخدم فی صنعها مادة الرخام المصقول الشفاف (الألباستر).
وللقمریة دور وظیفی یؤکده العلفی فی أنها تعمل على إدخال الضوء إلی الفراغات الداخلیة، دون أن تسمح بنفاذ الهواء والغبار إلی الداخل، وتظهر وظیفتها بوضوح عند إغلاق النوافذ أو الأبواب التی تعلو القمریات، فهی تعطی ضوءً مناسباً للفراغات. ویساعد استخدام القمریات بشکل مزدوج على زیادة الکفاءة فی العزل الحراری (کسب الحرارة أو فقدها)، وتتوضع غالباً فوق أعتاب النوافذ، وتثبت بمادة الجص الأبیض من جوانبها کلها، داخل عقد حجری على هیئة قرص دائری أو نصف دائری بسمک 5سم، وتطعم بالزجاج الأبیض أو الملون، وتتباین أشکالها وأنواعها وفقاً لأهمیة الفراغ الوظیفی، فمنها الصغیرة، ومنها الکبیرة التی غالباً ما تعلو فتحات النوافذ الکبیرة.([19])
ومن العناصر الاخرى والتی تشکل قیمة جمالیة فی واجهات المبانی التقلیدیة عنصر المشربیة:
تعد المشربیة کالقمریة من العناصر المعماریة الممیزة فی مساکن صنعاء التقلیدیة، وهی عبارة عن نافذة بارزة عن الحوائط الخارجیة بمقدار (0.7 – 0.9م) وتصنع، عادة من الخشب أو الباجور أو الحجر. توضع المشربیة عادة على فتحات الغرف فی الطوابق العلیا للمسکن، وظیفتها خصوصیة الإطلالة إلی الخارج، والنداء، وتسهم فی إضاءة الغرف وتهویتها، کما تستخدم کمکان لوضع الجرار لتبرید الماء وحفظ المأکولات. تعنی المشربیة الخشبیة بالزخرفة وفقاً لنوعیة وأهمیة الفراغ الذی توجد فیه، وکذلک الواجهة التی تزینها.([20]) وتمثل المشربیة عنصراً زخرفیاً وإحدى مفردات الطابع المعماری على واجهات العمارة التقلیدیة حیث استخدمت فی المبانی ذات الأهمیة کالقصور "الدور" - کما فی مساکن (الحکام والقضاة) أما منازل العامة فلم یظهر استخدامها بشکل واسع، ویؤکد درموش بأن المشربیة تأتی أهمیتها من أهمیة الوظیفة التی تؤدیها حیث تعمل على توفیر الخصوصیة بالإضافة إلی دورها الزخرفی، حیث استخدمت فی تغطیة فراغات النوافذ فی الواجهات الخارجیة من المبانی کنوع من الزخرفة ولتبرید أوانی الماء الفخاریة وکذلک تسمح بالرؤیة من خلالها دون تعرض النساء لأعین الغرباء([21])
کما تم استخدام الاخشاب فی اعمال التفاصیل المعماریة والتشکیل المعماری من خلال اعمال النجارة الدقیقة الداخلیة والخارجیة فی واجهات المبانی وخاصة الرئیسیة منها والتی تتصدرها أشغال النحت والزخرفة کحلیات ظاهرة وبارزة بأهم العناصر المعماریة الخارجیة واهمها النوافذ والمشربیات. حیث یلاحظ من خلال مبانی العمارة التقلیدیة أن الاعمال الزخرفیة على الاخشاب لم تظهر بصورة واضحة الا فی المبانی الدینیة ومبانی القصور ودٌور الحکم, وتظهر الزخارف بالعادة على السقوف الخشبیة المنحوتة فی سقوف مبانی العمارة التقلیدیة کما فی سقوف الجامع الکبیر على شکل "مصندقات خشبیة" أما المداخل والابواب فلها عتبة سمیکة من الخشب وعلیها زخارف کتابیة وقد زودت هذه المداخل بأبواب من الخشب تحلى بإطارات مزخرفة بزخارف مسننة. وفی اعمال النجارة تم استخدامها فی نجارة الابواب والشبابیک وبالرغم من بساطة الامکانیات الا ان الحرفی استطاع بأدواته التقلیدیة تکوین هذه الاعمال وأضاف الیها بعدا زخرفیا من خلال التشکیلات والزخارف .
|
التجربة البحثیة
استفادت الباحثة من مجموعة العناصر المکونة للعمارة التقلیدیة فی صنعاء محاولة بذلک الوصول الى مجموعة من القیم التعبیریة والفنیة فی عمل تصمیمات ثلاثیة الابعاد, یتم من خلالها الاستفادة من عناصر العمارة التقلیدیة فی صنعاء واعادة صیاغتها وترکیبها بأشکال تصمیمة مبتکرة للوصول الى معانٍ وقیم تعبیریة جدیدة, کما حاولت الباحثة من خلال هذه التجربة أن تتیح الامکانیات التشکیلیة التی یمکن تطویعها لتتفق مع طبیعة التصمیم :
تصمیم ثلاثی الابعاد معین الشکل عناصر العمارة
التقلیدیة فی صنعاء تم استدام مجموعة من الاوراق المقوى
والکانسون الملون ارتفاعه 0 سم, والعر 30سم,
والعمق 20سم
تصمیم ثلاثی الابعاد کروی الشکل من عناصر العمارة
التقلیدیة الصنعانیة, الخامات التی تم استخدامها فوم,
وفلین واوراق, وابعاده: الارتفاع 35سم, والعرض 30سم
والعمق 22سم
نتائج البحث:
- توصلت الباحثة الى ان هنالک امکانیة لتنفیذ تصامیم ثلاثی الابعاد من عناصر العمارة التقلیدیة فی الیمن
- ان استخدام خامة الورق المقوى تتیح للمصمم امکانیات سهلة للتشکیل بحریة
- حققت الباحثة مجموعة من القیم التعبیریة فی مجال التصمیم ثلاثی الابعاد لعناصر من العمارة التقلیدیة
التوصیات:
توصی الباحثة بالاهتمام بتوثیق التراث المعماری والمحافظة علیه من الاندثار وذلک من خلال التصمیم والمجالات الفنیة المختلفة_ کما توصی الباحثة بالاهتمام بمجالات الفن والتصمیم من قبل القائمین والمسئولین وذلک لأهمیة التصمیم والفن عموما فی ابراز التراث والقیم الجمالیة
المراجع
- العبد سعد السید , القیم الفنیة لفنون الشرق العربی کمصدر لاستلهام حلول تشکیلیة فی مجال التصمیم, رسالة دکتوراه غیر منشورة, کلیة التربیة الفنیة, جامعة حلوان,2009م
- حسین محمد یوسف, حسن حمود القاضی فن إبتکار الأشکال الزخرفیة وتطبیقاتها العملیة, مکتبة ابن سیناء للطبع والنشر ص13
- ربیع حامد خلیفة, الفنون الزخرفیة الیمنیة فی العصر الاسلامی, الطبعة الاولى, الدار المصریة اللبنانیة, القاهرة, 1992م
- سامی ابراهیم حقی, دراسات فی اسس التصمیم, دائرة الفنون التشکیلیة, جمهوریة العراق,2013م,
- شوقی اسماعیل, التصمیم عناصره واسسه فی الفن التشکیلی, دار الکتب المصریة, 2000م,
- شوقی اسماعیل, الفن والتصمیم, دار الکتب المصریة , الجیزة ,1999م
- طارق مصطفى ابو بکر عثمان, العلاقات البنائیة ودلالات الرموز فی تصامیم العملات الورقیة السودانیة, رسالة دکتوراه غیر منشورة, جامعة بغداد, کلیة الفنون الجمیلة, بغداد 2002م
- على احمد قاسم درموش, تقنیات البناء التقلیدیة فی مدینة إب, الیمن, کلیة الهندسة, جامعة المنوفیة, دکتوراه, 2015م
- علی صالح الغزالی, تأثیر تقنیات ومواد البناء الجدیدة على العمارة المحلیة بصنعاءـ الیمن, کلیة الهندسة, جامعة الازهر, ماجستیر, 2005م,
- محمد محمد العلفی - حنان نزار غازی ، الفکر التصمیمی لعمارة السکن فی صنعاء بین التقلید والمعاصرة, مجلة دمشق للعلوم الهندسیة, المجلد 29, العدد الأول,2013م
- هربرت رید, الفن والمجتمع, ترجمة فتح الباب عبد الحلیم, مطبعة شباب محمد,
مواقع الانترنت
http://www.alfnonaljamela.com/topic_show.php?id=129
https://ar.wikipedia.org/wiki
[1] - هربرت رید, الفن والمجتمع, ترجمة فتح الباب عبد الحلیم, مطبعة شباب محمد, ص11
[2] - شوقی اسماعیل, التصمیم عناصره واسسه فی الفن التشکیلی, دار الکتب المصریة, 200م,ص 14
[3] - العبد سعد السید , القیم الفنیة لفنون الشرق العربی کمصدر لاستلهام حلول تشکیلیة فی مجال التصمیم, رسالة دکتوراه غیر منشورة, کلیة التربیة الفنیة, جامعة حلوان,2009م, ص32
[4] - على احمد قاسم درموش, تقنیات البناء التقلیدیة فی مدینة إب, الیمن, کلیة الهندسة, جامعة المنوفیة, دکتوراه, 2015م ص 32
[5] - شوقی اسماعیل, مرجع سابق, ص13
[6] - محمد أحمد سلامة, العملیة التصمیمة, http://www.alfnonaljamela.com/topic_show.php?id=129
[7] - شوقی اسماعیل, مرجع سابق, ص33
[8] - https://ar.wikipedia.org/wiki
[9] - سامی ابراهیم حقی, دراسات فی اسس التصمیم, دائرة الفنون التشکیلیة, جمهوریة العراق,2013م, ص 18
[10] - طارق مصطفى ابو بکر عثمان, العلاقات البنائیة ودلالات الرموز فی تصامیم العملات الورقیة السودانیة, رسالة دکتوراه غیر منشورة, جامعة بغداد, کلیة الفنون الجمیلة, بغداد 2002م ص77
[11] - شوقی اسماعیل, الفن والتصمیم, دار الکتب المصریة , الجیزة ص24
[12] - حسین محمد یوسف, حسن حمود القاضی فن إبتکار الأشکال الزخرفیة وتطبیقاتها العملیة, مکتبة ابن سیناء للطبع والنشر ص13
[13] - سامی ابراهیم حقی, مرجع سابق , ص42
[14] - التراث الشعبی المادی لمدینة صنعاء القدیمة, مجلة الثقافة الشعبیة , البحرین, العدد22, 2013م , ص135
[15] - علی صالح الغزالی, تأثیر تقنیات ومواد البناء الجدیدة على العمارة المحلیة بصنعاءـ الیمن, کلیة الهندسة, جامعة الازهر, ماجستیر, 2005م, ص 64
[16] - علی صالح الغزالی , مرجع سابق ص 24
[17] - ربیع حامد خلیفة, الفنون الزخرفیة الیمنیة فی العصر الاسلامی, الطبعة الاولى, الدار المصریة اللبنانیة, القاهرة, 1992م ص 321
[18] - . التراث الشعبی المادی لمدینة صنعاء القدیمة, مجلة الثقافة الشعبیة , البحرین, العدد22, 2013م ص 145
[19] - محمد محمد العلفی - حنان نزار غازی (2013م): الفکر التصمیمی لعمارة السکن فی صنعاء بین التقلید والمعاصرة, مجلة دمشق للعلوم الهندسیة, المجلد 29, العدد الأول, ص586
[20]- محمد العلفی , المرجع السابق , ص587
[21] - علی قاسم درموش , مرجع سابق, ص24