دور کليات التربية فى تنمية مکونات الحرية الفکرية لدى طلابها ( دراسة تحليلية )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول التربية کلية التربية بأسيوط - جامعة أسيوط

10.12816/0053750

المستخلص

مما لا ريب فيه أن إنسان القرن الحادى والعشرين يختلف عن إنسان القرون الماضية ، حيث يواجة إنسان هذا القرن بتحديات جمة فى شتى مجالات الحياة فى ضوء ما تفرضه تحولات النظام العالمى الجديد الذى تجسدت فى مفاهيم المعلوماتية ، وثورة الاتصالات والتکنولوجيا ، والعولمة ، وعصر ما بعد الصناعة ، إضافة إلى التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتسارعة سواء على المستويين المحلى أم العالمى ؛ مما يفرض على المؤسسات الجامعية بصفة عامة ، و کليات التربية بصفة خاصة تبنى صيغة جديدة فى تربية الإنسان تؤکد على عدد من المهارات ، أهمها القدرة على التکيف والمرونة والتفکير والإبداع والابتکار .
ومن هنا جاء هذا البحث بهدف إلقاء الضوء على مفهوم الحرية الفکرية ومکوناتها ، وأهم التغييرات المعاصرة الداعية إلى تنميتها لدى طلابها ، والوقوف على الواقع الحالى لدور کليات التربية فى تنمية مکونات الحرية الفکرية لدى طلابها ، ووضع تصورمقترح لتفعيل دورکليات التربية فى تنمية مکونات الحرية الفکرية لدى طلابها . 
ولتحقيق هذه الأهداف استخدمت الباحثة المنهج الوصفى التحليلى فى عرض وتحليل مفهوم الحرية الفکرية ومکوناتها ، والتغييرات المعاصرة ، وکذلک فى عرض وتحليل الواقع الحالى لدور کليات التربية فى تنمية مکونات الحرية الفکرية لدى طلابها ، واستخلاص تصور مقترح لتفعيل دور کليات التربية فى تنمية مکونات الحرية الفکرية لدى طلابها . 
وقد توصلت الباحثة إلى عديد من النتائج ، منها : ضعف دور کليات التربية فى تنمية مکونات الحرية الفکرية لدى  طلابها ، کما توصلت إلى تصورمقترح لتفعيل دور کليات التربية فى تنمية مکونات الحرية الفکرية لدى طلابها . هذا ، وقد ذيلت الباحثة هذا البحث ببحوث مقترحة وبقائمة للمراجع .

الموضوعات الرئيسية


 

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها ( دراسة تحلیلیة )

 

إعــــداد

    د / أمل على محمود سلطان أحمد

مدرس أصول التربیة

کلیة التربیة بأسیوط -  جامعة أسیوط

 

 

 

 

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد التاسع- سبتمبر 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص بحث

مما لا ریب فیه أن إنسان القرن الحادى والعشرین یختلف عن إنسان القرون الماضیة ، حیث یواجة إنسان هذا القرن بتحدیات جمة فى شتى مجالات الحیاة فى ضوء ما تفرضه تحولات النظام العالمى الجدید الذى تجسدت فى مفاهیم المعلوماتیة ، وثورة الاتصالات والتکنولوجیا ، والعولمة ، وعصر ما بعد الصناعة ، إضافة إلى التغییرات السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة المتسارعة سواء على المستویین المحلى أم العالمى ؛ مما یفرض على المؤسسات الجامعیة بصفة عامة ، و کلیات التربیة بصفة خاصة تبنى صیغة جدیدة فى تربیة الإنسان تؤکد على عدد من المهارات ، أهمها القدرة على التکیف والمرونة والتفکیر والإبداع والابتکار .

ومن هنا جاء هذا البحث بهدف إلقاء الضوء على مفهوم الحریة الفکریة ومکوناتها ، وأهم التغییرات المعاصرة الداعیة إلى تنمیتها لدى طلابها ، والوقوف على الواقع الحالى لدور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها ، ووضع تصورمقترح لتفعیل دورکلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها . 

ولتحقیق هذه الأهداف استخدمت الباحثة المنهج الوصفى التحلیلى فى عرض وتحلیل مفهوم الحریة الفکریة ومکوناتها ، والتغییرات المعاصرة ، وکذلک فى عرض وتحلیل الواقع الحالى لدور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها ، واستخلاص تصور مقترح لتفعیل دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها . 

وقد توصلت الباحثة إلى عدید من النتائج ، منها : ضعف دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى  طلابها ، کما توصلت إلى تصورمقترح لتفعیل دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها . هذا ، وقد ذیلت الباحثة هذا البحث ببحوث مقترحة وبقائمة للمراجع .

 

 

 

 

 

مقدمة :

          تعتبر حریة الفکر رکن أساسى ومهم من أرکان الحریة ، وتتمثل فى قدرة الفرد على التعبیر عن آرائه بأمانة وصدق وإخلاص دون قیود ، والوصول إلى نتائج یمکن الاعتماد علیها ، وکذلک تتضمن القدرة على تطبیق ما توصل إلیه الفرد وما اختاره من أفکار وأشیاء ، وهذه الحریة ضروریة لنمو الشخصیة الإنسانیة ، ووصولها إلى درجة عالیة من النضج والتکامل من أجل الإسهام فى تحقیق الصالح العام ( 33 : 64 )( * ).

          ونظراً لهذه الأهمیة لقیمة حریة الإنسان الفکریة فى المجتمعات ، فقد أولها الإسلام – من خلال مصدره الرئیس ألا وهو القرآن الکریم- اهتماماً کبیراً فى مواقف التربیة ، حیث جعلها القاعدة الأصلیة للتربیة الإسلامیة سواء فیما یتعلق بالتربیة العقیدیة ، أو بالتربیة الأخلاقیة العملیة    (59: 56) ، لقوله تعالى : " وَمَن یُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْیَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن یُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِی الشَّاکِرِینَ " (آل عمران : آیة 148) ، ولقوله تعالى :        "وَلَوْ شَاء رَبُّکَ لآمَنَ مَن فِی الأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً أَفَأَنتَ تُکْرِهُ النَّاسَ حَتَّى یَکُونُواْ مُؤْمِنِینَ " (یونس : آیة 99) ، ولقوله تعالى : " َفمَن شَاء فَلْیُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْیَکْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِینَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن یَسْتَغِیثُوا یُغَاثُوا بِمَاء کَالْمُهْلِ یَشْوِی الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً " (الکهف : آیة 29) ، ولقوله تعالى :"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَکَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " (الشمس : آیة 7- 10) . ومن خلال هذه الآیات الکریمات یتبین لنا أن حریة الإرادة الإنسانیة مبدأ مهم من مبادئ التربیة الإسلامیة.

کما أولت الإعلانات والمواثیق والقوانین الدولیة والمحلیة الحریات ومنها الحریة الفکریة عنایة خاصة ، فعلى المستوى الدولى أکد الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ، فى مادته 18 أن " لکل شخص حق فى حریة الفکر والوجدان والدین ، ویشمل هذا الحق حریته فى تغییر دینه أو معتقده " ،

 ــــــــــــــــ

 (* )  یشیر الرقم الأول إلى رقم المرجع فى قائمة المراجع ، وأما الرقم الثانى فیشیر إلى رقم الصفحة ، والتفاصیل مثبتة فى قائمة المراجع فى نهایة البحث .

وأکد فى مادته 19 أن " لکل  شخص حق التمتع فى حریة الرأى والتعبیر ، ویشمل هذا الحق حریة اعتناق الآراء والأفکار وتلقیها وإذاعتها بأیة وسیلة دون تقید بالحدود الجغرافیة " ، کما جاء فى مادته الثالثة أن " لیس فى هذ الإعلان نص یجوز تأویله على أنه یخول الدولة أو جماعة أو فرد أى حق فى القیام بنشاط أو تأدیة أى عمل یهدف إلى هدم الحقوق والحریات الواردة فیه " (14 : 14-19) . ولقد قضت المواثیق الدولیة الأخرى غیر التابعة للأمم المتحدة مجموعة هائلة من الالتزامات القانونیة لحمایة الحریة الفکریة والعلمیة وحریة  الرأى والتعبیر عنه ، ومن هذه المواثیق : میثاق بولونیا فى إیطالیا عام 1988م ، ومیثاق دار السلام بتنزانیا عام 1990م ، ومیثاق کمبالا 1993م ، ومیثاق داکار 1996م (11 : 232) .

وأما على المستوى المحلى – فبالإضافة إلى ماجاء بالمواثیق والقوانین الدولیة من نصوص تدعم الحریات ومنها الحریة الفکریة والتى صدقت علیها مصر ، وأضحت جزءاً من البنیة القانونیة الداخلیة بنشرها فى الجریدة الرسمیة ، وذلک إعمالاً لنص المادة 151 من الدستور المصرى ، والتى تمنح المعاهدة الدولیة قوة القانون بعد إبرامها والتصدیق علیها ونشرها وفقاً للأوضاع المقررة ، وخضوعاًَ لما تقضى به المادة 188 من نشر القوانین فى الجریدة الرسمیة خلال أسبوعین من تاریخ إصدارها ، والعمل بها شهر الیوم التالى لتاریخ نشرها ( 16 : 64 ) _ فقد تضمن الدستور المصرى العدید من المواد والتشریعات التى تکفل للمواطنین فى المجتمع حریة الرأى والتعبیر ، وحریة الإبداع العلمى والفنى والثقافى ، وحریة البحث العلمى ، وحریة الصحافة وغیرها ، ومن أهم تلک المواد والتشریعات : المادة 47 التى تنص على " حریة الرأى مکفولة ، ولکل إنسان حریة التعبیر عن رأیه ونشره بالقول أو الکتابة أو التصویر أو غیر ذلک من وسائل التعبیر فى حدود القانون ، والنقد البناء ضمان لسلامة البناء الوطنى " ، والمادة 49 التى تنص على " تکفل الدولة للمواطنین حریة البحث العلمى والإبداع الأدبى والفنى والثقافى وتوفر وسائل التشجیع اللازمة لتحقیق ذلک "                        ( 22 : 123 ) .

بناءً على ماسبق تکون حریة الفکر ، والتعبیر عن الرأى ، والممارسة الکاملة للحریات حق أصیل للإنسان فى الدین الإسلامى ، وفى معظم نصوص مواد الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ، والاتفاقیات الدولیة الموقعة علیها مصر ، وکذلک فى الدستور                      والتشریعات المصریة .

ولقد تنامى الاهتمام بقضیة الحریات الإنسانیة وبخاصة حریة الفکر فى الآونة الأخیرة نتیجة لتغییرات ولتحولات النظام العالمى الجدید الذى تجسدت فى مفاهیم المعلوماتیة ، وثورة الاتصالات والتکنولوجیا ، والعولمة ، وعصر ما بعد الصناعة ، إضافة إلى التغیرات السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة المتسارعة سواء على المستویین المحلى ،                  أم العالمى .

ویرى أحد الکتاب أن " تزاید الاهتمام بالحریة الفکریة جاء نتیجة لتنامى محاربة الجمود ، وتشجیع الإبداع ، والاهتمام بمبدأ التربیة الإنسانیة الذى یعنى بتربیة الإنسان تربیة شاملة من جمیع نواحى شخصیته ، ویرکز على تخفیف القیود والموانع التى کانت مفروضة على العقل وحریة الإرادة " ( 31 : 485-486 ) .

کل هذه التحولات والمستجدات تفرض على منظومة التعلیم فى المؤسسات التعلیمیة بصفة عامة ، وفى المؤسسات الجامعیة وکلیات التربیة بصفة خاصة تبنى صیغة جدیدة فى تربیة الإنسان تؤکد على عدد من المهارات ، أهمها إکسابه القدرة على التفکیر ، والإبداع ، والابتکار ، واستشراف المستقبل والتکیف معه ، وهذا کله مرهون بالدرجة الأولى فیما یقدم له داخل مؤسسات الإعداد من مقررات دراسیة ، وطرق تدریس ، وأنشطة تربویة ، وأسالیب تقویم فعالة .

مشکلة البحث :

          فى ضوء التغییرات المعاصرة الهائلة والمتسارعة على الصعیدین المحلى والعالمى ، ومانتج عنها من إستراتیجیة دولیة تدعو لأهمیة وجود مواثیق دولیة تدعو لتفعیل الحریات ومنها حریة الفکر ، والتعبیر عن الرأى ، والحفاظ على الحریات الفکریة ، والقضاء على المشکلات المؤسسیة التى تهدد استقلال الجامعة والنشاط العلمى والفکرى فیها ، باتت الحریة الفکریة للطالب الجامعى أمراً أساسیاً ؛ لمواکبة الثورة المعلوماتیة والتکنولوجیة ، وثورة المعرفة ، وثورة الاتصالات ، والثورة الدیمقراطیة الراهنة ، وتحدیات العولمة ، ویؤکد هذا نتائج عدید من الدراسات العربیة والأجنبیة، منها : دراسة ( السید محمد ناس ، ونهى عبد الکریم ، 1999م ) (66 : 241) ، ودراسة ( محمد محمد سکران ، 1999م ) (63 : 340) ، ودراسة ( الیونسکو UNESCO ، 2005م ) (79) ، ودراسة ( محمد حسنین عبده العجمى ، 2006م ) (55 : 117) ، ودراسة (کیرستین Kirsten ، 2006م ) (75 ) ،                 و دراسة ( محمد محمد عبد الحلیم ، 2009م ) (64 : 129 ) ، ودراسة ( برادال Berdahl ، 2010م ) (76 : 20) ، ودراسة ( وولفورد ، وآخرون Wellford, et al ، 2012م ) (80 : 46) .

          ولما کانت کلیات الجامعة ، وبالذات کلیات التربیة إحدى أهم المؤسسات التربویة المسئولة عن تکوین وبناء الشخصیات الحرة ؛ لمواکبة التطورات العصریة ، وذلک من خلال تطویر الإنسان  وإنماء قدراته الفکریة ، والعملیة ، والإبداعیة التى تجعل هذا الإنسان حراً فى تفکیره ، وناقداً ومتواصلاً مع بیئته ، ویعود ذلک بالدرجة الأولى إلى ما یقدم له داخل کلیة التربیة من خبرات تعلیمیة ، وأنشطة تربویة مختلفة تسمح له بالمشارکة ، وإبداء الرأى ، وحریة التعبیر ، وإطلاق العنان لخیاله ، وتحمل المسئولیة الشخصیة والاجتماعیة ، وهذه أهم أهداف التربیة الحدیثة . ومن هنا برزت أهمیة البحث وأصبح من الضرورى تناول الدور الذى یمکن أن تقوم به کلیة التربیة والمتمثل فى المعلم ، والأهداف ، والمقررات الدراسیة ، وطرق التدریس ، والأنشطة ، والتقویم  فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة .

وبناءً على ما سبق تتلخص مشکلة البحث فى کیفیة بیان واقع دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها ، ووضع تصور مقترح لتفعیل هذا الدور .        

أهمیة البحث :

          یکتسب هذا البحث أهمیته من خلال تناوله لقضیة من أهم قضایا العصر ، ألا وهى قضیة الحریة الفکریة ، وذلک من خلال تحلیل مفهومها ومکوناتها ، وتحدید مبررات توسیع درجة ممارستها لدى الطلاب فى الوقت الحاضر ، ثم بیان دور عناصر العملیة التعلیمیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلبة کلیة التربیة ، وما یتطلبه هذا الدور من إجراءات تعین على زیادة فعالیته فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة .

          ومن هذا المنطلق تعتقد الباحثة بأن بحثها له أهمیة نظریة تتمثل فیما یضیفه للمکتبة العربیة من مفاهیم ، ومعارف تتصل بالحریة الفکریة ومکوناتها ، ودواعى تنمیتها لدى الطلبة ، کما تعتقد أیضاً بأن بحثها له أهمیة تطبیقیة تتمثل فى التصور المقترح لتفعیل دور کلیة التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها .

دراسات سابقة :

          هناک عدید من الدراسات السابقة التى تناولت قضیة الحریات الفکریة من زوایا مختلفة ، فمنها ما تناولها من منظور الإسلام ، مثل دراسة ( خلیل عبد الکریم ، 2000م ) (26) ، ودراسة (محمد عبد القوى ، 2001م ) (58) واللتان أسفرتا عن أن الإسلام حرص على إتاحة الحریة الفکریة للإنسان ، وجعلها مبدأ أصیل من مبادئ التربیة الإسلامیة . ومنها ما تناول معوقات الحریة الفکریة ، مثل دراسة ( أمیرة محب مشهور ، 2000م  ) (16) ، ودراسة ( محمد نور فرحات ، 2000م ) (68) واللتان توصلتا إلى وجود کثیر من المعوقات السیاسیة ، والاجتماعیة ، والثقافیة ، والاقتصادیة ، والقانونیة أمام ممارسة الحریة الفکریة فى المجتمع . ومنها ما تناول ملامح المنحى البیانى لمناخ الحریات العامة والفکریة فى مصر المعاصرة ، مثل دراسة ( على فهمى ، 2000م ) (42) والتى انتهت إلى هبوط المنحنى البیانى لمناخ الحریات العامة والخاصة فى العقود الأخیرة بدرجة کبیرة . ومنها ما تناول دور النظام التعلیمى فى تکوین الذات الإنسانیة الحرة ، مثل دراسة   ( شبل بدران ، 2000م ) (32) ، والتى خلصت إلى أن النظام التعلیمى بوضعه الحالى غیر قادر على تکوین وبناء شخصیات حرة .

          کما أن هناک بعض الدراسات التى أهتمت بتناول الحریة الأکادیمیة فى الجامعات باعتبار أن الحریة الفکریة تشمل الحریة الأکادیمیة ، ومن هذه الدراسات : دراسة ( محمد محمد سکران ، 1983م ) (62) ، ودراسة ( أحمد الأهوانى وصلاح أبونار ، 2000م ) (7) ، ودراسة ( سلامة طناش ، 2003م ) (29) ، ودراسة ( عادل الأسطة ، 2003م ) (35) ، ودراسة(طاهر المصرى ، 2003م ) (34) ، ودراسة ( أمانى محمد شریف ، 2004م ) (15) ، ودراسة ( غازى الصوا ویحیى على ، 2005م ) (44) ، ودراسة ( على محافظة ، 2005م ) (43) ، ودراسة ( محمد إبراهیم سلیمان و بسام عبدالرحمن أبوحشیش ، 2006م ) (51) ، ودراسة ( جوزیف سویندرزSaunders ,J., ، 2007م ) (73) ، ودراسة                       ( منى مکرم عبید ، 2008م ) (69) ، ودراسة ( تایلور ، وآخرون Taylor,et al , ، 2010م ) (78) ، ودراسة ( إبراهیم الخواجا ، 2011م ) (1) ، ودراسة ( باول تیمیا زیلیزا Zeleza , P. T., ، 2011م ) (74) ، ودراسة (بردال  Berdahl ، 2013م ) (76) . وکل هذه الدراسات أتفقت فى نتائجها على تعرض الحریة الأکادیمیة لدى الباحثین وأعضاء هیئة التدریس فى الجامعات العربیة أو غیر العربیة للکثیر من الضغوط والمعوقات الاجتماعیة والقانونیة والاقتصادیة ، مما تسبب فى ضعف درجة ممارسة الحریة الأکادیمیة فى الواقع الفعلى للجامعات .

وعلى الرغم من تنوع الدراسات التى تناولت قضیة الحریة الفکریة من جوانب مختلفة ، إلا أن الدراسات التى تناولت الحریة الفکریة لدى طلبة الجامعة وخصوصاً لدى طلبة کلیة التربیة ودور عناصر العملیة التعلیمیة فى تنمیتها تکاد تکون نادرة – على حد علم الباحثة – ومن ثم فأن البحث الحالى یختلف عن الدراسات السابقة فى تناوله لموضوع جدید لم تتناوله الدراسات السابقة ، حیث إنه یسعى لتقدیم رؤیة واضحة لدور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها . هذا ، وقد استفادت الباحثة من خلال تصفح الدراسات السابقة فى تحدید مشکلة البحث وتحلیل متغیراته ووضع تصوره المقترح .

أهداف البحث :

          تسعى الباحثة من خلال إجراء هذا البحث إلى تحقیق الأهداف التالیة :

1- إلقاء الضوء على مفهوم الحریة الفکریة ومکوناتها .

2- بیان التغییرات المعاصرة الداعیة إلى الاهتمام بتنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة فى کلیات التربیة .

3- الوقوف على الواقع الحالى لدور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة             لدى طلابها .

4- تقدیم تصور مقترح لتفعیل دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة           لدى طلابها .

أسئلة البحث :

          لتحقیق أهداف البحث ، قامت الباحثة بترجمتها إلى الأسئلة التالیة :

1- ما المقصود بالحریة الفکریة ومکوناتها ؟

2-  ما التغییرات المعاصرة الداعیة إلى الاهتمام بتنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة فى کلیات التربیة ؟

3- ما الواقع الحالى لدور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها ؟

4- ما التصور المقترح لتفعیل دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة                      لدى طلابها ؟

منهج البحث :

فرضت طبیعة البحث على الباحثة استخدام المنهج الوصفى التحلیلى فى التعرف على مفهوم الحریة الفکریة ومکوناتها ، وتحدید دواعى تنمیتها لدى الطلبة الیوم أکثر من أى وقت مضى ، وکذلک فى التعرف على واقع دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة ؛ حتى یمکن الخروج بتصور مقترح لتحسین وتطویر دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها . 

حدود البحث :

اقتصر البحث الحالى على تناول دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلبة المرحلة الجامعیة الأولى بالکلیة .

مصطلحات البحث :

یرد فى هذا البحث بعض المصطلحات التى تحتاج إلى تعریف إجرائى ، أهمها :

1- الدور : هو مجموعة من العملیات والممارسات التى تتم داخل المنظومة التعلیمیة               ( الأهداف ، المقررات الدراسیة ، طرق التدریس ، الأنشطة ، التقویم ، المعلم                الجامعى ) بکلیة التربیة – جامعة أسیوط ؛ بغیة تنمیة القدرة لدى الطلبة على التفکیر ، والتعبیر عن الرأى بحریة .

2- الحریة الفکریة : هى حق الطلبة فى کلیة التربیة بجامعة أسیوط فى التعبیر عن آرائهم بحریة ، ودون قیود ، وبالطریقة التى یفضلونها ( قولاً ، کتابةً ، تصویراً ، رسماً ... ) ، وذلک بعد أن یتیقنوا من آرائهم ، ویقدموا البرهان على صحتها .

3- مکونات الحریة الفکریة : وهى کل ما یتعلق بقدرة الطالب بکلیات التربیة بالجامعات المصریة الحکومیة على الإدراک ( المکون المعرفى ) والاختیار الحر من بدائل مختلفة ، والتقدیر ( المکون الوجدانى ) الذى ینعکس فى الانفعالات المختلفة التى یبدیها الطالب تجاه هذا الاختیار سواء بالإیجاب أم بالسلب ، والممارسة والعمل أو الفعل                                           ( المکون السلوکى ) بمعنى الطریقة التى سوف یتعامل بها الطالب فى موقف معین .

خطوات السیر فى البحث :

لمعالجة مشکلة البحث ، والإجابة عن أسئلته ، وتحقیق أهدافه ، تم السیر فى البحث وفقاً للخطوات التالیة :

أولاً : مفهوم الحریة الفکریة ومکوناتها.

ثانیاً : التغییرات المعاصرة الداعیة إلى الاهتمام بتنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة بکلیات التربیة .

ثالثاً : واقع  دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریةلدى طلابها.

رابعاً : نتائج البحث والتصور المقترح لتفعیل دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها.

 

أولاً : مفهوم الحریة الفکریة ومکوناتها

أ- مفهوم الحریة الفکریة :

          لتحدید مفهوم هذا المصطلح ینظر إلى تعریفه باعتبارین ، الأول : کونه مرکباً إضافیاً یتکون من کلمتین : الأولى : کلمة " الحریة " ، والثانیة : کلمة " الفکریة " ، ولکل واحدة من هاتین الکلمتین معنى فى اللغة ، وآخر فى الاصطلاح ، والثانى: باعتباره لقباً على هذا النوع من أنواع الحریة ، وبیان تعریفه بهذین الاعتبارین على النحو التالى :

1- تعریف الحریة :

          الحریة فى اللغة مصدر من حَرَرَت تَحَرُرُ ، أو مصدر من حَرَ یَحُر إذا صار حُراً والاسم حُریة ، والحرُ نقیض العبد ، والجمع أَحرَار ، والحرة نقیض الأمة ، والجمع حَرائر ؛ یُقَالُ حَررَة أى أعتقه ، والمُحَرر المعتق ( 4 : 178- 181 ) ، ( 52 : 55 ) .

          ومن هنا یتضح من خلال الأصل اللغوى للکلمة أن اللفظ وما اشتق منه یفید المعنى المضاد للرق والعبودیة ، قال تعالى : " یَاأَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِصَاصُ فِی الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ "    ( البقرة : آیة 178 ) ، وقال تعالى : " إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ مَا فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ " ( آل عمران : آیة 35 ) ، وقال تعالى : " وَمَا کَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن یَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِیَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ  "       ( النساء : آیة 92 ) .

          معنى ذلک أن کلمة الحریة فى القرآن الکریم جاءت مرادفة للعبودیة لله تعالى ، وهذا یعنى أن السمة الأولى للمجتمع المسلم على مستوى الواقع هى التحرر من کل ما یکبل النشاط الإنسانى السوى على مستوى الفرد والمجتمع ، وکذلک التحرر من کل القیم الزائفة والعوائق التى تعوق رفعة البشریة وتقدمها ونمائها .

          وأما الحریة فى الإصطلاح فقد أُعطى لها معان کثیرة ، منها : أنها آلة اجتماعیة لها مظاهرها المختلفة من سیاسیة واقتصادیة وتربویة ، وأنها تهتدى بالعقل وتستلهم بالذکاء ، ومن الناحیة الفلسفیة فإن الإنسان لابد أن یدرک ذاته من خلال اختیاراته ، فالإنسان هو حامل رایة الحریة فى الکون ، ولا وجود لمعنى الإنسان بلا حریة ، کما أنه لا وجود للحریة بلا إنسان ، والحریة لیست مفهوماً عشوائیاً بل هو مفهوم غائى یتحرک ضمن مجال هدفى ، فللحریة ضوابطها فى الهدف وفى ترجمته إلى عمل فعال ، والاستمتاع الکامل بنتائجه ، وقد عرفت الحریة بأنها استقلالیة الإنسان وقدرته على ممارسة حریة الإرادة وتقریر المصیر               ( 31 : 485 ) .

          وهناک من یرى أن الحریة لیست معناها أن یفعل الإنسان ما یشاء استجابة للغرائز والهوى، وإنما تکمن فى حریة الإرادة ، أى حریة الإنسان وقدرته على أن یختار الأصلح ، وأن یمیز بین الضار والنافع ، هذا الاختیار لا یکون إلا على أساس وجود البدائل التى یستطیع أن یختار من بینها الإنسان بحریة ( 53 : 23 ) .

          وقد أشار جون دیوى العالم التربوى إلى طبیعة الحریة بقوله : " إن الحریة الوحیدة ذات القیمة الباقیة هى حریة الذکاء ، أى حریة الملاحظة والحکم التى تمارس فى سبیل الوصول إلى أهداف لها قیمة فى ذاتها ، وأشد ما شاع حول الحریة من خطأ ، هو اعتبارها مطابقة لحریة التصرف ، أو الجانب الخارجى الملموس من النشاط ، إلا أن النشاط الخارجى أو الملموس یتصل اتصالاً مباشر بالجانب الداخلى له من حریة الفکر والهدف والرغبة "                 ( 49 : 52-53 ) . ومن هنا یتبین أن الحریة المهمة عند جون دیوى هى حریة             الذکاء والتصرف .

          مما سبق یتضح أن الحریة معناها استقلالیة الإنسان وقدرته على أن یقول ، أویفعل ما یرید، وأن یقرر مصیرة بنفسه ، وأن یختار بإرادته الحرة ما یراه أنه مناسباً له من الأفکار أو الأشیاء  دون وجود قیود تحد من اختیاراته ، أو تمنعه من ممارسة حریاته بصورة کاملة داخل المجتمع الذى یعیش فیه . 

2- تعریف الفکریة :

الفکریة لُغَةً : مأخوذة من الفِکْرِ ؛ وهو أصلٌ یدل على تردد القلب فی الشیء ؛ یُقَالُ: تفکر ؛ إذا ردد قَلْبَهُ مُعْتَبِرَاً ، ورَجُلٌ فکیر ؛ کثیر الفِکْرِ ( 12 : 446 ) . والفَکْرُ والفِکَرُ : إعْمَالُ الخَاطِرِ فی الشیءِ ، وقد أَفْکَرَ فی الشیءِ ، وفَکَرَ فیه ، و تفکر بمعنىً . و التفکر                      ( اسم التفکیر ) : التأمل، والاسم من : الفِکْرُ، والفِکْرَةُ ، والمصْدَرُ : الفَکْرُ ( 4 : 65) . وفَکَرَ فی الأَمْر فَکْرَاً : أَعْمَلَ العقلَ فیه ، و رتب بعضَ ما یعلم ؛ لیصل به إلى مجهولٍ . وأفْکَرَ فی الأَمْر : فَکَرَ فیه ، فهو مفکر ، و فکر فی الأمر : مُبَالَغَةً فی فَکَرَ وهو أشْیَعُ فی الاستعمال من فَکَرَ . و فکر فی المُشْکِلَةِ : أعْمَلَ عقلَهُ فیها لیتوصل إلى حلها ، فهو مفکر . والجمع : أفکارٌ ( 50 : 698 ) . ومن هنا یتبین من خلال الأصل اللغوى للکلمة أنها تعنى إعمال العقل فی المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول .

والمتتبع لآیات القرآن الکریم یجد أن لفظة " التفکر لا التفکیر " وردت فى سبع عشرة آیة ، أما التى جاءت بها کلمة " فکر " فواحدة ، ونسب التفکیر فیها إلى رجل کافر هو الولید بن المغیرة    ( أبو خالد بن الولید ) ، قال تعالى : " إِنَّهُ فَکَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ " (المدّثر : آیة 18-19) ، والتفکر هنا یعنى الاستبصار والاعتبار والنظر (5 : 410) ،               أو یعنى تصرف بالنظر فى الدلائل ، وبداهة أنها الدلائل التى توصل الإیمان بالله وکتبه ورسله والیوم الآخر ... وهو ضریب التدبر ، وإن شئت الدقة هو السابق والتدبر هو التالى                                             ( 6 : 80 ) .  

          معنى ذلک أن کلمة الفکریة فى القرآن الکریم تعنى إمعان النظر والبصر للوصول إلى الأحکام ، وأن التفکر یؤدى وظیفة عظیمة تتمثل فى زیادة أنواع المعارف ، وحقائق الإیمان ، والإحسان ، إضافة إلى استخراج العبر واستنباط الأحکام .

وأما الفِکْرُ اصطلاحاً فله تعریفات متعددة ، منها : أنه إعمالُ العقلِ فی أَمْرِ مجهولٍِ ، وترتیب أمور فی الذهن، توصل بها إلى معرفةٍ حقیقیةٍ أو ظنیة ( 70 : 12 ) ، وأنه إعمال الإنسان لإمکاناته العقلیة فی المحصول الثقافی المتوفر لدیه بغیة إیجاد بدائل أو حل مشکلات أو کشف العلاقات والنسب بین الأشیاء ( 40 : 2 ) . ومن خلال هذیین التعریفین ندرک أن الفکر لیس شیئاً مطابقاً للأحکام والمبادئ ، ولا مطابقاً للثقافة أو العقل أو العلم ، وإنما هو استخدام نشط لکل ذلک بغیة الوصول إلى المزید من الصور الذهنیة عما یحیط بنا من أشیاء وأحداث ومعطیات حاضرة وماضیة وتوسیع مجال الرؤیة لآفاق المستقبل .

کما یعرفه البعض بأنه عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلیة الغیر مرئیة التى یقوم بها الدماغ عندما یتعرض لمثیر یتم استقباله عن طریق واحدة أو أکثر من الحواس الخمس بحثاً عن معنى فى المواقف أو الخبرة ، ویبدأ الإنسان عادة بالتفکیر عندما لا یعرف ما الذى سیعمله بالتحدید ( 56 : 23 ) ، ویعرفه البعض بأنه عبارة عن مجموعة من العملیات الذهنیة التى تمکن الإنسان من نمذجة العالم الذى نعیش فیه ، وبالتالى یمکنه من التعامل معه بفعالیة أکبر لتحقیق أهدافه وخططه ورغباته ( 60 :  67 ) ، ویشیر البعض إلیه على أنه کل مایجول فى الذهن من عملیات تسبق القول والفعل ، تبدأ بفهم مانحس به ، أو ما نتذکره ، أو نراه ، وتمر بتقییم ما نفهمه حباً أو کرهاً ، وتنتهى بمحاولة حل مشکلة تعترضنا                    ( 46 : 27  ) .

وفى ضوء التعریفات السابقة یمکن تعریف الفکر بأنه قدرة العقل على تصحیح الاستنتاجات، أو إعطاء تفسیرات للمواقف والموضوعات المختلفة ، أوتقدیم حلول للمشکلات ، أوزیادة المعرفة بالاشیاء ، أوالمساهمة فى اتخاذ القرارات السلیمة .

3- تعریف الحریة الفکریة للطلبة :

وبعد محاولة توضیح مفهوم الکلمتین اللتین یتکون منهما مصطلح الحریة الفکریة ، وهما :   " الحریة " ، و" الفکریة " فى اللغة والاصطلاح ، یمکن مناقشة مفهوم هذا المصطلح بصورة متکاملة من زاویتین ، الأولى : مفهوم الحریة الفکریة بصفة عامة ، والثانیة : مفهوم الحریة الفکریة للطلاب بصفة خاصة .

          أما بالنسبة لمفهوم الحریة الفکریة عموماً ، فهناک من یعرفها بأنها قدرة الفرد على التعبیر عن آرائه وأفکاره بصدق وإخلاص دون قیود ، وکذلک قدرته على تطبیق ما توصل إلیه الفرد وما اختاره من أشیاء ( 33 : 64 ) ، وهناک من یعرفها بأنها تعنى حریة التعبیر عن الرأى بغیر حدود ( 31 : 489) ، کما أن هناک من یعرفها بأنها حق کل فرد فى              أن یقول ، وأن یکتب ما یراه صواباً بعد أن یتیقن منه ویقدم البرهان على صحته                     ( 48 :  304 ) . أو أنها حق الفرد فى التفکیر والتعبیر والأختیار والقول دون وجود معوقات أو محاذیر ( 15 : 29 ) .

          ویرى سعید اسماعیل على أن الحریة الفکریة هى المظلة الأکثر اتساعاً لجمیع أنواع الحریات کالحریة الأکادیمیة ، کما أنها تتمیز بالعمومیة سواء فى المضمون أو فى الممارسة بینما الحریات الأخرى تتمیز بالخصوصیة ، فالحریة الفکریة تغطى قطاعات العمل العقلى فى کافة میادین المعرفة الإنسانیة ، بینما الحریة الأخرى تغطى قطاع واحد بعینه(30 : 286 ) . من هذه التعریفات یتضح أن الحریة الفکریة لها مظاهرکثیرة ، تتمثل فى حریة التعبیر والقول والاختیار ...إلخ . 

وأما بالنسبة لمفهوم الحریة الفکریة للطلاب ، فیوجد لها معانى عدیدة ، منها  : أنها حق الطلاب وحریتهم فى الکلام والتعبیر والمناقشة والمجادلة ، وکذلک حقهم وحریتهم فى التعلیم والتعلم والنقد والإبداع ، علاوة على حریة المشارکة ، وحریة اختیار المواد التى یدرسونها ، وکذلک أیضاً الحق فى تنمیة معتقداتهم واتجاهاتهم المستقبلیة بعیدة عن أساتذتهم ومؤسساتهم التعلیمیة(71 : 15) ، أو أنها حق الطلاب فى رفض أو قبول أفکار الأخرین ، وحریتهم فى اختیار التعلیم بالطریقة التى یفضلونها ، وحریتهم فى اعتناق الأفکار والنظریات التى تتفق وقناعاتهم الشخصیة ( 72 : 32  ) ، أو أنها حق الطالب فى تتبع الحقیقة والمعرفة دون قیود ( 77 : 436 ) .

وهناک من یرى أن الحریة الفکریة للطلاب تعنى حریة الطلاب فى التعبیر عن أفکارهم وآرائهم بالوسیلة التى یفضلونها ، وحریتهم فى المشارکة فى الاتحادات الطلابیة والأحزاب السیاسیة، وحریتهم فى التعلیم والتعلم والنقد والابتکار ، وکذلک حریتهم وحقهم فى تبنى الاتجاهات والأفکار التى تتناسب مع میولهم واستعداداتهم وقدراتهم ( 41 :  107  ) .

من خلال التعریفات السابقة ترى الباحثة أن حریة الفکر هى حق أصیل لکل طالب ، وهى تعنى حریة الطلاب وحقهم فى التفکیر ، والتعبیر عن آرائهم بالکتابة ، أو بالقول ، أو بالرسم ، أو بأى وسیلة أخرى من وسائل التعبیر ، وکذلک حقهم وحریتهم فى التعلیم والتعلم والنقد والإبداع ، وتبنى الأفکار التى تتلائم وقناعاتهم الشخصیة ، کل ذلک بهدف نمو شخصیاتهم ، ووصولها إلى درجة النضج والکمال ، وکذلک نمو شجرة الفکر لدیهم ، نمواً خالیاً من التشوهات والاختلالات .

ب- مکونات الحریة الفکریة :

یرى روکیتش Rokeach أن للقیم بصفة عامة وقیمة الحریة لدى الإنسان بصفة خاصة ثلاثة عناصر ، هى ( 33 :  45-46 ) :

- العنصر المعرفى ، ویتحدد فى معرفة ما هو مرغوب فیه .

- العنصر الوجدانى ، ویتحدد فیما یشعر به الفرد من انفعالات وجدانیة تجاه القیمة .

- العنصر السلوکى ، ویتحدد فى وقوف القیمة کمتغیر وسیط تؤدى بالفرد إلى الفعل .

ویرى بکار أن القیم تتکون من ثلاثة مکونات رئیسة ، هى (40 : 33-34) :

أ- المکون المعرفى : ومعیاره " الاختیار " ، أى : انتقاء القیمة من بدائل مختلفة بحریة کاملة ، وهذا یعنى أن الانعکاس اللاإرادى لا یشکل اختیاراً یرتبط بالقیم ، ویتضح ذلک فى عملیة إدراک الشىء موضوع القیمة ، وفقاً لثلاث خصائص أساسیة ، وهى : استکشاف البدائل الممکنة ، أى : درجة العمومیة ، والنظر فى عواقب کل بدیل ، أى : التکامل ، ثم الاختیار الحر بمعنى التمییز .

ب- المکون الوجدانى : ومعیاره " التقدیر " ، الذى ینعکس فى التعلق بالقیمة والاعتزاز بها ، أى أنه یشیر إلى المکونات الانفعالیة لدى الفرد ، ویظهر فى الشعور العاطفى الذى یتکون من خطوتین متتالیتین ، هما : الشعور بالسعادة لاختیار القیمة ، وإعلان التمسک بالقیمة على الملأ .

ج- المکون السلوکى : ومعیاره " الممارسة والعمل " أو " الفعل " ، ویشمل الممارسة الفعلیة للقیمة والسعى والجهد الحرکى الظاهر ، بمعنى الطریقة التى سوف یتعامل بها الفرد فى موقف معین ، على أن تتکرر الممارسة بصورة مستمرة فى مواقف مختلفة کلما سنحت الفرصة لذلک . ویتکون السلوک فى خطوتین متتالیتین ، وهما : ترجمة القیمة إلى ممارسة ، وبناء نمط قیمى .

مما سبق یتضح أن کل من روکیتش وبکار یتفقان على أن القیم ومنها قیمة الحریة لها ثلاثة مکونات ، هى المکون المعرفى القائم على الوعى والإدراک ، والمکون الوجدانى القائم على شعور الفرد وانفعالاته تجاه الاختیار ، والمکون السلوکى القائم على الممارسة الفعلیة للقیمة فى الحیاة .

ثانیاً : التغییرات المعاصرة الداعیة إلى الاهتمام بتنمیة                                                                                                       

مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة بکلیات التربیة

التغییرات المعاصرة هى مجموعة من التحولات والمستجدات التى فرضتها ظروف العصر، ولها تأثیر مباشر على طلاب الجامعة وبالذات طلاب کلیة التربیة ، مما یستلزم الاهتمام فى العملیة التعلیمیة لکلیة التربیة بتزوید الطلاب بعدد من القدرات کالقدرة على التفکیر الحر ، والحوار ، والإبتکار ، والإبداع ، والتکیف ، والمرونة . ومن هذه التغییرات المعاصرة الداعیة إلى الاهتمام بتنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة بکلیات التربیة ، هى فى تصورنا ما یلى :

1- الثورة المعلوماتیة:

یوصف العصر الحالى بالعدید من الصفات ، من بینها عصر العلم والمعرفة ،              أو عصر التفجر المعرفى ، أو عصر الثورة المعلوماتیة ( 36 : 135 ) ، وذلک نتیجة للتقدم التکنولوجى المذهل الذى ساعد فى النمو الهائل فى حجم المعلومات وتنوعها وتعمقها ، وظهور الکثیر من العلوم الجدیدة ، مثل علوم الإلکترون ، والنظریة النسبیة ، والبیولوجیا الذریة ، والبحار ، والفضاء ، والذرة ، والهندسة الوراثیة ، والکیمیاء الإحصائیة وغیرها                ( 17 : 17 ) ، مما أدى إلى تراکم المعرفة العلمیة بشکل یصعب تصوره ، ویصعب أیضاً أستیعابها فى المناهج الدراسیة المقدمة للطلاب داخل المؤسسات التعلیمیة ( 13 : 45 ) ، مما یستوجب إعادة النظر فى تشکیل أفراد المجتمع داخل مؤسساته ووسائطه التربویة النظامیة وغیر النظامیة ، لکى یستطیعوا التعامل معها ، وأن یکون لدیهم القدرة على الاختیار ، وحسن الانتقاء من طوفان المعرفة والمعلومات دون تعصب أو تحیز ، وبما یتفق مع میولهم وقدراتهم وقناعاتهم الشخصیة .

2- التقدم العلمى والتکنولوجى المتسارع :

نتیجة التسارع والمستجدات والتحولات فى کل المیادین ، أطلق على العصر الحالى أسم التکنولوجى ، أى التکنولوجى الإلکترونى ، أو عصر الثورة التکنولوجیة ، أو عصر الموجة الثالثة أو المنحنى الثانى ، أو عصر التقدم التکنولوجى ( 25 : 36 ) . وأهم ملامح هذا العصر أنه یعتمد أساساً على العقل البشرى  والإلکترونیات الدقیقة والکمبیوتر ، وتولید المعلومات واختزالها واستردادها وتوصیلها بسرعة متناهیة إلى جمیع شعوب الأرض                   (3 : 157) . وفى هذا الصدد یرى بعض المربین أن لا ملجا للإنسان أمام هذا التقدم العلمى والتکنولوجى الهائل والمتسارع إلا باللجوء إلى التربیة والتعلیم ؛ لینهل منه مما یجعله قادراً على اختیار المنهج العلمى المناسب فى البحث ، واکتساب المهارات اللازمة ، مثل أسالیب جمع البیانات ، والتأکد من صحتها ، وقوة الملاحظة والتحلیل ، فضلاً عن الموضوعیة ، وقدرته على اختیار الألات والأدوات العلمیة الحدیثة التى تساعده على التعلم ، والابتکار              ( 47 : 555) .   

3- ثورة الاتصالات والمواصلات :

کان من نتائج الثورتین العلمیة والتکنولوجیة المتقدمتین والمستمرتین حدوث تطور هائل فى أنظمة الاتصالات والمواصلات ، مثل شبکات الإنترنت ، وبعض وسائل الإعلام کالتلیفزیون ، والفیدیو ، والمطبوعات ، وغیرها . وإن کان لأنظمة الاتصالات والمواصلات هذه بعض المیزات ، تتمثل فى إشاعة الأفکار الجدیدة ، ونشر المعلومات المهمة ، وتعمیم الاتجاهات البناءة ، ورفع المستوى الفکرى والوجدانى بین أبناء المجتمع ، وغرس السلوکیات الحمیدة ، ونشر العلم ، والحث على فعل الخیر ، وتثبیت العقیدة ، وربط الجیل بأمجاد وطنه وتاریخه ( 2 : 12) ، إضافة إلى اختصار المسافات والزمن بین أرجاء المعمورة ، وتسهیل حرکة انتقال السلوکیات والقیم والسلع والخدمات بین الأفراد ( 23 : 20 ) ، إلا أن لها بعض التأثیرات السلبیة على أفراد المجتمع ، منها زعزعة البنى المعرفیة والسیکولوجیة والقیمیة والتنظیم المادى للمجتمع ، مما یترتب علیه إعادة النظر فى إعداد الطلاب داخل المؤسسات التعلیمیة بشکل جدید ، بحیث یکون لدیهم القدرة على الفرز والاختیار من بین البرامج الإعلامیة ما ینمى قیمهم، ویحافظ على هویتهم الحضاریة والقومیة.

4- انتشار الثورة الدیمقراطیة على مستوى العالم :

تجتاح معظم دول العالم بصفة عامة ، ودول العالم النامى بصفة خاصة فى السنوات الأخیرة ثورة دیمقراطیة جدیدة مغزاها الأساسى الانتقال من الشمولیة والسلطویة إلى الدیمقراطیة ، وکذلک من أجل المطالبة بالمزید من الحریات الأساسیة ، والمساواة بین الأفراد فى الحقوق والواجبات ( 41 : 185 ) ، ومن بین المجتمعات التى اجتاحتها الثورة الدیمقراطیة الجدیدة مجتمعات الدول الاشتراکیة ، ودول شرق أسیا ، وبعض دول أمریکا اللاتینیة (24 : 51) ، ومجتمعات أخرى فى دول العالم الثالث ، مثل : مجتمعات تونس ، ومصر ، ولیبیا ، وسوریا ، والیمن ، والعراق . ونتیجة لهذه التحولات الدیمقراطیة السریعة التى تعیشها المجتمعات الإنسانیة تعاظمت أهمیة نشر ثقافة الدیمقراطیة ؛ لتهیئة المناخ الفکرى ، والبیئة الاجتماعیة  والعقلیة للأفراد ؛ لنقل الدیمقراطیة کأسلوب عصرى للحیاة یمنح الأفراد المزید من الحریة ، والمشارکة الفعلیة ، وحق النقد ( 37 : 14-15 ) , ومن ثم فإن عملیة التحول الدیمقراطى الصحیح لا یمکن أن تحدث بدون غرس قیم الدیمقراطیة لدى الأفراد ، کقیم حریة الرأى و التعبیروالاختیار ، والمشارکة فى الأحزاب ، وکذلک احترام  الرأى الأخر، وهذا کله لایتم إلا من خلال تفعیل دور المؤسسات التعلیمیة فى المجتمع .

5- بروز ظاهرة العولمة :

تسببت ثورة المعلومات ، والإنجازات التکنولوجیة غیر المسبوقة ، وثورة الاتصالات فى بروز ظاهرة العولمة التى تخطت الحدود التقلیدیة التى کانت قائمة من قبل بین الدول ، وأصبح العالم الآن رغم اتساعه قریة صغیرة ، وبات مفتحاً على بعضه                              ( 61 : 87 ) ، وهذا له تبعات وآثار لعل من أهمها وأخطرها جمیعاً النقل الثقافى بین الدول وبعضها ، وتصدیر اتجاهات ، وقیم ترفضها مجتمعاتنا العربیة ، وهذا قد یکون له تأثیراً سلبیاً على الهویة الثقافیة لکل مجتمع منها ( 54 : 6 ) . فإذا کان أمر الانفتاح على العالم قد أصبح حقیقة واقعة فلا أقل من أن یحافظ کل مجتمع على هویته الثقافیة . وفى ظل هذه الظروف یبرز دور المؤسسات التعلیمیة فى تنمیة التفکیر الناقد لدى الأفراد ، ولتنقیة ما یصل إلینا من نتائج الثقافات الأخرى ، وترفضه مجتمعاتنا العربیة .

 6- تزاید الاهتمام بحقوق الإنسان :

إن تقدم أى دولة من دول العالم حالیاً أصبح یقاس بمدى احترامها وممارستها لمبادئ حقوق الإنسان المدنیة والسیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة ، مثل حق الفرد فى التعلیم ، والبحث ، والفکر ، والمعرفة ، والعمل ، والصحة ، وغیرها من الحقوق الأخرى             ( 28 : 154 ) ، ومن هنا فقد تتجه مصر إلى التأکید على حقوق الإنسان ومنها الحق فى التفکر والتعبیر عن الرأى بحریة ، وذلک من خلال البرامج الدراسیة فى المؤسسات التعلیمیة. 

7- الأخذ بالمنهج العلمى :

أدت التغیرات المتسارعة فى کافة مجالات الحیاة إلى اتجاه دول العالم إلى استخدام التفکیر العلمى أسلوباً لحیاتنا ، لأن هذا النوع من التفکیر یمکن أفراد المجتمع من مواجهة هذا التغیر المتسارع ، والتعامل مع المستقبل بمرونة ویسر ( 19: 179 ) ، کما یمکن الفرد من أن یسأل ویقارن بین الرأى والرأى الآخر حتى یصل إلى حقائق الأشیاء ، ولا یتقبل الحقائق والمعارف السائدة من حوله قبل أن یتحقق منها ویختبرها ( 67 : 148 ) ، وإذا کان الأمر کذلک ؛ لذا فإن غیاب حریة التفکیر العلمى الناقد لدى بعض الأفراد فى هذا العصر یعد من أهم التحدیات التى تواجه النظم التربویة والتعلیمیة ، والتى تفرض علیها ضرورة مواجهتها .

8- تطور النظریات التربویة :

ما دام عصرنا یتسم بالثورة العلمیة ، والتطور المستمر فى میدان المعرفة، فمن الضرورى أن یحدث تحول عمیق فى العمل التربوى والتعلیمى أیضاً (39 :11) ، حیث لم یعد یتمثل فقط فى نقل المعلومات من جیل إلى جیل ، بل أصبح یشمل الطرق والأسالیب التى تمکن الفرد من اکتشاف المعرفة بالاعتماد على فکره ونشاطه الخاص( 45 : 677) . 

          مما سبق یمکن القول إن هناک تغییرات عدیدة تدعو إلى ضرورة إتاحة الحریة الفکریة وتنمیتها لدى الطلاب فى المؤسسات الجامعیة عموما وکلیات التربیة خصوصاً ، تمثلت فى : الثورة المعلوماتیة والتکنولوجیة والاتصالیة والمواصلاتیة ، والثورة الدیمقراطیة ، وبروز ظاهرة العولمة ، وتزاید الاهتمام بحقوق الإنسان ، وشیوع الأخذ بالمنهج العلمى فکراً وممارسة ، إضافة إلى تطور النظریات التربویة .

ثالثاً : واقع  دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها

یتمثل دور کلیات التربیة _ کغیره فى الکلیات الجامعیة الأخرى – فى عدة محاور أساسیة ، هى : الأهداف ، والمقررات الدراسیة (المحتوى الدراسى ) ، وطرق التدریس ، والأنشطة ، والتقویم ، والأستاذ الجامعى . وترى الباحثة أن هناک علاقة متبادلة بین هذه المحاور ، وهناک توازن وتکامل مع بعضها ، ویؤثر ویتأثر کل منها بالآخر ، وینعکس أثره على تنمیة الحریة الفکریة للطلاب ، کما هو مبین بالشکل التخطیطى التالى :

 
   

 

 

 

                                                                                                             

 

 

ویتبین من الشکل السابق أن الأهداف هى نقطة البدایة فى العمل التربوى ، وهى التى ترسم معالم الطریق للعملیة التعلیمیة بجمیع أبعادها ، ففى ضوء الأهداف یتم اختیار محتوى الخبرات والأنشطة التعلیمیة ( المنهج أو المقررات الدراسیة ) ، ویتم اختیار طرق التدریس المناسبة ، کما یتم اختیار وسائل وأسالیب التقویم التى یمکن من خلالها التعرف على مدى تحقق الأهداف ، ویقع على عاتق المعلم الجامعى مهمة تنفیذ کل ذلک من خلال تزوید المتعلم بالمعارف والمهارات ، وتقویمه ، ودفعه لممارسة الأنشطة التربویة المختلفة .

ولکى یتضح لنا دور کل محور من المحاور الأساسیة لکلیات التربیة فى مکونات تنمیة الحریة الفکریة لدى الطلبة ، نرى لزاماَ علینا أن نقدم فى البدایة وصفاً لواقع کل محور من هذه المحاور، ثم نعقبه ببیان دوره فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة ، وذلک من خلال المسح العلمى لعدد من اللوائح الداخلیة لکلیات التربیة ، ومن خلال الدراسات والبحوث السابقة التى أجریت فى مجال الدراسة ، وأیضاً من خلال ما لاحظته الباحثة – کونها عضو هیئة تدریس بکلیة التربیة - عن واقع محاور دور کلیات التربیة فى تنمیة الحریة الفکریة لدى الطلبة ، وذلک على النحو التالى :

1- بالنسبة للأهداف :

تعد البدایة الحقیقیة لبرامج إعداد الطالب فى کلیة التربیة ، حیث إن هذه الأهداف لا تأتى من فراغ وإنما تشتق من مصادر مختلفة تتمثل فى فلسفة المجتمع وحاجاته ومشکلاته ، وفلسفة التربیة والنظام التعلیمى ومنطلقاته ، والمتعلم وقدراته وحاجاته ومیوله ، کما تعد بمثابة موجهات واضحة للعملیة التعلیمیة کاملة ، ومن هنا تظهر الحاجة إلى الأهداف التربویة(65 : 168-169) . فالأهداف التعلیمیة لکلیات التربیة ، هى : تزوید الطالب بالمفاهیم والمعارف والمعلومات التخصصیة والتربویة والثقافیة التى تساعدة فى ممارسة عملیة تنشئة الصغار وتربیتهم ، وکذلک تزویده بمهارات التفکیر المستقل ، والتخطیط ، وحل المشکلات ، واتخاذ القرار ، والتعلم الذاتى ، واستخدام التقنیات التربویة الحدیثة بصفة عامة وفى مجال التعلیم بصفة خاصة ، وکذلک أیضاً توجیه الطالب إلى کیفیة الاستفادة من المعارف واستثمارها فى المواقف التعلیمیة من خلال أنشطة عملیة ودراسات نظریة ( 20 : 3-4 ) .

          وعلى الرغم من تعدد أهداف العملیة التعلیمیة فى کلیات التربیة ، والذى یجعلها تقترب من الاتجاهات العالمیة المعاصرة فى هذا المجال ، إلا أنها لا زالت بعیدة عن حیز التنفیذ الفعلى ؛ لعدم وجود فلسفة واضحة لإعداد الطالب فى الأقسام التربویة بالکلیات ، وبعدها عن ظروف واحتیاجات العمل التربوى بها ، ولذلک جاءت الأهداف غیر واضحة ومحددة ، وأصبحت مجرد براویز تزین اللوائح الداخلیة لکلیات التربیة ، إضافة إلى ذلک أنه رغم محاولات المسئولین بالکلیات المستمرة فى صیاغة أهداف معرفیة ومهاریة ونفس حرکیة دقیقة سواء لبرامج الإعداد ککل ، أو لکل برنامج على حده ، أو للمقررات الدراسیة ، إلا أن الممارسة الفعلیة لأعضاء هیئة التدریس فى قاعات الدرس ترکز على تحقیق الأهداف المعرفیة فى مستویاتها الدنیا ( التذکر ) ، وتترک تحقیق الأهداف الانفعالیة والمهاریة ذات الصلة الوثیقة بتنمیة الإنسان الحر فى تفکیره ، والناقد والمتواصل مع متغیرات                   بیئته وعصره .    

2- بالنسبة للمقررات الدراسیة ( المحتوى الدراسى ) :

تعتبر المواد الدراسیة والکتب والمناهج الوسیلة التى یستطیع من خلالها تحقیق الأهداف ، ولذا لابد أن یکون محتوى المقررات الدراسیة مرتبطاً بالأهداف ، وأن یتضمن معلومات حدیثة ودقیقة ، وأن یتناول المبادئ والمفاهیم والأفکار والتطبیقات المناسبة لمیول وحاجات وقدرات الطلبة ؛کى یتمکنوا من فهمة واستیعابه ، إضافة إلى ارتباط المحتوى بالواقع وبمجریات ومتطلبات العصر والبیئة ویتضمن خبرات متنوعة .

          وبالنظر إلى المقررات الدراسیة فى اللوائح الداخلیة لکلیات التربیة نجد أنها تندرج تحت ثلاثة أنواع من المقررات ، هى : مقررات أکادیمیة تخصصیة بنسبة (70% ) ویتم من خلالها تزوید الطالب بمعرفة فى التخصص الذى سیقوم بتدریسه ، ومقررات مهنیة تربویة بنسبة (25% ) ویتم من خلالها تزوید الطالب بالمفاهیم والمعارف والمهارات التربویة التى تساعده على النجاح فى التدریس ، ومقررات ثقافیة بنسبة ( 5% ) وهى تزید من سعة ثقافة الطالب ووعیه بمشکلات مجتمعه ( 10 : 19- 20 ) .

          ویلاحظ من خلال اللوائح الداخلیة لکلیات التربیة أن المقررات الدراسیة موزعة توزیعاً مناسباً على سنوات الدراسة ، حیث یتم الترکیز على دراسة ما بین أربع إلى خمس مواد دراسیة طوال السنوات الأربع ، کما یلاحظ أیضاً تنوع المواد التى یدرسها الطلاب خلال سنوات الدراسة ، وذلک یکسبهم القدرة على القیام بدورهم التعلیمى والتربوى على الوجه الأکمل .

          ورغم هذه المیزات للمقررات الدراسیة فى اللوائح الداخلیة لکلیات التربیة ، إلا أن هناک أوجه قصور عدیدة فى هذه المقررات تحول بینها وبین تحقیق التنمیة الفکریة لدى الطلبة ، منها : أن هذه المقررات یتم إعدادها من خلال الاجتهادات الفردیة للقائمین بالتدریس فقط دون اشراک الطلاب ، ووضع بعض الموضوعات التى لا تتفق مع میول الطلاب وحاجاتهم ، وأنها مکدسة بشکل کبیر بالمعلومات ، والوقت المتاح لدراستها غیر کاف ، وأن الهدف الأساسى منها هو اجتیاز الطالب للإمتحانات فقط بصرف النظر عن أهمیتها فى تنمیة جوانب الإنسان المختلفة ، وأنها ترکز على الجوانب النظریة وتهمل التطبیقات العملیة ، وأنها منفصلة بعضها عن بعض ، فلا توجد علاقة بین المقررات الدراسیة فى أغلب الأحوال ، کما أن تلک المقررات تعطى للطلاب بصورة جاهزة ، ولا تتیح الفرصة للتأمل والتفکیر والبحث , کما أنها ترکز على مصدر واحد للمعرفة فى أغلب الأحوال یتمثل فى مذکرة أو کتاب ، کما أن هذه المقررات تشجع على الحفظ والتردید أکثر من التشجیع على التفکیر ، والفهم ، والتطبیق ، والإبداع . 

3- بالنسبة لطرق التدریس :

تعتبر طرق التدریس من أهم العوامل التى تساعد على تنمیة شخصیة المتعلم ، وذلک من خلال عرض لموضوعات المقرر الدراسى من قبل عضو هیئة التدریس ، وتتنوع طرق وأسالیب التدریس المتبعة فى التعلیم الجامعى إلى : أسلوب المحاضرة أو الألقاء ، وأسلوب المناقشة ، والدروس العملیة ، وإعداد التقاریر والبحوث ، والکمبیوتر التعلیمى .

          وبالنظر إلى الوضع القائم لطرق التدریس فى کلیة التربیة بجامعة أسیوط نجد أن نظام الدراسة فى الکلیة یغلب علیها الطابع النظرى ، وعدم استخدام أسالیب التدریس المتنوعة ، وغلبة أسلوب الإلقاء والمحاضرة والإملاء على بقیة الأسالیب الأخرى ، مما لا یسمح بزیادة فعالیة العملیة التعلیمیة ، ویؤکد ذلک نتائج بعض الدراسات ، والتى أظهرت " أن الطریقة المتبعة حالیاً فى کلیة التربیة تعتمد على الإلقاء والحفظ دون التعرض لجوانب التفکیر والابتکار ، وذلک سوف ینعکس بالسلب على المستوى الفکرى والعلمى والثقافى للمتخرج "                ( 57 : 479) .

4- بالنسبة للأنشطة الطلابیة :

تنطلق رسالة الکلیة أن من دورها التربوى یتعلق بصقل شخصیة الطالب، وتزویده بالمهارات والقدرات التى تمکنه من مواجهة متطلبات الحیاة ومتغیرات العصر ، وهذا یتطلب إلى جانب الوظیفة التعلیمیة والبحثیة للکلیة الاهتمام بالأنشطة الفکریة والثقافیة والاجتماعیة والفنیة والریاضیة المختلفة ، وتنمیة القدرات العقلیة للطلاب ؛ لإعداد جیل قادر على التفکیر ، والإبداع ، وتحمل المسئولیة عن فهم ووعى ( 27 : 93 ) . ومن هنا فالأنشطة التربویة لها دور مهم فى العملیة التعلیمیة ، لأنها تسهم بدرجة کبیرة فى تحقیق هذه الأهداف .

ولقد أدرکت کلیات التربیة تلک الأهمیة الکبیرة للأنشطة الطلابیة ، ولذا عملت على تنویعها داخل الکلیات ، لتشمل : المجال الدینى ، والمجال الثقافى ، والمجال الاجتماعى ، والمجال الفنى ، والمجال الریاضى ، ومجال الجوالة والخدمة العامة ، ومجال الأسر والأقسام ، وهذه الأنشطة کلها بهدف إکساب الطلاب المهارات المختلفة ، وإحداث الإشباع النفسى والذاتى ، والوصول بالطلاب للشخصیة المتکاملة .

          وعلى الرغم من أن مجالات الأنشطة بکلیات التربیة تمثل بیئة تربویة صالحة یمارس فیها الطلاب المواقف التربویة والاجتماعیة والنفسیة والفنیة والریاضیة ، مما یجعل النشاط رکناً أسیاسیاً من أرکان العملیة التعلیمیة والتربویة ، ووسیلة مهمة وفعالة فى تحقیق أهدافها المتمثلة فى تحقیق النمو المتکامل للطالب فى جمیع النواحى ، وإلى أقصى حد یمکن معه استخدام قدراته ومهارته ، إلا هناک العدید من المشکلات التى تواجه تحقیق الأنشطة التربویة لدورها فى تنمیة الحریة الفکریة لدى الطلبة ، منها : ضیق المساحة الزمنیة المخصصة لتنفیذ برامج الأنشطة ، وخاصة بعد تطبیق نظام الفصلین الدراسیین فى کلیات التربیة على مستوى الجمهوریة ، الأمر الذى یحول دون إقدام الطلاب على ممارسة هذه الأنشطة ، وانشغالهم بدراسة المناهج المقررة ، والاستعداد للامتحان فیها ، وضعف القدرة لدى بعض أعضاء هیئة التدریس والمشرفین فى جذب اهتمام الطلاب لممارسة الأنشطة ، وإهمالهم فى الإشراف علیها ، واعتقاد بعض أعضاء هیئة التدریس ،  والمشرفین بعدم جدوى هذه الأنشطة ، وقلة احتواء برامج الأنشطة على موضوعات متنوعة تجذب اهتمامات الطلاب ، وتثیر تفکیرهم ، وتحقق طموحاتهم ، هذا بالإضافة إلى عدم إیمان الطلاب بقیمة ممارسة الأنشطة ، وأهمیتها فى تنمیة قدراتهم الفکریة والعملیة .       

5- بالنسبة لأسالیب التقویم :

التقویم هو عملیة تشخصیة علاجیة وقائیة یتم من خلالها إصدار حکم على مدى تحقیق العملیة التعلیمیة لأهدافها ، والکشف عن جوانب الضعف والقوة فیها ، واقتراح الوسائل والحلول لتلافى جوانب الضعف وتدعیم جوانب القوة مستهدفة فى النهایة تحسین العملیة التعلیمیة ( 21 : 9-10 ) ، أوهو العملیة التى یتم بها معرفة مدى النجاح أو الفشل فى تحقیق الأهداف التى تتضمنها العملیة التعلیمیة ، ومعرفة نقاط القوة والضعف بها ، وکل ما یدخل فى نطاق العملیة التعلیمیة أو یرتبط بها یکون قابل للتقویم ( 9 : 139) ، أو بمعنى آخر هو مجموعة من الإجراءات المتناسقة التى یتم من خلالها اختبار قدرة الطلاب ، أو تحصیلهم فى مجال معین من مجالات التخصص المختلفة فى الکلیة ( 8 :120) .

          وتهدف أسالیب التقویم – بالإضافة إلى تحسین العملیة التعلیمیة لأنه نظام لإحکام الرقابة على الانتاج أو بعبارة أخرى تقدیر فاعلیة التدریس وما یمکن عمله لتحسین هذه العملیة من خلال تحسین الخبرات والمواقف التعلیمیة – إلى مساعدة المعلم والطلاب على معرفة مدى التقدم لبلوغ الأهداف المرجوة ، والعوامل المؤدیة إلى هذا التقدم أو المعرقلة له ، والجهود التى ینبغى بذلها لاستمرار التقدم ، وإزالة ما یعرقله من عوامل ( 38 : 104 ) .

          وتتنوع عملیة التقویم فى کلیات التربیة حالیاً إلى الاختبارات التحریریة ، والشفویة ، والمقالیة ، والموضوعیة ، وإجراء البحوث وکتابة التقاریر ، ورغم هذا التنوع إلا أن معظم هذه الاختبارات ما زالت تعتمد على قیاس جانب الحفظ والاستظهار لدى الطلاب ، وإهمال الجوانب الوجدانیة والانفعالیة والمهاریة مع الاهتمام بمستویات التعلیم الدنیا دون                 مستویاتها العلیا .

          مما سبق یتضح أن نظام التقویم فى کلیات التربیة یعتمد – إلى حد کبیر – على قیاس الجانب المعرفى لدى الطالب ، واهمال قیاس قدرات الطالب على التفکیر ، والابداع ، والتحلیل ، والتفسیر ، والاستنتاج .

6- بالنسبة للمعلم الجامعى :

یعتبر المعلم الجامعى أهم عنصر فى العملیة التعلیمیة ، فهو الذى یلقى على عاتقه تنفیذ جمیع محاور العملیة التعلیمیة السابقة من خلال تزوید المتعلم بالمعارف ، وتقویمه، ودفعه فى مجال ممارسة الأنشطة المختلفة ، کما یعد العمود الفقرى الذى لاغنى عنه فى صیاغة العملیة التعلیمیة الصیاغة المناسبة للطلاب بحیث تعطى أفضل النتائج وأقومها فى إعداد المواطن الکفء القادر على مواجهة التحدیات بمختلف أنواعها ( 18 : 51 ) . ومن ثم فإن للمعلم الجامعى عموماً والمعلم داخل کلیة التربیة خصوصاً أهمیة کبیرة فى نجاح العملیة التعلیمیة ، وکذلک له الأثر الأکبر فى سلوک الطلاب وأفکارهم التى یتشربوها عن طریق القدوة ، فالطلاب یکتسبون المعارف والقیم والمبادئ وأسالیب التفکیر من البیئة التى یعیشون فیها ، ومن خلال تصرفات الأفراد البارزین فیها ، وتطوره یتوقف فى المقام الأول على المعلم ، ومدى قدرته على مسایرة التقدم والتطورات والتغیرات السریعة والمتلاحقة .

          ویتفق المربون على أن وظیفة المعلم الأساسیة فى العصر الحالى الذى یتسم بالثورة المعرفیة والمعلوماتیة  والتکنولوجیة الهائلة والمتسارعة هى تعلیم الطلاب أسالیب ومناهج الحصول على تلک المعرفة التى لا یمتلکها المعلم وحده ، ولا یحتفظ بها الکتاب الدراسى وحده بین دفتیه ، ولکنها معرفة متاحة وعامة ومتجددة ، کما أن وظیفته تکمن فى الإرشاد والتوجیه ولیس صب المعلومات ، والحوار والجدل والنقاش بین المعلم والمتعلم ، وکذلک تعلیم الطلاب عدم الاعتماد بشکل کلى على الکتاب الدراسى فى المعرفة وحل مشکلات الواقع ، بل یجب تعلیمه بأن هناک مصادر أخرى للمعرفة کالرحلات والزیارات والبحوث وغیرها           ( 32 : 154- 155) . ومن ثم فإن دوره المعلم فى هذا العصر تحول من دور الملقن للمعلومات إلى دور الموجه والمرشد وترک الحریة للطلاب للحصول على المعارف بأنفسهم ، وتعلیم أنفسهم بأنفسهم ( 32 : 157-158 ) .

          وبإلقاء نظرة على دور المعلم الجامعى حالیاً فى کلیات التربیة فى بناء وتکوین الذات الإنسانیة الحرة ، یلاحظ أن ما یقوم به المعلم لایصلح لتکوین الإنسان فى مجتمع الحریة ، أو تکوین الإنسان الحر ؛ لإن المعلم تکون لهجته ولغته متعالیة على الطلاب ، ولإن المعلم یعتقد أن العلاقة بینه وبین الطلاب تقوم على المعلم یعلم والطلاب یتلقون ، المعلم یعرف کل شئ والطلاب لا یعرفون أى شئ ، المعلم یفکر والطلاب یفکر غیرهم لهم ، المعلم یتکلم والطلاب یستمعون ، المعلم یفرض النظام والطلاب یخضعون للنظام ، المعلم یختار ویفرض اختیاراته والطلاب یستجیبون ، المعلم یفعل والطلاب لایفعلون ، المعلم یختار محتوى البرنامج والمواد الدراسیة والطلاب علیهم أن یتأقلمون مع اختیار المعلم دون أن یؤخذ رأیهم ، المعلم یعرف ویملک المعرفة والطلاب علیهم الانصیاع ورأء أوامره وتعلیماته ، المعلم یصدر القرارات والطلاب ینفذونها دون مناقشة ، المعلم هو قوام العملیة التعلیمیة والطلاب نتیجتها .

رابعاً : نتائج البحث والتصور المقترح لتفعیل دور کلیات التربیة  فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها

 (أ)- نتائج البحث :

من کل ما سبق یتبین لنا أن کلیات التربیة غیر قادرة على تکوین وبناء شحصیات حرة وناقدة ، وقادرة على استخدام العقل والمنهج العلمى فى التفکیر والبحث ، وذلک یعود بالدرجة الأولى إلى طبیعة المعرفة المقدمة للطلاب ، وإلى اعتماد التعلیم التلقینى – التقلیدى – القائم على حشو الأذهان بمعارف وعلوم لاعلاقة بینها وبین الواقع المعاش ، فما یدور فى الواقع من قضایا ومشکلات وتفاعلات مغایر تماماً لما یقدم لطلابنا من خلال مناهجنا الدراسیة ، وإلى ما یقوم به المعلم من إیداع المعلومات فى عقول طلابه لوقت الحاجة إلیها ، وهو وقت الامتحان ، حیث یسترجع المتعلم کل المعلومات التى سبق أن تلقاها وخزنها فى عقله دونما تفاعل معها ، إضافة إلى أن عملیة تقویم الطلاب – رغم تنوع أسالیبها وأدواتها - ترکز على قیاس الجوانب المعرفیة ، والقدرة على الحفظ والاستظهار لدى الطلاب ، وتهمل قیاس باقى الجوانب الأخرى کالتفکیر والفهم والتحلیل والتفسیر والإبداع ، وإلى ضعف ممارسة الطلاب للأنشطة التربویة بالکلیة نظراً لأنشغالهم بدراسة المقررات الدراسیة ، وقلة أحتواء برامج الأنشطة على موضوعات تثیر تفکیرهم .

(ب)- التصور المقترح لتفعیل دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى  طلابها:

          اتضح من عرض البند السابق ضعف دور کلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلابها ، وهذا یستدعى وضع تصور مقترح لتفعیل دورها فى تنمیة الحریة الفکریة ومکوناتها لدى الطلبة یتضمن بجانب الفلسفة الذى یؤسس علیها ومرتکزاتها الأهداف التى یتم السعى من أجل تحقیقها ، والإجراءات المحققة لهذه الأهداف ، وکذلک الضمانات التى یجب أخذها فى الاعتبار لنجاح هذا التصور فى تحقیق أهدافه ، وذلک على النحو التالى :

1- فلسفة التصور المقترح ومرتکزاته :

          یمر المجتمع فى الآونة الأخیرة بالعدید من التغیرات المتسارعة والمتلاحقة  ، مثل : الثورة المعرفیة والمعلوماتیة ، والتقدم العلمى والتکنولوجى المذهل ، والثورة الدیمقراطیة ، هذا بالإضافة إلى ثورة الاتصال والمواصلات والإعلام ، وهذا کله أدى إلى بروز ظاهرة العولمة التى حولت العالم إلى قریة کونیة  صغیرة ، ولم تعد هناک أى حدود أو فواصل بین الدول ، هذا بالإضافة إلى انتشار الأخذ بالمنهج العلمى ، وتطور النظریات التربویة ، وتنامى الوعى بحقوق الإنسان .

          وقد نتج عن هذه التطورات العصریة استراتیجیات دولیة تدعو لأهمیة وجود مواثیق دولیة لتفعیل الحریة الفکریة ، وحریة الرأى والتعبیر ، والقضاء على المشکلات المؤسسیة التى تهدد استقلال الجامعة والنشاط العلمى والفکرى فیها ، وکذلک إزالة معوقات الحریة الفکریة ، حیث إن إزالة هذه المعوقات هى الأساس العملى لممارسة الحریة الفکریة التى أصبحت ضرورة من ضرورات هذا العصر .

          ولذا أصبح على الجامعة وبالذات کلیة التربیة فیها الاهتمام بمسألة غایة فى الأهمیة وهذه المسألة تتمثل فى تطویر الإنسان ، وإنماء قدراته الفکریة ، والعملیة ، والإبداعیة التى تجعل هذا الإنسان حراً فى تفکیره ، وناقد ومتواصل مع بیئته ، ویعتمد ذلک على ما یقدم له من الفکر والأسلوب ، ولایمکن أن یکون حراً إذا تم قهره فى مقعد الدراسة ، ومنعت عنه المشارکة ، وإبداء الرأى ، وحریة التعبیر ، ولا یمکن أن یکون مستقلاً ومبدعاً وخلاقاً إذا لم تفسح له الخبرة الدراسیة للتعبیر عن نفسه ، وإطلاق العنان لخیاله ، کما لایمکنه أن یکون حساساً للمسئولیة الشخصیة والاجتماعیة إذا لم تعوده وتفسح له المجال لتحمل هذه المسئولیة ، واعتباره جزءاً لا یتجزأ من العملیة التعلیمیة التى یمر بها ، وعلیه یتحتم على کلیة التربیة الاهتمام بالعملیة التعلیمیة من حیث الأهداف والمناهج وطرق التدریس والأنشطة والتقویم والمعلمین ، ووضع التصورالمقترح اللازم لدور العملیة التعلیمیة بکلیة التربیة فى تنمیة الحریة الفکریة لدى طلابها .

          وفى ضوء کل ماسبق یمکن تحدید فلسفة التصور المقترح فى أن ما یتعرض له المجتمع من تغییرات وتطورات سریعة ومتلاحقة تتمثل فى الثورة المعرفیة والمعلوماتیة والتکنولوجیة ، وثورة الاتصالات والمواصلات ، والثورة الدیمقراطیة ، والعولمة وغیرها یفرض ضرورة تفعیل دور کافة عناصر العملیة التعلیمیة فى کلیات التربیة لما لهذا الدور من أهمیة فى تربیة شخصیة حرة ومستقلة فى التفکیر ، وقادرة على التعاطى مع                     متغیرات العصر.

          وطبقاً لمعالم هذه الفلسفة یؤسس التصور المقترح على عدید من الدعائم والمرتکزات التى تتضمن : الشمولیة فى تطویر کافة عناصر العملیة التعلیمیة بکلیات التربیة ، والتکامل بین أهداف المجتمع ، وأهداف التربیة ، وحاجات الطلاب ، ومتغیرات العصر، وبین مکونات العملیة التعلیمیة ، وبین جوانب نمو الشخصیة الجسمیة والعقلیة والانفعالیة ، وأن یراعى التنویع فى موضوعات المقررات الدراسیة ، وفى أسالیب وأدوات التدریس ( المحاضرة ، المناقشة ، الدروس العملیة ) ، وفى أسالیب التقویم ( الملاحظة ، التقاریر ، الامتحانات التحریریة – المقالیة ، الموضوعیة - والشفویة ) ، وفى الأنشطة الطلابیة ( الدینیة ، الثقافیة ، الاجتماعیة ، الفنیة ، الریاضیة ، الرحلات والزیارات)، هذا بالإضافة إلى المرونة فى الموضوعات والأسالیب ، والإستراتیجیات ، والوسائل ، وکذلک فى الأنشطة التربویة ، لما لکل ذلک من أهمیة فى تربیة الشخصیة الحرة.  

2- أهداف التصور المقترح :

من خلال العرض السابق لفلسفة التصور المقترح ومرتکزاته ، یمکن تحدید أهداف التصور على النحو التالى :

أ- التطویر الشامل لمنظومة العملیة التعلیمیة فى کلیات التربیة لمسایرة التغییرات والتطورات المعاصرة ، والارتقاء بالمستوى الفکرى والثقافى لدى طلابها .

ب- معالجة أوجه القصور التى شابت بعض جوانب العملیة التعلیمیة فى کلیات التربیة ، والتى تتمثل فى إنخفاض کفاءة المقررات الدراسیة ، وطرق التدریس ، والأنشطة ، وأسالیب التقویم ، والمعلمین فى تنمیة الحریة الفکریة لدى الطلاب .

ج – تحدید المهام والأدوار التى ینبغى أن یقوم بها کل عنصر من عناصر العملیة التعلیمیة فى کلیات التربیة ؛ لتنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة .

د- إرشاد المسئولین عن کلیات التربیة إلى الإجراءات التى یمکن من خلالها تفعیل دور الکلیات فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة .

3- إجراءات التصور المقترح :

یتطلب تحقیق أهداف التصور المقترح من المسئولین عن کلیات التربیة المصریة القیام بالإجراءات التالیة :

أ- تحدیث أهداف العملیة التعلیمیة تحدیثاً یسهم فى تزوید الطالب بالقدرات والمهارات الأتیة :

- القدرة على التعامل بوعى وفهم مع متغیرات العالم الذى یعیش فیه .

- امتلاک مفاتیح وأدوات المعرفة لیصبح قادراً على التعلم الذاتى .

- القدرة على التفکیر الحر والمستقل عن الأخرین .

- امتلاک مهارات التفکیر الناقد ، والاستدلال ، والنقد البناء .

- القدرة على حل المشکلات ، وإتخاذ القرار .

- القدرة على إجراء البحوث العلمیة والاستفادة منها ،

- القدرة على جمع المعلومات من مصادرها المختلفة وتحلیلها وتفسیرها بموضوعیة .

-  القدرة على النقاش والجدال والحوار مع الأخرین .

- القدرة على العمل مع الفریق فى إطار روح التعاون ، والمشارکة ، والمبادرة ، والإبداع .

- القدرة على التعامل مع تکنولوجیا المعلومات واستخدامها فى البحث عن المعارف .

- القدرة على طرح التساؤلات ، والاستفسارات دون خوف أو تردد .

- القدرة على إدراک العلاقات فى الحیاة الواسعة بدلاً من الاکتفاء بالأمور السطحیة .

- القدرة على التأمل والبحث بدلاً من الیقینیة والدوجماتیة .

- القدرة على التعبیر عن الرأى بحریة ، وعدم الخوف من الأخرین .

- القدرة على إنتاج المعرفة بدلاً من تلقیها جاهزة .

- القدرة على تحمل المسئولیة عن نفسه وتعلیمه وتفکیره بدلاً من الاعتماد على الأخرین . 

- القدرة على احترام الاختلافات الفکریة ، وإثارة البدائل مقابل الائتلاف والبرمجة والإجابة النموذجیة الواحدة .

ب- تحدیث المقررات الدراسیة ، بحیث تسهم فى تحقیق التنمیة الفکریة للطلاب، وذلک من خلال :

- بناء المقررات الدراسیة بما یخدم التوجه نحو تکوین شخصیات حرة فى التفکیر ، وناقدة ، وقادرة على استخدام العقل ، والمنهج العلمى فى التفکیر والبحث .

- الحرص على أخذ رأى الطلاب فى أختیار محتوى المقررات الدراسیة ، بحیث تأتى ملبیة لمیولهم وقدراتهم واستعداداتهم .

- الاهتمام بإدخال بعض المفاهیم والقضایا والتطبیقات العملیة فى محتوى المقررات الدراسیة التى تثیر تفکیر الطلاب ، وتدفعهم للتأمل و للحوار والمناقشة والبحث .

- مراعاة التکامل بین الجوانب النظریة والجوانب العملیة فى المقررات الدراسیة .

- الاهتمام بربط المقررات الدراسیة بقضایا المجتمع المعاصر ، والاسهام فى إیجاد                   حلول لها.

- مراعاة المرونة وعدم الجمود فى المناهج والمقررات الدراسیة ، بحیث تعطى فرصة للمعلم والمتعلم للتفاعل الحقیقى ، وبذلک تصبح طریقة التفکیر والبحث العلمى المنطقى ، وتسلسل الأفکار والفهم الصحیح هو المهم لمعظم المقررات فى کلیة التربیة ولیس المعلومات .

- تطویر المقررات الدراسیة بحیث تخدم التوجه نحو التعلم الذاتى والتعلم التعاونى والابتکارى والاستکشافى الذى یرکز على مشارکة المتعلم ونشاطه الفکرى فى              العملیة التعلیمیة .

- تنویع مصادر المعرفة للطالب ، بحیث لا تقتصر على الکتاب الجامعى فحسب کمصدر وحید للمعرفة ، فهناک الرحلات والزیارات والبحوث .

ج- تطویر طرق التدریس ، بحیث تسهم فى بناء الطالب الحر فى المجتمع الحر، وذلک من خلال :

- استخدام أسالیب وأدوات تدریس متعدة ، تتمثل فى المناقشة والحوار ، أسلوب حل المشکلات ، التدریبات العملیة ، الحاسوب ، التعلم التعاونى ، التعلم الذاتى ، وغیرها .

- التأکید على استخدام الطریقة الحواریة فى التدریس بدلاً من الطریقة التلقینیة ، حیث یقوم هذا النوع من التدریس على أساس طرح مفهوم " التربیة الإشکالیة " کأسلوب یدعو إلى الحریة ، وتعتمد على طریقة طرح المشکلات القائمة ، وعلى فاعلیة الطلاب وإیجابیاتهم نحو عملیة التعلم ، وتؤمن بدور المتعلم الإیجابى فى الوصول للمعرفة بنفسه .

- الأکثارمن تکلیف الطلاب أثناء العملیة التعلیمیة بکتابة بعض التقاریر ، أو إجراء بعض البحوث حول موضوع من الموضوعات ، أو قضیة من القضایا المرتبطة بالمنهج الدراسى ، لتعویدهم على النظرإلى المعرفة على أنها عملیة بحث ولیست عملیة تلقین، ولتدریبهم على استخدام التفکیر العلمى .

- العمل على ألا ترکز طرق التدریس على جهد الطلبة ونشاطاتهم ، وترکز على إکساب الطلبة للخبرات التربویة التى تدربهم على مواجهة المشکلات وحلها ، وتعمل على تنمیة التفکیر لدیهم .

د- تطویر أسالیب التقویم ، بحیث تسهم فى قیاس القدرات المختلفة لدى الطالب،وذلک من خلال :

- الترکیز فى عملیة التقویم على جعل المتعلم فى موضع الباحث أمام قضایا تطرح علیه ، ویطلب منه إبداء  رأیه تجاهه بحریة

- تتویع نظم الامتحانات ، ووسائل اختبار الطلاب ، بحیث لا تقتصر على قیاس قدرة الطالب على التذکر والحفظ فقط ، بل تمتد إلى قیاس بقیة قدراته العقلیة مثل التحلیل والتفسیر والاستنباط والمقارنة , والإبداع .

- تنویع أسئلة الامتجانات مابین تحریرى ، وشفوى ، ومقال ، وموضوعى ، وعملى ، وکتاب مفتوح ، ومشروع ، ودراسة حالة ، وتقاریر ذاتیة ، وسجلات مجمعة .

- القیام بتقدیم تغذیة راجعة للطالب – بعد تقویمه  -  والتى یتحقق فى ضوئها تحسین وتطویر قدرات الطالب المختلفة .

ﻫ - زیادة الاهتمام بممارسة الأنشطة التربویة الهادفة ، والتى تسهم فى بناء الإنسان الحر ، وذلک من خلال :

- التوعیة المستمرة من قبل أعضاء هیئة التدریس والمشرفین على الأنشطة فى الکلیة للطلاب بأهمیة ممارسة الأنشطة فى تنمیتهم فکریاً وثقافیاً وعلمیاً وبدنیاً .

- إتاحة الفرصة للطلاب للاطلاع والکتابة من خلال المسابقات الثقافیة , والرحلات والمعسکرات .

- إعطاء الفرصة للطلاب للممارسة الدیمقراطیة والتمرس على القیادة والتبعیة وتحمل المسئولیة والتعبیر الحر عن آرائهم وتحقیق ذواتهم .

- اتاحة الفرصة أمام الطلاب لحضور الندوات والمؤتمرات التى تعقدها الکلیة أو الجامعة بخصوص مناقشة قضایا المجتمع المختلفة ، وذلک لفتح المجال أمام الطلاب للحوار ، والمناقشة ، وتوصیل أفکارهم ورؤاهم حول هذه القضایا .

- تنظیم العدید من المسابقات الثقافیة والدینیة والاجتماعیة داخل الکلیة والاعلان عنها فى مکان ظاهر ، وتخصیص لها بعض الدرجات إلى جانب المادة الدراسیة .

و- تجدید دور المعلم الجامعى بکلیة التربیة ، لکى یسهم فى تربیة شخصیات حرة فکریاً ، وهذا  لا یتم إلا إذا قام عضو هیئة التدریس فى کلیة التربیة بما یلى :

- إرشاد وتوجیه الطلاب إلى مصادر المعرفة المختلفة ، وانتاج معارف جدیدة بواسطة إعمال العقل فى المعرفة المتاحة ، والذهاب إلى ما ورائها عن طریق الاستنتاج ، والاکتشاف ، والابتکار .

- الابتعاد عن التلقین وتنمیة الذاکرة والاهتمام بتنمیة التفکیر والإبداع والابتکار والخلق .

- مشارکة طلابه فى اختیار محتوى المقرر الدراسى ، وفى إتخاذ القررات المتعلقة بتعلیمهم.

- استخدام طرق متنوعه فى التدریس ، مثل : الحوار ، والمناقشة ، وحل المشکلات ، والاکتشاف .

- الحرص على تنمیة طرق التفکیر والبحث العلمى، وتسلسل الأفکار والفهم الصحیح              لدى الطلاب .

- تشجیع الطلاب على التعبیر عن آرائهم بحریة ، وتقبل وجهات نظرهم .

-  تدریب الطلاب على إعمال عقولهم فى المعارف المقدمة لهم ، وإطلاق طاقاتهم للإبداع .

- تدریب الطلاب على أستخدام أسالیب التعلم الذاتى بدءاً من الحقائب التعلیمیة وحتى               شبکات المعلومات .

- تنمیة التفکیر الناقد ، والتفکیر المستقل ، والتفکیرالإبداعى لدى الطلاب .

- تطبیق فکرة " التعلیم المتبادل " والتى تعنى أن المعلم کما یعلم طلابه ، فالطلاب أیضاً یعلمون معلمیهم .

- الحرص على فعالیة الطلاب وإیجابیاتهم فى الموقف التعلیمى .

- الاهتمام بمشارکة الطلاب فى ممارسة الأنشطة الثقافیة والفکریة .

4- الضمانات التى تؤخذ فى الاعتبار لنجاح التصور المقترح :

          یتوقف نجاح التصور المقترح فى تحقیق أهدافه على توافر بعض الضمانات ، أهمها :

- وجوب التخلص من التشریعات والقوانین المقیدة للحریات بصفة عامة وحریة الفکر والرأى والتعبیر بصفة خاصة .

-  وجوب إعادة النظر فى العملیة التعلیمیة بکلیات التربیة ، وأنشطتها وبرامجها المختلفة ، بحیث یمکن تفعیل دورها فى تحقیق التنمیة الفکریة لدى الطلبة .

- وجوب النظر إلى التعلیم على أنه عملیة تحریر فکرى وثقافى واجتماعى وسیاسى .

- زیادة الوعى لدى أعضاء هیئة التدریس بکلیات التربیة بأهمیة تحقیق التنمیة الفکریة لدى الطلبة لکى یستطیعوا التجاوب مع متغیرات العصر .

- تهیئة المناخ المؤسسى فى کلیات التربیة لقبول فکرة ممارسة الطلبة لحریاتهم عموماً وحریاتهم الفکریة خاصة ، وذلک نتیجة للتغییرات التى یمر بها المجتمع داخلیاً وخارجیاً . 

* بحوث مقترحة : 

          شعرت الباحثة أثناء القیام بهذا البحث ببعض المشکلات التى لا تزال تحتاج إلى دراسة مما یزید هذا البحث عمقاً وثراءً ، ومن هذه المشکلات :

- إجراء بحوث أخرى تتناول دور کلیات أخرى غیر کلیة التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة .

- إجراء بحوث أخرى تتناول دور الدراسات العلیا بکلیات التربیة فى تنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى الطلبة .

- إجراء بحوث أخرى تهتم بتقدیم تصورات مقترحة لتنمیة مکونات الحریة الفکریة لدى طلبة التعلیم قبل الجامعى .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

* مراجع البحث :

- القرآن الکریم .

1- إبراهیم الخوجا : الحریات الأکادیمیة فى الجامعات العربیة ، ط 2 ، فلسطین : مرکز رام الله لدراسات حقوق الإنسان ، 2011م .

2- إبراهیم إمام : الإعلام والاتصال بالجماهیر ، ط 3 ، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة ، 2012م .

3- إبراهیم حلمى عبد الرحمن : عالم الغد – عالم واحد أم عوالم متعددة - کتاب الأهرام الاقتصادى ، أکتوبر 2003م

4- ابن منظور : لسان العرب ، ط 2 ، بیروت : دار صاد ، ج 4 ، 2008م .

5- أبو حامد الغزالى : إحیاء علوم الدین ، ط 2 ، تقدیم بدوى طبانة ، ، القاهرة : دار إحیاء الکتب العربیة ، ج 4 ، 2009م.

6- أبوهلال العسکرى : الفروق ، ط 2 ، (تحقیق) أحمد سلیم الحمصى ، بیروت : دار صاد ، 2007م .

7- أحمد الأهوانى , وصلاح أبو نار : أزمة الجامعة والحریات الأکادیمیة - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ، (تحریر ) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .

8- أحمد زکى بدوى : معجم مصطلحات التربیة والتعلیم ، ط 4 ، القاهرة : دار الفکر العربى ، 2013م .

9- أحمد سیف حیدر : " دور العملیة التعلیمیة فى تنمیة مهارات التفکیر الابتکارى لدى طلبة کلیة التربیة – جامعة زمار " المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من                    ( 18-20 أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ، ج 1 ، 2000م ، ص ص 129-150 .

10- أحمد عبد الله الصغیر :" تصور مقترح لمعاییر الاعتماد وضمان الجودة لمقررات أصول الترییة بکلیات التربیة المصریة فى ضوء بعض الخبرات العالمیة – دراسة تحلیلیة" ، مجلة التربیة ، کلیة التربیة بأسیوط ،ج 27،ع2،یولیو2011م ، ص ص1- 35 .

11- أحمد محمد صالح : محددات الأکادیمیة فى الجامعة المصریة – الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ، (تحریر) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .

12- الفیروزى آبادى : القاموس المحیط ، ط 3 ، بیروت : دار صاد ، 2009م .

13- المجلس الأعلى للجامعات : تطور أسلوب الامتحانات فى الجامعات – تقریر المجلس القومى للتعلیم والبحث العلمى والتکنولوجیا ، أکتوبر 2006م .

14- المرکز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة : الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ، القاهرة : المرکز العربى ، 2008م .

15- أمانى محمد شریف : " دراسة تقویمیة للحریة الأکادیمیة للمعلم الجامعى فى ضوء بعض المستحدثات العصریة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، 2004م .

16- أمیرة محب مشهور: معوقات الحریة الفکریة – الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر، (تحریر)  أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .

17- بشار عباس : ثورة المعرفة والتکنولوجیا – التعلیم بوابة مجتمع المعلومات ، ط 2  ، دمشق : دار الفکر ، 2010م .

18- بول وودرنج : اتجاهات حدیثة فى إعداد المعلم الجامعى ، (ترجمة) حسین سلیمان ، القاهرة : عالم الکتب  2000م

19- جابر عبد الحمید : " التعلیم وتحدیات القرن الحادى والعشرین " ، مجلة التربیة ، کلیة التربیة بجامعة الأمارات ، ج 1 ، مارس 2007م ، ص ص 172-189 .

20- أنظر :

- اللوائح الداخلیة لکلیات التربیة بعین شمس والمنیا وأسیوط والوادى الجدید وسوهاج 2009/2010م .

21- _______ : دلیل الاختبار الجید ، جامعة أسیوط : مرکز تطویر التعلیم الجامعى ، 2010م .

22- جمهوریة مصر العربیة : الدستور ، القاهرة : المطابع الأمیریة ، 2014م .

23- حامد عمار : فى التنمیة البشریة وتعلیم المستقبل ، ط 2 ، القاهرة : الدار العربیة للکتاب ، 2009م .

24- حسین سلامة : " العولمة وتطور النظام السیاسى " ، المجلة الاجتماعیة القومیة ، المرکز القومى للبحوث الجنائیة بالقاهرة ، ج 37 ، ع1 ، یتایر 2010م ، ص ص 49-72 .

25- حسین کامل بهاء الدین : التعلیم والمستقبل ، ط 2، القاهرة : دار المعارف ، 2008م.

26- خلیل عبد الکریم : حریة الفکر فى الإسلام بین حقبتین - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ،( تحریر) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .

27- رمضان حلمى عبده : " دور التعلیم الجامعى فى تحقیق الأمن الثقافى – دراسة میدانیة " ، رسالة دکتوراة ، کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، 2000م .

28- سعد الدین إبراهیم : الأبعاد الثقافیة للنظام العالمى الجدید  ، ط2، القاهرة : مطبعة الأهرام ، 2009م .

29- سلامة طناش : " مفهوم الحریة الأکادیمیة لدى أعضاء هیئة التدریس فى الجامعة الأردنیة " ، مجلة دراسات ، عمادة البحث العلمى بالجامعة الأردنیة ، ج22، ع 5،جمادى الأولى 1432 ﻫ/تشرین الأول 2003م ، ص ص 2196-2221

30- سعید إسماعیل على : " الحریة الأکادیمیة للتعلیم الجامعى العربى فى ضوء تحدیات القرن الحادى والعشرین " ، مؤتمر " التعلیم العالى العربى وتحدیات مطلع القرن الحادى والعشرین فى الفترة من(17-20                     أبریل 1996م) ، الکویت : جامعة الکویت ، 1996م ، ص ص 280-295.

31- سعید التل : قواعد الدراسة فى الجامعة ، ط2 ، عمان : دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع ، 2005م .

32- شبل بدران : التعلیم وبناء الذات الإنسانیة الحرة - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ،  ( تحریر ) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م.

33- صالح دیاب هندى ، وآخرون : أسس التربیة ، ط 2 ، عمان : دار الفکر للنشر والتوزیع ، ط 2 ، 2006م .

34- طاهر المصرى : الحریات الأکادیمیة فى واقع الحرکة الطلابیة فى فلسطین ، فلسطین : مرکز رام الله لدراسات حقوق الإنسان ، 2003م ، ص ص 17-34 . 32

35- عادل الأسطة : الحریات الأکادیمیة فى الأراضى المحتلة - جامعة النجاح نموذجاً ، فلسطین : مرکز رام الله لدراسات حقوق الإنسان ، 2003م ، ص ص 76-98 .

36- عبد الرازق عبد الفتاح : العلم والتکنولوجیا فى مصر فى القرن 21- الآمال والتحدیات ، ط2 ، القاهرة : مرکز الأهرام للترجمة والنشر ، 2006م.

37- عبد الغفار شکر : المجتمع المدنى ودوره فى بناء الدیمقراطیة ، دمشق : دار الفکر ، 2003م .

38- عبد الغنى عبود ، وآخرون : إدارة المدرسة الإبتدائیة ، ط2 ، القاهرة : مکتبة النهضة المصریة ، 2004م .

39- عبد الفتاح أحمد جلال : تجدید العملیة التعلیمیة فى جامعة المستقبل ، القاهرة : جامعة القاهرة ، 2002م .

40- عبد الکریم بکار : الفکر – طبیعته وأهمیته ، القاهرة : دار المعارف ، 2005 م . 

41- على خلیفة الکوارى ، وآخرون : مفهوم الدیمقراطیة المعاصرة ، ط 3 ، بیروت : مرکز دراسات الوحدة العربیة ، 2008م .

42- على فهمى : الحریات العامة والفکریة : دراسة فى علم الاجتماع السیاسى - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ، (تحریر) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .

43- على محافظة : " الحریات الأکادیمیة فى الجامعات الأردنیة " ، مجلة المستقبل العربى ، مرکز دراسات الوحدة العربیة ، س 7 ، ع 190، 2005م ، ص ص 67-99 .

44- غازى الصوا ، ویحى على : " مشکلات الأکادیمیین الحاصلین على الدکتوراة من الجامعات الأجنبیة - عینة الأردن " ، مجلة العلوم الاجتماعیة ، جامعة الکویت ، س 7 ، ع 1 ، 2005م ، ص ص 90- 113 .

45- فادیا أبى خلیل : " جوانب تکوین المعلم العربى " المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من             ( 18-20 أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ، ج 1 ، 2000م ، ص ص 673-687 .

46 –  فاروق أبو زید : الفکر اللیبرالى فى الصحافة المصریة ، ط2 ، القاهرة : عالم الکتب ، 2007م .

47- فتحى عبد الرسول محمد : " رؤیة مستقبلیة لتطویر نظام إعداد معلمة ریاض الأطفال بشعب الطفولة بکلیات التربیة فى ضوء بعض التغیرات المعاصرة – دراسة تحلیلیة "المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من (18-20أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ،ج 2، 2000م ،ص ص 541-584

48- فتحى کامل زیادى ، وهاشم فتح الله : " حقوق اطلاب الجامعة ومعوقات ممارستها – دراسة میدانیة " ، مجلة البحث فى التربیة وعلم النفس ، کلیة التربیة بجامعة المنیا ، ج 12 ، ع 1 ، یولیو 1998م ، ص ص 270-368.

49- مجدى عزیز إبراهیم : المنهج التربوى وبناء الإنسان ، ط2 ، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة ، 2004م .

50- مجمع اللغة العربیة : المعجم الوسیط ، ط3 ، القاهرة : وزارة التربیة والتعلیم ، 2005م .

51- محمد إبراهیم سلیمان ، وبسام عبد الرحمن أبوحشیش : " تقویم درجة ممارسة الحریات الأکادیمیة لدى أساتذة الجامعات الفلسطینیة بمحافظة غزة " ، المؤتمر القومى السنوى الثالث عشر (العربى الخامس) " الجامعات العربیة فى القرن الحادى والعشرین : الواقع والطموحات فى الفترة  من                          ( 26-27 نوفمبر 2006م ) ، مرکز تطویر التعلیم الجامعى بجامعة عین شمس ، 2006م ، ص ص 515-553 .

52- محمد أبوبکر الرازى : مختار الصحاح ، ط 3 ، بیروت : دار الفکر ، 2012م .

53- محمد أحمد خلف : " حقوق الإنسان فى القرآن الکریم " ، مجلة العربى ، وزارة الإعلام بدولة الکویت  ، ع 298 ، سبتمبر 2010م ، ص ص 19-36 .

54- محمد أمین المفتى : " الدور المتغیر للمعلم فى ضوء التغیرات المستقبلیة " ، المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من ( 18-20 أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ، ج 1 ، 2000م ، ص ص 1-9 .

55- محمد حسنین عبده عجمى : " الإعداد للمهنة الأکادیمیة بالجامعات المصریة لمواجهة تحدیات المستقبل ومتطلباتها کما یدرکها أعضاء هیئة التدریس بجامعة المنصورة "، مجلة التربیة ، کلیة التربیة بجامعة المنصورة ،ع 42، 2006م ، ص ص 67-121.

56- محمد عابد الجابرى : قضایا فى الفکر المعاصر ، بیروت : مرکز دراسات الوحدةالعربیة ، 2008م .

57- محمد عبد السلام حامد عبد العزیز : النمو المهنى لعضو هیئة التدریس بکلیات التربیة المصریة ، القاهرة : کلیة التربیة بجامعة عین شمس ( د . ت ) .

58- محمد عبد القوى شبل الغنام : " حریة الإرادة ... وتربیة الإرادة الحرة – دراسة من منظور التربیة الإسلامیة " ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة الأزهر ، ع 99 ، أبریل 2001م / صفر 1422ﻫ ، ص ص 117-145 .

59- محمد عبدالله دراز : دستور الأخلاق فى القرآن ، بیروت : مؤسسة الرسالة ، 2007م.

60- محمد على أبوریان : تاریخ الفکر الفلسفى ، الإسکندریة : دار المعرفة الجامعیة ، ط 3 ، 1993م .

61- محمد على نصر : " بعض قضایا العولمة وعلاقتها بفلسفة تکوین المعلم العربى " ، المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من ( 18-20 أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ، ج 1 2000م ،  ص ص 80-103.

62- محمد محمد سکران : " الحریة الأکادیمیة فى ضوء وظائف التعلیم الجامعى فى مصر " ، رسالة دکتوراة ، کلیة التربیة ، جامعة عین شمس ، 1983م .

63- __________ : " نحو رؤیة معاصرة لوظائف الجامعة المصریة على ضوء تحدیات المستقبل " ، مؤتمر " تطویر التعلیم الجامعى : رؤیة لجامعة المستقبل (22-24 مایو 1999م ) ، جامعة القاهرة ، 1999م ، ص ص 325-358.

64- محمد محمد عبد الحلیم : " المتطلبات التربویة من التعلیم الجامعى فى ضوء بعض المتغیرات المحلیة والعالمیة " ، مجلة التربیة ، المرکز القومى للبحوث التربویة والتنمیة بالقاهرة ، س 5 ، ع 13 ، مارس 2009م ، ص ص 97-133 .

65- محمد متولى غنیمة : سیاسات وبرامج إعداد المعلم العربى وبنیة العملیة التعلیمیة ، ط2 ، القاهرة:الدار المصریة ، 2010م .

66- محمد ناس ، ونهى عبد الکریم : " الجامعة والعولمة – الطالب الجامعى بین الإقلیمیة والعالمیة " ، مؤتمر " تطویر التعلیم الجامعى : رؤیة لجامعة المستقبل (22-24 مایو 1999م ) ، جامعة القاهرة ، 1999م ، ص ص 225-247 .

67- محمد نبیل توفیق : تأملات فى مستقبل التعلیم العالى ، القاهرة : دار سعاد الصباح ، 2008م .

68- محمد نور فرحات : الإطار القانونى للحریات - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ، ( تحریر ) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .

69- منى مکرم عبید : " الحریات الأکادیمیة فى مصر بین الأمس والیوم " ، مجلة المستقبل العربى ، مرکز دراسات الوحدة العربیة ، س 7 ، ع 190، 2008م ، ص ص 140-187 .

70- ناصر بن محمد الغامدى : حمایة الملکیة الفکریة فى الشریعة الإسلامیة ، مکة المکرمة : جامعة أم القرى ، 2005م .

71- Allan Wolper :  ", Academic Freedom  in  or Invasion of Student Privacy  Editor and Publisher,Issue 19,VOL.,128,May,2006,p.,10-22.                                                                     

72- Carol Bemstein : " An Impefect Defender of Academic Freedom " , Black Issues  in higer Eduction " , VOL. , 17 , Issue 11, ferbruary ,2009, pp., 30-39.

73-Joseph Sounders : Academic Freedom in Serbia Contemporary Review,  Issue 1593,VOL.273,Oc.,2007,pp.196-200.                                      

74- Paul Tiyambe Zeleza : AcademicFreedom  in the North and the South,Academe,VOL.83,NO.6,Nov.-Dec.,2011, pp. 16-20 .                                                       

75- Peter Kirstein : Report on Academic Freedom , 2005-2006 , Available at : WWW .  Collegfreedom . org . 

76- Robert Berdahl : Academic Freedom , Autonomy and Accountability in British Universities ",Studies in Higher Education , Issue , 2 , VOL . 15 , 2013  PP.14-22                                      

77- The World Book Encyclopedia , Chicago : World Book , Inc.,VOL,1, 2009.                             

78- Tony Taylor : " A Bleak Out look : Academic Staff Perceprtion of Changes in core Activities in Australian higer Education " , Studies in  higer Education,Issue3,VOL.23,October,2010,pp.255-269.            

79- UNESCO : Academic Freedom and University Autonomy and Social Responsibility ,2005,Available at:

                       WWW.http//unscoorg/ iau/fre/tfaf/background .htmal .

80-Wilms Welifod, et al.,: Fiscal Reform at Ucla: the clash of Accountability and Academic freedom  , Chang , VOL . 29 , NO. 5 , Sep – Oct. 2012 , pp. 40-49 .                                           

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

* مراجع البحث :
- القرآن الکریم .
1- إبراهیم الخوجا : الحریات الأکادیمیة فى الجامعات العربیة ، ط 2 ، فلسطین : مرکز رام الله لدراسات حقوق الإنسان ، 2011م .
2- إبراهیم إمام : الإعلام والاتصال بالجماهیر ، ط 3 ، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة ، 2012م .
3- إبراهیم حلمى عبد الرحمن : عالم الغد – عالم واحد أم عوالم متعددة - کتاب الأهرام الاقتصادى ، أکتوبر 2003م
4- ابن منظور : لسان العرب ، ط 2 ، بیروت : دار صاد ، ج 4 ، 2008م .
5- أبو حامد الغزالى : إحیاء علوم الدین ، ط 2 ، تقدیم بدوى طبانة ، ، القاهرة : دار إحیاء الکتب العربیة ، ج 4 ، 2009م.
6- أبوهلال العسکرى : الفروق ، ط 2 ، (تحقیق) أحمد سلیم الحمصى ، بیروت : دار صاد ، 2007م .
7- أحمد الأهوانى , وصلاح أبو نار : أزمة الجامعة والحریات الأکادیمیة - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ، (تحریر ) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .
8- أحمد زکى بدوى : معجم مصطلحات التربیة والتعلیم ، ط 4 ، القاهرة : دار الفکر العربى ، 2013م .
9- أحمد سیف حیدر : " دور العملیة التعلیمیة فى تنمیة مهارات التفکیر الابتکارى لدى طلبة کلیة التربیة – جامعة زمار " المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من                    ( 18-20 أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ، ج 1 ، 2000م ، ص ص 129-150 .
10- أحمد عبد الله الصغیر :" تصور مقترح لمعاییر الاعتماد وضمان الجودة لمقررات أصول الترییة بکلیات التربیة المصریة فى ضوء بعض الخبرات العالمیة – دراسة تحلیلیة" ، مجلة التربیة ، کلیة التربیة بأسیوط ،ج 27،ع2،یولیو2011م ، ص ص1- 35 .
11- أحمد محمد صالح : محددات الأکادیمیة فى الجامعة المصریة – الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ، (تحریر) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .
12- الفیروزى آبادى : القاموس المحیط ، ط 3 ، بیروت : دار صاد ، 2009م .
13- المجلس الأعلى للجامعات : تطور أسلوب الامتحانات فى الجامعات – تقریر المجلس القومى للتعلیم والبحث العلمى والتکنولوجیا ، أکتوبر 2006م .
14- المرکز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة : الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ، القاهرة : المرکز العربى ، 2008م .
15- أمانى محمد شریف : " دراسة تقویمیة للحریة الأکادیمیة للمعلم الجامعى فى ضوء بعض المستحدثات العصریة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، 2004م .
16- أمیرة محب مشهور: معوقات الحریة الفکریة – الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر، (تحریر)  أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .
17- بشار عباس : ثورة المعرفة والتکنولوجیا – التعلیم بوابة مجتمع المعلومات ، ط 2  ، دمشق : دار الفکر ، 2010م .
18- بول وودرنج : اتجاهات حدیثة فى إعداد المعلم الجامعى ، (ترجمة) حسین سلیمان ، القاهرة : عالم الکتب  2000م
19- جابر عبد الحمید : " التعلیم وتحدیات القرن الحادى والعشرین " ، مجلة التربیة ، کلیة التربیة بجامعة الأمارات ، ج 1 ، مارس 2007م ، ص ص 172-189 .
20- أنظر :
- اللوائح الداخلیة لکلیات التربیة بعین شمس والمنیا وأسیوط والوادى الجدید وسوهاج 2009/2010م .
21- _______ : دلیل الاختبار الجید ، جامعة أسیوط : مرکز تطویر التعلیم الجامعى ، 2010م .
22- جمهوریة مصر العربیة : الدستور ، القاهرة : المطابع الأمیریة ، 2014م .
23- حامد عمار : فى التنمیة البشریة وتعلیم المستقبل ، ط 2 ، القاهرة : الدار العربیة للکتاب ، 2009م .
24- حسین سلامة : " العولمة وتطور النظام السیاسى " ، المجلة الاجتماعیة القومیة ، المرکز القومى للبحوث الجنائیة بالقاهرة ، ج 37 ، ع1 ، یتایر 2010م ، ص ص 49-72 .
25- حسین کامل بهاء الدین : التعلیم والمستقبل ، ط 2، القاهرة : دار المعارف ، 2008م.
26- خلیل عبد الکریم : حریة الفکر فى الإسلام بین حقبتین - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ،( تحریر) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .
27- رمضان حلمى عبده : " دور التعلیم الجامعى فى تحقیق الأمن الثقافى – دراسة میدانیة " ، رسالة دکتوراة ، کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، 2000م .
28- سعد الدین إبراهیم : الأبعاد الثقافیة للنظام العالمى الجدید  ، ط2، القاهرة : مطبعة الأهرام ، 2009م .
29- سلامة طناش : " مفهوم الحریة الأکادیمیة لدى أعضاء هیئة التدریس فى الجامعة الأردنیة " ، مجلة دراسات ، عمادة البحث العلمى بالجامعة الأردنیة ، ج22، ع 5،جمادى الأولى 1432 ﻫ/تشرین الأول 2003م ، ص ص 2196-2221
30- سعید إسماعیل على : " الحریة الأکادیمیة للتعلیم الجامعى العربى فى ضوء تحدیات القرن الحادى والعشرین " ، مؤتمر " التعلیم العالى العربى وتحدیات مطلع القرن الحادى والعشرین فى الفترة من(17-20                     أبریل 1996م) ، الکویت : جامعة الکویت ، 1996م ، ص ص 280-295.
31- سعید التل : قواعد الدراسة فى الجامعة ، ط2 ، عمان : دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع ، 2005م .
32- شبل بدران : التعلیم وبناء الذات الإنسانیة الحرة - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ،  ( تحریر ) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م.
33- صالح دیاب هندى ، وآخرون : أسس التربیة ، ط 2 ، عمان : دار الفکر للنشر والتوزیع ، ط 2 ، 2006م .
34- طاهر المصرى : الحریات الأکادیمیة فى واقع الحرکة الطلابیة فى فلسطین ، فلسطین : مرکز رام الله لدراسات حقوق الإنسان ، 2003م ، ص ص 17-34 . 32
35- عادل الأسطة : الحریات الأکادیمیة فى الأراضى المحتلة - جامعة النجاح نموذجاً ، فلسطین : مرکز رام الله لدراسات حقوق الإنسان ، 2003م ، ص ص 76-98 .
36- عبد الرازق عبد الفتاح : العلم والتکنولوجیا فى مصر فى القرن 21- الآمال والتحدیات ، ط2 ، القاهرة : مرکز الأهرام للترجمة والنشر ، 2006م.
37- عبد الغفار شکر : المجتمع المدنى ودوره فى بناء الدیمقراطیة ، دمشق : دار الفکر ، 2003م .
38- عبد الغنى عبود ، وآخرون : إدارة المدرسة الإبتدائیة ، ط2 ، القاهرة : مکتبة النهضة المصریة ، 2004م .
39- عبد الفتاح أحمد جلال : تجدید العملیة التعلیمیة فى جامعة المستقبل ، القاهرة : جامعة القاهرة ، 2002م .
40- عبد الکریم بکار : الفکر – طبیعته وأهمیته ، القاهرة : دار المعارف ، 2005 م . 
41- على خلیفة الکوارى ، وآخرون : مفهوم الدیمقراطیة المعاصرة ، ط 3 ، بیروت : مرکز دراسات الوحدة العربیة ، 2008م .
42- على فهمى : الحریات العامة والفکریة : دراسة فى علم الاجتماع السیاسى - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ، (تحریر) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .
43- على محافظة : " الحریات الأکادیمیة فى الجامعات الأردنیة " ، مجلة المستقبل العربى ، مرکز دراسات الوحدة العربیة ، س 7 ، ع 190، 2005م ، ص ص 67-99 .
44- غازى الصوا ، ویحى على : " مشکلات الأکادیمیین الحاصلین على الدکتوراة من الجامعات الأجنبیة - عینة الأردن " ، مجلة العلوم الاجتماعیة ، جامعة الکویت ، س 7 ، ع 1 ، 2005م ، ص ص 90- 113 .
45- فادیا أبى خلیل : " جوانب تکوین المعلم العربى " المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من             ( 18-20 أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ، ج 1 ، 2000م ، ص ص 673-687 .
46 –  فاروق أبو زید : الفکر اللیبرالى فى الصحافة المصریة ، ط2 ، القاهرة : عالم الکتب ، 2007م .
47- فتحى عبد الرسول محمد : " رؤیة مستقبلیة لتطویر نظام إعداد معلمة ریاض الأطفال بشعب الطفولة بکلیات التربیة فى ضوء بعض التغیرات المعاصرة – دراسة تحلیلیة "المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من (18-20أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ،ج 2، 2000م ،ص ص 541-584
48- فتحى کامل زیادى ، وهاشم فتح الله : " حقوق اطلاب الجامعة ومعوقات ممارستها – دراسة میدانیة " ، مجلة البحث فى التربیة وعلم النفس ، کلیة التربیة بجامعة المنیا ، ج 12 ، ع 1 ، یولیو 1998م ، ص ص 270-368.
49- مجدى عزیز إبراهیم : المنهج التربوى وبناء الإنسان ، ط2 ، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة ، 2004م .
50- مجمع اللغة العربیة : المعجم الوسیط ، ط3 ، القاهرة : وزارة التربیة والتعلیم ، 2005م .
51- محمد إبراهیم سلیمان ، وبسام عبد الرحمن أبوحشیش : " تقویم درجة ممارسة الحریات الأکادیمیة لدى أساتذة الجامعات الفلسطینیة بمحافظة غزة " ، المؤتمر القومى السنوى الثالث عشر (العربى الخامس) " الجامعات العربیة فى القرن الحادى والعشرین : الواقع والطموحات فى الفترة  من                          ( 26-27 نوفمبر 2006م ) ، مرکز تطویر التعلیم الجامعى بجامعة عین شمس ، 2006م ، ص ص 515-553 .
52- محمد أبوبکر الرازى : مختار الصحاح ، ط 3 ، بیروت : دار الفکر ، 2012م .
53- محمد أحمد خلف : " حقوق الإنسان فى القرآن الکریم " ، مجلة العربى ، وزارة الإعلام بدولة الکویت  ، ع 298 ، سبتمبر 2010م ، ص ص 19-36 .
54- محمد أمین المفتى : " الدور المتغیر للمعلم فى ضوء التغیرات المستقبلیة " ، المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من ( 18-20 أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ، ج 1 ، 2000م ، ص ص 1-9 .
55- محمد حسنین عبده عجمى : " الإعداد للمهنة الأکادیمیة بالجامعات المصریة لمواجهة تحدیات المستقبل ومتطلباتها کما یدرکها أعضاء هیئة التدریس بجامعة المنصورة "، مجلة التربیة ، کلیة التربیة بجامعة المنصورة ،ع 42، 2006م ، ص ص 67-121.
56- محمد عابد الجابرى : قضایا فى الفکر المعاصر ، بیروت : مرکز دراسات الوحدةالعربیة ، 2008م .
57- محمد عبد السلام حامد عبد العزیز : النمو المهنى لعضو هیئة التدریس بکلیات التربیة المصریة ، القاهرة : کلیة التربیة بجامعة عین شمس ( د . ت ) .
58- محمد عبد القوى شبل الغنام : " حریة الإرادة ... وتربیة الإرادة الحرة – دراسة من منظور التربیة الإسلامیة " ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة الأزهر ، ع 99 ، أبریل 2001م / صفر 1422ﻫ ، ص ص 117-145 .
59- محمد عبدالله دراز : دستور الأخلاق فى القرآن ، بیروت : مؤسسة الرسالة ، 2007م.
60- محمد على أبوریان : تاریخ الفکر الفلسفى ، الإسکندریة : دار المعرفة الجامعیة ، ط 3 ، 1993م .
61- محمد على نصر : " بعض قضایا العولمة وعلاقتها بفلسفة تکوین المعلم العربى " ، المؤتمر العلمى الثانى " الدور المتغیر للمعلم العربى فى مجتمع الغد – رؤیة عربیة " فى الفترة من ( 18-20 أبریل 2000م ) ، کلیة التربیة بجامعة أسیوط ، ج 1 2000م ،  ص ص 80-103.
62- محمد محمد سکران : " الحریة الأکادیمیة فى ضوء وظائف التعلیم الجامعى فى مصر " ، رسالة دکتوراة ، کلیة التربیة ، جامعة عین شمس ، 1983م .
63- __________ : " نحو رؤیة معاصرة لوظائف الجامعة المصریة على ضوء تحدیات المستقبل " ، مؤتمر " تطویر التعلیم الجامعى : رؤیة لجامعة المستقبل (22-24 مایو 1999م ) ، جامعة القاهرة ، 1999م ، ص ص 325-358.
64- محمد محمد عبد الحلیم : " المتطلبات التربویة من التعلیم الجامعى فى ضوء بعض المتغیرات المحلیة والعالمیة " ، مجلة التربیة ، المرکز القومى للبحوث التربویة والتنمیة بالقاهرة ، س 5 ، ع 13 ، مارس 2009م ، ص ص 97-133 .
65- محمد متولى غنیمة : سیاسات وبرامج إعداد المعلم العربى وبنیة العملیة التعلیمیة ، ط2 ، القاهرة:الدار المصریة ، 2010م .
66- محمد ناس ، ونهى عبد الکریم : " الجامعة والعولمة – الطالب الجامعى بین الإقلیمیة والعالمیة " ، مؤتمر " تطویر التعلیم الجامعى : رؤیة لجامعة المستقبل (22-24 مایو 1999م ) ، جامعة القاهرة ، 1999م ، ص ص 225-247 .
67- محمد نبیل توفیق : تأملات فى مستقبل التعلیم العالى ، القاهرة : دار سعاد الصباح ، 2008م .
68- محمد نور فرحات : الإطار القانونى للحریات - الحریة الفکریة والأکادیمیة فى مصر ، ( تحریر ) أمینة رشید ، القاهرة : دار الأمین ، 2000م .
69- منى مکرم عبید : " الحریات الأکادیمیة فى مصر بین الأمس والیوم " ، مجلة المستقبل العربى ، مرکز دراسات الوحدة العربیة ، س 7 ، ع 190، 2008م ، ص ص 140-187 .
70- ناصر بن محمد الغامدى : حمایة الملکیة الفکریة فى الشریعة الإسلامیة ، مکة المکرمة : جامعة أم القرى ، 2005م .
71- Allan Wolper :  ", Academic Freedom  in  or Invasion of Student Privacy  Editor and Publisher,Issue 19,VOL.,128,May,2006,p.,10-22.                                                                     
72- Carol Bemstein : " An Impefect Defender of Academic Freedom " , Black Issues  in higer Eduction " , VOL. , 17 , Issue 11, ferbruary ,2009, pp., 30-39.
73-Joseph Sounders : Academic Freedom in Serbia Contemporary Review,  Issue 1593,VOL.273,Oc.,2007,pp.196-200.                                      
74- Paul Tiyambe Zeleza : AcademicFreedom  in the North and the South,Academe,VOL.83,NO.6,Nov.-Dec.,2011, pp. 16-20 .                                                       
75- Peter Kirstein : Report on Academic Freedom , 2005-2006 , Available at : WWW .  Collegfreedom . org . 
76- Robert Berdahl : Academic Freedom , Autonomy and Accountability in British Universities ",Studies in Higher Education , Issue , 2 , VOL . 15 , 2013  PP.14-22                                      
77- The World Book Encyclopedia , Chicago : World Book , Inc.,VOL,1, 2009.                             
78- Tony Taylor : " A Bleak Out look : Academic Staff Perceprtion of Changes in core Activities in Australian higer Education " , Studies in  higer Education,Issue3,VOL.23,October,2010,pp.255-269.            
79- UNESCO : Academic Freedom and University Autonomy and Social Responsibility ,2005,Available at:
                       WWW.http//unscoorg/ iau/fre/tfaf/background .htmal .
80-Wilms Welifod, et al.,: Fiscal Reform at Ucla: the clash of Accountability and Academic freedom  , Chang , VOL . 29 , NO. 5 , Sep – Oct. 2012 , pp. 40-49 .