مدى تأثير الإشاعة الإلکترونية على الثقافة المعلوماتية في المجتمع الأکاديمي في دولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

أستاذ مساعد في قسم علوم المکتبات والمعلومات- کلية التربية الأساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب

10.12816/0054188

المستخلص

لقد صاحب الانتشار الهائل و المخيف أيضا للمعلومات المتاحة على مواقع الويب والمتداولة عبر شبکات التواصل الاجتماعي باختلاف أشکالها بصورة يصعب تخيلها، مجموعة عظيمة من الهواجس، التي وجب الوقوف عندها تقديرا لما يمکن ان تمثله تداعياتها من مخاوف تصل لحد القلق على مستقبلنا جميعا، خاصة مستقبل ابناءنا الصغار و طلابنا الناشئين کوننا أباء ومعلمين. من هذه الهواجس العظيمة، ظاهرة، ان لم تکن واقعة بالفعل، وهي الإشاعات الإلکترونية.  لقد ساعدت بيئة الويب ووسائل التواصل الاجتماعي في نمو هذه الظاهرة نموا ملحوظا و في تناقلها نقلا يصعب تتبعه أو حتى الوقوف عنده، إذ اننا لا نکاد نفيق من إشاعة، حتى نُصاب بأخرى، وهکذا نمضي في فلک الإشاعات التي قد يعيينا التفکير فيها و في تداعياتها.
في هذا البحث ، يسعى الباحث الى معرفة وعي وثقافة المجتمع الأکاديمي الکويتي معلوماتيا من خلال دراسة مدى تأثر هذا المجتمع بالاشاعة الالکترونية.  وسوف يستخدم الباحث منهج  دراسة الحالة وسوف يعتمد على إسلوب الملاحظة في جمع البيانات من خلال طريقة مبتکرة وجديدة في دراسة الثقافة المعلوماتية  لدى العينة المشارکة والتي سوف تکون في بيئة الکترونية بحته، وهي عن طريق عمل قروب على الواتساب يضم عدد کبير يصل الى أکثر من 200 مشترک (عينة البحث)  جميعهم أکاديميين في جامعات ومؤسسات أکاديمية  مختلفة بدولة الکويت ومن خلاله يتم ارسال بعض الشائعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم ملاحظة وتدوين ردود الأفعال من قبل المشارکين بالبحث دون العلم بمشارکتهم ، علما بأن الباحث سيعتمد على السرية التامة للمشارکين في البحث. وسوف يعتمد الباحث على اسلوب الترميز لتحليل البيانات المتعلقة بالملاحظة ، ويعتقد الباحث أن نتائج هذه الدراسة سوف تساهم بشکل کبير في وضع توصيات قد تساهم في الحد من نسبة الإشاعة الالکترونية وتساهم ايضا في في زيادة الثقافة المعلوماتية في دولة الکويت بشکل خاص و الوطن العربي بشکل عام.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

 

مدى تأثیر الإشاعة الإلکترونیة على الثقافة المعلوماتیة

 فی المجتمع الأکادیمی فی دولة  الکویت

 

إعــــداد

 

 

   

 

 

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد السابع-یولیو 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص:

لقد صاحب الانتشار الهائل و المخیف أیضا للمعلومات المتاحة على مواقع الویب والمتداولة عبر شبکات التواصل الاجتماعی باختلاف أشکالها بصورة یصعب تخیلها، مجموعة عظیمة من الهواجس، التی وجب الوقوف عندها تقدیرا لما یمکن ان تمثله تداعیاتها من مخاوف تصل لحد القلق على مستقبلنا جمیعا، خاصة مستقبل ابناءنا الصغار و طلابنا الناشئین کوننا أباء ومعلمین. من هذه الهواجس العظیمة، ظاهرة، ان لم تکن واقعة بالفعل، وهی الإشاعات الإلکترونیة.  لقد ساعدت بیئة الویب ووسائل التواصل الاجتماعی فی نمو هذه الظاهرة نموا ملحوظا و فی تناقلها نقلا یصعب تتبعه أو حتى الوقوف عنده، إذ اننا لا نکاد نفیق من إشاعة، حتى نُصاب بأخرى، وهکذا نمضی فی فلک الإشاعات التی قد یعیینا التفکیر فیها و فی تداعیاتها.

فی هذا البحث ، یسعى الباحث الى معرفة وعی وثقافة المجتمع الأکادیمی الکویتی معلوماتیا من خلال دراسة مدى تأثر هذا المجتمع بالاشاعة الالکترونیة.  وسوف یستخدم الباحث منهج  دراسة الحالة وسوف یعتمد على إسلوب الملاحظة فی جمع البیانات من خلال طریقة مبتکرة وجدیدة فی دراسة الثقافة المعلوماتیة  لدى العینة المشارکة والتی سوف تکون فی بیئة الکترونیة بحته، وهی عن طریق عمل قروب على الواتساب یضم عدد کبیر یصل الى أکثر من 200 مشترک (عینة البحث)  جمیعهم أکادیمیین فی جامعات ومؤسسات أکادیمیة  مختلفة بدولة الکویت ومن خلاله یتم ارسال بعض الشائعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعی، حیث یتم ملاحظة وتدوین ردود الأفعال من قبل المشارکین بالبحث دون العلم بمشارکتهم ، علما بأن الباحث سیعتمد على السریة التامة للمشارکین فی البحث. وسوف یعتمد الباحث على اسلوب الترمیز لتحلیل البیانات المتعلقة بالملاحظة ، ویعتقد الباحث أن نتائج هذه الدراسة سوف تساهم بشکل کبیر فی وضع توصیات قد تساهم فی الحد من نسبة الإشاعة الالکترونیة وتساهم ایضا فی فی زیادة الثقافة المعلوماتیة فی دولة الکویت بشکل خاص و الوطن العربی بشکل عام.

الکلمات المفتاحیة:

الوعی المعلوماتی، الثقافة المعلوماتیة ، الإشاعة الإلکترونیة، المجتمع الأکادیمی ، الکویت .

 

 

 تمهید:

یقول الله تعالى فی محکم کتابه الکریم : {یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِن جَاءکُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَیَّنُوا} (6) سورة الحجرات(1) و فی قراءة أخرى (فتثبتوا). فلقد أمر الله سبحانه بالتبین والتثبت، لأنه لا یحل لأی کان أن یبث خبرا دون أن یکون متأکدا من صحته. ولکن منذ أن خلق الله البشریة وجد معها الصراع الأیدلوجی الذی یستهدف أعماقهم و یؤثر فیهم ویوجههم الوجهة المرغوب فیها. فإذا کانت الحروب الشرسة تستهدف بأسلحتها الفتاکة العمران والبشر، فان الحرب النفسیة عن طریق بث المعلومات الخاطئة والشائعات تستهدف عمقه وعقله ونفسه وقیمه. فالشائعات هی التی تنقل عن طریق الأفراد والصحف والمجلات والإذاعة والتلفزیون أو أجهزة الإعلام الأخرى قد تکون مدمرة تحمل الکراهیة مستخدمة فی ذلک أنسب الظروف لظهورها، والشائعة تمس أحداثاً کالحرب والکوارث وارتفاع الأسعار أو علاقات سیاسیة أو اقتصادیة وقد تمس ایضا أفرادا أو جماعات أو أحزاب. مستهدفة شیئاً معنویاً أطلق علیه الحرب المعنویة أو الحرب النفسیة، وفی السیاق یقول روکیت (1994م) "فی الواقع إن الشائعات بأنواعها المختلفة رقطاء تنفث سمومها فی المجتمع وإذا لم یتکاتف کل أفراد المجتمع فی مقاومتها ودرئها بکل عنف فإنها لاشک سوف تقضی على الروح المعنویة التی هی أساس کل نجاح"(2). ومنذ أن ظهرت التکنولوجیا  ،وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعی، بدأت هذه الشائعات تزداد یوما بعد یوم حتى أصبحت جزءا رئیسیا فی عرقلة مسیرة البشریة هذه الایام. ولکن السؤال هنا، ما هو دور المجتمع الاکادیمیى فی محاربة الاشاعة الالکترونیة؟ وهل المجتمع الاکادیمیى المثقف قد تأثر أیضا بهذه الاشاعات؟

أهمیة الدراسة:

تتمثل أهمیة الدراسة کونها الأولى على مستوى الکویت، إن لم تکن على مستوى الوطن العربی، والتی تدرس تأثیر الاشاعة الالکترونیة على الثقافة المعلوماتیة للمجتمع الأکادیمی . حیث تسعى الدراسة الى تعریف الأخطار الناتجة عن الاشاعة الإلکترونیة ومدى تأثیرها         على الثقافة المعلوماتیة لدى المجتمع الاکادیمی فی دولة الکویت. وکیفیة الحد، اذ لم یکن التخلص منها.

مشکلة الدراسة:

فی السابق کانت الاشاعة تقتصر على النقل الشفهی، أما فی وقتنا الحالی ومع النهظة التکنولوجیة، واتساع استخدام وسائل التواصل الاجتماعی، فإن المعلومة أصبحت تنتقل بشکل سریع جدا بین أفراد المجتمع الواحد. هذه المشکلة أثارت لدى الباحث دراسة ماذا لو تأثر بهذه الشائعات المتخصصون والأکادیمییون وهم الذین یعتمدون على نهجهم دائما بالنقد والتحلیل والاعتماد على المصادر الموثوقة؟. 

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الى معرفة مستوى وعی وثقافة المجتمع الأکادیمی الکویتی معلوماتیا من خلال دراسة مدى تأثیر الاشاعة الالکترونیة علیهم. ولأغراض الدراسة یمکن تحلیل الهدف الى عدة أهداف فرعیة هی:

  1. التعرف على مستوى الوعی المعلوماتی للمجتمع الأکادیمی الکویتی تجاه الاشاعة الالکترونیة.
  2. التعرف على مدى إستجابة المجتمع الاکأدیمی الکویتی للإشاعة الالکترونیة ومدى       تأثیرها علیهم.
  3. التعرف على أبرز العوامل التی تساهم فی الحد من إنتشار الاشاعة الإلکترونیة بین الأوساط الأکادیمیة.

تساؤلات الدراسة:

ولتحقیق أهداف الدراسة، ستعمل الدراسة على الاجابة على التساؤلات التالیة:

  1. ما مدى تأثر المجتمع الأکادیمیى الکویتی بالاشاعة الالکترونیة؟
  2. ما هو مستوى الوعی المعلوماتی لدى المجتمع الأکادیمی الکویتی تجاه الإشاعة الإلکترونیة؟
  3. ما هی الحلول المناسبة للحد من خطر الاشاعة الالکترونیة فی الأوساط الأکادیمیة فی دولة الکویت؟

منهج الدراسة:

إستخدم الباحث منهج دراسة الحالة، حیث أکد Yin (2009) بانه یعتبر أحد مناهج البحث المعتمدة فی العلوم الاجتماعیة(3). کما استعانت الدراسة بأداة الملاحظة المباشرة (المشارکة) فی جمع البیانات من خلال طریقة مبتکرة وجدیدة فی دراسة الثقافة المعلوماتیة  لدى العینة المشارکة والتی سوف تکون فی بیئة الکترونیة بحته، وهی عن طریق عمل قروب على الواتساب یضم عدد کبیر یصل الى أکثر من ٢٠٠ مشترک من الجنسین (عینة البحث)  جمیعهم أکادیمیین من جامعات ومؤسسات وتخصصات أکادیمیة مختلفة بدولة الکویت. من خلاله یتم ارسال بعض الشائعات، المتداولة بالفعل فی مواقع التواصل الاجتماعی، ویتم ملاحظة ومشارکة وتدوین ردود الأفعال من قبل المشارکین. ولقد فظل الباحث هذه الأداة عن غیرها، مثل  الاستبانه أو المقابلة، کون أن الباحث یحتاج الدقة والمصداقیة فی المعلومات المسترجعة       من قبل المشارکین لتحقیق نتائج أفضل للدراسة تساهم فیما بعد بوضع توصیات وحلول قد      تحد من المشکلة فی المستقبل. وهذا ما أکده Oates (2006)، عندما قال أن أداة          الملاحظة المباشرة لجمع البیانات تقلل من خطر فقدان المصداقیة والثبات فی البیانات(4). الدراسة الحالیة سوف تعتمد على السریة التامة للمشارکین فی البحث. وسوف تستخدم الدراسة اسلوب Miles and Huberman (1994) والذی یعتمد على الترمیز والتکوید لتحلیل البیانات المتعلقة بالملاحظة(5).

عینة الدراسة :

تتکون عینة الدراسة من ٢٠٠ أکادیمی فی مختلف المؤسسات الاکادیمیة فی دولة الکویت جمیعهم حاصلون على درجة الدکتوراه فی تخصصات مختلفة. ٧٢ (٣٦%) من الإناث و١٢٨(٦٤%) من الذکور. وتقسمت العینة من حیث المؤسسات الأکادیمیة التی ینتسب اها المشارکین کالتالی :

٨٧ (٤٣,٥%) عضو هیئة تدریس فی الهیئة العامة للتعلیم التطبیقی والتدریب

٧٦ (٣٨%) عضو هیئة تدریس فی جامعة الکویت

٢٣ (١١,٥%) باحث بدرجة دکتور فی معهد الأبحاث

١٤ (٥.٥%) باحث بدرجة دکتور فی مؤسسة الکویت للتقدم العلمی

 

      

                  

أما نسبة المشارکین من حیث التخصصات العلمیة للعینة المشارکة فی البحث          فتنقسم کالتالی:

الجدول (1):

عینة الدراسة من حیث التخصصات العلمیة للمشارکین

التخصص

العدد

النسبة المؤیة

الهندسة

١٩

٩.٥%

التجارة

٢٩

١٤.٥%

الادارة

١٦

٨ %

المکتبات والمعلومات

١٥

٧.٥%

الطب

٧

٣.٥%

الصیدلة

٦

٣ %

البدنیة

٢٣

١١.٥%

التاریخ

١٦

٨ %

العلوم

١٣

٦.٥%

الریاضیات

٩

٤.٥%

الاقتصاد المنزلی

٨

٤ %

اللغة الإنجلیزیة

٩

٤.٥%

اللغة العربیة

١٢

٦ %

الدراسات الإسلامیة

١٨

٩ %

المجموع

٢٠٠

١٠٠%

الجانب النظری:

ما هی الاشاعة؟

الإشاعة لغة اشتقاق من الفعل "شاع" حیث ذکر ابن منظور فی لسان العرب:      "شاع الخبر فی الناس یَشِیع شَیْعًا وشَیَعانًا ومَشَاعًا وشَیْعُوعَة، فهو شائع: انتشر، وافترق، وذاع، وظهر"(6).

أما تعریف الاشاعه اصطلاحا فتعددت تعریفاتها، ومن هذه التعریفات:

  • ذکر الحربی (2013) بانها المعلومات أو الأفکار التی یتناقلها الناس دون أن تکون مستندة إلى مصدر موثوق یمکن الاستشهاد به، أو هی الترویج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، أو یحتوی جزءاً ضئیلاً من الصحة(7).
  • ویعرفها الحارثی (2001) بانها کل قضیة أو عبارة یجری تداولها شفهیاً وتکون قابلة للتصدیق وذلک دون أن  تکون هناک معاییر أکیدة لمصداقیتها (8).
  • ویعرف المرکز العربی للدراسات الأمنیة والتدریب (1990) بأنها کلام هام أو أفکار عامة، انتشرت بشکل سریع ، واعتقد فیها الناس، ولیس لها أی وجود أصلی(9).

ولعل أشهر تعریفأ  للاشاعة هو ماذکره البورت وبوستمان (تاریخ) وهی "أنها کل        قضیة أو عبارة أو موضوعیة مقدمة للتصدیق تتناقل من شخص إلى شخص عادة بالکلمة المنطوقة" (10).

ما الهدف من إثارة الشائعات؟

هناک أهداف ومآرب لإثارة الشائعات ,قد تتنوع هذه الأهداف تماشیاً مع مبتغیات مثیروها، فمنها على سبیل المثال ما هو ربحی (مادی) کما حصل فی عام ٢٠٠٩ عندما تفجرت إشاعة مدویة فی السعودیة باحتواء مکائن الخیاطة سنجر على مادة الزئبق الأحمر غای الثمن، مما أدى إلى وصول أسعار هذه الخُرده إلى مئات الآلاف من الریالات(11). ومن الإشاعات أیضاً ما یکون خلفه أهداف سیاسیة وعادةً ما تحصل هذه الإشاعات فی الحروب أو فی الحالات الأمنیة غیر الاعتیادیة، وتهدف هذه الاشاعات إلى أن تسبب ربکة فی الطرف المعنی بالإشاعة کما حصل فی الانقلاب الفاشل فی ترکیا عندما اشیع خبر هروب الرئیس أردوغان ولکنه ظهر وأکد للناس أنه ما زال موجوداً فی ترکیا (12). أیضاً اللعب واللهو هو من أهداف مُثیری الشائعات، والشائعات التی تقوم على هذا المبدأ عادةً ما تحوم حول المشاهیر کوفاة لاعب أو حدوث حادث لفنانة وغیره من الشائعات الکثیرة التی نکاد نسمعها بشکل یومی. ومن الشائعات أیضا ما یصنعها المجتمع بنفسه خصوصاً للأمور المزمع أو المترقب حدوثها وذلک بکثرة تردیدها و السؤال عنها تنخلق شیئاً فشیئاً هذه الشائعات کالزیادة فی الرواتب أو إسقاط القروض أو ما شابه.

ما هی أنواع الاشاعة؟

واجه المختصوون صعوبة فی حصر أنواع الإشاعات لاختلاف آثارها ودوافعها والبیئات التی تظهر فیها وابرزها البیئة الالکترونیة. ویمکن تقسیم الشائعات حسب موضوعها أو دوافعها ونوایاها أو حسب سرعتها وزمان انتشارها. (نوفل، أحمد، 78).

لقد صنف بعض المتخصصون فی هذا المجال الشائعات لأربعة أصناف رئیسة       وهی (13)(14)

  • ·      شائعات الخوف:

والتی تهدف إلى إثارة القلق والرعب فی نفوس السکان، وهذا النوع من الشائعات        یعتبر نوعاً مروعاً، ویتحدث عن الکوارث الطبیعیة والحروب والأسعار، وقد تتناول أشخاصاً مشهورین، وإشاعات الحرب یمکن تقسیمها إلى ثلاثة فئات: الإشاعة الراغبة، إشاعة الخوف، إشاعات معبرة.

  • ·      شائعات الأمل:

والتی تتضمن أمانی وأحلام وتطلعات بأن تکون حقیقة، ونجد أن مروجیها یتمنون أن تکون حقیقة، مثل صدور أمر بزیادة الرواتب أو ما شابه.

  • ·      شائعات الکراهیة:

وتهدف إلى زرع جذور الفتنة کأن تطلق شائعة لإحداث عداوة بین شعبین أو طائفتین أو مذهبین، من أجل شرخ الوحدة الوطنیة وتحطیم المعنویات، وینفذ هذا النوع من الشائعات عادة الاعداءو المتربصیین.

  • ·      الشائعات الوهمیة:

وهی التی تعبر عن خوف ولیس عن رغبة، مثل نشر أعداد ضخمة عن القتلى والجرحى فی الحروب وتکون غیر صحیحة.

ما هی مصادر الاشاعة؟

مصدر الاشاعة یختلف وفق الزمان و المکان ، ولکن اتفق المتخصصون فی هذا المجال بأن مصدر الاشاعة إما أن یکون متناقل بشکل شخصی أو فردی حیث یکون فیها الشخص هو المسؤول عن إطلاق هذه الاشاعة. أو أن یکون مصدر الاشاعة منقول من جهة أو وسیلة إعلامیة عبر طرق متعددة مثل : التلفزیون ، الرادیو ، الصحف والمجلات أو عبر وسیلة الکترونیة مثل الانترنت أو وسائل التواصل الاجتماعی (15). الشکل رقم (1) یوضح بشکل مبسط أبرز مصادر الاشاعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاشاعة الالکترونیة وأثرها على المجتمع:

تعد المواقع الالکترونیة وتحدیدا مواقع التواصل الاجتماعی بأشکالها المختلفة مصدرا للمعلومات والاشاعات فی آن واحد، وبالرغم من الایجابیات العدیدة لتلقی المعلومة من مصدر الکترونی إلا أن سلبیات المعلومة الخطأ والاشاعات تترک اثرا اکبر فی المجتمع حینما یتداولها الناس بطریقة خاطئة. فإذا أردنا أن نعرف أو نضع مفهوم للإشاعة الالکترونیة فیمکننا أن نقول أنها " خبر أو معلومة تنتشر بشکل سریع جدا عبر الوسائل الالکترونیة المختلفة دون التحقق من صحتها ولا من مصدرها" (16). ومن الملاحظ فی الوقت الحالی تطایر الکثیر من هذه الإشاعات الإلکترونیة بسرعة اکبر من سرعة الضوء بمساعدة وسائل التواصل الإجتماعی الشهیرة مثل تویتر و الواتساب وغیرها. وللأسف الشدید، تؤثر هذه المعلومات الخاطئة، أو بالأحرى هذه الشائعات،  فی حالات دمار البیوت وفرقة الأهل والأصدقاء و تصل حتى  فی بعض الحالات الى الوفاة لا قدر الله، نظرا للمحتوى الکاذب والمغرض لهذه الشائعات. فعلى سبیل المثال، عندما یتناقل بعض الأفراد أحدى المعلومات الخاصة مثلا بأحدى أنواع الحبوب المساعدة، کما یدعی ناقلیها، فی زیادة القوة الجسمانیة أو فی إنقاص الوزن أو فی التحفیز الفکری. نجد البعض، خاصة المهرولون وراء هذه الحبوب، یتسابق لتعاطیها دون حتى التفکیر فیها ولا فی مرکباتها ولا حتى فی استشارة الطبیب أو الصیدلی، مما قد تسبب فی إعیاء أو شلل أو حتى وفاة سریعة نتیجة لتعاطی سریع قائم بالطبع على انتشار سریع لمعلومات غیر صحیحة. وهذه الحادثة حدثت فی الفعل فی دولة الکویت حیث نشرت إحدى البائعات فی صفحتها على الانستغرام منتج لتخسیس الوزن وللأسف إشترت الضحیة المنتج دون الرجوع الى طبیب مختص وبعد فترة توفیت هذه الضحیة بعد معاناة مع المرض فی المستشفى(17). لو عدنا الى السبب الرئیسی فی هذا الأعیاء والوفاة، لسوف نجد أن السبب هو نشر الإشاعة الالکترونیة والتی تؤکدها قلة الوعی المعلوماتی من أقبل على تصدیقها ذلک التصدیق الأعمی دون أی تریث أو تأکد ما إذا کانت صادقة أم کاذبةّ. تؤکد بیزان (2015) أن الوعی المعلوماتی مهم جدا لنهظة المجتمعات ولمحاربة المعلومات والشائعات الخاطئة (18). وهناک من یطلق الاشاعة الالکترونیة لزعزعة الأمن أولتشویه السمعه، ففی یولیو ٢٠١٦ تم اطلاق اشاعة الکترونیة فی جمهوریة مصر العربیة حول قیام وزارة التموین بطرح أرز صینى مسرطن ومصنع من البلاستیک، حیث أکدت وزارة التموین أن الخبر عارٍ تماماً عن الصحة، هدفه إغراق البلاد فى الأزمات. وبین مرکز المعلومات، فى بیان صادر له فی ١٤/یولیو/٢٠١٦ ، أن وزارة التموین المصریة أوضحت أن الأرز المتاح حالیاً فى الأسواق والذى تطرحه الوزارة هو أرز محلى ولیس به أى ضرر ومطابق للمواصفات(19).

فی یولیو لعام ٢٠١٤  قام مرکز الملک عبد العزیز للحوار الوطنی بإجراء دراسة استطلاعیة حول واقع الشائعات الالکترونیة فی المجتمع السعودی، حیث أکد المختصون أن وسائل التواصل الاجتماعی بمختلف أنواعها أصبحت کالوقود الذی ما إن یرى شرارة إلا وعمل على تأجیجها ونشرها لتبلغ الآفاق، من دون أن یحسب حساباً للآثار التی یمکن أن تعقب هذا العمل، مضیفین أن ذلک أوجد لکثیر من ضعاف النفوس بیئة خصبة لممارسة هوایاتهم فی بث المعلومات المغلوطة والترویج لأخبار غیر صحیحة مطلقاً ومفتقدة الصدقیة، مشیرین إلى أن البعض قد یساهم فی نشر تلک الشائعات وانتشارها بین أفراد المجتمع، وذلک عبر إرسال کل ما یصله من أخبار أو معلومات إلى غیره من دون أن یتحقق من مصدره، داعین الجهات المعنیة إلى التصدی لتلک الشائعات والقضاء علیها فی مصادرها، إلى جانب المبادرة بنشر الحقائق وتعزیز الشفافیة، لافتین إلى أن هناک حاجة الیوم إلى حملة اجتماعیة ترکز على وقف تداول الشائعات بین أفراد المجتمع، إلى جانب وقف استقاء الأخبار من المصادر المشبوهة، وکذلک الترکیز فی أن تکون مصادر المعلومات رسمیة وموثوقة.

وشملت الدراسة (1049) فرداً، منهم (740) من الذکور و(309) من الإناث، وبلغت نسبة هامش الخطأ (2.84) عند مستوى ثقة (95%)، وتم اختیار عینة الدراسة الاستطلاعیة بطریقة عشوائیة باستخدام برنامج حاسوبی مصمم خصیصاً لهذا الغرض، ومثل أفراد عینة الدراسة جمیع مناطق المملکة، إذ رأى نحو (69.2%) منهم أن الشائعات واسعة الانتشار بین أفراد المجتمع، فی حین أکد نحو (23.1%) منهم أنها متوسطة الانتشار، ونحو (7.7%) یرون أن انتشار الإشاعات فی أوساط المجتمع قلیلة.

وأجمع حوالی (82%) من المشارکین فی الدراسة الاستطلاعیة التی أجراها "مرکز الملک عبدالعزیز للحوار الوطنی"،  أن الرأی العام یتأثر بالشائعات، وشدد ما نسبته (82.9%) من المشارکین على أن الشائعة تسهم فی التأثیر على الرأی العام، بینما أجاب (17.1%) منهم بالعبارة "لا".

وأکد (50%) من المشارکین فی محور الدراسة الخاص بمدى التحقق من الشائعات، على أنهم حریصون على التأکد من المعلومات أو الأخبار التی تصل إلیهم قبل تداولها والترویج لها، فیما أکد نحو (65%) أنهم لا ینقلون ما یصلهم من معلومات أو أخبار غیر موثوقة إلى الآخرین دون الرجوع إلى المصدر، فی حین أشار (11%) منهم إلى أنهم ینقلون الشائعات إلى الآخرین دون الرجوع إلى المصدر(20).

کما أکد خلیفة فی کتابه حروب مواقع التواصل الاجتماعی الذی صدر فی 2016،  أن سهولة إنتاج ونشر، وإعادة نشر المعلومات ومشارکة التحدیثات بأیسر السبل، وأقلها کلفة، وفی فترة زمنیة وجیزة من الأسباب المساهمة فی سرعة انتشار الشائعة الالکترونیة عبر مواقع التواصل الاجتماعی کذلک تساهم فی جعل قدرة التحکّم فی المحتوى الإلکترونی ضئیلة جداً. یُضاف إلى ذلک صعوبة مراقبة المحتوى الذی یتمّ نشره من قبل الجهات المعنیة بذلک.

وبالتأکید أن سبب الارتفاع فی نسب انتشار الشائعات الالکترونیة عبر وسائل التواصل الاجتماعی کلما کانت المواضیع محل النقاش متعلقة بالقضایا الإنسانیة والعرقیة والدینیة، أو متناولة لشخصیات عامة أو مشهورة.

ولقد صنفت الشائعات الالکترونیة عبر شبکات التواصل الاجتماعی من حیث أهداف نشرها إلى قسمین (21):

  • ·     شائعات مع سابق الإصرار والترصّد:

  وهی الأخبار التی ینشرها أصحابها وهم على یقین ودرایة تامة بکون هذه الأخبار عاریة عن الصحة. عادة ما یکون لدیهم هدف أو غرض محدّد من نشر هذه الأخبار بحسب نوع الخبر والمجال الذی یقع فی خانته.

فإما أن یکون الغرض تجاریاً بحتاً، یسعى لزیادة الإقبال على منتج معین عن طریق استخدام الإشاعة کآلیّة تسویقیة مبتکرة، أو لغرض التشویش على هیئة أو شرکة أو شخص منافس عن طریق تحریف الحقائق. فی بعض الحالات یتمّ بناء مواقع کاملة، هدفها الأول تسویقی، تُنسب لمجموعة هواة فی ما هی فی الأصل من طرف الشرکات المعنیة بهذه المنتجات نفسها. أو یتمّ نشر هذه الشائعات لأسباب أخرى.

  • ·     شائعات عن قلة درایة وتحقیق:

إن کان النوع الأول من الشائعات یتم التخطیط له لتحقیق أهداف معینة، من طرف جهات محدّدة، فإن النوع الثانی ینتشر بشکل عفوی غیر مقصود، سواء بسبب التسرّع فی نشر الأخبار دون التحقق من مصادرها الأصلیّة، أو عن طریق تحریف الکلام الصادر عن المصدر الأصلی نتیجة التجزئة أو الاقتباس المخلّ بالمعنى.

وقد أخذت بعض الشائعات حیّزًا کبیرًا من الانتشار، کالمقال الساخر "سارکوزی یقترح صیامًا على الطریقة الفرنسیة"، بواسطة المدوّن أحمد المغربی (سنة 2010). تسبّبت هذه التدوینة فی انتشار شائعة تُفید بأن سارکوزی قام فعلیاً بهذا التصریح، فنقلت الخبر معظم المنتدیات الإلکترونیة، مما لم یوقف الامر عند هذا الحد، بل تخطاه إلى الصحافة التقلیدیة فی مختلف البلدان العربیة، خاصةً أن موقع CNN نشر مقتطف من المقال باللّغة العربیة. بالتالی، امتدّ صدى الشائعة إلى قنوات إخباریة أیضاً، نظراً للحجم الذی أخذه الموضوع، فقامت قناة العربیة فی إحدى نشراتها الإخباریة بتقدیم تقریر عن هذه الإشاعة، حیث قامت بتوضیح الالتباس القائم(22).

-     تجارب عالمیة للحد من الاشاعة الالکترونیة:

تشیر الدراسات السابقة على أن هناک بعض التجارب العالمیة والتی قامت بها بعض الدول مثل کندا وأسترالیا و الیابان للحد من إنتشار المعلومات الخاطئة أو ما یطلق علیها الاشاعة الالکترونیة. فی أواخر تسعینیات القرن المنصرم، تحدیدا فی العام 1999، قامت وزارة التعلیم الکندیة بإدخال مادة "المعلوماتیة" بدءا من المرحلة الابتدائیة حتى المرحلة الثانویة بطریقة مدروسة و برؤیة واستراتیجیة واضحتین. تلک المادة التی یتعلم فیها الطالب کیفیة الحصول على المعلومة الصحیحة والموثوقة وکیفیة الإستعانة بها للوصول إلى القرار المناسب أو الاستفادة منها فی عمل بحث ما لحل مشکلة ما بطریقة علمیة منهجیة معتمدا فی ذلک على ما هو موثوق من المصادر. بعد تخریج اول جیل من الطلبة الذین اکتسبوا المهارات المعلوماتیة الصحیحة خلال المراحل الدراسیة المختلفة، قام المختصون بوضع مجموعه منهم تحت الملاحظة ومراقبة ردة فعلهم عندما یستقبلون معلومة الکترونیة خاطئة وکانت النتائج رائعة ومذهلة، حیث انهم کانوا دائما ما یحاولون التأکد من صحة المعلومة وبعدها یقومون بنشرها او الاستفادة منها (23).

وفی الیابان قدمتدراسة للحد من انتشار الاشاعة الالکترونیة فی الیابان، ولقد توصلت الدراسة أنه یجب أن یکون هناک مرکز وطنی للمعلومات یمکن من خلاله تأکید أی معلومة أو خبر منشور بشکل الکترونی(24).

وفی استرالیا قدمت دراسة عن خطر الاشاعة الالکترونیة ومحاربتها، حیث أوصت الدراسة على معاقبة أی شخص یروج للاشاعات بالسجن لمدة عشر سنوات وغرامة مالیة بعد التاکد من عدم صحتها وذلک للحد منها (25).

-     الجانب التطبیقی:

-      تحلیل البیانات ومناقشتها:

کما أشار الباحث سابقا، تعتمد الدراسة على أداة الملاحظة المباشرة لجمع البیانات عن طریق ملاحظة ردود أفعال المشارکین بالبحث. حیث کانت عینة الدراسة 200 مشارک جمیعهم یحملون شهادات دکتوراه فی تخصصات مختلفة ومؤسسات أکادیمیة مختلفة ایضا بدولة الکویت. وقد قام الباحث بعمل قروب على الواتساب سمی "قروب أکادیمی الکویت" وهدفه المعلن لأفراد العینة هو تبادل الخبرات والمعلومات التی تتعلق بالشأن التعلیمی بشکل عام والاکادیمی بشکل خاص. ولکن بشکل آخر کان هذا القروب تحت الدراسة لمعرفة مدى وعی وثقافة المجتمع الاکادیمی فیما یتعلق بموضوع الاشاعة الالکترونیة. ولقد کان الباحث بین الحین والآخر یستغل اشاعه متداولة بالفعل فی مواقع التواصل المختلفة ویرسلها للقروب لمعرفة مدى تائثیرها علیهم. ولقد أرسل 5 شائعات منذ تأسیس القروب فی تاریخ 20/3/2016 الى شهر أغسطس بنفس السنة أی بمعدل ستة أشهر تقریبا. الجدول فی الاسفل یوضح عدد الاشاعات ونسبة المشارکة لکل اشاعة :

الجدول رقم (2) :

عدد الشائعات ومجمل عدد المشارکین

الرقم

الاشاعة

المشارکة

عدم المشارکة

المجموع

1

تم الغاء الکورس الصیفی فی الهیئة العامة للتعلیم التطبیقی والتدریب للعام الدراسی 2015/2016.

113

872

200

2

تعلن وزارة التربیة والتعلیم العالی عن الغاء الدراسة غدا (6/4/2016) فی الکویت بسبب موجة الغبار.

134

66

200

3

تم نقل جمیع المتخصصین فی الهندسة الکیمیائیة فی معهد الابحاث الى مؤسسة البترول الکویتیة وذلک لإفتتاح مرکز خاص لهم بزیادة على الراتب تصل الى الضعف.

75

125

200

4

تم الغاء مکافئة الساعات الزائدة على النصاب لأعضاء هیئة التدریس فی التطبیقی وجامعة الکویت.

143

57

200

5

تم ایقاف اصحاب الشهادات الوهمیة عن العمل ومحاسبتهم ومطالبتهم باعادة جمیع الاموال الغیر مستحقة.

92

108

200

     ولتحلیل بیانات الملاحظة، تم ترمیز وتکوید البیانات على ثلاث مجموعات رئیسیة وهم الوعی المعلوماتی، أثر الاشاعة، و أخیرا خطر الاشاعة الالکترونیة:

الجدول (3) :

ترمیز وتکوید بیانات الملاحظة

المجوعات

عناصر الترمیز

کود 1

الوعی المعلوماتی

کود 2

أثر الاشاعة

کود 3

خطر الاشاعة الالکترونیة

-      کود (1): الوعی المعلوماتی:

أکدت الدراسات السابقة أن ابرز أسباب انتشار الشائعات هو قلة الوعی المعلوماتی بین المجتمعات. وفی هذا العنصر لاحظ الباحث أن نسبة الوعی المعلوماتی بین افراد العینة کانت متفاوتة حسب ردة أفعالهم تجاه الاشاعات التی کانت متداولة ومحل النقاش. فعلى سبیل المثال، فیما یتعلق باشاعة " تم نقل جمیع المتخصصین فی الهندسة الکیمیائیة فی معهد الابحاث الى مؤسسة البترول الکویتیة وذلک لإفتتاح مرکز خاص لهم بزیادة على الراتب تصل الى الضعف". کانت نسبة المشارکة جیدة وکان الموضوع محل نقاش. وعلى الرقم أن من بین القروب دکاترة مهندسین متخصصین فی معهد الابحاث الى أنهم وللاسف بعضهم شارک من غیر وعی معلوماتی وأکد صحة الخبر، مع انه اشاعة، من دون أن یستند على مصدر موثوق!! وهنا یذکر الباحث بعض التعلیقات حسب التخصصات وهی کالتالی:

 فلقد علق دکتور متخصص باللغة الأجنبیة وقال "بأن مهندسین معد الابحاث یستاهلون الزیادة على الراتب". کما علق دکتور فی فی کلیة الطب بجامعة الکویت وقال " أعتقد أن زیادة ضعف المبلغ مبالغ فیها قلیلا". وذکر دکتور فی معهد الابحاث "لماذا فقط المهندسیین الکیمیائیین لماذا لا یستفیدوا من الآخرین". وعلق دکتور متخصص فی الدراسات الاسلامیة " أن الخبر یفرح القلب ونتمنى أن تکون هناک زیادة على رواتب أعضاء هیئة التدریس بالتطبیقی". ومن 75 مشارکة وتفاعل فیما یتعلق بهذه الاشاعة کانت للأسف الاغلبیة العظمى تؤکد الخبر وأکثرهم کان تعلیقهم  "یستاهلون وألف مبروک"!! فقط ثلاثة مشارکین کانت تخصصاتهم جمیعا علوم المکتبات والمعلومات هم الذین طالبوا بمصدر موثوق للمعلومة! ولقد لاحظ الباحث أن هذه النتیجة تؤکد على أن هناک مشکلة واضحة فی نسبة الوعی المعلوماتی لبعض الاکادیمیین فی دولة الکویت.

-      کود (2) أثر الاشاعة :

تؤکد الدراسات السابقة أن الشائعات والمعلومات الخاطئة تترک اثرا اکبر فی المجتمع حینما یتداولها الناس بطریقة خاطئة. وفی هذا السیاق، لاحظ الباحث أن بعض المشارکین قد تأثروا ببعض الشائعات فعلا وابدوا اما استیائهم أو فرحهم حسب الخبر المنقول لهم. فعلى سبیل المثال عندما تم اطلاق الاشاعة التالیة: "تم الغاء الکورس الصیفی فی الهیئة العامة للتعلیم التطبیقی والتدریب للعام الدراسی 2015/2016". کانت نسبة المشارکة عالیة بالنسبة لهذه الاشاعة ووصلت الى 113 مشارکة من بین 200 مشارک، والذین  ابدوا استیائیهم وامتعاظهم من الخبر وتاثروا بشکل کبیر من هذه الاشاعة والمعلومة الخاطئة. فلقد ذکر دکتور متخصص باللغة العربیة "أن ادارة التطبیقی یجب أن تضع حدا لهذه المهازل". وعلق دکتور آخر متخصص بالتربیة البدنیة " أن الکورس الصیفی حق للطالب وخصوصا الخریج ولیس من حق ای احد ان یلغیه". وهناک من وصل به الحال أن یقول " أعتقد أننی سوف أتقاعد فانا لا احتمل هذه التخبطات!!". اذا رأینا هذه التعلیقات وغیرها فانها تؤکد أن الاشاعة الالکترونیة الیوم أصبحت سلاح فتاک یؤثر على نفسیة متلقیها اذا أکدها وأعتمدها کمعلومة صحیحة. وعلى العکس فهناک اشاعة تم اطلاقها بالقروب أیضا ولکنها أثرت على نفسیة بعض المشارکین بالفرح وهی "تعلن وزارة التربیة والتعلیم العالی عن الغاء الدراسة غدا (6/4/2016) فی الکویت بسبب موجة الغبار". حیث کانت أکثر الردود تؤکد صحة الخبر وفرحة بهذه العطلة ! .

کود (3) خطر الاشاعة الالکترونیة:

أکدت الدراسات السابقة أن هناک أخطار کثیرة قد تسببها الاشاعة الالکترونیة، وبالفعل هذا ما لاحظه الباحث فی هذه الدراسة أیضا. فعندما تم اطلاق الاشاعة "تم ایقاف اصحاب الشهادات الوهمیة عن العمل ومحاسبتهم ومطالبتهم باعادة جمیع الاموال الغیر مستحقة"، کانت هناک ردود و مشارکات جدا قاسیة حتى أنها وصلت الى التشکیک وإتهام بعض أعضاء هیئة التدریس فی الهیئة العامة للتعلیم التطبیقی و جامعة الکویت بأنهم یحملون شهادات مزورة وبأنهم محولین الى النیابة العامة!. وهذه المعلومات بالطبع کانت خاطئة حیث أنه لا تزال القضیى فی اروقة النیابة ولم یصدر بها قرار الى الآن. فالخطورة تکمن هنا فی أن بإمکان أی عضو هئیة تدریس تعرض للقذف أو الاتهام أی یرفع قضیة لرد اعتباره وهذا بالطبع حق مشروع له. وأیضا عندما تم اطلاق اشاعة انه " تم الغاء مکافئة الساعات الزائدة على النصاب لأعضاء هیئة التدریس فی التطبیقی وجامعة الکویت"، کان هناک ردود أیضا خطره وصلت الى أن أعضاء هیئة التدریس بالجامعة و التطبیقی سوف یضربون عن العمل حتى صرف مستحقاتهم وهذا بالطبع سوف یضر بالعملیة التعلیمیة فی المؤسسات الاکادیمیة فی دولة الکویت.

وبعد عرض هذه وتحلیل نتائج الدراسة، فإنه لابد من الاجابة على تساؤلات      الدراسة التالیة:

  1. ما مدى تأثر المجتمع الأکادیمیى الکویتی بالاشاعة الالکترونیة؟

تشیر نتائج الدراسة أن المجتمع الأکادیمی الکویتی تأثر بشکل ملحوظ الشائعات الالکترونیة. حیث أن المشارکین فی الدراسة قد أثرت بهم معظم الشائعات التی ارسلت لهم. وکان التأثیر فی الغالب سلبی ویؤثر على نفسیتهم، وکان هذا واضحا من خلال ردة أفعالهم على بعض الشائعات والتی وصلت أحیانا الى القذف والشتم.

  1. ما هو مستوى الوعی المعلوماتی لدى المجتمع الأکادیمی الکویتی تجاه الاشاعة الإلکترونیة؟

مع أن العینة المشارکة فی هذه الدراسة تعتبر من نخبة المجتمع الکویتی لما یحملوه من درجة علمیة فی مختلف التخصصات، إلا أن نتائج الدراسة أثبتت أن نسبة الوعی المعلوماتی فیما یتعلق بالاشاعة الالکترونیة کانت متفاوتة ما بین سلبیة وإیجابیة، وللأسف کانت النسبة الأکبر منهم سلبیة ویحتاجون الى وعی وتوعیة معلوماتیة أکثر من أجل الحد من إنتشار الاشاعة الالکترونیة.

  1. ما هی الحلول المناسبة للحد من خطر الاشاعة الالکترونیة فی الأوساط الأکادیمیة فی دولة الکویت؟

بناء على نتائج الدراسة الحالیة ونتائج الدراسات السابقة، هناک حلول للحد من الاشاعة الالکترونیة فی المجتمع الکویتی. ومن أبرز هذه الحلول ما تم عرضه من تجارب مختلفة فی بعض الدول مثل الیابان و کندا و إسترالیا. فلقد أکدت الدراسات أن تطبیق هذه الحلول یساهم بشکل کبیر من الحد من انتشار المعلومات الخاطئة أو ما یسمى بالشائعات الإلکترونیة. وسوف یسرد الباحث حلول أخرى فی توصیات الدراسة من أجل هذا الغرض.

الخاتمة والتوصیات:

أثارت هذه الدراسة موضوع مهم جدا وهو معرفة مستوى وعی وثقافة المجتمع الأکادیمی الکویتی معلوماتیا من خلال دراسة مدى تأثیر الاشاعة الالکترونیة علیهم. وکما أکدت الدراسات السابقة على أن الشائعات الالکترونیة تؤثر بشکل کبیر على متلقیها وفی بعض الأحیان تکون سبب فی دمار البیوت والأمم. فلقد أکدت أیضا نتائج هذه الدراسة على خطر انتشار الشائعات الإلکترونیة بین الأوساط الأکادیمیة فی المجتمع الکویتی والذی یعتبر من نخبة المجتمع الکویتی لما یحملونه من درجة علمیة وأکادیمیة عالیة.

وبناء على ما توصلت إلیه الدراسة من نتائج، فإن الباحث یقدم التوصیات والمقترحات التالیة والتی بدورها قد تساهم فی الحد من إنتشار الشائعات الإلکترونیة بین أوساط المجتمع الکویتی بشکل عام والمجتمع الأکادیمی بشکل خاص:

  1.  ضرورة تشریع قانون صارم یجرم أی شخص یصدر أو یتداول معلومة خاطئة أو إشاعة إلکترونیة قد تمس أفراد أو مؤسسات أو حتى الدولة.
  2. ضرورة إنشاء مرکز معلوماتی ویکون له فرع فی کل مؤسسات ووزارات الدولة ویکون أحد أدواره الرئیسیة هو مکافحة الإشاعة الإلکترونیة.
  3. ضرورة إنشاء تطبیق إلکترونی یمکن إستخدامه على جمیع أنظمة الهواتف الذکیة، هدفه الرئیسی هم مکافحة الشائعات الإلکترونیة ویکون فی متناول الجمیع. من خلال هذا التطبیق یمکن تأکید أو نفی أی معلومة تتعلق بدولة الکویت.
  4. ضرورة إطلاق حملة توعویة واسعة النطاق وتکون على مستوى الدولة، هدفها الرئیسی هو مکافحة الإشاعة الالکترونیة. ویتم ذلک بالتعاون مع مؤسسات الدولة عن طریق إقامة الندوات والمحاضرات والدورات المتعلقة بهذا الشأن.
  5. ضرورة الإقتداء بالنموذج الکندی والذی یوصی بإدخال مادة المعلوماتیة من المرحلة الإبتدائیة إلى المرحلة الثانویة بطریقة ممنهجة ومدروسة. حیث أن هذه المادة تساهم وبشکل کبیر فی رفع مستوى الوعی المعلوماتی لدى الأجیال القادمة.

  

 

 

 

المصادر:

(1) القرآن الکریم، سورة الحجرات، الآیة رقم 6.

(2)  روکیت، میشال لویس. الشائعات. ترجمة وجیه أسعد. الطبعة الأولى. دمشق. دار البشائر للطباعة والنشر ، 1994.

(3)    Yin, R. K. Case study research, design and method, 4th ed. Beverly Hills, CA, Sage Publications, 2009.

(4)    Oates, B. J. Researching information systems and computing. London: Sage Publications, 2006.

(5)    Miles, B. & Humberman, M. Qualitative data analysis: An expanded sourcebook. Thousand Oaks, CA, Sage Publication, 1994.

(6)     ابن منظور، حمد بن مکرم بن على، أبو الفضل، جمال الدین الأنصاری الرویفعى الإفریقى. لسان العرب. الطبعة 3. بیروت: دار صادر. 1994.

(7)     الحربی، هباس رجاء. الشائعات ودور وسائل الإعلام فی عصر المعلومات. الطبعة الأولى. عمّان ، الأردن. دار أسامة للنشر والتوزیع، 2013.

(8)     الحارثی، ساعد العرابی. الإسلام والشائعة، ورقة عمل مقدمة فی ندوة أسالیب مواجهة الشائعات، أکادیمیة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، السعودیة، 2001.

(9)     المرکز العربی للدراسات الأمنیة والتدریب. الاشاعة والحرب النفسیة. الریاض، 1990.

(10) نوفل، أحمد. الإشاعة. کلیة الشریعة - الجامعة الأردنیة. الطبعة الثالثة، عمّان، الأردن. دار الفرقان للنشر والتوزیع ، 1996.

(11) جریدة الوطن.  "کذبة أبریل .. سنجر". الأثنین 17 ربیع الآخر 1430هـ - 13 ابریل 2009م - العدد 14903، (2009) 

http://www.alriyadh.com/421926

(12) بی بی سی العربیة (2016) "أردوغان یظهر فی اسطنبول ویتعهد بتطهیر الجیش بعد محاولة انقلاب". تقریر صحفی.

http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2016/07/160715_turkey_security

(13)  عبدالله، معتز سید.  الحرب النفسیة والشائعات. القاهرة، مصر. دار غریب للنشر ، 1997.

(14)  روکیت، میشال لویس. مرجع سابق، 1994.

(15) عیسى، حنا. "الإشاعة أنواعها وعوامل انتشارها". صحیفة بیلیست الفلسطینیة. نشر الاربعاء 14 مایو, 2014.

(16) Doerr, Benjamin, Mahmoud Fouz, and Tobias Friedrich. "Why rumors spread so quickly in social networks." Communications of the ACM 55.6 (2012): 70-75

(17) المحمید ، محمید.  "مخاطر شراء الأدویة من «الإنستغرام»..!!". أخبار الخلیج، 2016

(18) حنان الصادق بیزان. "الوعی المعلوماتی و مهارات التعلم الذاتی: قراءة تحلیلیة و رؤیة مستقبلیة." 

International Journal of Library and Information Sciences, 2(1), 2015.  P58-6.

(19) غنیم ، أحمد. "الوزراء: لا صحة لطرح التموینلأرز صینی مسرطن". أخبار الوطن. الإثنین ١٣-٠٦-٢٠١٦.

http://www.elwatannews.com/news/details/1224786

(20) العربیة. نت. "دراسة تثبت تأثر المجتمع السعودی بالشائعات". 1 یونیو 2014م. http://tinyurl.com/alarabiya-1

(21) خلیفة ، إیهاب.  حروب مواقع التواصل الاجتماعی. العربی للنشر، 2016.

(22) العربیة. نت. "دعابة على مدونة حول صیام سارکوزی تتحول لقضیة کبرى". 24 أغسطس، 2010م.

http://www.alarabiya.net/articles/2010/08/24/117429.html

(23)  Henkel, Maria. "Educators of the information society: Information literacy instruction in public and academic libraries of canada" Proceedings of the Association for Information Science and Technology 52.1 (2015): 1-10.

(24)  Kaigo, Muneo. "Social media usage during disasters and social capital: Twitter and the Great East Japan earthquake." Keio Communication Review 34.1 (2012): 19-35.

(25)  Fernandez, J. Media law in Australia: Principles, pitfalls and potentials. Chicago. 2013. 

المصادر:
(1) القرآن الکریم، سورة الحجرات، الآیة رقم 6.
(2)  روکیت، میشال لویس. الشائعات. ترجمة وجیه أسعد. الطبعة الأولى. دمشق. دار البشائر للطباعة والنشر ، 1994.
(3)    Yin, R. K. Case study research, design and method, 4th ed. Beverly Hills, CA, Sage Publications, 2009.
(4)    Oates, B. J. Researching information systems and computing. London: Sage Publications, 2006.
(5)    Miles, B. & Humberman, M. Qualitative data analysis: An expanded sourcebook. Thousand Oaks, CA, Sage Publication, 1994.
(6)     ابن منظور، حمد بن مکرم بن على، أبو الفضل، جمال الدین الأنصاری الرویفعى الإفریقى. لسان العرب. الطبعة 3. بیروت: دار صادر. 1994.
(7)     الحربی، هباس رجاء. الشائعات ودور وسائل الإعلام فی عصر المعلومات. الطبعة الأولى. عمّان ، الأردن. دار أسامة للنشر والتوزیع، 2013.
(8)     الحارثی، ساعد العرابی. الإسلام والشائعة، ورقة عمل مقدمة فی ندوة أسالیب مواجهة الشائعات، أکادیمیة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، السعودیة، 2001.
(9)     المرکز العربی للدراسات الأمنیة والتدریب. الاشاعة والحرب النفسیة. الریاض، 1990.
(10) نوفل، أحمد. الإشاعة. کلیة الشریعة - الجامعة الأردنیة. الطبعة الثالثة، عمّان، الأردن. دار الفرقان للنشر والتوزیع ، 1996.
(11) جریدة الوطن.  "کذبة أبریل .. سنجر". الأثنین 17 ربیع الآخر 1430هـ - 13 ابریل 2009م - العدد 14903، (2009) 
(12) بی بی سی العربیة (2016) "أردوغان یظهر فی اسطنبول ویتعهد بتطهیر الجیش بعد محاولة انقلاب". تقریر صحفی.
(13)  عبدالله، معتز سید.  الحرب النفسیة والشائعات. القاهرة، مصر. دار غریب للنشر ، 1997.
(14)  روکیت، میشال لویس. مرجع سابق، 1994.
(15) عیسى، حنا. "الإشاعة أنواعها وعوامل انتشارها". صحیفة بیلیست الفلسطینیة. نشر الاربعاء 14 مایو, 2014.
(16) Doerr, Benjamin, Mahmoud Fouz, and Tobias Friedrich. "Why rumors spread so quickly in social networks." Communications of the ACM 55.6 (2012): 70-75
(17) المحمید ، محمید.  "مخاطر شراء الأدویة من «الإنستغرام»..!!". أخبار الخلیج، 2016
(18) حنان الصادق بیزان. "الوعی المعلوماتی و مهارات التعلم الذاتی: قراءة تحلیلیة و رؤیة مستقبلیة." 
International Journal of Library and Information Sciences, 2(1), 2015.  P58-6.
(19) غنیم ، أحمد. "الوزراء: لا صحة لطرح التموینلأرز صینی مسرطن". أخبار الوطن. الإثنین ١٣-٠٦-٢٠١٦.
(20) العربیة. نت. "دراسة تثبت تأثر المجتمع السعودی بالشائعات". 1 یونیو 2014م. http://tinyurl.com/alarabiya-1
(21) خلیفة ، إیهاب.  حروب مواقع التواصل الاجتماعی. العربی للنشر، 2016.
(22) العربیة. نت. "دعابة على مدونة حول صیام سارکوزی تتحول لقضیة کبرى". 24 أغسطس، 2010م.
(23)  Henkel, Maria. "Educators of the information society: Information literacy instruction in public and academic libraries of canada" Proceedings of the Association for Information Science and Technology 52.1 (2015): 1-10.
(24)  Kaigo, Muneo. "Social media usage during disasters and social capital: Twitter and the Great East Japan earthquake." Keio Communication Review 34.1 (2012): 19-35.
(25)  Fernandez, J. Media law in Australia: Principles, pitfalls and potentials. Chicago. 2013.