القيم الأخلاقية لدى طالبات الدُّور القرآنية من وجهة نظر معلماتهن بمحافظة أبوعريش

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المملکة العربية السعودية

المستخلص

الأساليب التربوية لغرس القيم الأخلاقية في الإسلام:
        تعتبر الأساليب التربوية لتنمية القيم الأخلاقية الإسلامية کثيرة, ولا يمکن أن نرکز على أسلوب واحد دون غيره من الأساليب, وما نجده من تنوع لهذه الأساليب إنما يعود إلى أن الإنسان عبارة عن قبضة من طين ونفخة من روح الله لذلک فالإسلام يُراعي طبيعة النفس البشرية بتوازن دون إفراط ولاتفريط قال تعالى } فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ           لِخَلْقِ اللَّهِ30{  (سورة الروم, آية30) فجاءت هذه الأساليب متنوعة لتراعي الحاجات وتُربي الاستعدادات والقدرات قال تعالى } وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) {         (سورة الشمس ,آية :7-8 ) فهذه القيم الأخلاقية تحتاج إلى وسائل وطرق متنوعة لغرسها وتنميتها لدى المتربين, فهم" غير متساويين وغير متجانسين في العمر والقدرة  والخلفية الثقافية، والاهتمامات، والجنس، والبيئة والمستويات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من عوامل   التأثير"([i]) , لذلک جاءت التربية الإسلامية بأساليبها مراعيةً ذلک کله من خلال أساليب متنوعة تخاطب جميع جوانب الإنسان المختلفة. وهذه الأساليب تحتاج إلى معرفتها ثم تطبيقها مع الطالبات لغرس الخلق الفاضل  فيهن، وقبل أن نبدأ في سرد هذه الأساليب نذکر معنى الأسلوب في اللغة والاصطلاح:
-الأسلوب في اللغة :"هو الطريق، والوجه، والمذهب، والجمع أساليب."([ii])
- في الاصطلاح:  "الطريقة الکلامية التي يسلکها المتکلم في تأليف کلامه واختيار ألفاظه أو هو المذهب الکلامي الذي انفرد به المتکلم في تأدية معانيه ومقاصده من کلامه."([iii])
- التعريف الإجرائي للأسلوب: هو الطريقة التي تستخدمها العاملات (معلمة- مشرفة- إدارية-مستخدمة) في الدور القرآنية وخصوصًا المعلمات وذلک لغرس القيم الأخلاقية في سلوک طالبات الحلقات لينشئن متخلقات بأخلاق القرآن الکريم وقيمه.



 


 


 

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

القیم الأخلاقیة لدى طالبات الدُّور القرآنیة من وجهة نظر معلماتهن بمحافظة أبوعریش

 

إعـــداد

فوزیة محمد عبده حمزی  

إشراف

د/ لیلى عبد الرَّشید حسن عطار

کلیة التربیة – جامعة جدة-  المملکة العربیة السعودیة  

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الثانی –  فبرایر 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

           

الأسالیب التربویة لغرس القیم الأخلاقیة فی الإسلام:

        تعتبر الأسالیب التربویة لتنمیة القیم الأخلاقیة الإسلامیة کثیرة, ولا یمکن أن نرکز على أسلوب واحد دون غیره من الأسالیب, وما نجده من تنوع لهذه الأسالیب إنما یعود إلى أن الإنسان عبارة عن قبضة من طین ونفخة من روح الله لذلک فالإسلام یُراعی طبیعة النفس البشریة بتوازن دون إفراط ولاتفریط قال تعالى } فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا لَا تَبْدِیلَ           لِخَلْقِ اللَّهِ30{  (سورة الروم, آیة30) فجاءت هذه الأسالیب متنوعة لتراعی الحاجات وتُربی الاستعدادات والقدرات قال تعالى } وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) {         (سورة الشمس ,آیة :7-8 ) فهذه القیم الأخلاقیة تحتاج إلى وسائل وطرق متنوعة لغرسها وتنمیتها لدى المتربین, فهم" غیر متساویین وغیر متجانسین فی العمر والقدرة  والخلفیة الثقافیة، والاهتمامات، والجنس، والبیئة والمستویات الاجتماعیة والاقتصادیة وغیرها من عوامل   التأثیر"([1]) , لذلک جاءت التربیة الإسلامیة بأسالیبها مراعیةً ذلک کله من خلال أسالیب متنوعة تخاطب جمیع جوانب الإنسان المختلفة. وهذه الأسالیب تحتاج إلى معرفتها ثم تطبیقها مع الطالبات لغرس الخلق الفاضل  فیهن، وقبل أن نبدأ فی سرد هذه الأسالیب نذکر معنى الأسلوب فی اللغة والاصطلاح:

-الأسلوب فی اللغة :"هو الطریق، والوجه، والمذهب، والجمع أسالیب."([2])

- فی الاصطلاح:  "الطریقة الکلامیة التی یسلکها المتکلم فی تألیف کلامه واختیار ألفاظه أو هو المذهب الکلامی الذی انفرد به المتکلم فی تأدیة معانیه ومقاصده من کلامه."([3])

- التعریف الإجرائی للأسلوب: هو الطریقة التی تستخدمها العاملات (معلمة- مشرفة- إداریة-مستخدمة) فی الدور القرآنیة وخصوصًا المعلمات وذلک لغرس القیم الأخلاقیة فی سلوک طالبات الحلقات لینشئن متخلقات بأخلاق القرآن الکریم وقیمه.

وفیما یلی أهم الأسالیب التربویة لغرس القیم الأخلاقیة :

1-أسلوب القدوة

     ویقصد بها "المثال الواقعی للسلوک الخلقی الأمثل، وهذا المثال الواقعی قد یکون مثالاً حسیًّا مشاهدًا ملموسًا یُقتدى به، وقد یکون مثالاً حاضرًا فی الذهن بأخباره وسیره."( [4] )

     ویعرفها(العانی, 1420هـ): " أنها النموذج الذی تتوافر فیه الجوانب المتکاملة للشخصیة ویحتذی به الآخرون فی أفکاره وسلوکیاته."([5] )

وتعتبر القدوة من أنجح الأسالیب التربویة فی التأثیر على سلوک الفرد وتوجیهه الوجهة الصحیحة, وهذا ما جعل لها أهمیة عظمى فی عملیة التربیة خاصةً فی مجال الفضائل والقیم فقد کان النبی r "بشخصه، وشمائله، وسلوکه، وتعامله مع الناس ترجمة عملیة بشریة حیة لحقائق القرآن وتعالیمه وآدابه وتشریعاته ولما فیه من أسس تربویة إسلامیة وأسالیب تربویة قرآنیة " ( [6] ) والله عز وجل یقول: } لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کَانَ یَرْجُو اللَّهَ وَالْیَوْمَ الْآَخِرَ وَذَکَرَ اللَّهَ کَثِیرًا (21) { (سورة الأحزاب، آیة: 21), "ففی هذه الآیة الکریمة أصل کبیر فی التأسی برسول الله r فی أقواله وأفعاله وأحواله."([7]).

والأمثلة على أن الرسول r قد تمثلت فیه جُل الصفات الحمیدة التی جعلت منه قدوة للمؤمنین فی أقواله وأفعاله على مر العصور کثیرة فقد کان r قدوة فی حیاته الأبویة وفی حسن معاملته للصغار ولأصحابه، ولجیرانه وکان یسعى فی قضاء حوائح المسلمین، وکان أوفى الناس بوعده، وأشدهم ائتمانًا على الودائع, أما مواقفه r مع أصحابه والتی تؤکد على أهمیة مشاهدة السلوک بصورة عملیة مطبقة, ونستنتج من خلالها أهمیة أسلوب القدوة فی التربیة فمنها قولهr: "صَلُّوا کَمَا رَأَیْتُمُونِی أُصَلِّی."([8]), ومن المواقف أیضًا أنه لما تم صلح الحدیبیة بین المسلمین وقریش نصوا فی بنودها أن یرجع المسلمون هذا العام بلا أداء العمرة ویعودوا فی العام القادم، أمر النبی r أصحابه أن ینحروا الهدی ویتحللوا من إحرامهم فقال: " قوموا فانحروا ثم احلقوا " فتکاسل الصحابة حیث إن الشروط کانت جائرةً على المسلمین، فدخل رسول الله r على السیدة أم سلمة غاضبًا، وأخبرها بتخلف الناس عن أمره، فأشارت علیه r بأن یُسرع فی التنفیذ أمامهم، فقام r فحلق رأسه، ونحر هدیه، وتسابق الصحابة فی التطبیق حتى کاد بعضهم یقتل بعضًا من شدة الزحام."([9]) ففی هذه القصة دلالة ظاهرة على التفاوت الکبیر بین تأثیر القول وتأثیر الفعل, ففی حین لم یستجب الصحابة لقول الرسول r نجدهم بادروا إلى التنفیذ, اقتداءً بالرسول r حین تحوَّل أمرُهُ القَولی إلى تطبیقٍ عملیٍّ. والأحادیث النبویة فی هذا الأسلوب کثیرة جدًّا سواءً قولیة أو فعلیة لا یتسع المقام لسردها, وهاهو عمرُو بن عتبةَ یُرشِد مُعلِّمَ ولدِه قائلاً: " لِیَکُنْ أولَّ إصلاحُکَ لِبَنِیَّ إصلاحُک لنفسِک, فإن عیونَهم معقودةٌ بعینک، فالحَسَنُ عندهم ما صَنَعْتَ، والقبیحُ عندهم ما ترکتَ."([10]) , وهذا یدل على أن الهدف الأساسی من أسلوب القدوة ما هو إلا إحداث تغییر فی سلوک المتربی باقتدائه بالمربی, وتتضح أهمیة هذا الأسلوب التربوی کونه الأکثر فعالیة لأنه یحول الموقف النظری إلى واقع ملموس, کذلک الحاجة المستمرة للقدوة فی المجال التربوی وذلک لأن التلمیذ فی أی مؤسسة تربویة یحتاج إلى قدوة یراها متجسدة فی والدیه ومعلمیه، لیقتنع بما یتعلمه ولا یستصعب إمکانیة تطبیقه. والتربیة الإسلامیة فی تأکیدها على أهمیة القدوة فی التربیة قد حذرت أن یخالف قول المربی فعله ودلیلها على ذلک قول الله تعالى: } یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) کَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) {  (سورة الصف، آیة: 2-3) وفی ذلک تنبیه لمعلمات الدور القرآنیة أن یوافق القول الفعل فی کل سلوکیاتهن فی داخل الدار القرآنیة أو خارجها سواًء فی المظهر الخارجی أو جمیع أخلاقیات وآداب التعامل.

2-أسلوب القصة:

وردت الکثیر من الآیات القرآنیة المتضمنة للقصص فی جوانب عدیدة ومنها قصص للأنبیاء, وقصص للمکذبین بالرسالات وما أصابهم من جراء هذا التکذیب, وقصة ابنَیْ آدم, وقصة صاحب الجنتین, وغیرها من القصص التاریخیة الواقعیة والمقصودة بأماکنها وأشخاصها وحوادثها. والمثال على ذلک قول الله تعالى: } وَاتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ ابْنَیْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ یُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّکَ قَالَ إِنَّمَا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَیَّ یَدَکَ لِتَقْتُلَنِی مَا أَنَا بِبَاسِطٍ یَدِیَ إِلَیْکَ لِأَقْتُلَکَ إِنِّی أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِینَ (28) إِنِّی أُرِیدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِی وَإِثْمِکَ فَتَکُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِکَ جَزَاءُ الظَّالِمِینَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِیهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِینَ (30)..الخ { (سورة المائدة,آیة:27-30).

فالأسلوب القصصی له تأثیره النفسی على المتلقی لأنه یُحرک عواطفه ویُشبع فضوله من خلال مطالعته لأخبار وتجارب الآخرین وذلک لأن القصة " تمتاز بممیزات جعلت لها أثار نفسیة وتربویة بلیغة فحکمة بعیدة المدى على مر الزمن، مع ما تثیره من حرارة العاطفة ومن حیویة وحرکیة فی النفس، تدفع الإنسان إلى تغییر سلوکه وتجدید عزیمته بحسب مقتضى القصة وتوجیهها وخاتمتها والعبرة منها."([11])

 وهذا ما جعلها من أقوى الأسالیب التربویة فی التأثیر لتغییر السلوک المذموم, وتعزیز السلوک الفاضل وغرس القیم الأخلاقیة المحمودة.

ولهذا فقد سلک النبی r هذا المنهج واستخدم هذا الأسلوب فی تربیته لأصحابه ومن ذلک عن خبَّابَ ابن الأرَتّ یَقُولُ: أَتَیْتُ النَّبِیَّ r وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً، وَهُوَ فِی ظِلِّ الکَعْبَةِ وَقَدْ لَقِینَا مِنَ المُشْرِکِینَ شِدَّةً، فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ، فَقَعَدَ وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: "لَقَدْ کَانَ مَنْ قَبْلَکُمْ لَیُمْشَطُ بِمِشَاطِ الحَدِیدِ، مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ، مَا یَصْرِفُهُ ذَلِکَ عَنْ دِینِهِ، وَیُوضَعُ المِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَیُشَقُّ بِاثنَیْنِ مَا یَصْرِفُهُ ذَلِکَ عَنْ دِینِهِ، وَلَیُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى یَسِیرَ الرَّاکِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، مَا یَخَافُ إِلَّا اللَّه."([12]), وأورد r قصة المرأة الباغیة من بنی إسرائیل التی سقت الکلب فی خفها فعفا الله عنها, وقصة الثلاثة الذین أغلق علیهم باب الکهف ثم دعوا الله أن یفرج علیهم بعد أن ذکر کل شخص منهم عمل خالص لله ففرج الله عنهم ففی هذه القصة تربیة خلقیة وآداب اجتماعیة، ففیها احترام الأبوین والعفة والطهارة، وأداء الحق إلى أصحابه ومخافة الله ومهابته، وإیمانًا حقیقیًّا خالصًا به.

ومما یجعل لهذا الأسلوب الأثر التربوی هو احتواؤه على خصائص القصة فی التربیة الإسلامیة من حیث واقعیتها وصدقها ومحتواها التربوی وغرضها الدینی وقدرتها على تربیة العواطف الإنسانیة وغرسها للقیم التربویة فی النفس لذلک ینبغی على المعلمة فی الدار القرآنیة أن توظف القصص القرآنی فی تعزیز القیم المحمودة لدى الطالبات وذلک من خلال الوقوف على أهم الأحداث والشواهد والأبطال الذین أحتوتهم القصة لما لذلک من آثر کبیر فی نفوس المتلقین من الطالبات.

3-أسلوب العادة:

یعتبر أسلوب العادة ذو أهمیة بالغة فی ترسیخ القیم الخلقیة وذلک کونه " یعتبر مدخلًا مهمًّا إلى تعلیم القیم والفضائل وآداب السلوک الاجتماعی، وهی أساس التربیة السلوکیة، کما أنها تکسب النفس الإنسانیة العادة السلوکیة." ([13]), والتعود لغةً: مأخوذ من العادة "والعادة هی ما استمر الناس علیه على حکم المعقول وعادوا إلیه مرة أخرى."([14]), والتعریف الإجرائی لأسلوب العادة: هو ما یصقُل فی شخصیة المتربی نتیجة تکرار القیم الأخلاقیة، فیمارسها المتربی بوعی وإدراک ویواظب علیها حتى تصبح جزءًا من سلوکه الفعلی."والإسلام یستخدم أسلوب العادة وسیلة من وسائل التربیة، فیحول الخیر کله إلى عادة تقوم بها النفس بغیر جهد، وبغیر کد، وبغیر مقاومة...وقد بدأ الإسلام بإزالة العادات السیئة التی وجدها سائدة فی البیئة العربیة, واتخذ لذلک إحدى وسیلتین: إما القطع الحاسم الفاصل، وإما التدرج البطیءحسب نوع العادة التی یعالجها، وطریقة تمکنها من النفس."([15])

فالتدریب العملی والممارسة التطبیقیة ولو مع التکلف فی أول الأمر، وقسر النفس على غیر ما تهوى، من الأمور التی تکسب النفس الإنسانیة العادة السلوکیة، طال الزمن أو قصر. إضافةً إلى ذلک نجد أن القدوة عامل مهم فی تکوین العادة فضلًا عن التشجیع والتلقین والإلزام باللطف أو بالشدة, والتربیة بهذا الأسلوب لا تقتصر على الشعائر التعبدیة وحدها ولکنها تشمل کل أنماط سلوک الحیاة, وکل الآداب والأخلاق, مثل آداب التحیة، وآداب المشی، وآداب الأکل والشرب، وآداب قضاء الحاجة، وآداب السفر، وآداب زیارة المریض…الخ . والناشئة الصغار لا یمکن أن یتعلموا تعالیم القرآن وقیمه إلا إذا مارسوها وأصبحت عادة لدیهم. وقد " ضرب الرسول r مثلًا دل فیه على أن التدریب العملی ولو مع التکلف یکسب العادة الخُلقیة، حتى یصیر الإنسان معطاءً غیر بخیل ولو لم یکن کذلک أول الأمر, فعن أبی هریرة أنه سمع رسول الله r یقول: (مثل البخیل والمنفق کمثل رجلین علیهما جنتان من حدید –أی درعان- من ثدیهما إلى تراقیهما, فأما المنفق فلا ینفق إلا سبغت أو وفرت على جلده، حتى تخفی بنانه، وتعفو أثره, وأما البخیل فلا یرید أن ینفق شیئًا إلا لزقت کل حلقة مکانها، فهو یوسعها فلا تتسع)([16]), فدل هذا الحدیث على أن المنفق والبخیل کانا فی أول الأمر متساویین فی مقدار الدرعین, أما المنفق فقد ربت درعه بالإنفاق حتى غطت جسمه کله، بخلاف البخیل الذی لم یدرب نفسه على الإنفاق، فإن نفسه تکز، والله یضیق علیه من وراء ذلک، فیکون البخل خلقًا متمکنًا من نفسه مسیطرًا علیها."([17]), وقال : r"ومن یستعفف یعفه الله، ومن یستغنِ یغنه الله، ومن یتصبَّر یصبره الله، وما أعطی أحد عطاءً خیرًا وأوسع من الصبر."([18]), وحین نقرأ فی تاریخ علماء المسلمین الأوائل نجد أنهم اهتموا بأسلوب العادة وأکدوا على ضرورته لتنمیة الآداب والفضائل, وأکد على ذلک الإمام الغزالی بقوله: " لن ترسخ القیم الأخلاقیة فی النفس ما لم تتعود علیها وتواظب علیها مواظبة من یشتاق إلى الأفعال الجمیلة ویتنعَّم بها، ویکره الأفعال القبیحة ویتألم بها."([19]) 

إن تعلیم القیم الأخلاقیة للتلامیذ بأسلوب العادة سیکون له الأثر الناجح فی سلوکهم حیث یتطابق لدیهم القول مع الفعل خصوصًا أننا فی زمننا هذا بحاجة ماسَّة لتعوُّد الخلق الفاضل والمواظبة علیه وممارسته عملیًّا، فمن المعروف أن کل القیم الخُلقیة یکتسبها الإنسان من خلال التعوُّد علیها ومجاهدة النفس على الإتیان بها حتى یُصبح خلقًا راسخًا یعتاده الإنسان.وتستطیع معلمة الدار القرآنیة أن تُفعل هذا الأسلوب من خلال تعویدها الطالبات على القیم الخُلقیة التی یتعاملن بها مع زمیلاتهن ومعلماتهن وجمیع منسوبات الدار القرآنیة بل ویتعدى ذلک تعاملهن مع جمیع أفراد المجتمع صغارًا وکبارًا ومن هذه القیم رد السلام وآداب الاستئذان والتعاون على فعل الخیر وغیرها من الأخلاقیات الحمیدة.

4-أسلوب ضرب الأمثال:

یُعد أسلوب ضرب الأمثال من الأسالیب التربویة الإسلامیة التی لها تأثیرها الإیجابی فی تنمیة القیم الأخلاقیة إذا نجح المربی فی توظیف المثل بالشکل المناسب, " فهذا الأسلوب التربوی یقوم بتبسیط وتقریب الأشیاء غیر الواضحة أمام السامعین والمشاهدین فی صورة حسیة أو معنویة."([20]), وقد أشار القرآن الکریم إلى هذا الأسلوب فی مواضع کثیرة نذکر منها قول الله تعالى:} وَتِلْکَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا یَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) { (سورة العنکبوت، آیة: 43) وقوله تعالى فی حق المنافقین:} مَثَلُهُمْ کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَکَهُمْ فِی ظُلُمَاتٍ لَا یُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لَا یَرْجِعُونَ (18) أَوْ کَصَیِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِیهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ یَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِی آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ         حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِیطٌ بِالْکَافِرِینَ (19) {(سورة البقرة, آیة :17) وقوله تعالى فی الکلمة الطیبة: }  أَلَمْ تَرَ کَیْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا کَلِمَةً طَیِّبَةً کَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِی السَّمَاءِ (24) تُؤْتِی أُکُلَهَا کُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَیَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَذَکَّرُونَ (25) {          (سورة ابراهیم:آیة:24) فشبه سبحانه وتعالى "الکلمة الطیبة بالشجرة الطیبة لأن الکلمة الطیبة تثمر العمل الصالح."([21])

وقد استخدم علیه الصلاة والسلام هذا الأسلوب فی وعظه ونصحه لأصحابه وذلک لأن " ضرب الأمثال أوقع فی النفس وأبلغ فی الوعظ وأقوى فی الزجر وأقوم فی الإقناع."([22]) ونذکر منها على سبیل المثال ما رواه ابن عمر – رضی الله عنهما – أن رسول الله r قال: مثل صاحب القرآن کمثل صاحب الإبل المُعلَّقة، إن عاهد علیهما أمسکها، وإن أطلقها ذهبت"([23]) , وقالr" أَرَأَیْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِکُمْ یَغْتَسِلُ فِیهِ کُلَّ یَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ: ذَلِکَ یُبْقِی مِنْ دَرَنِهِ " قَالُوا: لاَ یُبْقِی مِنْ دَرَنِهِ شَیْئًا، قَالَ: فَذَلِکَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، یَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَایَا."([24])

وتبرز أهمیة أسلوب ضرب الأمثال فی کونه یجعل الفرد المعنی بالتربیة یستشعر بحواسه هذه الصورة التی یأتی بها المثل سواء أکانت سلبیة فیقلع عنها أو إیجابیة تجعله یحبها  أو یمتثلها فی سلوکه. ویعد أسلوب ضرب الأمثال أسلوبًا ذا فاعلیة فی تنمیة القیم الأخلاقیة وذلک لما للأمثال من" تأثیر إیجابی فی العواطف والمشاعر، وفی تحریک نوازع الخیر فی النفس البشریة الأمر الذی یجعل الفرد یستجیب لمدلولها"([25]), ومن الآثار التربویة لأسلوب ضرب الأمثال أن المعلمة داخل الدار القرآنیة تستطیع من خلالها أن تُقرِّب المعنى فی صورة حسیة ملموسة, وکذلک القدرة على الترغیب فی الخلق الفاضل من خلال ضرب الأمثال بشخصیات عُرفت بقیم أخلاقیة محمودة وأولهم رسول الله r وصحابته رضوان الله علیهم ومن سار        على نهجهم.

5-أسلوب الثواب والعقاب:

         یعتبر أسلوب الثواب والعقاب من الأسالیب الطبیعیة التی تستند إلیها التربیة فی کل زمان ومکان, فهذا الأسلوب یتمشى مع طبیعة الإنسان حیثما کان، وأیًّا کان جنسه أو لونه أو عقیدته فالإنسان یتحکم فی سلوکه ویعدل فیه بمقدار معرفته بالنتائج الضارة أو النافعة والسارة والمؤلمة التی تترتب على عمله وسلوکه،  والتربیة الإسلامیة تستخدم أسلوب الثواب والعقاب لما له من أهمیة بالغة فی التنشئة الصالحة لأبنائنا. إنّ " الثواب والعقاب عاملان عظیمان فی بناء القیم الکریمة، فالصادق یصدق طمعًا فی الثواب الحسن، وحسن السمعة وحمید السیرة وهو کذلک نفسه یترک الکذب رهبة من العقاب، وسوء السمعة وذمیم السیرة، وفساد الدنیا." ([26]), وبما أن الناس أصناف ویختلفون فیما بینهم فی التعلم والطباع، فالبعض تکفیه الإشارة لیقوم بعمل أو یمتنع عن عمل، ومنهم من لا یردعه إلا الزجر الواضح، ومنهم من لا یصلحه إلا العقاب البدنی, لذلک یستخدم أسلوب الثواب والعقاب کوسیلة تربویة، لکن لابد من التدرج فی المعاملة، من اللین إلی الملاحظة إلی التوبیخ ثم الهجر، وإذا لم یجدی یکون العقاب البدنی بضوابطه وشروطه. وسنتعرض لکلٍّ من أسلوب الثواب والعقاب على حِدة، وذلک لبیان الطرق المتبعة فی کلٍّ منهما.

أولاً: أسلوب الثواب:

آیَات الْقُرْآن الکریم لا تکاد تَخْلُو صفحة من وعد بالثواب للطائعین ووعید بالعقاب للعاصین, فالجنة أعدت لِلْمُتقین وَالنَّار أعدت للْکَافِرِینَ،ومن الآیات القرآنیة التی وردت بأسلوب الثواب قول الله تعالى: } إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ مَفَازًا (31) { (سورة النبأ,آیة:31) وقول الله تعالى } : هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) { (سورة الرحمن,آیة:60). والثواب فی اللغة: "جزاء الطاعة، ویُقال:" أثیبوا أخاکم أی جازوه على صنیعه."([27] ) وفی الاصطلاح: "إجزاء المرء خیرًا على فعل مرغوب فیه."([28] )

وینقسم الثواب إلى قسمین هما:

أ-ثواب معنوی: وتستطیع المعلمة أن تُطبقه إما باللفظ  أو بالدعاء أو بالحرکات أو بالمدح أو بإعطاء الدرجات خاصة وأنه یُزید من التنافس الشریف بین الطالبات, وَهذا له دوره وأثره فِی النُّفُوس "وَاسْتعْمل ذَلِک النَّبِی  rفِی مَوَاطِن کَثِیرَة , فقد قَالَ لسعد بن أبی وَقاص فِی معرکة أُحد (ارْمِ فدَاک أبی وَأمی)([29]) ومَرَّ r على قوم ینتضلون- یتسابقون فی الرمی- فَقَالَ r:(ارموا بنی إِسْمَاعِیل فَإِن أَبَاکُم کَانَ رامیًا، ارموا وَأَنا مَعَ بنی فلَان…الحدیث)([30])."([31])

ب-ثواب مادی: ویکون بإعطاء المعلمة للطالبات المتمیزات  مکافأة نقدیة أو هدیة نتیجة لسلوکهن وخلقهن المحمود.ولنا فی رسول اللهr  أسوة حسنة فقد استخدمه مع أصحابه " فعن صَفْوَان بن أُمیَّة قَالَ:(وَالله لقد أَعْطَانِی رَسُول الله  rما أعطانی وَإنَّهُ لأبغض النَّاس إِلَیّ، فَمَا برح یعطینی حَتَّى إِنَّه لأحب النَّاس إِلَیّ)."([32]), "وفی قصة عبد الله أنیس رَضِی الله عَنهُ عِنْدَمَا أرْسلهُ النَّبِی r لقتل خَالِد بن نُبیَح الْهُذلِیّ فَخرج إِلَیْهِ عبد الله بن أنیس فاحتال عَلَیْهِ فَقتله ثمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِی r فَأعْطَاهُ النَّبِی r عَصا وَقَالَ:(آیَة بینی وَبَیْنک یَوْم الْقِیَامَة، إِن أقلّ النَّاس یَوْمئِذٍ المتخصرون) (یَعْنِی المتکئون) قَالَ الرَّاوِی: فقرنها عبد الله بن أنیس بِسَیْفِهِ فَلم تزل مَعَه حَتَّى مَاتَ ثمَّ أَمر بهَا فضمت فِی کَفنه ثمَّ دفنا جَمِیعًا."([33])

وقد أورد الإمام الغزالی کلامًا مفصلًا فی ذلک فقال: " ثم مهما ظهر من الصبی خلق جمیل وفعل محمود فإنه ینبغی أن یُکرم علیه ویُجازى علیه بما یفرح ویُمدح بین أظهر الناس فإن خالف ذلک فی بعض الأحوال مرة واحدة ینبغی أن یتغافل عنه وألا یهتک ستره ولا یکاشفه، ولا سیما إذا ستره الصبی واجتهد فی إخفائه وإن عاد ثانیة ینبغی أن یُعاتب سرًّا ویقال له: إیاک أن تعود بعد ذلک لمثل هذا فتُفضح بین الناس، ولا تکثر القول علیه بالعتاب فی کل حین، فإنه یهون علیه سماع الملامة،...".([34])

وللثواب آثار تربویة تثمر فی سلوک المتربی وصفاته من أهمها:

 1-تعزیز السلوک المرغوب للمتربی حتى یعتاد على الخُلق الحمید الذی أُثیب علیه.     

2-تجعل المتربی الذی حاز على الثواب بسبب هذا الخلق الفاضل یکرره عن قناعة کلما   اقتضى الأمر.  

3- تدفع بالمتربی أن یقوم بالواجبات الموکلة إلیه على أکمل صورة وأحسنها.           

4-تنتزع مظاهر السلوک السلبی من شخصیة الشخص المناط بالثواب لحصوله على        الثقة بأنه یستطیع أن یعدل من سلوکه ویصبح ذا خلقٍ حمیدٍ ومن ثم لا یقع فیما هو       غیر مرغوب.

        وقد ذکر العدید من التربویین أن أسلوب الثواب لا یثمر إلا إذا اشتمل على مقومات نجاح هذا الأسلوب لذلک على المعلمة أن تحرص على توفر هذه المقومات عند استخدامها لهذا الأسلوب فی تربیة طالباتها وهی: "المصداقیة: فلا یجوز بحال من الأحوال أن یعد المربِّی الناشئ بشیء ثم لا یفی بوعده، لأن ذلک حرام شرعًا. والمساواة: فلا بد من تحقیق المساواة فی الثواب عند تساوی السلوک لدى المتربِّین. والاعتدال: ویقصد بالاعتدال فی الثواب فی مجال التربیة أن یکون من غیر إفراط أو تفریط. والواقعیة: وینبغی أن یکون الثواب على سلوک قد وقع فعلًا، ولا یصلح أن یُثاب على سلوک لم یفعله."([35])

ثانیًا: أسلوب العقاب:

       ورد هذا الأسلوب فی القرآن الکریم فی أکثر من موضع ومنه قول الله تعالى: } إِنَّ جَهَنَّمَ کَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِینَ مَآَبًا (22) لَابِثِینَ فِیهَا أَحْقَابًا (23) لَا یَذُوقُونَ فِیهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِیمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26)  { (سورة النبأ, آیة:21-26), وقال الله تعالى: } وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَیْدِیَهُمَا جَزَاءً بِمَا کَسَبَا نَکَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ (38){        (سورة المائدة,آیة:38), ویقصد به فی اللغة:" أن تجزی الرجل بما فعل سوءًا، والاسم عقوبة."([36]), وفی الاصطلاح:" وعید بنیل عذاب أو استحقاق شقاوة وتعاسة تنال العبد فی الدنیا والآخرة، أو یعجل الله بها فی الدنیا على فعلٍ نهى الله عنه."([37] ), وقد کان النَّبِی r یستخدم هذا الأسلوب بأَنْوَاعه، وهی: الْعقُوبَة بِتَغَیُّر الْوَجْه وعدم الرضا (الجفا) فَعن عَائِشَة رَضِی الله عَنْهَا أَنَّهَا اشترت خرقَة فِیهَا تصاویر فَلَمَّا رَآهَا الرَّسُول r قَامَ على الْبَاب فَلم یدْخل فَعرفت      فِی وَجهه الْکَرَاهَة، فَقلت یَا رَسُول الله أَتُوب إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله مَاذَا أذنبت؟ فَقَالَ رَسُول الله        (مَا بَال هَذِه الْخِرْقَة)؟ قلت: اشْتَرَیْتهَا لَک لتقعد عَلَیْهَا وتوسدها، فَقَالَ رَسُول الله r :(إِن أَصْحَاب هَذَه الصُّور یَوْم الْقِیَامَة یُعَذبُونَ فَیُقَال لَهُم: أحیوا ماخلقتم، وَقَالَ: إِن الْبَیْت الَّذِی فِیهِ صُورَة لاتدخله الْمَلَائِکَة)."([38]) فَهَذِهِ عَائِشَة رَضِی الله عَنْهَا تأثرت هَذَا التأثر الْعَظِیم لما رَأَتْ تغیر وَجه رَسُول الله r وَهَکَذَا کَانَ الصَّحَابَة رَضِی الله عَنْهُم بحساسیتهم وَشدَّة حرصهم على رضَا رَسُول الله r. أما التأنیب والتقریع ویکون بالکلام من غیر شتم فَمن ذَلِک قصَّة أُسَامَة بن زید رَضِی الله عَنهُ عِنْدَمَا قتل رجلًا بعد أَن قَالَ: لاإله إِلَّا الله فَوَقع فِی نَفسه فَذکر ذَلِک لرَسُول الله r فَقَالَ لَهُ الرَّسُول r: (أقَال: لاإله إِلَّا الله وقتلته؟) قَالَ قلت: یَا رَسُول الله إِنَّمَا قَالَهَا خوفًا من السِّلَاح. قَالَ:(أَفلا شققت عَن قلبه حَتَّى تعلم أقالها أم لَا؟) فَمَا زَالَ یکررها حَتَّى تمنیت أَنِّی أسلمت یَوْمئِذٍ)"([39]), وَمن الْعقُوبَة بالذم عندما سابَّ أبی ذَر رَضِی الله عَنهُ َّمملوکًا فعیَّره بِأُمِّهِ فَقَالَ النَّبِی صلى الله عَلَیْهِ وَسلم:(أعیرته بِأُمِّهِ، إِنَّک امْرُؤ فِیک جَاهِلِیَّة، إخْوَانکُمْ خَوَلُکم جعلهم الله تَحت أَیْدِیکُم فَمن کَانَ أَخُوهُ تَحت یَده فلیطعمه مِمَّا یَأْکُل ولیلبسه مِمَّا یلبس). فَکَانَ أَبُو ذَر بعد ذَلِک یُلْبس غُلَامه حُلة کَالَّتِی یلبس"([40]), أما عُقُوبَة الهجر فتتمثل وَاضِحَة فِی قصَّة الثَّلَاثَة الَّذین تخلفوا عَن غَزْوَة تَبُوک وهم کَعْب بن مَالک، وهلال بن أُمیَّة، ومرارة بن الرّبیع، وَلم یکن لَهُم عذر، فَنهى النَّبِی صلى الله عَلَیْهِ وَسلم عَن کَلَامهم...القصة"([41]), وأخیرًا الضرب وهو إیقاع الألم على الجسد المضروب بعصا أو بشد الأذن أو نحو ذلک, ونجد أن التربیة الإسلامیة قد أکدت على هذا النوع من العقاب فی مواضع کثیرة ومنها قوله :r " مروا أولادکم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم علیها وهم أبناء عشر."([42]), مع الإشارة إلى أن استخدام العقاب بالضرب لا یکون إلا بعد استنفاذ جمیع الأسالیب الأخرى. وقد یلجأ المربی للضرب ولکن بضوابط وشروط " فبناءً على الحدیث النبوی السابق لا یجوز الضرب قبل سن العاشرة، وأن یکون ضرب الطفل بعد سن العاشرة, وأن یکون الهدف من الضرب هو الإصلاح ولیس التشفی والانتقام, وأن یقوم المربی بضرب المتربی بنفسه، ولا یوکل ذلک إلى غیره. وأن لا یباشر الضرب وهو غضبان. وأن یکون الضرب فی مکان مأمون مثل أسفل الرجلین وتجنب الوجه والرأس. أن یکون الضرب بعد حدوث السلوک غیر المرغوب فیه مباشرة حتى یعلم المتربی أن هذه العقوبة بسب هذا الخطأ فیقلع عن ذلک. وأن لا تتعدى عدد الضربات فوق عشر ضربات استنادًا إلى قوله r: " لا یجلد أحد فوق عشر جلدات إلا فی حد من حدود الله" ( [43] ), وأن تکون آلة الضرب (السواک) خفیفة ولا تحدث أضرارًا کبیرة."([44])

          وقد أفرد ابن خلدون فصلًا عن الشدة على المتعلمین وأنها مضرة بهم فقال: " إن إرهاق الجسد بالتعلیم مضر بالمتعلم لا سیّما فی أصاغر الولد، لأن من کان مرباه  بالعسف والقهر من المتعلمین سطا به القهر، وضیّق عن النفس فی انبساطها، وذهب نشاطها ودعاه الکسل وحمل على الکذب والخبث والتظاهر بغیر ما فی ضمیره خوفًا من انبساط الأیدی بالقهر علیه وعلمه المکر والخدیعة وصارت له هذه عادة وخلقًا وفسدت معانی الإنسانیة عنده، وکسلت النفس عن اکتساب الفضائل والخلق الجمیل، فانقبضت عن غایتها ومدى إنسانیتها فارتکس وعاد إلى أسفل السافلین."([45]), والمتأمل فی مقاصد التربیة الإسلامیة وأسالیبها من خلال المنهج النبوی وسیرة السلف الصالح فی بناء الشخصیة الإسلامیة یدرک أن العقاب الجسدی لیس سبیلًا للتربیة وغرس القیم الأخلاقیة إلا بعد نفاذ کل الوسائل.لذلک ینبغی على معلمة الدار القرآنیة عند تطبیقها لهذا الأسلوب فی تربیتها للطالبات أن تُراعی التدرج فی تطبیق العقاب غقتدًا بالنبی r فی ذلک ,کأن تبدأ بتغییر ملامح وجهها تجاه من یصدر منها سلوک غیر محمود حتى تقلع عن ذلک , فإن لم یُجدی ذلک تبدأ بالتقریع والتأنیب والذم من غیر شتم حتى ترى أن هذا الأسلوب قد أستقر فی نفوس المعنیین بذلک, فإن لم یُجدی ذلک تبدأ بالعقاب الفعلی کحرمان من الدرجات أو من بعض الحوافز التی یتحصلن علیها زمیلاتهن داخل الفصل. 

6-أسلوب الحوار:

یعتبر أسلوب الحوار من أهم الأسالیب التربویة التی تزید من ثقة الفرد بنفسه وبمن حوله وذلک لأنه" أحد الطرق والأسالیب المعینة فی التربیة والتعلیم حیث یساعد على غرس القیم والآداب والأخلاق الإسلامیة، وسرعة وسهولة وزیادة المعلومات والمعارف والخبرات وذلک لأنه مبنی على التفاعل والحیویة والإقناع."([46] ), والحوار فی اللغة:" مصدر حاور: وهو حدیث یجری بین شخصین أو أکثر، ومنها حاور فلانًا أی جاوبه وبادله الکلام قال تعالى: } وَکَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ یُحَاوِرُهُ أَنَا أَکْثَرُ مِنْکَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34){(سورة الکهف، آیة: 34)([47]), وفی الاصطلاح: "التحاور والتجاوب. لذلک لابد فی الحوار من وجود متکلم ومخاطب، ولابد فیه کذلک من تبادل الکلام ومراجعته، وغایة الحوار تولید الأفکار الجدیدة فی ذهن المتکلم." ([48]), وهو" نوع من الحدیث بین شخصین أو فریقین، یتم فیه تداول الکلام بینهما بطریقة متکافئة فلا یستأثر أحدهما دون الآخر، ویغلب علیه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصُّب."([49])

     والحوار یفتح الفرصة أمام الطالبة للتعبیر عن أفکارها وتصوراتها المختلفة حول القضایا القیمیة المعروضة للنقاش، وبالتالی تکتشف المعلمة صحتها وخطأها، وتعمل على نقدها وتقویمها بمنهج صحیح وتطلع على آراء وتوجهات وأفکار أخرى نحوها وتکشف المدفون من مشاعرهن وقیمهن ومخاوفهن وآمالهن، ویجعل المعلمة  أکثر قربًا منهن، وشعورًا بهن وتفهمًا لأفکارهن وسلوکیاتهن، ومن ثم تصبح المعلمة قادرة على تحدید منهج التخاطب معهن واختیار أسالیب التعلیم والتوجیه المتبادل بینهن، فیشعرن بالقرب منها والمودة لها، فتنشأ الثقة بینهن التی هی أساس التوجیه القیمی.

      ولأهمیة الحوار فی الإقناع فقد جاءت الکثیر من الآیات القرآنیة متضمنة لهذا الأسلوب بمختلف الأغراض ومنها: حوار الله تعالى مع الملائکة، وحوار الله مع الأنبیاء، وحوار موسى مع الخضر فی سورة الکهف، والحوار مع صاحب الجنتین، کذلک حوار الأنبیاء مع أقوامهم, ونذکر على سبیل المثال قوله تعالى:} وَإِذْ قَالَ رَبُّکَ لِلْمَلَائِکَةِ إِنِّی جَاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِیهَا مَنْ یُفْسِدُ فِیهَا وَیَسْفِکُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَنُقَدِّسُ لَکَ قَالَ إِنِّی أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) {  (سورة البقرة,آیة:30) وقال الله تعالى:} وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِیقَاتِنَا وَکَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قَالَ لَنْ تَرَانِی وَلَکِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِی فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ (143) { (سورةالأعراف،آیة:143), وقدوتنا r قد استخدم هذا الأسلوب مع الصحابة بغرض التنبیه لینشط عقولهم, ویقوی لدیهم استعداداتهم لتقبل الأوامر والنواهی من الأحکام الشرعیة, ولتعلیمهم وتصحیح المفاهیم لدیهم, ومن هذه المواقف قوله r: " أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فینا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتی یأتی یوم القیامة بصلاة وزکاة، ویأتی قد شتم هذا وقذف هذا وأکل مال هذا وسفک دم هذا، وضرب هذا، فیعطی هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنیت حسناته قبل أن یقضی ما علیه أخذت خطایاهم فطرحت علیه ثم طرح فی النار"([50]) , وفی موقف آخر یحاور النبی r أصحابه " أتدرون ما الغیبة ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذکرک أخاک بما یکره، قیل: أفرأیت إن کان فی أخی ما أقول؟ قال: إن کان فیه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم یکن فیه ما تقول فقد بهته."([51]), وجاء فی السنة النبویة أیضاً استخدام أسلوب الحوار النبوی بغرض الإقناع لتهذیب الأخلاق ومن ذلک محاورة النبی r للفتى الذی أراد أن یستأذن الرسول علیه الصلاة والسلام فی ارتکاب الزنا فما أن انتهى الحوار بینهما إلا وقد اقتنع الفتى واطمئن قلبه ونبذ ما کان یهم به.  

وتبرز أهمیة أسلوب الحوار التربوی من خلال أن هناک العدید من القیم الأخلاقیة التی یمکن تنمیتها لدى الطالبات عند ممارستهن لهذا الأسلوب, حیث یعتبر الحوار محفزًا لقیم الشورى والتناصح والدعوة بالحکمة والموعظة الحسنة، لذلک یعتبر هذا الأسلوب" من أهم العوامل التی تدعم أواصر التعاون والتلاحم والتواد والتعاطف بین أفراد الأسرة والمجتمع والأمة، والقضاء على الفرقة والنزاع والخلاف، وذلک لأن الحوار البناء یساعد على تبادل الآراء المفیدة، وزیادة الثقة المتبادلة، وزیادة الوعی بالمسؤولیات والحقوق والواجبات الاجتماعیة على مستوى الأسرة والمجتمع والأمة."([52]), وإننا فی عصرنا هذا بأمس الحاجة إلى استخدام أسلوب الحوار مع أبناءنا وبناتنا وذلک لمد جسور التواصل بین المربی والمتربین من أجل حمایتهم من الانحرافات الفکریة والاتجاهات المضللة.

7- أسلوب التربیة بالأحداث والمواقف:

یُعد أسلوب التربیة بالأحداث والمواقف لتنمیة القیم الأخلاقیة من أسالیب التربیة الإسلامیة والتی جاء بها القرآن الکریم والسنة النبویة حیث یتم من خلالهما تنمیة القیم الأخلاقیة لدى الأفراد، وذلک لأن أسلوب الحدث والموقف "أحد الأسالیب المجدیة والفعالة للتربیة، فالحیاة تفاعل دائم مع الأحداث، وأحیانًا ما یستغل حدث معین لإعطاء توجیه أو تغییر سلوک معین."([53]) وفی هذه الحالة یکون التوجیه والتغییر فی السلوک أکثر عمقًاوتأثیرًا خصوصًا إذا کان التوجیه مباشرة بعد الحدث أو الموقف, وتتمیز التربیة بهذا الأسلوب" بقوة تأثیرها وشدة سیطرتها على النفس والفکر، لأنها تُثیر الانتباه الذی یجمع الفاعلیة النفسیة حول ظاهرة ما، عن طریق الحس إن کانت هذه الظاهرة خارجیة، أو عن طریق التأمل إن کانت داخلیة."( [54] ), والمثال على استخدام القرآن الکریم لأسلوب التربیة بالحدث یظهر من خلال قوله تعالى:             } لَقَدْ نَصَرَکُمُ اللَّهُ فِی مَوَاطِنَ کَثِیرَةٍ وَیَوْمَ حُنَیْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْکُمْ کَثْرَتُکُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْکُمْ شَیْئًا وَضَاقَتْ عَلَیْکُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ (25) { (سورة التوبة، آیة:25) وعلق على ذلک سید قطب بقوله: "هذه المعرکة التی اجتمع فیها للمسلمین- للمرة الأولى - جیش عدته اثنا عشر ألفًا فأعجبتهم کثرتهم، وغفلوا بها عن سبب النصر الأول، فردهم الله بالهزیمة فی أول معرکة إلیه، ثم نصرهم بالقلة المؤمنة التی ثبتت مع رسول الله r والتحقت به."([55])     

ولنا فی رسول الله r قدوة فلم یکن یدع حدثًا أو موقفًا إلا ویجعل منه درسًا وموعظة فکان یعطیهم مع " کل هزیمة عبر, ومع کل نصر درس, و لکل موقف تحلیل."([56]) والأمثلة على ذلک کثیرة نذکر منها ما حصل یوم وفاة ابنه إبراهیم، ووافق أن کسفت الشمس حینها فکانت مناسبة لیقول القائلون: إنها کسفت لموت ابن رسول الله r، وکان مثل هذا الاعتقاد شائعًا فی الجاهلیة، فانتهز r هذا الحدث لیصحح المفاهیم، ویطرد الاعتقادات الباطلة، ویقرر الحقیقة فقال r فی وضوح: " أیها الناس إن الشمس والقمر آیتان من آیات الله لا تنکسفان لموت أحد ولا لحیاته." ([57] ), وأیضًا حادثة المرأة المخزومیة التی سرقت وعز على بعض القرشیین أن ینفذ فیها حد السرقة، ولجئوا إلی أسامة بن زید یتشفَّعون به فی الأمر، وهنا جاء الدرس فقال r لأسامة: "أتشفع فی حد من حدود الله تعالى, ثم قام فخطب وقال: إنما هلک الذین من قبلکم أنهم کانوا إذا سرق فیهم الشریف ترکوه، وإذا سرق فیهم الضعیف أقاموا علیه الحد، وایم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت یدها."([58])

وتبرز أهمیة أسلوب التربیة بالحدث والموقف فی کون" المربی البارع لا یترک الأحداث أو المواقف تذهب سدى بغیر عبرة و بغیر توجیه وإنما یستغلها لتربیة النفس وصقلها وتهذیبها"   ( [59] ), فمن خلال استخدام المعلمة لأسلوب التربیة بالحدث تستطیع أن تتابع الأحداث التربویة الجاریة فی محیطها مع الطالبات وتقوم بتحلیلها واستخراج ما تضمنته من قیم أخلاقیة لتنمیتها فی سلوک الطالبات, وبهذا تکون قد نجحت فی توظیف الأحداث التربویة من أجل غرس القیم الأخلاقیة المحمودة أو معالجة ما کان منها خلاف ذلک, أما بالنسبة لاستخدام التربیة بالمواقف یُستحسن من المعلمة أن تستغل المواقف التربویة المناسبة لشخصیة الطالبة وظروفها حتى تستطیع من خلالها ملاحظة مدى تطبیق الطالبة للقیم الأخلاقیة من خلال أحداث تلک المواقف، ومن ثم تقوم بتدعیمها وتنمیتها عملیًّا.

8-أسلوب الترغیب والترهیب:

       یُعد أسلوب الترغیب والترهیب من أسالیب التربیة الإسلامیة ذات الأثر التربوی المباشر وقد "بنی هذا الأسلوب التربوی الإسلامی على ما فطر الله علیه الإنسان من الرغبة فی اللذة والنعیم والرفاهیة وحسن البقاء، والرهبة من الألم والشقاء وسوء المصیر."([60]), ومن ممیزاته فی التربیة الإسلامیة "أن الترغیب والترهیب القرآنی والنبوی یعتمدان على الإقناع والبرهان، وهذا یعنی تربویًا أن نبدأ بغرس الإیمان والعقیدة الصحیحة فی نفوس الناشئین، لیتسنى لنا أن نرغبهم بالجنة أو نرهبهم من عذاب الله، ولیکون لهذا الترغیب والترهیب ثمرة عملیة سلوکیة"([61]),         فیمکن للإنسان أن یعدل سلوکه على ضوء معرفته بالنتائج النافعة أو الضارة التی ترتبت على عمله وسلوکه.

 أولاً: أسلوب الترغیب:

      ومعناه فی اللغة:"هو سعة الأمل والطمع فی المنفعة."([62]) لقوله تعالى:} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ یَحْیَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ کَانُوا یُسَارِعُونَ فِی الْخَیْرَاتِ وَیَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَکَانُوا لَنَا خَاشِعِینَ (90) (سورة الأنبیاء، آیة: 90), واصطلاحًا:" وعد یصحبه إغراء بمصلحة أو متعة آجلة مؤکَّدة."([63] ), وهناک الکثیر من الآیات القرآنیة التی ورد فیها أسلوب الترغیب فی البذل والعطاء والتصدق فی وجوه الخیر, والعفو والإصلاح بین الناس, ومن ثم بیان جزاء من یفعل ذلک ومنها قوله تعالى: } فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْرَى (7) {(سورة اللیل,آیة: 5-7), وقوله تعالى: } وَجَزَاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ (40)  {(سورة الشورى,آیة:40), ورسولنا r استعمل أسلوب الترغیب فی تربیته لأصحابه فی أکثر من موقف ومناسبة ومن ذلک ترغیبه r للتحلی بالقیم الأخلاقیة الفاضلة قال r: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُدْرِکُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ."([64]), وقال: r " من کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلیکرم ضیفه، ومن کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلیقل خیرًا أو لیصمت."([65])

ولأسلوب الترغیب صور متعددة فقد یکون بالتشجیع أو المدح والثناء لقولهr :" نعم الرجل عبد الله لو کان یصلی من اللیل، فقال سالم: فکان عبد الله لا ینام من اللیل إلا قلیلًا." ([66]), وقوله  rفی غزوة خیبر:" لأعطین الرایة غدًا رجل یحب الله ورسوله."([67]), لذلک ینبغی على المعلمة حتى تنجح فی تفعیل هذا الأسلوب أن تُعزز القیم الأخلاقیة المحمودة لدیهن من خلال تقدیم وعد بأن تحصل الطالبات على هدیة أو زیادة فی الدرجات أو وضع اسمها فی لوحة المتمیزات وغیرها من أسالیب الترغیب المحفزة مقابل مایصدر منهن من سلوک محمود وإقلاعهن عما هو مذموم. 

ثانیًا:أسلوب الترهیب:

وهو نقیض الترغیب, ویقصد به وعید وتهدید بعقوبة مؤکدة تترتب على القیام بسلوک غیر مرغوب فیه."([68] ), وقد وردت الکثیر من الآیات القرآنیة التی تضمنت هذا الأسلوب فی سیاقها ومنها: قول الله تعالى:} إِنَّ بَطْشَ رَبِّکَ لَشَدِیدٌ (12) { (سورة البروج,آیة:12), وقال الله تعالى: } وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَکَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10){                (سورة اللیل,آیة:8-10) , ورسولنا r لم یستخدمه إلا فی  المواقف التی تحتاج إلى بیان الوعید أو التهدید بالعقوبة لمن یخالف الشریعة, ویظهر ذلک جلیًّا فی تحذیره r من مساوئ الأخلاق, ومن ذلک قوله r: " إیاکم والکذب فإن الکذب یهدی إلى الفجور وإن الفجور یهدی إلى النار، ومازال الرجل یکذب ویتحرى الکذب حتى یکتب عند الله کذابًا."([69])

ومن الفوائد التربویة لأسلوب الترهیب أنه یُعدل قیمًا أخلاقیة غیر مرغوب فیها موجودة لدى بعض الطالبات فیتهیَّأن من ذوات أنفسهن للتحلی بالقیم الأخلاقیة المرغوبة ویتخلین عن القیم الأخلاقیة الغیر مرغوب فیها. وأبرز أثر تربوی یترکه هذا الأسلوب هو زیادة الثقة والمحبة بین الطالبة ومعلمتها حیث أنها لم تذکر اسمها أمام زمیلاتها واکتفت بالترهیب لمن یصدر منها ذلک الخلق الذمیم, مما یجعل لدى الطالبة استعدادًا نفسیًّا لتصحیح أخطائها والتحلی بما یلزمها من خلق حمید. ومما یجدر الإشارة إلیه أنه ینبغی على المربی أن یکون متوازنًا فی استخدام الترغیب والترهیب فلا یغلِّب أحدهما على الآخر ویستخدم کل واحد منهما حسب الحاجة المناسبة, وحین نتأمل قوله تعالى: } وَإِنْ مِنْکُمْ إِلَّا وَارِدُهَا کَانَ عَلَى رَبِّکَ حَتْمًا مَقْضِیًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّی الَّذِینَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِینَ فِیهَا جِثِیًّا (72) ﴾ (سورة مریم، آیة: 71-72) نجد أن الترغیب والترهیب قرینان مع بعضهما، وهذا دلیل على أن التربیة الإسلامیة تربیة تأمر بالتوازن والاعتدال لینشأ من خلالها الفرد شخصیة  إسلامیة متزنة.

9-أسلوب المصاحبة:

     هناک من یطلق علیه أسلوب مصاحبة الأخیار, ویعد هذا الأسلوب من الأسالیب التربویة التی تؤثر فی تنمیة القیم الأخلاقیة تأثیرًا مباشرًا وذلک: " لما للصحبة من تأثیر عجیب وسریان التقلید والتبعیة والمحاکاة فی العلاقات بین الأصدقاء والأصحاب"([70]), فالمرء مولع بمحاکاة  من حوله، شدید التأثر بمن یصاحبه ومجالستهم تکسب المرء الصلاح والتقوى قال الله تعالى:           } الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ (67) { (سورة الزخرف، آیة: 67), وقال r مرشدًا أصحابه إلى اختیار الرفقة الصالحة وملازمتها وما یجنیه الفرد من هذه الصحبة: " مثل الجلیس الصالح والجلیس السوء کحامل المسک ونافخ الکیر، فحامل المسک إما أن یحذیک، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ریحًا طیبة، ونافخ الکیر إما أن یحرق ثیابک، وإما أن تجد منه ریحًا خبیثة."([71]), لذلک جاءت تعالیم التربیة الإسلامیة فی الکثیر من المواضع تدعو المربین إلى ضرورة توجیه أبنائهم فی کیفیة اختیار أصدقائهم ومتابعتهم والسؤال عنهم بین فترة وأخرى لیکون لدیهم رفقاء صالحین " حتى یقتدوا بهم، ویکتسبوا منهم الصفات الحمیدة والخلال الفاضلة، وأن یجنبوهم مخالطة الأشرار حتى لا یقلدوهم ویسلکوا طریقهم المعوج."([72]), وذلک لما تحدثه هذه المخالطة من أثر سیء على سلوکه وشخصیته، واشترطت أن یکونوا من ذوی الأدب والخلق حتى ینشأ الصبی نشأة صالحة.

     وللصحبة والبیئة الصالحة الأثر البالغ فی اکتساب القیم الأخلاقیة سواءً کانت محمودة أو مذمومة " وذلک لأن من طبیعة الإنسان أن یکتسب من البیئة التی ینغمس فیها ویتعایش معها ، وما لدیها من أخلاق وعادات و وتقالید وأنواع سلوک ، عن طریق السرایة والمحاکاة والتقلید ، وبذلک تتم العدوى النافعة أو الضارة ، وفی الحکم السائدة :إن الطبع للطبع یسرق"([73]), وهذا ما أشار إلیه r بقوله " المرء على دین خلیله فلینظر من یخالل"([74])

      وجاء فی روضة العقلاء ونزهة الفضلاء " العاقل یلزم صحبة الأخیار ویفارق صحبة الأشرار لأن مودة الأخیار سریع اتصالها بطیء انقطاعها ، ومودة الأشرار سریع انقطاعها بطیء اتصالها ، وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخیار ومن خادن الأشرار لم یسلم من الدخول فی جملتهم."([75] ) , وقال ابن الجوزی: "ما رأیت أکثر أذىً للمؤمن من مخالطة من لا یصلح، فإن الطبع یسرق, فإن لم یتشبه بهم ولم یسرق منهم، فتر عن عمله"([76]), والثمار التی یجنیها الفرد عند مصاحبته للأخیار کثیرة ومنها أنهم یکونون عوناً له على الطاعة ویرشدونه إلى طریق الخیر والصواب ویبعدونه عن طریق الضلال والهلاک حتى لا یأتی یوم لا ینفع فیه الندم من صاحبه قال تعالى } وَیَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى یَدَیْهِ یَقُولُ یَا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا (27) یَا وَیْلَتَى لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِیلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِی وَکَانَ الشَّیْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29){ (سورة الفرقان، آیة: 27-29) , لذلک فهذا الأسلوب من أعظم ما یربی على اکتساب القیم الأخلاقیة ورسوخها فی النفس فالمرء یحاکی من حوله و یتأثر بهم, لذلک یجب على المعلمة أن تنبه طالباتها على ضرورة اختیار الصحبة الصالحة  وتبین       لهن خطورة الانجراف وراء الصحبة السیئة وماتخلفه من فساد فی الدین والأخلاق والخسارة فی الدنیا والآخرة.


المراجع المستخدمة

  1. أحمد محمد العلیمی: طرائق النبی r فی تعلیم أصحابه رضوان الله علیهم. إصدار مرکز التفکیر الإبداعی 71 ، السلسة التربویة 14، بیروت ، دار ابن حزم ، 1422هـ ، ص81 . 
  2. مرجع سابق, ابن منظور : لسان العرب. ج1، ص473 .
  3. مرجع سابق, محمد عبد العظیم الزرقانی: مناهل العرفان فی علوم القرآن. ج2, ص303.
  4. المرجع السابق، ص214 .
  5. زیاد محمد العانی: أسالیب الدعوة والتربیة فی السنة النبویة. عمان، دار عمان، دط ، 1420هـ ، ص327. 
  6. عبدالرحمن النحلاوی: أصول التربیة الإسلامیة أسالیبها فی البیت والمدرسة والمجتمع. دمشق, دار الفکر, ط25, 1428هـ-2007م , ص255 .
  7. مرجع سابق, أبو الفداء إسماعیل بن عمر بن کثیر القرشی: تفسیر القرآن العظیم.        ج6, ص350.
  8. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب أخبار الآحاد, باب ماجاء فی إجازة خبر الواحد الصدوق, رقم (7246),       ج9, ص86.
  9. المرجع السابق, کتاب الشروط , باب الشروط فی الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب, رقم (2731), ج3,ص193.
  10. أبو القاسم علی بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساکر: تاریخ دمشق.(تحقیق)  عمرو بن غرامة العمروی, دمشق, دار الفکر للطباعة والنشر, دط , 1415 هـ - 1995 م , ص 123.
  11. مرجع سابق, عبدالرحمن النحلاوی: أصول التربیة الإسلامیة وأسالیبها فی البیت والمدرسة والمجتمع. ص188 .
  12. مرجع سابق, أبو عبد الله إسماعیل محمد البخاری: صحیح الخاری. کتاب مناقب الأنصار , باب مالقی النبی r وأصحابه من المشرکین بمکة, رقم ( 3852),ج5, ص45.
  13. عبد الرحمن صالح عبد الله: القیم الإسلامیة وطرق تدریسها. عمان ، دار النشر، دط، 1418هـ ص220 .
  14. مرجع سابق, علی بن محمد بن علی الجرجانی: التعریفات. ص188 .
  15. محمد قطب: منهج التربیة الإسلامیة. بیروت, دار الشروق, ط10, 1412هـ, ص203.
  16. مرجع سابق, أبو عبد الله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الزکاة, باب مثل المتصدق والبخیل, رقم (1443), ج2, ص115.
  17. مرجع سابق, خالد بن عثمان الخراز: موسوعة الأخلاق.ص56.
  18. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الزکاة, باب الاستعفاف عن المسألة, رقم( 1469), ج2, ص122.
  19. مرجع سابق, أبو حامد محمد بن محمد الغزالی: إحیاء علوم الدین. ج3، ص755-756 .
  20. عمر محمد محمد مرسی: متطلبات الطفل من الأسالیب التربویة الإسلامیة فی ظل تحدیات القرن العشرین, رسالة ماجستیر غیر منشورة1421هـ, کلیة التربیة , قسم أصول التربیة، جامعة أسیوط. ص94.
  21. محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ابن قیم الجوزیة: الأمثال فی القرآن. مصر,مکتبة الصحابة , ط1, 1406 هـ - 1986 م, ص35.
  22. مرجع سابق, مناع القطان: مباحث فی علوم القرآن.  ص299.
  23. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری, کتاب فضائل القرآن باب استذکار القرآن وتعاهده، رقم( 5031 )، ج6، ص193. 
  24. المرجع سابق , کتاب مواقیت الصلاة, باب  الصلوات الخمس کفارة, رقم (528),           ج1, ص112.
  25. عبدالحمید الزنتانی: أسس التربیة الإسلامیة فی السنة النبویة. لیبیا، الدار العربیة للکتاب، ط 2، 1993م ، ص210. 
  26. مرجع سابق, عبدالرحمن أبوعامر الحمامی: خلق المسلم نحو تعزیز القیم الإسلامیة. ص23.
  27. مرجع سابق, ابن منظور : لسان العرب. ج1، ص244 .
  28. مرجع سابق, خالد بن حامد الحازمی: أصول التربیة الإسلامیة. ص190 .
  29. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الْجِهَاد, باب من یتترس  بترس صَاحبه, رقم (2905), ج4, ص39.
  30. المرجع السابق, کتاب الجهاد, باب التحریض على الرَّمْی, رقم 2899,ج4,ص38.
  31. عبد الرحمن بن عبد الکریم الزید: وقفات مع أحادیث تربیة النبی r لصحابته. المدینة المنورة, الجامعة الإسلامیة, ط36, 1424هـ, ص137.
  32. مرجع سابق, أبو الحسن مسلم القشیری النیسابوری: صَحِیح مُسلم. کتاب الْفَضَائِل, باب مَا سُئِلَ رَسُول الله r شَیْئا قطّ فَقَالَ: لَا, رقم( 2313), ج4,ص1806.
  33. مرجع سابق, أبو داود سلیمان الشعث السجستانی: سنن أبی دَاوُد . کتاب الصَّلَاة, باب صَلَاة الطّلب, رقم (1249), ج2 ,ص8.
  34. مرجع سابق, أبو حامد الغزالی: إحیاء علوم الدین . ص 72
  35. مرجع سابق, أمین أبو لاوی: أصول التربیة الإسلامیة. ص199-200 .(بتصرف)
  36. مرجع سابق, ابن منظور: لسان العرب . ج1 ، ص 619 . 
  37. مرجع سابق, عبدالرحمن بن عامر الحمامی: خلق المسلم نحو تعزیز القیم الإسلامیة. ص24.
  38. مرجع سابق، أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب البیوع, باب التجارة فیما یکره لبسه للرجال والنساء, رقم( 2105),ج3, ص63.
  39. مرجع سابق, أبو الحسین مسلم القشیری النیسابوری: صحیح مُسلم. کتاب الْإِیمَان, باب تَحْرِیم قتل الْکَافِر بعد أَن قَالَ لَا إِلَه إلا الله, رقم(96),ج1,ص96.
  40. مرجع سابق، أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البُخَارِیّ. کتاب الْإِیمَان, باب الْمعاصِی من أَمر الْجَاهِلِیَّة, رقم (30),ج1, ص15.
  41. [1]) المرجع السابق, کتاب الْمَغَازِی, باب حَدِیث کَعْب بن مَالک, رقم 44108, ج6, ص3.
  42. مرجع سابق , أبو داود سلیمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدی السجستانی: سنن أبی داود. کتاب الصلاة، باب ما یؤمر الغلام بالصلاة، رقم( 495)، ج1، ص133.
  43. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الحدود، باب التعزیر والأدب، رقم (6848)، ج8 ، ص174.
  44. مرجع سابق, عبدالرحمن عبدالوهاب البابطین: مرجع الآباء فی تربیة الأبناء. ص285.(بتصرف)
  45. عبدالرحمن ابن خلدون: مقدمة ابن خلدون. بیروت، دار القلم، ط4، 1981م، ص54
  46. سعید فالح المغامسی: التربیة بالحوار مع الشباب. الریاض ، دار الوطن للنشر ، ط 1، 1425هـ ، ص48.
  47. مرجع سابق, أحمد مختار عبدالحمید عمر: معجم اللغة العربیة المعاصر. ج1، ص578-579.
  48. مرجع سابق, جمیل صلیبا: المعجم الفلسفی. ص501 .
  49. الندوة العالمیة للشباب الإسلامی: أصول الحوار.الریاض, مطابع الفرزدق, ط3, 1408هـ , ص6.
  50. مرجع سابق, الإمام أبو الحسین المسلم القشیری النیسابوری: صحیح مسلم. کتاب البر و الصلة والأدب، باب تحریم الظلم، رقم(2581 )، ج4، ص1997.
  51. المرجع السابق, کتاب البر والصلة والأدب, باب تحریم الغیبة, رقم(2589) , ج4 , ص2001.
  52. مرجع سابق, سعید فالح المغامسی: التربیة بالحوار مع الشباب. ص47 .
  53. مرجع سابق, محمد بن قطب بن إبراهیم : منهج التربیة الإسلامیة. ص208.
  54. مرجع سابق, عطیة محمد أحمد الصالح: تنمیة القیم الأخلاقیة لدى طلاب مرحلة التعلیم الأساسی العلیا من وجهة نظر معلمی التربیة الإسلامیة فی المملکة الأردنیة الهاشمیة. ص166  .
  55. مرجع سابق, سید قطب إبراهیم حسین الشاربی: فی ظلال القرآن. مجلد3 ، ص 617 .
  56. علی أحمد جمل: القیم ومناهج التاریخ الإسلامی دراسة تربویة.  مراجعة وتقدیم أحمد حسین اللقانی ، القاهرة، عالم الکتب، دط، 1416هـ ، ص 78 .
  57. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری . أبواب الکسوف باب قوله النبی r یخوف الله بها عباده ، رقم 1048 ، ج2، ص36.
  58. مرجع سابق, أبو عبدالله إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الحدود, باب إقامة الحدود, رقم6788 ,ج8 , ص260 .
  59. مرجع سابق, محمد قطب: منهج التربیة الإسلامیة. ص207.
  60. مرجع سابق, عبدالرحمن النحلاوی: أصول التربیة الإسلامیة وأسالیبها فی المدرسة والبیت والمجتمع. ص286 .
  61. مرجع سابق, عبد الرحمن النحلاوی: أصول التربیة الإسلامیة وأسالیبها فی البیت والمدرسة والمجتمع, ص 231.
  62. مرجع سابق. ابن منظور: لسان العرب . ج1، ص422 .
  63. محمد شحات الخطیب وآخرون: أصول التربیة الإسلامیة .الریاض, دار الخریجی للنشر والتوزیع, ط4, 1425هـ , ص84.
  64. مرجع سابق, سنن أبی داود, کتاب الأدب, باب حسن الخلق, رقم( 4798),          ج4, ص252.
  65. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الأدب، باب من کان یؤمن بالله و الیوم الآخر فلا یؤذی جاره ، رقم( 6018)،           ج8 ، ص11.
  66. مرجع سابق, أبو عبد الله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب أصحاب النبی، باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب، رقم ( 3738 )،            ج5، ص24.
  67. المرجع السابق, کتاب الجهاد والسیر, باب دعاء النبی الناس للإسلام, رقم 2942,           ج4, ص47.
  68. مرجع سابق, محمد شحات الخطیب وآخرون: أصول التربیة الإسلامیة . ص84 .
  69. مرجع ساب, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الأدب، باب قوله تعالى: ( یا أیها الذین أمنوا اتقوا الله وکونوا مع الصادقین) ، رقم (6094 )، ج8 ، ص25.
  70. مرجع سابق, عبد الرحمن أبو عامر الحمامی: خلق المسلم نحو تعزیز القیم الإسلامیة. ص26.
  71. مرجع سابق, أبو الحسین مسلم بن الحجاج القشیری النیسابوری : صحیح مسلم . کتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب مجالسة الصالحین ومجانیة قرناء السوء, رقم (2628)، ج4 ، ص 2026  .
  72. مرجع سابق, عبد الحمید الزنتانی : أسس التربیة الإسلامیة فی السنة النبویة . ص776 .
  73. مرجع سابق, عبدالرحمن بن حنبکة المیدانی: الأخلاق الإسلامیة وأسسها . ص211 . 
  74. مرجع سابق, أبو داود سلیمان بن الأشعث الأزدی السجستانی: سنن أبی داود. رقم (4833) ج4 ، ص259  . 
  75. أبو حاتم محمد بن حبان التمیمی الدارمی: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء. تحقیق: محمد محیی الدین عبدالحمید، بیروت ، دار الکتب العلمیة، دط , دت , ص100.
  76. جمال الدین عبدالرحمن بن محمد الجوزی: صید الخاطر . عنایة:حسن المساحی سویدان, دمشق, دار القلم, ط1, 1425هـ-2004م, ص160

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



 

 

 

 

 

 

                                                                                                                     

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  1. المراجع المستخدمة

    1. أحمد محمد العلیمی: طرائق النبی r فی تعلیم أصحابه رضوان الله علیهم. إصدار مرکز التفکیر الإبداعی 71 ، السلسة التربویة 14، بیروت ، دار ابن حزم ، 1422هـ ، ص81 . 
    2. مرجع سابق, ابن منظور : لسان العرب. ج1، ص473 .
    3. مرجع سابق, محمد عبد العظیم الزرقانی: مناهل العرفان فی علوم القرآن. ج2, ص303.
    4. المرجع السابق، ص214 .
    5. زیاد محمد العانی: أسالیب الدعوة والتربیة فی السنة النبویة. عمان، دار عمان، دط ، 1420هـ ، ص327. 
    6. عبدالرحمن النحلاوی: أصول التربیة الإسلامیة أسالیبها فی البیت والمدرسة والمجتمع. دمشق, دار الفکر, ط25, 1428هـ-2007م , ص255 .
    7. مرجع سابق, أبو الفداء إسماعیل بن عمر بن کثیر القرشی: تفسیر القرآن العظیم.        ج6, ص350.
    8. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب أخبار الآحاد, باب ماجاء فی إجازة خبر الواحد الصدوق, رقم (7246),       ج9, ص86.
    9. المرجع السابق, کتاب الشروط , باب الشروط فی الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب, رقم (2731), ج3,ص193.
    10. أبو القاسم علی بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساکر: تاریخ دمشق.(تحقیق)  عمرو بن غرامة العمروی, دمشق, دار الفکر للطباعة والنشر, دط , 1415 هـ - 1995 م , ص 123.
    11. مرجع سابق, عبدالرحمن النحلاوی: أصول التربیة الإسلامیة وأسالیبها فی البیت والمدرسة والمجتمع. ص188 .
    12. مرجع سابق, أبو عبد الله إسماعیل محمد البخاری: صحیح الخاری. کتاب مناقب الأنصار , باب مالقی النبی r وأصحابه من المشرکین بمکة, رقم ( 3852),ج5, ص45.
    13. عبد الرحمن صالح عبد الله: القیم الإسلامیة وطرق تدریسها. عمان ، دار النشر، دط، 1418هـ ص220 .
    14. مرجع سابق, علی بن محمد بن علی الجرجانی: التعریفات. ص188 .
    15. محمد قطب: منهج التربیة الإسلامیة. بیروت, دار الشروق, ط10, 1412هـ, ص203.
    16. مرجع سابق, أبو عبد الله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الزکاة, باب مثل المتصدق والبخیل, رقم (1443), ج2, ص115.
    17. مرجع سابق, خالد بن عثمان الخراز: موسوعة الأخلاق.ص56.
    18. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الزکاة, باب الاستعفاف عن المسألة, رقم( 1469), ج2, ص122.
    19. مرجع سابق, أبو حامد محمد بن محمد الغزالی: إحیاء علوم الدین. ج3، ص755-756 .
    20. عمر محمد محمد مرسی: متطلبات الطفل من الأسالیب التربویة الإسلامیة فی ظل تحدیات القرن العشرین, رسالة ماجستیر غیر منشورة1421هـ, کلیة التربیة , قسم أصول التربیة، جامعة أسیوط. ص94.
    21. محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ابن قیم الجوزیة: الأمثال فی القرآن. مصر,مکتبة الصحابة , ط1, 1406 هـ - 1986 م, ص35.
    22. مرجع سابق, مناع القطان: مباحث فی علوم القرآن.  ص299.
    23. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری, کتاب فضائل القرآن باب استذکار القرآن وتعاهده، رقم( 5031 )، ج6، ص193. 
    24. المرجع سابق , کتاب مواقیت الصلاة, باب  الصلوات الخمس کفارة, رقم (528),           ج1, ص112.
    25. عبدالحمید الزنتانی: أسس التربیة الإسلامیة فی السنة النبویة. لیبیا، الدار العربیة للکتاب، ط 2، 1993م ، ص210. 
    26. مرجع سابق, عبدالرحمن أبوعامر الحمامی: خلق المسلم نحو تعزیز القیم الإسلامیة. ص23.
    27. مرجع سابق, ابن منظور : لسان العرب. ج1، ص244 .
    28. مرجع سابق, خالد بن حامد الحازمی: أصول التربیة الإسلامیة. ص190 .
    29. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الْجِهَاد, باب من یتترس  بترس صَاحبه, رقم (2905), ج4, ص39.
    30. المرجع السابق, کتاب الجهاد, باب التحریض على الرَّمْی, رقم 2899,ج4,ص38.
    31. عبد الرحمن بن عبد الکریم الزید: وقفات مع أحادیث تربیة النبی r لصحابته. المدینة المنورة, الجامعة الإسلامیة, ط36, 1424هـ, ص137.
    32. مرجع سابق, أبو الحسن مسلم القشیری النیسابوری: صَحِیح مُسلم. کتاب الْفَضَائِل, باب مَا سُئِلَ رَسُول الله r شَیْئا قطّ فَقَالَ: لَا, رقم( 2313), ج4,ص1806.
    33. مرجع سابق, أبو داود سلیمان الشعث السجستانی: سنن أبی دَاوُد . کتاب الصَّلَاة, باب صَلَاة الطّلب, رقم (1249), ج2 ,ص8.
    34. مرجع سابق, أبو حامد الغزالی: إحیاء علوم الدین . ص 72
    35. مرجع سابق, أمین أبو لاوی: أصول التربیة الإسلامیة. ص199-200 .(بتصرف)
    36. مرجع سابق, ابن منظور: لسان العرب . ج1 ، ص 619 . 
    37. مرجع سابق, عبدالرحمن بن عامر الحمامی: خلق المسلم نحو تعزیز القیم الإسلامیة. ص24.
    38. مرجع سابق، أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب البیوع, باب التجارة فیما یکره لبسه للرجال والنساء, رقم( 2105),ج3, ص63.
    39. مرجع سابق, أبو الحسین مسلم القشیری النیسابوری: صحیح مُسلم. کتاب الْإِیمَان, باب تَحْرِیم قتل الْکَافِر بعد أَن قَالَ لَا إِلَه إلا الله, رقم(96),ج1,ص96.
    40. مرجع سابق، أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البُخَارِیّ. کتاب الْإِیمَان, باب الْمعاصِی من أَمر الْجَاهِلِیَّة, رقم (30),ج1, ص15.
    41. [1]) المرجع السابق, کتاب الْمَغَازِی, باب حَدِیث کَعْب بن مَالک, رقم 44108, ج6, ص3.
    42. مرجع سابق , أبو داود سلیمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدی السجستانی: سنن أبی داود. کتاب الصلاة، باب ما یؤمر الغلام بالصلاة، رقم( 495)، ج1، ص133.
    43. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الحدود، باب التعزیر والأدب، رقم (6848)، ج8 ، ص174.
    44. مرجع سابق, عبدالرحمن عبدالوهاب البابطین: مرجع الآباء فی تربیة الأبناء. ص285.(بتصرف)
    45. عبدالرحمن ابن خلدون: مقدمة ابن خلدون. بیروت، دار القلم، ط4، 1981م، ص54
    46. سعید فالح المغامسی: التربیة بالحوار مع الشباب. الریاض ، دار الوطن للنشر ، ط 1، 1425هـ ، ص48.
    47. مرجع سابق, أحمد مختار عبدالحمید عمر: معجم اللغة العربیة المعاصر. ج1، ص578-579.
    48. مرجع سابق, جمیل صلیبا: المعجم الفلسفی. ص501 .
    49. الندوة العالمیة للشباب الإسلامی: أصول الحوار.الریاض, مطابع الفرزدق, ط3, 1408هـ , ص6.
    50. مرجع سابق, الإمام أبو الحسین المسلم القشیری النیسابوری: صحیح مسلم. کتاب البر و الصلة والأدب، باب تحریم الظلم، رقم(2581 )، ج4، ص1997.
    51. المرجع السابق, کتاب البر والصلة والأدب, باب تحریم الغیبة, رقم(2589) , ج4 , ص2001.
    52. مرجع سابق, سعید فالح المغامسی: التربیة بالحوار مع الشباب. ص47 .
    53. مرجع سابق, محمد بن قطب بن إبراهیم : منهج التربیة الإسلامیة. ص208.
    54. مرجع سابق, عطیة محمد أحمد الصالح: تنمیة القیم الأخلاقیة لدى طلاب مرحلة التعلیم الأساسی العلیا من وجهة نظر معلمی التربیة الإسلامیة فی المملکة الأردنیة الهاشمیة. ص166  .
    55. مرجع سابق, سید قطب إبراهیم حسین الشاربی: فی ظلال القرآن. مجلد3 ، ص 617 .
    56. علی أحمد جمل: القیم ومناهج التاریخ الإسلامی دراسة تربویة.  مراجعة وتقدیم أحمد حسین اللقانی ، القاهرة، عالم الکتب، دط، 1416هـ ، ص 78 .
    57. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری . أبواب الکسوف باب قوله النبی r یخوف الله بها عباده ، رقم 1048 ، ج2، ص36.
    58. مرجع سابق, أبو عبدالله إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الحدود, باب إقامة الحدود, رقم6788 ,ج8 , ص260 .
    59. مرجع سابق, محمد قطب: منهج التربیة الإسلامیة. ص207.
    60. مرجع سابق, عبدالرحمن النحلاوی: أصول التربیة الإسلامیة وأسالیبها فی المدرسة والبیت والمجتمع. ص286 .
    61. مرجع سابق, عبد الرحمن النحلاوی: أصول التربیة الإسلامیة وأسالیبها فی البیت والمدرسة والمجتمع, ص 231.
    62. مرجع سابق. ابن منظور: لسان العرب . ج1، ص422 .
    63. محمد شحات الخطیب وآخرون: أصول التربیة الإسلامیة .الریاض, دار الخریجی للنشر والتوزیع, ط4, 1425هـ , ص84.
    64. مرجع سابق, سنن أبی داود, کتاب الأدب, باب حسن الخلق, رقم( 4798),          ج4, ص252.
    65. مرجع سابق, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الأدب، باب من کان یؤمن بالله و الیوم الآخر فلا یؤذی جاره ، رقم( 6018)،           ج8 ، ص11.
    66. مرجع سابق, أبو عبد الله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب أصحاب النبی، باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب، رقم ( 3738 )،            ج5، ص24.
    67. المرجع السابق, کتاب الجهاد والسیر, باب دعاء النبی الناس للإسلام, رقم 2942,           ج4, ص47.
    68. مرجع سابق, محمد شحات الخطیب وآخرون: أصول التربیة الإسلامیة . ص84 .
    69. مرجع ساب, أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاری: صحیح البخاری. کتاب الأدب، باب قوله تعالى: ( یا أیها الذین أمنوا اتقوا الله وکونوا مع الصادقین) ، رقم (6094 )، ج8 ، ص25.
    70. مرجع سابق, عبد الرحمن أبو عامر الحمامی: خلق المسلم نحو تعزیز القیم الإسلامیة. ص26.
    71. مرجع سابق, أبو الحسین مسلم بن الحجاج القشیری النیسابوری : صحیح مسلم . کتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب مجالسة الصالحین ومجانیة قرناء السوء, رقم (2628)، ج4 ، ص 2026  .
    72. مرجع سابق, عبد الحمید الزنتانی : أسس التربیة الإسلامیة فی السنة النبویة . ص776 .
    73. مرجع سابق, عبدالرحمن بن حنبکة المیدانی: الأخلاق الإسلامیة وأسسها . ص211 . 
    74. مرجع سابق, أبو داود سلیمان بن الأشعث الأزدی السجستانی: سنن أبی داود. رقم (4833) ج4 ، ص259  . 
    75. أبو حاتم محمد بن حبان التمیمی الدارمی: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء. تحقیق: محمد محیی الدین عبدالحمید، بیروت ، دار الکتب العلمیة، دط , دت , ص100.
    76. جمال الدین عبدالرحمن بن محمد الجوزی: صید الخاطر . عنایة:حسن المساحی سویدان, دمشق, دار القلم, ط1, 1425هـ-2004م, ص160