نقد الفکر الأنثوي من الناحية الاجتماعية والتربوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم الاجتماع جامعة إفريقيا العالمية، السودان.

10.12816/0049562

المستخلص

تمثل القضية الخاصة بفکر المرأة من الناحتين الاجتماعية والتربوية حجر الأساس في المقارن بين نظرة المجتمعات المختلفة في الفکر الغربي والفکر الإسلامي، وقد واجهت الکثير من التحديات التي شغلت علماء الاجتماع وعلماء التربية بشکل خاص مما استدعي قيام عديد الدراسات التي تتناول مثل هذه القضية الهامة بالبحث والتحليل الدقيق.
ولذلک تتناول هذه الدراسة وضع المرأة بصفة خاصة في الغرب، والنظرة إليها من جانبهم، بالإضافة إلي وضعية المرأة الدونية في الغرب وما لحقها من ظلم وتعدي على مجمل حقوقها الأساسية ولا سيما الحقوق الاجتماعية والتربوية.
کما شملت الدراسة الحالية الأثر التربوي للعولمة على المرأة تربوياً واجتماعياً، ووضع الحلول والمعالجات التي تسهم في تحسين تعليم المرأة وإنصافها والتأکيد على أهميتها من الناحية الاجتماعية والتربوية.

الموضوعات الرئيسية


 

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

 

نقد الفکر الأنثوی من

الناحیة الاجتماعیة والتربویة

 

 

 

إعــــداد

د/ فائزة علی إبراهیم حسن

الأستاذ المساعد بقسم الاجتماع

جامعة إفریقیا العالمیة، السودان.

 

 

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد الثالث -مارس 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص الدراسة:

تمثل القضیة الخاصة بفکر المرأة من الناحتین الاجتماعیة والتربویة حجر الأساس فی المقارن بین نظرة المجتمعات المختلفة فی الفکر الغربی والفکر الإسلامی، وقد واجهت الکثیر من التحدیات التی شغلت علماء الاجتماع وعلماء التربیة بشکل خاص مما استدعی قیام عدید الدراسات التی تتناول مثل هذه القضیة الهامة بالبحث والتحلیل الدقیق.

ولذلک تتناول هذه الدراسة وضع المرأة بصفة خاصة فی الغرب، والنظرة إلیها من جانبهم، بالإضافة إلی وضعیة المرأة الدونیة فی الغرب وما لحقها من ظلم وتعدی على مجمل حقوقها الأساسیة ولا سیما الحقوق الاجتماعیة والتربویة.

کما شملت الدراسة الحالیة الأثر التربوی للعولمة على المرأة تربویاً واجتماعیاً، ووضع الحلول والمعالجات التی تسهم فی تحسین تعلیم المرأة وإنصافها والتأکید على أهمیتها من الناحیة الاجتماعیة والتربویة.


المقدمة:

تعتبر قضیة المرأة مشکلة متجددة وهی مقیاس یعکس مدى تطور المجتمع أو تخلفه وقضیة المرأة لا یمکن تناولها فی سیاق منعزل عن مشکلة المجتمع  ککل والهدف من هذه الدراسة تسلیط الضوء علی آثار الفکر الأنثوی الخاص بالمرأة من الناحیة الاجتماعیة والتربویة، علی المجتمع الغربی  وما وصلت إلیه المرأة من جراء إتباعها لهذا الفکر وهل حققت ما کانت تصبو إلیه وتعتبر المرأة المسلمة بما نالته من حقوق فی الإسلام  فی وضع یختلف تماماً عن وضع المرأة فی الغرب وبالأخص اجتماعیاً وتربویاً.

وتتلخص مشکلة هذه الدراسة فی أن ما وصلت إلیه المرأة الغربیة عبر تبنی أفکار الحرکة الأنثویة وانتهاج  وسائلها لم یحقق لها ما کانت تصبو إلیه المرأة فی إن تکون أنثی وإنسانة مکرمة لها حقوق وواجبات تعیش علی إثرها متزنة ومطمئنة، وللوصول إلی هذه النتیجة لا بد من معرفة مکامن الضعف فی الفکر الأنثوی الذی قاد إلی تلک المشکلة، وقبل ذلک یجب تناول وضع المرأة فی الحضارة الغربیة وعندها یمکن توضیح أسس المعاملة التی تلقتها المرأة من الحضارة الأوربیة تحدیداً منذ أن حکمتها المبادئ الفکریة الآتیة : -

الثقافة الیونانیة فی العصور القدیمة، وآداب الفروسیة فی العصور الوسطی ودساتیر الدیمقراطیة فی القرن التاسع عشر وما بعده.

فالثقافة الیونانیة فی قمة ازدهارها لم تعط المرأة شیئا یمیزها عن مقام الأنثى فی المجتمعات البدائیة ، وکان اعلی مقام رشحها له خیال الفیلسوف الیونانی " أفلاطون" فی مدینته الفاضلة :التی تعتبرها الأمة ملکآ مشاعآ (کما کانت فی المجتمعات البدائیة) تنجب النسل ثم تتسلمه منها الدولة لتتوفر علی تربیته ، أی أن وظیفة المرأة هی فقط الإنجاب، بغض النظر عن مشاکلها الاجتماعیة والتربویة، وأما فی عصر الفروسیة أو العصور الوسطی (وهی الفترة التی امتدت لأکثر من ألف عام ساد فیها النظام الإقطاعی وکانت القوة الضاربة فی الجیش هی قوة الفرسان وکان الفارس هو المدافع عن حقوق الضعفاء والمظلومین وتمیزت هذه الفترة أیضاً بسیطرة الکنیسة علی الحیاة ) *[1]

وجدیر بالذکر قبل أن نتعرض لرد فعل المرأة تجاه الظلم الذی لحق بها أن نبحث عن الأسباب الکامنة وراء اضطهادها والنظرة الدونیة لها فی المجتمع  الغربی، وحرمانها من حقوقها التربویة والاجتماعیة.

مشکلة الدراسة:

تتمثل مشکلة الدراسة الحالیة فی  عدم وجود الناحیة الاجتماعیة والتربویة للمرأة الغربیة بصورة واضحة کما هو الحال فی البلاد العربیة والإسلامیة، نتیجة لتأثر الثقافة الغربیة بمفاهیم بعیدة کل البعد عن واقع المرأة وطبیعتها الأنثویة.

ولذلک جاءت هذه الدراسة لبیان أوجه القصور من الناحیتین الاجتماعیة والتربویة، مع ضرورة الاهتمام بتعلیم المرأة وذلک من أجل تربیة الأبناء وتعلیمهم التعلیم المناسب وفقاً للمدارس التربویة التی تهدف إلی نشر الوعی عن طریق نشر التعلیم والثقافة التی تجعل المرأة الساعد الأیمن للرجل فی تربیة وتعلیم الأجیال.

 أسئلة الدراسة:

1/ ما أثر الجوانب التربویة والاجتماعیة على المرأة تربویاً واجتماعیاً؟.

2/ ما أثر الثقافة الغربیة على المرأة، وضیاع فرص التعلیم المناسب للمرأة؟.

أهمیة الدراسة:

1/ هی بیان لواقع المرأة من الناحیتین التربویة والاجتماعیة، وتوضیح مدی القصور التربوی والاجتماعی للمرأة.

2/ توضیح الحقوق التربویة والاجتماعیة للمرأة ومدی أهمیتها فی إطار التعلیم.

منهج الدراسة:

      المنهج الوصفی والمنهج التحلیلی لبیان وتوضیح موقف المرأة من الناحیة التربویة والاجتماعیة.

أهداف الدراسة:

   تهدف هذه الدراسة إلى تحقیق الآتی:-

1/ الکشف عن اثر  الجوانب التربویة والاجتماعیة على المرأة الغربیة.

2/ التعرف على أبرز الجوانب التی یوجد فیها قصور فی حیاة المرأة، وخاصة من الناحیة التعلیمیة التربویة.

الدراسات السابقة:

1/ دراسة محمد جبریل فضل، بعنوان:أثر العولمة على القیم الدینیة والاجتماعیة والأخلاقیة لدى طلاب کلیة التربیة جامعة نیالاـ السودان، 2016م، واستخدم الباحث المنهج الوصفی والتحلیلی والمنهج المقارن فی هذه الدراسة.

وأهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة:-

1/ أن القنوات القضائیة ساعدت فی تشکیل الهویة الحدیثة حیث أثرت على القیم الأخلاقیة بنسبة 71%، وأن للعولمة تأثیر سلبی على قیم وعادات المجتمع العربی بنسبة 67.5%، وأن العولمة ساعدت على الانحلال الأخلاقی، وعلى تقلید النمط الغربی وفقاً        لسلوکه وعاداته.

2/ أن العولمة عززت الاتجاه العلمانی فی الدین، ممّا ساعد على إتباع أسلوب الغش فی إنجاز العمل، وکرست التعامل مع وسائط الکذب وعدم التسامح کما حدّت من قیم العلاقات العامة، وضعف التمسک بالدین، وإشاعة الأسرار والأمور الشخصیة، وعدم الاهتمام بتربیة وتعلیم المرأة .

3/ أوضحت الدراسة أن انشغال الأفراد بالأجهزة الحدیثة قلّل من الجلسات الاجتماعیة وأضعف من قیمة الانتماء للأسرة، وأضعف العمل الجماعی بین الأفراد، وقلل من احترام الوالدین وزادت من القیمة الفردیة وانتشار التنافس المادی.

4/ وأن هناک علاقة بین العولمة والقیم الجمالیة بنسبة متقاربة ما بین الذکور والإناث، وبالتالی تأثر المرأة تربویاً.

2/ دراسة إبراهیم بن عبد الله العبید، 2011م، بعنوان: مدی التزام معلمی المرحلة الثانویة بالإدارة العامة للتربیة والتعلیم بمنطقة القصیم بأخلاقیات مهنة التعلیم.

      واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی والاستبانة التی تم تطبیقها على بعض المعلمین بالمرحلة الثانویة بالمدارس الحکومیة بالقصیم.

ومن نتائج الدراسة:-

1/ لا توجد علاقة بین التزام معلمی المرحلة الثانویة بمیثاق أخلاقیات مهنة التعلیم.

2/ ضعف التزام معلمی المرحلة الثانویة بمیثاق أخلاقیات مهنة التعلیم فی هذه المدارس الأمر الذی أثر على العملیة التعلیمیة.

3/ دراسة غانم سعد الله الحساوی 2007م، بعنوان: الإعداد المتمیز للمدرس العربی کرکیزة أساسیة لمواجهة التحدیات التربویة للقرن القادم.

واستخدم  الباحث  المنهج  الوصفی  والتحلیلی  والاستبانة کأداة من أدوات الدراسة. 

ومن نتائج الدراسة:-

1/ أهمیة الإعداد المتمیز للمدرس العربی فی ضوء  المتغیرات التربویة فی القرن         الحادی والعشرین.

2/ حاجة التربیة والتعلیم للمنهج المأخوذ من القرآن الکریم والسنة النبویة.

4/ دراسة عبد الله عبد الحمید محمود 2010م، بعنوان: إعداد المعلم من منظور         التربیة الإسلامیة.

ومن نتائج الدراسة:-

1/ أهمیة ومکانة المعلم وأهم سماته وتوضیح کیفیة إعداده، وتأهیله وتدریبه على         الوسائل الحدیثة.

2/ لا بد من إعداد المعلم من منظور التربیة الإسلامیة، حتى یواکب التطورات.

4/ دراسة فوزیة طه مهدی خلیل 2001م، بعنوان: دراسة تقویمیة لواقع مرحلة تعلیم الأساس فی السودان فی ولایة الخرطوم، وهی دراسة تقویمیة شاملة لتجربة تعلیم الأساس فی السودان ولایة الخرطوم، فی عینة عشوائیة من رؤساء ومشرفی محلیات مرحلة التعلیم الأساس بولایة الخرطوم ومدیری المدارس ومعلمی ومعلمات مرحلة الأساس، وتم استخدام المنهج الوصفی والتحلیلی کأداة من أدوات الدراسة.

ومن نتائج الدراسة:-

1/ یحتاج المعلم إلی دعم فی کل الجوانب.

2/ هناک قصور إداری فی هذه المدارس.

ومن أهم توصیات الدراسة:-

1/ إجراء بحوث لواقع مقررات العلوم التربویة بالجامعات السودانیة.

2/ الإقلال من مشاهدة القنوات الفضائیة التی لها تأثیر سالب على الأخلاق والقیم والعادات مع  ضرورة الرجوع  إلى التراث الإسلامی.

محاور الدراسة:

1- مقدمه عن وضع المرأة فی الغرب.

2- أسباب الوضع الدونی  للمرأة فی الغرب.

3- التطور التاریخی لحرکة تحریر المرأة لماذا نشأت و علاقتها بالحرکة الأنثویة.

4- الحرکة الأنثویة.

أ . تعریفها                                 ب . تیاراتها    

ج . مفاهیم ومصطلحات الفکر الانثوی .   د . عولمة الفکر الأنثوی عبر البرامج والوسائل .

6ـ نقد الفکر.

5ـ اثار ونتائج الفکر الأنثوی علی المجتمع الغربی .

7ـ مقارنة بین وضع المرأة فی الفکر الإسلامی والفکر الأنثوی.

8 ـ الخاتمة والتوصیات والمراجع .

أسباب الوضع الدونی للمرأة فی الغرب : ـ

(أ) أسباب دینیة : ـ

التصور الیهودی والمسیحی للخلق ورد فی سفر التکوین ( 24 ـ 3 ـ 4 ـ 2 ) اذ تقول الروایة ان الله حرم علیهما اکل ثمار الشجرة المحرمة ، اغرت الحیة حواء للاکل منها، وحواء بدورها اغرت ادم لیأکل معها ، وعندما عاتب الله ادم علی فعلته ، وضع ادم اللوم کله علی حواء قائلآ : ( المرأة التی جعلتها معی هی اعطتنی من الشجرة فاکلت ) فقال الرب لحواء : ( تکثیراً  اکثر اتعاب حبلک ، بالوجع تلدین اولادآ والی رجلک یکون اشتیاقک وهو یسود علیک ) . وقال لادم : ـ ( لانک سمعت لقول إمراتک واکلت من الشجرة التی اوصیتک قائلآ لا تأکل منها ، ملعونه الارض بسببک ، بالتعب تأکل منها کل أیام حیاتک ) .

وحتی الیوم یرتل الیهود والارثوذوکس یومیآ فی الصلاة صحبهم : ( تبارک الله ملک الکون انک لم تخلقنی إمرأة )، وخطیئة ، (حواء ) عند المسیحین لها دور اعظم من التی لدی الیهود ، فعلی خطیئتها ترتکز کل الدیانة المسیحیة ، فمفهوم المسیحیة  لبعثة المسیح علیة السلام انها بسبب معصیة حواء لله ، فادام بسبب حواء طرد من الجنة الارض التی لعنت بسببهها واورثا الخطیئة الاصلیة لکل نسلهما وهکذا کل البشربة تولد مخطئه ولتطهیر البشریة من هذه الخطیئه الاصلیة استوجب الله الفداء بعیسی الذی یعتبر ابن الله علی الصلیب وحینئذ تکون حواء مسئولة عن خطیئتها وخطیئة البشر وموت ابن الله . لذلک فبنات حواء کلهن مخطئات ویجب معاملتهم علی هذا الاساس .

       وانتشر فی النصرانیة الاعتقاد بان المرأة لیس لها روح وفی عام 586م قرر مجمع       ( نیکون ) بان المرأة جسد به روح دنیئة وخالیة من الروح الناجیة واستثنوا من ذلک مریم العذراء فقط لانها ام المسیح . 

      هذا هو التصور الدینی للمرأة فی ثقافة الیهود والمسیحین وهذا یفسر احد عوامل اضطهادها ودونیتها . ویعتقد الباحث ان التصور الدینی والثقافة هما ابرز العوامل التی ادت لدونیة المرأة فی الغرب .

(ب)أسباب ثقافیة : -

         ان استرقاق المرأة وکراهیتها هو انعکاس للإرث الفلسفی الاوربی وثقافة متجزرة فی العقلیة الاوربیة ، فکما هو معلوم فی تاریخ الفکر الاجتماعی اعتاد مؤرخی الفکر علی رد الحضارة الغربیة من ناحیة الفکر الی الاغریق ومن ناحیة الدین الی الیهود ، وبناءآ علی ماسبق فان المرأة فی الحضارة الاغریقیة کرس فلاسفتها کراهیتها وتقلیل شأنها ، فسقراط وافلاطون وارسطو یرون ان الرجل هو الاصل الذی کان موجودا فی الکون والمرأة عنصر طارئ کالوباء نزلت علیه ونزل معها التعاسه والشقاء * [2] . وعلیه ینبغی ان تخضع خضوعآ تامآ لسیدها او زوجها .

کما ان ارسطو اقام معاییر للامتیاز البدنی والذهنی والاخلاقی عند المرأة ، طبقآ للوظیفة التی تستطیع ان تقوم بها للرجل ، فاذا ارادت ان تکون من خیرة النساء فلابد ان تکون لها صفات کثیرة مثل الهدوء والسکینة والتواضع ، وهی فضائل مکروهه اذا وجدت عند الرجل ، وینتهی " ارسطو " الی ان المرأة حتی وان کانت

افضل النساء فهی ناقصة .  *[3] وهذه الافکار هی الاسس التی اقام علیه فلاسفة التحریر المحافظون اراءهم حول المرأة ، خاصة ( جان جاک روسو ) .

      ویقول ( جون ستیوارت مل ’Mill   ) : ( ان من اسباب اضطهاد المرأة واسترقاقها فی الغرب  ، العقلیة الاستعبادیة ، التی اصبحت جزءآ من مکونات الرجل الغربی ، الذی کان مستعبدآ عبر العصور . فالمجتمع الغربی کما یری ( Mill ) هو حالة سلطویة مرکبة ، وتتمثل فی سلطه الکنیسة علی النبلاء والملوک ، وسلطه النبلاء والملوک علی الرعیة ، وسلطه الاغنیاء علی الطبقة العاملة وسلطة السادة علی الارقاء المجلوبین من وراء  البحار وهی فی جمیع مظاهرها حالة استعباد ، اما السلطة الوحیدة التی تساوی فیها هؤلاء المستعبدون جمیعآ هی سلطتهم علی المرأة فی جمیع حالاتها بما فیها الزواج .

واستخدم ( Mill ) اربعه مداخل اساسیة لتحلیل وضع المرأة فی الغرب وهی : ـ

1. الابویة Paternalism  : ویعتبرها ( Mill )  الصیغة البدائیة للسلطة والقوة ، بما فیها سلطه الرجل علی المرأة ، ویعتبر هذه الاخیرة نواة النظام الاجتماعی الابوی المتمثل فی السلطة القبلیة والاقطاعیة والدینیة والملکیة . *[4] 

2. العبودیة : slavery  کان ( Mill ) من المناهضین لتجارة الرقیق وجمیع سکان افریقیا وجزر الهند الغربیة ونقلهم الی اوربا وامریکا ، ویری ان العقلیة البیضاء هی نتائج القهر والاسترقاق الاقطاعی الکنسی والملکی وتتمثل فی میل کل قوی الاستعباد من هو اضعف منه فیقول ( Mill ) : ( فی قدیم الزمان کانت الغالبیة العظمی من الذکور وکل الاناث ارقاء وبالتدریج تم إلغاء استرقاق الذکور الی حد کبیر ، اما استرقاق النساء فقد تحول تدریجیآ الی حاله اخف هی التبعیة ) .

3. مفهوم الطبیعة البشریة : یعتبر المفهوم الغربی الطبیعة البشریة عاملآ اساسیآ فی اخضاع المرأة وتبعیتها للرجل وهذه التبعیة المطلقة املتها طبیعة المرأة ، ویرجع ( Mill ) هذا الفهم الی مارسخ فی العقلیة الغربیة منذ (ارسطو) بان هنالک طبیعتان للبشریة ، احداهما حرة والاخری مستعبدة  ویعتقد ارسطو  ان طبیعة الاغریق هی الحرة والمستعبدة هی طبیعة (الفجر) .

وأما المدخل الرابع الذی استخدمة (Mill) فهو الزواج ویری ان تبعیة المرأة للرجل فی ظل مؤسسة الزواج مردها الی الاعتقاد بطبیعة ضعف تکوبن المرأة البنیوی  ووظیفتها البیلوجیة وبما انها الاضعف فقد سری علیها تلقائیآ مفهوم سلطة القوی علی الضعیف الذی یسیطر علی العقلیة الغربیة .

ومما سبق یتضح اثر الثقافة الیونانیة علی العقلیة الغربیة ولم یختلف الامر کثیرآ عن اثر الحضارة الرومانیة علی تشکیل عقلیة الرجل الغربی فی موقفة من المرأة ، فقد کانت حضارة الرومان ( 9 . 5 ق . م ) تقوم علی اساس طبقة الاشراف وطبقة العامة ، والاخیرة محرومة من الحقوق العامة ( المدنیة والسیاسیة ) بینما تتحمل وحدها اعباء الضرائب والقتال، فکانت المرأة بصفه عامة محرومة من الحقوق ، اذ ان القاعدة القانونیة عند فقهاء القانون : لیس للنساء ولایة عامه ولیس  لهن اهلیة کالمجانین والصبیان .* [5]

وأشار بعض المفکرین امثال ( محمد اسد ) الی ان الرومانین لم یعرفوا الدین وان آلهتهم التقلیدیة کانت محاکاة للخرافات الیونانیة ولم یسمحوا لالهتهم بالتدخل فی شئون حیاتهم الحقیقیة وکان المناخ الفکری السائد فی روما القدیمة قائمة علی اللادینیة والنفعیة البحته وهذه المادیه النفعیة هی التی شکلت عقل الانسان الغربی واصبحت هی جوهر فلسفة الغرب خاصة فی مجال العلاقات البشریة واللا بشریة  .* [6]

وهکذا نصل الی ان تشکیل العقل الغربی قد تأثر وتشبع بمفاهیم المادیة وقیم الاستعلاء والنفعیة والنظر الی المرأة باحتقار فکان اضطهادها ترجمة فعلیة للمبادئ التی شکلت عقلیة الرجل الغربی ، فاالسلوک یترجم ما یؤمن به الانسان من افکار ومما یحدد الاشارة إلیه هذه الافکار استمدت قوتها کذلک من نصوص التوراة والانجیل المحرفه واجتمع الارث الاغریقی والرومانی النفعی مع نصوص کتابی العهد القدیم والجدید واکتسب شرعیتها ورسخت فی العقول وتاثر بها فلافسة عصر النهضة رغم دعوة بعضهم للارتقاء بالمرأة وتعلیمها الا     ان هذه الدعوات کانت منسوبة بحزر وتوجس من مآلات الخروج علی المفاهیم الموروثة . ویعتقد الباحث ان التصور الدینی والثقافة هما ابرز العوامل التی ادت لدونیة المرأة         فی الغرب.

ج . أسباب بیولوجیة : -

بعد الاراء ترجح ان الفرق بین مکانة الرجل والمرأة وما یترتب علی هاتین المکانتین من أمتیازات الی فروق بدنیة .                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       

      هنالک إعتقاد سائد لدی الکثیرین ان الرجل اقوی جسمانیآ من المرأة رغم ان الرجل اکتسب هذه القوة نتیجة لاسباب اجتماعیة تتصل بتقسیم العمل واسباب اخری نفسیة تتعلق بالمنظر المفضل للمرأة لدی الرجل .

      وان وضع المرأة فی المجتمع مرتبط بالطبیعة الاحیائیة للمرأة ولانها تحمل وتلد وترضع لا تستطیع الاحتفاظ بقوتها المادیة باستمرار ولذا انتقلت السلطة الی ید الرجل  وترتیبآ علی ذلک تاثر مرکز المرأة وجعل لها المکان الادنی بعد الرجل منذ فجر الحیاة الذی تمیز بالکفاح ضد الطبیعة والحیوانات المفترسة حیث عاش الناس حیاة الحرب والخوف فکان لا بد ان توکل السلطة للاقویاء کما تقتضی بذلک شریعة الغاب فی کل البیئات المحاربة . *[7]

تعرض هذا المنظور لعدة انتقادات من بعض علماء الاحیاء وبعض مؤیدو الحرکة الانثویة ومن اهم الانتقادات الرای القائل ان الضعف الجسمانی او الدونیة الجسمانیة ما کان من الممکن ان تکون دافعآ للاضطهاد المباشر إلا بموجب تصور اخلاقی معین للرجل ، ویبدو ان فارق القوة الجسمانیة بین الرجال والنساء لم یکن له وجود فی المراحل الاولی ویبدو ان السبب فی ذلک یعود الی تمایز المشاغل ، اننا لا نفهم لم لا یشکل القدرة علی منح الحیاة والاعمال المنزلیة او الزراعیة التی کانت فی المراحل الاولی وقفآ للنساء ، مساواة فی الحقوق تجاه اعمال الصناعة او الصید البری او البحری . *[8]

لذلک فإن تبعیة المرأة لیست ناجمه عن نقص فی التکوین وانما هی النتیجة التاریخیة لواقعة اقتصادیة هی ذیادة انتاجیة العمل واحتکار الرجل للثروات الاساسیة التی تخلقها هذه الانتاجیة المزادة . فالایدولوجیة الرجولیة هی التی  تصور الرجل علی اساس ثقافی باعتبارة القادر علی التحکم علی المساحات خارج المنزل والقوی جسمآ وتصور المرأة بانها بیولوجیا ونفسیآ خلقت فقط لترعی الاطفال وتقوم بخدمتهم مما یعفی الرجل کلیة عن المشارکة فی         هذا العمل .

فالایدولوجیة الرجولیة هی التی تقدم التصور الثقافی لتقسیم العمل بین الرجل والمرأة وهی التی تحدد المنظر المفضل للمرأة ومن ناحیة المنظر المفضل للمرأة عند الرجل ، کانت المرأة البدینة هی المفضلة فی اوربا والشرق وکثیر من المجتمعات حتی القرن التاسع عشر فکانت تحظی باهتمام الرجل وتعد بدانتها من مظاهر الترف والجمال والصحة .

ولما کانت المرأة بطبیعتها النفسیة او بتنشئتها الخاطئة تود ان تکون فی حیازة او حمایة رجل فانها کانت تعمل کل مافی وسعها لترضیة وتنال اعجابة ولذلک یساعد  المجتمع بین المرأة وبین الاعمال التی تباعد بینها وبین صفات الانوثة المفضلة لدی الرجل ، فحرمت من الالعاب الریاضیة وکل ما یؤدی الی قوة جسدها لکی تظل لینه مفضلة لدی الرجل وکذلک تحجر عقلها فی نقطة ان تکون جمیلة فسخرت ذهنها وذکائها لاکتساب الجمال اکثر من اکتساب معرفه او ثقافة تقوی شخصیتها وخبرتها فی الحیاة بمختلف مجالات الحیاة واستبطنت المرأة فی عقلها تلک الوظیفة (ان تکون جمیلة وممتعه للرجل) ورغم التطور والتعبرالذی حدث فی المجتمعات مازالت المرأة حتی فی القرن الحادی والعشرین تجهد نفسها بمتابعة الموضات ومتابعة احدث ما انتجته بیوتات الازیاء ومصانع التجمیل لتخلب لب الرجل بلونها او عطرها او ثیابها وکأن عقلیتها قد تحجرت فی تقدریرها لذاتها وفرضها لامکانیاتها العقلیة !

د . أسباب أقتصادیة : -

یعتقد المارکسیون ان ظهور الملکیة الخاصة هو السبب الاساسی لاضطهاد المرأة ودونیتها ، حیث انها بظهور الملکیة اصبحت جزءآ من ممتلکات الرجل وتحت سیطرته قد یکون ، أنتقال الملکیة والانتساب للاب من العوامل التی ادت الی تدنی وضع المرأة ، لانها سلبت منها بعض مظاهر القوة ، ولکن فی رائیی ان الدور الذی لعبته الراسمالیة کنظام اثر اکبر فی تدنی وضع المرأة من اثر ظهور الملکیة والانتساب للاب ، فالرسمالیة فی سبیل تحقیقها للربح المادی استغلت المرأة اسوأ استغلال بصورة ادت الی امتهان کرامتها وانسانیتها.

وتمثلت صور الاستغلال فی الاتی : -

1ـ عندما استجاب اصحاب المصانع تشغیل النساء لم تکن الاستجابة لمنحها استقلالآ مادیآ وانما تمت الاستجابة استغلال لحاجتها الی المال بصورة  ظالمة حیث منحت ربع اجر الرجل رغم تساوی الجهد المبذول ومن ثم ضیق علیها الخناق حتی فی  المصانع بالابتزاز الجنسی والتهدید بالطرد من العمل ان هی حافظت علی عفتها.*[9]

ومن اجل ذلک لم یحقق المال للمرأة وکانه رفیقة فی المجتمع لانها فی سبیل الحصول علیه ضحت بما هو اثمن من المال ( عفتها وکرامتها الانسانیة ) .

2. أستغلت الراسمالیة جسد المرأة وعقلها وضحت بهما من اجل الربح فأستخدموا جسدها فی الاعلانات لترویج المنتجات الصناعیة ابتداءآ من الترویج لتجارة المساحیق وادوات التجمیل انتهاءآ باعلانات المبیدات الحشریة فی امتهان بالغ لکرامتها الانسانیة ، وکذلک وجهت الراسمالیة باسالیبها المختلفة ، عقل المرأة فی اتجاه ما یخدم الجمال والاعلانات لتحقیق الربح ورغبة الرجل سواء کانت هذه الرغبة مالآ ام جنسآ وصارت المرأة رغم حصولها علی الاستغلال المالی لعبة فی ید الرجل یلبسها مایشاء ویشکل جسدها کما یشاء .

 3. استخدمت المرأة فی تجارة الجنس لتدر مشاریع هذه التجارة ارباحآ طائلة علی الراسمالین ، ویعود علی المرأة بالوبال وامراض نقص المناعة .

ان ماجنته الراسمالیة علی المرأة بهذه الاسالیب یفوق فی نظری اثر ظهور الملکیة الخاصة والابویة ، فلربما کان الاب یومآ ارحم بإبته او والدته !   

ولکن ان یتحول الانسان الی کائن مادی لایری سوی الربح قیمة فی الحیاة ویصیر شیئا من ضمن الاشیاء ویسود الصراع کحیاة الغاب فذلک هو الانحطاط وتلک هی الدونیة الحقیقیة وصدق جل شأنه القائل : ( ان هم کالأنعام بل هم أضل ) ( الفرقان : 144) .

هذه هی الاسباب التی کرست للوضع الدونی للمرأه فی الغرب وهذا هو الوضع فعلا کان مزریاً ویتطلب ثورة لتصحیح المفاهیم واستعادة الحقوق الانسانیة ولکن الذی اضر بثورة  المرأة هو تطرف تلک الثورة وخروجها علی المرجعیات الانسانیة المتوافقة مع الفطرة ، فلم تقف ثورة تحریر المرأة فی الغرب عند حد نیل الانسانیة ولکنها تجاوزت الحد وطمحت لتغییر نظام الکون القائم علی الزوجیة او الثنائة ( ومن کل شئ خلقنا زوجین ) فصادمت الفطرة فکانت النتیجة السراء والحصاد المر فالمقدمات الخاطئة تعطی نتائج خاطئة ولن تجد لسنة الله تبدیلا .

حرکة تحریر المرأة : النشأة والتطور (Women Rights movement )

 قبل ان نتحدث عن نشأة وتطور حرکة تحریر المرأة  فی الغرب یجدر بنا ان نورد اولا تعریف حرکة المرأة : -

تعریف حرکة تحریر المرأة فی دائرة المعارف البریطانیة بــ ( ان تحصل المراة علی نفس معاملة الرجال فی مجالات التعلیم وفرض العمل والسیاسة ویجب ان تطبق علی کلیهما معاییر أخلاقیة واحدة ) . *[10]

وعرفتها سوزان دینفی * : انها حرکات نسائیة لا تهدف إلی تحویل المرأة لرجل وإنما تهدف إلی إعطاء المرأة حریتها وکرامتها داخل المؤسسات المختلفة بادئةً بالمؤسسات الدینیة باعتبارها المسئول الأول والأخیر عن صیاغة التراث الحالی فی الغرب )

وهناک من عبر عنها بأنها : ( حرکات تنادی بضرورة تعدیل وتطویر أساسیات عقیدة الیهود تعدیل وتطویر أساسیات عقیدة الیهود والنصارى وکتبهم المقدسة کی تتوافق مع مطالب النساء وتطلعاتهم فی السیطرة والاستبداد والجبروت ) *[11]

التطور التاریخی : لقد مر مفهوم تحریر المرأة عند الغرب بمراحل عدة أبان القرنین الماضیین شأنه شأن أی مفهوم فکری یطرأ علیه العدید من التغیرات والتطورات نتیجة لتقدم العقل البشری ویمکن إجمال المراحل التی مر بها  حتى وصوله الی شکله الحالی متمثلا فی الحرکة الأنثویة (feminism) فی ثلاث مراحل : -

 (أ) المرحلة الأولی : - من 1550م – 1700م : - وتشمل هذه الفترة العطاء النسوی فی عصر النهضة والذی اتسم بالاسهامات الفردیة ، إذ لم یعرف عصر النهضة أی تنظیمات أو حرکات نسویة . وقد ترکز إسهام المرأة فی هذه المرحلة حول تصحیح المفاهیم والأوضاع الخاصة بالمرأة والتی انعکست فی الإرث الفلسفی والدینی والسیاسی الأوربی علی مر العصور وتعکس الکثیر من الدراسات الغربیة صورة بائسة عن وضع المرأة فی(أوربا) فقد وصفت حالتها بالاسترقاق والبعض وصفها بحالة کراهیة للمرأة.* [12]

واسترقاق المرأة أو کراهیتها کان هو الأساس الذی أقام علیه فلاسفة التحریر المحافظون آراؤهم حول المرأة خاصة ( جان جاک روسو ) ویبدو أن فلاسفة عصر النهضة قد تأثروا بهذا الإرث الإغریقی والدینی ، فبالرغم من دعوة بعضهم للارتقاء بالمرأة إلا أن هذه الدعوة کانت مشوبه بالتوجس من مالآت الخروج علی المفاهیم الموروثة  * [13]

وعلیه کانت الدعوة لتعلیمها مشروطه بألا تتعدی ما یفیدها لنفسها وتربیة أبنائها . وقد ظهرت فی هذه المرحلة مجموعة من الأدیبات اللائی اتجهن لتحلیل ونقد هذه المفاهیم الخاطئة عن المرأة ومن بین هؤلاء من انتقدت ما جاء فی کتابی العهد القدیم خاصة سفر التکوین حول دونیه المرأة , وقد ظهرت مجموعه من الکتب فی الفترة من 1617م – 1686م لکاتبات أمثال (رتشیل سبیت)( ومار جریت فوکس) (وسارة إیجرتون) ، وکانت الفکرة الأساسیة لهذه المؤلفات تدور حول المسئولیة المشترکة لآدم وحواء حیال الخطیئة الازلیه .

ترکزت مطالب عصر النهضة فی تصحیح المفاهیم واتاحه فرص التعلیم ولم یؤثر عن ادب نساء النهضة من شعر او نثر أی نزعه عدوانیه تجاه الرجل او مطالبته بالمساواة المطلقة او التمرد علی المسئولیة الاسریة ، وهذه کانت بواکیر الحرکة النسویة الاصلاحیة .

ب/ المرحلة الثانیة (1793- 1920) م  :

      لم یتغیر الموقف الغربی للمرأة بالرغم من التطور الفکری الذی شهده عصر التنویر        (القرن الثامن عشر) ففلاسفة التنویر الذین عرفو بالدعوة للحریة وحقوق الانسان تأثر موقفهم من المرأة بالارث المسیحی عنها وبالتالی لم یظهر ای اصلاح علی وضع المرأة الاقتصادی والقانونی ولم یکن قریباً ان تظهر بعض النساء اللاتی تصدین لاصلاح هذا الوضع والمطالبة بحقوق المرأة. وظهر فی تلک الفترة کتاب ( استئناف نصف الجنس البشری لولیام تومسون عام 1852م کأشهر نص نسوی ثم کتلن سارة میلز ثلاث کتب هی ( نساء انجلترا 1938) ، (امهات انجلترا 1842م)، ( بنات انجلترا 1843م) .

      اما فی مجال القانون فقد تصدت بعض الکاتبات والناشطات فی هذه المرحلة لما یعرف بتبعیة الزوجة المطلقه والاطفال والزوج والتی تحرم المرأة من الملکیة الخاصة والوصایة علی الاطفال . واشتهرت ( کارولین نورتون ) التی الفت کتیباً عام 1839م وطالبة فیة بتغییر قانون حضانة الاطفال ووجهته لمجلس اللوردات البریطانی ویرجع الفضل الیها فی دفع اصلاح حق المتزوجة فی الملکیة الخاصة   ومن ابرز انجازات الحرکة النسویة الحقوقیة فی انجلترا اتساع نطاق التعلیم للمرأة خاصة التعلیم المهنی فی مجال التدریس والتمریض والعمل الخیری وتربیة الاطفال وتلی ذلک بدایات التعلیم الاکادیمی عبر انشاء مدارس وکلیات خاصة بالبنات .

وفی امریکا ارتبطت الحرکة النسویة الحقوقیة فی بدایاتها فی منتصف القرن         التاسع عشر بحرکة مناهضة الرق والتی شارکت فیها نساء من اصل افریقی اشهرهن        (سارة دوغلاس 1806م – 1882م) و (لوکرشیا موت 1793م – 1850م)             و(الیزابیث ستانتون 1815م -1920م ) دعت هؤلاء لانعقاد اول مؤتمر تاسیسی للحرکة عام 1848م وترکزت مطالب المشارکات حول قوانین الطلاق وهو الامتلاک والتصرف فی الموارد وهو التصویت .

ج/ المرحلة الثالثة:ـ من منتصف القرن العشرین:

       بالرغم من انجازات الحرکة النسویة الحقوقیة فی بریطانیا وامریکا فان انثویات منتصف القرن العشرین حکمن علی نساء هذه المرحلة (1793م – 1920م )        بالرجعیة والانغلاق فی قیود التشریعات والسلوک المطلوب من المرأة مع الترکیزعلی وظیفتها الاساسیة فی الاسرة والالتزام بالتقالید والحشمه والوقار ، وعلیه لم یکن غریباً ان        اختارت الانثویات من هذه المرحلة رموزاً من الجنسین تؤرخ بها لبدایة ظهورها وترد      الیها اصول فکرها الذی یقوم علی مجانبة الحیاء والسلوک التقلیدی ومفارقه اصول        الحشمه والوقار واختارت الحرکة الانثویة (میری ولستونکرافت 1759م – 1797م) رائدة للانثویة ومن بین جمیع المؤلفات المختصة باصلاح وضع المرأة اختارت الانثویة کتاب ( Avind ication of the rights of women )

 الذی قامت (ولستونکرافت) بتالیفه عام 1792م ومن اهم مقولات ( ولستونکرافت) فی هذا الکتاب :- ان العائق الاساسی بین المرأة والعمل علی نیل المساوة مع الرجل هو الاضطهاد المنزلی ) وان اعتماد المراة اقتصادیاً علی الرجل بسبب الزواج هو تقنیة لتجارة الجسد وان النساء ولدن متساویات مع الرجل ولکن تتم تنشئتهن لیکن خاضعات لذلک فلانثویة مصطنعه feminity was a construct . *[14]

 وهکذا تحولت حرکة تحریر المرأة الی الحرکة الانثویة بعد ان استولت           الانثویات علی تاریخ هذه الحرکة لتکون امتداد لحرکات حقوق المراة . تقول سارة قامیل :        ( ان اول ما تسعی الیه ای جماعة تحاول تحقیق الاعتراف العام بما هو محاوله خلف احساس بتاریخها بل ومحاوله امتلاک هذا التاریخ و تحدیده ) *[15]

 ولعل الاحساس بالحاجة للانتماء والی تاریخ یکسبها الشرعیة والاعتراف بها هو ما دفع الحرکة الانثویة التی ظهرت فی منتصف القرن العشرین الی احتواء عطاء المرأة الغربیة فردیاً کان ام جماعیاً کإرث وجزور لها .

4/ الحرکة الانثویة :-

 بالرغم من اهداف الحرکة المحددة وشعاراتها الواضحة الا ان اسلوب الحرکة عملیاً وفکریاً جعل من الصعب علی کثیر من الباحثین تعریفها تعریفاً محدداً ، وذلک لتداخل اطروحاتها مع اطروحات الحرکات المطالبه بحقوق المرأة وعلیه نلاحظ کثرة تعریفات الانثویة فی الادب الانثوی سنختصر علی ثلاث منها :-

الاول :- تعرف ( سارة قامبل ) الحرکة الانثویة بانها حرکة تفترض ( ان المرأة لا تعامل علی قدم المساواة – لا لاى سبب سوى کونها امرأة – فی المجتمع الذی ینظم شئونه ویحدد اولویاته حسب رؤیه الرجل واهتماماته . وفی ظل هذا النموذج الابوی تصبح المرأة هی کل ما لا یمیز الرجل ، او کل ما لا یرضاه لنفسه، فالرجل یتسم بالقوة     والمرأة بالضعف والرجل بالعثقلانیة والمرأة بالعاطفیة والرجل بالعقل والمرأة          بالسلبیة ......... الخ ) *[16]      

وفی تعریف آخر تقول تقول باربرا بیرج * [17]: (هی حرکة المرأة تحریراً کاملاً بحیث یصبح وجودها قائماً بذاته غیر مرتبط بما حولها  فالانثویة  هی الحریة للمرأة لتقرر مصیرها، الحریه من تحریر وظیفتها الجنسیة ، الحریة من قیود المجتمع القمعیة ، الحریة لتعبر عن ارائها وتترجمها لعمل الانثویة تطالب بحق المرأة فی المسئولیه والقرار الشخصی، وتفترض ان قیمة المراة تنبع من الانسانیة المشترکة ولا تعتمد علی أی علاقات اخری       فی حیاتها ).

وفی تعریف آخر : الانثویة هی التحدی لتقسیم الادوار فی العالم والتی تضع مسئولیة المجالات العامة علی الرجال – العمل ، الالعاب الریاضیة ، الحروب ، الحکم بینما النساء یعملن کالرقیق بلا مقابل فی البیوت یتحملن عب الحیاة العائلیة بکامله)* [18]

اما فاطمة بابکر*[19] فتقول : ان التعریف المرن والاکثر شمولاً للنسویة wonemism  ( تمیل د. فاطمة لتسمیة الانثویة بالنسویة ) یشمل انواع الوعی بدونیة المراة والطریقة التی تفسر وتشرح بها الدونیة فی اطار علاقة المراة بالرجل وبالمجتمع وکیفیة ظهور هذا الشکل من العلاقة والسبل الی تغییرها بما یکفل تحرر المرأة من الدونیة والاضطهاد ولذلک تعرف النسویة بانها نظریة معرفة وأداة تغییر.

ویعتقد بعض الباحثین ان اشکالیة التعریف لا تعود الی الخلط بین الحرکة النسویة الحقوقیة العادیة وبین الانثویة التی تعدت الحقوق الی الاباحیة والشذوذ فحسب ، وانما تعود الی عدم الاتفاق بین الانثویات علی ماهیة الایدلوجیة الاباحیة ، فلانثویات یتفقن علی إلغاء نظام الزواج والاسرة الا انهن یختلفن حول طبیعة الایدلوجیه الاباحیة التی تبنتها الحرکة.* [20]

فبینما یرى تیار ان الاباحیة ینبغی ان یقوم على العلاقة بین الرجل والمرأة دون الاعتماد علی زواج او أسرة ، بتطرف تیار آخر فیتجه بهذه العلاقة نحو دائرة الشذوذ بانواعة مبررأً ذلک بأن التحرر الکامل للمراة لا یتم الا بالاستغناء التام عن الرجل .

وهذه الاختلافات هی التی حالت دون تعریف أو نظریة انثویة موحدة ، ومن منطلق هذه الاختلافات علی ماهیه الایدلوجیة الاباحیة والاسلوب الذی به یتحقق الاباحیة انقسمت الانثویة الی ثلاث تیارات هی :

أ/ الانثویة اللیبرالیة او الانثویات الاحرار Liberal feninsm ) ) : تیار صغیر یعتقد ان مشکلة المراة ناتجة عن التفرقة بینها وبین الرجل فی الحقوق ، ویرى هذا الاتجاة الحل فی التاثیر علی الانظمة الحاکمة واستقطابها لصالح الانثویة باسم حقوق الانسان حتی تتمکن من دفع التشریعات والقوانین الداعمة کحرکتهن واستراتیجیتها الضغط علی الحکومات للقیام باصلاحات لصالح المرأة .*[21]

ب/ الانثویات الاشتراکیات  - : Socialist feminism

 یعتبر هذا التیار ان مشکلة المرأة تتلخص فی امرین هما :-

 1- هیمنة الرجل Male Doninadion  .

2- الاستغلال الطبقی Class Explotion  , وان الحرب یجب ان تکون علی الاثنین الهیمنة والاستغلال والتحرر الحقیقی مستحیل طالما ان القوة والثروة فی العالم تحتکرها اقلیه ضئیلة , وان الحیاة الاقتصادیة والاجتماعیة تحکمها الرغبة فی الربح ، وتتلخص استراتیجیة هذا التیار فی تکوین حلف بین الانثویات والاقلیات والطبقات المضطهدة ، الی جانب المنظمات المناهضة للامبریالیة ، والنقابات والاحزاب الیساریه واساس هذا الحلف ان مشکلة الانثویات لا تختلف عن مشاکل هذه المجموعات وهی  الهیمنة والاستغلال .

ج/ الانثویات المتطرفات : Radical fem:- یعتبر هذا التیار الابویة Paternalism  اساس استعباد المرأة ، والابویة نظام کامل لسلطة الرجل علی المرأة، کما یدعم النظام الاسری هذه السلطة الابویة فهی نواة النظام الاجتماعی الابوی  Patciarchal  المتمثل فی السلطه القبلیة والاقطاعیة والدینیة والملکیة .

وتتلخص استراتیجیة هذا التیار فی خلق طبقة خاصة بالنساء عبر التوعیة أی       ترسیخ  المفهوم القائل بان العلاقة بین المرأة والرجل تقوم علی العنف والاغتصاب والاستغلال الجنسی .

الجدیر بالذکر هنا ان الانثویة الامریکیة تتبنی افکار هذا التیار وترکز علی ما اسمته بسلطویة الرجل النابعة من الاسرة کسبب فی اخضاع المرأة ، بینما رکزت الا نثویة الفرنسیة علی ان الانوثة  Femininity  هی السبب والوسیلة ، فلانوثه کما تقول (سیمون دی بفوار ) احدی مؤسسات الحرکة الفرنسیة ، هی بنیة اجتماعیة Social construct  تصنعها اللغة والثقافة وتتقمصها المرأة فتجعل منها وجودآ اخر غیر ذاتها الحقیقیة . وتتهم الانوثیة الفرنسیة المرأة بانها المسئولة عن وضعها لقبولها بما صنعة لها المجتمع ، ومن هنا رکزت الانثویة الفرنسیة مع ایجاد ( هویه ) المرأة الحقیقیة ، وایجاد لغة وفکر وشکل خاص بها فی ایطار من الحریة الجنسیة . والمساوأة المطلقه مع الرجل دون ارتباط بالاسرة ، وهکذا تعتقد الانثویة الفرنسیة علی انه بذلک یتم القضاء علی سلطه الرجل وضعف المرأة .*[22]

وثمة ملاحظة هامة لا بد من اخذها فی الاعتبار عند تحلیل هذه  التیارات وهی:-

أ‌-   هذه التیارات تتفق جمیها فی الدعوة لایدلوجیة الانثویة ، وهی تیارات تقوم علی اساس ایدلوجی واحد هو التوجة المادی اللادینی بشقیه الشیوعی والاشتراکی / والعلمانی اللیبرالی وتتفق التیارات علی تحریر المراة ومساواتها المطلقه بالرجل مع الحریة الجنسیة .

ب‌- هذه التیارات تبنت مفاهیم الایدلوجیة الشیوعیة کمداخل لقضایا المرأة وهی :-

الابویة – الاستغلال التطبقی ، الاحتکار والهیمنة .

ج- الاختلاف بین هذه التیارات هو اختلاف فی وسائل تحقیق الهدف ، علماً بان وسیلة کل تیار یحقق جزءاً من الهدف الکلی ، فالمتطرفات مثلاً تکفلن بالابویة واستراتیجیتهن تکوین طبقة من النساء عبر الثوعیة والاستغناء تماماً عن الرجل ، والاشتراکیات تکفلن بمناهضة الاحتکار والرسمالیة واستعباد القله القویة للضعفاء ، مع الترکیز علی المرأة وذلک عبر حشد الجهات التی تجمع بینها هذه القضایا ، اما اللیبرالیات فدورهن اختراق اجهزة الحکم ومؤسساته لدفعها للتشریع وتقنین التوجهات الانثویة عبر قضایا حقوق الانسان ، ولکن فی العقد السابع من القرن العشرین واجهت تیارات الانثویة معارضة عنیفة فی اوربا وامریکا خاصة فی فترة تصاعد التیار المسیحی المحافظ ، فقد تشکلت جبهه عریضة من هذا التیار عام 1975م عرفت باسم الحرکة المناصرة للاسرة pro-family movement  وتدعمها الکنیسة الکاثولیکیة حرکة الاغلبیة الاخلاقیة  moral majority  . وقد وجدت هذه الحرکة دعماً سیاسیاً کبیراً فی عهد الرئیس الامریکی ( رونالد ریغان ) ، کما وجدت نظیرتها فی بریطانیا الدعم من رئیسة الوزراء ( مارجریت تاتشر ) .*[23]

تحت ضغط هذه الحرکات المضادة اضطرت الانثویة لتوحید تیارتها  تحت سیطرة الانثویة المتطرفة. وعملت هذه الحرکات علی تحقیق اهدافها عبر التحالف مع منظمات حقوق الانسان وصیاغه مطالبها فی هذا الاطار العام ، کما عملت عبر التغلغل فی الجامعات واستقطاب الاکادیمیات من النساء علی صیاغه نظریة انثویة.

وبعد التعریف بالحرکة الانثویة وتتبع مراحلها حتی توحدة تحت لواء الانثویة المتطرفة نلقی الضوء علی اهم مفاهیم ومصطلحات النظریة الانثویة ووسائلها :-

المفهوم الاول : النوع الاجتماعی  Gender :-

الجندر کلمة انجلیزیة من اصل لاتینی فی الاطار اللغوی تعنی الجنس ( genus ) من حیث الذکورة والانوثة والعالمه (آن اوکلی ) (ann . oakley) هی التی ادخلت المصطلح لعلم الاجتماع فی السبعینیات من القرن الماضی وهی توضح ان کلمة الجنس تشیر الی التقسیم البیولوجی بین الذکور والاناث والنوع یشیر الی التقسیمات الموازیة وغیر المتکافئة اجتماعیاً ای الذکورة والانوثة .*[24]

بالرغم من ادخال هذا المفهوم الی علم الاجتماع وتجنیدة ضمن سیاسة الحرکات الانثویة الا انه من الغموض بمکان ، حیث یتم تعریبة علی انه : ( الجنس البیولوجی ، الجنس الاجتماعی ، الدور الاجتماعی ، النوع الاجتماعی ) ویستخدم کذلک للتعبیر عن عملیة دراسة العلاقات المتداخلة بین الرجل والمرأة فی المجتمع ، وتعرف کذلک بانها تجسد المفهوم التعریفی الثقافی الاجتماعی للرجل والمراة الطریقة التی توزع بها المجتمعات الادوار الاجتماعیة المختلفة لکل منهما تعرف کذلک بانه عبارة عن تصنیف الاشخاص علی اساس الموروث الثقافی والاجتماعی الذی یحدد هویة الافراد وصفاتهم وادوارهم داخل الاسرة والمجتمع .*[25]

وتقول : ( اوکلی ) ان الناس یحکم علیهم ذکوراً واناثاً بالرجوع للمدلول البیولوجی ان النوع الاجتماعی امر ثقافی یعود للتصنیف الاجتماعی للرجال والنساء وبالتالی فان الجنس ثابت بینما النوع ( الجندر یتغیر بتغیر الزمان والمکان لانه معیار ثقافی.

ورغم غموض المصطلع ووجود عدة تعریفات له فانه تطور من مصطلح لغوی الی ایدلوجیا للحرکة الانثویة المتطرفة واداة تحلیل لدراسة الواقع الاجتماعی لتحلیل الادوار والمسئولیات والمعوقات لکل من الرجل والمرأة .

واصبح مفهوم الجندر من اهم مصطلحات الحرکة الانثویة ونلخص من ملاحظة استخدام الانثویة لمفهوم الجندر انها تعنی به او تستخدمه مرادفاً للاتی :-

* الدعوة للمساواة التامة بین الجنسین وذلک من خلال الدعوة الی إلغاء المفاهیم والاصول الدینیة التی تقول بحتمیه الخلق والوظیفة البیولوجیة ، والغاء الفوارق الجنسیة المؤطره للزوجیة کنظام اسری واستبدالها بالمساواة الجنسیة ورفض حصر الجنس فی اطاره الفطری ( ذکروانثی ) وذلک تمهیداً للشذوذ وتقنینه والاعتراف به. * الدعوة لتمکین المرأة عبر الغاء تبعیتها الاقتصادیة للرجل وعبر الاعتراف بحقوقها فی الحریة الجنسیة  sexual freedom  والحریة التناسلیة Reproductive freedom  وذلک بعدم حصرها فی مفهوم الاسرة والزواج النمطی کما تسمیة الانثویات ، وکذلک تمکینها عبر تطویر تقانة الاجنه وذلک لتحقیق تحررها التام عن الرجل .*[26]

واستطاعت الحرکة الانثویة فی المجتمع الامریکی استصدار قانون بتنظیم الاسرة واصبح لزاماً بمقتضاه علی الدولة توفیر الموانع للجمیع ، للفرد متزوج ام غیر متزوج والحصول علی المعلومات الخاصة بمنع الحمل واستطاعت کذلک عبر جماعات الضغط تقنین الاجهاض کحق من حقوق المرأة لا دخل للزوج ولا الاب فیه .*[27]

اما المصطلح الثانی من مصطلحات النظریة الانثویة والذی تعتقد الباحثه انه له دلالات اخطر من مفهوم الجندر هو التفکیک Deconstruction  :-

من اهم نشاطات الحرکة الانثویة فی القرن العشرین هو محاولة الانثویات وضع الاصول الفکریة التی تستهدی بها الانثویات فی تحقیق اهدافهن ، وفی هذا الصدد یجب ان نذکر ان المفهوم الشیوعی للاسرة متمثلاً فی اراء (مارکس وانجلز) عن الاسرة وکتابات (میری ولستونکرافت) ومقال (جون ستبوارن مل)  شکلت المرجعیة الفکریة للکاتبات الانثویات ، وتعترف الانثویات بان الفکر الشیوعی هو رائد تشخیص وضع المراة الاستعبادی، والتاکید علی ان الصراع هو اساس علاقة الرجل بالمرأة ، کما ان الشیوعیة هی رائدة الدعوة الی تحریر المرأة عبر الحریة الجنسیة ، إلا ان الشیوعیة فشلت کما تقول الانثویات فی تطبیق برنامج تحریر المراة لثلاثة اسباب هی:-

أ‌-    نظریاً منعت المارکسیة النساء من الاحساس بکونهن طبقة وتنظیم انفسهن کطبقة .

ب‌- عملیاً کان رد فعل (لیینین) وکل الاحزاب الشیوعیة لای محاوله من النساء لتکوین مجموعات علی اساس مشاکل طبقتهن هو اتهام النساء بشق الصف .

ت‌- بالنسبة للمارکسیة النساء یتبعن اما للطبقة البرجوازیة او طبقة العمال ای للرجال فی هاتین الطبقتین .

وتعتبر الانثویات ان الحاق النساء بطبقات الرجال واعتبار العلاقة نساء/ رجال علاقة طبیعیة یتناقض مع المفهوم الشیوعی القائل بان تبعیة المراة للرجل علی اساس انها امر طبیعی هو سر استعباد الرجل لها ویعنی ان الشیوعیة لم تلحق النظریة بالتطبیق ، وعلیه ترى الانثویات ان رسالتهن السامیة هی ازاله هذا التناقض وتحریر المراة تحریراً کاملاً بحیث تصبح طبقة قائمة بذاتها لا تخضع للرجل ولا للمعتقدات والمفاهیم التی کرست لهذا الخضوع.

وتتحقق هذه الحریة الکامله بایجاد البدائل الانثویة لتلک المفاهیم والتی یمکن ان تحقق المراة من خلالها هویتها وذاتها الاصلیة المفقودة فی نظر الانثویات .

وتقوم استراتیجیة الانثویات فی ایجاد البدائل لا علی أُطر جدیدة مغایرة ، بل علی افتراض انثویة الأُطر السائدة وافتراض ان المرأة هویه اصلیة مرتبطة بهذه الاطر قبل ان تخضع لسلطة ابویة ، ومن هذا تعتقد الانثویات ان مهمتهن الاساسیة هی استعادة انثویة الاطر وازالة المفاهیم القمعیة التی غطت بها الابویة علی هویة المراة الاصلیة .

فی هذا الاطار الاستراتیجی قامت منظرات الانثویة بما اسمینه عملیة تفکیک Deconstruction  واعادة ترکیب الاطر الاساسیة لقمع المرأة واسترقاقها ، هذه الاطر هی: الابویة ، الدین ، اللغة ، الفن ، ازیاء المرأة ، الانثی والانوثة ، الزواج والاسرة .

تفکیک الابویة : لتفکیک هذا النظام المجتمعی استخدمت الانثویات الافتراض الشیوعی لمارکس وافتراض الانتربولوجی ( مورقان ) القائل بان المجتمع اصلاً کان (اموی) وان الرجل لاسباب اقتصادیة انتزع هذه السلطة وقام باستعباد المرأة کاداة لانتاج راسمال جدید هو الاطفال وذلک عبر استحداث نظام الزواج بدیلا لشیوع الجنس الذی کان اصل المجتمع . وعبر مفهوم التوعیة یمکن اثارة احساس ووعی المرأة للحنین الی سلطتها المنزوعة والجدیر بالذکر ان علماء الاجناس الغربیة فندوا مزاعم الشیوعیة بأمومیة المجتمع وشیوع الجنس.

وحاولت الانثویات ایهام النساء بان الابویة حاله عالمیة لیست مقصورة علی مجتمع الغرب وان کراهیة المرأة ایضا حاله عالمیه ، وقد برهنت الدراسات الغربیة ان            مفهوم الابویة الغربی المرتبط بالاقطاع والکنیسة لا یمکن تعمیمه علی بقیة المجتمعات کما    ان البدیل الانثوی الامومیةMatriarchy   لا یوجد دلیل تاریخی او دینی او اجتماعی      لاثباتها کحقیقة واقعة .

ولعل الانثوی ات عندما عجزن عن اثبات الامومیة بصورة علمیة وموضوعیة کأن الی وسیلة اخری هی التوعیة Advocacy  لخلق المجتمع الامومی فی وعی المرأة لا        فی واقعها.

تفکیک الدین : تعتبر الانوثیات المسیحیة عقیدة ابویة اخضعت المرأة ، بتشریعاتها الخاصة بالزواج والاسرة للرجل ، واسقطت هذا الاتهام علی الادیان الاخری کالاسلام .

وتتهم الانوثیات کذلک اللاهوت الیهودی والمسیحی بتکریس سلطة الرجل ولفتت الانوثیة النظر الی غیاب الانثی من اللاهوت الیهودی والمسیحی ومن هذا المنطلق اخضعت بعض الکاینات العهد  القدیم والجدید للدراسة من منظور انثوی ویتمثل ذلک فی المادة تفسیر النصوص خاصة تلک التی تکرس سلطة الرجل وتصور المرأة فی صورة شیطانیة . *[28] وحاولت اخریات فهن مثل ( لوسی ایجاری فی مقالها :

نساء ربانیات ) تانیث النصوص والذات العلیة والملائکة ، وذهبت بعضهم الی ان المجتمع العشائری کان إلهه انثی وان المرأة لذلک اسمی من الرجل ففی اطار هذه الافکار علی ایجاد دین بدیل وتم تشکیل هذا الدین حول الروحانیات المجردة من الابویة کما فی المسیحیة واصبح الإله لهذا الدین البدیل انثی Goddess) ) وهذه الإلهه لا تعرف کما تعرف الادیان السماویة الإله ولکنها کما تصفها الانثویات : (انها قانون انثوی کامن  وینساب فی جمیع الاشیاء ، وبالرغم من کونه انثی ، الإله

انه یسمی معزولا عن عالم المادة ولکنه قوة الحیاه فی کل شئ وفی کل انسان * [29] وفی هذا التعریف یتضح تفکیک عنصر اساسی فی الادیان السماویة بل فی الفطره الانسانیة وهو وجود الله القائم بذاته عن مخلوقاته وکذلک تفکیک الایمان بالغیب ، فالالهه الانثی قوة داخل مخلوقاتها المادیه وهی اذن إلهه ارضیة ولیست سماویة  ومن هنا جاء اهتمام الانوثیات بالبیئة بما یشبه العقیدة الدینیة واسقطن مبدأ الصراع علی علاقة الرجل بالبیئة فهو یسیطر علیها ویدمرها بالحروب واصبح مصطلح  Ecofeminism  انثویة البیئة تعبیرآ عن العلاقة الروحیة بین المرأة والمخلوقات الاخری عبر الالهه الکامنه فیها . وهذا ارتداد فی الفکر الی ازمنة عبادة التوتم ففی القرن الحادی والعشرین عصر العلم ونفی الخرافات ترید الانثویات ارجاع المجتمعات الی عصور عبادة التوتر وعصور الجاهلیة الذین کانوا یعبدون فیها اللات والعزی وهبل وحقآ انها جاهلیة القرن العشرین کما عبر عنها الفکر الاسلامی محمد قطب       ( رحمه الله ) وتنبأ بها قبله شقیقة الشهید سید قطب .

 وبما ان اللغة هی اداة التواصل والتعبیر یعتبرها الانوثیات انها اداة التکریس الرئیسیة لاخضاع المرأة فعمدوا الی تفکیکها ایضا وانطلاقا مما سیق یعتبر الانوثیات ان اقصاء الکتب المقدسة للمرأة کانت سببآ مباشرآ فی ذکوریة اللغة وما نتج عنها من علم وفکر وفلسفة وادب، ولذلک عمدت الانثویات لتفکیک اللغة والبحث عن اصله الانثوی ، وتعتبر الانثویات ان موقف اللغوین من المرأة هو بعد اخر لدونیة المرأة فی الغرب ، فاللغة الانجلیزیة عند الانثویات لغة ذکوریة ومثال ذلک کلمة    menالتی جعلتها  الانجلیزیة معیارآ یعبر به الانسان مطلقآ وتطالب الانثویات باستبدالها بکلمة  (person)  انسان . ومثلهم طالبت الانثویات فی البلاد العربیة بحذف (نون النسوة) من اللغة العربیة . وتعبر اللغة نفسها عن هذه التبعیه والخضوع ) (wo / man ) (fe / male ودعت کذلک الانثویات لوضع نظریة انثویة للمعرفة مغایرة للنظریات الذکوریة القائمة علی مفهوم  العقلانیة والعقل والموضوعیة ، بل لوضع  نظریات انثویة لکل مجالات العلم والادب والثقافة العربیة .

ومثلما حکمت الانوثیات علی اللغة بانها ذکوریة حکمن علی الفن بنفس معاییر الابویة والدین واللغة فهو کذلک اداة تعبیر وانتاج ذکوری یجعل من المرأة موضوعآ فقط . وعلیه فهو بحاجة لتفکیک واعادة بناء . وتدعو الانوثیات امثال (شو لامیث) الی وضع نظریة نقدیة وقیم جمالیة انثویة تکون اساساً لفن انثوی .

وبالاضافة للفن واللغة طلبت الانثویات بتفکیک ازیاء المرأة ومصطلح الانثی ، ویقول الفکر الانثوی السائد حول ازیاء المرأة انها من صنع  الرجل والمجتمع کمطلب لطبیعة المرأة وتبعیتها للرجل ، فازیاء المرأة وزینتها مقصود بها الرجل اکثر من کونها حاجة او رغبة انثویة وتقول ( سیمون دی بوافوار ) فی کتابها ( الجنس الثانی 1949) : (ان الغرض من الازیاء التی تم استرقاف المرأة بواستطها ، لم یکن لاظهارها کفرد مستقل ، بل لتقدیمها کفریسة لرغبات الرجل وعلیه فالمجتمع لا یسعی لتطویر قدراتها بل لقمعها ) . *[30]

وتعتقد الانثویات ان اختلاف ازیاء المرأة عن ازیاء الرجل رمز لعدم المساواة ، والاخضاع والتبعیة الاقتصادیة ، وفی تفسیر اخر تری الانثویات ان الرجل الذی سیطر علی الحکم والاقتصاد والسیاسة ، ابتکر الموضة والزینة لیلهی بها المرأة عن التفکیر فی المشارکة فی هذه المجالات *[31]وبعد محاولات تفکیک ما أسمته الانوثیات بمصادر اخضاع المرأة اتجهن ان تفکیک الکائن الذى تم اخضاعة للوصول الى الهویة الاصلیة للمرأة واذا کانت مصادر سلطه الرجل هی:-

الابویة والدین واللغه، فان سمات هذه السلطة تمثلت فی الهویة التى اکسبها هذا التسلط للمراة ، فهی انثی female ذات انوثة femininity  وامراة woman، وهی مخلوقة للرجل استناداً لتعالیم السلطة الدینیة ، بوظیفة بیولوجیة جوهریة ضروریة للرجل او ماتسمیه الانثویات بالحتمیة البیولوجیة Biological determinism .

وتعتبر الانثویات هذه المصطلحات الثلاثة حالات مصنوعه لتحدید هویه هذا الکائن وفق حاجات الرجل والمجتمع ، فالمراة فی فکر الانثویات لاتولد امراة ولکنها تصیر امراة.

والهدف من تفکیک الانثى هو إلغاء الانوثة ، المرتبطة (بالزینة والمظهر) واستئصال (انثى) المرتبطة بالوظیفة البیولوجیة ، وإلغاء الاسم (امراه) من اجل العثور على الهویة والکینونة التى غطتها آلیات المجتمع القمعیة من نظام ابوى ولغة ودین .

وباکتشاف هذه الکینونة المفقوده یتم القضاء على التقسیم الثنائی الموروث مثل ذکر/انثى ، رجل/امراه ، ام/اب ، ربه منزل/ جالب الخبز.

وتعتقد الانثویات ان الحمل والولادة وظیفة انتاجیة مفروضة على المرأة عبر علاقة استعبادیة ولیست وظیفة جوهریة .

ویمکن الرد على هذه الاعتقادات الانثویة بان الثنائیة فی الخلف فطره الهیه وان الله قد خلق کل جنس لمهمه محدده ولن یستطیع بشر تبدیل فطره الله التى فطر الناس علیها والدلیل على ذلک ان الانثویات حتى الان لم یعثرن على هذه الذات الحقیقیة للمراه التى یبحثون عنها وهذا الفشل دفع بعض الکاتبات الانثویات للتحذیر من محاولة ایجاد بدیل للانوثة .

ومن الجدیر بالذکر ان تفکیک (انثى و امرأة) قاد الانوثیات الى تفکیک الزواج والاسرة ویکون ذلک عن طریق تکنولوجیا الإنجاب للقضاء على طغیان التقسیم الجنسی القائم على المبادئ البیولوجیة وأن البدیل لنظام الزواج هو السحاق لأنه النمط الاجتماعی الوحید الذی یمکن أن تعیش فیه المرأة بحریة بعیداً عن العنف.

وتعتبر کل من (بیتى فریداتن) بکتابها (السحر الانثوى)  ( ومیری  ولسنوتکرافت ) هن الدعامات لهذا الاتجاه الانثوی المتطرف الذی ینادی بتحریر المرأة تحریرآ کاملآ بالغاء  وجود الرجل والاستعانه بتکنولوجیا الانجاب للقضاء علی التقسیم الجنسی القائم علی المبادئ الایدولوجیة وبذلک یصبح الطریق ممهداً لانهیار تلک البنیات الاجتماعیة والثقافیة وهی الاسرة والامومة والزواج التی تقدم الدعم الایدولوجی لهذا التقسیم الجنسی * [32]

واما البدیل الذی قدمه هؤلاء عن الزواج ومؤسسة الاسرة فهو السحاق حیث      تقول احدی منظرات الحرکة : ( ان السحاق هو النمط الاجتماعی الوحید الذی یمکن ان  نعیش فیه بحریة ، ( فسحاقیة ) هی المفهوم الوحید الذی اعلم انه یقع خارج نطاق التقسیم الجنسی ( رجل / امرأة ) لان من تسمی سحاقیة لیست امراة لا اقتصادیا ولا سیاسیآ       ولا ایدولوجیة .  *[33]

لقد طرحت الانوثیة برامجآ کثیرة بدءآ بالدعوة للمساوة التامة والغاء الفوارق بین الجنسین والدعوة لتغییر القوانین خاصة قوانین الاسرة والدعوة للحریة الجنسیة والمطالبة بتوفیر موانع الحمل خلال برامج الصحة الانجابیة بإباحة الاجهاض ومحاربة الختان وانتهاء بتمکین المرأة اقتصادیآ عبر الغاء تبعیتها الاقتصادیة للرجل وتمکینها عبر تطویر تقانة الاجنه وکان اخطر ما حققته الحرکة الانثویة هو فی مجال عولمة افکارها عبر اختراقها للمنظمات الاقلیمیة والدولیة خاصة الامم المتحدة وتکمن الخطورة فی الزام الامم المتحدة للدول الاعضاء بالتنفیذ عبر رقابة الیاتها التی استحدثتها لهذه الاغراض ، ففی عام 1979م تنبت الامم المتحدة اتفاقیة تحمل فی طیاتها المشروع الانثوی وهی اتفاقیة إلغاء کافة اشکال التمیز       ضد المرأة

Con vention on the Elimination of all forms of Discrimination Against women ( c Edaw ) .

والخطر الاخر  الذی تشکله الحرکة الانثویة هو الدور الذی تلعبه الان فی تشکیل الخطاب السیاسی للغرب ، فالخطاب الغربی یدعی انه الخطاب الخاتم وان مقولاته       وقیمه وافکار ومناهجة اصبحت فی زعمه حسب نظریة ( فوکویاما) صاحب الکتاب نهایة التاریخ وخاتم البشر ، تمثل الحلقة الاخیرة من حلقات التاریخ البشری وما علی         الانظمة السیاسیة والثقافیة والاقتصادیة غیر الغربیة سوی الامتثال لهذه المقولات        والافکار والقیم والمناهج الغربیة ، وقد لعب الفکر الانثوی دورآ رئیسیآ فی صیاغة الابعاد الایدولوجیة والافکار الفلسفیة والاخلاقیة للخطاب السیاسی الغربی ، حیث وظف الفکر الانثوی افکارة وتصوراته واتجاهاته المستقبلیة فی صیاغة الفکر الاستراتیجی الحاکم       فی الغرب عن طریق دعم نفوذه لدی الرای العام الغربی وممارسة الضغوط السیاسیة علی

فی صناعة القرار السیاسی علی کافة المستویات ولکی تحقق هذه الاستراتیجیة فان اهم وسائلها هی :-

أ . تغییر الانظمة السیاسیة : لان الرجل وحده هو صانع القرار فیها .

ب . تفعیل دور الکائن الجدید ( الجندر ) حیث لا توجد ذات مؤنثة فی جوهرها ولا مذکرة وان المسئول عن هذا الاختلاف هی التنشئه الاجتماعیة والثقافیة والبیئة الذکوریة .

5 . أثار ونتائج الفکر الانثوی علی المجتمع الغربی :-

بدأت حرکة تحریر المرأة فی نشأتها حرکة انسانیة تهدف الی تحقیق قدر من العدالة الحقیقیة داخل المجتمع متماشیة رؤاها واهدافها مع کل حرکات التحریر القدیمة التی تختلف منهجآ ورؤیة عن حرکات ما بعد الحداثة ، فقد کان لکل عصر ممیزاته وظروفة الخاصة التی اثرت فیما بعد علی حرکة تحریر المرأة .

بدأت الحرکة باسم حرکة تحریر المرأة ولکن عندما حدث التطور فی الرؤی والاتجاهات تغیر الاسم الی الحرکة الانثویه ، ورغم ان کلا الحرکتین تتبنیان قضیة المرأة ، لکن هنالک اختلافات جوهریة بین الاثنین ، ورغم ان الانثویة تسعی ان تجعل حرکة تحریر المرأة جزءآ من ماضیها او تاریخها فی محاولة للبحث عن اصل وتاریخ ومن المهم هنا ان نورد هذه الاختلافات الجوهریة لان هذه الاختلافات کانت هی التی ادت الی حدوث اثار سالبه وعمیقة فی المجتمع الغربی ،

تتلخص اهم الاختلافات فی ما یأتی :-

- تختلف الحرکات التحرریة فی الغرب التی نشأت فی عصر ما بعد الحداثة والتی تندرج تحت مصطلح (نظریة الحقوق الجدیدة) عن الحرکات التحرریة القدیمة من منطلق الرؤیة والتصور، وحرکه تحریر المرأة فی نشأتها تأثرت بالاطار الفکری والفلسفی للحرکات القدیمة لذلک فان حرکة تحریر المرأة تمیزت عن الحرکة الانثویة بعده خصائص         من أهمها:-

1. الحرکات القدیمة کانت رؤیتها تنبع من الرؤیة الانسانیة(Humanist)   المتمرکزة حول الإنسان فی مراحل العلمانیة الأولی التی انتقلت فیه القداسة واللمحة الغیبیة من الله للإنسان وکانت لا تزال تحمل آثار الولاء المسیحی .

2. کان الإنسان فی منظور حرکة تحریر المرأة کیانآ حضاریآ مستقلآ عن عالم الطبیعة ومتمیز لا یمکنه إلا أن یوجد داخل مجتمع ولذا لا یمکن تسویته بالظواهر الطبیعیة .

3. کانت حرکة تحریر المرأة تهدف الی تحقیق قدر من العدالة الحقیقیقة داخل            المجتمع لا تحقیق مساواة مستحیلة خارجة ، بحیث تنال المرأة ما یطمح إلیه ای إنسان        ( رجلآ کان أم امرأة ) من تحقیق لذاته الی الحصول علی مکافآت عادیة مادیة أم معنویة لما یقدمه  من عمل .

4. کانت هذه الحرکات تؤمن بوجود مرکزیة إنسانیة ومعیاریة مرجعیتها إنسانیة وطبیعة إنسانیة مشترکة ، لذلک اخذت حرکة تحریر المرأة بمفاهمیم إنسانیة مستقرة خاصة بادوار المرأة فی المجتمع واهمها دورها کأم ولذا نتحرک برنامج حرکة تحریر المرأة  داخل إطار من المفاهیم الإنسانیة المشترکة التی صاحبت الإنسان عبر تاریخه الإنسانی مثل مفهوم الاسرة باعتبارها أهم المؤسسات الإنسانیة التی یکتسب الانسان من خلالها هویته الحضاریة والاخلاقیة ومفهوم الأم ولم تنزلق فی التجریب اللانهائی المستمر الذی لا یستند الی نقطة بدء إنسانیة او تاریخیة او اخلاقیة . [34]

5. المرأة فی فکر حرکة تحریر المرأة کائن اجتماعی یضطلع بوظیفة اجتماعیة ودور اجتماعی ومن ثم تحاول الحرکة ان تدافع عن حقوق المرأة داخل حدود المجتمع ولذلک فهی حرکة تهدف الی تحقیق قدر من العدالة الحقیقیة ، داخل المجتمع حیث تنال المرأة حقوقها باعتبارها کائن إنسانی فی المقام الأول .

اما الحرکة لانثویة فهی عکس حرکة التحریر فی رؤیتها وفلسقتها فالإنسان فی فلسفة حرکة التحریر القدیمة یقف علی قمة الهرم الکونی کائنآ حرآ ومکرمآ ومتمیزآ عن بقیة الکائنات بینما فی فکر الانثویة فالإنسان مجرد کائن بیولوجی یمکن رده الی الطبیعة ( المادة ) ویمکن تسویته بالکائنات الطبیعیة ، وعندما یتم تسویة الإنسان بالحیوان والنبات والأشیاء یسقط الیقین ومن ثم تظهر حالة من عدم الاستقرار والتعددیة المفرطة وفی هذا الإطار تبرر ملامح وافکار وممیزات هذه الحرکة متدرجة فی الاتی :-

1. تؤکد الحرکة الانثویة فکرة الصراع بشکل متطرف وتحصر تاریخ الإنسان فی صراع مع أخیة الإنسان وفی صراع مع الطبیعة وکل شئ انما هو تعبیر عن موازین القوی وثمرة الصراع المستمر .

2. تؤمن بسیادة الطبیعة علی الإنسان وإزاحة الإنسان عن مرکز الکون .

3. ترفض فکرة وجود ثوابت مشترکة بین الأجناس وبالتالی ترفض فکرة المرجعیة والکلیات.

4. تؤمن بالتجریب المستمر بدون استصحاب ایة مفاهیم مسبقة وکل شئ خاضع للتجریب ویبدأ البحث عن اشکال جدیدة فی العلاقات بین البشر لا تهتدی بتجارب الإنسان التاریخیة ولهذا نجد رائدات الحرکة الانثویة متحررة من المفاهیم المشترکة وتدافع عن التجریب المستمر لذا نجدها تدافع عن الشواذ وحقوق الحیوانات وحق الانتحار وغیره .

لهذه الرؤی المتطرفة تطرح الانثویة برنامجآ ثوریآ رادیکالیآ یدعوا الی إعادة صیاغة کل شئ التاریخ واللغة والرموز بل والطبیعة البشریة ذاتها کما تحققت عبر التاریخ .

5. نظرتها للإنسان تصاغ علی ضوء معاییر المنفعة المادیة والجدوی الاقتصادیة وزادت نتیجة لهذه النظرة هیمنة النماذج الکمیة والاهتمام بالانتاجیة علی حساب القیم الاخلاقیة والاجتماعیة الاساسیة .

6. باختصار تم إسقاط اهمیة فکرة (  المعنی ) باعتبارها فکرة لیست کمیة او مادیة            ( وهذه قیم راسمالیة و تکریس للمادیة ) ونتیجة لذلک ینظر للأمومة وتنشئة الاطفال والاعمال المنزلیة باعتبارها اعمالآ غیر منتجة لأنه لا یمکن حساب ثمنه ولا یخضع لقوانین العرض والطلب ، والمرأة لا تتقاضی علیه اجرآ نقدیآ .

7. نظرتها لتاریخ الحضارة البشریة هو تاریخ الصراع بین الرجل والمرأة وهیمنة الذکر علی الانثی ومحاولتها التحرر من هذه الهیمنه وبناء علی هذا تحولت الحرکة الانثویة من من حرکة تدور حول فکرة الحقوق الانسانیه ومن رؤیة خاصة بحقوق المرأة فی المجتمع الانسانی الی رؤیة معرفیة انثربولوجیة شاملة تختص بقضایا مثل دور المرأة فی التاریخ والدلالة الانثویة للرموز التی یستخدمها الإنسان وإذا کانت حرکة تحریر المرأة  تدور حول قضیة تحقیق العدالة للمرأة داخل المجتمع ، فإن الانثویة تقف علی النقیض من ذلک ، فهی تصدر عن مفهوم صراعی للعالم حیث تتمرکز الانثی علی ذاتها .*[35] ویتمرکز الذکر هو الآخر علی ذاته .

9/ آثار الفکر الانثوی علی المجتمع الغربی : -

استطاعت حرکة تحریر المرأة فی اوربا ان تحقق مکاسب فی مجال التعلیم والعمل والمشارکة الاجتماعیة للمرأة ، الا ان تطور الحرکة واستیلاء الحرکة الانثویة علی ارثها ومن ثم تبنی الانثویات لافکار تصادم الدین والاخلاق اوقع المرأة فی مآزق جدیدة وعبودیات اخری ) فالمرأة التی تحررت من الاوضاع الاجتماعیة القدیمة وقعت فی عبودیة الرأسمالیة التی حولتها آلة مطیة ووسیلة للاعلام االتجاری وادراة للمتعة الجنسیة لتجار الرقیق الابیض حتی فقدت انسانیتها واصبحت المرأة ضحیة للاثار السلبیة لانهیار الاسرة وانحلال           القیم والاخلاق.

ولقد کان من ابرز اثار انتشار الفکر الانثوی وتطبیقها عملیاً انهیار الاسرة التقلیدیه ، فقد جاء فی احصاءات الامم المتحدة عام 2000 م حول قضایا المرأة وکذلک التقاریر الصادرة عن الاحصاء السکانی الامریکی لعام 2000م [36]* ، ان نسبة الاسر التی تتکون من والدین متزوجین واطفال تدنت من 81% عام 1970 م ، الی 69 % عام 2000م ، بینما ارتفعت نسبة العوائل التی بها شخص واحد من 17% عام 1970 الی 25% عام 2000 ، کذلک زاد مجموع الاسر التی تعولها  ام وحدها من 5,6 ملیون اسرة عام 1970م الی 12,2 ملیون اسرة عام 2000م وتبلغ نسبة الاسر التی تعولها امرأة وحدها علی مجموع       الاسر الکلیة : -

30 % فی کندا ، 42 % فی الدنمارک ، 27 % فی المانیا ، 37% فی نیوزلندا ، وزادت نسبة العزوف عن الزواج التقلیدی  الی مایعرف بالزواج التجریبی(المساکنه) ای تعایش رجل وإمرأة بدون زواج رسمی تحت سقف واحد بعشیون معاً ، ففی المانیا یوجد قرابة الملیون عقد غیر شرعی، وفی فرنسا یذکر المعهد القومی للداسات الدیموغرافیه ان الزواج التقلیدی اصبح عادة روتینیة اقلع عنها الکثیرون وانه فی عام 1997م فان 30 % من علاقات التعایش بین رجل وامرأة تتم بدون زواج * [37]. وفی احصائیة اخری بلغت نسبة الاسر الامریکیة بدون زواج 22% عام 1990 الی 48% عام 2000 بل تطور حال االاسرة الغربیة نحو تقنین زواج الشواذ ( المثلیین ) واعترفت کثیر من المؤسسات القانونیة الغربیة بهذا الزواج ومن ذلک مطالبة المحکمة العلیا فی کندا للحکومة الاقلیمیة فی مقاطعة ( اونتاریو) بأن تعدل قانون الأسرة والزواج لدیها خلال سته شهور یشمل زواج اثنین من جنس واحد وان یحصل الازواج المثلیین علی کافة الحقوق اسوة بالاسرة التقلیدیة *[38]


الخاتمة:

وفی الختام نجد أن المبررات للذکر مثل حظ الانثیین فی بعض المواقف لانة مطالب بالانفاق علیها وفی اطار القوامه مأمور الرجل بالتشاور معها حتی فی فطام وإرضاع الطفل (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَیْهِمَا) البقرة : (233) والسماح للرجل بالتعدد دون المرأة حفاظاً علی کرامة المرأة فالافضل لها أن یکون لزوجها إمرأة معروفة معترف بعلاقتها علی سنة الله ورسولة من أن یتخذ خلیلات وعدم السماح للمرأة بالتعدد حفاظاً للانساب ولکرامتها وکذلک صحتها من ان تکون عرضه عرضه للامراض المنقولة إثر اتخاذ الخلیلات والعشیقات وان جعل الاسلام الطلاق بید الرجل سمح للمرأة بأن تکون العصمه بیدها وکذلک أباح لها الخلع بشروطة بل وصل اهتمام الاسلام بکرامة المرأة أنه أباح لها فسخ زواجها للامة ان تم زواجها فی فترة استرقاقها أباح أن تفسخ بعد تحررها ان کانت غیر راغبة فی زوجها وتم زواجها بأمر سیدها عندما کانت أمة ووصل التکریم ان الاسلام وضع عقوبة علی من یستهین بعرضها وسمعتها ووضع حداً لقذف المؤمنات ،[39] ان سبب دونیة المرأة فی المجتمعات المسلمة الیوم لیس هو الاسلام ولکن السبب الحقیقی هو جهلها لحقوقها فی الاسلام لانها بعدت عن الاسلام  وآثرت التقلید الاعمی لأعداء الإسلام ، والسبب الآخر هو احتکام الرجل فی مجتمعاتنا الی العرف والتقالید أکثر من احتکامه لشرائع الدین فی قضایا المرأة وفی تعامله معها ای ان ثقافة الرجل التقلیدیة یجب ان تعدل کی تتماشی مع قیم الاسلام فیما یخص حقوق المرأة بمعنی اننا فی الشرق لسنا بحوجه الی تحریر المرأة ولکن بحوجة تنویرها بحقوقها وفی حوجة الی انسنة الرجل أی تغییر ثقافة الرجل لینظر الی المرأة کإنسانة مثله لا کأنثی مختزلة فی جسد یخبئ کصورة عند غلاوة المتشددین او جسد یعری عند غلاوة المتحررین فاالمرأة انسانة قبل ان تکون أنثی فقد اجریت الباحثة دراسه میدانیة عام 2010م عن عوامل تغیر دور المرأة ، وکان من ضمن أسئلة الاستبانه لمجتمع البحث المکون من خمسمائة امرأة مسلمات ومسیحیات هل الدین أحد اسباب الوضع الدونی للمرأة فکانت اعلی نسبة للاجابة تقول ان العادات والتقالید واحتکام الرجل الیها فی تعاملة مع المراة هو السبب الاساسی لدونیة المرأة فی المجتمع السودانی وکما بدأنا بأهداف الانثویة ننهی الحدیث بأن هذه الحقوق منحت فی الاسلام للمرأة منحت دون ان تطالب بها او نسفک فی سبیلة الدماء وانما فرضها الله تفضیلا منة وتکریما لها فی حین ان المرأة فی الغرب حصلت علی الحقوق لحوجة الساسة والاقتصادیة لها اما نقد النظریة علی مستوی التطبیق  فقد اوردنا اثارها العلمیة علی مجتمعات الغرب کدلیل واضح علی فساد الرؤیة والتصور والتطبیق وعلیة نوصی فی ختام هذه الدراسة الاهتمام بالتنشئة السویة للمرأة الإنسان وتبصیرنا بحقوقها والوعی بذاتها الصافیة التی صورها الإسلام مخلوقة مکرمة          متزنة  لها عقل وعاطفة لا مجرد جسد یعتنی به لیعجب الرجل ویجب أن تلعب مناهج التعلیم        أیضاً دورها فی منظومة متکاملة مع الأسرة وکذلک الاعلام لتوضیح هویة المرأة          المسلمة وتبصیرنا بحقوقها ودورها وکشف المخططات التی تحاک ضد الأسرة المسلمة  ولبیان فساد وخطورة الفکر الأنثوی الذی یمجد الوثنیة ویخالف الفطرة السلیمة :            (فطرت الله التی فطر الناس علیها)، سورة الروم الآیة 30 .


المراجع والمصادر:

1- أفلاطون : الجمهوریة ، ترجمة حنا خباز ، مطبعة المقتطف والمقلم ، 2016م .

2- الهام عبدا لرحمن : نظریات علم الاجتماع والنوع ، دار عزة ، الخرطوم ، 2008م .

3- جان امل دبک : مرکز المرأة فی قانون حمورابی والقانون الموسوری ، ترجمة سلیم العقاد ، د . د . ، د. ت .

4- خالد قطب وآخرون : الحرکة النسویة وخلخلة المجتمعات الإسلامیة ، مجلة البیان الکویت ، 2006م

5- خدیجة کرار : أسباب تغیر مفهوم الاسرة فی الغرب معهد دراسات الأسرة ، جامعة ام درمان الإسلامیة ، 2005م .

6- ریازنوف / لینین / وآخرون : المرأة والاشتراکیة ، ترجمة جورج ترابیشی ، دار  الادب ، بیروت ، 2011م

7- زیدان عبدالباقی : المرأة بین الدین والمجتمع ، دار المعارف ، مصر ، 2014م

8- سلیمان صدیق : نهضة المرأة وثقافة التمرکز حول الجسد مرکز دراسات المرأة ، الخرطوم 2008 م

9- سوزان أوکین : النساء فی الفکر السیاسی الغربی ، ترجمة امام عبدالفتاح ، المجلس الاعلی للثقاقة ، مصر .

10 شذی سلمان : المرأة المسلمة ومواجهة التحدیات المعاصرة ، روائع مجلاوی عمان – الاردن 2013م .

11- عبدالوهاب المسیری : العلمانیة الجزئیة والعلمانیة الشامله ، المجلد الثانی ، دار الشروق ، القاهرة ، ط2 ، 2005م .

12- فاطمة بابکر : المرأة الافریقیة بین الارث والحداثة،دار مکبیردج للنشر، لندن ،2002م.

13- محمد علی البار : عمل المرأة فی المیزان ، د . د ، د . ت .

14- وول دیورانت : تاریخ العالم ،ترجمة محمد بدران،وزارة المعارف المصریة ، د . ت .

2/ المراجع باللغة الانجلیزیة : -

1- Haraway . D: Manifesto for CYBORGS : Science , Technology and social feminism 1980.

2- jasper . A: Feminism and religion , in feminism and post fem .

3- Mill , J . S : The subjection of , Text , 1960 .

4- Walter , N , : The new Feminism , Virago press , London , 1999 .

5- Watching ( and  Others ) : introducing feminine's , I com book . 1999.



[1] أشرف صلاح محمد : المجتمع الأوربی فی عصر الإقطاع ـ عصر الفروسیة ، الشبکة  العربیة العالمیة ، 2011م

[2] سوزان اوکین : النساء فی الفکر السیاسی الغربی ، ترجمة امام عبدالفتاح ، المجلس الاعلی الاعلی للثقافة ، مصر .          د . ت

[3] المرجع السابق ، ص67.

[4]  Mill , J.s : The subiecti  on of women , http : iieserver . org / Feminism history / subiecti on of women . text . p . I  

[5] افلاطون : الجمهوریة ، ترجمه حنا خباز ، مطبعة المقطف والمغظم ، 2011م، ص34..

[6] سلیمان صدیق : نهضة المرأة وثقافة التمرکز حول الجسد ، مرکز دارسات المرأة ، الخرطوم ، 2008م، ص67.

[7] زیدان عبدالباقی : المرأة بین الدین والمجتمع ، دار المعارف ، مصر ، 2013م، ص56.

[8] فرانسواز دورون : حدود التصور المارکسی عن مشکلة المرأة ، مقال فی کتاب المرأة والاشتراکیة ، ترجمه جورج طرابیش ، دار الادب ، لبنان ، 2014م، ص45.

[9] لین فارلی : تاریخ الابتزاز الجنسی للمرأة فی العمل ، ص98.

[10] ندى بنت عطیه : مفهوم تحریر المرأة فی الفکر الغربی ، رسالة ماجستیر ، جامعة الامام محمد بن سعود ، الریاض ، 1434هـ - 1435هـ .، ص67.

* سوزان دینفی استاذة اللاهوت بکلیة الادیان بجنوب کالیفورنیا من ابرز رائدات الثورة النسائیة، ص45.

[11] وحید الدین خان : المراة بین شریعة الاسلام والحضارة الغربیة ، ترجمة سید الندوی، ص87. .

[12] سوزان اوکین : النساء فی الفکر السیاسی الغربی ، ترجمة امام عبد الفتاح ، المجلس الاعلى للثقافة ، مصر ، ص34.

[13] خدیجة کرار ، مرجع سابق، ص67.

[14] Watkins.s. A, and others : Introducing feminism , Icon Book , U.K. 1992.

[15] Gamble .s. : Feminism and post feminism, 2002م ,الهیئه العامة للمطابع الامیریه ,ترجمه احمد الشامی

[16] Gamble .s. : Feminism and post feminism

[17] Hooks , B , kemp .s andsquwres ,J: A movement to end sexist oppression , south End press , Boston , 1984 .

[18]  مرجع سابق   Watkins and others : introducing femin     

[19]  فاطمة بابکر : المراة الافریقیة بین الارث والحداثة ، دار کمبیردج للنشر ، لندن ، 2002م، ص676.

[20]  خدیجة کرار ، مرجع سابق، ص12.

[21]  المرجع السابق، ص34.

[22] Witing , M: one is not born a woman , in feminism and post feminism , o p.c.t ,p.220 .

 [23]خدیجة کرار ، مرجع سابق، ص78.

[24] Ann , o. kley : sex , gender and society , England : gower publishing company , 1985 .

 [25]الهام عبدالرحمن ، نظریات علم الاجتماع والنوع ، دار عزة للنشر ، الخرطوم ، 2008م، ص234.

[26] خدیجة کرار ، مرجع سابق، ص45.

34  Bergor , B and .p. : The war over the family , penguin Books , 1984 .

[28]  Jasper . A . : Feminism and reliqi on , in feminism and past feminism , of . cit , p. 233

[29]  Mies , m.and  shiva , : Ecofeminsm , in feminism and post feminism , ibid . p . 500

[30] Waltel ,N : the new feminism , viragopress , London , 1999 , f . 83

 39 خدیجة رمرجع سابق، ص90.

[31] خدیجة کرار ، مرجع سابق، ص89.

[32] Gambles , s : Fpminism and post feminism , op . cit , p.314

[33] Watting . M > one is not born a woman , in Feminism , I bid , p. 226

[34] عبدالوهاب المسیری : العلمانیة الجزئیة والعلمانیة الشاملة ، مرجع الشروق ، القاهرة ، 2005م، ص34.

[35] سلیمان صدیق : مرجع سابق، ص67.

-[36] سلیمان صدیق  : نهضة وثقافة التمرکز حول الجسد / مرکز دراسات المرأة الخرطوم 2008 م، ص45.

[37] - مطنقای : الغرب من الداخل ، الاسرة فی بعض المجتمعات الغربیة .

[38] - عبدالحمید حمودة : من نتائج مؤتمر السکان ، مقال فی مجلة الدعوة ، عدد 1461، 6 اکتوبر 1994م، ص23.

 

- أفلاطون : الجمهوریة ، ترجمة حنا خباز ، مطبعة المقتطف والمقلم ، 2016م .
2- الهام عبدا لرحمن : نظریات علم الاجتماع والنوع ، دار عزة ، الخرطوم ، 2008م .
3- جان امل دبک : مرکز المرأة فی قانون حمورابی والقانون الموسوری ، ترجمة سلیم العقاد ، د . د . ، د. ت .
4- خالد قطب وآخرون : الحرکة النسویة وخلخلة المجتمعات الإسلامیة ، مجلة البیان الکویت ، 2006م
5- خدیجة کرار : أسباب تغیر مفهوم الاسرة فی الغرب معهد دراسات الأسرة ، جامعة ام درمان الإسلامیة ، 2005م .
6- ریازنوف / لینین / وآخرون : المرأة والاشتراکیة ، ترجمة جورج ترابیشی ، دار  الادب ، بیروت ، 2011م
7- زیدان عبدالباقی : المرأة بین الدین والمجتمع ، دار المعارف ، مصر ، 2014م
8- سلیمان صدیق : نهضة المرأة وثقافة التمرکز حول الجسد مرکز دراسات المرأة ، الخرطوم 2008 م
9- سوزان أوکین : النساء فی الفکر السیاسی الغربی ، ترجمة امام عبدالفتاح ، المجلس الاعلی للثقاقة ، مصر .
10 شذی سلمان : المرأة المسلمة ومواجهة التحدیات المعاصرة ، روائع مجلاوی عمان – الاردن 2013م .
11- عبدالوهاب المسیری : العلمانیة الجزئیة والعلمانیة الشامله ، المجلد الثانی ، دار الشروق ، القاهرة ، ط2 ، 2005م .
12- فاطمة بابکر : المرأة الافریقیة بین الارث والحداثة،دار مکبیردج للنشر، لندن ،2002م.
13- محمد علی البار : عمل المرأة فی المیزان ، د . د ، د . ت .
14- وول دیورانت : تاریخ العالم ،ترجمة محمد بدران،وزارة المعارف المصریة ، د . ت .
2/ المراجع باللغة الانجلیزیة : -
1- Haraway . D: Manifesto for CYBORGS : Science , Technology and social feminism 1980.
2- jasper . A: Feminism and religion , in feminism and post fem .
3- Mill , J . S : The subjection of , Text , 1960 .
4- Walter , N , : The new Feminism , Virago press , London , 1999 .
5- Watching ( and  Others ) : introducing feminine's , I com book . 1999.