واقع استخدام معلمي اللغة العربية لاستراتيجيات التعلم النشط في تدريس طلاب المرحلة الابتدائية بمدينة تبوک

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

واقع استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة بمدینة تبوک

إعــــداد

عبدالله بن عواد بن سلیم العطوی

إشـــراف

د/ نایل بن یوسف بن سیف عبداللاه

أستاذ المناهج وطرق تدریس اللغة العربیة المشارک

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد الرابع -أبریل 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص الدراسة

هدفت الدراسة إلى: تعرف واقع استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة بمدینة تبوک، واعتمدت الدراسة المنهج الوصفی، ولتحقیق أهداف الدراسة تم إعداد استبانة تکونت من ثلاثة محاور وهی: مقومات استخدام استراتیجیات التعلم النشط، ومعوقات استخدام استراتیجیات التعلم النشط، وإجراءات استخدام استراتیجیات التعلم النشط، واقتصرت الدراسة ثلاث استراتیجیات وهی: العصف الذهنی، وخرائط المفاهیم، وفکر-زاوج – شارک، وبعد التحقق من خصائص الصدق والثبات لأداة الدراسة، تم تطبیق الاستبانة على عینة مکونة من (228) معلماً و(23) مشرفاً تربویاً، من معلمی ومشرفی اللغة العربیة للمرحلة الابتدائیة فی مدینة تبوک، و تم إجراء المعالجة الإحصائیة اللازمة باستخدام النسب المئویة, والتکرارات، والمتوسط الحسابی, والانحراف المعیاری, واختبار "مان ویتنی"، وتحلیل التباین الأحادی، واختبار "شیفیه".

وأظهرت نتائج الدراسة ما یلی :

• توافر مقومات الاستخدام بدرجة کبیرة، إلى جانب عدة صعوبات تعوق استخدام استراتیجیات التعلم النشط.
• تحقق إجراءات استخدام استراتیجیات التعلم النشط بدرجة کبیرة.
• وجود فروق دالة إحصائیاً على محاور الدراسة تُعزى لمتغیرات المستوى الوظیفی، والمؤهل الجامعی، وعدد سنوات الخبرة، وعدد الدورات التدریبیة فی مجال                     التعلم النشط.

وفی ضوء نتائج الدراسة تم صیاغة مجموعة من التوصیات أهمها:

•  تشجیع المعلمین على توظیف استراتیجیات التعلم النشط فی تدریس اللغة العربیة.
• الاهتمام بالحاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی اللغة العربیة فی ضوء استراتیجیات                 التعلم النشط.

ABSTRACT

This study aimed at identifying the reality of using Arabic language teachers to the  active learning strategies in teaching primary school students in Tabuk, the researcher adopted the descriptive methodology, To achieve the objective of the study, The researcher prepared a questionnaire divided into 3 fields: foundations of using active learning strategies, the obstacles of using active learning strategies, and the procedures of using active learning strategies, The study confined at the following strategies: Brainstorming, conceptual mps and think-pair-share. after confirming the validity and reliably of the questionnaire, the sample of the study consisted of (228) teachers and (23) supervisors, after applying the questionnaire, the following statistical procedures was applied: Frequencies, percentage, Man-U test, Scheffe- test and one way anova.

The results of the study shows:

• The foundations of using active learning are Highly available, Beside some obstacles that hinder the using of active learning strategies.
• The degree of using active learning strategies is High.
• There were statistically significant differences on the fields of the study, These differences attributed to the career level, Academic degree, years of experience and the number of training courses in the field of active learning

In light of these findings, the researcher has proposed some recommendation as follow:

• Promoting teachers to use active learning strategies in teaching Arabic languages
• Paying attention to the required training needs related to using use active learning strategies.

مشکلة الدراسة وأبعادها

یعد هذا الفصل مدخلاً لهذه الدراسة, ویتم من خلاله توضیح المشکلة وأبعادها, لذا بدأ بمقدمة تتناول موضوع الدراسة, وصولاً إلى مشکلة الدراسة, وتساؤلاتها, وأهدافها, وأهمیتها, ومصطلحاتها, وحدودها, وإجراءاتها, وفیما یلی تفصیل ذلک :

مقدمة الدراسة :

الحمد لله الذی خلق الإنسان وعلمه البیان، والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبینا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد:

إن التعلیم مطلب أساسی لکل فرد فی هذه الحیاة، وذلک لما للتعلیم من الفضائل العظیمة والجلیلة. یقول الله تعالى ﴿هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولًا مِّنْهُمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِن کَانُوا مِن قَبْلُ لَفِی ضَلَالٍ مُّبِینٍ ﴾ (الجمعة: 2).

والحاجة إلى التعلیم من الأمور الضروریة للجنس البشری؛ ذلک لارتباطه وأهمیته للعقل، وعلیه فقد تطورت طرائق التعلیم وأسالیبه عبر الزمن بشکل ملحوظ، ولازال العلماء والباحثون فی التربیة یقدمون الدراسات والتجارب فی مجال تقدیم العلم للطلاب فی قوالب تساعد على تنمیة مدارکهم العقلیة، وتعمل على تفعیل وتوظیف قدراتهم المتعددة للتعایش الإیجابی مع معطیات العصر مثل التقدم التقنی والانفجار المعرفی، والمتابع لمسیرة تطور التعلیم یجد ذلک الاهتمام بالاستراتیجیات التی تجعل دور الطالب داخل العملیة التعلیمیة کبیرًا وفاعلًا، بعیدًا عن حصر العملیة التعلیمیة فیما یقوم به المعلم وتهمیش دور الطالب وحصر مهمته فی التلقی .(Szeze,2003,p.144)

وقد اهتمت وزارة التعلیم بترسیخ الأسس العامة التی یقوم علیها التعلیم, وجعلت       اللغة العربیة وتعلیمها من أهم تلک الأسس، وحرص القائمون على أعمال وزارة التعلیم       لها على أن یحظى تدریس اللغة العربیة فی جمیع مراحل التعلیم بنصیب کبیر من المواد العلمیة والحصص الدراسیة، مع تسخیر الإمکانات المادیة والمعنویة وإعداد المعلمین      علمیاً ومهنیاً لتحقیق أهداف اللغة العربیة ومناهجها فی المملکة العربیة السعودیة         (الجابری، 1432ه ، ص 15).

ومما یزید من أهمیة اللغة العربیة أنها من أهم وسائل الاتصال والتفاهم بین الأفراد، فهی تحقق الوظائف المتعددة للمدرسة، فهی لیست مادة دراسیة فحسب، بل وسیلة لفهم المواد الدراسیة الأخرى إلى جانب کونها من وسائل الاتصال والتواصل والتفاهم بین الطالب وبیئته، ویعتمد علیها کل نشاط یقوم به، سواء أکان عن طریق الاستماع، أم الکلام، أو القراءة، أم الکتابة، وهی الوسیلة الأولى لمواجهة کثیر من المواقف الاجتماعیة التی تتطلب استخدام مهارات اللغة، وتستخدم فی التفکیر والتعبیر (السفاسفة، 1425ه، ص41).

وفی العصر الحدیث یجب أن لا یقتصر دور المعلم وهو المسؤول الأول عن العملیة التعلیمیة على الإلقاء، بل یجب أن یعتمد فی العملیة التعلیمیة على الاستراتیجیات الحدیثة والفاعلة التی تسعى بدورها إلى تحقیق أهداف أهمها الاستخدام الأمثل والأکثر فاعلیة للمعرفة بأنواعها، ومساعدة الطلاب على استخدام مهاراتهم الذاتیة فی العملیة التعلیمیة، و من هنا زادت التوجیهات التربویة إلى ضرورة الحرص على تطویر الأداء المهنی للمعلم،        والتدریب على استخدام الطرائق التدریسیة النشطة، التی تضمن بدورها الحصول على       نتائج تعلیمیة تتوافق مع حجم المدخلات فی العملیة التعلیمیة، وبالتالی تحقیق النفع       للأفراد والمجتمع على حد سواء (العصیمی، 1434هـ، ص32)، ولذلک أوصت العدید من الدراسات بضرورة استخدام المعلم لاستراتیجیات التعلم النشط فی التدریس کدراسة (الزهرانی،2012م، (Williams,2012

ومن أبرز الاستراتیجیات الحدیثة التی تهتم بمشارکة الطالب فی العملیة التعلیمیة استراتیجیات التعلم النشط والتی تعتمد على فلسفة تربویة تقوم على إیجابیة الطالب فی الموقف التعلیمی، وتشمل جمیع الممارسات التربویة والإجراءات التدریسیة التی تهدف إلى تفعیل دوره وتنشیطه، حیث یتم التعلم من خلال العمل والبحث التجریبی، واعتماد الطالب على ذاته فی التعلم من خلال الأنشطة التعلیمیة المختلفة التی یمارسها، وبالتالی ینتج عنها السلوکیات المستهدفة، والإیجابیة فی العملیة التعلیمیة (Carss,2007,p.220).

وإذا لوحظ ذلک الأثر الفاعل لاستخدام إستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس أغلب المواد الدراسیة فإن اللغة العربیة أولى بالإفادة منها کونها تساهم فی تدعیم حاجات جمیع أفراد المجتمع على اختلاف تخصصاتهم ومؤهلاتهم وطبیعة أعمالهم إلى معرفتهم بلغتهم العربیة وقواعدها وأصولها, ولا یخفى على ذی لُب ما للغة العربیة من أهمیة عظمى؛ فهی لغة القرآن الکریم والسنة المطهرة (الزهرانی، 2012م، ص 20).

ویُسهم التدریس باستخدام إستراتیجیات التعلم النشط فی تنمیة مهارات التفکیر العلیا لدى الطلاب وزیادة تفاعلهم داخل الصف الدراسی، ویعمل على ترسیخ المعلومات فی أذهانهم وزیادة التحصیل الأکادیمی، وتهیئة بیئة تعلیمیة ذات طابع تعاونی، وبذلک ینتقل أثر التعلیم مع الطالب لیطبق ما تعلمه إلى واقع الحیاة الیومیة  (Williams,2012,p.34).

وعلى ضوء ما سبق و من منطلق أهمیة اللغة العربیة فی المنظومة التعلیمیة، وتأثیرها فی تنمیة وبناء الجانب اللغوی والعقلی للطالب، فإنه ینبغی الاهتمام المستمر بتقییم مستوى الأداء التدریسی للمعلم، ومدى إفادته من التطور الحاصل فی مجال استراتیجیات التعلم، وقیاس ما یحققه من أهداف تربویة وتعلیمیة بتدریسه بتلک الاستراتیجیات، من هنا تأتی فکرة الدراسة الحالیة لمعرفة واقع استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة بمدینة تبوک.

مشکلة الدراسة :

أشارت العدید من الدراسات إلى أهمیة استراتیجیات التعلم النشط فی مجال تعلیم وتعلم اللغة العربیة ، ومنها الدراسات التالیة : الغامدی(2007)، والسهیمی(2007) ، وCarss(2007) ، والدعدی (2009) ، ومقابلة والفلاحات(2010) ، وزیادی(1433ه) ، والشتری(1433ه) ، والشمری(2012)، والتی أثبتت فاعلیة استراتیجیات التعلم النشط فی مجال تعلم المهارات النحویة وقواعد اللغة العربیة، والقراءة الموجهة، ومهارات القراءة الإبداعیة، والتعبیر الکتابی.

وبالرغم من تلک الأهمیة إلا أن القلیل من الدراسات التی أُجریت فی بیئة المملکة العربیة السعودیة قد تطرقت إلى واقع استخدام استراتیجیات التعلم النشط، ومنها دراسة الزهرانی(2012) فی مجال تدریس التربیة الإسلامیة، ودراسة البواردی(2012) فی مجال تدریس العلوم الشرعیة، ولم تتطرق أیاً من الدراسات إلى تعرف واقع استخدام  استراتیجیات التعلم النشط فی مجال تدریس اللغة العربیة.

وبالإضافة إلى ما سبق فقد سعت الإدارات المدرسیة إلى تطبیق العدید من استراتیجیات التعلم الحدیثة فی المدارس السعودیة منذ عقود، وذلک من خلال تدریب وتأهیل المعلمین لاسیما معلمی اللغة العربیة، إلا أن طرق التدریس السائدة فی مجال تدریس اللغة العربیة مازالت قاصرة على الطرق التقلیدیة مثل المحاضرة والمناقشة، وهذا ما لاحظه الباحث من خلال اطلاعه فی مجال تدریس اللغة العربیة ومن خلال زیاراته للمعلمین ومناقشتهم فقد شعر بوجود عزوف لدى المعلمین عن تطبیق الاستراتیجیات التدریسیة الحدیثة، ومنها استراتیجیات التعلم النشط.

لذا تتحدد مشکلة الدراسة الحالیة فی التعرف على: "واقع استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر معلمی ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک".

تساؤلات الدراسة :

سعت الدراسة إلى الإجابة عن السؤال الرئیس التالی: ما واقع استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر معلمی ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک؟

ویتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالیة:

1. ما مقومات استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر معلمی ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک؟

2. ما معوقات استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر معلمی ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک؟

3. ما إجراءات استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر معلمی ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک؟

4. هل توجد فروق دالة إحصائیاً بین تقدیرات عینة الدراسة لمقومات استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة تُعزى إلى متغیرات المستوى الوظیفی(معلم/مشرف)، المؤهل الدراسی، سنوات الخبرة،                 والدورات التدریبیة؟

5. هل توجد فروق دالة إحصائیاً بین تقدیرات عینة الدراسة لمعوقات استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة تُعزى إلى متغیرات المستوى الوظیفی(معلم/مشرف)، المؤهل الدراسی، سنوات الخبرة،                 والدورات التدریبیة؟

6. هل توجد فروق دالة إحصائیاً بین تقدیرات عینة الدراسة لإجراءات استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة تُعزى إلى متغیرات المستوى الوظیفی(معلم/مشرف)، المؤهل الدراسی، سنوات الخبرة،                والدورات التدریبیة؟

أهداف الدراسة :

هدفت الدراسة الحالیة إلى التالی:

1. تعرف واقع تدریس معلمی اللغة العربیة فی المرحلة الابتدائیة باستخدام إستراتیجیات التعلم النشط من وجهة نظر معلمی، ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک.

2. تعرف مقومات استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر معلمی ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک

3. تعرف معوقات استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر معلمی ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک.

4. تعرف إجراءات استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر معلمی ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک.

أهمیة الدراسـة :

1. إلقاء الضوء على مفهوم التعلم النشط ، استخدام بعض استراتیجیات التعلم النشط فی تدریس اللغة العربیة وهی: العصف الذهنی، الخرائط المفاهیمیة، فکر – زاوج – شارک، وتعرف دور المعلم والطالب فی استخدام تلک الاستراتیجیات.

2. قد تعمل الدراسة الحالیة على إثارة اهتمام معلمی ومشرفی اللغة العربیة باستراتیجیات التعلم النشط، وأهمیة استخدامها فی مجال تدریس اللغة العربیة.

3. قد تعمل على جذب اهتمام الباحثین والدارسین للتعرف على واقع استخدام استراتیجیات التعلم النشط فی العدید من المواد الدراسیة، وعلى مستوى المراحل الدراسیة المختلفة.

4. یمکن تطبیق أداة الدراسة الحالیة للتعرف على العدید من المتغیرات المتصلة باستخدام استراتیجیات التعلم النشط، وذلک من قبیل مقومات الاستخدام، ومعوقات الاستخدام، وإجراءات الاستخدام لکل استراتیجیة على حدة، وذلک على مستوى العدید من المراحل الدراسیة فی مجال تعلیم وتعلم اللغة العربیة.

مصطلحات الدراسة :

• · استراتیجیات التعلم النشط:

   یُعرف زیتون(2003، ص ص 5-6) الإستراتیجیة بأنها طریقة التعلیم والتعلم المـُخطط لها، والتی یتبعها المعلم داخل الصف أو خارجه لتدریس محتوى موضوع دراسی معین، بُغیة تحقیق أهداف مُحددة سلفاً، متضمنة مجموعة من المراحل والإجراءات المتتابعة والمتناسقة فیما بینها، والمنوط بالمعلم والطلاب القیام بها أثناء السیر فی تدریس ذلک المحتوى.

   أما التعلم فیُعرف لغویاً بأنه مُشتق من مادة " ع ل م"، والتعلم یعنی "علمه العلم وأعلمه إیاه فتعلمه"، ویعرف النشط بأنه مُشتق من مادة " ن ش ط" والنشاط ضد الکسل، ونشط الإنسان ینشط نشاطاً فهو نشیط طیب النفس للعمل (ابن منظور، 1410ه).

أما التعریف الإجرائی لاستراتیجیات التعلم النشط، فیعرفها الباحث على أنها إستراتیجیات التعلم المبنیة على الدور النشط والفاعل للطالب, وترکز الدراسة الحالیة على (العصف الذهنی، الخرائط المفاهیمیة، و فکر – زاوج - شارک).

• · إستراتیجیة العصف الذهنی: إجرائیاً یعرفها الباحث, بأنها تعنی استخدام العقل فی تولید عدد کبیر من الأفکار بغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها لمناقشتها فی حصص اللغة العربیة بالمدارس الابتدائیة.
• · إستراتیجیة خرائط المفاهیم: إجرائیاً یعرفها الباحث بأنها عبارة عن رسم تخطیطی ینظم المفاهیم التی یتضمنها المفهوم العام فی شکل هرمی یتدرج من العمومیة فی القمة إلى الخصوصیة فی القاعدة مع وجود روابط لتوضیح العلاقات المتسلسلة القائمة بین هذه المفاهیم فی تدریس اللغة العربیة لدى طلاب المرحلة الابتدائیة.
• · إستراتیجیة فکر- زاوج – شارک: یتبنى الباحث تعریف کوثر کوجک وآخرون(2008، ص143) لاستراتیجیة فکر – زاوج – شارک باعتبارها "أحد الاستراتیجیات التی تؤید تنویع التدریس والتعلم النشط فی آن واحد، وتعتمد على استثارة الطلاب کی یفکروا کلاً على حدة، ثم یشترک کل طالبین فی مناقشة أفکار کل منهما وذلک من خلال توجیه سؤال یستدعی تفکیر الطلاب، وإعطاءهم الفرصة کی یفکروا على مستویات مختلفة"

حدود الدراسة :

1. حدود مکانیة : عینة من معلمی اللغة العربیة بالمرحلة الابتدائیة وجمیع مشرفی اللغة العربیة بالمرحلة الابتدائیة بمدینة تبوک.

2. حدود موضوعیة : اقتصرت الدراسة الحالیة على الاستراتیجیات التالیة:              (العصف الذهنی- خرائط المفاهیم- فکر زاوج شارک).

3. حدود زمانیة : تم تطبیق الدراسة الحالیة فی الفصل الدراسی الأول للعام            (1435-1436هـ).

إجراءات الدراســة :

لتحقیق أهداف الدراسة الحالیة والإجابة عن تساؤلاتها تم اتخاذ الإجراءات التالیة:

- الرجوع إلى الأدبیات التربویة والدراسات السابقة التی تناولت التعلم النشط، واستراتیجیات العصف الذهنی، والخرائط المفاهیمیة، وفکر – زاوج – شارک.

- إعداد الإطار النظری فی ضوء الاطلاع على الأدبیات التربویة والدراسات السابقة.

- إعداد أداة الدراسة وهی الاستبانة، فی ضوء ما ورد فی الدراسات السابقة المماثلة، وما ورد فی الأدب التربوی حول مقومات ومعوقات استخدام التعلم النشط، وإجراءات استخدام استراتیجیات التعلم النشط.

- التحقق من صدق الأداة وثباتها، واتخاذ الإجراءات المناسبة فی هذا السیاق، من قبیل عرضها على مجموعة من المحکمین المتخصصین فی مجال المناهج وطرق التدریس، ومراعاة ما ورد فی المصادر التربویة حول إجراءات الصدق والثبات، وصولاً لإعداد الأداة فی صورتها النهائیة.

- اتخاذ ما یلزم من إجراءات فی سبیل التطبیق الفعلی لأداة الدراسة، وتحدید عینة الدراسة.

- تطبیق الأداة على عینة الدراسة.

- استخلاص النتائج وإجراء المعالجات الإحصائیة المناسبة.

- تقدیم النتائج الخاصة بالإجابة عن أسئلة الدراسة، وتفسیر تلک النتائج.

- تقدیم مجموعة من التوصیات والمقترحات فی ضوء النتائج التی تم التوصل إلیها.

ملخص نتائج الدراسة وتوصیاتها ومقترحاتها

یستعرض الفصل الحالی نتائج الدراسة، ومن ثم التوصیات والمقترحات التی توصل إلیها الباحث فی ضوء نتائج الدراسة.

أولاً: ملخص النتائج :

هدفت الدراسة إلى تعرف واقع استخدام معلمی اللغة العربیة لاستراتیجیات التعلم النشط فی تدریس طلاب المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر معلمی، ومشرفی اللغة العربیة بمدینة تبوک، ولتحقیق تلک الأهداف تم إتباع المنهج الوصفی، وأعد الباحث استبانة مکونة من ثلاثة محاور، الأول خاص بمقومات استخدام استراتیجیات التعلم النشط، والثانی حول معوقات استخدام استراتیجیات التعلم النشط، والثالث حول إجراءات استخدام استراتیجیات التعلم النشط، وتم تطبیق الاستبانة على عینة مکونة من (228) معلماً و(23) مشرفاً، وأظهرت نتائج الدراسة ما یلی:

- توفر مقومات استخدام استراتیجیات التعلم النشط بدرجة کبیرة.

- وجود عدة معوقات تعترض سبیل تطبیق التعلم النشط، من أهمها: کثرة أعداد الطلاب داخل الفصول الدراسیة، وارتفاع نصاب المعلم التدریسی لأکثر من (20) حصة، ونقص الإمکانات المادیة المناسبة لاستخدام استراتیجیات التعلم النشط، واعتیاد المعلم على استخدام طرق التدریس التقلیدیة.

- أظهرت النتائج أن إجراءات استخدام استراتیجیات التعلم النشط الثلاث کانت على النحو التالی: إستراتیجیة فکر زاوج شارک، إستراتیجیة العصف الذهنی – إستراتیجیة                خرائط المفاهیم.

- أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائیاً بالنسبة لإجراءات استخدام استراتیجیات التعلم النشط حسب متغیر المستوى الوظیفی، لصالح المعلمین.

- أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائیاً على محاور الدراسة حسب متغیر سنوات الخبرة، لصالح الخبرة الأقل، وحسب متغیر عدد الدورات لصالح عدد الدورات الأکثر.

التوصیات:

بناء على ما تقدم من نتائج للدراسة یوصی الباحث بالتالی:

1. تشجیع المعلمین على توظیف استراتیجیات التعلم النشط فی التدریس، لما لها من آثار إیجابیة.

2. توفیر البیئة التربویة الداعمة والمشجعة للمعلمین على استخدام استراتیجیات التعلم النشط خاصة ما یتعلق بتوفیر الإمکانات المادیة واللوجستیة للمعلمین.

3. الاهتمام بالحاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی اللغة العربیة فی ضوء استراتیجیات              التعلم النشط.

4. إعادة النظر فی برامج إعداد وتدریب معلمی اللغة العربیة من خلال إخضاعهم لعملیات تقویم وتطویر مستمرة فی ضوء متطلبات المناهج المطورة والاحتیاجات التدریبیة اللازمة لهم.

5. مراعاة تخفیف العبء التدریسی على المعلم، وضرورة إفساح المزید من الوقت أمامه لتنفیذ استراتیجیات التعلیم والتعلم الحدیثة ومنها استراتیجیات التعلم النشط.

مقترحات الدراســـة:

فی ضوء نتائج الدراسة یقترح الباحث ما یلی:

1. إجراء المزید من الدراسات المماثلة للتعرف على واقع تطبیق استراتیجیات التعلم النشط فی المراحل الدراسیة المختلفة، وفی تدریس المواد الدراسیة المختلفة.

2. إجراء دراسات تهدف إلى تعرف مستوى إلمام معلمی اللغة العربیة باستراتیجیات التدریس الحدیثة، ومقومات ومعوقات تطبیق تلک الاستراتیجیات.

3. إجراء دراسات للتعرف على اتجاهات معلمی ومعلمات اللغة العربیة نحو تطبیق استراتیجیات التعلم النشط.

4. إجراء دراسات مقارنة بین استراتیجیات التعلم النشط، لبیان مدى فاعلیة تلک الاستراتیجیات وأثرها على العدید من المتغیرات التعلیمیة، ومنها تنمیة مهارات التفکیر المختلفة، أو تحسین مستوى التحصیل الدراسی، أو تنمیة اتجاهات إیجابیة نحو تعلم المواد الدراسیة.

5. تحلیل کتب اللغة العربیة للتعرف على مدى تضمنها لاستراتیجیات التعلم النشط.

قائمة المراجع

أولاً: المصادر و المراجع العربیة :

القرآن الکریم .

ابن منظور، أبو الفضل جمال الدین (1410ه). لسان العرب. مجلد 12، مجلد 7، بیروت: دار صادر.

البواردی، عبد الرحمن بن علی (2012). واقع استخدام معلمی العلوم الشرعیة استراتیجیات التعلم النشط فی المرحلة الابتدائیة من وجهة نظر المعلمین والمشرفین، رسالة ماجستیر غیر منشورة، الریاض: جامعة الملک سعود، عمادة الدراسات العلیا.

الجابری، عفاف بنت حسن شلیویح (1432هـ). مستوى توافر معاییر جودة تدریس اللغة العربیة تکاملیا لدى معلمات الصفوف العلیا من المرحلة الابتدائیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، مکة المکرمة : جامعة أم القرى، کلیة التربیة.

الدعدی، سها بنت دخیل الله بن عیضة (2009م). فعالیة استخدام خرائط المفاهیم وخرائط المفاهیم المعززة بالعروض التقدیمیة فی تحصیل قواعد اللغة العربیة لدى تلمیذات الصف الرابع الابتدائی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، مکة المکرمة : جامعة أم القرى، کلیة التربیة.

الزهرانی، جمعان بن محسن (2012م). دراسة واقع تدریس التربیة الإسلامیة للمرحلة الثانویة فی ضوء إستراتیجیات التعلم النشط من وجهة نظر المشرفین التربویین. رسالة ماجستیر غیر منشورة، الطائف: جامعة الطائف، کلیة التربیة.

الزهرانی، سعدی بنت محمد (2012م). أدوار مدیرة المدرسة المتوسطة فی بیئات التعلم النشط. رسالة ماجستیر غیر منشورة، الریاض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة، کلیة العلوم الاجتماعیة.

زیادی، محمد بن علی (1433هـ). فاعلیة استخدام إستراتیجیة العصف الذهنی فی تنمیة بعض مهارات القراءة الإبداعیة لدى تلامیذ الصف الثالث المتوسط، رسالة ماجستیر فی قسم مناهج وطرق تدریس، مکة المکرمة : جامعة أم القرى، کلیة التربیة.

زیتون، حسن حسین (2003). استراتیجیات التدریس رؤیة معاصرة لطرق التعلیم والتعلم. القاهرة: عالم الکتب.

السفاسفة، عبدالرحمن إبراهیم (1425ه). طرائق تدریس اللغة العربیة. ط3. الأردن. الکرک: دار یزید للنشر.

السهیمی، محسن بن علی (2007). فاعلیة تدریس النحو باستخدام خرائط المفاهیم فی التحصیل الدراسی لطلاب الصف السادس الابتدائی بمحافظة القنفذة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، مکة المکرمة : جامعة أم القرى، کلیة التربیة.

الشتری، نجلاء بنت إبراهیم ( 1433ه). فاعلیة استخدام خرائط المفاهیم فی تدریس النحو للطالبات غیر الناطقات بالعربیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، الریاض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة، معهد تعلیم اللغة العربیة.

الشمری، زینب (2012). فاعلیة استراتیجیة الخرائط المفاهیمیة فی تکوین الصورة الفنیة الکتابیة وتنمیة مهارات التفکیر الإبداعی فی مادة التعبیر لدى طالبات الصف الثالث المتوسط فی المملکة العربیة السعودیة، مجلة الجامعة الإسلامیة للدراسات التربویة والنفسیة، الجامعة الإسلامیة، غزة، المجلد 20(2)، ص 275-329.

الشمری، ماشی بن محمد(2011). 101 استراتیجیة فی التعلم النشط، المملکة العربیة السعودیة، وزارة التربیة والتعلیم.

العصیمی، نجلاء بنت مبارک (1434هـ). الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلمات اللغة العربیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء المدخل التکاملی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، مکة المکرمة : جامعة أم القرى، کلیة التربیة.

الغامدی، أحمد بن حسن (2007). فاعلیة استخدام طریقة العصف الذهنی فی تنمیة المهارات النحویة لدى طلاب قسم اللغة العربیة بکلیة المعلمین فی الباحة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، مکة المکرمة : جامعة أم القرى، کلیة التربیة.

کوجک، کوثر حسین وآخرون (2008). تنویع التدریس فی الفصل دلیل المعلم لتحسین طرق التعلیم والتعلم فی مدارس الوطن العربی، بیروت: مکتب الیونسکو الإقلیمی.

مقابله، نصر محمد والفلاحات، محمد (2010). أثر التدریس باستخدام الخرائط المفاهیمیة على تحصیل طلبة الصف الثامن الأساسی فی قواعد اللغة العربیة فی الأردن. مجلة جامعة دمشق، مجلد 26(4)، ص 559-590.

ثانیاً: المراجع الأجنبیة :

Carss, W. (2007), The Effects of using think– pair– share during guided reading lessons. Unpublished Master Thesis. The University of Waikato.

Szesze, M. (2003). Science Teaching Strategies, Think – Pair – Share. available on,: http: //mcps. k12. md. us/curriculum/science/inst/scistrattinkinkprshr. htm.

Williams، J. (2012). Using Web2. 0 to Support the Active Learning Experience. School of Business University of Southern Maine,  Journal of Information Systems Education, Vol. 20 (2).