دور الإذاعَة المدْرَسيّة في تعْزيز الأمْن الفِکْري لطالبات الـمَرْحَلَةِ المتوسطة بمحافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعْزیز الأمْن الفِکْری لطالبات الـمَرْحَلَةِ المتوسطة بمحافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات

إعـــــــــداد

مرام بنت نایف بن علی العنزی

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الثالث –  مارس 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص الدراسة

هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة بمحافظة الخرج من وجهة نظر المعلمات وذلک من خلال التعرف على دور الإذاعة المدرسیة فی (التوعیة الدینیة-قیم الولاء والانتماء-التوعیة الثقافیة والحضاریة)، ومعرفة الأسالیب التربویة المتبعة فی تعزیزه من خلالها.

واستُخدم المنهج الوصفی(المسحی)، والاستبانة أداةً لجمع البیانات، حیث طبقت على (361) معلمة، وتم التوصل إلى جملة من النتائج أبرزها ما یلی:

1. أن درجة موافقة معلمات المرحلة المتوسطة حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لکلٍّ من (التوعیة الدینیة-تعزیز قیم الولاء والانتماء-التوعیة الثقافیة والحضاریة) جاءت بدرجة عالیة.
2. أن درجة موافقة معلمات المرحلة المتوسطة حول الأهمیة الکبیرة للأسالیب التربویة المتبعة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة جاءت بدرجة عالیة، وکانت أهم الأسالیب التربویة من وجهة نظرهن هو أُسْلوب ضرب الأمثال فی توضیح القیم الأخلاقیة، وأسلوب عرض نماذج القدوة، وأسلوب الإقناع.
3. توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة 0.05 بین وجهة نظر المعلمات حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة فی مجال التوعیة الدینیة تُعْزى إلى متغیر نوع التعلیم، وکانت لصالح المدارس الحکومیة.
4. توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة 0.05 بین وجهة نظر المعلمات حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة فی مجال التوعیة الثقافیة والحضاریة تُعْزى إلى متغیر التخصص العلمی وکان لصالح المعلِّمات ذوات التخصصات الأدبیة

الکلمات المفتاحیة : الأمن الفکری- الإذاعة المدرسیة- المرحلة المتوسطة- التوعیة الثقافیة.

Abstract

The aim of the current study is to identify the role of school broadcasting in promoting the intellectual security among intermediate students in Al-Kharg governorate from the perspective of female teachers through determining the role of school broadcasting in ((religious awareness, loyalty and belonging values, cultural and civilizational awareness) extent to which topics of intellectual security (religious awareness, loyalty and belonging values, cultural and civilizational awareness) are included in the school broadcasting. Moreover, determining the educational methods that are used to strengthen the intellectual security.

Determining whether there are statistically significant differences between the averages of teachers' views about the extent to which school broadcasting plays a role in enhancing intellectual security depending on the type of education, years of experience and scientific specialization.

The study used the descriptive methodology (survey), and the questionnaire tool for collecting the data of the study, the tool was applied to (361) teachers, and revealed a number of results, including the following:

1. The degree of agreement on the role of school broadcasting in enhancing the intellectual security for (religious awareness – promoting the values of loyalty and belonging - cultural awareness and civilization) among intermediate teachers was high.
2. The degree of agreement on the high significance of educational methods used to enhance intellectual security through school broadcasting among intermediate teachers was high. The most vital educational methods from the perspectives of the teachers is providing live examples that clarify moral values, presenting role models, and persuasion.
3. There are statistically significant differences at the level of significance of 0.05 between the teachers' view regarding the role of school broadcasting in reinforcing the intellectual security among intermediate students in the areas of religious awareness attributed to variable of education type in favor of public schools.
4. There are statistically significant differences at the level of significance of 0.05 between the teachers' view regarding the role of school broadcasting in reinforcing the intellectual security among intermediate students in the areas of cultural and civilizational awareness attributed to variable of scientific specialization in favor of teachers in the literary majors.

التمهید:

یعتبر الأمْن والاستقرار من المطالب الضروریة للحیاة کما أنه من الضروریات الخمس التی أکد الإسلام على حفظها: الدین والنفس والعقل والعرض والمال؛ فالأمْن مرتبط ارتباطاً وثیقاً بتلک المصالح التی أکدت علیها الشریعة الإسلامیة، وهو الذی لا تستقیم الحیاة إلا به، ولا یمکن لأی مجتمع أن یتقدم ویبنی حضارته دون شعور أفراده بالأمْن، لأنه أحد أبرز مقومات التنمیة.

ویُعد الأمْن الفِکْری أحد فروع الأمْن، والرکن الأهم فی نظم بنائه، فتقدم الأمم وبقاء حضارتها یقاس بعقول أبنائها وأفکارهم، فإذا سلمت تحقق لهام الأمن فی أسمى صوره؛ ویؤکد على ذلک الأشقر (1431ه، ص93) بأنه إذا کان الأمْن على تعدد أنواعه مطلباً رئیسیاً لکل أمة فإن الأمْن الفِکْری یعد أهم تلک الأنواع وأخطرها لأنه یرتبط ارتباطاً وثیقاً بصوَر الأمْن الأخرى، وتحققه یؤمِّن تحققاً تلقائیاً لأنواع الأمْن الأخرى، فالإنسان أسیر فکره ومعتقده، وما عمَلُ الإنسان وسلوکه وتصرفاته فی واقع الحیاة إلا صدى لفکره وعقله.

والإعلام کما ذکر موسى (1408ه، ص243) "یعتبر مؤسسة اجتماعیة هامة فی المجتمعات البشریة یحمل مضامین اقتصادیة، وسیاسیة، وأیدیولوجیة إن لم تکن لها القدرة على ترسیخ ثقافة المجتمع وهیبته، فإنها تؤدی إلى تزییف الوعی وإفساد العقول". وأکد على ذک الهماش (1430ه، ص2) حین ذکر أن العقل البشری فی عصر العولمة والإعلام المفتوح، وهو یستقبل کل ما یحیط به، سیظل عرضة للانزلاق فی براثین الوهم والخطأ مالم یصاحب تقنیة، وتنقیة فکریة رشیدة مستمرة.

کل ما سبق ذکره یجعل التربویین والمؤسسات التعلیمیة أمام تحدٍ کبیر یعنى بتنشئة الشباب التنشئة السلیمة وتکوین الفکر السلیم، القادر على التصدی لأی فکر دخیل یعصف به.

وتعد المدرسة من أهم المؤسسات التی یعتمد علیها فی تشکیل بنیة الفکر وتعلم            طرق التفکیر والمنهج، وبالتالی فإنها تعد الحصن الحصین للأمن، وهذا ما أشار إلیه           (الحوشان 1430ه؛ والعمری 1430ه) بأن للمدرسة دورًا کبیرًا فی تکوین الفکر، وتعزیزه،         وأن الهدف من المدرسة حمایة عقول الناشئة من أی تلوث فکری؛ ویوضح المعایطة     (1428ه، ص76) أن المدرسة "هی المکان الملائم لتربیة النشء تربیة متکاملة، وتزویدهم بالمهارات والقیم والعلوم والأنماط السلوکیة لیسهموا فی بناء وتقدم المجتمع، کما تلعب دورا حیویا فی نشر الوعی الأمْنی بین الطلاب لیکونوا لبنة من لبنات الأمْن فی المجتمع".

مشکلة الدِّراسَة:

رغم الفائدة الکبیرة التی وفرتها شبکة الإنترنت من خلال المعلومات المفیدة فی         شتى المجالات والسرعة الکبیرة فی نقل المعلومات والأخبار إلا أن الخطر یکمن فی هذه السرعة التی لا یمکن السیطرة علیها وعلى تدفقها، وخلو شبکة الإنترنت من الرقابة المفروضة         على وسائل الاتصال الأخرى، وعدم القدرة على الانتقاء الأفضل وهذا ما أدى إلى نتائج        سلبیة تؤثر على الأفکار والقِیَم وذلک من خلال سوء استخدام الأفراد لهذا الانفتاح         (عبدالمجید، 1431ه، ص11). لذا فإن الحاجة ضروریة إلى الاهتمام بقضیة الأمن الفکری وجعله مادة أساسیة؛ کما تعد الإذاعَة المدْرَسیّة وسیلة اتصال تختزل العدید من القیم؛ إذ تعد من التقنیات المهمة فی تکوین الفرد بکافة الجوانب، حیث تسعى المدرسة فی الوقت الحاضر من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة إلى أن تنمی لدى الطلبة الأهداف المعرفیة، والأهداف الوجدانیة والأهداف السلوکیة وتکسب الطلاب المهارات وتزودهم بالمعلومات.

ولما للمرحلة المتوسطة من أهمیة بالغة؛ إذ إنها "فترة عواصف وتوتر وشدة" ستانلی هول فی زهران (زهران، 1425هـ)، واعتبر السنبل وآخرون (1427هـ، ص183) تلک المرحلة العمریة "أساسا فی تبصیر الطلاب وتوعیتهم وتوسیع مدارکهم فی هذه الحیاة، وکیفیة مواجهة المشکلات الفکریة والانفعالیة والتغلب علیها من منطلق إسلامی". وإیمانا من الباحثة بأهمیة الإذاعَة المدْرَسیّة فی إکساب طالبات المرحلة المتوسطة القِیَم التی یرتکز علیها الأمْن الفِکْری جاءت هذه الدراسة للتعرف على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمن الفکری لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخرج من وجهة نظر المعلمات.

أسئلة الدِّراسَة:

تتمحور مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیسی التالی:

ما دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؟

والذی یمکن الإجابة عنه من خلال الإجابة عن الأسئلة الفرعیة التالیة:  

1. ما دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الدینیة لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؟
2. ما دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قیم الولاء والانتماء للوطن لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؟   
3. ما دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة والحضاریة لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؟
4. ما الأسالیب التربویة المتبعة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة بمدارس المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؟
5. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة 0.05 بین وِجْهَة نَظَر المعلِّمات نحو دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة تُعْزى إلى          (نوع التعلیم-سنوات الخدمة-التخصص العلمی)؟

أهداف الدِّراسَة:

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على دور الإذاعة المدرسیة فی تعزیز الامن الفکری لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات وذلک من خلال ما یلی:

1. التعرف على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الدینیة لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات
2. التعرف على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قیم الولاء والانتماء للوطن لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات   
3. التعرف على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة والحضاریة لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات  
4. التعرف على الأسالیب التربویة المتبعة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة بمدارس المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات  
5. الکشف عن دلالات الفروق فی تقدیرات أفراد العینة لدرجة قیام الإذاعَة المدْرَسیّة بدورها فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المعلمات تُعْزى لمتغیر  (نوع التعلیم-سنوات الخدمة-التخصص العلمی.

أهمیَّة الدِّراسَة:

أ‌)     الأهمیَّة النظریَّة: تتجلى الأهمیَّة النظریَّة للدراسة الحالیَّة من خلال الجوانب التالیة:

1. تأتی هذه الدراسة استجابة لتوصیة دراسة خلیل (1439ه) ودراسة العتیبی (1435ه) بإجراء المزید من الدراسات العلمیة والمیدانیة حول سبل النهوض بالإذاعة المدرسیة، والکشف عن دورها فیما یتعلق بمجال التعزیز والتطویر.
2. تناوُل الدراسة لقضیة هامة وهی قضیة الأمْن الفِکْری الذی یستمد جذوره من عقیدة الأمة ویحقق هویتها.
3. الوقوف على الدور الفعال الذی تقوم به الإذاعَة المدْرَسیّة کأبرز وسائل الإعلام المدرسی فی تعزیز الأمْن الفِکْری.
4. أهمیة المرحلة العمریة التی تستهدفها الدراسة، وهی المرحلة المتوسطة

ب‌)  الأهمیَّة التطبیقیَّة: تأمل الباحثة فیما یلی:

1. أن تستفید القائمات على الإذاعَة المدْرَسیّة فی مدارس التعلیم العام من هذه الدراسة وذلک من خلال لفْت أنظارهن إلى أهمیة الإذاعَة المدْرَسیّة ودورها فی تعزیز الأمْن الفِکْری وتزویدهن بالمقترحات المناسبة، ورسم السیاسات والخطط التربویة التی تعنى بالإذاعَة المدْرَسیّة وقیامهم بدور وقائی یسهم فی إزالة أو تخفیف الانحرافات الفِکریة لدى طالبات المرحلة المتوسطة
2. یتوقع أن تلفت نتائج هذه الدراسة اهتمام الباحثین لطرق الموضوع من جوانب لم تشملها حدود الدراسة الحالیة وتسهم بدورها فی الکشف عن المزید من الحقائق المعرفیة التی تهتم بهذا المجال

حدود الدِّراسَة:

1. الحدود الزمانیة: تم تطبیق الجزء المیدانی من الدراسة الحالیة خلال الفصل الدراسی الأول من العام الحالی 1438/1439هــ.
2. الحدود المکانیة: طُبّقت الدراسة الحالیة على المدارس المتوسطة بأنواعها (المدارس الحکومیة - مدارس تحفیظ القران الکریم-المدارس الأهلیة) بمحافظة الخَرْج.
3. الحدود البشریة: طُبّقت الدراسة الحالیة على معلِّمات المرحلة المتوسطة بمدارس التعلیم العام (الحکومی-تحفیظ القران الکریم-الأهلی) بمحافظة الخَرْج.

مصطلحات الدِّراسَة:

• الإذاعَة المدْرَسیّة: عرفها خیر الدین (1431ه، ص15) ذلک النشاط الحر الذی یقوم به التلامیذ داخل المدرسة عن طریق المیکرفون خلال طابور الصباح، وقد یتم النشاط الإذاعی بطریقة شفهیة فی حالة عدم وجود المیکرفون.
• ·      تعزیز: تعرفه عنایة القبلی (1436ه، ص11) أنها "عملیة تثبیت السلوک المناسب، أو      زیادة احتمالات تکراره فی المستقبل، وذلک بإضافة مثیرات إیجابیة، أو إزالة مثیرات سلبیة بعد حدوثه".

وتعرفه الباحثة إجرائیاً بأنه: تقویة الأمْن الفِکْری من خلال المواضیع المختارة والمتنوعة التی یتم عرضها فی الإذاعة المدرسیة بأسالیب تربویة.

• الأمْن الفِکْری: یعرفه السدیس (1438ه، ص29) الامن الفکری " أن یعیش المسلمون فی بلادهم آمنین على مکوناتهم الأصلیة وثقافتهم النوعیة ومنظومتهم الفکریة وممیزات فکرهم المنبثقة من الکتاب والسنة".

وبذلک تعرفه الباحثة إجرائیا بأنه: تحصین طالبات المرحلة المتوسطة فی مدارس محافظة الخرج ضد أی انحراف مخالف للکتاب والسنة أو أنظمة المجتمع وتقالیده، کذلک تحصینهن من أی أفکار دخیلة غیر سلیمة تخرجهن عن الوسطیة والاعتدال.

الإطار النظری والدِّراسَات السابقة

أولًا النظریات المفسرة لأهمیة الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری:

إن الإذاعة تعتبر من أهم وسائل الاتصال الجماهیری، لذا تعاملت الدراسة الحالیة مع الإذاعَة المدْرَسیّة کوسیلة اتصال جماهیریة ینطبق علیها ما ینطبق على الإذاعة من نظریات، وعلیه، فقد تم تناول موضوع الدراسة فی ضوء النظریات التالیة:

‌أ.     نظریة الحقنة تحت الجلد أو القذیفة (الرصاصة) السحریة:

صاحب هذه النظریة هو العالم (هارولد لا زویل) Harold Lass well وهی إحدى نظریات التأثیر المباشر فی الإعلام الجماهیری، وتوضح أن علاقة الفرد بمضمون الوسیلة الإعلامیة هی علاقة تأثر مباشر وتلقائی، فالإنسان الذی یتعرض لهذه الرسائل یتأثر بمضمونها مباشرة وخلال فترة قصیرة، وسبب تسمیتها بهذا المسمى هو أن لوسائل الاتصال تأثیر قوی فی مشاعر وعواطف الأفراد بقوة تضاهی قوة القذیفة أو الطلقة السحریة(حمادة، 1416ه، ص214).

وقد لخص أبو العلا (1434ه، ص77) هذه النظریة بقوله" إن جمهور الاتصال عبارة عن مجموعة من الناس یتأثرون على انفراد بوسائل الإعلام التی یتعرضون لها وأن رد الفعل إزاء وسائل الإعلام تجربة (فردیة) أکثر منه تجربة)جمعیة"(.

وفی ضوء توجهات تلک النظریة وفرضیتها فی تأثیر وسائل الإعلام على عقول المتلقین، ترى الباحثة أنها تدعم دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة  المتوسطة من خلال توجیه موضوعات مستمرة تحمل بین طیاتها مجالات الأمْن الفِکْری         (التربیة الدینیة-التربیة الوطنیة-الحضاریة والثقافیة) والتی تؤثر فی الطالبات بدرجات مختلفة، وتبصّرهن بأخطار الانحراف الفکری وتعمل على تکوین وعی فکری یقیهن من أی انحراف فکری.

‌ب.  نظریة ترتیب الأولویات (نظریة الأجندة):

یعرّفها الحقیل (1434ه، ص40) بأنها: "عملیة تتم وفق إطار زمنی ما، وأن       جمهور وسائل الإعلام سیرکزون انتباههم على الأهمیة التی ستولیها وسائل الإعلام القضایا التی تعنى بها، وأن هذا یمکن قراءته على انه تباین أو ترتیب للقضایا من قبل وسائل الإعلام سینتقل أو یفهم من قبل الجمهور بالصیغة نفسها، وبالتالی یصبح هناک تطابق أو تشابه بین أولویات الاثنین".

وتعود الأصول النظریة لنظریة "ترتیب الأولویات" إلى ما کتبه "والتر لیبمان" (Lippman) عام 1922 وتفترض هذه النظریة حسب ما ذکرت لیندة ضیف                (1433ه، ص194):

-       أن وسائل الإعلام تقوم بانتقاء عدة قضایا وموضوعات واحداث من خلال ما تستسقیه من البیئة المحیطة بها لتنقل أخبار الأحداث الیومیة.

-        بسبب المساحة المحدودة أو المدة الزمنیة المحددة والتزام الإعلامیین بقیم خبریة معینة فإن کثیراً من القضایا یتم تجاهلها ولا تصبح جزءا من الأخبار.

-       تعطی وسائل الإعلام لبعض الموضوعات والقضایا بروزاً أو درجة معینة من الاهتمام أو مکانة خاصة دون الاهتمام بموضوعات وقضایا أخرى.

-       یشکل هذا الانتقاء للموضوعات والقضایا وما یشتمل علیه من مستویات مختلفة من البروز أو المساحة أو المدة المخصصة ما یسمى بأجندة وسائل الإعلام.

-       ینتقل هذا الاهتمام بنفس القضایا والموضوعات من وسائل الإعلام إلى الجمهور، حیث أن الجمهور سوف یستخدم التقییم نفسه عندما یقرر ترتیب أهمیة هذه القضایا والموضوعات بالنسبة له.

وبناء على تلک النظریة ترى الباحثة أنها تدعم دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة من خلال الاهتمام بالمواضیع المقدمة لهن والخاصة بالأمْن الفِکْری وابعاده، والترکیز على مجال التربیة الدینیة، ومن ثم المجالات التی تتصل بالأمن الفکری، وإبرازها فی مقدمة الموضوعات التی تطرحها الإذاعَة المدْرَسیّة والترکیز علیها بشدة، لأن الإذاعَة المدْرَسیّة حینما تتناول الأمن الفکری بأبعاده، باعتبار هذا التناول وما یترتب علیه من أسالیب تُسهم فی تقویة الأمن الفکری، یجعله من أهم الأولویات لدى جمهور طالبات المرحلة المتوسطة.

ثانیًا الإذاعَة المدْرَسیّة:

مفهوم الإذاعَة المدْرَسیّة:

تعتبر الإذاعة المدرسیة من الأنشطة البارزة فی المحیط المدرسی، وقد عرفها مسعد (1418ه، ص43) بأنها: "مجموعة من الأنشطة الطلابیة المختارة تقدَّم من خلال فصول دراسیة مختلفة، والطلاب یتعاونون معا لعرض قضیة تهم مجتمعهم حیث یعطون رأیا یعبر تعبیرا عن عقلیتهم واتجاهاتهم ومیولهم تحت إشراف إذاعی جید".

وتعرفها هناء رزق (1429ه، ص209) بأنها نوع من أنواع النشاط اللاصفّی فی المدرسة یقوم به مجموعة من التلامیذ تحت إشراف أخصائی تربوی یوکل لهم المهام، کما یقوم على تدریبهم لأداء جید أثناء الإلقاء، کما یشرف على المواضیع المقدَّمة التی تُنقل عبر المیکرفون فی طابور الصباح أو المناسبات المختلفة.

ویعرفها العتیبی (1428ه، ص18) بأنها "إحدى وسائل الإعلام الهامة التی أخضعتها التربیة الحدیثة لخدمة الأهداف التربویة المنشودة فی المدرسة للمساهمة فی تحقیق التربیة المتکاملة لأبنائنا التلامیذ فی مختلف مراحل التعلیم".

وقد عرفها عفیفی (1429ه، ص47) بأنها "صحافة مسموعة، وهی ذلک النشاط الحر الذی یقوم به التلامیذ داخل المدرسة، ویجب مراعاة حسن اختیار المادة المذاعة لفظا وأسلوبا وفکراً ومعنى، وأن تصاحب الکلمات مؤثرات صوتیة مما یعطی للمستمع شعورا بالاندماج والتفاعل والمشارکة".

ویعرفها یعقوب (1435ه، ص14) أن الإذاعَة المدْرَسیّة وسیلة من وسائل الاتصال فی المدرسة تقدم من خلالها برامج متنوعة تعلیمیة تربویة متنوعة، باستخدام مکبرات الصوت وسماعات خارجیة تتوزع فی أنحاء المدرسة لیستمع الطلاب لها بشکل أفضل، وتسعى لتنمیة العدید من المهارات الاجتماعیة وتنمیة المیول الثقافیة لدى الطلاب بإلقاء مواضیع متنوعة کالأخبار والقصص والمعلومات.

ویتضح من التعریفات السابقة اتفاقها على أن الإذاعَة المدْرَسیّة وسیلة اتصال تتمتع بأهمیة کبیرة، وتقوم على نقل الاخبار والمعلومات التی تتصف بالصدق والموضوعیة          والحداثة، وتستخدم المیکرفون کأداة اتصال لنقل تلک الأخبار، کما لها دور کبیر فی تحقیق الأهداف التربویة.

أهمیة الإذاعَة المدْرَسیّة:

تبرز أهمیة الإذاعَة المدْرَسیّة بأهمیة الحاسة التی تعتمد علیها،فالأذن تعد الصلة بین الإنسان والعالم الخارجی، وهی النافذة التی یطل منها الفرد لهذا العالم، واهم وسیلة من وسائل التعلم والإدراک، فالسمع یسبق فی أولویته البصر، إذ ورد السمع قبل البصر فی معظم الآیات القرآنیة، ومن ذلک قوله تعالى:﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَیْئًا وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ﴾(النحل:78).

وقد ذکرت نائلة عویضة (1436ه، ص177) أن اللغة المسموعة فی حیاة الطفل على وجه الخصوص یفوق تأثیرها اللغة المکتوبة. وذلک بحکم قِدمها ولأنها أکثر صلة بفکره، وتعتمد على المشاعر والأحاسیس، فنجد الصوت الرخو أو الناعم، وفی مواقف أخرى جهارة الصوت، وفی أخرى الهمس والترقیق وکلها تجذب انتباه التلامیذ وتنشط خیالهم، وکل ذلک جعل الإذاعَة المدْرَسیّة أهم القنوات الإعلامیة فی المحیط المدرسی وأقوى وسائل الاتصال فیها.

وهذا ما أکد علیه أبا حسین (1432ه، ص135) بأن الأنشطة التی تعتمد على حاسة السمع کالقصص والتسجیلات الصوتیة والإذاعَة المدْرَسیّة هی أساس من أُسس تربیة          التلامیذ، وتساعد على إثارة دافعیتهم نحو تعلم أفضل وعامل من عوامل نمو شخصیتهم بشکل         متکامل متوازن.

وأوضح شبیر (1435ه، ص14) أن الإذاعَة المدْرَسیّة فی وقتنا الحاضر أصبح لا غنى لأیّ مؤسسة تعلیمیة عنها، لما لدورها الفعال فی خدمة المؤسسات التعلیمیة فی کافة الجوانب الإداریة، والتعلیمیة، والتربویة، فالإذاعَة المدْرَسیّة عبارة عن نشاط هادف ومخطط له، تساعد على تنمیة المواهب، وتغرس فی نفوس الطلاب القیم، کما تتیح فرصاً وتساعد مسؤولین، وهذا ما جعلها فی مقدمة الأنشطة التربویة اللاصفیة.

وأشار حوامدة (1434ه، ص59) إلى أن من أکثر الوسائل المناسبة لتحقیق الأهداف التربویة العامة الإذاعَة المدْرَسیّة؛ کونها تمارس یومیاً من خلال الاصطفاف الصباحی وأنها ترکز فی برامجها على الاعْتِزاز الإسلامی والقومی والوطنی.

وهذا ما أکدته سکرة البریدی (1424ه، ص96) بأن الإذاعَة المدْرَسیّة تأتی فی الترتیب الأول کنشاط ثقافی یمارسه التلامیذ؛ ویرجع ذلک لارتباطها بطابور الصباح، فهی تساهم فی تزوید التلامیذ بالثقافة المتجددة والخبرات ودقة الفهم وربط المدرسة بالمجتمع الخارجی.

وتلخص الباحثة أهمیة الإذاعَة المدْرَسیّة فی النقاط التالیة:

-       إن الإذاعَة المدْرَسیّة وسیلة اتصال قویة لإیجاد العلاقات الاجتماعیة والإنسانیة إذا أُحسن استغلالها.

-       تعمل الإذاعَة المدْرَسیّة على رفع المستوى الثقافی للطالبة المرسِلة وکذلک الطالبة المتلقّیة؛ إذ تقدم عن طریق مواضیعها مختلف الموضوعات الثقافیة والتی لا تؤخذ فی المناهج الدراسیة، وانما تُستقى من الأحداث الجاریة.

-       تکسب الإذاعَة المدْرَسیّة الطالبات العدید من القِیَم والاتجاهات الإیجابیة نحو المجتمع بما یکفل تعزیز مشاعر الولاء والانتماء.

-       کما تغرس الإذاعَة المدْرَسیّة روح الجماعة والتعاون بین الطالبات المشارکات فی الإذاعة.

وظائف الإذاعَة المدْرَسیّة:

هناک مجموعة من الوظائف التی تقوم بها الإذاعَة المدْرَسیّة، منها:

الوظیفیة التعلیمیة: ویتحقق ذلک من خلال ما تقدمه الإذاعَة المدْرَسیّة مما یتعلق بالمنهج الدراسی وتبسیط وتقریب المعلومة إلى أذهان الطالبات لتسهیل عملیة الاستیعاب (إمبابی،1426ه، ص16).

الوظیفة التوجیهیة: ذکرت بثینة باجودة (1409ه، ص71) أن الإذاعَة المدْرَسیّة تعمل على تزوید الطلبة بالأخبار الصحیحة والحقائق الثابتة التی تساعدهم على تکوین الرأی الصائب لواقعة من الوقائع, أو مشکلة قد تصادف الطلبة فی حیاتهم.

الوظیفة التثقیفیة: تتحقق هذه الوظیفة من خلال البرامج التی تستهدف استثارة الفضول الفکری والفنی وإثراء المعلومات بطریقة غیر تقلیدیة فیما یتعلق بمختلف المجالات والظواهر الثقافیة وإلقاء المعلومات المختلفة التی تساعد على بناء صرح ثقافی کبیر عند الطالب، والذی تتنوع مجالاته ما بین التاریخ والأدب والفنون والدین واللغة (عمر،1429ه، ص13).

الوظیفة الاجتماعیة: تتیح فرصة للطالبات ممارسة برامجها فی إطار جماعی، وتنمیة العدید من المفاهیم الإیجابیة کالتعاون والثقة بالذات والعطاء، وربط أفراد المجتمع بعضهم ببعض، ونقل تراث المجتمع وقیمه وعاداته وتقالیده ولغته، والمحافظة على تماسکه ووحدته (الشمیمری،1431ه، ص51).

الوظیفة الإعلامیة: ویقصد بالإعلام الإخبار ویتم ذلک من خلال ما تبثه الإذاعَة المدْرَسیّة من الأخبار، فقد ذکر سلیمان (1418ه، ص3) أن من مهمة الإذاعَة المدْرَسیّة الإعلامیة کونها منبراً لکل ما تریده وزارة المعارف-وزارة التعلیم-أن تغرسه فی نفوس أبنائها فی مختلف المیادین التربویة والعلمیة والثقافیة، التی تهم الطالبات سواء کانت أخباراً ضمن المحیط المدرسی أم خارجه.

الوظیفة الترفیهیة: وتتحقق هذه الوظیفة من خلال ما تقدمه الإذاعَة المدْرَسیّة من فکاهات وأناشید، ومسابقات وقصص وکذلک المشاهد التمثیلیة، فالهدف الترفیهی لیس هدفًا مجرداً عن باقی الأهداف بل إن جوهر الفکاهة ینبغی أن یحتوی على الفائدة العلمیة والثقافیة والاجتماعیة (عبدالعال،1411ه، ص23).

وتضیف الباحثة وظیفة تکوین الآراء والاتجاهات وهی وظیفة مکملة للوظائف المذکورة سابقاً؛ فالإذاعَة المدْرَسیّة حینما تطرح مواضیع تناسب الفئة العمریة المستهدفة وبطریقة مشوقة خارجة عن الأسلوب التقلیدی فإن لها القدرة على تکوین رأی جدید أو تصحیح اتجاه معین، وتلک هی أبرز وظائف الإذاعَة المدْرَسیّة، وهی ذات أهمیة کبیرة؛ إذ یتحقق من خلالها الهدف الإیجابی المنشود والذی تسعى الإذاعَة المدْرَسیّة لإیصاله.

الأسالیب التربویة المتبعة فی تعزیز الأمن الفکری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة: 

لا یمکن تحقیق أهداف الإذاعَة المدْرَسیّة إلا من خلال اختیار الأسلوب والوسیلة المناسبین اللذین یجعلان من الإذاعَة المدْرَسیّة وسیلةً ناجحةً تجذب اهتمام الطالبات فیُقْبلن على سماعها بحب واهتمام، فالهدف یبقى صورة ذهنیة لدى الطالبات من خلال الوسائل والأسالیب، وبهما یمکن تحویل الصورة إلى حقیقة واقعیة، ویمکن إبراز جملة من الأسالیب التربویة التی یمکن اتباعها فی الإذاعَة المدْرَسیّة، وهی علـى النحو التالی:

 1. أُسْلوب التربیة بالقدوة. من خلال "المثال الواقعی للسلوک الخلقی الأمثل، وهذا المثال قد یکون مثالاً حسیاً مشاهداً ملموساً یقتدى به، وقد یکون حاضراً فی الذهن بأخباره وسیره" (جبار،1416ه، ص66)

2.  أُسْلوب التربیة بالقصة. وهو أُسلوباً تربویاً یعرض حدثاً من الأحداث له بدایة وله نهایة، تتخلله مواقف تشد الانتباه (الحدری، 1418ه، ص248).

3. أُسْلوب التربیة بالحوار: ینبغی تنشئة الطالبات على استخدام أُسْلوب الحوار، والعمل على إشاعة ثقافة الحوار فی محیط المدرسة، وخصوصا فی الإذاعَة المدْرَسیّة.

4. أُسْلوب التربیة بالأحداث: ویُطلق علیها أیضا (استثمار المواقف) ویعرفها الحدرى (1418ه، ص284) بأنها "جمع حدَث، والحدث موقف طارئ یمر بإنسان یثیر الفرح أو الحزن أو یجلی حقیقة تثیر المشاعر، وتحرک العواطف".

5. أُسْلوب ضرب الأمثال: من خلال الاشارة إلى أشیاء حسیة لیشرح أشیاء مجردة، کما یساعد أُسْلوب ضرب الأمثال على إیقاظ العقل والفکر، وتحریک الوجدان لدى المتلقی مما یزیل الغموض عن الأشیاء (النعیمی، 1438ه، ص57).

6. أُسْلوب تمثیل الأدوار: وهو"أحد أشکال التصویر الدرامی الذی یساعد على الإدراک القیمی وخلق علاقات اجتماعیه بین أفراد المجموعة وذلک من خلال تمثیل الأدوار التی تستند إلى المشارکین بصورة تلقائیة بحیث یظهر الموقف کأنه حقیقة" (المصری، 1431ه، ص69).

7. أُسْلوب الوعظ المباشر: عرّفه عطیة (1429ه، ص121) بأنه" النصح والتذکیر بالخیر على الوجه الذی یرق له القلب ویبعث على العمل"

ثالثًا الأمْن الفِکْری:

الأمْن الفِکْری جزء لا یتجزأ من أمن المجتمع بل یُعد من أهم أنواع الأمْن کون أفعال الناس منطلقة مما یفکرون به، وبسبب الثورة المعلوماتیة حدثت آثار سلبیة أثّرت على البناء الفکری والذی أثر بدوره بشکل مباشر على سلوکیات الأفراد؛ من هنا تزاید الاهتمام بالأمن الفکری، سعیاً إلى حمایة الفکر من أی انحراف قد یتحول إلى سلوک یهدد أمن المجتمع.

مفهوم الأمْن الفِکْری:

یُعد مفهوم الأمْن الفِکْری من المفاهیم الحدیثة التی أظهرتها الثورة المعلوماتیة والتطور السریع فی وسائل الاتصال، وقد اختلفت تعریفاته بحسب رؤیة الباحثین له وبحسب اختلاف تخصصاتهم ومن أهم تلک التعریفات ما یلی:

عرّفه البقمی (1430ه، ص8) بأنه "دعامة فکر الإنسان تجنبه التطرف والانحراف بالتزام منهج الوسطیة والاعتدال فی فهم القضایا الدینیة خاصة وتؤدی الخروج عنها إلى زعزعة الأمْن بکل مجالاته".

ویعرفه الصقعبی (1430ه، ص7) بأنه: "القدرة على المحافظة على سلامة الأفکار والمعتقدات الصحیحة لدى الأفراد، مع تزویدهم بأدوات البحث والمعرفة، وبیان طرق          التفکیر الصحیح، ویکمل هذا ویتممه مسلک الأدب والتربیة وحسن الاتصال". ویرى منصور           (1433ه، ص21) أنه حمایة الطلبة ضد أی فکرة غیر سلیمة تقوم على محاربة الفکر السلیم، وتؤدی إلى خداع الناس وإبعادهم عن الحق. وأشار البلعاسی (1433ه، ص69) إلى أنه "شعور الفرد والأمة بالطمأنینة على عقیدته وثقافته وجمیع مکوناته الأصلیة من العبث والاختراق والتلویث والإفراط أو التفریط".

وعرفته حیاة العسکر (1437ه، ص10) بأنه "إکساب الطالبات مناعة فکریة ومعرفیة ضد انحراف الفکر والسلوک والمعتقدات، والتی تشکل تهدیداً لأمن الوطن، واستقراره من خلال تحصین عقولهن من الغلو والتطرف، والخروج عن منهج الوسطیة والاعتدال، مما یؤدی إلى حفظ الأمْن والنظام، وتحقیق الطمأنینة والاستقرار فی کافة مجالات الحیاة فی المجتمع".

ومما سبق یتضح أنه بالرغم من اختلاف مفهوم الأمْن الفِکْری لدى الباحثین ومحاولتهم فی تحدید مفهوم جامع مانع له إلا أنهم اتفقوا على أن الأمْن الفِکْری هو حمایة العقل ضد أی نوع من الانحراف، وتخلص الدارسة وفق ما اتضح عرضه من تلک التعریفات إلى تعریف إجرائی له تتبناه هذه الدراسة، حیث تعرفه الباحثة بأنه:تحصین طالبات المرحلة المتوسطة ضد أی انحراف مخالف للکتاب والسنة أو أنظمة المجتمع وتقالیده، کذلک تحصینهن من أی أفکار دخیلة غیر سلیمة تخرجهن عن الوسطیة والاعتدال.

أهمیة الأمْن الفِکْری: 

یستمد الأمْن الفِکْری أهمیته من أهمیة العقل البشری الذی کرم الله سبحانه الإنسان به وجعله أداة للتفکیر والتحلیل والنقد، وقد أکد على ذلک ابن حمید (1429ه، ص17) إذ ذکر أن أهمیة الأمْن الفِکْری تنبع من أهمیة العقل ومنزلته لأنه القائد والموجه للسلوک الإنسانی وهو مرکز الإیجابیة والسلبیة، وبه یمکن للإنسان أن یتخذ قراراته فی هذه الحیاة.

وقد ذکر الشمری (1436ه، ص53) أن الأمْن الفِکْری یأتی فی الدرجة الأولى من حیث الأهمیة والخطورة، ویرجع السبب فی ذلک أن سلوک الناس وتصرفاتهم تنطلق من قناعاتهم التی تستند إلى ما یحملونه من فکر ومعتقد، وبهذا یکون کل عمل یقوم به الإنسان ویظهر فی سلوکه مرتبطاً بفکره واعتقاده.

وأضاف البراشی (1432ه، ص23) أن أهمیة الأمْن الفِکْری ومدى الحاجة إلیه تعود لاعتبارات عدیدة، منها ما یلی:

1.  أن تعزیز الأمْن الفِکْری یعد صیانة للثوابت بما فی ذلک دین الأمة وعقیدتها وحریتها.
2.  یقوم الأمْن الفِکْری لتفعیل الرقابة الذاتیة لدى أفراد المجتمع ویوجد الأفکار والقناعات التی تتوافق مع العقیدة السلیمة.
3.  إن تحقیق الأمْن الفِکْری طریق للأبداع والابتکار ویکون ذلک عند انخفاض معدلات الجرائم.
4.  إن انحراف الفکر بمراحل متأخرة یحتاج إلى مزید من الجهود لذا کان من الضروری الوقایة بتعزیز الأمْن الفِکْری.
5.  تأثیر الانحراف الفکری لا یصل تأثیره على الفرد المنحرف وحده بل یتعدى ذلک        للمجتمع عامة.
6.  إن منافذ الغزو الفکری متعددة وواسعة وسهلة الاستخدام لذا کان من الضروری تأمین العقل البشری وتحصینه والمعتقدات والقناعات التی تحمیه من الزیغ والضلال.

ویلخص أبو صباح (1435ه، ص15) أهمیة الأمْن الفِکْری بأنه حمایة للکیان الفکری والعقدی للمجتمع من الأفکار الدخیلة علیه، واعتبره أساساً تنطلق منه أوجه المناشط المختلفة فی الدول، لأن سلامة الفکر للدولة یؤدی إلى استقرارها وحمایاتها من أی نشاط یستهدف النیل منها.

یتبین مما سبق أهمیة الأمْن الفِکْری فسلامة الفکر یقود لسلامة السلوک ویوجه الفرد إلى تحقیق وظیفته التی خلقه الله من أجلها وهی العبودیة لله عز وجل، وعمارة هذه الأرض؛ قال تعالى:﴿هُوَ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَکُمْ فِیهَا﴾(هود: 61)، والعمارة تشمل کلَّ ما فیه نفعٌ وفائدة للفرد والمجتمع، ولا یقدم على ما یخالف هذه العمارةَ إلا مَن انحرف فکره، وساء سلوکه فاستوى عنده البناء والهدم.

أهداف الأمْن الفِکْری: 

ذکر الجوارنة (1432ه، ص ص 216-217) أن الأمْن الفِکْری یهدف إلى:

1. غرس القِیَم والمبادئ الإسلامیة التی من شأنها تعزیز روح الولاء لله ثم الوطن وولاة الأمر.
2. ترسیخ الوسطیة والاعتدال الذی یتمیز به دیننا الحنیف.
3. حمایة فکر الناشئة من الأفکار المنحرفة والضالة المسببة لانحراف الفکر.
4. إشاعة الألفة والمحبة والتلاحم بین أفراد المجتمع.

وأضاف عنترة (1432ه، ص17) أهدافاً أخرى للأمْن الفِکْری، وهی کالآتی:  

‌أ.      توفیر السلامة الوطنیة للجمیع ضد أی اعتداءات أو تجاوزات.

‌ب. توفیر السلامة والطمأنینة للجمیع ضد کل الاتجاهات ذات الطابع الفکری وغیر الفکری.

‌ج.   حراسة النهضة من مخاطر التحجر والجمود بمصادرة حریة التفکیر والتعبیر باسم مصلحة متوهمة، ومن تقویض أمن المجتمع والدولة تحت عنوان حریة التعبیر.

وتلخص قمرة (1430ه، ص32) أهداف الأمْن الفِکْری فی ستة نقاط، وهی:

• تحقیق الأمْن العقدی: من خلال تأدیة الفرد للشعائر الدینیة وهو مطمئن على نفسه.
• تحقیق الأمْن الاجتماعی: سعی الفرد لتحقیق الترابط بین أفراد المجتمع فکراً ومنهجاً وغایة.
• تحقیق الأمْن السیاسی: ویکون من خلال طاعة ولی الأمر والعلماء الثقات والرجوع إلیهم فی النوازل والمسائل لتثبیت وحدة البلاد واستقرارها.
• تحقیق الأمْن الاقتصادی: استقرار الوضع الأسری من خلال توفیر الرزق من أکل وشرب وخلافه، وبذلک یتحقق مقصود الأمْن الاقتصادی.
• تحقیق الأمْن النفسی: عندما یتحقق الإیمان یتحقق الأمْن فهناک ارتباط وثیق بینهما وبذلک یصبح الفرد صالحا مستقیما نافعا لأهله ولمجتمعه یعیش مطمئنا سعیدا فی أسرته
• تحقیق الأمْن الأخلاقی والسلوکی: ویکون ذلک بالتحلی بمکارم الأخلاق والحث على الفضائل والتشجیع على السلوکیات الحسنة کالاحترام والقدوة، والتی من خلالها یصان الفکر ویقوى بنیانه ضد أی أفکار دخیلة تخلخله.

وخلاصة القول إن من أبرز أهداف الأمْن الفِکْری الحفاظ على الهویّة الإسلامیة، والوطنیة، والثقافیة لدى الطالبة لأنها القاعدة التی تقوم علیها الشخصیة الإسلامیة التی من شأنها النهوض بالمجتمع والأمة عامة.

مهددات ومعوقات الأمْن الفِکْری: 

إن انحراف الفکر عن مساره الصحیح لم ینشأ من العدم بل کان وراء انحرافه         مسببات کثیرة ومهددات أدت إلى إحداث خلل واضح فی فکر أفراد المجتمع.ویرى الدعجة (1434ه، ص30) أن مهددات ومعوِّقات الأمْن الفِکْری تتمثل فی:

1. اختلاف التفاسیر والتأویلات الدینیة حول قضایا دینیة ومجتمعیة.

٢. وجود فرق وجماعات ومذاهب مختلفة تکفر وتنفر وتعادی بعضها بعضا.

٣. اتساع النطاق الجغرافی سواء للأمة العربیة أو الإسلامیة أو حتى للعالم ککل.

٤. اختلاف اللغة خصوصا بین أبناء الأمة الإسلامیة الواحدة.

٥. النظرة السلبیة تجاه الأنظمة السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة.

٦. إمکانیة التواصل السلبی بین الجماعات دون رقیب.

٧. وجود فراغ فکری لدى بعض النشء.

٨. تدنی مستوى الرفاه الاجتماعی فی بعض المجتمعات.

٩. اختلاف الأنظمة التعلیمیة.

١٠. إغفال التنمیة فی بعض المناطق البعیدة عن المرکز.

ومن زاویة أخرى یحدد الحربی (1427ه، ص163) تصنیفاً آخر لمهددات الأمْن الفِکْری لکن فی المؤسسات التعلیمیة، وذکر منها ما هو داخل المدرسة: ویتمثل فی الرفقة السیئة، انشغال الإدارة المدرسیة بالأعمال الإداریة، الاستهزاء بالطالبة وکل ما یصدر منها، قلة الأنشطة الثقافیة التی تعزز الأرمن الفکری، التساهل فی مواجهة المخالفات المدرسیة واستخدام أُسْلوب التلقین فی عملیة تعلیم الطالبات.

ومنها ما هو مهددات خارج المدرسة: ویتمثل فی التعرض المسرف للقنوات الفضائیة وما تعرضه من مواضیع تهدد الفکر، والتقلید غیر المنضبط لرفقاء السوء، قلة وجود الأماکن التی یمکن للشباب قضاء وقت الفراغ فیها.

وتضیف الباحثة أن من أقوى المهددات والمعوقات لتعزیز الأمْن الفِکْری العولمة الثقافیة والتی قد عرفتها صلیحة بن عاشور (1438ه،ص141) بأنها:" محاولة مجتمع ما "أمریکا" تعمیم نموذجه الثقافی على المجتمعات الأخرى من خلال التأثیر على المفاهیم الحضاریة، والقیم الثقافیة، والأنماط السلوکیة لأفراد هذه المجتمعات بوسائل سیاسیة مختلفة وتقنیات إعلامیة متطورة" والتی تشکل تحدی کبیر للثقافة لأنها تستهدف القیم وطرق التفکیر وظهورها فی المجتمع یشکل تهدید التراث الثقافی الذی یعد الأساس القوی الذی تستند علیه الأمة الإسلامیة.

الإذاعَة المدْرَسیّة والأمْن الفِکْری: 

 أنَّ الإعلام ووسائله المعاصرة المتنوعة تشکل مفصلاً مهماً فی تعزیز القِیَم المجتمعیة، بل وتعید صیاغتها، فالناس یتأثرون بوسائل التوجیه التی تشکل شخصیة کل فرد من أفراد المجتمع، وقد ذکر رضوان (1429ه، ص245) أن الإعلام یخاطب عقول الناس وعواطفهم، ویقوم على الحوار والإقناع، ولا بد أن تکون الرسالة الإعلامیة هادفة وموضوعیة لتؤثر فی الفرد والجماعة.  وتعدُّ الإذاعة من وسائل الإعلام، وهی من أکثر وسائل التأثیر فی الرأی العام وتحدید اتجاهاته، وسیتم التعامل معها کوسیلة إعلامیة ینطبق علیها ما ینطبق على وسائل الإعلام الأخرى، قد أورد اللویحق (1438ه، ص ص24-39) جملة من دور الإعلام فی تعزیز الأمْن الفِکْری وهی کالآتی:

1-       ربط الناس بربهم، ویکون ذلک بتوجه القلب إلى الله نیة ومقصداً، والحث على تقوى الله.

2-       إشاعة الوعی بأهمیة المصادر من خلال توضیح المصادر الصحیحة للناس التی یجب أن یستقوا معرفتهم منها، والتحذیر من المصادر غیر المعتبرة.

3-       التحذیر من الأخذ عن الخرافة والدجل.

4-       ضبط منهج الفهم ومعرفة مقصود الله تعالى ورسوله صلى الله علیه وسلم.

5-       الوعی بالمفاهیم والمصطلحات والعمل على تحریرها، لأن العلم بحقائق الأشیاء والوعی بالمفاهیم أساس لسلامة الفکر والاعتقاد، وکثیراَ ما نجد أن المشکلات الفکریة تعود إلى اختلاف المفاهیم.

6-       بیان أن الاختلاف سنة الله فی خلقه، فالخلاف بین الناس بالأفکار والتصورات والاعتقاد سنة کونیة.

7-       نشر العلم الشرعی القائم على الکتاب والسنة، فکثیر من المشکلات الفکریة سببها الجهل بالعلم.

8-       ذکر أخبار الأمم السابقة لأخذ العبرة.

9-      التحذیر من الفرق الضالة المخالفة لمنهج الکتاب والسنة. 

10-   ربط الأمة بعلمائها، فالواجب الأخذ عنهم، والسعی إلیهم، والدفاع عنهم کما یجب التحذیر من الأئمة المضللین.

11-  إشاعة ثقافة الحوار، لأنه وسیلة لإظهار الحق وکشف الشبهات وزیغ فکر المنحرفین فکریاً.

ومن هنا یبرز دور الإعلام بکل أجهزته المسموعة والمرئیة والمقروءة التی صارت أشد تأثیراً مما کان فی العقود السابقة، وترى الباحثة أنه یجب مواجهة الإعلام بالإعلام، والفکر بالفکر؛ لأن من یروّجون للفکر المنحرف أصحاب إمکانیة فائقة، سواء على مستوى الأفکار أم الأسالیب المستخدمة، فعلى قدر ما تقوم به وسائل الإعلام تقابل اﻷفکار، وتبذل الجهود، حتى یتحقق اﻷمن الفکری بأسمى صورِه.

جهود المملکة العربیة السعودیة فی تعزیز الأمْن الفِکْری: 

هناک العدید من الجهود التی قامت بها المملکة العربیة السعودیة لتعزیز الأمْن الفِکْری، لإدراکها أن الأمْن الفِکْری هو صمام الأمان الأول وغیابه یؤدی إلى الإخلال فی الأمْن بجمیع فروعه، فالأمْن الفِکْری یستمد جذوره من العقیدة الإسلامیة الصحیحة التی من الواجب على کل فرد فی المجتمع وکل مؤسسة الحفاظ علیه.

ومن الجهود المبذولة لتعزیز الأمْن الفِکْری ما ذکره البلعاسی (1433ه، ص ص65-66):

أ‌.      مناهج التعلیم: التی تحمل من القِیَم التربویة الکثیر، وتدعو إلى الوسطیة والاعتدال ونبذ البدع المحدثة، والتی کان لها الفضل بعد الله فی حمایة أفکار أبناء المجتمع.

‌ب. توحید المرجعیة الدینیة فی الفتوى: وقد تصدرت الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمیة والإفتاء هذا الدور والتی یرأسها المفتی العام فی المملکة العربیة السعودیة والمنوط دوره فی الإفتاء حین یلم المجتمع نوازل وقضایا، فتنظر فی القضایا والنوازل وتفتی الناس.

‌ج.   وجود المؤسسات التی تعنى بالأمْن الفِکْری: مثل القضاء الشرعی، والرئاسة العامة لهیئة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، وکرسی الأمیر نایف لدراسات الأمْن الفِکْری، وجامعة نایف العربیة للعلوم الأمْنیة، وبرنامج الأمیر محمد بن نایف للمناصحة، وحملة السکینة الالکترونیة تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة والدعوة والإرشاد بالمملکة العربیة السعودیة والتی تهدف إلى الحد من انتشار الفکر الضال التکفیری عبر شبکات التواصل الاجتماعی، بالإضافة إلى مرکز الملک عبد العزیز للحوار الوطنی: وهو مرکز متخصص بالحوارات الفکریة والوطنیة ویتمثل دوره فی إیجاد قناة للتعبیر المسؤول، ونشر القِیَم الإسلامیة من عدل وتسامح ومساواة.

وترى الباحثة أن من أبرز جهود المملکة العربیة السعودیة فی تحقیق الأمْن الفِکْری وتعزیزه غرس العقیدة الصحیحة فی نفوس الطلاب، وذلک من خلال أسس ومبادئ شرعیة مستمدة من الکتاب والسنة، ینبنی علیها التعلیم، کما أولت المواد الدینیة أهمیة کبیرة           فی مناهجها، لما لها الدور الکبیر فی تحصین الناشئة من أی انحراف یؤدی لزعزعة الأمن          فی المجتمع.

الدِّراسَات السابقة

یتضمن هذا الجزء من الدارسة عرضَ ومناقشة الدراسات السابقة التی تناولت الإذاعَة المدْرَسیّة وتعزیز الأمْن الفِکْری، والتی تمیزت بالتنوع والاختلاف من حیث زاویة تناولها؛ لذا ستعرض الباحثة الدراسات التی توافرت لدیها وارتبطت بموضوع دراستها،

المحور الأول: الدراسات التی تناولت الإذاعَة المدْرَسیّة:

أجرى المطیری (1430ه)دراسة هدفتإلى التعرف على دور برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قِیَم الانتماء الوطنی من وِجْهَة نَظَر الطلاب والمعلمین والتعرف على مضامین برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فی المدارس الثانویة بمحافظة عنیزة، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی، وعلى الاستبانة أداةً لجمع البیانات حیث طُبقت على (175) معلماً، و (338) طالباً، تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة، وکان أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة ما یلی: یؤکد طلاب الثانویة والمعلمون على دور الإذاعة الداخلیة فی تعزیز القِیَم والمعارف الوطنیة والمشارکة والحوار والانتماء للوطن ومکتسباته، کما أن الإذاعَة المدْرَسیّة ساعدت على معرفة تاریخ المملکة العربیة السعودیة، کما ساهمت فی تعزیز الأناشید الوطنیة کمادة أساسیة من مواد برامج الإذاعَة المدْرَسیّة، کما مکنت برامج الإذاعَة المدْرَسیّة من التعرف على کثیر من قِیَم ومبادئ الدین الإسلامی وذلک من وِجْهَة نَظَر المعلمین.

وقد أجرت ناریمان الاغا (1433ه) دراسة تهدف إلى التعرف على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تدعیم الانتماء الوطنی لدى طلبة المرحلة الثانویة بمحافظة غزة، والتعرف إلى درجة استفادة طلبة المرحلة الثانویة من برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فی تدعیم الانتماء الوطنی لدیهم، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی وعلى الاستبانة أداة لجمع البیانات، حیث طُبقت على (448) طالباً وطالبة، تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة الطبقیة، وکان من أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة: أن الإذاعَة المدْرَسیّة لها دور مهم فی تدعیم الانتماء الوطنی، حیث جاء مجال (الهویة الفلسطینیة) فی المرتبة الأولى بوزن نسبی بلغ 83,97%، کما جاء مجال (الاعْتِزاز بالوطن) فی المرتبة الثانیة بوزن نسبی بلغ 82,44%، وبلغت الدرجة الکلیة لأبعاد الانتماء للوطن ککل (80,58%)، وهذا یدل على الدور المهم للإذاعة المدرسیة فی تدعیم الانتماء الوطنی بمجالاته المختلفة.

أما أبو مصطفى(1434ه) فقد هدف دراسته إلى التعرف دور الإعلام المدرسی فی تدعیم القِیَم لدى طلاب المدارس الثانویة العامة بمحافظة غزة، وما هی أکثر القِیَم التی یدعمها الإعلام المدرسی لدى طلاب المدارس الثانویة العامة بمحافظة غزة، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی وعلى المقیاس أداة لجمع البیانات، حیث طبقت الدراسة على 680 طالبا وطالبة، تم اختیارهم بالطریقة العنقودیة (متعددة المراحل). وکان من أهم ما جاءت به نتائج الدراسة أن أکثر القِیَم التی یدعمها الإعلام المدرسی هی القِیَم الدینیة وجاءت بنسبة 88,1% تلیها القِیَم الوطنیة وجاءت بنسبة 83,2%.

أما دراسة حوامدة (1434 ه) فقد هدفت إلى التعرف على درجة مساهمة الإعلام المدرسی فی تحقیق الأهداف التربویة العامة، والتعرف على الوسائل المناسبة لتحقیق هذه الأهداف من وِجْهَة نَظَر معلمی ومعلِّمات المدراس الحکومیة فی محافظة جرش-الأردن، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی المسحی وعلى الاستبانة أداة لجمع البیانات، حیث طبقت الدراسة على 200 معلمٍ ومعلمة، تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة؛ وکان من أهم ما أظهرته الدراسة أن أکثر الوسائل مناسبة لتحقیق الأهداف التربویة العامة الإذاعَة المدْرَسیّة، ویعزى ذلک إلى أن الإذاعَة المدْرَسیّة تمارس یومیا من خلال الاصطفاف الصباحی حیث إنها ترکز فی برامجها على الاعْتِزاز الإسلامی والقومی والوطنی.

کما هدفت دراسة سعاد المصری (1437 ه) إلى التعرف على دور الأنشطة الإعلامیة المدرسیة فی التوعیة بالقیم التربویة لدى الأطفال، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی المسحی وعلى أداة الاستبانة لجمع البیانات، حیث طبقت الدراسة على (300) مفردة من الأطفال من عمر (9—12) بمحافظة کفر الشیخ، تم اختیارهم بالطریقة القصدیة، وکان من أبرز النتائج أن أغلبیة أفراد العَیِّنة یؤکدون أن الأنشطة الإعلامیة المدرسیة (الصحافة والإذاعَة المدْرَسیّة) تساعدهم فی التوعیة والتمسک بالکثیر من القِیَم التربویة مثل: الأمانة، التی جاءت بالمرتبة الأولى بنسبة 77,3%، تلیها القدوة الصالحة ثم قیمة التعاون والتفکیر السلیم التی جاءت بنسبة 66,7%.

أما دعاء ملوح (1437ه) فقد اجرت دراسة تهدف إلى التعرف على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تنمیة المواطنة الصالحة لدى طلبة المرحلة الأساسیة فی لواء بنی عبید، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی المسحی وعلى الاستبانة أداةً لجمع البیانات، حیث طبقت على 150 طالباً وطالبة من مدرسة میسلون للبنات ومدرسة المعتصم للبنین، تم اختیارهم بالطریقة القصدیة، وکان من أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة فقد تمثلت فی الآتی: أن للإذاعة المدرسیة دوراً فی غرس قِیَم متعددة کالنظافة والتعاون وتقبل الرأی والرأی الآخر والاحترام عند الطلبة؛ کما لها دور فی تقویم سلوک الطلبة وتعدیله وتوعیة الطلبة بضرورة المحافظة على الممتلکات العامة والخاصة، کما تحث على طاعة ولی الأمر، کما لها دور فی حث الطلاب على إبداء آرائهم ومقترحاتهم حول المشکلات التی تواجه المجتمع.

المحور الثانی: الدراسات التی تناولت الأمْن الفِکْری:

 قد أجرى الأشقر (1431ه) دراسة تهدف على التعرف على دور الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة المنفذة فی المؤسسات التعلیمیة فی تعزیز الأمْن الفِکْری، ومعرفة رؤیة أفراد العَیِّنة فی الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة التی تساهم فی تعزیز الأمْن الفِکْری والکشف عن معوقاتها، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی (الوثائقی-المسحی) وعلى الاستبانة أداة لجمع البیانات حیث طبقت الدراسة على (342) طالباً و(179) مدیراً ومعلما تم اختیارهم بالطریقة الطبقیة العشوائیة، وأظهرت الدراسة أن الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة تعمل على ترسیخ العقیدة الإسلامیة الصحیحة للطلاب، کما أن أفراد العَیِّنة من طلاب ومدیرین ومعلمین یؤکدون على دور الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة فی تنمیة قدرات الطلاب الفکریة والإبداعیة، کما تعمل على تحصین عقول الطلاب وتقیهم من الانحراف، ویدرکون من خلالها القِیَم والمفاهیم الخاطئة عن الدین الإسلامی، کما أن الأنشطة الطلابیة تعمل على نشر ثقافة التسامح بین الطلاب، ومن أبرز المعوقات التی تؤثر فی دور الأنشطة الطلابیة نحو تعزیز الأمْن الفِکْری ضعف الحوافز التشجیعیة للمعلم للإشراف على النشاط غیر الصفی، وکثرة الأعباء التدریسیة له مما یصرفه عن القیام بدوره تجاه النشاط غیر الصفی.

أما دراسة کرشمی (1431ه) فقد هدفت إلى التعرف على مدى إسهام النشاط الطلابی فی تحقیق الأمْن الفِکْری لطلاب المرحلة الثانویة بمحافظة جدة من وِجْهَة نَظَر المعلمین واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی المسحی والتحلیلی وعلى الاستبانة أداة لجمع البیانات، حیث طبقت الدراسة على (500) معلمٍ تم اختیارهم بالطریقة؛ وکان من أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة أن درجة إسهام النشاط الثقافی والاجتماعی فی تحقیق الأمْن الفِکْری من وِجْهَة نَظَر المعلمین کانت عالیة جداً، وأظهرت النتائج أیضاً أن درجة المعوّقات التی تحدّ من إسهام النشاط الطلابی فی تحقیق الأمْن الفِکْری لطلاب المرحلة الثانویة من وِجْهَة نَظَر المعلمین کانت عالیة جداً.

کما أجرى البلعاسی (1433 ه) دراسة هدفت إلى الکشف عن واقع دور المدرسة الثانویة فی محافظة القریات فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى الطلبة من وِجْهَة نَظَر المعلمین، وفیما إذا کان هناک فروقات فی تقدیرات عینة الدراسة تعزى لمتغیرات: المؤهل العلمی، التخصص التدریسی، سنوات الخبرة، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی وعلى الاستبانة أداةً لجمع البیانات، حیث طبقت الدراسة على (100) معلم، تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة؛ وکان من أبرز النتائج التی توصلت أن دور المدرسة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال استثمار الإذاعَة المدْرَسیّة بفاعلیة بدرجة متوسطة، کما أظهرت النتائج أن دور الأنشطة جاء کذلک حیث جاءت عبارة "استثمار الأحداث الجاریة للتحذیر من عواقب الفکر المنحرفة خلال الأنشطة اللامنهجیة"  بدرجة متوسطة.

أما منصور (1433 ه)فقد هدفت دراسته إلى التعرف على دور المدرسة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طلبة المرحلة الأساسیة العلیا فی تربیة عمان الأولى من وِجْهَة نَظَر المدراء والمعلمین والطلاب، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی، وعلى الاستبانة أداةً لجمع البیانات حیث طبقت الدراسة على (35) مدیراً ومدیرة تم اختیارهم بطریقة الحصر الشامل و(79) معلماً ومعلمة و(183) طالبا وطالبة تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة؛ وکان من أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة تباین قناعة المعلمین والمدراء والطلبة حول دور المدرسة فی تعزیز الأمْن الفِکْری وکانت نظرة الطلبة أکثر سلبیة من وِجْهَة نَظَر المعلمین بالنسبة لهذا الدور، ویرجع السبب فی ذلک إلى أن الطالب هو الطرف المتلقی فی العملیة التعلیمیة فهو لا یستشعر بُعد تعزیز الأمْن الفِکْری لدیه الذی تقدمه المدرسة له باستمرار.

أما الحوشان (1436 ه) فقد أجرى دراسة تهدف إلىالتعرف على مسؤولیة المدرسة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال طرق تقوم بها المدرسة لتعزیزه لطلابها، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی وعلى تحلیل المضمون أداةً لجمع البیانات، حیث طبقت الدراسة على (10) دراسات تم اختیارها بطریقة المسح الشامل؛ وکان من أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة: أنه لیس هناک مفهوم واضح للأمْن الفِکری لدى جمیع القائمین على العملیة التعلیمیة، وتأثیرهم جاء متوسطا فی ترسیخ قِیَم الاعتدال والوسطیة عند الطلبة والطالبات فی التعلیم العام، وکذلک المعلمون لا یمنحون أهمیة تعلیم التلامیذ الحقوق المطلوبة فی معاملة غیر المسلمین الذین یعملون فی بلادنا، وقلة البرامج والأنشطة اللاصفیة التی تعزز الأمْن الفِکْری، ولأن المقررات الدراسیة لا تعمل على تحصین الطلاب بالاعتدال والوسطیة فی التعامل مع غیر المسلمین المقیمین فی بلادنا ومعاملتهم بالحسنى.

أما لیلى طاکشندی (1437 ه) فقد هدفت فی دراستها إلى الکشف عن واقع الممارسات التی یقوم بها المعلم فی تحقیقه للأمن الفکری لطلاب، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی وعلى الاستبانة أداة لجمع البیانات، حیث طبقت الدراسة على (58) معلماً ومعلمة فی مدینة مکة المکرمة تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة البسیطة؛ وکان من أبرز النتائج: وجود نسبة 30،98% من المعلمین الذی یؤکدون على وجود صعوبات وعوائق تقف حائلا دون ممارستهم لدورهم فی تعزیز الأمْن الفِکْری فی نفوس طلابهم ویرجع ذلک حسب ما یرون إلى الکم الهائل من المنهج الذی یتطلب من المعلم استثمار وقت الحصة کاملا فی سبیل تقدیم هذه المادة.

التعلیق على الدراسات السابقة:

من خلال ذلک الاستعراض السابق وجدت الباحثة أن هناک تنوّعاً یمکن إبرازه فی         النقاط الآتیة:

من حیث الأهداف: تشترک الدراسة الحالیة مع جمیع الدراسات السابقة التی تناولتها فی مجال البحث وهو (الإذاعة المدرسیة- الامن الفکری) إلا انها تختلف عنها فی الأهداف، وأسلوب التناول، ومجتمع الدراسة، ومتغیرتها.

 حیث تباینت الأهداف فی الدراسات السابقة التی تناولت الإذاعة المدرسیة عن هدف الدراسة الحالیة، ما هدف إلى التعرف على دور برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قِیَم الانتماء الوطنی والذی یعد أحد أبعاد الأمْن کدراسة المطیری(1430ه) ودراسة ناریمان الأغا (1433ه) ودراسة دعاء ملوح (1437ه)، أو دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تنمیة القِیَم کدراسة أبو مصطفى(1434ه) ودراسة سعاد المصری (1437ه)؛ کما تباینت الأهداف فی الدراسات السابقة التی تناولت الأمن الفکری عن هدف الدراسة الحالیة، فبعض الدراسات هدفت إلى التعرف على الصعوبات والمعوقات التی تحد من تعزیز الأمْن الفِکْری فی المؤسسات التعلیمیة کدراسة الأشقر(1431ه) ودراسة الدوسری(1434ه) ودراسة لیلى طاکشندی (1437ه)

أما من حیث المنهج المستخدم: تتفق الدراسة الحالیة مع الدراسات السابقة فی المنهج الوصفی(المسحی)، ماعدا دراسة المطیری (1430ه) ودراسة الهاجری(1438ه) الذین استخدموا المنهج الوصفی التحلیلی. ودراسة الهاجری(1438ه) الذین استخدموا المنهج الوصفی التحلیلی؛ وتختلف أیضا مع دراسة الأشقر (1431ه) ودراسة (کرشمی، 1431هت) اللذان استخدما المنهجین (الوصفی المسحی- والوصفی الوثائقی)، وتختلف مع دراسة الدوسری (1434) التی استخدمت المنهج الوصفی الوثائقی.

 أما من حیث مجتمع وعینة الدراسة: تنوعت الدراسات فیما یخص مجتمع الدراسة وعینتها فمنها ما کان مرکباً یشمل الطلاب والمعلمین کما فی دراسة هناء رزق (1429ه) ودراسة المطیری(1430ه)، و دراسة الأشقر(1431ه)، ودراسة منصور (1433ه)، أو یشمل الوثائق والطلاب کدراسة أمانی الأسود (1429)، ومنها ما اقتصر على الطلاب کدراسة أمیرة صبیح(1433ه) ودراسة ناریمان الأغا (1433ه) ودراسة أبو مصطفى(1434ه) ودراسة دعا ملوح (1437ه)، ومنها ما کان وثائقیاً کدراسة الدوسری(1434ه)، ومنها ما اقتصر على مدیری المدارس کدراسة العتیبی(1435ه) ودراسة خلیل (1439ه). واتفقت الدراسة الحالیة مع دراسة حوامدة (1434ه) ودراسة البلعاسی(1433ه) ودراسة کرشمی(1431ه) ودراسة لیلى طاکشدی (1437ه)  فی عَیِّنة الدراسة وهی المعلم.

ومن حیث الأدوات المستخدمة: تتفق الدراسة مع جمیع الدراسات السابقة فی أداة الدراسة المستخدمة وهی (الاستبانة)، وتختلف مع دراسة کلٍ من أمانی الأسود (1429ه) التی جمعت بین الاستبانة وتحلیل المحتوى، ودراسة أمیرة صبیح (1433ه) التی جمعت بین المقابلة وتحلیل المحتوى، ودراسة أبو مصطفى(1434ه) التی استخدمت المقیاس أداة لجمع البیانات.

وقد استفادة الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة: فی تحدید المنهج المناسب، وتحدید محاور الإطار النظری للدراسة الحالیة، وبناء أداة الدراسة وصیاغة بنودها، أما عن ما ستضیف الدراسة الحالیة:

1.على حدّ علم الباحثة لا توجد دراسة تناولت دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری، وهو ما انفردت به الدراسة الحالیة.

2. الدراسة الحالیة تقف على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری، بینما الدراسات السابقة تناولت دور الإذاعة فی تنمیة أحد أبعاد الأمْن الفِکْری أو دورها فی تنمیة القِیَم فحسب

منهجیَّة الدِّراسَة وإجراءاتها

منهج الدراسة: تحقیقاً لهدف الدّراسة استخدمت الباحثة (المنهج الوصفی) باعتباره المنهج العلمی الأکثر مناسبة لهذه الدراسة.

مجتمع الدراسة: قد تکوّن مجتمع الدراسة الحالیة من جمیع معلِّمات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج التابعة لإدارة التعلیم بمحافظة الخَرْج والبالغ عددهن (1072) معلمةً وفق الإحصاءات الرسمیة الجدیدة من العام الدراسی 1438هــ والصادرة عن الإدارة العامة للتعلیم بمنطقة الخَرْج.

عَیِّنة الدراسة: تکونت عینة الدراسة من (383) معلمةتنوعت خصائهم وتباینت وفیما یلی وصف لخصائص أفراد عینة الدراسة:

جدول(1) توزیع أفراد عَیِّنة الدراسة وفقاً لمتغیر نوع التعلیم وسنوات الخبرة

یتضح من الجدول أعلاه أنه بلغ أفراد عَیِّنة الدّراسة فی التعلیم الحکومی 280 معلمةً بنسبة 77.6%، بینما بلغ عدد أفراد عَیِّنة الدّراسة فی التعلیم الحکومی تحفیظ القرآن الکریم 37 معلمةً بنسبة 10.2%، بینما بلغ عدد معلِّمات التعلیم الأهلی 44 معلمة بنسبة 12.2%. کما بلغ عدد عَیِّنة الدراسة للمعلِّمات اللاتی خبرتهن (أقل من 5 سنوات) 55 معلمة بنسبة 15.2%، بینما بلغ عدد المعلِّمات عَیِّنة الدراسة اللاتی خبرتهن (من 5 سنوات إلى أقل من 10 سنوات) 162 معلمةً بنسبة 44.9%، بینما بلغ عدد المعلِّمات عَیِّنة الدراسة اللاتی خبرتهن              (أکثر من 10 سنوات) 144معلمةً بنسبة 39.9%.

جدول (2) توزیع أفراد عَیِّنة الدراسة وفقا لمتغیر التخصص العلمی

یتضح من الجدول أعلاه أنه بلغ أفراد عَیِّنة الدّراسة فی التخصص الأدبی 261 معلمةً بنسبة 72.3%، بینما بلغ عدد أفراد عَیِّنة الدّراسة فی التخصص العلمی 100 معلمةٍ بنسبة 27.7%.

أداة الدراسة:

تحقیقا لأهداف الدراسة اختارت الباحثة أن تکون "الاستبانة"؛ هی أداة جمع المعلومات.

أولاً: بناء أداة الدراسة: لإعداد أداة الدراسة (الاستبانة) قامت الباحثة عند تصمیم الاستبانة الخاصة بدراساتها بمراجعة الإطار النظری والدراسة السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، ولتحقیق ذلک قامت الباحثة بتصمیم الاستبانة المرفقة التی تتکون من (3) أجزاء:

الجزء الأول: ویتعلق بالبیانات الأولیة عن المجیب.

الجزء الثانی: یتعلق بدور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تحقیق الأمْن الفِکْری وتتکون من محورین:

‌أ.      المحور الأول: موضوعات الأمْن الفِکْری فی الإذاعَة المدْرَسیّة ویتکون من ثلاثة مجالات (التوعیة الدینیة-قیم الولاء والانتماء "التربیة الوطنیة" -التوعیة الحضاریة والثقافیة).

‌ب. المحور الثانی: یتعلق بالتعرف على الأسالیب التربویة المتبعة فی تعزیز الأمْن الفِکْری.

الجزء الثالث: سؤال مفتوح عن مجموعة من التوصیات والمقترحات التی تساعد فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة

ثانیاً: صدق أداة الدراسة.

الطریقة الأولى: الصدق الظاهری للأداة:

بعد الانتهاء من إعداد الاستبانة وبناء عباراتها، تم عرض الاستبانة فی صورتها الأولیة على مجموعة من الخبراء المختصین فی مجال الدراسة، وبلغ عدد هؤلاء المحکمین(33) محکِّمًا، وتم تنفیذ التعدیلات التی اتفق علیها أکثر من 80% من عدد المحکمین من حیث حذف أو تعدیل أو إعادة صیاغة بعض عبارات أداة الدراسة لتزداد وضوحًا، فبلغ عدد عبارات الاستبانة فی صورتها النهائیة (70) عبارة؛ وطریقة الإجابة عن عبارات الاستبانة باختیار استجابة واحدة من بین ثلاث استجابا وفقاً لتدرج مقیاس لیکرت الثلاثی (موافق بدرجة عالیة 3 درجات، موافق درجتان، غیر موافق درجة واحدة)

الطریقة الثانیة: الصدق البنائی: صدق الاتساق الداخلی لأداة الدراسة:

وذلک بحساب صدق الاتساق الداخلی، وذلک بتطبیق الصورة النهائیة للاستبانة على عَیِّنة استطلاعیة حجمها (40) معلمة من معلِّمات المرحلة المتوسطة من مجتمع الدراسة، وتم استخدام معامل ارتباط بیرسون (Pearson) لحساب معامل الارتباط بین درجة کل عبارة مع الدرجة الکلیة للمجال المنتمیة إلیه العبارة

جدول (3) معاملات الارتباط بیرسون بین کل مجال من مجالات الاستبانة وبین الدرجة الکلیة للاستبانة

 (**) یعنی: معامل الارتباط دال إحصائیًا عند مستوى(0,01)

یتضح من الجدول أعلاه أن معاملات الارتباط بین درجة کل مجال والدرجة الکلیة للاستبانة تراوحت بین (0.71- 0.99)، وهذا یدل على أن جمیع مجالات الاستبانة مرتبطة ارتباطًا ذا دلالة إحصائیة مع الدرجة الکلیة للاستبانة، مما یثبت صدق الاستبانة ومجالاتها.

وتم حساب معامل صدق الاتساق الداخلی لکل فقرة من فقرات الاستبانة من خلال إیجاد معامل ارتباط بیرسون (Pearson) بین درجة کل فقرة والدرجة الکلیة لمجالها، حیث راوحت معامل الارتباط من (0.62 ) إلى (0.89) وکلها معاملات دالة إحصائیًا مما یثبت ارتباطها بالمجال التی تنتمی إلیه، وهو ما یؤکد صدق فقرات الاستبانة.

ثالثاً: ثبات الأداة. استخدمت الباحثة معادلة ألفا کرونباخ ( (Cronbach's alpha للتأکد من ثبات أداة الدراسة فکانت معاملات الثبات لکل محور من محاور الاستبانة کما هو موضح بالجدول (4)

جدول(4) معاملات ثبات الاستبانة ومجالاتها

یتضح من الجدول أعلاه أن معامل ثبات الاستبانة ومجالاتها یتمتع بثبات مرتفع، مما یجعل الاستبانة ثابتة وصالحة للتطبیق على عَیِّنة الدراسة.

أسالیب تحلیل البیانات: استخدمت الباحثة فی معالجة بیانات الدراسة عدة أسالیب          إحصائیة باستخدام الحزم الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة (SPSS) والمناسبة لطبیعة الدراسة          وأهدافها، وهی:

1- معامل ثبات ألفا کرونباخ ( (Cronbach's alph؛ لحساب معامل ثبات المحاور المختلفة لأداة الدراسة، معامل ارتباط بیرسون (Pearson)؛ لحساب صدق الاتساق الداخلی             لأداة الدراسة.

2- المتوسط الحسابی (Mean)؛ وذلک لحساب مدى ارتفاع وانخفاض استجابات أفراد            عَیِّنة الدّراسة حول عبارات الاستبانة حسب درجة الموافقة، والانحراف المعیاری    (Standard Deviation)؛ للتعرف على مدى انحراف استجابات أفراد عَیِّنة الدراسة لکل عبارة من عبارات مجالات الاستبانة.

3- تحلیل التباین الأحادی (One Way Anova)؛ لدلالة الفروق فی متغیرات الدراسة، اختبار شیفیه (Scheffe)؛ للمقارنات البعدیة إن وجدت فروق.

4- اختبار (ت) للعینات المستقلة للتعرف على ما إذا کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائیة بین اتجاهات مفردات مجتمع الدراسة نحو محاور الدراسة باختلاف متغیراتهم

نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسیرها

عرض ومناقشة نتائج السؤال الرئیس التالی: ما دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؟

 نم الإجابة على السؤال من خلال حساب المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری لدرجة موافقة عَیِّنة الدراسة (معلِّمات المرحلة المتوسطة) على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری ویتضح ذلک فی جداول(5):

جدول (5) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد العَیِّنة حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری

       یتضح من الجدول أعلاه أن متوسط درجة موافقة عَیِّنة الدراسة على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری حصلت على متوسط حسابی (2.69)، وانحراف معیاری (0.38) وعلى درجة موافقة عالیة، مما یؤکد على أهمیة الإذاعَة المدْرَسیّة ودورها الکبیر فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة، وتعزو الباحثة هذه النتیجة إلى البرامج المتنوعة التی تقدمها الإذاعَة المدْرَسیّة سواء کانت دینیة أم ثقافیة أم فنیة أم اجتماعیة أم فکریة. کما أن الإذاعة المدْرَسیّة تمارس یومیا من خلال الاصطفاف الصباحی وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسة حوامدة (1434ه)، ودراسة أمیرة صبیح (1433ه)، ودراسة دعاء ملوح (1437ه) التی تتفق مع الدراسة الحالیة. وتختلف مع نتیجة؛ البلعاسی (1433ه) التی توصلت إلى أن درجة فاعلیة الإذاعَة المدْرَسیّة جاءت بدرجة متوسطة.

ویتضح من الجدول (5) أن متوسط درجة موافقة عَیِّنة الدراسة على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری فی مجال "التوعیة الدینیة (العقدیة)" حصلت على متوسط حسابی (2.73)، وانحراف معیاری(0.37) وهی درجة عالیة، وقد حصل على الترتیب الأول من بین أدوار الإذاعَة المدْرَسیّة، مما یؤکد على أهمیة دور التوعیة الدینیة من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة ودورها الکبیر فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة؛ وقد یعود هذا إلى وسطیة دیننا الإسلامی الحنیف الذی یدعو إلى الاعتدال ونبذ التطرف والغلو والإرهاب. وتتفق نتیجة هذه الدراسة مع دراسة أمانی الأسود (1429ه)؛ هناء رزق (1429)؛ (المطیری،1430ه)؛ (أبو مصطفى، 1434ه). وحصل المجال الثانی وهو "دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری فی مجال دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قِیَم الولاء والانتماء للوطن(التربیة الوطنیة)" على المرتبة الثانیة من بین أدوار الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری، إذ حصل على متوسط حسابی (2.69) ، وانحراف معیاری (0.36) وعلى درجة عالیة، مما یؤکد على أهمیة دور تعزیز قِیَم الولاء والانتماء الوطنی من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة ودورها الکبیر فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة؛ وقد یعزى ذلک إلى أهمیة حمایة وحب الوطن والمواطنة الصالحة التی تجعل الجمیع سواسیة، ومبادرین لخدمة وطنهم الکبیر، وطاعة ولاة الأمر وحبهم والدعاء لتوفیقهم فی خدمة الوطن والأمة الإسلامیة، فاستغلال          برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فی غرس القِیَم الوطنیة وحبّ الانتماء الوطنی تساعد الطالبات فی تجسید الخوف على الوطن والمحافظة على أمنه وسلامته واستقراره. وتتفق نتیجة هذه الدراسة مع نتیجة دراسة المطیری،1430ه)؛ (ناریمان الآغا، 1433)؛ (أبو مصطفى، 1434ه)؛ حوامدة(1434ه)؛ (دعاء ملوح، 1437ه).

وجاء بالمرتبة الثالثة (دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة والحضاریة) بدرجة عالیة، وبلغ المتوسط الحسابی للمجال(2.64)، وانحراف معیاری(0.40) وقد یعزى ذلک إلى أهمیة دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی حمایة فکر الشباب من خلال تقدیم البرامج الثقافیة المتنوعة. وتتفق نتیجة هذه الدراسة مع دراستَی حوامدة(1434ه)، (دعاء ملوح، 1437ه)، وتختلف مع نتیجة البلعاسی (1433ه) التی أظهرت دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی استثمار الاحداث الجاریة للتحذیر من الفکر المنحرف جاء بدرجة متوسطة.

ویتضح أیضًا أن درجة موافقة معلِّمات المرحلة المتوسطة -عَیِّنة الدراسة-على (الأسالیب التربویة المتبعة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة) کانت عالیة، وذلک بمتوسط قیمته (2.42)، وبانحراف معیاری (0.43) مما یؤکد على أهمیة دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التأکید على ممارسة الأسالیب التربویة المناسبة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة. وتختلف نتیجة هذه الدراسة عن نتیجة دراسة (هناء رزق، 1429ه) التی ذکرت ضعف أسالیب الجذب فی الإذاعَة المدْرَسیّة لعدم وجود مشاهد تمثیلیة أو           برامج حواریة.

عرض ومناقشة نتائج السؤال الفرعی الأول: ما دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الدینیة لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؟ 

جدول (6) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد العَیِّنة لدور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الدینیة(العقدیة)

ویلاحظ من الجدول أعلاه أن جمیع فقرات مجال (التوعیة الدینیة لتعزیز الأمْن الفِکْری) حصلت على درجة موافقة عالیة من وِجْهَة نَظَر عَیِّنة الدراسة وتراوحت متوسطاتها بین           (2.58 – 2.88)، وهو متوسط یقع فی الفئة الثالثة من فئات المقیاس الثلاثی، ویقابل درجة الموافقة(عالیة) مما یعنی أن معظم أفراد عَیِّنة الدراسة (معلِّمات المرحلة المتوسطة) یوافقن على أهمیة التوعیة الدینیة من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة ودورها الکبیر فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة؛ وقد یعود هذا إلى وسطیة دیننا الإسلامی الحنیف الذی یدعو إلى الاعتدال ونبذ التطرف والغلو والإرهاب وهذا ما اتفقت علیه نتیجة دراسة بدریة الفوزان (1433ه) التی تؤکد على أن العقیدة الإسلامیة لست مصدراً للإرهاب بل هی مصدراً للاعتدال والوسطیة ویحث على ممارسة أفضل الأخلاق والممارسات والسلوکیات. ویتجسد کل ذلک فی الإذاعَة المدْرَسیّة من خلال ما یتم عرضه من تلاوة لآیات من القرآن الکریم ومن أحادیث من السنة النبویة الشریفة التی تدعو إلى الوسطیة والاعتدال الفکری وحب الوطن والمواطنة الصالحة.

کما یُلاحظ أن أهم فقرات مجال دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الدینیة لتعزیز الأمْن الفِکْری هی العبارة التی نصت على "حث الطالبات على الاعتصام بکتاب الله وسنة نبیه محمد صلى الله علیه وسلم"، والتی حصلت على المرتبة الأولى بمتوسط 2.88، وبدرجة موافقة عالیة من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات عَیِّنة الدراسة؛ وتعزی الباحثة ذلک إلى أهمیة الإذاعَة المدْرَسیّة کإحدى وسائل التربیة التی توجّه الطالبات فی اتباع العقیدة الإسلامیة، ففی القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة کل تعالیم الحیاة والآداب والسلوکیات السلیمة التی تدعو إلى الأمْن والسلامة والوسطیة والاعتدال، وتجسید الانتماء الوطنی. وتتفق هذه النتیجة مع دراسة أبو مصطفى (1434ه) التی أشارت إلى أن أکثر القِیَم التی یدعمها الإعلام المدرسی بشکل عام هی القِیَم الدینیة، ودراسة المطیری(1430) التی أشارت إلى أن الإذاعَة المدْرَسیّة ساعدت على التعرف على الکثیر من قیم ومبادئ الدین الإسلامی، کما اتفقت مع دراسة هناء رزق(1429ه)، ودراسة أمانی الأسود(1429ه).

ویلاحظ من الجدول السابق حصول الفقرة الأولى وهی "التأکید على أن الشریعة الإسلامیة صالحة لکل زمان ومکان"، على متوسط 2.86، وعلى الترتیب الثانی وبدرجة موافقة عالیة من وِجْهَة نَظَر معلِّمات المرحلة المتوسطة؛ وقد یعزى ذلک إلى أهمیة الشریعة الإسلامیة فی الحیاة، فهی منهج حیاة لکل البشر صالحة لکل زمان، والاکتشافات العلمیة الحدیثة التی لها علاقة بالإعجاز العلمی فی القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة تؤکد ذلک.

وقد حصلت الفقرة الثامنة على الترتیب قبل الأخیر من وِجْهَة نَظَر العَیِّنة والتی نصت على "توضیح جملة من المصطلحات والمفاهیم الشرعیة (التکفیر، الولاء والبراء، الغلو)"، حیث بلغ متوسطها 2.60، وبدرجة موافقة عالیة، مما یؤکد تأیید عَیِّنة الدراسة لهذا الدور للإذاعة المدرسیة؛ لأهمیته فی إکساب الطالبات بعض المصطلحات الشرعیة التی تعزز من الأمْن الفِکْری وبالذات مفاهیم الإرهاب والتکفیر، والغلو، والتطرف، والعنف، والولاء، والبراء، وغیرها من المفاهیم الشرعیة النی تحتاج إلى توضیح وتفسیر وتفهم للطالبات من خلال برامج الإذاعَة المدْرَسیّة. وتتفق هذه النتیجة مع دراسة هناء رزق (1429ه) التی أشارت إلى إن الإذاعَة المدْرَسیّة تحقق هدف تعمیق مفاهیم التعلیم الإسلامی بدرجة کبیرة، ودراسة أبو مصطفى (1434ه).

ویلاحظ أیضًا حصول الفقرة الثانیة والعشرین على الترتیب الأخیر وبدرجة موافقة عالیة من وِجْهَة نَظَر عَیِّنة الدراسة والتی نصت على "توضیح حقوق غیر المسلمین فی المجتمع المسلم"، والتی حصلت على متوسط 2.58؛ وقد یعود هذا إلى ضعف تواجد غیر المسلمین فی المجتمع السعودی، إذ حرصت المملکة العربیة السعودیة على استقدام معظم الموجودین فیها من بلدان إسلامیة، لذا ترى عَیِّنة الدراسة أن هذا الدور قلیل الأهمیة، وأن هناک مواضیع أخرى أکثر أهمیة ومن  الواجب استغلال برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فی تناولها وتوعیة الطالبات بها لتعزیز الأمْن الفِکْری لدیهن.

عرض ومناقشة نتائج السؤال الفرعی الثانی: ما دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قِیَم الولاء والانتماء (التربیة الوطنیة) لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة       نَظَر المعلِّمات؟ 

جدول (7) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد العَیِّنة لدور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قِیَم الولاء والانتماء (التربیة الوطنیة)

یتضح من الجدول أعلاه أن درجة موافقة عَیِّنة الدراسة على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری فی مجال (دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قِیَم الولاء والانتماء للوطن(التربیة الوطنیة))، کانت عالیة، إذ حصلت على متوسط 2.69، مما یؤکد على أهمیة دور تعزیز قِیَم الولاء والانتماء الوطنی من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة ودورها الکبیر فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة؛ وقد یعزى ذلک إلى أهمیة حمایة وحب الوطن والمواطنة الصالحة التی تجعل الجمیع سواسیة، ومبادرین لخدمة وطنهم الکبیر، وطاعة ولاة الأمر وحبهم والدعاء لتوفیقهم فی خدمة الوطن والأمة الإسلامیة، فاستغلال برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فی غرس القِیَم الوطنیة وحب الانتماء الوطنی تساعد الطالبات فی تجسید ذلک الشعور. وتتفق هذه النتیجة مع دراسة المطیری (1430ه) ودراسة ناریمان الآغا (1433ه) اللتین أشارتا إلى أن الإذاعَة المدْرَسیّة لها دور مهم فی تدعیم الانتماء الوطنی، وإلى تحقق هدف تعمیق مفاهیم التعلیم الإسلامی بدرجة کبیرة.

یلاحظ من الجدول أعلاه أن جمیع فقرات مجال (دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قِیَم الولاء والانتماء للوطن) حصلت على درجة موافقة عالیة من وِجْهَة نَظَر عَیِّنة الدراسة، وتراوحت متوسطاتها بین (2.59 – 2.79)، وقد حصلت على المرتبة الأولى بدرجة موافقة عالیة هی الفقرة الثامنة التی نصت على "تحذیر الطالبات من الخروج عن ولی الأمر"، فقد حصلت على متوسط 2.79؛ وتعزی الباحثة ذلک إلى أهمیة طاعة ولی الأمر والدعاء له بالتوفیق والسداد لخدمة الوطن والأمة الإسلامیة، وتحذریهن بالعواقب الناتجة عن الخروج على ولی الأمر لما یسببه من دمار وفساد للوطن وفتنة کبیرة تعصف بالوطن وخرابه، وتنفیذًا لأوامر الله عز وجل "وأطیعوا الله ورسوله وأولی الأمر منکم".

وحصلت على المرتبة الثانیة من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات الفقرةُ الثانیة، ونصُّها "تشجیع الطالبات على الإخلاص للوطن من خلال العمل على رفعته وتقدمه"، فقد حصلت على متوسط 2.78 ودرجة موافقة عالیة، ویعزى ذلک إلى أهمیة العمل فی تطویر المجتمع والوطن وأن أی فرد من أبناء الوطن یجب علیه أن یساهم فی بنائه من خلال العمل المتقن الذی یمارسه، فلا یتطور وطن مالم یکن بانوه من أبنائه؛ وهذا ما أتفقت علیه دراسة المطیری(1430ه) ودراسة ناریمان الاغا (1433ه) ودراسة دعاء ملوح(1437ه).

بینما حصلت الفقرة السادسة "تشجیع الطالبات على التفاعل مع المناسبات الوطنیة" على متوسط 2.59 وعلى الترتیب قبل الأخیر بدرجة موافقة عالیة من وِجْهَة نَظَر عَیِّنة الدراسة، مع أهمیة دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تشجیع المناسبات الوطنیة والاحتفالات بالیوم الوطنی للمملکة العربیة السعودیة کواحد من المناسبات الغالیة على کل مواطن؛ إلا أن حصولها على الترتیب قبل الأخیر کان نتیجة لدور وسائل الإعلام الأخرى فی توعیة أفراد الوطن بمجملهم فی الاحتفاء بهذه المناسبات، والطالبات جزء من أفراد المجتمع مشارک فی هذه المناسبة.

وحصلت الفقرة الأولى التی نصت على "إدراج النشید الوطنی کفقرة ضمن فقراتها" على المرتبة الأخیرة، بمتوسط 2.59 وبدرجة موافقة عالیة، وقد یعزى موافقة المعلِّمات على أهمیة إدراجه فی برامج الإذاعَة المدْرَسیّة وتوضیح دلالته للطالبات کونه من القِیَم الوطنیة، وأن احترام استماعه وعدم الکلام أثناء تردیده إشعار بحب الوطن. وقد یعود حصول هذه الفقرة على الترتیب الأخیر إلى أن النشید الوطنی یُضمَّن فی برنامج الطابور المدرسی کل یوم دراسی. وتتفق هذه النتیجة مع دراسة المطیری (1430ه) التی أشارت إلى إن الإذاعَة المدْرَسیّة ساهمت فی تعزیز الأناشید الوطنیة کمادة أساسیة من مواد برامج الإذاعَة المدْرَسیّة.

عرض ومناقشة نتائج السؤال الفرعی الثالث: ما دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة والحضاریة لطالبات المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؟ 

جدول (8) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد العَیِّنة لدور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة والحضاریة

یُلاحظ من الجدول أعلاه أن درجة موافقة معلِّمات المرحلة المتوسطة عَیِّنة الدراسة على (دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة والحضاریة) کانت عالیة، إذ بلغ متوسط المجال 2.6، مما یؤکد على أهمیة دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة للطالبات، وغرس الأفکار المنفتحة التی تساعد فی تحصین أفکار الطالبات من الأفکار المتطرفة، وتساعد فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدیهن، وقد یعزى ذلک إلى أهمیة دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی حمایة فکر الشباب من خلال تقدیم البرامج الثقافیة المتنوعة.

کما یتضح أن جمیع فقرات مجال ( دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة والحضاریة) حصلت على درجة موافقة عالیة من وِجْهَة نَظَر معلِّمات المرحلة المتوسطة، وتراوحت متوسطاتها بین (2.44 – 2.85)، وقد حصلت على المرتبة الأولى هی الفقرة التاسعة عشرة التی نصت على "حثّ الطالبات على مراقبة الله فی السر والعلن"، فقد حصلت على متوسط 2.85؛ وتعزو الباحثة ذلک إلى دور برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فی توعیة الطالبات بنهج الدین الإسلامی الحنیف الذی یحثنا على مراقبة الله تعالى فی السر والعلانیة، لأن الله علام الغیوب، فإذا تربى الفرد على مراقبة الله فی أفکاره وأعماله وتصرفاته فسوف یعکسها سلوکاً ثقافیاً فی حیاته الیومیة، ویحرر أفکاره من الجمود الفکری إلى الانفتاح مع الجمیع.

وحصلت على المرتبة الثانیة الفقرة السابعة التی نصت على "توجیه الطالبات نحو الاتجاهات والقیم التربویة العلیا (بر الوالدین-صلة الرحم- التعاون)"، وکانت درجة موافقة العَیِّنة علیها عالیة، بمتوسط بلغ 2.81؛ وقد یعود هذا إلى أن التوعیة الثقافیة والحضاریة تبدأ بتکوین القِیَم التربویة من خلال برامج الإذاعَة المدْرَسیّة التی تزود الطالبات بالقیم الأخلاقیة والاجتماعیة والثقافیة ومنها طاعة الوالدین واحترامهما، وذلک بتخصیص فقرات فی الإذاعَة المدْرَسیّة عن الآیات القرآنیة والأحادیث النبویة الشریفة التی تحث الطالبات على طاعة الوالدین وبرهما وعلى صلة الرحم وحب التعاون وعمل الخیر، والتعامل بالأخلاق الحسنة. وتتفق هذه النتیجة مع نتیجة سعاد المصری (1437ه) التی أشارت إلى أن الإذاعَة المدْرَسیّة تساعد فی التوعیة والتمسک بالکثیر من القِیَم التربویة مثل: الأمانة والتعاون، کما اتفقت مع نتیجة دراسة دعاء ملوح (1437ه).

وحصلت الفقرة الثالثة عشرة التی تنصّ على "تشجیع الطالبات على التمسک بالموروث الثقافی المعتدل"، على المرتبة قبل الأخیرة، بمتوسط 2.50، ودرجة موافقة عالیة؛ ویعزى ذلک إلى أهمیة التراث الثقافی الوطنی الذی ینادی بالمساواة والإخاء والتعاون والمحبة بین أفراد المجتمع، وکون المجتمع السعودی یمتلک موروثاً ثقافیاً إسلامیاً حضاریاً یتسم بالوسطیة والاعتدال والتسامح؛ وتعزی الباحثة حصول هذه الفقرة على الترتیب قبل الأخیر إلى ظهور مفاهیم حدیثة تتعلق بالأمْن الفِکْری لم تکن موجودة فی التراث الثقافی للمجتمع.

وحصلت الفقرة السابعة عشرة التی نصّها "تبصیر الطالبات بالمخاطر والآثار الناجمة عن قلة الاحتکاک الإیجابی مع الثقافات الأخرى"، على المرتبة الأخیرة، بمتوسط 2.44،         وکانت موافقة المعلِّمات علیها بدرجة عالیة؛ نظرًا لرؤیة المعلِّمات إلى أهمیة إتاحة الفرصة للإذاعة المدرسیة بتوعیة الطالبات بالثقافات الأخرى، وأن الانغلاق على الثقافات الأخرى سیولد لدى الطالبات أفکاراً سلبیة وتفکیراً خاطئاً نحوها، مما یؤثر على الأمْن الفِکْری لدى         الطالبات؛ وتعلل الباحثة حصول هذه الفقرة على الترتیب الأخیر نظرًا للمرحلة الدراسیة للطالبات وصعوبة احتکاکهن المباشر مع ثقافات متنوعة لصغر أعمارهن مما قد یحدث اکتسابٌ سلبیٌ لهن من تلک الثقافات.

عرض ومناقشة نتائج السؤال الفرعی الرابع: ما الأسالیب التربویة المتبعة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة بمدارس المرحلة المتوسطة فی محافظة الخَرْج من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؟ 

جدول (9) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد العَیِّنة للأسالیب التربویة المستخدمة فی الإذاعَة المدْرَسیّة لتعزیز الأمْن الفِکْری

یُلاحظ من الجدول أعلاه أن درجة موافقة معلِّمات المرحلة المتوسطة -عَیِّنة الدراسة- على (الأسالیب التربویة المستخدمة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة) کانت عالیة، وکان متوسط درجة موافقة عَیِّنة الدراسة على تلک الأسالیب (2.42)، وانحراف معیاری (0.43)، مما یؤکد على أهمیة دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التأکید على ممارسة الأسالیب التربویة المتبعة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة. والتی تختلف مع نتیجة هناء رزق(1429ه).

ویتضح من الجدول أعلاه تباین فی درجة موافقة عَیِّنة الدراسة على (الأسالیب التربویة المستخدمة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة) ما بین العالیة والمتوسطة، وتراوحت متوسطاتها بین (2.29 – 2.61)، حیث حصلت الأسالیب التربویة الآتیة: الأسلوب الأول "ضرب الأمثال فی توضیح القِیَم الأخلاقیة"، والأسلوب التاسع "عرض نماذج القدوة"، والأسلوب العاشر" الإقناع"، على الترتیب الأول والثانی والثالث-على التوالی- بدرجة موافقة عالیة وعلى المتوسطات (2.61، 2.57، 2.50) على التوالی. وتعزو الباحثة هذه النتیجة الطبیعیة ؛ لأن تلک الأسالیب التربویة من الأسالیب الفعالة فی توعیة الطالبات، فمن خلال الإذاعَة المدْرَسیّة یتم عرض نماذج لشخصیات اتسمت بممارسة القِیَم الأخلاقیة، وکذلک القصص والحکایات حول القِیَم الأخلاقیة وضرب الأمثال والحکم والمواعظ التی تجسد القِیَم الأخلاقیة للطالبات وتنمّی تفکیرهن السلیم نحو الأفکار التی تجسد تلک القِیَم الأخلاقیة وممارساتها، وتتفق هذه النتیجة مع دراسة النعیمی (1438ه) إذ ذکر أن ضرب الأمثال أحد الأسالیب الشائعة التی تستخدم فی العملیة التربویة والتعلیمیة، وتتفق مع دراسة الصعیدی(1430ه) أن أثر القدوة عامٌ یشمل جمیع الناس على مختلف مستویاتهم حتى الأمّی منهم، وکذلک أُسْلوب الإقناع من الأسالیب التربویة المهمة التی یتم إکسابها للطالبات وتوعیتهن خلال الإذاعَة المدْرَسیّة حتى تمارسه الطالبة فی محاولة إقناع الآخرین وتغییر أفکارهم وممارساتهم نحو الفکر والعمل السلیم.

وحصلت الأسالیب التربویة: الأسلوب السابع "أدبی کالتمثیل والخطابة، والأسلوب السادس "أدبی کالقصة والشعر"، والأسلوب الثالث" التلمیح والتعریض"، على الترتیب الثامن والتاسع والعاشر وعلى درجة موافقة متوسطة کأقل درجة من بین الأسالیب التربویة من وِجْهَة نَظَر المعلِّمات؛ وقد یعزى ذلک إلى ضعف دور تلک الأسالیب التربویة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة ویمکن استخدامها فی مواقف تعلیمیة أخرى؛ وقد یعود ضعف درجة موافقة عَیِّنة الدراسة على دور هذه الأسالیب إلى ضیق وقت الإذاعَة المدْرَسیّة لتوظیف دور هذه الأسالیب، وقد احترقت عینة الدارسة ان یتم النظر فی زیادة مدة الإذاعة المدرسیة عن 15 دقیقة لإمکانیة طرح أسالیب من شأنها تعزیز الأمْن الفِکْری، أو نتیجةً لضعف استیعاب عَیِّنة الدراسة لکیفیة توظیف تلک الأسالیب من خلال برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فکانت درجة موافقتهن علیها منخفضة. وتتفق نتیجة هذه الدراسة مع دراسة (العتیبی، 1435ه) التی توصلت إلى أن أفضل أسالیب تعزیز الأمْن الفِکْری هو الإلقاء.

عرض ومناقشة نتائج السؤال الفرعی الخامس: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة 0.05بین وِجْهَة نَظَر المعلِّمات نحو دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة تُعْزى إلى (نوع التعلیم-سنوات الخبرة-التخصص العلمی)؟

أولاً: متغیر نوع التعلیم.

جدول (10) تحلیل التباین الأحادی لدلالة الفروق تبعًا لمتغیر نوع التعلیم

یتضح من الجدول (10) یتضح أن قیمة (ف) غیر دالة إحصائیًا عند مستوى (0,05) للدرجة الکلیة ولکل من المجالات (الثانی، والثالث، والرابع)، وهذا یدل على أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین وِجْهَة نَظَر المعلِّمات تُعزى لاختلاف نوع التعلیم الذی تنتمی إلیه المعلمة سواء أکان (تعلیماً حکومیاً، أم تعلیماً حکومیاً لتحفیظ القرآن الکریم، أم تعلیماً أهلیاً).

بینما کانت قیمة (ف) دالة إحصائیًا عند مستوى دلالة 0.05 فی درجة موافقة عَیِّنة الدراسة على دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الدینیة لتعزیز الأمْن الفِکْری، مما یثبت أن هناک اختلافاً فی وِجْهَة نَظَر عَیِّنة الدراسة حول التوعیة الدینیة فی تعزیز الأمْن الفِکْری، فرؤیة المعلِّمات تختلف باختلاف نوع التعلیم (تعلیم حکومی، أو تعلیم حکومی لتحفیظ القرآن الکریم، أو تعلیم أهلی)؛ وللتعرف على اتجاه الفروق تم استخدام اختبار شیفیه للمقارنات البعْدیة والموضح بالجدول (11)

جدول (11) نتائج اختبار شیفیه للمقارنات البعدیة فی متغیر نوع التعلیم

یتضح من الجدول (11) أن هناک فروقاً دالة إحصائیًا عند مستوى دلالة 0.05 بین المعلِّمات فی التعلیم الحکومی والتعلیم الأهلی لصالح معلِّمات التعلیم الحکومی، ولا توجد فروق دالة إحصائیًا بین معلِّمات التعلیم الحکومی والتعلیم الحکومی لتحفیظ القرآن الکریم، ولا توجد فروق دالة إحصائیًا بین التعلیم الأهلی والتعلیم الحکومی تحفیظ القرآن الکریم؛ ویعزى ذلک إلى دور التعلیم الحکومی فی المرحلة المتوسطة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة بسبب کثرة عدد الطالبات الملتحقات بالتعلیم الحکومی عن التعلیم الأهلی.

ثانیاً: متغیر سنوات الخبرة.

جدول (12) تحلیل التباین الأحادی تبعًا لمتغیر سنوات الخبرة

ویتضح من الجدول (12) أنه جاءت قیمة (ف) غیر دالة احصائیًا عند مستوى (0,05) للدرجة الکلیة ولکل المجالات الاستبانة، وهذا یدل على أنه لا یوجد اختلاف فی وِجْهَة نَظَر عَیِّنة الدراسة حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری باختلاف سنوات الخبرة، وقد یعود هذا إلى أن هناک اتفاقاً عالیاً بین معلِّمات المرحلة المتوسطة حول الأهمیة الکبیرة لدور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة مهما اختلفت الخبرة العلمیة وسنوات العمل فی التعلیم، وتتفق هذه النتیجة مع نتیجة دراسة شبیر (1435ه). وتختلف عن نتیجة دراسة خلیل (1439ه) التی أشارت إلى أن مدیری المدارس الذین خبرتهم (5 سنوات فما دون) هم الأکثر اهتماما بفاعلیة الإذاعَة المدْرَسیّة.

ثالثاً: متغیر التخصص العلمی:

للإجابة عن هذا الجزء تم استخدام المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) لعینتین مستقلتین.

جدول (13) اختبار "ت" لدلالة الفروق بین المتوسطات حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة         فی تعزیز الأمْن الفِکْری لطالبات المرحلة المتوسطة من وِجْهَة نَظَر عَیِّنة الدراسة             تبعًا لمتغیر التخصص العلمی

یتضح من الجدول (13) أن قیمة (ت) غیر دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05)  فی کل محاور الاستبانة حول وِجْهَة نَظَر ذوات التخصص الأدبی أو العلمی، لا توجد فروق، أی أنه لا تختلف وِجْهَة نَظَرهم حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة باختلاف التخصص؛ وذلک بسبب أهمیة دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری, و تتفق هذه النتیجة مع دراسة شبیر(1435ه) التی کانت لصالح تخصص الإعلام الذی یعد من التخصصات الأدبیة ، بینما فی محور (دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة والحضاریة) وُجدت فروق دالة إحصائیا لصالح المعلِّمات ذوات التخصصات الأدبیة؛ وتعزو الباحثة هذه النتیجة إلى طبیعة التخصصات الأدبیة المرتبطة معلوماتها بالثقافة والحضارة کالمواد الاجتماعیة ومرتبطة بمواد اللغة العربیة التی تمثل الهویة العربیة، بعکس التخصصات العلمیة الذی یغلب على معلوماته طابع التخصصیة. وتختلف هذه النتیجة عن نتیجة دراسة خلیل (1439ه) التی أشارت إلى أن هناک فروقاً بین مدیری المدارس ومدیراتها یعزى للمؤهل العلمی، وذلک أن المدیرین ذوی التخصصات العلمیة هم أکثر اهتماماً من المدیرین ذوی التخصصات الأدبیة.

ملخص نتائج الدراسة: أبرزت الدراسة النتائج التالیة:

1. إن درجة موافقة معلِّمات المرحلة المتوسطة حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الدینیة کانت عالیة، وحصلت على متوسط حسابی 2.73.
2. إن درجة موافقة معلِّمات المرحلة المتوسطة حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قِیَم الولاء والانتماء للوطن کانت عالیة، وحصلت على متوسط حسابی 2.69.
3. إن درجة موافقة معلِّمات المرحلة المتوسطة حول دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی التوعیة الثقافیة والحضاریة کانت عالیة، وحصلت على متوسط حسابی 2.64.
4. إن درجة موافقة معلِّمات المرحلة المتوسطة حول الأهمیة الکبیرة للأسالیب التربویة المستخدمة فی تعزیز الأمْن الفِکْری من خلال الإذاعَة المدْرَسیّة کانت عالیة، وحصلت على متوسط حسابی 2.42.
5. کانت أهم الأسالیب التربویة من وِجْهَة نَظَرهن هی الأسالیب الآتیة: الأسلوب الأول " ضرب الأمثال فی توضیح القِیَم الأخلاقیة"، والأسلوب الثانی "عرض نماذج القدوة"، والأسلوب الثالث " الإقناع".
6. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة 0.05 بین وِجْهَة نَظَر المعلِّمات نحو مدى تضمین موضوعات الأمْن الفِکْری فی الإذاعة المدْرَسیة لطالبات المرحلة المتوسطة تُعْزى إلى (نوع التعلیم-سنوات الخبرة).
7. توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة 0.05  بین وِجْهَة نَظَر المعلِّمات نحو مدى تضمین موضوعات الأمْن الفِکْری فی الإذاعة المدْرَسیة لطالبات المرحلة المتوسطة فی مجال (التوعیة الدینیة) ، تُعْزى إلى (نوع التعلیم) وظهرت الفروق لصالح المدارس الحکومیة.
8. توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة 0.05 بین وِجْهَة نَظَر المعلِّمات نحو مدى تضمین موضوعات الأمْن الفِکْری فی الإذاعة المدْرَسیة لطالبات المرحلة المتوسطة فی مجال (مجال التوعیة الثقافیة والحضاریة) تُعْزى إلى التخصص العلمی لصالح المعلِّمات ذوات التخصصات الأدبیة حیث حصلت على متوسط حسابی2،67.

تَوصیات الدِّراسَة:

من خلال نتائج الدراسة المیدانیة التی تم التوصل إلیها بالتوصیات الآتیة:

• حثّ معلِّمات المرحلة المتوسطة بتفعیل برامج الإذاعَة المدْرَسیّة من خلال تقدیم فقرات متنوعة تعمل على تعزیز الأمْن الفِکْری لدى الطالبات.
• تشجیع الإذاعَة المدْرَسیّة من خلال بث برامجها فی القنوات الإعلامیة کالرادیو والتلفزیون والقنوات الإعلامیة التعلیمیة.
• تکلیف معلِّمات متخصصات لمتابعة برامج الإذاعَة المدْرَسیّة والإشراف علیها واختیار موضوعاتها التی تهدف إلى تعزیز الأمْن الفِکْری لدى الطالبات.
• عمل برنامج تدریبی مقترَح لمعلِّمات المرحلة المتوسطة لکیفیة استثمار وتوظیف الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة.
• على إدارة المدرسة تخصیص وقت أطول للإذاعة المدرسیة فی الطابور الصباحی لما لها من أهمیة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة.
• إتاحة فقرة من فقرات الإذاعَة المدْرَسیّة حول التوعیة الدینیة والثقافیة والحضاریة والتربیة الوطنیة بما یحقق تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة.
• إیجاد دلیل خاص ببرامج الإذاعَة المدْرَسیّة یوضح أهدافها وأهم برامجها وفقراتها تستفید منه الطالبات والمعلِّمات بما یحقق تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة المتوسطة.
• الاهتمام بنوعیة أنشطة الإذاعَة المدْرَسیّة والأسالیب التربویة التی تقدَّم من خلالها، والترکیز على أکثر الأسالیب فائدة للطالبات بما یعزز من الأمْن الفِکْری لدیهن.
• ·      مُقترحات الدِّراسَة: فی ضوء نتائج الدراسة اقترحت الباحثة إجراء الدراسة الآتیة:
• تصوّر مقترح لتفعیل دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طلبة مراحل التعلیم العام بالمملکة العربیة السعودیة.
• دور معلِّمات المرحلة المتوسطة فی تفعیل الإذاعَة المدْرَسیّة فی تنمیة القِیَم التربویة لدى طالبات المرحلة المتوسطة فی المملکة العربیة السعودیة.
• تقویم دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز التربیة الوطنیة لدى طلبة المرحلة الثانویة من وِجْهَة نَظَر المشرفین التربویین وقادة المدارس.

المراجع العربیة:

أبا حسین، عبدالرحمن بن سعد. (1432ه). مهارات الاتصال لدى الدعاة ودورها فی تحقیق الأمْن الفِکْری. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیا، قسم العلوم الإداریة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمْنیة، الریاض.

أبو العلا، محمد علی. (1434ه). فن الاتصال بالجماهیر بین النظریة والتطبیق. مصر: دار العلم والإیمان للنشر والتوزیع.

أبو صباح، الطیب نور الهدى. (1435ه). المؤسسات التربویة ودورها فی تحقیق الأمْن الفِکْری. مجلة جامعة البطانة للعلوم الإنسانیة والاجتماعیة، (1،2)، 255-290.

أبو مصطفى، نظمی عودة. (1434ه). دور الإعلام المدرسی فی تدعیم القِیَم لدى طلاب مدارس الثانویة العامة بمحافظات غزة. مجلة جرش للبحوث والدراسات، 15 (عدد خاص)، 69- 90.

أحمد، لینا خلیل. (1431ه). برامج الإذاعَة المدْرَسیّة. عمان: دار البدایة ناشرون وموزعون.

الأسود، أمانی محمود. (1429ه). دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تزوید التلامیذ بالمعلومات دراسة مقارنة بین المدارس الحکومیة والمدارس الخاصة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، معهد الدراسات العلیا للطفولة، قسم الإعلام وثقافة الأطفال، جامعة عین شمس، مصر.

الأشقر، منصور. (1431ه). دور الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة فی تعزیز الأمْن الفِکْری بالمرحلة الثانویة. رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیا، قسم العلوم الاجتماعیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمْنیة، الریاض.

الأغا، ناریمان. (1433ه). دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تدعیم الانتماء الوطنی لدى طلبة المرحلة الثانویة بمحافظة غزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة، قسم أصول التربیة، جامعة الأزهر, غزة.

الأغا، إحسان خلیل.(1415ه). أسالیب التعلم والتعلیم فی الإسلام.ط3.غزة:الجامعة الإسلامیة.

إمام، إبراهیم. (1401ه). الإعلام والاتصال بالجماهیر. القاهرة: مکتبة الانجلو المصریة.

إمبابی، علی. (1426ه). الإعلام التربوی المسموع فی المؤسسة التعلیمیة. مصر: دار العلم والإیمان للنشر والتوزیع.

باجودة، بثینة. (1409ه). دور الإدارة المدرسیة فی تهیئة الاستخدام الأمثل للإذاعة المدرسیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة،  کلیة التربیة، قسم الإدارة التربویة والتخطیط، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

البراشی، بکیل بن محمد. (1432ه). دور الأمْن الفِکْری فی الوقایة من الإرهاب. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیا، قسم العلوم الشرطیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمْنیة، الریاض.

البریدی، سکرة علی. (1424ه). دور الصحافة والإذاعَة المدْرَسیّة فی تدعیم الانتماء للوطن. رسالة ماجستیر غیر منشورة، معهد الدراسات العلیا للطفولة، قسم الإعلام وثقافة الطفل, جامعة عین شمس، مصر.

البقمی، سعود بن سعد. ( 1430ه،جماد الأول). نحو بناء مشروع تعزیز الأمْن الفِکْری بوزارة التربیة والتعلیم . ورقة مقدمة إلى المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری المفاهیم والتحدیات، جامعة الملک سعود، الریاض، فی الفترة من 25-22جماد الأول 1430هـ

البلعاسی، سعود بن مسیر. (1433ه). دور المدرسة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى الطلبة فی محافظة القریات. مجلة البحوث التربویة والنفسیة، (35)، 61-87.

البیشی، سعید بن عمیر.(1432ه-شوال). عرض تجربة المملکة العربیة السعودیة فی المناصحة وإعادة التأهیل. ورقة مقدمة فی الحلقة العلمیة لمکافحة الإرهاب، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، فی الفترة من 15-16شوال 1432ه

جبار، سالم سعید. (1416ه). الإقناع فی التربیة الإسلامیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة. کلیة التربیة، قسم التربیة الإسلامیة والمقارنة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

الجوارنة، المعتصم بالله سلیمان. (1432ه). الأمْن الفِکْری وتطبیقاته التربویة فی البلاد الإسلامیة العربیة دراسة تحلیلیة. دراسات تربویة واجتماعیة، 17 (3)، 207- 230.

الحدری، عبدالله بن خلیل. (1418ه). التربیة الوقائیة فی الإسلام ومدى استفادة المدرسة الثانویة منها. رسالة ماجستیر منشورة، جامعة أم القرى.

الحربی، عبدالله بن مزعل. (1427ه). معوقات الأمْن الفِکْری لدى طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة حفر الباطن. مجلة القراءة والمعرفة، (87)، 142- 164.

الحقیل، عبدالله بن صالح.(1434ه).النظریة الإعلامیة فی ضوء النظریة الإحصائیة: دراسة تطبیقیة على نظریة ترتیب الأولویات. المجلة العربیة للإعلام والاتصال،(9)،11-58.

حمادة، بسیونی إبراهیم. (1416ه). وسائل الإعلام والسیاسة دراسة فی ترتیب الأولویات. مصر: مکتبة نهضة الشرق.

ابن حمید، صالح بن عبدالله. (1429ه). الأمْن الفِکْری فی ضوء مقاصد الشریعة. الریاض: جامعة الملک سعود.

حوامدة، باسم علی. (1434ه). مساهمة الإعلام المدرسی فی تحقیق الأهداف التربویة العامة من وجهة نظر معلمی ومعلمات المدارس الحکومیة فی محافظة جرش، الأردن. مجلة جرش للبحوث والدراسات، 15 (عدد خاص)، 49- 68.

الحوشان، برکة بن زامل. (1430ه- جماد الأول). وظیفة الأسرة والمدرسة فی تحصین ابناءها ضد التطرف والإرهاب وتعزیز الانتماء الوطنی. ورقة مقدمة إلى المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری المفاهیم والتحدیات، جامعة الملک سعود، الریاض، فی الفترة من 25-22جماد الأول 1430ه.

الحوشان، برکة بن زامل. (1436ه). أهمیة المدرسة فی تعزیز الأمْن الفِکْری. مجلة الفکر الشرطی، 24 (94)، 231- 258.

الخطیب، محمد شحات. (1428هـ- صفر). دور المدرسة فی التربیة الإعلامیة، ورقة مقدمة إلى المؤتمر الدولی الأول للتربیة الإعلامیة، وزارة التربیة والتعلیم، الریاض، فی الفترة من 13-17صفر 1428ه

خلیل، عصام عبدالعزیز. (1439هـ). دور الإدارات المدرسیة فی زیادة فاعلیة الإذاعة المدرسیة  فی المدارس الأساسیة  الحکومیة فی محافظة رام الله والبیرة. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات،(43)، 198- 209.

خیر الدین، محمد عبدالله. (1431ه). برامج الإذاعَة المدْرَسیّة. مصر: دار العلم والإیمان للنشر والتوزیع.

الدوسری، راشد بن ظافر. (1434ه). دور مؤسسات التنشئة الاجتماعیة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى المتعلمین فی المرحلة الثانویة فی المملکة العربیة السعودیة. مجلة رابطة التربیة الحدیثة، 5(17)، 193- 238.

رضوان، شفیق. (1429ه). علم النفس الاجتماعی. ط2. بیروت: مجد المؤسسة الجامعیة للدراسات والنشر والتوزیع.

زهران، حامد عبدالسلام. (1425ه). علم النفس النمو الطفولة والمراهقة. ط6.القاهرة: عالم الکتب.

السدیس، عبد الرحمن بن عبد العزیز. (1438ه). الأمْن الفِکْری وأثر الشریعة الإسلامیة فی تعزیزه. الریاض: مدار الوطن للنشر.

السعیدین، تیسیر بن حسن.(1426ه). دور المؤسسات التربویة فی الوقایة من الفکر المتطرف، مجلة البحوث الامنیة

سلیم، صلاح فؤاد. (1426ه). الصحافة والإذاعَة المدْرَسیّة. عمان: مکتبة المجتمع العربی.

سلیمان. أحمد بن سلیمان. (1418ه). الإذاعَة المدْرَسیّة للمرحلة الابتدائیة. الریاض: مکتبة الملک فهد الوطنیة.

السنبل، عبدالعزیز عبدالله والخطیب، محمد بن شحات ومتولی، مصطفى محمد وعبدالجواد، نور الدین محمد (1427ه). نظام التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة.ط5 الریاض: دار الخریجی.

شبیر، مجمد عوض توفیق. (1435ه-ذی الحجة). دور الإذاعة المدرسیة فی تعزیز قضیة المعتقلین الفلسطینیین لدى طلبة المدارس الثانویة بمحافظات غزة وسبل تطویره. ورقة مقدمة إلى ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ الرابع ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، کلیة الآداب بالجامعة الإسلامیة، غزة- فلسطین،3-4 ذی الحجة 1437ه.

الشمری، حماد بن لایق سعود. (1436ه). تصور إستراتیجی لتعزیز الأمْن الفِکْری لدى طلاب المرحلة الثانویة مدینة الریاض أنموذجا. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة العلوم الإستراتیجیة، قسم الدراسات الإستراتیجیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمْنیة، الریاض.

الشمیمری، فهد بن عبدالرحمن. (1431ه). التربیة الإعلامیة کیف نتعامل مع الإعلام.الریاض:مکتبة الملک فهد الوطنیة

الصعیدی، فواز بن مبیریک. (1430ه).الأسالیب التربویة النبویة المتبعة فی التوجیه وتعدیل السلوک وکیفیة تفعیلها مع طلاب المرحلة الثانویة بنین. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، قسم التربیة الإسلامیة والمقارنة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

الصقعبی، مروان بن صالح.(1430ه). (1430هـ- جماد الأول).أبعاد تربویة وتعلیمیة فی تعزیز الأمن الفکری. ورقة مقدمة إلى المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری المفاهیم والتحدیات، جامعة الملک سعود، الریاض، فی الفترة من 25-22جماد الأول 1430ه.

ضیف، لیندة. (1433ه). الاتجاهات البحثیة الجدیدة فی نظریة الأجندة من یرتب أولویات وسائل الإعلام؟ .مجلة الحکمة، (10)، 192-209.

بن عاشور، صلیحة. (1438ه-صفر). العولمة الثقافیة وأثرها على الهویة الإسلامیة. ورقة مقدمة إلى الملتقى الوطنی الأول: قراءة للتراث والهویة فی زمن العولمة، جامعة الجیلالی بو نعامة خمیس ملیانة، الجزائر، 27صفر، 1438ه.

عبدالمجید، همت حسن.(1431ه). دراسات فی نظریات الإعلام. ط9.القاهرة: مصر العربیة.

العتیبی، غازی الحمیدی عیسى. (1428هـ). الأزهار الندیة فی الإذاعَة المدْرَسیّة. ط1. الریاض: مطبعة دار طیبة.

العتیبی، غازی بن الحمیدی. (1435هـ). أهمیة الإذاعة المدرسیة فی تنمیة مهارات الاتصال اللغوی لدى طلاب المرحلة المتوسطة بمدینة الریاض. مجلة جامعة الفیوم للعلوم التربویة والنفسیة، 2 (3)، 125- 168.

العسکر، حیاة عبدالعزیز. (1437ه). دور عضوات هیئة التدریس فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طالبات کلیة التربیة بجامعة المجمعة من وِجْهَة نَظَر الطالبات. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، قسم السیاسات التربویة، جامعة الملک سعود، الریاض.

عطیة، محسن علی. (1429ه). الاستراتیجیات الحدیثة فی التدریس الفعال. عمان: دار الصفاء.

عفیفی،محمد. (1429ه). الموسوعة التطبیقیة فی الإعلام التربوی الإذاعة الصحافة المدرسیة. القاهرة: هلا للنشر والتوزیع.

عمر، نصار رمضان. (1429ه). موسوعة الإذاعَة المدْرَسیّة. الاسکندریة: مؤسسة حورس الدولیة.

العوفی، هیثم بن فرج فریج. (1431ه). إسهام  رواد التوعیة الإسلامیة فی تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طلاب المرحلة المتوسطة والثانویة بمحافظة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، قسم التربیة الإسلامیة والمقارنة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

عویضة، نائلة حسن. (1436ه). الإعلام التربوی والإذاعة المدرسیة. عمان: الأکادیمیون للنشر والتوزیع.

العیسی، علی بن مسعود. (1430ه). تنمیة القیم الأخلاقیة لدى طلاب المرحلة المتوسطة من وجهة نظر معلمی التربیة الإسلامیة بمحافظة القنفذه. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، قسم التربیة الإسلامیة والمقارنة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

الغامدی، عبد الرحمن بن علی. (1431ه). قِیَم المواطنة لدى طلاب المرحلة الثانویة وعلاقتها بالأمْن الفِکْری. رسالة ماجستیر منشورة. کلیة الدراسات العلیا، قسم العلوم الاجتماعیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمْنیة، الریاض.

الفوزان، بدریة بنت محمد. (1433ه). القواعد العقدیة فی تعزیز المناعة الفکریة. مجلة البحوث الأمنیة(السعودیة)، 21(53)، 85-135.

القبلی، عنایة حسن.(1436ه). التعزیز فی الفکر التربوی الحدیث. القاهرة: شرکة أمان للنشر والتوزیع.

قمرة، لطیفة سراج. (1430ه). المنهج المستتر و الأمْن الفِکْری رؤیة من واقع مناهج العلوم الشرعیة فی المملکة

کرشمی، موسى حسین. (1431ه). مدى إسهام النشاط الطلابی فی تحقیق الأمْن الفِکْری لطلاب المرحلة الثانویة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، قسم التربیة الإسلامیة والمقارنة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

اللویحق، عبدالرحمن بن معلا. (1438ه). تعزیز ثقافة الأمْن الفِکْری من خلال البرامج الإعلامیة الموجهة. المجلة العربیة للدراسات الشرعیة والقانونیة، (3)، 5-59.

موسى، عصام سلیمان.(1408ه).الثقافة الإعلامیة. مجلة العلوم الاجتماعیة.16(48)243-268.

المبارکفوری، صفی الرحمن.(1411ه).الرحیق المختوم.الریاض: رابطة العالم الإسلامی

المالکی، عبدالحفیظ بن عبدالله. (1429ه). نحو بناء استراتیجیة وطنیة لتحقیق الأمْن الفِکْری فی مواجهة الإرهاب. رسالة دکتوراه غیر منشورة. کلیة الدراسات العلیا، قسم العلوم الشرطیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمْنیة، الریاض.

مجرشی، خالد بن محمد بن حسن. (1434ه). أُسْلوب التعریض فی ضوء التربیة الإسلامیة وتطبیقاته فی الواقع المعاصر. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، قسم التربیة الإسلامیة والمقارنة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

محمد، هناء رزق. (1429ه). واقع الإذاعَة المدْرَسیّة فی مراحل التعلیم العام بالمملکة العربیة السعودیة. دراسات فی المناهج وطرق التدریس، (131)، 203-241.

مسعد، عاطف ودیع. (1418ه). دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تنمیة الوعی البیئی لدى تلامیذ التعلیم الإعدادی. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، قسم التربیة والثقافة البیئیة، جامعة عین شمس، مصر.

المصری، دینا جمال. (1431ه). أثر استخدام لعب الأدوار فی اکتساب القِیَم الاجتماعیة المتضمنة فی محتوى کتاب لغتنا الجمیلة لطلبة الصف الرابع الأساسی فی محافظة غزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، قسم المناهج وأسالیب التدریس، الجامعة الإسلامیة، غزة.

المطیری، لافی سعید .(1430ه). دور برامج الإذاعَة المدْرَسیّة فی تعزیز قیم الانتماء الوطنی. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیا، قسم العلوم الاجتماعیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمْنیة، الریاض.

المعایطة، عبدالعزیز عطا الله. (1428ه). الإدارة المدرسیة فی ضوء الفکر الإداری المعاصر. عمان: دار الحامد.

المغامسی، سعید بن فالح. (1425ه). التربیة بالحوار مع الشباب وأثرها فی تحصینهم من الانحرافات الفکریة والسلوکیة. الریاض: مدار الوطن للنشر.

ملوح، دعاء حاتم. (1437هـ). دور الإذاعَة المدْرَسیّة فی تنمیة المواطنة الصالحة لدى طلبة المرحلة الأساسیة العلیا فی لواء بنی عبید. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، قسم الإعلام وثقافة الأطفال، جامعة الیرموک، الأردن.

منصور، عصام بن محمد. (1433هـ). دور المدرسة فی تعزیز الأمْن الفِکْری دراسة میدانیة على طلبة المرحلة الأساسیة العلیا فی مدیریة عمان الأولى من وِجْهَة نَظَر المدراء والمعلمین والطلاب. مجلة عالم التربیة، 11(31)، 16- 52.

ابن منظور، جمال الدین محمد (ت711ه). (1419ه). لسان العرب.  ج12. بیروت: دار أحیاء التراث العربی.

النعیمی، محمد طلال حسن. (1438ه). الأسالیب التربویة فی ترسیخ العقیدة الإسلامیة دراسة تربویة تطبیقة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، المعهد العالی للدراسات الإسلامیة، قسم الدراسات الإسلامیة وأسالیب تدریسها، جامعة ال البیت، الأردن.

الهماش، متعب شدید. (1430ه- جماد الأول). استراتیجیة تعزیز الأمْن الفِکْری، ورقة مقدمة إلى المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری المفاهیم والتحدیات، جامعة الملک سعود، الریاض، 25-22جماد الأول، 1430هـ.

الهویش، یوسف بن محمد. (1433ه). تعزیز الأمْن الفِکْری لدى طلاب المرحلة الثانویة فی ضوء النماذج والتجارب العالمیة المعاصرة للحوار.ط3.الریاض: مرکز الملک عبدالعزیز للحوار الوطنی.

وزارة التعلیم. (1437ه). دلیل النشاط الطلابی للمرحلة المتوسطة/الإدارة العامة للنشاط الطلابی.الریاض:مکتبة الملک فهد الوطنیة.

یعقوب، أمیل بدیع. (1415ه). موسوعة أمثال العرب. (ج1). بیروت: دار الجیل.

یعقوب، عزمی عبدالله. (1435ه). الإذاعة المدرسیة. عمان: دار الرایة للنشر والتوزیع.