درجة تنفيذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغيلية من وجهة نظر المعلمين

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

درجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة

من وجهة نظر المعلمین

إعــــداد

علی عبدان سعید الزهرانی

باحث ماجستیر بقسم الإدارة والتخطیط

کلیة التربیة – جامعة الباحة

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد الخامس -مایو 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص الدراسة

      هدفت الدراسة إلى الکشف عن درجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة من وجهة نظر المعلمین، تکونت عینة الدراسة من(270) معلما، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفی الارتباطی، کما تم استخدام الاستبانة لجمع البیانات من عینة الدراسة وهی من إعداد الباحث، وتوصلت الدراسة إلى نتائج هی: أن درجة تنفیذ قادة مدارس قلوة للخطط التشغیلیة من وجهة نظر المعلمین جاءت بدرجة کبیرة ، وبمتوسط حسابی (4.04)، کما توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة(≤ 0.05α) لدرجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة طبقا لمتغیری عدد سنوات الخبرة وعدد الدورات التدریبیة، کما توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة(≤ 0.05α) لدرجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة طبقا لمتغیر المرحلة التعلیمیة ولصالح معلمی المرحلة الابتدائیة. وتوصی الدراسة بعدد من التوصیات منها: عقد مجموعة من الدورات التدریبیة وورش العمل فی مجال الخطط التشغیلیة لقادة المدارس. توفیر مجموعة من الخبراء عن طریق وزارة التعلیم وإدارات التعلیم لتقدیم المشورة  للعاملین بالمدارس حول تنفیذ الخطط التشغیلیة.

کلمات مفتاحیة: الخطط التشغیلیة ، قادة المدارس، محافظة قلوة.

Abstract

         The study aimed to detect Degree of Implementation of the leaders of Qilwah  governorate schools  for operational plans from the point of view of teachers, The study sample consisted of(270) teachers, researcher has used the Correlative descriptive approach, and a questionnaire to collect data from a sample study, The results showed that: That the degree of implementation of the leaders of Qilwah  governorate schools  for operational plans high with mean of (4.04), there were no statistically significant differences at the level of (α ≤ 0.05) due to  the variables( number of experience years and the number of training courses) . And there were statistically significant differences at the level of (α ≤ 0.05)  due to the variable of the educational stage in favor of the primary stage., The study recommends a number of recommendations: Making a number of training courses and workshops on operational plans for school leaders. Provide a group of experts through the Ministry of Education and Education Departments to advise school workers on the implementation of operational plans.

Key Words: operational plans, School leaders, Qilwah  governorate.

مقدمة:

       ﺘﺘﻤﺜل ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻓﻲ کونه ﺃﻤﺭﺍً ﻫﺎﻤﺎً ﻭﻀـﺭﻭﺭﻴﺎً ﻟﻤﻭﺍﺠﻬـة الإﺤﺘﻴﺎﺠـﺎﺕ ﻭالمتطلبات ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻭﻟﻠﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗـﻊ ﺤـﺩﻭﺜﻬﺎ فی کافة المؤسسات ومنها المؤسسات التعلیمیة.

       ولقد فرضت المتغیرات العالمیة مثل العولمة والانفجار المعرفی والتقدم التکنولوجی على المنظمات وخاصة التعلیمیة منها تبنی أسلوب العمل الاستراتیجی فی کافة مجالاتها ، فأصبح لکل مجال استراتیجیة خاصة به تتشکل وتتکون منها استراتیجیة المنظمة.

       وللتخطیط الاستراتیجی مستویات تنظیمیة متنوعة، یأتی فی قاعدتها مستوى التخطیط التشغیلی، والذی یعبر عن استراتیجیات تنفیذیة للاستراتیجیات الوظیفیة، وهی استراتیجیات خاصة بالتشغیل الجاری للأنشطة التی تتضمنها الخطة التنفیذیة أو جداول العمل التی  تعرف بالخطط التشغیلیة، ونظرا للتمازج بین التخطیط الاستراتیجی والتخطیط التشغیلی  فإن هناک تشابها کبیرا فی بناء الخطط وإعدادها فی عملیة التخطیط، ولا یختلف ذلک       فی نوعیة التخطیط سواء کان استراتیجیا أو تشغیلیا ، لأن الجمیع ینبغی أن یجیب عن الأسئلة الرئیسیة فی التخطیط وهی: أین نحن الأن ؟ وما هی أهدافنا، وکیف نصل إلیها        (ماهر، 2013، 26).

       والهدف الأول والرئیس من الخطط التشغیلیة هو تحدید ماذا یجب أن یتم تنفیذه لتحقیق الأهداف الاستراتیجیة والتفصیلیة, ومن الأهداف الأخرى للقیام بخطة تشغیلیة هو اختبار مدى صلاحیة الخطة الاستراتیجیة  للتنفیذ. فعادة ما یتم وضع  الأهداف وفقاً للنتائج المرجوة من دون التأکد من أنها أهداف للتحقیق أساساً (الإدارة العامة للتخطیط والتطویر التربوی بجامعة المجمعة، 1433، 4).

       کما تعتبر الخطة التشغیلیة الدلیل أو المرشد الذی یوضح الخطوات التفصیلیة لتنفیذ البرامج والمشروعات داخل المدرسة ، کما أنها تتیح لقائد المدرسة عملیة متابعة هذه البرامج والمشروعات أولا بأول وتصحیح مسارها إذا لزم الأمر ، کما تقتضی الخطة التشغیلیة مجموعة من الأنشطة التی یتم فی ضوئها تحقیق الهدف موضحا فیها جمیع المعلومات التفصیلیة التی سیتم من خلالها تنفیذها وصولا للهدف( وزارة التعلیم،1436 ،4 ).

       وتهدف الخطة التشغیلیة إلى تحقیق مجموعة من الأغراض مثل تحقیق النتائج على المستوى القصیر، تنفیذ جزء من الخطة الاستراتیجیة المتعلقة بالسنة الحالیة، التأکد من أن جمیع أجزاء المؤسسة تعمل بشکل جماعی، إشراک جمیع الموارد البشریة الرئیسیة فی تحقیق أهداف المدرسة، تعطی الخطة التشغیلیة اتجاها واضحا للخطط الإداریة وخطط الأفراد الرئیسیین فی المدرسة، تؤدی إلى وجود استمراریة فی تطویر وتحدیث العمل بالمدرسة حتى فی حالة تغییر قائدها ( معهد الکویت للأبحاث العلمیة، 2007 ،15 ).

       ومن هذا المنطلق فإن الدراسات السابقة تشیر إلى أهمیة التخطیط الاستراتیجی والتخطیط التشغیلی فی العملیة التعلیمیة والتربویة، وکذلک الدور الذی یمکن أن یلعبه کلاهما فی تطویر وتحدیث طرق الأداء داخل المدرسة، ومن هذه الدراسات دراسة الشهری(2017)، دراسة الداود( 2015) ، دراسة الصائغ والعتیبی( 2015) ، دراسة العضیانی(2015) ، دراسة (مقابله، 2014) .

       مما سبق یتضح أنه على قادة المدارس السعی نحو وضع أهدافها فی شکل محدد    یظهر فیه الطرق والوسائل التی یتم اتباعها نحو تحقیق هذه الأهداف، وهذا یتطلب       التخطیط الفعال الذی یمکن المدرسة باعتبارها مؤسسة تربویة من تحقیق أهدافها ، وبذلک        فإن جمیع أنواع التخطیط لیس غایة وإنما وسیلة لتحقیق الأهداف المطلوبة من المدرسة (عطوی،2016 ،267).

       مما سبق یتبین أهمیة الخطط التشغیلیة بالنسبة للمدارس والتی إذا ما تم تطبیقها بصورة صحیحة فإن نتیجة ذلک سوف تظهر فی الأداء الکلی للمدرسة ، کما أنه ومع حداثة ظهور الاتجاه نحو تطبیق الخطط التشغیلیة فی المدارس بالمملکة العربیة السعودیة فإن محاولة الکشف عن درجة تنفیذها یعتبر مطلبا هاما ، ولذلک تسعى الدراسة الحالیة إلى الکشف عن  درجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة من وجهة نظر المعلمین.

مشکلة الدراسة:

       تبنت وزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة الأخذ بالتخطیط الاستراتیجی        أسلوباً رسمیاً للتخطیط لکافة مستویاتها الإداریة سواء على مستوى جهاز الوزارة أو        إدارات التعلیم فی المناطق والمحافظات أو على مستوى المدارس، حیث أعدت وزارة التعلیم خطة استراتیجیة عشریة عام 1425هـ، وعممت على المدارس بمختلف المراحل         التعلیمیة على وجوب إعداد خطة استراتیجیة مدرسیة بدایة من العام الدراسی 1430 هـ           (الداود، 2015 ، 274).

       ولقد أخذت الخطط التشغیلیة اهتماما متزایدا وتطویرا سنویا من قبل وزارة التعلیم والإدارات التعلیمیة فی المملکة العربیة السعودیة ، واهتمت الوزارة بتطویر کفایات ومهارات إعداد الخطة التشغیلیة لدى القیادات التربویة عامة وقادة المدارس بوجه خاص.

       وأشارت الدراسات السابقة مثل دراسة الشهری( 2017) ودراسة العضیانی         (2015)، ودراسة عبد الفتاح( 1436) فی توصیاتها إلى أهمیة متابعة دراسة الخطط الاستراتیجیة وربطها ببعض العوامل المؤثرة على الأداء داخل المدارس.

       ونظرا لعمل الباحث معلما بإحدى مدارس محافظة قلوة فإنه قد لاحظ الاهتمام المتزاید بالخطة التشغیلیة داخل المدرسة ، وشارک فی وضع وتنفیذ بعض برامج الخطط التشغیلیة داخل المدرسة ، کما لاحظ الباحث أن توزیع المهام الخاصة بالخطة التشغیلیة قد یقابله نوع من عدم المساواة بین المعلمین أو ما یعرف بالعدالة التنظیمیة داخل المدرسة. وللتأکد من ذلک قام الباحث بتطبیق استطلاع للرأی على مجموعة من المعلمین بمدارس محافظة قلوة عددهم (50) معلما فی المراحل التعلیمیة الثلاث دار حول أهمیة الخطة التشغیلیة ودرجة تنفیذها ،وأشارت النتائج إلى أن 85% من أفراد العینة الاستطلاعیة قد رأوا أن الخطة التشغیلیة لها دور کبیر فی تحقیق المدرسة لأهدافها.

        مما سبق تحددت مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیسی التالی: ما درجة تنفیذ قادة المدارس بمحافظة قلوة للخطط التشغیلیة من وجهة نظر المعلمین؟

أسئلة الدراسة:

    سوف تجیب الدراسة الحالیة عن الأسئلة التالیة:

1-  ما درجة تنفیذ قادة المدارس بمحافظة قلوة للخطط التشغیلیة من وجهة نظر المعلمین؟

2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (≤ 0.05α) بین استجابات المعلمین بمدارس محافظة قلوة حول درجة تنفیذ قادة المدارس للخطط التشغیلیة تعزى إلى متغیرات الدراسة (عدد سنوات الخبرة، عدد الدورات التدریبیة، المرحلة التعلیمیة) ؟

أهداف الدراسة:

       الکشف عن درجة تنفیذ قادة المدارس بمحافظة قلوة للخطط التشغیلیة من وجهة       نظر المعلمین.

أهمیة الدراسة:

تعالج الدراسة موضوعا مهما یعد من الموضوعات الحدیثة فی المجال وهو الخطط التشغیلیة،. کما یمکن أن تساعد الدراسة الحالیة فی إثراء المکتبة التربویة من خلال الاطار النظری الخاص بها والمتعلق بالخطط التشغیلیة. کما یستفید من نتائج الدراسة الحالیة قادة المدارس والقائمین على وضع وتنفیذ الخطط التشغیلیة بصفة عامة فی تطویر وتنفیذ الخطط التشغیلیة.

مصطلحات الدراسة:

الخطط التشغیلیة :

       تعرف الخطط التشغیلیة بأنها "برنامج عمل محدد على شکل وثیقة مکتوبة یلتزم قائد المدرسة بمشارکة المعلمین والجهات ذات العلاقة بتنفیذ أهدافها خلال عام دراسی ، ویتم تنفیذها من خلال سلسلة من الخطوات والأسالیب التی تتضمن البرامج والأنشطة وزمن التنفیذ والتکلفة المادیة والمسؤولیات ومؤشرات الأداء" (العضیانی، 2015، 7).

       ویعرف الباحث درجة تنفیذ الخطط التشغیلیة إجرائیا فی هذه الدراسة بأنها الدرجة الکلیة التی یسجلها أفراد عینة الدراسة على أداة الدراسة التی أعدها الباحث لقیاس درجة تنفیذ الخطة التشغیلیة من وجهة نظر المعلمین.

حدود الدراسة:  

      تمت الدراسة الحالیة وفق الحدود التالیة:

الحدود الموضوعیة: درجة تنفیذ قادة المدارس للخطط التشغیلیة من وجهة نظر المعلمین فی محافظة قلوة.

الحدود البشریة: سوف تقتصر الدراسة على معلمی المراحل الدراسیة (الابتدائیة والمتوسطة والثانویة) بمحافظة قلوة.

الحدود المکانیة: جمیع المدارس الحکومیة بمحافظة قلوة.

الحدود الزمانیة: تم تطبیق الدراسة فی الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی           1438-1439هـ.

الإطار النظری والدراسات السابقة:

أولا الإطار النظری:

      من الواجب على  قادة المدارس أن یکونوا قادرین على إعداد وتنفیذ عملیات التخطیط التی تتطلبها الخطة التشغیلیة التی هی جزء من الإطار العام للتخطیط الاستراتیجی، على أساس أن قائد المدرسة هو الذی یقوم مع معاونیه من المعلمین والعاملین بالمدرسة بوضع وتنفیذ الخطة التشغیلیة للمدرسة ، ونظرا للعلاقة التی تربط بین التخطیط الاستراتیجی والخطط التشغیلیة فسوف یتم تناول التخطیط الاستراتیجی ثم الانتقال إلى الخطط التشغیلیة وذلک کما یلی:  

مفهوم الخطط التشغیلیة:

       ترى  الشهری( 2017، 27) أن الخطة التشغیلیة هی ناتج عملیة التخطیط والالتزام بأسالیب عمل وإجراءات محددة ، فی صورة برنامج عمل مکتوب ، مکون من مشروعات وبرامج یتوقع أن تقوم بها المؤسسة من أعمال لتحقیق الأهداف المتفق علیها.  

       کما یرى العضیانی( 2015، 12) أن الخطة التشغیلیة هی إطار عمل تفصیلی منظم ومحدد ینبثق من الخطة الاستراتیجیة یتم فیها ترجمة السیاسات والأهداف العامة وألیات التنفیذ والبرامج والمشروعات إلى واقع ملموس ، بهدف تحسین وتطویر الجوانب التربویة والتعلیمیة فی المؤسسة التعلیمیة وتحقیق أهدافها وغایاتها المنشودة.

        وتعرف الخطة التشغیلیة بأنها تلک الخطة التی تعبر عن المستوى الذی یحدث فیه الانتاج الفعلی للأهداف بالنسبة للمدرسة، حیث یتم تکییف الخطط التشغیلیة وفق العملیات والاجراءات، فهی تبین تلک الجهة التی تقوم بأداء کل خطوة، والموعد المحدد لتنفیذ هذه الخطوات (بنی حمدان وإدریس،2015، 328).

       مما سبق یرى الباحث أن الخطة التشغیلیة عبارة عن إطار للعمل تتضمن مجموعة من الأنشطة والبرامج المطلوب تنفیذها من قبل قائد المدرسة والعاملین بها  فی نطاق الأهداف الموضوعة عن طریقهم أو عن طریق الإدارة العلیا خلال فترة زمنیة محددة.

الفرق بین التخطیط الاستراتیجی والتخطیط التشغیلی:

       لکی یتضح الفرق بین التخطیط الاستراتیجی والتخطیط التشغیلی فإنه یمکن إیراد مجموعة من النقاط التی توضح الفرق بین التخطیط الاستراتیجی والتخطیط التشغیلی کما وردت فی الأدبیات التربویة (العضیانی،2015، 13 والشهری،2017 ، 28 ، والطوق، 1432 ، 23 و آل عوش، 1433، 21) وذلک کما یلی:

جدول(1)

الفرق بین التخطیط الاستراتیجی والتخطیط التشغیلی

ومن الجدول السابق تتضح أهم الفروق بین التخطیط الاستراتیجی والتخطیط التشغیلی، ویظهر أیضا أن الخطة التشغیلیة هی المنفذ الرئیسی للخطة الاستراتیجیة حیث أنها تتضمن الوصف المفصل للأعمال المطلوب تنفیذها فی ضوء الخطة الاستراتیجیة الموضوعة سواء من قبل المدرسة ذاتها أو من قبل إدارة التعلیم أو وزارة التعلیم ، وکذلک تحدید المعاییر المطلوبة للتنفیذ، کما تعتبر عملیة التخطیط التشغیلی عمل إداری یتم تطبیقه ومتابعته داخلیا من قبل کل إدارة لضمان تحقیق الأعمال والمستهدفات الواردة فی الخطط التنفیذیة وهی بذلک تعد أحد أهم الأدوات الرئیسیة التی تمکن العاملین فی الإدارة على إنجاز ما تم اعتماده من مبادرات تنفیذیة.

أهمیة الخطط التشغیلیة:

       ترجع أهمیة الخطط التشغیلیة إلى أهمیة عملیة التخطیط نفسها فی کافة محاور العملیة التربویة، وتظهر أهمیة الخطط التشغیلیة فی تحدید وتوجیه مسارات المدرسة ، صیاغة وتطویر رسالة المدرسة وأهدافها، تحدید القضایا الأساسیة التی تشکل جوهر العمل المدرسی وتؤثر فی اتخاذ القرارات التی تتناسب مع القضایا المطروحة فی العمل المدرسی ،تحدید الأهداف الإجرائیة والوظائف والمسئولیات المحددة لکل عضو فی المدرسة، وضع تصور لمستقبل المدرسة من خلال الکشف عن واقع وإمکانیات المدرسة ومواردها المتاحة، الترکیز الدائم على القضایا الأساسیة ذات العلاقة بواقع المدرسة ومستقبلها، الترکیز على أهمیة المشارکة والتعاون بین أعضاء المجتمع المدرسی والعاملین والمجتمع المحلى لتحقیق أهداف المدرسة، تحدید جوانب القوة والضعف فی المدرسة من خلال عملیات القیاس والتقویم والمتابعة المستمرة (وزارة التربیة والتعلیم، 1434، 5).

       یظهر مما سبق أن الخطط التشغیلیة لها أهمیة کبیرة فی العمل على مستوى المدرسة تنبثق من أهمیة عملیة التخطیط الاستراتیجی نفسها والتی تعد الخطط التشغیلیة هی الصورة الواقعیة له، کما أنها الخطط التشغیلیة تساعد على تحقیق أهداف المدرسة بصورة دقیقة ومن خلال ظروف المدرسة وإمکاناتها.

أهداف الخطة التشغیلیة:

      هی المقاصد التی ترغب المدرسة فی الوصول إلیها فی المستقبل بغرض توجیه          الجهد الجماعی للعاملین بها نحو تحقیقها، وتظهر أهمیة الأهداف من الرأی القائل          بأن السلوک الإنسانی هو سلوک هادف، وإذا کانت الإدارة تختص بتوجیه السلوک          الإنسانی فإن التفکیر فی الإدارة بمعزل عن التفکیر فی الأهداف یفقد الإدارة معناها             (العسکر وأخرون، 1431 ، 25 ).

       وتسعى الخطط التشغیلیة المدرسیة إلى تحقیق جملة متنوعة من الأهداف من أهمها: تطویر البیئة التعلیمیة الصحیة لتلبیة المتطلبات الکمیة والنوعیة للمرحلة المقبلة من مراحل الخطة التشغیلیة وذلک عن طریق تحسین أوضاع المقاصف المدرسیة والنقل المدرسی ، تحسین وسائل الأمن والسلامة فی المبانی المدرسیة، تأهیل المرشدات الصحیات. تحسین الکفاءة النوعیة للعناصر البشریة فی المیدان التربوی وذلک عن طریق إکساب الکوادر البشریة مهارات الأمن والسلامة، إکساب العاملین المهارات الأساسیة لاستخدام البرامج الالکترونیة التی تساعد فی إعداد الخطط التشغیلیة، تأهیل المشرفات التربویات فی مجال التدریب، تطویر المهارات الأدائیة لشاغلی الوظائف التعلیمیة، تنمیة مهارات معلمی التربیة الدینیة فی مجال تحفیظ القران الکریم وتفسیره، تطویر أسالیب التدریب المبنی على الاحتیاج. تحسین الکفایة الداخلیة والخارجیة للنظام التعلیمی وذلک عن طریق تطویر ممارسات التعلم الذاتی لدى الطلاب (الإدارة العامة للتربیة والتعلیم بالمنطقة الشرقیة، 1434 ،11 -15).

       کما حددت الإدارة العامة للتخطیط والتطویر التربوی بجامعة المجمعة( 1433، 4) أهداف عمل خطة تشغیلیة فی مدى قدرة المؤسسة على تحقیق الأهداف ضمن الفترة الزمنیة المتاحة. مدى امتلاک المؤسسة  للمعرفة و المهارة المطلوبة لتنفیذ الخطة. مدى القدرة على الوصول إلى المعلومات اللازمة و الضروریة. مدى وجود بدائل اخرى تحتاج إلى الترکیز.

     مما سبق یظهر وجود مجموعة متنوعة من الأهداف التی یمکن أن تسعى الخطط التشغیلیة لتحقیقها ومن أهمها تحسین الکفاءة النوعیة للعناصر البشریة فی المیدان التربوی وذلک عن طریق إکساب الکوادر البشریة مجموعة من المهارات المختلفة اللازمة للقیام بواجباتهم داخل المدرسة على الوجه الأکمل، توفیر المتطلبات المادیة اللازمة لتنفیذ الخطط التشغیلیة وتوزیعها بما یتناسب مع مشروعات الخطة التشغیلیة.

مکونات الخطة التشغیلیة:

       تحتوی الخطة التشغیلیة على مجموعة من المکونات المترابطة والمتکاملة هی: تحدید الأهداف التنفیذیة، تصمیم المشروعات والبرامج التنفیذیة التی تتضمنها الخطة ، تحدید مؤشرات الأداء، الخطة البدیلة( الطوق ، 1432 ، 29 ).

       وترى (الشهری، 2017، 32) أن مکونات الخطة التشغیلیة تتضح من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة وهی کما یلی:

جدول (2)

المکونات العامة للخطة التشغیلیة

     کما تشیر الإدارة العامة للتخطیط والتطویر الإداری بجامعة المجمعة إلى أن مکونات الخطة الاستراتیجیة هی الخطوات أو الإجراءات المطلوبة. الأشخاص الذین سیتحملون مسؤولیة تنفیذ کل خطوة بشکل صحیح. البرنامج الزمنی لتنفیذ الخطوات أو الإجراءات. الموارد التی سیتم تخصیصها للتنفیذ. الآلیة التی ستتبع لجمع المعلومات عن التقدم فی کل مرحلة (الإدارة العامة للتخطیط والتطویر الإداری بجامعة المجمعة، 1433، 4).

     ویرى الباحث أن الخطة التشغیلیة تمر بعدة مراحل هی تحدید الأهداف التی ستقوم الخطة التشغیلیة علیها وذلک اعتمادا على الخطة التنفیذیة الموضوعة مسبقا، وضع المشروعات والبرامج التی تحقق أهداف الخطة التشغیلیة، تحدید مؤشرات الأداء المطلوب الوصول إلیها عند تنفیذ هذه البرامج والمشروعات، تحدید التمویل اللازم لکل برنامج أو مشروع من هذه المشاریع والبرامج، تحدید مصادر التمویل (حکومی – شرکاء خارجیین) التی سیعتمد علیها تنفیذ البرامج والأنشطة ،ویمکن توضیح رؤیة الباحث لمراحل الخطة التشغیلیة فی الشکل التالی:

شکل(1)

مراحل الخطة التشغیلیة

ضوابط بناء الخطة التشغیلیة للمدرسة:

  عند إعداد الخطة التشغیلیة یجب مراعاة مجموعة من الضوابط العامة للخطة التشغیلیة وهی: المنهج العلمی والصیاغة الصحیحة لنماذج العمل ، الواقعیة، المرونة ،التنوع والشمول، الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة فی المدرسة ، أن تبنى الخطة على نتائج تشخیص الواقع ومستجدات المیدان التربوی، خدمة القضایا الملحة فی المدرسة ( عزازی،2013 ، 281 ).

       ویرى العضیانی(2015 – 16 -18) أن هناک مجموعة من المبادئ الأساسیة والضوابط التی یجب مراعاتها عند إعداد الخطة التشغیلیة وهی الشمولیة، الوضوح، الواقعیة، الاستمراریة، التکامل ،الإلزام ، مشارکة المسؤولین والمنفذین فی وضع الخطة ، سهولة التنفیذ والمتابعة.

       یظهر من العرض السابق لضوابط بناء الخطة التشغیلیة المدرسیة عدة نقاط من أهمها فی رأی الباحث هی أن تکون الخطة التشغیلیة مرتبطة بالخطة التنفیذیة والخطة الاستراتیجیة وتحقق أهدافها، توافر الامکانیات المادیة اللازمة لتنفیذ الخطة التشغیلیة على أکمل وجه وبحیث لا تصبح مجرد حبر على ورق، ومجرد استجابة لتعمیمات الوزارة بوضع خطة استراتیجیة وخطة تنفیذیة دونما وجود لتنفیذها على أرض الواقع، کذلک التنسیق مع الادارات الأخرى لمنع تکرار المشاریع المدرجة فی الخطة التنفیذیة.

مراحل الخطة التشغیلیة:

      یرى (العضیانی، 2015، 28-45) أنه تتم عملیة إعداد الخطة التشغیلیة فی مجموعة من الخطوات التی یمکن تقسیمها إلى أربعة محاور وهی: مهارة التحضیر والاستعداد والتی یمکن من خلالها الاجابة عن بعض الأسئلة مثل هل هناک ضرورة لإیجاد خطة تشغیلیة، هل القیادة العلیا لدیها قناعة بالخطة ونتائجها وستدعم تنفیذها. المحور الثانی تحلیل الوضع الراهن ووضع أهداف الخطة التشغیلیة لأن تحلیل الوضع الراهن أحد الأسس العلمیة لوضع الأهداف العامة والبرامج المحددة للخطة التشغیلیة. المحور الثالث وضع إطار الخطة التشغیلیة فمع نهایة عملیات الإعداد والتحضیر للخطة التشغیلیة یتم وضع وتصمیم الإطار العام للخطة التشغیلیة ، حیث تترجم الصور والأهداف العامة إلى صور رقمیة ومؤشرات مرتبة فی هیئة برامج ومشروعات مفصلة ذات أولویة علیا. المحور الرابع إقرار الخطة التشغیلیة وهو المرحلة الأخیرة لمرحلة إعداد الخطة التشغیلیة وتحضیرها ، ویتطلب ذلک التأنی والتروی من خلال تنقیح وتمحیص الخطة، والوقوف على نتائج الجهد المکثف لکافة المراحل والخطوات والمحاور.

    کما تقترح (الشهری،2017 ، 35 ) شکلا تخطیطیا لمنظومة بناء الخطط التشغیلیة            کما یلی:

    شکل (2 )

منظومة بناء الخطط التشغیلیة

       بعد العرض السابق لمراحل بناء الخطة التشغیلیة یرى الباحث أن المراحل التی أوردتها الأدبیات التربویة هی مجموعة من الخطوات المترابطة مع بعضها البعض والتی یجب تطبیقها خطوة إثر خطوة بالتتابع طبقا لظروف المدرسة وإمکاناتها ، وکذلک ارتباطها مع الخطة الاستراتیجیة للوزارة أو الإدارة التعلیمیة التابعة لها المدرسة.

ثانیا الدراسات السابقة:

       حاول الباحث الحصول على دراسات تدور حول الخطط التشغیلیة غیر أنه لم یوفق فی الحصول على عدد کبیر منها وقد یعود ذلک إلى حداثة متغیر الخطط التشغیلیة وبالتالی قلة الدراسات التی تناولته بطریقة مباشرة ،وسوف یعرض الباحث لهذه الدراسات مرتبة من الأحدث إلى الأقدم کما یلی:

       أجرت (الشهری، 2017) دراسة هدفت إلى الکشف عن درجة تنفیذ الخطط التشغیلیة بمدارس محافظة النماص وعلاقتها بالأداء المدرسی تبعا لمتغیرات الدراسة(المرحلة التعلیمیة، سنوات الخبرة)، استخدمت الدراسة المنهج الوصفی الارتباطی، واستخدمت الاستبانة کأداة لها، وتکونت عینة الدراسة من(286) معلمة من معلمات مدارس التعلیم العام بمحافظة النماص ، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن درجة تنفیذ الخطة التشغیلیة بمدارس محافظة النماص من وجهة نظر المعلمات کانت متوسطة ، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة تنفیذ الخطط التشغیلیة تعزى إلى اختلاف عینة الدراسة فی متغیری سنوات الخبرة والمرحلة التعلیمیة . وجود علاقة ارتباطیة دالة احصائیا بین درجة تنفیذ الخطط التشغیلیة ومستوى الأداء المدرسی بمدارس التعلیم العام بمحافظة النماص.

       أما دراسة (عبدالفتاح، 1436) فقد هدفت إلى تقدیم تصور مقترح لربط الخطط المدرسیة بالخطط التشغیلیة لإدارة التعلیم ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، واستخدمت الاستبانة کأداة لها ، وتم تطبیق أداة الدراسة على (264) مدرسة من مدارس مدینة الریاض بالمراحل المختلفة، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج الهامة منها أن الخطط المدرسیة لا ترتبط بالخطة التشغیلیة لإدارة التعلیم بالصورة المطلوبة والتی تحقق التکامل بین مستویات التخطیط التعلیمی ، وکذلک عدم وضوح علاقة مشترکة بین الخطط المدرسیة والخطط التشغیلیة لإدارة التعلیم ، وعدم وضوح الإجراءات التوجیهیة من إدارة التعلیم ضمن خطتها التشغیلیة تسترشد بها المدارس عند بناء خطتها المدرسیة.

       فیما أجرى (العضیانی، 1436) دراسة هدفت إلى الکشف عن درجة توافر مهارات الخطة التشغیلیة لدى مدیری التدریب التربوی بإدارات التربیة والتعلیم فی المملکة العربیة السعودیة، استخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی، واستخدمت الاستبانة کأداة لها، وتکونت عینة الدراسة من جمیع مدیر التدریب التربوی بإدارة التعلیم على مستوى المملکة العربیة السعودیة وعددهم (45) مدیرا، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن درجة توافر أبعاد مهارات الخطة التشغیلیة لدى مدیری التدریب التربوی کانت بدرجة عالیة. أن أبرز الصعوبات التی تواجه مدیری التدریب عند إعداد وتنفیذ وتقویم الخطة التشغیلیة هی عدم توافر الموارد المالیة الکافیة لتمویل البرامج ، قلة المشارکین فی تنفیذ البرامج لضعف عملیة التحفیز ، قلة توافر الموارد البشریة والمادیة الکافیة للعمل التدریبی. أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة فی بعد تنفیذ الخطة التشغیلیة یعزى لمتغیر الخبرة ولصالح ذوی الخبرة الأقل من خمس سنوات.

تعقیب على الدراسات السابقة:

أوجه استفادة الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة:

       استفاد الباحث من الدراسات السابقة فی إثراء الإطار النظری لدراسته، اختیار منهج الدراسة وهو المنهج الوصفی الارتباطی ، الاستفادة من المراجع التی وردت فی الدراسات عند بناء الإطار النظری الخاص بالدراسة الحالیة،  کذلک بناء أداة الدراسة ، وکذلک التعرف على طرق المعالجة الاحصائیة للمتغیرات المختلفة الخاصة بالدراسة، مقارنة نتائج الدراسات السابقة بما یمکن أن تتوصل إلیه الدراسة الحالیة من نتائج ، وکذلک فی تحلیل وتفسیر النتائج الخاصة بالدراسة.

أوجه التشابه بین الدراسة الحالیة والدراسات السابقة:

      تتشابه الدراسة الحالیة بصورة مباشرة مع دراسة الشهری (2017) ؛ ودراسة عبدالفتاح (1436) ؛ ودراسة العضیانی (1436) فی تناولها للخطط التشغیلیة. کما تتشابه معها فی استخدامها للمنهج الوصفی، واستخدام الاستبانة کأداة لها، وکذلک محاولة التعرف على الخطط التشغیلیة بصورة أکبر من الناحیة النظریة.

أوجه الاختلاف بین الدراسة الحالیة والدراسات السابقة:

       یمکن تحدید أوجه اختلاف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة فی اهتمامها بالتعرف على درجة تطبیق الخطط التشغیلیة لدى قادة المدارس من وجهة نظر المعلمین حیث أنه لا توجد دراسة فی حدود علم الباحث تطرقت لذلک، کما تختلف عنها فی البیئة التی سوف یتم تطبیق الدراسة فیها وکذلک مجتمع الدراسة، وکذلک اختلافها مع دراستی ( عبد الفتاح،1436، والعضیانی 1436) فی المتغیرات الدراسة الدیموغرافیة (عدد سنوات الخبرة، عدد الدورات التدریبیة، المرحلة التعلیمیة).

منهج الدراسة:

استخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی.

مجتمع الدراسة:

تکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی المدارس بالمراحل الثلاث (الابتدائیة والمتوسطة والثانویة) بمحافظة قلوة والبالغ عددهم (892) معلما حسب إحصائیة مکتب التعلیم فی محافظة قلوة للعام الدراسی 1438-1439 هـ.

عینة الدراسة:

تم تقدیر حجم العینة باستخدام معادلة هیربرت أرکن Herbert Arkan،             (بشمانی، 2014، 90)، وحسب المجموعة الإحصائیة فقد بلغ عدد أفراد مجتمع الدراسة 892 معلما، وبتطبیق معادلة هیربرتآرکن یکون حجم العینة 270 معلما، وبنسبة 30.26% من المجتمع الکلی، موزعین حسب نسبة کل مرحلة وبطریقة العینة العشوائیة الطبقیة، کما فی جدول (3):

جدول (3)

توزیع أفراد عینة الدراسة تبعا لمتغیرات الدراسة

(المرحلة التعلیمیة، سنوات الخبرة، عدد الدورات التدریبیة)

أداة الدراسة:

       استخدمت الدراسة الاستبانة کأداة لها، وقام الباحث قبل إعدادها بمراجعة الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة للاستفادة منها فی تحدید الأبعاد المختلفة للاستبانة وکذلک صیاغة الفقرات الخاصة بها، ومن ثم توجیه الاستبانة إلى عینة الدراسة وهم معلمو المراحل التعلیمیة المختلفة بمحافظة قلوة للکشف عن درجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة وعلاقتها بمستوى العدالة التنظیمیة من وجهة نظرهم. وکانت الأداة متوائمة مع الأدب النظری والأهداف التی تسعى الدراسة إلى تحقیقها، وتکونت الأداة من محورین: المحور الأول ویضم المتغیرات الدیموغرافیة (المرحلة التعلیمیة، عدد الدورات التدریبیة،  عدد سنوات الخبرة)، المحور الثانی ویشتمل على الفقرات الخاصة بدرجة تنفیذ               قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة. وتم تدریج الأداة خماسیا حسب مقیاس           لیکرت (بدرجة کبیرة جداً – بدرجة کبیرة – بدرجة متوسطة – بدرجة صغیرة – بدرجة         صغیرة جداً).

صدق أداة الدراسة:

 قام الباحث بالتأکد من صدق الاستبانة بطریقتین هما:  

أ‌-         الصدق الظاهری:

       وهو الصدق المعتمد على المحکمین، حیث تم عرض أداة الدراسة على عدد من الخبراء والمتخصصین فی المجال من أعضاء هیئة التدریس فی الجامعات وطُلب منهم دراسة الأداة وإبداء آرائهم فیها من حیث: مدى مناسبة الفقرات وتحقیقها لأهداف الدراسة، وشمولیتها، وتنوع محتواها، وتقییم مستوى الصیاغة اللغویة، والإخراج، وأیة ملاحظات یرونها مناسبة فیما یتعلق بالتعدیل، أو التغییر، أو الحذف، وتم القیام بتعدیل الاستبانة فی ضوء رؤیة وملاحظات السادة المحکمین.

ب‌-       صدق البناء الداخلی لعبارات الاستبانة: 

       بعد التأکد من الصدق الظاهری لأداة الدراسة قام الباحث بتطبیقها میدانیة على عینة استطلاعیة مکونة من (50) معلما من مجتمع الدراسة ومن خارج العینة الاساسیة لها، وتم حساب معامل الارتباط بیرسون لمعرفة صدق البناء للاستبانة وذلک عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجة کل فقرة من فقرات الاستبانة بالدرجة الکلیة لها، والدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه الفقرة، وجاءت النتائج ما بین (0.940-0.668)، وجمیعها قیم موجبة ودالة إحصائیة عند مستوى دلالة 0.01، مما یعنی وجود درجة عالیة من البناء الداخلی وارتباط الفقرات بمجالاتها، بما بعکس درجة عالیة من الصدق لفقرات الاستبانة.

ثبات أداة الدراسة:

     لقیاس مدى ثبات أداة الدراسة (الاستبانة)، استخدام الباحث (معادلة ألفا کرونباخ)، بعد توزیع الأداة (الاستبانة) على عینة استطلاعیة مکونة من (50) معلماً من مجتمع الدراسة من خارج أفراد عینة الدراسة، وتم حساب معامل الفا کرونباخ ، حیث بلغ معامل الثبات العام للاستبانة (0.922) وهو معامل ثبات مناسب.

نتائج الدراسة:

أولا: النتائج المتعلقة بالسؤال الأول ومناقشتها وتفسیرها:

       نص السؤال الأول من أسئلة الدراسة على "ما درجة تنفیذ قادة المدارس بمحافظة قلوة للخطط التشغیلیة من وجهة نظر المعلمین؟"

       وللإجابة عن هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لکل فقرة من أبعاد محور درجة تنفیذ قادة المدارس للخطط التشغیلیةکما فی الجدول التالی:

جدول (4)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة درجة تنفیذ قادة المدارس للخطط التشغیلیة مرتبة تنازلیا حسب متوسطاتها الحسابیة

       تشیر النتائج فی جدول (4) إلى أن درجة تنفیذ قادة المدارس بمحافظة قلوة للخطط التشغیلیة من وجهة نظر المعلمین جاءت بدرجة کبیرة، وبمتوسط حسابی (4.04) وانحراف معیاری بلغ (0.79) وقد تراوحت قیم المتوسطات الحسابیة ما بین (4.17 -3.71) وانحرافات معیاریة ما بین (0.81-0.99).

     ویتضح من جدول (11) أیضا أن مجال المهام الفصلیة جاء فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی بلغ (4.17 ) وبانحراف معیاری بلغ (0.83) وبدرجة تنفیذ کبیرة، کما جاء        مجال المهام الیومیة فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی بلغ(4.15 )، وبانحراف معیاری بلغ (0.81 )، وبدرجة تنفیذ کبیرة، وجاء مجال المهام السنویة فی المرتبة الثالثة بمتوسط حسابی بلغ (4.11)، وبانحراف معیاری بلغ (0.88)، وبدرجة تنفیذ کبیرة، وجاء مجال المهام الأسبوعیة فی المرتبة الرابعة بمتوسط حسابی بلغ (3.77 )، وبانحراف معیاری بلغ (0.96)، وبدرجة تنفیذ کبیرة، وجاء مجال المهام الشهریة فی المرتبة الخامسة والأخیرة بمتوسط حسابی بلغ (3.71 )، وبانحراف معیاری بلغ (0.99)، وبدرجة تنفیذ کبیرة، ویرجع الباحث ذلک إلى اهتمام قادة مدارس محافظة قلوة بتنفیذ الخطط التشغیلیة للمدارس وذلک لإدراکهم لأهمیة هذه الخطط فی تسییر العمل داخل المدرسة، وبأن قادة المدارس یقومون ببذل جهود کبیرة لتنفیذ الخطط التشغیلیة لأنها یمکن أن تحقیق الأداء المتمیز والمستمر فی المدارس کمحور أساسی لتطویر التعلیم، کما أنها یمکن أن تنقل قائد المدرسة  من الممارسة التقلیدیة المرتکزة على متابعة الجوانب التنظیمیة والإداریة فحسب إلى العمل الإشرافی الإثرائی القائم على استخدام التقنیة ومصادر المعرفة، کما أنها تدعم مشارکة جمیع العاملین فی المنظومة التربویة المدرسیة فی تنفیذ الخطة.

       کما أن الخطط التشغیلیة تعتبر الدلیل أو المرشد الذی یوضح الخطوات التفصیلیة لتنفیذ البرامج والمشروعات داخل المدرسة ، کما أنها تتیح لقائد المدرسة عملیة متابعة هذه البرامج والمشروعات أولا بأول وتصحیح مسارها إذا لزم الأمر .

      کما تظهر هذه النتیجة أن المعلمین عینة الدراسة الحالیة بحکم أن أغلبهم من ذوی الخبرات الکبیرة فی مجال التعلیم والتی تتجاوز عشر سنوات بنسبة 61.9 % یرون قیام قادة المدارس بتنفیذ کل المهام المطلوبة منهم لتنفیذ الخطط التشغیلیة بمدارسهم.

     وتتفق الدراسة الحالیة فی هذه النتیجة مع نتائج دراسة ( العضیانی، 1436 ) والتی توصلت إلى أن درجة توافر أبعاد مهارات الخطة التشغیلیة لدى مدیری التدریب التربوی  بإدارات التعلیم کانت بدرجة عالیة.

    وتختلف الدراسة فی هذه النتیجة مع دراسة( الشهری،2017 ) والتی توصلت إلى أن درجة تنفیذ الخطط التشغیلیة بمدارس محافظة النماص کانت بدرجة متوسطة.

         وقد جاءت استجابات أفراد عینة الدراسة على فقرات أبعاد درجة تنفیذ قادة المدارس للخطط التشغیلیة على النحو الآتی:

أ‌-         فقرات البعد الأول: المهام الیومیة:

تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات هذا البعد کما فی الجدول التالی:

جدول (5)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات بعد المهام الیومیة

مرتبة تنازلیا حسب متوسطاتها الحسابیة

        یلاحظ من جدول (5) أن المتوسط الحسابی الکلی لمجال المهام الیومیة بلغ (4.15)، وبانحراف معیاری (0.81) وهو بدرجة تنفیذ کبیرة، کما یلاحظ أن جمیع فقرات البعد جاء تقدیر بعضها بدرجة کبیرة وبعضها بدرجة کبیرة جداً، وتراوحت متوسطاتها بین (4.34 -4.03)، وأن انحرافاتها المعیاریة تراوحت بین (0.88-1.26)، وهذا یشیر إلى عدم التقارب بین استجابات أفراد العینة.

     وجاءت الفقرة رقم(9) والتی نصت على" متابعة حضور وانصراف العاملین بالمدرسة" فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی بلغ(4.34) وبانحراف معیاری بلغ(0.97) ، وبدرجة تنفیذ کبیرة جدا مما یشیر إلى اهتمام قادة المدارس بمتابعة حضور وانصراف العاملین بالمدرسة بصورة یومیة ، ویمکن إرجاع ذلک إلى رغبة قادة المدارس فی بدایة الیوم الدراسی بالانضباط فی العمل حیث أن التعرف على العاملین الغائبین أو المتأخرین یعطی الفرصة لقائد المدرسة بتکلیف أحد العاملین بالقیام بعمل الزمیل الغائب ، وبالنسبة للمعلمین بتوزیع حصص الاحتیاط علیهم حتى یسیر العمل فی المدرسة بصورة منتظمة.

      بینما جاءت الفقرة رقم (5) والتی نصت على " مراجعة المعاملات الواردة إلى المدرسة وتوجیهها" فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی بلغ ( 4.26)، وبانحراف معیاری قدره(0.88) وبدرجة تنفیذ کبیرة جدا مما یعطی صورة مباشرة عن أن قادة المدارس فی محافظة قلوة یعطون الاهتمام الکافی للمعاملات الواردة إلى المدرسة ویقومون بتوجیهها إلى العاملین بالمدرسة والتی تتعلق باختصاصاتهم هذه المعاملات حتى لا یحدث تأخیر فی تنفیذ ما تشیر إلیه تلک المعاملات أو فی الرد علیها من قبل العاملین بالمدرسة.

         وجاءت الفقرة رقم(6) والتی نصت على" الاطلاع على سجل استئذان العاملین" فی المرتبة الأخیرة بمتوسط حسابی بلغ(4.03)، وبانحراف معیاری قدره(1.05)، وبدرجة تنفیذ کبیرة لتشیر إلى اهتمام قادة المدارس بمحافظة قلوه بالتعرف على العاملین الذین یقومون بالاستئذان ومعدلات الاستئذان لکل منهم لمراعاة ذلک عند تقییم کل منهم.

ب‌-       فقرات البعد الثانی: المهام الأسبوعیة:

      تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات هذا البعد کما فی  الجدول التالی:

جدول (6)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات بعد المهام الأسبوعیة

مرتبة تنازلیا حسب متوسطاتها الحسابیة

       یلاحظ من جدول (6) أن المتوسط الحسابی الکلی لمجال المهام الأسبوعیة بلغ (3.77)، وبانحراف معیاری (0.96) وهو بدرجة تنفیذ کبیرة، کما یلاحظ أن جمیع فقرات البعد جاء تقدیرها بدرجة کبیرة، وتراوحت متوسطاتها بین (3.87 -3.70)، وان انحرافاتها المعیاریة تراوحت بین (1.08-1.14)، وهذا یشیر إلى عدم التقارب بین استجابات        أفراد العینة.

      ویظهر من الجدول السابق أن الفقرة رقم (5) والتی نصت على "متابعة استلام العهد الخاصة بالمدرسة" جاءت فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی بلغ(3.87 )، وبانحراف معیاری بلغ(1.14 ) وبدرجة تنفیذ کبیرة، کما جاءت الفقرة رقم(1) والتی نصت على " متابعة إنجاز المعلمین لتدریس المواد وفق الخطة الاسبوعیة" فی المرتبة الأخیرة بمتوسط حسابی بلغ(3.77 )، وبانحراف معیاری قدره (0.96 ) وبدرجة تنفیذ کبیرة مما یشیر إلى قیام قادة المدارس بمحافظة قلوة بتنفیذ المهام الأسبوعیة للخطط التشغیلیة الخاصة بهم بدرجة کبیرة ، وإلى اهتمامهم بمراجعة ومتابعة استلام العهد الخاصة بالمدرسة وذلک لمعرفة ما تم وصوله منها إلى المدرسة وکذلک تحدید الأنواع التی تحتاجها ولم یتم وصولها. 

ج‌-        فقرات البعد الثالث: المهام الشهریة:

       تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات هذا البعد کما فی الجدول التالی:

جدول (7)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات بعد المهام الشهریة

مرتبة تنازلیا حسب متوسطاتها الحسابیة

        یلاحظ من جدول (7) أن المتوسط الحسابی الکلی لمجال المهام الشهریة بلغ (3.71)، وبانحراف معیاری (0.99) وهو بدرجة تنفیذ کبیرة، کما یلاحظ أن جمیع فقرات البعد جاء تقدیرها بدرجة کبیرة، وتراوحت متوسطاتها بین (3.84 -3.64)، وان انحرافاتها المعیاریة تراوحت بین (1.10-1.20)، وهذا یشیر إلى عدم التقارب بین استجابات أفراد العینة.

       ویلاحظ من الجدول السابق أیضا أن الفقرة رقم (4 ) والتی نصت على " عقد اجتماعات اللجان المدرسیة"، وذلک بمتوسط حسابی بلغ(3.84)، وبانحراف معیاری قدره(1.10 )، وبدرجة تنفیذ کبیرة، مما یوضح اهتمام قادة المدارس بمحافظة قلوة بتکوین وتشکیل اللجان المدرسیة المختلفة ومتابعة انعقادها لمتابعة تنفیذها للمهام الموکلة إلیها.

     کما یلاحظ أن الفقرة رقم (1) والتی نصت على " متابعة تطبیق خطة (وکیل – وکلاء المدرسة)" فی المرتبة الأخیرة لهذا المجال بمتوسط حسابی بلغ(3.64)، وبانحراف معیاری بلغ (1.10 ) ، وبدرجة تنفیذ کبیرة ، مما یشیر إلى أن قادة المدارس یرون أن خطة وکیل المدرسة هی جزء مهم ومکمل لخطة قائد المدرسة وخطة المدرسة التشغیلیة، وبالتالی فهم یهتمون بمتابعتها ومعرفة ما تم تنفیذه منها.

د‌-        فقرات البعد الرابع: المهام الفصلیة:

تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات هذا البعد کما فی الجدول التالی:

جدول (8)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات بعد المهام الفصلیة

مرتبة تنازلیا حسب متوسطاتها الحسابیة

      یلاحظ من جدول (8) أن المتوسط الحسابی الکلی لمجال المهام الفصلیة بلغ (4.17)، وبانحراف معیاری (0.83) وهو بدرجة تقدیر کبیرة، کما یلاحظ أن جمیع فقرات البعد جاء تقدیر بعضها بدرجة کبیرة والبعض الاخر بدرجة کبیرة جدا، وتراوحت متوسطاتها بین (4.62 -3.75)، وان انحرافاتها المعیاریة تراوحت بین (0.75-1.22)، وهذا یشیر إلى عدم التقارب بین استجابات أفراد العینة.

     کما یظهر من الجدول السابق أیضا أن الفقرة رقم (5)، والتی نصت على" التحقق من وصول جمیع الکتب الدراسیة الخاصة بالمدرسة وتسلیمها للطلاب"، بمتوسط حسابی بلغ(4.62)، وبانحراف معیاری قدره(0.75)، وبدرجة تنفیذ کبیرة جدا، ویفسر ذلک على أساس اهتمام قادة المدارس بمحافظة قلوة بالتأکد من وصول الکتب الدراسیة وکذلک تسلیمها للطلاب منذ الیوم الأول للدراسة نتیجة لاهتمام إدارة التعلیم بتسلیم الکتب الدراسیة للطلاب وکذلک متابعة ترحیلها للمدارس قبل انطلاق الفصول الدراسیة بفترة کافیة.

      ویظهر أیضا أن الفقرة رقم (3) والتی نصت على" طلب توفیر المستلزمات الناقصة للإسعافات الأولیة بالمدرسة" بمتوسط حسابی بلغ(3.75)، وبانحراف معیاری قدره(1.22 ) وبدرجة تنفیذ کبیرة ، ویفسر ذلک على أساس اهتمام قادة المدارس بالحفاظ على صحة العاملین والطلاب ، والاستعداد لمواجهة أی مواقف طارئة تحدث بالمدرسة.

ه‌-       فقرات البعد الخامس: المهام السنویة:

تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات هذا البعد کما فی الجدول التالی:

جدول (9)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات بعد المهام السنویة

مرتبة تنازلیا حسب متوسطاتها الحسابیة

        یلاحظ من جدول (9) أن المتوسط الحسابی الکلی لمجال المهام السنویة بلغ (4.11)، وبانحراف معیاری (0.88) وهو بدرجة تقدیر کبیرة، کما یلاحظ أن جمیع فقرات البعد جاء تقدیر بعضها بدرجة کبیرة والبعض الاخر بدرجة کبیرة جدا، وتراوحت متوسطاتها بین (4.46 -3.94)، وان انحرافاتها المعیاریة تراوحت بین (0.78-1.15)، وهذا یشیر إلى عدم التقارب بین استجابات أفراد العینة.

     کما یلاحظ حصول الفقرة رقم(1) والتی نصت على" اعتماد عملیة القبول والتسجیل بالمدرسة" على المرتبة الأولى بمتوسط حسابی بلغ(4.46)، وبانحراف معیاری قدره(0.78)، وبدرجة تنفیذ کبیرة جدا، ویرجع ذلک إلى أهمیة عملیة القبول والتسجیل بالمدرسة حیث یجب أن یقوم قائد المدرسة بمتابعتها واعتمادها لتحدید عدد الطلاب المقبولین طبقا لعدد الفصول والأماکن المتاحة بالمدرسة بحیث لا تستقبل المدرسة إلا الأعداد المناسبة للفصول وأعداد العاملین بها.

ثالثاً: النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی ومناقشتها وتفسیرها:

        نص السؤال الثانی من أسئلة الدراسة على "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (≤ 0.05α) بین استجابات المعلمین بمدارس محافظة قلوة حول درجة تنفیذ قادة المدارس للخطط التشغیلیة تعزى إلى متغیرات الدراسة (عدد سنوات الخبرة، عدد الدورات التدریبیة، المرحلة التعلیمیة)؟"

       للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام تحلیل التباین الأحادی وبالشکل الآتی:

1. الفروق بین المتوسطات تبعا لمتغیر عدد سنوات الخبرة:

       للکشف عن الدلالة الإحصائیة للفروق بین متوسطات تقدیر أفراد عینة الدراسة حول درجة تنفیذ قادة المدارس بمحافظة قلوة للخطط التشغیلیة تبعا لمتغیر سنوات الخبرة تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمعرفة الفروق فی المتوسطات الحسابیة کما فی الجدول التالی:

جدول (10)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمجالات محور تنفیذ قادة مدارس منطقة قلوة للخطط التشغیلیة وفقا لمتغیر سنوات الخبرة

      یتبین من جدول (10) وجود فروق ظاهریة فی المتوسطات الحسابیة فی جمیع أبعاد المحور الأول لأداة الدراسة تبعا لمتغیر عدد سنوات الخبرة، حیث حصلت فئة (سنوات الخبرة أقل من 5 سنوات) على أعلى متوسط حسابی (4.09) تلاها فئة (أکثر من 10 سنوات) بمتوسط حسابی (4.07)، وأخیرا فئة (سنوات خبرة من 5 الى 10 سنوات) بمتوسط حسابی بلغ (3.93)، ولتحدید فیما إذا کانت الفروق بین المتوسطات الحسابیة ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة 0.05 تم تطبیق تحلیل التباین الأحادی، وجاءت لتشیر إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة 0.05 على مجال المهام الیومیة ومجال المهام الاسبوعیة ومجال المهام الشهریة ومجال المهام الفصلیة ومجال المهام السنویة، والدرجة الکلیة لمحور درجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة، حیث بلغت قیم "ف" 0.61، 0.50، 1.15، 0.83، 0.77، 0.93 على الترتیب. أی أن متغیر الخبرة لا یؤثر بصورة دالة إحصائیا فی استجابات عینة الدراسة على أداة الدراسة بأبعادها المختلفة والدرجة الکلیة لها ، ویرجع الباحث ذلک إلى حداثة تطبیق الخطط التشغیلیة بالمدارس، الأمر الذی جعل المعلمین على اختلاف سنوات خبرتهم فی العمل المدرسی یشهدون تطبیقه معا ولذلک تکونت لدیهم خبرات ومعارف متقاربة نحو هذه النوع من الخطط، وبالتالی فإن عامل الخیرة السابقة لم یکن له دور فی توجیه استجابات عینة الدراسة من المعلمین.

       وتتفق الدراسة فی هذه النتیجة مع دراسة ( الشهری،2017) والتی توصلت إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات أفراد عینة الدراسة طبقا لمتغیر عدد         سنوات الخبرة.

     وتختلف الدراسة فی هذه النتیجة مع نتائج دراسة ( العضیانی ، 1436 ) والتی توصلت إلى  أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة فی بعد تنفیذ الخطة التشغیلیة یعزى لمتغیر الخبرة ولصالح ذوی الخبرة الأقل من خمس سنوات.

2-  الفروق بین المتوسطات تبعا لمتغیر عدد الدورات التدریبیة:

       للکشف عن الدلالة الإحصائیة للفروق بین متوسطات تقدیر أفراد عینة الدراسة لدرجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة تبعا لمتغیر عدد الدورات التدریبیة تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمعرفة الفروق فی المتوسطات الحسابیة کما فی الجدول التالی:

جدول (11)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمجالات محور تنفیذ قادة مدارس منطقة قلوة للخطط التشغیلیة وفقا لمتغیر عدد الدورات التدریبیة

       یتبین من جدول (11) وجود فروق ظاهریة فی المتوسطات الحسابیة فی جمیع أبعاد المحور الأول درجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة تبعا لمتغیر عدد الدورات التدریبیة، حیث حصلت فئة (أقل من 5 دورات تدریبیة ) على أعلى متوسط حسابی (4.09) تلاها فئة (أکثر من 10 دورات تدریبیة) بمتوسط حسابی(4.07)، وأخیرا فئة        (من 5 إلى 10 دورات تدریبیة) بمتوسط حسابی بلغ (3.93)، ولتحدید فیما إذا کانت الفروق بین المتوسطات الحسابیة ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة 0.05 تم تطبیق تحلیل التباین الأحادی، وجاءت نتائجه لتشیر إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة 0.05 تبعا لمتغیر عدد الدورات التدریبیة على بعد المهام الیومیة ومجال المهام الاسبوعیة والمهام الشهریة والمهام الفصلیة والمهام السنویة، والدرجة الکلیة للمحور الأول (درجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة )،حیث بلغت قیم "ف" 0.27، 0.11، 0.21، 0.51، 0.22، 0.28 على الترتیب. مما یشیر إلى أن متغیر عدد الدورات التدریبیة لا یؤثر بصورة دالة إحصائیا فی استجابات عینة الدراسة على أداة الدراسة بأبعادها المختلفة والدرجة الکلیة لها، ویرجع الباحث ذلک إلى أن التوجه نحو تطبیق الخطط التشغیلیة بالمدارس صاحبه عقد مجموعة من الدورات التدریبیة حول الخطط التشغیلیة لغالبیة المعلمین  مما ساهم بحصول المعلمین على مستوى مناسب ومتقارب من المعرفة حول الخطط التشغیلیة وتطبیقها.

3-             الفروق تبعا لمتغیر المرحلة التعلیمیة:

      للکشف عن الدلالة الإحصائیة للفروق بین متوسطات تقدیر أفراد عینة الدراسة لدرجة تنفیذ قادة مدارس محافظة قلوة للخطط التشغیلیة تبعا لمتغیر المرحلة التعلیمیة تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمعرفة الفروق فی المتوسطات الحسابیة کما فی الجدول التالی:

جدول (12)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمجالات محور تنفیذ قادة مدارس منطقة قلوة للخطط التشغیلیة وفقا لمتغیر المرحلة التعلیمیة

      یتبین من جدول (12) وجود فروق ظاهریة فی المتوسطات الحسابیة فی جمیع أبعاد المحور الأول لأداة الدراسة( درجة تنفیذ الخطط التشغیلیة) تبعا لمتغیر المرحلة التعلیمیة، حیث حصلت فئة المرحلة الابتدائیة على أعلى متوسط حسابی (4.16) تلاها فئة المرحلة المتوسطة بمتوسط حسابی (3.88)، وأخیرا فئة المرحلة الثانویة بمتوسط حسابی بلغ (3.97)، ولتحدید فیما إذا کانت الفروق بین المتوسطات الحسابیة ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة 0.05 تم تطبیق تحلیل التباین الأحادی، وجاءت النتائج  لتشیر إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة 0.05 بین متوسطات استجابات أفراد عینة الدراسة لدرجة تنفیذ قادة مدارس منطقة قلوة للخطط التشغیلیة تبعا لمتغیر المرحلة التعلیمیة على بعد المهام الشهریة، و على الاداة ککل، حیث بلغت قیم "ف" 3.08، 3.18 على الترتیب، کما یلاحظ عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة 0.05 على بعد المهام الیومیة ومجال المهام الاسبوعیة والمهام الفصلیة والمهام السنویة، حیث بلغت قیم "ف" 2.57، 2.75، 2.88، 2.21 على الترتیب.

     وللتعرف على اتجاه دلالة الفروق بالنسبة لمجال المهام الشهریة، والدرجة الکلیة للمحور الأول، تم استخدام اختبار شیفیه (Scheffe) للمقارنات البعدیة، وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة على بعد المهام الشهریة بین فئة المرحلة الابتدائیة، وفئة المرحلة المتوسطة حیث کان مستوى الدلالة (0.045) وکانت الفروق لصالح فئة المرحلة الابتدائیة.وجود فروق ذات دلالة إحصائیة على الدرجة الکلیة لمحور تنفیذ قادة المدارس بمحافظة قلوة للخطط التشغیلیة بین فئة المرحلة الابتدائیة، وفئة المرحلة المتوسطة حیث کان مستوى الدلالة (0.048) وکانت الفروق لصالح فئة المرحلة الابتدائیة.

       وتختلف الدراسة الحالیة فی نتیجتها هذه مع نتائج دراسة( الشهری،2017 ) والتی توصلت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة طبقا لمتغیر المرحلة التعلیمیة.

توصیات الدراسة:

    فی ضوء النتائج التی توصلت إلیها الدراسة فإن الباحث یوصی بما یلی:

- عقد مجموعة من الدورات التدریبیة وورش العمل فی مجال الخطط التشغیلیة لقادة المدارس.

- توفیر مجموعة من الخبراء عن طریق وزارة التعلیم وإدارات التعلیم لتقدیم المشورة  للعاملین بالمدارس حول تنفیذ الخطط التشغیلیة.

-  الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة فی مجال الخطط التشغیلیة فی المجال التربوی وذلک عن طریق عقد اللقاءات مع بعض الخبراء من هذه الدول أو توفیر زیارات میدانیة لقادة المدارس والعاملین فی مجال التعلیم لهذه الدول.

- تعمیم نتائج الدراسة على قدة المدارس بمحافظة قلوة  لتعرف مستوى تنفیذهم للخطط التشغیلیة.

مقترحات الدراسة :

   فی ضوء نتائج الدراسة وتوصیاتها فإن الباحث یقترح ما یلی:

• القیام بدراسة حول المشکلات التی تواجه تطبیق الخطط التشغیلیة فی المدارس الحکومیة .
• دراسة أثر تطبیق الخطط التشغیلیة على النمو المهنی لقادة المدارس بمحافظة قلوة.
• القیام بدراسة حول المهارات اللازمة لقادة المدارس لتطبیق الخطط التشغیلیة.
• القیام بدراسة حول دور المعلمین فی تطبیق الخطط التشغیلیة.
• إجراء دراسة حول مستوى تطبیق قادة المدارس للخطط التشغیلیة وعلاقتها بالأداء المدرسی.
• إجراء دراسة حول العلاقة بین تنفیذ الخطط التشغیلیة وکفایات التخطیط الاستراتیجی لدى قادة المدارس.

المراجع

الإدارة العامة للتخطیط والتطویر الإداری بجامعة المجمعة(1433). إرشادات عامة لبناء الخطط التشغیلیة لکلیات جامعة المجمعة وعماداتها المساندة، المجمعة:مطبوعات الإدارة العامة للتخطیط والتطویر الإداری بجامعة المجمعة.

الإدارة العامة للتربیة والتعلیم بالمنطقة الشرقیة (1434 ). الخطة التشغیلیة الرابعة للإدارة العامة للتربیة والتعلیم بالمنطقة الشرقیة للعام الدراسی 1434 – 1435،المنطقة الشرقیة: مطبوعات الإدارة العامة للتربیة والتعلیم بالمنطقة الشرقیة.

آل عوشن، ماجد سعود (1433). التخطیط التشغیلی- خطوات عملیة لکتابة الخطة التشغیلیة، الریاض: مکتبة جریر.

بنی حمدان، خالد محمد؛ و إدریس، محمد وائل(2015). الاستراتیجیة والتخطیط الاستراتیجی منهج معاصر، ط2 ، عمان: دار الیازوری العلمیة للتوزیع والنشر.

الداود، خالد بن عبدالعزیز (2015). نموذج مقترح للتخطیط الاستراتیجی المدرسی لمدارس التعلیم العام فی المملکة العربیة السعودیة، مجلة العلوم التربویة - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة - السعودیة , ع(1)،269 – 316.

الشهری، نورة زاید عبدالرحمن(2017). درجة تنفیذ الخطط التشغیلیة بمدارس محافظة النماص وعلاقتها بالأداء المدرسی،( رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة التربیة ، جامعة الباحة.

الصائغ، نجاة محمد سعید ؛ والعتیبی ، فاطمة ناصر(2015).واقع التخطیط الاستراتیجی لدى ادارات التربیة والتعلیم فى المملکة العربیة السعودیة، مجلة کلیة التربیة - السودان , مج7, ،143 – 170.

الطوق، سناء عبدالعزیز(1432). التخطیط التنفیذی: حقیبة تدریبیة غیر منشورة، الریاض: معهد الإدارة العامة.

عبدالفتاح ، ولید محمد (1436). ربط الخطط المدرسیة بالخطة التشغیلیة لإدارة التعلیم: تصور مقترح ، (رسالة ماجستیر غیر منشورة) ، کلیات الشرق العربی، المملکة العربیة السعودیة.

عزازی، فاتن محمد(2013 ) . الإدارة والتخطیط التربوی، الریاض : دار الزهراء.

العسکر، عبدالعزیز عبدالرحمن؛ وفراج، أحمد حلمی؛ و المنصور، عبدالله محمد؛ والجنوبی، منصور عبدالرحمن؛ والأختر ، محمد عبدالحلیم( 1431 ).التخطیط الاستراتیجی على مستوى المدرسة، الریاض:  مطبوعات وزارة التربیة والتعلیم.

العضیانی، فالح عثمان قطنان المتیهی (2015). درجة توافر مهارات الخطة التشغیلیة لدى مدیری التدریب التربوی بإدارات التربیة والتعلیم فی المملکة العربیة السعودیة،(رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة التربیة ، جامعة أم القرى ،مکة المکرمة.

عطوی، جودة عزت ( 2016 ). الإدارة المدرسیة الحدیثة: مفاهیمها النظریة وتطبیقاتها العملیة، عمان : دار الثقافة للنشر والتوزیع.

ماهر ، أحمد (2013). دلیل المتدربین إلى التخطیط الاستراتیجی ، الاسکندریة : الدار الجامعیة.

معهد الکویت للأبحاث العلمیة، إدارة السیاسات والتخطیط (2007 ). تعلم التخطیط فی ساعات، مبادئ التخطیط والتخطیط التشغیلی، الکویت: مطبوعات معهد الکویت للأبحاث العلمیة.

مقابله، منصور أحمد حسین (2014). واقع التخطیط الاستراتیجی لمستقبل التعلیم فی المدارس الثانویة الحکومیة بمدینة الطائف فی ضوء بعض المتغیرات، مجلة الثقافة والتنمیة -مصر , س 14, ع 77، 181 – 225.

وزارة التربیة والتعلیم(1434). دلیل إعداد الخطة التشغیلیة، الریاض: مطبوعات الإدارة العامة للتخطیط والسیاسات.

وزارة التعلیم (1436هـ). دلیل إعداد الخطة التشغیلیة، الریاض: مطبوعات  وکالة الوزارة للتخطیط والمعلومات.