الدافعية العقلية لدى الطلبة الموهوبين بمحافظة جدة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

وزارة التعليم، جامعة الباحة، المملکة العربية السعودية

المستخلص

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى الدافعية العقلية لدى الطلبة الموهوبين بمحافظة جدة والفروق في تلک الدرجة تبعاً لمغير الجنس، ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي على عينة تکونت من (400) طالباً وطالبة من الطلبة الموهوبين في منطقة جدة،  تم تطبيق مقياس الدافعية العقلية المطور على البيئة السعودية من قبل القضاة والعسيري (2015)، والذي تکون من (43) فقرة موزعة على ثلاثة أبعاد (التوجه نحو التعلم، حل المشکلات إبداعياً، الترکيز العقلي). أظهرت نتائج الدراسة أن درجة الدافعية العقلية لدى الطلبة الموهوبين بمحافظة جدة کانت متوسطة على المقياس الکلي وعلى جميع الأبعاد الفرعية، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسطات بعدي التوجه نحو التعلم وحل المشکلات إبداعياً والمقياس ککل لدى الطلبة الموهوبين تعزى تعزى لمتغير الجنس ولصالح الإناث.
The study aimed at identify the degree of mental motivation among gifted students, and the effect of study variables (stage, gender) on the degree of mental motivation among study sample, the descriptive approach was used, the study sample consist of (400) gifted students. In order to achieve the study purposes the researcher applied mental motivation scale on students after calculated suitable validity and reliability for them. The results indicated that the degree of mental motivation among the gifted students in Jeddah area was moderate on the total scale and on its dimensions, and the scale as a whole, and there are statistically significant differences in the average of all dimensions and the scale as a whole due to the gender variable in favor of females.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

             کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة

 

 

إعـــداد

حسن عطیة الحمیدی

 وزارة التعلیم، جامعة الباحة، المملکة العربیة السعودیة

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الأول –  ینایر2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

الملخص

          هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة والفروق فی تلک الدرجة تبعاً لمغیر الجنس، ولتحقیق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفی على عینة تکونت من (400) طالباً وطالبة من الطلبة الموهوبین فی منطقة جدة،  تم تطبیق مقیاس الدافعیة العقلیة المطور على البیئة السعودیة من قبل القضاة والعسیری (2015)، والذی تکون من (43) فقرة موزعة على ثلاثة أبعاد (التوجه نحو التعلم، حل المشکلات إبداعیاً، الترکیز العقلی). أظهرت نتائج الدراسة أن درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة کانت متوسطة على المقیاس الکلی وعلى جمیع الأبعاد الفرعیة، ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات بعدی التوجه نحو التعلم وحل المشکلات إبداعیاً والمقیاس ککل لدى الطلبة الموهوبین تعزى تعزى لمتغیر الجنس ولصالح الإناث.

الکلمات المفتاحیة: الطلاب الموهوبین، الدافعیة العقلیة، محافظة جدة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

The study aimed at identify the degree of mental motivation among gifted students, and the effect of study variables (stage, gender) on the degree of mental motivation among study sample, the descriptive approach was used, the study sample consist of (400) gifted students. In order to achieve the study purposes the researcher applied mental motivation scale on students after calculated suitable validity and reliability for them. The results indicated that the degree of mental motivation among the gifted students in Jeddah area was moderate on the total scale and on its dimensions, and the scale as a whole, and there are statistically significant differences in the average of all dimensions and the scale as a whole due to the gender variable in favor of females.

Key words: Gifted students, mental Motivation, Jeddah area.

 

المقدمة:

یعد الطلبة الموهوبین من أهم أسس التقدم الحضاری لمواجهة مشکلات وتحدیات الحیاة واستغلال کافة الثروات الطبیعیة والبشریة، حیث ظهر اهتمام متزاید على استغلال الثروة البشریة، وتنمیة رأس المال البشری لمواجهة ظروف المستقبل المتغیرة، من هنا زاد الترکیز على العنایة بفئة الموهوبین وبالطالب الموهوب، وتوفیر کل السبل والوسائل الفعالة للکشف عن مواهبه وقدراته ورعایتها واستثمارها ( جروان، 2015).

وقد أظهرت نتائج دراسات کل من: ( إبراهیم، 2006؛ والأمیر، 2009؛ و أروان، (Arwan,2010)؛ والقرنی، 2012؛ والشهرانی، 2012). أن الطلبة الموهوبین یکتسبون المعلومات ویحلون المشکلات بطریقة أسرع وأکثر تقدمًا عن نظرائهم الطلبة العادیین، نظراً لما یتمتعون به من نسبة الذکاء المرتفعة والقدرات العقلیة العالیة.

تشیر الدافعیة العقلیة إلى الرغبة العامة لدى الطالب فی المثابرة نحو النجاح، واختیار الأنشطة الهادفة التی یترتب علیها النجاح أو الفشل، ویکتسب الطالب الموهوب ذلک من خلال عملیة التربیة والتعلیم وعوامل البیئة الاجتماعیة التی یتعرض لها فی المدرسة والمجتمع                      (عسکر والقنطار، 2005: 259).

ویتسم الطالب ذو الدافعیة العقلیة المرتفعة بتنمیته لمستویات داخلیة عالیة من الحساسیة للمشکلات، والاستقلالیة، والأداء العالی الذی یتحدى الصعوبات والمعوقات، ویرتبط بمفهوم الطالب عن ذاته، والأهداف المحددة لدیه، والطالب ذو الدافعیة العقلیة المرتفعة لا یحتاج للمساندة الخارجیة أو الثناء الاجتماعی لتحقیق الإنجاز العالی والإبداع (عبد الخالق والنیال، 2002: 383).

        ویواصل الطالب ذو الدافعیة العقلیة أداء الأنشطة الدراسیة والحیاتیة باستمرار طوال حیاته ولا یؤثر علیه الإخفاق فی أی مهمة، بل یکون ذلک دافعاً للوصول إلى غایته ویکون الهدف النهائی هو المحرک الأساسی لأدائه وأنشطته، ولا یستطیع الطالب تحقیق هدفه إلا إذا کانت لدیه قوة عقلیة تدفعه إلى إنجاز تلک الأنشطة وهذه القوة الدافعة للنشاط أو السلوک هی التی تسمى: الدافعیة العقلیة (العنانی، 2002: 129).

        والدافعیة العقلیة حالة جسمیة ونفسیة تشکل قوة محرکة تثیر السلوک من أجل تحقیق هدف ما، فهو یستثیر النشاط ویحدد اتجاهه لتحقیق هدف معین، ویدل على العلاقة الدینامیکیة بین الطالب والبیئة المحیطة به، فهو الذی یستثیر السلوک ویدفع الفرد للقیام بعمل معین لإزالة حالة التوتر وإشباع الحاجة، وهو تکوین فرضی لا یمکن ملاحظته وإنما یستنتج من الأداء الظاهر الصریح للطالب أو من الشواهد السلوکیة (أبو لطیفة، 2016: 207).

وتتباین الدافعیة العقلیة، من طالب لآخر، ومن ثقافة لأخرى، ویترتب علیها درجة معینة من الإشباع، وذلک فی المواقف التی تتضمن تقییم الأداء فی ضوء مستوى معین للإمتیاز، کما تعرف  بأنها منظومة متعددة الأبعاد تعمل على إثارة الجهد المرتبط بالعمل وتحدد طبیعته ووجهته وشدته ومدته (أبو لطیفة، 2016، 208).

وثمة طرق متعددة لتحفیز الدافعیة العقلیة التی تدفع الطالب الموهوب والعادی لعمل الأشیاء، أو لحل المشکلات المطروحة بطرق مختلفة التی تبدو أحیاناً غیر منطقیة، إذ أن الطرق التقلیدیة لحل المشکلات لیست الوحیدة لحلها، ویقابل الدافعیة الإبداعیة الجمود العقلی، والذی یشیر إلى أن الطریقة الحالیة لعمل الأشیاء هی أفضل طریقة أو ربما تکون الطریقة الوحیدة، ویؤکد (دی بونو) أن الدافعیة العقلیة تجعل من المتعلمین مهتمین بالأعمال التی یقومون بها ، ویعطی أملاً بإیجاد أفکار جدیدة قیمة هادفة ، ویجعل الحیاة ممتعة وأکثر مرحاً (De Bono, 2001 :12).

        وجاءت أهمیة دراسة الدافعیة العقلیة نتیجة لدورها فی عملیة التعلم؛ لأنها تمثل الأسس العامة لعملیة التعلم وطرق التکیف مع العالم الخارجی، واکتساب الخبرات المختلفة، وتحقیق الأهداف والصحة النفسیة للطالب الموهوب، ویؤثر تنظیمها وإشباعها على التنظیم العام للشخصیة وتکیفها، وتساعد على التنبؤ بسلوک الطالب فی موقف معین ویتوقف علیها نجاح الطالب فی المدرسة، وتقوم الدوافع بدور هام فی عملیة التعلم، حیث إنه لا یحدث تعلم بدون دافع أو رغبة فی التعلم.

مشکلة الدراسة وأسئلتها

من خلال عمل الباحث فی مجال رعایة الطلبة الموهوبین لمدة تزید عن عشر سنوات معلماً ومدرباً لبرامج رعایة الموهوبین لاحظ تدنی مستوى أداء الطلاب فی إیجاد حلول إبداعیة للمشکلات المطروحة یعود إلى تدنی مستوى دافعیتهم للتعلم، وهذا ما أکدته دراسة خلیفة (2017) التی أشارت إلى أن الأداء یکون ضعیفاً إذا أنخفض مستوى الدافعیة، ونظراً لکون  الدافعیة من الشروط الأساسیة التی یتوقف علیها تحقیق الهدف من عملیة التعلم فی أی مجال من مجالاته المتعددة، سواء فی تعلم أسالیب التفکیر وطرائقه، أو تکوین الاتجاهات أو تحصیل المعارف والمعلومات، وهذا ما أکدته نتائج الدراسات التی تناولت الدافعیة العقلیة ودورها فی عملیة التعلم مثل دراسة (اوزدیمر Ozdemir, 2008)؛ ودراسة (Nathan & Kurt, 2009). ونظرا لقلة الدراسات التی تناولت قیاس مستوى الدافیعة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة تبین أهمیة الکشف عن مستوى الدافعیة العقلیة لدیهم فی الطلبة الموهوبین بمدارس التعلیم العام، لما له من أهمیة فی تطویر برامجهم، وأخذ مجالات الدافعیة العقلیة بعین الاعتبار عند التخطیط لبرامجهم.

 ویمکن تحدید مشکلة الدراسة بالسؤالین الآتیین:

  1. ما درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة؟
  2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (α ≤ 0.05) فی درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة تبعا لمتغیر الجنس؟

أهداف الدراسة

  1. الکشف عن درجة الدافعیة العقلیة بمجالاتها الأربعة (التوجه نحو التعلم، حل المشکلات إبداعیاً، التکامل المعرفی، الترکیز العقلی) لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة.
  2. الکشف عن الفروق فی درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة تبعا لمتغیر الجنس.

أهمیة الدراسة

تنبع أهمیة الدراسة الحالیة من أهمیة الدافعیة العقلیة المثیرة لنشاط الطلبة وحماسهم فی التعلم الصفی والتخطیط لبرامج الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة والتی یمکن توضیحها من ناحیتین:

الأهمیة النظریة:

     تتضح أهمیة الدراسة النظریة فی:

  1. جدة الدراسة على المستوى المحلی فی حدود علم الطالب، ونظرا لعدم وجود دراسات تناولت متغیر الدافعیة العقلیة تبین ضرورة تسلیط الضوء علیها ومعرفة أثرها على الطلبة الموهوبین.
  2. إثراء المکتبة العربیة والسعودیة بإضافة جهد فی مجال الموهبة والتفوق، وقد تفید نتائج الدراسة فی استثارة الباحثین من الأکادیمیین إلـى إجـراء المـزید من الدراسات وفق متغیرات أخرى أو وفق موضوعات تقترحها هذه الدراسة.

الأهمیة التطبیقیة:

     تتضح أهمیة الدراسة التطبیقیة فی:

  1. نأمل أن تسهم هذه الدراسة فی التعرف على درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین، وذلک من شأنه أن یجعلهم أکثر قدرة على معرفة ذواتهم وإمکاناتهم العقلیة، مما یساعد فی تحقیق نوع من التوازن، وعدم اصطدامهم بالواقع وبالتالی شعورهم بالإحباط والقلق.
  2. تفید المعنیین من أولیاء الأمور، والمدرسین، والمرشدین التربویین، والمتخصصین بهذا المجال فی توفیر البرامج المناسبة لتطویر درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین، واستثمارها فی تعلیم أفضل لهم وتقدیم برامج متمایزة تتناسب مع قدراتهم.
  3. من المتوقع أن تسهم نتائج هذه الدراسة فی بناء برامج إرشادیة وتدریبیة تساعد على رفع درجة الدافعیة العقلیة للطلاب عموماً والطلبة الموهوبین بوجه خاص.
  4. الحدود الموضوعیة: تتمثل فی معرفة درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین ویرتبط مدى دقة النتائج بدقة أداة الدراسة المستخدمة ودقة تطبیقها والإجابة عنها من قبل الطلبة أفراد العینة المستهدفة.
  5. الحدود البشریة: اقتصر تطبیق الدراسة على عینة من طلبة المرحلة المتوسطة والثانویة.
  6. الحدود الزمانیة: تم إجراء هذه الدراسة فی الفصل الدراسی الثانی لعام                      (1438 – 1439ھ).
  7. الحدود المکانیة: تم تطبیق الدراسة بمحافظة جدة.

حدود الدراسة :

مصطلحات الدراسة

  1. الدافعیة العقلیة (Mental motivation):

عرف دیبونو(De Bono, 2001) الدافعیة العقلیة إنها "حالة تؤهل صاحبها لإنجاز إبداعات جادة وطرق متعددة لتحفیز هذه الحالة أو لحل المشکلات المطروحة بطرق مختلفة والتی تبدو أحیانا غیر منطقیة إذ أن الطرق التقلیدیة لحل المشکلات هی السبیل الوحید لذلک ویقابل الدافعیة العقلیة الجمود العقلی والذی یشیر إلى أن الطرائق الحالیة لعمل الأشیاء أفضل طریقة وربما تکون الطریقة الوحیدة" (نوفل، 2004: 17).

وتعرف إجرائیا فی هذه الدراسة بأنها الاستجابة التی یظهرها الفرد عند إجابته على مقیاس فقرات الدافعیة العقلیة فی هذا البحث، ویعبر عنها بالدرجة الکلیة التی یحصل علیها الطالب على مقیاس کالیفورنیا للدافعیة العقلیة فی أبعاد المقیاس الأربعة التالیة:

‌أ.        التوجه نحو التعلم (learning orientation).

‌ب.     حل المشکلات إبداعیاً (Creative problem solving).

‌ج.     الترکیز العقلی (Mental focus).

الطلبة الموهوبین (Gifted students):

یُعرَّف الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة على أنهم الطلبة الذین یوجد لدیهم استعداداً أو قدرة غیر عادیة أو أداء متمیز عن بقیة أقرانهم فی مجال أو أکثر من المجالات التی یقرّها المجتمع، وخاصة فی مجالات التفوق العقلی والتفکیر الإبداعی والتحصیل الأکادیمی والمهارات والقدرات الخاصة ویحتاج إلى رعایة تعلیمیة خاصة لا تستطیع المدرسة تقدیمها له فی منهج الدراسة العادیة الخاصة (القاطعی والضبیبان والحازمی والجوهرة، 2000، 18).

ویعرّف الطلبة الموهوبین إجرائیاً لغایة الدراسة الحالیة على أنهم: الطلبة الذین تم اختیارهم من قبل وزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة ، وتم تصنیفهم على أنهم موهوبین وفق إجراءات وزارة التعلیم التی تستخدم مقاییس مقننة فی التعرف على الموهوبین                  والکشف عنهم.

الإطار النظری

مفهوم الموهبة

تعرف الموهبة فی اللغة (وهب) له الشیء یهبه وهبا، ووهبا، وهبه: أعطاه إیاه بلا عوض، فهو واهب، ووهوب، ووهاب، ووهابة، ومعنى(الهبة) کم وردت فی (المعحم الوسیط) العطیة الخالیة من الأعواض والأغراض، وتتفق المعاجم العربیة والإنجلیزیة على أن الموهبة تعنی قدرة استثنائیة أو استعدادا فطریا غیر عادی لدى الفرد ( الشباطات، 2017: 27).

وعرفت الموسوعة الأمریکیة الموهبة والتفوق المشار إلیها فی جروان (2012: 49) أن نسبة الذکاء هی الحد الفاصل بین الموهوب وغیر الموهوب حیث إنها تمتد بین (115 – 180) فأکثر، بینما تقع معظم النقاط الفاصلة المستخدمة فعلیاً بین (125- 135) وتعتمد أساساً کمیاً بدلالة الذکاء.

وتم تصنیف تعریفات الموهبة إلى مجموعتین:

-         تعریفات تقلیدیة للموهبة ورکزت على القدرة العقلیة کمعیار وحید للموهبة والتی تحدد من خلال نسبة الذکاء فقط، ویلخص هذا الإتجاه أن الطفل الموهوب یتمتع بقدرة عقلیة عالیة وتزید نسبة ذکاءه على (130) (ستیرنبرغ ودافیدسون، 2009، 334).

-         تعریفات حدیثة للموهبة بسبب الانتقادات التی وجهت إلى التعاریف التقلیدیة، والتی بینت أن مقاییس الذکاء التقلیدیة، کمقیاس بینیه ووکسلر، لا تقیس قدرات الطفل الإبداعیة، والمواهب الخاصة، والسمات الشخصیة العقلیة، وحتى التکیف الاجتماعی، ولکنها تقیس فقط القدرة العقلیة العامة والتی تعبر عنها نسبة الذکاء، کما أن هذه المقاییس تعتبر متحیزة ثقافیاً وعرقیاً وطبقیاً، حیث انتقدت من حیث دلالات صدقها وثباتها ومحدودیتها فی الکشف عن التفکیر الابتکاری، ومن هنا ظهرت مقاییس أخرى تقیس القدرة على التفکیر الإبداعی، والسمات الشخصیة والعقلیة والتی تمیز الفرد عن غیره ، ولذلک ظهرت التعریفات الحدیثة للطفل الموهوب والتی تعتمد على أدائه وقیمته الاجتماعیة، فلم تعد القدرة العقلیة وحدها تحدد الأداء المتمیز للفرد، بل ظهرت أشکال أخرى للأداء المتمیز مثل التحصیل الأکادیمی، والتفکیر الإبداعی، والمواهب الخاصة، والسمات الشخصیة، والعقلیة الخاصة، وقد اعتبرت مثل هذه الأشکال الممیزة فی الأداء من المکونات الأساسیة فی تعریف الطفل الموهوب إلى جانب القدرة العقلیة العامة، وقد تبنى مثل هذا الاتجاه العدید من العلماء (ستیرنبرغ ودافیدسون، 2009، 335).

ومن التعریفات المشهورة، تعریف رینزولی Renzulli, 1994)) الذی أشار إلى أن تقاطع مجموعات السمات الإنسانیة الثلاث (قدرات عامة، قدرات إبداعیة، الدافعیة) تکون مفهوم الموهبة والتفوق (کولانجیلو ودیفیز، 2011: 104).

ویعرف مکتب التربیة الأمریکی المشار إلیه لدى الروسان (2013: 53) أن الأطفال الموهوبین هم الذین لدیهم دلیلاً على قدرتهم على الأداء المتمیز فی جمیع المجالات ویحتاجون إلى خدمات وأنشطة إضافیة تفتقر إلیها المدرسة عادة لتطویر استعداداتهم.

واعتمدت الدراسة الحالیة على تعریف وزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة للموهوبین والمذکور سابقاً فی مصطلحات الدراسة.

خصائص الطلبة الموهوبین

الخصائص العقلیة (المعرفیة):

وتتضمن الخصائص المعرفیة للطلبة الموهوبین کما أوردها (خلیفة، 2017: 136) ما یلی:

  1. مجال القدرة العقلیة العامة: القدرة على إدراک الأفکار المجردة ومعالجة المعلومات بطرق جدیدة وبسرعة.
  2. دقة الملاحظة وسرعة التعلم والاهتمام والبحث وحب الاستطلاع والقدرة على حل المشکلات.
  3. الاستعداد الأکادیمی الخاص والقدرة العالیة على اکتساب المهارات المعرفیة.
  4. مجال الإبداع والتفکیر المستقل وتحمل المسؤولیة والإنجاز.
  5. قوة الذاکرة: یتمیز الأطفال الموهوبین والمتفوقین بعمق وقوة ذاکرة تساعدهم على اکتساب کم هائل من المعلومات المتنوعة وتخزینها، وتعد الذاکرة القویة أقوى سلاح عقلی یمتلکه الفرد، وتتجلى فی استرجاع المواد المطلوبة ضمن الوقت المحدد وذلک فی التحصیل للوصول للنجاح.
  6. إحساس متمیز بالعلاقات المکانیة وقدرة أدائیة عالیة فی المجالات البصریة والتآزر.
  7. الولع بالمطالعة، یوصف الأطفال الموهوبون والمتفوقون بحب القراءة المتنوعة والمتبحرة من کتب الراشدین وذلک فی سن مبکرة.
  8. تنوع الاهتمامات، یتمیز الأطفال الموهوبین والمتفوقین بتنوع الاهتمامات والهوایات وکثرتها.
  9. تطور لغوی مبکر، یتصف الأطفال الموهوبون والمتفوقون بالقدرة اللفظیة والتطور اللغوی، ویتسمون بالطلاقة والوضوح والخیال الواسع، والاستیعاب للمفاهیم المجردة والمعقدة، والطلاقة فی الأفکار.

الخصائص الانفعالیة الاجتماعیة

1-    النضج الأخلاقی المبکر: ویرتبط النضج الأخلاقی بالنضج العقلی والمعرفی ومن أمثلته إدراک مفهوم العدالة والاهتمام بمشکلات الآخرین والقدرة على التمییز بین الصواب               والخطأ، وتطویر نظام القیم ونقد الذات الزائد، واللعب مع الکبار ومصادقتهم                    (السرور، 2010: 46).

2-    حس الدعابة (النکتة): یستطیع الطلبة الموهوبون والمتفوقون ملاحظة وإدراک التناقضات فی مواقف الحیاة الیومیة، واستخدام النکتة فی التکیف مع محیطهم لتقلیل الآثار السلبیة لخبراتهم المؤلمة على تقدیرهم لأنفسهم وللآخرین، ویرتبط حس الدعابة فی المیل للتلاعب بالألفاظ والأفکار والرموز والمسمیات والاشکال بطریقة ذکیة (جروان، 2012: 108).

3-    الحساسیة المفرطة والحدة الإنفعالیة: ویظهر الطلبة الموهوبین والمتفوقین حساسیة شدیدة مما یحیط بهم فی المدرسة والمجتمع والأسرة، وکثیراً ما یشعرون بالضیق والفرح فی مواقف تبدو عادیة عند غیرهم من الطلبة العادیین، کما یتمیز بعضهم بحدة الانفعالات مما یوقعهم فی مشکلات فی البیت والمدرسة ومع الأصحاب، حیث إن الحساسیة الزائدة هی القوة المحرکة للموهبة وهی المظهر الأکثر وضوحا فی النمو العاطفی للطالب الموهوب والمتفوق، وهناک بعض السلوکیات التی تعکس الحساسیة الزائدة ومنها الانسحاب من الموقف، والخوف من المجهول والتوحد والاهتمام بالموت وجلد الذات والتعلق بالمثل العلیا والحماس فی أداء المهمات وغیرها (الروسان، 2013: 58).

4-    الکمالیة: صفة تسود فی المجتمعات المتنافسة وتسببت المؤسسات التربویة والاجتماعیة ودوائر المال والأعمال والدیانات فی ترسیخ هذه الظاهرة، ومن أبرز خصائصها التفکیر بمنطق کل شیء أو لا شیء، وضع معاییر متطرفة غیر معقولة والسعی لبلوغ أهداف مستحیلة، وتقییم الذات على اساس مستوى الإنجاز والإنتاجیة (جروان, 2012: 110).

5-    الدافعیة العالیة: التی ترتبط بتحقیق الذات من خلال المحاولات الإبداعیة التی یقومون بها، فالطلبة الموهوبین یتمیزون بطاقة عالیة على المثابرة والمیل للعمل وإنهاء المهمات ویمتلکون دافعیة داخلیة أکثر من أقرانهم العادیین تعد محرضاً قویاً لإبداعاتهم، بالإضافة إلى الدافعیة الخارجیة التی تتمثل فی الحاجات الاجتماعیة، فالإبداع لا یأتی من الإلهام الفجائی للعقل الخامل إنما یأتی من العمل النشیط لشخص مرن وذو فاعلیة عالیة                (Davis & Rimm, 2001: 35).

الدافعیة العقلیة

یعد مفهوم الدافعیة من المفاهیم التی بحثها علم النفس ونشأ مع نشأة علم النفس، ویتمیز بأن له تأثیر تفاعلی فی عملیة التعلم، بمعنى أن التأثیر متبادل بین التعلم والدافعیة، فالدافعیة تزید الرغبة نحو التعلم، والقدرة على التعلم تعمل على زیادة الدافعیة وذلک لأن الدافعیة تزداد کلما ازداد الإنجاز لدى الإنسان، فالنجاح الأکادیمی یزید من توقد الذهن ویجذب انتباه المتعلم أکثر نحو المهمات العلمیة، وتزید من مثابرته، فالدافعیة من الناحیة التربویة تمثل الغایة والوسیلة لأن غایة تربیة الموهوبین استثارة دافعیتهم واهتمامهم للوصول بهم إلى الإنجاز المبدع، وهی الوسیلة لأن من خلالها یمکن تطویر قدراتهم إلى أقصى حد ممکن (عدس وتوق، 2005).

واهتم الباحثون فی علم النفس والتربیة بموضوع الدافعیة اهتماماً بالغاً، حیث ینظر إلى الدافعیة على أنها عملیة نفسیة رئیسیة، تشکل أهم محور ومرتکز فی تفسیر کثیر من المشکلات السلوکیة والمواقف والقرارات التی تصدر من الإنسان، کما أنها تفسر نشاط الإنسان المبدع والمتفوق وتنوعه، الذی یزداد بتنوع دوافعه واهتماماته (أبو لطیفة، 2016: 207 ).    

        مما سبق یمکن القول أن مفهوم الدافعیة له دور کبیر فی إنجاز المهمات الأکادیمیة المسندة إلى الطلبة الموهوبین، ولها أهمیة خاصة فی تفسیر الظواهر السلوکیة والحقائق المتعلقة بالسلوک الإنسانی، فغالباً ما ترتبط الدافعیة بمفاهیم أخرى مثل الحافز والطموح والحاجة والقیمة والتوجه الذاتی نحو تحقیق الأهداف.

        ویعرف أبو لطیفة (2016: 207) الدافعیة بأنها القوة الحرکة لسلوک الشخص من أجل تحقیق هدف ما أو إشباع حاجة معینة، وقد تکون هذه القوة داخلیة نابعة من الشخص نفسه أو خارجیة نابعة من البیئة التی یعیش ضمنها هذا الشخص. کما یعرفها الریماوی (2004: 143) بأنها عملیة أو سلسلة من العملیات تعمل على إثارة السلوک الموجه نحو هدف، وصیانته والمحافظة علیه وإیقافه فی نهایة المطاف.

ویرى شاهین (2017: 146) بأن الدوافع هی حالات أو حاجات نفسیة تکون کامنة فی الفرد، وتجعله ینزع أو یتجه ناحیة سلوک معین لإشباع حاجاته.

الدراسات السابقة

یتناول هذا الجزء الدراسات السابقة التی تتعلق بالدافعیة العقلیة التی توفرت لدى الباحث، وفیما یلی سرد لهذه الدراسات متسلسلة وفق ترتیبها الزمنی من الأقدم إلى الأحدث:

        أجرت الحارثی (2003) دراسة هدفت إلى التعرف على الخجل وعلاقته بدافعیة الإنجاز والتحصیل الدراسی، لدى عینة تکونت من (968) طالبة من طالبات المدارس الثانویة بمدینتی مکة المکرمة والطائف، وتم استخدام المنهج الوصفی، وتکونت أدوات الدراسة من مقیاس الخجل ومقیاس الدافعیة للإنجاز، وکان من نتائج هذه الدراسة أن أفراد عینة الدراسة لدیهم دافعیة للإنجاز بدرجة مرتفعة، وأن هناک علاقة ارتباطیة سالبة بین الخجل ودافعیة الإنجاز.

أجرى مرعی ونوفل (2008) دراسة هدفت إلى تطویر صورة أردنیة من خلال الکشف عن البناء العاملی للصورة الأولیة لمقیاس کالیفورنیا للدافعیة العقلیة لدى طلبة کلیة العلوم التربویة فی الأردن، وتکونت العینة من (450) طالباً وطالبة، حیث اتبعت الدراسة المنهج الوصفی، واسفرت نتائج التحلیل عن وجود أربعة عوامل رئیسیة للمقیاس هی: التوجه نحو التعلم وحل المشکلات إبداعیاً والتکامل المعرفی، والترکیز العقلی، کما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة تبعاً لمتغیر الجنس والتخصص الأکادیمی فی درجة الدافعیة العقلیة.

وکذلک أجرى جوکلوک بوکوغلو (Cokluk- Bokeoglu,2008) دراسة هدفت إلى إجراء تحلیل عاملی للصورة الأولیة لمقیاس کلیفورنیا للدافعیة العقلیة بأبعاده الأربعة للتأکد من صلاحیته فی البیئة الترکیة وکذلک الکشف عن العلاقة الإرتباطیة بین کل من أبعاد المقیاس ومستوى التحصیل الدراسی، وتکونت العینة من (570) طالبا وطالبة کم طلبة المدارس الأساسیة، وتم اتباع المنهج الوصفی، واسفرت النتائج عن وجود بناء عاملی جید للمقیاس ووجود علاقة دالة سالبة بین کل من بعد حل المشکلات إبداعیا وبعد التوجه نحو التعلم والتحصیل الدراسی.

أجرى حموک وعلی (2013) دراسة هدفت إلى التعرف على مستوى الدافعیة العقلیة وعلاقتها بمتغیری الجنس والتخصص، وتکونت العینة من طلاب وطالبات الجامعة، واتبعت المنهج الوصفی، واستخدم الباحثان مقیاس الدافعیة العقلیة الذی قننه مرعی ونوفل، وأشارت النتائج إلى درجة مرتفعة من الدافعیة العقلیة وفروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر الجنس لصالح الذکور.

وأجرى طنوس (2013) دراسة هدفت إلى الکشف عن درجة أسالیب التفکیر والدافعیة العقلیة والعلاقة بینهما، وتکونت عینة الدراسة من (356) طالباً وطالبة فی المرحلة الثانویة من المدارس الحکومیة فی فلسطین، واتبعت الدراسة المنهج الوصفی، واستخدم الباحث مقیاس لأسالیب التفکیر التحلیلی والعملی والإبداعی، ومقیاس الدافعیة العقلیة لمرعی ونوفل (2008)، وکان من بین النتائج أن درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة مرتفعاً حیث جاء حل المشکلات إبداعیاً فی أعلى مرتبة وجاء الترکیز العقلی فی المرتبة الأخیرة، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی الدافعیة العقلیة تعزى للجنس، ما عدا مجال التکامل المعرفی فقد جاءت الفروق لصالح الذکور، ووجود فروق تعزى لمتغیر الصف فی الدافعیة العقلیة فی مجالات التکامل المعرفی والترکیز العقلی لصالح الصف الثانی عشر، وعدم وجود فروق فی الدافعیة العقلیة ککل تعزى لمتغیر الصف.

وأجرى العسیری (2016) دراسة هدفت إلى التعرف على درجة الدافعیة العقلیة وأسالیب التفکیر، وتکونت العینة من طلاب وطالبات الجامعة، واتبعت المنهج الوصفی، واستخدم الباحث مقیاس الدافعیة العقلیة الذی قننه مرعی ونوفل، وکان من بین النتائج وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیا وإیجابیة بین الدافعیة بأبعادها الأربعة وأسالیب التفکیر ووجود فروق تعزى لمتغیر الجنس فی بعد الترکیز العقلی لصالح الطالبات، وجاءت الدافعیة العقلیة بکافة أبعادها بدرجة متوسطة.

          وبالتالی تحاول الدراسة الحالیة الکشف عن درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین، وبعد استعراض الدراسات السابقة، لاحظ الباحث ندرة الدراسات التی تناولت الدافعیة العقلیة لدى الموهوبین، حیث أن معظمها أجریت على الطلبة العادیین. إلا أن الباحث استفاد من الدراسات السابقة فی تحدید مشکلة الدراسة الحالیة، وبناء الإطار النظری.

منهج وإجراءات الدراسة

منهج الدراسة:

ولتحقیق أهداف الدراسة الحالیة تم اتباع المنهج الوصفی (المسحی)، لمناسبة طبیعة الدراسة وأهدافها.

مجتمع الدراسة

          تکون مجتمع الدراسة من جمیع الطلبة الموهوبین فی منطقة (جدة) فی المرحلة الثانویة والمتوسطة، والبالغ عددههم (646) طالبا وطالبة، منهم (380) طالبا، و (266) طالبة.

عینة الدراسة:

  1. العینة الاستطلاعیة: بلغ عددها (30) طالبا وطالبة تم احتیارها عشوائیاً من خارج عینة الدراسة، وتم تطبیق أداة الدراسة علیهم بهدف التحقق من صدق وثبات أداة الدراسة.
  2. عینة الدراسة الرئیسیة: تکونت من (400) فرداً، بواقع (200) طالباً، و (200) طالبة من الطلبة الموهوبین بمحافظة (جدة) وبنسبة 62% من مجموع الکلی للطلبة، والذین تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة الطبقیة حسب المرحلة الدراسیة.

أداة الدراسة

          استخدمت الدراسة الحالیة مقیاس کالیفورنیا للدافعیة العقلیة، الذی أعده کل من (جینکرلو وفاشیون، 1998) والذی تکون من (43) فقرة، حیث تم تعریبه وترجمته من قبل (مرعی ونوفل، 2008) واستخدما له التدرج الرباعی (موافق  على الإطلاق، وموافق إلى حد ما، وغیر موافق إلى حد ما، وغیر موافق على الإطلاق). وتتراوح الأوزان من (4 - 1) إذ إن عبارة موافق على الإطلاق أعطیت (4) نقاط، وموافق إلى حد ما أعطیت (3) نقاط، وغیر موافق إلى حد ما أعطیت (2) وغیر موافق على الإطلاق أعطیت نقطة واحدة، واستخرجا له دلالات صدق وثبات کافیة لتطبیقه على الطلاب فی الأردن.

وقد تأکد (القضاة والعسیری، 2015) من صدق وثبات المقیاس عن طریق تقنینه             على البیئة السعودیة. واعتمدت الدراسة الحالیة المقیاس المطبق على البیئة السعودیة، والذی تکون من (43) فقرة موزعة فی ثلاثة أبعاد هی: التوجه نحو التعلم (15) فقرة، وهی:               (الفقرات من 1-15)، حل المشکلات إبداعیاً (15) فقرة، وهی: (الفقرات من 16-30)، والترکیز العقلی (13) فقرة، وهی: (الفقرات من 31-43).

صدق وثبات مقیاس القضاة والعسیری (2015):

تم التحقق من صدق المقیاس من قبل (القضاة والعسیری، 2015)، حیث تمّ عرضه على (6) مُحکِمین من أعضاء قسم علم النفس التربوی والقیاس والتقویم فی جامعة الملک سعود، وتم تعدیل صیاغة بعض الفقرات لتتناسب مع البیئة السعودیة استناداً إلى آرائهم، کما تم التحقق من صدق البناء للمقیاس وذلک بتطبیقه على عینة استطلاعیة من خارج عینة الدراسة من طلاب کلیة التربیة بجامعة الملک سعود وحساب معامل ارتباط کل فقرة بالبعد الذی تنتمی إلیه، وقد تراوحت هذه القیم بین (0.296- 0.768) وتم أیضاً حساب معامل ارتباط کل بعد بالبعد الآخر وبالدرجة الکلیة للمقیاس وقد تراوحت هذه القیم بین (0.549- 0.819) وجمیعها دالة إحصائیاً عند مستوى (α≤ 0.05) وهذه مؤشرات على أن المقیاس یتمتع بدرجة معقولة من صدق البناء صالحة للتطبیق على عینة الدراسة الأصلیة. وبلغ معامل الثبات کرونباخ ألفا للاتساق الداخلی للمقیاس ما بین (0.75- 0.886) وللدرجة الکلیة (0.894) والتی تدل جمیعها على تمتع المقیاس بدلالات ثبات مقبولة، وحافظ المقیاس على فقراته البالغة (43) کما هی فی الصورة الأردنیة بدون حذف أی فقرة وموزعة على نفس الأبعاد.

معیار الحکم على الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة

استخدم الباحث مقیاس لیکرت الرباعی لتقدیر الدرجات على مقیاس الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة، حیث قام بحساب الوزن النسبی لبدائل الاستجابة على فقرات المقیاس على النحو التالی:

-           طول الفئة= المدى/ عدد الفئات.

-           المدى= الفرق بین أکبر وأصغر درجة (درجة بدیل الاستجابة) / عدد بدائل الاستجابة على الفقرة.

-           المدى = (1-4) / 4= 0.75.

 وبالتالی یکون الحکم على الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة وفق المتوسطات الحسابیة کما فی جدول (1).

جدول (1):الحکم على درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة لدى الطلبة الموهوبین وفق المتوسطات الحسابیة

م

المتوسطات الحسابیة

اختیارات المفحوص

تقدیر درجة توفر خصائص الدافعیة العقلیة

1

1.0 – أقل من 1.75

غیر موافق على الاطلاق

منخفضة جدا

2

1.75 – أقل من 2.5

غیر موافق الى حد ما

منخفضة

3

2.5 _ أقل من 3.25

موافق الى حد ما

متوسطة

4

3.25 – أقل من 4.0

موافق  على الاطلاق

مرتفعة

الأسالیب الاحصائیة:

-   النسب المئویة والتکرارات.

-   معاملات الارتباط ومعادلة کرونباخ ألفا.

-   المتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة واختبار تحلیل التباین الأحادی.

عرض النتائج ومناقشتها

السؤال الأول: ما درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة؟

للإجابة على هذا السؤال، تم استخدام المتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة لفقرات مقیاس الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة، حیث یظهر جدول (2) أن الدرجة بشکل عام کانت متوسطة، وبمتوسط حسابی مقداره (2.96).

جدول (2):المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لأبعاد مقیاس الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة (ن=400)

 م

البعد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المرتبة

الدرجة

1

بعد التوجه نحو التعلم

3.27

0.82

1

مرتفعة

2

بعد حل المشکلات ابداعیاً

3.15

0.97

2

متوسطة

4

بعد الترکیز العقلی

2.56

1.01

3

متوسطة

 

الدافعیة العقلیة (المقیاس ککل) 

2.99

0.95

-

متوسطة

یتبین من الجدول أن المتوسط الکلی للمقیاس بلغ (2.99) وبدرحة متوسطة، فیما جاء بعد التوجه نحو التعلم فی الترتیب الأول بمتوسط حسابی مقداره (3.27) بدرجة مرتفعة، یلیه بعد حل المشکلات إبداعیاً فی الترتیب الثانی بمتوسط حسابی مقداره (3.15) بدرجة متوسطة، یلیه بعد الترکیز العقلی فی الترتیب الثالث بمتوسط حسابی مقداره (2.56) بدرجة متوسطة.

وفیما یلی عرض لنتائج کل بعد من أبعاد المقیاس منفرداً:

  1. البعد الأول (التوجه نحو التعلم) فقد تراوحت المتوسطات الحسابیة لفقرات هذا البعد من (2.81- 3.74) بدرجة متوسطة إلى مرتفعة کما فی جدول (3).

جدول (3) : المتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة للبعد الأول (التوجه نحو التعلم) لمقیاس الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة (ن=400)

 م

الفقرة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المرتبة

الدرجة

1

أتطلع دائما لتعلم الأشیاء التی تتطلب تحدیا

3.43

0.65

5

مرتفعةً

2

قبل أن أبدأ، فإننی أحاول دائما توقع نتائج أفعالی

3.30

0.79

7

مرتفعةً

3

أحب الأحجیات ( الألغاز )

3.45

0.78

3

مرتفعةً

4

إحدى صفاتی القویة هی أننی دائما متشوق للتعلم عن الأشیاء المختلفة

3.45

0.68

3

مرتفعةً

5

أرید أن أتعلم کل شیء بإمکانی تعلمه، لأنه یمکن أن یکون مفیدا یوما ما

3.41

0.74

6

مرتفعةً

6

إذا کان علیّ أن أحل مشکلة ما، فإننی أستطیع أن أستبعد الأشیاء الأخرى من ذهنی

3.03

0.84

13

متوسطةً

7

أنا سریع فی معرفة کیفیة انتظام أجزاء المشکلة مع بعضها البعض

3.12

0.78

10

متوسطةً

8

بغض النظر عن الموضوع، أنا دائم الشوق لمعرفة المزید

3.27

0.78

8

مرتفعة

9

دائما أکمل عملی فی الوقت المحدد

2.81

0.86

15

متوسطةً

10

أجد أن الإنترنت أداة مفیدة فی البحث

3.74

0.56

1

مرتفعةً

11

من السهل على تنظیم افکاری

3.13

0.80

9

متوسطةً

12

أحب تعلم أشیاء جدیدة

3.55

0.68

2

مرتفعةً

13

أرید أن أعرف المزید عن کیفیة عمل الحاسوب

3.11

0.96

11

متوسطةً

14

أفضل الأسباب لشیء ما هو ما أشعر به آنذاک.

3.11

0.81

11

متوسطةً

15

أفضل أن أکتشف وأتعلم بنفسی برامج حاسوب جدیدة وفی وقت فراغی

2.84

1.03

14

متوسطةً

بعد التوجه نحو التعلم

3.25

0.82

1

متوسطة

یتبین من الجدول (3) أن المتوسط الحسابی الکلی یساوی (3.25) وبدرجة مرتفعة وبالمرتبة الأولى من بین أبعاد المقیاس، وجاءت الفقرة (10) (أجد أن الإنترنت أداة مفیدة فی البحث) فی المرتبة الأولى وبمتوسط (3.74) وبتقدیر مرتفع، بینما حصلت الفقرة التاسعة                (دائما أکمل عملی فی الوقت المحدد) على أدنى درجة فی البعد وبمتوسط بلغ (2.81) وبتقدیر متوسط.

  1. البعد الثانی (حل المشکلات إبداعیاً) فقد تراوحت المتوسطات الحسابیة لفقرات هذا البعد من (2.93- 3.63) بدرجة مرتفعة إلى متوسطة کما فی جدول (4).

جدول (4): المتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة للبعد الثانی ( حل المشکلات إبداعیا) لمقیاس الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة (ن=400)

 م

الفقرة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المرتبة

الدرجة

16

المشکلات السهلة أقل متعة من مشکلات التحدی

3.03

1.00

13

متوسطةً

17

أستمتع فی البحث فی المشکلات

2.93

0.99

15

متوسطةً

18

لدی مهارة فی توقع النتائج

3.30

0.84

7

مرتفعةً

19

أستمتع عندما أحاول فهم المسائل المعقدة

3.17

0.89

9

متوسطةً

20

أجید وضع الخطط المتعلقة بکیفیة حل المشکلات الصعبة

3.05

0.85

12

متوسطةً

21

أنا سریع فی تحدید المشکلات المحتملة

3.16

0.80

10

متوسطةً

22

أتفوق فی تحدید نماذج عامة للمشکلات

3.03

2.18

13

متوسطةً

23

عند الضرورة أستطیع أن آتی بحل مبتکر

3.36

0.77

3

مرتفعةً

24

یسهل علیّ الإتیان ببدائل

3.29

0.78

8

مرتفعةً

25

أنا فخور بأنی دائما آتی بحلول إبداعیة للمشکلات

3.34

0.79

5

مرتفعةً

26

أنا أذکى بکثیر من معظم الناس

3.32

0.78

6

مرتفعةً

27

أستطیع أن أتوقع الحل قبل الانتهاء منه

3.37

0.72

2

مرتفعةً

28

أتفوق فی العصف الذهنی لتولید حلول ممکنة للمشکلات

3.11

0.83

11

متوسطةً

29

أستطیع أن أتعلم أکثر بکثیر مما أعرفه الآن

3.63

0.62

1

مرتفعةً

30

عندما أکون منهمکا فی حل المشکلة، أتخیل الحل لیساعدنی کی أکون فی المسار الصحیح

3.36

0.80

3

مرتفعةً

  بعد حل المشکلات ابداعیاً

3.23

0.97

2

متوسطةً

یتبین من الجدول (4) أن المتوسط الحسابی الکلی یساوی (3.23) وبدرجة متوسطة وبالمرتبة الثانیة من بین أبعاد المقیاس، وجاءت الفقرة (29) (أستطیع أن أتعلم أکثر بکثیر مما أعرفه الآن) فی الدرجة الأولى وبمتوسط (3.63) وبتقدیر مرتفع، بینما حصلت الفقرة (17) (أستمتع فی البحث فی المشکلات) على أدنى درجة فی البعد وبمتوسط بلغ (2.93)                وبتقدیر متوسط.

  1. البعد الثالث (الترکیز العقلی) فقد تراوحت المتوسطات الحسابیة لفقرات هذا البعد من (1.82- 2.90) بدرجة منخفضة إلى متوسطة کما فی جدول (5).

جدول (5): المتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة للبعد الثالث (الترکیز العقلی) لمقیاس الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة (ن=400)

م

الفقرة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المرتبة

الدرجة

31

أقرأ مجلات حاسب و/ أو مجلات عن التکنولوجیا

2.49

1.10

8

منخفضةً

32

مشکلتی أننی أتوقف عن الانتباه بسرعة

2.41

1.01

9

منخفضةً

33

أکره التعامل مع أی شیء معقد

2.60

1.01

6

متوسطةً

34

أشعر بالخوف عندما أکون بحاجة لتعلم برنامج حاسبی جدید لإتمام مشروع ما

2.81

1.06

2

متوسطةً

35

یستغرق حل بعض المشکلات وقتا طویلا

1.82

0.87

13

منخفضةً

36

مهاراتی محدودة فی معالجة الکلمات بواسطة الحاسوب

2.71

1.01

4

متوسطةً

37

لا أستطیع أن أکون نزیها تجاه جمیع الأفکار إذا کانت فکرتی واحدة منها

2.57

1.01

12

متوسطةً

38

أجد صعوبة أحیانا فی معرفة أین تکمن المشکلة

2.38

0.95

12

منخفضةً

39

هناک الکثیر من الأسئلة المرعبة التی لا ینبغی طرحها

2.60

1.08

6

متوسطةً

40

مضار الإنترنت أکثر من منافعها

2.90

1.03

1

متوسطةً

41

أستطیع أن أتحدث عن مشکلاتی لساعات وساعات دون حل أی منها

2.76

1.00

3

متوسطةً

42

أعانی من مشکلات الترکیز فی العمل

2.64

0.99

5

متوسطةً

43

أجد صعوبة فی اتخاذ القرارات

2.56

1.06

11

متوسطةً

بعد الترکیز العقلی

2.56

1.01

3

متوسطةً

یتبین من الجدول (5) أن المتوسط الحسابی الکلی یساوی (2.56) وبدرجة متوسطة وفی المرتبة الثالثة والأخیرة من بین أبعاد المقیاس، وجاءت الفقرة (40) (مضار الإنترنت أکثر من منافعها) فی الدرجة الأولى وبمتوسط (2.90) وبتقدیر متوسط، بینما حصلت الفقرة (35) (یستغرق حل بعض المشکلات وقتا طویلا) على أدنى درجة فی البعد وبمتوسط بلغ (1.82) وبتقدیر منخفض.

          وبالتالی یمکن القول: أن نتیجة الدافعیة العقلیة جاءت بشکل عام ککل على المقیاس متوسطة، وقد اختلفت مع ما أشارت إلیه نادیا السرور (2015) وجروان (2014) اللذان أکدا على أن لدى الطلاب الموهوبین دافعیة عالیة، وأن توجههم نحو التعلم عالی، ویمتلکون قدرة عالیة على حل المشکلات الإبداعیة، وذوی ترکیز عقلی مرتفع ویسعون إلى التکامل المعرفی، وقد تعزى هذه النتیجة إلى عدم تلقی هؤلاء الطلاب برامج تتناسب مع قدراتهم وتطور من دافعیتهم، کما یمکن أن تشیر هذه النتیجة إلى عدم وجود ما یثیر الدافعیة العقلیة لدیهم فی البیئة المدرسیة.

          وتتفق هذه النتیجة مع نتیجة دراسة کل من (القضاة والعسیری، 2015)                       و(العسیری، 2016) اللتان أشارت نتائجها إلى وجود درجة متوسطة من الدافعیة العقلیة لدى طلاب وطالبات الجامعة.

          واختلفت هذه النتیجة مع نتیجة دراسة (حموک وعلی، 2013) و(طنوس، 2013) اللتان أشارت نتائجها إلى وجود مستوى مرتفع من الدافعیة العقلیة لدى طلاب الجامعة والمرحلة الثانویة من العادیین على الترتیب.

کما اختلفت نتائج الدراسة الحالیة على الأبعاد مع دراسة (طنوس، 2013) على طلبة الجامعة التی أشارت إلى أن بعد حل المشکلات إبداعیاً کان أعلى بعد، بینما أشارت نتیجة الدراسة الحالیة إلى أن أعلى بعد هو بعد التوجه نحو التعلم. کذلک أشارت دراسة                    (طنوس، 2013) إلى أن الترکیز العقلی کان أقل مستوى بینما أشارت نتیجة الدراسة الحالیة إلى أن التکامل المعرفی کان فی أدنى درجة. ولم یتوفر لدى الباحث دراسات حول الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین.

کما تختلف نتائج هذه الدراسة مع دراسة (الزهرانی، 2016) التی أشارت إلى مستوى دافعیة للإنجاز مرتفع لدى الطلاب الموهوبین المسرعین، ودراسة (سهى الحارثی، 2003) التی أشارت إلى درجة مرتفعة من دافعیة الإنجاز لدى طالبات المدارس الثانویة العادیات، وکذلک اختلفت مع دراسة (سو شی، 2004) التی أشارت نتائجها إلى ارتباط الدافعیة العالیة مع التفوق، ودراسة (أوان ونورین وناز، 2011) التی أشارت نتائجها إلى ارتفاع الدافعیة للإنجاز لدى الطلاب المتفوقین عن أقرانهم من العادیین، ودراسة (شریم، 2016) التی أشارت إلى علاقة موجبة بین الدافعیة العقلیة لدى طلاب الجامعة والتحصیل.

وتدعم نتیجة الدراسة الحالیة، نتیجة دراسة (جوکلوک بوکوغلو، 2008) التی أشارت إلى وجود علاقة سالبة بین التحصیل الدراسی المرتفع وأبعاد االدافعیة العقلیة خاصة فی بعدی حل المشکلات الإبداعی والتوجه نحو التعلم، وکذلک نتیجة دراسة (منتزر، 2008) التی أشارت إلى وجود علاقة سلبیة بین الترکیز العقلی والتفوق فی التحصیل.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی: هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى               (α 0.05) فی درجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین بمحافظة جدة تبعا                   لمتغیر الجنس؟

للإجابة على هذا السؤال، تم حساب المتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة لدرجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین فی محافظة جده کما هو موضح فی جدول (7) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات الأبعاد کافة والمقیاس ککل (الدافعیة العقلیة) لدى الموهوبین تعزى للجنس، وبما أن متوسطات الإناث أعلى من متوسطات الذکور فإن الفروق لصالحهم کما فی جدول (6).

جدول (6): المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) لدرجة الدافعیة العقلیة لدى الطلبة الموهوبین تبعاً لمتغیر الجنس

أبعاد الدافعیة العقلیة

المرحلة التعلیمیة

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

اختبار ت

ت

دح

الدلالة

التوجه نحو التعلم

ذکور

200

73.69

9.57

3.775

398

0.001**

إناث

200

76.79

6.58

3.775

352.877

 

حل المشکلات ابداعیا

ذکور

200

51.61

7.61

5.478

398

0.001**

إناث

200

55.46

6.37

5.478

386.008

 

الترکیز العقلی

ذکور

200

31.91

6.85

4.058

398

0.001**

إناث

200

34.58

6.30

4.058

395.291

 

الدافعیة العقلیة ککل

ذکور

200

52.40

19.72

6.157

398

0.001**

إناث

200

55.61

14.37

6.157

363.870

 

یعزو الباحث هذه النتیجة إلى أن اهتمام الطالبات الموهوبات بأبعاد الدافعیة العقلیة والإلتزام بالبرامج التعلیمیة الموجهة لهن أکثر من اهتمام الذکور، کما قد تفسر هذه النتیجة بوجود رضا أکبر لدى الطالبات الموهوبات عن البیئة المدرسیة مما یزید فی استثارة الدافعیة العقلیة لدیهن بدرجة أکبر من أقرانهن الموهوبین من الذکور.

تتفق هذه النتیجة مع نتیجة دراسة (العسیری، 2016) التی أشارت إلى وجود فروق لصالح طالبات الجامعة فی الترکیز العقلی واختلفت معها فی الجوانب الأخرى حیث أشارت إلى عدم وجود فروق بین الذکور والإناث.

وتختلف مع نتیجة دراسة (طنوس،  2013)؛ و دراسة (حموک وعلی، 2013) التی أشارتا إلى وجود فروق ذات دلالة فی الدافعیة العقلیة لصالح الذکور من طلاب الجامعة.

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

أبو لطیفة، لؤی (2016). علم النفس التربوی. الدمام، مکتبة دار المتنبی.

جروان، فتحی عبد الرحمن (2015). أسالیب الکشف عن الموهوبین ورعایتهم. ط2 عمان: دار الفکر.

جروان، فتحی عبد الرحمن (2012). برامج رعایة الموهوبین والکشف عنهم. ط1، عمان: دار الفکر.

حموک، ولید سالم وعلی، قیس محمد (2013). قیاس الدافعیة العقلیة لدى طلبة جامعة الموصل، مجلة أبحاث کلیة التربیة الأساسیة، 2(4)، 234-262.

الحارثی، سهى عمر (٢٠٠٣). الخجل وعلاقته بدافعیة الإنجاز والتحصیل الدراسی لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمدینة مکة المکرمة والطائف. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

خلیفة، عبداللطیف محمد (2017). الموهوبون وخصائصهم الشخصیة والسلوکیة: موضوعات أساسیة فی تربیة الموهوبین. ط2، المجلس الوطنی للإعلام، دار قندیل للطباعة والنشر والتوزیع، الإمارات العربیة المتحدة.

دی بونو، إدوارد (2001). التفکیر الجانبی کسر للقیود المنطقیة، ترجمة: نایف الخوص، منشورات وزارة الثقافة. الهیئة العامة السوریة للکتاب.

الروسان، فاروق. (2013). سیکولوجیة الأطفال غیر العادیین: مقدمة فی التربیة الخاصة (ط10). عمّان، الأردن: دار الفکر.

الریماوی، محمد عودة (2004). علم النفس العام. عمان: دار المسیرة للنشر والتوزیع.

ستیرنبرغ، روبرت ودیفیدسون، جانیت (2009). مفاهیم الموهبة. إصدارات موهبة العلمیة، مؤسسة الملک عبدالعزیز ورجاله للموهبة والإبداع، مکتبة العبیکان، الریاض.

السرور، نادیا هایل (2010). تعلیم التفکیر فی المنهج المدرسی. عمان: دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع.

شاهین، عونی معین (2017). برامج رعایة الموهوبین حسب فئاتهم العمریة: موضوعات أساسیة فی تربیة الموهوبین. المجلس الوطنی للإعلام، دار قندیل للطباعة والنشر والتوزیع، الإمارات العربیة المتحدة.

الشباطات، أحمد محمد (207). الکشف عن الموهوبین والمبدعین. الباحة، السعودیة.

الشهرانی، محمد (2012). القدرة التنبؤیة للدافعیة العقلیة بالتحصیل الأکادیمی لدى عینة من طلبة جامعة القصیم. مجلة الدراسات التربویة والنفسیة، جامعة السلطان قابوس، 10(2)، 75-101..

طنوس، إیاد سهیل نجیب (2013). أسالیب التفکیر وعلاقتها بالدافعیة العقلیة لدى الطلبة. رسالة ماجستیر، جامعة عمان العربیة، کلیة العلوم التربویة والنفسیة، الأردن.

العسیری، محمد علی محمد (2016). أسالیب التفکیر والدافعیة العقلیة لدى طلبة کلیة التربیة بجامعة الملک  سعود، المجلة التربویة الدولیة المتخصصة، 5(5)، 52-73.

عبد الخالق، أحمد والنیال، مایسة (2005). الدافع للانجاز وعلاقته بقلق الموت لدى طلاب من دلة قطر، دراسات نفسیة، 3(12)، 42-57.

عدس، عبد الرحمن وتوق، محی الدین (2005). المدخل إلى علم النفس، ط6. عمان:  دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع.

عسکر، علی والقنطار، فایز (2005). مدخل إلى علم النفس التربوی. عمان، الأردن، مکتبة الفلاح للنشر والتوزیع.

العنانی، حنان (2002). علم النفس التربوی. عمان: دار صفاء للنشر والتوزیع، الأردن.

القاطعی، عبدالله علی والضبیان، صالح موسى والحازمی، مطلق طلق والسلیم، الجوهرة سلیمان (1421هـ- 2000). برنامج الکشف عن الموهوبین ورعایتهم. الریاض: مدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة.

مرعی، توفیق ونوفل، محمد (2008). الصورة الأردنیة الأولیة لمقیاس کالیفورنیا للدافعیة العقلیة دراسة میدانیة على طلبة کلیة العلوم التربویة الجامعیة الأونروا فی الأردن، مجلة جامعة دمشق. 7 (74) ، .789-757

نوفل، محمد بکر (2004). أثر برنامج تعلیمی مستند إلى نظریة الإبداع الجاد فی تنمیة الدافعیة العقلیة لدى طلبة الجامعة من ذوی السیطرة الدماغیة الیسرى. رسالة دکتوراه غیر منشورة، الجامعة العربیة للدراسات العلیا، عمان.

النافع، عبد الله والقاطعی، عبد الله والضبیبان، صالح والحازمی، مطلق والسلیم، الجوهرة (2002).  برنامج الکشف عن الموهوبین ورعایتهم.  الریاض: مدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة.

 

المراجع الأجنبیة:

Arwan, R. U-N.& Noureen, G.& Naz, A. (2010). A Study of Relationship between Achievement Motivation, Self Concept and Achievement in English and Mathematics at Secondary Level. International Education Studies, 4(3), 72- 79.

 Cokluk-Bokeoglu. O,(2008).Testing Factor Structure of California Measure of Mental Motivation Scale in Turkish Primary School Students and Examining Its Relation to Academic Achievement, AnkaraUniversity, Journal of Faculty of Educational Sciences. www.insightassessment. com/CT/node_914

De Bono, E. (2001). Lateral thanking concepts http://www.edwdebono.com/debono/lateral.htm. Retrieved 15 Jun 2014.

Davis, Gary A., & Rimm, Sylvia B. (2001). Education of the Gifted and Talented. 4thed. Pearson Education Company. USA.

Nathantzer and Kurt Becker, (2009) motivation while Designing in Engineering and Technology Education Impacted by Academic preparation, volume 46, Number 3, winter.

Ozdenir (2008). Testing Factor structure of California measure of mental motivation scale in Turkish primary school student and expanding it's Relation to Academic A achievement, World Applied sciences journal, 4(1), 201-222.

Renzulli, J.S. (1994). Schools for talent development: A practical plan for total school improvement. Mansfield Center, CT: Creative Learning Press.

Sternberg, Robert J. & Davidson, Janet E. (2005). Conceptions of Giftedness. Cambridge university press, New York, USA.

 

 

 

 

 


 

 

 

المراجع
أبو لطیفة، لؤی (2016). علم النفس التربوی. الدمام، مکتبة دار المتنبی.
جروان، فتحی عبد الرحمن (2015). أسالیب الکشف عن الموهوبین ورعایتهم. ط2 عمان: دار الفکر.
جروان، فتحی عبد الرحمن (2012). برامج رعایة الموهوبین والکشف عنهم. ط1، عمان: دار الفکر.
حموک، ولید سالم وعلی، قیس محمد (2013). قیاس الدافعیة العقلیة لدى طلبة جامعة الموصل، مجلة أبحاث کلیة التربیة الأساسیة، 2(4)، 234-262.
الحارثی، سهى عمر (٢٠٠٣). الخجل وعلاقته بدافعیة الإنجاز والتحصیل الدراسی لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمدینة مکة المکرمة والطائف. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.
خلیفة، عبداللطیف محمد (2017). الموهوبون وخصائصهم الشخصیة والسلوکیة: موضوعات أساسیة فی تربیة الموهوبین. ط2، المجلس الوطنی للإعلام، دار قندیل للطباعة والنشر والتوزیع، الإمارات العربیة المتحدة.
دی بونو، إدوارد (2001). التفکیر الجانبی کسر للقیود المنطقیة، ترجمة: نایف الخوص، منشورات وزارة الثقافة. الهیئة العامة السوریة للکتاب.
الروسان، فاروق. (2013). سیکولوجیة الأطفال غیر العادیین: مقدمة فی التربیة الخاصة (ط10). عمّان، الأردن: دار الفکر.
الریماوی، محمد عودة (2004). علم النفس العام. عمان: دار المسیرة للنشر والتوزیع.
ستیرنبرغ، روبرت ودیفیدسون، جانیت (2009). مفاهیم الموهبة. إصدارات موهبة العلمیة، مؤسسة الملک عبدالعزیز ورجاله للموهبة والإبداع، مکتبة العبیکان، الریاض.
السرور، نادیا هایل (2010). تعلیم التفکیر فی المنهج المدرسی. عمان: دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع.
شاهین، عونی معین (2017). برامج رعایة الموهوبین حسب فئاتهم العمریة: موضوعات أساسیة فی تربیة الموهوبین. المجلس الوطنی للإعلام، دار قندیل للطباعة والنشر والتوزیع، الإمارات العربیة المتحدة.
الشباطات، أحمد محمد (207). الکشف عن الموهوبین والمبدعین. الباحة، السعودیة.
الشهرانی، محمد (2012). القدرة التنبؤیة للدافعیة العقلیة بالتحصیل الأکادیمی لدى عینة من طلبة جامعة القصیم. مجلة الدراسات التربویة والنفسیة، جامعة السلطان قابوس، 10(2)، 75-101..
طنوس، إیاد سهیل نجیب (2013). أسالیب التفکیر وعلاقتها بالدافعیة العقلیة لدى الطلبة. رسالة ماجستیر، جامعة عمان العربیة، کلیة العلوم التربویة والنفسیة، الأردن.
العسیری، محمد علی محمد (2016). أسالیب التفکیر والدافعیة العقلیة لدى طلبة کلیة التربیة بجامعة الملک  سعود، المجلة التربویة الدولیة المتخصصة، 5(5)، 52-73.
عبد الخالق، أحمد والنیال، مایسة (2005). الدافع للانجاز وعلاقته بقلق الموت لدى طلاب من دلة قطر، دراسات نفسیة، 3(12)، 42-57.
عدس، عبد الرحمن وتوق، محی الدین (2005). المدخل إلى علم النفس، ط6. عمان:  دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع.
عسکر، علی والقنطار، فایز (2005). مدخل إلى علم النفس التربوی. عمان، الأردن، مکتبة الفلاح للنشر والتوزیع.
العنانی، حنان (2002). علم النفس التربوی. عمان: دار صفاء للنشر والتوزیع، الأردن.
القاطعی، عبدالله علی والضبیان، صالح موسى والحازمی، مطلق طلق والسلیم، الجوهرة سلیمان (1421هـ- 2000). برنامج الکشف عن الموهوبین ورعایتهم. الریاض: مدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة.
مرعی، توفیق ونوفل، محمد (2008). الصورة الأردنیة الأولیة لمقیاس کالیفورنیا للدافعیة العقلیة دراسة میدانیة على طلبة کلیة العلوم التربویة الجامعیة الأونروا فی الأردن، مجلة جامعة دمشق. 7 (74) ، .789-757
نوفل، محمد بکر (2004). أثر برنامج تعلیمی مستند إلى نظریة الإبداع الجاد فی تنمیة الدافعیة العقلیة لدى طلبة الجامعة من ذوی السیطرة الدماغیة الیسرى. رسالة دکتوراه غیر منشورة، الجامعة العربیة للدراسات العلیا، عمان.
النافع، عبد الله والقاطعی، عبد الله والضبیبان، صالح والحازمی، مطلق والسلیم، الجوهرة (2002).  برنامج الکشف عن الموهوبین ورعایتهم.  الریاض: مدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة.
 
المراجع الأجنبیة:
Arwan, R. U-N.& Noureen, G.& Naz, A. (2010). A Study of Relationship between Achievement Motivation, Self Concept and Achievement in English and Mathematics at Secondary Level. International Education Studies, 4(3), 72- 79.
 Cokluk-Bokeoglu. O,(2008).Testing Factor Structure of California Measure of Mental Motivation Scale in Turkish Primary School Students and Examining Its Relation to Academic Achievement, AnkaraUniversity, Journal of Faculty of Educational Sciences. www.insightassessment. com/CT/node_914
De Bono, E. (2001). Lateral thanking concepts http://www.edwdebono.com/debono/lateral.htm. Retrieved 15 Jun 2014.
Davis, Gary A., & Rimm, Sylvia B. (2001). Education of the Gifted and Talented. 4thed. Pearson Education Company. USA.
Nathantzer and Kurt Becker, (2009) motivation while Designing in Engineering and Technology Education Impacted by Academic preparation, volume 46, Number 3, winter.
Ozdenir (2008). Testing Factor structure of California measure of mental motivation scale in Turkish primary school student and expanding it's Relation to Academic A achievement, World Applied sciences journal, 4(1), 201-222.
Renzulli, J.S. (1994). Schools for talent development: A practical plan for total school improvement. Mansfield Center, CT: Creative Learning Press.
Sternberg, Robert J. & Davidson, Janet E. (2005). Conceptions of Giftedness. Cambridge university press, New York, USA.