تصور مقترح لتربية الشباب المسلم سياسيًا في ضوء النموذج العمري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السعودية

10.12816/0054172

المستخلص

إن الله – عز وجل - خاطب أمة الإسلام قائلًا : ﴿ کُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾ (سورة آل عمران ، الآية : 110 ).
  ومما يساعد في بناء تلک الأمة الخيرة وجود تربيةٍ سياسيةٍ سليمٍة يصاحبها فهمًا صحيحًا للإسلام مما يقود إلى إعداد الفرد لممارسة الشئون العامة في ميدان الحياة عن طريق تنمية وعى الافراد بتزويدهم بالقدر الکافي من العلوم والمعارف المتعلقة بفهم النظام السياسي القائم. ولا يمکن حصول الفهم الإسلامي المراد إلا بالوقوف على ما أصلح الله تعالى به أوائل هذه الامة المتعلق بالنظام السياسي الإسلامي ، فالإسلام يحوى نظامًا سياسيًا صالحًا ؛ لکى يطبق في العصر الحديث،" وإن الفکر الإسلامي أنتج نظريات علمية حول السياسة، بل إن بعض هذه النظريات سبقت عديدًا من النظريات التي لم يتوصل إليها الفکر الأوروبي إلا في العصر الحديث"([1]) .
والتربية السياسية جزء أساسي من التربية الإسلامية ، التي لابد من السير في طريقها للوصول الى المجتمع المسلم ثم الدولة المسلمة. وعندما نتفق على ضرورة التربية السياسية وحاجاتنا الماسة إليها ، نجد أنفسنا مضطرين للبحث عن المنهج الذى نربي الأفراد وفقًا له ، وهذا المنهج لابد أن يستخلص من کتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن سيرة الخلفاء الراشدين المهديين([2]).
  ويعد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مثالا للحاکم المسلم الذي قدم تربية سياسية يحتذي بها ، کما أن اجتهاداته الکثيرة في قضايا مهمة ما تزال حية إلى اليوم مثل قضايا المال العام وکيف يُتصرف فيها ، واهتماماته بأمور المسلمين الحياتية المعاشية ، واهتماماته بالبنية التحتية للدولة کما يعبر عنها اليوم ، تلفت النظر إلى إعادة قراءتها([3]).



([1])محمد ضياء الريس ، النظريات السياسية الإسلامية ، ط7 ، القاهرة : دار التراث ، 2009 م، ص 4.


([2])خالد أحمد الشنتوت، کيف نربي أولادنا على الشورى ، جدة : دار المطبوعات ، 1990م ، ص12 .


Available at www.omniat.com/vb/show thread  php?t=19257,Accessed on (1)
15/2/2012,at7pm

الموضوعات الرئيسية


 

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

تصور مقترح لتربیة الشباب المسلم سیاسیًا فی ضوء

 النموذج العمری

 

 

 

 

إعــــداد

أ / خالد حسن سید مرسی

 

 

 

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد السابع -یولیو 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

مقدمة  :

إن الله – عز وجل - خاطب أمة الإسلام قائلًا : ﴿ کُنتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾ (سورة آل عمران ، الآیة : 110 ).

  ومما یساعد فی بناء تلک الأمة الخیرة وجود تربیةٍ سیاسیةٍ سلیمٍة یصاحبها فهمًا صحیحًا للإسلام مما یقود إلى إعداد الفرد لممارسة الشئون العامة فی میدان الحیاة عن طریق تنمیة وعى الافراد بتزویدهم بالقدر الکافی من العلوم والمعارف المتعلقة بفهم النظام السیاسی القائم. ولا یمکن حصول الفهم الإسلامی المراد إلا بالوقوف على ما أصلح الله تعالى به أوائل هذه الامة المتعلق بالنظام السیاسی الإسلامی ، فالإسلام یحوى نظامًا سیاسیًا صالحًا ؛ لکى یطبق فی العصر الحدیث،" وإن الفکر الإسلامی أنتج نظریات علمیة حول السیاسة، بل إن بعض هذه النظریات سبقت عدیدًا من النظریات التی لم یتوصل إلیها الفکر الأوروبی إلا فی العصر الحدیث"([1]) .

والتربیة السیاسیة جزء أساسی من التربیة الإسلامیة ، التی لابد من السیر فی طریقها للوصول الى المجتمع المسلم ثم الدولة المسلمة. وعندما نتفق على ضرورة التربیة السیاسیة وحاجاتنا الماسة إلیها ، نجد أنفسنا مضطرین للبحث عن المنهج الذى نربی الأفراد وفقًا له ، وهذا المنهج لابد أن یستخلص من کتاب الله وسنة رسوله صلى الله علیه وسلم ومن سیرة الخلفاء الراشدین المهدیین([2]).

  ویعد الخلیفة الثانی عمر بن الخطاب- رضی الله عنه- مثالا للحاکم المسلم الذی قدم تربیة سیاسیة یحتذی بها ، کما أن اجتهاداته الکثیرة فی قضایا مهمة ما تزال حیة إلى الیوم مثل قضایا المال العام وکیف یُتصرف فیها ، واهتماماته بأمور المسلمین الحیاتیة المعاشیة ، واهتماماته بالبنیة التحتیة للدولة کما یعبر عنها الیوم ، تلفت النظر إلى إعادة قراءتها([3]).

مشکلة الدراسة:

  تتفق کثیر من الدراسات العلمیة على سلبیة الشباب وعزوفهم عن المشارکة فی العمل السیاسی ، بدءا من ضعف الاقبال على التصویت او الترشیح فی الانتخابات السیاسیة على جمیع المستویات ، مرورا بضعف المشارکة فی الانضمام لعضویة الأحزاب والتنظیمات السیاسیة من خلال القنوات الشرعیة.

ومرد ذلک کله إلى قصور فی عملیة التنشئة الاجتماعیة فی جانبها السیاسی وعدم تلقى الشباب تربیًة سیاسیًة مناسبًة ، هذا بالإضافة الى ندرة فی تقدیم نماذج لشخصیات سیاسیة إسلامیة بحیث تکون قدوة یُحتذى بها من خلال عرض لهذه النماذج ؛ لبیان فکرهم السیاسی ومعالم التربیة السیاسیة لدیهم .

وبما أن عصر الخلافة الراشدة یمثل أول إدارة للمجتمع الإسلامی متمیزًا بارتباطه بعصر النبوة ، ویشکل منهجًا واضحًا للتأسی والاقتداء بالمنهج النبوی؛ ولذلک أُمر المسلم بالعمل بسنة الخلفاء الراشدین والتمسک بها فی جمیع جوانب الحیاة ، ومن أهم تلک الجوانب طریقتهم فی رعایة مصالح المجتمع ، وإصلاح شئونهم ؛ ولهذا کانت فترة حکم الخلفاء الراشدین  هی النموذج العملی الذى تستمد منه الممارسات والدعائم التی تقوم علیها التربیة السیاسة  ، وهذا ما أکده الریس : " أما بالنسبة لخلافة الصدر الأول أو خلافة الخلفاء الراشدین فإن أهل السنة جمیعًا -وهم الکثرة الغالبة للمسلمین - یرون أن هذه الخلافة هی الخلافة الصحیحة الشرعیة ، ومن ثم فإنهم ینظرون إلیها على أنها المثال أو النموذج الذى یستنبط من القواعد التی قام علیها ، والأعمال التی نفذها ، والأسس التی یجب أن یبنى علیها نظام الحکم الإسلامی " ([4]).

لذلک فإن معرفة طبیعة التربیة السیاسیة فی عصور الإسلام الأولى تمثل مرجعًا أساسیًا، وزادًا مهمًا لکل الساسة والمربین المسلمین فی العصر الحاضر، ومن هنا تأتی هذه الدراسة کمحاولة لإلقاء بعض الضوء على مقومات التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه کمثال لخلیفة مسلم قدم تربیةً سیاسیةً راقیةً، ولبیان مدى الاستفادة منها فی تربیة الشباب المسلم سیاسیًا.

أهمیة الدراسة:

1- تقدیم إضافة تربویة فی المجال السیاسی من منظور إسلامی من خلال تناول مقومات التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، والعلاقة بین الراعی والرعیة ، وما تشتمل علیه من واجبات الدولة وحقوق الأمة.

2- یمکن للقائمین على مؤسسات التربیة الاستفادة من هذه الدراسة فی تربیة الشباب المسلم سیاسیًا، من خلال وضع تصور مقترح لتطبیق التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه.

أهداف الدراسة:

1-التعرف على مفهوم التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، وأهمیتها ، وأهدافها .

2-استنباط مقومات التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه.

3-تقدیم تصور مقترح للاستفادة من التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه فی تربیة الشباب المسلم.

دراسات سابقة:

1- دراسة فیصل بن بجاد بن محمد آل شرفی السبیعی (2011)([5])  :     

هدفت الدراسة إلى استنباط رکائز التربیة السیاسیة عند الخلیفة أبی بکر الصدیق- رضی الله عنه - والمتمثلة فی العوامل المؤثرة فی التربیة السیاسیة عنده ، ومؤسساتها، ومصادرها، وأسالیبها، ومظاهرها، ومن ثم تکوین تصور مقترح لتطبیق التربیة السیاسیة المستنبطة من الخلیفة أبی بکر الصدیق - رضی الله عنه- فی الواقع التربوی المعاصر. واستخدم الباحث المنهج الوصفی، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج کان أبرزها:

1-أن التربیة السیاسیة عند الخلیفة أبی بکر الصدیق رضی الله عنه تهدف إلى تحریر الإنسان من العبودیة لغیر الله سبحانه وتعالى، وتدعو إلى کمال الخضوع والطاعة لله                 سبحانه وتعالى.

2-أن التنشئة الأسریة القائمة على الوضوح فی منظومة الحقوق، والحکمة وحسن التصرف، وتتسم کذلک بالتواصل والحوار وترسیخ قیم العدالة والمساواة ، تساهم فی تعزیز الجانب السیاسی لدى أفرادها.

3-أن الاهتمام بطرق المناقشة والحوار، وحل المشکلات بدلًا من الترکیز على الطرق القائمة على الحفظ والتلقین یساهم فی تنمیة ذات المتعلم السیاسیة.

 2- دراسة محمد علی محمود صبح (2011)([6]):

هدفت الدراسة إلى:

1- محاولة تأصیل مفهوم إدارة الدولة فی الفکر السیاسی الإسلامی.

2- البحث فی مسائل تتصل ببناء المجتمع العادل والدولة الإسلامیة العادلة ، کما أشار إلیها القرآن الکریم والسنة النبویة واجتهاد الخلفاء الراشدین .

3- إزالة اللبس والغموض والمغالطات التی علقت فی الکثیر من المفاهیم التی یتناولها المسلمون فی حیاتهم ، مثل فصل الدین عن الدولة، وأنه لا سیاسة فی الدین، والعدید من تلک المغالطات. واستخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی والمنهج التاریخی المقارن.

وقد خلصت الدراسة إلى جملة من الاستنتاجات أهمها:

1-أن الإسلام وقف على النهج والمقاصد والغایات والفلسفات فی کل ما یتصل بالأمور التی هی محل التغییر والتطور ومن هذه الأمور إقامة الدولة وقیادة الأمة وسیاستها.

2-أن العلاقة بین مفهوم الدولة وإدارتها لم تبرز کمعضلة فی الإسلام ، إذ أن إدارة الدولة فی الإسلام ببعدیها السیاسی والإداری هو  تعبیر وتجسید للشریعة الإسلامیة.

3-دراسة زین العابدین عبد البصیر خطاب عبد الباسط (2007)([7]):

هدفت الدراسة إلى :

1-الکشف عن الاتجاه السیاسی حول المسائل الشرعیة التی تعرض لها أحد مفکری القرن السادس الهجری متمثلة فیما صنفه الطرطوشی .

2- بیان مدى التوفیق بین السیاسة الشرعیة والتطبیقات الفقهیة فی مجال الأحکام الشرعیة وبین الفکر السیاسی فی عصر الطرطوشی .

3- تقدیم دراسة متکاملة حول الفکر السیاسی عند أبی بکر الطرطوشی .

  واستخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی فی عرضه بصورة وافیة للآراء السیاسیة لهذا المفکر الإسلامی وآراء سابقیه فی هذا المجال لمعرفة مدى تأثره بالآراء السیاسیة من سابقیه وبیان تأثیره فی لاحقیه.

وکان من أهم النتائج التی أظهرتها الدراسة :

1- انطلاق الطرطوشی فی بیان الضوابط والأحکام المتعلقة بالجوانب السیاسیة من القواعد الإسلامیة "القرآن والسنة "فی بیان الأمور التأسیسیة المتعلقة بمؤسسات الحکم المختلفة للدولة الإسلامیة فی عصره ، کما بین الضوابط التی تحکم العلاقة بین الراعی والرعیة أو الحاکم والمحکوم .

2-تفرد الطرطوشی عن أقرانه من علماء عصره فیما صنفوا فی الفکر السیاسی بسعة علمه ووفرة أفکاره  وآرائه التی خالف فیها معاصریه؛ فلم یلجأ إلى الاختصار المخل أو الإفراط الممل.

4- دراسة رجب صدیق سلطان (2006)([8]):

هدفت هذه الدراسة إلى عرض المبادئ والقضایا التی جاءت فی عهد الإمام علی- رضی الله عنه- لوالیه إلى مصر مالک بن الحارث الأشتر النخعی کما جاءت فی کتاب نهج البلاغة للإمام علی بن أبی طالب رضی الله عنه ، وأهمیة تلک القضایا فی الاهتداء بها فی استنباط تطبیقات تربویة مفیدة فی واقعنا الحالی للتغلب على ما یواجهنا من تحدیات. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفی، وکان من نتائج الدراسة أن علی بن أبی طالب- رضی الله عنه- قدم أول وثیقة مفصلة لحقوق الإنسان لفظًا ومعنىً  ؛ وذلک لأن الإمام علی - رضی الله عنه- کان یعیش أفکاره ومبادئه التی یؤمن بها، وفائدة هذه الدراسة هی تجلیة وعرض لنموذج رفیع من ملایین النماذج السامیة التی یقدمها علماء الإسلام وحتى الآن فی شتى مجالات الحیاة.

 

5- دراسة صالح سید سالم باحاج (2004)([9]):

هدفت الدراسة إلى تناول البیئة الحضاریة وأثرها على الفکر السیاسی لابن تیمیة ، وحقیقة التفاعل بین تلک البیئة والفکر السیاسی موضوع البحث من خلال البیئة الثقافیة والعلمیة ، والسیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والدینیة ، کما تناول مفهوم التجدید فی الفکر السیاسی لابن تیمیة بتحدید مکانة ابن تیمیة فی الفکر السیاسی الإسلامی ، ومفهوم السیاسة الشرعیة عند ابن تیمیة ، وتناول أیضًا مقومات التجدید فی الفکر السیاسی له ، واستخدم الباحث المنهج الوصفی والمنهج التاریخی ، وتم رصد أهم الفعالیات التی جاءت من خلالها الجهود التجدیدیة لابن تیمیة وهی الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر والفتوى والاتصال بالسلطة السیاسیة ، وتناول أهم مجالات التجدید فی الفکر السیاسی لابن تیمیة من خلال مبادئ وأشکال أنظمة الحکم ، ووظائف السلطة السیاسیة ، ومفهوم الأمة ، وآثار ابن تیمیة فی الفکر السیاسی الإسلامی الحدیث والمعاصر .

6- دراسة نبیه أبو الیزید متولی (1987)([10]):

هدفت هذه الدراسة إلى فحص الفکر السیاسی والأخلاقی للإمام الماوردی وتضمیناته التربویة ، وإبراز إسهاماته السیاسیة وممارساتها العملیة فی هذا المجال الذی یسعى مجتمعنا إلى الوصول إلى صیاغة واقعیة له تستمد أصولها من تراثنا الإسلامی فی مجاله السیاسی والأخلاقی ، وبیان مضامینه التربویة خاصة ، وقد کتب الماوردی فی مجال التربیة السیاسیة للحاکم والمحکوم – بین السیاسة والأخلاق وبین الدنیا والدین – مبینًا الأسس التی تقوم علیها هذه التربیة فی إطار من قیم الدین ومصلحة الجماعة ، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی .

التعلیق على الدراسات السابقة:

   تناولت دراسة السبیعی معالم التربیة السیاسیة عند الخلیفة أبی بکر الصدیق رضی الله عنه   مع وضع تصور مقترح لتطبیقها فی الواقع المعاصر فی المؤسسات التربویة.

  ورکزت دراسة صبح على توضیح مفهوم إدارة الدولة وأهمیتها فی الفکر السیاسی الإسلامی وعلاقة الدین بالسیاسة.

   ورکزت دراسة عبد الباسط على توضیح الفکر السیاسی عند الطرطوشی ومدى التوفیق بین هذا الفکر وبین السیاسة الشرعیة. کما تناولت دراسة الشریف الدور المطلوب من المدرسة الابتدائیة - کمؤسسة تربویة - فی التنشئة السیاسیة للطلاب فی تلک المرحلة ، کما أکدت إحدى نتائج الدراسة أسبقیة التنشئة فی الإسلام على الفکر الغربی المعاصر.

   بینما جاءت دراسة سلطان لتعرض معالم التربیة السیاسیة عند الإمام علی بن أبی طالب رضی الله عنه وتضمیناته التربویة.

   بینما رکزت دراسة باحاج على تناول الفکر السیاسی ومفهوم التجدید فی الفکر السیاسی لابن تیمیة وأهم مجالات ذلک التجدید عنده ، وآثار ابن تیمیة فی الفکر السیاسی الإسلامی الحدیث.

   وتناولت دراسة متولی أبو الیزید الفکر السیاسی والأخلاقی للإمام الماوردی وتضمیناته.

وقد استخدمت معظم الدراسات السابقة المنهج الوصفی.

   وقد استفادت الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة فی تحریر مصطلح التربیة السیاسیة فی الإسلام، کذلک استفادت من الدراسات السابقة فیما تم جمعه من نصوص ومادة علمیة حول التنشئة السیاسیة من المنظور الإسلامی، کذلک مما استفادت الدراسة الحالیة منه بلورة وتعریف مصطلح التربیة السیاسیة ومفهوم الدولة وتطورها فی الفکر السیاسی الإسلامی، والکشف عن أهم معالم الفکر السیاسی عند بعض الشخصیات الإسلامیة والتأکید على العلاقة الوثیقة بین الدین والسیاسة فی الفکر التربوی الإسلامی.

 تختلف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة بأنها:

أولا: تتناول الدراسة الحالیة جانب التربیة السیاسی عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، وهذا الجانب الذی لم تتناوله أی دراسة سابقة مما یضفی علیها طابع الجدة.

ثانیا: تقدم الدراسة الحالیة مقترحًا لتطبیق جانب التربیة السیاسی عند عمر بن الخطاب - رضی الله عنه - من أجل تربیة الشباب المسلم سیاسیًا.

تساؤلات الدراسة:

س1: ما مفهوم التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب – رضی الله عنه؟ وما أهمیتها؟ وما أهدافها؟

س2: ما مقومات التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه؟                                

س3: ما مدى الاستفادة من التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه فی تربیة الشباب المسلم؟                                                                                                

منهج البحث:                                                                                                  

تقتضی طبیعة الدراسة استخدام المنهج الوصفی التحلیلی "وهو الجمع المتأنی والدقیق للسجلات والوثائق المتوفرة المتعلقة بموضوع البحث، ومن ثم التحلیل الشامل لمحتواها، بهدف استنتاج ما یتصل بمشکلة البحث من أدلة وبراهین تبرهن على إجابة تساؤلات البحث.                                                    

وتستفید الدراسة من الطریقة الاستنباطیة والتی تعرف بأنها "الطریقة التی یقوم فیها الباحث ببذل أقصى جهد عقلی ونفسی عند دراسة النصوص؛ بهدف استنباط مبادئ تربویة مدعمة بالأدلة الواضحة " فی استنباط مقومات التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، ومن ثم تقدیم تصور مقترح للاستفادة من هذه التربیة السیاسیة فی تربیة الشباب المسلم.                                                                         

حدود الدراسة:                                                                                                      

    اقتصرت الدراسة على عرض مقومات التربیة السیاسیة عند عمر بن الخطاب- رضی الله عنه- من خلال نظام حکمه وما یتضمنه من أقوال ومواقف وأفعال ثم تقدیم تصور مقترح فی کیفیة الاستفادة من هذه التربیة السیاسیة فی تربیة الشباب المسلم سیاسیًا.

مصطلحات الدراسة:

التربیة السیاسیة:

    یعرف عثمان عبد المعز رسلان التربیة السیاسیة بأنها " الجهود المبذولة من قبل مؤسسات ووکالات التربیة الرسمیة وغیر الرسمیة ، التی تعمل عل تکوین وتنمیة شخصیة سیاسیة تتطابق مع الثقافة السیاسیة للقائمین على هذه المؤسسات ، وتکوین وتنمیة وعی سیاسی بمستویاته بحیث یکون المواطن واعیًا قادرًا على الوصول إلى ذلک الوعی بنفسه ، ویصبح قادرًا وراغبًا فی المشارکة السیاسیة بفاعلیة فی قضایا مجتمعه العامة بکل صور المشارکة المتاحة التی تؤدی إلى التغییر نحو الأفضل([11]).

    ویعرف الباحث التربیة السیاسیة بأنها عملیة تنشئة للفرد والجماعة بواسطة أجهزة ومؤسسات التنشئة الاجتماعیة المختلفة مثل الأسرة والمدرسة والجامعة والتنظیمات السیاسیة المختلفة، وأجهزة الإعلام ، فی جو یتسم بالحریة والعدالة ، من أجل اکتساب مجموعة من القیم والمعارف والمهارات اللازمة لحسن التعامل مع عناصر الحیاة السیاسیة بمفهومها الشامل الذی یتضمن الأمور الکلیة الخاصة بالمحافظة على کیان الأمة وحمایة مصالحها وتطویرها وتقویته .

 الإطار النظری للدراسة :

    سوف یتناول الباحث أهم مقومات التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب .

 ولقد قام الباحث بتصنیف تلک المقومات إلى مقومات شخصیة ومقومات من خلال نظام حکمه.

أولاً: المقومات الشخصیة:

أ- المقومات الاجتماعیة:

     تمتع عمر بن الخطاب بمقومات اجتماعیة مرموقة کانت لها أثرًا عظیمًا فی التربیة السیاسیة لدیه وهذه بعض منها:

1-مکانته فی الجاهلیة:

   احتل عمر رضی الله عنه، بسببنسبه القرشی ذو الخلفیة السیاسیة وتقلده منصب السفارة فی الجاهلیة ، مکانةً بارزةً فی المجتمع المکی الجاهلی ، وأسهم بشکل فعال فی أحداثه ، وساعده تاریخ أجداده المجید ، فقد کان جده نفیل بن عبد العزى تحتکم إلیه قریش فی خصوماتها ، فضلًا عن أن جده الأعلى کعب بن لؤی کان عظیم القدر والشأن عند العرب ، فقد أرخوا بسنة وفاته إلى عام الفیل، وتوارث عمر عن أجداده هذه المکانة المهمة التی أکسبته خبرة ودرایة ومعرفة بأحوال العرب وحیاتهم ، فضلًا عن فطنته وذکائه فلجئوا إلیه فی فض خصوماتهم ، یقول ابن سعد : "إن عمر کان یقضی بین العرب فی خصوماتهم                    قبل الإسلام "([12])

2- مکانة عمر فی الإسلام:

    إن إسلام عمر- رضی الله عنه- کان حدثًا بارزًا من أحداث الدعوة الاسلامیة  ومَعْلَمًا من المعالم المضیئة على طریقها ، فلقد کان إسلامه فتحًا، کما یقول ابن مسعود ، لقد قویت به شوکه المسلمین ، وعز به جانب المستضعفین منهم ، فقویت نفوسهم، ورأوا فی مسیرة الدعوة الإسلامیة اتجاهًا إلى مواقع العزة یومًا بعد یوم، وأنها تکسب کل یوم أنصارًا دون أن تخسر شیئًا مما کسبت([13].

ب-المقومات العقلیة والنفسیة:

1- العبقریة والفراسة:

   عُرف عمر بصدق الفراسة، وبصحة التظنی للأمور، فکان إذا تظنى أمرًا وقع کما تظناه ، إنه ملهم تتکشف له غایات الأمور، وتستدیر له عواقبها، فیرى غائبها حاضرا وقریبها بعیدا ([14]) ، قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: « إنَّهُ کَانَ فِی الأُمَمِ قَبْلَکُمْ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ یَکُنْ فِی هَذِهِ الأُمَّةِ فَهُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ »([15]).

2-الإرادة القویة والهمة العالیة للقیام بعظائم الأمور:

رُوی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أُرِیتُ کَأَنِّی أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَکْرَةٍ عَلَى قَلِیبٍ(القلیب: البئر غیر المطویة) ، فَجَاءَ أَبُو بَکْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَیْنِ ، فَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِیفًا وَاللَّهُ  یَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بن الخطاب ،  فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِیًّا  یَفْرِی فَرْیَهُ ، حَتَّى رَوِیَ النَّاسُ وَضَرَبُوا بعَطَنَ "([16]).

3-شدة هیبته فی القلوب:

- عن عمر بن مرة ، قال : لقی رجل من قریش عمر فقال : لن لنا فقد ملأت قلوبنا مهابة ، فقال : أفی ذلک ظلم ؟ قال : لا ، قال ، فزادنی الله فی صدورکم مهابة([17]) .

ج- المقومات العلمیة:

 کان عمر رضی الله عنه - واحدًا من علماء قومه بما کان للقوم یومئذٍ من علم له معارفه التی تسلک بهم سبیل الخبرة بمجتمعهم: دینًا وتاریخًا وأدبًا وغیر ذلک ، فکان لعمر علم بهذه المعارف حصده بجهد شخصی أهّلَه للسداد بین عشیرته وقومه([18]).

د-المقومات الثقافیة والأدبیة والمعرفیة:

  لعمر علم بآثار أهل الکتاب وهم الیهود، ،  ولعمر رضی الله عنه-علم بالأنساب..."أخذ ذلک عن الخطاب وکان کثیرًا ما یقول: سمعت ذلک من الخطاب ولم أسمع ذلک من الخطاب.     ولعمر تقدیر کبیر للشعر، وتقویم لمنزلته ، یقول – عنه - بیانًا لمنزلته : " کان الشعر علم قوم لم یکن لهم علم أصح منه ..." ([19]). ولعمر علم بجغرافیة الدولة والحساب ؛ فکان من واجب عمر رضی الله عنه -أن یعلم بشئون الدولة من حیث أرضها ونتائجها، ومن حیث ثغراتها وحصونها، ثم من حیث رجالها عدداً وخبرة.

   ولقد  اشتغل عمر بالتجارة فکان لذلک أثره فی کسب معرفة طبائع البشر وکسب معارف جدیدة من البلاد التی زارها للتجارة مما أدى إلى سعة أفقه ، وعمق مدارکه ، وذکاء قلبه ، وغزارة علمه ، وبصر دقیق بالناس والحیاة([20]).

ه-المقومات الإیمانیة:

1-دخوله فی الإسلام :

    کان لدخول عمر فی الإسلام الأثر البالغ فی تکوین شخصیته السیاسیة ، مما أکسبه سبق ملازمة الرسول ، واکتساب مقومات القائد السیاسی ، فجعلت منه نموذجًا یقتدى به لما اتصف من الأخلاق بمکارمها ومن الفضائل بمحاسنها.

2-الشجاعة فی الدفاع عن الحق:

    لقد أعز الله الإسلام والمسلمین بإسلام عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، فقد کان رجلًا ذا شکیمة لا یرام ما وراء ظهره ، وامتنع به أصحاب رسول الله صلى الله علیه وسلم وبحمزة([21]).

3-ملازمته الرسول صلى الله علیه وسلم:

     حرص عمر رضی الله عنه على التبحر فی الهدى النبوی الکریم فی غزواته وسلمه ، وأصبح لعمر رضی الله عنه علم واسع ومعرفة غزیرة بالسنة النبویة المطهرة ، التی أثرت فی شخصیة عمر وفقهه ، ([22]).

    إن ملازمة عمر رضی الله عنه لرسول الله صلى الله علیه وسلم قد أکسبته ثقافة سیاسیة متمیزة فلقد نمى الرسول فی عمر: استقلال الرأی وشجعه على المصارحة والمکاشفة وکذلک کان یفعل صلى الله علیه وسلم مع کل أصحابه رضی الله عنهم ، ولکم أثنى على شدة عمر فی الحق حین ضاق به آخرون! من أجل ذلک ألِفَ الناس فی زمن الرسول أن یهابوا عمر أکثر مما یهابون غیره من الصحابة.

 و-المقومات الحربیة والعسکریة:

   لقد کان عمر کان من غیر شک ذا کفایة حربیة ممتازة اکتسبها من حضوره المشاهد مع رسول الله ومن تدبیره قتال الردة مع أبی بکر. وفقد عده أبوبکر "سیف الله" ودرعه .. وکفى بذلک دلیلًا على رسوخ قدمه فی فن الحرب وکفایته فی شئون القتال ، فلما ولى عمر الخلافة ظهرت تلک الکفایة أیما ظهور وأثمرت أیما ثمر([23]) .

ح-المقومات الأخلاقیة والإنسانیة: 

1-التواضع :

ولقد ظهر هذا الخُلُق جلیا عند عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، ومن الأمثلة على ذلک:

-     قدم على عمر بن الخطاب وفد من العراق فیهم الأحنف بن قیس فی یوم صائف شدید الحر، وعمر معتجر "معتم" بعباءة یهنأ بعیرًا من إبل الصدقة "أی یطلیه بالقطران" فقال:    یا أحنف ضع ثیابک، وهلم، فأعن أمیر المؤمنین على هذا البعیر فإنه إبل الصدقة، فیه حق الیتیم، والأرملة، والمسکین، فقال رجل من القوم: یغفر الله لک یا أمیر المؤمنین، فهلا تأمر عبدًا من عبید الصدقة فیکفیک؟ فقال عمر: وأی عبد هو أعبد منی، ومن الأحنف؟ إنه من ولی أمر المسلمین یجب علیه لهم ما یجب على العبد لسیده فی النصیحة،                          وأداء الأمانة([24]).

2-الورع:

  إن عمر بن الخطاب رضی الله عنه یضرب المثل فی الورع ، ومن الأمثلة على ذلک: وعن عبد الرحمن نجیح قال: نزلت على عمر رضی الله عنه، فکانت له ناقة یحلبها، فانطلق غلامه ذات یوم فسقاه لبنا أنکره ، فقال: ویحک من أین هذا اللبن لک؟ قال: یا أمیر المؤمنین، إن الناقة انفلت علیها ولدها فشربها، فحلبت لک ناقة من مال الله، فقال: ویحک، تسقینی نارًا ؟! واستحل ذلک اللبن من بعض الناس، فقیل هو لک حلال یا أمیر المؤمنین ولحمها([25]).

3-الزهد والترفع عن الملذات:

   کانَ عمر بنُ الخطّاب إمامًا فی الزُّهدِ ، فَقَد رَغِبَ عن الدّنیا، وَرَکَلَها وهی رَاغِبَةٌ فیه ابْتغاءَ ما عندِ الله من نَعیمٍ مُقیم، وَلَقَد شَهِد لَهُ صحابةُ رسولِ الله الّذینَ عاشروهُ وَعَمِلوا مَعَهُ ورافقوه([26]) .

4-الإیثار:

   کان عمر یؤثر مصلحة المسلمین على مصلحته ومصلحة أهله وأولاده ، قال ابن عمر: أهدى أبو موسى الأشعری لامرأة عمر عاتکة بنت زید طنفسة، أراها تکون ذراعًا وشبرًا ، فرآها عمر عندها، فقال: أنى لک هذه، فقالت: أهداها لی أبو موسى الأشعری، فأخذها عمر رضی الله عنه فضرب بها رأسها، حتى نفض رأسها (حرکة فی ارتجاف)، ثم قال: علی بأبی موسى وأتعبوه فأتى به وقد أتعب وهو یقول: لا تعجل علی یا أمیر المؤمنین، فقال عمر: ما یحملک على ان تهدى لنسائی؟ ثم أخذها عمر فضرب بها فوق رأسه وقال: خذها فلا حاجة لنا فیها([27]).

7-الرأفة والرحمة:

-    رُوی أن عمر جاء إلیه أحد عماله ، فبینما هما یتکلمان إذ دخل علیهما طفل لعمر ، فقبله ، فقال الأمیر:" ما هذا یا أمیر المؤمنین ؟ أتقبل هذا ؟ فو الله ما قبلت ولدا قط " . فقال عمر : " فأنت والله بأولاد الناس أقل رحمة ! لا تعمل لی عملا أبدا " . فعزله عن              عمله ([28]).

9-النقد الذاتیومحاسبته لنفسه:

کان عمر بن الخطّاب رضی الله عنه مثالًا فی محاسبة النّفس ونقدها ، فکان من شدة محاسبته لنفسه یقول: لو مات جدی بطف العراق لخشیت أن یحاسب الله به عمر([29]).

ثانیا: مقومات التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه من خلال نظام حکمه.

 أ- وسائط التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب:

(1)   المسجد:

   اتخذ عمر من المسجد منبرًا لعملیة التوجیه السیاسی للمجتمع ، وذلک من خلال الخطبة التی یلقیها، ([30])

   ولقد وقف عمر أکثر من مرة على المنبر یناقش السیاسات العامة للدولة الإسلامیة داخلیة ، أو خارجیة، وأن المسلمین ناقشوه ، واعترضوا علیه أحیانًا وخطأوه أحیانًا أخرى ، وکل ذلک کان علانیة أمام عامة الناس جمیعًا([31]).

(2)   الأسرة:

إن  موقف عمر بن الخطاب من أهله وأسرته، فیه تقدیس للمسئولیة لا یضاهیه تقدیس .. وإکبار لأمانة الحکم لا یضاهیه إکبار، إنه لا یحرمهم مما لیس لهم بحق فحسب ، بل مما هو لهم  حق مشروع ، وإنه لیحملهم من المسئولیات أضعاف ما یحمله نظراؤهم من الناس، حتى صارت قربة "عمر" عبئًا یود الأقرباء لو استطاعوا منه الفرار..!!، فهو یعلم أن أمانة الحکم لا تمتحن امتحانها الوثیق إلا هنا فی علاقات الحاکم بأهله، هل لهم قانون ، والناس قانون؟ أم أنهم والناس سواسیة أمام قانون واحد ، وعدالة واحدة([32])!!

 (3)المجلس الاستشاری للخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه:

  فکان عمر رضی الله عنه  مع عظمته وعبقریته یشاور أصحابه فی الأمور الهامة کلها، ولقد احتفظ بکبار الصحابة فی المدینة فلم یشرکهم فی الحروب ولم یولهم شیئًا خارج المدینة کعلی بن أبی طالب – کرم الله وجهه – وعثمان بن عفان، وعبدالرحمن بن عوف، والعباس بن عبدالمطلب ، وعبدالله بن العباس وآخرین – رضی الله عنهم أجمعین([33]).

(5) المؤسسة القضائیة:

إن عمر قد استطاع من خلال القضاء کإحدى المؤسسات المهمة فی الدولة أن ینشر تربیته السیاسیة من خلال بسط العدل بین أفراد المجتمع ، فوضع شروطًا دقیقة لتعیین القضاة وأوصاهم بالعدید من الوصایا التی تهدف لتحقیق مصالح الناس والمساواة بین المتخاصمین، کما نشر من خلال هذه المؤسسة مبدأ الاجتهاد فی الرای فی القضایا النادرة أو تلک التی لم یرد فیها نص من قرآن أو حدیث أو إجماع أو قیاس أو سوابق قضائیة.

(6) موسم الحج:  

کان أمیر المؤمنین الفاروق – رضی الله عنه –  أول من جعل موسم الحج مؤتمرًا عامًا ألزم الولاة أن یحضروه لتتم دراسة المشکلات ولیحاسب کلٌ على عمله ، وکان موسم الحج "جمعیة عمومیة کأرقى ما تکون الجمعیات العمومیة فی عصر من العصور حیث کان فرصة لیستقی أخبار رعیته وولاته ، فجعله موسمًا للمراجعة والمحاسبة واستطلاع الآراء فی شتى الأنحاء ([34]) .

 ب- مصادر التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب :

شکلت مصادر التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب مرتکزًا مهمًا ، ومَعلمًا واضحًا تمیزت به التربیة فی جانبها السیاسی عنده رضی الله عنه ، وفیما یلی عرض لتلک المصادر .

1 – القرآن الکریم :-  

لقد ارتبطت التربیة السیاسیة عند عمر بن الخطاب بالتربیة القرآنیة لدیه ویتضح ذلک من خلال مبادئ وأسس نظام الحکم عند عمر بن الخطاب التی تقوم على الحریة ، العدل، المساواة ، الشورى ، المعارضة ، النقد الذاتی وهذه الأسس تنتشر آیاتها فی القران الکریم. ولقد استطاع عمر بن الخطاب من خلال فهمه الدقیق وفقهه الواسع تطبیق هذه المبادئ الستة کأحسن ما یکون.

2- السنة النبویة :

 لقد کان للسنة النبویة ومواقف الرسول فی تربیة الصحابة والمجتمع المسلم سیاسیًا أثرًا بالغًا فی اقتباس الفاروق من هذا المعین الذی لا ینضب-القیم والمبادئ السیاسیة العظیمة التی طبقها عمر خلال فتره حکمه سواءً من خلال إتاحته حریة التعبیر واحترام الرأی المعارض وحریة العقیدة وترسیخ مبدأ الشورى أو من خلال إقامته للعدل والمساواة وحفظه لحقوق البشر فقلد کان الرسول صلى الله علیه وسلم بالنسبة لعمر قدوةً ومثلًا أعلى دأب عمر اقتفاء أثره وتتبع منهجه فی سیاسته مع المجتمع.

3- الاجتهاد:

    کان عمر من الشخصیات الواسعة الأفق ، البعیدة النظرة فلم یغلق على نفسه باب الاجتهاد ، أو یعیش داخل بیت موصود الأبواب ، فقد کان هذا الخلیفة یملک من الجرأة والحسم فی الحق ، ما یجعله سریع العمل ، مخالفا کما یفهمه ضیقوا النظرة من ظاهر النصوص، فقد  أتاح للمسلمین فی أثناء خلافته لونًا من الحیاة ، ما زالت الأمم المتحضرة إلى الآن فی الغرب مقصرة عن بلوغه ، ولم یکن أبدا من المتزمتین أو المتعصبین ضد ما هو من النظم أو المعالم غیر الإسلامیة ، وإنما کان یحکم العقل والمصلحة العلیا، فلقد ترک الدواوین تکتب بلغة أهلها فی البلاد التی افتتحها المسلمون ، کما کانت النقود المتداولة فی تلک البلاد علیها نقوش مسیحیة ، وأخرى مجوسیة ، فترکها کما هی فترة من الزمن حتى أتیح لهم استبدالها بغیرها([35])

     کما اتضح اجتهاده من خلال رأیه فی أسری بدر حینما استشار رسول الله صلى الله علیه وسلم کبار أصحابه فی ذلک وقال: ما ترون فی هؤلاء الأسرى فقال أبو بکر یا رسول الله قومک وأهلک ، فاستبقهم لعل الله أن یتوب علیهم ، وقال عمر یا رسول الله کذبوک وأخرجوک وقاتلوک قدمهم فاضرب أعناقه ، فأخذ رسول الله صلى الله علیه وسلم برأی أبی بکر([36]) ..  

ج-أسالیب التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه:

تمثل أسالیب التربیة السیاسیة رکیزة مهمة استخدمها عمر بن الخطاب رضی الله عنه فی تنمیة الشخصیة المسلمة فی جانبها السیاسی، ومن أهم تلک الأسالیب ما یلی:

1-أسلوب التربیة بالقدوة:

تجلت صور الاقتداء والتأسی فی حیاة عمر بن الخطاب فی تطبیق کل ما یتمثله، ویأمر به ، ومواقفه وأقواله تؤکد ذلک:  ومن أقوال عمر رضی الله عنه  "إذا کنت فی منزلة تسعنی وتعجز الناس، فو الله ما تلک لی بمنزلة حتى أکون أسوة للناس"([37]).

2-أسلوب التربیة بالخطابة والوصیة:

کان عمر مقنعاً لمستمعیه جذابًا لهم، ومما یدل على ذلک استباق أصحاب رسول الله صلى الله علیه وسلم إلى منبره ([38]).

3-أسلوب التربیة بالحوار( الحجة العقلیة والمنطق ):

  لقد کان عمر فصیحًا بلیغًا، وهو- إلى هذه الفصاحة والبلاغة یقدم الفکرة مصحوبة بالدلیل، بل قد یسوق لها الدلیل إثر الدلیل کما یتضح– فی کلمته عند عزمه على إخراج الیهود من خبیر، ففیها یقول: "... وقد وعدوا على عبد الله بن عمر ففدعوا یدیه – کما بلغکم مع عدوتهم على الأنصار قبله، لا نشک أنهم أصحابهم، لیس لنا عدو غیرهم من کان له مال فلیلحق به ، فإنی مخرج یهود" ([39]).

4-أسلوب التربیة بالترغیب والترهیب :

   کان إذا سن قانونًا، أو حظر أمرًا، جمع أهله أولًا، وقال لهم: إنی قد نهیت الناس عن کذا وکذا ... وإن الناس ینظرون إلیکم کما ینظر الطیر إلى اللحم ، فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وإنی والله لا أوتی برجل منکم وقع فیما نهیت الناس عنه إلا ضاعفت له العذاب لمکانه منی .. فمن شاء منکم فلیتقدم، ومن شاء فلیتأخر([40]).

5-أسلوب التربیة بالثواب والعقاب:

    ذات یوم تلقى أبو سفیان من ابنه معاویة عامل عمر على الشام ، مالًا کثیرًا ، وقیده لیدفعه جمیعًا إلى عمر ، ولکنه احتفظ بالمال فی داره ، وذهب إلى عمر بالقید وکتاب معاویة ، فلما قرأ عمر الکتاب قال : " وأین المال یا أبا سفیان ؟ " قال : " یا أمیر المؤمنین ، کان علینا دین ومعونة ، ولنا فی بیت المال حق ، فإذا أخرجت لنا شیئا من بیت المال ، فأسقطه فی هذا المال حتى تستوفیه . " قال عمر لأصحابه : " قیدوه بهذا القید حتى یأتی بالمال . " فقیدوه ، ولم یطلقوه حتى رد المال([41]) !

6-أسلوب التربیة بالتصحیح المستمر للأخطاء :

  فلقد استخدم عمر رضی الله عنه أسلوب تصحیح الأخطاء فی التربیة السیاسیة حیث أن عامل عمر قد أقام الحد على رجل عقابًا له على شرب الخمر لکنه أخطأ بتسوید وجهه وأمره للناس باعتزاله فأمر عمر رضی الله عنه عامله بقبول توبة الرجل وشهادته حتى لا یکون الناس عونًا للشیطان علیه .

-       مبادئ ومظاهر التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی               الله عنه:

    هناک مجموعة من مبادئ ومظاهر التربیة السیاسیة والتی تم استخلاصها من خلال محتوى التربیة السیاسیة عند سیدنا عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، وهذه المبادئ تمثل الحقوق بین الحاکم والمحکوم ،  ومن أهم هذه المبادئ:

التصور المقترح:

تحاول الدراسة تقدیم تصور مقترح للاستفادة من التربیة السیاسیة عند عمر بن الخطاب- رضی الله عنه – فی تربیة الشباب المسلم فی الواقع التربوی المعاصر من خلال التنشئة الأسریة والتنشئة الاجتماعیة والمدرسة والجامعة ، وذلک لأهمیة تلک المؤسسات فی تشکیل شخصیة الفرد ، فالأسرة تعد المحضن الأول للفرد ، وتؤثر فیه بشکل مباشر وتلقائی ، ویظل تأثیرها طیلة ارتباطه بها ، وتأتی أهمیة التنشئة الاجتماعیة فی تربیة الفرد وإکسابه الطابع الاجتماعی والتوافقی مع أفراد مجتمعه من أسرة وجماعة رفاق وبقیة أفراد المجتمع ومع المجتمع الإنسانی العالمی ، کما وتأتی أهمیة المدرسة لاحتضانها الفرد لفترة طویلة فتؤثر فیه وتعدل سلوکه ، وتکسبه المعلومات المختلفة التی یحتاجها فی حیاته من خلال المقررات الدراسیة أو الأنشطة الطلابیة أو مضمون النظام ، کما أن الجامعة هی البوتقة التی یصهر فیها الشاب لصقل وعیه السیاسی وممارساته السیاسیة .

  کما تستهدف الدراسة الوصول إلى أهداف ملموسة إیجابیة عائدة على الشباب المسلم بعد تطبیق التصور المقترح لتفعیل التربیة السیاسیة عند عمر بن الخطاب - رضی الله عنه- المنبثق من الشریعة الإسلامیة فی الواقع التربوی المعاصر تتمثل فی الاتی:

أولا: تحقق الوعی التام للشباب بالحقوق والواجبات.

ثانیا: احترام نظام المؤسسة التربویة والالتزام بأنظمتها وقوانینها.

ثالثا: التحرر من التعصب الطائفی والمذهبی والإقلیمی.

رابعا: الإیمان بالأخوة الإنسانیة القائمة على العدل والمساواة بین بنی البشر.

خامسا: ممارسة مبادئ الحریة والشورى والعدالة والحوار والالتزام بها کواقع عملی ملموس فی حیاة الأفراد.

یقوم التصور المقترح على أربعة محاور هی:

أولا: التصور المقترح لتطبیق التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه من خلال التنشئة الأسریة .                                    

ثانیا: التصور المقترح لتطبیق التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه من خلال التنشئة الاجتماعیة.

ثالثا: التصور المقترح لتطبیق التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله                 عنه من خلال عناصر العملیة التعلیمیة فی المدرسة.

رابعا: التصور المقترح لتطبیق التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه من خلال تفعیل دور الجامعة فی تربیة طلابها سیاسیًا.  

 أولا: التصور المقترح لتطبیق التربیة السیاسیة عند عمر بن الخطاب رضی الله عنه عن طریق التنشئة الأسریة :

یمکن استفادة الأسرة فی تنشئة شبابها من خلال التنشئة الأسریة التی نشا وتربى علیها عمر بن الخطاب رضی الله عنه ثم ربی أسرته علیها وأکسبته تلک التنشئة قیم الحوار ، واحترام الآخر ، والعدالة ، والاعتداد بالنفس دون تزمت للرأی ، وأکسبته أیضًا قیمة تحمل المسئولیة ، وبالتالی اکتسب مهارة إدارة الحیاة الاجتماعیة بجوانبها المختلفة التی تساعد على استقرار المجتمع واستمراره ، ومن خلال هذه المکتسبات ینبغی أن نهیئ للشاب أسرة تتطلع بالعدید من الوظائف والتی متى أدیت بشکل صحیح من قبل أفرادها جمیعهم ، أمکن القول أنها أدت رسالتها على الوجه المطلوب تجاه تعزیز المواطنة وتحقیق التربیة السیاسیة السلیمة لهم. ومن أهم هذه الوظائف ما یأتی:

أ-تکوین مفهوم صحیح للسلطة وللطاعة فی مجال الأسرة والمجتمع:

  فیجب أن تسعى الأسرة لتکوین مفهوم صحیح للسلطة لتحقق مصالح أفرادها ، والبحث عما یجلب لهم السعادة فی الدنیا والآخرة ، مما ینعکس على فهم دقیق لمفهوم الطاعة بین الوالدین من جهة وبین الأبناء من جهة أخرى ؛ لیدرک کل فرد من أفراد الأسرة حقوقه فیتمتع بها على أکمل وجه ویعرف ما علیه من واجبات فیقوم بها.

ب-تربیة الأبناء على الشورى والحوار والتسامح:

   الشورى سمة للحیاة العامة فی المجتمع المسلم عمومًا ، ولیست ظاهرة سیاسیة محصورة فی المجال السیاسی ، مما یستلزم أن تکون سمة بارزة للتعامل داخل الأسرة ؛ مما قد یساهم الحوار فی تعبیر الفرد عن رأیه بحریة تامة.

ج-ترسیخ قیم العدالة والمساواة والأخوة:

إن الأب العادل یربی أولاده على فضیلة العدل ، فتنغرس فیهم منذ الصغر، حتى إذا کبروا وشبوا على العدل ؛ کان الظلم مبغوضًا عندهم ، فلا یظلمون غیرهم ، ولا یقبلون                 الظلم علیهم.

د – تربیة الأبناء على الاستقلال والاعتماد على الذات البعیدان عن الغرور والتهور:

یجب على الآباء أن یمنحوا أبنائهم فرصة الاستقلال والاعتماد على النفس لأن ذلک یساهم فی إنماء الشخصیة وبناء الذات فی نفس الوقت الذی على الشباب أن یستفیدوا من تجارب أباءهم وأن یستشیروهم فی القضایا المهمة .

ه- تربیة الأبناء على قیمة التعاون:

لا تقوم الحیاة بدون تعاون ، ویقوم التعاون على قضیة سابقة علیه ، لابد من توفرها قبله ، وهی قبول الآخر ، وقبول الرأی الآخر دلیل على النمو الاجتماعی السلیم .

ه-تربیة الأبناء على تحمل المسئولیة:

  ینبغی أن تسعى الأسرة إلى تدریب أفرادها على تحمل المسئولیة ، کل على حسب طاقته وقدرته ؛ لیتربى الابن على ذلک ، فیتدرج فی حملها شیئًا فشیئًا کما یتعین على الأسرة تعلیم الأبناء طرق حل ما قد یواجههم من مشکلات فی حیاتهم .

ثانیا: التصور المقترح لتطبیق التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه من خلال التنشئة الاجتماعیة.

أ- آثار التربیة الاجتماعیة على الجانب السیاسی فی شخصیة الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه .

تربى عمر بن الخطاب رضی الله عنه فی بیئة اجتماعیة تقوم على النشاط التجاری والاقتصادی ، ونظرًا لأنه اعتمد فی ذلک على أسلوب الإقناع وقوة الحجة والجرأة فی الحق وحسن العرض ، فقد کان لهذه البیئة الاجتماعیة أثرًا فی تربیته سیاسیًا عن طریق :

-احترام المجتمع له  وهیبته منه .

 -الشورى کمبدأ لنضوج القرار المتسم بالمشارکة المجتمعیة.

-الجرأة فی اتخاذ القرار استنادًا إلى الشریعة والمصلحة العامة للمجتمع.

ب- منطلقات ینبغی أن تفعل فی التنشئة الاجتماعیة للشباب .

وللوصول إلى تلک التربیة السیاسیة التی نشأ وتربى علیها عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، وبدت آثارها على سلوکه کخلیفة وقائد ومربی أدار المجتمع باحترافیة عالیة ، ینبغی أن ینطلق المجتمع الإسلامی  فی تنشئته للشباب من المنطلقات الآتیة :

1-نشر وتعزیز ثقافة الحوار فی المجتمع مما یقود لاحترام ثقافة الآخرین وحریاتهم ، والتعایش الإیجابی فی المجتمع.

2-إکساب أفراد المجتمع من الشباب مهارات التواصل الفعال مع الآخرین عن طریق تقدیم البرامج التدریبیة عبر المؤسسات المجتمعیة المتخصصة فی هذا المجال .

3-تشجیع الشباب على المشارکة المجتمعیة فی قضایا المجتمع کالمشارکة فی الانتخابات وما یساهم فی حل المشکلات التی یعانی منها المجتمع .

4-نبذ التعصب بین الشباب بجمیع مجالاته المذهبیة والطائفیة والقومیة .

ثالثا: التصور المقترح لتطبیق التربیة السیاسیة عند عمر بن الخطاب رضی الله عنه من خلال عناصر العملیة التعلیمیة فی المدرسة.

ساهمت مجموعة من المقومات فی تشکیل شخصیة عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، وکان من أهمها التکوین العلمی والخبرة التی امتلکها من خلال حیاته ، والتی کان لها أثرًا ملحوظًا فی بناء شخصیته الاجتماعیة والسیاسیة کقائد وموجه ومصلح ومرشد مؤثر فی أفراد المجتمع المدنی والعسکری ، خاصةً الشباب منهم ، مستخدمًا أسالیب الحوار والنقاش من خلال قیادته وخلافته رضی الله عنه، کما ساعدت الکیفیة التی تم بها ترشیح واختیار عمر بن الخطاب رضی الله عنه کخلیفة ، وحرصه على أداء الأمانة والمسئولیة التی وضعها الله فی عنقه کأحسن ما یکون ، وکذلک حرصه على تقبل المجتمع له ورضاهم به کقائد وراعی لمصالحهم وتدبیر شئونهم وتحقیقه رضی الله عنه لمبادئ العدالة الاجتماعیة والمساواة ، ونشره لثقافة الحوار  والمشورة بین المجتمع ، مما ساهم فی وجود مساحة  کافیة من الحریة والتعبیر عن الرأی بکل جرأة مع حق التمتع بحق الحیاة وحق اختیار الحاکم وحق التملک وحق التنقل وکافة الحقوق الأخرى فی ظل النقد البناء الایجابی المساهم فی تصحیح مسار البناء والتطور الحضاری ، اتضح ذلک من خلال الدراسة فی الفصل الثالث والمتضمن مقومات التربیة السیاسیة عند الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه.

وبناءًا على ذلک تتجلى أهمیة دور المعلم فی تشکیل شخصیته کقائد تربوی یهدف لتأهیل أمة کاملة فاعلة وإیجابیة ، لذلک یمکن توظیف ذلک من خلال العناصر التعلیمیة الآتیة:

أ-المعلم:

وذلک من خلال:

1-الإعداد الجید للمعلم من قبل مؤسسات التأهیل.

نظرا لما یمثله المعلم من أهمیة باعتباره رکنًا أساسیًا من أرکان النظام التربوی بشکل عام ، ومسهلًا لتعلم الطلبة بشکل خاص.

2-النمو الذاتی للمعلم نفسه.

فالتطورات السریعة فی مادة التخصص ، وفی العلوم التربویة على وجه العموم تحتاج فی الدرجة الأولى إلى تزوید المعلم نفسه بمقومات النمو الذاتی ورفع مستوى مهاراته الذهنیة بما یکفل له تقبل الجدید والمحافظة باستمرار على مستوى عالی من الکفاءة .

3-الاهتمام بجودة التدریب المستمر للمعلم.

إن قیام المعلم بالاطلاع على الجدید فی المجال التربوی والأکادیمی ، لابد أن یدعمه تدریب جید ومستمر من قبل الهیئات القائمة على التدریب سواء على طرائق التدریس أو التعلیم الالکترونی أو مهارات إدارة الصف أو غیرها.

ب-الاهتمام بأسالیب الحوار والمناقشة والتساؤل أثناء عرض موضوع الدرس.

فالحوار والمناقشة والتساؤل من أهم الأسالیب التی ینبغی أن یرکز علیها المعلم أثناء العملیة التعلیمیة لتثقیفه وتربیته على أحقیته فی حریة التعبیر عن رأیه تجاه القضیة المراد النقاش حولها ، وأن له حق النقد البناء الهادف ، للمساهمة فی تنمیة شخصیة المتعلم ، ومن ذلک تعویده على المناقشة وإبداء رأیه وقبول أو رفض الآراء الأخرى وبطرق سلیمة .

ج-أسس التعامل بین المعلم والمتعلم.

تعد قیم العدل والمساواة والحریة والشورى والمشارکة من أهم القیم التی لابد وأن یسعى المعلم إلى غرسها وتنمیتها فی طلابه , وأن یکون قدوة حسنة لهم؛ حیث أنها تعد من مرتکزات التربیة السیاسیة والمواطنة . 

1-التزام المعلم بمبدأ العدل.

والمعلم فی حجرة الدراسة لابد وأن یطبق مبدأ العدل ، فینبغی علیه مراعاة الفروق الفردیة بین الطلاب ، وهذا یتطلب منه استخدام طرائق تدریس متنوعة حسب مستویاتهم العلمیة والتحصیلیة ، کما یتوجب على المعلم إعطاء کل متعلم ما یستحقه من درجات دون محاباة أو مجاملة، کما یجب أن یحرص المعلم على تحقیق مبدأ المساواة بین طلابه ، وأن یعاملهم بالمثل فی الحقوق والواجبات وفق تعالیم الدین الإسلامی وما ینص علیه                     النظام المدرسی.

3-تحقیق مبدأ الحریة والشورى والمشارکة.

  والحریة المقصودة فی هذه الدراسة هی تلک الممارسات التی یمارسها الطالب داخل المدرسة أو خارجها فی حدود التعالیم الدینیة والتقالید الاجتماعیة .

 والمعلم لابد أن یکون ذا طبیعة دیمقراطیة یتعامل مع الطلاب بنوع من الحریة لترکهم یعبرون عن آرائهم وأفکارهم من خلال نقاش مفید مما یساعد على نمو شخصیاتهم وزیادة ثقتهم بأنفسهم ، وللمتعلم الحریة فی اختیار النشاط الطلابی الذی یتناسب مع میوله وقدراته ولیس للمعلم إجباره على اختیار نشاط بعینه .    

4-تحقیق مبدأ الانتماء للوطن .

والمدرسة بکامل عناصرها التعلیمیة - وفی مقدمتهم المعلم - لابد أن تعمل على ترسیخ انتماء المتعلم لوطنه وحبه له ، والتأکید على هذه القیمة المهمة ، وربط سلامة الوطن واستقراره ومصلحته بسلامة واستقرار ومصلحة الوطن ، وبذلک یرتفع شأن الوطن فی نفوس المتعلمین ، ویشعرون بالحب والاعتزاز بوطنهم.

د-المناهج الدراسیة.

من الضرورة بمکان أن تکون المواطنة هدفًا رئیسیًا لمناهج التعلیم ، بحیث تعکس قیم المواطنة التی تستند على قیم العدالة ، والکفاءة ، والحریة ، وتراعى الحقوق الإنسانیة کافة، کما أنه لابد من التطابق بین مضمون مواد الدراسة ، وبین تصرفات هیئة التدریس ، لکی تؤتی المناهج الدراسیة ثمارها فی ترسیخ قیم التربیة السیاسیة فی نفوس الطلاب وفی عقولهم.

ه- تفعیل التربیة السیاسیة من خلال برامج الأنشطة الطلابیة .

یعتبر الجانب السیاسی من أهم الجوانب التی تسعى التربیة إلى تنمیته لدى الشباب من خلال الأنشطة المتنوعة بما تشتمل من فعالیات منفذة داخل المدرسة ، فهذه الأنشطة تعد مجالًا للتدریب على العمل السیاسی ، وإکسابه القدرات والمهارات المتعلقة بهذا الجانب ؛ حیث یتعلم الشاب کیف یبدی رأیه ، ویتدرب على احترام الآراء الأخرى وقبول رأی الأغلبیة مهما تعارض مع رأیه ، وأن یعی مفهوم المشارکة ومصلحة المجتمع العامة ، والمعنى الحقیقی للولاء والانتماء ، ویتدرب على التعاون وتحمل المسئولیة ، واحترام الأنظمة والقوانین ، والسمع والطاعة .

و-تفعیل دور الإدارة المدرسیة من أجل تفعیل التربیة السیاسیة.                                                    
  لکی تؤکد الإدارة دورها فی تحقیق التربیة السیاسیة لابد أن یستند هذا الدور على:

1-أسس العلاقة بین بین الإدارة المدرسیة والمجتمع المدرسی : 

یجب أن تقوم العلاقة بین المدیر والمجتمع المدرسی وفق الأسس السیاسیة الآتیة:

-العدل والمساواة0

ویعنی هذا أن یعامل المدیر أفراد التنظیم الإداری معاملة تتسم بالمساواة والعدل بعیدًا عن التحیز والمحاباة 0

-الإیمان بقیمة کل فرد فی المجتمع المدرسی.

    ویعنی هذا أن یؤمن الرئیس أو المدیر بأن لکل فرد شخصیة فریدة یجب احترامها وتقدیر مواهبها وإمکاناتها، وإشعار المعلمین والعاملین بأهمیتهم ودورهم فی تنمیة المجتمع وتربیة الطلاب .

-مشارکة المجتمع المدرسی فی صنع القرار.

إن المناخ التشاوری الدیمقراطی یوفر فرصة لجمیع أفراد البیئة المدرسیة للمشارکة فی العمل والوصول إلى قرارات سلیمة وصائبة فی حل المشکلات التی تواجه سیر العمل التربوی ، بالإضافة إلى إحساس الفرد بذاتیته وشخصیته ، مما یساهم فی تنمیة الثقة بین أفراد المجتمع المدرسی .

2-نشر ثقافة الانتخابات الطلابیة .

لابد أن تسعى الإدارة المدرسیة لتعزیز الانتخابات الطلابیة من خلال إشراک المتعلمین فی اتخاذ القرار ، ومنحهم فرصة التعبیر عن آرائهم ، وتعزیز روح العمل الجماعی لدیهم ، وتدریبهم على تحمل المسئولیة ، واکتشاف عدد من القدرات القیادیة لدى المتعلمین ، وتعزیز مهارة الحوار لدیهم  ، وقبول الرأی الآخر .

رابعًا: التصور المقترح لتفعیل دور الجامعة فی تربیة الطلاب سیاسیًا.

  یمکن أن تلعب الجامعات دورًا بارزًا فی التربیة السیاسیة لطلاب الجامعة من خلال الاستثمار الواعی لإمکانات الحیاة الجامعیة من خلال المقومات الأساسیة للجامعة وهی: الإدارة الجامعیة ، والمناهج الدراسیة والأنشطة الطلابیة ، والأستاذ الجامعی .

أ-:دور الإدارة الجامعیة:

    تلعب الإدارة الجامعیة فی الجامعات دور الوسیط المنظم الذی یساعد على تنمیة شخصیة الفرد ، من جمیع جوانبها الشخصیة والعقلیة والانفعالیة والروحیة بشکل متکامل ومتوازن وتعمل على إکسابه القیم والاتجاهات وأنماط السلوک التی تجعل منه فردا سویا فی المجتمع ، بالإضافة إلى حمایته من الانحراف والفساد والخلل القیمی الذی تسببه عوامل الهدم فی المجتمع ([42]) .

  وهناک الکثیر من الأهداف یتم تحقیقها من خلال الأنشطة الطلابیة التی یمارسها الطلاب داخل الجامعة ، ولهذه الأنشطة مکانة کبیرة فی تنمیة بعض الجوانب التی لا یتسع وقت التعلیم فی القاعات لإنجازها ، خاصة تلک الجوانب المتعلقة بتنمیة الحوار والتعاون والعمل الجماعی ، وإقامة العلاقات الفعالة بین الطلاب وبین أساتذتهم ، وحیث یقوم النشاط غالبًا على حریة اختیار الطلاب ویتوافق مع رغباتهم واهتماماتهم ([43]) .

 ج-دور المناهج الجامعیة .

یمثل محتوى المناهج والمواد الدراسیة البنیة المعرفیة الأساسیة لتعلیم الطلاب ، حیث تقوم على أساسها معظم فعالیات التعلیم والتعلم والأنشطة التعلیمیة ، من تفاعلات ونقاشات وقیاس وتقویم لتحصیل الطلاب ، وبالتالی یمکن لهذا المحتوى وفی جمیع المقررات الدراسیة  أن یسهم فی التربیة السیاسیة للطلاب وفی تنمیة قیم الانتماء لدیهم.

د- دور الأستاذ الجامعی .

یمکن للأستاذ الجامعی الإسهام بشکل حقیقی فی تربیة طلابه سیاسیا من خلال:-إتاحة الفرصة لطلابه لمناقشة الأحداث السیاسیة المهمة- التحلی بقیم التسامح والصدق والأمانة والعدل مع الطلبة ، والتواضع ، وسعة الصدر، والنزاهة والموضوعیة.- عدم الاعتماد فقط على الطرق التقلیدیة فی التدریس والتی ترکز على الحفظ والتلقین بل لابد من استخدام طرق أخرى مثل العصف الذهنی والمناقشة.- تقدیر الطلبة واحترام أراءهم وأفکارهم ،وإقناعهم بالآراء الصحیحة عن طریق الحوار والمناقشة ، وعدم التقلیل من شأنهم أو انتهاک حریاتهم والتی تعد من أهم قیم التربیة السیاسیة والمواطنة .- توجیه الطلبة وإرشادهم علمیا وثقافیا واجتماعیا، وسیاسیا، واقتصادیا، وتوعیتهم بأهم قضایا المجتمع ومشکلاته وتشجیعهم على المشارکة فی إیجاد حل لها.- توعیة الطلبة بالتمسک بالقیم الأساسیة کالحریة، والمساواة ، والعدل ، وحقوق الإنسان ، والعمل التطوعی ، وتوعیتهم بحقوق وواجبات المواطن فی المجتمع الدیمقراطی.

 

 

 

 

 

 

 

 

*توصیات الدراسة:

1-توصی الدراسة بعقد مزید من الندوات والمؤتمرات لمناقشة الشباب فی حوار مفتوح لمناقشة قضایا الأمة ووضع حلول  لمشکلات المجتمع المختلفة.

2-توصی الدراسة بعمل قنوات متخصصة تسهم فی توعیة الأفراد بحقوقهم وواجباتهم وتعمل على تثقیفهم سیاسیًا.

3-توصی الدراسة بالاهتمام بالأنشطة الطلابیة المتنوعة وتفعیلها وتوفیر الأماکن المناسبة لتنفیذها والتدریب علیها وتشجیع الطلاب .

4-توصی الدراسة بالترکیز على استخدام أسالیب الحوار والمناقشة وحل المشکلات بدلا من الحفظ والتلقین ، وحث الطلاب على البحث والتعلم الذاتی.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

أولا: المراجع العربیة:

1 -                                            القرآن الکریم.

2 -                                            أبو الفرج عبدالرحمن علی بن محمد ابن الجوزی، مناقب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب، ط4، بیروت : دار الکتاب العربی ، 2001م ، ص ص160-161.

3 -                                            أبو المعاطی أبو الفتوح ، حتمیة الحل الإسلامی: تأملات فی النظام السیاسی ، القاهرة  : مطبعة الجبلاوی، 1977م ، ص80.

4 -                                            أبو عبدالله بن سلام الجمعی ، طبقات الشعراء الجاهلیین والإسلامیین ، القاهرة : مکتبة الثقافة العربیة ، د.ت ، ص17.

5 -                                            أحمد بن یحیی بن جابر البلاذری، أنساب الأشراف ، تحقیق د. إحسان صدقی العمد، الطبعة الثالثة، السعودیة: المؤتمن للنشر، 1997م، ص260.

6 -                                            أمین أحمد محمد ، فجر الإسلام ،ط5، القاهرة : دار النهضة المصریة ، 198م ، ص172.

7 -                                            البخاری (أبو عبد الله محمد بن اسماعیل البخاری) ، صحیح البخاری ، کتاب فضائل أصحاب النبی صلى الله علیه وسلم ، باب مناقب عمر بن الخطاب أبی حفص القرشی العدوی رضی الله عنه ط1، دمشق، بیروت : دار ابن کثیر للطباعة والنشر والتوزیع ،2002 م .، ص907 ، رقم  3689.

8 -                                            خالد أحمد الشنتوت، کیف نربی أولادنا على الشورى ، جدة : دار المطبوعات ، 1990م ، ص12 .

9 -                                            رجب صدیق سلطان،" معالم التربیة السیاسیة من خلال عهد أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب کرم الله وجهه للأشتر النخعی والیه على مصر(37هـ - 657 م )"، المجلة التربویة ، جامعة سوهاج : کلیة التربیة ، عدد ینایر 2006 م، ص ص 181– 219 .

10 -                                        زین العابدین عبد البصیر خطاب عبد الباسط ،" الفکر السیاسی عند الإمام الطرطوشی" ، رسالة ماجستیر ، جامعة المنیا : کلیة دار العلوم ،2007  م. 

11 -                                        سعد القاضی ،القدوة عمر بن الخطاب، القاهرة : دار غریب للطباعة والنشر والتوزیع ، 2000م ، ص60.

12 -                                        سعدی أبو حبیب، الوجیز فی المبادئ السیاسیة ، ط1، جدة: دار البلاد للطباعة والنشر، 198م ، ص91.

13 -                                        السید سلامة الخمیسی ،" تربیة التسامح الفکری ، صیغة تربویة لمواجهة التطرف" ، مجلة التربیة المعاصرة ، السنة العاشرة  ، العدد 26 ، مارس 1993 م ، ص98.

14 -                                        صالح سید سالم باحاج ، " التجدید فی الفکر السیاسی لابن تیمیة " ، رسالة ماجستیر ، جامعة القاهرة : کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة ، 1997 م.

15 -                                        عبد الکریم الخطیب ، عمر بن الخطاب ، ط1 ، بیروت : دار الفکر العربی ، 1978م، ص43.

16 -                                        عبدالرحمن الشرقاوی، الفاروق عمر بن الخطاب، ط1،القاهرة : مرکز الأهرام للترجمة والنشر،1407ه- 1987 م، ص60.

17 -                                        عبدالرحمن عبد الکریم العانی، حسن فاضل زعین، الخلیفة عمر بن الخطاب، بغداد : دار الشئون الثقافیة العامة ، 1989م ، ص16.

18 -                                        عثمان عبد المعز رسلان ، " التربیة السیاسیة عند جماعة الإخوان المسلمین فی الفترة من 1928 إلى1952 فی مصر: دراسة تحلیلیة تقویمیة "، رسالة ماجستیر ، جامعة طنطا : کلیة التربیة ، 1989 م ، ص55 .

19 -                                        علی أحمد الخطیب ، عمر بن الخطاب: حیاته – علمه – أدبه ، ط1، بیروت: عالم الکتب ، 1986 م ، ص87.

20 -                                        علی الطنطاوی ،  ناجی الطنطاوی ، أخبار عمر وأخبار عبد الله بن عمر، ط8 ، بیروت : المکتب   الإسلامی ، 1983م ، ص343.

21 -                                        علی محمد محمد الصلابی ، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب : شخصیته وعصره ، مرجع سابق ،ص145.

22 -                                        علی محمد محمد الصلابی ، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب: شخصیته وعصره ، مرجع سابق ، ص 404.

23 -                                        علی محمد محمد الصلابی، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب-شخصیته وعصره ، ط1 ، الإمارات ، الشارقة : مکتبة الصحابة ، القاهرة ، عین شمس : مکتبة التابعین ، 2002 م ، ص71.       

24 -                                        غالب عبد الکافی القرشی ، أولیات الفاروق السیاسیة ، المنصورة : دار الوفاء ، 1990 ، ص 120

25 -                                        فؤاد العاجز ، " دور الجامعة الإسلامیة فی تنمیة بعض القیم من وجهة نظر طلبتها " ، مجلة الجامعة الإسلامیة ، المجلد 15 ، العدد الأول ، 2006م ، ص399 .

26 -                                        فیصل بن بجاد آل شرفی السبیعی ، " التربیة السیاسیة عند الخلیفة أبی بکر الصدیق مع تصور مقترح لتطبیقها فی الواقع المعاصر " ، رسالة دکتوراه ، جامعة أم القرى : کلیة التربیة ، 2011م.

27 -                                        محمد أحمد أبو النصر، عمر بن الخطاب ، ط1، بیروت: دار الجبل ، 1991م ،  ص91.

28 -                                        محمد الصادق عفیفی ، المجتمع المسلم وأصول الحکم ، القاهرة : دار الاعتصام ، ص ص 242-243.

29 -                                        محمد ضیاء الریس ، النظریات السیاسیة الإسلامیة ، ط7 ، القاهرة : دار التراث ، 2009 م، ص 4.

30 -                                        محمد علی محمود صبح،" إدارة الدولة فی الإسلام : دراسة تأصیلیة لمفهوم إدارة الدولة فی الفکر السیاسی الإسلامی" ، رسالة ماجستیر، جامعة النجاح الوطنیة بنابلس(فلسطین ) : کلیة الدراسات العلیا ، 2011 م.

31 -                                        مسلم (الحافظ أبو الحسین مسلم بن الحجاج القشیری النیسابوری) ، صحیح مسلم ، تحقیق: نظر محمد الفاریابی، ج2 ، کتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عمر رضی الله عنه الریاض : دار طیبة للنشر والتوزیع ، 1426ه -2005م ، ج2 ، کتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عمر رضی الله عنه ، ص ص 1124-1125 ، رقم 2398.

32 -                                        نبیه أبو الیزید متولی ،" التربیة السیاسیة فی فکر الماوردی " ، رسالة ماجستیر ، جامعة طنطا : کلیة التربیة ، 1987 م.

 

 

 

 

 

ثانیا :المراجع الأجنبیة:

(1) http://mawdoo3.com,accessed on 15/4/2017,at 11pm

(2)http:// www.omniat.com/vb/show thread  php?t=19257,Accessed on15/2/2012,at7pm

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1])محمد ضیاء الریس ، النظریات السیاسیة الإسلامیة ، ط7 ، القاهرة : دار التراث ، 2009 م، ص 4.

([2])خالد أحمد الشنتوت، کیف نربی أولادنا على الشورى ، جدة : دار المطبوعات ، 1990م ، ص12 .

Available at www.omniat.com/vb/show thread  php?t=19257,Accessed on (1)

15/2/2012,at7pm

[4])) محمد ضیاء الریس ، مرجع سابق ، ص1 .

 ([5])فیصل بن بجاد آل شرفی السبیعی ، " التربیة السیاسیة عند الخلیفة أبی بکر الصدیق مع تصور مقترح لتطبیقها فی الواقع المعاصر " ، رسالة دکتوراه ، جامعة أم القرى : کلیة التربیة ، 2011م .

 ([6])محمد علی محمود صبح،" إدارة الدولة فی الإسلام : دراسة تأصیلیة لمفهوم إدارة الدولة فی الفکر السیاسی الإسلامی" ، رسالة ماجستیر، جامعة النجاح الوطنیة بنابلس(فلسطین ) : کلیة الدراسات العلیا ، 2011 م.

([7]) زین العابدین عبد البصیر خطاب عبد الباسط ،" الفکر السیاسی عند الإمام الطرطوشی" ، رسالة ماجستیر ، جامعة المنیا : کلیة دار العلوم ،2007  م. 

[8])) رجب صدیق سلطان،" معالم التربیة السیاسیة من خلال عهد أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب کرم الله وجهه للأشتر النخعی والیه على مصر(37هـ - 657 م )"، المجلة التربویة ، جامعة سوهاج : کلیة التربیة ، عدد ینایر 2006 م، ص ص 181– 219 .

[9])) صالح سید سالم باحاج ، " التجدید فی الفکر السیاسی لابن تیمیة " ، رسالة ماجستیر ، جامعة القاهرة : کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة ، 1997 م.

[10])) نبیه أبو الیزید متولی ،" التربیة السیاسیة فی فکر الماوردی " ، رسالة ماجستیر ، جامعة طنطا : کلیة التربیة ، 1987 م.

([11])عثمان عبد المعز رسلان ، " التربیة السیاسیة عند جماعة الإخوان المسلمین فی الفترة من 1928 إلى1952 فی مصر: دراسة تحلیلیة تقویمیة "، رسالة ماجستیر ، جامعة طنطا : کلیة التربیة ، 1989 م ، ص55 .

 

([12])عبدالرحمن عبد الکریم العانی، حسن فاضل زعین، الخلیفة عمر بن الخطاب، بغداد : دار الشئون الثقافیة العامة ، 1989م ، ص16.

[13])) علی محمد محمد الصلابی، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب-شخصیته وعصره ، ط1 ، الإمارات ، الشارقة : مکتبة الصحابة ، القاهرة ، عین شمس : مکتبة التابعین ، 2002 م ، ص71.       

[14]))عبد الکریم الخطیب ، عمر بن الخطاب ، ط1 ، بیروت : دار الفکر العربی ، 1978م، ص43.

 [14])) البخاری (أبو عبد الله محمد بن اسماعیل البخاری) ، صحیح البخاری ، کتاب فضائل أصحاب النبی صلى الله علیه وسلم ، باب مناقب عمر بن الخطاب أبی حفص القرشی العدوی رضی الله عنه ط1، دمشق، بیروت : دار ابن کثیر للطباعة والنشر والتوزیع ،2002 م .، ص907 ، رقم  3689؛ مسلم (الحافظ أبو الحسین مسلم بن الحجاج القشیری النیسابوری) ، صحیح مسلم ، تحقیق: نظر محمد الفاریابی، ج2 ، کتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عمر رضی الله عنه الریاض : دار طیبة للنشر والتوزیع ،                   1426 هـ-2005م ، ج2 ، کتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عمر رضی الله عنه ، ص ص 1124-1125 ، رقم 2398.

 

[16])) البخاری ، مرجع سابق ، کتاب فضائل أصحاب النبی صلى الله علیه وسلم ، باب مناقب عمر بن الخطاب أبی حفص القرشی العدوی رضی الله عنه ، ص905 ،  رقم3682.

[17]))علی محمد محمد الصلابی ، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب : شخصیته وعصره ، مرجع سابق ، ص 175.

[18])) علی أحمد الخطیب ، عمر بن الخطاب: حیاته – علمه – أدبه ، ط1، بیروت: عالم الکتب ، 1986 م ، ص87.

[19])) أبو عبدالله بن سلام الجمعی ، طبقات الشعراء الجاهلیین والإسلامیین ، القاهرة : مکتبة الثقافة العربیة ، د.ت ، ص17.

[20]))عبدالرحمن الشرقاوی، الفاروق عمر بن الخطاب، ط1،القاهرة : مرکز الأهرام للترجمة والنشر،1407ه- 1987 م، ص60.

[21]))عبدالرحمن عبد الکریم العانی، حسن فاضل زعین ، مرجع سابق ،  ص ص 26-27.

[22])) محمد أحمد أبو النصر، عمر بن الخطاب ، ط1، بیروت: دار الجبل ، 1991م ،  ص91.

[23])) سعد القاضی ،القدوة عمر بن الخطاب، القاهرة : دار غریب للطباعة والنشر والتوزیع ، 2000م ، ص60.

([24])علی الطنطاوی ،  ناجی الطنطاوی ، أخبار عمر وأخبار عبد الله بن عمر، ط8 ، بیروت : المکتب    الإسلامی ، 1983م ، ص343.

([25])علی محمد محمد الصلابی ، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب : شخصیته وعصره ، مرجع سابق ،ص145.

([26])طارق محمد ، زهد عمر بن الخطاب.

Available at http://mawdoo3.com,accessed on 15/4/2017,at 11pm

([27]) أحمد بن یحیی بن جابر البلاذری، أنساب الأشراف ، تحقیق د. إحسان صدقی العمد، الطبعة الثالثة، السعودیة: المؤتمن للنشر، 1997م، ص260.

[28]))عبد الرحمن الشرقاوی ، مرجع سابق ، ص138.

([29])أبو الفرج عبدالرحمن علی بن محمد ابن الجوزی، مناقب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب، ط4، بیروت : دار الکتاب العربی ، 2001م، ص ص160-161.

[30]))أمین أحمد محمد ، فجر الإسلام ، ط5، القاهرة : دار النهضة المصریة ، 1985م ، ص172.

[31]))أبو المعاطی أبو الفتوح ، حتمیة الحل الإسلامی: تأملات فی النظام السیاسی ، القاهرة  : مطبعة الجبلاوی، 1977م ، ص80.

[32])) سعد القاضی ، مرجع سابق ، ص 37.

[33])) غالب عبد الکافی القرشی ،  أولیات الفاروق السیاسیة ، المنصورة : دار الوفاء ، 1990 ، ص 120

[34]))علی محمد محمد الصلابی ، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب: شخصیته وعصره ، مرجع سابق ، ص 404.

[35])) محمد الصادق عفیفی ، المجتمع المسلم وأصول الحکم ، القاهرة : دار الاعتصام، ص ص 242-243.

([36])مسلم ، مرجع سابق، کتاب الجهاد والسیر، باب کتاب الإمداد بالملائکة فی غزوة بدر، وإباحة الغنائم ، ص843  ، رقم1763.

([37])سعدی أبو حبیب، الوجیز فی المبادئ السیاسیة ، ط1، جدة: دار البلاد للطباعة والنشر، 198م ، ص91.

([38]) علی أحمد الخطیب ، مرجع سابق ، ص209.

[39]))نفس المرجع ، ص ص209 -210.

[40])) علی محمد محمد الصلابی ، فصل الخطاب فی سیرة بن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب : شخصیته وعصره ، مرجع سابق ، ص 149 .

[41])) عبد الرحمن الشرقاوی ، مرجع سابق ، ص 113 .

(2) فؤاد العاجز ، " دور الجامعة الإسلامیة فی تنمیة بعض القیم من وجهة نظر طلبتها " ، مجلة الجامعة الإسلامیة ، المجلد 15 ، العدد الأول ، 2006م ، ص399 .

(1)السید سلامة الخمیسی ،" تربیة التسامح الفکری ، صیغة تربویة لمواجهة التطرف" ، مجلة التربیة المعاصرة ، السنة العاشرة  ، العدد 26 ، مارس 1993 م ، ص98.

أولا: المراجع العربیة:
1 -                                            القرآن الکریم.
2 -                                            أبو الفرج عبدالرحمن علی بن محمد ابن الجوزی، مناقب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب، ط4، بیروت : دار الکتاب العربی ، 2001م ، ص ص160-161.
3 -                                            أبو المعاطی أبو الفتوح ، حتمیة الحل الإسلامی: تأملات فی النظام السیاسی ، القاهرة  : مطبعة الجبلاوی، 1977م ، ص80.
4 -                                            أبو عبدالله بن سلام الجمعی ، طبقات الشعراء الجاهلیین والإسلامیین ، القاهرة : مکتبة الثقافة العربیة ، د.ت ، ص17.
5 -                                            أحمد بن یحیی بن جابر البلاذری، أنساب الأشراف ، تحقیق د. إحسان صدقی العمد، الطبعة الثالثة، السعودیة: المؤتمن للنشر، 1997م، ص260.
6 -                                            أمین أحمد محمد ، فجر الإسلام ،ط5، القاهرة : دار النهضة المصریة ، 198م ، ص172.
7 -                                            البخاری (أبو عبد الله محمد بن اسماعیل البخاری) ، صحیح البخاری ، کتاب فضائل أصحاب النبی صلى الله علیه وسلم ، باب مناقب عمر بن الخطاب أبی حفص القرشی العدوی رضی الله عنه ط1، دمشق، بیروت : دار ابن کثیر للطباعة والنشر والتوزیع ،2002 م .، ص907 ، رقم  3689.
8 -                                            خالد أحمد الشنتوت، کیف نربی أولادنا على الشورى ، جدة : دار المطبوعات ، 1990م ، ص12 .
9 -                                            رجب صدیق سلطان،" معالم التربیة السیاسیة من خلال عهد أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب کرم الله وجهه للأشتر النخعی والیه على مصر(37هـ - 657 م )"، المجلة التربویة ، جامعة سوهاج : کلیة التربیة ، عدد ینایر 2006 م، ص ص 181– 219 .
10 -                                        زین العابدین عبد البصیر خطاب عبد الباسط ،" الفکر السیاسی عند الإمام الطرطوشی" ، رسالة ماجستیر ، جامعة المنیا : کلیة دار العلوم ،2007  م. 
11 -                                        سعد القاضی ،القدوة عمر بن الخطاب، القاهرة : دار غریب للطباعة والنشر والتوزیع ، 2000م ، ص60.
12 -                                        سعدی أبو حبیب، الوجیز فی المبادئ السیاسیة ، ط1، جدة: دار البلاد للطباعة والنشر، 198م ، ص91.
13 -                                        السید سلامة الخمیسی ،" تربیة التسامح الفکری ، صیغة تربویة لمواجهة التطرف" ، مجلة التربیة المعاصرة ، السنة العاشرة  ، العدد 26 ، مارس 1993 م ، ص98.
14 -                                        صالح سید سالم باحاج ، " التجدید فی الفکر السیاسی لابن تیمیة " ، رسالة ماجستیر ، جامعة القاهرة : کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة ، 1997 م.
15 -                                        عبد الکریم الخطیب ، عمر بن الخطاب ، ط1 ، بیروت : دار الفکر العربی ، 1978م، ص43.
16 -                                        عبدالرحمن الشرقاوی، الفاروق عمر بن الخطاب، ط1،القاهرة : مرکز الأهرام للترجمة والنشر،1407ه- 1987 م، ص60.
17 -                                        عبدالرحمن عبد الکریم العانی، حسن فاضل زعین، الخلیفة عمر بن الخطاب، بغداد : دار الشئون الثقافیة العامة ، 1989م ، ص16.
18 -                                        عثمان عبد المعز رسلان ، " التربیة السیاسیة عند جماعة الإخوان المسلمین فی الفترة من 1928 إلى1952 فی مصر: دراسة تحلیلیة تقویمیة "، رسالة ماجستیر ، جامعة طنطا : کلیة التربیة ، 1989 م ، ص55 .
19 -                                        علی أحمد الخطیب ، عمر بن الخطاب: حیاته – علمه – أدبه ، ط1، بیروت: عالم الکتب ، 1986 م ، ص87.
20 -                                        علی الطنطاوی ،  ناجی الطنطاوی ، أخبار عمر وأخبار عبد الله بن عمر، ط8 ، بیروت : المکتب   الإسلامی ، 1983م ، ص343.
21 -                                        علی محمد محمد الصلابی ، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب : شخصیته وعصره ، مرجع سابق ،ص145.
22 -                                        علی محمد محمد الصلابی ، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب: شخصیته وعصره ، مرجع سابق ، ص 404.
23 -                                        علی محمد محمد الصلابی، فصل الخطاب فی سیرة ابن الخطاب أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب-شخصیته وعصره ، ط1 ، الإمارات ، الشارقة : مکتبة الصحابة ، القاهرة ، عین شمس : مکتبة التابعین ، 2002 م ، ص71.       
24 -                                        غالب عبد الکافی القرشی ، أولیات الفاروق السیاسیة ، المنصورة : دار الوفاء ، 1990 ، ص 120
25 -                                        فؤاد العاجز ، " دور الجامعة الإسلامیة فی تنمیة بعض القیم من وجهة نظر طلبتها " ، مجلة الجامعة الإسلامیة ، المجلد 15 ، العدد الأول ، 2006م ، ص399 .
26 -                                        فیصل بن بجاد آل شرفی السبیعی ، " التربیة السیاسیة عند الخلیفة أبی بکر الصدیق مع تصور مقترح لتطبیقها فی الواقع المعاصر " ، رسالة دکتوراه ، جامعة أم القرى : کلیة التربیة ، 2011م.
27 -                                        محمد أحمد أبو النصر، عمر بن الخطاب ، ط1، بیروت: دار الجبل ، 1991م ،  ص91.
28 -                                        محمد الصادق عفیفی ، المجتمع المسلم وأصول الحکم ، القاهرة : دار الاعتصام ، ص ص 242-243.
29 -                                        محمد ضیاء الریس ، النظریات السیاسیة الإسلامیة ، ط7 ، القاهرة : دار التراث ، 2009 م، ص 4.
30 -                                        محمد علی محمود صبح،" إدارة الدولة فی الإسلام : دراسة تأصیلیة لمفهوم إدارة الدولة فی الفکر السیاسی الإسلامی" ، رسالة ماجستیر، جامعة النجاح الوطنیة بنابلس(فلسطین ) : کلیة الدراسات العلیا ، 2011 م.
31 -                                        مسلم (الحافظ أبو الحسین مسلم بن الحجاج القشیری النیسابوری) ، صحیح مسلم ، تحقیق: نظر محمد الفاریابی، ج2 ، کتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عمر رضی الله عنه الریاض : دار طیبة للنشر والتوزیع ، 1426ه -2005م ، ج2 ، کتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عمر رضی الله عنه ، ص ص 1124-1125 ، رقم 2398.
32 -                                        نبیه أبو الیزید متولی ،" التربیة السیاسیة فی فکر الماوردی " ، رسالة ماجستیر ، جامعة طنطا : کلیة التربیة ، 1987 م.
 
 
 
 
 
ثانیا :المراجع الأجنبیة:
(1) http://mawdoo3.com,accessed on 15/4/2017,at 11pm
(2)http:// www.omniat.com/vb/show thread  php?t=19257,Accessed on15/2/2012,at7pm