نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
ماجستير المناهج وطرق التدريس المملکة العربية السعودية
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
تحلیل محتوى منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة بالمملکة العربیة السعودیة فی ضوء الأسس المعرفیة
إعــــداد
أ / ریم صالح عبدالله الدایل
ماجستیر المناهج وطرق التدریس
} المجلد الرابع والثلاثون– العدد الرابع -أبریل 2018م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المستخلص
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى توفر الأسس المعرفیة التی ینبغی توافرها فی منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة بالمملکة العربیة السعودیة، حیث استخدمت المنهج الوصفی التحلیلی، وکانت الأداة قائمة معاییر للأسس المعرفیة، إضافة إلى استمارة تحلیل المحتوى، والعینة کتاب الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی طبعة عام 1438هـ/1439هـ. وقد أظهرت الدراسة عدة نتائج من أبرزها: بأنه تم التوصل لقائمة معاییر الأسس المعرفیة لمنهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة، کما أثبتت ضعف الاهتمام بالأسس المعرفیة عند بناء منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة، على الرغم من تمثیل أغلبها إلا أنها تمثلت بنسب ضئیلة وغیر متوازنة، وکذا أظهرت الدراسة أن هناک ترکیز على مهارات التفکیر العلیا کالمقارنة والاستنباط ونحوها، وکذا أظهرت ضعف الاهتمام بالتکنولوجیا وتوجیه المتعلم لاستخدام التقنیات الحدیثة الإلکترونیة.
الکلمات المفتاحیة: تحلیل المحتوى- الأسس المعرفیة- منهج الفقه والسلوک.
Abstract
This study aimed to identify the epistemological foundations, which should be available in the curriculum of Jurisprudence and behavior for the elementary school in Saudi Arabia. I used descriptive analytical approach, and the tool was a list of criteria for the epistemological foundations, as well as a form of content analysis. Also, I used a sample of fourth grad Student's Book (Jurisprudence and behavior book) edition 1438 AH / 1439 AH. The results of the study are the study achieved the criteria of the epistemological foundations for Jurisprudence and behavior curriculum for elementary school. And Lack of attention for the epistemological foundations when we designed the Jurisprudence and behavior curriculum for elementary school. However, we represent some of them but it was in small amounts and unbalanced. The study showed that there is a focus on critical thinking, deduction and elicitation. The study showed lack interest in technology and the instructors would require further training to help them use technology in their teaching
Keywords: Content Analysis - the epistemological foundations- curriculum of Jurisprudence and behavior
تمهید الدراسة:
من أهم مکونات النظام التربوی التی تعتمد علیها المؤسسات التعلیمیة لبلوغ أهداف المجتمع هی المناهج الدراسیة؛ فقد حضیت فی العقود الأخیرة باهتمام کبیر عند التربویین؛ لکونها من أهم الأسس التی یبنى علیها إتقان النتاجات التربویة لمواجهة التنمیة الشاملة فی ظل المتغیرات والتطورات العلمیة لأی مجتمع، وهذا ما أکدته دراسة Ok-Kyeon (2007م)، بأنه یلزمنا تطویرها باستمرار لتمثل صورة واضحة تعکس حالة المجتمع وثقافته وحاجاته، فکان الاهتمام بتحلیل محتواها طریقة مناسبة أمام هذا التطور والکم الهائل من المعرفة، حیث تبنى وفق معاییر وأسس معتبرة لکل أمة، وبما یتفق مع حضارتها، وقد أشار الحوامدة وعاشور (2007م) بأنه لابد من تحلیل المناهج ومراجعتها لکونها وسیلة تعرفنا بجودة الکتاب المدرسی وصلاحیته، کما وأکدت العدید من الدراسات والبحوث على أن تحلیل المحتوى یقیس مدى فعالیة المناهج فی تحقیق الأهداف، ویتضح من خلاله جوانب القوة والقصور فیها، ومن هذه الدراسات دراسة الهاشمی وعطیة (1430)، ودراسة الحربی (2004م)، ودراسة الجهنی (2011م)، ودراسة الرمانة (2013م) ودراسة الزهرانی (1433هـ). فنجد الدول المتقدمة فی النظام التعلیمی مهتمة بأسس ومعاییر تساهم فی تحقیق الجودة التعلیمیة فی مدارسهم وقد ذکر Choppin (2009)، وإسماعیل وآخرون (1400هـ) فی دراستهم بأن تطویر المناهج الدراسیة یبدأ بتقویمها فی ضوء أسسها والمعاییر المشتقة من أهداف التربیة، التی تحدد عن مدى مناسبتها للمتعلم والمجتمع والمعرفة، کما وذکر الحوامدة وعاشور (2007) بأن المناهج تعتمد على أسس فلسفیة عقدیة نابعة من فلسفة وعقیدة الدولة، وإلى أسس اجتماعیة تهتم بإعداد المتعلمین لیتمکنوا من التکیف بالمجتمع، وأسس نفسیة تراعی خصائص نمو المتعلمین، وإلى أسس معرفیة نابعة من طبیعة المعارف وخصائصها وطریقة بناء مفاهیمها.
وفی ضوء ما سبق تجد الباحثة بأن المعارف تتطور وتزداد فکان من المهم التعرف على خطوط واضحة تساعد مخططی المناهج فی اختیار المعارف المناسبة للمتعلمین، بحیث تساهم على تکیفهم مع مجتمعهم، وألا تکون عرضة للتبدیل أو العشوائیة التی تؤثر على نفوس المتعلمین، فینعکس ذلک على صلاح الأمة. وقد رکزت سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة على هذا الجانب المهم وهو الجانب المعرفی، وجاء فیها بالمادة (34): " تزوید الطالب بالقدر المناسب من المعلومات الثقافیة والخبرات المختلفة التی تجعل منه عضواً عاملا فی المجتمع"، وکذا جاء فیها بالمادة (41):" تشجیع وتنمیة روح البحث والتفکیر العلمیین، وتقویة القدرة على المشاهدة والتأمل، وتبصیر الطلاب بآیات الله فی الکون وما فیه، وإدراک حکمة الله فی خلقه؛ لتمکین الفرد من الاضطلاع بدوره الفعال فی بناء الحیاة الاجتماعیة، وتوجیهها توجیهاً سلیماً".(وزارة المعارف، 1416هـ، ص5)
وبالتالی تأتی مناهج العلوم الشرعیة هی المدخل الذی یتلقى المتعلمین بواسطتها سائر العلوم والمعارف فی المناهج الدراسیة المختلفة؛ لکونها تهدف إلى غرس العقیدة الإسلامیة الصحیحة فی نفوسهم، ویعد الفقه الإسلامی أحد العلوم الشرعیة الهامة، حیث ورد فی دراسة الجهیمی (1431هـ) بأن المسلم یحتاج إلیه فی جمیع أمور حیاته بمختلف مراحله، لأنه یتناول التشریع الإلهی فی جمیع مسائل الحیاة صغیرها وکبیرها، ففی ظل هذه المکانة التی تحتلها مناهج العلوم الشرعیة وخاصة منهج الفقه، جعلت عملیة تقویمها من خلال تحلیل محتواها ضروریة لها؛ لتقدم الدلیل الواضح لمخططی المناهج عن محتواها، ومدى التزامها بالجانب المعرفی عن طریق الأسس المعتمدة فی بناءها خاصة الأسس المعرفیة.
کما تعد أهم مرحلة من المراحل الدراسیة هی المرحلة الابتدائیة، حیث حظیت بأهمیة کبیرة فی جمیع دول العالم، فقد ذکر محمود ومسلم (2007م) فی دراستهما: بأنه لابد من تنشئة الطفل فی هذه المرحلة العمریة على المنهج السلیم؛ لکونه لبنی التفکیر والشخصیة، وأشار الحامد (1428هـ) بأنها تمثل بدایة حقیقیة لعملیة التنمیة الشاملة لمدارک الطفل؛ لذا کان هناک عنایة بالغة فی سیاسة التعلیم بالمملکة لهذه المرحلة من ناحیة تدریس المناهج الدراسیة، وخاصة تدریس مناهج العلوم الشرعیة.
مشکلة الدراسة:
التطور والتغیر السریع فی التعلیم هو نتیجة ما وصلت إلیه الدول المتطورة من نتاجات تکنولوجیة وظفتها لخدمة التعلیم والمعرفة، فأصبحت مخرجاتها التربویة کما أشارت إلیها دراسة الشمرانی (1428هـ) بأنها على قدر کبیر من المهارات التی تستطیع استخدامها فی مجالات متعددة من متطلبات وحاجات المجتمع. وقد سعت (خطة التنمیة الثامنة، 1426-1430هـ، 19/411) فی المملکة العربیة السعودیة إلى مواجهة عدداً من التحدیات التی ینبغی الاستمرار فی التصدی لها ومعالجتها خلال السنوات الماضیة، من أبرزها: تحسین نوعیة مخرجات نظام التعلیم العام من تطویر کفاءته الداخلیة والخارجیة؛ لوجود ضعف بین مدخلات النظام ومخرجاته، الأمر الذی یتطلب الترکیز على کفاءة العملیة التعلیمیة، وفعالیة أسالیب التدریس ومحتوى المناهج الدراسیة. أما فی (خطة التنمیة التاسعة،1431-1435هـ، 22/369) فقد زادت المتطلبات من أجل تطویر نوعیة التعلیم فی المملکة الذی یمثل الثقل فی العملیة التعلیمیة والتربویة فی ضوء الانتشار المعرفی؛ لضمان مخرجات تعلیمیة فعّالة، من خلال إعادة النظر فی المناهج الدراسیة، وتنظیم المعارف على نحو یسمح بتجدیدها ویتلاءم مع متطلبات التنمیة الشاملة، وأکدت (خطة التنمیة العاشرة، 1436هـ-1441هـ، ص47 ) تطویر الکفاءة الداخلیة والخارجیة لمنظومة التعلیم، وکذا تطویر البیئة التعلیمیة والأکادیمیة والمناهج، وصولا لمخرجات متوائمة مع متطلبات سوق العمل، وذلک بهدف رفع مستوى إنتاجیة الاقتصاد الوطنی القائم على المعرفة.
فمن خلال النظر إلى خطة التنمیة الثامنة وخطة التنمیة التاسعة وخطة التنمیة العاشرة نلحظ الاهتمام الکبیر الذی تبذله الدولة تجاه التعلیم، وفی إطار توجهها إلى تطویر المناهج الدراسیة فإن هناک مشاریع تستهدف تطویر المناهج، منها: المشروع الشامل، ومشروع نظام المقررات وعدد من المبادرات النوعیة فی تطویر المناهج وغیرها، کما أن هناک دراسات کدراسة أبانمی (2010م) التی تؤکد على أن المناهج تعتبر جزءاً من خطوات الإصلاح والتطویر للدولة. وفی ضوء ما تم ذکره یتضح للباحثة بأنه على الرغم من اهتمام المملکة العربیة السعودیة بالمناهج الدراسیة، والتوجه نحو مشاریع تساهم فی تطویر وتحسین الکتب المدرسیة، نجد أن هناک قصور فی مناهج العلوم الشرعیة وخاصة منهج الفقه؛ لکونه من أبرز المناهج التی یمکن من خلاله معرفة الأحکام الفقهیة اللازمة فی حیاة المتعلم، حیث جاء فی نتائج دراسة الظنحانی (2011م) بأهمیة تعدیل وتطویر کتب التربیة الإسلامیة لتتضمن القیم اللازمة للطلبة، وکذا دراسة الرمانة (2013م) التی توصلت إلى افتقاد کتاب الفقه للصف الثالث ثانوی للقضایا الفقهیة المعاصرة، مما یشعر المتعلمین بوجود انفصال بین المحتوى القائم وما یقدم له من معارف، أما دراسة شومان (2012م) فقد أوصت بضرورة مراعاة خصائص نمو الطفل، حیث أثبت التحلیل بأنها جاءت قلیلة فی مادة الفقه والسلوک للصف الأول الابتدائی، وکذا أثبت التحلیل خلو مفردات المقرر من التوجیهات النفسیة والاجتماعیة. وبالتالی فإننا نحتاج إلى خطوط واضحة وأسس ومعاییر تسیر علیها هذه المناهج عند بناءها فی المملکة العربیة السعودیة، إلا أنه وبالرجوع للبحوث والدراسات - على حد علم الباحثة - لا یوجد قائمة أسس ومعاییر معتمدة لبناء المناهج، مع أن هناک جهود تربویة لإعداد قوائم للأسس ضمن مشروع "بحث أسس المناهج" الذی أشار إلیه المشرف (2003) فی ندوة "بناء المناهج، الأسس والمنطلقات"، حیث ناقشت الأسس العقدیة والاجتماعیة والنفسیة فقط، ولم تتطرق للأسس المعرفیة، کما أشارت إلى وجود فجوة بین المنهج المکتوب والمنهج المنفذ.
فانطلاقاً مما سبق تولدت لدى الباحثة القناعة بأهمیة تحلیل محتوى منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة فی ضوء الأسس المعرفیة، لکون الطفل فی هذه المرحلة حسب نظریة بیاجیه التی ذکرها سعادة وإبراهیم (2011م) بأنه یستطیع التفکیر بشکل منطقی، وقادراً على التمییز بین المفاهیم المترابطة؛ لذا فإنه یلزم عند بناء ذلک المنهج أن تکون مستندة لقائمة معتمدة من الأسس وخاصة الأسس المعرفیة.
وتتحدد مشکلة الدراسة بالوقوف على درجة تمثیل الأسس المعرفیة التی ینبغی توافرها فی کتاب الطالب لمادة الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی طبعة 1438/1439هـ بالمملکة العربیة السعودیة، وذلک خلال العام الدراسی 1438/1439هـ.
أسئلة الدراسة:
للتصدی لمشکلة الدراسة تطرح الدراسة السؤال الرئیس التالی:
کیف یمکن التعرف على مدى توفر الأسس المعرفیة التی ینبغی توافرها فی منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة بالمملکة العربیة السعودیة؟
ویتفرع من هذا السؤال الرئیس التساؤلات الفرعیة التالیة:
1) ما الأسس المعرفیة الواجب توافرها فی منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة بالمملکة العربیة السعودیة؟
2) ما درجة تمثیل الأسس المعرفیة فی کتاب الطالب لمادة الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی بالمملکة العربیة السعودیة؟
أهداف الدراسة:
أهمیة الدراسة:
تبرز أهمیة الدراسة فیما یلی:
أولا: الأهمیة العلمیة:
1) اطلاع المسؤولین من التربویین وواضعی المناهج على أهمیة الأسس المعرفیة ومدى أثرها على بناء مناهج الفقه والسلوک.
2) استجابة للاهتمام المتزاید المحلی والدولی بمناهج العلوم الشرعیة للمرحلة الابتدائیة.
3) مواکبة المناهج بتطورات وخطط الدولة المستقبلیة.
4) زیادة الوعی بأهمیة تحلیل محتوى المناهج الدراسیة.
ثانیاً: الأهمیة العملیة:
1) قد تزود المسؤولین ومخططی مناهج العلوم الشرعیة وخاصة فی منهج الفقه والسلوک بمدى مراعاة الأسس المعرفیة فیها.
2) یمکن الاسترشاد بقائمة بالأسس المعرفیة فی بناء المناهج الأخرى لمختلف المراحل.
3) توضیح درجة تمثیل الأسس المعرفیة فی منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة.
4) قد تساعد فی الکشف عن مواطن القوة والضعف فی منهج الفقه والسلوک؛ ومن ثم العمل على تحسینها وتطویرها فی ضوء أسس المعرفیة.
5) قد تفتح هذه الدراسة المجال لإجراء دراسات مماثلة حول تحلیل محتوى مناهج العلوم الشرعیة الأخرى فی مختلف المراحل التعلیمیة لتقدیم تصور لما ینبغی أن یکون علیه محتواها.
حدود الدراسة:
أ. الحدود الموضوعیة: تقتصر الدراسة على معرفة درجة تمثیل الأسس المعرفیة فی منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة، وبالتحدید کتاب الطالب لمادة الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی طبعة 1438/1439هـ؛ لأن الطالب فی هذا الصف من المرحلة الابتدائیة یکون لدیه تصور بسیط عن المناهج الدراسیة وقادراً على التمییز بین المفاهیم المترابطة.
ب. الحدود الزمانیة: أجریت هذه الدراسة خلال العام الدراسی 1438/1439هـ.
ج. الحدود المکانیة: أجریت هذه الدراسة فی مدینة الریاض بالمملکة العربیة السعودیة.
مصطلحات الدراسة:
اشتملت الدراسة على عدد من المصطلحات من أهمها ما یلی:
عرفه عبدالعال وحمروش (1418هـ، ص77) والعساف، (1433هـ، ص217) وهو تعریف بیرسون، بأنه: " أسلوب فی البحث یعنى بالوصف الموضوعی المنظم والتبویب الکمی للمحتوى الظاهر فی مادة الاتصال".
ویقصد به فی هذه الدراسة: وصف موضوعی وتحلیل إحصائی کمی لمحتوى کتاب الطالب لمادة الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی بالمملکة العربیة السعودیة؛ للتعرف على درجة تمثیل الأسس المعرفیة فیه.
یقصد به فی هذه الدراسة: الکتب المقرر دراستها من قبل وزارة التعلیم على طلاب وطالبات المرحلة الابتدائیة بالمملکة العربیة السعودیة لعام 1438/1439هـ.
عرفها شاهین (2010م) ومکتب التربیة العربی لدول الخلیج (2011م) بأنها: الأسس التی تتعلق بالمادة الدراسیة من حیث طبیعتها، ومصادرها ومستجداتها، وعلاقاتها بحقول المعرفة الأخرى، وتطبیقات التعلم والتعلیم فیها، والتوجیهات المعاصرة فی تعلیم المادة وتطبیقاتها.
ویقصد به فی هذه الدراسة:
هی قائمة تم اشتقاقها من خلال اختیار الحقائق والمفاهیم وتعریفاتها والمبادئ والنظریات والقوانین والتعمیمات من مصدرها الأساسی "الوحی، العقل، الحس"، للاستزادة من المعرفة المناسبة لحاجات المتعلّمین، والذی ینبغی بناء المناهج المدرسیة على أساسها، بشکل یسهل علیهم فهم أساسیّاتها، وإدراک تکاملها، والقدرة على التعمّق فیها.
الإطار النظری للدراسة:
التصور الإسلامی لوحدة المعرفة
الإسلام یعرف الإنسان بنفسه ویبصره بمقوماته وتطلعاته الحقیقیة سواء کانت المادیة أو الروحیة، کما یعرفه على امکانات الخیر والشر الموجودة فیه، وبحدود إرادته، فالمعرفة بالنفس أساساً لمعرفة حقائق الموجودات وحقیقة السموات والأرض، قال تعالى: ﴿ سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الآفَاقِ وَفِی أَنفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ (سورة فصلت:53) ، ولابد أن نشیر إلى ما أشار إلیه النوری (1986م، ص92) وهو " أن التربیة الإسلامیة نظام متکامل یشمل فلسفة التربیة وأهدافها، ومناهج التعلیم، وطرق التدریس والإدارة التعلیمیة والمدرسیة وغیرها من وجهة النظر الإسلامیة، التی لا تفرق بین علوم شرعیة وعلوم کونیة"، فالتربیة تنظر لکل حقول المعرفة نظرة شاملة، وأن أصلها واحد، فمبدأ الوحدة فی النظر للعلوم والمعارف یفسر جانباً هاماً من جوانب التصور الإسلامی للمعرفة ابتداء من القراءة والکتابة.
أنواع المعرفة وانعکاساتها على المنهج المدرسی
تتفاوت المعرفة فی نوعیتها، تطرق إلیها کلا من فرج (2008م) وحمادات (2009م) وعاشور وأبو الهیجاء (2009م) والهاشمی وعطیة (1430هـ) وهی:
ü المعرفة المباشرة: هی التی تکتسب من خلال التفاعل بین الفرد والبیئة، وحصل علیها عن طریق الممارسة والتطبیق، فهی معرفة تتم عن طریق خبرة مباشرة
ü المعرفة غیر مباشرة: تکتسب عن طریق الوصف بالملاحظة والقراءة والاستماع، فهی معرفة بدون خبرة أو تجربة.
ü المعرفة الذاتیة: تؤخذ من قدرات واستعدادات المتعلم نفسه.
ü المعرفة الموضوعیة: فهی متعلقة بموضوعات مختلفة.
فیلزم عند بناء المناهج الاهتمام بأنواع المعارف السابقة لیتوفر لنا منهجاً حدیثاً ومرتبطاً بالواقع، حیث أکد على ذلک BASTURK (2011) فی دراسته.
أما بالنسبة لانعکاسات أنواع المعرفة على المنهج المدرسی فقد أشارت لها الفتلاوی (2006م) بأنه یستفاد من إدراک المعرفة وفهم طبیعتها فی تصمیم وتخطیط المناهج الدراسیة، إذ یلزم أن تحقق عدة مطالب نوجزها بما یلی:
1) أن یرکز المنهج على تمکین المتعلم من أن یستفید من قدراته وتنمیتها بتطبیق ما یتعلمه، والعمل على تحلیل الظواهر وتصنیفها، للوصول إلى استنتاجات بشأنها.
2) أن یهتم المنهج بتنمیة القدرات العقلیة للمتعلم فی التفکیر الناقد والتحلیلی والإبداعی بالتجربة والملاحظة.
3) الاهتمام بتشجیع المتعلم على الحصول على المعرفة من خلال الخبرة المباشرة التی تتطلّب إشراک مختلف الحواس، والتفاعل مع البیئة، من خلال الأنشطة.
4) الترکیز على المعرفة النظریة والمعرفة التطبیقیة الفعالة فی مجالات المعرفة؛ للمساهمة فی بناء الفرد والمجتمع.
5) أن یتلاءم محتوى المنهج مع دور المتعلم وواقعه؛ لاکتشاف المعرفة.
مصادر المعرفة واهتمام مناهج المملکة نحوها
تعتبر المعرفة مکتسبة، وتُکتَسَب من عدة مصادر ذکرها عبد الله (1406) والخلیفة (1426هـ) وفرج (2008م) وحمادات (2009م) وعاشور وأبو الهیجاء (2009م) وعطیة (1431هـ) والعتوم (1427هـ) وتوضحها الباحثة مصادر المعرفة بالجدول التالی:
جدول (1)
أنواع مصادر المعرفة واهتمام مناهج المملکة نحوها
المصدر |
المقصود بها |
اهتمام مناهج المملکة نحوها |
الوحی والإلهام |
الوحی: هو ما أنزله الله سبحانه على أنبیائه ورسله. الإلهام: هبة خاصة من الخالق عز وجل للأنبیاء. |
هذه المعرفة لا یمکن تنمیتها عن طریق المناهج، إنما تؤخذ بدون تعدیل أو تغییر، کما یلزم احترامها وتوضیحها للمتعلمین بشکل یضمن قدسیتها، کـــ مناهج التفسیر والحدیث فی جمیع المراحل. |
العقل |
هو عملیة التفکیر التی یقوم به الإنسان، ویترجم الخبرات والأفکار والحواس المرتبطة ببعضها؛ لتتکون معرفة جدیدة. |
یلزم المناهج الاهتمام بالتفکیر العقلی للمتعلمین، وتوجیه مدارکهم الحسیة عن طریق الفهم العقلی، کما فی کتاب النشاط بمادة الحدیث والسیر " أنشطة الوحدة الأولى النبی الصادق" |
الحواس |
هی حواس الإنسان الخمسة، فبواسطتها یتعرف المتعلم على عالمه المحیط به. |
یلزم المنهج أن ینمیها ویطورها؛ لتساعد المتعلمین على استخدامها لتحقیق تعلم متوازن ونافع لهم، کــاختبار حساسیة الجلد واستخدام الطرق العلمیة فی مادة العلوم للصف الثانی متوسط. |
النقل عن الغیر (التراث) |
ما نقرأه من الکتب، وما نسمعه عن الغیر، لکن یُخشى أن تکون مضللة حیث تتضمن الأحداث الماضیة التی لا یمکن معرفتها عن طریق الخبرة المباشرة. |
یجب الاحتراس والحذر عند تقدیم المعرفة منه؛ لیکون مصدراً سلیماً للمعرفة المنشودة، کــ الحدیث عن العالم الفلکی "البتانی" فی مادة لغتی الخالدة للصف الأول المتوسط. |
فالمصادر السابقة مهمة للمتعلم؛ لذا یجب على المنهج المدرسی تدریب المتعلم على استخدامها والاستفادة منها بکافة الطرق والأسالیب التربویة الممکنة من خلال طرق التدریس المناسبة التی تساهم فی تنمیة القدرات العقلیة ویجعلها ذات کفاءة عالیة فی البحث والتجریب واکتشاف المعرفة. ومنهم من یرى بأن الحدس من مصادر المعرفة إلا أنه لا یمکن اعتباره کمصدر؛ لکونه مهارة تفکیر ویطلق علیها: تنبؤ، فلا یمکن التنبؤ بصحته، والبعض الآخر یرون التجریب کمصدر آخر للمعرفة لکنه یعتبر کوسیلة للوصول للمعرفة ولیست مصدر، ولابد من الإشارة إلى أن الإسلام قد قسم مصادر المعرفة على أساس انبثاقها من عالمین ذکرها النوری (1986م) والخلیفة (1426هـ) وهی عالم الغیب وتشمل: الوحی، وعالم الشهادة وتشمل: الحواس والعقل والتراث.
مصادر اشتقاق الأسس المعرفیة
أشار المشرف (2003) بأن کل تشریعات ونظم المملکة العربیة السعودیة تنبثق من الدین الإسلامی الحنیف، وعلیه فجمیع مصادر اشتقاق الأسس محددة وفق ضوابط المنهج الإسلامی القائم على الکتاب والسنة.ومن أبرز هذه المصادر "وثیقة سیاسة التعلیم- أدبیات المجال العلمی- معطیات الثقافة الإسلامیة- التجارب العالمیة- مشروع (بحث أسس المناهج)
الدراسات السابقة:
فی دراسة (المالکی، 1429هـ) هدفت لإعداد قائمة بأهم المستجدات الفقهیة التی ینبغی تضمینها فی مناهج الفقه، والتحقق بمدى تضمین هذه المستجدات فی المناهج الموجودة، ومن ثم بناء تصور مقترح لتطویر مناهج الفقه لجمیع صفوف المرحلة الثانویة، واستخدم المنهج الوصفی التحلیلی، وأداته إعداد قائمة بالمستجدات الفقهیة اللازمة لطلاب المرحلة الثانویة، وبطاقة تحلیل لمحتوى المناهج، وکانت العینة مناهج الفقه للمرحلة الثانویة (بنین) طبعة 1428هـ بالمملکة العربیة السعودیة، وأسفرت النتائج بما یلی: تم التوصل لقائمة بالمستجدات الفقهیة التی بلغت (75) مستجد تم تصنیفها فی سبع محاور رئیسة ویندرج تحت کل مجال مجموعة من المستجدات وهی:( مستجدات فقهیة فی العبادات والمعاملات، وطبیة، ومالیة، وفی الأحوال الشخصیة وقضایا المرأة، وفی الأطعمة والأشربة واللباس والزینة، وفی الفن والریاضة، وفی الأحکام العامة)، کما خلت مناهج الفقه فی المرحلة الثانویة من معظم المستجدات الفقهیة، وقد حظی محتوى الفقه للصف الثانی ثانوی بأعلى نسبة تضمین للمستجدات ویلیه محتوى الصف الثالث ثم الأول، کما لم یُعطی محتوى الفقه معلومات نظریة حول طبیعة الفقه کعلم إلا فی الصف الثالث الثانوی، وکذلک تم بنا تصور مقترح لتضمین هذه المستجدات فی محتوى کتب الفقه بالصفوف الثلاثة للمرحلة الثانویة.
ودراسة ( الحوامدة و عاشور، 2007م) التی هدفت إلى الکشف عن درجة تمثیل کتب اللغة العربیة فی المرحلة الأساسیة بالأردن للأسس المعرفیة للمنهج، واستخدم المنهج الوصفی التحلیلی، وکانت الأداة إعداد قائمة معاییر للأسس المعرفیة التی یفضل مراعاتها عند بناء مناهج اللغة العربیة، وعینته کتب اللغة العربیة للصفوف السابع والثامن والتاسع والعاشر، وأسفرت النتائج بوجه عام على أن توزیع معاییر الأسس المعرفیة فی کتب اللغة العربیة لم یخضع لنظام معین یوازن ویربط بینها، کما أظهر کتاب اللغة العربیة للصف الثامن والعاشر اهتماماً واضحاً بمهارة الاستماع، وتوظیف التکنولوجیا واستخدامها فی تعلم اللغة العربیة وتعلیمها.
ودراسة (الجهیمی، 1431هـ) التی هدفت إلى الکشف عن تقویم کتاب الفقه (المطور) للصف الثالث ثانوی شرعی بالمملکة العربیة السعودیة فی ضوء المعاییر المعاصرة من وجهة نظر معلمی ومشرفی العلوم الشرعیة، حیث استخدم المنهج الوصفی التحلیلی، وأداته الاستبانة، أما العینة فکانت(45) معلماً (30) مشرفاً تربویاً قاموا بتدریس المادة والإشراف علیه فی مدینة الریاض للعام 1429/1430هـ، وکانت أبرز النتائج ما یلی: بأن المقدمة لا تزال قاصرة عن تحدید ما هو مهم من المصادر التعلیمیة المساعدة والمساندة، وأن الترکیز على مهارات التفکیر فی المحتوى قلیلا، والنشاطات التعلیمیة فی المادة حققت الاتجاه المنظومی، أما الصور والأشکال لها ارتباط وثیق بالمعلومات والحقائق والمفاهیم الواردة فی کتاب الفقه، کما أکدت الدراسة على التنوع فی أسالیب التقویم، وأن عددا من کتب الفقه المطور تصل للطلاب والمعلمین والمشرفین بدون أقراص مدمجة، وأسفت النتائج أیضاً بعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المعلمین والمشرفین فی المحاور (المقدمة، والأهداف، والمحتوى، ونشاطات التعلم، والتقویم، وطریقة العرض، وسلامة اللغة، والأشکال والنماذج والرسوم التوضیحیة، والتصمیم والإخراج) التی تعود لاختلاف وظائفهم الحالیة.
وفی دراسة (أبانمی، 2010م) التی هدفت إلى تقییم منهج الفقه بالمرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر مقترحة لجودة مناهج الفقه، وإعداد قائمة لمعاییر جودة مناهج الفقه، ومن ثم النظر إلى مدى توافر المعاییر المقترحة لجودة مناهج الفقه، واستخدم المنهج الوصفی، وکانت أداته فی الدراسة معاییر مقترحة للجودة، واستبانة للمعلمین والمشرفین التربویین وخبراء المناهج وأساتذة الجامعات، والعینة هو: منهج الفقه للمرحلة المتوسطة بالمملکة العربیة السعودیة، ومجموعة من معلمی الفقه (20) معلم و(5) مشرفین و(5) خبراء و(10) أساتذة جامعات متخصصین فی المناهج وطرق تدریس العلوم الشرعیة، وأظهرت النتائج إلى توافر مجالات معاییر جودة منهج الفقه فی منهج الفقه الموجود للمرحلة المتوسطة، کما أشارت نتائج الدراسة إلى أن بعض معاییر الجودة متوفرة أیضاً فی منهج الفقه الموجود مع عدم توافر البعض منها، وأشارت النتائج أیضاً بأن المؤشرات تتوفر بدرجة کبیة فی المنهج، ورغم ما توصلت الدراسة من نتائج متعلقة بالمحتوى والتی تدعم جودة مناهج الفقه وتوافقها مع المعاییر، إلا أن المعلمین والمشرفین التربویین لا یشعرون بذلک.
وفی دراسة (الحوامدة، 2011م) التی هدفت إلى الکشف عن درجة تمثیل کتاب اللغة العربیة للصف الثامن الأساسی فی الأردن للأسس العقدیة والفلسفیة، والنفسیة، والمعرفیة، والاجتماعیة للمنهاج، واستخدم المنهج الوصفی التحلیلی، والأداة قائمة معاییر تکون من (88) معیاراً موزعة على مجالات الأسس، وعینته کتاب اللغة العربیة للصف الثامن( کتاب مهارات الاتصال، وکتاب القواعد والتطبیقات اللغویة)، وأظهرت النتائج توزیع معاییر الأسس العقدیة والفلسفیة والمعرفیة والاجتماعیة فی کتاب اللغة العربیة لم یخضع لنظام معین یوازن ویربط بینها، کما أظهرت النتائج أن معاییر الأسس المعرفیة أکثر الأسس تمثیلاً، أما الأسس الاجتماعیة جاء تمثیلها بدرجة ضعیفة مع عدم مراعاة التکامل والتوزان والشمول فی توزیعها.
وأجرى ( الزهرانی، 1433هـ) دراسة هدفت للکشف عن أهم القیم التربویة التی ینبغی تضمینها فی مقرر التربیة الإسلامیة للصف الرابع الابتدائی، والوقوف على واقع تلک القیم التربویة المتضمنة فی المقرر المطور، مع الکشف عن وجه الشبه والاختلاف بین القیم التربویة فی المقرر المطور والقدیم، ومن ثم التعرف على کیفیة تفعیل القیم التربویة المقرر المطور، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفی، وأسلوب تحلیل المضمون، والأداة المستخدمة عبارة عن استمارة تضمنت القیم التربویة، وکانت عینته مادة الفقه القدیم للصف الرابع الابتدائی ومادة الفقه والسلوک المطور للصف الرابع الابتدائی بالمملکة العربیة السعودیة، وتصلت الدراسة إلى النتائج التالیة: أن هناک تفاوت کبیر فی توزیع القیم فی کلا من المقررین حیث بلغت عدد القیم العقدیة والتعبدیة نسبة کبیرة جداً بینما بقیة القیم کانت بنسب قلیلة، کما أن هناک قصور واضح فی تضمین القیم الوطنیة فی کلا المقررین حیث جاءت فی المقرر القدیم بنسبة ضئیلة جداً، وهناک تقارب بین القیم الاقتصادیة والقیم الوطنیة فی کلا المقررین فی التکرار والنسبة، وأن هناک قیم لم یتضمنها المقررین معاً.
وفی دراسة (شومان والجدیبی، 2012م) التی تهدف إلى إیضاح مفهوم التوجیهات التربویة وأهمیتها، والتعرف على خصائص طفل السادسة من العمر فی الصف الأول الابتدائی، واستنباط التوجیهات التربویة من کتاب الفقه والسلوک للصف الأول الابتدائی، والتعرف على حاجة طفل السادسة إلى التوجیهات المستنبطة، اعتمد فی دراسته على المنهج الاستنباطی فی استنباط التوجیهات، وکذلک المنهج الوصفی فی وصف الظاهرة من خلال تحلیل خصائصها، وکانت الأداة تحلیل المحتوى، وعینته کتاب الفقه والسلوک للصف الأول الابتدائی بالمملکة العربیة السعودیة، وخلُصَت النتائج إلى أن عدد التوجیهات فی کل من الفئة التعبدیة والتعلیمیة جاءتا بالمرتبة الأولى والثانیة على التوالی، حیث بلغ کل منها (18) توجیه من إجمالی التوجیهات التی بلغت (53) توجیه، وجاءت الفئة الخلقیة بالمرتبة الثالثة، أما توجیهات الفئة العقدیة فجاءت أقل عدد توجیهات مقارنة مع غیرها.
التعلیق على الدراسات السابقة: اتفقت الدراسات السابقة على أهمیة مناهج العلوم الشرعیة، ودورها الکبیر فی بناء المعرفة فی نفوس الناشئة، کما تباینت الدراسات السابقة فی المنهج المستخدم حسب أهدافها المحددة، ما یدل على أهمیة هذا المنهج فی الدراسات التربویة، خاصة ما یتعلق بمحتوى المناهج الدراسیة، وبناء على ذلک تم اختیار المنهج المناسب للدراسة الحالیة حیث تم اختیار منهج تحلیل المحتوى وتصمیم قائمة أسس یتم التحلیل فی ضوئها، وقد استفادت الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة فی اختیار وتنظیم المحاور الأساسیة للإطار النظری، و تعزیز الشعور بالمشکلة، کما تنوعت وتعددت المعاییر والأهداف المستخدمة فی الدراسات السابقة حسب طبیعة الدراسة وأسلوب الباحث فمنها من استخدم التحلیل لمناهج العلوم الشرعیة عموماً، ومنهم من قام بتحلیل أحد هذه المناهج کالحدیث والتفسیر والفقه ، واستفادت الدراسة الحالیة من ذلک فی اختیار المادة الأنسب لقیاس درجة توفر الأسس المعرفیة فی منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة بالمملکة العربیة السعودیة، التی تعتبر أحد الأسس الهامة فی بناء المناهج.
أدوات الدراسة وإجراءاتها:
لجمع المعلومات اللازمة للإجابة عن أسئلة الدراسة تم إعداد وتصمیم ما یلی:
أ. أداة عبارة عن قائمة معاییر بصورتها الأولیة للأسس المعرفیة التی ینبغی توافرها فی منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة، بحیث تکون مشتقة من سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة، ومن الأدبیات التربویة، والدراسات والبحوث التی تناولت أسس بناء المناهج، ومبنیة على الأهداف العامة لتدریس العلوم الشرعیة، وأهداف مقررات العلوم الشرعیة فی المرحلة الابتدائیة المعتمدة - منذ عام 2007م- بوثیقة منهج مواد العلوم الشرعیة، والتابعة لمشروع التطویر الشامل للمناهج الدراسیة، بحیث یراعى فیها الموضوعیة و الشمولیة، والوضوح.
ب. أداة أخرى عبارة عن استمارة (أداة) لتحلیل محتوى منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة؛ للتعرف على درجة تمثیل الأسس المعرفیة فی کتاب الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی، وذلک من خلال وضع مؤشرات أولیة لکل معیار، تم اشتقاقها من الدراسات التربویة التی تناولت تحلیل محتوى مناهج الفقه، وکذا وثیقة منهج مواد العلوم الشرعیة، وأهداف منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة.
ج. تم التأکد من صدق وثبات الأدوات.
د. إعداد أدوات الدراسة بصورتها النهائیة بعد تحکیمها، ومن ثم تم استخدام استمارة (أداة) لتحلیل محتوى الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی، ومن ثم تم تحویل البیانات إلى تکرارات تم رصدها لکل مؤشر سواء کانت صریحة أو ضمنیة واستخراج نسبتها المئویة.
وقد تمت إجراءات التحلیل، کما یأتی:
1) تحدید الهدف من عملیة التحلیل.
2) تحدید فئات التحلیل.
3) تحدید وحدة التحلیل.
4) إعداد استمارة (أداة) لتحلیل محتوى العینة بصورتها الأولیة، وذلک من أجل اتباع أسلوب موحد فی عملیة التحلیل.
5) تحدید عینة الدراسة التی یتناولها التحلیل، والقواعد یسیر علیها.
6) التأکد من صدق وثبات أداة التحلیل ومن ثم إعدادها بصورتها النهائیة على ضوء ملاحظات المحکمین.
7) تحلیل حساب التکرارات والنسبة المئویة لکل فئة من فئات التحلیل، وتبویب البیانات، ومن ثم التأکد من ثبات التحلیل.
8) معالجة البیانات إحصائیاً وتفسیرها؛ لإصدار الأحکام واتخاذ القرارات.
نتائج الدراسة:
هَدَفت الدراسة إلى کیفیة التعرف على مدى توفر الأسس المعرفیة التی ینبغی توافرها فی منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة بالمملکة العربیة السعودیة، وبعد إجراء عملیات التحلیل الإحصائی اللازمة وتطبیق إجراءات الدراسة على استمارة (أداة) التحلیل المستخدمة فقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالیة:
النتائجالمتعلقةبالسؤالالأول،ونصُّه: ما الأسس المعرفیة الواجب توافرها فی منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة بالمملکة العربیة السعودیة؟
للإجابة عن السؤال الأول، اتبعت الباحثة الخطوات التالیة:
1) الاطلاع على وثیقة سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة، و الأدبیات التربویة، و الدراسات التی تناولت أسس بناء المناهج، و توصیات المؤتمر العالمی الأول للتعلیم الإسلامی المنعقد فی مکة فی الفترة ما بین 12 إلى 20 ربیع الثانی عام 1397 هـ الموافق 31 مارس إلى 8 أبریل 1977م، تحت إشراف جامعة الملک عبد العزیز، ووثیقة الأسس العامة لبناء المناهج الدراسیة فی الدول الأعضاء بمکتب التربیة العربی لدول الخلیج الصادرة عام 1423هـ، وکذا مراجعة الأهداف العامة لتدریس العلوم الشرعیة، وأهداف مقررات العلوم الشرعیة فی المرحلة الابتدائیة المعتمدة - منذ عام 2007م- بوثیقة منهج مواد العلوم الشرعیة التابعة لمشروع التطویر الشامل للمناهج الدراسیة.
2) إعداد أدوات الدراسة المقترحة فی صورتها الأولیة.
3) تم تحقیق الصدق الظاهری للأدوات، من خلال عرضها على محکمین متخصصین فی مجال المناهج وطرق التدریس، وأستاذات مواد العلوم الشرعیة، والتأکد من أنها تقیس ما وضعت له، وإجراء التعدیلات اللازمة، وکذاإیجاد معامل ثبات الاستبانة عن طریق استجابة المحکمین لکل فقرة فیها، باستخدام معامل ألفا کرونباخ وقد بلغ معامل الثبات (0.89)، وهو درجة ثبات مناسبة تدل على ثبات الأدوات وصلاحیتها للدراسة، ومن ثم تم إعداد الأدوات فی صورتها النهائیة.
النتائجالمتعلقةبالسؤال الثانی،ونصُّه: ما درجة تمثیل الأسس المعرفیة فی کتاب الطالب لمادة الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی بالمملکة العربیة السعودیة؟
للإجابة عن السؤال الثانی، قامت الباحثة - فی ضوء الخطوات السابقة للإجابة عن السؤال الأول- بتحلیل محتوى کتاب الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی (الفصل الأول)، بهدف التعرف على درجة تمثیل الأسس المعرفیة فی المحتوى، وقد اتبعت الخطوات التالیة:
1) تحدید الهدف من عملیة التحلیل: وهدف تحلیل محتوى المادة؛ من أجل التعرف على درجة تمثیلها للأسس المعرفیة التی شملتها قائمة المعاییر المعدة لهذا الغرض.
2) تحدید فئات التحلیل: اختیار الفئة المناسبة لهذه الدراسة من خلال اعتماد مؤشرات یُستَدل بها على ما جاء فی قائمة الأسس المعرفیة المعدة لهذه الدراسة، حیث تم اشتقاقها من الأدبیات والدراسات التربویة التی تناولت تحلیل محتوى مناهج الفقه، إضافة لوثیقة منهج مواد العلوم الشرعیة، وأهداف منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة.
3) تحدید وحدة التحلیل: انطلاقاً من أنه لیس هناک أساس واحد للتحلیل، فللباحث أن یختار من وحدات التحلیل المناسبة لدراسته أما أن تکون (کلمة، جملة، فقرة، موضوع، إلخ)، وقد اعتمدت الباحثة وحدة الفقرة فی عملیة التحلیل، باعتبارها وحدة ذات معنى، وبالتالی یمکن أن تشتمل على أکثر من أساس، ومن ثم تم رصد کل محتوى الکتاب، التی یمکن أن یستدل بها على ما جاء فی أداة الدراسة.
4) إعداد استمارة (أداة) التحلیل: تم تصمیم أداة لتحلیل محتوى العینة بصورتها الأولیة فی ضوء الأسس المعرفیة، وذلک من أجل اتباع أسلوب موحد فی عملیة التحلیل وتسجیل التکرارات، حیث کانت عدد المؤشرات لکل أساس.
5) تحدید عینة الدراسة التی یتناولها التحلیل: حیث قررت الباحثة أن تأخذ کتاب الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی؛ کی یتم فحصه وتحلیل محتواه، والذی احتوى على (4) وحدات متضمناً (13) درس، ویقع فی (54) صفحة.
6) تحدید قواعد التحلیل: وهی على النحو التالی:
7) التأکد من صدق استمارة التحلیل: تم عرض المؤشرات المقترحة لکل أساس على مجموعة من المحکمین، وتم تعدیلها فی ضوء نتائج التحکیم، ثم تم إعداد استمارة التحلیل بصورتها النهائیة.
8) التأکد من ثبات التحلیل: تم التأکد من ثبات عملیة التحلیل بطریقة اتفاق الباحثین، حیث طَلَبَت الباحثة من باحثة أخرى - بعد تعریفها بإجراءات التحلیل وقواعده - تحلیل وحدة واحدة من وحدات المادة الدراسیة عینة الدراسة - بواقع (4) وحدات، ثم تم حساب معامل الثبات باستخدام معادلة هولستی وقد بلغ معامل الاتفاق (0.91) وهی نسبة اتفاق عالیة لثبات التحلیل.
9) المعالجة الإحصائیة الوصفیة: حیث تم الاعتماد على حساب التکرارات والنسب المئویة لها؛ للحکم على توافر فقرات قائمة التحلیل فی محتوى عینة الدراسة، بهدف التوصل إلى حکم عام یتعلق بتوفر محتوى منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة للأسس المعرفیة.
والجدول التالی یوضح نتائج تحلیل محتوى کتاب الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی، لکل مؤشر فی ضوء قائمة معاییر الأسس المعرفیة المعدة لهذه الدراسة:
جدول (2)
نتائج مؤشرات الأسس المعرفیة فی کتاب الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی
الأساس |
المؤشر |
عدد التکرارات |
مجموع التکرارات |
النسبة المئویة للمؤشر |
|
صریحة |
ضمنیة |
||||
|
|
2 |
4 |
6 |
1.25 % |
|
5 |
2 |
7 |
1.5 % |
|
|
1 |
3 |
4 |
1 % |
|
|
|
0 |
2 |
2 |
0.5 % |
|
1 |
2 |
3 |
0.75 % |
|
|
|
11 |
10 |
21 |
5 % |
|
6 |
10 |
16 |
3.75 % |
|
|
15 |
6 |
21 |
5 % |
|
|
10 |
4 |
14 |
3.25 % |
|
|
21 |
0 |
21 |
5 % |
|
|
0 |
0 |
0 |
0 % |
|
|
|
5 |
1 |
6 |
1.25 % |
|
9 |
2 |
11 |
2.5 % |
|
|
3 |
2 |
5 |
1.25 % |
|
|
|
6 |
8 |
14 |
3.25 % |
|
22 |
4 |
26 |
6 % |
|
|
|
22 |
0 |
22 |
5.25 % |
|
|
0 |
0 |
0 |
0 % |
|
|
15 |
0 |
15 |
3.5 % |
|
9 |
8 |
17 |
4 % |
|
|
|
3 |
0 |
3 |
0.75 % |
|
16 |
3 |
19 |
4.5 % |
|
|
21 |
7 |
28 |
6.5 % |
|
|
18 |
2 |
20 |
4.75 % |
|
|
11 |
2 |
13 |
3 % |
|
|
4 |
0 |
4 |
1 % |
|
|
|
2 |
5 |
7 |
1.5 % |
|
3 |
5 |
8 |
2 % |
|
|
2 |
1 |
3 |
0.75 % |
|
|
13 |
1 |
14 |
3.25 % |
|
|
9 |
1 |
10 |
2.25 % |
|
|
4 |
0 |
4 |
1 % |
|
|
2 |
0 |
2 |
0.5 % |
|
|
|
0 |
0 |
0 |
0 % |
|
|
3 |
2 |
5 |
1.25 % |
|
4 |
2 |
6 |
1.25 % |
|
|
0 |
0 |
0 |
0 % |
|
|
0 |
0 |
0 |
0 % |
|
|
1 |
1 |
2 |
0.5 % |
|
|
|
47 |
0 |
47 |
11 % |
|
|
0 |
2 |
2 |
0.5 % |
|
0 |
0 |
0 |
0 % |
|
المجموع الکلی |
326 |
102 |
428 |
100% |
وعلى ما سبق من النتائج فإن الجدول التالی یوضح درجة تمثیل کل أساس معرفی فی محتوى کتاب الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی، وهو ما یحقق هدف هذه الدراسة:
جدول (3)
نتائج درجة تمثیل الأسس المعرفیة فی کتاب الفقه والسلوک للصف الرابع الابتدائی
الأسس المعرفیة |
مجموع التکرارات |
النسبة المئویة |
الترتیب |
|
17 |
4 % |
8 |
|
5 |
1.25 % |
10 |
|
93 |
21.75 % |
1 |
|
22 |
5 % |
7 |
|
40 |
9.25 % |
5 |
|
22 |
5 % |
7 |
|
0 |
0 % |
12 |
|
32 |
7.5 % |
6 |
|
87 |
20.5 % |
2 |
10. احتواء المناهج على العادات الصحیة السلیمة المرتبطة بالحیاة الیومیة ونشر الوعی الصحی. |
48 |
11.25 % |
3 |
11. مراعاة المناهج للمعرفة فی کونها نسبیة کی تناسب الجمیع |
0 |
0 % |
12 |
|
13 |
3 % |
9 |
13. ترکیز المناهج على أساسیات البنیة المعرفیة. |
47 |
11 % |
4 |
14. التناسق المنسجم مع تکنولوجیا العلوم باعتبارها من أهم وسائل التنمیة الشاملة. |
2 |
0.5 % |
11 |
المجموع الکلی |
428 |
100 % |
- |
تحلیل نتائج الدراسة:
من خلال التحلیل الإحصائی تشیر الجداول السابقة إلى ضعف الاهتمام بالأسس المعرفیة عند بناء منهج الفقه والسلوک للمرحلة الابتدائیة، وقد ظهر ذلک فی نتائج تحلیل محتوى عینة الدراسة، على الرغم من تمثیل أغلبها إلا أنها تمثلت بشکل غیر متوازن، وهذا یتبین مما یلی:
أن الأساس الثالث الذی ینص على: "إبراز معجزات رسوله الکریم، والتأکید على الاقتداء به r" قد حظی بالمرتبة الأولى بأعلى نسبة تمثیل فی الکتاب، حیث بلغت نسبته (21.25 %)، وهذا دلیل واضح على الاهتمام بسنة الرسول r وهدیه، وأنه قدوة هذه الأمة، إذ کانت أغلب المؤشرات صریحة من کونها ضمنیة کما فی المؤشر الذی ینص على: " یذکر سنن الرسول r فی العبادات" إذ بلغت نسبة التکرارات الصریحة له (5%) وهی نسبة جیدة مقارنة بنسبة تمثیل المؤشرات الأخرى، بینما المؤشر الذی ینص على: " یذکر معجزات الرسول r." فلم یرد فی الکتاب على الإطلاق، فحصل على نسبة (0%)، وقد یعزى ذلک لکون دروس الکتاب متعلقة بالطهارة وحالات الوضوء، فلا سبیل إلى ذکر معجزات الرسول r. و جاء الأساس التاسع، الذی ینص على: " الاهتمام بتدریب المتعلمین على أنواع التفکیر المختلفة کالاستنباط والمقارنة والتفکیر المنطقی"، بالمرتبة الثانیة فی تمثیله بالکتاب، حیث بلغت نسبته (20.5 %)، وذلک من خلال مؤشرات الأساس، فهذا دلیل على الاهتمام بقدرات التفکیر العلیا لدى المتعلم وتطویرها، لکون منهج الفقه والسلوک یساعد على المهارات العالیة من التفکیر؛ لذا فهو یحتاج إلى مزیداً من العنایة، کما حضی المؤشر الذی ینص على: " یُقارن بین الموضوعات المطروحة" نسبة (6.5%) وهو أعلى نسبة بین مؤشرات هذا الأساس، وحصل المؤشران اللذان ینصان على : " یُمیز بین الأحکام الشرعیة" و"یستنبط وجه الدلالة من الأدلة الشرعیة" على نسب متقاربه فیما بینهم فالأول نسبته (4.75%) والثانی (4.5%)، أما المؤشران " یستنبط المعلومات باجتهاده وفهمه من المصادر الأخرى " و" یکتسب القدرة على التفکیر الریاضی فی الأحکام الشرعیة" قد حصلا على أقل نسبة فالأول کانت نسبته (1%) والثانی (0.75%)، وقد یعزى ذلک لطبیعة الدروس المطروحة، وجاء الأساس العاشر: " احتواء المناهج على العادات الصحیة السلیمة المرتبطة بالحیاة الیومیة ونشر الوعی الصحی" جاء بالمرتبة الثالثة، حیث بلغت نسبته (11.25%)، لکون جمیع وحدات الکتاب تدور حول الطهارة والوضوء، فحضی المؤشر الذی ینص: "یعدد فروض الوضوء" بأعلى نسبة بین مؤشرات الأساس (3.25%)، ومؤشر "یعدد مبطلات التیمم" کانت أقل نسبه حیث بلغت (0.5%)، أما الأساس الثالث عشر : " ترکیز المناهج على أساسیات البنیة المعرفیة " ظهر بفارق بسیط عن الأساس العاشر حیث بلغت درجة تمثیله من خلال مؤشره الذی ینص: " یبنی المعارف على الخبرات السابقة وفق الشریعة الإسلامیة" نسبة (11 %)، إذ تعتبر أعلى نسبة حصل علیها مقارنة مع مؤشرات الأسس الأخرى، ویتضح هذا الأساس غالباً فی أنشطة الکتاب وأسئلة التقویم، وقد یعزى ذلک إلى أن هناک اهتمام واضح بأسئلة الأنشطة وأسالیب التقویم، ثم جاء الأساس الخامس: " تدریس الفقه الإسلامی و المعاصر وربطه بالواقع ومشکلاته" فی المرتبة الخامسة، حیث بلغت نسبته (9.25 %)، فمؤشره الذی ینص :" یُعمَم الحکم الشرعی على وقائع وأحداث من الحیاة المعاصرة" بلغ نسبة (6%) وهی نسبة جیده، ودلیل على الاهتمام بالفقه المعاصر وربطه بالواقع، فمنهج الفقه والسلوک من المناهج المهمة؛ لکونه مرتبط بالأحکام الفقهیة الشرعیة التی یحتاجها المتعلم فی حیاته، لذا فهو یحتاج أیضاً لمزیداً من العنایة، أما الأساس الثانی عشر: " ربط المعرفة بذوات المتعلمین وحیاتهم الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة"، فقد حضی بالمرتبة التاسعة، إذ بلغت درجة تمثیله نسبة (3%) من خلال مؤشراته، إذ بلغ نسبة المؤشران: "یُعرّف بحقوق الفرد التی أشار لها الإسلام." و" یُعرّف بواجبات الفرد تجاه المسلمین" (1.25%) وهی نسبة قلیلة نوعاً مقارنة بمؤشرات الأسس الأخرى بینما المؤشر:" یطبق الصلوات المشروعة فی الإسلام غیر الصلاة المفروضة" و المؤشر: "یحسب الزکاة فی الأموال إذا بلغت النصاب" ، کانت نسبتهما (0%) فهی لم ترد فی الکتاب على الإطلاق، وجاء فی المرتبة العاشرة الأساس الثانی: " رد الشبهات التی یروجها أعداء الإسلام" وهو أساس مرتبط بالعقیدة الإسلامیة، حیث بلغت درجة تمثیله بنسبة (1.25%)، وتعتبر نسبة ضئیلة، کما أن هناک ضعف الاهتمام بالتکنولوجیا والتقنیات، خصوصاً فی عصر المعلوماتیة والانفجار المعرفی، ویظهر ذلک بدرجة تمثیل الأساس الرابع عشر الذی بلغ (0.5%) من خلال مؤشره الذی ینص:" یستخدم التکنولوجیا کمصادر للتعلم فی الوصول للمعلومات بسهولة وفق الضوابط الشرعیة" بنسبة (0.5%)، أما الأساس السابع : " تزوید المناهج بلغة أخرى من اللغات الحیة على الأقل بجانب اللغة الأصلیة" انعدم تمثیله فی الکتاب ولم یرد على الإطلاق ونسبته (0%)، وقد یعزى ذلک بفریق التألیف الذین لا یرون أن هناک حاجة لذلک، إنما الباحثة ترى أهمیة ذلک خصوصاً فی الوقت التی کثرت فیه الفتن والثورات، فلابد من إلمام المتعلم بمعانی المصطلحات الفقهیة، بحیث یکون لدیه حصیلة یستطیع من خلالها مواجهة تلک الفتن والرد علیها، وکذا الأساس الحادی عشر: " مراعاة المناهج للمعرفة فی کونها نسبیة کی تناسب الجمیع"، فقد انعدم تمثیله فی الکتاب ولم یرد على الإطلاق.
وجاءت أبرز النتائج:
وفی ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج یمکن اقتراح التوصیات ما یلی:
وفی ضوء ما توصلت إلیه الدراسة من نتائج وتوصیات، فإنه یقترح ما یلی:
المصادر والمراجع
http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/4729
http://www.mep.gov.sa/themes/GoldenCarpet/index.jsp#1382804736625
http://www.mep.gov.sa/themes/GoldenCarpet/index.jsp#1382802904865
http://www.abegs.org/Aportal/Blogs/ShowDetails?id=7566
http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/4729
http://www.mep.gov.sa/themes/GoldenCarpet/index.jsp#1382804736625
http://www.mep.gov.sa/themes/GoldenCarpet/index.jsp#1382802904865
http://www.abegs.org/Aportal/Blogs/ShowDetails?id=7566