معايير التميز في مؤسسات التعليم العالي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

محاضر بکلية العلوم والآداب , جامعة جازان

10.12816/0054396

المستخلص

يعد التميز الجامعي من أبرز وأهم الاتجاهات الحديثة التي تسعى لتحقيقها الجامعات لما له من مکاسب وفوائد تنعکس على البيئة الجامعة والتي من أبرزها تحقيق التنافسية وجذب الطلاب الدوليين وتفعيل الشراکات المجتمعية المتميزة وجذب مساهمات القطاع الخاص ورجال الأعمال ومن الأوقاف والاستمارات وغيرها.
ويرى علـماء الإدارة والممارسـون أن التحـول إلى الأداء المتميـز في المـنظمات المعـاصرة ولا سيما التعليمية، مرتبط بإيمان قياداتها العليا بجدوى الجهود المکثفـة التي يبـذلها العـاملون في إطـار التميز، وأن عملية التميز في الأداء لا تحدث بصفة عشوائية أو بالصدفة، وإنما تتطلـب التغيير في النفوس والممارسات قبل التغيير في اللوائح واکتسـاب مهـارات اتقـان العمـل مـن خـلال التعلم والتدريب                    (خوقير، 2017).
ونتيجة لهذه التحديات المتزايـدة والمطالبات بالتحول إلى الأداء المتميز في التعليم والسعي إلى التطـوير المسـتمر للوصــول إلى التميــز في الأداء، فقد تغــيرت المواصــفات التي ينشدها المستفيدون من الخدمات التعليمية، وظهرت معايير متعددة لقياس التميز في الأداء وتحقيق التحسـن المسـتمر في المؤسسات التعليمية.  (خوقير، 2017).
وفي هذه الورقة نتطرق لتناول مفهوم التميز في التعليم الجامعي مع عرض أبرز وأهم معايير التميز في مؤسسات التعليم العالي بالإضافة إلى عرض أبزر التجارب العالمية في تحقيق التميز والاعتماد.

الموضوعات الرئيسية


 

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

معاییر التمیز فی مؤسسات التعلیم العالی

 

 

إعــــداد

فاطمة علی محسن واصلی

محاضر بکلیة العلوم والآداب , جامعة جازان

 

 

 

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد الثامن -أغسطس 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

مقدمة:

یعد التمیز الجامعی من أبرز وأهم الاتجاهات الحدیثة التی تسعى لتحقیقها الجامعات لما له من مکاسب وفوائد تنعکس على البیئة الجامعة والتی من أبرزها تحقیق التنافسیة وجذب الطلاب الدولیین وتفعیل الشراکات المجتمعیة المتمیزة وجذب مساهمات القطاع الخاص ورجال الأعمال ومن الأوقاف والاستمارات وغیرها.

ویرى علـماء الإدارة والممارسـون أن التحـول إلى الأداء المتمیـز فی المـنظمات المعـاصرة ولا سیما التعلیمیة، مرتبط بإیمان قیاداتها العلیا بجدوى الجهود المکثفـة التی یبـذلها العـاملون فی إطـار التمیز، وأن عملیة التمیز فی الأداء لا تحدث بصفة عشوائیة أو بالصدفة، وإنما تتطلـب التغییر فی النفوس والممارسات قبل التغییر فی اللوائح واکتسـاب مهـارات اتقـان العمـل مـن خـلال التعلم والتدریب                    (خوقیر، 2017).

ونتیجة لهذه التحدیات المتزایـدة والمطالبات بالتحول إلى الأداء المتمیز فی التعلیم والسعی إلى التطـویر المسـتمر للوصــول إلى التمیــز فی الأداء، فقد تغــیرت المواصــفات التی ینشدها المستفیدون من الخدمات التعلیمیة، وظهرت معاییر متعددة لقیاس التمیز فی الأداء وتحقیق التحسـن المسـتمر فی المؤسسات التعلیمیة.  (خوقیر، 2017).

وفی هذه الورقة نتطرق لتناول مفهوم التمیز فی التعلیم الجامعی مع عرض أبرز وأهم معاییر التمیز فی مؤسسات التعلیم العالی بالإضافة إلى عرض أبزر التجارب العالمیة فی تحقیق التمیز والاعتماد.

أولاً: مفهوم التمیز:

نشأ مفهوم التمیز للتعبـیر عـن الحاجـة إلى مـدخل شـامل یجمـع عنـاصر ومقومـات المنظمة على أسس متفوقة تحقق لها قدرات عالیة فی مواجهـة المتغـیرات الخارجیـة المحیطة بها من ناحیة، کما یکفل لها تحقیق الترابط والتناسق بین عناصرها ومکوناتها الذاتیة من ناحیة أخرى (خوقیر، 2017).

وعرفت المنظمة الأوربیة للجودة التمیز بأنه: تمیز فی الأداء وخدمـة العمـلاء وتحقیـق المنافع لأصحاب المصلحة من العاملین وغـیرهم والمجتمـع بـأسره ویتحقـق ذلـک مـن خلال القیادة التی تقوم بصیاغة وتوجیـه السیاسـات والاسـتراتیجیة والمـوارد البشریـة وتدیر العملیات بالمنظمة  (EFQM, 2003) کما یُعــرّف التمیــز نقلًا عن درویش (2006) بأنــه: التفــرد والتفــوق الإیجابی فی الأداء والممارسات والخدمات المتقدمة وهو مرحلة متقدمة مـن الاجـادة فی العمـل الفعـال القائم على مفـاهیم إداریـة تتضـمن الترکیـز عـلى الأداء والنتـائج وخدمـة المتعـاملین والقیادة الفعالة واشراک الموارد البشریة والابتکار، والتحسن المسـتمر  وبنـاء شراکـات ناجحة (خوقیر، 2017).

ثانیًا: مفهوم التمیز فی مؤسسات التعلیم العالی (الجامعات):

لقد أجمع الباحثون على أن مؤسسات التعلیم العالی یجب أن تسعى إلى تحقیق عدة أهداف من أهمها: إعداد جیل مثقف یؤمن بالعلم ویعتمده أساسًا لإحداث تغییرات جذریة فی جوانب المعرفة وتدعیمها وتنمیة العمل بروح الفریق والارتقاء بمستوى التفکیر والابداع وتقدیم حلول جذریة للمشکلات الحالیة والمستقبلیة بالإضافة إلى توظیف البحث العلمی فی استثمار موارد المجتمع وتنمیة الاتجاهات الإیجابیة نحو العمل والإتقان وتحقیق الجودة فی التدریس والبحث العلمی.

وتقوم فلسفة التمیز على عدة منطلقات من أهمها:

-         أن الوظیفتین الأساسیة للتعلیم العالی هما: تحریر الانسان من کافة القیود التی تحول دون إبداء رأیه وإعمال عقله وإطلاق إبداعاته وتعظیم إسهاماته فی المجتمع.

-         أن التعلیم العالی المتمیز یجب أن یواکب التغیرات المعرفیة المعاصرة بتقنیاتها ویسهم فی تطویرها.

-         أن تطویر التعلیم العالی لتحقیق التمیز لابد أن یکون وفق نظرة شمولیة تتناول کافة مکوناته ومؤشراته الداخلیة والخارجیة.

-         أن التعلیم العالی یجب أن ینطلق من الربط بین الجوانب النظریة والتطبیقیة ومن سرعة استجابة المتغیرات.

-         أن تحقیق التمیز فی المؤسسات العلمیة یتطلب الأخذ بالمعرفة الکلیة بدلاً عن الاختزال والتحول من ثقافة التکرار إلى ثقافة الابداع والابتکار والأخذ بثقافة الترابط والتفاعل بدلاً من التفتیت والانعزال والارتباط بتحسین الأداء ولیس بالتقویم والتشجیع على الاختیار وحریة الاختلاف.

-         أن تمیز التعلیم العالی فی إعداد القوى البشریة وتأهیلها فی مختلف التخصصات لتلبیة احتیاجات سوق العمل یتطلب تحدید أولویات التنمیة وحصر الإمکانات القائمة والاحتیاجات المطلوبة والأهداف على المدى البعید.

-         أن الترابط بین التعلیم العالی المتمیز وسوق العمل والإنتاج یزداد أهمیة عامًا بعد عام.

-         أن تحقیق التمیز فی التعلیم العالی یتطلب إحداث تغیرات وتعدیلات جوهریة فی شکل ومضمون اللوائح الجامعیة وإعادة صیاغتها فی إطار مستقبلی یحتوی على سیاسات وبرامج بدیلة.

-         أن تحقیق التمیز فی التعلیم الجامعی لم یعد ترفًا بل ضرورة لکل من الفرد والمجتمع.

ثالثًا: معاییر التمیز فی مؤسسات التعلیم العالی.

نتیجة للتغیرات فی کافة المجالات فإن معاییر التمیز الأکادیمی أصبحت ضرورة ومن أهم هذه المعاییر:

-         الاستقلالیة: وتعنی الاستقلال العلمی والفنی والإداری والمالی حیث تنظم الجامعة المتمیزة شؤونها الداخلیة مع ضمان استقلالها فی اختیار برامجها ومناهجها الدراسیة وقبول الطلاب وتقویمهم وتعیین أعضاء هیئة التدریس.

-         الحریة الأکادیمیة: وتعنی حریة التعلیم والمناقشة وتناول القضایا وحریة البحث العلمی مع توافر الضمانات لأعضاء هیئة التدریس فی إبداء الرأی والتحلیل العلمی                 والنقد البناء.

-         تکوین مجتمع التعلیم: وتعنی النظر فی مفهوم التعلیم الجامعی بما یساعد على تخطی أسوار الجامعة بدلاً من أن تظل قاصرة عما بداخلها.

-         الإنتاجیة: وتعد من أهم معاییر الجامعة المتمیزة حیث یرکز الاهتمام فیها على جمیع العناصر المکونة للجامعة من أساتذة وطلبة وغیرهم ویجب اتباع إجراءات لتطویر الإنتاجیة من ساعات تدریسیة وأنماط تقویم وأن تکون الجامعة أشد ارتباطًا مع               سوق العمل.

-         التعددیة فی مصادر المعرفة: وتعنی امتلاک الجامعة للقدرة على تطویر ذاتها وبنیتها المعرفیة والقدرة على البحث والاستقصاء عن طریق مصادر متنوعة للمعرفة من خلال الاستثمار الأمثل للتکنولوجیا.

-         الجودة التربویة: وتعنی العمل على تأکید ثقافة الجودة فی النظام التعلیمی والقیام بعملیات التقویم والتطویر المستمر لکل جوانب البیئة الجامعیة.

-         المستقبلیة: وتعنی تولی البعد المستقبلی سواء فی الفلسفة أو الأهداف أو البرامج أو التنظیمات أو الأسالیب الاهتمام الذی تستحقه وهنا تشیر التجارب العالمیة إلى ثلاثة بدائل فی هذا المیدان وهی:

  1. جامعة المستقبل وهی صفة جدیدة للجامعة تقوم على استشراف المستقبل فی المجالات المختلفة فی مجتمعها والعالم المحیط بها.
  2. فریق مفکری المستقبل فی الجامعة ویضم مجموعة متمیزة من أعضاء هیئة التدریس ویکون منهجهم ما یعرف بالوعاء الفکری المستقبلی مع الارتباط باستشراف المستقبل فی المدى البعید والقریب.
  3. اقتراح أسالیب ترجمة هذه الرؤى المستقبلیة فی أهداف الجامعة وبرامجها ومناهجها.

-         الاستمراریة فی طرح وتحدید المعارف والخبرات: حیث تسعى الجامعة إلى انتهاج طریقة تعلیمیة مناسبة تزود الطلبة بالمعرفة والخبرات والتخصصات المختلفة والتفکیر المنطقی ونظرة شاملة للحیاة والطبیعة والبیئة.

-        الابتکاریة فی أسالیب التدریس: وتسعة الجامعة المتمیزة هنا إلى ابتکار أسالیب تدریس تراعی مختلف القدرات العقلیة للطلاب والطالبات وتناسب کل أنواع الذکاء وتخاطب کل حواس الطالب وعواطفه بالصورة والرمز والعبارة وبالأنشطة وبالمکتبة وبالعمل حیث تستفید من کل موارد المعرفة من کتب وموسوعات وتقنیات.

-         إنتاج وتوظیف وإدارة المعرفة: مما یساهم فی استیعاب المتغیرات العالمیة فی عصر التکنولوجیا والمعلومات والانترنت للتعرف على الاتجاهات الحدیثة مثل الذکاء الصناعی والسوبر کمبیوتر وغیرها والتفاعل معها حیث تقوم الجامعات بتوظیف هذه المعارف وإعادة انتاجها.

-         دیموقراطیة الإدارة والجامعة: مع التغیرات السریعة فی البیئة الجامعیة زادت الأعباء الإداریة وتعقدت طبیعة المشکلات التی تواجه القیادات الجامعیة، لذا تسعى الجامعات إلى تفعیل دور الإدارة الجامعیة فی ضوء رؤیة مستقبلیة تستوعب التغیرات المتجددة وتمتلک القدرة على إحداث تغییرات جوهریة فی العملیات والبنیة الجامعیة ویتطلب ذلک وجود قائد جامعی متمیز یمتلک الرؤیة فی الإدارة المستقبلیة وترسیخ المبادئ الأساسیة للإدارة مثل تفویض السلطة والإدارة التشارکیة وتوزیع المسؤولیات والمساءلة.

-         المعالجة التربویة للتوترات الثنائیة فی بناء الشخصیة: إذ تسعى الجامعة للتمسک بالماضی مع ربطه بالحاضر والمستقبل وتفعیل الأصالة والابتکار لمعالجة الإشکالیات الثنائیة وخلق حلول تربویة لمعالجتها والتی تشمل التوتر بین الوضع العالمی والمحلی، والتوتر بین الحداثة والتقلید، والتوتر ببین الروحی والمادی، ومن أهم هذه                   التوترات الثنائیة:

  • ·      التوتر بین العالمی والمحلی: کیف یصبح الانسان مواطنًا عالمیًا دون أن ینفصل عن جذوره وأمته.
  • ·      التوتر بین الکلی والخصوصی: کیف یواءم الانسان بین عالمیة الثقافة وخصوصیة الثقافة وکیفیة المحافظة على الثقافة ذات الخصوصیة المتمیزة.
  • ·      التوتر بین الحداثة والتقلید: کیف یمکن التجاوب مع التغییر دون التنکر للذات وبناء الاستقلال الذاتی.
  • ·      التوتر بین الروحی والمادی: کیفیة إحداث توازن بین القیم الروحیة والأخلاقیة وسعی الأفراد والمجتمعات للاستحواذ المادی.

-        القابلیة للتغییر والتقویم الذاتی وإعادة الهیکلة: إذ تقوم الجامعة المتمیزة فی ضوء رؤیتها للمستقبل المراجعة الدوریة للتقویم الذاتی لبرامجها العلمیة وقدرتها المادیة والمعنویة وإحداث التغییرات الجذریة فی بنیة النظام التعلیمی وإعادة هیکلته واستحداث تخصصات وأسالیب علمیة تواکب التغیرات.

-         التنافسیة: یشهد العالم منافسة حادة بین کافة القطاعات الاقتصادیة والخدمیة مما ینعکس على التعلیم الجامعی ویتطلب الأمر من الجامعة المتمیزة إحداث تغییرات استراتیجیة فی سیاساتها حتى تتمکن من الحصول على الاعتمادات المالیة اللازمة التی تمکنها من تحقیق التمیز وجذب عدد أکبر من الطلاب.

-         الشراکة المجتمعیة: وهی من السمات المعاصرة للتعلیم الجامعی ویتطلب الأمر توسیع المشارکة الشعبیة المتمیزة فی إدارة الأنظمة التربویة والتعلیمیة ویجب تحقیق التعاون بین القطاع العام والخاص والتوسع فی إشراک المجتمع المدنی والمحلی وأسر الطلاب ورجالات الأعمال فی الحوار الثقافی حول السیاسات التعلیمیة.

-         الافتراضیة: وتعنی الوجود الافتراضی للجامعة المتمیزة فإلى جانب وجودها المادی الملموس یکون لها وجود افتراضی على شبکة الانترنت کصیغة علمیة مستحدثة تقوم بإتاحة الفرص التعلیمیة الجامعیة للطلاب مستخدمة تکنولوجیا المعلومات والاتصالات لتوصیل خدماتها وبرامجها ومقرراتها التعلیمیة.

رابعًا: تجارب جامعات عالمیة فی الاعتماد والتمیز.

‌أ.     تجربة جامعة غرب استرالیا فی التمیز.

لقد أخذت الحکومة الأسترالیة على عاتقها تطویر القطاع التعلیمی لیکون صرحًا له مکانة ودور بارز فی لیس على المستوى الأسترالی فحسب بل على المجتمع الدولی أیضًا وذلک بالتأکید على أن تستجیب الجامعات للتغیرات العالمیة العدید والتکیف معها والاهتمام بجودة البحث والتدریس.

ونظرًا لأن الحکومة الأسترالیة تنظر للتعلیم الجامعی على أنه أبرز الوسائل التی تساهم فی دعم القدرة الإنسانیة والاجتماعیة فقد تمثلت أبرز أهداف التعلیم الجامعی فی استرالیا کالتالی:

-         حفز الأفراد وتمکینهم من تطویر قدراتهم والوصول بها إلى أقصى درجة خلال حیاتهم وذلک فیما یتعلق بالإنجاز والنمو على المستوى الشخصی والمشارکة الفعالة فی قوى العمل والإسهام فی المجتمع.

-         تمکین المعرفة والفهم من أن تکون مفیدة للمجتمع والاقتصاد الوطنی.

-         تمکین الأفراد من التعلیم والتکیف مع متطلبات الاقتصاد القائم على المعرفة والمبنی على المستویات المحلیة والدولیة.

-         تمکین الأفراد من الإسهام بفعالیة فی مجتمع دیموقراطی ومتحضر وتنمیة روح التسامح والنشاط.

وتسعى جامعة غرب استرالیا إلى تحقیق الامتیاز الدولی وأن تکوّن رؤیة واضحة لدورها ومکانتها کمؤسسة عالمیة لها قیمتها ومسؤولیاتها، ولتحقیق رؤیتها قامت الجامعة بمراجعة الخطط والبرامج الأکادیمیة مما أدى إلى تکوین أقسام وإلغاء أقسام وتکوین کلیات أقل عددًا وأکبر حجمًا، وقد رکزت على عدة مبادئ تتمثل فی الحریة الأکادیمیة والکفاءة والجودة والتکیف والابتکار والتکامل الفکری والمعاییر الأخلاقیة والتقویم وصنع القرار والمسؤولیة والمبادئ التعلیمیة والتربویة.

ویمکن استقراء رؤیة جامعة غرب استرالیا فیما یلی:

-         تغطیة واسعة ومتزنة لمجالات العلوم والفنون والمهن طبقًا لأعلى المعاییر الدولیة.

-         الترکیز على جودة البحث العلمی والدراسات العلیا فی مجالات مختارة تمتاز بالقوة والأهمیة.

-         الطموح نحو جامعة بحثیة ممتازة ذات مصدر فکری مبدع وخلّاق.

-         الاهتمام بالجودة العلمیة فی مجالات التدریس والتعلم والمنهج.

-         دعم جمیع الأنشطة کجزء من الالتزام بالتفوق والجودة.

-         التأکید المستمر لدور الجامعة فی خدمة المجتمع.

وترکز الجامعة على عدة مبادئ تتمثل فی: الحریة الأکادیمیة والکفاءة والجودة والتکیف مع البیئة والابتکار والتکامل الفکری والمعاییر الأخلاقیة کالأمانة والتسامح والعدل والمسؤولیة بالإضافة إلى التقویم وصنع القرار والمسؤولیة وأخیرًا الالتزام بالمبادئ التعلیمیة والتربویة وذلک من خلال إتقان موضوعات الدراسة والمفاهیم والأسالیب التعلیمیة وتطبیق المعارف فی مواقف متعددة واکتساب المهارات المطلوبة لمتابعة التغیر السریع فی التکنولوجیا.

‌ب.     تجربة جامعة مانشستر فی التمیز.

تسعى جامعة مانشستر فی رسالتها التی قدمتها عام 1996م إلى مواصلة الامتیاز فی التعلیم عن طریق تطویر البحث والعلاقة بین التعلم والتدریس وفی ضوء ذلک تسعى إلى:

-         مواصلة جهودها باستمرار نحو التمیز فی جمیع المجالات ووفق المعاییر الأکادیمیة لمختلف نشاطاتها وفی إطار خطة خمسیة أکثر صرامة ومراقبة عن قرب لمعلومات البرامج المقدمة للطلبة.

-         دعم إدارة الجودة ومراقبة التنفیذ والإنتاجیة والتعرف على احتیاجات وتطویر الموظفین على المستوى المحلی ودعم عملیات التحفیز بصرف مخصصات مالیة لدعم التدریس والتعلم.

-         تحدید المسؤولیات وخطط الاتصال بین معاییر الجامعة ولجان الجودة.

أهم الأهداف الاستراتیجیة لجامعة مانشستر:

  1. دعم بحوث الجودة العلمیة للجامعة وتوجیه جهودها لدعم البحوث المرتبطة بالجودة العالمیة والبحوث الخاصة بالسلام والتعاون الدولی ودعم فرص التعاون مع الجامعات الأخرى وتطویر الخریجین.
  2. بناء الجامعة لقاعدة بحوث متطورة تستند إلى مسوح واقعیة تغطی مجالات الدراسات الإنسانیة والاقتصادیة والاجتماعیة والفنون والتعلیم وإدارة الأعمال والطب والهندسة.
  3. زیادة میزانیة الأبحاث.
  4. دعم استراتیجیات الجامعة المستقبلیة فی محاولة تحسین مستوى جودتها.

‌ج. تجربة الجامعات السویسریة فی الاعتماد الأکادیمی.

إن مکتب الاعتماد الجامعی فی سویسرا یعد هو المکلف من مجمع الجامعات لمنح الاعتماد الذی یهدف إلى:

-         التأکد من رفع جودة التدریس والتعلم والبحث الأکادیمی على المستوى الجامعی.

-         زیادة الأداء الجامعی إلى المستوى العالمی.

-         تکوین قاعدة معلوماتیة سلیمة تساعد الطلاب وممثلی الجامعات ورجال السیاسة فی  اتخاذ القرارات.

-         تحسین الاعتراف الدولی بالدرجات العلمیة التی تمنحها الجامعات فی سویسرا.

ویقیم الاعتماد الجوانب التالیة: إدارة الجودة واستراتیجیة المؤسسة التعلیمیة ومدة البرامج التعلیمیة والبحث والمشروعات البحثیة وهیئة التدریس العلمی والفنیین والإداریین داخل المؤسسة التعلیمیة مع تقییم الطلاب فی المرحلة الأولیة ومراحل الدراسات العلیة ویقیم الاعتماد التعاون والمشارکة والبناء والتراکیب الداخلیة.

ویتم تقییم البرامج المقدمة فی الجامعات وفق المقاییس التالیة:

-         تطبیق البرامج والأهداف والغایات.

-         مقاییس تقییم الجودة والتنظیم الداخلی.

-         طرق التدریس والمناهج.

-         هیئة التدریس – الطلاب – المصادر المالیة.

ویتم نشر معاییر الاعتماد فی دلیل تقویمی یسمى دلیل التقویم الذاتی یساعد فی الحصول على الاعتماد.

‌د.        تجربة الجامعات الأمریکیة فی الاعتماد الأکادیمی.

یقوم الاعتماد فی الولایات المتحدة الأمریکیة بالاعتراف بالکفاءة الأکادیمیة للبرامج التعلیمیة للمؤسسة التعلیمیة فی ضوء معاییر تصدرها هیئات ومنظمات اعتماد متخصصة ومستقلة. وتتولى مجالس إقلیمیة وضع معاییر الاعتراف بمؤسسات التعلیم العالی وتنظم الإجراءات الخاصة بها. ونظرًا للتنوع الهائل فی مؤسسات التعلیم العالی فی الولایات المتحدة فإن الهیئات المعنیة باعتماد هذه المؤسسات تستخدم معاییر واسعة ومتعددة فی تقویم المؤسسات والبرامج على أن تتضمن المعاییر العامة التی ینبغی توفرها فی أی مؤسسة تعلیمیة وهی:

-         أهداف وإمکانات لازمة لتحقیق الأهداف.

-         البرهنة العلمیة للمؤسسة على تحقیق الأهداف.

-         مؤشرات ودلائل للاستمرار فی تحقیق أهدافها.

-         موارد وإمکانات لازمة لتحقیق الأهداف.

وهنالک معاییر أخرى مخصصة لمؤسسات التعلیم العالی تتمثل فی:

-         تطویر الجودة الأکادیمیة.

-         المسؤولیة (توضیح الاستعداد للمساءلة العامة).

-         تشجیع إحداث التغییر والتطویر المنشود.

-         استخدام إجراءات مناسبة لصنع القرار.

-         ممارسات إعادة تقییم الاعتماد المستمر حیث تقوم وکالات الاعتماد بالفحص الذاتی المستمر لجوانب عملیة الاعتماد.

وهنالک ثلاث أنواع للاعتماد فی برامج ومؤسسات التعلیم العالی بالولایات المتحدة وهی:

الاعتماد الإقلیمی والاعتماد القومی والاعتماد المتخصص.

‌ه.     تجربة الجامعات الافتراضیة الالکترونیة.

الجامعة الافتراضیة هی مؤسسة أکادیمیة تهدف إلى تأمین أعلى مستویات التعلیم العالی للطلاب فی أماکن إقامتهم بوساطة الشبکة العالمیة (الانترنت) وذلک من خلال إنشاء بیئة تعلیمیة إلکترونیة متکاملة تعتمد على شبکة متطورة.

تجربة الجامعات الافتراضیة لتکنولوجیا التعلیم بکندا:

وتوفر الجامعة الافتراضیة بکندا عدد من البرامج للراغبین فی الدراسة بها من جمیع المستویات ولهذه البرامج مجموعة من الأهداف یمکن حصرها فیما یلی:

-         التطویر المهنی والتکنولوجی للکادر التدریسی والإداری فی حقل التعلیم الإلکترونی.

-         التطبیق الفعلی والعملی للوسائل والبرامج والأنظمة المستخدمة فی التعلیم الالکترونی.

-         التطبیق الفعلی والعملی لإنشاء المقررات والمناهج الإلکترونیة.

المراجع:

إدریس، جعفر عبد الله (2015). الجودة الشاملة، الاعتماد الأکادیمی فی مؤسسات التعلیم العالی، جدة: خوارزم     العلمیة للنشر والتوزیع.

خوقیر ، مها بنت جمیل (2017). مستوى التمیز فی أداء أعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة للبنات بجامعة الملک عبد العزیز، مجلة الدراسات العربیة فی التربیة وعلم النفس، 84، 331- 367.

EFQM (2003). Linking The EFQM Excellence Model to Other Management        Models and Tools, Sheffield Hallam University. Uk

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إدریس، جعفر عبد الله (2015). الجودة الشاملة، الاعتماد الأکادیمی فی مؤسسات التعلیم العالی، جدة: خوارزم     العلمیة للنشر والتوزیع.
خوقیر ، مها بنت جمیل (2017). مستوى التمیز فی أداء أعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة للبنات بجامعة الملک عبد العزیز، مجلة الدراسات العربیة فی التربیة وعلم النفس، 84، 331- 367.
EFQM (2003). Linking The EFQM Excellence Model to Other Management        Models and Tools, Sheffield Hallam University. Uk