مدى فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوکي في تحسين مقاومة الإغراء لدى عينة من المراهقات بالمملکة العربية السعودية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دکتوراه في التوجيه والإرشاد النفسي المملکة العربية السعودية

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية للتعرف على مدى فاعلية برنامج معرفي سلوکي في تحسين مقاومة الإغراء لدى عينة من المراهقات السعوديات، أجريت الدراسة على عينة بلغ قوامها 20 مفردة (10 مجموعة ضابطة، 10 مجموعة تجريبية) تراوحت أعمارهن ما بين وتتراوح أعمارهن بين (14-22) بلغ المتوسط العمري (16.33) والانحراف معياري (1.53). واستخدمت الدراسة مقياس مقاومة الإغراء، وبرنامج معرفي سلوکي لتحسين مقاومة الإغراء للمرهقات، وبعد تطبيق البرنامج وتجميع البيانات أمکن معالجة البيانات الإحصائية والتي أظهرت فعالية البرنامج المعرفي السلوکي في تحسين مقاومة الإغراء لدى المجموعة التجريبية ويتضح ذلک من خلال مقارنة القياس القبلي بالبعدي حيث کانت الفروق ذات دلالة إحصائية کما أن مستوى حجم الأثر کان مرتفع. وکما أظهر النتائج استمرار التحسن ويتضح ذلک في احتفاظ المجموعة التجريبية بمستوى مرتفع من مقاومة الإغراء بعد مرور شهرين على تطبيق البرنامج. کما أن التحسن لدى المجموعة الضابطة کان منخفض نتيجة عدم التدخل بالبرنامج الإرشادي.
This study aimed at identifying the effectiveness of a behavioral cognitive program on improving resistance to seduction among a sample of Saudi adolescents. The study was conducted on a sample of 20) individuals (10 control groups, 10 experimental groups), their age ranged from (14-22) and the average age was 16.33 years and the standard deviation was 1.53. The study used a measure of resistance to seduction and a behavioral cognitive program to improve resistance to seduction. The applying of the program, data collection and statistical data processing revealed the effectiveness of the cognitive-behavioral program on improving the resistance of seduction in the experimental group. This is illustrated by the comparison of the pre and post measurement, where the differences were statistically significant and the level size of impact was high. The results also showed that the improvement continued, as demonstrated by the fact that the experimental group maintained a high level of resistance to seduction for two months after applying the program. The improvement in the control group was also low due to non-intervention of the counseling program.
 
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

             کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

مدى فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی فی تحسین مقاومة الإغراء لدى عینة من المراهقات بالمملکة العربیة السعودیة

 

 

إعـــداد

مشاعل الحسین البرکاتی الشریف

دکتوراه فی التوجیه والإرشاد النفسی

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الأول –  ینایر2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 


ملخص : -

هدفت الدراسة الحالیة للتعرف على مدى فاعلیة برنامج معرفی سلوکی فی تحسین مقاومة الإغراء لدى عینة من المراهقات السعودیات، أجریت الدراسة على عینة بلغ قوامها 20 مفردة (10 مجموعة ضابطة، 10 مجموعة تجریبیة) تراوحت أعمارهن ما بین وتتراوح أعمارهن بین (14-22) بلغ المتوسط العمری (16.33) والانحراف معیاری (1.53). واستخدمت الدراسة مقیاس مقاومة الإغراء، وبرنامج معرفی سلوکی لتحسین مقاومة الإغراء للمرهقات، وبعد تطبیق البرنامج وتجمیع البیانات أمکن معالجة البیانات الإحصائیة والتی أظهرت فعالیة البرنامج المعرفی السلوکی فی تحسین مقاومة الإغراء لدى المجموعة التجریبیة ویتضح ذلک من خلال مقارنة القیاس القبلی بالبعدی حیث کانت الفروق ذات دلالة إحصائیة کما أن مستوى حجم الأثر کان مرتفع. وکما أظهر النتائج استمرار التحسن ویتضح ذلک فی احتفاظ المجموعة التجریبیة بمستوى مرتفع من مقاومة الإغراء بعد مرور شهرین على تطبیق البرنامج. کما أن التحسن لدى المجموعة الضابطة کان منخفض نتیجة عدم التدخل بالبرنامج الإرشادی.

الکلمات المفتاحیة: مقاومة الإغراء, الإرشاد المعرفی السلوکی. المراهقات.


Summary : -

This study aimed at identifying the effectiveness of a behavioral cognitive program on improving resistance to seduction among a sample of Saudi adolescents. The study was conducted on a sample of 20) individuals (10 control groups, 10 experimental groups), their age ranged from (14-22) and the average age was 16.33 years and the standard deviation was 1.53. The study used a measure of resistance to seduction and a behavioral cognitive program to improve resistance to seduction. The applying of the program, data collection and statistical data processing revealed the effectiveness of the cognitive-behavioral program on improving the resistance of seduction in the experimental group. This is illustrated by the comparison of the pre and post measurement, where the differences were statistically significant and the level size of impact was high. The results also showed that the improvement continued, as demonstrated by the fact that the experimental group maintained a high level of resistance to seduction for two months after applying the program. The improvement in the control group was also low due to non-intervention of the counseling program.

Keywords: Resistance to Seduction, Behavioral Cognitive Counseling. Teenagers


مقدمة : -

یتسم عصرنا هذا بأنه عصر الضعف الأخلاقی وأزمة الضمیر, والذی من مظاهره (العنف الفکری, والعاطفی والسلوکی, والذی یشمل القسوة والسرقة والغش وارتفاع معدلات الإغراء, أی وجود حالة عجز بالضمیر, وسبب هذا العجز بالضمیر هو أسرة الفرد التی نشأ فیها, وما نتج عن ذلک من فقدان الاحترام والعدل والتسامح (أیمن شحاتة, 2008). وتعد مقاومة الإغراء من المفاهیم النفسیة التی حظیت على الکثیر من الاهتمام من قبل الباحثین فی دراستهم للنمو الخلقی لدى الفرد, وذلک لان مقاومة الاغراء یعد محک مقبول لتحدید مستوى النمو الأخلاقی لدى الفرد, والذی یقاس بمدى قدرة الفرد على مقاومة الإغراءات التی تواجهه,               أو الامتناع عن القیام بالسلوکیات التی تتعارض مع قیم المجتمع وعاداته                                    (صبری الطراونة, 2010).

فالإغراءات عمومًا هی غریزة حشویة فوریة مدفوعة من قبل الإحتیاجات المادیة والفسیولوجیة للفرد (Loewenstein,1996). ویعرف شوارتز وفیلدمان وبراون وهیمجارتر Schwartz, Feldman, Brown, & Hemgarter (1969) مقاومة الاغراء بأنه عدم استسلام الفرد للإغراءات التی یتعرض لها ومقاومتها. ویرى تالورا ولیTalwar & Lee (2008) أن نموذج مقاومة الإغراء تم تصمیمة تجریبًا من قبل کل من سیرز وراو والبیرت Sears, Rau & Alpert بصورة تقلیدیة فی عام 1965, وذلک من خلال ترک مجموعة من الأطفال لوحدهم داخل غرفة مع مجموعة من اللعب لفترة قصیرة من الزمن وأن یطلب المجرب منهم عدم لمسها أو النظر إلیها فی غیاب المجرب ویتم مراقبتهم.

 فکل سلوک یصدر عن الإنسان خیرًا کان أم شرًا، یظهر صداه فی المجتمع، فالسلوک الأخلاقی لا یکون إلا بوجود طرفین: صاحب السلوک، والمجتمع المتأثر بنتائج هذا السلوک، ولذلک فإن السلوک الأخلاقی مهم فی حیاة الإنسان, ویعد النمو الأخلاقی من أهم مظاهر النمو الاجتماعی والانفعالی لشخصیة الفرد؛ لأن الأخلاق عنصر مهم وأساسی من عناصر وجود المجتمع وبنائه، فلا یستطیع أی مجتمع أن یعیش ویستمر دون وجود قوانین وقواعد تنظم علاقات أفراده (صبری الطراونة, 2014).

لذا قد تم دراسة السلوک الإغرائی من قبل العدید من الباحثین وأکدوا على أن تطور القدرة على الإغراء ومقاومتة تعتمد على النمو المعرفی والأخلاقی(Talwar & Lee, 2008). واستخدم فی کثیر من الأبحاث حول مفهوم الاغراء مفهوم یسمى نموذج مقاومة الاغراء (Evans, Xu, & Lee, 2011; Lewis, Stanger, & Sullivan, 1989; Polak & Harris, 1999).

وتشیر العدید من الدراسات إلى أن الإغراءات تنطوی على جوانب من الرغبة فی الحصول على المتعة التی تعد مکافئة أو حافز للإنغماس فی تلک الإغراءات, ولکن ینظر إلى الإغراءات من منظور عصبی على أنها تختلف عن کونها مجرد مکافئة أو حافز یحصل علیه الفرد من جراء اتباع الاغراءات, فالاغراءات تثیر مفهومی الإعجاب والرغبة اللذان یثیران ملذات حسیة بالدماغ, وتعد الرغبة جوهر الإغراء والتی تختلف عن الإشباع لأنها تجسد الدافع أو المحفز الذی یوجد بالمکافئة التی تحتویها الإغراءات, فمثلا إدمان المخدرات هو حافز لرغبة سلبیة والذی یصعب التغلب علیه ویختلف عن الإغراءات الأخرى التی تقدم أو الرغبات الأخرى التی تقدم حافز إیجابی Berridge, Robinson, & Aldridge, 2009)).

والعلاج المعرفی السلوکی یمتاز بقدرته على مساعدة المسترشدین على خفض حدة الصراعات الداخلیة, وتحقیق الأهداف المطلوبة, وتقلیل التصادم مع الأخرین المحیطین بالفرد (صلاح الدین الضامن, 2017). والنظریة المعرفیة ترى أن قبل قیام الفرد بالسلوکیات الاخلاقیة کمقاومة الإغراء والصدق والایثار وغیرها من السلوکیات, یسبق ذلک عملیات معرفیة کإدراک الفرد لنتیجة السلوک فی ضوء خبراته السابقة وتفکیره المنطقی, کما تتأثر هذه السلوکیات الاخلاقیة بالمستوى الاجتماعی والاقتصادى للأسرة والفرد Gill, 1986)).

وتعد مرحلة المراهقة من أهم مراحل التطبیع الاجتماعی؛ حیث یتم من خلالها تکوین علاقات جدیدة طیبة مع رفاق من نفس العمر ونمو الثقة بالذات, والشعور الواضح بکیان الفرد وتقبل المسؤولیة الاجتماعیة وامتداد الاهتمامات إلى خارج حدود الذات واختیار المهنة والاستعداد لها, وتحقیق الاستقلال الاقتصادی وتکوین المهارات والمفاهیم من خلال المشارکة فی أنشطة الحیاة الیومیة ومواقفها, ومعرفة السلوک الاجتماعی المقبول الذی یقوم على المسؤولیة وممارسات المراهق ونموه واکتساب قیم مختارة ناضجة وسلیمة تتفق مع معاییر البیئة التی یعیش فیها, وإعادة تنظیم الذات ونمو ضبط النفس (حامد زهران, 2001, 224).

مشکلة الدراسة

ترجع مشکلة الدراسة إلى ما تشیر إلیه الدراسات باستمرار إلى أن فشل الأفراد فی تحقیق أهدافهم طویلة الأجل یرجع فی المقام الأول إلى فشلهم فی ضبط النفس وکیفیة تعاملهم مع الإغراءات التی تواجههم فی حیاتهم الیومیة وکیفیة التغلب علیها (Trope & Fishbach, 2000; Hoch & Loewenstein, 1991; Fujita, 2011). کما یعد الهدف الأساسی من عملیة التنشئة الاجتماعیة هی تشجیع الفرد على التحکم فی سلوکیاته وخاصة فیما یتعلق بالسلوکیات التی تنصب على عدم القدرة على السیطرة النفس أمام المغریات الحیاتیة المتنوعة, وذلک فی ظل غیاب عقوبة الأخرین أو الوالدین لسوکیاته غیر الأخلاقیة (Fry, 1975). لذلک یحتاج الفرد إلى السیطرة على استجابته الخاصة بدلا من أن یقوم شحص أخر بالتحکم فی سلوکیاته (Berger, 1981).

ومن الجدیر بالذکر أن مفهوم مقاومة الإغراء فی دراسات النمو الأخلاقی یعد محک مقبول لتحدید مستوى النمو الخلقی عند الفرد، إذ یتم قیاس النمو الخلقی عند الفرد من خلال القدرة على مقاومته إغراء المواقف المتنوعة التی یتعرض لها، وعدم القیام بالسلوک المنافی للقیم والعادات السائدة فی المجتمع، وهناک معاییر أخلاقیة تحدد السلوک الأخلاقی من السلوک غیر الأخلاقی، وتسعى مؤسسات المجتمع من خلال عملیة التنشئة الإجتماعیة لإکسابها لأفراد المجتمع، وإذا التزم الفرد بهذه المعاییر، فأنه سیتراجع عن السلوکات غیر الأخلاقیة مثل: الخیانة، والتزویر، والسرقة، والکذب؛ لاعتقاده بأن هذه السلوکات لا تتماشى مع المعاییر الاجتماعیة، ویتطور لدیه مفهوم ضبط الذات، الذی یعد مرادفاً لمفهوم مقاومة الإغراء                (صبری الطراونة، 2000؛ جودت عبدالهادی، 2000, 71؛ صبری الطراونة, 2014).

کما تظهر مشکلة الدراسة من خلال ما توصلت إلیه العدید من الدراسات عن وجود علاقة ارتباط إیجابی بین مقاومة الإغراء وأنماط التفکیر کدراسة صبری الطراونة ومحمد أمین القضاة. (2014) والتی توصلت أیضا إلى تدنی درجة مقاومة الإغراء لدى طلاب الجامعة, وأن الإناث أکثر مقاومة للإغراء من الذکور. وأیضا توصلت دراسة صبری الطراونة (2000) إلى وجود علاقة ارتباط عکسیة بین الضغط النفسی ومقاومة الإغراء. وتوصلت دراسة Silverman (2003)إلى أن الإناث أکثر مقاومة للإغراء وضبط النفس مقارنة بالذکور. وتوصل                   Park (2016) من خلال دراسة له إلى وجود علاقة ارتباط إیجابی بین مقاومة الإغراء والسعی نحو تحقبق الأهداف, ووجود علاقة ارتباط سلبیة بین الإنغماس فی الإغراءات وضبط النفس والسیطرة علیها فی المستقبل, ووجود علاقة ارتباط إیجابی بین مقاومة الإغراءات وضبط النفس, حیث تعد عملیة ضبط النفس أحد آلیات مقاومة الإغراءات والتغلب علیها.

کما عزز إحساس الباحثة بمشکلة الدراسة وجود ندرة شدیدة فی الدراسات التی تناولت مفهوم مقاومة الإغراء بوجهة عام وبالأخص الدراسات التی تهدف إلى تعزیز وتحسین مقاومة الإغراء من منظور شبه تجریبی سواء أکان فی البیئة الأجنبیة أو العربیة أو السعودیة وذلک فی حدود إطلاع الباحثة, فمن خلال البحث فی هذا المضمار لم تجد الباحثة سوى أربعة دراسات تناولت بالدراسة مفهوم مقاومة الإغراء من منظور شبه تجریبی منها ثلاثة بالبیئة الأجنبیة وهی دراسة ماریوت Marrott (1980) والتی هدفت إلى معرفة أثر مشاهدة القصص التلفزیونیة على تنمیة قدرة الأطفال على مقاومة الاغراء, ودراسة جیل Gill (1995) التی حاولت معرفة أثر التنشئة الاجتماعیة على مقاومة الإغراء, ودراسة نیلسون Nelson (2013) معرفة العلاقة الارتباطیة بین مقاومة الإغراء والنمو المعرفی لدى عینة من الأطفال قبل سن دخول المدرسة, أما الدراسة الرابعة والأخیرة فکانت فی بیئة عربیة وفی العراق بالتحدید وهی دراسة فیصل الدلیمی (2014) والتی استهدفت معرفة أثر برنامج إرشادی فی تنمیة مقاومة الإغراء لدى طلاب المرحلة الإعدادیة, کما نلاحظ أن هذه الدراسات تم إجرائها على عینات من أطفال المدارس، ومن هنا یأتی ترکیز الباحثة على هذه الموضوع لدراستة لدى المراهقات فی المملکة العربیة السعودیة وافتقار البیئة السعودیة لمثل هذه الدراسات بهدف تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى الفتیات المراهقات.

ونتیجة لما سبق عرضه حول مفهوم مقاومة الإغراء وأهمیتة فی تحدید الجوانب الاخلاقیة لدى الفرد وعلاقته بأسالیب التفکیر والضغط النفسی وغیرها من المتغیرات النفسیة, لذلک کانت هناک حاجة ماسة إلى إعداد برنامج یهدف إلى تنمیة مقاومة الإغراء لدى المراهقات فی البیئة السعودیة, الذین یتعرضون لکثیر من الإغراءات الفکریة والمادیة والعاطفیة وغیرها من الإغراءات التی ینتج نتیجة الإنغماس فیها إلى الانحراف عن القیم الاجتماعیة الایجابیة وظهور السلوکیات المنحرفة أخلاقیًا, لذا تتحدد مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیس التالی "ما مدى فاعلیة برنامج معرفی سلوکی فی تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى عینة من المراهقات السعودیات" ویتفرع من هذا السؤال الرئیس التساؤلات الفرعیة التالیة:

1- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة فی اتجاه القیاس البعدی على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات.

2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی للمجموعة الضابطة على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات.

3- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعة الضابطة والتجریبیة فی القیاس البعدی على مقیاس مقاومة الإغراء فی اتجاه المجموعة التجریبیة لدى عینة الدراسة من المرهقات.

4- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة بعد مرور شهرین على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات.

أهداف الدراسة

تسعى الدراسة إلى تحقیق الأهداف التالیة:

1-      إعداد برنامج معرفی سلوکی والتحقق من مدى فاعلیته فی تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى عینة من المراهقات السعودیات.

2-      معرفة الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی وفی اتجاه القیاس البعدی على مقیاس مقاومة الإغراء لدى المجموعة التجریبیة من لدى عینة من المراهقات السعودیات.

3-      معرفة الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی على مقیاس مقاومة الإغراء لدى المجموعة الضابطة من لدى عینة من المراهقات السعودیات.

4-      معرفة الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین بین المجموعة الضابطة والتجریبیة فی القیاس البعدی على مقیاس مقاومة الإغراء وفی اتجاه المجموعة التجریبیة لدى عینة من المراهقات السعودیات.

5-      معرفة الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی على مقیاس مقاومة الإغراء لدى المجموعة التجریبیة لدى عینة من المراهقات السعودیات وذلک بعد مرور شهرین من أنتهاء تطبیق البرنامج.

أهمیة الدراسة

تتبلور الأهمیة النظریة والتطبیقیة للدراسة فیما یلی:

أ- الأهمیة النظریة للدراسة

1-      أهمیة مرحلة المراهقة وما ینتابها من تغیرات نفسیة وفسیولوجیة واجتماعیة, وأثر التقدم التکنولوجی فی وسائل الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات السلبیة على هذه المرحلة العمریة, وما یتعرضون له من إغراءات مختلفة.

2-      أهمیة دراسة مفهوم مقاومة الإغراء الذی یعد مفتاحاً لقیاس الناحیة الاخلاقیة للفرد والمجتمع معاً, وإعداد برنامج إرشادی یهدف إلى تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى المرهقات وخصوصاً فی ظل الإنفتاح الفکری والمعرفی والتکنولوجی.

3-      ندرة الدراسات التی حاولت إعداد برنامج إرشادی معرفی سلوکی لتنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى المراهقات فی البیئة الاجنبیة والعربیة, وبالأخص لدى المراهقات بالمجتمع السعودی على وجه التحدید.

4-      المساهمة فی جذب أنظار الباحثین إلى دراسة مقاومة الإغراء وإعداد البرامج الإرشادیة لذلک, ولدى فئات أخرى وعلاقة مقاومة الإغراء بمتغیرات أخرى.

5-      المساهمة فی إثراء المکتبة النفسیة بدراسة فاعلیة برنامج معرفی سلوکی لتنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى المراهقات السعودیات.

ب- الأهمیة التطبیقیة للدراسة

1-       المساهمة فی توفیر برنامج یمکن الاعتماد علیه فی تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء.

2-      زیادة الوعی الأسری والمجتمعی بأهمیة وکیفیة مقاومة الإغراء وخصوصاً لدى الفتیات المراهقات فی البیئة العربیة.

3-      زیادة الوعی بالآثار السلبیة المترتبة على الانحراف السلوکی والأخلاقی وعدم مقاومة الإغراء؛ وذلک بالنسبة للفرد والمجتمع.

الإطار النظری للدراسة

أولاً- مقاومة الإغراء

یعد مقاومة الإغراء أحد معاییر الحکم على أخلاقیة السلوک وعدم انحرافة عن العادات والقیم الإیجابیة التی یتبناها المجتمع وفیما یلی نعرض لمفهوم مقاومة الإغراء وکیفیة تجنبها والنظریات المفسرة لمقاومة الإغراء وذلک کما یلی:

مفهوم مقاومة الإغراء

مصطلح مقاومة الإغراء کان یطلق علیه فی السابق مصطلح مقاومة الخیانة والغش والخداع والاحتیال .(Hartshorne & May, 1928, 343) وفی هذا الصدد یعرف (Hoffman (1979 مقاومة الإغراء بأنها قدرة الفرد على السیطرة على سلوکیاته والاتجاهات السلوکیة المنحرفة وذلک فی غیاب العقوبة الخارجیة, وحتى عندما تکون احتمالات کشف الانسان والعقاب غیر محتمل. ویعرف حسن غولی وجبار العکیلی (2014, 69) مقاومة الإغراء بأنها عبارة عن قدرة الفرد على ضبط سلوکه وکبت مشاعرة عن طریق تقییم ذاته, والإلتزام بمعاییره الشخصیة والاجتماعیة, مما یمنحة فرصة الضبط الذاتی فی المواقف الإغرائیة. فی حین یعرف بوند وروبنسون Bond & Robinson (1988, 295) الإغراء بأنه عبارة عن اتصال یتمیز بالکذب بین أطراف التواصل یهدف إلى الإستفادة من عملیة التواصل.

ومقاومة الإغراء هی امتناع الفرد ذاتیًا عن القیام بسلوک یشبع حاجة ملحة لدیه، کان بمقدوره القیام بها حیث لا أحد یراقبه أو یمنعه، لأن هذا السلوک ینافی الأخلاق والقیم والعادات والتقالید السائدة فی المجتمع (صبری خلیل الطراونة, 2016). مقاومة الاغراء ایضاً هو قدرة الفرد على مقاومة الإغراءات التی یتعرض لها ویکون مسؤول عن تصرفاته تجاه هذه الإغراءات ولیس مجرد رد فعل Roy, 1974)). ویعرف (Lazarus, (1985 مقاومة الإغراء بأنها حالة من مکافحة الفرد لأهوائه ورغباته, والتی تعد أحد مکونات ضمیر الفرد وشعوره بالذنب عند القیام بسلوک یتنافى مع معاییر البیئة المحیطة به.

ویعرف رایت Wright (1991, 44) مقاومة الإغراء بأنها قدرة الفرد على الامتناع ذاتیا عن القیام بسلوک یشبع حاجة ملحة لدیه وکان بإمکانه القیام به حیث لا أحد یمنعه أو یراقبه, وإنما یتعاض مع الأخلاق والقیم الاجتماعیة. بینما یعرف عبد المطلب القریطی (1998, 187) مقاومة الإغراء على أنها نزعة الفرد القویة إلى الإقدام نحو تحقیق الهدف أو الإحجام عنه, وهذا ما یحدده مدى شدة الدافع فی الاتجاه نحو تحقیق الهدف أو بالاتجاه بعیدًا عنه.

ونتیجة لما سبق من تعریفات عن مفهوم مقاومة الإغراء تعرف الباحثة مقاومة الإغراء بأنها قدرة الفرد على السیطرة على النفس من خلال التجاهل أو الابتعاد أو المواجهة وغیرها أمام الإغراءات التی یتعرض لها وذلک برغم من قدرته على الإنغماس فی الإغراء الذی یتعرض له دون أن یراه أو یراقبه أحد من البشر ولکن یراقبه ضمیره وذاته واضعا نصب عینیه العادات والقیم التی یحترمها ویقدرها المجتمع الذی یعیش فیه"، وتعرف الباحثة مقاومة الإغراء إجرائیا بأنه "الدرجة التی تحصل علیها المراهقة أحد أفراد عینة الدراسة على مقیاس مقاومة الإغراء المستخدم فی الدراسة الحالیة وأبعاده المختلفة".

أنواع الإغراء

تتباین مظاهر السلوک الإغرائی حسب طبیعة الإغراءات ونوع الجنس, فمن أنواع الإغراء: التدخین, تعاطی المخدرات, السرقة, الغش المدرسی, والممارسات المخلة بالحیاة, والصحبة, والمعاکسات بواسطة الهاتف الجوال, والإدمان على متابعة الأفلام العاطفیة               (موفق سلیم بشارة, 2015). وهناک أنواع عدیدة للإغراء منها: الإغراء المادی، وإغراءات الغذاء، والإغراء الجسدی والعاطفی، والإغراء العقلی والفکری، والإغراء بالنجاح الدراسی، والإغراء بالوضع العام والمحیط الاجتماعی، وإغراء الصحبة، وإغراء التدخین، وإغراء النساء، وإغراء القمار وإغراء المواقع على شبکة الانترنت (حسن سهیل وجبار العکیلی, 2012, 103). ومن أنواع الإغراء ایضاً ما یلی:

1- الإغراء المادی: هذا النوع من الإغراء یحدث عندما یشعر الفرد بالحرمان المادی وعدم امتلاکه للمال الذی یلبی متطلبات حیاته، فقد یندفع للحصول على المال بأی طریقة               (عزت إسماعیل، 1988, 132).

2- الإغراء العاطفی: وهو یحدث عندما تقل فرص إشباع حاجات الفرد العاطفیة مثل الحب والتقدیر ویعنی تجاهل النمو العاطفی للفرد، بحیث یفتقد السیطرة على مشاعره وانفعالاته وتضعف مقاومته للمواقف العاطفیة.

3- الإغراء العقلی والفکری: وهو یحدث فی ضعف قدرة الفرد على مقاومة الأفکار التی تتسبب فی استسلامه لها، وهو ذلک الفکر الذی لا یلتزم بالقواعد والمعاییرالدینیة والتقالید والأعراف والنظم الاجتماعیة (علی الجنحی، 2007, 22).

4- الإغراء بالنجاح الدراسی: یعتبر الغش سلوکًا غیر مشروع وغیر مقبول اجتماعیًا، ففیه تتحقق بعض حاجات الفرد فی تحقیق النجاح والحصول على علامات مرتفعة، وهناک عوامل کثیرة تؤدی إلى الغش منها: التنشئة الأسریة، والعوامل الاجتماعیة والاقتصادیة (Nicole, Mead & Roy, 2009).

5- إغراء الغذاء: یتعرض الفرد خلال حیاته الیومیة إلى إغراءات الغذاء مثل: الإعلانات عن عرض افتتاح مطعم جدید یقدم أشهى المأکولات، الإعلان عن نوع من الشوکلاته، أو من خلال عرض الطعام فی المناسبات العائلیة العامة والخاصة، وعملیة مقاومة إغراءات   الغذاء تهدف إلى تذکیر الأفراد بضبط أنفسهم لتناول الکمیة المناسبة من الطعام (Fishbach, Friedman & Kruglanski, 2003)

النظریات المفسرة لمقاومة الإغراء

 هناک عدد من النظریات التی حاولت تفسیر الإغراء وکیفیة مقاومته نذکر منها                  ما یلی:

1-      نظریة التماثل السلوکی: والتی تؤکد على أن تعلم السلوکیات الاخلاقیة والمقبولة اجتماعیا یتم من خلال مراقبة الفرد لسلوکیات الآخرین, مما یزید من سلوکیات التنظیم الذاتی ومقاومة الإغراء, والتی تعتمد على الضمیر لدى الفرد والشعور بالذنب التی تعد من المعاییر التی یتم من خلالها الحکم على اخلاقیة السلوک, حیث نجد الفرد ذو الضمیر القوی ینتابه الشعور بالذنب أو القلق الداخلی عند انحرافة عن المعاییر الاجتماعیة أو الاخلاقیة, أما الشخص ذو الضمیر المنخفض نجده یعتمد فی توجیة سلوکیاته على العقاب الخارجی Stein, 1967, 158)).

2-      نظریة التحلیل النفسی: یرى أنصار هذه النظریة أن الفرد الذی قاوم الإغراءات ورغباته قد یشعر بنشوة ولذة یستشعرهما نتیجة التزامه وضبطه لشهواته، وأن الفرد عندما یعانی من التوتر، والقلق تقل درجة مقاومة الإغراء لدیه (حسن سهیل وجبار العکیلی، 2012, 76). کما تنظر إلى مفهوم مقاومة الإغراء على أنه حاجز یقف ضد التقدم أو التغییر لدى الفرد, والذی یمنع الفرد من الإفصاح عن الرغبات اللاشعوریة المکبوتة واستحضارها إلى حیز الشعور, ویستخدم الفرد مقاومة الإغراء للدفاع ضد القلق غیر المحتمل وخصوصًا فی حال وعیة بدوافعة المکبوتة (حسن غولی وجبار العکیلی, 2014).

3-      نظریة التعلم الاجتماعی: ینظر أنصار نظریة التعلم الاجتماعی إلى السلوکیات الاخلاقیة على أنها سلوکیات متعلمة یحکمها الثواب والعقاب, حیث یتم التأکید على السلوکیات الاخلاقیة التی یحصل الفرد من خلالها على المکافئة مثل: الصدق, ومقاومة الاغراء, والسلوک الایثاری, والتی تتحکم فیها العوامل البیئیة المحیطة وتؤثر على عملیة التفکیر المنطقی, کما أن للوالدین والتنشئة الاجتماعیة والظروف الاجتماعیة والإقتصادیة دور کبیر فی التأثیر على السلوکیات الأخلاقیة لأبنائهم (Hoffman, 1975; Perry, Bussey & Perry, 1975; Skinner 1953, 356 : صبری الطراونة, 2014). ویضیف Gill (1986) أن السلوکیات الاخلاقیة التی یقوم بها الأفراد تنشأ نتیجة القلق من القیام بسلوکیات تتعارض مع رغبات وتوقعات الوالدین والمجتمع من الفرد, کما أن السلوک الأخلاقی کمقاومة الإغراء والصدق, والإیثار یرتبط ایجابیا بالخوف من العقاب أو الألم.

4-      نظریة نمو الأحکام الأخلاقیة لکولبرج: ترى هذه النظریه أن النمو الأخلاقی أحد مظاهر التطبیع الاجتماعی، وهو العملیة التی یتعلم بها الفرد مسایرة توقعات المجتمع والثقافة التی یعیش فیها. وفی حالة النمو الخلقی فإن الفرد یستوعب معاییر الحکم الخلقی ویتقبلها بوصفها تمثل نظامه القیمی الشخصی، فعندما لا یخرق الفرد بسلوکه معیار الحکم الخلقی بالرغم من وجود الإغراءات التی تدفعه إلى ذلک، وعدم وجود السلطة الخارجیة التی تکشف أو تعاقب على اختراق ذلک السلوک؛ تکون القیمة الخلقیة قد استوعبت لدى الفرد داخلیًا ولم تفرض علیه من الخارج وتفسر هذه النظریة مقاومة الإغراء کمؤشر على النمو الأخلاقی وبالتالی فهم کیفیة تطویر الفرد للقیم الأخلاقیة، ودراسة العملیات التی یتم من خلالها صیاغة القوانین والمعاییر السلوکیة المقبولة فی المجتمع (Crockett, Braams, Clark, Tobler , Robbins & Kalenscher, 2013: Marshall, 2010, 240: Mills, 2003, 25) .

کیفیة تجنب الإغراء

اقترح سکینرSkinner (1953, 356) أن المتغیرات الموقفیة التی تثیر وتحافظ على قدرة الفرد على مقاومة الاغراءات تعتمد فی جوهرها على القدرة على ضبط النفس, أو تحتاج إلى مهارات تنظیم الذات, لذلک نجد معظم نماذج مقاومة الإغراء اعتمدت على النمذجة أو نظریة التعلم الاجتماعی. کما یمکن تجنب الإغراءات ومقاومتها من خلال المواجهة الفکریة للموقف, استنادًا إلى المنظومة الثقافیة والاجتماعیة السائدة, وهذا یشکل الفرص المناسبة لمقاومة مواقف الإغراء التی یتوقع أن تخترق المنظومة الفکریة فی حال الاستسلام لها, بالإضافة إلى تنمیة عملیة الإمتناع الذاتی والاجتماعی لدى الفرد, مما یسهل تحقیق الکفایة الاجتماعیة والنمو الأخلاقی لدیه (حسن غولی وجبار العکیلی, 2014, 109).

وتشیر الأبحاث إلى أن الخصائص البارزة للإغراءات یمکن تعطیلها وتثبیطها من خلال آلیات معرفیة (Mischel, 1974). کما أن نیة الفرد والاستراتیجیات التی یستخدمها فی الإنغماس فی الإغراءات یمکن أیضا استخدامها فی مقاومة وتجنب هذه الإغراءات (Gollwitzer, 1999).

ومن وسائل تجنب الإغراءات کما یعرضها بارک Park (2016), ما یلی:

1-      تجنب الأماکن التی قد یتعرض الفرد خلالها للإغراء.

2-      تجنب المواقف المغریة.

3-      تجنب الإلتقاء بأصدقاء قد یؤثروا على الفرد بأشیاء أو أفکار مغریة.

4-      إدراک الآثار السلبیة الناتجة من جراء الإنغماس فی الإغراءات فی الوقت                  الحاضر والمستقبل.

5-      التدریب على ضبط النفس عند التعرض للإغراء.

6-      إدراک الفائدة التی یجنیها الفرد من تجنبه للإغراءات التی یتعرض لها.

ثانیاً- الارشاد المعرفی السلوکی:

تعد نظریة العلاج المعرفی السلوکی نتاج تداخل ثلاث مدارس وهی: 1- العلاج السلوکی 2- العلاج المعرفی 3- علم النفس الاجتماعی المعرفی, والتی ترتکز على إطار نظریة التعلم الاجتماعی لـ باندورا Bandura ، حیث یرى أن عملیة التعلیم تتم من خلال إدراک الناس لمواقف حیاتهم ومن خلال تصرفاتهم التی تنتج عن المواقف البیئیة التی تؤثر على سلوکهم بطریقة تبادلیة (نفین السید, 2009, 318).

مفهوم الإرشاد المعرفی السلوکی

العلاج المعرفی السلوکی یقوم على مجموعة من المبادئ والإجراءات التی تفترض أن الاضطرابات السلوکیة والأمراض النفسیة والانفعالات السلبیة لیست نتاجًا لقوى خفیة تکمن فی اللاشعور, ولکنها نتاج عملیات شعوریة ناتجة عن التعلم والاستدلال الخاطئ الذی یکون سببهما المعلومات غیر الکافیة وغیر الصحیحة وعدم التمییز بین الواقع والخیال والتفکیر غیر السلیم والوهمی التفکیر غیر العقلانی, ولما کانت کثیر من المشکلات النفسیة یمکن حلها عن طریق زیادة الترکیز والفهم والتمییز وتصحیح المفاهیم الخاطئة, وتعلم اتجاهات أکثر تکیفا؛ وحیث                 أن الاستبصار واختبار الواقع والتعلم جمیعها عملیات معرفیة من الدرجة الأولى                      (Beak, 2001, 443).

          والارشاد المعرفی السلوکی هو أحد التیارات العلاجیة الحدیثة, التی تهتم بصفة أساسیة بالمدخل المعرفی للاضطرابات النفسیة, وهدف هذا الاسلوب الإرشادی هو أقناع المسترشد بأن معتقداته غیر المنطقیة وتوقعاته وأفکاره السلبیة وعباراته الذاتیة, هی التی تحدث ردود الأفعال الدالة على سوء التکیف, وهو یهدف بذلک إلى تعدیل إدراکات المسترشد المشوهة, وأن یحل محلها طرق أکثر ملائمة وایجابیة فی التفکیر, وذلک من أجل إحداث تغییرات معرفیة وسلوکیة وانفعالیة لدى المسترشد (لویس ملیکة, 1990, 54).

ویعرف الإرشاد المعرفی السلوکی بأنه عبارة عن محاولة دمج الفنیات المستخدمة فی الإرشاد السلوکی التی أثبتت نجاحها فی التعامل مع السلوک ومع الجوانب المعرفیة للمسترشد, بهدف إحداث تغییرات معینة فی سلوکه (وصل الله السواط, 2008, 22). کما یعرف صبحی الحارثی (2013) الارشاد المعرفی السلوکی على أنه أحد أسالیب العلاج النفسی الحدیثة والذی یستخدم أسالیب وطرق أکثر ایجابیة عن طریق دمج فنیات الإرشاد المعرفی وفنیات الإرشاد السلوکی معًا, مما یؤدی إلى مساعدة المسترشد على تطویر مهارته المعرفیة وإعادة بناء أفکاره وممارسة سلوکیات أکثر ایجابیة.

کما یشیر عادل عبد الله (2000, 23) إلى أن الإرشاد المعرفی السلوکی عبارة عن مجموعة من المبادئ والإجراءات التی تفترض أن العملیات المعرفیة تؤثر فی السلوک, وأن هذه العملیات تتغیر من خلال الفنیات المعرفیة والسلوکیة. وتشتمل العملیات المعرفیة على طرق تقییم الخبرات التی اکتسبها الفرد عن البیئة والذات معًا, وطرق التغلب على المشکلات الحالیة ومواجهة الأحداث المستقبلیة والتنبؤ بها.

وتعرف الباحثة الإرشاد المعرفی السلوکى بأنه أحد الأسالیب العلاجیة التی ترکز فی علاجها للمشکلات السلوکیة على کل من فنیات العلاج السلوکی والعلاج المعرفی معا, وأن السلوک المنحرف ناتج عن عملیات ومعتقدات معرفیة مشوهة إذا ما تم تعدیلها وإعادة بنائها بحیث تصبح أکثر عقلانیة ومنطقیة تعدل بالتبعیة سلوک الفرد"

أهمیة العلاج المعرفی السلوکی

یعتبر العلاج المعرفی السلوکی من أبرز المداخل العلاجیة التی لاقت اهتماما بالغًا من طرف الباحثین، لاحتوائه على طرق واستراتیجیات فعالة تسهم فی تغییر طریقة التفکیر المغلوطة السلبیة التی یتبناها المریض اتجاه المواقف أو اتجاه العالم الخارجی، واستبدالها بأفکار ایجابیة عقلانیة، الأمر الذی یسهم فی راحته النفسیة والتخفیف من الاضطرابات النفسیة التی تعتریه، وعلى الرغم من اختلاف الأطر النظریة الخاصة بالمنحى العلاجی المعرفی السلوکی، إلا أنها تتفق على فکرة رئیسیة وجوهرها أن سبب الاضطرابات النفسیة هی اختلال فی التفکیر لدى الفرد، وتلک الأفکار السلبیة الغیر عقلانیة التی یتبناها المریض إثر تفاعله مع البیئة المحیطة، ولو استطعنا تغییر تلک المعتقدات والخبرات یمکن لنا النهوض بطاقات الفرد والوصول إلى الصحة النفسیة, کما أثبتت العدید من الدراسات سواء على المستوى الأجنبی أو العربی فاعلیته فی الحد من العدید من الاضطرابات والمشاکل النفسیة المتمثلة فی: القلق بأنواعه، الاکتئاب، الضغوط النفسیة، الألم النفسی، العدوان، الغضب...الخ (هدایة بن صالح, 2016).

ویرى کیث (Keith (2010, 44 أن العلاج المعرفی السلوکی ترجع أهمیته إلى زیادة فاعلیته النسبیة فی علاج المشکلات النفسیة للفرد مقارنة بالعلاجات النفسیة الأخرى والعلاج الدوائی, وایضا مقارنة بالعلاج المدمج والذی یعتمد على کل من العلاج الدوائی والعلاج المعرفی السلوکی معاً, کما ترجع أهمیته إلى استمرار أثره على المدى البعید, ولا یوجد فرق بین العلاج المعرفی السلوکی الجمعی والفردی من حیث الهدف والفاعلیة.

تظهر أهمیة العلاج المعرفی السلوکی فی کونه أحد أهم أنواع العلاج الارشادی السلوکی, والذی شهدته السنوات الأخیرة والذی یستهدف إدخال العملیات المعرفیة فی مجال الإرشاد السلوکی, أی ما یعرف بالإرشاد المعرفی السلوکی والذی تعطى فیة الأهمیة الکبرى للعملیات المعرفیة فی علاج انحرافات السلوک والذی یطلق علیه إعادة البناء المعرفی للفرد (المسترشد), والذی یهتم منذ البدایة بتعدیل الأفکار اللامنطقیة واللاعقلانیة الآلیة, وأن یحل محلها أفکار أکثر عقلانیة ومنطقیة, فکلما کانت أفکار الفرد أکثر عقلانیة ومنطقیة أنعکس ذلک بالایجاب على شخصیته والعکس (عادل عبد الله, 2000, 143).

نماذج العلاج المعرفی السلوکی

هناک عدد من النماذج والاتجاهات التی تهتم بالعلاج المعرفی السلوکی أشهرها                ما یلی:

1- نموذج أرون بیک للعلاج المعرفی السلوکی: یعد هذا النموذج من أکثر نماذج العلاج المعرفی السلوکی شیوعًا, والذی نشأت فکرته لدى بیک من خلال تجاربه العلاجیة مع مرضى الاکتئاب؛ حیث وجد المرضى لدیهم أفکار ومعتقدات لاعقلانیة عن الفرد وبیئته المحیطة, والتی تتمیز بأنها آلیة ویتمسکون بها بشدة ویعتقدون أنها عقلانیة ومنطقیة بدرجة عالیة على الرغم من عدم عقلانیتها وأنها السبب فی عدم تکیفهم واضطرابهم النفسی, وفی هذا النموذج یتم الاستعانة ببعض فنیات السلوکیة من أجل تعلیم الفرد أو المسترشد بعض المهارات التی من خلالها یتم تغییر المعتقدات والأفکار الآلیة والسلبیة عن ذات الفرد وعالمة المحیط به, من خلال تزویده بمعلومات ومدرکات ومعارف ایجابیة عن عالمة وعن ذاته لتحل محل تلک الأفکار السلبیة التی من شأنها تشویة النواحی المعرفیة والعقلانیة لدیه, وهذا النموذج یهدف إلى التعامل مع التفکیر اللامنطقی الخاطئ والتشویهات المعرفیة والتعامل مع المشکلات المختلفة ومحاولة حلها وتخفیضها                   (محمد محمود, وعلی أحمد, 2011, 178: هوفمان إس جای, 2012, 14). ومن مظاهر هذا النموذج کما أشار إلیه حسین فاید (2010: 34) ما یلی:-

1- أن الاستدلال خاطئ أی أن الفرد یصل إلى استنتاجة دون وجود معلومات وأدلة کافیة.

2- أن التجرید الانتقائی یتم الوصول من خلاله إلى استنتاج عنصر واحد من العناصر                 الکثیرة الممکنة.

3- المبالغة فی التعمیم أو عمل استنتاج من خلال نقطة بدأ تافهة.

4- التضخیم والتقلیل اللذان یتضمنان أخطاء فی الحکم على الأداء.

5- لوم الذات وهو إساءة تفسیر الواقع وفقاً لأفکار سلبیة واستنتاجات غیر منطقیة.

2- نموذج ألبرت ألیس المعرفی السلوکی: یسمى حالیًا بالإرشاد أو العلاج العقلانی الانفعالی, حیث یرى ألیس فی نموذجه أن الأمراض النفسیة تنشأ نتیجة تعلم الفرد وأکتسابه أفکار لا عقلانیة من البیئة المحیطة والأشخاص المهمین خلال فترة الطفولة, بالإضافة إلى أفکار ینتجها الطفل واعتقادات وخرافات لا عقلانیة, وبعد ذلک تنشط هذه الأفکار السلبیة من قبل المحیطین من خلال الإیحاء الذاتی والتکرار, ولقد وضح ألیس من خلال نموذجه أن لو حدث معین مثل الرسوب فی الامتحان قد آثار استجابة انفعالیة مثل الغضب أو الأکتئاب قد یبدو هذا الغضب أو الأکتئاب نشأ نتیجة الرسوب, ولکن فی الواقع لا یکون الرسوب هو السبب الرئیس لأن الاستجابة الانفعالیة ومقدارها تختلف باختلاف الطریقة التی یدرک الفرد بها الموقف ویفسره والتی تعد هی المسولة عن هذا الانفعال, مثل القلق الذی یرجع بالدرجة الأولى إلى الأفکار غیر المنطقیة لدى الشخص, ولکن عند مواجهة الفرد للأفکار اللاعقلانیة ودحضها بشکل فعال فأن الاضطراب یصل إلى أقل مستوى أو یختفی       (ناصر عبد العزیز, 2005, 13: محمد محمود, وعلی أحمد, 2011, 177).

3- نموذج میکینبوم للإرشاد المعرفی السلوکی: والذی یرى أن الأشیاء التی یقولها الفرد لنفسه (الحوار الداخلی) تعد هی الأساس فی تحدید السلوک الذی یقوم به فیما بعد, وأن الحوار الداخلی للفرد یخلق لدیه الدافعیة ویساعده فی تصنیف مهاراته والناء المعرفی لدیه, وتوجیه تفکیره للقیام بالسلوکیات والمهارات المطلوبة, کما یرى میکینبوم أن تعدیل سلوکیات الفرد یمر بخطوات متسلسة فی الحدوث تبدأ بالحوار الداخلی ثم البناء المعرفی وبعد ذلک ینتج السلوک, فالتفاعل بین الحوار الداخلی للفرد والبناء المعرفی لدیه یعد السبب المباشر فی عملیة تغییر سلوک الفرد, کما یجب على الفرد استیعاب سلوکیات جدیدة ایجابیة بدلا من السلوکیات القدیمة السلبیة, وأن یقوم بعملیة التکامل أی الإبقاء على بعض البناءات المعرفیة القدیمة لدیه إلى جانب تکوین بناءات معرفیة جدیدة وایجابیة, کما یرى ایضا أن البناء المعرفی یحدد طبیعة الحوار الداخلی للفرد وأن الحوار الداخلی هذا یستطیع التغییر فی البناء المعرفی بطریقة یسمیها الدائرة الخیرة (محمد محمود, علی أحمد, 2011, 183).

فنیات العلاج المعرفی السلوکی

ومن أسالیب العلاج المعرفی السلوکی کما حددها عادل عبد الله (2000, 32)                 ما یلی:

1- إعادة البناء المعرفی: والذی یعتمد على تعدیل اتجاهات وطریقة تفکیر المسترشد, بحیث یکون أکثر عقلانیة وإدراک أفکاره اللاعقلانیة, واستبدالها بأفکار أکثر عقلانیة وواقعیة, تؤدی إلى تحسین نظرة المسترشد لذاته ونحو الأخرین والمستقبل, وتزید من تکیفه مع               المحیطین به.

2- التدریب على التعلیمات الذاتیة: هذا الأسلوب مبنی على افتراض أن الأفکار التی یقولها الناس لأنفسهم تحدد الأفعال التی یقومون بها، فالسلوک یتأثر بمظاهر متنوعة من الأنشطة الشخصیة والاستجابات البدنیة، وردود الأفعال الانفعالیة والمعرفیة. والتفاعل الداخلی المتبادل بین الأشخاص، وهی عبارة عن رسائل لفظیه توجه السلوک.

3- الواجب المنزلی: وهی مجموعة من المهام التی یؤدیها المسترشد فی المنزل من أجل استمرار العملیة الإرشادیة, ثم مناقشة العمیل فی هذا الواجب فی الجلسة التالیة وتقیمه.

4- الاسترخاء: حیث یتم تدریب العمیل على الاسترخاء لتهدئة المشاعر المضطربة والتغلب على المخاوف والقلق لدى المسترشد, ویکون الاسترخاء بتمارین وأسالیب تهدف إلى توجیه المسترشد لیسترخی ویسیطر على التوتر العضلی والعصبی لدیه.

5- التدریب على حل المشکلة: یعد هذا الاسلوب بمثابة عملیة معرفیة انفعالیة سلوکیة یتمکن الفرد من خلالها تحدید واکتشاف وابتکار أسالیب للتعامل مع المشکلات التی تواجهه.

6- التدریب التحصینی ضد الضغوط: هذا الأسلوب یساعد المسترشد على التعامل مع الضغوط التی تواجهه وبالتالی تزداد مقومته لها, وتتم من خلال تعلیمه المهارات المتعلقة بذلک, ومن ثم تعریضه لموقف ضاغط ذی قوة کافیة لاختبار مدى مقاومته لتلک الضغوط.

7- لعب الدور: وهو أسلوب تعلیمی إرشادی یتضمن قیام المسترشد بتمثیل دور معین بطریقة نموذجیة تهدف إلى تعلیمه دور معین أو فهم أفضل للمشکلات التی یواجهها.

8- النمذجة: هی أسلوب الهدف منه تغییر سلوک المسترشد نتیجة ملاحظة لسلوک الاخرین, أو من خلال تعلمه العدید من الأنماط السلوکیة عن طریق مجموعة من النماذج الحیة المصورة أو من خلال مشارکته بملاحظة السلوک.

9- التعبیر عن المشاعر: یساعد هذا الأسلوب على تقلیل مستوى التوتر لدى المسترشد وبالتالی الشعور بالارتیاح النفسی بشکل افضل, وتنفیس وتحریر المشاعر المؤلمة ویتم ذلک بشکل بناء وایجابی.

الدراسات السابقة

بعد إطلاع الباحثة على الدراسات السابقة ذات الصلة بطبیعة وأهداف الدراسة, وجدت ندرة شدیدة فی الدراسات السابقة التی استهدفت دراسة مفهوم مقاومة الإغراء من منظور تجریبی وإعداد برنامج لتنمیة مقاومة الإغراء, حیث وجدت الباحثة عدد قلیل من الدراسات التی اهتمت بمقاومة الإغراء ذات منحى تجریبی فمن هذه الدراسات کانت دراسة ماریوت Marrott (1980) التی هدفت لمعرفة أثر مشاهدة القصص التلفزیونیة على تنمیة قدرة الأطفال على مقاومة الاغراء, حیث تکونت عینة الدراسة من (36) تلمیذ وتلمیذة بالصف الثالث, تم تقسیمهم إلى ثلاث مجموعات, واستخدم فی الدراسة مقیاس السلوک الأخلاقی لـ Stein (1967) , وتم تعریض المجموعات الثلاثة لمجموعة من القصص التلیفزیونیة فی صورة عرائس مسرحیة تعرض نماذج لمواقف مغریة وتقوم کل مجموعة من المجموعات الثلاثة بمشاهدة نفس هذه العروض مجموعة تلی الأخرى ثم یطلب من الأطفال الحکم على هذه المواقف من حیث أنها تستحق المکافئة أو العقاب, وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة بین الأطفال فی الحکم على هذه السلوکیات حیث وجدت المجموعة الأولى أنه فی نهایة القصة تمت مکافئة السلوک الصادق, ووجدت المجموعة الثانیة أنه فی نهایة القصة تمت مکافئة السلوکیات غیر الشریفة, ووجدت المجموعة الثالثة أنه فی نهایة القصة لا توجد أی مکافئة, وتشیر نتائج هذه الدراسة إلى أن مقاومة الأطفال للإغراء أو الخضوع للإغراء یتأثر بشکل کبیر بسلوکیات النموذج أو النماذج التی تمت مشاهدتها عبر شرائط الفیدیو ومقدار المکافئة المقدمة للنموذج وسلوکیات النموذج التی أثرت على الأطفال.

واستهدفت دراسة جیل Gill (1995) التی حاولت معرفة أثر التنشئة الاجتماعیة على مقاومة الإغراء, وذلک لدى عینة من أطفال المدارس بولایة بوسطن الأمریکیة, حیث تکونت العینة من (133) طفل تراوحت أعمارهم ما بین (7- 8) سنوات, وقام الباحث بتعریض أفراد العینة لمواقف یختبر من خلالها مدى مقاومتهم للإغراءات التی یتعرضون لها دون أن یشعروا بأن هناک من یراقبهم مثل وضع قطع نقدیة أو حلوى أو بعض القصص أو لعب أمامهم, وأسفرت الدراسة عن وجود أثر للتنشئة الاجتماعیة فی مقاومة الأطفال للإغراء حیث فشل (29) طفل فی مقاومة الإغراء بینما نجح (104) فی ذلک.

بینما هدفت دراسة نیلسون Nelson (2013) معرفة العلاقة الارتباطیة بین القدرة الخادعة (الإغراء) والنمو المعرفی لدى عینة من الأطفال قبل سن دخول المدرسة, کما تهدف الدراسة إلى معرفة العلاقة بین إغراء الأطفال وضغوط التنشئة الاجتماعیة المتمثلة فی أسالیب المعاملة الوالدیة, وتکونت عینة الدراسة من (32) طفل دون سن دخول المدرسة وأمهاتهم, وتم مشارکة الأطفال فی مواقف تجریبیة یتعرضون خلالها إلى الإغراء, ومن نتائج الدراسة تدنی قدرة الأطفال على مقاومة الإغراءات التی یتعرضون لها من جهة المجرب. کما توصلت الدراسة إلى أن الأطفال الذین لدیهم ضعف فی مقاومة الإغراء کانت أمهاتهم أکثر استبدادیة, وعدائیة لفظیة, وتساهل.

وجاءت دراسة فیصل الدلیمی (2014) تستهدف معرفة أثر برنامج إرشادی فی تنمیة مقاومة الإغراء لدى طلاب المرحلة الإعدادیة، واستخدم الدراسة المنهج شبه تجریبی (تصمیم المجموعتین إحداهما مجموعة تجریبیة والأخرى مجموعة ضابطة مع اختبار قبلی وبعدی)، وتکونت عینة البحث من (30) طالباً من طلاب المرحلة الإعدادیة تم اختیارهم بطریقة قصدیة من مدرستین أحدهما تجریبیة والأخرى ضابطة، وبواقع (15) طالباً فی کل مجموعة، وقد تم إجراء التکافؤ للمجموعتین فی بعض المتغیرات، وتضمنت أدوات البحث مقیاس مقاومة الإغراء الذی أعده (غولی، 2011), وکذلک قام الباحث بتطبیق برنامج إرشادی حسب النظریة المعرفیة الاجتماعیة البرت باندوار (بأسلوب النمذجــة)، وتم تنفیذه من خلال برنامج إرشادی اُعِد لغرض تنمیة مقاومة الإغراء. وقد تکوّن البرنامج من (12) جلسة إرشادیة، وبواقع (جلستین) فی الأسبوع زمن الجلسة الواحدة (45) دقیقة. وقد أظهرت النتائج أن للبرنامج الإرشادی أثرًا فی تنمیة مقاومة الإغراء لدى طلاب المرحلة الإعدادیة.

تعقیب على الدراسات السابقة

1-    هناک ندرة شدیدة فی الدراسات التی تناولت بالدراسة مفهوم مقاومة الإغراء من منظور شبه تجریبی لدى المراهقین, فلم تجد الباحثة سوى أربعة دراسات منها ثلاثة بالبیئة الاجنبیة وواحدة بالبیئة العربیة, مما یجعلنا فی حاجة ماسة وملحة لدراسة مقاومة الإغراء من منظور شبه تجریبی وإعداد البرامج الإرشادیة لتنمیته فی البیئة العربیة وخاصة               البیئة السعودیة.

2- هناک ندرة فی الدراسات التی تناولت مفهوم مقاومة الإغراء لدى المراهقین, وخصوصًا لدى المراهقات بالمملکة العربیة السعودیة, مما یجعل الدراسة الحالیة نواة لمزید من الدراسات المستقبیلة لدراسة وتنمیة مقاومة الإغراء.

3- تکتسب الدراسة الحالیة أهمیة مقارنة بالدراسات السابقة من حیث طبیعة عینة الدراسة وهی عینة المراهقات بالمملکة العربیة السعودیة, مما یجعل هذه الدراسة سابقة فی الاهتمام بالمراهقات فی الوطن العربی فیما یخص إعداد برنامج معرفی سلوکی لتنمیة مقاومة الإغراء لدیهم.

4- تختلف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة بمحاولة توفیر برنامج إرشادی معرفی سلوکی لتنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى الفتیات المراهقات السعودیات.

فروض الدراسة

من خلال عرض الدراسات السابقة والتراث البحثی یمکن صیاغة فروض الدراسة                کما یلی:

1- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة فی اتجاه القیاس البعدی على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات.

2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی للمجموعة الضابطة على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات.

3- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعة الضابطة والتجریبیة فی القیاس البعدی على مقیاس مقاومة الإغراء فی اتجاه المجموعة التجریبیة لدى عینة الدراسة من المرهقات.

4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة بعد مرور شهرین على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات.

منهج وإجراءات الدراسة:

تعرض الباحثة فی هذه الجزئیة من الدراسة کل من منهج واجراءات الدراسة وذلک کما یلی:

أولاً: منهج الدراسة:

استخدمت الباحثة فی الدراسة الحالیة المنهج شبه التجریبی, وذلک لأنه یتناسب مع فروض الدراسة الحالیة؛ حیث یمثل البرنامج المعرفی السلوکی المتغیر المستقل, المراد معرفة أثره على المتغیر التابع والمتمثل فی مقاومة الإغراء, ولمعرفة دلالة الفروق بین متوسطات القیاس القبلی بالبعدی والبعدی بالتتبعی, وقد تمت المقارنة بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة والضابطة فی کل من القیاس القبلی والبعدی, والبعدی والتتبعی, وذلک لمعرفة أثر البرنامج فی تنمیة القدرة على تنمیة مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المراهقات السعودیات (عینة تجریبیة) مقارنة بغیرهم من المراهقات (عینة ضابطة).

ثانیاً: عینة الدراسة:

تکونت عینة الدراسة من المراهقات وتم سحب العینة من المجتمع الأصلی بالطریقة العشوائیة بحیث یکون لکل فرد نفس الفرصة فی أن یکون أحد أفراد عینة الدراسة, وقد راعت الباحثة فی اختیارها لأفراد العینة أن یکون أفراد العینة من سکان مدینة جدة، التی تتفق فیما بینها على کثیر من العادات والتقالید والعوامل الثقافیة والاجتماعیة, وذلک بهدف تثبیت متغیر الثقافة الفرعیة الذی قد یؤثر بشکل أو بآخر على متغیرات البحث التابعة والمراد دراستها, وتراوحت أعمار العینة بین (14-22), حیث تکونت من المراهقات بلغت العینة الأساسیة 20 مفردة (10 ضابطة، 10 تجریبیة)، وللوصول إلى هذه العینة من الحاصلات على درجة منخفضه على مقیاس مقاومة الإغراء أمکن تطبیق المقیاس على عینة مکونة من 200 مفردة وذلک عن طریق تصمیم الاستبیان على بطریقة الکترونیة وتم طرحه عبر الصفحة الشخصیة على موقع التواصل الاجتماعی، وبعد توجه أفراد العینة لملئ الاستبیان وبعد تصحیح درجات المقیاس أمکن أخذ مجموعتی الدراسة من المنخفضات على درجات مقیاس مقاومة الإغراء، وتتراوح أعمارهن بین (14-22) بلغ المتوسط العمری (16.33) والانحراف معیاری (1.53). وللتحقق من التکافؤ بین المجموعة الضابطة والتجریبیة فی القیاس القبلی أمکن حساب الفروق بین المتوسطات الحسابیة على مقیاس مقاومة الإغراء لدى المرهقات ممن حصلن على درجة منخفضة على مقیاس مقاومة الإغراء وبعد توزیع المرهقات على المجموعة التجریبیة والضابطة بطریقة عشوائیة، ویظهر جدول (1) الفروق بین المتوسطات الحسابیة بین المجموعتین على مقیاس مقاومة الإغراء.

جدول (1) الفروق بین المتوسطات للمجموعة الضابطة والتجریبیة فی القیاس القبلی على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات (ن = 10)

المتغیرات

المجموعة الضابطة

المجموعة التجریبیة

قیمة ت

مستوى الدلالة

اتجاه الفروق

م

ع

م

ع

الإغراء المادی

19.70

1.42

19.50

1.35

0.323

غ د

-

الإغراء الجسدی العاطفی

19.40

1.78

18.40

1.50

1.358

غ د

-

الإغراء العقلی الفکری

19.30

1.89

19.80

1.40

0.673

غ د

-

الدرجة الکلیة

58.40

3.31

57.70

1.25

0.626

غ د

-

قیمة ت: أقل من 1.96 غیر دال، من 1.96 : 2.58 دال عند 0.05، من 2.59 : 3.27 دال عند 0.01، من 3.28 فأکثر دال عند 0.001

یتضح من خلال جدول (1) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعة الضابطة والتجریبیة فی القیاس القبلی على مقیاس مقاومة الإغراء وأبعاده الفرعیة مما یعطی مؤشر قوی على أن هناک تکافؤ قبل تطبیق البرنامج فی درجة مقاومة الإغراء وأن أی تحسن یحدث لدى المجموعة التجریبیة فی مقاومة الإراء یکون راجع بنسبة کبیرة إلى التدخل بالبرنامج المقترح فی الدراسة الحالیة.

ثالثاً: أدوات الدراسة:

تتکون أدوات الدراسة من الأتی:

مقیاس مقاومة الإغراء:

قامت الباحثة بإعداد المقیاس فی دراسة سابقة (2017) على البیئة السعودیة لدى المرهقات المقیمات وغیر المقیمات فی مؤسسة رعایة الفتیات ویتکون المقیاس من 30 بند على شکل مواقف تتعرض فیها المراهقة ممن لدیهن حاجة ما لموقف معین، ویمکن أن تشبع حاجاتها إذا سلکت سلوکاً معیناً، لکن القیام بهذا السلوک قد ینافی القیم والمعاییر الأخلاقیة. ویشمل مقیاس مقاومة الإغراء ثلاثة أبعاد وهذه الأبعاد هی: البعد الأول: الإغراء المادی ویشمل عشرة بنود وهی (١-٢-٣-٦-١٠-١١-١٢-١٩-٢٠-٢٩) ، البعد الثانی: الإغراء الجسدی العاطفی ویشمل عشرة بنود وهی (٤-٥-١٣-1٤-١٥-٢١-٢٢-٢٣-٢٤-٣٠)، البعد الثالث: الإغراء العقلی الفکری ویشمل عشرة بنود وهی (-٨-٩-١٦-١٧-١٨-٢٥-٢٦-٢٧-٢٨). ویتم الإجابة على بنود المقیاس وفقاً لقیاس لیکرت الخماسی (تنطبق تماما = 5، تنطبق أحیانا = 4، تنطبق قلیلا= 3، لا تنطبق = 2، لا تنطبق إطلاقا = 1) بالنسبة للعبارات السلبیة تصحح بالعکس وهی العبارات التی تحمل الأرقام التالیة: (1، 2، 4، 6، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 16، 17، 18، 19، 23، 25، 27، 28، 30). وبذلک تکون أعلى درجة (150) وأدنى درجة (30). والمتوسط الفرضی للمقیاس کلما زاد مجموع الدرجات عنه دلّ على ارتفاع مقاومة الإغراء, وکلما انخفض مجموع الدرجات عنه دل على انخفاض مقاومة الإغراء.

ویتسم المقیاس بخصائص جیدة من الثبات والصدق فقد أمکن عرض المقیاس على عدد من المحکمین وقد أجمع معظم المحکمین على مناسبة تعلیمات الاختبار وتحقیقها للهدف منه، الاتساق الداخلی بین أبعاد المقیاس المختلفة والدرجة الکلیة وبلغت معاملات الارتباط (0.802، 0.809، 0.898) الإغراء المالی المادی، الإغراء الجسدی العاطفی، الإغراء العقلی الفکری على التوالی وهی قیم جمیعها تعبر عن خصائص سیکومتریة جیدة للمقیاس. کما یتسم المقیاس بصدق المجموعات الطرفیة من خلال استخراج مجموعة من المرتفعین على المقیاس بما یشکل 27٪ من العینة, وباستخراج مجموعة من المنخفضین على المقیاس بما یشکل 27٪ من العینة وأشارت المقارنة بین المجموعتین إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعتین مما یدل أن الدرجة الکلیة للمقیاس لها القدرة على التمییز فیما بین المجموعات وکما أمکن حساب صدق الارتباط بمحک خارجی من خلال الإعتماد على مقیاس مقاومة الإغراء الذی أعدته (القرة غولی, 2011) محکًا خارجیًا, وقامت بحساب صدق المحک بینه وبین المعد حیث بلغت قیمة الارتباط بین المقیاسین (0.88).

وللتأکد من ثبات المقیاس أمکن استخدام طریقة ألفاکرونباخ والتجزئة النصفیة. فبالنسبة لمعامل ألفاکرونباخ بلغت معاملات ألفا (0.72، 0.74، 0.76، 0.88) وذلک للأبعاد الفرعیة وهی الإغراء المالی المادی، الإغراء العاطفی والجسدی، الإغراء العقلی الفکری والدرجة الکلیة للمقیاس على التوالی. وبالنسبة لثبات التجزئة النصفیة أمکن حساب الثبات للمقیاس ککل حیث بلغت قیمة الثبات بعد تصحیح أثر الطول بمعادلة سبیرمان براون (0.85)، وبلغت معاملات ثبات التجزئة النصفیة للأبعاد الفرعیة (0.754، 0.710، 0.784) وذلک للأبعاد الفرعیة وهی الإغراء المالی المادی، الإغراء العاطفی والجسدی، الإغراء العقلی الفکری على التوالی.

وفی الدراسة الحالیة أمکن تطبیق المقیاس الحالی على عینة بلغ قوامها 60 مفردة من المراهقات بمنطقة جدة بالمملکة العربیة السعودیة بغرض التحقق من الخصائص السیکومتریة، وأمکن حساب الاتساق الدخلی بین أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس حیث بلغت معاملات الارتباط (0.758، 0.821، 0.798) وهی قیم جیدة للاتساق الداخلی، وکما بلغت معاملات الفأکرونباخ (0.754، 0.771، 0.736، 0.821) للإغراء المالی المادی، الإغراء العاطفی والجسدی، الإغراء العقلی الفکری والدرجة الکلیة للمقیاس على التوالی وهی قیم جیدة للثبات. کما أمکن حساب ثبات التجزئة النصفیة حیث بلغت معاملات الارتباط بین النصف الأول والثانی للأبعاد والدرجة الکلیة (0.468، 0.609، 0.537، 0.767)، وبعد تصحیح معامل الثبات من أثر طول الاختبار بمعادلة سبیرمان براون بلغت معاملات الثبات (0.638، 0.757، 0.699، 0.868) وجمیع القیام تعبر عن ثبات جید للمقیاس. وبهذا تعبر المؤشرات عن صدق وثبات جید للمقیاس مما یجعل الباحثة تطمئن على استخدام الأداة الحالیة لدى عینة الدراسة.

البرنامج المعرفی السلوکی لتنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى المرهقات (إعداد الباحثة).

یعرف حامد عبد السلام زھران (1998, 10) البرنامج بأنه مجموعة من الإجراءات المنظمة التی تتضمن خدمة مخططه تهدف إلى تقدیم المساعدة المتکاملة للفرد حتى یستطیع حل المشکلات التی یقابلها فی حیاته أو التوافق معها, وتعرف الباحثة البرنامج إجرائیا فی هذه الدراسة على أنه "مجموعة من الإجراءات والجلسات المتتالیة والقائمة على فنیات وإجراءات العلاج المعرفی السلوکی, والتی تستهدف تنمیة القدرة على مقاومة الإغراءات المادیة والفکریة والعاطفیة والإغراءات, لدى عینة الدراسة من المراهقات السعودیات, وذلک خلال فترة                   زمنیة محددة".

1- الأساس النظری للبرنامج:

اعتمدت الباحثة أثناء إعدادها لبرنامج العلاج المعرفی السلوکی والذی یستهدف تنمیة قدرة الفتاة المراهقة على مقاومة الإغراءات, على عدد من المصادر, وهی:

(1)- مبادئ وفنیات العلاج المعرفی السلوکی فی تصمیم البرنامج وفقا لاتجاهات ونموذج کل من ألبرت ألیس ومیکینبوم وأرون بیک, والتی تؤکد على أن السلوک نتاج لعملیات معرفیة ومعتقدات فکریة, وأن السلوک والانفعالات السلبیة یمکن تعدیلها من خلال تعدیل إدراک الفرد السلبی ومتقداتة وتفکیره الخاطئ عن الذات والبیئة المحیطة به؛ بحیث سلوکه یصبح أکثر تکیفاً.

(2)- الإطلاع على نتائج البحوث والدراسات ذات الصلة بأهمیة العلاج المعرفی السلوکی فی دراسة وتعدیل اتجاهات الفرد لمقاومة الإغراء, کدراسة Marrott (1980) ودراسة Gill, (1995) ودراسة Nelson (2013) ودراسة فیصل الدلیمی (2014) وصبری الطراونة، (2000) ؛ جودت عبدالهادی، (2000 , 71)؛ صبری الطراونة, (2014) وذلک على سبیل المثال لا الحصر.

(3)- الإطلاع على عدد من الأطر النظریة التی أهتمت بمفهوم الإغراء ومقاومته نذکر منها على سبیل المثال(Hartshorne & May, 1928; Schwartz, Feldman, Brown, & Hemgarter, 1969; Roy, 1974; Hoffman, 1975; Gill, 1986; Bond & Robinson, 1988; Talwar & Lee, 1998، صبری الطراونة ومحمد القضاة (2014)؛ حسن سهیل وجبار العکیلی (2008).

(4)- الإطلاع على عدد من الدراسات التی استخدمت الإرشاد المعرفی السلوکی والتی أثبتت فاعلیتها فی علاج ما کانت تهدف إلى علاجه أو تنمیته من مظاهر سلوکیة أو اضطرابات نفسیة ...إلخ والفنیات المعرفیة والسلوکیة المستخدمة فی ذلک وکذلک الأطر النظریة, والتی نذکر منها على سبیل المثال صلاح الدین الضامن (2017), عادل عبد الله, (2000, 32), موفق بشار. (2015), وصل الله السواط. (2008).

2- أهمیة البرنامج:

یمکن أن نحدد أهمیة البرنامج بإیجاز فی النقاط التالیة:

 (أ)- أهمیة الفئة التی یستهدفها البرنامج العلاجی وهم المراهقات وأهمیة مرحلة المراهقة وما ینتابها من تغیرات فکریة اما أن تکون ایجابیة أو سلبیة فیما یتعلق بمواجه الغرائز وحل المشکلات.

(ب)- أهمیة المتغیرات التی یحاول البرنامج علاجها, وهی تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء المادی والجسدى والفکری.

(ج)- یسهم البرنامج فی تزوید مکتبة علم النفس ببرنامج معرفی سلوکی یستهدف تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى المراهقات بالبیئة العربیة وبالتحدید بالمملکة العربیة السعودیة.

3- أهداف البرنامج:

یهدف البرنامج إلى تحقیق هدف عام, وینبثق منه ثلاثة أهداف فرعیة والتی تتحقق من خلال عدد من الأهداف الإجرائیة والتی تمثل جلسات البرنامج, وهی کالتالی:

أ-الهدف العام للبرنامج:

یتمثل الهدف العام للبرنامج فی التحقق من مدى فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی فی تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى عینة من المراهقات بالمملکة العربیة السعودیة.

ب- الأهداف الفرعیة للبرنامج:

یهدف البرنامج إلى تحقیق الأهداف الثلاث الفرعیة التالیة وهی:

1-      تنمیة القدرة على مقاومة الإغراءات المادیة التی تواجه الفتیات المراهقات.

2-      تنمیة القدرة على مقاومة الإغراءات الفکریة التی تواجه الفتیات المراهقات.

3-     تنمیة القدرة على مقاومة الإغراءات العاطفیة والجسدیة التی تواجه الفتیات المراهقات.

ج ـــــ الأهداف الإجرائیة للبرنامج.

یشتمل البرنامج ککل على عدد من الأهداف الإجرائیة والتی تسعی الباحثة من خلالها إلى تحقیق الأهداف الفرعیة الثلاثة للبرنامج, ومن ثم تحقیق الهدف العام للبرنامج, ونعرض للأهداف الإجرائیة للبرنامج کما یلی:

-       التعارف بین المسترشدین وبعضهم وبین المعالج والمسترشدین.

-       تحقیق جو من الطمائنینة والألفة بین اعضاء الجماعة العلاجبیة وبعضهم والمعالج.

-       التمهید والتعریف بالبرنامج.

-       التطبیق القبلی لمقیاس مقاومة الإغراء.

-       تنمیة القدرة على ضبط النفس عند مواجهة الإغراء.

-       التدریب على کیفیة مقاومة الإغراء المادی الذی یتعرضون له من جهة الأخرین.

-       تنمیة قدرة المراهقات على مواجهة الإغراءات المادیة الخاصة بممتلکات الأخرین فی ظل وجود المراقبة الذاتیة فقط.

-       زیادة الوعی باهمیة مقاومة الإغراءات المادیة.

-       تقییم مدى استفادة المراهقات من جلسات مقاومة الإغراءات المادیة.

-       تنمیة القدرة على مقاومة الإغراءات الفکریة المادیة.

-       تنمیة القدرة على مقاومة الافکار المتعلقة بالإغرات الجسدیة والعاطفیة.

-       التعرف على مدى استفادة المراهقات من کل الجلسات السابقة للبرنامج.

-       تنمیة القدرة على مقاومة الإغراءات الجسدیة والعاطفیة التی تتعرض لها الفتاة من جهة الآخرین.

-       زیادة وعی المراهقات بأهمیة مقاومة الإغراءات الجسدیة والعاطفیة.

-       التقییم الشامل لمدى استفادة المراهقات من جلسات البرنامج ککل.

-       التطبیق البعدی لمقیاس مقاومة الإغراء.

4- مخطط جلسات برنامج الإرشاد المعرفی السلوکی فی تنمیة القدرة على مقومة الإغراء:

تکون البرنامج من (10) جلسات إرشاد جمعی. الذی یعرف بأنه عملیة تفاعل بین أعضاء الجماعة, والتی یشعر الفرد من خلالها بالأمن والطمأنینة, لقیامه بأسالیب سلوکیة جدیدة أکثر فاعلیة فی تحقیق الذات والاستبصار بالسلوک المقبول اجتماعیًا, من أجل مواجهة المشکلات المختلفة والتفاعل السوی مع الآخرین (عزة ذکی, 1989, 16). ولتوفیر الوقت والجهد وتوفیر بیئة للمسترشدین یشعر کل فرد خلالها أنه لیس الوحید الذی یعانی من هذه المشکلات, وکذلک اتاحة الفرصة للمسترشدین فی الاستبصار بمشکلاتهم وایجاد حلول لها بأنفسهم أو بمساعد المعالج, وقد تم تطبیق جلسات البرنامج بصورة جماعیة داخل أحد الغرف بمؤسسة رعایة الفتیات, والتی استغرقت ستة أسابیع بواقع جلستین فی الأسبوع کل یوم سبت وخمیس بما فیها جلسات التطبیق القبلی والبعدی کما أمکن تطبیق القیاس التتبعی على المجموعة التجریبیة بعد مرور شهرین, وکان زمن الجلسة یتراوح ما بین (45- 60) دقیقة ویعرض الجدول التالی مخطط لجلسات البرنامج.

جدول (2) مخطط لجلسات البرنامج والهدف من کل جلسة والفنیات المستخدمة                      فیها وزمن الجلسة

رقم الجلسة

هدف الجلسة

الاستراتیجیات والفنیات المستخدمة

زمن الجلسة

الجلسة الأولى

التعارف بین المسترشدین وبعضهم وبین المعالج والمسترشدین. تحقیق جو من الطمائنینة والألفة بین اعضاء الجماعة العلاجبیة وبعضهم والمعالج. التمهید والتعریف بالبرنامج. التطبیق القبلی لمقیاس مقاومة الإغراء.

المحاضرة, والتعبیر عن الذات والواجب المنزلی.

(45- 60) دقیقة

الجلسة الثانیة

- تنمیة القدرة على ضبط النفس عند مواجهة الاغراء.

المحاضرة والحوار الجماعی والحوار الداخلی عند التعرض للإغراء وإعادة البناء المعرفی والتدعیم والواجب المنزلی.

(45- 60) دقیقة

الجلسة الثالثة

التدریب على کیفیة مقاومة الإغراء المادی الذی یتعرضون له من جهة الأخرین.

المحاضرة والارشاد الدینی وإعادة البناء المعرفی والنمذجة والتدعیم الایجابی ولعب الأدوار والواجب المنزلی.

(45- 60) دقیقة

الجلسة الرابعة

تنمیة قدرة المراهقات على مواجهة الاغراءات المادیة الخاصة بممتلکات الأخرین فی ظل وجود المراقبة الذاتیة فقط.

الحوار الجماعی والمحاضرة والارشاد الدینی والحوار الداخلی لمراجعة الأفکار السلبیة, والنمذجة والتدعیم الایجابی والواجب المنزلی.

(45- 60) دقیقة

الجلسة الخامسة

زیادة الوعی باهمیة مقاومة الاغراءات المادیة. تقییم مدى استفادة المراهقات من جلسات مقاومة الاغراءات المادیة.

الحوار الجماعی والمحاضرة والارشاد الدینی وإعادة البناء المعرفی, التعبیر عن الذات, والتدعیم, والواجب المنزلی.

(45- 60) دقیقة

الجلسة السادسة

تنمیة القدرة على مقاومة الاغراءات الفکریة المادیة.

إعادة البناء المعرفی والمحاضرة وطرح الأسئلة والارشاد الدینی والتعبیر عن الذات, والواجب المنزلی.

(45- 60) دقیقة.

الجلسة السابعة

تنمیة القدرة على مقاومة الافکار المتعلقة بالإغرات الجسدیة والعاطفیة. التعرف على مدى استفادة المراهقات من کل الجلسات السابقة للبرنامج.

الحوار الداخلی والمحاضرة وطرح الأسئلة والنمذجة ولعب الأدوار والواجب المنزلی.

(45- 60) دقیقة

الجلسة الثامنة

تنمیة القدرة على مقاومة الاغراءات الجسدیة والعاطفیة التی تتعرض لها الفتاة من جهة الاخرین.

المحاضرة والنمذجة والحوار الداخلی والارشاد الدینی والتدعیم الایجابی والواجب المنزلی.

(45- 60) دقیقة

الجلسة التاسعة

زیادة وعی المراهقات بأهمیة مقاومة الاغراءات الجسدیة والعاطفیة.

إعادة البناء المعرفی, الحوار الجماعی والمحاضرة, والارشاد الدینی, والواجب المنزلی.

(45- 60) دقیقة

الجلسة العاشرة

التقییم الشامل لمدى استفادة المراهقات من جلسات البرنامج ککل. التطبیق البعدی لمقیاس مقاومة الإغراء.

الحوار الجماعی وطرح الأسئلة والتدعیم الایجابی.

(45- 60) دقیقة

نتائج الدراسة ومناقشتها

نتائج الفرض الأول والذی ینص على أنه "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة فی اتجاه القیاس البعدی على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات". وللتحقق من صحة الفرض أمکن استخدام اختبار ت للمقارنة بین المجموعات المترابطة ویمکن عرض نتائج الفرض کما هو موضح بجدول (3).

جدول (3) الفروق بین المتوسطات فی القیاس القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات (ن = 10)

المتغیرات

القیاس القبلی

القیاس البعدی

قیمة ت

مستوى الدلالة

اتجاه الفروق

قیمة حجم

الأثر

مستوى حجم

الأثر

م

ع

م

ع

الإغراء المادی

19.50

1.35

32.10

2.60

13.587

0.0001

البعدی

0.95

کبیر

الإغراء الجسدی العاطفی

18.40

1.50

34.50

2.12

19.572

0.0001

البعدی

0.97

کبیر

الإغراء العقلی الفکری

19.80

1.40

33.60

1.71

19.737

0.0001

البعدی

0.97

کبیر

الدرجة الکلیة

57.70

1.25

100.20

4.39

29.429

0.0001

البعدی

0.99

کبیر

قیمة ت: أقل من 1.96 غیر دال، من 1.96 : 2.58 دال عند 0.05، من 2.59 : 3.27 دال عند 0.01، من 3.28 فأکثر دال عند 0.001

حجم التأثیر: أقل من 0.5 تأثیر ضعیف، من 0.5 إلى أقل من 0.8 تأثیر متوسط، من 0.8 فأکثر تأثیر کبیر

یتضح من خلال الجدول السابق أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی وفی اتجاه القیاس البعدی حیث بلغت قیمة ت (13.587، 19.572، 19.737، 29.429) للأبعاد الإغراء المادی، الإغراء الجسدی العاطفی، الإغراء العقلی الفکری، والدرجة الکلیة لمقیاس مقاومة الإغراء على التوالی وهی قیم دالة عند مستوى دلالة 0.001 فی اتجاه القیاس البعدی مما یعطی مؤشر قوی بأن البرنامج التدریبی أثر بشکل فعال حیث بلغت قیمة حجم الأثر (0.95، 0.97، 0.97، 0.99) للأبعاد الإغراء المادی، الإغراء الجسدی العاطفی، الإغراء العقلی الفکری، والدرجة الکلیة لمقیاس مقاومة الإغراء على التوالی وهی تدل على مؤشر حجم أثر ذات تأثیر کبیر.

لقد جاءت نتیجة الفرض الأول تنص على "وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاسین القبلی والبعدی لدى عین الدراسة التجریبیة من المراهقات السعودیات", وذلک فی کل من الدرجة الکلیة والأبعاد الفرعیة لمقیاس مقاومة الإغراء, وهذا یشیر إلى نجاح البرنامج فی تنمیة القدرة لدى الفتیات المراهقات على مقاومة الإغراء.

وتفسر الباحثة نتیجة هذا الفرض فی ضوء الدراسات التی تناولت بالدراسة مفهوم مقاومة الإغراء من منظور تجریبی, وکذلک الإطار النظری للدراسة, فمن هذه الدراسات والتی تتفق مع الدراسة الحالیة ونتیجة هذا الفرض فی أن التخطیط التجریبی والمعرفی السلوکی, یظهر مدى مقاومة الفرد للإغراءات وأثر التنشئة والتوجیه الخارجی فی تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء, نذکر دراسة کل من Marrott (1980) والتی استهدفت معرفة أثر مشاهدة القصص التلفزیونیة على تنمیة قدرة الأطفال على مقاومة الاغراء, ودراسة Gill, (1995) التی حاولت معرفة أثر التنشئة الاجتماعیة على مقاومة الإغراء, ودراسة Nelson (2013) معرفة العلاقة الارتباطیة بین القدرة الخادعة (الإغراء) والنمو المعرفی لدى عینة من الأطفال قبل سن                 دخول المدرسة.

 کما تتفق نتیجة الفرض الأول مع ما توصلت إلیه دراسة فیصل الدلیمی (2014) والتی استهدفت معرفة أثر برنامج إرشادی فی تنمیة مقاومة الإغراء لدى طلاب المرحلة الإعدادیة, والتی کان من ضمن نتائجها وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی لدى عینة الدراسة التجریبیة فی مقاومة الإغراء وفی اتجاه القیاس البعدی.

 کما أثبتت العدید من الدراسات سواء على المستوى الأجنبی والعربی فاعلیة العلاج الإرشادی المعرفی السلوکی فی الحد من العدید من الاضطرابات والمشاکل النفسیة المتمثلة فی: القلق بأنواعه، الاکتئاب، الضغوط النفسیة، الألم النفسی، العدوان، الغضب...الخ                       (هدایة بن صالح, 2016).

وایضا تشیر الأبحاث إلى أن الخصائص البارزة للإغراءات یمکن تعطیلها وتثبیطها من خلال آلیات معرفیة (Mischel,1974). کما تشیر العدید من الآدبیات إلى أن تطور القدرة على الإغراء ومقاومتة تعتمد على النمو المعرفی والأخلاقی والتدریب الذاتی على ضبط النفس Talwar & Lee, 2008)).

نتائج الفرض الثانی والذی ینص على أنه "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی لدى المجموعة الضابطة على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات". وللتحقق من صحة الفرض أمکن استخدام اختبار ت للمقارنة بین المجموعات المترابطة ویمکن عرض نتائج الفرض کما هو موضح بجدول (4).

جدول (4) الفروق بین المتوسطات فی القیاس القبلی والبعدی للمجموعة الضابطة على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات (ن = 10)

المتغیرات

القیاس القبلی

القیاس البعدی

قیمة ت

مستوى الدلالة

اتجاه الفروق

قیمة حجم

الأثر

مستوى حجم

الأثر

م

ع

م

ع

الإغراء المادی

19.70

1.42

19.70

1.77

0.001

غ د

-

0.00

ضعیف

الإغراء الجسدی العاطفی

19.40

1.78

18.90

1.29

0.721

غ د

-

0.16

ضعیف

الإغراء العقلی الفکری

19.30

1.89

18.80

0.79

0.773

غ د

-

0.17

ضعیف

الدرجة الکلیة

58.40

3.31

57.40

2.50

0.762

غ د

-

0.17

ضعیف

قیمة ت: أقل من 1.96 غیر دال، من 1.96 : 2.58 دال عند 0.05، من 2.59 : 3.27 دال عند 0.01، من 3.28 فأکثر دال عند 0.001

حجم التأثیر: أقل من 0.5 تأثیر ضعیف، من 0.5 إلى أقل من 0.8 تأثیر متوسط، من 0.8 فأکثر تأثیر کبیر

یتضح من خلال الجدول السابق أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی لدى المجموعة الضابطة؛ حیث بلغت قیمة ت (0.001، 0.721، 0.773، 0.762) للأبعاد الإغراء المادی، الإغراء الجسدی العاطفی، الإغراء العقلی الفکری، والدرجة الکلیة لمقیاس مقاومة الإغراء على التوالی وهی قیم غیر دالة مما یعطی مؤشر قوی بأن ترک المجموعة الضابطة بدون تدخل تجریبی بواسطة البرنامج المعرفی السلوکی لم یؤدی إلى التحسن لدى المجموعة الضابطة وذلک من خلال المقارنة بین درجات المجموعة فی القیاس القبلی والبعدی للبرنامج ویظهر ذلک بوضوح من خلال حجم التأثیر حیث بلغت قیمة حجم الأثر (0.00، 0.16، 0.17، 0.17) للأبعاد الإغراء المادی، الإغراء الجسدی العاطفی، الإغراء العقلی الفکری، والدرجة الکلیة لمقیاس مقاومة الإغراء على التوالی.

جاءت نتیجة الفرض الثانی للدرسة ینص على "عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس مقاومة الإغراء لدى المجموعة الضابطة من المراهقات", وهذا یشیر إلى أهمیة التدخل العلاجی المعرفی السلوکی فی تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى المراهقات, کما تعزز وتؤکد نتیجة الفرض الثانی نتیجة الفرض الأول وما قدمته الباحثة من تفسیر لها والذی یتضمن فی مجمله نجاح البرنامج أو العلاج المعرفی السلوکی فی تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء.

ونظرًا إلى الندرة الشدیدة فی الدراسات التی تناولت مقاومة الإغراء والتی              یمکن الاستعانة بها فی تفسیر نتیجة الفرض الثانی, لذا سوف تستعین الباحثة فی تفسیر              نتیجة هذا الفرض بما جاء بالأدبیات والأطار النظری للدراسة؛ حیث یقترح اقترح                  Skinner (1953, 356) أن المتغیرات الموقفیة التی تثیر وتحافظ على قدرة الفرد على مقاومة الإغراءات تعتمد فی جوهرها على القدرة على ضبط النفس, أو تحتاج إلى مهارات تنظیم الذات, لذلک نجد معظم نماذج مقاومة الإغراء اعتمدت على النمذجة أو نظریة التعلم الاجتماعی.

کما تشیر العدید من الآدبیات إلى أن تطور القدرة على الإغراء ومقاومتة تعتمد على النمو المعرفی والأخلاقی والتدریب الذاتی على ضبط النفس Talwar & Lee, 2008)). وتشیر العدید من الدراسات إلى أن الإغراءات تنطوی على جوانب من الرغبة فی الحصول على المتعة التی تعد مکافئة أو حافز للإنغماس فی تلک الإغراءات, فالإغراءات تثیر مفهومی الإعجاب والرغبة اللذان یثیران ملذات حسیة بالدماغ,(Berridge, Robinson & Aldridge, 2009). أی أن إذا تم التدخل بأسلوب علاجی شبة تجریبی معرفی سلوکی سوف یحسن من قدرة الفرد على مقاومة الإغراءات.

نتائج الفرض الثالث والذی ینص على أنه "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعة الضابطة والتجریبیة فی القیاس البعدی على مقیاس مقاومة الإغراء فی اتجاه المجموعة التجریبیة لدى عینة الدراسة من المرهقات". وللتحقق من صحة الفرض أمکن استخدام اختبار ت للمقارنة بین المجموعات المستقلة ویمکن عرض نتائج الفرض کما هو موضح بجدول (5).

جدول (5) الفروق بین المتوسطات للمجموعة الضابطة والتجریبیة على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات (ن = 10)

المتغیرات

المجموعة الضابطة

المجموعة التجریبیة

قیمة ت

مستوى الدلالة

اتجاه الفروق

قیمة حجم

الأثر

مستوى حجم

الأثر

م

ع

م

ع

الإغراء المادی

19.70

1.77

32.10

2.60

12.469

0.001

التجریبیة

0.94

کبیر

الإغراء الجسدی العاطفی

18.90

1.29

34.50

2.12

19.883

0.001

التجریبیة

0.98

کبیر

الإغراء العقلی الفکری

18.80

0.79

33.60

1.71

24.820

0.001

التجریبیة

0.98

کبیر

الدرجة الکلیة

57.40

2.50

100.20

4.39

26.773

0.001

التجریبیة

0.99

کبیر

قیمة ت: أقل من 1.96 غیر دال، من 1.96 : 2.58 دال عند 0.05، من 2.59 : 3.27 دال عند 0.01، من 3.28 فأکثر دال عند 0.001

حجم التأثیر: أقل من 0.5 تأثیر ضعیف، من 0.5 إلى أقل من 0.8 تأثیر متوسط، من 0.8 فأکثر تأثیر کبیر

یتضح من خلال الجدول السابق أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعة الضابطة والتجریبیة فی القیاس البعدی وفی اتجاه المجموعة التجریبیة؛ حیث بلغت قیمة ت (12.469، 19.883، 24.820، 26.773) للأبعاد الإغراء المادی، الإغراء الجسدی العاطفی، الإغراء العقلی الفکری، والدرجة الکلیة لمقیاس مقاومة الإغراء على التوالی، وهی قیم دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة 0.001 فی اتجاه المجموعة التجریبیة مما یعطی مؤشر قوی بأن البرنامج التدریبی أثر بشکل فعال حیث بلغت قیمة حجم الأثر (0.94، 0.98، 0.98، 0.99) للأبعاد الإغراء المادی، الإغراء الجسدی العاطفی، الإغراء العقلی الفکری، والدرجة الکلیة لمقیاس مقاومة الإغراء على التوالی وهی تدل على مؤشر حجم أثر ذات تأثیر کبیر.

جاءت نتیجة الفرض الثالث تنص على "وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعة الضابطة والتجریبیة فی القیاس البعدی على مقیاس مقاومة الإغراء وفی اتجاه المجموعة التجریبیة من المرهقات", وهذه النتیجة تعزز وتؤکد ما توصلت إلیة الدراسة فی الفرض الأول وهو فاعلیة البرنامج والعلاج المعرفی السلوکی فی تنمیة القدرة على مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة التجریبیة من المراهقات والتی طبق علیها البرنامج الإسترشادی والتزموا به وبجلساته, فی حین لم یتحقق أی تقدم ملحوظ لدى عینة الدراسة الضابطة لعدم تطبیق البرنامج الإرشادی علیها.

کما تفسر الباحثة نتیجة الفرض الثالث فی ضوء الإطار النظری للدراسة. وهو أن العدید من الدراسات سواء على المستوى الأجنبی والعربی أکدت على فاعلیة العلاج الإرشادی المعرفی السلوکی فی الحد من العدید من الاضطرابات والمشاکل النفسیة المتمثلة فی: القلق بأنواعه، الاکتئاب، الضغوط النفسیة، الألم النفسی، العدوان، الغضب...الخ (هدایة بن صالح, 2016). کما تشیر العدید من الآدبیات إلى أن تطور القدرة على الإغراء ومقاومتة تعتمد على النمو المعرفی والأخلاقی والتدریب الذاتی على ضبط النفس (Talwar & Lee, 2008). والعلاج المعرفی السلوکی یمتاز بقدرته على مساعدة المسترشدین على خفض حدة الصراعات الداخلیة, وتحقیق الأهداف المطلوبة, وتقلیل التصادم مع الأخرین المحیطین بالفرد                   (صلاح الدین الضامن, 2017).

نتائج الفرض الرابع والذی ینص على أنه "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة بعد مرور شهرین على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات". وللتحقق من صحة الفرض أمکن استخدام اختبار ت للمقارنة بین المجموعات المترابطة ویمکن عرض نتائج الفرض کما هو موضح بجدول (6).

جدول (6) الفروق بین المتوسطات للقیاس القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة على مقیاس مقاومة الإغراء لدى عینة الدراسة من المرهقات (ن = 10)

المتغیرات

القیاس البعدی

القیاس التتبعی

قیمة ت

مستوى الدلالة

اتجاه الفروق

قیمة

 حجم

الأثر

مستوى

حجم

الأثر

م

ع

م

ع

الإغراء المادی

32.10

2.60

32.00

3.09

0.078

غ د

-

0.02

ضعیف

الإغراء الجسدی العاطفی

34.50

2.12

33.60

2.80

0.811

غ د

-

0.18

ضعیف

الإغراء العقلی الفکری

33.60

1.71

33.90

1.45

0.423

غ د

-

0.09

ضعیف

الدرجة الکلیة

100.20

4.39

99.50

5.84

0.303

غ د

-

0.07

ضعیف

قیمة ت: أقل من 1.96 غیر دال، من 1.96 : 2.58 دال عند 0.05، من 2.59 : 3.27 دال عند 0.01، من 3.28 فأکثر دال عند 0.001

حجم التأثیر: أقل من 0.5 تأثیر ضعیف، من 0.5 إلى أقل من 0.8 تأثیر متوسط، من 0.8 فأکثر تأثیر کبیر

یتضح من خلال الجدول السابق أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی حیث بلغت قیمة ت (0.078، 0.811، 0.423، 0.303) للأبعاد الإغراء المادی، الإغراء الجسدی العاطفی، الإغراء العقلی الفکری، والدرجة الکلیة لمقیاس مقاومة الإغراء على التوالی وهی قیم غیر دالة مما یعطی مؤشر قوی بأن التحسن الذی حدث بعد تطبیق البرنامج مازال مستمر لدى المجموعة التجریبیة حیث أمکن تتبع النتائج من خلال التطبیق على المجموعة التجریبیة بعد الانتهاء من تطبیق البرنامج بمدة زمنیة قدرها شهرین، ویظهر ذلک بوضوح من خلال حجم التأثیر حیث بلغت قیمة حجم الأثر (0.02، 0.18، 0.09، 0.07) للأبعاد الإغراء المادی، الإغراء الجسدی العاطفی، الإغراء العقلی الفکری، والدرجة الکلیة لمقیاس مقاومة الإغراء على التوالی وهذا یفسر بأن المجموعة التجریبیة مازال التحسن الذی حدث فی مقاومة الإغراء مازال مستمر لدیهن.

لقد جاءت نتیجة الفرض الرابع تنص على "عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی على مقیاس مقاومة الإغراء لدى المجموعة التجریبیة من المرهقات المقیمات بمؤسسة رعایة الفتیات وذلک بعد مرور شهرین من أنتهاء تطبیق البرنامج", وهذا یشیر إلى نجاح البرنامج فی تنمیة القدرة على مقومة الإغراء لدى مراهقات العینة التجریبیة واستمرار أثرة فی ذلک, کما ترى الباحثة أن نتیجة هذا الفرض تؤکد على التزام أفراد العینة التجریبیة بما تم تعلمه وتحقیقة من أهداف خلال جلسات البرنامج, ورغبتهم فی التغییر والتطویر من سلوکیاتهم وعادة بنائهم المعرفی بصورة تکون أکثر ایجابیة ومقبولة من جهة الفرد والمجتمع.

کما ترى الباحثة أن هذه النتیجة تتفق مع ما یراه (Keith (2010, 44 فی أن العلاج المعرفی السلوکی ترجع أهمیته إلى زیادة فاعلیته النسبیة فی علاج المشکلات النفسیة للفرد مقارنة بالعلاجات النفسیة الأخرى والعلاج الدوائی, وایضاً مقارنة بالعلاج المدمج والذی یعتمد على کل من العلاج الدوائی والعلاج المعرفی السلوکی معاً, کما ترجع أهمیته إلى استمرار أثره على المدى البعید. کما أن نیة الفرد والاستراتیجیات التی یستخدمها فی الإنغماس فی الإغراءات یمکن أیضا استخدامها فی مقاومة وتجنب هذه الإغراءات (Gollwitzer, 1999). کما تشیر العدید من الآدبیات إلى أن تطور القدرة على الإغراء ومقاومتة تعتمد على النمو المعرفی والأخلاقی والتدریب الذاتی على ضبط النفس(Talwar & Lee, 2008).

 

التوصیات والمقترحات البحثیة:

فی ضوء نتائج الدراسة اقترحت الباحثة عدد من التوصیات والمقترحات البحثیة وهی:

1-      زیادة الوعی المجتمعی وخصوصًا لدى الشباب والفتیات بأهمیة السمات الأخلاقیة, وذلک من خلال الندوات العامة والإرشاد الدینی والإعلامی.

2-      زیادة وعی الأسرة والمدرسة بأهمیة دورهم فی التنشئة الاجتماعیة السلیمة وتنمیة النواحی الاخلاقیة لدى الفرد منذ الطفولة.

3-      إجراء دراسة عن علاقة مقاومة الإغراء بکل وجهة الضبط وأسالیب المعاملة الوالدیة.

4-      إجراء دراسة عن علاقة مقاومة الإغراء بصورة الذات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع

أیمن شحاتة. (2008). الذکاء الأخلاقی وعلاقته ببعض متغیرات البیئة المدرسیة والأسریة لدى طلاب الصف الأول الثانوی. رسالة ماجستیر. کلیة التربیة, جامعة المنیا.

جودت عبد الهادی. ( 2000 ). نظریات التعلم وتطبیقاتها التربویة. الأردن. الدار العلمیة الدولیة للنشر.

حامد عبد السلام زھران. (1998). التوجیه والإرشاد النفسی, الطبعة الثالثة, القاهرة, عالم الکتب.

حامد عبد السلام زهران. (2001). الصحة النفسیة والعلاج النفسی. الطبعة الثالثة. الریاض, مکتبة العبیکان.

 حسن سهیل، وجبار العکیلی. ( 2012 ). الإنسان ومقاومة الإغراء والاستهواء. بغداد، العراق, مکتبة الیمامة للنشر.

حسن غولی وجبار العکیلی. (2014). الإنسان ومقاومة الإغراء والاستهواء. عمان, مکتبة المجتمع العربی.

حسن غولی, وجبار العکیلی. (2014). سیکولوجیة الوعی الذاتی والإقناع الاجتماعی. عمان, مکتبة المجتمع العربی.

حسین فاید. (1998). المضطربون سلوکیاً- تشخیصا- أسبابها- علاجه. الریاض, دار الزهراء.

صبحی سعید عوض الحارثی. (2013). فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی فی تنمیة الذکاء الإنفعالی وأثر ذلک فی خفض حدة السلوک العدوانی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة - العلوم الإنسانیة والاجتماعیة – السعودیة. (29), 14- 74.

صبری الطراونة .( 2000 ). العلاقة بین مقاومة الإغراء والضغط النفسی عند طلبة جامعة مؤتة. رسالة ماجستیر. جامعة مؤتة، الأردن.

صبری الطراونة ومحمد أمین القضاة. (2014). العلاقة بین مقاومة الإغراء وأنماط التفکیر السائدة لدى الطلبة الجامعیین. المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة. 10(1), 89- 100.

صبری الطراونة. (2010). بناء مقیاس لمقاومة الإغراء لطلبة الجامعات فی إقلیم جنوب الأردن. مجلة جامعة دمشق للعلوم التربویة والنفسیة. 26(1،2), 317- 338.

صبری حسن خلیل الطراونة. (2016). تطویر مقیاس لمقاومة الإغراء لطلبة الجامعات الأردنیة ومطابقة فقراته مع نموذج أندریش فی نظرة الاستجابة للفقرة. مؤتة للبحوث والدراسات- العلوم الانسانیة والاجتماعیة- الأردن. 31(4), 297- 320.

صلاح الدین الضامن (2017). فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی لخفض العجز المتعلم وتحسین المرونة النفسیة لدى الأطفال المساء إلیهم فی المدارس الحکومیة فی لواء بنی کنانة, المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة. 13(2), 171- 191.

عادل عبد الله محمد. (2000). العلاج المعرفی السلوکی ـ الأسس والتطبیقات. القاهرة. دار الرشاد.

عبد المطلب القریطی. (1998). الصحة النفسیة. القاهرة. دار الفکر العربی.

عزة حسین ذکی. (1989). برنامج إرشادی لمواجهة مشکلة العدوانیة لدى المراهقین الجانحین. رسالة دکتوراة. جامعة عین شمس. معهد الدراسات العلیا للطفولة.

عزت إسماعیل. ( 1988 ). الغرور وأثره فی الإنسان. القاهرة. دار غریب للطباعة والنشر والتوزیع.

علی الجنحی. ( 2007 ). دور التربیة فی وقایة المجتمع من الانحراف الفکری. المملکة العربیة السعودیة. منشورات جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة.

غولی القرة. (2011). الوعی الذاتی وعلاقته بالمواجهة الإیجابیة ومقاومة الإغراء لدى طلبة الجامعة، رسالة دکتوراه (غیر منشورة). الجامعة المستنصریة. العراق.

فیصل جمعة عبد الله الدلیمی. (2014). أثر برنامج إرشادی فی تنمیة مقاومة الإغراء لدى طلاب المرحلة الإعدادیة. رسالة ماجستیر. کلیة التربیة للعلوم الإنسانیة, جامعة دیالی- العراق.

لویس کامل ملیکة. (1990). العلاج السلوکی وتعدیل السلوک. الکویت. دار القلم للنشر والتوزیع.

محمد محمود محمد, وعلی أحمد سید. (2011). العلاج النفسی السلوکی المعرفی الحدیث. الریاض, دار الزهراء.

مشاعل الحسین البرکاتی الشریف. (2017). استراتیجیات مواجهة الضغوط النفسیة وعلاقتها کل من الحاجات النفسیة ومقاومة الإغراء والشفقة بالذات لدى المراهقات المقیمات وغیر المقیمات بمؤسسة رعایة الفتیات بالمنطقة الغربیة بالمملکة العربیة السعودیة، رسالة دکتوراه (غیر منشورة)، مقدمة لقسم علم النفس، کلیة التربیة، جامعة الملک خالد، الممکلة العربیة السعودیة.

موفق سلیم بشارة. (2015). الذکاء الروحی وعلاقته بمقاومة الإغراء لدى طلبة جامعة الحسین بن طلال. مجلة کلیة التربیةـ جامعة عین شمس. 1(39), 307- 342.

ناصر بن عبد العزیز عمر. (2005). تقییم فعالیة العلاج العقلانی الانفعالی فی خفض درجة القلق والأفکار اللاعقلانیة لدى مدمنی المخدرات, رسالة ماجستیر. کلیة الدراسات العلیا, جامعة نایف للعلوم الأمنیة.

نفین صابر عبد الحکیم السید. (2009). ممارسة العلاج المعرفی السلوکی فی خدمة الفرد لتعدیل السلوک. . اللاتوافقی للأطفال المعرضین للانحراف. مجلة کلیة الآداب بجامعة حلوان. (26), 312- 345.

هدایة بن صالح. (2016). فعالیة برنامج علاجی معرفی سلوکی فی خفض حدة الضغوط النفسیة لدى المراهق المتمدرس. رسالة دکتوراة. قسم علم النفس- کلیة العلوم الإنسانیة والعلوم الاجتماعیة, جامعة تلمسان ـ الجزائر.

هوفمان إس جای. (2012). العلاج المعرفی السلوکی المعاصر. ترجمة: مراد علی عیسى. القاهرة. دار الفجر للنشر والتوزیع.

وصل الله بن عبدالله حمدان السواط. (2008). فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی فی تحسین مستوى النضج - المهنی وتنمیة مهارة اتخاذ القرار المهنی لدى طلاب الصف الأول ثانوی بمحافظة الطائف. رسالة دکتوراه. جامعة أم القرى، المملکة العربیة السعودیة.

Beak, A. (2001). Cognitive Therapy and the Emotional Disorders. International Universities press. INC, New York.

Berger, L. P. (1981). The resistance to temptation paradigm with modeling - a review. Master of Arts Department of Psychology. Western Michigan University.

Berridge, K. C., Robinson, T. E., & Aldridge, J. W. (2009). Dissecting components of reward: ‘liking’, ‘wanting’, and learning. Current Opinion in Pharmacology, 9(1), 65–73.

Bond, C. F., J . r., & Robinson, M. (1988). The evolution of deception. Journal of Nonverbal Behavior. 12, 295-307.

Crockett, M., Braams, B. , Clark, L., Tobler, P., Robbins,T & Kalenscher, T. (2013). Restricting Temptations: Neural Mechanisms of Precommitment Neuron. 79 ( 2), 391-401.

Evans, A. D., Xu, F., & Lee, K. (2011). When all signs point to you: Lies told in the face of evidence. Developmental Psychology. 47, 39-49.

Fishbach, A, Friedman, R, & Kruglanski, B. (2003). Leading Us Not Unto Temptation: Momentary Allurements Elicit. Journal of Personality and Social Psychology. 84( 2), 296–309.

Fry, P.S. (1975). The resistance to temptation: .inhibitory and disinhibitory effects of models in children from India and the United States. Journal of Cross-Cultural Psychology. 6, 189-202.

Fujita, K. (2011). On Conceptualizing Self-Control as More Than the Effortful Inhibition of Impulses. Personality and Social Psychology Review. 15(4), 352–366.

Gill, R. W. (1986). A Survey of the literature on moral judgment, resistance to temptation in boys and maternal discipline styles. Ph.D. Temple university graduate board.

Gill, W. (1995). A survey of the literature on moral judgment, resistance to temptation in boys and maternal discipline styles. Dissertation Abstract AAC9527473.

Gollwitzer, P. M. (1999). Implementation intentions: strong effects of simple plans. American Psychologist. 54(7), 493- 521.

Hartshorne, H., May, M. A. (1928). Studies in the Nature of Character, Vol I Studies in Deceit New York Macmillan.

Hoch, S. J., & Loewenstein, G. F. (1991). Time-inconsistent preferences and consumer self-control. Journal of Consumer Research. 2, 492-507.

Hoffman, J. (1975). Moral internalization, power, and parent-child interaction. Developmental Psychology. 11, 228-239.

Hoffman, M. L. (1979).Identification and imitation in children. San Francisco, California: Paper presented at the biennial meeting of the Society for Research in Child Development, March 15-18.

Keith, S. (2010). Handbook of cognitive behavioral therapies. New York: The guilford press.

Lazarus, A. (1985). New methods in psychotherapy: A case study. South African Medical Journal, 32, 660 - 664.

Lewis, M., Stanger, C., & Sullivan, M. (1989). Deception in 3-year-olds. Developmental Psychology, 25, 439-443.

Loewenstein, G. (1996). Out of Control: Visceral Influences on Behavior. Consciousness and Cognition, 65(3), 272–292.

Marrott, D. D. (1980). The effect of televised stories on responses to temptation. Ph.D. Department of Psychology. Brigham Young University.

Marshal, D. (2010). Temptation, Tradition and Taboo: A Theory of sacralization American sociological Association. Washington.

Mills, J. (2003).Changes in moral attitudes following temptation, EBSCO publishing.

Mischel, W. (1974). Processes in delay of gratification. Advances in Experimental Social Psychology. 7, 249–292.

Nelson, A. (2013). Preschoolers’ temptation resistance and rule violation: the influence of parenting style and self-regulation. Ph.D. Mills College.

Nicole, L., Mead, A., & Roy, F. (2009). Among four condition self – control resource devolution, journal of experimental social psychology. 45(2)594-597.

Park, S. H. (2016). The Impact of Individual’s Beliefs on Overcoming Temptations. Ph.D. Department of Psychology and Neuroscience Duke University.

Perry, D.G., Bussey, K., & Perry, L.C. (1975). Factors influencing the imitation of resistance to deviation. Developmental Psychology. 11, 724-731.

Polak, A., & Harris, P. L. (1999). Deception by young children following noncompliance. Developmental Psychology, 35, 561-568.

Roy, R. E. (1974). Internal-External Locusop Control, Resistance to Temptation, and Guilt after transgression. Ph.D. Faculty of The Graduate College in the University of Nebraska.

Schwartz, S , Feldman, K , Brown, M., & Hemgarter, A. (1969). Some personality correlates of conduct in two situations of moral conduct. Journal of Personality. 1969, 37, 41-57.

Skinner, B. F. (1953). Science and Human Behavior. Glencoe, Illinois: Free Press.

Stein, A.H. (1967). Imitation of resistance to temptation. Child Development. 38, 157-169.

Talwar, V., & Lee, K. (2008). Little liars: Origins of verbal deception in children. In S. Itakura & K. Fujita (Eds.), Origins of the social mind: Evolutionary and developmental views (pp. 157-178). New York, NY: Springer.

Talwar, V., & Lee, K. (2008). Social and cognitive correlates of children’s lying behavior. Child Development. 79, 866-881.

Trope, Y., & Fishbach, A. (2000). Counteractive self-control in overcoming temptation. Journal of Personality and Social Psychology. 79(4), 493–506.

Wright, O.(1991). The psychology of moral behavior. Penguin: Books.

 

قائمة المراجع
أیمن شحاتة. (2008). الذکاء الأخلاقی وعلاقته ببعض متغیرات البیئة المدرسیة والأسریة لدى طلاب الصف الأول الثانوی. رسالة ماجستیر. کلیة التربیة, جامعة المنیا.
جودت عبد الهادی. ( 2000 ). نظریات التعلم وتطبیقاتها التربویة. الأردن. الدار العلمیة الدولیة للنشر.
حامد عبد السلام زھران. (1998). التوجیه والإرشاد النفسی, الطبعة الثالثة, القاهرة, عالم الکتب.
حامد عبد السلام زهران. (2001). الصحة النفسیة والعلاج النفسی. الطبعة الثالثة. الریاض, مکتبة العبیکان.
 حسن سهیل، وجبار العکیلی. ( 2012 ). الإنسان ومقاومة الإغراء والاستهواء. بغداد، العراق, مکتبة الیمامة للنشر.
حسن غولی وجبار العکیلی. (2014). الإنسان ومقاومة الإغراء والاستهواء. عمان, مکتبة المجتمع العربی.
حسن غولی, وجبار العکیلی. (2014). سیکولوجیة الوعی الذاتی والإقناع الاجتماعی. عمان, مکتبة المجتمع العربی.
حسین فاید. (1998). المضطربون سلوکیاً- تشخیصا- أسبابها- علاجه. الریاض, دار الزهراء.
صبحی سعید عوض الحارثی. (2013). فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی فی تنمیة الذکاء الإنفعالی وأثر ذلک فی خفض حدة السلوک العدوانی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة - العلوم الإنسانیة والاجتماعیة – السعودیة. (29), 14- 74.
صبری الطراونة .( 2000 ). العلاقة بین مقاومة الإغراء والضغط النفسی عند طلبة جامعة مؤتة. رسالة ماجستیر. جامعة مؤتة، الأردن.
صبری الطراونة ومحمد أمین القضاة. (2014). العلاقة بین مقاومة الإغراء وأنماط التفکیر السائدة لدى الطلبة الجامعیین. المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة. 10(1), 89- 100.
صبری الطراونة. (2010). بناء مقیاس لمقاومة الإغراء لطلبة الجامعات فی إقلیم جنوب الأردن. مجلة جامعة دمشق للعلوم التربویة والنفسیة. 26(1،2), 317- 338.
صبری حسن خلیل الطراونة. (2016). تطویر مقیاس لمقاومة الإغراء لطلبة الجامعات الأردنیة ومطابقة فقراته مع نموذج أندریش فی نظرة الاستجابة للفقرة. مؤتة للبحوث والدراسات- العلوم الانسانیة والاجتماعیة- الأردن. 31(4), 297- 320.
صلاح الدین الضامن (2017). فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی لخفض العجز المتعلم وتحسین المرونة النفسیة لدى الأطفال المساء إلیهم فی المدارس الحکومیة فی لواء بنی کنانة, المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة. 13(2), 171- 191.
عادل عبد الله محمد. (2000). العلاج المعرفی السلوکی ـ الأسس والتطبیقات. القاهرة. دار الرشاد.
عبد المطلب القریطی. (1998). الصحة النفسیة. القاهرة. دار الفکر العربی.
عزة حسین ذکی. (1989). برنامج إرشادی لمواجهة مشکلة العدوانیة لدى المراهقین الجانحین. رسالة دکتوراة. جامعة عین شمس. معهد الدراسات العلیا للطفولة.
عزت إسماعیل. ( 1988 ). الغرور وأثره فی الإنسان. القاهرة. دار غریب للطباعة والنشر والتوزیع.
علی الجنحی. ( 2007 ). دور التربیة فی وقایة المجتمع من الانحراف الفکری. المملکة العربیة السعودیة. منشورات جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة.
غولی القرة. (2011). الوعی الذاتی وعلاقته بالمواجهة الإیجابیة ومقاومة الإغراء لدى طلبة الجامعة، رسالة دکتوراه (غیر منشورة). الجامعة المستنصریة. العراق.
فیصل جمعة عبد الله الدلیمی. (2014). أثر برنامج إرشادی فی تنمیة مقاومة الإغراء لدى طلاب المرحلة الإعدادیة. رسالة ماجستیر. کلیة التربیة للعلوم الإنسانیة, جامعة دیالی- العراق.
لویس کامل ملیکة. (1990). العلاج السلوکی وتعدیل السلوک. الکویت. دار القلم للنشر والتوزیع.
محمد محمود محمد, وعلی أحمد سید. (2011). العلاج النفسی السلوکی المعرفی الحدیث. الریاض, دار الزهراء.
مشاعل الحسین البرکاتی الشریف. (2017). استراتیجیات مواجهة الضغوط النفسیة وعلاقتها کل من الحاجات النفسیة ومقاومة الإغراء والشفقة بالذات لدى المراهقات المقیمات وغیر المقیمات بمؤسسة رعایة الفتیات بالمنطقة الغربیة بالمملکة العربیة السعودیة، رسالة دکتوراه (غیر منشورة)، مقدمة لقسم علم النفس، کلیة التربیة، جامعة الملک خالد، الممکلة العربیة السعودیة.
موفق سلیم بشارة. (2015). الذکاء الروحی وعلاقته بمقاومة الإغراء لدى طلبة جامعة الحسین بن طلال. مجلة کلیة التربیةـ جامعة عین شمس. 1(39), 307- 342.
ناصر بن عبد العزیز عمر. (2005). تقییم فعالیة العلاج العقلانی الانفعالی فی خفض درجة القلق والأفکار اللاعقلانیة لدى مدمنی المخدرات, رسالة ماجستیر. کلیة الدراسات العلیا, جامعة نایف للعلوم الأمنیة.
نفین صابر عبد الحکیم السید. (2009). ممارسة العلاج المعرفی السلوکی فی خدمة الفرد لتعدیل السلوک. . اللاتوافقی للأطفال المعرضین للانحراف. مجلة کلیة الآداب بجامعة حلوان. (26), 312- 345.
هدایة بن صالح. (2016). فعالیة برنامج علاجی معرفی سلوکی فی خفض حدة الضغوط النفسیة لدى المراهق المتمدرس. رسالة دکتوراة. قسم علم النفس- کلیة العلوم الإنسانیة والعلوم الاجتماعیة, جامعة تلمسان ـ الجزائر.
هوفمان إس جای. (2012). العلاج المعرفی السلوکی المعاصر. ترجمة: مراد علی عیسى. القاهرة. دار الفجر للنشر والتوزیع.
وصل الله بن عبدالله حمدان السواط. (2008). فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی فی تحسین مستوى النضج - المهنی وتنمیة مهارة اتخاذ القرار المهنی لدى طلاب الصف الأول ثانوی بمحافظة الطائف. رسالة دکتوراه. جامعة أم القرى، المملکة العربیة السعودیة.
Beak, A. (2001). Cognitive Therapy and the Emotional Disorders. International Universities press. INC, New York.
Berger, L. P. (1981). The resistance to temptation paradigm with modeling - a review. Master of Arts Department of Psychology. Western Michigan University.
Berridge, K. C., Robinson, T. E., & Aldridge, J. W. (2009). Dissecting components of reward: ‘liking’, ‘wanting’, and learning. Current Opinion in Pharmacology, 9(1), 65–73.
Bond, C. F., J . r., & Robinson, M. (1988). The evolution of deception. Journal of Nonverbal Behavior. 12, 295-307.
Crockett, M., Braams, B. , Clark, L., Tobler, P., Robbins,T & Kalenscher, T. (2013). Restricting Temptations: Neural Mechanisms of Precommitment Neuron. 79 ( 2), 391-401.
Evans, A. D., Xu, F., & Lee, K. (2011). When all signs point to you: Lies told in the face of evidence. Developmental Psychology. 47, 39-49.
Fishbach, A, Friedman, R, & Kruglanski, B. (2003). Leading Us Not Unto Temptation: Momentary Allurements Elicit. Journal of Personality and Social Psychology. 84( 2), 296–309.
Fry, P.S. (1975). The resistance to temptation: .inhibitory and disinhibitory effects of models in children from India and the United States. Journal of Cross-Cultural Psychology. 6, 189-202.
Fujita, K. (2011). On Conceptualizing Self-Control as More Than the Effortful Inhibition of Impulses. Personality and Social Psychology Review. 15(4), 352–366.
Gill, R. W. (1986). A Survey of the literature on moral judgment, resistance to temptation in boys and maternal discipline styles. Ph.D. Temple university graduate board.
Gill, W. (1995). A survey of the literature on moral judgment, resistance to temptation in boys and maternal discipline styles. Dissertation Abstract AAC9527473.
Gollwitzer, P. M. (1999). Implementation intentions: strong effects of simple plans. American Psychologist. 54(7), 493- 521.
Hartshorne, H., May, M. A. (1928). Studies in the Nature of Character, Vol I Studies in Deceit New York Macmillan.
Hoch, S. J., & Loewenstein, G. F. (1991). Time-inconsistent preferences and consumer self-control. Journal of Consumer Research. 2, 492-507.
Hoffman, J. (1975). Moral internalization, power, and parent-child interaction. Developmental Psychology. 11, 228-239.
Hoffman, M. L. (1979).Identification and imitation in children. San Francisco, California: Paper presented at the biennial meeting of the Society for Research in Child Development, March 15-18.
Keith, S. (2010). Handbook of cognitive behavioral therapies. New York: The guilford press.
Lazarus, A. (1985). New methods in psychotherapy: A case study. South African Medical Journal, 32, 660 - 664.
Lewis, M., Stanger, C., & Sullivan, M. (1989). Deception in 3-year-olds. Developmental Psychology, 25, 439-443.
Loewenstein, G. (1996). Out of Control: Visceral Influences on Behavior. Consciousness and Cognition, 65(3), 272–292.
Marrott, D. D. (1980). The effect of televised stories on responses to temptation. Ph.D. Department of Psychology. Brigham Young University.
Marshal, D. (2010). Temptation, Tradition and Taboo: A Theory of sacralization American sociological Association. Washington.
Mills, J. (2003).Changes in moral attitudes following temptation, EBSCO publishing.
Mischel, W. (1974). Processes in delay of gratification. Advances in Experimental Social Psychology. 7, 249–292.
Nelson, A. (2013). Preschoolers’ temptation resistance and rule violation: the influence of parenting style and self-regulation. Ph.D. Mills College.
Nicole, L., Mead, A., & Roy, F. (2009). Among four condition self – control resource devolution, journal of experimental social psychology. 45(2)594-597.
Park, S. H. (2016). The Impact of Individual’s Beliefs on Overcoming Temptations. Ph.D. Department of Psychology and Neuroscience Duke University.
Perry, D.G., Bussey, K., & Perry, L.C. (1975). Factors influencing the imitation of resistance to deviation. Developmental Psychology. 11, 724-731.
Polak, A., & Harris, P. L. (1999). Deception by young children following noncompliance. Developmental Psychology, 35, 561-568.
Roy, R. E. (1974). Internal-External Locusop Control, Resistance to Temptation, and Guilt after transgression. Ph.D. Faculty of The Graduate College in the University of Nebraska.
Schwartz, S , Feldman, K , Brown, M., & Hemgarter, A. (1969). Some personality correlates of conduct in two situations of moral conduct. Journal of Personality. 1969, 37, 41-57.
Skinner, B. F. (1953). Science and Human Behavior. Glencoe, Illinois: Free Press.
Stein, A.H. (1967). Imitation of resistance to temptation. Child Development. 38, 157-169.
Talwar, V., & Lee, K. (2008). Little liars: Origins of verbal deception in children. In S. Itakura & K. Fujita (Eds.), Origins of the social mind: Evolutionary and developmental views (pp. 157-178). New York, NY: Springer.
Talwar, V., & Lee, K. (2008). Social and cognitive correlates of children’s lying behavior. Child Development. 79, 866-881.
Trope, Y., & Fishbach, A. (2000). Counteractive self-control in overcoming temptation. Journal of Personality and Social Psychology. 79(4), 493–506.
Wright, O.(1991). The psychology of moral behavior. Penguin: Books.