الاحتياجات التدريبية لمعلمي المواد الاجتماعية بمنطقة الباحة من وجهة نظر المعلمين المشرفين التربويين

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة من وجهة نظر المعلمین المشرفین التربویین

إعــــداد

أحمد بن علی بن أحمد العمری

إشـــراف

د/ هزاع بن عامر الشمری

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد العاشر- أکتوبر 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المستخلص

هدفت الدراسة إلى تحدید الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة من وجهة نظر المعلمین والمشرفین التربویین، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفی باستخدام المسح، وکانت الاستبانة أداةً للدراسة فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی ومشرفی المواد الاجتماعیة، واشتملت الدراسة على ثلاثة مجالات هی: تخطیط التدریس، استراتیجیات التعلیم والتعلم الحدیثة، تقویم التدریس. وتکونت أداة الدراسة من (24) عبارة تمثل الاحتیاجات التدریبیة المراد دراستها. وتکون أفراد الدراسة من (194) معلمًا، و(8) ثمانیة مشرفین تربویین. وأظهرت نتائج هذه الدراسة حاجة معلمی المواد الاجتماعیة للتدریب فی جمیع مجالات الدراسة بدرجة (کبیرة). کما أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة تبعًا للمتغیرات التالیة: العمل الحالی، والمؤهل العلمی، وسنوات خبرة المعلم.

ABSTRACT

The study aimed to identify social subjects teachers' training needs from the point of view of teachers and educational supervisors in ​​Al-Baha Region. The researcher used the descriptive method, using the survey. The questionnaire was an instrument of the study to identify the training needs of teachers and supervisors of social subjects. The study included five areas: planning teaching, modern teaching and learning strategies, teaching technologies, educational, enrichment, creative activities of teaching, and teaching assessment. The study instrument consisted of (24) statements, representing the training needs to be studied. The study sample consists of (194) teachers, and (8) eight educational supervisors. The results of this study showed the social subjects teachers' need for training in all fields of study, with a (high) degree. The results of the study showed that there are no statistically significant differences according to the following variables: current work, scientific qualification, and teacher's years of experience.

المقدمة :

فی ظل توجهات وزارة التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة، والمتمثلة فی برنامج التحول الوطنی المواکب للرؤیة السعودیة 2030, فقد هدفت الوزارة إلى تطویر التعلیم وتحدیثه بشکل مستمر. ویعد تدریب المعلم وتطویر أدائه من أهم الأهداف التی تسعى الوزارة إلى تحقیقها فی رؤیتها المستقبلیة؛ وحتى لا یبقى المعلم محدود الأفق فی عصر تتزاید فیه العلوم والمعارف بشکل سریع، ولیکون المعلم على درجة عالیة من القدرة والکفاءة ومساهمًا فعالًا فی دفع عجلة التنمیة الوطنیة; حیث أنه یتوقف نجاح عملیة التنمیة الشاملة فی أی دولة من دول العالم على مدى کفاءة مواردها البشریة.

یعتبر التقدم العلمی الهائل أحد ممیزات العصر الحاضر، حیث أنه جعل کل ما هو فطری ضئیلًا فی مواکبة التطورات وقلیل الجدوى فی التعامل مع الأشیاء والنظم المتطورة. ولا یقتصر التدریب على إکساب المهارات، وإنما یتجاوز ذلک إلى إحداث تغییرات واسعة فی عادات المتدرب النفسیة والعقلیة. (بکار,2011، ص325)

ویتطلب السعی نحو تحقیق تدریب جید وجود خطة للعمل تحدد الأهداف والأنشطة الإنتاجیة المطلوبة، وتوفیر الإمکانات والتجهیزات الفنیة والإداریة للأداء السلیم وتحلیل أدوار المعلم لمعرفة مواطن الاحتیاج، وکفاءته فی استخدام مستحدثات العصر.

وانطلاقًا من مبدأ العلاقة بین التعلیم وبین التنمیة الشاملة للمملکة العربیة السعودیة فی رؤیتها التنمویة 2030 والتی تسعى إلى ربط جمیع المراحل المختلفة بخطة التنمیة العامة للدولة، وأن التنمیة الشاملة والتربیة کلاتیهما تلتقیان فی الإنسان بوصفه محورًا لهما وهما تتمیزان بالشمول والتکامل وترتبط إحداهما بالأخرى وترتبط أجزاؤهما ببعضهما، ومن أجل هذا کان المبدأ التنموی أحد الأسس الرئیسة لسیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة. (الحقیل ,2003، ص71)

وأشارت الفتلاوی (2003، ص51) بأن لمعلم المواد الاجتماعیة دورًا متمیزًا فی العملیة التعلیمیة – التعلمیة بوجه خاص فهو المسؤول المسؤولیة المباشرة فی تحقیق الأهداف الاستراتیجیة لتلک المواد فی المراحل الدراسیة المختلفة کما أن نجاح عملیة تدریس المواد الاجتماعیة یتوقف على معلم کفء معد إعدادً متمیزًا مسلحًا بالعلم والمعرفة وبکفایات تعلیمیة متنوعة.

ومن سبل التطویر التی أشارت إلیها وزارة التعلیم (وزارة التعلیم, 2018) والتی تسعى لتحقیقها لمواکبة رؤیة المملکة 2030 ما یلی:

-         بناء فلسفة المناهج وسیاساتها، وأهدافها، وسبل تطویرها، وآلیة تفعیلها، وربط ذلک ببرامج إعداد المعلم وتطویره المهنی.

-         الارتقاء بطرق التدریس التی تجعل المتعلم هو المحور ولیس المعلم، والترکیز على بناء المهارات وصقل الشخصیة وزرع الثقة وبناء روح الإبداع.

-         بناء بیئة مدرسیة محفزة، وجاذبة ومرغبة للتعلم، مرتبطة بمنظومة خدمات مساندة ومتکاملة.

-         شمول التعلیم لذوی الاحتیاجات الخاصة، وتوفیر الدعم المناسب لکل فئاته.

-         توفیر فرص التعلیم قبل الابتدائی والتوسع فیه، وتوفیر الحضانات وریاض الأطفال وتفعیل ارتباطها مع منظومة التعلیم.

مشکلة الدراسة:

یعد المعلم محور العملیة التربویة، فلا جدوى من تطویر المناهج وإعدادها ما لم یقم على تنفیذها معلم جید الإعداد یمتلک القدرات اللازمة التی تثری المناهج الدراسیة ویعمل على ترجمتها إلى واقع وسلوک وخبرات تربویة تسهم فی تقدم العملیة التعلیمة وتحافظ على استمراریتها.

إن أول ظهور للإحساس بمشکلة الدراسة وأهمیتها کان من خلال الملاحظات المیدانیة للباحث والمتأتیة من طبیعة عمله فی المیدان التربوی بصفته مشرفًا تربویًا للمواد الاجتماعیة، حیث إنه شعر بوجود قصور فی أداء التدریسی لمعظم معلمی المواد الاجتماعیة، فی مختلف المراحل التعلیمیة، والتی قد تعود إلى عدم حصولهم على البرامج التدریبیة اللازمة التی تسهم فی معالجة القصور وتعزز جوانب القوة لدیهم.

وقد تأکد هذا الشعور من خلال اطلاع الباحث على العدید من الدراسات السابقة التی أکدت على ضرورة تحدید الاحتیاجات التدریبیة للمعلمین، والاستمرار فی اجراء دراسات وبحوث میدانیة فی مختلف التخصصات لتقصی الاحتیاجات التدریبیة للمعلمین، ومن هذه الدراسات دراسة سعید (2015)، والصاعدی (2015)، کوسغی (2015) حیث أوصوا بضرورة إعداد خطة عامة لتقصی هذه الاحتیاجات کل فترة زمنیة، والتخطیط لها بصورة دوریة.

أسئلة الدراسة:

تحددت مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیس التالی: ما الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی المواد الاجتماعیة فی ضوء الرؤیة السعودیة 2030، من وجهة نظر المعلمین والمشرفین التربویین؟

ویتفرع من السؤال الرئیس السؤالین التالیین:

1. ما الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی المواد الاجتماعیة فی منطقة الباحة فی مجالات (تخطیط التدریس- استراتیجیات التعلیم والتعلم الحدیثة - تقویم التدریس)؟
2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة ()بین متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة تعزى لمتغیرات (طبیعة العمل- مؤهل المعلم – سنوات الخبرة للمعلم)؟

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى:

1. تحدید الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة فی منطقة الباحة من وجهة نظر المعلمین والمشرفین التربویین فی ضوء الرؤیة السعودیة 2030، فی المجالات التالیة: (تخطیط التدریس، استراتیجیات التعلیم والتعلم الحدیثة، تقویم التدریس).
2. التعرف على أثر بعض المتغیرات مثل طبیعة العمل (معلم، مشرف تربوی)، وکذلک المؤهل العلمی (بکالوریوس، ماجستیر فأعلى)، وسنوات الخبرة للمعلم، فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة.

أهمیة الدراسة :

تستمد هذه الدراسة أهمیتها من طبیعة المشکلة التی تتناولها الدراسة، وما تسفر عنه ومن هذا المنطلق یمکن تلخیص أهمیة الدراسة فی الآتی:

1. الإسهام فی تحدید احتیاجات معلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة، وذلک من أجل إعداد برامج تدریبیة تلبی هذه الاحتیاجات.
2. الإسهام فی تطویر أداء معلمی المواد الاجتماعیة من خلال تحدید الاحتیاجات التدریبیة، وتحقیق أهداف وزارة التعلیم الساعیة فی مواکبة الرؤیة السعودیة.
3. تزوید القائمین على برامج تدریب المعلمین بقائمة الاحتیاجات التدریبیة مرتبة وفق أهمیتها، وذلک من شأنه الإسهام فی اختیار محتوى البرامج التدریبیة وتصمیمها.
4. الاستفادة من نتائج الدراسة وتوصیاتها ومقترحاتها من قبل التربویین فی المملکة العربیة السعودیة.

مصطلحات الدراسة :

-      الاحتیاجات التدریبیة: عرَّف سید والجمل (2014، ص126) الاحتیاجات التدریبیة بأنها مجموعة من المهارات والمعارف والاتجاهات المحددة والتی یحتاجها فرد فی مؤسسة أو وظیفة معینة من أجل القیام بأداء مهام معینة بشکل أکثر کفاءة وفاعلیة، ویحدث الاحتیاج التدریبی عندما یکون هناک فجوة بین الأداء الفعلی للفرد أو المؤسسة.

ویعرف الباحث الاحتیاجات التدریبیة تعریفًا إجرائیًا لغرض الدراسة الحالی بأنها: المهارات والمعارف اللازمة التی یحتاجها معلمو المواد الاجتماعیة من وجهة نظرهم ونظر المشرفین التربویین بغرض رفع کفاءتهم، وتحسین أدائهم فی مجالات: تخطیط التدریس وتنفیذه، استراتیجیات التعلیم والتعلم، تقنیات التعلیم، تقویم التدریس، الأنشطة التعلیمیة والتی سوف یتم استقصاؤها وفق استبانة تعد فی الدراسة الحالیة لهذه الغایة.

-      المواد الاجتماعیة: یطلق مصطلح المواد الاجتماعیة عادة على المناهج الدراسیة التی تتناول دراسة التاریخ، والجغرافیا، والتربیة الوطنیة، وجمیع هذه المواد تعالج المجتمع وواقعه وتطلعاته، وماضیه وحاضره ومستقبله، وتعنی بدراسة العلاقات الإنسانیة من ناحیة، وعلاقات الإنسان ببیئته من ناحیة أخرى، والمشکلات والمواقف التی تبدو کرد فعل لتلک العلاقات. (جامل، 2015، ص11)

ویعرف الباحث المواد الاجتماعیة تعریفًا إجرائیًا: هی المقررات الدراسیة التی یتم تدریسها فی المرحلة الابتدائیة، والمرحلة المتوسطة، والمرحلة الثانویة، فی المملکة العربیة السعودیة، والتی تتناول الإنسان وتاریخه ومجتمعه والبیئة المحیطة به. بهدف تنمیته أفراد المجتمع فی عدة نواحی منها الدینیة، والثقافیة، والاجتماعیة. وتشمل مقررات التربیة الوطنیة بالمرحلة الابتدائیة، والدراسات الاجتماعیة بالمرحلة المتوسطة والثانویة، والتاریخ والجغرافیا بالمرحلة الثانویة.

حدود الدراسة:

التزمت الدراسة الحالیة بالحدود التالیة:

1. الحدود الموضوعیة: تناولت الدراسة الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة فی ضوء الرؤیة السعودیة 2030 وفق المجالات التالیة: التالیة: (تخطیط التدریس، استراتیجیات التعلیم والتعلم الحدیثة، تقویم التدریس).
2. الحدود المکانیة: تم تطبیق الدراسة الحالیة على معلمی ومشرفی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة، والتی شملت الإدارة العامة بالباحة وإدارة التعلیم بمحافظة المخواة.
3. الحدود الزمانیة: تم تطبیق الدراسة فی الفصل الدراسی الأول لعام 1438/1439هـ.

الإطار النظری والدراسات السابقة

أولاً / الإطار النظری:

      یتضن الإطار النظری للدراسة الحالیة الاحتیاجات التدریبیة:

الاحتیاجات التدریبیة:

تعتبر عملیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة للمعلمین من أبرز العوامل المؤثرة فی مراحل إعداد البرنامج التدریبی، حیث أنه یسهم فی تحدید الهدف والمشکلة والوسائل المطلوبة لتحقیق هذه الأهداف وحل المشکلات والتی تسهم فی فاعلیة البرنامج التدریبی وتنفیذه بدقة عالیة، ومن ثم تقییم البرنامج ومدى مقدرته على تحقیق الأهداف معالجة المشکلات وتطویر أداء ومهارات المعلمین.

مفهوم الاحتیاجات التدریبیة:

عرفها الرشایدة (2006، ص90) هی تلک الخطوات المنظمة المنطقیة التی یتبعها المدرب أو المسؤول فی تنمیة القوى البشریة فی المنظمة للکشف عن النقص أو التناقص أو الفجوة بین أداء قائم وبین أداء مرغوب فیه وتشخیص ذلک وتحلیله والخروج بنتائج تسهم فی إعداد تدریب جید ومفید.

وأشار خبراء المجموعة العربیة (2012، ص58) أن الاحتیاجات التدریبیة هی: مجموع التغیرات والتطورات المطلوب إحداثها بصورة إیجابیة فی معارف، ومهارات، وسلوکیات العاملین، سواء للتغلب على نقاط الضعف أو المشاکل التی تحول دون تحقیق النتائج المرجوة، أو لرفع وتحسین معدلات الأداء، أو لإعداد العاملین لمقابلة التغییر والتطور فی محیط أعمالهم وأوضاعهم المؤسسیة.

وأشار العبیدی، وآخرون (2010، ص98) بأن الاحتیاجات التدریبیة عی عبارة عن النقص فی أداء الأفراد عن الأداء الإیجابی فی مجالات العمل والذی یتحدد بمقارنة الأداء الفعلی للفرد مع متطلبات العمل أو متطلبات الوظیفة وهذا یمثل درجة الأداء الفعلی للفرد مع متطلبات العمل أو متطلبات الوظیفة وهذا یمثل درجة حاجة الفرد التدریبیة والتی یمکن تغطیتها من خلال البرامج التدریبیة المصممة على أساس الاحتیاج الفعلی.

أهمیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة:

یشیر معمار (2010، ص39) بأن تحدید الاحتیاجات التدریبیة یساعد فی تجنب الأخطاء الشائعة فی التدریب والتمثل فی إضاعة الکثیر من الوقت فی تناول بعض الموضوعات المعقدة وغیر الهامة. وتتضح أهمیة تحدید الاحتیاجات فیما یلی:

1. یوفر معلومات أساسیة یتم بناءً علیها وضع المخطط التدریبی.
2. یقود إلى التحدید الدقیق لأهداف التدریب.
3. یوفر المعلومات عن العاملین من حیث العدد، والعمر، والاهتمام، والخلفیات الأکادیمیة والعلمیة، المسئولیات والاتجاهات فیما یتعلق بالتدریب.
4. یحدد الصعوبات ومشاکل الأداء التی یعانیها العاملون بالمؤسسة.

مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة:

ترى المقطرن والجمل (2010، ص187) أن مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة تتلخص فیما یلی:

1. تحدید الأداء القیاسی المطلوب، ومقارنته بالأداء الحالی للمتدرب، وهده المقارنة تعطی دلیلًا على القدر اللازم له من التدریب.
2. الوظائف الجدیدة التی یشغلها الأفراد تتطلب إکسابهم المهارات الأساسیة اللازمة لهذه الوظائف.
3. المستجدات والتطورات التی طرأت على الوظیفة تعد مؤشرًا للاحتیاجات التدریبیة.
4. نتائج الدراسات والبحوث التی طبقت على العاملین فی حقل التربیة والتعلیم؛ بغرض تحدید احتیاجاتهم إلى التدریب أثناء الخدمة.
5. تحلیل أهداف المؤسسة التعلیمة، تعطی مؤشرًا عامًا على الاحتیاجات التدریبیة اللازمة للعاملین.

طرق تحدید الاحتیاجات التدریبیة:

اتفق کلًا من عبدالله (2006، ص129) وسعد (2011، ص172) وسید، والجمل (2014، ص135)، فی طرق تحدید الاحتیاجات التدریبة، ویمکن تلخیص أهم الطرق العلمیة لتحدید الاحتیاجات التدریبة فی ثلاث طرق رئیسیة:

أولاَ: تحلیل التنظیم: ویقصد به دراسة الأوضاع التنظیمیة، والانماط الإداریة لتحدید مواطن الحاجة إلى التدریب فی المنظمة أو جزء منها وتحدید نوع التدریب اللازم، وتحدید مدى توافق التنظیم القائم مع متطلبات العمل، وقیاس مدى فاعلیتها من خلال تقویم النتائج والإنجازات المحققة.

ثانیًا: تحلیل العمل: ویقصد به الدراسة العلمیة التفصیلیة للوظائف والأعمال المختلفة التی یقوم بها أفراد التنظیم والمتطلبات التخصصیة المطلوبة من الفرد حتى ینجح فی عمله.

ثالثًا: تحلیل الفرد: ویقصد به قیاس أداء الفرد فی وظیفته الحالیة وقدرته فی المستقبل وتحدید المهارات والمعارف والاتجاهات والأفکار التی تلزمه لأداء مهامه الوظیفیة. 

أسالیب جمع البیانات لتحدید الاحتیاجات التدریبیة:

تتعدد أسالیب جمع البیانات التی تساعد على تحدید الاحتیاجات التدریبیة، والتی خلالها یمکن حصر وتحدید الاحتیاجات التدریبیة بصورة ودقة عالیة. ومن المعلوم بأنه لا توجد أداة محددة لجمع المعلومات تعتبر هی الأفضل من بین أسالیب جمع البیانات. وتعود جدوى أسالیب جمع البیانات الى الظروف المحیطة والمتاحة للفئة المستهدفة، ومدى ملاءمة هذه الأسالیب.

وأجمعت العدید من الکتابات والدراسات والبحوث التربویة على عدة أسالیب یمکن من خلالها تحدید الاحتیاجات التدریبیة. وسنذکر منها متفق علیه أغلب الباحثین وهو متفق علیه کلًا من السکارنه (2009، ص88) والمقطرن، وجمل (2010، ص191) ودرویش           (2010، ص48).

أ- الملاحظة: تعد الملاحظة سلوکًا یرمی إلى الحصول على المعلومات التی تلعب دورًا مهمًا فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة.

ب- المقابلة الشخصیة: یعتبر أسلوب المقابلة الشخصیة من أنجح الوسائل وأکثرها فعالة التی لجمع البیانات، وتتضمن مواجهة شخصیة، یقوم بها الباحث مع المتدربین أو المعنیین بالتدریب؛ بهدف معرفة احتیاجاتهم وآرائهم واتجاهاتهم حول البرامج التدریبیة.

ت- الاستبانات: وهی عبارة عن مجموعة من الأسئلة یتم کتابتها حول الاحتیاجات المتعلقة بالعمل تقسم إلى أبعاد، ویتضمن کل بعد مجموعة من الاحتیاجات المدروسة، تصمم بهدف جمع المعلومات عن الحاجات التدریبیة.

ث- اللجان الاستشاریة: تعتبر اللجان الاستشاریة إحدى الطرائق الشائعة لتحدید الاحتیاجات التدریبیة، وتوفر معلومات من أشخاص لهم خبرة وتجربة فی الموضوع المراد تحدید احتیاجاته، وتوفر أسالیب وتقنیات یقدمها الخبراء والمستشارین لتولید المعلومات وجمعها وتحلیلها وتوظیفها. ج- مجموعات المناقشة: تعتبر المناقشات فی مجموعات صغیرة إحدى وسائل تحدید الاحتیاجات التدریبیة، وتعنی المناقشة حصول حوار بین أکثر من شخص، بشکل مقصود وهادف؛ حیث أن أفراد المجموعة المستهدفة هی الأقدر على تحدید نوع التدریب الذی یحتاجون إلیه

ح- الاختبارات: ویعرف الاختبار على أنه إجراء منظم لقیاس سمة ما من خلال عینة من السلوک. وتستخدم الاختبارات فی مجال التدریب لغایتین أساسیتین: الأولى کوسیلة لتحدید الاحتیاجات التدریبیة للمتدربین. والثانیة لتقویم العملیة التدریبیة، ویستفاد منها کأداة لتحدید تشخیص أوجه القصور فی الأداء؛ مما یساعد على تخطیط العملیات التدریبیة مستقبلًا. تعبر بشکل عام عن الماضی.

مشکلات تحدید الاحتیاجات التدریبیة:

-         تواجه عملیة تحدید وتحلیل لاحتیاجات التدریبیة فی أی منظمة بعدد من المعوقات وهی تختلف من منظمة إلى أخرى بحسب الظروف البیئة والزمان والمکان. وقد أختلف الباحثون فی معوقات تحدید الاحتیاجات التدریبیة وذلک عائد على حسب الأسالیب والطرق المتبعة فی جمع البیانات المراد الوصول إلیها.

-         ویرى محمود (2006، ص209)، وقاسم (2014، ص116)، أن معوقات تحدید الاحتیاجات التدریبیة تتمثل فیما یلی:

-         عدم وضوح مفهوم الاحتیاجات التدریبیة.

-         نقص المعلومات لتقدیر الاحتیاجات التدریبیة.

-         مشکلات تتعلق بأدوات جمع المعلومات لتحدید الاحتیاجات التدریبیة.

-         الترکیز على الاحتیاجات العادیة واحتیاجات مواجهة المشکلات.

-         عدم مراعاة الفروق الفردیة بین المتدربین.

-         مشکلة توقیت تحدید الاحتیاجات التدریبیة مما یجعل الجهد المبذول قبل ویعد التدریب جهدًا ضائعًا.

-         الاعتقاد بأن التدریب علاج شافٍ لکل المؤسسات التربویة.

ثانیاً / الدراسات السابقة:

دراسة الصوافی (2015): وهدفت الدراسة إلى الکشف عن الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی التاریخ فی المرحلة الثانویة من وجهة نظر المعلمین ومدیری المدارس فی الأردن. واتبعت الدراسة المنهج الوصفی المسحی. وتمثلت أداة الدراسة فی استبانة مکونة من (39) فقرة موزعة على أربعة مجالات وهی: المجال التربوی السلوکی، مجال الأسالیب والأنشطة، المجال الاجتماعی، مجال استخدام تکنولوجیا التعلیم والاتصال. وتکون أفراد الدراسة من (125) من المعلمین والمعلمات ومدیری المدارس من مدیریة لواء قصبة إربد الأولى، وأظهرت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها: أن الاحتیاجات التدریبیة فی المجال التربوی والسلوکی، والمجال الاجتماعی جاءت بدرجة کبیرة.  

دراسة الصاعدی (2015): وهدفت الدراسة إلى تحدید الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة المطورة بالمرحلة المتوسطة فی مدینة مکة المکرمة، واتبعت الدراسة المنهج الوصفی المسحی. وتمثلت الأداة فی استبانة تکونت فی نسختها النهائیة من (44) فقرة موزعة على أربعة مجالات وهی: تخطیط التدریس وتنفیذه، طرق التدریس، استخدام التقنیات التعلیمیة، تقویم التدریس. وطبقت الدراسة على عینة مکونة من (251) معلما ومعلمة. وتوصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها: کانت الاحتیاجات التدریبیة عالیة فی جمیع مجالات الدراسة وفی الدرجة الکلیة جاءت احتیاجات تخطیط التدریس وتنفیذه فی الترتیب الأول، وتلاها احتیاجات طرق التدریس. ثم التقویم. وأخیرًا التقنیات التعلیمیة. وکذلک عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر سنوات الخدمة والمؤهل التعلیمی.

دراسة (Kosgei. 2015): وکان الهدف من هذه الدراسة تحدید البرامج التی یرغب بها معلمی اللغة الانجلیزیة فی مقاطعة کیرشو بکینیا. واستخدمت الدراسة المنهج المسحی. وتمثلت أداة الدراسة فی الاستبانات التی طبقت على 50 معلمًا تم اختیارهم بطریقة عشوائیة من 25 مدرسة، وتکونت الاستبانة من 27 فقرة موزعة على ثلاثة مجالات. وتوصلت هذه الدراسة إلى وجود تباین بین الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی اللغة، وأن معظم المعلمین بحاجة إلى تدریب أثناء الخدمة. واوصت الدراسة بإجراء تقییم شامل للاحتیاجات التدریبیة للمعلمین قبل تنفیذ أی برامج تدریبیة.

دراسة (Warren. 2016): هدفت الدراسة إلى مقارنة بین احتیاجات التنمیة المهنیة من بدایة التعلیم للمعلمین فی مدارس غرب فیرجینیا، واتبعت الدراسة المنهج الوصفی المسحی. وتمثلت أداة الدراسة فی الاستبانة والتی تکونت من (64) فقرة موزعة على أربعة مجالات. وطبقت الدراسة على عینتین الأولى تستهدف المعلمین الجدد من عام 2013- 2014, والبالغ عددهم 620. والثانیة تستهدف المعلمین من عام 2014- 2015, والبالغ عددهم 553. وتوصلت هذه الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین معلمی العینتین من حیث الاجابات على التساؤلات المتعلقة بموضوعات التطویر المهنی، والمهارات، والأهداف، والتی هی الأکثر أهمیة لنجاح المعلمین.

التعلیق على الدراسات السابقة:

من خلال إطلاع الباحث على الدراسات السابقة تمکن من توجیه الدراسة الحالیة لتحقیق الأهداف المنشودة لهذه الدراسة. کما أن الدراسات السابقة أظهرت أهمیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة للمعلمین لما لذلک من دور مؤثر فی عملیة التخطیط للبرامج التدریبیة من حیث تحدید أولویات التدریب التی یسعى إلیها المعلم.

الطریقة والإجراءات:

أ- مجتمع الدراسة: تکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی ومشرفی المواد الاجتماعیة بالتعلیم العام الحکومی للبنین بمنطقة الباحة.ونظرًا لصغر حجم مجتمع الدراسة فقد اشتملت العینة على جمیع أفراد المجتمع والبالغ عددهم (231) معلماَ ومشرفاَ تربویًا موزعون على منطقة الباحة. ویوضح الجدول رقم (1) الاستبانات المستردة والعینة النهائیة للتحلیل.

الجدول رقم (1) عدد الاستبانات الموزعة والمستردة والنسبة النهائیة

ب- أداة الدراسة: تکونت أداة الدراسة فی صورتها النهائیة من التالی:

- البیانات الأولیة للمشارکین فی الدراسة والمتمثلة فی متغیرات الدراسة وهی: متغیر طبیعة العمل (مشرف، معلم)، ومتغیر المؤهل العلمی وله مستویان (بکالوریوس، ماجستیر فأعلى)، ومتغیر سنوات الخبرة للمعلم.

- مجالات الاستبانة التی تحدد الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی المواد الاجتماعیة من وجهة نظر المعلمین والمشرفین التربویین بمنطقة الباحة، وقد تضمنت الأداة ثلاثة مجالات توزعت علیها (24) فقرة، وقد تم صیاغة فقرات الاستبانة وفقًا لتدرج لیکرت الخماسی، على النحو الآتی: کبیرة جدًا (5)، کبیرة (4)، متوسطة (3)، ضعیف (2)، ضعیف جدًا (1).

المعاملات العلمیة التی تم استخدامها للتحقق من أداة الدراسة:

1-  الصدق:

- الصدق الظاهری للاستبانة: وهو الصدق المعتمد على المحکمین، حیث تم التأکد من صدق الاستبانة ظاهریًا بعرضها فی نسختها الأولیة على عدد من الخبراء والمتخصصین فی مجال المناهج وطرق التدریس من جامعة الباحة ومن خارجها، حیث طُلب منهم إبداء آرائهم وملاحظاتهم حول الاستبانة، من حیث مدى انتماء الفقرات للمحاور وکذلک مدى أهمیتها ووضوحها من حیث الصیاغة اللغویة، وحذف وتعدیل وإضافة ما یرونه مناسبًا بما یتفق مع أسئلة الدراسة ویحقق أهدافها، وکذلک النظر فی تدرج المقیاس ومدى ملاءمته لغایات القیاس. وبعد استعادة النسخ الـمُحکمة تبین اتفاق المحکمین على أن الأداة مناسبة مع تعدیل صیاغة بعض الفقرات، وحذف البعض الآخر.

- صدق الاتساق الداخلی: تم توزیع أداة الدراسة على عینة استطلاعیة قوامها (30) معلمًا، وتم حساب الاتساق الداخلی، وذلک باستخدام معامل ارتباط بیرسون بین درجة کل فقرة والدرجة الکلیة للمجال الذی تنتمی له، والجدول (2) یوضح نتائج ذلک.

جدول (2): معامل الارتباط بیرسون بین نتیجة کل فقرة والنتیجة الکلیة للمجال الذی تنتمی إلیه.

** دال إحصائیًا عند مستوى دلالة أقل من (0.01)

یتضح من الجدول (2) أن معامل الارتباط بین درجة کل فقرة والدرجة الکلیة لجمیع الفقرات کانت دالة احصائیًا عند مستوى دلالة أقل من (0.01) مما یدل على اتساق فقرات المجال وصدقها الداخلی.

کما یبین الجدول (3) معاملات الارتباط بین درجة کل مجال من مجالات الأداة مع الدرجة الکلیة للاستبانة ککل.

جدول (3): معامل ارتباط بیرسون بین نتیجة کل مجال والنتیجة الکلیة للاستبانة

**دال إحصائیًا عند مستوى دلالة أقل من (0.01)

یتضح من الجدول (3) أن معامل الارتباط بین درجة کل مجال والدرجة الکلیة للاستبانة دالة احصائیًا عند مستوى دلالة (0.01) مما یدل على تماسک محاور الاستبانة وصلاحیتها للتطبیق على عینة الدراسة.

2-ثبات أداة الدراسة:

تم التأکد من ثبات الأداة باستخدام معامل کرونباخ ألفا (Cronbach's Alpha) والجدول (4) یوضح قیم الثبات للمحاور والثبات الکلی للأداة.

جدول (4): معامل ثبات الاستبانة بمعادلة کرونباخ ألفا

یتضح لنا من جدول (4) أن معاملات الارتباط تشیر أن ثبات الأداة (عالی) وهو کاف للوثوق بثبات الأداة وصلاحیتها للتطبیق.

نتائج الدراسة:

       هدفت الدراسة إلى قیاس الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة فی منطقة الباحة، وفیما یلی عرض ومناقشة النتائج التی تم التوصل إلیها وذلک فی ضوء نتائج الدراسات والأبحاث السابقة.

نتائج السؤال الأول: الذی نص على: ما الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة فی مجالات (تخطیط التدریس- استراتیجیات التعلیم والتعلم الحدیثة - تقویم التدریس)؟ 

وللإجابة عن هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لکل مجال من المجالات السابقة.

- مجال تخطیط التدریس: تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة وکذلک رتبة ودرجة کل فقرة من أداة الدراسة المتعلقة بهذا المجال، وکانت النتائج کما فی الجدول رقم (5).

جدول (5) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمجال التخطیط مرتبة تنازلینا

یتضح من الجدول رقم (5) أن الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة فی مجال تخطیط التدریس جاءت بدرجة کبیرة؛ حیث بلغ المتوسط العام لهذا المجال (4.05) بانحراف معیاری (0.668) وهذا یؤکد أن جمیع فقرات هذا المجال تمثل احتیاجات تدریبیة کبیرة لدى معلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة، کما یتضح أیضًا أن جمیع فقرات هذا المجال جاءت بدرجة کبیرة، بمتوسطات حسابیة تدرجت بین (3.92-4.15) وبانحرافات معیاریة تراوحت بین (0.834-1.103).

- مجال استراتیجیات التعلیم والتعلم الحدیثة: تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة وکذلک رتبة ودرجة کل فقرة من أداة الدراسة المتعلقة بهذا المجال، وکانت النتائج کما فی الجدول رقم (6).

جدول (6) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمجال استراتیجیات التعلیم والتعلم الحدیثة مرتبة تنازلینا

یتضح من الجدول (6) أن الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة فی مجال استراتیجیات التعلیم والتعلم الحدیث جاءت بدرجة کبیرة؛ حیث بلغ المتوسط العام لهذا المجال (4.14) بانحراف معیاری (0.713) وهذا یؤکد أن جمیع فقرات هذا المجال تمثل احتیاجات تدریبیة کبیرة لدى معلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة، کما یتضح أیضًا أن جمیع فقرات هذا المجال جاءت بدرجة کبیرة، باستثناء فقرة واحدة جاءت بدرجة کبیرة جدًا. وجاء هذا المجال بمتوسطات حسابیة تدرجت بین (4.10-4.21) وبانحرافات معیاریة تراوحت بین (0.794-0.997).

- مجال تقویم التدریس: تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة وکذلک رتبة ودرجة کل فقرة من أداة الدراسة المتعلقة بهذا المجال، وکانت النتائج کما فی الجدول        رقم (7).

جدول (7) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمجال تقویم التدریس مرتبة تنازلینا

یتضح من الجدول (7) أن الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة فی مجال تقویم التدریس جاءت بدرجة کبیرة؛ حیث بلغ المتوسط العام لهذا المجال (4.05) بانحراف معیاری (0.716) وهذا یؤکد أن جمیع فقرات هذا المجال تمثل احتیاجات تدریبیة مهمة لدى معلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة، کما یتضح أیضًا أن جمیع فقرات مجال تقویم التدریس جاءت بدرجة کبیرة، باستثناء فقرة واحدة جاءت بدرجة کبیرة جدًا وذلک بمتوسطات حسابیة تدرجت فی هذا المجال بین (3.90-4.23) وبانحرافات معیاریة تراوحت بین (0.842-0.997).

التحقق من صحة السؤال الثانی: الذی نص على: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة ( ) بین متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة تعزى لمتغیرات (العمل الحالی - مؤهل المعلم – سنوات الخبرة للمعلم)؟

- التحقق من الفروق فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وفقًا للعمل الحالی: استخدام الباحث اختبار مان وتنی (u)، وذلک نظرًا لعدم تجانس عینة الدراسة حیث بلغ عدد المشرفین التربویین (8) مشرفین، وعدد المعلمین (194) معلمًا. وقد جاءت الفروق کما یوضحه الجدول التالی.

جدول (8): قیمة (u) ودلالتها للفروق فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وفقًا للعمل الحالی

یتضح من الجدول رقم (8) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة () بین متوسطات استجابات عینة الدراسة حول الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة تعزى لمتغیر العمل الحالی؛ حیث أن مستوى الدلالة لجمیع مجالات الاستبانة بلغ (α=0.141) وهو أکبر من (0.05=α) مما یعنی عدم وجود فروق دالة إحصائیًا.

- التحقق من الفروق فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة بین المعلمین وفقًا للمؤهل العلمی: فقد تم تجمیع عینات الدراسة فی مجموعتین هما: (بکالوریوس، ماجستیر فأعلى)، واستخدام الباحث اختبار مان وتنی (u)، وذلک نظرًا لصغر حجم عینات الماجستیر فأعلى، وأیضًا لصعوبة إجراء التحلیل الإحصائی لها، وجاءت الفروق کما یوضحه الجدول التالی.

جدول (9): قیمة (u) ودلالتها للفروق فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وفقًا للمؤهل العلمی

یتضح من الجدول رقم (9) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة () بین متوسطات استجابات عینة الدراسة حول الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة تعزى لمتغیر المؤهل العلمی؛ حیث أن مستوى الدلالة لجمیع مجالات الاستبانة بلغ (α=0.754) وهو أکبر من (0.05=α) مما یعنی عدم وجود فروق دالة إحصائیًا.

- التحقق من الفروق فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وفقًا لعدد سنوات الخبرة فی التعلیم: وللکشف عن الفروق بین المتوسطات الحسابیة للاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة تبعًا لمتغیر عدد سنوات خبرة المعلم طبق الباحث تحلیل التباین الأحادی، وکانت النتائج کما هو مبین فی الجدول رقم (10).

جدول (10): نتائج تحلیل التباین الأحادی للفروق بین متوسطات استجابات أفرد الدراسة وفقًا لسنوات الخبرة

یتضح من الجدول رقم (10) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة () بین متوسطات استجابات عینة الدراسة حول الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة تعزى لمتغیر عدد سنوات خبرة المعلم؛ حیث بلغت قیمة (ف) المحسوبة لجمیع مجالات الاستبانة (0.122) بمستوى الدلالة بلغ (α=0.885) وهو أکبر من (0.05=α) مما یعنی عدم وجود فروق دالة إحصائیًا.

ویعزو الباحث عدم وجود فروق فی درجة الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة تعزى لعدد سنوات خبرة المعلم لکون معظم أفراد العینة من ذوی الخبرات الأکثر من عشر سنوات، کما قد یرجع ذلک إلى حاجة معلمی المواد الاجتماعیة إلى برامج تدریبیة ذات صلة بالأدوار الجدیدة للمعلم فی ضوء الرؤیة السعودیة 2030 وذلک لمواجهة التحدیات الحالیة والمستقبلة للعملیة التعلیمیة، حیث أن البرامج المقدمة فی السابق تکاد تخلو من                     هذه البرامج.

التوصیات:

        فی ضوء النتائج السابقة خلصت هذه الدراسة إلى التوصیات الآتیة:

1. إجراء مزید من الدراسات وبشکل مستمر لمعرفة الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی الدراسات الاجتماعیة بصفة عامة.
2. ضرورة التخطیط فی تنفیذ البرامج التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة فی ضوء احتیاجاتهم التدریبیة.
3. تزوید المشرفین التربویین بنتائج الدراسة الحالیة للعمل على تلبیة الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی المواد الاجتماعیة، للعمل على متابعتها وتطویرها.
4. ربط البرامج التدریبة المقدمة للمعلمین بالمراحل التعلیمیة وتلبیة احتیاجات المعلمین التدریبیة.
5. تشجیع إقامة الورش التدریبیة، والندوات العلمیة بین التعلیم العام والجامعات.

المقترحات:

        فی ضوء النتائج التی تم التوصل إلیها یقترح الباحث إجراء دراسات حول الآتی:

1. إجراء دراسات تربویة تستهدف التعرف على المشکلات التی تواجه معلمی الدراسات الاجتماعیة فی منطقة الباحة.
2. إجراء دراسات تربویة تستهدف تحدید الاحتیاجات التدریبیة لمعلمات المواد الاجتماعیة بمنطقة الباحة، ومقارنتها بهذه الدراسة.
3. دراسات مماثلة حول احتیاجات مشرفی المواد الاجتماعیة فی ضوء الرؤیة السعودیة.

المراجع

أولا: المراجع العربیة:

أبو النصر، مدحت محمد (2009). مراحل العملیة التدریبیة تخطیط وتنفیذ وتقویم البرامج التدریبیة. القاهرة: المجموعة العربیة للنشر والتوزیع.

بکار، عبد الکریم (2011). حول التربیة والتعلیم (ط3). دمشق: دار القلم.

جامل، عبدالرحمن عبدالسلام (2015). طرق تدریس المواد الاجتماعیة. عمان: دار المناهج للنشر والتوزیع.

الحقیل، سلیمان عبد الرحمن (2003). نظام وسیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة(ط15). الریاض.

خبراء المجموعة العربیة للنشر والتوزیع (2012). المستقبل الوظیفی فی ظل جدارات التدریب. (ط1). القاهرة: المجموعة العربیة للنشر والتوزیع.

الرشایدة، محمد صبیح (2006). الکفایات التعلیمیة لقراءة الخریطة والاستقصاء فی الدراسات الاجتماعیة. عمان دار یافا العلمیة للنشر والتوزیع.

سعد، السیدة محمود إبراهیم (2011). المخطط التعلیمی: دوره فی ربط البحث بصنع السیاسة التعلیمیة. القاهرة: مکتبة الانجلو المصریة.

سعید، زانا عثمان (2015). الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی التاریخ غیر المؤهلین تربویًا بالمرحلة الإعدادیة بالعراق فی ضوء معاییر الجودة. مجلة القراءة والمعرفة- مصر، (182)، 197-228.

سید، أسامة والجمل، عباس (2014). التدریب والتنمیة المهنیة المستدامة (ط1). دسوق: دار العلم والإیمان.

الصاعدی, حمید صامل (2015). الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة والوطنیة بالمرحلة المتوسطة فی مدینة مکة المکرة. رسالة ماجستیر غیر منشورة. کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

الصوافی، یونس عودة (2015). الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی التاریخ فی المرحلة الثانویة من وجهة نظر المعلمین ومدیری المدارس فی الأردن. رسالة ماجستیر غیر منشورة. کلیة العلوم التربویة، جامعة آل البیت.

عبدالله، سعد الدین خلیل (2006). إدارة مراکز التدریب. (ط1) القاهرة: مجموعة النیل العربیة.

العبیدی، محمد والعبیدی، الآء وجاسم، باسم (2010). أسالیب وسیکولوجیة تفرید التعلیم والتدریب. عمان: دار دیبونو للطباعة للنشر والتوزیع.

الفتلاوی، سهیله محسن (2003). الکفایات التعلیمیة ((المفهوم-التدریب-الأداء)) (ط1). رام الله: دار الشرق للنشر والتوزیع.

معمار، صلاح صالح (2010). التدریب: الأسس والمبادئ. (ط1) عمان: دار دیبونو للطباعة والنشر والتوزیع.

المقطرن، سوزان جمل، محمد جهاد (2010). المرجع فی التوجیه التربوی من مدخل الجودة والتمیز. (ط1) العین: دار الکتاب الجامعی.

السکارنه، بلال خلف (2009). التدریب الإداری. عمان: دار وائل للنشر.

درویش، عبدالکریم أبو الفتوح (2010). إدارة الموارد البشریة (فی ظل التمیز المؤسسی). (ط1). الشارقة: مرکز بحوث الشرطة.

محمود، حمدی شاکر (2006). مهارات التدریب. (ط1). حائل: دار الأندلس للنشر والتوزیع.

قاسم، جمیل أمین (2014). الإشراف التربوی. عمان: دار المأمون للنشر والتوزیع.

ثانیا: المراجع الأجنبیة:

Gokmenoglu, T., Clark, C., & Kiraz, E. (2016). Professional Development Needs of Turkish Teachers in an Era of National Reforms. Australian Journal of Teacher Education, 41(1).

Kosgei, Kirui Kipyegon. (2015). Staff Development and Training Needs That Teachers of English. International Journal of Humanities and Social Science Invention. Volume 4 (2), 06-13.

Warren, Carla. (2016). A comparison of perceived professional development needs of beginning teachers in west Virginia schools. (Unpublished doctoral dissertation or master's thesis). College of Education and Professional Development. Marshall university. USA.