أخلاقيات البحث العلمي _ صيغة مقترحة_ من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بجامعة القصيم

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

أخلاقیات البحث العلمی _ صیغة مقترحة_ من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم

إعــــداد

د / حصة حمود البازعی

أستاذ أصول التربیة المساعد

کلیة التربیة جامعة القصیم

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد العاشر– أکتوبر 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

  ملخص الدراسة باللغة العربیة:

تعتبر أخلاقیات البحث العلمی وما تتضمنه من قواعد أخلاقیة وسمات شخصیة للباحث الأکادیمی من المعاییر المهمة والأساسیة لتحقیق الجودة المطلوبة للبحث العلمی وتفعیل دوره فی التطویر والتنمیة، وتهدف هذه الدراسة إلى التوصل لصیغة مقترحة لأخلاقیات البحث العلمی فی ضوء تقدیر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم، وتم استخدام الاستبانة کأداة للدراسة والتی طبقت على عینة من أعضاء هیئة التدریس بالجامعة من مختلف الکلیات النظریة والتطبیقیة ومن جمیع الدرجات العلمیة أستاذ وأستاذ مشارک وأستاذ مساعد، ومن الجنسین ذکور وإناث، وأظهرت نتائج الدراسة تقدیرا عالیا لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی فی جمیع الجوانب التی اشتملت علیها الاستبانة وجاء فی مقدمتها الأخلاقیات المتعلقة بالنشر العلمی ثم الأخلاقیات المتعلقة بالمنهجیة العلمیة للبحث تلیها الأخلاقیات المتعلقة بالقضایا الصحیة والبیئیة ثم الأخلاقیات المتعلقة بالباحث العلمی وصفاته وفی الترتیب الخامس جاءت الأخلاقیات المتعلقة بالجامعة والجهات الداعمة تلاها الأخلاقیات المتعلقة بالمستهدفین بالبحث ثم الأخلاقیات المتعلقة بالمسؤولیة الاجتماعیة للباحث وأخیرا جاء فی المرتبة الثامنة الأخلاقیات المتعلقة بزملائه الباحثین، وفی ضوء هذه النتائج أوصت الدراسة بأهمیة دراسة کل جانب من هذه الجوانب على حدة من حیث ممارستها والوعی بها من قبل الباحثین، وکذلک تزوید الباحثین من طلاب الدراسات العلیا بهذه الأخلاقیات من خلال مقرر دراسی منفصل، ومتابعة مدى التزام الباحثین بهذه الأخلاقیات فی مسیرتهم البحثیة.

ABSTRACT

The ethics of scientific research in terms of the ethical rules and personality traits of the academic researcher are important and fundamental criteria for achieving the required quality of scientific research and activating its role in development and advancement. This study aims to formulate a suggested proposal for the ethics of scientific research in the light of the assessment of the faculty members of Qassim University for this ethics. The study used the questionnaire as an instrument, and it was applied to a sample of faculty members of the university, from different theoretical and applied colleges. The results of the study showed a high appreciation of the importance of scientific research ethics in all aspects. Ethics related to scientific publishing ranked first, ethics related to the scientific methodology of research, ethics in health and environmental issues, and ethics related to scientific researcher and his qualities. Ethics related to the university and the supporting bodies came in the fifth ranking, ethics related to the research subjects, ethics related to the social responsibility of the researcher and finally ethics relating to the researcher's relationship with fellow researchers ranked eighth. In the light of these findings, the study recommended the importance of carrying out studies on the ethics of scientific research, in terms of awareness and the extent of practice in reality by researchers, as well as providing graduate students with this ethics through a separate course.

مدخل:

یعتبر البحث العلمی فی مختلف العلوم وعلى مر العصور هو أساس تقدم الأمم وازدهار الحضارات، وقد أدرکت کثیر من الدول المعاصرة أن سر تفوقها یرجع للوصول إلى أعلى قدر من المعرفة المتقدمة والمثمرة الناتجة عن الأبحاث العلمیة والتی تساعد على التغلب على مشکلات الإنسان الاجتماعیة والاقتصادیة والبیئیة والصحیة، وتکفل له الراحة والرفاهیة، کما تضمن له المزید من التفوق والسیطرة.

ویمثل البحث العلمی ممارسة مهنیة متقدمة ویتوقف نجاحه على العدید من العوامل والإمکانات البشریة والمادیة وفی مقدمة هذه العوامل الباحثون على اختلاف فئاتهم وتخصصاتهم، فالباحث العلمی هو المخطط والمنفذ والموجه والمقوم للبحث العلمی فی        جمیع مراحله وخطواته ابتداء بتلمس المشکلات ذات القیمة مرورا بکل متطلبات البحث ووصولا إلى تسخیر نتائج بحثه فی خدمة المجتمع وتطوره.. وبقدر ما یتوافر لدى الباحث العلمی من قدرات عقلیة ومهارات بحثیة وسمات أخلاقیة ذات صلة بالبحث العلمی بقدر ما تعظم نتائج البحث وتصبح ذات أثر فی مجال تخصصه وتعود قیمتها على الفرد نفسه ومجتمعه والبشریة         بشکل عام.

وحین یحتل البحث العلمی مکانة متقدمة ویصبح عاملا مؤثرا فی مسیرة الأفراد والدول وحین تتداخل خصائص البحث العلمی وجودته مع مصالح الباحث أو الجهات الداعمة للبحث، أو حین تمس الأبحاث قضایا حساسة أو خطیرة تتعلق بحقوق الإنسان والکائنات الحیة والتجارب علیها، فإنه لابد من وجود أخلاقیات تحکم هذا المجال وتسهم فی تطور البحث العلمی وتنظیمه من خلال وضع قواعد وقوانین أخلاقیة تضبط البحث والباحثین وتضمن سیر الأبحاث العلمیة بالمسار الصحیح وبالتالی تحقیق الأهداف المرجوة منها.

 وتزداد أهمیة هذه الأخلاقیات مع وجود الفضاء المفتوح والتطورات المذهلة للمعرفة تألیفا ونشرا وترجمة مما سهل عملیة الوصول للمعلومات وإمکانیة نقلها وتبادلها دون الإشارة إلى مصدرها، وأیضا کون البحث العلمی یمثل مهنة ووظیفة مهمة من وظائف أعضاء هیئة التدریس بالجامعات وهو وسیلتهم للترقیة فی مجال عملهم من خلال إنجاز عدد من الأبحاث وکذلک الأمر بالنسبة لطلاب الدراسات العلیا والمعیدین والمحاضرین هذا کله قد یؤدی إلى تجاوز لأخلاقیات مفترضة فی البحث العلمی والباحثین کالأمانة والصدق فی النقل أو المیل للمراوغة فی منهج البحث ونتائجه، وکذلک التسرع والعجلة على حساب الجودة والنزاهة، والشکلیة والتمویه على حساب الصدق والأمانة (عثمان،1992)  

       وعلى الرغم من خطورة مثل هذه التجاوزات وتأثیرها على نتائج البحث العلمی تشیر الدراسات والأبحاث إلى أن الممارسات الخاصة بأخلاقیات البحث العلمی لیست بأفضل حالاتها فحسب تقدیر أعضاء هیئة التدریس فی الکلیات الإنسانیة فی جامعة الملک سعود نجد أن التزام الباحثین بتلک الأخلاقیات یأتی ما بین المتوسط والمتدنی(الحبیب، أبو کریم، 2012) کما سجلت دراسة القیسی أیضا تراجعا فی مستویات الوعی بأخلاقیات البحث العلمی الاجتماعی لدى الباحثین فی کلیتی التربیة والآداب فی جامعة عدن سواء ما یتعلق بقضایا الفرد والمجتمع أو القضایا المنهجیة وکذلک الخصائص الأخلاقیة للباحثین (القیسی، باسلامة، بن عزون، 2001) وفی نفس الإطار یؤکد (النافع، 2012) فی دراسته ضمن التقریر الصادر عن ندوة کتابة ونشر الأبحاث وأخلاقیات البحث العلمی إلى وجود مظاهر للإخلال بالأمانة        العلمیة فی ممارسات الباحثین تتعلق بالاقتباس والنقل والترجمة وتصل أحیانا إلى السرقات العلمیة الواضحة.

وفی ضوء هذا الواقع وکذلک ما لاحظته الباحثة من خلال عملها فی البحث العلمی والإشراف على طلاب و طالبات الدراسات العلیا من وجود غموض فیما یتعلق بأخلاقیات البحث العلمی لدى هؤلاء الطلاب، وکذلک وجود تجاوزات لدى البعض منهم، إضافة إلى غیاب المرجعیة المثلى لتلک الأخلاقیات واعتمادهم فی الغالب على توجیهات الأساتذة لهم فی هذا المجال ما دعا إلى توجیه مزید من العنایة والبحث والتقصی لموضوع أخلاقیات البحث العلمی، والبحث فی عن صیغة مقترحة لتلک الأخلاقیات یمکن أن یسترشد بها الباحثون من الأعضاء وطلاب الدراسات العلیا على اختلاف تخصصاتهم .

مشکلة الدراسة:

تحاول هذه الدراسة التوصل إلى بعض المعاییر الأخلاقیة المعتبرة فی البحث العلمی کصیفة مقترحة یسترشد بها الباحثون وکرؤیة مرجعیة یمکن الاستفادة منها من قبل القائمین على البحث العلمی وذلک من خلال الإجابة على التساؤلات التالیة:

1-        ما أهم أخلاقیات البحث العلمی من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم؟

2-       هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین تقدیرات أعضاء هیئة التدریس بالجامعة لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی ترجع لمتغیرات (الکلیة، الجنس، الدرجة العلمیة)؟

3-       ما الصیغة المقترحة لأخلاقیات البحث العلمی من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم؟

أهداف الدراسة:

1-       التعرف على أهم أخلاقیات البحث العلمی من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس       بجامعة القصیم.

2-       التعرف على الفروق ذات الدلالة الإحصائیة فی تقدیر أعضاء هیئة التدریس بالجامعة لأخلاقیات البحث العلمی بالنسبة لمتغیرات الجنس والکلیة والدرجة العلمیة.

3-       التوصل إلى الصیغة المقترحة لأخلاقیات البحث العلمی من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم.

أهمیة الدراسة:

تأتی أهمیة هذه الدراسة للاعتبارات التالیة:

1-   الأهمیة المتزایدة للأسس والمعاییر الأخلاقیة فی کافة المجالات والتخصصات لضبط الکثیر من الممارسات ضن الإطار الأخلاقی الذی یلیق بالعمل المؤسسی وخصوصا فی المجال الأکادیمی.

2-  تبرز الحاجة لمثل هذه الدراسة مع تنوع الأبحاث وکثرتها، ومع الإقبال المتزاید على البحث العلمی والدراسات العلیا وکثرة المشتغلین بالبحوث من أعضاء وطلاب العلم الأمر الذی یدعو إلى ضرورة التأکد من تقدیرهم لأهمیة هذه القیم، جنبا إلى جنب مع المعاییر المتعلقة بالمنهجیة العلمیة.

3-  ملاحظة وجود بعض التساهل من قبل بعض الباحثین بخصوص تطبیق بعض المعاییر الخلقیة المتعارف علیها، مما یؤکد الحاجة إلى التعرف على الخلفیة الثقافیة للباحثین       ومدى عنایتهم بوجود معاییر خلقیة تحکم ممارساتهم وتساعد على تحدید مسؤولیاتهم        الخلقیة کباحثین.

4-  قد تساعد نتائج هذه الدراسة المعنیین بالبحث العلمی بالجامعة فی التوصل إلى میثاق أخلاقی واضح ومحدد وملزم لجمیع الباحثین فی الجامعة.

5-  قد تسهم نتائج هذه الدراسة فی دعم التوجه إلى اعتبار القیم الخلقیة أساسا من أسس تقییم البحث والباحثین فی الجامعة.

6-  وجود دراسات تهتم بالمعاییر الأخلاقیة للبحث العلمی فی جامعة القصیم یمکن أن یمد الباحثین المنتسبین لها بدلیل یساعدهم على تجوید أدائهم والارتقاء بمستوى أبحاثهم بما یلیق بسمعة الجامعة ویحقق رؤیتها ورسالتها فی المجتمع.

منهج الدراسة:

تستخدم الدراسة الحالیة المنهج الوصفی التحلیلی فی استقصاء وجمع البیانات وتحلیلها.

أداة الدراسة: الاستبانة.

العینة: أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم من الحاصلین على شهادة الدکتوراه بفئاتهم الثلاث أستاذ وأستاذ مشارک وأستاذ مساعد.

مصطلحات الدراسة:

أخلاقیات البحث العلمی:

البحث العلمی هو وسیلة للدراسة یمکن بواسطته الوصول إلى حل مشکلة محددة وذلک عن طریق التقصی الشامل والدقیق لجمیع الشواهد والأدلة التی یمکن التحقق منها (إبراهیم،عبدالرحمن ،2009،أصول البحث العلمی ومناهجه ،ص3)

        وأما أخلاقیات البحث العلمی فهی تلک الروح العلمیة وهی مجموع ما ینبغی أن یتوفر للفاعلیة العلمیة من قدرات وسمات، وهی تلک الأخلاق المتصلة بعمل الباحث العلمی، سواء بطریق مباشر أو غیر مباشر (سید،1980، ص:262)

ویمکن تعریف أخلاقیات البحث العلمی فی هذه الدراسة بأنها: مجموعة من القواعد الأخلاقیة والسمات الشخصیة المطلوبة فی الباحث العلمی والتی تکون بمثابة معاییر معتبرة لتحقیق مصداقیة وجودة البحوث العلمیة وتفعیل دورها فی الجامعة والمجتمع.

الدراسات السابقة:

هدفت دراسة (القیسی وآخرون ،2001)  إلى التعرف على مستوى وعی أعضاء هیئة التدریس فی کلیتی الآداب والتربیة بجامعة عدن بأخلاقیات البحث العلمی الاجتماعی وسجلت الدراسة تراجعا فی مستویات الوعی بأخلاقیات البحث العلمی الاجتماعی، وأن من الأسباب الکامنة وراء ذلک الجهل بأخلاقیات البحث العلمی وضعف الوازع الأخلاقی للباحثین بالإضافة إلى بعض المتغیرات الثقافیة والاقتصادیة، وأوصت الدراسة بضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لبلورة صیغة لمیثاق شرف أخلاقی للباحثین فی مجال علم الاجتماعیة فی الجامعة ، وکلک إعداد برنامج للتعلیم المستمر فی منهجیة البحث العلمی الاجتماعی للارتقاء بمستوى الوعی بالجانب المنهجی.

فی حین هدفت دراسة (الحبیب، وأبو کریم، 2012) إلى التعرف على أخلاقیات البحث العلمی لدى طلاب الکلیات الإنسانیة فی جامعة الملک سعود ، وتکون مجتمع الدراسة من جمیع أعضاء هیئة التدریس من حملة الدکتوراه فی الکلیات الإنسانیة (التربیة-اللغات والترجمة-الآداب -العلوم الإداریة) وتم استخدام الاستبانة أداة للدراسة ،وأظهرت النتائج أن تقدیر أفراد العینة لتلک الأخلاقیات جاء بدرجة متوسطة ولم تظهر النتائج أی فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیرات الجنس والرتبة الأکادیمیة ،وأوصت الدراسة بضرورة وجود مقرر یتعلق بأخلاقیات البحث العلمی فی المقررات الأکادیمیة للأقسام وضرورة تنمیة الثقافة البحثیة لدى الطلاب وإیجاد دوریة علمیة لنشر الوعی بأخلاقیات البحث العلمی .   

وهدفت دراسة (عبد الحی، 2008) إلى التعرف على أخلاقیات البحث العلمی وموقف الباحث العربی منها، وانتهج البحث المنهج الوصفی لتحلیل الأدبیات المتوفرة لدى الباحث عن موضوع الدراسة، وتوصل إلى نتائج منها ضعف الروابط بین أعضاء هیئة التدریس فی الوطن العربی وضعف البحث العلمی فی الجامعات العربیة وقلة تقدیر المجتمع العربی للبحث العلمی بالإضافة إلى ضعف البحوث العلمیة لغیاب دور الجهات الرقابیة، وأوصى الباحث بضرورة وضع استراتیجیة عربیة للبحث العلمی ورفع الکفاءة الإداریة للمشتغلین بالبحث العلمی.

وهدفت دراسة (زیادة ،1996 إلى التوصل لمیثاق أخلاقی للمشتغلین بالبحث التربوی فی العالم العربی من منظور إسلامی وذلک لحاجة مجال البحث العلمی عموما والتربوی خصوصا لضوابط أخلاقیة توجه عمل الباحثین وتجعلهم رقباء على أنفسهم ، وأوضحت الدراسة أن هناک حاجة ماسة فی کافة میادین البحث العلمی لمثل هذه المواثیق ، وعرضت الدراسة لنماذج عالمیة وعربیة قدیما وحدیثا للمواثیق الأخلاقیة إضافة إلى عرض جوانب من أخلاقیات البحث العلمی لدى علماء المسلمین المهتمین بالتوثیق والبحث فی مصادر الشریعة الإسلامیة ، وقدم البحث صیغ مبدئیة لمشروع میثاق أخلاقی للمشتغلین فی البحث التربوی العربی .

وناقشت دراسة (عودة، 1995) أخلاقیات البحث العلمی فی مجال العلوم الاجتماعیة والإنسانیة لاختبار الافتراض القائل أن المناخ الاقتصادی والاجتماعی السائد فی مرحلة معینة یفرض قیمه بدرجات متفاوتة على أنشطة البحث العلمی، واستخدم الباحث التحلیل السسیلوجی فی رصد بعض ظواهر التحولات فی مجال البحث العلمی الاجتماعی بفعل اختراق قیم الخصخصة والسوق مشیرا إلى خطورتها على المجال العلمی وبخاصة الأخلاقیات والمعاییر العلمیة والأکادیمیة المعتبرة.

واستهدفت دراسة (جحجوح،2011) تحدید أهم الأخلاقیات الضروریة للبحث العلمی من وجهة نظر مجموعة من الخبراء والمختصین فی المجال، ومن ثم استنباط ما یدل على تلک الأخلاقیات من الکتاب والسنة یلیها اقتراح مؤشرات سلوکیة لأخلاقیات البحث العلمی، واتبعت الدراسة المنهج الوصفی للتعرف على أهم الأخلاقیات الضروریة للبحث العلمی من وجهة         نظر الخبراء، وکذلک المنهج الاستنباطی لاستخلاص الأحکام المتعلقة بتلک الأخلاقیات من القرآن والسنة.

وهدفت دراسة (قندیل ،2016) إلى القاء الضوء على مجموعة من الإرشادات لتکون رؤیة ومدخلا لأخلاقیات البحث العلمی مع تصور لتشکیل لجنة لأخلاقیات البحث العلمی فی کلیات التربیة الریاضیة بجمهوریة مصر العربیة.

      وبیت دراسة (حجر، 2009) أخلاقیات البحث العلمی الانثروبولوجی من حیث طبیعتها وما یکتنفها من صعوبات وکیفیة تحقیق الالتزام بها، وذلک من خلال دراسة وتحلیل الأدبیات المتعلقة بالموضوع ثم وضع بعض المقترحات التی رأى الباحث ضرورة الالتزام بها فی کافة مراحل البحث.

       وهدفت دراسة (الغامدی، 2005) إلى إبراز الاهتمام المتزاید بالجانب الأخلاقی فی عمل أعضاء هیئة التدریس بوجه عام، والتزامهم تجاه ذاتهم وطلابهم وزملائهم ورؤسائهم والمجتمع بصفة عامة، واستعرض الباحث المفاهیم التی تتبناها الدراسة عن میثاق أخلاقیات المهنة لأعضاء هیئة التدریس، وتوصل الباحث إلى العناصر الأساسیة التی یجب أن یتضمنها الإطار المقترح لمیثاق أخلاق المهنة لأعضاء هیئة التدریس بمؤسسات التعلیم العالی السعودیة.

      وتناولت دراسة (سید، 1988) أسس وأخلاقیات البحث العلمی عند البیرونی، وکزت الدراسة على نشأة البیرونی ونزعته العلمیة کأحد علماء الریاضة والفلک المسلمین، وتقسیمه للعلوم، ومبادئ ومناهج البحث عنده، ومنها عنایته بالمصطلحات العلمیة وإجادة اللغات، وکذلک أخلاقیات البحث العلمی عند هذا العالم ومن أبرزها الروح النقدیة، والنزاهة، والحیاد العلمی، والصبر والمثابرة، والاعتزاز بالعلم مع التواضع الجم.

        وتناولت دراسة  Massoudi (2008) دور وأهمیة أخلاقیات البحث العلمی فی المجتمعات البحثیة وتأثیر مراعاة هذه الأخلاقیات على نتائج هذه البحوث ومن ثم على المجتمعات المحیطة، حیث تبین أثناء مراجعة الأدبیات البحثیة فی هذا الشأن أن الباحثین أکثر اهتماماً بنشر نتائج البحوث فی الوسط العلمی فقط دون الترکیز على نشر أهمیة هذه البحوث للفئة المستفیدة،  وأکدت الدراسة على ضرورة أن تتضمن أخلاقیات البحث العلمی التفکیر فی الاستراتیجیات التی یمکن من خلالها تعمیم الاستفادة بشکل أکبر مما هی علیه فی الممارسات البحثیة الحالیة.

       وهدفت دراسة (2008) Greenhalgh and Wengraf إلى مناقشة آلیة استخدام القصص فی البحوث العلمیة، حیث لا یوجد إجماع على أهمیة موافقة لجنة أخلاقیات البحث العلمی على تضمین البحوث مثل هذا النوع من القصص، ومن ثم حاولت الدراسة تقدیم خطوط إرشادیة أولیة للباحثین والمراجعین فی المجلات العلمیة وکذلک أعضاء لجان أخلاقیات البحث العلمی حتى تساعدهم فی اتخاذ قرار یتعلق فی تصنیف البحث على أنه قصصی وکیفیة تقییمه، تکون عدد المشارکین فی الدراسة من 20 باحثاً وممارساً ومقدماً للخدمة فی البحوث الطبیة وتطبیقاتها بمدینة دلفی الیونانیة الذین قاموا بمناقشة وترتیب بعض الخطوط الإرشادیة حسب أهمیتها طبقاً لمقیاس ذا تسع فئات من مقیاس لیکرت. وتوصلت نتائج الدراسة إلى تعریف محدد للبحث القصصی فی المجال الطبی وکذلک بعض معاییر الجودة المحددة فی تقییم مثل هذا النوع من البحوث، وأوصت الدراسة بضرورة الاستفادة من هذه المعاییر واعتبارها خطوة أولى للتأمل فی هذه المعاییر والعمل على تحسینها.

      وهدفت دراسة basken (2009) إلى مناقشة بعض القضایا المرتبطة بقواعد وأخلاقیات البحث العلمی الموجودة حالیا ومدى إمکانیاتها فی منع الانتهاکات العلمیة التی تحدث فی المجتمع الجامعی فی الولایات المتحدة الأمریکیة، حیث أشارت الإحصاءات التی تضمنتها الدراسة أن نسبة 1% فقط من هذه الانتهاکات یتم إرساله للحکومة ، وأفادت نتائج الدراسة أنه من بین الأسباب التی أدت إلى انخفاض النسبة إلى هذا الحد هو سیاسات الجامعات نفسها، ونقص القوانین المتعلقة بذلک والتی تصدر عن الکونجرس الأمریکی، وأیضا عدم رغبة الأشخاص فی التشهیر بمثل هذه الانتهاکات.

     وهدفت دراسة Adu-Gyamfi and Okech (2010)   إلى محاولة التوصل إلى خطوط إرشادیة محددة تساعد الباحثین فیما یتعلق بأخلاقیات إجراء البحوث العلمیة تکون بمثابة میثاق أخلاقی وآلیة تنفیذه والذی یساعد الباحثین فی مجال تعلیم الریاضیات، ومن بین ما تضمنه هذه المیثاق: آلیة التعامل مع المشارکین فی بحوث تعلیم الریاضیات، جودة نتائج البحث، وأوصت الدراسة بضرورة اتباع بنود هذا المیثاق الأخلاقی وألا یکتفی الباحث بهذه البنود بل یفکر ویکون له ممارسات تأملیة تتعلق بهذه البنود لأنها لیست قوالب جامدة.

      واهتمت دراسات أخرى بدراسة أخلاقیات النشر العلمی مثل دراسة (2013) Ramaswamy التی تناولت أهمیة رفع الوعی بأخلاقیات النشر فی المجتمعات البحثیة، وناقشت الدراسة بعض العوامل المرتبطة بالسلوکیات السیئة فی البحث العلمی والمتمثلة فی الحصول على الترقیات الوظیفیة، والحصول على الدعم البحثی، والرغبة فی الشهرة الأکادیمیة، وتوصلت الدراسة إلى أن هناک ثلاثة أشکال للأخلاقیات السیئة فی النشر العلمی هی: الفبرکة، والتزییف، والسرقة العلمیة. 

الإطار النظری للبحث:

أولا: نشأة وتطور أخلاقیات البحث العلمی:

       یعتبر الاهتمام بضوابط وأخلاقیات البحث العلمی لیس موضوعا جدیدا، فقد سعى المسلمون الأوائل إلى ضبط الأمانة العلمیة ووضعوا قواعد صارمة للوصول إلى المعلومات الصحیحة، ومن أسباب تفوق ونبوغ علماء المسلمین الأوائل التزامهم بالقیم والأخلاقیات التی أمر بها الإسلام عند قیامهم بالأبحاث العلمیة ومن هذه الأخلاقیات الصدق والأمانة والبعد عن قول الزور ونسبة الآراء لأصحابها، وعزو المعلومات إلى مصادرها الأصلیة، والدقة فی التحری والکتابة، والحریة فیما یتعلق بالنظر فی مخلوقات الله ودراستها والتأمل فیها حتى الوصول إلى المقصود، وکذلک الجرأة فی البحث عن الحقیقة والصدع بها، وغیرها من الأخلاقیات التی عرف بها علماء المسلمین الأوائل فی شتى المجالات العلمیة الدینیة والدنیویة.( السوسی،2014)

        وفی العصر الحدیث بدأ الاهتمام بأخلاقیات البحث العلمی بعد الحرب العالمیة الثانیة وذلک بعد أن استغلت نتائج البحوث العلمیة فی الأغراض الحربیة الأمر الذی أدى إل هلاک ملایین من البشر مثل القنبلة النوویة التی ألقیت على جزیرتی هیروشیما ونجازاکی الیابانیتین (زیادة، 1996،ص42) وکذلک افتضاح أمر التجارب غیر الإنسانیة التی کانت تجرى على المعتقلین فی معسکرات الاعتقال النازیة والتی أدت إلى إصابتهم ببعض الأمراض الخطیرة مثل الجدری والملاریا والکولیرا والعقم نتیجة اخضاعهم للدراسات والتجارب، وتمخض عن هذه الممارسات اتفاق "نورمبیرج" فی عام 1947م، وکذلک أدت المخالفات لشروط موافقة المستهدفین بالبحث بعد تزویدهم بالمعلومات الکافیة حول البحث إلى صدور إعلان "هلسنکی" عام 1964م (حجر،2009، ص 17) وظل الاستغلال غیر الأخلاقی للمشارکین فی البحوث الاجتماعیة والطبیة وظهرت عدد من الفضائح الأخلاقیة التی أدت إلى زیادة الاهتمام بحمایة المشارکین فی البحوث وتحدید القوانین الأخلاقیة التی تضمن ذلک، وتم اصدار قانون البحث القومی عام 1972م (jones,1993). وتوالى بعد اصدار المزید من القوانین والمواثیق الأخلاقیة الخاصة بالبحث العلمی فی کافة العلوم وعبر مختلف الدول المتقدمة وخاصة دول أوروبا وأمریکا، ویعتبر المیثاق الأخلاقی الصادر عن جمعیة علم النفس الأمریکیة(APA) من أهم المواثیق الأخلاقیة فی میدان البحث العلمی، والذی یعد أساسا لصدور مواثیق مماثلة فی بلدان أخرى (فرج، 1980، ص 179)

ثانیا: مصادر أخلاقیات البحث العلمی:

المصدر الفکری الفلسفی:

یشیر الألفی(2008) إلى أن الإطار الفکری یعد من أهم المصادر التی تصوغ فی مجملها أخلاقیات الفرد، حیث تتأثر أخلاقیته بالنظام السیاسی أو الوضع الاقتصادی الذی یعیش فیه وبالبیئة الاجتماعیة بما تتضمنه من أعراف وعادات وتقالید، وقد یتأثر بالمناخ التنظیمی الذی یعمل فی ظله، ولکن أکثر ما یتأثر بقناعاته الفکریة التی یستقیها عادةً من عقیدته، ومن قراءاته ومن هنا فإن المصدر الفکری بالنسبة للفرد قد یکون المصدر الدینی، وقد یکون أیدلوجیة النظام السیاسی حیث یکون ملتزماً بالاتجاه السیاسی للدولة وقد یکون فلسفة شخصیة طورها الفرد لنفسه واستمدها من مصادر متعددة ویعتبر الإطار المرجعی لمهنة التعلیم کما جاء فی سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة هو الدین الإسلامی الذی تستند إلیه أخلاقیات مهنة التعلیم (الغامدی،2010) ولقد وجد الفکر الأخلاقی عند المسلمین من اللحظة التی أمر فیها الرسول الکریم صلى الله علیه وسلم بمکارم الأخلاق هذا من ناحیة ومن ناحیة أخرى فإنه قد تقرر عند العلماء أنه لا یوجد فکر دینی دون أن یکون هناک فکر أخلاقی انطلاقاً من أن الفکر الدینی هو الذی یحدد الإطار العام لأفکار معتنقیه ویجیب عن الأسئلة الکبرى مثل خلق الإنسان والتدبر فی نعم الله وآلائه، أما الفکر الخلقی فإنه یحدد أنماط السلوک التی یمارسها الإنسان فی هذه الحیاة، ومن المعروف أن الإسلام عقیدة وشریعة، فالعقیدة تتضمن الفکر والشریعة تتضمن أنماط السلوک تجاه المولى عز وجل کما فی العبادات أو تجاه النفس کما فی العفة والطهر ونحوها، أو تجاه الآخرین کما فی البر والصدقة والإیثار ونحو ذلک.

المصدر الاجتماعی:

 ویقصد به منظومة ثقافیة من القیم والعادات والتقالید التی یؤمن بها المجتمع والجامعة جزء من هذه المنظومة ومن ثم فلابد أن تنعکس هذه المنظومة الثقافیة على أخلاقیات الباحثین والبحث العلمی، فتحدد المبادئ الحسنة وتحدد المبادئ القبیحة والعمل على الحد منها. وهذه المعاییر الأخلاقیة لیست فطریة وإنما تکتسب نتیجة إطلاع الباحث ومشارکاته فی البحث العلمی وهی تنبثق من أهداف المجتمع عامة وقیمه ونطاقه الثقافی بصفة خاصة، ولکی یصل المجتمع إلى غایاته، فإنه یقوم بغرس قیمه واتجاهاته فی الأفراد، کما یضع المعاییر الاجتماعیة التی تعمل کضوء کاشف یعین الفرد على انتقاء واختیار استجاباته للمثیرات فی المواقف الاجتماعیة، وبالتالی یعینه على التوازن والتکیف مع المجتمع (سرحان، 1981م، 114)

المصدر التنظیمی الإداری:

 ویقصد به البناء التنظیمی الذی تشرعه الجامعات وما یتضمنه من قوانین ولوائح وأنظمة وتشریعات منظمة لسلوک الباحث وهذه اللوائح تنظم البیئة الأکادیمیة والأخلاقیة التی یعمل فیها الباحثین وتعمل على تحدید سلوکهم المقبول من عدمه العاملین وتوجه مسارهم.

المصدر الاقتصادی:

ویُقصد بها کما یراه الألفی (2008) مجمل الظروف والأوضاع الاقتصادیة التی یعمل فی ظلها الفرد، فإذا کان الفرد یعیش فی وضع اقتصادی معقول بحیث یعیش بکرامة مع أسرته فإنه من السهل أن تتوقع منه أخلاقیات رفیعة والتزاماً أکیداً أما إذا کان وضعه الاقتصادی لا یمکنه من الوفاء بالتزاماته المتعددة فالمتوقع منه الانحراف والغش والسرقة.

المصدر السیاسی:

      ویقصد بها کما أشار إلى ذلک (الألفی، 2008) على أنها نمط النظام السیاسی للمجتمع وانعکاس توجهاته على أخلاقیات الأفراد، فإذا کان النظام دیمقراطیاً یؤمن بالحوار والمشارکة، فلا شک أنه سیؤثر إیجاباً على قیم الأفراد وقناعاتهم المهنیة، أما إذا کان فاسداً فلا شک أنه سیؤثر سلبیاً على توجهات الأفراد فی کل مؤسسة، فالمناخ السیاسی فی أی بلد یفرض قیماً معینة تصل إلى عقول ووجدان وأبناء المجتمع.

ثالثا: أخلاقیات البحث العلمی فی الأدبیات المعاصرة:

تناولتالأدبیات والدراسات العلمیة المعاصرةأخلاقیات البحث العلمی بشکل عام أحیانا وبشکل مفصل أحیانا أخرى وبعضها رکز على جانب واحد من جوانب عدة فهناک أخلاقیات تتعلق بالباحث العلمی وصفاته وأخلاقیات أخرى ذات صلة بالمنهجیة العلمیة وأخلاقیات تنظم علاقة الباحث مع غیره من الزملاء والطلاب وأخرى تتحدث عن مسؤولیة الباحث تجاه المستهدفین بالبحث وکذلک الأخلاقیات المتعلقة بقضایا الصحة والبیئة إضافة إلى المسؤولیات المتعلقة بالجامعة والمجتمع بالإضافة إلى الأخلاقیات المتعلقة بالنشر العلمی وفیما یلی تفصیل لکل جانب من هذه الجوانب:

1-        أخلاقیات تتعلق بالباحث العلمی وصفاته:

أکدت معظم  المواثیق الأخلاقیة والدراسات التی تناولت هذا المجال على القیم الشخصیة الأخلاقیة للباحثین والتی من شأنها ضبط سلوکیاتهم بشکل عام وکقدوات للمجتمع باعتبارهم صفوة المجتمع والأمناء على العلم وتدور هذه الصفات الأخلاقیة حول قضایا مهمة جدا فی هذا المجال منها الموضوعیة والنزاهة العلمیة والأمانة العلمیة والتواضع العلمی والاستقلالیة الفکریة، والروح النقدیة فالروح النقدیة للباحث تعنی القدرة على النقد الذاتی وتقبل النقد من الآخرین والنزاهة التی تتبدى أوضح ما تکون فی استبعاد العوامل الذاتیة من العمل العلمی واستخدام الدلیل والبرهان الموضوعی وسیلة وحده للإقناع (زکریا،1987) وتعتبر الضوابط الأخلاقیة الذاتیة لازمة للبحث العلمی لزوم الأخلاق العامة لضبط السلوک الإنسانی وذلک باعتبارها معاییر ذاتیة أخلاقیة لأمور واعتبارات قد لا یطالها القانون فی معظم الأحیان(فرحات، 1995) ویرى (الفضلی،1992) أن من أهم الصفات الأخلاقیة للباحث الصبر والتحمل والمثابرة والصدق والأمانة والتواضع واحترام آراء الآخرین.

2-        أخلاقیات تتعلق بالمنهجیة العلمیة للبحث:

ویمثل هذا الجانب أحد أهم الجوانب التی تتطلب من الباحث عنایة فائقة بالاعتبارات الأخلاقیة کونها تؤثر على قیمة البحث ونتائجه وفی هذا السیاق تتحدث معظم الأدبیات عن المسؤولیة الأخلاقیة للباحث وعلاقتها بالناحیة الفنیة للبحث العلمی کاختیار موضوع البحث وأسلوب العرض واستخدام الدلیل العلمی فی عرض الحقائق والانفتاح على المعرفة الجدیدة وکذلک الدقة فی الصیاغة وتحریر المصطلحات وکذلک حسن اختیار أدوات البحث وأسالیب تطبیقها على العینات المختارة (القیسی وآخرون، 2001، ص 200)

کما یؤکد (سویف،1995) على المسؤولیة الأخلاقیة للباحث والمتعلقة بالناحیة المنهجیة للبحث مثل اختیار مشکلة البحث والعینة وکفاءة الأداة المستخدمة وأسلوب تحلیل النتائج والتفسیر الموضوعی لها.

3-         أخلاقیات تتعلق بعلاقة الباحث مع زملائه الباحثین:

وتؤکد معظم الأدبیات على مجموعة من الأخلاقیات المتعلقة بهذا الجانب الأخلاقی والتی تتحدث واجب الباحثین تجاه مجتمعهم الأکادیمی من الزملاء والطلاب ومن أهمها الالتزام بروح الفریق خلال العمل البحثی والأکادیمی وتقدیم الدعم والمساندة للباحثین من الزملاء والطلاب مع الاعتراف بجهودهم ومعاملتهم باحترام (أبو جحجوح، 2011، ص 223)

4-         أخلاقیات البحث العلمی تجاه المستهدفین بالبحث:

وهذا من الجوانب التی لم یخلو منه میثاق من المواثیق المتعلقة بالبحث العلمی بل إن أساس نشأة علم أخلاقیات البحث العلمی هو هذه القضیة تحدیدا حیث یتم الترکیز فیها على بض الممارسات الأخلاقیة المهمة والمتعلقة بالمستهدفین منها أخذ موافقتهم الصریحة وضمان حقهم بالانسحاب والمحافظة على سریة بیاناتهم وتجنب الإضرار بهم وتزیدهم بنتائج البحث إذا کان فیه منفعة لهم، ویرى (حجر،2009) أن مسؤولیة الباحث تجاه المستهدفین بالبحث تتمثل فی الاحترام والثقة المتبادلة وحمایة حقوقهم وتوضیح أهداف البحث لهم والحرص على سریة ما یتعلق بهم من بیانات ومعلومات.

5-         أخلاقیات تتعلق بالقضایا الصحیة والبیئیة:

یختص هذا الجانب بتنظیم العلاقة بین الباحث العلمی والبیئة والصحة العامة للناس، وبیان الأخلاقیات الواجب مراعاتها بهذا الخصوص، ومنها ضرورة المحافظة على البیئة وعدم التسبب فی تلویثها أو تدمیرها بأی شکل من الأشکال، وأن لا یترتب على تجارب البحث العلمی آثار ضارة على صحة الأجیال الحالیة والمستقبلیة، والأخذ بزمام المبادرة فی حمایة البیئة وصیاغة السیاسات المستدامة بهذا الخصوص، وأن یتحمل الباحث مسؤولیته تجاه الکائنات والمخلوقات الحیة جمیعها بشریة وغیر بشریة وأن یتعامل معها بکل أمانة ویستخدمها بقدر الحاجة وینظر لجمیع المخلوقات بأن لها قیمة ذاتیة ولها حق البقاء( شنایدر،2013)

6-        أخلاقیات تتعلق بالجامعة أو الجهات الداعمة:

 وهذا من الجوانب التی تتضمن مسؤولیات أخلاقیة مهمة جدا للباحثین وفی هذا الإطار تتم مناقشة قضایا حساسة تتعلق بالانتماء الوطنی والمؤسسی وکذلک أثر الجهات الداعمة سواء کانت محلیة أو أجنبیة على سیر البحث ونتائجه ومسؤولیة الباحث الأخلاقیة تجاه مثل تلک القضایا المهمة ومنها البعد عن مصادر التمویل المشبوهة، والالتزام بشروط الجهات الداعمة التی لا تؤثر على نتائج البحث، وکذلک الالتزام بالضوابط التی تضعها الجامعة أو الجهة ذات العلاقة والمتعلقة باستخدام الموارد والکشف عن المخترعات.

ودعت (عدلی، 1995) إلى الترابط بین الحریة الأکادیمیة للباحثین ومسؤولیتهم الأخلاقیة تجاه ما تصدره الجامعات ومرکز البحوث من أخلاقیات فحریتهم الأکادیمیة غیر مطلقة بل أنها تمارس داخل إطار المصالح المتعلقة بالوطن والمؤسسة التی ینتمون إلیها، ویؤکد (حجر،2009) على أن على الباحثین التمعن فی أهداف الجهات الداعمة، وتوخی الحذر من الموافقة على شروط تتعارض مع أخلاقیاتهم المهنیة، وضرورة معرفة مصادر تمویل هذه الجهات وأهدافهم بشکل عام وبشکل خاص من البحث الذی یقوم به، مع الحفاظ على حریتهم الأکادیمیة، والبعد عن أی شبهة قد تؤثر على نتائج البحث أو استخدامها بشکل یتنافى مع أخلاقیات البحث العلمی.

7-         أخلاقیات النشر العلمی:

 یعتبر النشر العلمی وسیلة لتوثیق العلم ونشره ومؤشرا على تقدم المجتمع ومؤسساته تتطلب الالتزام ببعض القوانین الأخلاقیة والأنظمة المنظمة لها سواء تلک التی وضعتها المؤسسات والجهات المنظمة للأبحاث أو المجلات الناشرة لها، ویأتی فی مقدمة هذه القوانین حمایة الحقوق الفکریة للباحثین والمؤلفین، وتجنب السرقات العلمیة بجمیع صورها وهی اقتباس الباحث ونقله للمعلومات أو الأفکار من الکتب والمواقع والأبحاث دون ذکر المصدر أو المرجع الأصلی، وهذه المشکلة أصبحت أکثر خطورة مع عصر الانفتاح ووجود الانترنت الذی سهل مهمة الباحثین فی الوصول للمعلومات دون مراعاة للاشتراطات الأخلاقیة من قبل البعض، ولعل من أهم الأخلاقیات المتعلقة بهذا الجانب هو الاهتمام بالنشر العلمی کقیمة وعمل یخدم المعرفة الإنسانیة والالتزام باحترام الملکیة الفکریة من براءة اختراع وحقوق نشر، ونسبة الآراء لأصحابها وتجنب انتحالها أو سرقتها، وعدم استخدام أی بیانات أو نتائج غیر منشورة دون الرجوع لأصحابها(عبدالعالی،الصبح،2014)

8-         المسؤولیات الاجتماعیة للباحث:

الباحث الفاعل هو عضو فی مجتمعه یتأثر ویؤثر بکل ما یجری حوله وهذا هو سر نجاحه وابداعه وهو الذی یعطی لإنتاجه العلمی قیمة أیا کان مجال اختصاصه، والمطلوب من الباحث أن یسهم فی نشر المعرفة فی المجتمع وتحسن جودة الحیاة فیه وان یعمل قدر وسعه على تحویل معطیات ونتائج أبحاثه إلى خدمات وتطبیقات مفیدة لمجتمعه وللبشریة من حوله، وأن یسهم فی تشخیص مشکلات مجتمعه التربویة والثقافیة والعلمیة والاقتصادیة، وأن یسهم فی تنمیة مجتمعه من خلال البرامج المتاحة فی مجال تخصصه (عبدالحی، 2008، ص204) ومن المسؤولیات الاجتماعیة للباحث ما یلی: (مصطفى، 2008)

-      الإسهام فی الإثراء المعرفی والثقافی للمجتمع والعمل على خلق مجتمع عصری.

-      أن یعمل على تحویل معطیات بحثه إلى تطبیقات عملیة تخدم مختلف قطاعات التنمیة        فی المجتمع.

-      أن یسهم فی تشخیص ومواجهة مشکلات مجتمعه التعلیمیة والثقافیة والاجتماعیة والاقتصادیة.

-      أن یسهم فی التنبؤ بالاحتیاجات المستقبلیة للمجتمع، وفی التخطیط للتنمیة واقتراح البرامج الإنمائیة التی تلبی احتیاجات جمیع فئات المجتمع على المدى القریب والبعید.

منهجیة البحث وإجراءاته:

تعرض الباحثة فی هذا الجزء لإجراءات البحث والمتمثلة فی المنهج المستخدم والذی تم الاعتماد علیه فی الوصول للنتائج، ومجتمع وعینة الدراسة والأداة المستخدمة فی جمع البیانات وکیفیة بناؤها والإجراءات التی تم اتباعها فی التأکد من صدقها وثباتها وکذلک الأسالیب الإحصائیة التی تم استخدامها فی معالجة وتحلیل البیانات التی تم الحصول علیها.

أولا: منهج البحث:

          فی البحث الحالی تم استخدام المنهج الوصفی التحلیل والمقارن، وذلک للإجابة      عن أسئلة الدراسة وهو المنهج المناسب لمثل الدراسة الحالیة حیث یقوم المنهج          الوصفی على تجمیع البیانات والمعلومات المتعلقة بالظاهرة موضوع الدراسة، بغرض وصفها       وتحلیلها وتفسیرها حیث یهدف المنهج الوصفی لوصف الظاهرة کما هی فی الواقع من حیث طبیعتها ودرجة وجودها عن طریق استجواب عینة من مجتمع البحث أو کامل المجتمع             (العساف، 1406هـ،191-261).

حیث یعد المنهج الوصفی "أحد أشکال التحلیل والتفسیر العلمی المنظم لوصف ظاهرة أو مشکلة محددة وتصویرها کمیاً عن طریق جمع بیانات ومعلومات مقننة عن الظاهرة أو المشکلة وتصنیفها وتحلیلها وإخضاعها للدراسة الدقیقة (النوح، 2011، 145).

ثانیاً: مجتمع الدراسة:

تمثل مجتمع الدراسة فی البحث الحالی فی جمیع أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على شهادة الدکتوراه بجامعة القصیم فی الفصل الدراسی الأول 381 من العام الجامعی 1438/1439، والبالغ عددهم (2035) عضوا (حسب إفادة عمادة شؤون الموظفین وأعضاء هیئة التدریس بالجامعة للباحثة)

ثالثاً: عینة الدراسة:

1-    عینة تقنین الأدوات (العینة الاستطلاعیة):

تکونت العینة الاستطلاعیة التی تم التأکد من صدق وثبات الاستبانة المستخدمة فی الدراسة الحالیة بالتطبیق علیها من 30 عضو هیئة تدریس من أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم، تم اختیارهم بطریقة عشوائیة من نفس مجتمع الدراسة طبقت علیهم الاستبانة فی الفصل الدراسی الأول من العام الجامعی 1438/1439ه.

2- عینة الدراسة الأساسیة:

تکونت عینة الدراسة الأساسیة من 235 عضو من أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم ( یمثلون 10% من المجتمع الأصلی للدراسة) تم اختیارهم بطریقة عشوائیة، طبقت علیهم الاستبانة فی الفصل الدراسی الأول من العام الجامعی 1438/1439ه، والجدول التالی یوضح توزیع أفراد عینة الدراسة فی ضوء المتغیرات المختلفة:

جدول رقم (1):

توزیع عینة الدراسة الأساسیة فی ضوء المتغیرات المختلفة

یتضح من الجدول السابق أن أعلى نسبة من أفراد عینة الدراسة الأساسیة کان من الکلیات النظریة والعلوم الإنسانیة وبلغت نسبتهم فی العینة 67.7%، بینما کانت نسبة أعضاء هیئة التدریس من الکلیات العلمیة والتطبیقیة 32.3%

 کذلک یتضح من الجدول السابق أن أعلى نسبة من أفراد عینة الدراسة کانت الإناث حیث بلغت نسبتهن فی عینة الدراسة 66.8%، بینما بلغت نسبة الذکور فی عینة الدراسة 33.2%

کذلک یتضح من الجدول السابق أن أعلى نسبة من أفراد عینة الدراسة کانوا من أصحاب الدرجة العلمیة أستاذ مساعد وبلغت نسبتهم فی العینة 59.1%، یلیهم الأساتذة المشارکین وبلغت نسبتهم فی العینة 25.2%، وأخیراً الأساتذة وبلغت نسبتهم 15.7%

رابعا: أدوات الدراسة:

لجمع البیانات اللازمة للإجابة عن أسئلة الدراسة الحالیة وتحقیقها للأهداف التی تسعى إلیها تم استخدام الاستبانة کأداة لجمع البیانات اللازمة من الأفراد عینة الدراسة الحالیة، وفیما یلی وصف للاستبانة المستخدمة فی الدراسة الحالیة وخصائصها الإحصائیة وکیفیة الاستجابة علیها وتحدید الدرجات.

1-استبانة أخلاقیات البحث العلمی:

تم بناء الاستبانة فی صورتها الأولیة بعد اطلاع الباحثة على عدد من الوثائق العلمیة ورجوعها للعدید من المراجع والأبحاث العلمیة التی تناولت أخلاقیات البحث العلمی فی جمیع المجالات البحثیة والتی ساعدت الباحثة فی تصنیف هذه الأخلاقیات إلى مجموعة من المحاور أو المجالات الأساسیة التی تدور حولها هذه الأخلاقیات، ومن ثم تم اختیار العبارات التی تمثل کل محور من هذه المحاور فی ضوء تتبع الباحثة لما أوصت به هذه الدساتیر والدراسات العلمیة والمواثیق المحلیة والدولیة من أخلاقیات معتبرة ینبغی على الباحثین مراعاتها أیا کانت تخصصاتهم العلمیة.

وهدفت الاستبانة إلى التعرف على مدى موافقة أعضاء هیئة التدریس بالجامعة على أخلاقیات البحث العلمی الواردة فی الاستبانة وأهمیتها من وجهة نظرهم.

وتکونت الاستبانة فی صورتها الأولیة من سبع محاور و56 عبارة موزعة على المحاور السبعة وبعد عرض الاستبانة على المحکمین تمت إضافة محور النشر العلمی مع ما یتعلق به من عبارات فی محور خاص کما تم استبعاد بعض العبارات المکررة أو غیر المرتبطة بمحورها لتصبح المحاور کالتالی:

1. أخلاقیات تتعلق بالباحث العلمی.
2. أخلاقیات تتعلق بمنهجیة البحث العلمی.
3. أخلاقیات تتعلق بزملائه الباحثین.
4. أخلاقیات تتعلق بالمستهدفین من البحث.
5. أخلاقیات تتعلق بالقضایا الصحیة والبیئیة.
6. أخلاقیات تتعلق بالتعامل مع الجامعة والجهات الداعمة.
7. أخلاقیات تتعلق بالنشر العلمی.

وبلغ عدد العبارات الکلیة للاستبانة بعد التحکیم 42 عبارة جاءت موزعة على محاور الاستبانة الثمانیة بواقع خمس عبارات لکل محور ماعدا المحور الثانی الذی اشتمل على     سبع عبارات

کیفیة الاستجابة للعبارات ومدى الدرجات فی کل محور:

وتتم الاستجابة لعبارات الاستبانة الحالیة بأن یتم الاختیار ما بین خمسة اختیارات هی (مهم جداً، مهم، متوسط الأهمیة، غیر مهم، غیر مهم إطلاقاً) لتقابل الدرجات(5، 4،3، 2، 1) على الترتیب؛ والدرجة المرتفعة تعبر عن درجة عالیة من أهمیة أخلاقیات البحث العلمی من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس، وبجل ملاحظة أنه تم الاعتماد على المحکات التالیة فی تحدید أهمیة أخلاقیات البحث العلمی بناءً على المتوسطات الحسابیة للعبارات والمتوسطات الموزونة للمحاور:

جدول رقم (2):

محکات الحکم على أهمیة أخلاقیات البحث العلمی

صدق وثبات الاستبانة:

أولاً: الصدق:

للتحقق من صدق الاستبانة الحالیة تم الاعتماد على طریقتین هما:

ü     الصدق الظاهری (صدق المحکمین): Face Validity 

شرح وافی لصدق المحکمین ویمکن الاستعانة بما یلی:

حیث تم عرض الاستبانة على عدد من المحکمین الخبراء والمتخصصین فی المجال وطلب منهم دراسة الاستبانة وإبداء آرائهم فیها من حیث: مدى ارتباط کل عبارة من عباراتها بالمجال المنتمیة إلیه، ومدى وضوح العبارات وسلامة صیاغتها اللغویة وملاءمتها لتحقیق الهدف الذی وضعت من أجله، واقتراح طرق تحسینها وذلک بالحذف أو الإضافة أو إعادة الصیاغة، وقد قدم المحکمون ملاحظات قیمة أفادت الدراسة، وآثرت الاستبانة، وساعدت على إخراجها بصورة جیدة.

ü     صدق الاتساق الداخلی: Internal Consistency

تم کذلک التحقق من صدق الاستبانة عن طریق صدق الاتساق الداخلی وذلک باستخدام معامل ارتباط بیرسون فی حساب معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة مع الدرجة الکلیة للمحور المنتمیة إلیه العبارة، وذلک للتأکد من مدى تماسک وتجانس عبارات کل محور فیما بینها، فکانت معاملات الارتباط کما هی موضحة بالجدول التالی:

جدول رقم (3):

معاملات الارتباط بین درجات عبارات کل محور من محاور الاستبانة والدرجة الکلیة للمحور

** دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 (قیمة معامل الارتباط الجدولیة عند حجم عینة 30 ومستوى ثقة 0.01 تساوی 0.4487)

یتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط بین درجات عبارات الاستبانة          والدرجة الکلیة للمحور المنتمیة إلیه العبارة معاملات ارتباط موجبة ودالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 وهو ما یؤکد اتساق وتجانس عبارات کل محور من محاور الاستبانة وتماسکها مع بعضها البعض.

کذلک تم التأکد من تجانس واتساق محاور الاستبانة بحساب معاملات الارتباط بین درجات المحاور الفرعیة للاستبانة بالدرجة الکلیة للاستبانة، فکانت معاملات الارتباط کما هی موضحة بالجدول التالی:

جدول رقم (4):

معاملات الارتباط بین محاور الاستبانة والدرجة الکلیة للاستبانة

** دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 (قیمة معامل الارتباط الجدولیة عند حجم عینة 30 ومستوى ثقة 0.01 تساوی 0.4487)

یتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط بین درجات المحاور المختلفة للاستبانة والدرجة الکلیة للاستبانة معاملات ارتباط موجبة ومرتفعة ودالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 وهو ما یؤکد اتساق وتجانس المحاور المختلفة للاستبانة وتماسکها فیما بینها.

ثانیاً: الثبات:

تم التحقق من ثبات درجات الاستبانة الحالیة وأبعادها المختلفة باستخدام معامل ثبات ألفا کرونباخ فکانت معاملات الثبات کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول رقم (5):

معاملات ثبات ألفا کرونباخ للاستبانة ومحاورها الفرعیة

یتضح من الجدول السابق أن للاستبانة ومحاورها الفرعیة معاملات ثبات مرتفعة ومقبولة إحصائیاً؛ ومما سبق یتضح أن للاستبانة مؤشرات إحصائیة جیدة (الصدق، الثبات) ویتأکد من ذلک صلاحیة استخدامها فی الدراسة الحالیة.

خامسا: الأسالیب الإحصائیة المستخدمة:

فی الدراسة الحالیة تم استخدام العدید من الأسالیب الإحصائیة باستخدام الحزمة الاحصائیة فی العلوم الاجتماعیة SPSS کالتالی:

أولاً: للتأکدمن صدق وثباتالاستبانةالمستخدمة فیالدراسة الحالیةتم استخدام:

1- معامل ارتباط بیرسون  Pearson Correlationفی التأکد من صدق الاتساق الداخلی للاستبانة.

2- معامل ثبات ألفا کرونباخ Alpha Cronbach فی التأکد من ثبات الاستبانة.

ثانیاً: للإجابة عن أسئلة الدراسة تم استخدام:

1)   التکرارات Frequencies والنسب المئویة Percent والمتوسطات Mean والانحرافات المعیاریة Std. Deviation: فی الإجابة عن السؤال الأول وذلک للتعرف على أهمیة أخلاقیات البحث العلمی من وجهة نظر أفراد عینة الدراسة.

1-  اختبار تحلیل التباین أحادی الاتجاه One Way ANOVA فی التعرف على مدى اختلاف استجابات أفراد عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی باختلاف متغیر الدرجة العلمیة.

2-  اختبار شیفیه Scheffe کأسلوب للمقارنات البعدیة بین المجموعات فی حالة دلالة تحلیل التباین أحادی الاتجاه.

3-  اختبار "ت" للمجموعات المستقلة Independent Samples T-Testفی التعرف على مدى اختلاف استجابات أفراد عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی باختلاف (الکلیة، الجنس).

نتائج الدراسة ومناقشتها

أولاً: نتائج الإجابة على السؤال الأول:

ینص السؤال الأول للدراسة الحالیة على "ما تقدیر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی المتضمنة فی تلک الجوانب؟".

للإجابة عن هذا السؤال تم حساب التکرارات والنسب المئویة لاستجابات أفراد عینة الدراسة على کل عبارة من عبارات الاستبانة، ثم تم حساب المتوسطات والانحرافات المعیاریة لهذه الاستجابات وذلک للحکم على أهمیة أخلاقیات البحث العلمی، فکانت النتائج کما هی موضحة فی التالی:

1-    بالنسبة لأخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالباحث العلمی وصفاته:

جدول رقم (6):

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالباحث العلمی وصفاته

یتضح من الجدول السابق أن:

أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالباحث العلمی وصفاته جاءت متحققة بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، حیث بلغ المتوسط الوزنی للدرجات الکلیة فی هذا المحور من محاور الاستبانة 4.719 بانحراف معیاری 0.250 أما بشأن العبارات الفرعیة فی هذا المحور فجاءت جمیعها بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، وجاءت مرتبة حسب درجة الأهمیة کالتالی:

-        جاءت العبارة "النزاهة العلمیة والبعد عن استخدام البحث العلمی فی أغراض مشبوهة"          فی الترتیب الأول من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت         قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.949 بانحراف معیاری          قدره 0.221.

-        جاءت العبارة "الأمانة العلمیة فی نقل النصوص وعزو المراجع وعرض الدراسات السابقة" فی الترتیب الثانی من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث        بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.906 بانحراف          معیاری قدره 0.346.

-        جاءت العبارة "التواضع العلمی والاعتراف بالخطأ وقبول النقد الموجه إلیه" فی الترتیب الثالث من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.830 بانحراف معیاری قدره 0.419.

-        جاءت العبارة "الموضوعیة وعدم الانحیاز لأفکار مسبقة عند عرضه وتحلیله للآراء المختلفة" فی الترتیب الرابع من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.770 بانحراف معیاری      قدره 0.538.

-        جاءت العبارة "الاستقلالیة عند اختیار ومعالجة الموضوعات والمشکلات البحثیة" فی        الترتیب الخامس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.498 بانحراف معیاری         قدره 0.558.

2-       بالنسبة لأخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالمنهجیة العلمیة للبحث:

جدول رقم (7):

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالمنهجیة العلمیة للبحث

یتضح من الجدول السابق أن:

أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالمنهجیة العلمیة للبحث جاءت متحققة بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، حیث بلغ المتوسط الوزنی للدرجات الکلیة فی هذا المحور من محاور الاستبانة 4.749 بانحراف معیاری 0.283 أما بشأن العبارات الفرعیة فی هذا المحور فجاءت جمیعها بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، وجاءت مرتبة حسب درجة الأهمیة کالتالی:

-        جاءت العبارة "المصداقیة فی تحکیم أدوات البحث وتطبیقها ومعالجتها إحصائیا" فی الترتیب الأول من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.817 بانحراف معیاری قدره 0.398.

-        جاءت العبارة "عرض نتائج الدراسة کاملة وواضحة دون تحویر لمدلولها العلمی" فی الترتیب الأول متکرر من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت         قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.817 بانحراف معیاری          قدره 0.398.

-        جاءت العبارة "الدقة فی تحدید موضوع البحث وتحریر مصطلحاته العلمیة" فی الترتیب الثالث من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.787 بانحراف معیاری قدره 0.410.

-        جاءت العبارة "الالتزام بالمعاییر العلمیة عند اختیار عینة البحث والتعامل معها" فی الترتیب الرابع من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.736 بانحراف معیاری قدره 0.461.

-        جاءت العبارة "الاعتماد على الدلیل العلمی عند عرض الحقائق وتفنید الآراء" فی الترتیب الخامس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت         قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.732 بانحراف معیاری        قدره 0.453.

-        جاءت العبارة "الانفتاح على المعرفة العلمیة والأفکار الجدیدة فی مجال تخصصه" فی الترتیب السادس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.689 بانحراف معیاری        قدره 0.540.

-        جاءت العبارة "اختیار موضوعات بحثیة بناء على قیمتها العلمیة والتطبیقیة" فی الترتیب الخامس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.664 بانحراف معیاری           قدره 0.516.

3-   بالنسبة لأخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بعلاقة الباحث مع غیره من الباحثین:

جدول رقم (8):

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بعلاقة الباحث مع غیره من الباحثین

یتضح من الجدول السابق أن:

أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بعلاقة الباحث مع غیره من الباحثین جاءت متحققة بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، حیث بلغ المتوسط الوزنی للدرجات الکلیة فی هذا المحور من محاور الاستبانة 4.573 بانحراف معیاری 0.410 أما بشأن العبارات الفرعیة فی هذا المحور فجاءت جمیعها بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، وجاءت مرتبة حسب درجة الأهمیة کالتالی:

-        جاءت العبارة "توضیح أسماء المشارکین فی البحوث المشترکة والجهد الذی بذلوه بعیداً عن المجاملات" فی الترتیب الأول من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.813 بانحراف معیاری قدره 0.412.

-        جاءت العبارة "توجیه طلاب الدراسات العلیا بإخلاص ودعمهم فی مسیرتهم البحثیة والأکادیمیة" فی الترتیب الثانی من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.706 بانحراف معیاری قدره 0.518.

-        جاءت العبارة "الالتزام بروح الفریق عند العمل مع زملائه الباحثین داخل الجامعة وخارجها" فی الترتیب الثالث من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.630 بانحراف معیاری             قدره 0.550.

-        جاءت العبارة "تقدیم الدعم لزملائه الباحثین ومساعدتهم فی أبحاثهم إذا احتاجوا إلیه" فی الترتیب الرابع من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت          قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.460 بانحراف معیاری          قدره 0.593.

-        جاءت العبارة "أن یتداول مع زملائه نتائج أبحاثه والمعطیات الجدیدة فی مجال تخصصه" فی الترتیب الخامس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.255 بانحراف معیاری           قدره 0.718.

4-   بالنسبة لأخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بمسؤولیة الباحث تجاه المستهدفین بالبحث:

جدول رقم (9):

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بمسؤولیة الباحث تجاه المستهدفین بالبحث

یتضح من الجدول السابق أن:

أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بمسؤولیة الباحث تجاه المستهدفین بالبحث جاءت متحققة بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، حیث بلغ المتوسط الوزنی للدرجات الکلیة فی هذا المحور من محاور الاستبانة 4.650 بانحراف معیاری 0.409 أما بشأن العبارات الفرعیة فی هذا المحور فجاءت جمیعها بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، وجاءت مرتبة حسب درجة الأهمیة کالتالی:

-             جاءت العبارة "المحافظة على سریة المعلومات والبیانات الخاصة بالمستهدفین بالبحث" فی الترتیب الأول من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت  قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.838 بانحراف معیاری       قدره 0.391.

-             جاءت العبارة "تجنب الأضرار المستهدفین بالبحث وحمایتهم من أی مخاطر محتمله للبحوث والتجارب" فی الترتیب الثانی من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.770 بانحراف معیاری قدره 0.479.

-             جاءت العبارة "أخذ موافقة المستهدفین بالبحث سواء کانوا أفراداً أو مؤسسات" فی الترتیب الثالث من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.638 بانحراف معیاری         قدره 0.548.

-             جاءت العبارة "تزوید المستهدفین بنتائج البحث إن کان فیها منفعة تعود علیهم" فی الترتیب الرابع من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.506 بانحراف معیاری قدره 0.616.

-             جاءت العبارة "تطبیق حق المستهدفین بالانسحاب من البحث فی أی وقت" فی الترتیب الخامس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.498 بانحراف معیاری         قدره 0.712.

5-   بالنسبة لأخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالقضایا الصحیة والبیئیة:

جدول (10):

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالقضایا الصحیة والبیئیة

یتضح من الجدول السابق أن:

أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالقضایا الصحیة والبیئیة جاءت متحققة بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، حیث بلغ المتوسط الوزنی للدرجات الکلیة فی هذا المحور من محاور الاستبانة 4.732 بانحراف معیاری 0.429 أما بشأن العبارات الفرعیة فی هذا المحور فجاءت جمیعها بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، وجاءت مرتبة حسب درجة الأهمیة کالتالی:

-        جاءت العبارة "الحرص على ألا یترتب على تجارب البحث العلمی وتطبیقاته آثار ضارة على صحة الأجیال الحالیة والمستقبلیة" فی الترتیب الأول من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.847 بانحراف معیاری قدره 0.446.

-        جاءت العبارة "الإبلاغ الفوری للجهات المسؤولة عن أی خطأ تجریبی یترتب علیه ضرر على الصحة العامة والبیئة" فی الترتیب الثانی من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.787 بانحراف معیاری قدره 0.486.

-        جاءت العبارة "التخلص الأمن من جمیع المستلزمات المستخدمة فی التجارب العلمیة والبیئیة والتی قد تشکل خطراً على الصحة العامة أو البیئة" فی الترتیب الثالث من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.774 بانحراف معیاری قدره 0.485.

-        جاءت العبارة "مراعاة حق جمیع الکائنات الحیة بالبقاء ومعاملتها بإحسان عند إجراء التجارب علیها" فی الترتیب الرابع من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.677 بانحراف معیاری قدره 0.589.

-        جاءت العبارة "الحصول على الموافقات الرسمیة اللازمة عند نقل أو استیراد أو تخزین الکائنات الحیة لأغراض البحث العلمی" فی الترتیب الخامس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.574 بانحراف معیاری قدره 0.665.

6-        بالنسبة لأخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بمسؤولیة الباحث تجاه الجامعة والجهات الداعمة للبحث:

جدول (11):

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بمسؤولیة الباحث تجاه الجامعة والجهات الداعمة للبحث

یتضح من الجدول السابق أن:

أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بمسؤولیة الباحث تجاه الجامعة والجهات الداعمة للبحث جاءت متحققة بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، حیث بلغ المتوسط الوزنی للدرجات الکلیة فی هذا المحور من محاور الاستبانة 4.687 بانحراف معیاری 0.399 أما بشأن العبارات الفرعیة فی هذا المحور فجاءت جمیعها بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، وجاءت مرتبة حسب درجة         الأهمیة کالتالی:

-        جاءت العبارة "البعد عن مصادر التمویل عندما تکون محل شبهة أو غیر قانونیة" فی الترتیب الأول من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت      قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.821 بانحراف معیاری       قدره 0.533.

-        جاءت العبارة "الالتزام بجمیع شروط الجامعة والجهات الداعمة (فی حال البحوث المدعومة) على ألا تتنافى مع الضوابط المنهجیة للبحث العلمی" فی الترتیب الثانی من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.791 بانحراف معیاری قدره 0.428.

-        جاءت العبارة "الکشف عن جمیع الاختراعات والاکتشافات العلمیة التی تمت أثناء خدمته للجامعة والتعامل معها وفقا لسیاسة الجامعة" فی الترتیب الثالث من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.660 بانحراف معیاری قدره 0.549.

-        جاءت العبارة "الالتزام بشروط الجامعة أو الجهة الممولة بخصوص الخطة الزمنیة وتقاریر الإنجاز المرحلیة" فی الترتیب الرابع من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.655 بانحراف معیاری قدره 0.574.

-        جاءت العبارة "استخدام موارد الجامعة أثناء البحث حسب قواعد وأنظمة العمل المتبعة بالجامعة" فی الترتیب الخامس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.506 بانحراف معیاری قدره 0.688.

7-             بالنسبة لأخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بقضایا النشر العلمی:

جدول (12):

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بقضایا النشر العلمی

یتضح من الجدول السابق أن:

أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بقضایا النشر العلمی جاءت متحققة بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، حیث بلغ المتوسط الوزنی للدرجات الکلیة فی هذا المحور من محاور الاستبانة 4.770 بانحراف معیاری 0.323 أما بشأن العبارات الفرعیة فی هذا المحور فجاءت جمیعها بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، وجاءت مرتبة حسب درجة الأهمیة کالتالی:

-        جاءت العبارة "الالتزام بحقوق الملکیة الفکریة وعدم التعدی علیها بأی شکل من الأشکال" فی الترتیب الأول من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت       قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.872 بانحراف معیاری      قدره 0.359.

-        جاءت العبارة "احترام حقوق الباحثین عند الاستفادة من المعلومات المتاحة عبر الفضاء الإلکترونی" فی الترتیب الثانی من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.813 بانحراف معیاری قدره 0.412.

-        جاءت العبارة "الالتزام بقواعد ولوائح النشر العلمی عند تقدیم أبحاثه للنشر" فی الترتیب الثالث من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.800 بانحراف معیاری قدره 0.432.

-        جاءت العبارة "الحرص على نشر انتاجه العلمی فی مجلات علمیة محکمة ومعروفه بالتزامها بقواعد النشر العلمی" فی الترتیب الرابع من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.745 بانحراف معیاری قدره 0.465.

-        جاءت العبارة "الحرص على نشر أبحاثه ومقالاته العلمیة محلیا وعالمیا لتعمیم المعرفة ونشرها" فی الترتیب الخامس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.621 بانحراف معیاری قدره 0.559.

8-   بالنسبة لأخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالمسؤولیة الاجتماعیة للباحث:

جدول (13):

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة الدراسة حول أهمیة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالمسؤولیة الاجتماعیة للباحث

یتضح من الجدول السابق أن:

أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالمسؤولیة الاجتماعیة للباحث جاءت متحققة بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، حیث بلغ المتوسط الوزنی للدرجات الکلیة فی هذا المحور من محاور الاستبانة 4.614 بانحراف معیاری 0.403 أما بشأن العبارات الفرعیة فی هذا المحور فجاءت جمیعها بدرجة أهمیة مرتفعة جداً، وجاءت مرتبة حسب درجة الأهمیة کالتالی:

-        جاءت العبارة "تجنب السلوکیات التی تشکل خروجاً على أنظمة البحث العلمی عند التعامل مع المجتمع ومؤسساته" فی الترتیب الأول من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.766 بانحراف معیاری قدره 0.444.

-        جاءت العبارة "مراعاة القیم السائدة فی المجتمع التی یقرها الدین والعرف فی جمیع أبحاثه وتعاملاته" فی الترتیب الثانی من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.762 بانحراف معیاری قدره 0.492.

-        جاءت العبارة "المشارکة بإجراء البحوث والدراسات العلمیة التی تؤدی إلى تحسین جودة الحیاة فی المجتمع وحل مشکلاته" فی الترتیب الثالث من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.609 بانحراف معیاری قدره 0.562.

-        جاءت العبارة "تقدیم الاستشارات البحثیة والتخصصیة للمجتمع فی مجال تخصصه وضمن الأطر المتاحة له" فی الترتیب الرابع من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.489 بانحراف معیاری قدره 0.580.

-        جاءت العبارة "المشارکة فی الندوات والملتقیات العلمیة الهادفة لخدمة المجتمع فی حدود تخصصه العلمی" فی الترتیب الخامس من حیث درجة الأهمیة، وتحققت بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة حول هذه العبارة 4.443 بانحراف معیاری قدره 0.660.

ومجمل ما تم التوصل إلیه من نتائج فیما یتعلق بتقدیر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی یمکن تلخیصه فی الجدول التالی:

جدول (14):

أخلاقیات البحث العلمی من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم

والجدول السابق یتضح منه أن أخلاقیات البحث العلمی المتضمنة فی البحث الحالی متحققة بدرجة أهمیة مرتفعة جداً حیث بلغت قیمة المتوسط الوزنی للدرجات الکلیة على الاستبانة 4.696 بانحراف معیاری 0.286، وجاءت جمیع الأبعاد الفرعیة لأخلاقیات البحث العلمی على درجة مرتفعة جداً من الأهمیة وکان فی المرتبة الأولى من حیث درجة الأهمیة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بقضایا النشر العلمی بمتوسط 4.770 وانحراف معیاری 0.323، یلیها أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالمنهجیة العلمیة للبحث بمتوسط 4.749 وانحراف معیاری 2.83، ثم فی المرتبة الثالثة  أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالقضایا الصحیة والبیئیة بمتوسط 4.732 وانحراف معیاری 0.429، وفی المرتبة الرابعة جاءت أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالباحث العلمی وصفاته بمتوسط 4.719 وانحراف معیاری 0.250، وفی الترتیب الخامس کانت أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بمسؤولیة الباحث تجاه الجامعة والجهات الداعمة للبحث بمتوسط 4.687 وانحراف معیاری 0.399، وفی المرتبة السادسة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بمسؤولیة الباحث تجاه المستهدفین بالبحث بمتوسط 4.650 وانحراف معیاری 0.409، وفی المرتبة السابعة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بالمسؤولیة الاجتماعیة للباحث بمتوسط 4.614 وانحراف معیاری 0.403 وفی المرتبة الثامنة والأخیرة أخلاقیات البحث العلمی التی تتعلق بعلاقة الباحث مع غیره من الباحثین بمتوسط 4.573 وانحراف معیاری 0.410، ویمکن توضیح ذلک من خلال الشکل التالی:

ثانیاً: نتائج الإجابة على السؤال الثانی:

ینص السؤال الثانی للدراسة الحالیة على "هل توجد فروق ذات دلالة            إحصائیة فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی ترجع لمتغیرات (الکلیة، الجنس، الدرجة العلمیة)؟"

1-    بالنسبة لمتغیر الکلیة:

تم استخدام اختبار "ت" للمجموعات المستقلة فی الکشف عن دلالة الفروق فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی والتی ترجع لاختلاف الکلیة         (نظری وعلوم إنسانیة، علمی وتطبیقی) فکانت النتائج کما هی موضحة بالجدول التالی:

جدول (15):

دلالة الفروق فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی والتی ترجع لاختلاف الکلیة (درجة الحریة تساوی 233)

قیمة "ت" الجدولیة عند درجة حریة 233 ومستوى ثقة 0.05 ، 0.01 تساوی على الترتیب 1.66 ، 2.364

یتضح من الجدول السابق أنه:

-    لا توجد فروق دالة إحصائیاً فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی راجعة لاختلاف الکلیة (نظری وعلوم إنسانیة، علمی وتطبیقی)، ماعدا مجال الباحث العلمی وصفاته فقد کانت هناک فروق دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 والفروق لصالح الکلیات النظریة والعلوم الإنسانیة وقد یرجع هذا إلى عنایتهم بهذا الجانب أکثر بحکم التخصص.

2-    بالنسبة لمتغیر الجنس:

تم استخدام اختبار "ت" للمجموعات المستقلة فی الکشف عن دلالة الفروق فی        تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی والتی ترجع لاختلاف الجنس (ذکور، إناث) فکانت النتائج کما هی موضحة بالجدول التالی:

جدول (16):

دلالة الفروق فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی والتی ترجع لاختلاف الجنس (درجة الحریة تساوی 233)

قیمة "ت" الجدولیة عند درجة حریة 233 ومستوى ثقة 0.05 ، 0.01 تساوی على الترتیب 1.66 ، 2.364

یتضح من الجدول السابق أنه:

-    توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی راجعة لاختلاف الجنس، والفروق فی جمیع المحاور لصالح الإناث وقد یرجع هذا إلى عنایة المرأة بصفة خاصة بهذه الأخلاقیات وتقدیرها الکبیر لأهمیتها ودقتها فی تحری هذه الأخلاقیات والاهتمام بها.

3-    بالنسبة لمتغیر الدرجة العلمیة:

تم استخدام تحلیل التباین أحادی الاتجاه One Way ANOVA فی الکشف عن دلالة الفروق فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی والتی ترجع لاختلاف الدرجة العلمیة (أستاذ مساعد، أستاذ مشارک، أستاذ) فکانت النتائج کما هی موضحة        بالجدول التالی:

جدول (17):

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی وفقاً للدرجة العلمیة

جدول (18):

دلالة الفروق فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی والتی ترجع لاختلاف الدرجة العلمیة

قیمة ف الجدولیة عند درجات حریة (2، 232) ومستوى ثقة 0.05 و0.01 على الترتیب تساوی 2.996 و4.605

یتضح من الجدول السابق أنه:

-        لا توجد فروق دالة إحصائیاً فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی فی محاور (الباحث العلمی وصفاته، المنهجیة العلمیة للبحث، علاقة الباحث       مع غیره من الباحثین، مسؤولیة الباحث تجاه المستهدفین بالبحث) ترجع لاختلاف          الدرجة العلمیة.

-        توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی بالنسبة للدرجة الکلیة فی الاستبانة وفی محاور (القضایا الصحیة والبیئیة، مسؤولیة الباحث تجاه الجامعة والجهات الداعمة للبحث، قضایا النشر العلمی، المسؤولیة الاجتماعیة للباحث) ترجع لاختلاف الدرجة العلمیة.

وللکشف عن الفروق ذات الدلالة بین أعضاء هیئة التدریس أصحاب الدرجات العلمیة المختلفة فی تقدیراتهم لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی (الدرجة الکلیة، القضایا الصحیة والبیئیة، مسؤولیة الباحث تجاه الجامعة والجهات الداعمة للبحث، قضایا النشر العلمی، المسؤولیة الاجتماعیة للباحث)، تم استخدام اختبار شیفیة Scheffe کاختبار للمقارنة البعدیة فی حالة دلالة تحلیل التبیان أحادی الاتجاه فکانت النتائج کما هی موضحة بالجدول التالی:

جدول (19):

دلالة الفروق بین أعضاء هیئة التدریس أصحاب الدرجات العلمیة المختلفة فی تقدیرات أهمیة أخلاقیات البحث العلمی

* الفرق بین المتوسطین دال عند مستوى 0.05، ** الفرق بین المتوسطین دال عند مستوى 0.01

من الجدول السابق یتضح أنه تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لأهمیة أخلاقیات البحث العلمی من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم تقل بزیادة الدرجة العلمیة، حیث کانت هناک فروق دالة إحصائیاً بین مجموعة الأساتذة المساعدین ومجموعة الأساتذة فی تقدیر أهمیة أخلاقیات البحث العلمی فی کل المحاور السابقة والفروق لصالح مجموعة الأساتذة المساعدین، وتحتل مجموعة الأساتذة المشارکین مرتبة وسطیة بین مجموعة الاساتذة المساعدین ومجموعة الأساتذة، وقد یرجع هذا إلى کون الأعضاء المساعدین بحکم تجربتهم القریبة فی إعداد رسائلهم یرون أهمیة أکبر لهذه الأخلاقیات لمنع التجاوزات غیر الأخلاقیة التی أصبحت أکثر تنوعا مع انفتاح الفضاء الإلکترونی للباحثین مما یجعل إحساسهم بأهمیة هذه الأخلاقیات یکون أکثر من غیرهم.

الصیغة المقترحة لأخلاقیات البحث العلمی وتوصیات الدراسة:

        تعتبر أخلاقیات البحث العلمی وما تتضمنه من قواعد أخلاقیة وسمات شخصی للباحث الأکادیمی من المعاییر المهمة والأساسیة لتحقیق الجودة المطلوبة للبحث العلمی وتفعیل دوره فی التطویر والتنمیة، وتنطلق هذه الصیغة المقترحة من الحقیقة التی تؤکد أن أخلاقیات البحث العلمی لیست هی القواعد المنظمة للبحث العلمی فی الجامعة أو المؤسسة فالأخلاق أشمل وأعظم من القواعد والأحکام فی هذا المجال کما فی غیره من المجالات، کما تؤکد على إمکانیة تعزیز هذه القیم لدى الباحثین بشتى الطرق والوسائل الممکنة حین تتوفر الإرادة اللازمة لتحقیق هذه الغایة، وترى أنه یوجد للباحث مقابل هذه المسؤولیات الأخلاقیة حقوق وضمانات ینبغی العنایة بها جنبا إلى جنب مع هذه الأخلاقیات من أجل مزید من الاتقان والفاعلیة فی البحوث العلمیة على اختلاف غایاتها ومجالاتها، وفی ضوء ما أسفرت عنه نتائج هذه الدراسة فإن أخلاقیات البحث العلمی فی ضوء تقدیر أعضاء هیئة التدریس بجامعة القصیم لأهمیتها تتمثل فیما یلی:

أولاً: أخلاقیات تتعلق بالنشر العلمی:

1-  الالتزام بحقوق الملکیة الفکریة وعدم التعدی علیها بأی شکل من الأشکال.

2-  احترام حقوق الباحثین عند الاستفادة من المعلومات المتاحة عبر الفضاء الإلکترونی.   

3-  الالتزام بقواعد ولوائح النشر العلمی عند تقدیم أبحاثه للنشر. 

4-  الحرص على نشر انتاجه العلمی فی مجلات علمیة محکمة ومعروفه بالتزامها بقواعد النشر العلمی.                                                                                                                                                                  

5-  الحرص على نشر أبحاثة ومقالاته العلمیة محلیا وعالمیا لتعمیم المعرفة ونشرها.

ثانیاً: أخلاقیات تتعلق بالمنهجیة العلمیة:

1-  المصداقیة فی تحکیم أدوات البحث وتطبیقها ومعالجتها إحصائیا. 

2-  عرض نتائج الدراسة کاملة وواضحة دون تحویر لمدلولها العلمی.

3-    الدقة فی تحدید موضوع البحث وتحریر مصطلحاته العلمیة.

4-  الالتزام بالمعاییر العلمیة عند اختیار عینة البحث والتعامل معها.                                                                                                                                                                                                                                                                                               

5-  الاعتماد على الدلیل العلمی عند عرض الحقائق وتفنید الآراء.

6-  الانفتاح على المعرفة العلمیة والأفکار الجدیدة فی مجال تخصصه.

7-  اختیار موضوعات بحثیة بناء على قیمتها العلمیة والتطبیقیة.

ثالثاً: أخلاقیات تتعلق بالقضایا الصحیة والبیئیة:

1-       الحرص على ألا یترتب على تجارب البحث العلمی وتطبیقاته آثار ضارة على صحة الأجیال الحالیة والمستقبلیة.

2-       الإبلاغ الفوری للجهات المسؤولة عن أی خطأ تجریبی یترتب علیه ضرر على الصحة العامة والبیئة.

3-       التخلص الأمن من جمیع المستلزمات المستخدمة فی التجارب العلمیة والبیئیة والتی قد تشکل خطراً على الصحة العامة أو البیئة.

4-       مراعاة حق جمیع الکائنات الحیة بالبقاء ومعاملتها بإحسان عند إجراء التجارب علیها.                                                

5-       الحصول على الموافقات الرسمیة اللازمة عند نقل أو استیراد أو تخزین الکائنات الحیة لأغراض البحث العلمی.                        

رابعاً: أخلاقیات تتعلق بالباحث العلمی وصفاته ومنها:

1-  النزاهة العلمیة والبعد عن استخدام البحث العلمی فی أغراض مشبوهة.

2-  الأمانة العلمیة فی نقل النصوص وعزو المراجع وعرض الدراسات السابقة.

3-  التواضع العلمی والاعتراف بالخطأ وقبول النقد الموجه إلیه.

4-  الموضوعیة وعدم الانحیاز لأفکار مسبقة عند عرضه وتحلیله للآراء المختلفة.

5-  الاستقلالیة عند اختیار ومعالجة الموضوعات والمشکلات البحثیة.

خامساً: أخلاقیات تتعلق بالجامعة والجهات الداعمة:

1-  البعد عن مصادر التمویل عندما تکون محل شبهة أو غیر قانونیة                                                                

2-  الالتزام بجمیع شروط الجامعة والجهات الداعمة (فی حال البحوث المدعومة) على ألا تتنافى مع الضوابط المنهجیة للبحث العلمی. 

3-  الکشف عن جمیع الاختراعات والاکتشافات العلمیة التی تمت أثناء خدمته للجامعة والتعامل معها وفقا لسیاسة الجامعة.           

4-  الالتزام بشروط الجامعة أو الجهة الممولة بخصوص الخطة الزمنیة وتقاریر الإنجاز المرحلیة.

5-  استخدام موارد الجامعة أثناء البحث حسب قواعد وأنظمة العمل المتبعة بالجامعة.                                                  

سادساً: أخلاقیات تتعلق بالمستهدفین من البحث:

1-  المحافظة على سریة المعلومات والبیانات الخاصة بالمستهدفین بالبحث.                                                                

2-  تجنب الأضرار المستهدفین بالبحث وحمایتهم من أی مخاطر محتمله للبحوث والتجارب.

3-  أخذ موافقة المستهدفین بالبحث سواء کانوا أفراداً أو مؤسسات.                                                                  

4-  تزوید المستهدفین بنتائج البحث إن کان فیها منفعة تعود علیهم.                                                                  

5-  تطبیق حق المستهدفین بالانسحاب من البحث فی أی وقت.                                                                              

سابعاً: أخلاقیات تتعلق بالمسؤولیة الاجتماعیة للباحث:

1-  تجنب السلوکیات التی تشکل خروجاً على أنظمة البحث العلمی عند التعامل مع المجتمع ومؤسساته.

2-  مراعاة القیم السائدة فی المجتمع التی یقرها الدین والعرف فی جمیع أبحاثه وتعاملاته.                                                  

3-  المشارکة بإجراء البحوث والدراسات العلمیة التی تؤدی إلى تحسین جودة الحیاة فی المجتمع وحل مشکلاته.                        

4-  تقدیم الاستشارات البحثیة والتخصصیة للمجتمع فی مجال تخصصه وضمن الأطر المتاحة له.                                          

5-  المشارکة فی الندوات والملتقیات العلمیة الهادفة لخدمة المجتمع فی حدود تخصصه العلمی.                                               

ثامناً: أخلاقیات تتعلق بعلاقة الباحث مع زملائه الباحثین:

1-  توضیح أسماء المشارکین فی البحوث المشترکة والجهد الذی بذلوه بعیداً عن المجاملات.

2-  توجیه طلاب الدراسات العلیا بإخلاص ودعمهم فی مسیرتهم البحثیة والأکادیمیة.                                                           

3-  الالتزام بروح الفریق عند العمل مع زملائه الباحثین داخل الجامعة وخارجها.                                                      

4-  تقدیم الدعم لزملائه الباحثین ومساعدتهم فی أبحاثهم إذا احتاجوا إلیه.                                                               

5-  أن یتداول مع زملائه نتائج أبحاثه والمعطیات الجدیدة فی مجال تخصصه.                                                              

وفی ضوء نتائج الدراسة الحالیة نوصی بما یلی:

-        إجراء مزید من الدراسات والبحوث العلمیة فی کل جانب من جوانب أخلاقیات البحث العلمی وخصوصا ما یتعلق بأخلاقیات النشر العلمی التی حازت على تقدیر أکبر من عینة الدراسة، وذلک عن طریق بیانها بالتفصیل حتى یستفید الباحثون منها عند نشر أبحاثهم.

-        کذلک إجراء دراسات تقیس مدى وعی طلاب الدراسات العلیا باختلاف تخصصاتهم بهذه الأخلاقیات.

-        کما توصی الدراسة بضرورة إقرار مقرر خاص بأخلاقیات البحث العلمی یدرس لطلاب الدراسات العلیا.

-        وأیضا نوصی بتشکیل لجنة علیا على مستوى الجامعة للتوصل إلى میثاق أخلاقی للبحث العلمی یکون مرجعا للأساتذة والطلاب بهذا الشأن المهم.

المراجع:

-       النافع، عبداللطیف حمود (2012). الأمانة العلمیة فی عصر الانترنت، تقریر ندوة کتابة ونشر الأبحاث وأخلاقیات البحث العلمی، مجلة دراسات الخلیج والجزیرة العربیة، ع145، ص 269-175

-       http://www.maaal.com/archives/89737 مسترجع من الرابط

-       سید، برکات مراد أحمد (1980). أسس أخلاقیات البحث العلمی عند البیرونی، مجلة المسلم المعاصر، مصر، مجلد (13)، عدد (51،52)، ص 241-278

-       الحبیب، عبدالرحمن محمد بن علی، أبو کریم، أحمد فتحی عبدالکریم (2012). أخلاقیات البحث العلمی لدى طلاب الکلیات الإنسانیة: شواهد من جامعة الملک سعود، المجلة السعودیة للتعلیم العالی-السعودیة، ع8، ص 27-60

-       حجر، خالد أحمد مصطفى (2009). أخلاقیات البحث العلمی الأنثربولوجی المرامی والعقبات ومتطلبات الالتزام الفعال، مجلة جامعة أم القرى للعلوم الاجتماعیة، السعودیة، مج1، ع2، ص 12-71

-       زیادة، مصطفى عبدالقادر عبدالله (1996). نحو میثاق أخلاقی للمشتغلین بالبحث العلمی فی العالم العربی "دراسة من منظور إسلامی"، مجلة رسالة التربیة وعلم النفس، الریاض، ع6، ص 41-77

-       الغامدی، حمدان بن أحمد (2005). إطار مقترح لمیثاق أخلاقیات المهنة لأعضاء هیئة التدریس بمؤسسات التعلیم العالی بالمملکة العربیة السعودیة، مجلة رسالة الخلیج العربی، ع117، ص 157-202

-       قندیل، محروس محمد (2016). رؤیة مستقبلیة لإرشادات أخلاقیات البحث العلمی لکلیات التربیة الریاضیة، المجلة العربیة لعلوم التربیة البدنیة والریاضیة، مصر، ع26، ص 1-19

-       عبدالحی، رمزی أحمد مصطفى (2008). أخلاقیات البحث العلمی وموقف الباحث العربی منها، المؤتمر العلمی العربی الثالث، التعلیم وقضایا المجتمع المعاصر، مجلة جامعة الثقافة من أجل التنمیة، مج1، ص 187-215

-       أبو جحجوح، یحی محمد (2011). أخلاقیات البحث العلمی المستنبطة من القرآن الکریم والأحادیث النبویة الشریفة، أعمال مؤتمر البحث العلمی- مفاهیمه-أخلاقیاته-توظیفه، الجامعة الإسلامیة، غزة، ص 215-251

-       القیسی، ماهر فاضل، باسلامة، حسن، بن عزون، سلیمان (2001). مستوى الوعی بأخلاقیات البحث العلمی، دراسة میدانیة لأعضاء هیئة التدریس         فی کلیتی الآداب والتربیة، جامعة عدن، مجلة التربیة، ع3، ص          187-216

-       عودة، عمرو (1995). البحث الاجتماعی فی سیاق مناخ الخصخصة والتکیف الهیکلی: محاولة للتحلیل السسیولوجی، مؤتمر أخلاقیات البحث العلمی الاجتماعی، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، القاهرة، ص 125-140

-       السوسی، ماهر أحمد راتب (2014). أخلاقیات البحث العلمی فی الإسلام،          الجامعة الإسلامیة، غزة، مسترجع من الرابط

 http://site.iugaza.edu.ps/msousi/

-       فرج، صفوت ( 1980). القیاس النفسی، دار الفکر العربی، القاهرة.

-       الألفی، أشرف عبده (2008). تصور مقترح لمیثاق أخلاقیات مهنة التعلیم فی مصر فی ضوء الاتجاهات العالمیة وآراء العاملین، مجلة البحوث النفسیة والتربویة،  کلیة التربیة جامعة المنوفیة – مصر , مج 23 ، ع1، 330-431.

-       سرحان، منیر مرسی (1981). فی اجتماعیات التربیة. دار النهضة العربیة: القاهرة.

-       هاشم، کمال الدین محمد، الخلیفة، حسن جعفر (2011). التقویم التربوی، مفهومه وأسالیبه وتوجهاته الحدیثة. الطبعة الثالثة، الریاض، مکتبة الرشد.

-       النوح، مساعد عبدالله حمد (2011). مبادئ البحث التربوی. الطبعة الثانیة، الریاض،  مکتبة الرشد.

-       عبدالعالی، فراس، الصبح، زینب(2014). أخلاقیات البحث والنشر العلمی، مسترجع من الرابط http://alrai.com/article/663938.html

-       شنایدر، إیزابیلا (2013). أخلاقیات البیئة، مسترجع من الرابط

https://www.cilecenter.org/ar/articles-essays/

-       فرحات، محمد نور(1995). أخلاقیات البحث العلمی الاجتماعی فی مصر- إشکالیات الشرعیة والتعددیة، مؤتمر أخلاقیات البحث العلمی الاجتماعی، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، ص  467-484

-       زکریا، فؤاد(1978). التفکیر العلمی، سلسلة عالم المعرفة، الکویت، ص  279-310

-       عدلی، هویدا (1995). الحریة الأکادیمیة ما بین الدین والسیاسة، مؤتمر أخلاقیات البحث العلمی الاجتماعی، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، القاهرة، ص  141-156

-       سویف، مصطفى (1995). الدلالة الأخلاقیة لکفاءة العلماء فی دول العالم الثالث، مؤتمر أخلاقیات البحث العلمی السابق، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، القاهرة، ص  173-208

-       الفضلی، عبدالهادی ( 1992). أصول البحث، دار المؤرخ العربی، بیروت، لبنان.

المراجع الأجنبیة:

- Massoudi, M. (2008). An enquiry into the role and importance of ethics in scientific research. Interchange, 39(4),         443-468

-Basken, p.(2009). Science ethics rules leave room for scandals, critics fear. Chronicle of Higher Education, 55(42), A1-A8.

-Greenhalgh, T., & Wengraf, T. (2008). Collecting stories: is it research? Is it good research? Preliminary guidance based on a Delphi study. Medical Education, 42(3), 242-247.

-Adu-Gyamfi, K., & Okech, A. (2010). Ethics in research in mathematics education. Journal of Academic Ethics, 8(2), 129-135. doi: 10.1007/s10805-010-9111-2.

- Ramaswamy, R. (2013). General editorial on publication ethics. Journal of Science Education, 18(1), 1-3.

- Jones, J.H. (1993). Bad Blood: the Tuskegee Syphilis Experiment. NEW YORK: The Free Press.