تدويل التعليم العالي في کل من کوريا الجنوبية واليابان ومدى إمکانية الإفادة منها في الجامعات المصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التربية المقارنة والإدارة التعليمية المساعد بکلية التربية جامعة سوهاج

المستخلص

شهد العالم خلال السنوات القليلة الماضية اعتباراً من تسعينيات القرن الماضي عدداً من المتغيرات الأساسية، التي طالت مختلف جوانب الحياة المعاصرة، ومست کافة المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في دول العالم على اختلاف درجاتها في التقدم والنمو، وقد ترتب على تلک المتغيرات نشأة ظاهرة العولمة ،حيث  أصبحت العولمة المهيمن الرئيسي  على الاقتصاد العالمي  بصوره کبيرة على الساحة العالمية ، حيث کان لتنفيذ أليات السوق اثر کبير علي مختلف مجالات النشاط البشري ، بما في ذلک التعليم العالي, کما اکتسبت قضية تدويل التعليم العالي زخما جديدا في الآونة الأخيرة بسبب ظهور تبعات العولمة.
فلقد أدي تطور العولمة، وظهور مجتمع واقتصاد المعرفة إلى تغييرات مؤسسية عميقة في أنظمة التعليم الجامعي، سواء من حيث النطاق أو التنوع، کالتغير في الاتجاهات والثقافات الإدارية والاستراتيجيات ودور الدولة ، ولقد دقع التنافس المتنامي حول المواهب والموارد، على المستويين: الوطني والدولي، فضلا عن ظهور تصنيفات دولية ووطنية للجودة والاعتماد، بمؤسسات التعليم الجامعي إلى التحرک لتحديد أولويات السياسات والممارسات التي تساعدها على الارتفاع في التصنيف العالمي لأفضل الجامعات(عبدالحافظ, 2016)، وبالتالي أصبح التدويل في العديد من المؤسسات يشکل اليوم جزءا لا يتجزأ من استراتيجية تعزيز المکانة والقدرة التنافسية والإيرادات على المستوى العالمي.
وذلک من منطلق إيمانها بأنتدويلالتعليمالجامعييعدعمليةيتممنخلالهاتقويةوتشجيعالهويةالقومية,والحفاظعلىالثقافةالقوميةوتشجيعهافيمقابلاحتراموتقديرالتنوعالثقافي کما أنتضمينالبعدالدولييعدأحدأهدافالتعليمالجامعيالمعاصرة,  وأحدالسماتالتي تحددمکانةالتعليمالجامعيوأدائهعلىالمستوياتالمحليةوالإقليميةوالدولية                        ( خاطر , 2010)
واتساقا مع القول السابق يؤکد العنزي والدويش ان تدويل التعليم يعد على درجة من الأهمية في عالم سريع التغير، بوصفه وسيلة لتحسين الجودة، ومدخلا لتحقيق التنافسية. وأصبحت معظم الجامعات في أنحاء العالم في الآونة الأخيرة ترکز بشکل متزايد على الجهود في هذا المجال(العنزي, الدويش ,2015)  وکانت الجامعات الکورية الجنوبية واليابانية من أوائل الدول التي ادرکت أهمية قضية تدويل التعليم العالي والجامعي بها .
حيث کانت اليابان أول دوله شرقيه تبدا في تنفيذ تدويل التعليم العالي , کما حذت کوريا الجنوبية حذو اليابان في قضية تدويل التعليم العالي بل وفاقتها في بعض الفترات لإدراکها بأهمية تلک القضية
وکنتيجة لعدد من الخطط والبرامج التي عمدت اليها الحکومة اليابانية فقد شهدت الجامعات اليابانية  زيادة سريعة في عدد الطلاب الأجانب على أراضيها وأصبحت اليابان واحدة من أکبر دول في هذا الصدد، وکان معظم الطلاب من الدول الأسيوية المجاورة لليابان حيث کان اکثر من 90%. وکان الهدف الرئيسي من وراء تدويل التعليم العالي باليابان نشر العلوم والتکنولوجيا اليابانية المتقدمة باعتبار اليابان نموذجا ناجحاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية(Krechetnikov, Shoinkhorova, 2016) ..
کما اتخذت الحکومة الکورية خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين مجموعه کامله من التدابير والإجراءات التي تتعلق بتدويل التعليم العالي بکوريا الجنوبية , حيث أعيد توجيه العديد من الکليات الکورية بهدف الانتقال إلى مستوي دولي ,بما في ذلک تدريس اللغة الإنجليزية وجميع أنواع المعاملة التفضيلية للطلبة الأجانب ، مثل السکن المجاني ، والمنح الدراسية ، ودورات لاجتياز الاختبارات ، وتخفيض  تکاليف الدراسة بها  ، وهي اقل بکثير بالمقارنة مع تلک المعروضة في بلدان أخرى بل وعلي الصعيد المحلي ، کما تقدم بعض الجامعات في الوقت الحالي خصومات للطلاب الأجانب تصل إلى 50 في المائة بهدف صناعة  ونمو نوع جديد من الخدمات التعليمية  وهي إمکانية توفير التعليم باللغة الأصلية للطلاب الأجانب حيث يتم حاليا فتح مجالات للدراسة بالجامعات الکورية باللغات الأصلية فيوجد التعليم  بالصينية واليابانية والفرنسية ، الخ(Krechetnikov, Shoinkhorova, 2016) ..
ومن کل ما سبق تنطلق فکرة الدراسة الحالية في دراسة تدويل التعليم العالي بکوريا الجنوبية واليابان باعتبارهما من النماذج الأکثر نجاحا وتفوقا في قضية تدويل التعليم العالي , حتى يتثنى الاستفادة من خبرتهما في تدويل التعليم العالي بالجامعات المصرية.

الموضوعات الرئيسية


 

             کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

تدویل التعلیم العالی فی کل من کوریا الجنوبیة والیابان ومدى إمکانیة الإفادة منها فی الجامعات المصریة

 

إعـــداد

د /عنتر محمد أحمد عبدالعال

أستاذ التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة المساعد

بکلیة التربیة جامعة سوهاج

 

 

 

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد الثانی عشر- دیسمبر 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

أولا : الاطار العام للبحث

مقدمه

شهد العالم خلال السنوات القلیلة الماضیة اعتباراً من تسعینیات القرن الماضی عدداً من المتغیرات الأساسیة، التی طالت مختلف جوانب الحیاة المعاصرة، ومست کافة المؤسسات الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة فی دول العالم على اختلاف درجاتها فی التقدم والنمو، وقد ترتب على تلک المتغیرات نشأة ظاهرة العولمة ،حیث  أصبحت العولمة المهیمن الرئیسی  على الاقتصاد العالمی  بصوره کبیرة على الساحة العالمیة ، حیث کان لتنفیذ ألیات السوق اثر کبیر علی مختلف مجالات النشاط البشری ، بما فی ذلک التعلیم العالی, کما اکتسبت قضیة تدویل التعلیم العالی زخما جدیدا فی الآونة الأخیرة بسبب ظهور تبعات العولمة.

فلقد أدی تطور العولمة، وظهور مجتمع واقتصاد المعرفة إلى تغییرات مؤسسیة عمیقة فی أنظمة التعلیم الجامعی، سواء من حیث النطاق أو التنوع، کالتغیر فی الاتجاهات والثقافات الإداریة والاستراتیجیات ودور الدولة ، ولقد دقع التنافس المتنامی حول المواهب والموارد، على المستویین: الوطنی والدولی، فضلا عن ظهور تصنیفات دولیة ووطنیة للجودة والاعتماد، بمؤسسات التعلیم الجامعی إلى التحرک لتحدید أولویات السیاسات والممارسات التی تساعدها على الارتفاع فی التصنیف العالمی لأفضل الجامعات(عبدالحافظ, 2016)، وبالتالی أصبح التدویل فی العدید من المؤسسات یشکل الیوم جزءا لا یتجزأ من استراتیجیة تعزیز المکانة والقدرة التنافسیة والإیرادات على المستوى العالمی.

وذلک من منطلق إیمانها بأنتدویلالتعلیمالجامعییعدعملیةیتممنخلالهاتقویةوتشجیعالهویةالقومیة,والحفاظعلىالثقافةالقومیةوتشجیعهافیمقابلاحتراموتقدیرالتنوعالثقافی کما أنتضمینالبعدالدولییعدأحدأهدافالتعلیمالجامعیالمعاصرة,  وأحدالسماتالتی تحددمکانةالتعلیمالجامعیوأدائهعلىالمستویاتالمحلیةوالإقلیمیةوالدولیة                        ( خاطر , 2010)

واتساقا مع القول السابق یؤکد العنزی والدویش ان تدویل التعلیم یعد على درجة من الأهمیة فی عالم سریع التغیر، بوصفه وسیلة لتحسین الجودة، ومدخلا لتحقیق التنافسیة. وأصبحت معظم الجامعات فی أنحاء العالم فی الآونة الأخیرة ترکز بشکل متزاید على الجهود فی هذا المجال(العنزی, الدویش ,2015)  وکانت الجامعات الکوریة الجنوبیة والیابانیة من أوائل الدول التی ادرکت أهمیة قضیة تدویل التعلیم العالی والجامعی بها .

حیث کانت الیابان أول دوله شرقیه تبدا فی تنفیذ تدویل التعلیم العالی , کما حذت کوریا الجنوبیة حذو الیابان فی قضیة تدویل التعلیم العالی بل وفاقتها فی بعض الفترات لإدراکها بأهمیة تلک القضیة

وکنتیجة لعدد من الخطط والبرامج التی عمدت الیها الحکومة الیابانیة فقد شهدت الجامعات الیابانیة  زیادة سریعة فی عدد الطلاب الأجانب على أراضیها وأصبحت الیابان واحدة من أکبر دول فی هذا الصدد، وکان معظم الطلاب من الدول الأسیویة المجاورة للیابان حیث کان اکثر من 90%. وکان الهدف الرئیسی من وراء تدویل التعلیم العالی بالیابان نشر العلوم والتکنولوجیا الیابانیة المتقدمة باعتبار الیابان نموذجا ناجحاً للتنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة(Krechetnikov, Shoinkhorova, 2016) ..

کما اتخذت الحکومة الکوریة خلال السنوات الأخیرة من القرن العشرین مجموعه کامله من التدابیر والإجراءات التی تتعلق بتدویل التعلیم العالی بکوریا الجنوبیة , حیث أعید توجیه العدید من الکلیات الکوریة بهدف الانتقال إلى مستوی دولی ,بما فی ذلک تدریس اللغة الإنجلیزیة وجمیع أنواع المعاملة التفضیلیة للطلبة الأجانب ، مثل السکن المجانی ، والمنح الدراسیة ، ودورات لاجتیاز الاختبارات ، وتخفیض  تکالیف الدراسة بها  ، وهی اقل بکثیر بالمقارنة مع تلک المعروضة فی بلدان أخرى بل وعلی الصعید المحلی ، کما تقدم بعض الجامعات فی الوقت الحالی خصومات للطلاب الأجانب تصل إلى 50 فی المائة بهدف صناعة  ونمو نوع جدید من الخدمات التعلیمیة  وهی إمکانیة توفیر التعلیم باللغة الأصلیة للطلاب الأجانب حیث یتم حالیا فتح مجالات للدراسة بالجامعات الکوریة باللغات الأصلیة فیوجد التعلیم  بالصینیة والیابانیة والفرنسیة ، الخ(Krechetnikov, Shoinkhorova, 2016) ..

ومن کل ما سبق تنطلق فکرة الدراسة الحالیة فی دراسة تدویل التعلیم العالی بکوریا الجنوبیة والیابان باعتبارهما من النماذج الأکثر نجاحا وتفوقا فی قضیة تدویل التعلیم العالی , حتى یتثنى الاستفادة من خبرتهما فی تدویل التعلیم العالی بالجامعات المصریة.

مشکلة البحث

انطلاقاًمنالجهودالمبذولةفیمصرلتطویرالتعلیمالجامعیوتحقیقالتنافسیةعلىمستوی الجامعاتالمصریةوالجامعاتالعربیةوالجامعاتالعالمیة, فقداستنداستراتیجیاتتطویر التعلیمالعالیبمصرإلىعددمنالمبادئوالأسس, منبینهاالتأکیدعلىأهمیةتوسیعالتعاون الدولیفیمجالاتالتعلیممعالتنسیقبیناعتباراتالمحلیةوالحفاظعلىالهویةالقومیة, وبین متطلباتالعالمیةفیصیاغةالنظمالتعلیمیة  )وزارةالتعلیمالعالیبمصر, 2010م)

وفی نفس السیاق أشارتدراسةمنظمةالتنمیةوالتعاونالاقتصادی (2010م)  أن مصر لا یجب ان تنظر إلى استراتیجیة التدویل على أنها نوع من الکمالیات لا تستطیع الدولة تحملها, فلم یعد وضع استراتیجیة قومیة لتدویل التعلیم العالی مجرد مسألة مرغوب فیها فقط بل أمرا ضروریا. وفی تعزیز وضع استراتیجیات ذات صلة على المستوى المؤسسی، کما حدث فی بلدان أخرى، ما یحفز التحول فی نظام التعلیم بکامله. ونظرا لوضع مصر الخاص على الصعید الدولی، لا یمکن اعتبار أن وضعاستراتیجیة لتدویل التعلیم العالی مجرد إضافة أخرى إلى برنامج إصلاح مثقل أصلاً بالأعباء، بل هو جزء لا یتجزأ من استدامة ذلک البرنامج الإصلاحی ,کما أشارت المنظمة إلىبعضالجهودالتیبذلتفی مجالالتدویللتشجیعالخریجینالمصریینعلىالحصولعلىدرجاتعلمیةعلیامنالخارج،وجذب الطلابالدولیینللدراسةفیبعضبرامجالتعلیمالعالیالمصریة،إلا ان تلک الجهودمازالتمحدودةومتفاوتةوفقاًلأنواع المؤسسات،وذلکلغیابرؤیةاستراتیجیةواضحةلتطویرالقدرةالمؤسسیةللتعلیمالعالیفیمصربمایتلاءم معمتطلباتالتدویلمستقبلاً.

ویتفق ویح (2012) مع القول السابق بتأکیده بانه علیالرغممنالجهدالبارزفیتحدیثالتعلیمالجامعیالعربی، وتحسیننوعیةمخرجاته،وتزایدأعدادمؤسساتالتعلیمالعالیوالجامعی،إلاأنهیسیرفیحالة منالعزلةنتیجةدخولالجامعاتالعربیةإلیهذهالمرحلةبدونمقدمات،أیبدونفضاء جامعیأکادیمییسمحلهابالتعاملباستقلالیةمعأوضاعمعقدةیشهدهاالتعلیمالجامعیالعربی نتیجةالتوسعالکمیمنناحیة،واستقدامالجامعاتالأجنبیةالخاصةإلیالمنطقة،فیسیاقیتسمبتراجعنسبالحراکالدولیللطلبةالعربنتیجةالمخاوف الأمنیةعقبأحداث 11سبتمبر2001 ( ویح ,2012م)

حیث یخضعالتعلیمالعالیفیجمیعأنحاءالعالملعملیةتدویلعلىنطاقغیرمسبوق.وأصبحالتدویلالآنمتعددالأبعاد،وصاریتعینعلىالحکومات والمؤسساتفیکافةأرجاءالعالم أنتتکیفمعهذاالواقعالجدیدإلاأنهذهالاتجاهاتلیستواضحةالملامحفیالدولالعربیة بصفةعامة؛حیثإنالتدویللمیبرزکمجالیستحوذعلىاهتمامالسیاساتالحکومیةأو التعلیمیة.( عیداروس,2013م)

کما تشیر العدید من الدراسات إلی وجود بعض القصور فی قضیة تدویل التعلیم العالی فی مصر , حیث  أشارتدراسة  )نصر،2007م( إلىأنهعلىالرغممنالمحاولاتالتیبذلتبشأنتدویل التعلیمالعالیالمصری،إلاأنالواقعیشیرإلىوجودمجموعةمنالعواملالتیتعوقجهودالتدویلمنها الافتقارإلىوجودفلسفةواضحةتقومعلیهامنظومةالتعلیمالعالیتتعاملمعالتحدیاتالتیأفرزتها العولمة،وضعفقدرةمؤسساتالتعلیمالجامعیالحکومیةعلىمواجهةالمنافسةالقادمةمنالجامعات الأجنبیةوالخاصة،بالإضافةإلىانحصارهذهالمؤسساتفیالحیزالمحلی،وقلةانطلاقهافیالتعاملمع المصادرالعالمیة،وتقادمتقنیاتالتعلیموضعفالقدرةعلىمواکبةالتقدمالتقنیوالمعرفی

کما إنهناکعدیداًمنالمشکلاتالتیتحولدونتطبیقتلکالرؤیة مثل:                   ضعفالتخطیطالاستراتیجیوغیابالرؤیةوالثقافةالتنظیمیةاللازمةلدعمتوجهها نحوالعالمیة ) الملیجی, 2009م ) هذاإلىجانبقلةالفرصالمتاحةأمامأعضاءهیئةالتدریسلحضور الندواتوالمؤتمراتالعلمیةالمتخصصةفیالجامعاتالعالمیة  )سلیم, 2003م)  , ویضافإلىذلکضعفالتوجهنحوإدخالالبعدالدولیفیالمقرراتالدراسیة (العجمی, 2005م)

کما تشیر دراسة (حسین , 2007) إلى ان السیاسات البحثیة للجامعات المصریة تفتقر إلی الإطار الفکری الحاکم لها, کما تفتقر إلی الرؤیة المستقبلیة الشاملة لدورها فی تحقیق أهداف المجتمع فی ظل التغیرات العالمیة والمحلیة حیث لا یوجد سیاسة أو فلسفة واضحة للبحث العلمی حتی الأن

مما حدا بدراسة خاطر ( 2015 م) للتأکید على إجراءتحلیلاتعلمیةللإمکاناتالمتاحةبالجامعاتالمصریةومصادرالقوةوالضعف, ورصدهاوتحلیلها, سعیاًللمواءمةبینالإمکاناتالمتاحةوالأهدافالمرادتحقیقها,وتحقیقأقصىاستفادةممکنةمناتفاقاتالتعاونالمبرمةبینالجامعاتالمصریة والجامعاتالأجنبیة. مع ضرورة تضمینالمنظورالدولیللبرامجالتدریبیةالمقدمةلأعضاءهیئةالتدریس, وذلکبتناول قضایاوموضوعاتذاتأبعاددولیة.

کما تعانی الجامعات الحکومیة المصریة انحصارها فی الحیز المحلی وعدم انطلاقها إلى التعامل مع المصادر العالمیة، سواء فی استقطاب الطلاب أو أعضاء هیئات التدریس أو مصادر المعرفة العلمیة والتقنیة أو مصادر التمویل کما أنها تعانی من تکدس طلابی، مما ینعکس أثره سلبیاً على مستوى الأداء التعلیمی، سواء بالنسبة للطالب أو أعضاء هیئة التدریس(نصر, 2006).

وانطلاقا مما سبق یمکن التأکید على ان التعلیم الجامعی المصری یواجه بالعدید من القضایا والمعوقات التی تحول دون تحقیق أهدافه المرجوة منه وذلک لانحصاره فی ظل المحلیة التی تسیطر على مجریاته وعدم انطلاقها فی اتجاه تدویل التعلیم الجامعی , لدرجة ان البعض یؤکد على ان الجامعات المصریة أصبحت امتداد للمدارس الثانویة ولکنها تختلف فی أعداد طلابها , ومن ثم یمکن ان تتمحور الدراسة الحالیة فی السؤال الرئیسی التالی " ما واقع تدویل التعلیم العالی فی کل من کوریا الجنوبیة والیابان وإمکانیة الإفادة منها فی تطویر تدویل الجامعات العربیة ؟

أسئلة  البحث

فى ضوء ما سبق یحاول البحث الحالی الإجابة عن الأسئلة التالیة :

  1. ما المرتکزات الأساسیة لتدویل التعلیم العالی فی ضوء الأدبیات التربویة المعاصرة؟
  2. ما واقع تدویل التعلیم العالی فی کوریا الجنوبیة فی ضوء السیاق الثقافی  ؟
  3. ما واقع تدویل التعلیم العالی فی الیابان فی ضوء السیاق الثقافی  ؟
  4. ما أوجه الشبة والاختلاف بین تدویل التعلیم العالی فی کل من کوریا الجنوبیة والیابان فی ضوء السیاق الثقافی  ؟
  5. ما الإجراءات المقترحة لتدویل التعلیم العالی بمصر فی ضوء خبرة کل من کوریا                الجنوبیة والیابان ؟

أهداف البحث

تتبلور أهداف البحث الحالی فی النقاط التالیة :

  1. التعرف على المرتکزات الأساسیة لتدویل التعلیم العالی فی ضوء الأدبیات                       التربویة المعاصرة
  2. ادراک  واقع تدویل التعلیم العالی فی کوریا الجنوبیة فی ضوء السیاق الثقافی 
  3. ادراک  واقع تدویل التعلیم العالی فی الیابان فی ضوء السیاق الثقافی 
  4. التعرف على أوجه الشبة والاختلاف بین تدویل التعلیم العالی فی کل من کوریا الجنوبیة والیابان فی ضوء السیاق الثقافی 
  5. التوصل إلى عدد من الإجراءات المقترحة لتدویل التعلیم العالی بالجامعات المصریة فی ضوء خبرة کل من کوریا الجنوبیة والیابان .

أهمیة البحث

تعود أهمیة البحث الحالی إلى العوامل التالیة :-

-         تتزامن تلک الدراسة مع التغیرات التی تشهده جمهوریة مصر العربیة فی الوقت الراهن حیث رؤیة مصر لعام 2030 ورؤیتها للنظام التعلیمی الجدید والاتجاه إلى عالمیة التعلیم                فی مصر.

-         کما تنبع أهمیة هذا البحث من أهمیة الموضوع نفسه , حیث أنه یتعرض لأحدالموضوعات التی لم تلق الاهتمام الکافی على مستوى جامعاتنا , بالرغم من أن المیدان فی حاجة إلى دراسات عدیدة، خاصة فی ظلالجدل المثار حول تدویل التعلیم                  العالی المصری

-         هذا فضلا عن أن نتائج هذ البحث قد تسهم فی تنمیة وتطویر التعلیم العالی بجمهوریة مصر العربیة

-         کما أن هذا البحث قد یساعد فی تخطیط وتنفیذ برامج التطویر والتحدیث والمرتبط بتدویل التعلیم العالی بجمهوریة مصر العربیة

حدود البحث

-         الحدود الموضوعیة: حیث اقتصر البحث على دراسة تدویل التعلیم الجامعی من حیث المحاور التالیة ( الترتیب العالمی للجامعات للیابان وکوریا الجنوبیة , خصائص التعلیم العالی , سمات تدویل التعلیم العالی  , السیاسات الوطنیة لتدویل  التعلیم العالی  , السیاق المجتمعی لقضیة تدویل التعلیم العالی )

-         الحدود الجغرافیة (أو المکانیة): حیث اقتصر البحث على دراسة التدویل فى التعلیم العالی فى کل من الیابان وکوریا الجنوبیة

-         الحدود الزمنیة: زمن إجراء الدراسة عام 2018م.

مصطلحات البحث :

تدویل التعلیم العالی :

یعرف بانه التوجهالذییسعىإلىإضفاءبعد دولیأوبعدمتعددالثقافاتعلىأنشطةالتعلیمالعالیوالبحوث والتطویربهدفالارتقاءبکفاءةالبرامجالأکادیمیةوالبحثیة                 (احمد , 2018).

کما یتم تعریف التدویل بانه عبارة عن الأنشطة والبرامج والخدمات التی تندرج ضمن الدراسات الدولیة ،بحیث تشمل تبادل المناهج الدراسیة  والطلاب وأعضاء هیئة التدریس والتقنیات التعلیمیة  (Butler,2016)

ویمکن تعریف تدویل التعلیم العالی فی تلک الدراسة بانه عبارة عن إضفاء بعد دولی على الأنشطة والمناهج الدراسیة بمؤسسات التعلیم العالی والجامعی , مع إمکانیة التبادل لمنسوبی مؤسسات التعلیم العالى والجامعی بین الدول المختلفة .

منهج البحث

یسیر البحث الحالی وفق المنهج المقارن، وذلک فی تناوله لقضیة تدویل التعلیم العالی بالدول عینة البحث ,ویسیر البحث باستخدام المنهج المقارن وفق الخطوات التالیة                        (عبد الغنى عبود وآخرون, 2005م ص ص 96-98):

1- موضوع البحث : والذی یسمى (مشکلة الدراسة )، وتتمثل مشکلة الدراسة الحالیة فی محاولة التعرف قضیة تدویل التعلیم العالی فی کلا من الیابان وکوریا الجنوبیة وإمکانیة الإفادة منها فى التعلیم العالی المصری

2- الإطار الأیدیولوجی: الذی یحیط بالمشکلة، والذی أظهرها على ما بدت علیه، ویتمثل الإطار الأیدیولوجی للدراسة الحالیة فی محاولة وصف وتحلیل السیاق المجتمعی عن التجارب المطروحة بقدر الإمکان.

(3) تفسیر الظواهر: وذلک بالربط بین المشکلة موضوع الدراسة فی تدویل التعلیم العالی              فى الیابان کوریا الجنوبیة والتی تمت فیها دراسة هذه المشکلة، والتی تم تناولها من عدة جوانب هی:

  • الترتیب العالمی للجامعات فی الیابان وکوریا الجنوبیة
  • خصائص التعلیم العالی
  • سمات تدویل التعلیم العالی
  • السیاسات الوطنیة لتدویل التعلیم العالی
  • القوى الثقافیة فی تدویل  التعلیم العالی 

(4) المقارنة: حیث تتم المقارنة بین المشکلة موضوع الدراسة، فی الدول التی تمت فیها وصف قضیة تدویل التعلیم العالی من قبل.

(5) التعمیم: حیث یتم الخروج من أوجه الشبه والاختلاف، وتفسیرها بالقواعد العامة التی تحکم مشکلة موضوع الدراسة (تدویل التعلیم العالی  )، مما یؤدی إلى مجموعة من القواعد التی یمکن تعمیمها، واتخاذها إطاراً مرجعیاً یفید فیما یقدم بعد ذلک من توصیات ورؤى مستقبلیة لتدویل التعلیم العالی فی مصر.

(6) التنبؤ: حیث الثمرة الحقیقیة للتربیة المقارنة، وحیث یمکن – من خلال الدراسة بالمنهج المقارن- وضع صورة مستقبلیة لقضیة تدویل التعلیم العالى فی مصر .

خطوات البحث

تمثلت خطوات البحث فی النقاط آلاتیة:

الخطوة الأولى : الإطار العام للبحث ویتضمن المقدمة ومشکلة البحث وأهدافه وأهمیته والمنهج المستخدم, والمصطلحات 

الخطوة الثانیة : وللإجابة عن السؤال من الدراسة یتناول الباحث المقومات الأساسیة لتدویل التعلیم العالی فی ضوء الأدبیات التربویة المعاصرة

الخطوة الثالثة : وللإجابة عن السؤال الثانی فیتم تناول تدویل التعلیم العالی فی کوریا الجنوبیة فی ضوء السیاق الثقافی

الخطوة الرابعة : وللإجابة عن السؤال الثالث تدویل التعلیم العالی فی الیابان فی ضوء                السیاق الثقافی

الخطوة الخامسة : وللإجابة عن السؤال الرابع من الدراسة یتم تناول  أوجه الشبة والاختلاف فى تدویل التعلیم العالی فى کل من الیابان وکوریا الجنوبیة فى ضوء السیاق الثقافی

الخطوة السادسة : وللإجابة عن السؤال الخامس من الدراسة یتم الإجراءات المقترحة لتدویل التعلیم العالی بمصر فی ضوء خبرة کل من کوریا الجنوبیة والیابان

ثانیا : المقومات الأساسیة لتدویل التعلیم العالی فی ضوء الأدبیات التربویة المعاصرة

لقد أفرزت التغیرات السابقة غیر المسبوقة فى مجال التعلیم العالی وبنیته الأساسیة والطلب على خدماته توجهًا متزایدًا لتوفیر خدمات التعلیم العالی عبر الحدود بین مختلف الدول، بُغیة دعم الحکومات القومیة من أجل استکمال معدلات إتاحتها للتعلیم وتوفیر البرامج والمقررات الدراسیة اللازمة فى هذا المجال وفى هذا السیاق تأسس نظام تدویل التعلیم العالی فی العالم , وفى الصفحات القادمة سوف نتناول المقومات الأساسیة لتدویل التعلیم العالی فی ضوء الأدبیات التربویة المعاصرة بشی من التفصیل کما یلی:

مراحل تطور تدویل التعلیم الجامعی

یقسم دینیش  (Dinesh, 2010) تطور التدویل داخل المؤسسة الجامعیة إلى أربع مراحل أو أطوار. وقد بدأت المرحلة الأولى فی منتصف القرن العشرین، فی حین تشغل المرحلة الرابعة مکانا فی بدایة القرن الحادی والعشرین، وهذه المراحل هی:

  • مرحلة التمرکز حول الذات، وقد اهتمت فیها الجامعات بالتدویل من خلال وجهة نظر عرقیة، والترکیز فقط على البیئة المحلیة والاعتبارات الوطنیة، وکانت هذه المرحلة ظاهرة بوجه خاص خلال فترة ما بعد الحرب العالمیة الثانیة؛ حیث الترکیز على الهویة الثقافیة والخصائص الوطنیة فی الأنظمة التعلیمیة.
  • مرحلة المحلیة المتعددة، فی هذه المرحلة تم تناول السوق المحلی بشکل مفصل ومختلف، کحرکات الدراسة فی الخارج، التی کان المنشأ الأصلی لها فی الغالب الولایات المتحدة، وفی هذه المرحلة تم العمل على جلب الطلاب الأمریکیین إلى جامعات أمریکا اللاتینیة وأوروبا وآسیا، لتحقیق متطلبات مؤسسات التعلیم فی وطنهم. وهذه المرحلة یمکن أن یطلق علیها مرحلة التدویل ذات الاتجاه الواحد.
  • مرحلة تعدد الجنسیات، اتسمت هذه المرحلة بالشراکة أو التعاون الثنائی أو المتبادل، وتمیزت بالحساسیة العالمیة تجاه السعر أو التکلفة. وهذه المرحلة تفترض أنه لا یمکن للمؤسسات الحصول على مزایا تنافسیة إلا من خلال هندسة العملیات الجامعیة، ومصادر العوامل الحاسمة على أساس عالمی، والاستفادة من وفورات الحجم. ولعل من أمثلة ذلک فی سیاق التعلیم الجامعی تطویر/ إنشاء "الحرم الجامعی الدولی"، الذی یعمل بنفسه على دعم مشاریع المؤسسة الأم، وذلک باستخدام أعضاء هیئة التدریس المحلیین للطلاب المحلیین.
  • مرحلة العالمیة/ عبر الحدود الوطنیة، وهی من المراحل الممیزة للجامعة المعاصرة، وظهرت هذه المرحلة حین بدأت الجامعات التعامل والانفتاح خارج وطنها المحلی، کما ترتکز على العدید من أسالیب التعلم بمساعدة التکنولوجیا المتقدمة، التی أنتجت أشکالا جدیدة من التواصل والتعاون بین المعلمین والطلاب، من خلال تقدیم الخدمات على الإنترنت مثل: الرسائل الإلکترونیة، وإنشاء/ التوسع فی برامج التعلیم عن بعد، والجامعات الافتراضیة، وبمعنى آخر ساعدت التکنولوجیا فی هذه المرحلة على تقدیم الخدمة للمستفیدین فی أی زمان ومکان، فضلا عن تخصیص البرامج وفقا لاحتیاجات                       التعلم الفردیة.

مفهوم تدویل التعلیم العالی

یعد مفهوم  تدویل التعلیم العالی من المفاهیم القدیمة الحدیثة ، والذی تم تناوله فی العدید من الأدبیات التربویة لأکثر من عشرین عاما مضت , حیث کان مفهوم التدویل یتم استخدامه فی العلوم  السیاسیة والعلاقات الدولیة , وتم استخدامه بصورة فعلیة فی مجال التعلیم من بدایة 1980 ,حیث تم الربط بین هذا المصطلح ومفاهیم أخرى مثل التعلیم المقارن والتعلیم العالمی والتعلیم متعدد الثقافات أما فی بدایة القرن العشرین فقد ظهرت مجموعة أخرى من المفاهیم ذات الصلة بهذا المفهوم ومنها التعلیم عبر الدول transnational education والتعلیم بلاحدود borderless education والتعلیم عبر الحدود cross-border education (Knight,203)

ومن الأهمیة بإمکان ان یعکس مفهوم التدویل  المعنی الحقیقی للتغیرات والتحدیات الحالیة. ومن الواضح بشکل متزاید ان التدویل بحاجه إلى ان یفهم علی الصعیدین الوطنی                والمستوی المؤسسی. ولذلک ، هناک حاجه إلى تعریف جدید یشمل کلا المستویین والعلاقة الدینامیة بینهما ، حیث یعرف التدویل علی المستویات الوطنیة والقطاعیة والمؤسسیة بأنه عملیه إدماج بعد دولی أو متعدد الثقافات أو عالمی فی تقدیم وأهداف التعلیم بعد الثانوی (Knight,2003)

ویعتبر تدویل التعلیم العالی أحد السبل التی تستجیب بها أی دولة نتیجة لتأثرها بالعولمة ، ولکنه فی الوقت نفسه یحترم الطابع القومی  للامه. فمن الواضح ان الهویة والثقافة الوطنیتین أساسیتان لتدویل التعلیم العالی.( QIANG,2003)

کما یتم تعریف التدویل بانه عبارة عن الأنشطة والبرامج والخدمات متعددة التی تندرج ضمن الدراسات الدولیة ، وتبادل البرامج والطلاب والتقنیات التعلیمیة  (Butler,2016 )

وبعد فحص الأدبیات التربویة والمرتبطة بتدویل التعلیم العالی فقد استطاع (Butler,2016 ) تقسیم المفاهیم المختلفة لتدویل التعلیم العالی فی أربعة  عناصر تتکامل فیما بینها بحیث یشمل کل عنصر من تلک العناصر جوانب متعددة لمفهوم التدویل  وتشمل                    تلک العناصر ما یلی : النشاط  activity ، والکفاءة competency ، الجانب الروح  الوطنیة  ethos ، ومنهجیة العملیات  process approach , حیث یوصف عنصر النشاط بأنه ذو طابع أکادیمی فی المقام الأول وینطوی علی الترکیز علی المناهج الدراسیة والأنشطة المشترکة بین المناهج, فی حین یرکز عنصر الکفاءة علی  القوى البشریة (الطلاب وأعضاء هیئه التدریس والموظفین.) ویعالج عنصر الأخلاقیات الحاجة إلى تغییر الثقافة ، بینما یشدد عنصر العملیات علی ضرورة إدماج المنظور الدولی فی جمیع أجزاء المؤسسة. التعلیمیة

کما یعرفتدویلالبحثالعلمیبالتوجهالذییسعىإلىإضفاءبعد دولیأوبعدمتعددالثقافاتعلىأنشطةالتعلیمالعالیوالبحوث والتطویربهدفالارتقاءبکفاءةالبرامجالأکادیمیةوالبحثیة. وتعدعملیةالتدویلتوجهاًاستراتیجیاًیتعینعلىالجامعات  والمؤسساتالبحثیةتبنیهورسمالسیاساتالمؤدیةإلىتحقیقأهدافه(احمد , 2018).

کما یعرف على أنه: "عملیة الوعی وإحداث التفاعلات داخل أو بین الثقافات، من خلال وظائف التدریس والبحث والخدمة، وبالتوافق مع تحقیق الهدف النهائی المتمثل فی تحقیق التفاهم المتبادل عبر الحدود الثقافیة. (Dinesh, 2010)

کما یشیر نایتKnightالى ان مفهوم التدویل یختلف من مؤسسة إلى أخرى ، ولکنه عادة ما یتضمن مجموعة من الأنشطة والسیاسات والخدمات التی تدمج بعدًا دولیًا ومتعدد الثقافات فی وظائف التدریس والبحث والخدمة فی المؤسسة (Knight 2012)

کما یعرف التدویل فی التعلیم العالی باعتباره التحفیز النشط للنمو فی عدد الطلاب الدولیین وأعضاء هیئة التدریس من خلال توفیر بیئة تعلیمیة عالیة الجودة وتآزر ناتجها الناتج فی التبادل العالمی. (Ikuko OKUGAWA ,2014)

ومن کل ما سبق یمکن تعریف تدویل التعلیم العالی بانه عبارة عن إضفاء بعد دولی على الأنشطة والمناهج الدراسیة بمؤسسات التعلیم بعد الثانوی (العالی والجامعی) , مع إمکانیة التبادل لمنسوبی المؤسسات التعلیمیة  بین الدول المختلفة .

مبادئ تدویل التعلیم العالی

على ضوء مفهوم تدویل التعلیم العالی یمکن تحدید مجموعة من المبادئ یستند إلیها أو ینطلق منها تدویل مؤسسات التعلیم العالی، هذه المبادئ تمثل رؤیة للتدویل تکفل نجاحه فی تطویر وتحدیث التعلیم العالی، وذلک فیما یلی (هلال, 2012)

  • أن یضفی التدویل الطابع الدولی على التعلیم العالی، لإتاحة الانتفاع العام به لجمیع من یملکون القدرات والجدارة والإعداد المناسب من الأفراد على مستوى العالم.
  • أن یقوم الطابع العالمی للتعلیم العالی على توفیر أنماط متنوعة من التعلیم من أجل الاستجابة للاحتیاجات التعلیمیة للجمیع.
  • أن یضطلع التعاون الدولی بین مؤسسات التعلیم العالی بدور أخلاقی توجیهی فی فترة أزمة القیم، بأن یطور من خلال أنشطته ثقافة السلام، وإقامة روابط التضامن العالمی.
  • أن یستحدث الطابع العالمی للتعلیم العالی أسلوباً إداریاً یستند إلى مبدأ الاستقلال المسئول، والخضوع للمساءلة فی إطار من الشفافیة.
  • أن یؤکد الطابع العالمی للتعلیم العالی على الجودة، وصیاغة معاییر للجودة والملاءمة تتجاوز المعاییر الخاصة بسیاقات معینة.
  • أن یقوم التعاون الدولی فی مجال التعلیم العالی على التضامن بین الشعوب، والاحترام المتبادل، وتعزیز القیم الإنسانیة والحوار بین الثقافات.
  • أن تضطلع مؤسسات التعلیم العالی بمسئولیة اجتماعیة تتمثل فی تقدیم المساعدة، وسد الفجوة الإنمائیة من خلال نقل المعارف عبر الحدود لاسیما باتجاه الدول النامیة، من خلال إیجاد حلول مشترکة لتعزیز حرکة العقول والتخفیف من الأثر السلبی لهجرتها.
  • أن یعزز التدویل إقامة شراکات جامعیة دولیة لأغراض البحث وتبادل الطلاب، لتوطید أواصر التعاون الدولی، على أن تعزز هذه الشراکات بناء القدرات المعرفیة الوطنیة، وتحقیق مصادر أکثر تنوعاً لإیجاد الباحثین المرموقین، ولإنتاج معارف رفیعة المستوى على الصعیدین الإقلیمی والعالمی.
  • أن یکفل التدویل توفیر فرص متکافئة للانتفاع بالتعلیم العالی، واحترام التنوع الثقافی والسیادة الوطنیة، لتحقیق استفادة الجمیع من الطابع الدولی للتعلیم العالی.
  • أن ینطلق التعاون الدولی بین مؤسسات التعلیم العالی من نظم وطنیة قویة لاعتماد الشهادات وضمان الجودة، وتشجیع الربط الشبکی فیما بینها على المستوى العالمی.

مبررات تدویل التعلیم العالی

لقد أشارت العدید من الأدبیات إلى عدد کبیر من الأسباب والمبررات التی دعت إلى الحاجة الماسة والضروریة لعملیة تدویل التعلیم العالی والجامعی , ویمکن حصر تلک المبررات فیما یلی :

  • السلام العالمیحیث ینظر لتحقیق  السلام العالمی باعتباره الأساس المنطقی لتدویل التعلیم فی ظل بقع الحروب المشتعلة حول العالم ، حیث یستند على أهمیة التعلیم فی السعی لتحقیق السلام، على افتراض أن: "الحرب تبدأ فی عقول الأفراد"، وبالتالی "التعلیم" ولیس "التسلح" سیشکل المصدر الدائم من أجل السلام. عبدالحافظ (2016م)
  • النجاح فی المنافسة الدولیة، ترتبط جهود التدویل من أجل النجاح فی المنافسة الدولیة بجمیع أنواعها , حیث تتکشف هذه المبررات- على سبیل المثال- عند استقراء مبادرات تمویل المناهج الدراسیة، وقانون التعلیم للأمن الوطنی، وإنشاء مراکز البحوث والتعلیم وإدارة الأعمال الدولیة، وقانون المنافسة وغیرها فی الولایات المتحدة الأمریکیة، إضافة إلى قوانین "منظمة التجارة العالمیة وغیرها، مما یکشف عن تحریر التجارة والخدمات. ومن ثم کانت المنافسة الاقتصادیة الشغل الشاغل لجهود التدویل التی أجریت فی التعلیم العالی بالدول المتقدمة , حیث أکدت الکتابات المتعددة إلى ان سبب التقدم الکبیر فی الولایات المتحدة الأمریکیة کان بسبب اهتمامها بقضیة تدویل التعلیم العالی بها  وبالتالی تغیر موقف الحکومات الوطنیة تجاه قضیة تدویل التعلیم العالی ، حیث أصبحت إصلاحات التعلیم الجامعی الحکومیة أکثر ترکیزا على الآثار المتوقعة من التدویل عبدالحافظ (2016م)
  • المعرفة العالمیة، یلفت هذا المبرر الانتباه إلى ضرورة التدویل للنجاح المهنی والکفاءة العالمیة، نظرا لما ظهر من انخفاض اهتمام التعلیم والبرامج بالمنظور العالمی، وانخفاض مستویات الوعی العالمی بین الشباب، لذا اتجهت الأنظار إلى الجامعات لإدراک أهمیة الأبعاد الدولیة التی یجب أن تحتضنها. عبدالحافظ (2016م)
  • أما المبرر المنطقی الرابع للتدویل فیتمثل فی التعاون العالمیوهو یؤکد الحاجة إلى العلاقة المرجوة بین الدول فی عالم مترابط على الصعید العالمی، ویکمن خلف هذا المبرر نوعان من الاحتیاجات، هما: احتیاجات الأفراد والمؤسسات الناجمة عن الترابط التکنولوجی بسبب العولمة، فقد أدت إلى زیادة السفر الدولی للأفراد لأسباب مهنیة وتجاریة عالمیة، واحتیاجات الدیمقراطیة التی تؤکد ضرورة التعاون والشراکة فی حل المشاکل العالمیة مثل: التلوث البیئی والجوع والمرض وغیرها. عبدالحافظ (2016م)
  • الطلب المتزاید على التعلیم العالی فی مصر فی مقابل الانخفاض التدریجی فی التمویل الحکومی المخصص له، ویعد النقص فی مصادر التمویل أحد العوامل الأساسیة المسئولة عن القصور الراهن فی الأداء الجامعی، إلى أن زیادة الطلب على التعلیم العالی مع محدودیة القدرة الاستیعابیة لمؤسساته ومحدودیة مصادر التمویل، أدى إلى نمو أسواق للتعلیم العالی فی الدول المختلفة، بجانب تعدد روافد الخدمات الدولیة للتعلیم العالی، والتی تخضع لتحریر السوق التعلیمیة تبعاً لاتفاقیة تحریر التجارة الدولیة لمنظمة التجارة العالمیة.
  • الانتقال بمصر من مرحلة تلقی المساعدات الأجنبیة لإصلاح مؤسسات التعلیم العالی إلى مرحلة المشارکة والتعاون الدولی، ففی ظل ضعف قدرة الاقتصاد المصری على توفیر التمویل اللازم للتعلیم العالی على النحو المنشود، لجأت الحکومة المصریة فی السنوات الأخیرة إلى تلقی المساعدات الخارجیة فی مجال التعلیم عامة، والتی بدأت تتزاید فی العقدین الآخرین من القرن العشرین، سواء أکانت المساعدات فی صورة قروض أو معونات تحصل مصر علیها نتیجة لعلاقة القائمة بینها وبین دولة أخرى أو نتیجة العلاقات القائمة بین مصر والهیئات والمؤسسات الدولیة المعنیة بتطویر التعلیم، ومن أبرز مصادر المساعدات الخارجیة للتعلیم المصری، المساعدات الأمریکیة، ومساعدات الاتحاد الأوربی، ومساعدات البنک الدولی
  • المساهمة فی إقامة مجتمع المعرفة، حیث أصبحت عملیة إنتاج المعرفة وتوظیفها وتسویقها محور اهتمام البیئات العلمیة والأکادیمیة على مستوى العالم، فکما أشار الشخیبی                   (2012م) إلى أن مجتمع المعرفة یشهد زیادة حدة التنافسیة الاقتصادیة بین الدول بعضها ببعض من ناحیة، وبین المجموعات الاقتصادیة سواء بین الدول أو الشرکات متعددة الجنسیات من ناحیة أخرى، لاسیما المنافسة فی اقتصاد المعرفة العالمی، مما یؤدی إلى ضرورة الاهتمام بمخرجات التعلیم العالی، الذی یؤدی دوراً مهماً فی تحقیق النجاح فی تلک المنافسات، وهذا یتطلب النهوض بالمستوى العلمی والمهنی المتواضع للتعلیم                     العالی المصری.

ومن کل ما سبق یتضح  ضرورة تدویل التعلیم العالی المصری , مما یجعله أکثر قدرة على المساهمة فی مجتمع المعرفة  الجدید والمنافسة فی الأسواق المعرفیة العالمیة .

أهداف تدویل التعلیم العالی

تناولت عدد من الأدبیات أهداف تدویل التعلیم الجامعی والتی یمکن إجمالها فیما یلی               ( العجمی، 2003، 157) ( ویح, 2012)( خاطر, 2015)

  • الارتفاع بمستوی السمعة الدولیة للجامعات، وذلک بالحفاظ علی مستوی المنافسة الدولیة، والتأکید علی الطابع الأکادیمی والتجاری لعملیة التدویل لتولید مصادر مالیة التمویل الذاتی تتلک الجامعات التی تسعی لتنمیة التفاهم والتعاون الدولی
  • محاولة تعلیم الطلبة کیفیة المشارکة فی المجتمع المحلی والمجتمع الدولی الأکبر ، وذلک بالترکیز علی المفاهیم العامة للثقافة ، وهی الأشیاء التی یشترک فیها جمیع البشر ، علی اعتبار أن التفاعل الثقافی المتبادل ، والتفتح  العقلی ، ومقاومة النمطیة ، وتقدیر وجهات نظر الأخرین أصبحت ضرورة من ضرورات عصر العولمة
  • العمل علی زیادة وعی الطلاب وتنمیة التفکیر والبحث فی القضایا العالمیة ، ودراسة القضایا التکنولوجیة والاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة التی تتعدی الحدود ، وذلک بتنظیم المناهج المعالجة لها ، وتجدید المهارات والکفایات للهیئة الأکادیمیة ، وتفعیل التبادل الطلابی والتعاون بین الباحثین ، والتدریب التخصصی للخریجین
  • التوسع فی البعد الدولی بالتعلیم الجامعی والعالی ، من خلال الاستجابة العملیة لاحتیاجات التوظیف الکامل للإمکانات المقدمة لتفعیل التعاون الدولی بین الجامعات مع تحدید اتجاه واضح لهذا التعاون
  • تقدیم منح أو بعثات لشباب الباحثین والدارسین خاصة من الدول النامیة لمتابعة الدراسات العلیا المتخصصة ، وتوثیق صلتهم بالباحثین المتمیزین فی الدول المتقدمة
  • مواجهة التحدیات الناشئة فی عصر العولمة عن طریق تعزیز استخدام تکنولوجیا المعلومات الجدیدة ، من أجل بناء القدرات وزیادة المعارف فی سبیل تحقیق التقدم فی مجالات التعلیم والتکنولوجیا والعلوم الاجتماعیة والإنسانیة والثقافة والاتصالات
  • تقلیص هجرة الکفاءات والعقول البشریة
  • تعزیز التعاون الفکری عن طریق التوأمة وغیرها من ترتیبات الربط بین مؤسسات التعلیم العالی فی شتی أنحاء العالم من أجل تیسیر الانتفاع بالمعارف أو نقلها وتکثیفها داخل البلدان وعبر حدودها
  • تعزیز وتسهیل إقامة مقررات مشترکة بین الجامعات داخل الدولة الواحدة ومن دولة إلى أخرى. فقد ظهرت مقررات مشترکة لأنظمة ماجستیر بین ثلاث أو أربع جامعات من دول مختلفة, حیث یمکن للطالب متابعة قسط من المقرر بجامعة وإتمامه بالجامعة الأخرى وربما بلغة أخرى إن أراد.
  • التوسع فی إقامة المشروعات البحثیة التی تخدم المجتمعات فی إطار عالمی.
  • دعم البحوث المشترکة بین الجامعات وإعطاء فرصة للأساتذة من جامعات مختلفة.
  • تحقیق التنافسیة بین الجامعات من أجل استقطاب الطلبة مما یؤدی إلى الحرص على الجودة وتقدیم أفضل عروض الخدمات التعلیمیة.
  • طرح برامج عالمیة فی التنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات.
  • إنشاء شبکات للتعاون فی مجال التعلیم العالی, ومؤسسات البحوث داخل الإقلیم الواحد أو فیما بین الأقالیم المختلفة.
  • تطویر مراکز للدراسات المتخصصة والبحوث المتقدمة عن طریق المساندة الدولیة, وذلک للربط بین الاحتیاجات التدریبیة والبحثیة عبر الحدود القومیة.

ومن کل ما سبق یمکن القول بان للتدویل أهداف متعددة بدایة من الارتفاع بمستوی السمعة الدولیة للجامعات، والترکیز علی المفاهیم العامة للثقافة العالمیة ، وذلک لمواجهة التحدیات الناشئة فی عصر العولمة مع  تعزیز التعاون الفکری والثقافی بین دول العالم المختلفة

أهمیة تدویل التعلیم العالی

لتدویل  التعلیم العالی  أهمیة کبیرة خاصة للدول النامیة وذلک لعدة اعتبارات یمکن ذکرها فیما یلی : ( Tankosic, 2009)( ویح, 2012)

  • حاجة الجامعات فی الدول النامیة للدخول فی النظام العالمی للبحوث العلمیة والابتکارات
  • زیادة حرکیة أعضاء هیئة التدریس والطلاب
  • المشارکة فی فعالیات الاعتماد الدولی ونقل الوحدات الدراسیة
  • تنشیط اقتصادیات الدول
  • دیمقراطیة إدارة المؤسسات الجامعیة وتعمیق الفهم للحریة الأکادیمیة
  • تعلم مداخل جدیدة لمجموعة من القضایا والمشکلات الأکادیمیة والإداریة
  • زیادة القدرة التنافسیة العلمیة والتکنولوجیة والاقتصادیة
  • تعزیز التضامن والتعاون الدولیین
  • تعزیز صناعة وتصدیر التعلیم
  • بناء قدرات الدول من الموارد البشریة
  • إنشاء اتحادات إقلیمیة ودولیة لزیادة الارتباط بین مؤسسات التعلیم الجامعی عبر الحدود
  • التوسع فی الشبکات الرقمیة " أو الإلکترونیة "  التی تربط الأنشطة التعلیمیة والبحثیة للجامعات علی المستوی الدولی

التوجهات الدولیة لتدویل التعلیم العالی

لقد حظیت قضیة تدویل التعلیم العالی بنشاط  ملحوظ فی مختلف المناطق الجغرافیة السیاسیة الرئیسیة فی العالم: مثل  منطقه أمریکا الشمالیة ، ومنطقه أسیا والمحیط الهادئ ، وأوروبا. حیث أحرزت تلک الدول خلال العقدین الماضیین تقدما ملحوظا فی احتلال الصدارة فی مجال الخدمات التعلیمیة فی الأسواق الدولیة، وهو ما یشهد علیه التصنیف العالمی للجامعات

کما  ازداد ظهور هذا  التوجهنحوتدویلالتعلیمالعالیفیمعظمدولالعالمعندماتبنتمنظمةالیونسکو Unescoاستراتیجیةتدویلالتعلیمالعالیمنذعام1998،حیثرأتالمنظمةأنالتدویلیعدوسیلة للاتقاءبالعملیةالتعلیمیةوالبحثیةمنخلالإضفاءالبعدالدولیفیجمیعأنشطةالتعلیمالعالی, کما حثتالمنظمةالجامعات فی مختلف دول العالم  علىإعادة  هیکلةأنشطتهالمواکبةالتوجهنحدوالتدویل ,والتوسعفیمفهومالحراک  الاکادیمی , لیتعدىالحراک  التقلیدیللطلاب  وأعضاء هیئة التدریس  إلى حراک  المؤسساتوالبرامجالأکادیمیة  لتصبحفیمتناولکلمنالطلابوالاکادیمیین  أینماکانوا. ( القحطانی , 2015)

فی حین  اکد الاتحاد الدولیللجامعاتInternational Association of Universities  فی 2003م فی دراسته التی أجراها علىالدولالأعضاءفیمجالتدویلالتعلیمالعالی, على ان مایقربمنثلثیمؤسساتالتعلیمالعالیفیالدولالأعضاءبهذا الاتحاد  سیاساتتدویلوان حراکالطلابوأعضاءهیئةالتدریسیعتبرانالنمطالرئیسفیالتدویل , کما تعدالجودةوتنمیةأعضاءهیئةالتدریس،والتعاونفیمجالالبحثالعلمیمنأهم الجوانبالإیجابیةللتدویل. فی حین ان أوربا تعدالمنطقةالمفضلةفیالتدویلوالتعاون،وذلکفیإطارالتعاونالإقلیمیبینها وبینالدولالإفریقیةوالآسیویة.

کما اکد کارسویلCarswell (2011) ، ان تدویل التعلیم من اهم أسباب التقدم الاقتصادی فی الولایات المتحدة الأمریکیة والذی ساهم بصورة کبیرة فی التقدم العلمی  حیث کان للولایات المتحدة الأمریکیة نصیب الأکبر فی تدویل الطلاب بالتعلیم العالی , کما ان الحکومة المختلفة تستخدم التعلیم العالی لتحقیق أهدافها المتعددة  وبالتالی عملت جاهده فی تطویر خطط لجذب العقول المبدعة فی کل المجالات من مختلف دول العالم وذلک باعتقادها الراسخ  بان تدویل التعلیم العالی یساعد فی تحقیق الأهداف الاقتصادیة وکذلک فی تنمیه العلاقات الدبلوماسیة مع مختلف البلدان, فالتدویل یعد الوسیلة الفعالة لربط الدولة بالعالم الخارجی (Carswell,  2011)

کما ان  جذور تدویل التعلیم العالی فی أسیا لها تاریخ طویل ولیست قضیة حدیثة ,                ففی النصف الثانی من القرن التاسع عشر کانت العدید من الدول الآسیویة تشارک بالفعل                فی وضع نظام للتعلیم العالی الحدیث یقوم علی ابتعاث الطلاب إلى الخارج لإشراکهم فی البحوث المتقدمة.  على الرغم من وجود فتور فى هذا النشاط فی الفترة من 1945 إلى أواخر الثمانینات ، حیث شهدت عملیه تدویل التعلیم العالی فی المنطقة انخفاضا  ملحوظا فی                    ظل مناخ الحرب الباردة فى تلک الفترة والأمر الذی  یجعل السوق الآسیویة  مجالا جاذبا     للتعلیم العالی بشکل خاص التغییرات الدیمغرافیة , والأمر الذی  یجعل السوق الآسیویة  مجالا جاذبا للتعلیم بشکل خاص التغییرات الدیمغرافیة , فمن المتوقع  بحلول عام 2025 ان                 تصل عدد السکان الذین یمکن تعلیمهم فی المنطقة من  17 ملیون إلى 87,000,000 نسمه (Ka Ho Mok,et al 2017)حیث تعتمد  التدابیر  والإجراءات المتعلقة بتدویل التعلیم العالی فی أسیا علی السیاسة التعلیمیة لکل دولة من دول المنطقة 

وقد بدأت دول منطقة شرق أسیا والمحیط الهادی بالاعتماد على نسخ نموذج التعلیم الأمریکی فی تبنیها لتدویل التعلیم العالی ، ومن بین تلک الدول  التی اتبعت نفس السیاسة کوریا الجنوبیة والیابان ، حیث تجاوزت عملیه تدویل التعلیم العالی فی هذه الدول تدویل الطالب والمعلم حیث انتقلت تلک القضیة  لتشمل الآن تدویل المناهج التعلیمیة ، بما فی ذلک إنشاء المنظمات الدولیة وإنشاء شبکات فرعیة للکلیات بتلک الدول علی الصعیدین الإقلیمی والعالمی.

.کما تحاول الصین جذب الطلاب الدولیین من أجل تعزیز التبادلات الثقافیة والعلمیة والتکنولوجیة بین الشرق والغرب وتوطید الصداقة وتأیید التحدیث بین الدول الأخرى. کما تقوم ألمانیا  بعمل تسهیلات لحراک الطلاب الدولیین عن طریق مبدا تنمیة الدول النامیة, فی حین یهدف الاتحاد الأوروبی إلى تشجیع التفاهم  الدولی بین الثقافات من خلال التعاون مع الدول غیر الأوروبیة الأخرى. (Ka Ho Mok, et al 2017)

فی حین  بذلتالعدیدمنالمحاولاتفیبعضالدولالنامیةللمنافسةفیمجالتدویلالتعلیمالعالی،مما أدىإلىإحداثنوعمنالتنافسالشدیدبینالدول. وأصبحتدولالنمورالآسیویةمثلمالیزیا سنغافورة،وتایوان،وکوریاالجنوبیةوإندونیسیاوتایلاندمنافساًقویاًفیمجالتدویلالتعلیمالعالیخلال السنواتالماضیةمنخلالالحصولعلىنصیبوافرمنالسوقالدولیةللراغبینفیالتعلیموالدراسة والمعیشةوالسیاحة  )وزارةالتعلیمالعالیالمصریة،2010م).

 ومما سبق یمکن القول بان هناک العدید من المحاولات الدولیة المختلفة لتشجیع تدویل التعلیم العالی انطلاقا من التنافسیة بین الدول وإدراکا منها بأهمیة تدویل التعلیم العالی فى الارتقاء بالدول المختلفة

ثالثا: تدویل التعلیم العالی فی کوریا الجنوبیة

1. تدویل التعلیم العالی وعلاقته بالتصنیف الدولی للجامعات  بکوریا الجنوبیة

یتم ترتیب الجامعات فی جمیع أنحاء العالم وفقا لوضعهم. وحیث أن هذا الترتیب یؤثر على فرص حصولهم على إعانات من الحکومات أو الرعاة المحتملین ، وکذلک فرصهم فی الشراکات الدولیة مع الجامعات الأخرى ، فإن ترتیبهم المرتفع یعد مصدر قلق رئیسی للمنافسین من الجامعات الأخرى  ومن اهم المعاییر التی تصنف بها تلک الجامعات  معیار أعضاء هیئة التدریس والطلاب الدولیین

وباستقراء التصنیف العالمی للترتیب الجامعات لعام 2017 یلاحظ ان کوریا الجنوبیة  قد احتلت المرتبة 22  بین الدول العالمیة  حیث  لم تحتل جامعة فى کوریا الجنوبیة من بین افضل مائة جامعة  على مستوى العالم  ,  فی حین جاءت جامعة واحدة من  جامعات کوریا الجنوبیة  من بین افضل مائتین جامعة  فی حین حصلت ستة جامعات من بین افضل 300 جامعة على مستوى العالم,  کما جاءت سبع جامعات من افضل 400 جامعة فی حین جاءت  اثنتی عشر جامعة من افضل خمس مائة جامعة على مستوى العالم کما جاءت ستة عشر جامعة من بین افضل الجامعات من 501- 800 جامعة  وذلک کما هو موضح بالجدول التالی   ( Academic Ranking of World Universities,2017)

جدول ( 1) یوضح تصنیف الجامعات الکوریة للعام الجامعی 2017

 

 

Top20

Top100

Top200

Top300

Top400

Top500

Top501-800

South Korea

1

6

7

12

16

وباستقراء التصنیف العالمی للترتیب الجامعات لعام 2016 یلاحظ ان کوریا الجنوبیة  قد احتلت المرتبة التاسعة عشر  بین الدول العالمیة  حیث  لم تحتل جامعة فى کوریا الجنوبیة من بین افضل مائة جامعة  على مستوى العالم  ,  فی حین جاءت ثلاثة جامعات کوریة  من بین افضل مائتین جامعة  فی حین حصلت ستة جامعات من بین افضل 300 جامعة على مستوى العالم,  کما جاءت تسعة جامعات من افضل 400 جامعة فی حین جاءت  احدى عشر جامعة من افضل خمس مائة جامعة على مستوى العالم , وذلک کما هو موضح بالجدول التالی (Academic Ranking of World Universities,2016)

جدول ( 2) یوضح تصنیف الجامعات الکوریة للعام الجامعی 2016

Country

Top20

Top100

Top200

Top300

Top400

Top500

South Korea

3

6

9

11

وباستقراء التصنیف العالمی للترتیب الجامعات لعام 2015 یلاحظ ان الجامعات               فى کوریا الجنوبیة  لم تحتل أی منها على ترتیب من بین افضل مائة جامعة  على مستوى العالم  ,  فی حین جاءت جامعة واحدة من  جامعات کوریة  من بین افضل مائتین جامعة  فی حین حصلت خمسة جامعات من بین افضل 300 جامعة على مستوى العالم,  کما جاءت         ثمان جامعات من افضل 400 جامعة فی حین جاءت  اثنتا عشر جامعة من افضل                خمس مائة جامعة على مستوى العالم , وذلک کما هو موضح بالجدول التالی                   (Academic Ranking of World Universities,2015

جدول (3 ) یوضح تصنیف الجامعات الکوریة للعام الجامعی 2015

Country

Top20

Top100

Top200

Top300

Top400

Top500

South Korea

1

5

8

12

  1. 2.  سمات التعلیم العالی  فی کوریا الجنوبیة

یتألف التعلیم فی کوریا الجنوبیة من ثلاث مراحل أساسیة: التعلیم الابتدائی العام، والتعلیم الثانوی، والتعلیم العالی. بمعنی انه یسیر على نظام 6-3-3-4 أی ، ست سنوات من المدرسة الابتدائیة ، ثلاث سنوات من المدرسة المتوسطة  ، ثلاث سنوات من المدرسة الثانویة العلیا وأربع سنوات من الکلیة. ویحتوی النظام علی مدارس وطنیه وعامه وخاصه

حیث یبدا التعلیم الابتدائی فی کوریا فی سن السادسة ویستمر فی لمدة ست سنوات , والمنهج الدراسی فی هذه الصفوف موحد لجمیع الطلاب. ویتألف المنهج الدراسی الأساسی من تسعه مواضیع رئیسیه: التربیة الأخلاقیة ، واللغة الکوریة ، والدراسات الاجتماعیة ، والریاضیات ، والعلوم ، والتربیة البدنیة ، والموسیقی ، والفنون الجمیلة ، والفنون العملیة. اللغة الإنجلیزیة التعلیم حیث تبدا دراسة اللغة الإنجلیزیة من بدایة الصف الثالث الابتدائی  بحیث یمکن للأطفال البدء فی تعلم اللغة الإنجلیزیة فی جو مریح من خلال تبادل المحادثة ، ولیس من خلال التعلم عن ظهر القلب من القواعد النحویة  (Global Education at Asia Society, , South Korean Education,2018)

وتلی ذلک المرحلة الثانیة-التعلیم الثانوی والتی تعمل على دمج التخصصات الأکادیمیة الأساسیة ویسمح أیضا للطلاب باختیار المسار الملائم لمواهبهم وأولویاتهم الوظیفیة علی أفضل وجه. وتستغرق هذه المرحلة3 سنوات على الرغم من ان  العدید من الکوریین یدرسون بعدها المدرسة الثانویة العلیا  لمده 3 سنوات للراغبین فی تکملة الدراسة الجامعیة  حیث تهدف المدارس الثانویة إلى  "لتعزیز شخصیه کل طالب وقدرته اللازمة للمحافظة علی العمود الفقری للامه وتعزیزه ؛ تطویر معارف ومهارات الطلاب لأعدادهم للوظائف المطلوبة فی المجتمع ؛ لتعزیز الاستقلال الذاتی لکل طالب ، والتنمیة العاطفیة ، وقدرات التفکیر النقدیة                       التی سیتم جلبها لتحمل داخل وخارج المدرسة ؛ وتحسین القوه البدنیة وتعزیز العقل السلیم".(Global Education at Asia Society, , South Korean Education,2018)

حیث یتمرکز منهج المدارس الثانویة حول 11 مجال دراسی إجباری، وعدد من التخصصات الاختیاریة، وکذلک بعض الأنشطة الخارجة عن المناهج الدراسیة. وإذا کان الطلاب یخططون للعمل بعد التخرج ، فعلیهم ان یختاروا تخصصا تقنیا أو مهنیا وتقنیا لمتابعه حیاتهم المهنیة. ویقدم طلبه المدارس الکوریة الذین ینتقلون للدراسة فی المرحلة الثانویة العلیا خیارا بشان نوع المدرسة التی یودون الذهاب الیها-العامة أو المهنیة-التقنیة. الطلاب الذین یرغبون فی الذهاب إلى المدرسة المهنیة التقنیة یجب اجتیاز بعض الامتحانات. وترکز الدراسة فی هذه المدارس علی تدریس الطلاب العامة والتخصصات الخاصة، المقدمة بالتساوی، وإعدادهم للکلیة

ومما جدیر بالذکر ان مرحلة التعلیم العالی فی کوریا تعتبر مرحلة غیر إلزامیه ، ولکن لیس سرا ان تجاهل مرحلة التعلیم العالی والجامعی قد أدی إلى تعطیل عملیة التنمیة التقدم بشکل ملائم ,  وینظر إلى الکوریین بانهم بحق  من ضمن أکثر الشعوب الکادحة والمثابرة فی العالم. واستنادا إلى الإحصاءات الرسمیة والمرتبطة بالتعلیم العالی بکوریا  فقد بلغ عدد الطلاب الملتحقین بالجامعات والکلیات فی کوریا عام  2014 فی المجموع 2,130,046 طالب  ، مع الوضع فی الاعتبار ان  عدد سکان کوریا فی نفس الفترة بلغ 51,091,352 نسمه منهم  2,166,305 من السکان الذین تتراوح أعمارهم من 15 – 19 سنة. وبالتالی تتراوح نسبة  بنسبه 1.7 % فقط من الطلبة الکوریین غیر القادرین على مواصلة التعلیم العالی الجامعی (Ministry of Education of the Republic of Korea).

کما تتمثل  مؤسسات التعلیم العالی کوریا فی ثلاثة أنماط( المدارس العلیا والکلیات المتوسطة والجامعات), بالإضافة إلى وجود عدد من الکلیات الفنیة والمهنیة, کما تبلغ مده الدراسة فی مؤسسات التعلیم العالی الکوریة تتراوح من سنتین إلى أربع سنوات                          (درجه البکالوریوس). فی حین تتراوح درجه الماجستیر (1.5-2 سنه) ودرجه الدکتوراه                   (2-3 سنوات), حیث تستمر التخصصات بالماجستیر تبعا لنفس تخصص البکالوریوس, والجدول التالی یوضح أنواع الجامعات الموجودة بکوریا الجنوبیة والتی بلغ مجملها عام 2016 إلى 432جامعة وکلیة

جامعه

هی الجامعات التی تود بها ثلاث کلیات فاکثر وتهتم بالتعلیم والبحث العلمی فى مختلف المجالات العلمیة التی تطلبها الدولة

الکلیات الصغرى

تقوم بالتدریس والبحث فی المعرفة المهنیة والنظریة حول المجالات الممیزة للمجتمع، کما تعمل على تعزیز المهارات اللازمة لتحسین التدریب الموظفین بالدولة

الجامعة التربویة

هی الجامعات المتخصصة لأعداد المعلمین للمرحلة الابتدائیة والثانویة

الجامعة الصناعیة

تعمل على تنمیة المعارف المهنیة والبحوث من أجل تحسین المهارات الضروریة للقطاعات الصناعیة ؛ کما تعمل تدریب القوی العاملة الصناعیة وتوفیر فرص التعلیم العالی للأفراد الذین یرغبون فی متابعه التعلیم

جامعه سایبر (جامعة التعلیم عن بعد)

وهی الجامعات التی تستخدم التعلم الإلکترونی والحاسبات الألیة فی التعلیم

جامعه الهواء والمراسلة

توفیر فرص جامعیه جدیده عن طریق المراسلة للأفراد الذین لا تتاح لهم فرص تعلیمیة لإکمال دراستهم  الجامعیة و/أو من یریدون متابعه التعلیم بعد الجامعی من أجل التحسین الذاتی والنمو

الکلیة التقنیة

توفیر التعلیم الجامعی للعمال العاملین فی الصناعات. تدریب الموظفین المهنیین اللازمین مع قدرات الأعمال اسنوات،والعملیة لاحتیاجات الصناعات. السنوات اللازمة لخریجی الکلیات التقنیة اقل من ثلاث سنوات ، التالی فهی تختلف عن الجامعات الصناعیة والتی مدة الدراسة بها  أربع سنوات

الجامعات داخل الشرکة

إنشاتها النقابة الصناعیة  للموظالحیاة،تنادا إلى قانون التعلیم مدی الحیاة ، یمکن لخریجی الجامعات المرخص لها داخل الشرکة الحصول علی درجه البکالوریوس أو الترخیص المهنی

وللالتحاق بالجامعات الکوریة یجب علی الطالب  ان یستکمل التقییم النهائی فی المدرسة الثانویة ویجتاز الامتحان الوطنی العام ، المعروف باسم ' Suneung’'. هذا الاختبار مماثل لاختبار المنطق SAT الأمریکیة, ویقیم ' Suneung' مهارات المتقدمین فی ثلاثة مجالات هی: اللغة الکوریة، والریاضیات، والإنجلیزیة, کما یمنح المتقدمین  اختیار التخصصات العامة التی سیتعین علیهم الجلوس للامتحان فیها-وهم بحاجه إلى هذه الدورات لمزید من الدراسة, کما ان بعض مؤسسات التعلیم العالی فی کوریا تمارس الاختیار الإبداعی ، أی تقییم قدره الطالب استنادا إلى کتابه المقالات. (K.G. Krechetnikov a , N.M. Pestereva,2017)

حیث یطمح کل طالب فی کوریا إلى الالتحاق بمؤسسه مرموقة للتعلم ، علی الرغم من الإجراءات الصعبة لاستکمال متطلبات الدخول فی الجامعات الحکومیة التی  تدیرها الدولة فی کوریا ، ویحصل الطالب علی اجتیاز الاختبار العام الذی یشبه الامتحان الموحد للدولة فی روسیا. الکلیات الخاصة لدیها إجراءات خاصه بها لقبول الطلاب.

 على الرغم من ان العدید من الکوریین یعطی  الأفضلیة للکلیات الخاصة. والالتحاق بأحدی تلک الکلیات تشترط الحصول على دبلوم التعلیم الثانوی وشهادة إتقان اللغة الإنجلیزیة.

ومن المعترف به فی کوریا انه لا علاقة بین تکلفة الدراسة وبین جودتها فانه یمکن ان تدفع ما یزید عن عشرة الألف دولار فی السنة على الرغم من حصولک على تعلیم غیر کفؤ ویمکن ان تدفع 500 دولار فی جامعة مثلا مشهوره وتحصل على تعلیم افضل وذا کفاءه مثل جامعه سیول الوطنیة .

3. سمات تدویل التعلیم العالی کوریا الجنوبیة

تشهد کوریا اتجاهات غیر منتظمة فی القوی الدیمغرافیة ، مثل انخفاض عدد خریجی المدارس الثانویة بسبب انخفاض معدلات الموالید ، مما قد یؤدی إلى عدم تقدم الطلاب للتعلیم العالی , لهذا السبب ، فان تدویل التعلیم فی کوریا الجنوبیة  ، تماما مثل الیابانیة ،  له أهمیه کبیره لیس فقط من حیث الحالة العامة للنظام التعلیمی فی البلاد  وفى ترتیب عالمی لجامعاتها ولکن أیضا من حیث تقدم مجتمعها الوطنی  ، الذی یعتمد إلى حد کبیر علی تجدید راس المال البشری. (K.G. Krechetnikov a , N.M. Pestereva,2017)

وهذا ما دعی الحکومة فی کوریا الجنوبیة إلى إعلان استراتیجیة وطنیه جدیده لزیادة عدد الطلاب الأجانب بحوالی 3 مرات بحلول عام 2023 من 85,000 إلى 200,000 طالب, ویهدف هذا الأمر أیضا إلى عکس اتجاه انخفاض أعداد الطلاب الأجانب: ففی 2011، کان لدی کوریا رقم قیاسی 537,89 من الطلاب الأجانب، ولکنها انخفضت بنسبة بسیطة فی عام 2014 ,ومن الأسباب الرئیسیة وراء ذلک محدودیة فرص العمل المتاحة للخریجین الأجانب ، لا سیما عندما یتعین علیهم التنافس مع الکوریین فی سوق العمل, ویأتی أکبر عدد من الطلاب الدولیین من الصین (أکثر من 76 فی المائة) ، یلیهم طلاب من الیابان ومنغولیا وفیتنام (Ministry of Education of the Republic of Korea).

وخلال السنوات القلیلة الماضیة، أعید توجیه العدید من الکلیات الکوریة بهدف الانتقال إلى مستوی دولی. وقد وضعت الحکومة مجموعه کامله من التدابیر لتدویل التعلیم ، بما فی ذلک تدریس اللغة الإنجلیزیة وجمیع أنواع المعاملة التفضیلیة للطلبة الأجانب ، مثل السکن المجانی ، والمنح الدراسیة ، ودورات لاجتیاز الاختبارات ، وما إلى ذلک من التسهیلات .

وتعمل الجامعات فی کوریا الجنوبیة على اجتذاب العدید من الطلاب الأجانب المحتملین من خلال تخفیض  تکالیف الدراسة بها  ، والتی تعد من  اقل  تکالیف الدراسة على مستوى العالم ، کما تقدم بعض الجامعات فی الوقت الحالی خصومات للطلاب الأجانب تصل إلى 50 فی المائة کما عمدت إلى إیجاد خدمة من نوع جدید من الخدمات التعلیمیة                     وهی إمکانیة توفیر التعلیم باللغة الأصلیة للطلاب الأجانب حیث یتم حالیا فتح مجالات للدراسة بالجامعات الکوریة باللغات الأصلیة فیوجد التعلیم  بالصینیة والیابانیة والفرنسیة ، الخ.           (K.G. Krechetnikov a , N.M. Pestereva,2017)

کما تعتزم الحکومة الکوریة التوصل إلى مجموعه کامله من المبادرات الجدیدة لدعم هدفها المتمثل فی الوصول إلى مستوی الطلاب الأجانب البالغ عددهم 200,000 ، وتتمثل تلک المبادرات فی البنود  التالیة(Krechetnikov et al., 2016):

  1. فتح أقسام  جدیده وإطلاق مناهج دراسیة جدیده موجهه للطلبة الأجانب علی وجه التحدید
  2. تقدیم الدعم لتوظیف الطلاب الأجانب المتخرجین من الکلیة والمقیمین فی البلد؛
  3. تخفیف الشروط اللازمة للحصول علی تأشیره الکوریة ؛
  4. تمویل النشاط التسویقی للکلیات الکوریة ؛
  5. تمویل برنامج مدته 6 أسابیع علی أساس المنح الدراسیة لفائدة 100 طالب من البلدان الآسیویة المدعوین للدراسة فی کوریا؛
  6. التوسع فی  برامج اللغة الإنجلیزیة ، وخاصه فی مجال العلوم الدقیقة ، مثل التکنولوجیا العالیة ، والهندسة ، والریاضیات ؛ وتقود کوریا حالیا الطریق فی تنفیذ التعلیم باللغة الإنجلیزیة  فی الکلیات ، ویجری حالیا تدریس ثلث جمیع الدورات بالإنجلیزیة .

وخلال السنوات القلیلة الماضیة من بدایة  القرن الحادی والعشرین، استحدثت میزة کبیرة فی عملیة تدویل التعلیم بالنسبة للطلاب الکوریین ، حیث یمکن لمجموعه من الطلاب الکوریین ان یتابعوا  دراستهم  لمدة عام دراسی فی کلیة اجنبیه مشهود له بالتمییز وبصفه خاصة بالمملکة المتحدة ومعظمهم یبتعث لدراسة اللغة الإنجلیزیة ((K.G. Krechetnikov a , N.M. Pestereva,2017)

ویتوافر حالیا العدید من برامج تبادل الطلاب ومن اهم هذه البرامج وأکثرها وضوحا وبروزا والأوسع نطاقا هو البرنامج الذی یقدم من خلال المعهد الوطنی لتطویر التعلیم الدولی ، حیث یتعین على المتقدم الخضوع لإجراء اختیار مکون من ثلاثة مراحل لیکون مؤهلا للحصول علی منحه دراسیة علی أساس برنامج المنح الدراسیة للحکومة الکوریة. وتحت هذا البرنامج ، سیکون للطالب الحق فی راتب شهری بمبلغ 900,000 وون الکوریة (حوالی $900)  کما یتم توفیر نفقات السکن والإقامة للطالب ونفقات الانتقال من والى کوریا الجنوبیة ودعم من صندوق البحوث بحوالی $230 فی السنة  ویغطی هذا البرنامج أیضا تکالیف التامین الطبی الخاص بالطالب ودوره کامله لدراسة اللغة ،. وتقوم کل سنه بتحدید حصص مشترکه لکل دوله علی حده(Ministry of Education of the Republic of Korea).

وفی محاولة لمساعده الطلاب الأجانب الذین یعملون أثناء وبعد دراستهم  ، تقوم الحکومة الکوریة بتخفیف شروط توظیف الرعایا الأجانب للعمل فی الشرکات الصغیرة والمتوسطة الحجم ، لان معظم الکوریین یفضلون العمل لدی المنظمات الحکومیة أو الشرکات الوطنیة الکبرى ، مثل سامسونج أو هیوندای.

ویمکن لجمیع الکوریین والأجانب الحصول علی تعلیم عال سواء باللغة الکوریة              أو بالإنجلیزیة, وبالتالی فعلى المتقدمین اجتیاز امتحان لغة واحده. فقط فی أی کلیه فی کوریا غیر ان العدید من الکلیات لدیها إجراءات قبول أکثر تبسیطا بالنسبة للأجانب الذین یعفونهم             من الاختبارات. کل ما على الطالب الأجنبی  فعله هو ان تقدم للسفارات بدولته  شهادته الثانویة بدرجة لا تقل عن 80 فی المائة. کما یتعین علی الأجنبی ان یکون لدیه مستوى محدد                   من   اللغة الإنجلیزیة   (IELTS أوTOEFL). وعند التخرج ، یتعین علی الأجانب والکوریین                   علی السواء ان یتلقوا تدریبا عملیا فی أی منظمه کوریة تنظمها أداره الجامعة    (Krechetnikov, Shoinkhorova, 2016).

وحتى وقت قریب  فانه یمکن للأجانب الدراسة فی کوریا للحصول علی درجه البکالوریوس أو درجه الماجستیر فقط ولکن امتد الأمر الأن لدراسة الدکتوراه فی عدد من المجالات  ومع ذلک ، فان قائمه التخصصات التی قد یسعى الیها الأجنبی لا تزال محدودة بعض الشیء. من بین التخصصات الأکثر شعبیه مع الأجانب فی کوریا ، وذلک بسبب الجودة العالیة للتعلیم المقدمة فیها ، هی تکنولوجیا المعلومات ، وبرمجه الکمبیوتر ، وتصمیم               المواقع الکترونیه.

وکجزء من سیاسة کوریا بشان اجتذاب الطلاب الأجانب ، تقدم لهم الحکومة منحا أکادیمیة خاصه وتقدم لهم الدعم المالی. والمنح الدراسیة المقدمة فی معظم الکلیات الکوریة تمکن الطلاب الأجانب من دفع تکالیفهم الدراسیة بأنفسهم. وحالیا ، یحضر الکلیات الکوریة طلاب من اکثر من مائة دولة حول العالم

4. أهداف التدویل فى کوریا  الجنوبیة

 لقد اثرت الأزمة الاقتصادیة الآسیویة مع بدایة  النصف الثانی من التسعینات من القرن الماضی بشکل کبیر على التعلیم العالی بکوریا الجنوبیة ,حیث عجلت الأزمة الاقتصادیة  فی الانخفاض الکبیر على قیمة العملات الآسیویة وبالتالی شکلت تهدیدات خطیرة للاقتصادات فی جمیع أنحاء المنطقة Weidman and Park,2000))  وذلک مع بوادر ظهور العولمة والتى کان لها  تأثیر على الأزمة الاقتصادیة الحادة مما اضطرالحکومة الکوریة  الى اصدار  القانون التشریعی للتعلیم فی دیسمبر 1997, حیث ذکرت المادة (29) من هذا القانون اهداف تدویل التعلیم العالی بکوریا الجنوبیة فیما یلی :

 (1) یجب على الدولة بذل الجهود لإجراء تدویل التعلیم العالی وتدریب للمواطنین على المهارات الضروریة للحیاه کاعضاء فی المجمع العالمی.

(2) تلتزم الدولة  بالسیاسة اللازمة لتعلیم المقیمین خارج کوریا الجنوبیة سواء اکان تعلیما نظامیا او اجتماعیا وذلک للحفاظ على الهویة والتراث الکوری  .

(3) یجب على الدولة وضع سیاسة مستقبلیة لتعزیز الدراسة بالخارج وإجراء الدراسات  الدولیة ، مع تقدیم الدعم للأنشطة التعلیمیة والبحثیة لتعزیز الهویة الکوریة .

(4) قیام  الدولة بوضع سیاسة ضروریة للتعاون مع الحکومات الاجنبیة  والمنظمات الدولیة.

ولقد تم تجسید ذلک بالفعل عام 1998 حیث کان هناک 130 مؤسسة للتعلیم العالی بکوریا الجنوبیة لها علاقات وبروتکولات تعاون مع 2130 جامعة اجنبیة فی اکثر من 110 دولة حول العالم  (المجلس الکوری التعلیم الجامعی ، 1999). بالإضافة إلى ذلک  وفى عام 1999 تواجد  154،219 طال من کوریا الجنوبیة  یدرسون  فی الخارج ، وکان 6،279 طالب أجنبی یدرسون فی کوریا من 108 دولة (kedi&Mehrd ,2000) .

وبالتالی یمکن القول بان تدویل العلیم العالی والجامعی قد احتل مکانة کبیرة لدى الحکومة الکوریة  , من منطلق ان قضیة التدویل على الرغم من اهمیتها الا انها یجب ان ترکز على تعزیز قیمة الولاء والانتماء وتعزیز الهویة لدى الکوریین سواء داخل البلاد او خارجها .

5. السیاسات الوطنیة لتدویل التعلیم العالی  فی کوریا الجنوبیة

تضطلع الحکومة بدور رئیسی فی تطویر التعلیم فی کوریا الجنوبیة ، حیث  تقدم الدعم المالی لها ، وتوجهها نحو أفضل الممارسات الأجنبیة ، وتسعی جاهده إلى اعتماد معاییر عالمیه مشترکه للتعلیم وتتبعها باستمرار.

وفی محاولة لتعزیز کفاءه نظام التعلیم الوطنی ، تحاول الحکومة الکوریة اعتماد جمیع المنهجیات الرئیسیة المستخدمة فی نظم التعلیم بالدول الأخرى. ویستخدم التحلیل المقارن کوسیلة للمساعدة علی إدماج بعض هذه العناصر فی نظام التعلیم الکوری. ومن بین أکثر النظم الشعبیة التی یمکن للکوریین مقارنتها  والاستفادة منها هی الولایات المتحدة ، والتی تعد من بین الشرکاء الاستراتیجیین الرئیسیین لکوریا والتی تقیم معها علاقات دبلوماسیة لأکثر من 60 سنه الآن .

حیث شهدت کوریا الجنوبیة  آثار الأزمة المالیة العالمیة فی عام  1997 والتى کان لها اثر کبیر فی التعامل مع الاحتیاجات الملحة للعولمة  ، لذا فقد أنشئت الحکومة الکوریة  اللجنة الرئاسیة للتعلیم الجدید  یطلق علیها  (PCNEC) فی یولیو 1998  , والتى اتخذت التدویل منهج اساسی فی سیاستها التعلیمیة

وتاکیدا لاهمیة قضیة التدویل باعتبارها  من اهم أولیات  کوریا الجنوبیة فقد عمدت الحکومة على إعادة تسمیة وزارة التعلیم السابقة لوزارة التعلیم وتنمیة الموارد البشریة فی ینایر 2000 ، من أجل التعامل مع مجتمع جدید قائم على المعرفة ،واتجاهها نحو قضیة التدویل على وجه الخصوص ، کما تم  إنشاء المعهد الوطنی لتنمیة التعلیم الدولی (NIIED) تحت إشراف وزارة التربیة والتعلیم وتنمیة الموارد البشریة  لتشجیع عملیات التدویل .

کما شجعت الحکومة الکوریة على إقامة بروتوکلات التعاون  الدولی فی مجال التعلیم مع المنظمات والمؤسسات الدولیة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة (الیونسکو) ، منظمة التعاون الاقتصادی والتنمیة (OECD) ، آسیا والمحیط الهادئ التعاون الاقتصادی (APEC) ، والبنک الدولی ، ومنظمة التجارة العالمیة (WTO). (کیم ، 2001 ، ص 5). (kedi&Mehrd ,2000,125)

بالاضافة الى کل ذلک فان الحکومة الکوریة دعمت  قضیة التدویل من خلال عدد من الهیئات والمؤسسات المدعومة من قبل الحکومة مثل المعهد الکوری لتطویر التعلیم [ KEDI] والمعهد الکوری للأبحاث التعلیم والتدریب المهنی [KRIVET] والمعهد الکوری لتقیم المناهج الدراسیة [ KICE] والمؤسسة الکوریة للأبحاث [ KRF].

کما تم تجهیز الفصول الدراسیة فی کوریا بتکنولوجیا المعلومات والمعدات الحاسوبیة والولوج  إلى الإنترنت مجانا علی مدار 24 ساعة, وتجری المحاضرات فی شکل عروض شیقة، وترسل معظم المواد إلى الطلاب عن طریق البرید الکترونی. هناک عدد ضروری من المختبرات للفئات العملیة.

کما تثیر التغیرات الحالیة التی تحدث فی کوریا فی مجال الحوسبة اهتمام العدید من الکلیات الأجنبیة والمنظمات الدولیة علی حد سواء. ومن هذا المنطلق اعتبرت برامج التعلم الکترونی المقدمة فی کوریا من أفضل البرامج فی العالم. ویشمل ذلک القیام بالمحاضرات فی الشبکة الکتر ونیه ، وخدمات المؤسسات التی تقدم المساعدة التقنیة فی مجال التعلیم الإلکترونی فی مؤسسات التعلیم (Dondukova, 2014). حیث یتم تنظم الحکومة الکوریة استخدام هذه المنهجیة علی المستوی التشریعی, حیث یتم إدارة التعلم الکترونی فی کوریا من قبل وکلات حکومیة محددة وهی کما یلی :

-     وزاره العمل والعمل (استخدام التعلم الکترونی فی أعاده التدریب المهنی وتعزیز الحیاة الوظیفیة)؛

-     وزاره التعلیم (استخدام التعلم الکترونی فی التعلیم العادی)؛

-     وزاره التجارة والصناعة والطاقة (تطویر صناعه التعلم الکترونی(

وبالتالی اصبح  هذا النظام الجدید للتعلم من اکثر البرنامج شعبیة فی کوریا فی الوقت الحالی  ، حیث توجد أکثر من 500 المؤسسات التی تقدم خدمات التعلم الکترونی , ویظهر نظام التعلم الکترونی مؤشرات عالیة لنمو التعلیم الإلکترونی  فی السوق الأجنبیة. ویجری حالیا تصدیر ما یقرب من 30 فی المائة من الحجم الإجمالی لهذه الخدمات. وهناک المزید للمجیء حیث یتزاید عدد الطلاب المهتمین بالحصول علی التعلیم الإلکترونی عن طریق الإنترنت. حیث تقدم  الأن اکثر من نصف مؤسسات التعلیم الکوریة خدمات التعلم الکترونی ,  مما یجعله وسیله ملائمة حقا للحصول علی المعرفة للطلبة الأجانب وخیارا فعالا لتعزیز الحیاة الوظیفیة لأولئک الذین یرغبون فی الدراسة فی الوقت الذی یواصلون فیه العمل.

وقد حقق العلماء الکوریون نجاحا هائلا فی دراسة وتنفیذ تکنولوجیا المعلومات فی البیئة التعلیمیة، وهو ما یشهد بان السیاسة التعلیمیة التی تنتهجها الحکومة کانت مثمرة تماما.

ولقد قامت وزاره التعلیم الوطنیة فی آذار/مارس 2006، وفی محاولة منها لتعزیز نوعیه الخدمات التعلیمیة فی کوریا، حیث بدأت رسمیا نظاما للرقابة علی العملیة التعلیمیة، یعرف باسم نظام المعلومات التعلیمیة للدولة. حیث یسمح هذا النظام الحصول علی وثائق التخرج من الکلیة دون الذهاب إلى الجامعة. ویمکن للمعلمین استخدام هذا النظام لوضع خطه دراسة للطلاب علی أساس خصائصهم الفردیة. وتنظر الوکالات الحکومیة الکوریة حالیا فی إمکانیه توفیر الاستشارات والخدمات التعلیمیة  للطلبة عبر الإنترنت.  کما یسمح لأی طالب فی إمکانیة التواصل مع أساتذته فی أی وقت. 

کما یسمح للطلاب الأجانب بالتدریب فی المصانع المرموقة فی البلاد إلى جانب الطلاب المحلیین.

کما تعمل الحکومة الکوریة  على جذب  مقدمی الطلبات  المهتمة بدراسة تکنولوجیا التعلم من خلال عدد من التدابیر ومنها  خفض تکالیف  الدراسة فی کوریا والتی تصل ما بین  نسبیا ($7,000 إلى $10,000 فی السنه ؛ ولکن هذا لا ینطبق علی الجامعات والتخصصات الأکثر شهره فی البلاد، کما تعمل على توفیر الحصول علی مهنه فی مجالات مثیره وواعده ، واستخدام أحدث التقنیات التربویة والمعلوماتیة ، والجودة العالیة للتعلیم المقدم.

بالإضافة إلى ذلک ، فان الدولة  لا تزال تحتفظ بالعدید من عاداتها وتقالیدها القدیمة ، حیث تعمل الحکومة الکوریة على عمل تولیفه بین التقالید القدیمة للثقافة الکوریة والتقدم التقنی الحاث بها

السیاق الثقافی لقضیة تدویل التعلیم العالی  فی کوریا الجنوبیة 

من منطلق التقالید الکونفوشیة التی تشدد علی التطلع إلى التعلم ، وتشجع علی احترام المتعلمین فی المجتمع ، وتربط وضع أفراد المجتمع الکوری بمستوی تعلیمهم ، فان کل أسره کوریة تسعی جاهده لضمان أفضل التعلیم لأطفالهم  وعلی استعداد للاستثمار الباهظة  فی تنمیتهم ،  ونظرا للمبالغ الباهظة فی المصروفات التعلیمیة لا تستطیع معظم الأسر على تحمل نفقات کل أبنائها وبالتالی یکتفون بطفل واحد لکل أسرة مما اسفر عن أزمه دیمغرافیة عمیقة ، والتی أثرت بشکل مباشر على النظام التعلیمی  وعلى الرغم من ان مساحة کوریا الجنوبیة  تضاهی مساحة شرکة  بریموریه کرای الروسیة Russia’s Primorsky Krai ، وعلى الرغم من ذلک یوجد ما  یزید علی 450 کلیه تعمل فی ذلک الإقلیم ، والتی تحتاج إلى العمل.  وبالتالی یتمثل الحل للنظام الکوری للتعلیم العالی هنا هو تصدیر تلک الخدمات التعلیمیة. (K.G. Krechetnikov a , N.M. Pestereva,2017)

وتبدی الحکومة أیضا التزاما ثابتا بالاستثمار فی التعلیم: إذ تبلغ میزانیه وزاره التعلیم 29 بلیون دولار أمریکی ، أی سته أضعاف ما کانت علیه فی 1990. وهذا یمثل حوالی 20 فی المائة من نفقات الحکومة المرکزیة. والکوریون أیضا علی استعداد للإنفاق علی التعلیم. وتنفق الحکومة الکوریة 3.4 فی المائة من الناتج المحلی الإجمالی علی التعلیم الرسمی؛ وعند أخذ التعلیم الخاص وغیر الرسمی فی الاعتبار، یقترب المبلغ من 10 فی المائة. ویعتبر المدرسون جزءا أساسیا من ذلک الاستثمار: فإحصاءات منظمه التعاون والتنمیة فی المیدان الاقتصادی تضع کوریا العاشرة فی ترتیب التحاق بمرتبات المعلمین. وبعد خمسه عشر عاما من الخدمة ، ینتقل المعلمون الکوریون إلى المرکز الثالث ، مما یدل علی ان الاستثمار ینمو بشکل کبیر مع مرور الوقت. (Global Education at Asia Society South Korean Education Reforms, 2018)

کما ان الطفرة الاقتصادیة التی شهدتها کوریا کانت مدفوعة بارتفاع مستوی التعلیم بین سکان البلد ، ولقد أصبحت تلک الحقیقة ماثلة لدى المسئولین الکوریین وبالتالی فقد افرت بعض الأعمال غیر المبررة فی المجال التعلیمی حیث قامت بفرض حظر التجوال للطلاب ، ومنعت أحد المسؤولین من زیارة أحد المرافق التعلیمیة ورؤیة مدرس بعد الساعة العاشرة مساء بالمدرسة . ولکن هناک سبب وجیه وراء هذه القیود. فاستنادا إلى الإحصاءات ، ینفق الکوریون سنویا ما یقرب من $19,000,000,000 علی التعلیم الخاص ، الذی یماثل تقریبا میزانیه مدینه کبیره فی "ارض الصباح الهادئ". وترتبط هذه الرغبة المفرطة فی الدراسة بصعوبة الدخول إلى الکلیات والجامعات فی البلاد.  فالکوریون علیهم الجلوس لامتحان الدخول ( الثانویة العلیا) ، واختبار القدرات الدراسیة للکلیة ، وهو اختبار خاص لتقییم القدرات الاستدلالیة للمتقدمین للکلیة حیث یمثل هذا الاختبار مصدر ضغط کبیر للطلاب. " (Krechetnikov et al., 2016)

کما أسهم النمو الهائل للاقتصاد الکوری إسهاما کبیرا فی القیمة التی یضعها الکوریون فی التعلیم العالی. وفی السنوات ال 25 الماضیة ، حقق البلد معدل عائد مرتفع بصوره غیر عادیة من الاستثمارات التعلیمیة ، ، هناک قسط کبیر ومتزاید من الأجور المرتبطة بالحصول علی تعلیم عال فی کوریا. ففی 2007، علی سبیل المثال، یکسب خریجو الکلیات ما یصل إلى 2.5 مره أکثر من زملائهم الحاصلین علی درجه التعلیم الثانوی. ومع التصنیع السریع للبلاد ، فان سوق العمل فی کوریا مجزاه إلى حد کبیر علی أساس الخلفیة التعلیمیة. وعلی هذا النحو ، یعتبر الحصول علی التعلیم العالی أمرا أساسیا لدخول سوق العمل الأولیة. ونتیجة لهذه العلاقة جزئیا ، الإضافة إلى تقالید الکونفوشیوسیة ، یرتبط التعلیم بمراکز السلطة والنفوذ: فالخریجون من عشر جامعات رئیسیه لهم قرابة ثلاثة أرباع المناصب الحکومیة الرفیعة المستوی.                 (Global Education at Asia Society South Korean Education Reforms, 2018)

وهکذا ، أدی النمو فی قطاع التعلیم فی کوریا إلى ما یسمی ب "حمی التعلیم" ، التی أضرت بالطلاب فی شکل استمرار الاکتئاب والحمل المعنوی. ومع ذلک ، تبذل الحکومة قصارى جهدها لعلاج تلک الأزمات

بالإضافة لما سبق فان کوریا الجنوبیة قد شهدت خلال العقود القلیلة الماضیة زیادة فی عدد المقیمین الأجانب، الذین یمثلون حالیا 5% من مجموع سکان البلد ((Krechetnikov,Shoinkhorova, 2016). وتحث ظروف المعیشة الجیدة فی کوریا الناس علی الهجرةإلى کوریا والبقاء فیها کمقیمین دائمین. وفی السنوات الأخیرة ، بلغ الاقتصاد الکوری مستوی عال جدا من النمو ، حیث اظهر المجتمع الکوری بصوره متزایدة روحا دیمقراطیة مستدامه وعبر عن التنمیة الأحادیة الجانب والمتعددة الثقافات.

وتدعم الحکومة الکوریة المهاجرین دعما کاملا حیث وضعت لهم قانون فی أواخر التسعینات من القرن الماضی ، خاصا بشان المواطنة یجعل جمیع الأطفال الذین یولدون لأسر متعددة الجنسیات مؤهلین کمواطنین کاملین فی کوریا. وفی 2003 ، أدخلت الحکومة أیضا بعض التغییرات علی قانون التعلیم الابتدائی والثانوی ، مما أتاح لجمیع أطفال العمال الأجانب التحاق بمؤسسات التعلم الوطنیة ( Krechetnikov, Shoinkhorova, 2016).

وفی التسعینات من القرن الماضی وبدایة  العقد الأول من القرن العشرین ، شهدت کوریا زیادة فی عدد الزیجات بین الکوریین والطلاب الأجانب  مما ترتب علیه ظهور مشکلات تعلیمیة وتربویة لأبناء تلک الزیجات  وبصفه خاصة عام 2007 ، حیث تتمثل المشکلة الرئیسیة فی ان الطلاب الأجانب لا یتکلمون الکوریة. وکان الهدف الرئیسی الذی تنشده المدارس الکوریة هو ترتیب عملیه تعلیمها بطریقه تراعی الخصائص الشخصیة لکل طفل. حیث تبذل الحکومة الآن قصارى جهدها لتیسیر عملیه تعلیم الأطفال الذین یولدون للزواج الدولی. وهی تشارک فی تجمیع مجموعه متنوعة من الدورات الدراسیة للغة والثقافة الکوریة. وأنشئت أیضا منظمات خاصه تشارک فی تقدیم المشورة بشان المسائل القانونیة وتلک المتعلقة بتسجیل الأطفال فی مؤسسات التعلیم العام.

رابعا  : تدویل التعلیم العالی فی الیابان

1. تدویل التعلیم العالی وعلاقته بالتصنیف الدولی للجامعات الیابانیة

استنادا إلى التصنیف العالمی للجامعات لعام 2017 یلاحظ ان الیابان قد احتلت المرتبة التاسعة  بین الدول العالمیة  حیث احتلت ثلاثة جامعات من بین افضل مائة جامعة  على مستوى العالم  ,  فی حین جاءت سبعة جامعات من بین افضل مائتین جامعة  فی حین حصلت تسع جامعات من بین افضل 300 جامعة على مستوى العالم,  کما جاءت ثلاثة  عشر جامعة من افضل 400 جامعة فی حین جاءت  سبع عشر جامعة من افضل خمس مائة جامعة على مستوى العالم کما جاءت تسع عشر جامعة من بین افضل الجامعات من                  501- 800 جامعة ( Academic Ranking of World Universities,2017) وذلک کما هو موضح بالجدول التالی

جدول (4) التصنیف العالمی لمؤسسات التعلیم العالی بالیابان (2017)

الیابان

Top20

Top100

Top200

Top300

Top400

Top500

Top501-800

عدد الجامعات

0

3

7

9

13

17

19

وباستقراء التصنیف العالمی للترتیب الجامعات لعام 2016  یلاحظ ان الیابان قد احتلت المرتبة الثالثة  بین الدول  حیث احتلت جامعة طوکیو المرکز 21 وجامعة کیوتوالمرکز 26وجامعة تاغویا المرکز 77 وجامعة اوساکا المرکز 85 من بین افضل مائة جامعة  على مستوى العالم  ,  فی حین جاءت ثلاث جامعات جامعة توهوکو و جامعة هوکایدو و معهد طوکیو للتکنولوجیا من بین افضل مائتین جامعة  فی حین حصلت جامعتین من بین افضل 300 جامعة على مستوى العالم وهما جامعة کیوشو جامعة تسوکوبا  ,  کما جاءت ثلاثة جامعات من افضل اربع مائة جامعة وهی جامعة تشیبا   وجامعة کیو وجامعة کوبی فی حین جاءت  ست جامعات من افضل خمس مائة جامعة على مستوى العالم وهی  جامعة هیروشیما  و جامعة کانازاوا و معهد نارا للعلوم والتکنولوجیا وجامعة اوکایاماوجامعة توکوشیما و جامعة طوکیو للطب وطب الأسنان (  Academic Ranking of World Universities,2016) وذلک کما هو موضح بالجدول التالی

جدول (5) التصنیف العالمی لمؤسسات التعلیم العالی بالیابان (2016م)

الیابان

Top20

Top100

Top200

Top300

Top400

Top500

 

0

4

3

2

3

6

وباستقراء التصنیف العالمی للترتیب الجامعات لعام 2015  یلاحظ ان الجامعات الیابانیة احتلت المرکز التاسع من بین الدول حیث احتلت اربع جامعات من بین افضل مائة جامعة  على مستوى العالم  ,  فی حین جاءت سبع جامعات من بین افضل مائتین جامعة  فی حین حصلت تسع جامعات من بین افضل 300 جامعة على مستوى العالم,  کما جاءت اثنی  عشر جامعة من افضل 400 جامعة فی حین جاءت  ثمان عشر جامعة من افضل خمس مائة جامعة على مستوى العالم ( Academic Ranking of World Universities,2015) وذلک کما هو موضح بالجدول التالی

جدول (6) التصنیف العالمی لمؤسسات التعلیم العالی بالیابان (2015م)

Country

Top20

Top100

Top200

Top300

Top400

Top500

الیابان

4

7

9

12

18

2. سمات التعلیم العالی  فی الیابان 

یتألف النظام التعلیمی  فی الیابان من المدرسة الابتدائیة ومدتها  (6 سنوات) ، والمدرسة الثانویة مدتها  (3 سنوات) ، والمدرسة العلیا ومدتها  (3 سنوات). وتعتبر المرحلة الابتدائیة والثانویة مرحلة الزامبیة لجمیع الأطفال  ، وعلى الرغم من ان المدرسة الثانویة العلیا اختیاریة إلا ان اکثر من 94% من الطلاب یلتحقون بالدراسة بها (MEXT,2017).

وتتمیز السنوات الست الأولی التعلیم الابتدائی للأطفال الیابانیین بضغط العمل بها , بسبب صعوبات تعلم اللغة الأصلیة ، حیث یتعلم الطفل حوالی  حوالى 80 رمز من الرموز اللغة الیابانیة  فی الصف الأول الابتدائی وحوالى 1000 رمز فی المدرسة المتوسطة ، وهو الحد الأدنى الذی حددته وزاره التعلیم بالیابان. والحقیقة المثیرة للاهتمام هی ان معرفه هذا العدید من اللغة الیابانیة قد لا یکون کافیا لقراءة کتاب أو مجلة بطلاقة باللغة الیابانیة  دون الرجوع للقوامیس المتخصصة باللغة الیابانیة  فی حین ان طلاب یحصلون على اکثر من  2.136 رمزا من تلک الرموز ،مما یؤدی إلى وجود مؤسسات للتعلیم إضافیة بجوار مدارسهم العادیة (ALUGHA,2017)

وفی الوقت الراهن ، ینفق الآباء فی الیابان علی التعلیم ما یزید علی 1,000,000 ین  فی المتوسط (حوالی $9,000) لکل طفل سنویا. وقد یفسر ذلک الحالة الدیموغرافیة الراهنة فی الیابان ، التی تتسم بانخفاض معدل الموالید ، حیث ان الآباء فی کثیر من الأحیان یستطیعون الاستثمار فی طفل واحد فقط.

ان اهم ما یمیز نظام التعلیم الیابانی ترکیزها على التربیة الأخلاقیة والاجتماعیة والتعلیم الفکری التی تسیر  جنبا إلى جنب،ولهذا السبب یتسم النظام التعلیمی فی الیابان بتنظیم        خاص لعملیه التعلیم من حیث وجود امتحانات صعبه ، وانضباط صارم ، وعقلیه واحده.(Cara Jacoby, 2006)کما یبدا السباق فی الیابان للحصول علی أفضل الفرص التعلیمیة فی سن مبکرة لتتمکن من الالتحاق بالمدرسة العلیا،حیث یمکث الأطفال فى ریاض الأطفال حتى منتصف النهار وتقدم لهم التسهیلات الترفیهیة المخصصة لهم کما یرتدی الأطفال الیابانیون زیا موحدا ومن الملاحظ ان ریاض الأطفال تهتم بتعزیز شعور الأطفال بالالتزام تجاه المؤسسات التعلیمیة

أما بالنسبة للتعلیم العالی فی الیابان فان للدخول بإحدى الکلیات فی الیابان فانه على المتقدمین  المرور باختبارین أولهما الاختبار الوطنی بعد الانتهاء من المدرسة الثانویة والاختبار الثانی عند الالتحاق بالکلیة  حیث یعانی الطلاب فی الیابان من الاختبارات والتی تعانی منها فی جمیع مراحل الدراسة ، وهذا ما یمیز التعلیم الیابانی عن باقی أنظمة التعلیم بدول العالم  . عملیه التعلیم بأکملها مثل التحضیر للامتحانات ،على الرغم من ان هناک بعض الطلاب               لدیهم الفرصة للالتحاق بإحدى الکلیات دون المرور باختبارات القبول بالکلیة وذلک لان معظم الجامعات الخاصة فی الیابان تشمل مدارس ریاض الأطفال والمدارس الابتدائیة والثانویة                 الدنیا والثانویة العلیا لذلک فإنها تقبل طلابها الملتحقین من قبل بمؤسساتها المختلفة               (U.S. Dept. Of Education Study, 2018).

وقد یکون طموح المتقدمین الیابانیین للوصول إلى الکلیات المرموقة  فی الیابان یرجع إلى حقیقة ان هذه هی الطریقة الوحیدة للحصول على اکبر استفادة علمیة  ، لأن التحصیل فی الکلیات المرموقة قد تکون افضل عشر مرات من الذهاب إلى جامعات عادیة.  وبالتالی یمکن القول بانه لا یوجد تعلیم مجانی فی الیابان  ,علی سبیل المثال ، فی عام 2011 م کان عدد الطلاب من 2,880,000 طالبا حصل مائه طالب فقط من هذا العدد على منحه دراسیة من الحکومة الیابانیة. حیث لا تمنح المنح الدراسیة إلا لأکثر الطلاب موهبة واقلهم حظا من الناحیة المالیة، وهذه الأموال تخضع للسداد بطرق محددة ولا تغطی جمیع تکالیف الدراسة                  (Devin Stewart,2016).

ویشمل التعلیم العالی فی الیابان على درجه البکالوریوس ومدتها  (4 سنوات) ، ودرجه الماجستیر (سنتان) ، ودرجه الدکتوراه (3 سنوات). ولا تحمل الأقسام الطبیة والصیدلانیة درجه البکالوریوس حیث یحصلون علی التعلیم العالی الأساسی والذی یستغرق 6 سنوات ودرجه الدکتوراه 4-5 سنوات.

ومن المعروف ان فی الیابان  وجود ثلاثة أنواع رئیسیه من الجامعات :                    الوطنیة والحکومیة والخاصة. وعدد الکلیات الخاصة هو 3.5-4 أضعاف الکلیات التابعة للدولة(The Ministry of Foreign Affairs of Japan2018).

حیث تهیمن العلوم الإنسانیة فی الکلیات الیابانیة ،و 25 ٪ فقط من جمیع الطلاب الذین یتابعون التخصصات الهندسیة والتقنیة. وهناک دراسات طبیة وتربویة وهندسیة.  وما یمیز معظم الکلیات الیابانیة  وجود ما لا یزید عن 10 أقسام و 10,000 طالب. ولکن یمکن اعتبار جامعة طوکیو استثناء من تلک القاعدة حیث یوجد بها  13 قسم  و 16,000 طالبا استثناء.

ویمکن للطلاب الیابانیین البقاء فی الدراسة  الجامعیة لمده تصل إلى 8 سنوات حیث لا یوجد تقریبا شیء مثل الطرد الطلاب أو فصلهم . فعند الفشل فی الاختبارات لا یتم على الطالب إلا عدم منح ساعات الائتمان وسوف یضطر الطالب إلى إعادة الامتحانات. ویعتمد حصول الطالب على الحصول على البکالوریوس على عدد محدد من الساعات المعتمدة.  وواحده من  اهم السمات الممیزة للدراسة فی الکلیات الیابانیة هو ان الطلاب یقومون باختیار المواد التی یرغبون بدراستها مع وضع جدول زمنی خاص به

وتبذل الیابان کل ما فی وسعها لإعداد وتهیئة  راس المال البشری القادر علی المنافسة عالمیا بهدف إنعاش اقتصادها, ففی عام  2016 ، کان أکثر من 80 فی المائة من الطلاب یذهبون إلى المؤسسات الخاصة ، ولا سیما السنوات الأولى من الکلیات والتی یطلق علیها  الإعدادیة والمدارس المتخصصة , حیث تعد هیمنة القطاع الخاص من أحدی السمات الممیزة للنظام  التعلیم العالی فی الیابان (Stephanie Toriumi,,,2013)

ویعتبر النظام الحالی للتعلیم العالی فی الیابان غامض تماما – إلى حد وصفه بالتناقض- فعلی الرغم من الوتیرة السریعة لعملیه الإصلاح والتدویل ، لا یزال  هذا النظام محافظا إلى حد کبیر ولا یزال یقاوم الابتکار. ومن ناحیة أخرى ، فان  إیمانهم بان تلک التغییرات فی النظام التعلیمی هی التی ستقود ، إلى أعاده التنشیط فی المجتمع الیابانی.

3. سمات تدویل التعلیم العالی فی الیابان

لقد  بدأت عملیه تدویل التعلیم العالی فی الیابان فی وقت أبکر بکثیر مما کانت علیه فی کوریا ، ولکنها کانت تسیر بخطی بطیئة عن کوریا  ، ویرجع ذلک أساسا إلى ان الیابانیین کانوا مترددین تماما فی الدراسة فی الخارج ، فی حین ان الطلبة الأجانب بدورهم یعزفون عن الدراسة فی الیابان بسبب ارتفاع تکالیف الدراسة والصعوبات فی الحصول علی العمل.

ومع ذلک ، فانه بظهور العولمة ، والتطلع المتزاید للجامعات الیابانیة إلى الحصول علی مرکز عالمی ، والکساد الدیموغرافی فی الیابان جعلت عملیه التدویل أمرا لا مفر منه                     ( Tsukada Hanae, 2013).

حیث کانت الیابان أول دوله شرقیه تبدا فی تنفیذ تدویل التعلیم العالی. وعلی الرغم من استخدام مجموعه متنوعة من البرامج ، فان الیابان  کانت دائما مشهوره بتواضعها من حیث تبادل الطلاب الدولیین. حیث لاحظنا نقصا شبه کامل فی الکلیات الیابانیة خارج الیابان ، ومحدودیة تدفقات الطلاب ومعظمها تنقل فی اتجاه واحد فالطلاب الیابانیین لا یحتاجون  حقا لمغادره بلادهم إلى بلد  آخر من أجل الحصول علی نوعیه التعلیم ، والحصول علی وظیفة لطیفه ، والتمتع بمهنه لائقة ، لأنها یمکن ان تحصل علی کل ذلک فی بلدهم ، حیث ان معظم الخریجین  مضمون الحصول على وظائفهم بعد التخرج  . وما یبدو ان المشکلة هنا هی ان العدید من الطلاب الیابانیین قد لا یندمجون تمام فی المجتمع العلمی العالمی ، الأمر الذی قد یعزل الیابان بالفعل عن بقیة العالم التی تسیر قدما. وفی محاولة لتعزیز الحرکة الطلابیة الدولیة  مره أخرى فی 1983 اعتمدت الحکومة الیابانیة خطه تهدف إلى زیادة التبادل الأجنبی (Shiozaki,2017)  .

ونتیجة لتلک الخطة  شهدت زیادة سریعة فی عدد الطلاب الأجانب على أراضیها وأصبحت الیابان واحدة من أکبر دول فی هذا الصدد، وکان معظم الطلاب من الدول الأسیویة المجاورة للیابان حیث کان اکثر من 90%. وکان الهدف الرئیسی من وراء تدویل التعلیم العالی بالیابان نشر العلوم والتکنولوجیا الیابانیة المتقدمة باعتبار  الیابان نموذجا ناجحاً للتنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة.( United Nations,2016)

وبالفعل فقد أتت تلک الجهود ثمارها حیث أحرزت  عددا من الدول الصناعیة الجدیدة فی آسیا تقدما سریعا فی اقتصاداتها  مثل تایوان، وسنغافورة، وکوریا الجنوبیة، وعملت على تحسین نظمها الخاصة بالتعلیم العالی على مستوى عالمی مما أدی إلى ان أصبحت قضیة القدرة التنافسیة للجامعات الیابانیة مسألة مصدر قلق بالغ للحکومة الیابانیة فی ظل هذا التقدم لدول الجوار (Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology, Higher Education in Japan,2009)

مما حدا بالمجلس الوطنی الیابانی المعنی بالإصلاح التعلیمی  فی التسعینات إیذانا باتخاذ تدابیر لتدویل التعلیم باعتبارها أولویه علیا. وقدم المجلس المقترحات التالیة بشان هذه المسالة: (1) تخفیف الإجراءات المتعلقة بقبول الطلبة الأجانب ؛ (2) تعزیز الطرق التی ستدرس بها اللغات الأجنبیة ؛ (3) تعزیز تعلیم اللغة الیابانیة للطلبة الأجانب ؛ (4)                تحویل النظام الیابانی للتعلیم العالی بهدف جعله متماشیا مع المعاییر الدولیة. وتم تحدید هدف لرفع عدد الطلاب الأجانب الملتحقین بالمدارس فی الیابان إلى 100,000 بحلول عام 2000. ومع ذلک، لم یتم الوفاء إلا بنسبه 60 فی المائة من خطه الدولة لتدویل التعلیم (Krechetnikov, Shoinkhorova, 2016).

وفی الوقت الراهن ، لا یمثل الطلاب الأجانب سوی 2% من جمیع الطلاب فی الیابان. وبموازاة تنفیذ برنامجی " global 30" و " Top Global University " الرامین إلى تحویل الجامعات الیابانیة إلى مؤسسات عالمیه المستوی  مع تکییف نظام التعلیم العالی بالیابانی مع النظام العالمی ، حیث تخطط الیابان لجذب 300,000 من الطلاب  الأجانب بحلول عام  2025 وبذلک یصل عدد الطلاب الأجانب فی أراضیها إلى 10 % من العدد الإجمالی لطلابها (Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology of Japan, n.d.). وکان معظم الطلاب الأجانب المتواجدین فی الیابان من الجنسیات التالیة الصین (94,000 فی 2014) ، تلیها فیتنام (26,000) وکوریا (15,000) (Krechetnikov, Shoinkhorova, 2016).

حیث شهدت الیابان خلال السنوات العشرین الماضیة انخفاضا کبیرا فی عدد السکان البالغین من العمر ثمانیة عشر عاما وهم الفئة العمریة المقابلة للتعلیم الجامعی من أکثر من 2,000,000 إلى حوالی 1,200,000. لذلک فان هناک اکثر من  40 ٪ من الجامعات الخاصة تکون غیر قادرة الاکتفاء من الطلاب الیابانیین فقط دون وجود أجانب                          ( Shiozaki,2017) هذا مما دعی الهیئات والمنظمات الحکومیة فی الیابان  لتقدیم التسهیلات للحراک الطلابی الأجنبی إلى الیابان

 ففی 2008 ، أعلنت وزاره التعلیم والثقافة والریاضة والعلوم والتکنولوجیا وغیرها من الإدارات التابعة للحکومة الیابانیة عن "خطه للطلبة الأجانب 300,000" تهدف إلى زیادة عدد الطلاب الأجانب فی الیابان من 140,000 إلى 300,000 بحلول عام 2020. ولکن الوضع کان معقدا بسبب صعوبة الدراسة بالجامعات الیابانیة ، مما أدی إلى ضعف تأثیر الیابان فی مجال البحوث الدولیة ، والذی ینعکس فی الترتیب العالمی للجامعات .

کما یبدو ان الیابان متخلفة عن رکب العولمة  ویرجع ذلک جزئیا إلى موقفها المتساهل إزاء تعلم اللغات الأجنبیة الذی یضع الیابانیین فی وضع غیر مناسب  علی الساحة العالمیة.  حیث یعتقد الطلاب الأجانب  ان الجامعات فی الیابان غیر مستعدة  للتعامل مع الاتصالات العالمیة علی المستوی المناسب ، مما حدا بالوزارة إلى وضع برامج تدریسیة باللغة الإنجلیزیة فی مشروعها لتعزیز عملیة التدویل حیث قامت  ثلاث عشره جامعه مشترکه فی المشروع بوضع برامج للحصول علی الدرجات العلمیة باللغة الإنجلیزیة لتشجیع الطلاب الأجانب علی الدراسة فی الیابان. إلى جانب ذلک ، تنمیة قدرات الطلاب الیابانیین اللغویة ، والإبداعیة  ، لیتمکنوا من  التواصل مع نظرائهم الأجانب

 وفی نهایة 2011 م تم عقد ورشة عمل بجامعة هوکایدو لمناقشة الطرق والسب التی یجب اتباعها لجذب الطلاب الأجانب للدراسة بالیابان فی ضوء القضایا الاجتماعیة والاقتصادیة الجاریة مثل تناقص عدد الأطفال وتقلص قوه العمل ، حیث  تم التوصل إلى عدد من المسائل مثل ضرورة توفیر الموارد البشریة القادرة على التعامل مع العولمة وقضایاها فی جمیع الجامعات الوطنیة ، کما أشارت  ورشة العمل  إلى عزوف الطلبة الیابانیین عن الدراسة الجادة مقارنه بفترة ما بعد الحرب العالمیة الثانیة ، کما ان مؤسسات التعلیم العالی بالیابان لا تشبع رغبات وطموحات الطلاب الأجانب الذین یدرسون فی الیابان حیث یعودون لبلادهم  بعد تخرجهم دون إشباع احتیاجاتهم الحقیقیة ، بالإضافة إلى ارتفاع رسوم الدراسة ، ونقص التعاون بین الحکومة والصناعة والقطاع الخاص فی الیابان ، وفقدان الشعب الیابانی لحیویته وثقته فی بلده ، الخ.               (  Futao, Huang,2017)

واعتبارا من بدایة القرن الحادی والعشرین ، اقترح فی الیابان عدد من الإصلاحات الهامه لنظام التعلیم العالی ، ومن العوامل الرئیسیة فی هذه المقترحات تدویل التعلیم. فأولا وقبل                  کل شیء ، وفی مواجهه الانخفاض الکبیر فی عدد السکان الذین هم فی سن الدراسة ، کان علی الجامعات ان تنظر بجدیه فی کیفیه توسیع مجموعه المتقدمین منهم بالإضافة إلى               ذلک ،  تسعی الحکومة جاهده إلى جعل نوعیه جامعاتها مساویه للجامعات الرائدة فی الغرب(Doyon, 2001; Horie, 2002).  .

وقد وضعت الحکومة الیابانیة خطه "100.000 بحلول 2000" فی 1983 ، بهدف تعزیز تدویل التعلیم علی الصعیدین المؤسسی والوطنی ، وذلک بتعیین الطلاب الجامعیین الدولیین الذین سیعملون فی المدارس بحلول 2000. ورکزت الخطة علی تحسین نوعیه التعلیم والبحوث للوفاء بالمعاییر العالمیة ، وتقدیم المنح الدراسیة والإعفاءات الدراسیة للطلاب الدولیین ، وزیادة فرص التدریب علی اللغة الیابانیة ، وتشجیع الطلاب الیابانیین علی الدراسة فی الخارج 2002(Horie, 2002) .

وکانت الخطة ناجحة من حیث زیادة عدد الطلاب الدولیین (من 10.428 فی 1983 إلى 64.011 فی 2000). ومع ذلک ، أشار الکثیرون إلى ان نوعیه التعلیم مهمة بقدر أهمیه زیادة عدد الطلاب الدولیین ، وفی 2001 وضعت الحکومة خطه ' العالمیة 30 ' الرامیة إلى تحویل 30 جامعه إلى مؤسسات للتعلیم العالی علی المستوی العالمی. وعلاوة علی ذلک ، حددت الحکومة فی 2008 هدفا یتمثل فی اجتذاب 300.000 من طلاب الجامعات الدولیة بحلول العام 2020 (Yonezawa, 2011). . وبالتالی  رکزت جهود الیابان علی زیادة عدد الطلاب فی الخارج ، مع القیام فی الوقت نفسه بتحسین نوعیه الخدمات التعلیمیة المقدمة.

کما تعتزم أداره جامعه طوکیو استحداث  تقسیم السنه الدراسیة إلى 4 فترات حیث کل فصل شهرین. وکما تخطط بعض الجامعات الیابانیة للتحول فی المستقبل القریب إلى استحداث  طرق جدیده لتنظیم الفصول الدراسیة ، التی یتوقع ان تبدا فی الخریف (بدلا من الربیع). وهذه محاولة للمواءمة بین التقدم المحرز فی السنه الدراسیة الیابانیة والکلیات الأجنبیة بهدف إعداد جیل من الخریجین ذوی التوجه العالمی. ومن المتوقع ان یساعد الانتقال من بدایة العام الدراسی إلى الانخفاض فی جذب المزید من الطلاب الأجانب ، حیث ان أکثر من 70% من الکلیات حول العالم تبدا السنه الدراسیة بین سبتمبر وأکتوبر.

کما تتوقع الحکومة الیابانیة زیادة فی عدد الطلاب الیابانیین الملتحقین بالدراسة                    فی الخارج ، على الرغم من وجود عوائق بسبب حاجز اللغة فلقد أشارت الدراسات ان ما نسبته 3% فقط  من سکان الیابان یجیدون الإنجلیزیة  بطلاقه،  والان یصل عدد الکلیات التی                     تقدم تعلیما للطلاب الأجانب حوالى 20% من الکلیات الیابانیة ، بإجمالی  53 تخصص                  ( Ministry of Education, Culture ,Sports ,Science and Technology,2017)

ونتیجة للجهود التی بذلتها الحکومة الیابانیة والجامعات لضمان التنفیذ الفعال المشاریع الخاصة بتدویل التعلیم العالی بالیابان  فقد ارتفع  أعداد الطلاب الأجانب فی الیابان من 140,000 إلى 200,000 بحلول  2015.  وعلى الرغم من ارتفاع تلک النسبة إلا انه من الملاحظ ان 45% من الطلاب الأجانب کانوا من الصین  مما یمثل اختلال فی توزیع الطلاب الأجانب. ومن أجل تحقیق التنوع الحقیقی فی عدد الطلاب الذین سیساهمون فی تحسین القدرة التنافسیة العالمیة للجامعات الیابانیة  حاولت الحکومة الیابانیة اجتذاب الطلاب لیس من أسیا فقط بل من جمیع أنحاء العالم .

فی حین قام معهد البحوث للتعلیم العالی فی جامعه هیروشیما الیابانیة بتنفیذ دراسة استقصائیة على عینة شملت  744  من القادة الجامعیین المسؤولین عن الأنشطة الدولیة بالجامعات المختلفة  لاکتشاف رؤیة هؤلاء القادة نحو عملیة  التدویل. وکانت من اهم نتائج تلک الدراسة ما یلی (Futao, Huang . 2017)):

  • تعتقد اغلبیه الجامعات الیابانیة حوالى (58.6 فی المائة) بان التدویل  من القضایا الهامة لعملیة التقدم والرقی بالیابان
  • کما ان أهداف التدویل کما ینظر الیها القادة الجامعیین بالیابان تشمل ' تحسین نوعیه ومستوی البحوث ' (34.3 فی المائة) ، و ' تعزیز هیبة الجامعة وسمعتها '                    (31.4 فی المائة)، و تحسین نوعیه الموظفین ' (30.8 ) فی المائة
  • کما أشارت الدراسة  إلى  ان القطاعین العامین الوطنی والمحلی یهدفان فی المقام الأول إلى تحسین نوعیه البحوث (80.6 فی المائة و 41.7 فی المائة علی التوالی)، فی حین تمثل الهدف الرئیسی للجامعات الخاصة فی تعزیز مکانتها وسمعتها (21.4 فی المائة
  • وعلی الرغم من ان الجامعات الیابانیة تعتبر تدویل التعلیم العالی مفیدا علی ما یبدو ، فأنها تحدد بعض المخاطر المتصلة بهذه العملیة.
  • وفیما یتعلق بالوضع الدولی للجامعات الیابانیة ، فان 54.1 فی المائة من المجیبین یعتقدون ان إنتاجیه البحوث فی الجامعات فی الیابان تمتثل للمعاییر الدولیة ، لکن الجامعات العامة المحلیة غیر متأکدة من ذلک (41.7 فی المائة فقط). ووفقا لأقل من نصف المجیبین ، فان الأنشطة التعلیمیة قد حققت بالفعل المعاییر الدولیة.
  • وعلاوة علی ذلک ، فان تدویل الجامعات الیابانیة ، علی النقیض من بلدان مثل أسترالیا والمملکة المتحدة والولایات الأمریکیة ، یظهر خصائص غیر تجاریه قویه. وهذا واضح بشکل خاص فی حاله الجامعات الوطنیة.
  • وعموما ، فان مستوی تدویل الجامعات الوطنیة اعلی منه فی الجامعات المحلیة العامة أو الخاصة ، ولا سیما فی تحسین نوعیه عملها الأکادیمی وإنتاجیتها البحثیة. وعلی النقیض من ذلک ، یبدو ان الجامعات الخاصة ترکز ترکیزا أکبر علی الأنشطة التعلیمیة الأوسع نطاقا وعلی تسجیل الطلاب فی الخارج علی أساس تجاری.

ووفقا هیتوشی شیزاکی ، رئیس جامعه کیندای ، فی 2015 ، من بین الجامعات التی بلغ عددها 779 فی الیابان ، فان 604 منها کانت خاصه ، مما یدل علی أهمیه دور الجامعات الخاصة فی الیابان. ما هو أکثر من ذلک ، ثلاثة أرباع طلاب الجامعة الیابانیة           (حوالی 2,100,000) حضور الجامعات من هذا النوع. وتمیل بعض المؤسسات التعلیمیة الخاصة إلى الشعور بقدر أکبر من المسؤولیة عن توفیر التعلیم العالی الجودة والمهارات الاجتماعیة التی سیحتاجها الخریجون للنجاح والعمل بفعالیة فی المجتمع .

4. اهداف التدویل فی الیابان

یتمثل الهدف الأساسی للتدویل من المنظور الیابانی فی التأکید على الهویة الوطنیة، حیث تستخدم مؤسسات التعلیم العالی الیابانیة التدویل من أجل دعم الهویة الیابانیة، ولیس من أجل تحقیق الشهرة حول العالم، فعلى الرغم من الرغبة المخلصة لکثیر من الیابانیین فی التدویل، إلا أن التدویل لیس غایة فی حد ذاته أکثر منه وسیلة لتحقیق أهداف أخرى، وبالفعل یتضح من تحلیل مصطلح التدویل المستخدم فی الکتابات الیابانیة أنه یرکز على التمسک بالهویة الوطنیة  (Kolesova 2011,59)ویکشف ماسکو (Masako 2006, 650)، عن أهداف أخرى للتدویل بقوله إن السیاسة الیابانیة فی مجال تدویل التعلیم العالی تهدف إلى إیجاد نفوذ اقتصادی وثقافی وسیاسی فی دول العالم، خاصة فی دول جنوب شرق آسیا.

5. السیاسات الوطنیة لتدویل التعلیم العالی  فی الیابان

تعد الیابان واحده من البلدان الأکثر نموا من الناحیة الاقتصادیة فی العالم ، حیث یحتل حجم الاستثمار فی التعلیم فی الیابان  فی المرتبة الثانیة والثالثة علی الصعید العالمی. وتعمل الیابان على اجتذاب مستمر الطلاب  الأجانب للحصول على تعلیم عالی ذو جودة عالیة.

کما تعمل وزارة التعلیم والثقافة والریاضة والعلوم والتکنولوجیا فی الیابان  باستخدام الحق القانونی فی التأثیر علی اللوائح التنظیمیة للجامعات والکلیات فی الدولة حیث تساهم الوزارة فی تقییم جودة التعلیم الذی تقدمه هذه المؤسسات التعلیمیة استنادا إلى معاییر الجامعة ومعاییر الکلیات التی أنشأتها. وتحدد هذه المعاییر المتطلبات الرئیسیة فیما یتعلق بتنظیم عمل الجامعات، واختیار الطلاب، ومؤهلات الموظفین، ونسب الطلاب والموارد البشریة، وتسجیل المناهج، ومتطلبات التخرج،  وتنظیم أداره الکلیة.

ومن الجدیر بالذکر ان تدویل مؤسسات التعلیم العالی فی الیابان بدأ خلال المراحل المبکرة من بناء التعلیم الحدیث فی الیابان، باستقطاب العدید من الأساتذة الأجانب من مختلف الدول الغربیة، وإرسال الطلاب الیابانیین للدراسة بالخارج، ولکن بعد فترة وجیزة تم استبدال هؤلاء الأساتذة الأجانب بأکادیمیین یابانیین کانوا قد درسوا فی الدول الغربیة، وفی عام 1953 شرعت الحکومة الیابانیة فی برنامج المنح الدراسیة للطلاب الأجانبForeign Student Scholarship Programخاصة طلاب جنوب شرق آسیا والشرق الأوسط، کما عمدت الحکومات الیابانیة المتتابعة على أهمیة قضیة تدویل التعلیم العالی فلقد بدأت تلک الخطط لقبول الطلاب الدولیین بخطة 1983 وذلک لاستقبال مائة الف طالب اجنبی ثم خطة 2008 لقبول 300 الف طال دولی تلیها مشروع تعزیز تدویل الجامعات من عام (2009-2013)                 باسم مشروع الجامعة العالمیة کما وقعت الحکومة مشروع تبادل الطلاب وأعضاء هیئة التدریس مع عدد  من الدول عام 2011 تلى ذلک مشروع اذهب إلى الیابان عام 2012م                    ( Ministry of Education, Culture ,Sports ,Science and Technology,2017)

کما عمدت الحکومة الیابانیة  تعزیز التدویل من خلال توفیر تعلیم عالی الجودة وبیئة تسمح للطلاب الیابانیین والدولیین بتحفیز التواصل بحریة والتعاون مع بعضهم البعض.  ومن الأمثلة الجیدة على البرامج التی تشجع التدویل من أجل البقاء فی السباق العالمی فی مجال التعلیم العالی مشروعG30 وبرنامج TRANS.

حیث تم إطلاق مشروعG30فی عام 2009 من قبلMEXTمع ثلاثة عشر جامعة مختارة تعمل کجامعة أساسیة لاستضافة وتعلیم الطلاب الدولیین. لجذب الطلاب الدولیین للدراسة فی الیابان ، قدمت الحکومة والجامعات الأساسیة دورات دراسیة باللغة الإنجلیزیة.  حیث کان المفهوم الرئیسی الذی طرحته تلک الجامعات  "مفهوم الجامعة المفتوح" ، الذی یهدف إلى تطویر الموارد البشریة القادرة على العمل فی انسجام مع الناس فی جمیع أنحاء العالم ، وإنشاء مراکز عالمیة للتعلیم والبحث المناسب لضمان جودة التعلیم على المستوى العالمی

 حیث یتم تدریس جمیع برامجG30 بالکامل باللغة الإنجلیزیة وتوفیر دعم شامل للطلاب مثل تدریب اللغة الیابانیة ومجموعة واسعة من المنح الدراسیة.  فی حین ان برنامج ترانس أوروبا شرق آسیا للتعلیم من أجل التنمیة العالمیة فی العلوم الإنسانیة والاجتماعیة والذی تم إطلاقه فی عام 2011. ویهدف إلى:

تعزیز التوسع العالمی للجامعات الیابانیة من خلال بناء شبکة للتعلیم العالی عبر آسیا والولایات المتحدة وبلدان أخرى ، والسعی من أجل ضمان الجودة فی التعلیم العالی فی إطار دولی من أجل تعزیز الموارد البشریة القادرة على العمل فی مجال عالمی المجتمع وکذلک قبول الطلاب الدولیین من الناحیة الاستراتیجیة ووضع الترکیز على المساعدات المالیة للمشاریع التی تجری عملیات التبادل من خلال التعلیم التعاونی بین الطلاب الیابانیین والطلاب الدولیین. (جامعة واسیدا 2012: 1 ؛  MEXT 2012)

بالإضافة إلى ذلک ، قامت الیابان بدور هام فی إنشاء الشبکات الدولیة لضمان الجودة ووضع المبادئ التوجیهیة لمنظمه التعاون والتنمیة  الاقتصادیة ومنظمة والیونسکو لضمان الجودة فی التعلیم عبر الحدود. وتقوم الیابان الآن بدور نشط فی برامج مراقبه الجودة المنفذة فی جمیع أنحاء دول المنطقة  . ومن کل ما سبق من خطط وبرامج یتضح لنا أن التدویل قضیة مهمة فی التعلیم العالی فی الیابان ویحتل مکانة فی برامج الحکومة الیابانیة .

السیاق الثقافی لقضیة تدویل التعلیم العالی  فی الیابان

وکما حدث فی کوریا فان ألازمه الدیموغرافیة أثرت أیضا علی النظام التعلیمی فی الیابان. فقد أدی ارتفاع تکالیف التعلیم على الأسر الیابانیة فی انجاب طفل أو اثنین على الأکثر لتتمکن من تحمل نفقات تعلیمهم  . کما أدت ممارسات الاختبار والامتحانات الصارمة فی البلد إلى عواقب مماثله کما فی کوریا.

وتجدر الإشارة أیضا إلى ان الأجانب یترددون فی المجیء إلى الیابان ، وهو ما یرجع أساسا إلى خصوصیات نظام التعلیم فی البلد وصعوبة العثور علی وظیفة بعد التخرج. أما الیوم فیوجد حوالی 43,000 یابانی للحصول على التعلیم بالولایات المتحدة  ، فی حین ان هناک فقط 1,192  من الأمیرکیین الذین یدرسون فی الیابان. ومن بین الأسباب الرئیسیة الکامنة وراء ذلک الضعف الملموس فی مواقف التعلیم العالی الیابانی فی السوق الدولیة ، فضلا عن استمرار الیابان فی الحفاظ علی التعلیم الموحد. والواقع انه حتى فی الوقت الحاضر ، لن تشرف وزاره التعلیم الیابانیة بسهوله علی النتائج الدراسیة التی یتم القیام بها فی الخارج. فحتى بعد الانتهاء من برنامج الدراسة والعودة إلى الوطن ، فإذا لم یکن هناک وثیقة تشهد علی ان هذه النتائج الدراسیة تتطابق مع المناهج الدراسیة الیابانیة فإنها لن تعترف بها الوزارة .

وحتى الوقت الراهن لا تزال الحکومة الیابانیة حذره من إمکانیة ان یؤدی التدویل إلى تدمیر نموذج التعلیم الیابانی. بل ان هذه الشکوک تترجم إلى مقترحات بشان "إغلاق الحدود" والبدء فی تنفیذ سیاسة "حمائیة" فیما یتعلق بالجامعات الیابانیة. ولکن نظرا لان الیابان  تعانی حالیا من الرکود الدیموغرافی ، وزیادة عدم الاستقرار المالی ، والاستقلال المتزاید لکلیات الدولة ، کما ان هناک المزید من الترکیز علی الأهداف الأخرى ، مثل تلک المرتبطة بترتیب الکلیات الیابانیة فی الترتیبات  القیادیة علی الصعید العالمی ، بما فی ذلک من خلال تدویل التعلیم الوطنی ، فضلا عن مساعده کلیات الدولة علی تحقیق الاستقرار الاقتصادی والنمو

خامسا : أوجه الشبة والاختلاف فى تدویل التعلیم العالی فى کل من الیابان وکوریا الجنوبیة فى ضوء القوى والعوامل الثقافیة 

لتناول أوجه الشبة والاختلاف بین کوریا الجنوبیة والیابان یجدر تناول العناصر الأتیة

1. الترتیب العالمی  للتعلیم العالی فی  کوریا الجنوبیة والیابان

وباستقراء الجدول رقم (7)  یمکن القول بان الیابان قد تفوقت - ظاهریا طبقا للإحصائیات-  على کوریا الجنوبیة  فى إعداد الجامعات التی حصلت على الترتیب فى افضل خمسة مائة جامعة  ففی عام 2015 حصلت 44 جامعة على افضل خمسة مائة جامعة وفى عام 2016 کانت 48 جامعة وفى عام 2017 حصلت 45 جامعة , إما فی کوریا الجنوبیة فقد حصلت 26 جامعة فى عام 2015 وکانت نفس النتیجیة عام 2017م .

جدول (7) یوضح ترتیب الجامعات الکوریة والیابانیة من عام (2015-2017)

Japan

South Korea

 

2017        2016         2015

2017     2016         2015

 

0

0

0

0

0

0

Top20

3

4

4

0

0

0

Top100

7

3

7

1

3

1

Top200

9

2

6

6

6

5

Top300

9

3

9

7

9

8

Top400

17

6

18

12

11

12

Top500

19

0

0

16

0

0

Top501-800

ولکن اذا تم حساب نسبة  الجامعات التی جاءت  فى الترتیب  العالمی على أعداد الجامعات الموجودة بکل بلد سوف یتضح ما یلی ان أعداد الجامعات فى الیابان 979  وبالتالی فان نسبه تلک الجامعات تبلغ 5.1 % أما بالنسبة إلى کوریا الجنوبیة فان أعداد الجامعات بها 375 جامعة  وبالتالی فان نسبة الجامعات التی جاءت فى الترتیب العالمی 7.2% من المجموع الکلى لأعداد الجامعات .

2. سمات التعلیم العالی  فی کوریا الجنوبیة  والیابان

تتشابه کل من کوریا الجنوبیة والیابان فی هیکل النظام التعلیمی بهاما حیث یتکون النظام التعلیمی فی کوریا  الجنوبیة  والیابان من ثلاث مراحل أساسیة : التعلیم الابتدائی العام ، والتعلیم الثانوی ، والتعلیم العالی. بمعنی انهما یسیران  على نظام 6-3-3-4  بمعنى ست سنوات من المدرسة الابتدائیة ، ثلاث سنوات من المدرسة المتوسطة  ، ثلاث سنوات من المدرسة الثانویة العلیا وأربع سنوات من الکلیة. کما یتشابها فى مدة التعلیم الإلزامی فى کل منهما حیث تصل إلى تسع سنوات وذلک بنهایة التعلیم الثانوی الدنیا .

کما یتشابها فی ان مرحلة التعلیم العالی والجامعی لیست من بین مراحل التعلیم الإلزامیة  ولیست مجانیة فی الدولتین , إلا ان طموح المتقدمین للتعلیم العالی والجامعی بالیابان وکوریا الجنوبیة للوصول إلى الکلیات المرموقة  یرجع إلى حقیقة ان هذه هی الطریقة الوحیدة للحصول على اکبر استفادة علمیة  ، لأن التحصیل فی الکلیات المرموقة قد تکون افضل عشر مرات من الذهاب إلى جامعات عادیة کما أنها تتیح فرص التوظیف بعد التخرج مباشرة

کما یتشابها فی نوعیة مؤسسات التعلیم العالی والجامعی بهما , حیث یوجد بالیابان  ثلاثة أنواع رئیسیه من الجامعات: الوطنیة والحکومیة والخاصة. وعدد من الکلیات التکنولوجیة , فی حین تتمثل  مؤسسات التعلیم العالی کوریا فی ثلاثة أنماط( المدارس العلیا والکلیات المتوسطة والجامعات). بالإضافة إلى وجود عدد من الکلیات الفنیة والمهنیة

کما یتشابها فى ان کلا الشعبین الکوری والیابان یعدان بحق  من ضمن أکثر الشعوب الکادحة والمثابرة فی العالم. وتبذل الدولتین  کل ما فی وسعهما لإعداد وتهیئة  راس المال البشری القادر علی المنافسة عالمیا بهدف إنعاش اقتصادهما

فی حین یلاحظ ان اهم ما یمیز نظام التعلیم الیابانی ترکیزها على التربیة الأخلاقیة والاجتماعیة والتعلیم الفکری التی تسیر جنبا إلى جنب ، ولهذا السبب یتسم النظام  التعلیمی فی الیابان بتنظیم خاص لعملیه التعلیم  من حیث وجود امتحانات صعبه ، وانضباط صارم ، وعقلیه واحده , کما یلاحظ مدى اختلاف الیابان فی  معاناة  الطلاب من الاختبارات والتی تعانی منها فی جمیع المراحل الدراسة ، وهذا ما یمیز التعلیم الیابانی عن باقی أنظمة التعلیم بدول العالم  فی حین یرکز النظام التعلیمی فی کوریا الجنوبیة على تعلم اللغة الکوریة واللغة الإنجلیزیة  والریاضیات وهى المواد التی یتم بناء علیها الالتحاق بالتعلیم العالی والجامعی .

3. سمات تدویل التعلیم العالی فی  کوریا الجنوبیة والیابان

من خلال معرفة أوجه الشبة بین کل من الیابان وکوریا الجنوبیة فی سیاستها تجاه قضیة تدویل التعلیم العالی یلاحظ تشابه الدولتین فی بدایة التطور الکبیر لقضیة التدویل وذلک بظهور العولمة والتغیرات العالمیة المعاصرة ، والتطلع المتزاید للجامعات الیابانیة والکوریة  إلى الحصول علی مرکز عالمی ، والکساد الدیموغرافی فی کلا من الیابان وکوریا الجنوبیة ,جعلت من قضیة تدویل التعلیم أمرا لا مفر منه لکل من الدولتین وعلى الرغم من ذلک فان قضیة تدویل التعلیم العالی فی الیابان کانت أبطأ مما کانت علیه فی کوریا الجنوبیة .

وذلک على الرغم من ان الیابان  بدأت عملیه تدویل التعلیم العالی فی وقت أبکر بکثیر مما کانت علیه فی کوریا ، ولکنها کانت تسیر بخطی بطیئة عن کوریا  ، ویرجع ذلک أساسا إلى ان الطلاب  الیابانیین کانوا مترددین تماما فی الدراسة فی الخارج ،  فی حین ان الطلبة الأجانب بدورهم یعزفون عن الدراسة فی الیابان بسبب ارتفاع تکالیف الدراسة والصعوبات فی الحصول علی العمل وصعوبة الدراسة باللغة الیابانیة .

وبالرغم من ان الیابان کانت من أوائل الدول الشرقیة التی بدأت فی تنفیذ تدویل التعلیم العالی. وعلی الرغم من استخدام مجموعه متنوعة من البرامج ، فان الیابان  کانت دائما متواضعة من حیث تبادل الطلاب الدولیین. حیث تم ملاحظة ان هناک  نقصا کبیر للکلیات الیابانیة فی قضیة تدویل التعلیم العالی , ومحدودیة تدفقات الطلاب ومعظمها تنقل فی اتجاه واحد فالطلاب الیابانیین لا یحتاجون حقا لمغادره بلادهم إلى بلد  آخر من أجل الحصول علی تعلیم عالی الجودة، والحصول علی وظیفة مرموقة  ، لأنها یمکن ان تحصل علی کل ذلک فی بلدهم ، حیث ان معظم الخریجین  مضمون الحصول على وظائفهم بعد التخرج  . وما یبدو ان المشکلة هنا هی ان العدید من الطلاب الیابانیین قد لا یندمجون تمام فی المجتمع العلمی العالمی ، الأمر الذی قد یعزل الیابان بالفعل عن بقیة العالم التی تسیر قدما. وفی محاولة لتعزیز الحرکة الطلابیة الدولیة  مره أخرى فی 1983 اعتمدت الحکومة الیابانیة خطه تهدف إلى زیادة التبادل الأجنبی .

کما تتشابه الدولتین کوریا الجنوبیة والیابان فى باهتمامهما الکبیر  بقضیة  التدویل ولذلک عمدت الحکومة فی کوریا الجنوبیة إلى إعلان العدید من الاستراتیجیات الخاصة بزیادة أعداد الطلاب الأجانب إلى 200 الف طالب اجنبی خلال عام 2023م  مثلما حدث فی الیابان من بدایة 1983 اعتمدت الحکومة الیابانیة خطه تهدف إلى زیادة التبادل الأجنبی وما بعدها من خطط والتی تعمل على تخفیف الإجراءات المتعلقة بقبول الطلبة الأجانب وتعزیز طرق تدریس باللغات الأجنبیة ؛ مع تعزیز تعلیم اللغة الیابانیة للطلبة الأجانب

إلا ان کوریا الجنوبیة تختلف عن الیابان فی سیاستها تجاه التدویل ومن اهم الإجراءات التی عمدت الیها کوریا الجنوبیة لتطویر عملیة التدویل ومنها فتح أقسام  جدیده وإطلاق مناهج دراسیة جدیده موجهه للطلبة الأجانب بصفة خاصة کما قدمت الدعم لتوظیف الطلاب الأجانب المتخرجین من الکلیة والمقیمین فی البلد مع التخفیف من الشروط اللازمة للحصول علی تأشیره الکوریة ؛ والتوسع فی  برامج اللغة الإنجلیزیة ، وخاصه فی مجال العلوم الدقیقة ، مثل التکنولوجیا العالیة ، والهندسة ، والریاضیات ؛ وتقود کوریا حالیا الطریق فی تنفیذ التعلیم باللغة الإنجلیزیة  فی الکلیات ، ویجری حالیا تدریس ثلث جمیع الدورات بالإنجلیزیة. وکجزء من سیاسة کوریا بشان اجتذاب الطلاب الأجانب ، تقدم لهم الحکومة منحا أکادیمیة خاصه وتقدم لهم الدعم المالی. والمنح الدراسیة المقدمة فی معظم الکلیات الکوریة تمکن الطلاب الأجانب من دفع تکالیفهم الدراسیة بأنفسهم. وحالیا ، یحضر الکلیات الکوریة طلاب من اکثر من مائة دولة حول العالم والذین یمثلون حالیا 5% من مجموع سکان البلد .

فی نفس الوقت تبدو الیابان متخلفة عن رکب العولمة  ویرجع ذلک جزئیا إلى موقفها المتساهل إزاء تعلم اللغات الأجنبیة الذی یضع الیابانیین فی وضع غیر مناسب  علی الساحة العالمیة.  حیث یعتقد الطلاب الأجانب  ان الجامعات فی الیابان غیر مستعدة  للتعامل مع الاتصالات العالمیة علی المستوی المناسب ، مما حدا بالوزارة إلى وضع برامج تدریسیة باللغة الإنجلیزیة فی مشروعها لتعزیز عملیة التدویل حیث قامت  ثلاث عشره جامعه مشترکه فی المشروع بوضع برامج للحصول علی الدرجات العلمیة باللغة الإنجلیزیة لتشجیع الطلاب الأجانب علی الدراسة فی الیابان. إلى جانب ذلک ، تنمیة قدرات الطلاب الیابانیین اللغویة ، والإبداعیة  ، لیتمکنوا من  التواصل مع نظرائهم الأجانب

کما تتشابه کل من الیابان وکوریا الجنوبیة فی  دول الطلاب الأجانب  التی یتم تدویل التعلیم العالی معها حیث یمکن ملاحظة ان معظم طلاب الأجانب القادمین  للدولتین من الدول الأسیویة وبصفة خاصة من جمهوریة الصین الشعبیة والذین بلغوا  76% من نسبة الطلاب الأجانب , وفى المقابل نجد ان نسبة الطلاب الصینیین بالیابان کانت 45% من                    الطلاب الأجانب

4. اهداف التدویل

من خلال عرض لاهداف تدویل التعلیم العالی فی کل من الیابان وکوریا الجنوبیة یمکن ملاحظة مدى الاتفاق فی اهدافها حیث ترکز کل من الدولتین على تعزیز الهویة الوطنیة للدولتین على الرغم من اختلافهما فی تحقیق ذلک حیث یلاحظ ان الکوریین اکثر انفتاحا على العالم من الیابانیین الذین لدیهم تحفظ تجاه قضیة التدویل .

5. السیاسات الوطنیة لتدویل التعلیم العالی  فی کوریا الجنوبیة والیابان

تتشابه کوریا الجنوبیة والیابان فی تدخل الحکومات فی شؤون سیاستها تجاه قضایا التدویل للتعلیم العالی والجامعی  إلا انهما یختلفان فی الجهات التی تتولى ذلک , حیث تقوم تعمل وزارة التعلیم والثقافة والریاضة والعلوم والتکنولوجیا فی الیابان  باستخدام الحق القانونی فی التأثیر علی اللوائح التنظیمیة للجامعات والکلیات فی الدولة , بالإضافة إلى ذلک ، قامت الیابان بدور هام فی إنشاء الشبکات الدولیة لضمان الجودة ووضع المبادئ التوجیهیة لمنظمه التعاون والتنمیة  الاقتصادیة ومنظمة والیونسکو لضمان الجودة فی التعلیم عبر الحدود. وتقوم الیابان الآن بدور نشط فی برامج مراقبه الجودة المنفذة فی جمیع أنحاء دول المنطقة  .

 فی حین تساهم عدد من الوزرات فی  الحکومة کوریا الجنوبیة فی قضیة تدویل التعلیم مثل  وزارة التعلیم الوطنیة ووزاره العمل ووزاره التجارة والصناعة والطاقة

6. السیاق المجتمعی لتدویل التعلیم العالی

من منطلق التقالید الکونفوشیة التی تشدد علی التطلع إلى التعلم ، وتشجع علی احترام المتعلمین فی المجتمع ، وتربط وضع أفراد المجتمع الکوری بمستوی تعلیمهم ، فان کل أسره کوریة تسعی جاهده لضمان أفضل التعلیم لأطفالهم  وعلی استعداد للاستثمار الباهظة  فی تنمیتهم ،  ونظرا للمبالغ الباهظة فی المصروفات التعلیمیة لا تستطیع معظم الأسر على تحمل نفقات کل أبنائها وبالتالی یکتفون بطفل واحد لکل أسرة مما اسفر عن أزمه دیمغرافیة عمیقة ، والتی أثرت بشکل مباشر على النظام التعلیمی 

کما أسهم النمو الهائل للاقتصاد الکوری إسهاما کبیرا فی القیمة التی یضعها الکوریون فی التعلیم العالی. وفی السنوات ال 25 الماضیة ، حقق البلد معدل عائد مرتفع بصوره غیر عادیة من الاستثمارات التعلیمیة ، ، هناک قسط کبیر ومتزاید من الأجور المرتبطة بالحصول علی تعلیم عال فی کوریا. ففی 2007، علی سبیل المثال، یکسب خریجو الکلیات ما یصل إلى 2.5 مره أکثر من زملائهم الحاصلین علی درجه التعلیم الثانوی. ومع التصنیع السریع للبلاد ، فان سوق العمل فی کوریا مجزاه إلى حد کبیر علی أساس الخلفیة التعلیمیة. وعلی هذا النحو ، یعتبر الحصول علی التعلیم العالی أمرا أساسیا لدخول سوق العمل الأولیة. ونتیجة لهذه العلاقة جزئیا ، الإضافة إلى تقالید الکونفوشیوسیة ، یرتبط التعلیم بمراکز السلطة والنفوذ: فالخریجون من عشر جامعات رئیسیه لهم قرابة ثلاثة أرباع المناصب الحکومیة الرفیعة المستوی

وکما حدث فی کوریا فان ألازمه الدیموغرافیة أثرت أیضا علی النظام التعلیمی فی الیابان. فقد أدی ارتفاع تکالیف التعلیم على الأسر الیابانیة فی انجاب طفل أو اثنین على الأکثر لتتمکن من تحمل نفقات تعلیمهم  . کما أدت ممارسات الاختبار والامتحانات الصارمة فی البلد إلى عواقب مماثله کما فی کوریا.

کما ان القوى السیاسیة المحافظة  فی الیابان حذره من إمکانیة ان یؤدی التدویل إلى تدمیر نموذج التعلیم الیابانی  بل تعدت هذه الشکوک  فی طرح مقترحات بشان "إغلاق الحدود" والبدء فی تنفیذ سیاسة "حمائیة" فیما یتعلق بالجامعات الیابانیة .

کما تتشابه الدولتین فی وجود الأزمات الاجتماعیة والمسبب لها نظامهما التعلیمی , فلقد أدی النمو فی قطاع التعلیم فی کوریا  الجنوبیة والیابان إلى ما یسمی ب "حمی التعلیم" ، التی أضرت بالطلاب فی شکل استمرار الاکتئاب والحمل المعنوی الزائد على کاهل الطلاب  وبالرغم من ذلک تبذل الحکومتین الیابانیة والکوریة لحل مثل تلک الأزمات التعلیمیة

سادسا : الإجراءات المقترحة  لتطبیق تدویل التعلیم العالی بجمهوریة مصر العربیة فى ضوء الاستفادة من الخبرات الأجنبیة

فی ضوء التحلیل المقارن لتجربتی کوریا الجنوبیة والیابان یسعى الباحث الى وضع مجموعة من المقترحات التی یمکن ان تساعد مؤسسات التعلیم الجامعی فی قضیة التدویل , وذلک بالاستفادة من خبرة کوریا الجنوبیة والیابان  فمن خلال عرض أوجه الشبة والاختلاف بین الدولتین یمکن ان نستنتج ما یلی :

  • ان عملیه تدویل التعلیم فی کل من کوریا والیابان تکتسب زخما متزایدا, والأسباب تکاد تکون متشابه إلى حد کبیر والمتمثلة فی العولمة والتغییرات الدیموغرافیة. غیر ان هناک بعض الاختلافات فی الطریقة التی تسیر بها عملیه التدویل فی البلدین ، مثل حقیقة انه فی کوریا تعطی تطویر المحتوى العلمی للطلاب الدولیین قدرا اکبر من الجامعات الیابانیة فی حین تهتم الجامعات الیابانیة  بتطویر الإجراءات التنظیمیة للتعلیم الجامعی
  • تقوم الدولة فی کوریا الجنوبیة بمسئولیاتها الکاملة تجاه الجامعات الکوریة ، فی حین ان نموذج التدویل الحالی للیابان یمر بمرحله انتقالیه حیث یتم  تحول تدریجی یحدث فی  الإجراءات الحکومیة تجاه تدویل التعلیم العالی بالجامعات وذلک من منطلق إعطاء الجامعات الحریة فی التصرف فی إدارة شؤونها
  • تمر کلا الدولتین بکساد دیموغرافی ، والذی إذا لم یعالج الآن ، فانه قد یؤدی إلى فجوة کبیرة  بین عدد أماکن الطلاب التی تخصصها الجامعات والطلاب المرتقبین الذین یتوقع منهم ملء تلک الأماکن.
  • شارک کلا البلدین بنشاط فی وضع برامج مختلفة تهدف إلى تطویر نظام التعلیم العالی وتعزیز قدرته التنافسیة. وکانت نتائج هذه المشاریع مثیره للإعجاب ، ولا سیما فی کوریا الجنوبیة ، التی أحرزت تقدما فی الترتیب العالمی للجامعات فی غضون عقدین فقط. وهذا النجاح الذی حققته الدولتین یجعل من الممکن اعتبار خبراتها وممارساتها المتعلقة بتدویل التعلیم الجامعی جدیرة باعتبارهما تجارب رائدة فی ذلک المجال والتی یمکن الاحتذاء بها فی الجامعات العربیة.
  • ·           کما تتشابه الدولتین فی بعض الإجراءات التی اتبعتها  فی تدویل التعلیم العالی :
  1. فتح أقسام  جدیده وإطلاق مناهج دراسیة جدیده موجهه للطلبة الأجانب علی وجه التحدید  فی الدولتین
  2. تقدیم الدعم لتوظیف الطلاب الأجانب المتخرجین من الجامعات الیابانیة والکوریة  والمقیمین فی الدولتین
  3. تخفیف الشروط اللازمة للدخول الدولتین
  4. تمویل النشاط التسویقی للکلیات الکوریة والیابانیة
  5. التوسع فی  برامج اللغة الإنجلیزیة ، وخاصه فی مجال العلوم الدقیقة ، مثل التکنولوجیا العالیة ، والهندسة ، والریاضیات
  6. استحدثت الدولتین میزة فی قضیة تدویل التعلیم بالنسبة للطلاب الکوریین والیابانیین  ، حیث یمکن لمجموعه من الطلاب ان یتابعوا  دراستهم  لمدة عام دراسی فی کلیة اجنبیه مشهود له بالتمییز وبصفه خاصة بالمملکة المتحدة بالنسبة إلى کوریا الجنوبیة والولایات المتحدة الأمریکیة بالنسبة للیابان  ومعظمهم یبتعث لدراسة اللغة
  7. سن القوانین المتعددة لدعم تدویل التعلیم العالی فی الجامعات العربیة
  8. الدولتین على الاهتمام بدراسة النظم التعلیمیة المتقدمة للاستفادة منها فی تدویل                          التعلیم العالی
  9. اهتمام الدولتین ببرامج التعلیم الإلکترونی وإنشاء الشبکات الدولیة للجامعات

ومن خلال مما سبق  ینمکن استخلاص اهم متطلبات تدویل التعلیم العالی بالجامعات المصریة فیما یلی :

  1. فتح أقسام  جدیده وإطلاق تخصصات دراسیة جدیده موجهه للطلبة الأجانب علی وجه التحدید بالجامعات العربیة
  2. عقد بروتوکولات تعاون بین الدول المستهدفة لاجتذاب أبنائها بشان دعم لتوظیف الطلاب الأجانب المتخرجین من الجامعات العربیة  فی بلدانهم الأصلیة
  3. تخفیف الشروط اللازمة للحصول علی تأشیره دخول البلاد ,و تخفیف الإجراءات المتعلقة بقبول الطلبة الأجانب
  4. إعداد خطة لتمویل تسویق الجامعات وأبحاثها العلمیة فی الدول المستهدف قبول أبنائها للدراسة بجمهوریة مصر العربیة
  5. التوسع فی التدریس  باللغة الإنجلیزیة فی بعض التخصصات الموجهة خصیصا                للطلاب الأجانب
  6. العمل على التوسع فی برامج المنح والبعثات قصیرة المدى للطلاب المصرین قبل التخرج لمتابعة دراستهم لعام دراسی فی الدول المتقدمة
  7. العمل على تزوید المنح الدراسیة المدعومة للطلاب الأجانب المتمیزین للدراسة بالجامعات المصریة والاستفادة منهم فی الأبحاث العلمیة
  8. ضرورة قیام الحکومة المصریة  بتدعیم المتمیزین من الطلاب التابعین للجالیات من مختلف الجنسیات العربیة ( السوریة والعراقیة والیمینة واللیبیة )
  9.  محاولة الاستفادة من دراسة نظم التعلیم فی الدول المتقدمة فی قضیة تدویل التعلیم العالی وبصفة خاصة فی الدول التی تعد حلیفا استراتیجیا لجمهوریة مصر العربیة
  10. ضرورة إعداد البنیة التحتیة المناسبة لبرامج التعلم الإلکترونی وتدعیم الجامعة الافتراضیة المصریة  وإعداد اللوائح والتشریعات القانونیة لمثل تلک البرامج
  11. العمل على إنشاء شبکة دولیة لضمان الجودة وفقا للمبادی الخاصة بمنظمه التعاون والتنمیة  الاقتصادیة ومنظمة الیونسکو لضمان الجودة فی التعلیم عبر الحدود.

 

المراجع

المراجع العربیة

  1. أحمد , سماح محمد سید , التصنیفات العالمیة للجامعات.. نماذج نظریة وتطبیقیة ,الطبعة الأولى , القاهرة , العربی لنشر والتوزیع , 2018م
  2. حسین , رمضان أحمد عید  , السیاسات البحثیة بالجامعات المصریة رؤیة تحلیلیة نقدیة. مجلة دراسات فی التعلیم الجامعی. ع 14 , أبریل 2007
  3. خاطر، محمد إبراهیم عبدالعزیز إبراهیم , تدویل التعلیم : أحد مداخل تحقیق المیزة التنافسیة للجامعات المصریة,دراسات تربویه ونفسیة : مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع87, 2015
  4. خاطر،محمدإبراهیمعبدالعزیزإبراهیم, تدویلالتعلیم : أحدمداخلتحقیقالمیزةالتنافسیةللجامعاتالمصریة ,  دراساتتربویةونفسیة : مجلةکلیةالتربیةبالزقازیقمصر , أبریل , 2015م
  5. 5.                                                  سلیم, رجاءإبراهیم, . سیاسةالابتعاثللخارج, دراسةمقدمةإلىالمؤتمر السنویالثامنعشرللبحوثالسیاسیةالتعلیمالعالیفیمصر: خریطةالواقع واستشرافالمستقبل, المنعقدفیجامعةالقاهرة: مرکزالبحوثوالدراسات السیاسیةفیالفترةمن 62 - 61 فبرایر.2016م
  6. عبدالحافظ، ثروت بن عبدالحمید, الاتجاهات الحدیثة فی تدویل التعلیم الجامعی وإمکانیة الإفادة منها فی مصر, مجلة  التربیة ( جامعة الأزهر ) - مصر , ع167, ج1, 2016
  7. العجمی,محمدحسنینعبده,  التطورالأکادیمیوالإعدادللمهنةالأکادیمیة بالجامعاتالمصریةبینتحدیاتالعولمةومتطلباتالتدویل, مجلةکلیةالتربیة, جامعةالمنصورة, العدد18 ., 2005م
  8. العجمی ، محمد حسنین  " التطور الأکادیمی والإعداد للمهنة الأکادیمیة بالجامعات المصریة بین تحدیات العولمة ومتطلبات التدویل " ، مجلة کلیة التربیة جامعة المنصورة ، عدد 52 ، الجزء الأول ، مایو,2003م
  9. العنزی،سعدعید,تطویر تدویل التعلیم الجامعی السعودی فی ضوء خبرات بعض الدول, مجلة  التربیة ( جامعة الأزهر ) - مصر , ع163, ج2, 2015م
  10. عیداروس،أحمدنجمالدینأحمد, تصورمقترحلإنشاءالوکالةالعربیةلإدارةتدویلالاعتمادالاکادیمی  والمؤسسی لمؤسساتالتعلیمالعالیبالوطنالعربى , دراساتعربیةفیالتربیةوعلمالنفسالسعودیة, ع33 الجزءالاول  2013م
  11. القحطانی،ماجدبنعبدالله, تصورمقترحلتدویلالتعلیمالعالیفیالمملکةالعربیةالسعودیةفیضوءخبرة مالیزیا, رسالةماجستیر ,جامعةجدة, کلیة التربیة , 2017م
  12. الملیجی,رضاإبراهیم,  إدارةالمعرفةکمدخللضمانجودةمؤسساتالتعلیم الجامعی: دراسةحالةعلىجامعةبنها, رسالةدکتوراهغیرمنشورة, قسم التربیةالمقارنةوالإدارةالتعلیمیة, بکلیةالتربیةببنها, جامعةبنها.,2009م
  13. منظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الاقتصادی , مراجعات لسیاسات التعلیم العالی التعلیم العالی فی مصر, ترجمة  البنک الدولی ووزارة التعلیم العالی فی مصر.,2010م
  14. نصر،أمانیمحمدحسن: دراسةمقارنةلبعضالخبراتالأجنبیةفیتدویلالتعلیمالجامعی وإمکانیةالإفادةمنهافیجمهوریةمصرالعربیة،مجلةدراساتفیالتعلیمالجامعی،العددالرابععشر، إبریل 2007
  15. نصر،أمانیمحمدحسن: دراسةمقارنةلبعضالخبراتالأجنبیةفیتدویلالتعلیمالجامعی وإمکانیةالإفادةمنهافیجمهوریةمصرالعربیة،رسالة دکتوراه کلیة التربیة جامعة عین شمس , 2006م  .
  16. هلال، ناجی عبدالوهاب  ,تدویل التعلیم العالی المصرى على ضوء تحدیات العولمة رؤیة مستقبلیة,  مستقبل التربیة العربیة -مصر , مج 19, ع 77, 2012.
  17. هلال،ناجیعبدالوهاب, تدویلالتعلیمالعالیالمصرىعلىضوءتحدیاتالعولمةرؤیةمستقبلیة  , مستقبلالتربیةالعربیةمصر , مج19 , ع 77, ابریل 2012م
  18. وزارةالتعلیمالعالیالمصریة: دراسةتحلیلیةإحصائیةونظریةعنالإدارةالمرکزیةللبعثاتخلالالفترة منعام2002إلىعام2008،الناشرقطاعالشئونالثقافیةوالبعثات،وزارةالتعلیمالعالی،.2010
  19. ویح،محمدعبدالرازقإبراهیم, تصورمقترحلبناءتکتلجامعیعربیفیضوءمتطلباتوتحدیاتتدویلالتعلیم ,  مستقبلالتربیةالعربیة ,-مصر مج19العدد 77 ,ابریل 2012م

 

 

المراجع الأجنبیة

  1. 1.                                                   ALUGHA,How many alphabets does the Japanese language have? Friday, June 16, 2017, Available from (https://alugha.com/article/772805d6-5269-11e7-a6bd-874d63457686?lang=eng)
  2. 2.                                                   Anna Ciccarelli , Grant Kennett , Do partnerships advance internationalisation? . University World News, issue 284, 24 August 2013
  3. 3.                                                   Brandenburg, Torsten , Bridging the knowledge gap: internationalization and privatization of higher education in the State of Qatar and the Sultanate of Oman, Thesis Johannes Gutenberg-University, Mainz, Germany, 2012 https://d-nb.info/1025406613/34
  4. 4.                                                   Cara Jacoby,  Moral Values Education: Characterizing Japan and Norway’s Primary School Curriculum , Master of Philosophy in Comparative and International Education Institute for Educational Research Faculty of Education, UNIVERSITETET I OSLO,  November, 2006,https://www.duo.uio.no/bitstream/handle/10852/30988/CaraxJacoby.pdf?sequence=1
  5. 5.                                                   Carswell,Russell C. 2011.Education in a Competitive and Globalizing World:Attracting International Students for Higher Education,Nova, New York Available from http://libisbn.ru/Attracting-international-students-for-higher-education-or-cRussell-C-Carswell-editor/1/cicgfjb
  6. 6.                                                   Devin Stewart, Japan and education: a victim of its own success?,  Council for Ethics in International Affairs , New York City. December 18, 2016
  7. 7.                                                   Dinesh,Thirupuvanarajah(August 2010).Universities’ Response to Internationalization: Case of University of Twente, is it Truly. International?, Msc in Business Administration (International Management) School of Management and Governance, University of Twente.
  8. 8.                                                   Dondukova N.N. (2014). Elektronnoe obrazovanie (e-learning) v Respublike Koreya [Electronic learning (e-learning) in the Republic of Korea]. Vestnik Buryatskogo Gosudarstvennogo Universiteta, 15: 17–19.
  9. 9.                                                   Doyon, P. (2001). A review of higher education reform in modern Japan. Higher Education, 41, 443-470. http://dx.doi.org/10.1023/A:1017502308832
  10. 10.                                               European University Association , Africa-Europe Higher Education Cooperation for development: meeting regional and global challenges. White Paper. Outcomes and recommendations of the project: “Access to Success: Fostering Trust and Exchange between Europe and Africa“ (2008-2010). / European University Association, Brussels, 2010
  11. 11.                                               Futao, Huang (August 18, 2017 ). How do university leaders view internationalization ? Centre for Global Higher Education . [Online] Available URL: http://bit.ly/HED2Jp1/ [Accessed September 01, 2017]
  12. 12.                                               Global Education at Asia Society South Korean Education Reforms,, Asia Society,Park Avenue,New York,1/1/2018 Available from https://asiasociety.org/global-cities-education-network/south-korean-education-reforms
  13. 13.                                               Global Education at Asia Society, South Korean Education, Asia Society Park Avenue,New York,1/1/2018 from http://asiasociety.org/global-cities-education-network/south-korean-education
  14. 14.                                               Hitoshi Shiozaki) (June 2017). The transition of the Japanese higher education market and the role of private universities. QS Wownews. [Online] Available URL: http://bit.ly/HED2Jp3 /[Accessed September 01, 2017]
  15. 15.                                               Hitoshi Shiozaki, (June 2017). The transition of the Japanese higher education market and the role of private universities. QS Wownews. [Online] Available URL: http://bit.ly/HED2Jp3 /[Accessed September 01, 2017]
  16. 16.                                               Horie, M. (2002). The internationalization of higher education in Japan in the 1990s: A reconsideration. Higher Education, 43(1), 65-84. Available from http://dx.doi.org/10.1023/A:1012920215615 http://www.oph.fi/download/154844_finnish_education_in_a_nutshell_in_arabic.PDF
  17. 17.                                               Hung, F. (2010). Intention of students in less developed cities in China to opt for undergraduate education abroad: Does this vary as their perceptions of the attractions of overseas study change? International Journal of Educational Development, 30(2), 213-233. http://dx.doi.org/10.1016/j.ijedudev.2009.03.003
  18. 18.                                               Internationalisation in European higher education: European policies, institutional strategies and EUA support. / European University Association. Brussels, 2013
  19. 19.                                               Ikuko OKUGAWA , Internationalization of Higher Education in Japan: The Aim and Challenge at the University of Tsukuba, journal or publication title Inter Faculty , volume 5, pp 119-132 , 2014 , URL http://doi.org/10.15068/00143225
  20. 20.                                               Jang, Ji-Yeung , Analysis of the relationship between internationalization and the quality of higher education. /. Thesis, University of Minnesota. 2009
  21. 21.                                               K.G. Krechetnikov a , N.M. Pestereva, A Comparative Analysis of the Education Systems in Korea and Japan, from the Perspective of Internationalization,  European Journal of Contemporary Education, 2017, 6(1)
  22. 22.                                               Ka Ho Mok, Xiao Han, Jin Jiang and Xiaojun Zhang, International and transnational learning in higher education: a study of students’ career development in China,  Centre for Global Higher Education, working paper series, no. 21 June 2017
  23. 23.                                               Kauppi Niilo, Erkkilä Tero. , The Struggle Over Global Higher Education: Actors, Institutions, and Practices. / International Political Sociology [serial online]. September 2011, 5(3), p. 314-326:
  24. 24.                                               Krechetnikov K.G., Pestereva N.M., Rajović G. (2016). Prospects for the development and internationalization of higher education in Asia. European Journal of Contemporary Education, 16(2): 229–238.
  25. 25.                                               Ministry of Education of the Republic of Korea – Ministry of Education of the Republic of Korea. (n.d.). Available from http://english.moe.go.kr/main.do?s=english Ministry of Education… – Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology of Japan. (n.d.). Available from http://www.mext.go.jp/en/
  26. 26.                                               Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology (MEXT), PROMOTING EDUCATIONAL REFORM, the Central Education Council released on December 21, 2015 Available from  (http://www.mext.go.jp/b_menu/hakusho/html/06101913/005.htm)
  27. 27.                                               Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology, Higher Education in Japan, Higher Education Bureau,2009.
  28. 28.                                               Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology, Internationalization of Higher Education in Japan , 27/1/2017, Available from http://www.aieaworld.org/assets/docs/Conference_Materials/2017/Session_Materials/toyo%20waseda%20sophia%20info%20session%20b_presentation%202.pdf
  29. 29.                                               Pinna, Cristina , EU-China Relations in Higher Education: Building Bridges in Global Cultural Dialogue.. Asia Europe Journal. December 2009, 7(3-4), p.505-527
  30. 30.                                               Round table on attracting foreign students. Experts look at ways to entice overseas talent to study in Japan. The Japan Times. A guide to Japanese universities and colleges. [Online] Available URL: http://bit.ly/HED2Jp2[Accessed September 01, 2017]
  31. 31.                                               Shanghai Ranking Consultancy. Academic Ranking of World Universities ، , http://www.shanghairanking.com/ar/World-University-Ranking
  32. 32.                                               Student mobility in progress. / Stolle, Maja. Thesis, European University Viadrina, Frankfurt/Oder and University Istanbul, 2009
  33. 33.                                               The European Education Directory , Finland Higher Education System, European Union 1995-2014 Available from (http://www.euroeducation.net/prof/finco.htm)
  34. 34.                                               The Ministry of Foreign Affairs of Japan, Types of Schools, Study in JAPAN Comprehensive Guide,2018 (http://www.studyjapan.go.jp/en/toj/toj0201e.html)
  35. 35.                                               Tsukada, Hanae, The internationalization of higher education as a site of self-positioning : intersecting imaginations of Chinese international students and universities in Japan, University of British Columbia,2013
  36. 36.                                               U.S. Dept Of Education Study, Japanese Education, savvylearners,2018 Available from (http://members.tripod.com/h_javora/jed2c.htm)
  37. 37.                                               Ulla Mäkeläinen, Efficiency and effectiveness of public expenditure on tertiary education in the EU ANNEX : COUNTRY FICHE FINLAND , Report by the Economic Policy Committee (Quality of Public Finances) and the Directorate-General for Economic and Financial Affairs,2010
  38. 38.                                               United Nations, International Migration Report 2015 Highlights, Department of Economic and Social Affairs, New York, 2016
  39. 39.                                               Yonezawa, A. (2011). The “global 30” and the consequences of selecting “world-class universities” in Japan. In N. C. Liu, Q. Wang, & Y. Cheng (Eds.), Paths to a world-class university: Lessons from practices and experiences. Rotterdam: Sense Publishers.
  40. 40.                                               Butler ,Debra-Ann C.,Comprehensive Internationalization: Examining The What, Why, And How At Community Colleges , A Dissertation Presented to The Faculty of the School of Education The College of William and Mary in Virginia, April 2016 https://publish.wm.edu/cgi/viewcontent.cgi?referer=https://www.google.com.eg/&httpsredir=1&article=1011&context=etd
  41. 41.                                               ZHA, QIANG , Internationalization of Higher Education: towards a conceptual framework ,Policy Futures in Education, Volume 1, Number 2, 2003
  42. 42.                                               Jane Knight, Updating the Definition of Internationalization ,INTERNATIONAL Issues  ,HIGHER EDUCATION,  E-Learning International . no32,2003

 

 

  1.  

    المراجع العربیة

    1. أحمد , سماح محمد سید , التصنیفات العالمیة للجامعات.. نماذج نظریة وتطبیقیة ,الطبعة الأولى , القاهرة , العربی لنشر والتوزیع , 2018م
    2. حسین , رمضان أحمد عید  , السیاسات البحثیة بالجامعات المصریة رؤیة تحلیلیة نقدیة. مجلة دراسات فی التعلیم الجامعی. ع 14 , أبریل 2007
    3. خاطر، محمد إبراهیم عبدالعزیز إبراهیم , تدویل التعلیم : أحد مداخل تحقیق المیزة التنافسیة للجامعات المصریة,دراسات تربویه ونفسیة : مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع87, 2015
    4. خاطر،محمدإبراهیمعبدالعزیزإبراهیم, تدویلالتعلیم : أحدمداخلتحقیقالمیزةالتنافسیةللجامعاتالمصریة ,  دراساتتربویةونفسیة : مجلةکلیةالتربیةبالزقازیقمصر , أبریل , 2015م
    5. 5.                                                  سلیم, رجاءإبراهیم, . سیاسةالابتعاثللخارج, دراسةمقدمةإلىالمؤتمر السنویالثامنعشرللبحوثالسیاسیةالتعلیمالعالیفیمصر: خریطةالواقع واستشرافالمستقبل, المنعقدفیجامعةالقاهرة: مرکزالبحوثوالدراسات السیاسیةفیالفترةمن 62 - 61 فبرایر.2016م
    6. عبدالحافظ، ثروت بن عبدالحمید, الاتجاهات الحدیثة فی تدویل التعلیم الجامعی وإمکانیة الإفادة منها فی مصر, مجلة  التربیة ( جامعة الأزهر ) - مصر , ع167, ج1, 2016
    7. العجمی,محمدحسنینعبده,  التطورالأکادیمیوالإعدادللمهنةالأکادیمیة بالجامعاتالمصریةبینتحدیاتالعولمةومتطلباتالتدویل, مجلةکلیةالتربیة, جامعةالمنصورة, العدد18 ., 2005م
    8. العجمی ، محمد حسنین  " التطور الأکادیمی والإعداد للمهنة الأکادیمیة بالجامعات المصریة بین تحدیات العولمة ومتطلبات التدویل " ، مجلة کلیة التربیة جامعة المنصورة ، عدد 52 ، الجزء الأول ، مایو,2003م
    9. العنزی،سعدعید,تطویر تدویل التعلیم الجامعی السعودی فی ضوء خبرات بعض الدول, مجلة  التربیة ( جامعة الأزهر ) - مصر , ع163, ج2, 2015م
    10. عیداروس،أحمدنجمالدینأحمد, تصورمقترحلإنشاءالوکالةالعربیةلإدارةتدویلالاعتمادالاکادیمی  والمؤسسی لمؤسساتالتعلیمالعالیبالوطنالعربى , دراساتعربیةفیالتربیةوعلمالنفسالسعودیة, ع33 الجزءالاول  2013م
    11. القحطانی،ماجدبنعبدالله, تصورمقترحلتدویلالتعلیمالعالیفیالمملکةالعربیةالسعودیةفیضوءخبرة مالیزیا, رسالةماجستیر ,جامعةجدة, کلیة التربیة , 2017م
    12. الملیجی,رضاإبراهیم,  إدارةالمعرفةکمدخللضمانجودةمؤسساتالتعلیم الجامعی: دراسةحالةعلىجامعةبنها, رسالةدکتوراهغیرمنشورة, قسم التربیةالمقارنةوالإدارةالتعلیمیة, بکلیةالتربیةببنها, جامعةبنها.,2009م
    13. منظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الاقتصادی , مراجعات لسیاسات التعلیم العالی التعلیم العالی فی مصر, ترجمة  البنک الدولی ووزارة التعلیم العالی فی مصر.,2010م
    14. نصر،أمانیمحمدحسن: دراسةمقارنةلبعضالخبراتالأجنبیةفیتدویلالتعلیمالجامعی وإمکانیةالإفادةمنهافیجمهوریةمصرالعربیة،مجلةدراساتفیالتعلیمالجامعی،العددالرابععشر، إبریل 2007
    15. نصر،أمانیمحمدحسن: دراسةمقارنةلبعضالخبراتالأجنبیةفیتدویلالتعلیمالجامعی وإمکانیةالإفادةمنهافیجمهوریةمصرالعربیة،رسالة دکتوراه کلیة التربیة جامعة عین شمس , 2006م  .
    16. هلال، ناجی عبدالوهاب  ,تدویل التعلیم العالی المصرى على ضوء تحدیات العولمة رؤیة مستقبلیة,  مستقبل التربیة العربیة -مصر , مج 19, ع 77, 2012.
    17. هلال،ناجیعبدالوهاب, تدویلالتعلیمالعالیالمصرىعلىضوءتحدیاتالعولمةرؤیةمستقبلیة  , مستقبلالتربیةالعربیةمصر , مج19 , ع 77, ابریل 2012م
    18. وزارةالتعلیمالعالیالمصریة: دراسةتحلیلیةإحصائیةونظریةعنالإدارةالمرکزیةللبعثاتخلالالفترة منعام2002إلىعام2008،الناشرقطاعالشئونالثقافیةوالبعثات،وزارةالتعلیمالعالی،.2010
    19. ویح،محمدعبدالرازقإبراهیم, تصورمقترحلبناءتکتلجامعیعربیفیضوءمتطلباتوتحدیاتتدویلالتعلیم ,  مستقبلالتربیةالعربیة ,-مصر مج19العدد 77 ,ابریل 2012م

     

     

     

    المراجع الأجنبیة

    1. 1.                                                   ALUGHA,How many alphabets does the Japanese language have? Friday, June 16, 2017, Available from (https://alugha.com/article/772805d6-5269-11e7-a6bd-874d63457686?lang=eng)
    2. 2.                                                   Anna Ciccarelli , Grant Kennett , Do partnerships advance internationalisation? . University World News, issue 284, 24 August 2013
    3. 3.                                                   Brandenburg, Torsten , Bridging the knowledge gap: internationalization and privatization of higher education in the State of Qatar and the Sultanate of Oman, Thesis Johannes Gutenberg-University, Mainz, Germany, 2012 https://d-nb.info/1025406613/34
    4. 4.                                                   Cara Jacoby,  Moral Values Education: Characterizing Japan and Norway’s Primary School Curriculum , Master of Philosophy in Comparative and International Education Institute for Educational Research Faculty of Education, UNIVERSITETET I OSLO,  November, 2006,https://www.duo.uio.no/bitstream/handle/10852/30988/CaraxJacoby.pdf?sequence=1
    5. 5.                                                   Carswell,Russell C. 2011.Education in a Competitive and Globalizing World:Attracting International Students for Higher Education,Nova, New York Available from http://libisbn.ru/Attracting-international-students-for-higher-education-or-cRussell-C-Carswell-editor/1/cicgfjb
    6. 6.                                                   Devin Stewart, Japan and education: a victim of its own success?,  Council for Ethics in International Affairs , New York City. December 18, 2016
    7. 7.                                                   Dinesh,Thirupuvanarajah(August 2010).Universities’ Response to Internationalization: Case of University of Twente, is it Truly. International?, Msc in Business Administration (International Management) School of Management and Governance, University of Twente.
    8. 8.                                                   Dondukova N.N. (2014). Elektronnoe obrazovanie (e-learning) v Respublike Koreya [Electronic learning (e-learning) in the Republic of Korea]. Vestnik Buryatskogo Gosudarstvennogo Universiteta, 15: 17–19.
    9. 9.                                                   Doyon, P. (2001). A review of higher education reform in modern Japan. Higher Education, 41, 443-470. http://dx.doi.org/10.1023/A:1017502308832
    10. 10.                                               European University Association , Africa-Europe Higher Education Cooperation for development: meeting regional and global challenges. White Paper. Outcomes and recommendations of the project: “Access to Success: Fostering Trust and Exchange between Europe and Africa“ (2008-2010). / European University Association, Brussels, 2010
    11. 11.                                               Futao, Huang (August 18, 2017 ). How do university leaders view internationalization ? Centre for Global Higher Education . [Online] Available URL: http://bit.ly/HED2Jp1/ [Accessed September 01, 2017]
    12. 12.                                               Global Education at Asia Society South Korean Education Reforms,, Asia Society,Park Avenue,New York,1/1/2018 Available from https://asiasociety.org/global-cities-education-network/south-korean-education-reforms
    13. 13.                                               Global Education at Asia Society, South Korean Education, Asia Society Park Avenue,New York,1/1/2018 from http://asiasociety.org/global-cities-education-network/south-korean-education
    14. 14.                                               Hitoshi Shiozaki) (June 2017). The transition of the Japanese higher education market and the role of private universities. QS Wownews. [Online] Available URL: http://bit.ly/HED2Jp3 /[Accessed September 01, 2017]
    15. 15.                                               Hitoshi Shiozaki, (June 2017). The transition of the Japanese higher education market and the role of private universities. QS Wownews. [Online] Available URL: http://bit.ly/HED2Jp3 /[Accessed September 01, 2017]
    16. 16.                                               Horie, M. (2002). The internationalization of higher education in Japan in the 1990s: A reconsideration. Higher Education, 43(1), 65-84. Available from http://dx.doi.org/10.1023/A:1012920215615 http://www.oph.fi/download/154844_finnish_education_in_a_nutshell_in_arabic.PDF
    17. 17.                                               Hung, F. (2010). Intention of students in less developed cities in China to opt for undergraduate education abroad: Does this vary as their perceptions of the attractions of overseas study change? International Journal of Educational Development, 30(2), 213-233. http://dx.doi.org/10.1016/j.ijedudev.2009.03.003
    18. 18.                                               Internationalisation in European higher education: European policies, institutional strategies and EUA support. / European University Association. Brussels, 2013
    19. 19.                                               Ikuko OKUGAWA , Internationalization of Higher Education in Japan: The Aim and Challenge at the University of Tsukuba, journal or publication title Inter Faculty , volume 5, pp 119-132 , 2014 , URL http://doi.org/10.15068/00143225
    20. 20.                                               Jang, Ji-Yeung , Analysis of the relationship between internationalization and the quality of higher education. /. Thesis, University of Minnesota. 2009
    21. 21.                                               K.G. Krechetnikov a , N.M. Pestereva, A Comparative Analysis of the Education Systems in Korea and Japan, from the Perspective of Internationalization,  European Journal of Contemporary Education, 2017, 6(1)
    22. 22.                                               Ka Ho Mok, Xiao Han, Jin Jiang and Xiaojun Zhang, International and transnational learning in higher education: a study of students’ career development in China,  Centre for Global Higher Education, working paper series, no. 21 June 2017
    23. 23.                                               Kauppi Niilo, Erkkilä Tero. , The Struggle Over Global Higher Education: Actors, Institutions, and Practices. / International Political Sociology [serial online]. September 2011, 5(3), p. 314-326:
    24. 24.                                               Krechetnikov K.G., Pestereva N.M., Rajović G. (2016). Prospects for the development and internationalization of higher education in Asia. European Journal of Contemporary Education, 16(2): 229–238.
    25. 25.                                               Ministry of Education of the Republic of Korea – Ministry of Education of the Republic of Korea. (n.d.). Available from http://english.moe.go.kr/main.do?s=english Ministry of Education… – Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology of Japan. (n.d.). Available from http://www.mext.go.jp/en/
    26. 26.                                               Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology (MEXT), PROMOTING EDUCATIONAL REFORM, the Central Education Council released on December 21, 2015 Available from  (http://www.mext.go.jp/b_menu/hakusho/html/06101913/005.htm)
    27. 27.                                               Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology, Higher Education in Japan, Higher Education Bureau,2009.
    28. 28.                                               Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology, Internationalization of Higher Education in Japan , 27/1/2017, Available from http://www.aieaworld.org/assets/docs/Conference_Materials/2017/Session_Materials/toyo%20waseda%20sophia%20info%20session%20b_presentation%202.pdf
    29. 29.                                               Pinna, Cristina , EU-China Relations in Higher Education: Building Bridges in Global Cultural Dialogue.. Asia Europe Journal. December 2009, 7(3-4), p.505-527
    30. 30.                                               Round table on attracting foreign students. Experts look at ways to entice overseas talent to study in Japan. The Japan Times. A guide to Japanese universities and colleges. [Online] Available URL: http://bit.ly/HED2Jp2[Accessed September 01, 2017]
    31. 31.                                               Shanghai Ranking Consultancy. Academic Ranking of World Universities ، , http://www.shanghairanking.com/ar/World-University-Ranking
    32. 32.                                               Student mobility in progress. / Stolle, Maja. Thesis, European University Viadrina, Frankfurt/Oder and University Istanbul, 2009
    33. 33.                                               The European Education Directory , Finland Higher Education System, European Union 1995-2014 Available from (http://www.euroeducation.net/prof/finco.htm)
    34. 34.                                               The Ministry of Foreign Affairs of Japan, Types of Schools, Study in JAPAN Comprehensive Guide,2018 (http://www.studyjapan.go.jp/en/toj/toj0201e.html)
    35. 35.                                               Tsukada, Hanae, The internationalization of higher education as a site of self-positioning : intersecting imaginations of Chinese international students and universities in Japan, University of British Columbia,2013
    36. 36.                                               U.S. Dept Of Education Study, Japanese Education, savvylearners,2018 Available from (http://members.tripod.com/h_javora/jed2c.htm)
    37. 37.                                               Ulla Mäkeläinen, Efficiency and effectiveness of public expenditure on tertiary education in the EU ANNEX : COUNTRY FICHE FINLAND , Report by the Economic Policy Committee (Quality of Public Finances) and the Directorate-General for Economic and Financial Affairs,2010
    38. 38.                                               United Nations, International Migration Report 2015 Highlights, Department of Economic and Social Affairs, New York, 2016
    39. 39.                                               Yonezawa, A. (2011). The “global 30” and the consequences of selecting “world-class universities” in Japan. In N. C. Liu, Q. Wang, & Y. Cheng (Eds.), Paths to a world-class university: Lessons from practices and experiences. Rotterdam: Sense Publishers.
    40. 40.                                               Butler ,Debra-Ann C.,Comprehensive Internationalization: Examining The What, Why, And How At Community Colleges , A Dissertation Presented to The Faculty of the School of Education The College of William and Mary in Virginia, April 2016 https://publish.wm.edu/cgi/viewcontent.cgi?referer=https://www.google.com.eg/&httpsredir=1&article=1011&context=etd
    41. 41.                                               ZHA, QIANG , Internationalization of Higher Education: towards a conceptual framework ,Policy Futures in Education, Volume 1, Number 2, 2003
    42. 42.                                               Jane Knight, Updating the Definition of Internationalization ,INTERNATIONAL Issues  ,HIGHER EDUCATION,  E-Learning International . no32,2003