بعض المتغيرات المعرفية وما وراء المعرفية المنبئة بالتطرف الفکرى لدى عينة من طلاب جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ الصحة النفسية المشارک کلية التربية – جامعة سطام کلية التربية- جامعة أسيوط

2 أستاذ الصحة النفسية المساعد کلية التربية- جامعة سطام

المستخلص

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين التطرف الفکرى لدى عينة من طلاب جامعة سطام وکل من هوية الأنا ، والمرونة المعرفية ، ووجهة الضبط ، والمعتقدات اللاعقلانية، والمعتقدات ما وراء المعرفية ، وتکونت عينة الدراسة من (193) طالباً بکلية التربية بوادى الدواسر بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز للعام الجامعى 2016/2017 ، وقد استخدم الباحثان المقاييس التالية : مقياس المرونة المعرفية Cognitive Flexibility Scale (إعدادMartin&Rubin, )  ، ومقياس التطرف الفکرى intellectual Extremism Scale  (إعداد الباحثين)، ومقياس مرکز الضبط Locus Of Control Scale  (إعدادDavidson) وترجمة وتقنين الباحثين، ومقياس المعتقدات اللاعقلانيةIrrational  Belifes Scale            ( إعداد Koopman et al ) ترجمة  وتقنين الباحثين، ومقياس المعتقدات ما وراء المعرفية Metacognitive Belifes  Scale  (ترجمة  وتقنين الباحث الأول)، ومقياس هوية الأنا Identity Ego Scale إعداد Adamsوأخرون((1986 (ترجمة وتقنين محمد السيد عبدالرحمن) ، وقد استخدم الباحثان المنهج الوصفى التحليلى لمناسبته لاختبار فروض الدراسة، کما استخدم الباحثان عدداً من الأساليب الإحصائية مثل معامل الارتباط ، وتحليل         الانحدار المتعدد ، وتحليل المسار. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن قيم معاملات الارتباط بين التطرف الفکرى وکل من هوية الأنا ، والمرونة المعرفية ، ووجهة الضبط  ، والمعتقدات اللاعقلانية ، والمعتقدات ما وراء المعرفية جاءت دالة عند 0.01 ، کما کشفت نتائج        الدراسة عن إمکانية التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال بعض أبعاد المعتقدات اللاعقلانية :          ( عدم المسئولية الانفعالية ، طلب الاستحسان ، الاستعلاء ) ، وبعض أبعاد المعتقدات ما وراء المعرفية التالية (المعتقدات السلبية بشأن عدم القدرة على التحکم فى الأفکار والخطر، الثقة المعرفية) ، کما کشفت نتائج الدراسة عن إمکانية التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال متغيرات المرونة والضبط الخارجي ومرتبتي الهوية التشتت والإغلاق). کما کشفت نتائج الدراسة        عن نموذج تحليل مسار يوضح المسارات الدالة إحصائيا بين هذه المتغيرات وبين التطرف الفکرى مُدعماً بنتائج الدراسات السابقة ونتائج تحليل الانحدار المتعدد فى الفروض من الثانى إلى السادس.
The current study aimed to investigate the relationship between intellectual Extremism on the one hand, and Identity Ego,Cognitive flexibility, Locus of control , Irrational belifes, Metacognitive belifes.. Research sample consisted of 193 1st–year students at Prince Sattam Bin Abdelaziz University Faculty of Education in Waddi Addwasser during the academic year 2016-2017. The researcher used the following scales: (1)intellectual Extremism Scale,; (2) Identity Ego Scale; (3)Cognitive Flexibility Scale;Locus Of Control Scale;Irrational Beliefs Scale and (4) Metacognive Beliefs Scale, translated by the First researchers.The  two researcher used also a number of statistical methods such as correlation coefficients, multiple regression analysis, and path analysis.
The results of the study found that the values ​​of the correlation coefficients between intellectual extremism and ego identity, cognitive flexibility, locus of control, irrational beliefs, and meta-cognitive beliefs came to 0.01. The results also revealed the possibility of predicting intellectual extremism through some dimensions of irrational beliefs (Emotional irresponsibility,Rigidity, Demand for approval), and some dimensions of the Meta- cognitive beliefs (negative beliefs about the inability to control ideas and danger, cognitive confidence). The results of the study also revealed the possibility of predicting intellectual extremism through the variables of flexibility, External control , Ego identity (The Diffusion and Foreclosure). The results of the study also revealed a path analysis model showing the statistically significant pathways between these variables and the Intellectual Extremism supported by the results of the previous studies and the results of the multiple regression analysis in the two to sixth hypothese.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

بعض المتغیرات المعرفیة وما وراء المعرفیة

 المنبئة بالتطرف الفکرى لدى عینة من طلاب

جامعة الأمیر سطام بن عبد العزیز

 

إعــــداد

د/ عبدالله محمد عبدالظاهر الخولى

أستاذ الصحة النفسیة المشارک

کلیة التربیة – جامعة سطام

کلیة التربیة- جامعة أسیوط

elzaher20022003@yahoo.com

د/ محمد عبدالقادر على متولى

أستاذ الصحة النفسیة المساعد

کلیة التربیة- جامعة سطام

mo.ali @psau.edu.sa

 

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد الثانى عشر دیسمبر 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص البحث

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العلاقة بین التطرف الفکرى لدى عینة من طلاب جامعة سطام وکل من هویة الأنا ، والمرونة المعرفیة ، ووجهة الضبط ، والمعتقدات اللاعقلانیة، والمعتقدات ما وراء المعرفیة ، وتکونت عینة الدراسة من (193) طالباً بکلیة التربیة بوادى الدواسر بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز للعام الجامعى 2016/2017 ، وقد استخدم الباحثان المقاییس التالیة : مقیاس المرونة المعرفیة Cognitive Flexibility Scale (إعدادMartin&Rubin, )  ، ومقیاس التطرف الفکرى intellectual Extremism Scale  (إعداد الباحثین)، ومقیاس مرکز الضبط Locus Of Control Scale  (إعدادDavidson) وترجمة وتقنین الباحثین، ومقیاس المعتقدات اللاعقلانیةIrrational  Belifes Scale            ( إعداد Koopman et al ) ترجمة  وتقنین الباحثین، ومقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة Metacognitive Belifes  Scale  (ترجمة  وتقنین الباحث الأول)، ومقیاس هویة الأنا Identity Ego Scale إعداد Adamsوأخرون((1986 (ترجمة وتقنین محمد السید عبدالرحمن) ، وقد استخدم الباحثان المنهج الوصفى التحلیلى لمناسبته لاختبار فروض الدراسة، کما استخدم الباحثان عدداً من الأسالیب الإحصائیة مثل معامل الارتباط ، وتحلیل         الانحدار المتعدد ، وتحلیل المسار. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن قیم معاملات الارتباط بین التطرف الفکرى وکل من هویة الأنا ، والمرونة المعرفیة ، ووجهة الضبط  ، والمعتقدات اللاعقلانیة ، والمعتقدات ما وراء المعرفیة جاءت دالة عند 0.01 ، کما کشفت نتائج        الدراسة عن إمکانیة التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال بعض أبعاد المعتقدات اللاعقلانیة :          ( عدم المسئولیة الانفعالیة ، طلب الاستحسان ، الاستعلاء ) ، وبعض أبعاد المعتقدات ما وراء المعرفیة التالیة (المعتقدات السلبیة بشأن عدم القدرة على التحکم فى الأفکار والخطر، الثقة المعرفیة) ، کما کشفت نتائج الدراسة عن إمکانیة التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال متغیرات المرونة والضبط الخارجی ومرتبتی الهویة التشتت والإغلاق). کما کشفت نتائج الدراسة        عن نموذج تحلیل مسار یوضح المسارات الدالة إحصائیا بین هذه المتغیرات وبین التطرف الفکرى مُدعماً بنتائج الدراسات السابقة ونتائج تحلیل الانحدار المتعدد فى الفروض من الثانى إلى السادس.

الکلمات المفتاحیة: التطرف الفکرى ، هویة الأنا ، المرونة المعرفیة ، وجهة الضبط ، المعتقدات اللاعقلانیة ، المعتقدات ما وراء المعرفیة .

 

Abstract

The current study aimed to investigate the relationship between intellectual Extremism on the one hand, and Identity Ego,Cognitive flexibility, Locus of control , Irrational belifes, Metacognitive belifes.. Research sample consisted of 193 1st–year students at Prince Sattam Bin Abdelaziz University Faculty of Education in Waddi Addwasser during the academic year 2016-2017. The researcher used the following scales: (1)intellectual Extremism Scale,; (2) Identity Ego Scale; (3)Cognitive Flexibility Scale;Locus Of Control Scale;Irrational Beliefs Scale and (4) Metacognive Beliefs Scale, translated by the First researchers.The  two researcher used also a number of statistical methods such as correlation coefficients, multiple regression analysis, and path analysis.

The results of the study found that the values ​​of the correlation coefficients between intellectual extremism and ego identity, cognitive flexibility, locus of control, irrational beliefs, and meta-cognitive beliefs came to 0.01. The results also revealed the possibility of predicting intellectual extremism through some dimensions of irrational beliefs (Emotional irresponsibility,Rigidity, Demand for approval), and some dimensions of the Meta- cognitive beliefs (negative beliefs about the inability to control ideas and danger, cognitive confidence). The results of the study also revealed the possibility of predicting intellectual extremism through the variables of flexibility, External control , Ego identity (The Diffusion and Foreclosure). The results of the study also revealed a path analysis model showing the statistically significant pathways between these variables and the Intellectual Extremism supported by the results of the previous studies and the results of the multiple regression analysis in the two to sixth hypothese.

Key words: Intellectual Extremism, Ego Identity, Cognitive  Flexibility ,Locus of Control ,Irrational  Beliefs ,Meta-cognitive Beliefs.

مقدمة الدراسة :

          یُعتبر الشباب هم مُستقبل الأمة وحاضرها القوى وخط دفاعها الأول ، والأکثر استهدافاً للهجمات الفکریة التى تمس خصائص نموهم کافة وعلى رأسها الفکریة ، ویحیط بالشباب العربى عالم یموج بتغیرات کثیرة یصعب إدراکها أو مسایرتها. وفى السنوات الأخیرة الماضیة وبعد الطفرة والتقدم فی مجال الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات بات الشباب فی مواجهة مباشرة مع تلک التغیرات بکل أثارها ، حتى أصبحت ظاهرة التطرف وخاصة التطرف الفکرى من أکثر المشکلات المنتشرة بین الشباب .

          ومنذ الثورة المعرفیة فی أوائل  عام 1950 تمت مناقشة المعرفة Cognitions  کمکون رئیس فى فهم وعلاج الاضطرابات النفسیة، وعلى الرغم من وجود أدبیات واسعة أُجریت حول الارتباط بین المعرفة المتصلة بالعلاج مثل المعتقدات اللاعقلانیة Irrational beliefs والضغوط النفسیة Psychological distress على مدى الستین سنة الماضیة ، إلا أن هناک القلیل من المعرفة التحلیلیة حول طبیعة هذه العلاقة((Visla,2015.، وتمشیاً مع هذا ، فقد ثبت أن المعتقدات اللاعقلانیة ترتبط بمؤشرات مختلفة من سوء التوافق النفسى. (Matthias,et al,2010) ، وقد افترضت بعض الدراسات أن الاکتئاب قد یصنع بعض التأثیر السریع للاتجاه نحو التطرف الفکرى (Bhui,Everitt&Jones,2014).، وترى دراسة Vanhiel&Mervielde (2003) أن التعقید المعرفى Cognitive Complexity اعتبر سمة فردیة ترافق تمسک الفرد بأیدیولوجیة محددة.

وقد لاحظ الباحثان کثیراً من التضارب بین تفسیرات بعض النظریات للتطرف ، حیث ترى النظریة التعددیة القیمیة ، أن مؤیدى الأیدیولوجیات المتطرفة یُظهرون مستویات        منخفضة من التعقید المعرفى. وفى المقابل تنص نظریة السیاق على أن المتطرفین       یفکرون بطریقة أکثر تعقیداً وجدلاً بشأن السیاسة. ووفقاً لنظریة السیاق ، فقد تم التوصل إلى ارتباطات إیجابیة کبیرة بین التعقید المعرفى والأیدیولوجیات المتطرفة لدى جمیع العینات. Vanhiel&Mervielde,2003)). وفى ضوء ما سبق من تفسیرات تؤید Baele نظریة السیاق، حیث قدمت التقییم الدقیق للفرضیات التى بموجبها یلعب المستوى المرتفع من  المشاعر السلبیة Negative feelings ، خاصة الغضب Anger ، ونقص المرونة المعرفیة Lack of cognitive flexibility ، والتعقید المعرفى Cognitive Comlexity دوراً فى الأعمال العنیفة للإرهابیین.(Baele,2017) 

ویقوم المدخل العلاجى المعرفى للعدید من الاضطرابات النفسیة بدمج عدد من المکونات الأساسیة للعلاج العقلانى الانفعالى السلوکى التى طورها Ellis ( 1994، 2004، 2011)، وبالتالى تنسیق المفاهیم المتعلقة بـــــ: التشوهات المعرفیة التى تجعل الشخص عُرضة لحوادث الحیاة السلبیة التى سیتم تفسیرها بطریقة کارثیة ومبالغ فیها. کما یذکر Holland 2000 ، Holdevici 2009 أن الأفکار والمعتقدات والمخططات المعرفیة السلبیة هى التى تجعل الشخص یصبح ألیاً وهشاً، علاوة على ذلک ، تؤکد العواطف بالفعل الدور الأضعف لمقاومة الإحباط والغزو المعرفى مع الأوامر غیر المرنة والفئویة.(Cracsner&Mogosan,2015)

وتُعتبر معتقدات ما وراء المعرفة المضطربة وظیفیاً Dysfunctional metacognitive beliefs والسیطرة التنفیذیة Executive control عوامل مُهمة فى تفسیر حدوث بعض الاضطرابات النفسیة مثل الاکتئاب والقلق(Kraft,2017).، ویُشیر مصطلح ما وراء المعرفة Metacognition إلى التحکم فى الأفکار وتعدیلها وتفسیرها (Wells&Cartwright-Hatton,2004) ، ویرتبط بالسیطرة التنفیذیة من الناحیة المفاهیمیة(Fernadez-Dugue et al.2004)  ، وتتحکم الوظائف التنفیذیة وتنسق العملیات المعرفیة منخفضة المستوى لتوجیه السلوک نحو الهدف (Banich,2009). ، کما یرى (Wells&Papageorgiou,2009) أن معتقدات ما وراء المعرفة تقفل الفرد وتحبسه فى دورة مثابرة من التفکیر السلبى.

ووفقاً للنظریة التى طورها Rotter  فإن وجهات نظر الناس حول الأسباب الکامنة وراء الأحداث فى حیاتهم، والاختلاف فى وجهة الضبط ( داخلى – خارجى) حول المعتقدات یؤدى إلى اختلافات فى تصورات الناس وتقییمات الأحداث التى تحدث لهم وللأخرین. بمعنى أنه فى الحالات التى تخفق فیها الظروف البیئیة فى تقدیم تفسیر معین لنجاح أو فشل الأفراد ، تخرج وجهة الضبط لدى الفرد على المعتقدات کطریقة لتفسیر ذلک.(Taylor et al.,2006). ،         وقد جاءت نتائج دراسة Shojaee لتدعیم ذلک ، حیث أکدت أن الأفراد ذوى وجهة       الضبط الداخلى لدیهم مستویات أعلى من الصحة النفسیة مقارنة بالأفراد ذوى وجهة الضبط الخارجى.(Shojaee,2014)، کما أکدت دراسة (Sagone&Caroli,2014) أنه کلما کان المراهقون لدیهم مرکز ضبط خارجى کلما وضعوا ثقتهم فى الخرافة والحظ السعید. ویُعد الاعتقاد فى الخرافة والحظ هو أحد العوامل التى تُؤثر على سلوک وتصرفات الأفراد. إن ظاهرة التطرف الفکری ظاهرة متعددة الأسباب والأبعاد ، فنجد أن ضعف الهویة واضطرابها یُسهم فی تفسیر التطرف الفکری ، حیث یرى أنصار نظریة الهویة أن التطرف یُعد متنفساً لمشاعر النقص وتقلص القیمة الشخصیة، بل قد یکون سبیلاً للحصول على الأهمیة الشخصیة أو إعطاء الحیاة معنى وهدف (Mirahmadi,2016).

وتسعى الدراسة الحالیة إلى التعرف على العلاقة بین التطرف الفکرى  وبین بعض المتغیرات المعرفیة وما وراء المعرفیة والشخصیة والنفسیة کهویة الأنا والمرونة الفکریة، وجهة الضبط والمعتقدات اللاعقلانیة والمعتقدات ما وراء المعرفیة، والتعرف على إمکانیة التنبؤ به من خلال هذه المتغیرات.

مشکلة الدراسة :

          إن التطرف یعرض أمن الدول للخطر، ویعرقل سیر مؤسساتها، ویعوق التطویر، ویربک خطط التنمیة ویکون سبباً لهروب رؤوس الأموال، وعزوف الاستثمار الأجنبی، کما یُعتبر أرضیة خصبة لتنامی جرائم أخرى. هذا بالإضافة إلى ما یُشکله ونتائجه من کُلفة اقتصادیة عالیة ، ومن هنا کانت خطورة اعتناق الأفکار المنحرفة وانعکاسها على السلوک حینما تتجاوز القناعات إلى سلوک وتصبح ممارسات ضد الأخرین من أجل إلحاق الضرر بالفرد والجماعة ، وفرض أفکار وتصورات تتعارض مع الثوابت والقیم المتعارف علیها.

          وقد تُسهم العوامل النفسیة فی إمکانیة قابلیة الفرد ومیله إلى التطرف العنیف.          وتُشیر کثیر من الدراسات إلى أن بعض الناس یصبحون متطرفین عنیفین کجزء من         سعیهم للحصول على الأهمیة ، أو کرغبة منهم فی جعل حیاتهم لها هدف ومعنى(Kruglandski et.al.,2009) .. إن جوهر مشکلة التطرف  یظهر فی المواقف والسلوکیات العنیفة، ولکن تکمن مشکلته أکثر فی تلک الطبیعة المنغلقة الثابتة ، وغیر المتسامحة ، وحالة الجمود (شاکر عبدالحمید،2017،13)، وتؤکد دراسة محمد نور الدین (2004) أن تطرف الاستجابة ظاهرة منتشرة بین المراهقین ، وأظهرت نتائجها وجود إرتباط بین تطرف الاستجابة وبین بعض سمات الشخصیة وأُحادیة الرؤیة واستبعاد الأخر والاتجاه نحو التطرف الدینى. وهذا ما توصلت إلیه دراسة جلال بیومى (1993) أن الشصیة التطرفة تتمیز ببنیة نفسیة تتسم بالتعصب ، السیطرة، ضعف الأنا، الجمود الفکرى، النفور من الغموض  وقد اقترحت نظریة العلاج العقلانى الانفعالى السلوکىREBT أن الاعتقاد اللاعقلانى المرکزى فى الاضطراب النفسى ینطوى على مطالب مطلقة، وترتبط المطالب بفئتین من الاعتقاد اللاعقلانى  المتعلقة بالقیمة الذاتیة ، وتلک المتعلقة بعدم التسامح مع الأحباط.(Harrington,2013)

وبشکل أعم ، تمثل المعتقدات المطلقة فلسفة شخصیة تتضمن نظرة مثالیة تتصف بالکمال المطلق، وتتضمن رؤیة الیوتوبیا للعالم. ولذلک ، فالمعتقدات اللاعقلانیة لیست فقط مطلقة ، ولکنها على خلاف مع العالم.(Harrington,2013) ، ویذکر Roberson (2010) أن قبل ألفى عام جادل الفلاسفة المتحمسون مثل Seneca (1997) بأن الاضطراب النفسى ینشأ من رفضنا لقبول العالم کما هو، ومطالبتنا بأن یتطابق العالم مع رغباتنا . (Harrington,2013)، وغالباً ما یستخدم المتطرفون العنیفون أیدیولوجیات رادیکالیة متطرفة ، ومعتقدات ، وقیم لترویج عدم التسامح والکراهیة لیبرروا استخدامهم للعنف من أجل مواجهة المظالم(Mirahmadi,2016) .

وتسیطر المعتقدات اللاعقلانیة على روح الفرد ، وتُعد عاملاً مُحدداُ لکیفیة تفسیر وإعطاء المعانى للأحداث وتنظیم نوعیة السلوکیات والعواطف. وتُعتبر المعتقدات اللاعقلانیة حقیقة، ولا تتزامن مع الواقع، حیث تطرد وتلغى تکامل الفرد،  وتمنع تعامل الفرد الناجح مع الأحداث والوقائع الاستفزازیة .(Nieuwen,et.al.,2010) ، ویذکر Haslam&Turner أن المتطرفین عُرضة للخطأ لأنهم ضحایا لواحد أو أکثر من الأتى : الانحراف، سوء التکیف، القلق، عدم التسامح مع الغموض، عدم المرونة، الرغبة فى التأکد، التمرکز حول الذات ، الاستبداد، الاستعلاء، والدوجماطیة. (Haslam&Turner,1998)،

  ویمکن صیاغة مشکلة الدراسة فى التساؤل التالى: هل یمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى عینة طلاب جامعة الأمیر سطام  من خلال بعض المتغیرات الشخصیة والمعرفیة؟ ویتفرع من التساؤل الرئیس السابق التساؤلات الفرعیة التالیة :

1- هل یمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة  من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة ؟

2- هل یمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة من خلال المعتقدات اللاعقلانیة ؟

3- هل یمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة من خلال المرونة الفکریة ؟

4- هل یمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة من خلال مرکز الضبط ؟

5- هل یمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة من خلال مراتب الهویة ؟

  6- یمکن التوصل إلى نموذج  لتحلیل المسارات الدالة بین التطرف الفکرى وبعض المتغیرات الشخصیة والمعرفیة.

أهداف الدراسة :

تهدف الدراسة الحالیة إلى التعرف على :

1- العلاقة الارتباطیة بین التطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة وکل من المعتقدات ما وراء المعرفیة،المرونة المعرفیة، المعتقدات اللاعقلانیة، ووجهة الضبط، وهویة الأنا .

2- إمکانیة التنبوء بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة.

3- إمکانیة التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة من خلال المعتقدات اللاعقلانیة.

4- إمکانیة التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة من خلال المرونة المعرفیة.

5- إمکانیة التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة من خلال وجهة الضبط.

6- إمکانیة التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى طلاب الجامعة من خلال هویة الأنا.

7-  التوصل إلى النموذج المتوقع للمسارات الدالة بین التطرف الفکرى  وبعض متغیرات الشخصیة  والمعرفیة (المعتقدات ما وراء المعرفیة – المعتقدات اللاعقلانیة – المرونة المعرفیة – مرکز الضبط – هویة الأنا).

أهمیة الدراسة :        

تتضح أهمیة الدراسة الحالیة فیما یلى :

1- تُولى الدراسة اهتماما بفئة تُعد من أهم الفئات وأکثرها احتیاجاً للدعم النفسى وهى فئة الشباب، والتى ُتعد مصدر الطاقة البشریة الواعدة لتنمیة المجتمعات وتقدمها .

2- تتناول الدراسة عدداً من المتغیرات المعرفیة والشخصیة التى أجمعت الکثیر من الدراسات على أنها سبب رئیس فى معظم الاضطرابات النفسیة واستمرارها.

3- إثراء المکتبة العربیة بمقاییس جدیدة للتطرف الفکرى والمرونة المعرفیة والمعتقدات اللاعقلانیة والمعتقدات ما وراء المعرفیة  والتى یمکن أن یستعین بها الباحثون والمرشدون التربویون والاخصائیون النفسیون فى تشخیص الأسباب الرئیسة للتطرف الفکرى من         أجل تقدیم خدمات الإرشاد النفسى الملائمة بدایة من الخدمات الإنمائیة والوقائیة      والتدخلات العلاجیة .

4- قد تفید النتائج التى تتوصل إلیها الدراسة الحالیة الباحثین واالمرشدین التربویین والاخصائیین النفسیین المدرسیین ومقدمى الخدمات النفسیة للأطفال والمراهقین ، والعاملین فى مراکز الإرشاد النفسى والتربوى الحکومیة والخاصة فى تخطیط وتنفیذ برامج إنمائیة ووقائیة وعلاجیة للتطرف الفکرى عند الشباب.

حدود الدراسة :

تتحدد الدراسة الحالیة بالعینة المستخدمة وهم طلاب کلیة التربیة بوادى الدواسر ، فى الفصل الدراسى الأول للعام الجامعى (2016/2017) والتى بلغ قوامها(193) طالباً ، کما تتحدد بالمنهج الوصفى التحلیلى وبأدوات الدراسة وبالأسالیب الإحصائیة المستخدمة والنتائج التى تتوصل إلیها .

مصطلحات الدراسة :

1- التطرف الفکرى :Intellectual Extremism

یُعرف التطرف الفکری بأنه المبالغة فی التمسک فکراً أو سلوکاً بجملة من الأفکار، قد تکون دینیة عقائدیة، أو سیاسیة، أو اقتصادیة ، أو أدبیة، أو فنیة، تُشعر صاحبها بامتلاک الحقیقة المطلقة، وتخلق فجوة بینه وبین النسیج الاجتماعی الذی یعیش فیه وینتمی إلیه ، الأمر الذی یؤدی إلى غربته عن ذاته، وعن الجماعة، ویعوقه عن ممارسة التفاعلات المجتمعیة التی تجعله فرداً منتجاً (البرعی،  11،2002). ویُعرفه الباحثان إجرائیاً بأنه غلو الفرد وتشدده فى سلوکه وفکره وانفعاله انحرافاً عما هو سائد فى المجتمع وقیمه وموروثاته، ویقاس بالدرجة التى یحصل علیها الفرد على مقیاس التطرف الفکرى.

2- المعتقدات ما وراء المعرفیة: Meta cognitive Beliefs  

یُشیر مصطلح ما وراء المعرفة إلى التحکم فی الأفکار وتعدیلها وتفسیرها (Wells&Cartwright-Hatton,2004) ، ویرتبط من الناحیة المفاهیمیة بالسیطرة التنفیذیة Executive control (Fernandez-Dugue et al,2000) ، وتتحکم الوظائف التنفیذیة Executive functions وتنسق العملیات المعرفیة منخفضة المستوى لتوجیه السلوک نحو الهدف(Banich,2009).. ویعرفه الباحثان إجرائیاً بأنه : أفکار الفرد عن طریقة تفکیره ، وتقاس هذه المعتقدات ما وراء المعرفیة الإیجابیة والسلبیة بالدرجة التى یحصل علیها الفرد على مقیاس ما وراء المعرفة والذى یتکون من خمسة أبعاد تعبر عن خمس معتقدات .

3- المعتقدات اللاعقلانیة :  Irrational beliefs

          یرى Ellis أن المعتقدات اللاعقلانیة أفکار غیر واقعیة واستبدادیة ، وترتبط فى جوهرها بأفکار تتعلق بالتقییم الذاتى السلبى.(Ellis,2003) وُیعرفها الباحثان إجرائیاً بأنها مجموعة من الأفکار غیر المنطقیة التى یعتقد الفرد فیها ویتمسک بها ، وتؤثر فى سلوکه ونظرته للحیاة ، کقلقه الدائم من المستقبل ، والاستعلاء على الأخرین وإصدار أحکاماً مطلقه علیهم وعلى البیئة المحیطة ، وکراهیة تحمل المسئولیة ، والسعى لنیل استحسان الأخرین وتجنب المشکلات التى قد تواجهه، وتقاس من خلال الدرجة التى یحصل علیها المفحوص على مقیاس المعتقدات اللاعقلانیة .

4- المرونة المعرفیة :Cognitive Felexibilty

          یرى (Zelazo,2008) أن المرونة المعرفیة هى مُکون من الوظائف التنفیذیة Executive functions التى ترتبط مع أخذ وجهات نظر متعددة من موضوع أو          حدث واحد. وتتضمن القدرة على الاسترداد والمرونة فى التبدیل بین قواعد المهام           (Campbell et al,2013). وُیعرفها الباحثان إجرائیاً بأنها قدرة الفرد على التصرف بشکل مناسب فى المواقف الجدیدة، وإیجاد حلول مبتکرة للمشکلات التى یواجهها، والتعامل المرن مع البدائل المتاحة واتخاذ قرارات قابلة للتنفیذ على أرض الواقع ، وتقاس من خلال الدرجة التى یحصل علیها المفحوص على مقیاس المرونة المعرفیة .

5- مرکز الضبط :  Locus Of Control  

یُعتبر مرکز الضبط سمة أو بنیة شخصیة تکشف کیف یُدرک الأفراد قدرتهم على التحکم فی أحداث الحیاة أو البیئة المحیطة.(April et al,2012) ، ویُعرف الباحثان مرکز الضبط إجرائیاً بأنه " تکوین افتراضى یکشف عن المعتقدات التى یحملها الفرد بخصوص العوامل الأکثر تحکماً فی أحداث مهمة فی حیاته، ویُقاس من خلال الدرجة التى یحصل علیها الفرد على مقیاس وجهة الضبط.

6- هویة الأنا  :Identity Ego

          یُشیر مصطلح هویة الأنا إلى مقدار ما یحققه الفرد من الوعی بالذات والتفرد والاستقلالیة ، وأنه ذو کیان متمیز عن الآخرین، والإحساس بالتکامل الداخلی والتماثل والاستمراریة عبر الزمن ، والتمسک بالمثالیات والقیم السائدة فی ثقافته (عبد الرحمن،محمد السید، 1998، 400). ویُعرفه الباحثان إجرائیاً بأنه : الدرجة التى یحصل علیها الفرد من استجابته على بنود مقیاس الهویة بشقیها الاجتماعى والبیولوجى والتى تعیّن رتبة الهویة لدیة ما بین رتب الهویة الأربعة " الإنجاز، التعلیق،الإنغلاق، والتشتت".

الإطار النظرى والدراسات السابقة :

أولاً: التطرف الفکرى :Ideological Extremism

          التطرف فى اللغة کلمة مشتقة من الطرف ، بمعنى الناحیة أو الطائفة من الشىء ، وتطرف فُلان أى أتى الطرف ، وفى المسألة جاوز فیها الاعتدال. (مجمع اللغة العربیة ،1985، 572). وفى قاموس Webster یُشیر التطرف إلى الابتعاد وبشدة عما هو منطقى ومعقول(Webster,1984,316) . ، وتُشیر کلمة Extreme  إلى أى ناحیتین تکونان متناقضتین ومتباعدتین فى المسافة عن بعضهما مثل انفعال الألم أو السرور.

  ویُعرف التطرف الفکرى اصطلاحاً بأنه " تجاوز الفرد حدود الوسطیة فیما یصدر عنه من أحکام على أمور معینة، نتیجة اعتناقه أفکاراً مُنحرفة، واعتقاده بصحتها وإصراره علیها ، دون اعتراف بحریة الفکر وتبادل الآراء واحترام الرأی الآخر (عبد الستار ، عبد المحسن ، عبد الفتاح :2016، 163). وسواء کان التطرف غلوا أو تشدداً أو تفریطاً فإن طبیعة تشکل الفکر المتطرف فی المجتمع تتم وفق ثلاث مراحل وهی کالآتی :١- أن أصحاب الفکر المتطرف لدیهم رغبة جامحة فی إقصاء الأخر فهم الوحیدون القادرون حسب رؤیتهم على فهم حقائق الأمور،٢- أن أصحاب الفکر المتطرف لدیهم أُحادیة النظر، فالحقائق لدیهم لیس لها          إلا وجه واحد ، وطریقة الحیاة لیست إلا مساراً واحداً فی رؤیتهم،٣- أنهم یحملون توجهات عقیدیة وفکریة توضح ما لدیهم من قناعات ولا یرغبون فی التنازل عنها أو المناقشة فیها. (الحربی ،2011)

          ویُضیف عبدالحمید أن التطرف ظاهرة مرکبة ، وقد یصعب رؤیته أو تحدیده ، ومع ذلک، فإنه یُعرف ببساطة على أنه" مجموعة من المعتقدات والاتجاهات والمشاعر والأفعال والاستراتیجیات ذات الطبیعة البعیدة عن الحد المعتدل أو العادى". وفى مواقف الصراع         یتجلى التطرف بوصفه شکلاً حاداً من حالات الدخول فی صراع مع طرف أخر            (عبدالحمید، شاکر، 2017، 11). والشخص المتطرف یُؤمن بقدراته ومهاراته الشخصیة وإمکاناته ، کما یُؤمن أنه أفضل کثیراً ممن حققوا نجاحات سهلة . وهذا یُضاعف مشاعر الإحباط لدیه ویملؤه بمشاعر الغضب والعدوان، ولکنه فی النهایة صاحب مفهوم إیجابى عن ذاته وتقدیر مرتفع لها (فرج،صفوت، 1993،423). 

نظریات تفسیر التطرف  الفکرى :

تُعتبر المکونات المعرفیة للفرد هى المحور الرئیس لشخصیته، وهى التى تُؤثر على مشاعره وسلوکه. والمکون المعرفى للاتجاهات المتطرفة یتمثل فی المعتقدات والأفکار الجامدة التى توجد لدى بعض الأشخاص دون الأخرین، وهو ما یأخذ صورة القوالب النمطیة الجامدة ، کما أن المتطرفین یتصفون بوجود نسق اعتقادى جامد، حیث یتسمون بالتشدد مع أصحاب المعتقدات المناهضة دون أیة محاولة منهم للتعرف على تلک الأفکار والمعتقدات والتفکیر فیها   (شلبى،محمد ، الدسوقى ، محمد ، 1993، 11).

ویذکر Van Hiel& Mervield أن التعقید العرفى Cognitive Complexity اعتبر سمة فردیة ترافق التمسک بأیدیولوجیات مُحددة. وعلى وجه الخصوص، محتویات          أیدیولوجیة مثل الفاشیة ( نظریة الشخصیة الاستبدادیة ، على سبیل المثال ، Frenkel-Brunswik,1949 و Rokeach,1948) ، والتطرف الیسارى والیمینى ( نظریة التطرف ، على سبیل المثال Tetlock,1993 ). وبالإضافة إلى موقف أکثر أو أقل اعتدالاً               ( نظریة السیاق ، على سبیل المثال، Sidanius,1988 ). ومع ذلک ، هناک تناقض صریح بین تنبؤات نظریات التطرف ، حیث تفترض نظریة التعددیة القیمیة مستویات عالیة من التعقید المعرفى بین المعتدلین ، وتفترض نظریة السیاق التعقید المنخفض بین المعتدلین . وعلى النقیض من نظریة التعددیة القیمیة ، تتنبأ نظریة السیاق بأن المتطرفین یُظهرون أداءً إدراکیاً عالیاً، ولا یتطابق المتطرفون مع المواقف المجتمعیة وهم یتحملون الضغط المعتدل الذى یستسلم له المعتدلون. فالمتطرفون وفقاً لـــ Sidanius 1984 یکون لدیهم الصفات التالیة :(1) الاستقلال المیدانى المرتفع ، (2) الذکاء المرتفع ، (3) مسلحین بترسانة معلوماتیة کبیرة ، (4) التحمل العالى للجهد (Van Hiel& Mervield,2003) .

وفسر Rokeach التطرف الفکری من خلال نظریته أنساق المعتقدات ( Belief system Theory)، على أنه أسلوب تفکیر مقاوم للتغییر ولا یستطیع أن یتقبل أفکار غیره، ویرفضها بشکل مطلق ، وحدد Rokeach أن لکل فرد بناء معرفی ومعتقدات خاصة عن الحیاة والعلاقات الاجتماعیة والسیاسیة ، وتنتظم تلک المعتقدات فی نسق کُلی یُشکل منظومة معرفیة لدى الفرد، متمثلة فی المعتقدات والاتجاهات، ویمکن وصف تلک المنظومة بالانفتاح والانغلاق، فإن کانت منفتحة فإن لدیها القدرة على التواصل مع أفکار ومعتقدات الآخرین والتعایش معهم. أما إن کانت منغلقة فهی لا تتقبل  أفکار الآخرین ولا تستطیع التعایش معهم الأمر الذی یؤدی بالفرد إلى التطرف الفکری ( عبد الکریم، 1985 ،134).

ویذکر David و Glemore وأخرون (2003) أن هناک من رأى أن التطرف هو نوع من التنفیس الانفعالى للمشاعر العنیفة المتراکمة التى نتجت عن خبرات مستمرة متواصلة من الکبت ، والشعور بعدم الأمن ، والإذلال والمهانة ، والاستیاء والخسارة والغضب ، مما یترتب علیه ظهور حالة یُفترض أنها تقود الأفراد والجماعات نحو التبنى لاستراتیجیات حل الصراع ، ویعتقدون أنها تُناسب التعبیر عن مثل هذه الخبرات (عبدالحمید، شاکر، 2017، 17). وهذا هو رأى نظریة التحلیل النفسى والتى ترى التطرف بأنه یکمن فی الجنس والعدوان والعلاقة بالسلطة الوالدیة وامتداداتها ، وأن العدوان غریزة طبیعیة ، وأنه لابد لتلک العدوانیة أن تنطلق ، کما تؤکد على أن طاقة العدوان الغریزی یجب أن تنطلق بطریقة ما ، وقد أطلقت على عملیة انطلاق الغریزة العدوانیة بمصطلح التنفیس ، ویجب على المجتمع أن یسمح بالتنفیس غیر العنیف للطاقة العدوانیة. (Benjamin,1995)

وقد تُسهم العوامل النفسیة أیضاً فى إمکانیة قابلیة أو میل الفرد إلى التطرف العنیف. وتُشیر کثیر من الدراسات إلى أن بعض الناس قد یُصبحون متطرفین عنیفین کجزء             من سعیهم للشعور بالأهمیة ، أو رغبة منهم فى جعل حیاتهم لها هدف ومعنى           (Kruglanski et al,2009). ، وفى حین أن تنمیة الشعور بالمعنى والأهمیة الشخصیة تُعد حاجة شائعة لدى جمیع البشر، فالبعض یرى فى عدم قدرتهم على الوصول إلى الشعور بالأهمیة الشخصیة قد تزید میلهم للإنضمام إلى مجموعة تعرض علیهم التقبل والشعور بالانتماء، وإضافة إلى ذلک ، فقد تم التأکد من أن الظروف التى تقلص إحساس المرء بقیمته الشخصیة مثل الصدمة الشخصیة ، والخجل، والإذلال ، والتمییز تلعب دوراً محوریاً فى تنمیة ودعم نشأة التطرف العنیف(Mirahmadi,2016).، کما افترضت بعض الدراسات أن الاکتئاب قد یصنع بعض التأثر السریع للاتجاه نحو التطرف (Bhui,Everitt&Jones,2014) . 

ثانیاً: المعتقدت ما وراء المعرفیة :Meta-cognitive Beliefs

أکد بعض المنظرین المحدثین على وجود جوانب قصور فى النظریة المعرفیة العامة مثل نظریة المخططات واقترحوا إطارات عمل للتصور المفاهیمى المعرفى للاضطراب الوظیفى الانفعالى (Wells&Purdon,1999,71). ، ویؤکد Wells  ، Purdon (1999) أنه على الرغم من أن المداخل السلوکیة توصلت إلى نمو وتطور علاجات ذات فاعلیة کبیرة ، فإن الترکیز الأبعد یحتاج إلى تصور المعرفة فى الاضطرابات الانفعالیة . ولعل هذا ُیکرر التأکید على أن مُحتوى الفکر والمعتقدات المرتبطة بالنماذج المعرفیة السلوکیة ربما یکون محدود للغایة، وهذا یعنى أن هناک مُعدلاً أکثر اتساعاً بشأن الظاهرة المعرفیة ، وأن هناک اختلافاً فى المعالجة المعرفیة تحتاج إلى أن یتم فهمها Calamari,et al; 2005).)

وتتمثل الفرضیة الأساسیة فى العلاج المعرفى السلوکى التقلیدى (CBT) مثل نظریة بیک البنائیة Beck (1967- 1976) و نظریة العلاج العقلانى الانفعالى السلوکى (REBT) Ellis (1962) و Ellis&Harper (1961) فى أن الاضطرابات والانحرافات فى التفکیر تؤدى إلى نشأة الاضطراب النفسى ، حیث یعطى المدخلان معاً الدور الرئیس للمعتقدات المضطربة وظیفیا dysfunctional beliefs . ویتوافق العلاج ما وراء المعرفىMetacognitive Therapy (MCT) مع هذه النظرة لکونها مبدأ عام باعتبارها نمطاً من العلاج المعرفى ، ولکنه یختلف عن المداخل العلاجیة السابقة فى تعیین نمط محدد من التفکیر وأنماط المعتقدات التى لم یتم الترکیز علیها فى المداخل الأخرى باعتبارها سبباً للقلق أو للاکتئاب . ولا تعتبر المعتقدات ذات أهمیة فى العلاج ما وراء المعرفى فى ضوء المعارف التقلیدیة کما فى العلاج المعرفى السلوکى أو العلاج العقلانى الانفعالى السلوکى والتى تتعلق بالعالم المحیط والذات الجسمیة والاجتماعیة ، ولکن المعتقدات المستهدفة هى المعتقدات ما وراء المعرفیة Metacognitive beliefs (Wells,2009,2)

وفى القرن التاسع عشر المیلادى، استخدم الفیلسوف Adam Smith مصطلح المراقب المحاید Impartial Spectator وشبهه بشخص آخر داخل کل منا لدیه القدرة على الوعى بمشاعرنا وأوضاعنا المختلفة، ومع شئ من التدریب نستطیع استخدام هذا المراقب المحاید لمراقبة سلوکیاتنا عن بعد. ونفترض أننا نحن ذلک المراقب الذى یرصد ما نقوم به، ومن ثم تتکون لدینا القدرة على التحکم فى السلوکیات غیر التکیفیة بما فى ذلک الاضطرابات النفسیة Schwartz, 1996. وما طرحه Smith آنذاک هو ما یقصد به الآن فى التراث المعرفى السلوکى: مستوى أعلى من المعالجة المعرفیة لدیها ، أى القدرة على التفکیر فى التفکیر ومراقبة الأفکار وتغییر العملیات المعرفیة. (Wells & Matthews, 1994)

وطبقاً لنظریة ما وراء المعرفة للاضطراب النفسى یوجد نمطان من المعرفة ما وراء المعرفیة وهما المعرفة التصریحیة والمعرفة الضمنیة. النمط الأول: المعرفة التصریحیة Explicit knowledge وهى المعرفة التى یتم التعبیر عنها لفظیاً ـ وتتضمن أمثلة هذا النمط أفکاراً مثل " یمکن أن یُسبب لى القلق أزمة قلبیة " ، " امتلاکى لأفکار سیئة یعنى أننى مختل عقلیاً " ، " لو رکزت على الخطر المتوقع قد اتجنب الضرر ". أما النمط الثانى : المعرفة الضمنیة Implicit knowledge وهى المعرفة التى لا یمکن التعبیر عنها بشکل لفظى ، فبالإمکان النظر إلى هذه المعرفة باعتبارها القواعد والبرامج التى توجه التفکیر مثل العواطف المتحکمة فى توزیع الانتباه والبحث فى الذاکرة ، وتوظیف الاستدلالات من أجل إصدار الأحکام ، ویمکن تأویل الخطة أو البرنامج الخاص بالمعالجة غیر المباشرة عن طریق استراتیجیات التقییم کالتوصیف ما وراء المعرفى Metacognitive profiling (Wells&Matthews,1994;Wells.2000).

ویضیف Wells إلى النمطین السابقین من المعرفة ما وراء المعرفیة بُعدین أکثر اتساعاً فى العلاج ما وراء المعرفى . ویتجسد هذان البعدان فى نمطین رئیسین أولهما: المعتقدات ما وراء المعرفیة الإیجابیة Positive metacognitive beliefs وهى المعرفة المتعلقة بفوائد وممیزات الانشغال فى أنشطة معرفیة ، ومن أمثلة هذا البعد " من المفید أن نرکز انتباهنا على التهدید " ، " إن القلق والانزعاج بخصوص المستقبل یعنى أنى قادر على تجنب الخطر" . أما البعد الثانى من أبعاد المحتوى ما وراء المعرفى فهو : المعتقدات ما وراء المعرفیة السلبیة Negative metacognitive beliefs المتعلقة بعدم القدرة على التحکم والخطر Uncontrollability and danger ، ومن أمثلة معتقدات هذا البعد " لا أمتلک أى سیطرة على أفکارى " ، " یمکن أن یسبب انزعاجى الزائد تلفاً فى عقلى " ، " لو امتلکت أفکاراً عنیفة سأتصرف تجاههم رغماً عن إرادتى وفقا لهذه الأفکار " ، " عدم قدرتى على تذکر الأسماء علامة على وجود ورم فى مخى " .   

ثالثاً : المعتقدات اللاعقلانیة : Irrational Beliefs

تُعد المعتقدات اللاعقلانیة فکرة مرکزیة فى النظریة المعرفیة، وقد ثبت أنها تقوم بدور أساسى فى عدد کبیر من الاضطرابات النفسیة ، والتى تشمل الاکتئاب والقلق. وبسبب هذه المعتقدات  یشوه الأفراد المکتئبون والقلقون بشکل منظم معانى الأحداث لتفسیر خبراتهم بطریقة سلبیة تدعو للهزیمة النفسیة باستمرار (Bridges&Harnish,2010). ، وقد اقترحت نظریة العلاج العقلانى الانفعالى السلوکىRational Emotive Behavioral Therapy Theory (REBT) أن المعتقدات غیر العقلانیة المرکزیة فى الاضطراب النفسى تنطوى على المطالب المطلقة، وترتبط تلک المطالب بفئتین إضافیتین من المعتقدات غیر العقلانیة، الأولى : المتعلقة بالقیمة الذاتیة ، والثانیة: المتعلقة بعدم التسامح مع الإحباط . وعلى الرغم من عدم وجود تعریف مُحدد للمعتقدات اللاعقلانیة Rational beliefs إلا أنها تمتلک العدید من الخصائص الممیزة لها. وقد أشار Ellis باستمرار إلى المعتقدات اللاعقلانیة على أنها جامدة ودوجماطیة ومستبدلة(DiGiuseppe,1996) . ، فهذه المعتقدات مطلقة فى وضع معاییر جامدة لقبول أنفسنا والعالم، وإذا لم یتم تحقیقها ، فهذا یعنى أننا عدیمى القیمة وأن الوضع من حولنا لا یُطاق(Harrington,2013) .

ویُمیز العلاج العقلانى الانفعالى السلوکىRational Emotive Behavioral Therapy REBT) Ellis 1962 ، 1972 ، 2003) بین المعتقدات العقلانیة Rational beliefs وغیر العقلانیة Irrational beliefs ، وقد تم تعریف المعتقدات اللاعقلانیة على أنها:" أفکار غیر واقعیة واستبدادیة"، وفى جوهرها ترتبط المعتقدات اللاعقلانیة بأفکار مرتبطة بالتقییم الذاتى مثل : " أنا دائماً یجب أن أکون مؤهلاً وکفؤاً ومحبوباً بشکل کامل فیما یتعلق بأى شىء وأى شخص أخر، أو إننى شخص عدیم القیمة" ، وتسامح منخفض مع الإحباط والفشل ، مثل " لا أستطیع أن احتمل الإحباط". وفى المقابل ، تعکس المعتقدات العقلانیة ٌRB)) أفکاراً واقعیة ومرنة ، بما فى ذلک التفضیلات مثل : أود ( کثیراً ) أن أکون ناجحاً ، لکن إذا لم أکن أنا ، فأنا ما زلت شخصاً جدیراً بالاهتمام(Matthias,2010).

وبشکل أعم ، تُمثل المعتقدات المطلقة فلسفة شخصیة تتضمن نظرة مثالیة تتصف بالکمال المطلق ، وتتضمن رؤیة الییوتوبیا للعالم. ولذلک ، فإن المعتقدات اللاعقلانیة لیست فقط مطلقة ، ولکنها أیضاً على خلاف مع العالم الخارجى. ولقد أشار Horney 1950 ، الذى وصف دور طغیان الإکراه لأول مرة ، إلى أن المطالب اللاعقلانیة ( الیجبیات ) فى العالم تُمثل صداماً بین الطریقة التى نعتقد بها أن العالم یجب أن یکون من حولنا، ولقد جادل الفلاسفة قبل ألفى عام بأن الاضطراب النفسى ینشأ من رفضنا لقبول العالم کما هو ، ومطالبتنا بأن یتطابق مع رغباتنا(Robertson,2010).، ویُعد المعتقد غیر العقلانى الرئیس فى نظریة REBT هو الإلحاح فى المطالبة، والتى تُشیر إلى متطلبات یُعبر عنها بمصطلحات مثل : یجب ، ینبغى ، یتعین، یقتضى . کما تتضمن المعتقدات غیر العقلانیة الأخرى ، والتى تُشیر إلى تقویم الحدث السیىء کأنه أسوأ مما کان ینبغى، وأقل تسامحاً مع الإحباط(Bridges&Harnish,2010).

فالمعتقدات اللاعقلانیة غیر مرنة ، وتُحد من اتخاذ القرارات العقلانیة والقدرة على التکیف. وسواء نظرنا إلى الفرد ، أو إلى المجتمع ککل ، فإن الاستنتاج هو نفسه : الحریة والمعتقدات المطلقة غیر متوافقة. وفى المشکلات الشخصیة - کما هو الحال فى الأنظمة الشمولیة – تحصر المعتقدات المطلقة الفرد فى مسار عمل جامد بغض النظر عن العواقب طویلة المدى . ومن السمات الأخرى للمعتقدات غیر المنطقیة أنها تُعبر عن الهزیمة الذاتیة ، وعلى المدى الطویل تمنعنا من الوصول إلى أهدافنا . فبالنسبة للفرد ، فإن الفشل فى تحقیق المطالب له عواقب یمکن التنبؤ بها على الصحة النفسیة للفرد . فهو یؤدى إلى اضطراب انفعالى ویُصبح الفرد مُحصوراً فى استراتیجیات ذات نتائج عکسیة(Harrington,2013).

رابعاً : المرونة المعرفیة : Cognitive Flexibility

تحتوى الوظائف التنفیذیة Executive Functions على فئة واسعة من العملیات العقلیة Mental processes التى تُمکن الأفراد من الوصول إلى المعلومات ذات الصلة والاستجابة لها بشکل مناسب لمطالب المهام. وتعکس الوظیفة التنفیذیة الکفاءة فى ثلاثة مجالات هى (1) الکفاءة المعرفیة Cognitive competence : الذاکرة العاملة Working memory ، التخزین المؤقت Temporarily holding ، ومعالجة المعلومات فى العقلProcessing information in mind ، (2) التحکم أو السیطرة المثبطةInhibitory control ( السیطرة على انتباه الفرد أو سلوکه من أجل الامتناع عن الاستجابة الاندفاعیة Impulsive response أو عن انتاج نموذج أولى غیر مناسب للاستجابة)، (3) المرونة المعرفیة Cognitive flexibility (تکییف سلوک الفرد وفق المطالب الجدیدة عند حل المشکلة  (Chan&Morgan,2018)   

ویُعد التفکیر المرن Flexible thinking فى مواجهة التغییر الدائم أمر حاسم.  وتتضمن هذه القدرة ، والمعروفة باسم المکون التحویلى Shifting component               أو المرونة المعرفیةCF) ) فى الوظیفة التنفیذیة EF)) ، التبدیل بین التمثیل               المتعدد ، أو الاستراتیجیات أو الاستجابات المتضاربة مع تغییر متطلبات المهام           (Miyaket et al,2000) وقد ینطوى على حل وسط بین خیارات سریعة وصحیحة  (Bagacz,Wagenmakers,Forstmann,&Nieuwenhuis,2010)  والاستجابة السریعة لخطر الأخطاء على الرغم من أن الدقة والسرعة مرتبطان(Yeniad et al,2014). ، وتُعد المرونة المعرفیة واحدة من السمات الممیزة للمعارف الإنسانیة ، حیث تسمح لنا بتکییف          أفکارنا وسلوکنا بشکل سریع استجابة لمتطلبات البیئة وأهداف المهام المتغیرة. وتُعتبر          المرونة المعرفیة بشکل عام خاصیة طارئة Emergent property للمعارف الناجحة ، مدعومة بالوظائف التنفیذیة والذاکرة العاملة تحدیداً، والسیطرة الکابحة أو المثبطة  (Carroll,Blakey&Fitz Gibbon,2016) .

ویضیف Deak (2003) أن المرونة المعرفیة تستلزم تنشیطاً دینامیکیاً وتعدیلاً فی العملیات  المعرفیة Cognitive Processes استجابة لمتطلبات المهام المتغیرة. فعندما تتغیر المطالب وسیاق المهام، یمکن للنظام المعرفى التکیف ، وتحویل الترکیز المتعمد، واختیار المعلومات لتوجیه واختیار الاستجابات اللازمة من الخُطط ، وتولید التنشیط الجدید مع الردود على النظام. فإذا کانت هذه العملیات تنتج عن تمثیلات وإجراءات مناسبة ، فمن الممکن القول بأن تلک العملیات نجحت بسبب المرونة المعرفیة . وتشارک المرونة المعرفیة فی أنظمة الإجراءات بما فی ذلک استخدام الأدوات والتفاعل الاجتماعى والتخطیط والتفکیر الإبداعى(Varanda&Fernades,2017) . ، ولذلک یمکن القول أن المرونة المعرفیة قد تُعزز قدرة الأفراد على البحث عن حلول بدیلة وإبداعیة ، وتُصحح المفاهیم الخطأ عن مصالح الأخرین ، والتى تُعد جوانب مرکزیة للتفاوض التکاملى (Soares&Correia,2015).

ویذکرSchaie و Dutta و Willis  (1991) أن المرونة المعرفیة بُعد مهم من أبعاد الشخصیة الإنسانیة ، فهى تتقبل التغیر المفاهیمى والمثابرة فی اکتساب أنماط جدیدة من السلوک ، والتخلى عن أنماط قدیمة وثابتة، وهى تقع على إحدى طرفى متصل ، بینما یقع التصلب المعرفى فی الطرف الأخر (بقیعى، نافز أحمد ، 2013)، وقد أثبتت دراسةChristine  وKathleem (2012) أن الانفعالات والأفکار الإیجابیة لدى الأفراد ذوى المرونة المعرفیة العالیة تُساعدهم فى تبنى المصادر النفسیة الضروریة للتکیف بنجاح مع المحن، الشدائد ، وبالتالى فإن الانفعالات والأفکار الإیجابیة تقوم بوظیفة وقائیة علاجیة ، للتقلیل من أثار المواقف الضاغطة ( الضامن ، صلاح الدین ، وسمور ، قاسم ، 2017).

خامساً : وجهة الضبط . Locus of Control

        تُعتبر وجهة الضبط متغیرًا  مهماً لتفسیر السلوک الإنسانی فی المواقف الاجتماعیة المختلفة، کذا یعتبر أکثر المفاهیم انتشاراً فی دراسة الشخصیة ، متغیر یتناول المعتقدات التی یحملها الفرد بخصوص العوامل الأکثر تحکماً فی النتائج المهمة فی حیاته .وتعنى وجهة locus المکان أو مرکز العمل ، والوجهة إما أن تکون داخلیة ویقصد أن الشخص هو المتحکم فی حیاته ویقرر ما یریده ، وإما وجهة خارجیة ویقصد أن الشخص یحمل معتقداً  أن البیئة أو ذوی السلطة والأشخاص الآخرین هم من یوجّهون حیاته (,2012,1-9 Adesina)

         ویرى عبد الستار وآخرون(2010) أن وجهة الضبط سمة یتمیز بها الطالب الجامعی والتی تتعلق بإدراکه لأفعاله علی أنها إما داخلیة ومنها یری مسئولیته عن کل الأحداث وإما خارجیة ومنها یری عدم مسئولیته عن الأحداث التی تدور من حوله وأنها ترجع إلی الصدفة أو الحظ أو خطأ الآخرین.( عبد الستار وآخرون،2010، 795)،  وتعتقد روتر أن إدراک العلاقة السببیة بین السلوک ونتیجته هو ما یجعل الأفراد یختلفون فی تفسیر معنى الأحداث المدرکة بالنسبة لهم بسبب طبیعة التعزیز المتوقع لهذه الأحداث فهم یمیلون أکثر إلى تکرار السلوک الجدید إذا تم تدعیمه إیجابیا.

        وتشیر Millet (2005) إلی مجموعة من السمات التی تمیز الأفراد ذوی الضبط الداخلی وذوى الضبط الخارجی . أما سمات الأفراد ذوی الضبط الداخلی فیرى أنهم مسئولون عن نجاحهم وفشلهم ، یتحدثون کثیراً عن سلوکهم وأفعالهم ودوافعهم ، أکثر کفاحاً من أجل الانجاز ، أکثر مبادأة ویؤدون الأعمال بطریقة جیدة ، ولدیهم القدرة على حسن الاختیار المهنی ، وحل المشکلات ، یمیلون للمشارکة والتعاون.إضافة لما سبق أکثر تکیفاً وتوافقاً ، وبالتالی فهم أقل شعوراً بالضغوط النفسیة ، ویمیلون إلی ممارسة التفکیر التباعدی. اما سمات الأفراد ذوی الضبط الخارجی فیتمیزون أنهم یعزون النجاح إلی الحظ والصدفة ، یفتقدون التروی فی التفکیر، ویختارون التحدیات الأسهل ، یتسمون بالارتباک ویستسلمون سریعاً ویکونوا أقل توافقاً ، وأقل مشارکة وانسجام مع الآخرین ولدیهم سلبیة العادة. ،  أداؤهم الدراسی ضعیف ، أکثر شعورا بالضعف والعجز، یمیلون إلی ممارسة التفکیر التقاربی(Millet,2005,13).

سادساً : هویة الأنا : Ego identity

         ترتبط أزمة الهویة بمرحلة المراهقة وبدایات الشباب ، حیث تمثل المطلب الأساسی للنمو خلال هذه المرحلة ، وتعبر عن تحول المراهق نحو الاستقلالیة الضروریة للنمو السوى       فی المراحل القادمة. وتنمو الهویة من وجهة نظر اریکسون وفق مراحل متتابعة یواجه فیها  الفرد  فی کل منها أزمة معینة ، ویتحدد مساره تبعا لطبیعة حلها إیجاباً أو سلباً متأثرا        بعدة عوامل بیولوجیة واجتماعیة وثقافیة. فالهویة: identity مقدار ما یحققه الفرد من        الوعی بالذات والتفرد والاستقلالیة ، وأنه ذو کیان متمیز عن الآخرین، والإحساس بالتکامل         الداخلی والتماثل والاستمراریة عبر الزمن ، والتمسک بالمثالیات والقیم السائدة فی ثقافته               (عبد الرحمن،1998، 400).

       وقد قام مارشـا Marcia بالعدید من الدراسات على هویة الأنا انتهت إلى تحدید رتبتین للهویة هما رتبة الهویة الأیدیولوجیة ورتبة الهویة الاجتماعیة، وتوصل مارشا من خلال الدراسات المتتابعة إلى تأکید أثر الأزمة والتی تعنـی مرحلة من التـأزم والصراع والبحث المرتبطة بأفکار وقیم ومعتقدات الفـرد، وأدواره فـی الحیاة ومدى نجاح علاقاته الاجتماعیة ، وأیضا تأثیر الالتزام والرضا بالدور أو الهدف الـذی یصل إلیه الفرد ، ومن خلال وجود وغیاب هذین العاملین تکون رتب الهویة Oles,,2016) ) ـ والتی یمکن إیجازها من وجهة نظر الغامـدی (2002) إلى:

1- هویة الأنا الأیدلوجیة Ideological Ego Identity: و‘تحدد من خلال الأیـدیولوجیات والمعتقدات التی یحددها الفرد لنفسه وتشمل أربعة مجـالات هـی المعتقـدات الدینیـة، السیاسیة، المهنیة، وفلسفة الحیاة.

2- هویة الأنا الاجتماعیة أو العلاقات المتبادلة Interpersonal Ego Identity: وتُحدد        من خلال اختیارات الفرد فی مجال الحیاة الاجتماعیة، وتشتمل على أربعـة مجـالات              هـی الصداقة، طریقة الاستجمام أو الترفیه، الدور الجنسی، والعلاقة بالجنس الآخر         (الغامدی، 2002). ویمکـن توضیح الرتب الأربعة للهویة من خلال ما یلی :أ- إنجاز هویة الأنا Ego Identity Achievement:  وتعتمد على تجاوز الفرد لأزمة الهویة الممثلة فی مرحلة من الاختبارات للخیارات المتاحة، حیث یتم الاختیار للمعتقدات والأدوار المناسبة منها وإظهار درجة کبیرة من الالتزام بما یتم اختیاره من خبرة للأزمة وإظهار للالتزام. ب- تعلیق هویة الأنا Ego Identity Moratorium: و یستمر الفرد فی هذه الرتبة فی خبرة الأزمة، ممثلة فی استمراریة اختبار البدائل المتاحـة دون الوصول إلى قرار نهائی، ودون أن         یظهر التزاما بخیارات محددة .خبرة للازمة وعدم إظهار للالتزام. ج- انغلاق هویة الأنا Ego Identity Foreclosure:ویرضى الفرد فی هذه الرتبة بما یحدد له من أدوار     أو أهداف من قبل الآخرین، ولا یمر بأزمة الهویة المتمثلة فی البحث الذاتی عن         الخیارات المتاحة المتفقة مع استعداداته (غیاب للأزمة وإظهار للالتزام). د- تشتت هویة الأنا  Ego Identity Diffusion :، ویقع فی هذه الرتبة من لا یخبر أزمة الهویة،       ولا یُظهر التزاماً بما یقوم به من أدوار ( غیاب لکل من  الأزمة والالتزام )                   (عبد الرحمن ،1998)، وترى (Oles,2016)  أن عملیتی الاستکشاف للأزمة والالتزام بالقیم والمعتقدات یساهما فی إظهار الاختلاف عند) التعامل  مع أزمة الهویة ، وفی ضوء المعالجة للأزمة تتحدد رتبة الهویة لدى.  للفرد  ما بین الرتب الأربع للهویة.

دراسات سابقة وفروض الدراسة:

أولاً : دراسات تناولت العلاقة بین التطرف الفکرى وکل من المرونة المعرفیة والمعتقدات اللاعقلانیة والمعتقدات ما وراء المعرفیة  :

قامت دراسة Kraft, et.al (2017)  بفحص ما إذا کان هناک ارتباط بین ما وراء المعرفة Metacognition  والسیطرة التنفیذیة Executive control  ، وافترضت أنه من خلال انخفاض السیطرة التنفیذیة یمکن التنبؤ بمستویات مرتفعة لما وراء المعرفة . تکونت عینة الدراسة من (199) شخصاً تم اختیارهم من العیادات العامة والعیادات النفسیة الخارجیة ، وقد طبق على هذه العینة مقیاس ما وراء المعرفة ، واختبار کامبریدج للطب النفسى العصبى الذى یتوافق مع نموذج المکونات الثلاثة للمهام التنفیذیة ، وأظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباط بین ما وراء المعرفة والسیطرة التنفیذیة .

          وهدفت دراسة (عقیل ، سلامة؛ وفرح ، عبدالفتاح، 2016) إلى الکشف عن مستوى المرونة المعرفیة والتطرف الفکرى، والعلاقة بینهما لدى عینة من طلاب جامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز ، وتکونت عینة الدراسة من (3589) طالباً وطالبة ، ولتحقیق أهداف الدراسة قام الباحثان باستخدام مقیاس المرونة الذى طوره (Dennis&Vander,2010) بعد ترجمته واستخراج دلالات صدقه وثباته ، کما قام الباحثان ببناء مقیاس التطرف الفکرى، وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطیة عکسیة دالة بین المرونة المعرفیة والتطرف الفکرى، کما أشارت إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فى المرونة المعرفیة تُعزى للنوع ولصالح الإناث.

          وأجرت  Wallinias, et.al (2011 ) دراسة وصفیة ارتباطیة للتعرف على العلاقة بین التشویه المعرفی لصورة الذات وبین السلوک المضاد للمجتمع من خلال عینة من المذنبین وغیر المذنبین باستخدام استبیان تقریر ذاتی ، وبلغ حجم العینة (364) فرداً . وقد أظهرت نتائج الدراسة أن التشوهات المعرفیة کانت أکثر شیوعاً بین المذنبین الذین أظهروا استجابات مضادة للمجتمع على مقیاس الاستجابات غیر الاجتماعیة .کما اختبرت دراسة Meader (2014) تأثیر حاجتین نفسیتین على الأیدیولوجیة والمشاهدین وهما ( الحاجة إلى الإغلاق ، الحاجة إلى الإدراک ) . وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن الأفراد ذوى الحاجة المرتفعة للإغلاق یتجنبون أو یُخففون الغموض ، ویُفضلون أیة إجابة ، کما أنهم یُفضلون الشیطان الذى یعرفونه عن الذى لا یعرفونه، وهم یرغبون فى الوصول إلى جملة نهایة سریعة أکبر، وغالباً ما یوظفون الاختصارات العقلیة لتحقیق هذا الغرض. وقد لا تتنبأ الحاجات النفسیة للمرء وحدها بأیدیولوجیته، ولکن أیضاً استهلاک المرء المباشر للإعلام ، حیث یمیل الأفراد ذوو الإغلاق العالى إلى أن یکونوا أکثر تزمتاً والتصاقاً بتقییماتهم الأولیة ، وقد یکونون أکثر انجذاباً لتفصیلات ونوافذ وسائل الإعلام التى تقدم وجهات النظر المتناسقة(Jost, et al,2003)  ، وعلى النقیض من ذلک ، فإن هؤلاء ذوى الحاجة إلى الإدراک أو المعرفة قد یکونون أقل إدراکاً لاستهلاک وسائل الإعلام لأنهم یُفضلون أن یُفکروا لأنفسهم .

  وقامت دراسة Van Hiel&Mervield (2003) باختبار العلاقة بین التطرف السیاسى Political extremism والتعقید المعرفى Cognitive Complexitiy على ثلاث عینات (عینة من البالغین 135 ، وعینة من الطلاب 145 ، وعینة من أعضاء الأحزاب الساسیة 47) ، وفقاً لنظریة التعددیة القیمیة، وقد أظهرت نتائج تلک الدراسة أن مُؤیدى الأیدیولوجیات المتطرفة یُبدون مستویات منخفضة من التعقید المعرفى. وفى المقابل ، تنص نظریة السیاق على أن المتطرفین یُفکرون بطریقة أکثر تعقیداً وجدلاً بشأن السیاسة ، ووفقاً لنظریة السیاق فقد تم التوصل إلى ارتباطات إیجابیة کبیرة بین التعقید المعرفى والأیدیولوجیة المتطرفة فى جمیع العینات .

  وکشفت دراسة الحمورى ، فراس(2016) عن التحیزات المعرفیة لدى عینة مُکونة من (496) طالباً وطالبة بجامعة الیرموک. ولتحقیق أهداف الدراسة تم تعریب وتعدیل مقیاس التحیزات المعرفیة Assessment of cognitive Biases scale  لـــــ Davos والذى یقیس سبعة أنواع من التحیزات المعرفیة ، وکشفت نتائج الدراسة وجود مستوى متوسط من التحیزات المعرفیة   على المقیاس ککل ، وعلى أبعاده الفرعیة، وأظهرت النتائج أن مجال الانتباه إلى المهددات والمخاطر جاء فى المرتبة الأولى ، وجاء القفز إلى الاستنتاجات فى المرتبة الثانیة ، فى حین جاء مجال السلوکیات الأمنة فى المرتبة الأخیرة، کما أظهرت النتائج أن التحیزات المعرفیة المتعلقة  بالعزو الخارجى لدى الذکور جاءت أعلى من التحیزات المعرفیة لدى الإناث.

کما کشفت دراسة أحمد ، ممدوح صابر ؛ الشرکسی، أحمد صابر (2009) عن العلاقة الارتباطیة بین أشکال التطرف فی المواقف الاجتماعیة وبین أبعاد الأفکار اللاعقلانیة. وقد طبقت الاختبارات التی تقیس هذه المتغیرات على عینة من طلاب المرحلة الثانویة قوامها       (150) طالباً ، وأوضحت نتائج الدراسة أن هناک ارتباطاً دالاً بین التطرف الاجتماعی وبین بعض أبعاد الأفکار اللاعقلانیة منها: الاعتمادیة، والکمالیة المطلقة للذات، والاستنتاجات السلبیة، والتهویل والمبالغة فی الأمور، التعمیمات الخطأ، والتشویه فی فهم وإدراک الناس، کما تبین أن مرتفعی التطرف أکثر میلاً للاستنتاجات السلبیة، والقبول والرضا المطلق من الجمیع والتأویل الشخصی للأمور، والتهویل والمبالغة فیها، والتشویه فی فهم الناس وإدراکهم،          کذلک اتضح أن بعض الأفکار اللاعقلانیة تتنبأ بالتطرف فی المواقف الاجتماعیة مثل (التشویه فی فهم الناس وإدراکهم، والمبالغة والتهویل للأمور، والتأویل الشخصی للأمور، والتعمیمات الخطأ ) ومن ثم تعد هذه المتغیرات منبئات مهمة فی الکشف المبکر عن التطرف الاجتماعی.

وفحصت دراسة Lakani&Akbari (2016) العلاقة بین المعتقدات اللاعقلانیة Irrational beliefs  وجودة الحیاة Quality of life  لدى الطالبات ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى الارتباطى ، وتکونت عینة الدراسة من (170) طالبة اعتماداً على طریقة الاختیار العشوائى ، واستخدمت الدراسة مقیاسى المعتقدات اللاعقلانیة وجودة الحیاة ،  وأظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطیة عکسیة دالة إحصائیاً بین المعتقدات اللاعقلانیة        وجودة الحیاة .

ثانیاً: دراسات تناولت التطرف الفکرى ووجهة الضبط:

  هدفت دراسة Benesh (2017) إلی التعرف على علاقة الجمود العقلی بکل من الضبط الداخلی وفعالیة الذات لدى عینة من المرشدین النفسیین ، وکذلک الکشف عن الفروق بین أفراد العینة فی مستویات الدوجماطیقیة ومرکز الضبط وفعالیة الذات المدرکة للمرشدین على أساس توجهاتهم النظریة. وقد بلغ قوام العینة نحو 45 مرشداً من الملتحقین ببرنامج الماجستیر فی الإرشاد . وقد خضعوا جمیعاً لأدوات التطبیق فی البحث ، والتی تمثلت فی مقیاس الدوجماطیقیة ، قائمة الضبط  الداخلی و مقیاس فاعلیة الذات لدى المرشد ، ومقیاس ملف التوجهات النظریة المطور . وقد انتهت الدراسة إلی الکشف عن وجود علاقة ارتباطیة دالة موجبة بین وجهة الضبط وفاعلیة الذات المدرکة لدى عینة الدراسة ، بینما لم یکن هناک علاقة دالة بین الجمود العقلی وبقیة متغیرات الدراسة.

وکشفت دراسة القحطانی ( 2015) عن وجهة الضبط (الداخلی، الخارجی) لدى جنوح الأحداث نزلاء دار الملاحظة بمدینة الریاض، وکذلک التعرف على علاقة کل من المتغیرات (أنماط الجنوح، العمر، المستوى الدراسی، العودة للجریمة) بوجهة الضبط ولتحقیق هدف الدراسة استخدم الباحث مقیاس وجهة الضبط (الداخلی- الخارجی) الذی أعدته روتر  (Rotter)، وتم تطبیقه على 137 نزیل یمثلون ما یقرب من (81%) من المجتمع المستهدف بالدراسة.وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن الأحداث الجانحین ذوی وجهة الضبط الخارجیة بلغ عددهم (78) ونسبتهم بلغت (6,59%) من مجموع الأحداث الجانحین، وأما الأحداث الجانحون ذوو وجهة الضبط الداخلیة فکان عددهم (59) وکانت نسبتهم (43.1%) من مجموع الأحداث الجانحین، کما أشارت نتائج الدراسة إلی عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی وجهة الضبط لدى أفراد عینة الدراسة باختلاف نمط الجنوح لدیهم: (المخدرات- العنف- السرقة- جرائم أخلاقیة) ، باختلاف أعمارهم، ومستواهم الدراسی، ، وعدد مرات دخولهم دار الملاحظة.

وبحثت دراسة Adesina, (2012) أدوار الذکاء الوجدانی ومرکز الضبط ومهارات التعامل مع الصراعات فی التنبؤ بالسلوک غیر العنیف لدى طلاب الجامعة بجنوب غرب نیجیریا. وقد تکونت عینة الدراسة من (100) طالبا جامعیاً . وتمثلت أدوات الدراسة فی مقیاس جولمان للذکاء الوجدانی، وقائمة بمرکز الضبط الداخلی من إعداد ویلر ، ومقیاس تقدیر مهارات معالجة النزاعات إعداد حمید . وجاءت نتائج الدراسة مؤکدة بوجود إمکانیة التنبؤ بالسلوک غیر العنیف لدى طلاب الجامعة من خلال المساهمة النسبیة للمتغیرات المستقلة السابقة . کما توصلت الدراسة إلی وجود علاقات ارتباطیة بین مهارات الذکاء الوجدانی ومرکز الضبط ومهارات فن التعامل مع السلوک المشکل.

کذلک هدفت دراسة Breet, Myburgh,; Poggenpoel, (2010) إلی الکشف عن علاقة وجهة الضبط بالعدوان لدى عینة من المراهقین الذکور بالمدرسة الثانویة من خلال تطبیق مقیاس وجهة الضبط إعداد روتر  ، ومقیاس DIAS للعدوان بأبعاده (العدوان غیر المباشر ، العدوان اللفظی ، العدوانی البدنی) على عینة الدراسة البالغ عددها(440) ومسجلین فی الصفوف 9-10- 11 الثانوی. وأشارت نتائج الدراسة إلی تأثیر وجهة الضبط بشکل مباشر على العدوان اللفظی والعدوان غیر المباشر ، کما کشفت النتائج أن المراهقین ذوی الضبط الداخلی کانوا أقل عدوانیة بصورة دالة عن المراهقین ذوی الضبط الخارجی الذین کانوا أکثر میلاً نحو العدوان البدنی والعدوان غیر المباشر.

  وکشفت دراسة إبراهیم، عبد الستار وأخرون (2010) عن الفروق بین الطلاب  ذوی ومرکز الضبط الداخلی والطلاب ذوی مرکز الضبط الخارجی فی التعصب القبلی، وکذلک الکشف عن الفروق بین الطلاب الذکور والإناث من ذوی مرکز الضبط الخارجى فی التعصب . وتمثلت عینة الدراسة من 520 طالباً منهم (320 طالب، 200 طالبة) من طلاب الفرقة الثالثة للمعهد العالی للخدمة الاجتماعیة، بمتوسط عمر 19.2سنة ، استخدم الباحث فی هذه الدراسة مقیاس التعصب و مقیاس مرکز الضبط، وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائیة بین الطلاب ذوی مرکز الضبط الداخلی والطلاب ذوی مرکز الضبط الخارجى فی التعصب لصالح الطلاب ذوی مرکز الضبط الخارجی علی جمیع أبعاد ومکونات التعصب القبلی ، وقد یرجع ذلک إلی أن الأفراد ذوی مرکز الضبط الخارجی یتمیزون بأنهم منخفضی تقدیر الذات ، وأنهم یحاولون بالمواقف التعصبیة إثبات وجودهم و إثبات ذواتهم ، کما أنهم منخفضی الإحساس بالمسئولیة والشعور بالثقة، ویتجهون دائماً لاستخدام العنف والعدوان ویعیشون الحیاة بروح العداء وهو ما یحمل علی التعصب .أما دراسةDeming  (2008) فقد هدفت إلی بحث علاقة مرکز الضبط والغضب والسلوک الاندفاعی بالعدوانیة لدى الذکور  ، وقد حُدد مساران لدراسة العدوان  المسار المعرفی. أما المسار الثانی فهو المسار الوجدانی وذلک بالتطبیق على عینة من الأطفال بلغ قوامها (242) طفلاً من المنتظمین فی الصف التاسع ، وجاءت نتائج الدراسة تکشف عن       وجود علاقة موجبة بین الغضب والسلوک الاندفاعی وبین العدوانیة ، کما اتضح وجود علاقة سلبیة بین مرکز الضبط الداخلی والعدوانیة ، وجاءت الاندفاعیة کمتغیر وسیط فی العلاقة بین الغضب والعدوان .

ثالثاً: دراسات تناولت التطرف الفکرى وعلاقته بهویة الأنا :

هدفت دارسة رشید (2015) إلى الکشف عن العلاقة بین تشکل هویة الأنا وممارسة العنف المدرسی لدى عینة من طلاب المدارس الثانویة فی ضوء متغیری (المستوى الدراسی والمنطقة السکنیة) . وقد أجریت الدراسة على عینة قوامها (80) طالباً مقسمین إلی (40) تلمیذاً ممارساً للعنف ، (40) تلمیذاً غیر ممارس للعنف، ، وتمتلث أهم أدوات الدراسة فی المقیاس الموضوعی لرتبة الهویة ( نموذج الغامدی)، وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة  عکسیة بین تشکل هویة الأنا وممارسة العنف المدرسی ، کما وجد اختلاف فی تشکل هویة  الأنا بین التلامیذ الممارسین وغیر الممارسین للعنف حسب المستوى الدراسی (الأولى ثانوی- الثالث ثانوی) حیث یتموقع التلامیذ الممارسون للعنف فی رتب الهویة الأقل نضجاً ، فی حین یمیل غیر الممارسین للعنف نحو رتب الهویة الأکثر نضجاً، کذلک وجد  اختلاف فی تشکل هویة الأنا بین الطلاب الممارسین واالطلاب غیر الممارسین للعنف بحسب المنطقة السکنیة  (حضر- ریف) .

وبحثت دراسة  Ümit Morsünbül (2013)  إمکانیة تنبؤ برتبة هویة المراهق عبر المیل إلی المخاطرة أو التوقع بارتکاب سلوکیات خطرة . فضلاً عن ذلک اهتمت کذلک بدراسة الاختلاف بین الجنسین فی طبیعة المخاطر التی ترتکب. وتکونت عینة الدراسة من 315 طالباً جامعیاً موزعین بین (165) طالبة ، (150 ) طالباً . ولتحقیق هذه الأهداف استخدمت الدراسة الأدوات التالیة : المقیاس الموضوعی لرتب الهویة المطور ، ومقیاس سلوک المخاطره . وبإجراء التحلیل الإحصائی لاستجابات عینة الدراسة تبین أن رتب الهویة الأربعة تسهم بنسبة (26%) فی توقع حدوث سلوک المخاطرة لدى المراهقین ، کما اتضح أن أفضل مُنبىء من رتب الهویة للمیل إلی المخاطرة کان رتبة انغلاق الهویة یلیها رتبة تشتت أو تفکیک الهویة ثم رتبة تعلیق الهویة وأخیراً رتبة تحقیق الهویة،کذلک کشفت الدراسة عن کون المنتمون لرتبة تحقیق الهویة ورتبة انغلاق الهویة کانوا أقل میلاً للمخاطرة ، کما أظهرت نتائج الدراسة أن سلوک المخاطرة کان أکثر حدوثا لدى طلاب الجامعة الذکور .

أما دراسةet.al .Tremblay (2004) فقد بحثت تشکیل الهویة لدى الأطفال ذوی السلوکیات التخریبیة من سن 6-15 عام ومقارنتها بهویة الأطفال الذین ینتمون لنفس المرحلة العمریة ولا یظهرون سلوکا عدوانیا. ولتحقیق هدف الدراسة استخدم الباحثون لقیاس هویة العینة التی تقل أعمارها عن عشرة سنوات بروفیل إدراک الذات للأطفال ، بینما استخدم المقیاس الموضوعی لرتب الهویة لمن یبلغوا عامهم الخامس عشر من أفراد العینة، بالإضافة إلی مقیاس صورة الذات ، وتوصلت الدراسة إلی وجود فروق دالة فقط بین ذوی السلوک التخریبی وبین ذوی السلوک غیر التخریبی بمرحلة الطفولة. وکذلک بالنسبة لهویة الإیدیولوجیة لمن بلغ سن الخامسة عشر،کما کشفت الدراسة عن ضعف الارتباط بین تشکیل الهویة والسلوک التدمیری.

        وهدفت دراسةBradley&Matsukis) ((2000 إلی الکشف عن علاقة رتب الهویة بالسلوکیات المتهورة بصورها المختلفة لدى عینة من الشباب الاسترالی . وقد شملت هذه السلوکیات القیادة تحت تأثیر المخدر ، ارتکاب نشاط إجرامی ، إدمان المخدرات ، علاقات جنسیة غیر آمنة، جناح الأحداث. وتمثلت أدوات الدراسة فی قائمة السلوکیات المتهورة الأکثر ارتکاباً ، ومقیاس الهویة لباترشیا ، وقد خضع لتطبیق هذه الأدوات عینة بلغ قوامها (344) طالبا بالسنة الأولى الجامعیة فی تخصصات فنون حرة ، علم نفس وإدارة أعمال بمتوسط عمری 19 عاما وبمعالجة النتائج إحصائیا تبین اختلاف أفراد العینة فی انتماءاتهم لرتب الهویة بحسب السلوکیات المتهورة التی تم ارتکابها ، حیث کان المنتمون لرتب تشتت الهویة وتعلیق الهویة هم أکثر ارتکابا للسلوکیات المتهورة فی مقابل أن المنتمین لرتب تحقیق وانغلاق الهویة کانوا أقل تهورا . وقد انطبق ذلک على ستة من ثمانیة سلوکیات متهورة.کما أظهرت الدراسة أن رتب الهویة یمکن أن تقدم توقعاً لمدى إمکانیة استمرار السلوک المتهور کتدخین المارایجونا ، إدمان المخدرات ، رکوب المصعد مع شخص مخمور ، سرقة المتاجر ، ممارسة الجنس مع        شخص غریب.

فروض الدراسة :

1- توجد علاقة ارتباطیة بین التطرف الفکرى وکل من المعتقدات ما وراء المعرفیة ، المعتقدات اللاعقلانیة ، المرونة المعرفیة ، وجهة الضبط، مراتب الهویة .

2-   یُمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة  لدى عینة الدراسة.

3- یُمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال المعتقدات اللاعقلانیة  لدى عینة الدراسة.

4- یُمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال المرونة المعرفیة لدى عینة الدراسة .

5- یُمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال وجهة الضبط  لدى عینة الدراسة ".

6- یُمکن التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال مراتب هویة الأنا لدى عینة الدراسة.

7- یُمکن التوصل إلى نموذج تحلیل للمسارات الدالة بین التطرف الفکرى وکل من المعتقدات ما وراء المعرفیة ، المعتقدات اللاعقلانیة ، المرونة المعرفیة، مرکز الضبط،          ومراتب الهویة.

منهج الدراسة وإجراءاتها :

منهج الدراسة :

  للإجابة عن تساؤلات الدراسة والتحقق من صحة فروضها وتفسیر وتحلیل نتائجها تم استخدام المنهج الوصفى التحلیلى، وأسلوب تحلیل الانحدار المتعدد الذى یوضح إلى أى حد یرتبط متغیران أو أکثر ببعضهما أو اکتشاف أفضل المتغیرات تنبؤاً بالتطرف الفکرى لدى  طلاب الجامعة. 

عینة الدراسة :

          تم اختیار عینة الدراسة الاستطلاعیة بهدف التحقق من کفاءة أدوات الدراسة ، وقد تکونت عینة الدراسة الاستطلاعیة من (130) طالباً بکلیة التربیة بوادى الدواسر جامعة الأمیر سطان بن عبدالعزیز ، وبمتوسط عمرى (19.23) وانحراف معیارى(922.) ، وبلغت عینة الدراسة الأساسیة (193) طالبا ،  وبمتوسط عمرى (19.27) وانحراف معیارى (965.) ، وقد تم اختیارها بالطریقة الطبقیة العشوائیة .

أدوات الدراسة :

مقیاس التطرفالفکرى:IntellectualExtremismScale  (إعداد/ الباحثین)

الخصائص السیکومتریة لمقیاس التطرف الفکری: (*)

أولاً: صدق المقیاس :

1-          صدق التحلیل العاملی:

       للتأکد من صدق مقیاس التطرف الفکری، تم إجراء التحلیل العاملی الاستکشافی Exploratory Factor Analysis بطریقة المکونات الأساسیة Principle Component Analysis على أفراد العینة الاستطلاعیة وعددهم 130 طالباً ، وتم الإبقاء على العوامل التی یزید جذرها الکامن عن الواحد الصحیح، مع اعتبار أن البند یکون متشبعاً على العامل إذا کان تشبعه على هذا العامل یزید عن (0.3) وبناء على ذلک تم استخراج ثلاثة عوامل، وأُجری تدویر للعوامل بطریقة الفاریماکس والذى یوضح تشبعات الفقرات على العوامل الثلاث بعد إجراء التدویرانظر ملحق رقم (1).

 2-  صدق المحکمین :

للتّأکد من مدى وضوح المفردات وحُسن صیاغتها، تم عرض المقیاس فی صورته الأولیة على عشرة محکمین مُتخصصین فی مجال علم النفس  التربوی ، والصحة النفسیة ، ومناهج وطرق تدریس اللغة الإنجلیزیة ، وتم حساب النسبة المئویة التی توضح نسبة اتفاق المحکمین على کل مفردة من مفردات مقیاس التطرف الفکری ، تبین أن هناک عدداً کبیراً من المفردات یحظى بنسبة اتفاق المحکمین (100٪ ) وهناک مفردات حظیت بنسبة اتفاق (90٪) و مفردات أخری کانت نسبة اتفاقها (80٪) وهکذا، وقد تبین عدم وجود عبارات تقل نسبة اتفاقها عن (80٪ ).

3- الاتساق الداخلی :

     للاطمئنان على صدق الاتساق الداخلی لمقیاس التطرف الفکری تم حساب معامل ارتباط بیرسون بین درجة کل بعد من أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس وکانت معاملات الارتباط جمیعها دالة عند مستوى 0.01 کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول رقم (2)

معاملات ارتباط بیرسون بین درجات الأبعاد والدرجة الکلیة لمقیاس مقیاس التطرف الفکری

م

الأبعاد

الارتباط بالدرجة الکلیة

1

العقلی

0.490**

2

الانفعالی

0.397**

3

السلوکی

0.649**

**دالة عند مستوى 0.01

 کما تم إیجاد معاملات الارتباط بین درجة کل فقرة من فقرات المقیاس والدرجة الکلیة على البعدالذی تنتمی إلیها الفقرة والدرجة الکلیة للمقیاس، ویتضح من جدول رقم (3) أن جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) وهذا یُؤکد صدق الاتساق الداخلی للفقرات مع المقیاس، کما یعنی أن المقیاس بوجه عام صادق ویمکن الاعتماد علیه.انظر ملحق رقم (1). 

ثانیاً: ثبات المقیاس

     للاطمئنان على ثبات مقیاس التطرف الفکری تم استخدام معامل ألفا کرونباخ، کما هو موضح بالجدول التالی:                    

جدول رقم (4)

قیم معاملات الثبات لمقیاس التطرف الفکری باستخدام معادلة الفا کرونباخ

م

المستویات

عدد الفقرات

معامل الثبات

(الفا کرونباخ)

1

العقلی

17

0.760

2

الانفعالی

15

0.757

3

السلوکی

18

0.812

الدرجة الکلیة لمقیاس التطرف الفکری

50

0.797

ویتضح من الجدول السابق أن قیم معاملات الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ تراوحت بین 0.757 و0.812 وهی قیم مقبولة مما یدل على ثبات مقیاس التطرف الفکری.

المقیاس الموضوعی لرتب الهویة: إعداد Adams,et al

الخصائص السیکومتریة لمقیاس مراتب الهویة: (*)

أولاً: صدق المقیاس:

1- الصدق العاملی:

        تم إجراء التحلیل العاملی الاستکشافی Exploratory Factor Analysis للتأکد من صدق مقیاس مراتب الهویة بطریقة المکونات الأساسیة Principle Component Analysis على أفراد العینة الاستطلاعیة وعددهم 130 طالباً وطالبة، وتم الإبقاء على العوامل التی یزید جذرها الکامن عن الواحد الصحیح، مع اعتبار أن البند یکون متشبعاً على العامل إذا کان تشبعه علیه یزید عن (0.3) وبناء على ذلک تم استخراج (4) عوامل، وقد أُجری تدویر للعوامل بطریقة الفاریماکس ، ویوضح جدول رقم 0(5) تشبعات الفقرات على العوامل الأربعة بعد إجراء التدویر انظر مُلحق رقم(2).

 2- صدق الاتساق الداخلی : Internal Consistency Validity:

للاطمئنان على صدق الاتساق الداخلی لمقیاس مراتب الهویة تم حساب معامل ارتباط بیرسون بین الدرجة الکلیة للرتبة والدرجة الکلیة للمقیاس وامتدت معاملات الارتباط بین 0.387 إلی 0.538 وجمیعها دالة عند مستوى 0.01 کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول رقم(6)

معاملات ارتباط بیرسون بین الدرجات الکلیة للرتبة والدرجة الکلیة لمقیاس مراتب الهویة

م

     الرتب

الدرجة الکلیة

1

تحقیق الهویة

0.387**

2

تعلیق الهویة

0.467**

3

انغلاق الهویة

0.538**

4

تشتت الهویة

0.533**

کما تم إیجاد معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة من عبارات المقیاس والدرجة الکلیة للرتبة التى تنتمى إلیها العبارة، وامتدت بین 0.383 وبین 0.641  ویوضح جدول رقم (7) أن جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) . انظر مُلحق رقم (2).

3- ثبات المقیاس:

للاطمئنان على ثبات مقیاس مراتب الهویة تم استخدام معامل ألفا کرونباخ، ومعادلة سبیرمان- براون للتجزئة النصفیة واتضح أن قیم معاملات الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ تراوحت بین 0.786و0.818، کما هو موضح فى جدول رقم (8). 

جدول رقم (8 )

قیم معاملات الثبات لمقیاس مراتب الهویة باستخدام معادلة ألفا کرونباخ

م

                     

     مراتب

عدد الفقرات

معامل الثبات

الفا کرونباخ

التجزئة النصفیة

1

تحقیق الهویة

16

0.786

0.775

2

تعلیق الهویة

16

0.790

0.765

3

انغلاق الهویة

16

0.818

0.761

4

تشتت الهویة

16

0.798

0.740

       الدرجة الکلیة لمقیاس مراتب الهویة

64

0.810

0.780

ویتضح من الجدول السابق أن قیم معاملات الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ تراوحت بین 0.786و0.818، وتراوحت قیم معاملات الثبات باستخدام معادلة سبیرمان-  براون للتجزئة النصفیة بین 0.740 و0.780 وهی قیم مقبولة مما یدل على ثبات مقیاس مراتب الهویة.

3- مقیاس وجهة الضبط :Locus of Control Scale ( ترجمة الباحثین)

   الخصائص السیکومتریة لمقیاس وجهة الضبط: (*)

أولاً: صدق المقیاس:

1- صدق التحلیل العاملی:

      للتأکد من صدق مقیاس مرکز الضبط، تم إجراء التحلیل العاملی الاستکشافی Exploratory Factor Analysis بطریقة المکونات الأساسیة Principle Component Analysis على أفراد العینة الاستطلاعیة وعددهم 130 طالباً ، وتم الإبقاء على العوامل التی یزید جذرها الکامن عن الواحد الصحیح، مع اعتبار أن یکون البند متشبعاً على العامل إذا کان تشبعه یزید عن (0.3) وبناء على ذلک تم استخراج عاملین، وقد تم إجراء تدویر للعوامل بطریقة الفاریماکس للتعرف على تشبعات الفقرات على العاملین بعد إجراء التدویر، کما یوضح جدول رقم (9) انظر مُلحق رقم(3).

2- صدق الاتساق الداخلیInternal Consistency Validity:

      للاطمئنان على صدق الاتساق الداخلی لمقیاس وجهة الضبط تم حساب معامل ارتباط بیرسون بین درجة کل بعد من أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس وکانت معاملات الارتباط جمیعها دالة عند مستوى 0.01 کما هو موضح بالجدول التالی:   

جدول (10)

معاملات ارتباط بیرسون بین درجات الابعاد والدرجة الکلیة لمقیاس مقیاس وجهة الضبط

م

الأبعاد

الارتباط بالدرجة الکلیة

1

الضبط الداخلی

0.586**

2

الضبط الخارجی

0.693**

**دالة عند مستوى 0.01

کما تم إیجاد معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة من عبارات المقیاس والدرجة الکلیة للبعد والدرجة الکلیة للمقیاس کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول ( 11 )

معامل ارتباط بیرسون بین کل عبارة من عبارات  مقیاس وجهة الضبط والدرجة الکلیة على البعد الذی تنتمی إلیها العبارة والدرجة الکلیة للمقیاس

الضبط الداخلی

الضبط الخارجی

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالدرجة الکلیة

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالدرجة الکلیة

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالدرجة الکلیة

1

0.442

0.267

2

0.386

0.383

15

0.623

0.579

4

0.472

0.321

3

0.313

0.303

16

0.457

0.326

5

0.270

0.322

6

0.282

0.347

17

0.545

0.421

9

0.506

0.265

7

0.461

0.422

20

0.452

0.353

11

0.297

0.322

8

0.260

0.320

22

0.567

0.462

18

0.491

0.297

10

0.348

0.334

24

0.349

0.361

19

0.438

0.301

12

0.373

0.347

جمیع معاملات الارتباط الواردة بالجدول دالة احصائیا عند مستوى 0.01

21

0.601

0.288

13

0.581

0.486

23

0.543

0.317

14

0.367

0.301

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذی یؤکد صدق الاتساق الداخلی للفقرات مع المقیاس، وهذا یعنی أن المقیاس بوجه عام صادق ویمکن الاعتماد علیه.

3- ثبات المقیاس:

للاطمئنان على ثبات مقیاس وجهة الضبط تم استخدام معامل الفا کرونباخ ، کما هو موضح بالجدول التالی:         

جدول (12)

قیم معاملات الثبات لمقیاس وجهة الضبط باستخدام معادلة ألفا کرونباخ

م

                             الأبعاد

عدد الفقرات

معامل الثبات

(الفا کرونباخ)

1

الضبط الداخلی

9

0.674

2

الضبط الخارجی

15

0.742

 الدرجة الکلیة لمقیاس وجهة الضبط

24

0.720

     ویتضح من الجدول السابق أن قیم معاملات الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ تراوحت بین 0.674 و0.742وهی قیم مقبولة مما یدل على ثبات مقیاس مرکز الضبط.

4-مقیاسالمرونةالمعرفیة:CognitiveFlexibilityScale(ترجمة الباحثین)(*)

الخصائص السیکومتریة لمقیاس المرونة المعرفیة :

أولاً: صدق الاتساق الداخلی Internal Consistency Validity:

        للاطمئنان على صدق الاتساق الداخلی لمقیاس المرونة المعرفیة تم حساب معامل ارتباط بیرسون بین کل فقرة من فقرات المقیاس والدرجة الکلیة له کما هو موضح          بالجدول التالی:

جدول (13)

معامل ارتباط بیرسون بین کل عبارة من عبارات مقیاس المرونة المعرفیة والدرجة الکلیة للمقیاس

الفقرة

بالدرجة الکلیة

الفقرات

بالدرجة الکلیة

الفقرات

بالدرجة الکلیة

1

0.500

5

0.487

9

0.694

2

0.518

6

0.725

10

0.601

3

0.521

7

0.714

11

0.697

4

0.686

8

0.652

12

0.748

جمیع معاملات الارتباط الواردة بالجدول دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذی یؤکد صدق الاتساق الداخلی للفقرات مع المقیاس، وهذا یعنی ان المقیاس بوجه عام صادق ویمکن الاعتماد علیه.

ثانیاً: ثبات المقیاس:

للاطمئنان على ثبات مقیاس المرونة المعرفیة تم حساب معامل الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ ( طه ،1989:327)، ومعادلة سبیرمان- براون للتجزئة النصفیة، حیث بلغت قیمة معامل الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ 0.864، وبلغت قیمة معامل الثبات باستخدام معادلة سبیرمان- براون للتجزئة النصفیة 0.816 ومن الواضح أن قیمتی الثبات کانت مقبولة مما یدل على ثبات مقیاس المرونة المعرفیة.

5- مقیاسالمعتقداتاللاعقلانیةIrrationalBeliefsScale(ترجمة الباحثین)

الخصائص السیکومتریة لمقیاس المعتقدات اللاعقلانیة : (*)

أولاً : الصدق : Validity

1- صدق التحلیل العاملی:

      للتأکد من صدق مقیاس الافکار اللاعقلانیة، تم إجراء التحلیل العاملی الاستکشافی Exploratory Factor Analysis بطریقة المکونات الأساسیة Principle Component Analysis على أفراد العینة الاستطلاعیة وعددهم 130 طالب وطالبة، وتم الابقاء على العوامل التی یزید جذرها الکامن عن الواحد الصحیح، مع اعتبار أن البند یکون متشبعاً على العامل إذا کان تشبعه على هذا العامل یزید عن (0.3) وبناء على ذلک تم استخراج (5) عوامل، وأجری تدویر للعوامل بطریقة الفاریماکس والجدول التالی یوضح تشبعات الفقرات على العوامل الخمسة بعد إجراء التدویر التدویر: انظر الملحق (11)

2- صدق الاتساق الداخلی: Internal Consistency Validity:

        للاطمئنان على صدق الاتساق الداخلی لمقیاس مقیاس الأفکار اللاعقلانیة تم         حساب معامل ارتباط بیرسون بین درجة کل بعد من أبعاد المقیاس ودرجة کل عبارة والدرجة الکلیة للمقیاس وکانت معاملات الارتباط جمیعها دالة عند مستوى 0.01 کما هو موضح            بالجدولین التالیین:

جدول (15)

معاملات ارتباط بیرسون بین درجات الابعاد والدرجة الکلیة لمقیاس مقیاس الأفکار اللاعقلانیة

م

الأبعاد

الارتباط بالدرجة الکلیة

1

عدم المسؤولیة الانفعالیة

0.704

2

القلق

0.564

3

الاستعلاء

0.776

4

طلب الاستحسان

0.591

5

تجنب المشکلات

0.633

**دالة عند مستوى 0.01

جدول (16)

معامل ارتباط بیرسون بین کل فقرة من فقرات مقیاس الافکار اللاعقلانیة والدرجة الکلیة على البعد الذی تنتمی الیه الفقرة والدرجة الکلیة للمقیاس

الابعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالدرجة الکلیة

الابعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالدرجة الکلیة

الابعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالدرجة الکلیة

القلق

1

0.424

0.388

تابع بعد الاستعلاء

20

0.591

0.330

طلب الاستحسان

5

0.583

0.464

2

0.655

0.471

24

0.520

0.287

21

0.667

0.572

6

0.510

0.392

29

0.578

0.363

23

0.618

0.595

7

0.358

0.295

33

0.413

0.297

37

0.507

0.435

8

0.337

0.260

34

0.463

0.351

43

0.622

0.283

10

0.366

0.349

35

0.537

0.275

48

0.492

0.270

16

0.567

0.514

38

0.431

0.266

50

0.536

0.281

19

0.468

0.362

39

0.356

0.363

عدم المسؤولیة الانفعالیة

12

0.604

0.525

22

0.510

0.301

41

0.204

0.322

15

0.618

0.402

26

0.294

0.279

تجنب المشکلات

11

0.478

0.324

17

0.650

0.520

28

0.375

0.351

13

0.554

0.618

30

0.586

0.404

32

0.342

0.379

25

0.545

0.445

42

0.653

0.538

الاستعلاء

3

0.430

0.309

27

0.380

0.308

46

0.636

0.586

4

0.471

0.332

31

0.447

0.356

49

0.508

0.363

9

0.339

0.279

36

0.486

0.351

جمیع معاملات الارتباط الواردة بالجدول دالة احصائیا عند مستوى 0.01

14

0.400

0.291

40

0.478

0.350

18

0.439

0.270

44

0.442

0.273

 

45

0.528

0.419

47

0.423

0.285

یتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذی یؤکد صدق الاتساق الداخلی للفقرات مع المقیاس، وهذا یعنی ان المقیاس بوجه عام صادق ویمکن الاعتماد علیه.

ثانیاً: ثبات المقیاس:

للاطمئنان على ثبات مقیاس الافکار اللاعقلانیة تم استخدام معامل ألفا کرونباخ، کما هو موضح بالجدول التالی:  

جدول (17)

قیم معاملات الثبات لمقیاس الافکار اللاعقلانیة باستخدام معادلة الفا کرونباخ

م

الابعاد

عدد الفقرات

معامل الثبات

(الفا کرونباخ)

1

عدم المسؤولیة الانفعالیة

12

0.765

2

القلق

14

0.682

3

الاستعلاء

10

0.705

4

طلب الاستحسان

7

0.732

5

تجنب المشکلات

7

0.736

الدرجة الکلیة لمقیاس الافکار اللاعقلانیة

50

0.701

ویتضح من الجدول السابق أن قیم معاملات الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ تراوحت بین 0.682 و0.765 وهی قیم مقبولة مما یدل على ثبات مقیاس الافکار اللاعقلانیة.

6- مقیاس ما وراء المعرفةMeta-Cognitoin Scale  (ترجمة عبدالله الخولى ، 2014)

الخصائص السیکومتریة لمقیاس ما وراء المعرفة : (*)

أولاً : الصدق : Validity

1-   صدق التحلیل العاملی:

      للتأکد من صدق مقیاس مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة، تم إجراء التحلیل العاملی الاستکشافی Exploratory Factor Analysis بطریقة المکونات الأساسیة Principle Component Analysis على أفراد العینة الاستطلاعیة وعددهم 130 طالباً وطالبة، وتم الإبقاء على العوامل التی یزید جذرها الکامن عن الواحد الصحیح، مع اعتبار أن البند یکون متشبعاً على العامل إذا کان تشبعه على هذا العامل یزید عن (0.3) وبناء على ذلک تم استخراج (5) عوامل، وقد أجری تدویر للعوامل بطریقة الفاریماکس والجدول التالی یوضح تشبعات الفقرات على العوامل الخمسة بعد إجراء التدویر التدویر.انظر مُلحق رقم ( 6).

ثانیاً:  ثبات المقیاس :

1-  الاتساق الداخلی : Internal Consistency:

        للاطمئنان على صدق الاتساق الداخلی لمقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة تم حساب معامل ارتباط بیرسون بین درجة کل بعد من أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس، کما تم إیجاد قیم معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والدرجة الکلیة للمقیاس، وکانت معاملات الارتباط جمیعها دالة عند مستوى 0.01 کما هو موضح بالجدولین التالیین:

جدول (19)

معاملات ارتباط بیرسون بین درجات الابعاد والدرجة الکلیة لمقیاس مقیاس

 المعتقدات ما وراء المعرفیة

م

الابعاد

الارتباط بالدرجة الکلیة

1

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

0.393

2

الثقة المعرفیة

0.445

3

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم

0.686

4

الحاجة للتحکم فی الأفکار

0.502

5

الوعی الذاتی المعرفی

0.563

**دالة عند مستوى 0.01

جدول (20)

معامل ارتباط بیرسون بین کل فقرة من فقرات مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة والدرجة الکلیة على البعد الذی تنتمی إلیه الفقرة والدرجة الکلیة للمقیاس

الابعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالدرجة الکلیة

الابعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالدرجة الکلیة

الابعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالدرجة الکلیة

معتقدات إیجابیة عن القلق

1

0.654

0.284

معتقدات سلبیة

2

0.562

0.417

الوعی الذاتی المعرفی

3

0.519

0.461

7

0.466

0.309

4

0.702

0.453

5

0.497

0.261

10

0.527

0.258

9

0.583

0.267

12

0.514

0.264

19

0.615

0.285

11

0.633

0.480

16

0.561

0.341

23

0.551

0.332

15

0.536

0.386

18

0.506

0.446

28

0.546

0.273

21

0.463

0.387

30

0.491

0.295

الثقة المعرفیة

8

0.296

0.347

الحاجة للتحکم فی الأفکار

6

0.374

0.273

 

جمیع معاملات الارتباط الواردة بالجدول دالة احصائیا عند مستوى 0.01

14

0.326

0.379

13

0.427

0.338

17

0.581

0.341

20

0.457

0.289

24

0.430

0.295

22

0.551

0.297

26

0.631

0.286

25

0.438

0.296

29

0.455

0.358

27

0.544

0.365

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذی یؤکد صدق الاتساق الداخلی للفقرات مع المقیاس، وهذا یعنی ان المقیاس بوجه عام صادق ویمکن الاعتماد علیه.

ثبات المقیاس:

      للاطمئنان على ثبات مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة تم استخدام معامل ألفا کرونباخ، کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (21)

قیم معاملات الثبات لمقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة باستخدام معادلة ألفا کرونباخ

م

الابعاد

عدد الفقرات

معامل الثبات

(الفا کرونباخ)

1

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

6

0.771

2

الثقة المعرفیة

6

0.764

3

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم

6

0.692

4

الحاجة للتحکم فی الأفکار

6

0.712

5

الوعی الذاتی المعرفی

6

0.731

الدرجة الکلیة لمقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة

30

0.743

ویتضح من الجدول السابق أن قیم معاملات الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ تراوحت بین 0.692 و0.771 وهی قیم مقبولة مما یدل على ثبات مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة.

الأسالیب الإحصائیة :

 استخدم الباحثان بعض الأسالیب الإحصائیة من خلال الاستعانة ببرامج الحزمة الإحصائیة فى العلوم الاجتماعیة SPSS وهی معامل ارتباط بیرسون ، تحلیل الانحدار المتعدد (Stepwise)، تحلیل المسار Path analysis))

نتائج الدراسة وتفسیرها :

نتائج الفرض الأول وتفسیرها :

وینص على" أنه "توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین درجات عینة الدراسة على مقیاس التطرف الفکری ودرجاتهم على کل من ( الأفکار اللاعقلانیة، المعتقدات ما وراء المعرفیة، المرونة المعرفیة، وجهة الضبط، مجالات الهویة)". وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام معامل ارتباط بیرسون کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (22)

معاملات ارتباط بیرسون  بین درجات عینة الدراسة على مقیاس التطرف الفکری ودرجاتهم على کل من (الأفکار اللاعقلانیة، المعتقدات ما وراء المعرفیة، المرونة المعرفیة، وجهة الضبط، مراتب الهویة)

المقیاس

الأبعاد

الارتباط بالتطرف الفکری

المقیاس

 

الأبعاد

الارتباط بالتطرف الفکری

الأفکار اللاعقلانیة

القلق

0.315**

 

المرونة المعرفیة

-0.346**

الاستعلاء

0.418**

وجهة

الضبط

الضبط الداخلی

-0.002

تجنب المشکلات

-0.216**

الضبط الخارجی

0.168*

طلب الاستحسان

-0.190**

الدرجة الکلیة للمقیاس

0.138

عدم المسؤولیة الانفعالیة

0.461**

مجالات الهویة

 

الهویة

 

الاجتماعیة

الصداقة

-0.099

الدرجة الکلیة للمقیاس

-0.282**

الجنس الاخر

-0.240**

ما وراء المعرفة

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

0.299**

الدور الجنسی

-0.295**

الثقة المعرفیة

-0.083

الاستمتاع بوقت الفراغ

-0.267**

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم

0.148*

 

الهویة

 

الأیدیولوجیة

المهنیة

-0.181*

معتقدات حول الحاجة للتحکم فی الأفکار

0.025

الدینیة

-0.048

الوعی الذاتی المعرفی

-0.273**

السیاسیة

-0.200

الدرجة الکلیة للمقیاس

0.068

فلسفة الحیاة

-0.179*

 

 

الدرجة الکلیة للمقیاس

-0.252**

*دالة عند مستوى 0.05                                       **دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من الجدول السابق ما یلی:

  1. وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 بین التطرف الفکری وکلاً من  ( القلق، الاستعلاء، عدم المسؤولیة الانفعالیة، المعتقدات الإیجابیة عن القلق).
  2. وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً عند مستوى 0.05 بین التطرف الفکری وکلا من (المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم، الضبط الخارجی).
  3. وجود علاقة ارتباطیة سالبة دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 بین التطرف الفکری وکلاً من     ( تجنب المشکلات، طلب الاستحسان، الوعی الذاتی المعرفی، المرونة المعرفیة، الجنس الأخر، الدور الجنسی، الاستمتاع بوقت الفراغ).
  4. وجود علاقة ارتباطیة سالبة دالة عند مستوى 0.05 بین التطرف الفکری والمهنیة،        فلسفة الحیاة).

  ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط بین التطرف الفکرى وأبعاد المعتقدات اللاعقلانیة جاءت دالة عند 0.01 ، وهذا له ما یبرره ، حیث یذکر         (عبدالحمید، شاکر،2017، 13 ) أن مشکلة التطرف  تکمن فی تلک الطبیعة المنغلقة ، وغیر المتسامحة ، وکذلک حالة الجمود والمقاومة الجامدة للتغییر. وتتفق هذه النتیجة مع دراسة  (Nieuwen,et.al.,2010) والتى ترى أن المعتقدات اللاعقلانیة تُسیطر على روح الفرد ، وتُعد عاملاً مُحدداُ لکیفیة تفسیر وإعطاء المعانى للأحداث وتنظیم نوعیة السلوکیات والعواطف. وتُعتبر المعتقدات اللاعقلانیة حقیقة، ولا تتزامن مع الواقع، حیث تطرد وتلغى تکامل الفرد،  وتمنع تعامل الفرد الناجح مع الأحداث والوقائع الاستفزازیة.

وجاءت قیم معاملات الارتباط بین التطرف الفکرى  دالة عند 0.01 وبین                  ( المعتقدات الإیجابیة عن القلق، الوعى الذاتى المعرفى ) ، کما جاءت دالة عند 0.05          (المعتقدات السلبیة عن عند القدرة على التحکم) ، ولهذه النتیجة ما یبررها فقد ذکرHaslam&Turner أن المتطرفین عُرضة للخطأ لأنهم ضحایا لواحد أو أکثر من الأتى : الانحراف، سوء التکیف، القلق، عدم التسامح مع الغموض، عدم المرونة، الرغبة فى التأکد، التمرکز حول الذات ، الاستبداد، الاستعلاء، والدوجماطیة..(Haslam&Turner,1998) وجاءت قیمة معامل الارتباط بین التطرف الفکرى والمرونة المعرفیة دالة عند 0.01 وجاءت العلاقة إیجابیة عکسیة ، ویمکن تفسیر ذلک من خلال ما توصلت إلیه دراسة Vanhiel&Mervielde (2003) حیث أکدت أن التعقید المعرفى Cognitive Complexity اعتبر سمة فردیة تُرافق تمسک الفرد بأیدیولوجیة مُحددة. وتُدعم ذلک Baele (2017) ، حیث تُؤید نظریة السیاق التى ترى أن التقییم الدقیق للفرضیات التى بموجبها یلعب المستوى المرتفع من المشاعر السلبیة Negative feelings ، الغضب Anger، نقص المرونة المعرفیةLack of cognitive flexibility  ، والتعقید المعرفى Cognitive flexibility دوراً فى الأعمال الإرهابیة العنیفة.  أما بالنسبة لقیم معاملات الارتباط بین التطرف الفکرى ومرکز الضبط            (الداخلى – الخارجى)، فقد جاءت دالة عند 0.05 مع الضبط الخارجى. وتتفق مع نتیجة الدراسة الحالیة ما توصلت إلیه دراسة Shojaee (2014) التى  أکدت على أن الأفراد ذوى مرکز الضبط الداخلى لدیهم مستویات أعلى من الصحة النفسیة مقارنة بالأفراد ذوى وجهة الضبط الخارجى، کما أکدت دراسة Sagone&Caroli (2014) أنه کلما کان المراهقون لدیهم مرکز ضبط خارجى کلما وضعوا ثقتهم فى الخرافة والحظ السعید.

وعن قیم  معاملات الارتباط بین التطرف الفکری وبعض ابعاد الهویة لاجتماعیة(الدور الجنسی ،  الاستمتاع بوقت الفراغ، الجنس الأخر) فقد جاءت دالة عند 0.01. یمکن تفسیر ذلک من خلال ما تتمیز به شخصیة المتطرف من تدنی واضطراب لهویته الاجتماعیة والاحساس بانعدام القیمة الاجتماعیة ، عدم الاستمتاع بالحیاة ، وانحسار للعلاقات الاجتماعیة المتبادلة مع  المحیطین به من الجنسین. بینما جاءت قیم معاملات الارتباط بین التطرف الفکرى وأبعاد الهویة الایدیولوجیة (فلسفة الحیاة ، والمهنیة) دالة عند 0.05 متفقة مع  محاولة المتطرف اکتشاف معنى لوجوده فی الحیاة ( من أنا ،؟ ما دوری فی الحیاة ؟ إلی این اتجه؟ ) وذلک فی إطار بناء فلسفة له فی الحیاة  ، وتحدید اهدافه وأماله.

نتائج الفرض الثانى وتفسیرها :

وینص على "یمکن التنبؤ بالتطرف الفکری من خلال الأفکار اللاعقلانیة لدى عینة الدراسة"

وللتحقق من صحة هذا الفرضتم استخدام تحلیل الانحدار الخطی المتعدد وذلک باعتبار أن التطرف الفکری متغیر تابع وأبعاد مقیاس الأفکار اللاعقلانیة متغیرات مستقلة، وتم إجراء تحلیل الانحدار المتعدد المتدرج Stepwise Multiple Linear Regression وتم التوصل إلى خمسة نماذج للانحدار کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (23)

نتائج تحلیل الانحدار الخطی المتدرج للتنبؤ بالتطرف الفکری من خلال الأفکار اللاعقلانیة

النموذج

المتغیرات

معامل الانحدار الغیر معیاری

معامل الانحدار المعیاری

قیمة "ف"

قیمة "ت"

قیمة R

قیمة R2

القیمة

الخطأ المعیاری

1

ثابت الانحدار

114.91

4.04

 

51.48**

28.47**

0.461

0.212

عدم المسؤولیة الانفعالیة

1.52

0.21

0.46

7.18**

2

ثابت الانحدار

144.15

8.43

 

35.30**

17.09**

0.521

0.271

عدم المسؤولیة الانفعالیة

1.39

0.21

0.42

6.69**

القلق

0.73

0.19

0.25

3.91**

3

ثابت الانحدار

169.94

13.72

 

25.97**

12.39**

0.540

0.292

عدم المسؤولیة الانفعالیة

1.10

0.24

0.33

4.61**

القلق

0.61

0.19

0.20

3.17**

الاستعلاء

0.52

0.22

0.18

2.37*

4

ثابت الانحدار

173.57

13.70

 

20.97**

12.67**

0.555

0.309

عدم المسؤولیة الانفعالیة

1.12

0.24

0.34

4.73**

القلق

0.55

0.19

0.19

2.88**

الاستعلاء

0.49

0.22

0.17

2.22*

طلب الاستحسان

-0.43

0.20

-0.13

-2.12*

5

ثابت الانحدار

172.63

13.56

 

18.14**

12.73**

0.572

0.327

عدم المسؤولیة الانفعالیة

1.20

0.24

0.36

5.05**

القلق

0.71

0.20

0.24

3.52**

الاستعلاء

0.62

0.23

0.21

2.77**

طلب الاستحسان

-0.57

0.21

-0.18

-2.73**

تجنب المشکلات

0.50

0.22

0.17

2.24*

**دالة عند مستوى 0.01                                 *دالة عند مستوى 0.05

ویتضح من الجدول السابق ما یلی:

ویتم قبول النموذج الخامس حیث إنه یتضمن تحسناً مقبولاً فی قیمة معامل الارتباط المتعدد R مقارنة بالنموذج الرابع، وقد بلغت قیمة "ف" لنموذج الانحدار الخامس 18.14 وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة 0.01، وبلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد R 0.572 وبلغت قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد (معامل التحدید) R2 0.327 أی أن المتغیرات المستقلة فی النموذج الخامس تفسر نسبة 32.7% من التباین الکلی فی المتغیر التابع (التطرف الفکری). ویمکن صیاغة معادلة التنبؤ بالتطرف الفکری من خلال المعتقدات اللاعقلانیة على النحو التالی:- التطرف الفکری = 172.63 × ثابت الانحدار + 1.20 × عدم المسؤولیة الانفعالیة + 0.71 × القلق + 0.62 × الاستعلاء -0.57 × طلب الاستحسان + 0.50 × تجنب المشکلات

وبالتالی فإنه یمکن القول بأن الأفکار اللاعقلانیة تسهم فی التنبؤ بالتطرف الفکری کما یلاحظ أن من أکثر الأفکار اللاعقلانیة تأثیراً على التطرف الفکری هی " عدم المسؤولیة الانفعالیة" یلیها " القلق"، کما أن " تجنب المشکلات " أقل الأفکار اللاعقلانیة تأثیراً على التطرف الفکری. ویُمکن تفسیر هذه النتیجة المنطقیة من خلال المسلمات التى یستند لها علماء علم النفس المعرفى والذین یرون أن کل إنسان رهن بما یفکر فیه. فلیس محتوى التفکیر فقط هو الذى یُنبىء بالاضطراب وإنما طریقة التفکیر نفسها أى عملیات التفکیر. ویذکر (Haslam&Turner,1998) أن المتطرفین عُرضة للخطأ لأنهم ضحایا لواحدة أو أکثر من الأتى : الانحراف ، سوء التکیف، القلق، عدم التسامح مع الغموض، عدم المرونة ، الرغبة فى التأکد، التمرکز حول الذات، الاستبداد، الاستعلاء، الدوجماطیة. وتؤید نتیجة الدراسة الحالیة ما أسفرت عنه نتائج دراسة Visla et al  عن وجود علاقة ارتباطیة إیجابیة دالة إحصائیاً بین المعتقدات اللاعقلانیة وکل من القلق والاکتئاب والغضب والشعور بالذنب.

کما تدعم أیضا نتائج دراسة (Willinias et al,2011) التى بینت أن التشوهات المعرفیة کانت أکثر شیوعاً بین المذنبین الذین أظهروا استجابات مضادة للمجتمع على مقیاس الاستجابات غیر الاجتماعیة. ویُفسر Rokeach التطرف الفکری من خلال نظریته أنساق المعتقدات (Belief system Theory)، على أنه أسلوب تفکیر مقاوم للتغییر ولا یستطیع أن یتقبل أفکار غیره، ویرفضها بشکل مطلق ، وحدد Rokeach أن لکل فرد بناء معرفی ومعتقدات خاصة عن الحیاة والعلاقات الاجتماعیة والسیاسیة ، وتنتظم تلک المعتقدات فی نسق کُلی یُشکل منظومة معرفیة لدى الفرد، متمثلة فی المعتقدات والاتجاهات، ویمکن وصف تلک المنظومة بالانفتاح والانغلاق، فإن کانت منفتحة فإن لدیها القدرة على التواصل مع أفکار ومعتقدات الآخرین والتعایش معهم. أما إن کانت مغلقة فهی لا تتقبل  أفکار الآخرین ولا تستطیع التعایش معهم الأمر الذی یؤدی بالفرد للتطرف الفکری.

نتائج الفرض الثالث وتفسیرها :

وینص على "یمکن التنبؤ بالتطرف الفکری من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة لدى عینة الدراسة" وللتحقق من صحة هذا الفرضتم استخدام تحلیل الانحدار الخطی المتعدد وذلک باعتبار أن التطرف الفکری متغیر تابع والمعتقدات ما وراء المعرفیة متغیر مستقل، وتم إجراء تحلیل الانحدار المتعدد المتدرج Stepwise Multiple Linear Regression وتم التوصل إلى ثلاثة نماذج للانحدار کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (24)

نتائج تحلیل الانحدار الخطی المتدرج للتنبؤ بالتطرف الفکری من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة

النموذج

المتغیرات

معامل الانحدار الغیر معیاری

معامل الانحدار المعیاری

قیمة "ف"

قیمة "ت"

قیمة R

قیمة R2

القیمة

الخطأ المعیاری

1

ثابت الانحدار

114.32

6.69

 

18.74**

17.10**

0.299

 

0.089

 

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

1.43

0.33

0.30

4.33**

2

ثابت الانحدار

140.79

9.08

 

18.68**

15.51**

0.405

 

0.164

 

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

1.43

0.32

0.30

4.52**

الوعی الذاتی المعرفی

-1.37

0.33

-0.27

-4.13**

3

ثابت الانحدار

136.31

9.21

 

14.36**

14.80**

0.431

 

0.186

 

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

1.26

0.32

0.27

3.92**

الوعی الذاتی المعرفی

-1.53

0.34

-0.31

-4.56**

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم

0.66

0.30

0.15

2.22*

**دالة عند مستوى 0.01                                      *دالة عند مستوى 0.05

ویتضح من الجدول السابق ما یلی:

یتم قبول النموذج الثالث حیث إنه یتضمن تحسناً مقبولاً فی قیمة معامل الارتباط المتعدد R مقارنة بالنموذج الثانی، وقد بلغت قیمة "ف" لنموذج الانحدار الثالث 14.36 وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة 0.01، وبلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد R 0.431 وبلغت قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد (معامل التحدید) R2 0.186 أی أن المتغیرات المستقلة فی النموذج الثالث تفسر نسبة 18.6% من التباین الکلی فی المتغیر التابع (التطرف الفکری).

        ولا تسهم المعتقدات ما وراء المعرفیة التالیة فی التنبؤ بالتطرف الفکری: الثقة المعرفیة، معتقدات حول الحاجة للتحکم فی الأفکار. وتسهم المعتقدات ما وراء المعرفیة التالیة فی التنبؤ بالتطرف الفکری: المعتقدات الإیجابیة عن القلق، الوعی الذاتی المعرفی، المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم. ویمکن صیاغة معادلة التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة على النحو التالى: التطرف الفکری = 136.31 × ثابت الانحدار + 1.26 × المعتقدات الإیجابیة عن القلق -1.53 × الوعی الذاتی المعرفی + 0.66 × المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم

  ویمکن تفسیر النتیجة السابقة ، حیث نرى أن الشخص المتطرف فکریاً لا یتمتع بالثقة المعرفیة بما یملک ، کما أنه لا یعنیه الحاجة إلى التحکم فی الأفکار ، لأن هذا الشخص یسمح للأفکار بأن تقوده وتوجهه ولیس هو من یقودها أو یرغب ویجهد نفسه من أجل التجکم فیها وتقییمها. فالمتطرف فکریا یجلب القلق ویعتقد أن القلق الذى یعیش فیه فالقلق من یجلب له الحیاة والبقاء والشعور بالسعادة، کما أنه لیس لدیه وعى کاف بمعارفه وأفکاره ، کما أن لدیه معتقدات سلبیة عن عدم قدرته على التحکم فی أفکاره. وتدعم نتیجة الدراسة ما توصلت إلیه دراسة (Wells&Purdon,1999,72) إلى أن المعتقدات العامة المرتبطة بوظیفة العقل یمکن أن تلعب دوراً مُهماً فى کیفیة تفسیر أحداث الفکر والاستجابة لها، ومثل هذه المعتقدات قد یکون لها ارتباط واضح بالاضطراب الانفعالى الذى یتسم بإعادة تکرار واستمرار الأفکار غیر المرغوبة.

          ولتفسیر نتیجة هذا الفرض بشکل أکثر وضوحا یرى الباحان أنه یمکنا تصنیف معتقدات ما وراء المعرفة إلى خمسة أبعاد موضحة بشکل أفضل : فالبعد الأول : الثقة  المعرفیة cognitive confidence یتعلق بمقدار ثقة الأفراد فى عملیات المعالجة المعلوماتیة ، وخاصة عملیات الانتباه والذاکرة ، فعندما تتشتت الثقة المعرفیة لدى الأفراد فإنهم یوجهون انتباههم على نحو غیر ملائم نحو ذواتهم فیما یعرف الانتباه المرتکز على الذات Self focused attention . وهذا البعد لم یرتبط بالتطرف الفکرى. والبعد الثانى: المعتقدات الإیجابیة عن القلق Positive beliefs about worry  وًیمثل الجانب الإیجابى للقلق ، حیث یعتقد الفرد (المتطرف فکریاً) فى فائدة بعض الاجترارات الفکریة فى حل المشکلات . أما البعد الثالث: الوعى الذاتى المعرفى Cognitive self consciousness (CSC) وهو          میل الفرد إلى ترکیز انتباهه على عملیات التفکیر التى یقوم بها عقله (مثل " إننى أُعیر انتباها کبیراً للطریقة التى یعمل بها عقلى"،"إننى أراقب أفکارى". ویرى (Levitt,Brow,Orselloio&Barbw,2004) أن الوعى الذاتى المعرفى (CSC) یتعلق بافتراض ملاحظة الأفراد لأفکارهم الذاتیة بطریقة مُبالغ فیها تنعکس فى میلهم نحو التمرکز حول ذواتهم ، وربما یُصبح الأفراد( المتطرفین فکریاً)  أکثر حساسیة ومُبالغة فى التعامل مع الانزعاجات الخفیفة التى تتطور إلى رُعب حاد ، والبعد الرابع : المعتقدات السلبیة بشأن عدم القدرة على التحکم فى الأفکار والخطر Negative beliefs about uncontrollability of thoughts and danger  وُیعبر هذا البعد عن معتقدات الأفراد ( المتطرفین فکریاً)        بأن أفکارهم خارج نطاق السیطرة ، وأنها مُهمة للغایة ویمکن أن تُسبب لهم ضرراً إذا لم  یسیطروا علیها . وأخیراً البعد الخامس : المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فى الأفکار  beliefs about need to thought control وتتعلق معتقداته بالاتجاه الذى یمیل إلیه          البعض فی شعورهم بالحاجة إلى السیطرة أو کبح أى مشاعر أو أفکار سلبیة تراودهم ،        کما یُظهر أصحاب هذه المعتقدات مبالغة تجاه الخبرات والأفکار غیر السارة. (Borton,Markovitz&Dreterich,2005)

نتائج الفرض الرابع وتفسیرها :

وینص على "یمکن التنبؤ بالتطرف الفکری من خلال المرونة المعرفیة لدى         عینة الدراسة"

وللتحقق من صحة هذا الفرض الذى یهدف للکشف عن دلالة معاملات التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال المرونة المعرفیة ، تم استخدام تحلیل الانحدار الخطی البسیط وذلک باعتبار أن التطرف الفکری متغیر تابع والمرونة المعرفیة متغیر مستقل، کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (25)

نتائج تحلیل الانحدار الخطی البسیط للتنبؤ بالتطرف الفکری من خلال المرونة المعرفیة

المتغیرات

معامل الانحدار الغیر معیاری

معامل الانحدار المعیاری

قیمة "ف"

قیمة "ت"

قیمة R

قیمة R2

القیمة

الخطأ المعیاری

ثابت الانحدار

161.86

3.89

 

26.06**

41.60**

0.346

0.120

المرونة المعرفیة

-0.74

0.15

-0.35

-5.10**

**دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من الجدول السابق أن قیمة "ف" لنموذج الانحدار بلغت 26.06 وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة 0.01، وبلغت قیمة معامل الارتباط R 0.346 وبلغت قیمة مربع معامل الارتباط (معامل التحدید) R2 0.120 أی أن المتغیر المستقل (المرونة المعرفیة)  یُفسر نسبة 12.0% من التباین الکلی فی المتغیر التابع (التطرف الفکری). ویمکن صیاغة معادلة التنبؤ بالتطرف الفکرى من خلال المرونة المعرفیة على النحو التالى : التطرف الفکری = 161.86 × ثابت الانحدار -0.74 × المرونة المعرفیة

ویُمکن تفسیر هذه النتیجة ، حیث تُعد المرونة المعرفیة واحدة من السمات الممیزة للمعارف الإنسانیة، حیث تسمح لنا بتکییف أفکارنا وسلوکنا بشکل سریع استجابة لمتطلبات البیئة، وأهداف المهام المتغیرة. وتُعتبر المرونة المعرفیة بشکل عام خاصیة طارئة، ویذکرSchaie و Dutta و Willis (1991) أن المرونة المعرفیة بُعد مهم من أبعاد الشخصیة الإنسانیة ، فهى تتقبل التغیر المفاهیمى والمثابرة فی اکتساب  أنماط جدیدة من السلوک ، والتخلى عن أنماط قدیمة وثابتة، وهى تقع على إحدى طرفى متصل ، بینما یقع التصلب المعرفى فی الطرف الأخر ( بقیعى، نافز أحمد ، 2013)، وقد أثبتت دراسةChristine  وKathleem (2012) أن الانفعالات والأفکار الإیجابیة لدى الأفراد ذوى المرونة المعرفیة العالیة تُساعدهم فى تبنى المصادر النفسیة الضروریة للتکیف بنجاح مع المحن، الشدائد ، وبالتالى فإن الانفعالات والأفکار الإیجابیة تقوم بوظیفة وقائیة علاجیة ، للتقلیل من أثار المواقف الضاغطة ( الضامن ، صلاح الدین ، وسمور ، قاسم ، 2017). وتتفق مع نتیجة الدراسة الحالیة ما أسفرت عنه دراسة (عقیل ، عبدالفتاح،2016) إلى وجود علاقة ارتباطیة عکسیة دالة إحصائیاً بین التطرف الفکرى والمرونة المعرفیة. وتتفق نتیجة  دراسة Van Hiel&Mervield (2003) والتى  أظهرت نتائجها أن مُؤیدى الأیدیولوجیات المتطرفة یُبدون مستویات منخفضة من التعقید المعرفى. وفى المقابل ، تنص نظریة السیاق على أن المتطرفین یُفکرون بطریقة أکثر تعقیداً وجدلاً بشأن السیاسة ، ووفقاً لنظریة السیاق فقد تم التوصل إلى ارتباطات إیجابیة کبیرة بین التعقید المعرفى والأیدیولوجیة المتطرفة فى جمیع العینات .

نتائج الفرض الخامس وتفسیرها :

وینص على أنه "یمکن التنبؤ بالتطرف الفکری من خلال وجهة الضبط لدى عینة الدراسة "

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام تحلیل الانحدار الخطی المتعدد وذلک باعتبار أن التطرف الفکری متغیر تابع ووجهة الضبط متغیرات مستقلة، وتم إجراء تحلیل الانحدار المتعدد المتدرج Stepwise Multiple Linear Regression وتم التوصل إلى نموذج واحد للانحدار کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (26)

 نتائج تحلیل الانحدار الخطی المتدرج للتنبؤ بالتطرف الفکری من خلال وجهة الضبط

النموذج

المتغیرات

معامل الانحدار الغیر معیاری

معامل الانحدار المعیاری

قیمة "ف"

قیمة "ت"

قیمة R

قیمة R2

القیمة

الخطأ المعیاری

1

ثابت الانحدار

124.40

7.90

 

5.58*

15.76**

0.168

0.028

الضبط الخارجی

0.39

0.16

0.17

2.36*

**دالة عند مستوى 0.01 *دالة عند مستوى 0.05

      ویتضح من الجدول السابق أن قیمة "ف" لنموذج الانحدار بلغت 5.58 وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى دلالة 0.05، وبلغت قیمة معامل الارتباط R 0.168 وبلغت قیمة مربع معامل الارتباط (معامل التحدید) R2 0.028 أی أن متغیر (الضبط الخارجی) یفسر نسبة 2.8% من التباین الکلی فی المتغیر التابع (التطرف الفکری)، کما یلاحظ أن وجهة الضبط الداخلی لا تسهم فی التنبؤ بالتطرف الفکری. ویمکن صیاغة معادلة التنبؤ بالتطرف الفکری من خلال متغیر وجهة الضبط الخارجی على النحو التالی:التطرف الفکری = 124.40 × ثابت الانحدار + 0.39 × الضبط الخارجی

        وقد اتفقت نتیجة هذا الفرض مع نتائج دراسة کل من  Adesina,D(2012) 2010) Breet et al ،عبد الستار (2010) ،Deming(2008)  حیث اجتمعت على تأثیر متغیر الضبط على التطرف وکافة المفاهیم المرتبطة به من عدوان ، وتعصب وجناح الأحداث ، بینما اختلف مع نتائج دراسة Benesh (2017) ، القحطانی (2015) التی کشفت عن انتفاء وجود علاقة بین متغیر الضبط ومتغیرات التطرف أو الجمود العقلی أو السلوک الإجرامی . یفسر الباحثان هذه النتیجة فی ضوء أن هناک ارتباط إیجابی بین وجهة الضبط الخارجی وبین الاتجاه نحو التطرف والعنف على اعتبار أن من خصائص ذوی الضبط الخارجی أنهم یظهرون مستویات توافقاً أقل ونضجا متدنیاً ، ویغلب على أفکارهم ومعتقداتهم طابعاً غیر عقلانی ، ویُظهرون قلقاً وتوترا أکثر، ویمیلون إلی العصابیة والمسایرة وضعف الأنا ، یتقبلون ذواتهم على نحو منخفض ، وأنهم أکثر شعورا بالعجز وعدم القدرة ، ویحاولون إثبات ذواتهم وتأکید کینونتهم ووجودهم بالعنف ، کما أنهم قلیلی الثقة، ویعیشون الحیاة بروح العداء ، ویمیلون إلی الإدراک السلبی فی التعامل مع الأحداث ، وسوء الفهم لمقاصد الآخرین ، کما أشارت فی ذلک نتائج دراسة بدر فائقة (2006) ، عبد الستار محمد (2010). نجد فی المقابل أن ذوی الضبط الداخلی یتمیزون بنقیض هذه الصفات ، فهم أکثر تکیفا وتوافقا مع ذواتهم ومع الجتمع، وأکثر قدرة على تحمل المسئولیة ، والاعتماد على النفس ، وأکثر اتزانا ولدیهم الأنا قویة وغیر ذلک من الخصائص التی تعبر عن شخصیة سویة بعیدة کل البعد عن التطرف والشطط ، وهذا ما دعمته العدید من الدراسات ومن بینها دراسة Shojaee(2014) التی أنتهت إلی وجود إرتباط إیجابی بین وجهة الضبط الداخلیة والسواء النفسی، بینما وجهة الضبط الخارجیة یجنح المنتمون لها إلی اللاسواء فی التفکیر وطریقة الإدراک وتفسیر الأحداث ، وکذا طبیعة القرارات التی تتخذ وأسالیب التکیف. لذا کان وجهة الضبط الخارجیة أکثر تنبؤا بالتطرف والاتجاه نحو العنف عن وجهة الضبط الداخلی ،

وفی ضوء ما سبق یمکن القول إن وجهة الضبط الخارجیة تعکس معتقدات وأفکار غیر عقلانیة ومطلقة ، کما تعکس القیم الشخصیة التی تحث على الکراهیة والنبذ والتعصب والعنف، وإذا علمنا أن الخصائص الشخصیة للمتطرفین فکریا وهی الانغلاق الفکری والجمود العقلی والمیل إلی التعصب والانحیاز لأرائهم الشخصیة وأکثر رفضا للأخر المعارض لوجهة نظرهم نجد أنها تقترب من خصال ذوى الضبط الخارجی، لذا کانت وجهة الضبط الخارجیة أکثر قدرة على التنبؤ بالتطرف عن وجهة الضبط الداخلی.

نتائج الفرض السادس وتفسیرها:

ینص الفرض السادس على أنه "یمکن التنبؤ بالتطرف الفکری من خلال مراتب الهویة لدى عینة الدراسة" وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام تحلیل الانحدار الخطی المتعدد وذلک باعتبار أن التطرف الفکری متغیر تابع ومراتب الهویة (انجاز الهویة، تعلیق الهویة، تشتت الهویة، انغلاق الهویة) متغیرات مستقلة، وتم إجراء تحلیل الانحدار المتعدد المتدرج Stepwise Multiple Linear Regression وتم التوصل إلى نموذجین من نماذج للانحدار کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (27)

نتائج تحلیل الانحدار الخطی المتدرج للتنبؤ بالتطرف الفکری من خلال مراتب الهویة

النموذج

المتغیرات

معامل الانحدار غیر المعیاری

معامل الانحدار المعیاری

قیمة "ف"

قیمة "ت"

قیمة R

قیمة R2

القیمة

الخطأ المعیاری

1

ثابت الانحدار

186.46

6.43

 

47.28**

 

28.99**

0.445

 

0.198

 

تشتت الهویة

0.80

0.12

0.45

6.88**

2

ثابت الانحدار

168.92

6.85

 

41.35**

 

24.66**

0.551

 

0.303

 

تشتت الهویة

1.22

0.13

0.68

9.09**

انغلاق الهویة

0.75

0.14

0.40

5.35**

**دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من الجدول السابق ما یلی:

یتم قبول النموذج الثانی حیث انه یتضمن تحسنا مقبولا فی قیمة معامل الارتباط المتعدد R مقارنة بالنموذج الأول، وقد بلغت قیمة "ف" لنموذج الانحدار الثانی41.35 وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى دلالة 0.01، وبلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد R 0.551 وبلغت قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد (معامل التحدید) R2 0.303 أی أن المتغیرات المستقلة فی النموذج الثانی تفسر نسبة 30.3% من التباین الکلی فی المتغیر التابع         (التطرف الفکری). ویمکن صیاغة معادلة التنبؤ بالتطرف الفکری من خلال مراتب الهویة على النحو التالی:-

التطرف الفکری = 168.92 × ثابت الانحدار + 1.22 × تشتت الهویة                    + 0.75 × انغلاق الهویة

وقد جاءت نتیجة هذا الفرض متفقة مع نتائج دراسة رشید (2015) ، دراسة        2013) Umit morsunbul)) التی دعمّت فرضیة ارتباط ممارسة العنف وارتکاب السلوکیات المدمرة  برتب الهویة الأقل نضجا مثل رتبة التشتت ورتبة انغلاق الهویة ، وقدرة هذه       الرتب على التنبؤ بالسلوک المتطرف ، بینما اختلفت نتیجة هذا الفرض مع نتائج دراسة Tremblay et al (2014) التی انتهت إلی ضعف الارتباط بین مراتب الهویة والسلوک المتطرف. یفسر الباحثان نتیجة هذا الفرض وهی أن مرتبة تشتت الهویة ومرتبة انغلاق الهویة أکثر تنبؤا بالتطرف عن غیرها من مراتب الهویة الأخرى بنسبة 30% على اعتبار أن هاتین  المرتبتن للهویة إنما تعبران عن اضطراب فی الهویة ونضجا اجتماعیا أقل وهو حال هویة الممارسین للعنف والتطرف، بینما تعکس مراتب الهویة الأخرى کالانجاز والتعلیق هویة ایجابیة ونضجا اجتماعیا أکبر وتوافقاً أعلى .

ویدعم نتیجة  هذا الفرض ما ذکره أریکسون بأن الأفراد ذوی اضطراب الهویة یعانون من أزمات تشمل انهیار الإحساس الداخلی ، والشعور بالضیاع وتدنی الإحساس بالقیمة فی الحیاة ، وتراجع الاستفادة من الخبرات الاجتماعیة وقصور فی الاختیار ، وعدم إیجاد معنى للحیاة ، کما تنخفض لدیهم القدرة على الانجاز ومواجهة التحدیات الیومیة ، والعجز عن اتخاذ القرار، وتزاید حدة الضغوط والصراع ، وجمیع هذه العوامل تقود إلی زعزعة الاستقرار النفسی واضطراب فی تکوین الهویة أو اکتساب هویة سلبیة تدفع إلی ارتکاب سلوکیات غیر مقبولة اجتماعیا کممارسة العنف أو تبنی اتجاهات سلوکیة عدائیة تجاه ما یعوق تحقیق الأهداف أو ما یخالف الفکر والاعتقادات الشخصیة(Erikson,E1968,213). للحصول على الأهمیة أو لأمداد الشخصیة بهدف ومعنى  Kruglanski et al.,2009) )

      کما اتفقت نتیجة هذا الفرض مع نظریة اریکسون فی تشکیل الهویة وما تبعها من تعدیلات، حیث أن مرتبة التشتت ومرتبة انغلاق الهویة دون مراتب الهویة الأخرى تعکسان تخطی أزمة الهویة دون المرور بها ، حیث أن المرور بهذه الأزمة مطلب أساسی للنمو السوى فی المراحل النمائیة القادمة فی تشکیل البنیة الشخصیة للفرد ، وهذا ما أوضحه أریکسون بأن نمو الهویة یکون عبر المرور بمراحل نمائیة متتابعة یواجه الفرد فی کل منها أزمة معینة ، فإذا فشل فی حل أزمات النمو وخاصة أزمة الهویة وقع فی اضطراب الهویة أو مرتبة انغلاق الهویة التی یتمیز من ینزلق إلیها بعدم الخبرة فی مواجهة الأزمة والتبعیة للآخرین والخضوع لتأثیر الجماعات دون الاختیار الذاتی أو إرادة حرة.

واعتماداً على ما سبق یمکن القول أن نتیجة هذا الفرض جاءت صادقة ومعبرة عن إمکانیة التنبؤ بالشخصیة المتطرفة من خلال مراتب الهویة الأکثر اضطراباً کتشتت الهویة وانغلاقها ، بینما لم تکشف مراتب الهویة الأخرى کالانجاز والتعلیق أو التأجیل عن امکانیة التنبؤ التطرف لأن هاتان المرتبتان تتمیزان بقدرة أصحابها على حل أزمة الهویة وإظهار التزاماً بالقیم والمبادئ المجتمعیة ، وتنبی أدواراً ، وبناء قناعات شخصیة لیصبح من الصعوبة التأثیر علیها وجرها إلی مواطن التطرف والإرهاب.

      نتائج الفرض السابع  وتفسیرها : وینص على " یُمکن التوصل إلى نموذج تحلیل للمسارات الدالة بین التطرف الفکرى وکل من المعتقدات ما وراء المعرفیة، المعتقدات اللاعقلانیة ، المرونة المعرفیة، وجهة الضبط، ومراتب الهویة لدى عینة الدراسة" وللتحقق من صحة هذا الفرضتم استخدام تحلیل الانحدار الخطی المتعدد وذلک باعتبار ان التطرف الفکری متغیر تابع وکلا من (الأفکار اللاعقلانیة، المعتقدات ما وراء المعرفیة، المرونة المعرفیة،      وجهة الضبط، مراتب الهویة) متغیرات مستقلة، وتم اجراء تحلیل الانحدار المتعدد المتدرج Stepwise Multiple Linear Regression وتم التوصل الى ثمانیة نماذج للانحدار کما هو موضح بالجدول التالی:     

جدول (28)

نتائج تحلیل الانحدار الخطی المتدرج للتنبؤ بالتطرف الفکری من خلال کلا من (الأفکار اللاعقلانیة، المعتقدات ما وراء المعرفیة، المرونة المعرفیة، وجهة الضبط، مراتب الهویة)

النموذج

المتغیرات

معامل الانحدار الغیر معیاری

معامل الانحدار المعیاری

قیمة "ف"

قیمة "ت"

قیمة R

قیمة R2

القیمة

الخطأ المعیاری

1

ثابت الانحدار

114.91

4.04

 

51.48**

 

28.47**

0.461

 

0.212

 

عدم المسؤولیة الانفعالیة

1.52

0.21

0.46

7.18**

2

ثابت الانحدار

154.11

8.21

 

43.94**

 

18.77**

0.562

 

0.316

 

عدم المسؤولیة الانفعالیة

1.19

0.21

0.36

5.72**

تشتت الهویة

0.61

0.11

0.34

5.38**

3

ثابت الانحدار

137.56

8.14

 

45.00**

 

16.90**

0.645

 

0.417

 

عدم المسؤولیة الانفعالیة

1.17

0.19

0.35

6.06**

 

 

 

 

 

تشتت الهویة

1.02

0.13

0.57

8.02**

انغلاق الهویة

0.74

0.13

0.39

5.70**

4

ثابت الانحدار

162.72

12.68

 

36.38**

 

12.83**

0.661

 

0.436

 

عدم المسؤولیة الانفعالیة

0.90

0.22

0.27

4.18**

تشتت الهویة

0.96

0.13

0.54

7.54**

انغلاق الهویة

0.74

0.13

0.40

5.84**

الاستعلاء

0.50

0.20

0.17

2.56*

5

ثابت الانحدار

172.15

12.80

 

32.22**

 

13.45**

0.680

 

0.463

 

عدم المسؤولیة الانفعالیة

0.63

0.23

0.19

2.72**

تشتت الهویة

0.98

0.13

0.55

7.83**

انغلاق الهویة

0.62

0.13

0.33

4.71**

الاستعلاء

0.72

0.21

0.25

3.53**

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم

0.84

0.28

0.20

3.03**

6

ثابت الانحدار

189.25

13.70

 

29.64**

 

13.82**

0.699

 

0.489

 

عدم المسؤولیة الانفعالیة

0.51

0.23

0.15

2.24*

تشتت الهویة

0.89

0.13

0.49

7.03**

انغلاق الهویة

0.56

0.13

0.30

4.35**

الاستعلاء

0.80

0.20

0.27

3.96

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم

1.05

0.28

0.24

3.74**

الوعی الذاتی المعرفی

-0.87

0.28

-0.17

-3.08**

7

ثابت الانحدار

180.92

13.92

 

27.00**

 

13.00**

0.711

 

0.505

 

عدم المسؤولیة الانفعالیة

0.53

0.23

0.16

2.34**

تشتت الهویة

0.86

0.13

0.48

6.89**

انغلاق الهویة

0.49

0.13

0.26

3.71**

الاستعلاء

0.86

0.20

0.29

4.31**

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم

1.12

0.28

0.26

4.03**

الوعی الذاتی المعرفی

-0.98

0.28

-0.20

-3.47**

معتقدات حول الحاجة للتحکم فی الأفکار

0.77

0.31

0.14

2.49*

8

ثابت الانحدار

181.48

13.81

 

24.49**

 

13.14**

0.718

 

0.516

 

عدم المسؤولیة الانفعالیة

0.55

0.22

0.17

2.46*

تشتت الهویة

0.80

0.13

0.45

6.33**

انغلاق الهویة

0.52

0.13

0.28

3.98**

الاستعلاء

0.87

0.20

0.30

4.35**

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم

1.17

0.28

0.27

4.22**

الوعی الذاتی المعرفی

-0.94

0.28

-0.19

-3.33**

معتقدات حول الحاجة للتحکم فی الأفکار

0.72

0.31

0.13

2.36*

طلب الاستحسان

-0.38

0.19

-0.11

-1.98*

**دالة عند مستوى 0.01 *دالة عند مستوى 0.05

ویتضح من الجدول السابق ما یلی:

یتم قبول النموذج الثامن حیث أنه یتضمن تحسناً مقبولاً فی قیمة معامل الارتباط المتعدد R مقارنة بالنموذج السابع وباقی النماذج، وقد بلغت قیمة "ف" لنموذج الانحدار الثامن 24.49 وهی قیمة دالة احصائیاً عند مستوى دلالة 0.01، وبلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد R 0.718 وبلغت قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد (معامل التحدید) R2 0.516 أی أن المتغیرات المستقلة فی النموذج الثمانى تفسر نسبة 51.6% من التباین الکلی فی المتغیر التابع (التطرف الفکری).

وقد أسفرت النتائج أن المتغیرات المستقلة التالیة لا تسهم فی التنبؤ بالتطرف الفکری:    ( القلق، تجنب المشکلات، المعتقدات الإیجابیة عن القلق، الثقة المعرفیة، المرونة المعرفیة، الضبط الداخلی، الضبط الخارجی، تعلیق الهویة) . وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن المتغیرات المستقلة التالیة تسهم فی التنبؤ بالتطرف الفکری: ( عدم المسؤولیة الانفعالیة، تشتت الهویة، انغلاق الهویة، الاستعلاء، المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم، الوعی الذاتی المعرفی، معتقدات الحاجة للتحکم فی الأفکار، طلب الاستحسان). ویمکن صیاغة معادلة الانحدار التالیة بناءا على نموذج الانحدار الثمانى الذی تم قبوله وذلک للتنبؤ بالتطرف الفکری من خلال کل من (الأفکار اللاعقلانیة، المعتقدات ما وراء المعرفیة، المرونة المعرفیة، مراتب الهویة): التطرف الفکری = 181.48 + 0.55 × عدم المسؤولیة الانفعالیة + 0.80 × تشتت الهویة + 0.52 ×انغلاق الهویة + 0.87 × الاستعلاء + 1.17 × المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم -0.94 × الوعی الذاتی المعرفی + 0.72 × معتقدات حول الحاجة للتحکم فی الأفکار-0.38 × طلب الاستحسان.

وباستخدام تحلیل المسار ، تم وضع النموذج المتوقع وإدخال بیانات العینة الأساسیة  (193) طالباً ودرجات کل طالب على مقاییس التطرف الفکرى ومقاییس ( المعتقدات اللاعقلانیة – المعتقدات ما وراء المعرفیة -  المرونة المعرفیة- مراتب الهویة – مرکز الضبط). وتدعم مسارات هذا الشکل ما توصلت إلیه نتائج تحلیل الانحدار المتعدد للفروض التنبؤیة الخمس السابقة بشأن إمکانیة التنبوء بالتطرف الفکرى من خلال المعتقدات اللاعقلانیة      (عدم المسئولیة الانفعالیة ، الاستعلاء، طلب الاستحسان) والمعتقدات ما وراء المعرفیة         ( المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم، الوعى الذاتى المعرفى ، معتقدات حول الحاجة للتحکم فى الأفکار)، ومراتب الهویة ( تشتت الهویة، انغلاق الهویة). وقد حظى نموذج تحلیل المسار على مؤشرات حسن مطابقة جیدة ، حیث کانت قیمة (کا2) غیر دالة إحصائیاً

 

شکل (1)

النموذج المتوقع للمسارات الدالة بین التطرف الفکرى وبعض المتغیرات

 المعرفیة وما وراء المعرفیة

 ومن ملاحظة شکل (2) التالى یتضح أنه یوجد تأثیر مباشر من ثمانى متغیرات مستقلة على التطرف الفکرى. فالمعتقدات اللاعقلانیة أثر منها ثلاثة متغیرات فی تفسیر التطرف الفکرى ( فمعتقد عدم المسئولیة الانفعالیة یؤثر على التطرف الفکرى بـ55. ، وأثر معتقد الاستعلاء بـ87. ، وأثر معتقد طلب الاستحسان بـــ-37. ) ، وأثرت ثلاثة متغیرات من المعتقدات ما وراء المعرفیة ( فالمعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم أثرت بــ1.17 ، وجاء معتقد الوعى الذاتى المعرفى بتأثیر قدره-93. ، وجاءت معتقدات الحاجة للتحکم فی الأفکار بــ72. ) ، وأثر متغیران من مراتب الهویة ( تشتت الهویة بـ 80. ، وانغلاق الهویة بــ52.) . ویوضح شکل (2) قیم معاملات المسار المعیاریة للنموذج المقترح:

 

شکل (2)

النموذج الثمانى لتحلیل المسار بین التطرف الفکرى وبعض المتغیرات

المعرفیة وما وراء المعرفیة

تضمینات الدراسة والتوصیات :

          تُعرف " الاضطرابات النفسیة " Psychological disorders بالتظیم السیىء للوجدان Affect regulation ، وتتمیز تقریباً 50% من اضطرابات المحور الأول ، وجمیع اضطرابات المحور الثانى الموصوفة  فى الدلیل التشخیصى والإحصائى للاضطرابات العقلیة والنفسیة 1994 بأشکال التنظیم السیىء للوجدان (Kamholz et al,2006) ، ویُعد الانتباه إلى المداخل القائمة على القبول للخبرات الوجدانیة حدیث نسبیاً . ورغم ذلک ، فقد تم استخدام الاستراتیجیات المعرفیة والمداخل الموجهة فى نطاق واسع والحصول على نتائج مهمة . ووفقاً لتقاریر العینة فإن خمسة من أکثر من عشرة أسالیب تُعد الأکثر استخداماً للتعامل مع الخبرات الوجدانیة السلبیة کانت أسالیب واستراتیجیات معرفیة ، وبعض هذه الاستراتیجیات المعرفیة هى کبح الفکر Thought suppression ، والتجنب التجریبى Experiential avoidance ، والاجترار المرتبط بسوء التوافق والعلاج النفسىRumination-related to poor adjustment . وترتبط الاستراتیجیات المعرفیة الأخرى مثل القبول Acceptance ، التیقظ الذهنى Mindfulness ، وإعادة الصیاغة الإیجابیة Positive reframing بالتوافق الصحى مع الأحداث الضاغطة Stressors والنواتج الإیجابیة .

          وتُعتبر المکونات المعرفیة للفرد هى المحور الرئیس لشخصیته، وهى التى تُؤثر على مشاعره وسلوکه. والمکون المعرفى للاتجاهات المتطرفة یتمثل فی المعتقدات والأفکار الجامدة التى توجد لدى بعض الأشخاص دون الأخرین، وهو ما یأخذ صورة القوالب النمطیة الجامدة ، کما أن المتطرفین یتصفون بوجود نسق اعتقادى جامد، حیث یتسمون بالتشدد مع أصحاب المعتقدات المناهضة دون أیة محاولة منهم للتعرف على تلک الأفکار والمعتقدات والتفکیر       فیها  (شلبى،محمد ، الدسوقى ، محمد ، 1993، 11). ولقد أصبح واضحاً أن الإنسان المتطرف یتعامل مع ما لدیه من أفکار ومعتقدات بقُدسیة مُتناهیة ، ولا یقبل أن تُحقر هذه الأفکار بأى صورة من الصور، ولذلک یجب أن نتلمس ذلک عندما نتعامل مع الأفراد         المتطرفین ، وأن یکون هناک مداخل للنقاش غیر مباشرة لتجاوز مفهوم القدسیة لدیه         (السید، محمد، سید، معتز، 1996، 150).

وتوصلت نتائج الدراسة الحالیة إلى إمکانیة التنبؤ بالتطرف الفکرى لدى عینة الدراسة من خلال بعض المعتقدات ما وراء المعرفیة (المعتقدات السلبیة بشأن عدم القدرة على        التحکم ، الوعى الذاتى المعرفى، المعتقدات حول الحاجة للتحکم) ، ومن خلال المعتقدات اللاعقلانیة (عدم المسئولیة الانفعالیة ، الاستعلاء، طلب الاستحسان)، ومراتب الهویة          (انغلاق الهویة ، وتشتت الهویة ). ویدعم هذه النتیجة أیضاً ما ذکره (Wells,2009,6) بأن المعتقدات ما وراء المعرفیة فى المدخل ما وراء المعرفى لها التأثیر الأساسى على الأسلوب الذى یستجیب فیه الفرد للأفکار والمعتقدات والأعراض  والانفعالات السلبیة . فهى بمثابة القوة المحرکة خلف أسلوب التفکیر المسمم Toxi thinking style أو ما یُطلق علیه اصطلاحا المتلازمة المعرفیة الانتباهیة Cognitive attentional syndrome (CAS) والتى تُؤدى إلى معاناة انفعالیة مستمرة . ویذکر (Wells,2009,3) أن الاضطراب الانفعالى ینشأ عن طریق ما وراء المعرفیات Metcogntions  التى تُثیر أنماط التفکیر التى تحجر وتحبس الفرد فى حالات مستمرة ومتکررة من المعالجة السلبیة المتعلقة بالذات.

 وتوصى الدراسة الحالیة بما یأتى :

1- بضرورة معالجة قضیة التطرف الفکرى فى البحوث المستقبلیة من خلال مناهج الإرشاد النفسى الثلاثة ( الإنمائى – الوقائى – العلاجى) .

2- تأییداً لما ذکره (John&Gross,2004) عن أهمیة الدور الأساسى الذى یلعبه الأباء والمعلمون والأخصائیون النفسیون فى مرحلة الطفولة فى مساعدة الأطفال على کیفیة التعامل مع مشاعرهم توصى الدراسة بضروة إعادة النظر فى أسالیب تربیة أبنائنا وأن یتم تهیئة بیئة مشبعة فى الأسرة والمدرسة  تُشجع على التفکیر الإیجابى وتُزید من ثقة الأبناء فى أنفسهم وفى بیئتهم ومستقبلهم .

3- ضرورة أن یأخذ المربون ومجالس الأباء والإدارات المدرسیة و الاخصائى النفسى المدرسى    ( المرشد التربوى) فى اعتبارهم التقاء المتغیرات النفسیة الوجدانیة بمراحل النمو المعرفى عند الکبار والصغار ، وإعطاء الأطفال والمراهقین مساحة من الحریة والحوار فی الأسرة وفى المدارس والجامعات حتى تکون تلک البیئات وسیلة یستطیع من خلالها المتعلم التنفیس عما بداخله. ومن ثم یُمکن تعدیل التفکیر نحو المسار الصحیح فی بدایته قبل أن یستفحل ویُصبح ممارسات وعادات تُکون شخصیة المتعلمین.

4- تجوید تقدیم الخدمات التعلیمیة اعتماداً على مداخل حدیثة فی التدریس ترکز على إثارة دافعیة المتعلم ونشاطه دون الاعتماد على فکر أحادى یعتبر فیه المعلم نفسه معیار لکل       ما هو صواب مما یؤدى إلى إلغاء شخصیة المتعلم وعدم السماح له بالمشارکة أو التعبیر عن رأیه.

5- ضرورة إجراء مزید من الدراسات والبحوث حول الأدوار المستقبلیة التى یقوم بها الاخصائى النفسى المدرسى ( المرشد الطلابى )  والمعلمون من أجل تعلیم الأطفال والمراهقین مهارات التفکیر من خلال ممارسات حقیقیة یجدها المتعلم على أرض الواقع داخل حجرات الدراسة .

6- ضرورة تقدیم دورات تدریبیة للمعلمین من أجل تکوینهم مهنیاً حول کیفیة التعامل مع المتعلمین، وخاصة تدریبهم على مهارات تنمیة التفکیر.

7- ضرورة إجراء المزید من الدراسات التنبؤیة لدور المتغیرات المعرفیة وما وراء المعرفیة فى نشأة واستمرار الاضطرابات النفسیة الأکثر انتشاراً فى البیئة العربیة وخاصة التطرف الفکرى. وإلقاء الضوء على بعض المتغیرات التى یمکن أن تتنبأ به کالتشویهات المعرفیة والتحیزات المعرفیة والوعى الانفعالى والیقظة الذهنیة .

8- یقدم مقرر یدرس فى کل المراحل التعلیمیة بدایة من ریاض الأطفال بعنوان(دعنا نفکر) یتناسب محتواه مع خصائص واحتیاجات النمو المعرفى لکل مرحلة، یُعرض فى صورة مواقف ومشکلات.

 

المراجـــــــــــــــــــــع

أولاً: المراجع باللغة العربیة :

الأنصارى، بدر محمد ؛ سلیمان، عبدربه مغازى(2014) .النمذجة البنائیة لمکونات الذاکرة العاملة لدى الأطفال الکویتیین من4 وحتى 12 سنة.الکویت ، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، المجلد الرابع عشر، العدد الرابع، ص ص 103- 145.

الحمورى، فراس (2016). التحیزات المعرفیة لدى طلبة جامعة الیرموک وعلاقتها بالجنس والتحصیل الأکادیمى، المجلة الأردنیة فى العلوم التربویة ، المجلد الثالث عشر،العدد الأول، ص ص 1-14.

الخولى، عبدالله محمد (2014).استراتیجیات التحکم فى الفکر ومعتقدات ما وراء المعرفة کمنبئات بالاکتئاب لدى عینة من المراهقین ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، العدد الثالث عشر، الجزء الأول، ص ص1-68.

الخولى، عبدالله محمد (2017). برامج علاجیة للوساوس والأفعال القهریة : رؤیة تجدیدیة فى ضوء استراتیجیات العلاج ما وراء المعرفى، الطبعة الأولى ، عمان:        دار شهرزاد.

الضامن، صلاح الدین؛ سمور، قاسم (2017). فاعلیة برنامج إرشادى معرفى سلوکى لخفض  العجز المتعلم وتحسین المرونة النفسیة لدى الأطفال المساء إلیهم فى المدارس الحکومیة فى لواء بنى کنانة، المجلة الأردنیة فى العلوم التربویة، المجلد الثالث عشر، العدد الثانى، ص ص 171-191.

الغامدی، حسین عبد الفتاح (2002). المقیاس الموضوعی لتشکل هویة الأنا"، نسـخة مقننة على الذکور فی سن  المراهقة والشباب بالمنطقة الغربیة بالمملکة        العربیة السعودیة.

    القحطانی ، ظافر محمد (2015). وجهة الضبط وعلاقتها بأنماط الجنوح. مجلة الارشاد النفسى -  مصر، العدد43 .ص ص 67-99.

القیعى، نافز أحمد (2013). ما وراء الذاکرة والمرونة المعرفیة لدى طلبة السنة الجامعیة الأولى، المجلد الرابع عشر، العدد الثالث، مجلة العلوم التربویة والنفسیة بوکالة الغوث الدولیة، ص ص 329-359.

رشید، سواکر (2015). علاقة تشکل هویة الأنا بممارسة العنف المدرسی لدى تلامیذ مرحلة   التعلیم الثانوی: دراسة میدانیة ببعض  الثانویات من ولایة الوادی. مجلة الحکمة للدراسات التربویة والنفسیة ، مؤسسة کنوز الحکمة للنشر والتوزیع - الجزائر، العدد(3) ،  ص ص231-253.

سلامة،عقیل سلامة ؛ ضو، عبدالفتاح فرج (2016). المرونة المعرفیة وعلاقتها بالتطرف الفکرى لدى طلبة جامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز، مجلة کلیة التربیة، جامعة أسیوط، المجلد االثانى والثلاثین،العدد الرابع، الجزء الثانى، ص ص 110-140.

شلبى، محمد؛ الدسوقى،إبراهیم(1993).المکونات المعرفیة للتطرف،  مجلة دراسات نفسیة، المجلد الثالث، العدد الأول، ص ص 11-33. 

عبدالحمید، شکر (2017). التفسیر النفسى للتطرف والإرهاب،الطبعة الأولى، القاهرة :       مکتبة الإسکندریة.

عبدالرحمن، محمد السید؛ عبدالله ، معتز سید(1996). الأفکار اللاعقلانیة لدى الأطفال والمراهقین وعلاقتهما بکل من حالة وسمة القلق ومرکز التحکم، بحوث فى علم النفس الاجتماعى والشخصیة، المجلد الثانى، القاهرة، دار غریب للطباعة والنشر، ص ص107-150.

عبد الرحمن، محمد السید (1998). مقیاس موضوعی لرتـب الهویـة الإیدیولوجیـة والاجتماعیة    فی مرحلتی المراهقة المتأخرة والرشد المبکر، القاهرة ، دار قباء للطباعـة والنشـر والتوزیع.

      عبدالستار ، محمد وإبراهیم ، محمد (2010) وجهة الضبط وعلاقتها بالتعصب القبلی لدى طلاب الجامعة .المؤتمر السنوى الخامس عشر (الإرشاد الأسری وتنمیة المجتمع نحو آفاق إرشادیة رحبة) المجلد (2) مصر .ص ص 795- 817.

فرج، صفوت(1993). قضیة الإرهاب، محاولة للفهم السیکولوجى، مجلة دراسات نفسیة، العدد الرابع، رابطة الأخصائیین النفسیین المصریة(رانم) ص ص 413-428. 

نور الدین، محمد ثابت(2004) . بعض الأبعاد النفسیة المرتبطة بتطرف الاستجابة لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة بمحافظة قنا، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الأزهر بغزة.

ثانیاً : المراجع باللغة الأجنبیة :

Adesina, O.(2012). Emotional Intelligence, Locus of Control and Conflict Handling Skills as  Predictors of Non-Violent Behaviour among University Students in South-Western Nigeria . Ife PsychologIA, 20(2),413-433.

American Psychiatric Association (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th end, text revision). Washington, DC: American Psychiatric Association .  

Baele, S. (2017). Lone-Actor terrorists emotions and cognition :An evaluation beyond stereotypes .Journal of Plitical Psychology 38(3).33-42.

Bagacz,R;Wagenmakers,E;Forstmann,B.,&Nieuwenhuis,S.(2010).The

 neural basis of the speed-accuracy tradeoff. Trends in Neuroscience ,33(1), 10-16.

Banich,M.(2009).Executive function:The search for an integrated account.Current Directions in Psychological Science ,18,89-94.

Basim,H ;Erkenekli,M.,&Sesen,H. (2010).The relation of Locus of control in individual behavior with the perception of rol conflict and role ambiguity:An investigation in the public sector. Journal of Todales Review of Public Administrations, 4(1), 169-189.

Benesh, A. C. (2017).Dogmatism, locus of  control,   perceived  counselor self-efficacy, and the theoretical orientation of students in a master's level counseling practicum Available from ERIC. (2009554599; ED576796). Retrieved from

Bhui,K;Everitt,B.,&Jones,E.(2014) . Might depression , psychosocial adversity,and limited social assets explain vulnerability to and resistance against violent radicalization? PLoS One,9(9),e105918.

Bradley, G ; Matsukis, A (2000). Identity status and youth recklessness. Studies Australia , 19, ( 4) .

Breet, L., ; Poggenpoel, M. (2010). The relationship between the   perception  of  own  locus of control  and aggression of adolescent  boys. South African Journal of Education, 30 (4), 511-526.

Bridges,K.,&Harnish,R.(2010).Role of irrational belifes in depression and anxiety:areview. Journal of Health,2(8) ,862-877.

Calamari, J., Cohen, R., Rector,N., Shimizu, K., Riemann, B. & Norberg, M. (2005). Journal of Behaviour Research and Therapy. Available at www.sciencedirect.com.

Carroll,D;Blakey,E.,&Fitz Gibbon,L.(2016).Cognitive flexibility in young children:Beyond perseveration. Journal of child Development Perspectives,10(4),211-215.

Chan,A.,& Morgan,S.(2018).Assessing childrens cognitive flexibility with shap trail test.Plos ONE,13(5),1- 14.

Cracsner,C&Mogosan,L.(2015). Irrational beliefs,professional stress and personality in the military .International Conference of Scientific PAPERA AFASES 2015 ,Brasov,28-30 May,1-12.

  Deming, A. M., ; Lochman, J. E. (2008). The relation of locus of control, anger, and impulsivity to boys' aggressive behavior. Behavioral Disorders, 33(2), 108-119

DiGiuseppe, R.,&Tafrate, R.(2007).Understanding anger disorders,New York:Oxford University Press.

DiGiuseppe,R.(2011). The nature of irrational and rational beliefs: progress in rational emotive behavioral therapy,Journal of Rational –Emotive &Cognitive-Behavior Therapy,14 (1),5-20.

Fernadez-Dugue,D;Baird, J.,&Posner,I.(2000). Executive attentionand metacognitive regulation.Consciousness and Cognition,9,288-307.doi:10.1006/ccog.

Harrington,N.(2013).Irrational beliefs socio-political extremism. Journal of Rat-Emo Cognitive-Behav Ther,31,167-178.

Haslam,S.,&Turner,C.(1998).Extremism and deviance : Beyond taxonomy and bias.Journal of Social Research,65 (2),435-448.

Kay, A.,& Eibach, R .(2013).Compensatory control and its implications for ideological extremism.Journal of Social Issues,69 (3),564-585.

Kraft,B.,Janassen,R.,Stiles,T&Landro,N.(2017).Dysfunctional metacognitive beliefs are associated with decreased executive control . Journal of Frontiers in Psychology ,8,1-6.

Lakani ,N  .,& Akbari,B .(2016). The relationship between irrational beliefs and quality of life for students.Journal of Psychology and Behavioral Studies,4(10) ,338-341.

Marcia, J. E. (1967). Ego-Identity status: relationship to change in self-esteem, general mad-adjustment and authoritarianism. Journal of Personality, 35 ,119-133.

Matthias, S .,Strobel,M& TumasJan,A.(2010).On the incremental validity of irrational beliefs to predict subjective well-being while controlling for personality factors,Psicothema, 22(4), 543-548.

Meader, A. (2014). The psychological underpinnings of ideology:How the needs for closure and cognition impact ideology and media consumption .Dissertation for the PHD of philosophy, University of Texas sat Autism.

  Michael A. and  Janice,A  ). 2013). Uncertainty–Identity Theory: Extreme Groups, Radical Behavior, and Authoritarian Leadership. Journal of  Social  Issues, 69, (. 3), 2013, 436—454

Millet,P.(2005).Locus of control  in personality .Journal of personality and social psychology,.33(.30).

Mirahmadi,H.(2016).Building resilience against violent extremism:A community based approach . Journal of ANNAlS AAPSS, 21,129-144.

Oles´,M. )2016). Dimensions of Identity and Subjective Quality of Life in Adolescents. Social Indicators Research; Dordrecht , 126, ( 3),  1401-1419.

Rockstraw, L. J.(2006). Self-Efficacy, Locus of Control and the Use of

Simulation in Undergraduate Nursing Skills Acquisition. A Dissertation Submitted to the Faculty of  Drexel University

Sagone,E.,& De Caroli, M.(2014).Locus of control and beliefs about superstition and luck in adolescent:Whats their relationship? Procedia Social and behavioral,140, 318-323.

Shojaee , M.(2014) Mental health and locus of control.PHD(Childhood and youth study).

Soares,M&Correia,D.(2015). Cognitive flexibility,perception of integrity,and risk propensity as antecedents of willingness to engage in integrative negotiation, European Journal of Management Studies,20(2),       73-93.

Taylor,S;Gonazaga,G;Klein,L;Greendale,G;&Seeman,S.(2006).Relation of oxytocin to psychological and biological stress responses in older women : Psychosomatic Medicine,68,238-245.

Tremblay,G; Franc¸ois,J; Saucier,T. and Richard ,E. (2004) . Identity and Disruptiveness  in Boys: Longitudinal Perspectives. Child and Adolescent Social Work Journal, 21, ( 4), 378-406.

Ümit  Morsünbül (2013). The Relationship between Identity Status and Risk Taking in Adolescence1.Paper presented at International. Counseling and Education Conference (3-5 May, 2012 in İstanbul). Elementary Education Online, 12(2), 347‐355

VanHiel , A&Mervielde,I.(2003). The measurement of cognitive complexity and its relation with political extremism. Political Psychology Journal , 24(4), 781-801

Varanda, A.,& Fernades, M.(2017). Cognitive flexibility training intervention among children with autism: a longitudinal study. Journal of Psicologia:Reflexaoe Critica, 30-15.doi:10.1186/541155-011069-5.

Visla,A.,Fluckiger,C.,Holtforth,M&David,D. (2015).Irrational beliefs and psychological distress:A meta-analysis.Journal of Psychotherapy and Psychosomatics,85,8-15.

Wells, A. & Malthews, G. (1994). Modelling cognition in emotional disorder: the SREF model. Behavior Research and Therapy, 34, 881-888.

Wells, A. & Matthews, G. (1996).Modelling cognition in emotional isorders: The S-REF model.  Behaviour Research and Therapy, 34, 881-888.

Wells, A. & Papageorgiou, C. (1999). Relation between worry, obsessive-compulsive symptoms and meta-cognitive beliefs. Behaviour Research and Therapy, 36,        899-913.

Wells, A. & Purdon, C. (1999). Metacognition and cognitive-behaviour therapy: a special issue. Clinical psychology and psychotherapy, 6, 71-72.

Wells, A. (2000). Emotional disorders and Metacognition. Innovative cognitive therapy. Chichester, UK Wiley.

Wells,A.,& Cartwright-Hatton,S.(2004). A short form of the metacognition questionnaire:properites of the MCQ-30.Behaviour Research and Therapy ,42,385-396.doi:10.1016/S0005-7967(03)00147-5.

Wells,A.(2009).Meta-cognitive therapy for anxiety and depression . London,UK:Guilford.

Yeniad,N.,&Malda,M.(2003).Cognitive flexibility children across the transition to school:A longitudinal study . Journal of Cognitive Development,31,35-47.

Zelazo,P;Carlson,S;&Kesek,A.(2008).The development of executive function in childhood, Inc. Nelson, &M. Luciana (Eds) ,Handbookof Developmental Cognitive Neuroscience (2ed.) Cambridge,MA:MIT press.

 



(*) مُلحق رقم(1) مقیاس التطرف الفکرى : الخصائص السیکومتریة (الثبات والصدق) ، ص 1.

(*) مُلحق رقم(2) المقیاس الموضوعى لرتب الهویة : الخصائص السیکومتریة( الثبات والصدق)، ص 8

(*) مُلحق رقم(3) مقیاس وجهة الضبط : الخصائص السیکومتریة ( الثبات والصدق)، ص 20 .

(*) مُلحق رقم(4) مقیاس المرونة المعرفیة : الخصائص السیکومتریة( الثبات والصدق) ، ص 25 .

(*) مُلحق رقم(5) مقیاس المعتقدات اللاعقلانیة : الخصائص السیکومتریة ( الثبات والصدق)، ص 26 .

(*) مُلحق رقم(6) مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة : الخصائص السیکومتریة( الثبات والصدق)، ص34.

أولاً: المراجع باللغة العربیة :
الأنصارى، بدر محمد ؛ سلیمان، عبدربه مغازى(2014) .النمذجة البنائیة لمکونات الذاکرة العاملة لدى الأطفال الکویتیین من4 وحتى 12 سنة.الکویت ، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، المجلد الرابع عشر، العدد الرابع، ص ص 103- 145.
الحمورى، فراس (2016). التحیزات المعرفیة لدى طلبة جامعة الیرموک وعلاقتها بالجنس والتحصیل الأکادیمى، المجلة الأردنیة فى العلوم التربویة ، المجلد الثالث عشر،العدد الأول، ص ص 1-14.
الخولى، عبدالله محمد (2014).استراتیجیات التحکم فى الفکر ومعتقدات ما وراء المعرفة کمنبئات بالاکتئاب لدى عینة من المراهقین ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، العدد الثالث عشر، الجزء الأول، ص ص1-68.
الخولى، عبدالله محمد (2017). برامج علاجیة للوساوس والأفعال القهریة : رؤیة تجدیدیة فى ضوء استراتیجیات العلاج ما وراء المعرفى، الطبعة الأولى ، عمان:        دار شهرزاد.
الضامن، صلاح الدین؛ سمور، قاسم (2017). فاعلیة برنامج إرشادى معرفى سلوکى لخفض  العجز المتعلم وتحسین المرونة النفسیة لدى الأطفال المساء إلیهم فى المدارس الحکومیة فى لواء بنى کنانة، المجلة الأردنیة فى العلوم التربویة، المجلد الثالث عشر، العدد الثانى، ص ص 171-191.
الغامدی، حسین عبد الفتاح (2002). المقیاس الموضوعی لتشکل هویة الأنا"، نسـخة مقننة على الذکور فی سن  المراهقة والشباب بالمنطقة الغربیة بالمملکة        العربیة السعودیة.
    القحطانی ، ظافر محمد (2015). وجهة الضبط وعلاقتها بأنماط الجنوح. مجلة الارشاد النفسى -  مصر، العدد43 .ص ص 67-99.
القیعى، نافز أحمد (2013). ما وراء الذاکرة والمرونة المعرفیة لدى طلبة السنة الجامعیة الأولى، المجلد الرابع عشر، العدد الثالث، مجلة العلوم التربویة والنفسیة بوکالة الغوث الدولیة، ص ص 329-359.
رشید، سواکر (2015). علاقة تشکل هویة الأنا بممارسة العنف المدرسی لدى تلامیذ مرحلة   التعلیم الثانوی: دراسة میدانیة ببعض  الثانویات من ولایة الوادی. مجلة الحکمة للدراسات التربویة والنفسیة ، مؤسسة کنوز الحکمة للنشر والتوزیع - الجزائر، العدد(3) ،  ص ص231-253.
سلامة،عقیل سلامة ؛ ضو، عبدالفتاح فرج (2016). المرونة المعرفیة وعلاقتها بالتطرف الفکرى لدى طلبة جامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز، مجلة کلیة التربیة، جامعة أسیوط، المجلد االثانى والثلاثین،العدد الرابع، الجزء الثانى، ص ص 110-140.
شلبى، محمد؛ الدسوقى،إبراهیم(1993).المکونات المعرفیة للتطرف،  مجلة دراسات نفسیة، المجلد الثالث، العدد الأول، ص ص 11-33. 
عبدالحمید، شکر (2017). التفسیر النفسى للتطرف والإرهاب،الطبعة الأولى، القاهرة :       مکتبة الإسکندریة.
عبدالرحمن، محمد السید؛ عبدالله ، معتز سید(1996). الأفکار اللاعقلانیة لدى الأطفال والمراهقین وعلاقتهما بکل من حالة وسمة القلق ومرکز التحکم، بحوث فى علم النفس الاجتماعى والشخصیة، المجلد الثانى، القاهرة، دار غریب للطباعة والنشر، ص ص107-150.
عبد الرحمن، محمد السید (1998). مقیاس موضوعی لرتـب الهویـة الإیدیولوجیـة والاجتماعیة    فی مرحلتی المراهقة المتأخرة والرشد المبکر، القاهرة ، دار قباء للطباعـة والنشـر والتوزیع.
      عبدالستار ، محمد وإبراهیم ، محمد (2010) وجهة الضبط وعلاقتها بالتعصب القبلی لدى طلاب الجامعة .المؤتمر السنوى الخامس عشر (الإرشاد الأسری وتنمیة المجتمع نحو آفاق إرشادیة رحبة) المجلد (2) مصر .ص ص 795- 817.
فرج، صفوت(1993). قضیة الإرهاب، محاولة للفهم السیکولوجى، مجلة دراسات نفسیة، العدد الرابع، رابطة الأخصائیین النفسیین المصریة(رانم) ص ص 413-428. 
نور الدین، محمد ثابت(2004) . بعض الأبعاد النفسیة المرتبطة بتطرف الاستجابة لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة بمحافظة قنا، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الأزهر بغزة.
ثانیاً : المراجع باللغة الأجنبیة :
Adesina, O.(2012). Emotional Intelligence, Locus of Control and Conflict Handling Skills as  Predictors of Non-Violent Behaviour among University Students in South-Western Nigeria . Ife PsychologIA, 20(2),413-433.
American Psychiatric Association (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th end, text revision). Washington, DC: American Psychiatric Association .  
Baele, S. (2017). Lone-Actor terrorists emotions and cognition :An evaluation beyond stereotypes .Journal of Plitical Psychology 38(3).33-42.
Bagacz,R;Wagenmakers,E;Forstmann,B.,&Nieuwenhuis,S.(2010).The
 neural basis of the speed-accuracy tradeoff. Trends in Neuroscience ,33(1), 10-16.
Banich,M.(2009).Executive function:The search for an integrated account.Current Directions in Psychological Science ,18,89-94.
Basim,H ;Erkenekli,M.,&Sesen,H. (2010).The relation of Locus of control in individual behavior with the perception of rol conflict and role ambiguity:An investigation in the public sector. Journal of Todales Review of Public Administrations, 4(1), 169-189.
Benesh, A. C. (2017).Dogmatism, locus of  control,   perceived  counselor self-efficacy, and the theoretical orientation of students in a master's level counseling practicum Available from ERIC. (2009554599; ED576796). Retrieved from
Bhui,K;Everitt,B.,&Jones,E.(2014) . Might depression , psychosocial adversity,and limited social assets explain vulnerability to and resistance against violent radicalization? PLoS One,9(9),e105918.
Bradley, G ; Matsukis, A (2000). Identity status and youth recklessness. Studies Australia , 19, ( 4) .
Breet, L., ; Poggenpoel, M. (2010). The relationship between the   perception  of  own  locus of control  and aggression of adolescent  boys. South African Journal of Education, 30 (4), 511-526.
Bridges,K.,&Harnish,R.(2010).Role of irrational belifes in depression and anxiety:areview. Journal of Health,2(8) ,862-877.
Calamari, J., Cohen, R., Rector,N., Shimizu, K., Riemann, B. & Norberg, M. (2005). Journal of Behaviour Research and Therapy. Available at www.sciencedirect.com.
Carroll,D;Blakey,E.,&Fitz Gibbon,L.(2016).Cognitive flexibility in young children:Beyond perseveration. Journal of child Development Perspectives,10(4),211-215.
Chan,A.,& Morgan,S.(2018).Assessing childrens cognitive flexibility with shap trail test.Plos ONE,13(5),1- 14.
Cracsner,C&Mogosan,L.(2015). Irrational beliefs,professional stress and personality in the military .International Conference of Scientific PAPERA AFASES 2015 ,Brasov,28-30 May,1-12.
  Deming, A. M., ; Lochman, J. E. (2008). The relation of locus of control, anger, and impulsivity to boys' aggressive behavior. Behavioral Disorders, 33(2), 108-119
DiGiuseppe, R.,&Tafrate, R.(2007).Understanding anger disorders,New York:Oxford University Press.
DiGiuseppe,R.(2011). The nature of irrational and rational beliefs: progress in rational emotive behavioral therapy,Journal of Rational –Emotive &Cognitive-Behavior Therapy,14 (1),5-20.
Fernadez-Dugue,D;Baird, J.,&Posner,I.(2000). Executive attentionand metacognitive regulation.Consciousness and Cognition,9,288-307.doi:10.1006/ccog.
Harrington,N.(2013).Irrational beliefs socio-political extremism. Journal of Rat-Emo Cognitive-Behav Ther,31,167-178.
Haslam,S.,&Turner,C.(1998).Extremism and deviance : Beyond taxonomy and bias.Journal of Social Research,65 (2),435-448.
Kay, A.,& Eibach, R .(2013).Compensatory control and its implications for ideological extremism.Journal of Social Issues,69 (3),564-585.
Kraft,B.,Janassen,R.,Stiles,T&Landro,N.(2017).Dysfunctional metacognitive beliefs are associated with decreased executive control . Journal of Frontiers in Psychology ,8,1-6.
Lakani ,N  .,& Akbari,B .(2016). The relationship between irrational beliefs and quality of life for students.Journal of Psychology and Behavioral Studies,4(10) ,338-341.
Marcia, J. E. (1967). Ego-Identity status: relationship to change in self-esteem, general mad-adjustment and authoritarianism. Journal of Personality, 35 ,119-133.
Matthias, S .,Strobel,M& TumasJan,A.(2010).On the incremental validity of irrational beliefs to predict subjective well-being while controlling for personality factors,Psicothema, 22(4), 543-548.
Meader, A. (2014). The psychological underpinnings of ideology:How the needs for closure and cognition impact ideology and media consumption .Dissertation for the PHD of philosophy, University of Texas sat Autism.
  Michael A. and  Janice,A  ). 2013). Uncertainty–Identity Theory: Extreme Groups, Radical Behavior, and Authoritarian Leadership. Journal of  Social  Issues, 69, (. 3), 2013, 436—454
Millet,P.(2005).Locus of control  in personality .Journal of personality and social psychology,.33(.30).
Mirahmadi,H.(2016).Building resilience against violent extremism:A community based approach . Journal of ANNAlS AAPSS, 21,129-144.
Oles´,M. )2016). Dimensions of Identity and Subjective Quality of Life in Adolescents. Social Indicators Research; Dordrecht , 126, ( 3),  1401-1419.
Rockstraw, L. J.(2006). Self-Efficacy, Locus of Control and the Use of
Simulation in Undergraduate Nursing Skills Acquisition. A Dissertation Submitted to the Faculty of  Drexel University
Sagone,E.,& De Caroli, M.(2014).Locus of control and beliefs about superstition and luck in adolescent:Whats their relationship? Procedia Social and behavioral,140, 318-323.
Shojaee , M.(2014) Mental health and locus of control.PHD(Childhood and youth study).
Soares,M&Correia,D.(2015). Cognitive flexibility,perception of integrity,and risk propensity as antecedents of willingness to engage in integrative negotiation, European Journal of Management Studies,20(2),       73-93.
Taylor,S;Gonazaga,G;Klein,L;Greendale,G;&Seeman,S.(2006).Relation of oxytocin to psychological and biological stress responses in older women : Psychosomatic Medicine,68,238-245.
Tremblay,G; Franc¸ois,J; Saucier,T. and Richard ,E. (2004) . Identity and Disruptiveness  in Boys: Longitudinal Perspectives. Child and Adolescent Social Work Journal, 21, ( 4), 378-406.
Ümit  Morsünbül (2013). The Relationship between Identity Status and Risk Taking in Adolescence1.Paper presented at International. Counseling and Education Conference (3-5 May, 2012 in İstanbul). Elementary Education Online, 12(2), 347‐355
VanHiel , A&Mervielde,I.(2003). The measurement of cognitive complexity and its relation with political extremism. Political Psychology Journal , 24(4), 781-801
Varanda, A.,& Fernades, M.(2017). Cognitive flexibility training intervention among children with autism: a longitudinal study. Journal of Psicologia:Reflexaoe Critica, 30-15.doi:10.1186/541155-011069-5.
Visla,A.,Fluckiger,C.,Holtforth,M&David,D. (2015).Irrational beliefs and psychological distress:A meta-analysis.Journal of Psychotherapy and Psychosomatics,85,8-15.
Wells, A. & Malthews, G. (1994). Modelling cognition in emotional disorder: the SREF model. Behavior Research and Therapy, 34, 881-888.
Wells, A. & Matthews, G. (1996).Modelling cognition in emotional isorders: The S-REF model.  Behaviour Research and Therapy, 34, 881-888.
Wells, A. & Papageorgiou, C. (1999). Relation between worry, obsessive-compulsive symptoms and meta-cognitive beliefs. Behaviour Research and Therapy, 36,        899-913.
Wells, A. & Purdon, C. (1999). Metacognition and cognitive-behaviour therapy: a special issue. Clinical psychology and psychotherapy, 6, 71-72.
Wells, A. (2000). Emotional disorders and Metacognition. Innovative cognitive therapy. Chichester, UK Wiley.
Wells,A.,& Cartwright-Hatton,S.(2004). A short form of the metacognition questionnaire:properites of the MCQ-30.Behaviour Research and Therapy ,42,385-396.doi:10.1016/S0005-7967(03)00147-5.
Wells,A.(2009).Meta-cognitive therapy for anxiety and depression . London,UK:Guilford.
Yeniad,N.,&Malda,M.(2003).Cognitive flexibility children across the transition to school:A longitudinal study . Journal of Cognitive Development,31,35-47.
Zelazo,P;Carlson,S;&Kesek,A.(2008).The development of executive function in childhood, Inc. Nelson, &M. Luciana (Eds) ,Handbookof Developmental Cognitive Neuroscience (2ed.) Cambridge,MA:MIT press.