نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
أستاذ مساعد الارشاد النفسى والتربوي ، قسم التربية وعلم النفس کلية العلوم والآداب – جامعة الجوف
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
"فعالیة برنامج ارشادی معرفی سلوکی لزیادة مهارات التعایش بواقعیة لدى امهات الاطفال المعاقین عقلیا فی منطقة الجوف- السعودیة"
إعـــداد
د/ مریم نزال سلیمان العنزی
أستاذ مساعد الارشاد النفسى والتربوی ، قسم التربیة وعلم النفس
کلیة العلوم والآداب – جامعة الجوف
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد الثالث – مارس 2019م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص الدراسة
تناولت الدراسة الحالیة فحص فعالیة برنامج ارشادی معرفی سلوکی لزیادة مهارات التعایش بواقعیة لدى امهات الاطفال المعاقین عقلیا فی منطقة الجوف فی المملکة العربیة السعودیة، نحو تم اختیار عینة تکونت من (22) أمهات لدیهن أبناء ذوی اعاقة عقلیة بسیطة ومتوسطة، وتم إعداد مقیاس لمهارات التعایش بواقعیة مکون من (45) فقرة، وتم البرنامج الارشادی لمدة شهرین وتطبیقه على اعضاء المجموعة التجریبیة (11) أما فیما لم تخضع امهات المجموعة الضابطة (11) لأی تدخل، وقد تبین من خلال النتائج وجود فروق ذات دلالة احصائیة لدى بین المجموعة التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدی لصالح أعضاء المجموعة التجریبیة، وعدم وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی فی الأبعاد والدرجة الکلیة. وقد أوصت الدراسة بضرورة استخدام البرنامج الارشادی لتوعیة الامهات فی تحسین مهارات التعایش بواقعیة مع ابنائهن.
الکلمات المفتاحیة: برنامج ارشادی معرفی سلوکی - مهارات التعایش بواقعیة - امهات الاطفال المعاقین عقلیا
Abstract
The present study examined the effectiveness of a cognitive behavioral counseling program to increase the real-life skills of mothers of mentally disabled children in Al-Jouf region in Saudi Arabia. A sample of 22 mothers with children of simple and moderate mental disabilities was selected. (11) of the experimental group, while the mothers of the control group (11) were not subjected to any intervention. The results showed that there were significant statistical differences between the experimental group and the control group in the measurement Post-Member Benefit And the absence of statistically significant differences between the mean scores of the experimental group in the post-dimensional and sequential measurements in the dimensions and the total score. The study recommended that the extension program should be used to educate mothers to improve the skills of living realistically with their children.
Key words: An counseling cognitive-behavioral program - real-lifeskills - The mothers of children with mental disabilities.
المقدمة:
تعد الإعاقة إحدى فئات التربیة الخاصة التی جذبت اهتمام البـاحثین والمرشدین النفسیین، ولا یزال محط الجدل من حیث تشخیصه وأسبابها وأسالیبها علاجها، وهو اضطراب غیر قابل للتنبؤ به، مما یؤثر بشکل کبیر على الأسرة ویعکس العدید من الضغوط النفسیة على الآباء ویؤدی إلى صعوبة تلبیة الحاجات المرتبطة بتربیة الطفـل المعاق
ولقد تزاید الاهتمام بدراسة أسر المعاقین والمشکلات التی یتعرضون لها، وتناولـت الدراسات موضوع التوتر ومدى تأثیره على أسر المعاقین، وربما کانت الآثـار المزعجة قریبة المدى للتوتر والآثار المرضیة بعیدة المدى وراء تزاید الاهتمام هذا، حیث أشار الخطیب (2001) إلى أن العیش الیومی مع طفـل معاق یشکل عبئاً جسمیاً ونفسیـاً لا یعرفه آباء الأطفال العادیین، فأمهات الأطفال المعاقین غالباً ما یقضون أوقاتاً طویلـة فی تلبیة الحاجات الشخصیة لأطفالهم مثل مساعدتهم فی تناول الطعام، وارتداء الملابس، واستخدام الحمام، لذلک فإن قدراً من الطاقـة الجسمیة یحول لخدمة الطفل المعاق.
ویرکز عموما نموذج التکیف الأسری على النمو والتطور عبر المراحل المختلفة، وعلى القوة والعزم والتکیف بدلاً من الترکیـز على الصدمة أو ألم الخسارة والفقدان، وهذا النموذج یتألف من ست مراحل هی: الإدراک الأولی، وإدراک الخسـارة، واستراتیجیات مواجهـة الخسارة، والاکتمال، والحل وإعادة الصیاغة، والتکیف (Hill. , Newmwn & , Le Grange, 2003).
وتأتی الدراسة الحالیة لمساعدة الأمهات فی التکیف مع مشکلات ابنائهن المعاقین خاصة أنهن الاکثر ارتباطا معه، والاکثر اطلاعا على مشکلاته، ویعانین من العدید من الضغوطات نتیجة التعامل معه، ویصعب علیهن التعایش معه، مما یؤثر فی حیاتهن الشخصیة والزواجیة والاسریة والاجتماعیة.
الاطار النظری:
یعد رعایة الاطفال المعاقین مهمة مجتمعیة ولیس فقط اسریة، ولکن من دون الاسرة فلا یمکن للمجتمع دعم هؤلاء الاطفال، خاصة ان الامهات یقضون وقتا کبیرا یومیا مع اطفالهن المعاقین عقلیا، ومن هنا فان البرامج المختلفة الموجهة للأمهات تسهم بشکل ایجابی فی تحسین هؤلاء الاطفال.
وقد عرفت الجمعیة الأمریکیة للإعاقات العقلیة والتطوریة (2008)، "الإعاقة الذهنیة بأنها إعاقة تتمیز بانخفاض ملحوظ فی کل من الأداء العقلی والسلوک التکیفی اللذین تمثلهما المهارات المفاهیمیة والاجتماعیة والتکیفیة العملیة. وهذه الإعاقة تظهر قبل بلوغ الفرد الثامنة من عمره" (AAIDD, 2008). کما قدمت الجمعیة الأمریکیة للإعاقة العقلیة, التعریف التالی للإعاقة العقلیة, کتعریف نفسی حیث أشارت أن الشخص یدخل ضمن فئة الإعاقة الذهنیة عندما تتوافر المعاییر الثالثة التالیة حسب علی (2012) حینما یقل مستوى الأداء العقلی (معدل الذکاء) عن "70-75"،
حیث یمثل الوالدان حجر الأساس فی حیاة الأبناء، لدورهما فی ضمان النمو السوی للأبناء وتنشئتهم لیصبحوا أعضاء فاعلین فی الاعتماد على أنفسهم، والمساهمة بدورهم فی بناء مجتمعهم، واستمراریة رفعته، وتقدمه. ومعاناة الأبناء من الإعاقات، قد یحدث خللاً لوظائف بقیة الأعضاء فی الوحدة الأسریة، بسبب ما قد یتزامن مع هذه الإعاقات من مسؤولیات وأعباء وضغوط نفسیة، وانفعالیة، واجتماعیة، واقتصادیة، للوالدین والأشقاء (النبراوی، 2015). وافتقاد الطفل ذوی الاعاقة لأداء دوره یشکل بالضرورة عبئاً على الآخرین، فضلاً عن ردود الأفعال السلبیة لعجزهعن أداء دوره، بسبب ما یعانیه، وبالتالی فإن تعرض الآباء للأزمات والضغوط والأزمات یجعل الآباء یرکزون على مشاکلهم وتستنفد طاقاتهم وینصرفون عن أطفالهم ومشکلات النمو الخاصة بهم وتضعف قدرتهم على الصبر والتحمل فالأبوة تتطلب وقت وجهد حتى تؤدی وظیفتها بفعالیة وکفاءة وتنشئة طفل سلیم النمو جسمیا ونفسیا واجتماعیا (القریطی، 2005).
وبهذه المجال فقد أکدت (اللقانی، 2012) على وجود عبء اجتماعی ونفسی واقع على أمهات الأطفال المعاقین ذهنیا تتمثل فی النشاط الزائد، والتقلب المزاجی، عدم التواصل الاجتماعی مع الأسرة، ونقص القدرات المعرفیة. وقد أشارت العدید من الأبحاث إلی أهمیة تقدیم، الدعم بوجه عام لأسر ذوی الإعاقات، کما دلت على وجود تباین بین الآباء والأمهات فی احتیاجهم لأنظمة الدعم Support system حیث تُظهر الأمهات –فی الغالب- احتیاجاً أکبر لأنظمة الدعم الرسمیة (سید ومصطفى، 2007). کذلک فالأسرة تؤدی دورًا بالغ الأهمیة تجاه الطفل حیث تقوم بتحویله من کائن بیولوجی إلى کائن اجتماعی, کما أن لها دورًا مؤثرًا فی عملیة التنشئة الاجتماعیة وتوفر الرعایة الاجتماعیة والنفسیة للطفل والإشباع المنتظم لحاجاته ودوافعه البیولوجیة والسیکولوجیة مما یؤدی إلى تحقیق النمو السوی والتوافق الاجتماعی (محمد، 2012). وتعانی أمهات الأبناء المعاقین عقلیاً بنفس معاناة الأم العادیة بسبب ضغوط الحیاة عامة، وعلاوة علی ذلک معاناتها من تربیة طفل ذی إعاقة عقلیة، بالإضافة إلی المتطلبات التی تفرضها هذه الظروف علیها مثل توفیر رعایة خاصة، والصراع مع المتخصصین، وما ینتج عن ذلک من مشاعر الأسى والحزن (سید ومصطفى، 2007).
إن الاسر التی لدیها أطفال معاقون عقلیا لدیهم احتیاجات واهتمامات معینة، وقد تکون الأسر فی حاجة الى وقت لتبتعد فیه عن مسؤولیاتها، وکذلک معلومات مفصلة عن نوع الاعاقة التی یعانی منها الطفل، وقد یکون الوالدین بحجة الى استشارة للتعامل مع الاحباط الذی غالبا ما یکون مصاحبا لمیلاد الطفل المعاق، أو قد یکون الوالدان بحاجة الى مساعدة مالیة بسبب المصروفات الکبیرة التی تتطلبها تربیة طفل له احتیاجات خاصة (Prian, 2002).
لذلک فإن إرشاد الوالدین وخاصة الأم ومساندتها لمواجهة الإعاقة الذهنیة والعمل على الحد من تأثیراتها من خلال تحسین الصلابة النفسیة یمکن أن یلعب دوراً مهماً بما یعکس علیها وعلى ذویها المعاق فی ارتفاع تقدیر الذات الذی یرتبط بکیفیة رؤیته لنظرة الآخرین له وبالقیمة التی یعطیها لنفسه وسلوکه سلباً أو إیجاباً وبالصورة التی یکونها عن نفسه (Boyd, 2003).
وتشعر الأم فی کثیر من الأحیان أنها غیر قادرة على القیام بالواجبات والأعمال التی تکلف بها من قبل المجتمع المحیط بها، وفی هذه الحالة ینتاب الأم حالة من الإحباط وعدم القدرة على متابعة أعمالها مما یؤدی إلى ظهور الضغوط النفسیة لدیها، ومن ثم إصابتها بالأزمات النفسیة والأمراض المتعددة (عوض، 2000).
ویحمل العدید من الآباء وخاصة الأمهات کثیر من الأفکار والتوقعات الکبیرة حول الطفل الخیالی المنتظر من صحة جسدیة وعقلیة ونفسیة، وهذه التوقعات سرعان ما تتلاشى مع قدوم الطفل وهو مصاب بإعاقة أو اضطراب قد یعیق نموه فی جوانب مختلفة (دعو وشنوفی، 2013).
إن مهارات التعایش Coping Skills هی أحد نماذج السلوک المعرفی، طوره مایکل ماهونی 1977م ویرکز هذا النموذج على مساعدة الفرد على اکتساب مهارات التعایش مع ظروف الحیاة الیومیة، وتطویر المهارات التی من شأنها تسهیل عملیة التکیف مع المواقف الصعبة التی تتم مواجهتها. ویسمی ماهونی هذا الأسلوب بالعلم الشخصی للإشارة إلى الخطوات التی یشتمل علیها نموذجه العلاجی. إن عناصر مهارات التعایش أو العلم الشخصی لمایکل ماهونی: حدد المشکلة، واجمع البیانات، وحدود الأنماط والمصادر، واختبر الخیارات، وحدد وجرب، وقارن البیانات، وحسن، عدل، استبدل. وغالباً ما یشمل العلاج والتدریب استخدام تکتیکات مختلفة مثل لعب الأدوار، النمذجة، والممارسة المعرفیة (ابو اسعد، 2015)
وقد عرف هان (Haan) مهارات التعایش بأنها جهد نشط للتغلب على المشکلات الداخلیة والخارجیة وحلها، ویتصف بخصائص مثل المرونة، والادراک الجید والمقاومة الانفعالیة والبحث عن المعلومات والثقة بالنفس، وتساعد مهارات التعایش فی حمایة الفرد وتحقیق التوازن لدیه (الصمادی، 1988). حیث إن مهارات التعایش هی سلوک مکتسب مقبول اجتماعیاً، یمکن الفرد من التعامل مع الأخرین تفاعلاً إیجابیاً وتوفر له فرص الاتصال بما یمکنه من التفاعل الذکی مع معطیات المجتمع الذی یعیش فیه ویتعایش معه. وفی ظل تطور الحیاة وتغیراتها المستمرة وتأثیرها على الحیاة الاجتماعیة والتواصل بین الناس، أصبحت هناک ضرورة للبحث عن مهارات تساعد أفراد المجتمع الواحد على العیش معاً فی ضوء الاختلاف الذی بینهم والتغیرات التی یمر بها المجتمع وهذه المهارات هی:
1-مهارة مخاطبة قلب وعقل الآخر والتی تتضمن المهارات الفرعیة التالیة: الاحترام والتقدیر للآخر، والتسامح والبحث عن العذر للآخر (خلیل،2008). وفهم وجهة نظر الشخص الآخر، والبحث عن العوامل والأهداف المشترکة مع الآخر(القرزعی، 2013). والمجاملة والابتسامة والبشاشة بصدق، ومخاطبة الدوافع النبیلة.
2-مهارة التحدث والاقناع: والتی تتضمن المهارات الفرعیة التالیة: التحدث أقل والاستماع أکثر والاصغاء باهتمام، وتجنب الاعتقاد بامتلاک الحقیقة المطلقة، وتقییم النفس قبل تقییم الآخرین، والاعتراف بالخطأ وعدم التبریر (القرزعی،2013).
ومما سبق یتبین مدى حاجة الاسر للدعم الاجتماعی، وذلک لمساعدتهم فی تربیة طفل معاق عقلیا، وذلک لتحسین قدرتهم على التعامل مع الطفل وتقلیل مستویات الضغوط والقلق، وفی سبیل التکیف مع الضغوط المتولدة من ولادة طفل لدیه اعاقة عقلیة، حیث اشارت الدراسات العدید والتی تم الاشارة الیها أن الوالدین والذین لدیهم طفل لدیه اعاقة عقلیة بحاجة لمزید من الدعم الاجتماعی أکثر من الوالدین الذین أطفالهم أسویاء.
مشکلة الدراسة وأسئلتها:
تعد ولادة طفل معاق عقلیا فی الأسرة حدثا سلبیا وصدمة قویة للأسرة بشکل عام وللأم بشکل خاص، وکثیراً ما یتولد لدى الام الشعور بالذنب والاکتئاب، وتدنی تقدیر الذات وعدم السیطرة على ما یدور حولها من أحداث، کما ویترتب على الإعاقة ظهور العدید من المشکلات الأسریة والزواجیة التی تتمثل بوجود خلل فی التنظیم النفسی، والاجتماعی، والاقتصادی للأسرة. ومما لا شک فیه أنّ للأم دورا حیویا وضروریا فی تعلیم طفلها وتدریبه، ذلک أنّ تدریب الطفل فی المرکز لساعات، لا یتعدى منتصف النهار، فی حین یقضی الطفل باقی الیوم فی المنزل، وفی نهایة الأسبوع فی المناسبات، فإذا لم تکن الأم مدربة جیداً على أسالیب التعامل مع طفلها؛ فسوف تقلل من قیمة کلّ ما تمّ التدریب علیه داخل المرکز. وتخلق الاعاقة فی حیاة الأسر الکثیر من الصعوبات کالعنایة الیومیة للطفل ومتطلباته، وقد تؤدی هذه الضغوط الى انخفاض مستوى الصحة النفسیة لدیها ونتیجة ذلک تعمل الباحثة على التحقق من فعالیة برنامج ارشادی لزیادة مهارات التعایش بواقعیة.
اسئلة الدراسة:
أهداف الدراسة
أهمیة الدراسة:
تکمنُ أهمیّة البحث الحالی فیما یلی:
أولا: الأهمیّة النّظَریة:
تنبع أهمیة الدراسة النظریة من أهمیة متغیرات الدراسة النظریة وهی مهارات التعایش بواقعیة ، حیث تعمل الدراسة الحالیة على إثراء الأدب النظری المرتبط بهذا المتغیر، وتأطیره لیتناسب مع ذوی الاحتیاجات الخاصة.
ثانیاً: الأهمیّة من الناحیة التطبیقیّة:
توفر هذه الدراسة مقیاسا إرشادیا هو مقیاس مهارات التعایش بواقعیة ، ویؤمل أن یستفاد من هذا المقیاس فی تشخیص واقع الأمهات والمساعدة فی رعایتهن، ویمکن أن یستفاد من البرنامج الإرشادی المعرفی السلوکی فی التعامل مع الأمهات، وتخفیض العدید من مشکلاتهن، بما سینعکس على أبنائهن وعلى مجال التربیة الخاصة عموما، ویمکن أن یستفاد من هذه الدراسة من قبل المرشدین وخاصة العاملین مع فئات ذوی الاحتیاجات الخاصة للعمل على تقدیم برامج مناسبة للأمهات، وتلفت البرامج الإرشادیة النظر لأهمیة التوجه العلمی فی مساعدة الأمهات استنادا لنظریتین هما المعرفیة والسلوکیة.
حدود الدِّراسة:
تتحدّدُ الدِّراسة الحالیة بالمحددات التالیة:
التعریفات المفاهیمیة والاجرائیة
الاعاقة العقلیة:
هی نقص فی الأداء الوظیفی العقلی، والذی ینحرف ودون الوسط بمقدار انحرافین معیاریین ویحدث فی المرحلة النمائیة سن (18) ویصاحب ذلک خلال واضح فی السلوک التوافقی (الروسان، 2013، 35). الإعاقة العقلیة اجرائیا: هم الأطفال الذین تکون قدراتهم العقلیة منخفضة عن المتوسط بمقدر انحرافان معیارین على منحى التوزیع الطبیعی للقدرات العقلیة بناءا على احد اختبارات الذکاء المستخدمة, ویصاحبه قصور فی السلوکات التکیفیة وقد تم تشخیصهم من قبل مراکز التربیة الخاصة بأن لدیهم اعاقة عقلیة بسیطة أو متوسطة. وقد تراوح أعمار الابناء المطبق على امهاتهم الدراسة الحالیة بین (6-10) سنوات.
أمهات الاطفال المعاقین :
وهن الامهات اللواتی لدیهن أطفال معاقین عقلیا، والذین تم الکشف عن وجود اعاقة عقلیة لدى ابنائهن بناءً على تصنیف مراکز التربیة الخاصة (البلوی، 2013).
البرنامج الإرشادی: Counseling program
یعرفه کونوبکا (Konopaka, 1979) المشار إلیه فی (Al-Safasfefh,2003) بأنّه: أیّ نشاط تقوم به الجماعة أثناء اجتماعاتها وبحضور المرشد؛ بحیث تنفذ أنشطة وَفق رغباتها، وحاجاتها، وحیث یقوم المرشد معها بتشخیص حاجات الأفراد ورغباتهم، ثم دراسة ذلک بالنسبة للجماعة، وهدفها والقیم المختلفة وأخلاقیات العلاقة الإنسانیة.
ویُعرَّف إجرائیاً لغایات هذه الدراسة بأنّه: (15) جلسة من الجلسات الإرشادیة، والتی تتضمن عدداً من الأنشطة والإجراءات المتنوعة، مستنداً إلى نظریة العلاج المعرفی السلوکی والتی سوف تطبّق على المجموعة التجریبیة، من خلال الأمّهات اللواتی لدیهن أطفال معاقین عقلیا، والمبرمج زمنیاً لتحسین التکیّف لدیهن، من خلال تحسین مهارات التعایش بواقعیة، ومدة کل جلسة (60) دقیقة.
مهارات التعایش بواقعیة:
المهارات التی یستخدمها الفرد للتواصل والتفاعل الإیجابی مع الآخرین المختلفین عنه، بهدف خلق بیئة اجتماعیة ناجحة (ذوقان خلیل، 2008).
دراسات سابقة:
تناولت دراسة غرابة وطه (2000) التحقق من أثر برنامج ترویحی (ریاضی – ثقافی صحی) على السلوک الصحی والتعایش مع الاعاقة للمعاقین حرکیا فی المملکة العربیة السعودیة، وقد تکونت عینة الدراسة من مجموعة تجریبیة أولى طبق علیها البرنامج الترویحی الریاضی وعددهم (15) معاق، توصلت النتائج الى دور البرنامج فی المجموعات الثلاث التجریبیة مقارنة مع المجموعة الضابطة، وکان افضل فی تطبیق المجموعة الثالثة على بقیة المجموعات.
وتناولت ابراهیم (2005) دراسة بعنوان: "فاعلیة برنامج جمعی سلوکی لأمهات الأطفال المعاقین عقلیاً فی خفض بعض مشکلات الأطفال السلوکیة فی قطر"، وبلغ عدد الأطفال (20) طفلا، وکشفت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس بیرکس (لتقدیر المشکلات السلوکیة) على الاختبار العبدی واختبار المتابعة لصالح المجموعة التجریبیة. وهدفت دراسة ساندرا Sandra, 2007)) إلى تنمیة مهارات تعامل الوالدین مع أطفالهم التوحدیّین، من خلال إکسابهم مهارات التقییم الوظیفی functional assessment skills للسلوکیات المضطربة التی یظهرها أطفالهم، وتعلیم أطفالهم سلوکیات بدیلة مقبولة اجتماعیاً، وتکونت عینة الدراسة من (ثلاث أمهات وأب). أشارت نتائج الدراسة إلى قدرة الوالدین على تحدید العوامل التی تساهم فی ظهور بعض السلوکیات المضطربة لأطفالهم، کما أشارت النتائج إلى تحسن ملحوظ فی السلوکیات الاجتماعیة التی یظهرها هؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى انخفاض مستوى الضغوط الوالدیة.
وهدفت دراسة مالمبیرج Malmberg, 2007)) إلى التعرف إلى فاعلیة برنامج قائم على التعلم التعاونی لأمهات الأطفال التوحدیّین، یهدف إلى تدریبهن على أسالیب خفض السلوک النمطی لأطفالهن التوحدیّین. تکونت عینة الدراسة من ست أمهات تراوحت أعمار أطفالهن ما بین (4-10 سنوات). وأسفرت نتائج الدراسة عن: انخفاض معدل تکرار السلوک النمطی لأطفال العینة، وأظهر الأطفال انخفاضاً فی حدة السلوک اللاتکیفی، واکتساب الأمهات لفنیات تعدیل السلوک، وإمکانیة تطبیقها على أطفالهن، وانخفاض مستوى الضغوط لدى الأمهات. وهدفت دراسة وانج Wang, 2008)) إلى تقییم مهارات تفاعل الوالدین مع أطفالهم التوحدیّین، وأثر اشتراکهم فی برنامج لتنمیة مهارات الوالدین فی تحسین التفاعل بینهم وبین أطفالهم التوحدیّین. تکونت عینة الدراسة من (27) من آباء الأطفال التوحدیّین، تم تقسیمهم إلى مجموعتین: (تجریبیة وعددهم 15، وضابطة عددهم 12). أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة بین المجموعتین لصالح أفراد المجموعة التجریبیة؛ حیث أصبح الوالدان أکثر تقبلاً لأطفالهم، وأکثر تفاعلاً معهم أثناء اللعب الحرّ، وأظهروا استمتاعاً بالتفاعل مع أطفالهم.
کما تناولت المساعدة (2010) دراسة بعنوان: "أثر برنامج تدریبی قائم على التمکین النفسی فی تحسین الحنو على الذات والرضا الزواجی لدى امهات الأطفال المعاقین". تم اختیار (20) اما. توصلت الدراسة إلى أن هناک فروقاً ذات دلالة إحصائیة فی القیاس البعدی على مقیاس الحنو على الذات بین المجموعتین التجریبیة والضابطة لصالح المجموعة التجریبیة مما یشیر إلى وجود أثر للبرنامج الإرشادی فی تحسین مستوى الحنو على الذات لدى الأمهات اللواتی تعرضن للبرنامج التدریبی. وأشارت النتائج إلى أن هناک فروقاً ذات دلالة إحصائیة على قیاس المتابعة على مقیاس الحنو بین المجموعتین التجریبیة والضابطة لصالح المجموعة التجریبیة، مما یشیر إلى أن التغیرات التی حدثت نتیجة للبرنامج استمر خلال فترة المتابعة. وتناولت دراسة محمد (2010) بعنوان: "فاعلیة مشارکة الأمهات فی برنامجین أحدهما تدریبی لأطفالهن المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم لتحسین توافقهم النفسی والآخر إرشادی للأمهات لمواجهة الضغوط النفسیة"، تکونت عینة الدراسة من (68) طفلا وطفلة من المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم، توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائیا, بین متوسطات درجات أفراد المجموعتین من أمهات الأطفال عینة الدراسة المشارکات وغیر المشارکات فی البرنامج الإرشادی فی اتجاه مجموعة الأمهات المشارکات
وتناولت دراسة سعود والبطاینة (Sa'oud & Al-Batayneh, 2011) أثر برنامج تدریبی فی تعدیل اتجاهات والدیّ الأطفال التوحدیّین نحو أطفالهم. وقد تم بناء برنامج تدریبی هدفه تعدیل الاتجاهات لدیهم، وتقدیم فکرة عن التوحد، وکیفیة التعامل معه. وتکونت عینة الدراسة من 40 أباً وأماً لأطفال توحدیین تم توزیعهم عشوائیاً إلى مجموعتین ضابطة وتجریبیة؛ أظهرت النتائج أنّ المستوى العام لتقدیرات اتجاهات الوالدین نحو أطفالهم التوحدیّین هو مستوى تقدیر إیجابی، کما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة على البعد الثانی (التعامل مع الأبناء التوحدیّین)، وعلى الأداة کلها، تُعزى لمتغیر المجموعة، ولصالح المجموعة التجریبیة. وهدفت دراسة صالح وشافی (Saleh& Shafi',2015) إلى إعداد برنامج إرشادی أسری؛ لتنمیة بعض مهارات رعایة الذات لدى الأطفال التوحدیّین. تم استخدام المنهج شبه التجریبی؛ حیث تکونت العینة من والدیّ (10) أطفال توحدیّین، تتراوح أعمارهم بین (4-6) سنوات. أثبتت الدراسة الحالیة صحة الفروض المرتبطة بتحسن أفراد المجموعة التجریبیة فی رعایة الذات بالمقارنة مع المجموعة الضابطة.
وهدفت دراسة العیاصرة (2017) إلى التعرُّف على فعالیّة برنامجین إرشادیین مستندین إلى العلاج الواقعی والوجودی فی تنمیة التخطیط والتمکین النفسی لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً فی المملکة الأردنیة الهاشمیة، تألّفت عیّنة الدِّراسة من (44) أماً من أمهات الأطفال المعاقین، أشارت النَّتائج إلى وجود فروق دالّة بین مُتوسِّطات أداء أفراد المجموعتین التجریبیّة والمجموعتین الضّابطة فی التخطیط والتمکین النفسی فی الاتجاه الأفضل لصالح المجموعتین التجریبیّة على القیاس البَعدی فی البرنامجین الواقعی والوجودی، کما أشارت النتائج أیضا إلى استمرارَ فاعلیة البرنامج فی التخطیط والتمکین النفسی فی القیاسین البَعدی والتتبُّعی بعد مدة شهر لدى أفراد المجموعتین التجریبیة. واخیرا تناولت دراسة القرالة والتخاینة والضلاعین (2018) الکشف عن فعالیة برنامج إرشاد أسری فی تنمیة إدارة وتقدیر الذات، لدى أمهات الأطفال التوحدیّین فی محافظة الکرک، وقد اتّبع الباحث المنهج شبه التجریبی، حیث تکونت عینة الدراسة من (20) أمًا، أظهرت نتائج الدراسة أنّ عضوات المجموعة التجریبیة -وهنّ الأمهات- قد ظهر تحسن لدیهنّ فی مستوى إدارة الذات وتقدیرها، مقابل المجموعة الضابطة التی لم یظهر فیها تحسن لدیهن. کما توصلت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی فی مقیاس إدارة الذات، ومقیاس تقدیرها.
یتبین من خلال استعراض الدراسات السابقة وجود عدد من الدراسات التجریبیة التی تناولت امهات الاطفال المعاقین والتوحدیین، وقد تناولت تلک الدراسات متغیرات مختلفة للعمل على تطویرها ولکن متغیر مهارات التعایش بواقعیة فلا توجد ای دراسة تطرقت له، وتستفید الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة فی منهجیة الدراسة ومناقشة النتائج وعند تطویر اداة الدراسة وعند بناء البرنامج الارشادی.
منهجیة الدراسة:
تم استخدام المنهج الشبه تجریبی للوصول الى النتائج وتقدیم التوصیات المقترحة من قبل الباحثة، وذلک اعتماداً على نتائج المقاییس المطبقة على العینة فی محافظة الجوف.
أفراد الدراسة:
تکون مجتمع الدراسة من امهات الاطفال المعاقین عقلیا فی مراکز ذوی الاعاقة فی محافظة الجوف فی المملکة العربیة السعودیة، وتم اختیار عینة قصدیة من مراکز التربیة الخاصة فی المحافظة بحیث شکل احد المراکز افراد العینة التجریبیة والبالغ عددها (11) أما والمرکز الآخر اعضاء العینة الضابطة والبالغ عددها (11) وقد تعرضت المجموعة التجریبیة للبرنامج الارشادی فیما لم یخضع أفراد المجموعة الضابطة لأی برنامج ارشادی او تدخل. وقد تم اختیار افراد عینة الدراسة الاستطلاعیة بواقع (30) أما من خارج افراد عینة الدراسة وداخل المجتمع.
ادوات الدراسة:
لتحقیق أهداف الدراسة، تم اعداد مقیاس مهارات التعایش بواقعیة، وبناء برنامج ارشادی مستند الى العلاج المعرفی السلوکی.
أولا: مقیاس مهارات التعایش
قامت الباحثة بإعداد مقیاس یتناول مهارات التعایش بواقعیة من خلال العودة الى الادب النظری والدراسات السابقة المرتبطة وقد تکون المقیاس بصورته الاولیة من (45) فقرة، وثلاثة أبعاد وهی: بعد البحث عن البیانات والمعلومات المرتبطة بالابن وخصائصه ونقاط القوة لدیه، وبعد البحث عن المصادر الداعمة للام عند وجود طفل معاق لدیها، والبعد الثالث یرتبط بوجود خطط واقعیة لدى الام فی التعامل مع ابنها فی المستقبل. وقد قامت الباحثة بالتحقق من الصدق والثبات للمقیاس من خلال:
1-صدق المحکمین حیث تم عرض المقیاس على نخبة من المتخصصین فی میدان الارشاد النفسی والتربوی، حیث قام (12) محکما بالاطلاع على المقیاس، وإبداء جملة من التعلیقات والملاحظات علیها واعادة صیاغة (13) فقرة، بناء على ما اتفق علیه أکثر من 80 % من المحکمین.
2-صدق البناء الداخلی: تم التحقق من صدق البناء الداخلی من خلال تطبیقه على أمهات لأطفال معاقین عقلیا من خارج عینة الدراسة وداخل المجتمع بواقع (30) أما، وتم حساب معامل ارتباط بیرسون بین کل مجال من مجالات المقیاس والدرجة الکلیة، وبین کل فقرة من فقرات البعد والدرجة الکلیة للمقیاس. وتبین وجود الاتساق الداخلی، حیث تراوحت الدرجات بین (0.46 و0.72) وجمیعها دالة عند مستوى (0.05) بین البعد والدرجة الکلیة، کما تراوحت للفقرات مع الدرجة الکلیة بین (0.33-0.71) مما یدل على تمتع المقیاس بصدق داخلیا یجعل منه أداة صادقة لما وضعت من أجله بینما عند تطبیق البناء الداخلی بین الفقرة والدرجة الکلیة فقد کانت جمیع العبارات دالة إحصائیا.
3-معامل الفا کرونباخ: حیث تم حساب الثبات الکلی للمقیاس وابعاده المختلفة عن طریق حساب معامل ألف کرونباخ والجدول (1) یبین النتائج.
4-التجزئة النصفیة تم حساب الثبات الکلی لمقیاس مهارات التعایش بواقعیة وأبعاده المختلفة بین الفقرات الزوجیة والفقرات الفردیة عن طریق حساب معامل الثبات لکل بعد من الأبعاد باستخدام التجزئة النصفیة ثم ایجاد معامل الثبات المعدل والجدول (1) یبین النتائج.
5-الثبات بطریقة الاعادة: کما تم حساب الثبات بطریقة الإعادة من خلال تطبیقه على العینة الاستطلاعیة (30) أما من خارج عینة الدراسة وداخل المجتمع، وإعادة تطبیقه بعد أسبوعین والجدول (1) یبین النتائج
جدول (1): معاملات ثبات مقیاس مهارات التعایش بواقعیة عن طریق ألفا کرونباخ والتجزئة النصفیة والثبات بطریقة الاعادة
المجال |
عدد الفقرات |
التجزئة النصفیة |
معاملات ألفا کرونباخ |
الثبات بطریقة الاعادة |
جمع المعلومات المرتبطة بالابن |
15 |
0.50** |
0.46 |
0.82** |
المصادر الداعمة للأم |
15 |
0.71** |
0.56 |
0.77** |
التخطیط الواقعی للأبن |
15 |
0.77** |
0.81 |
0.81** |
المجموع |
45 |
0.79** |
0.69 |
0.92** |
** معامل الارتباط دال إحصائیاً عند مستوى الدلالة (0.05)
التصحیح والتفسیر:
تتطلب الإجابة على فقرات المقیاس الاختیار من ضمن سلم متدرج حسب تدریج لیکرت الخماسی: بحیث تعطى موافق بشدة (5) درجات، موافق (4) درجات، ومحاید (3) درجات، وغیر موافق (2) درجة، وغیر موافق بشدة (1) درجة، وتتراوح العلامة على الدرجة الکلیة بین 45-225، حیث تم احتساب المدى= أکبر قیمة – أقل قیمة /عدد الفئات
المدى = 5-1/3 ، المدى = 1.33، ویمکن تفسیر الدرجات التی تحصل علیها أمهات العینة على النحو الآتی:
- مستوى متدن من مهارات التعایش بواقعیة من (1-2.33) على مستوى الفقرة.
- مستوى المتوسط من مهارات التعایش بواقعیة من (2.34-3.66) على مستوى الفقرة.
- مستوى مرتفع من مهارات التعایش بواقعیة من (3.67-5) على مستوى الفقرة .
ثانیا: البرنامج الارشادی
تم بناء برنامج ارشادی فی الدراسة الحالیة لتطبیقه على أفراد المجموعة التجریبیة ، وقد استند البرنامج على العلاج المعرفی السلوکی فی معظم جلساته، وقد تکون البرنامج الارشادی من (15) جلسة، مدة کل جلسة (45) دقیقة، وللتحقق من مناسبة البرنامج تم عرضه على (6) من المحکمین من المختصین فی جامعة الجوف فی الارشاد النفسی والتربوی، وقد ابدو بعض الملاحظات وتم اخذها بعین الاعتبار، وفیما یلی لمحة موجزة عن جلسات البرنامج الارشادی:
الجلسة الاولى: بناء علاقة ارشادیة مع الامهات والحدیث عن البرنامج الارشادی واهدافه والاتفاق على معاییر المجموعة الارشادیة.
الجلسة الثانیة: الحدیث عن دورة الحیاة ودور الاسر فی تقبل الادوار المختلفة للأسرة والازمات المختلفة لها.
الجلسة الثالثة: مساعدة افراد الاسرة فی اکتساب معلومات عن افرادها بطرق مختلفة ومناسبة
الجلسة الرابعة: اکتشاف الافکار الخاطئة لدى الامهات المرتبطة بأبنائهن المعاقین عقلیا .
الجلسة الخامسة: العمل على مناقشة الامهات بأفکارهن الخاطئة والمشوهة المرتبطة بأفکارهن من اجل دحض تلک الافکار السلبیة واستبدالها بأفکار ایجابیة.
الجلسة السادسة: تعلیم الامهات مهارة ادارة الوقت بوجود عبء من ابنائهن یرهقهن ویمنعهن من القیام بالواجبات الموکولة الیهن بشکل مناسب.
الجلسة السابعة: عرض نماذج ایجابیة للأمهات تساعد فی تقبل الاطفال ذوی الاعاقة العقلیة بحیث تکون النماذج رمزیة وحیة.
الجلسة الثامنة: ممارسة لعب الدور مع الامهات وابنائهن بحضور الابناء للتعامل بشکل واقعی ومناسب مع ابنائهن.
الجلسة التاسعة: العمل على اعداد خطة مناسبة واقعیة للأمهات تناسب اطفالهن ذوی الاعاقة العقلیة.
الجلسة العاشرة: الحدیث عن مستقبل ابنائهن وکیفیة التعامل مع المشکلات المتوقعة مع الاطفال فی المستقبل.
الجلسة الحادیة عشر: اشراک الامهات مع المعلمات للحدیث حول اسالیب واقعیة بسیطة لتدریس ابنائهن والمطلوب من الامهات فی هذا المجال.
الجلسة الثانیة عشر: مساعدة الامهات على الوصول الى الهدوء والراحة والاسترخاء من خلال تطبیق الاسترخاء التنفسی والذهنی للتقلیل من الضغوطات.
الجلسة الثالثة عشر: مساعدة الامهات على استکشاف المشکلات المرتبطة بأبنائهن ذوی الاعاقة العقلیة .
الجلسة الرابعة عشر: العمل على مساعدة الامهات فی وضع بدائل مختلفة للمشکلة والعمل على مساعدتهن فی اختیار قرارات مناسبة مرتبطة بأبنائهن.
الجلسة الخامسة عشر: الانهاء والتقییم للبرنامج الارشادی.
نتائج الدراسة:
السؤال الأول: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیَّة عند مستوى الدلالة (α≤ 0.05)، بین مُتوسِّطات أداء أفراد المجموعتین التجریبیّة والمجموعتین الضّابطة على القیاس البَعدی فی تنمیة مهارات التعایش بواقعیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیا؟
للتحقق من صحة هذا السؤال تم استخدام اختبار مان وتنی (Mann-Whitney) لتوضیح دلالة واتجاه الفروق بین أفراد المجموعة التجریبیة وبین متوسطات درجات المجموعة الضابطة فی القیاس البعدی على مقیاس مهارات التعایش بواقعیة، والجدول (2) یوضح نتائج هذا السؤال:
جدول (2): الفروق بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة ومتوسطات درجات المجموعة الضابطة فی القیاس البعدی على مقیاس مهارات التعایش بواقعیة
الأبعاد |
المجموعة |
العدد |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
جمع المعلومات المرتبطة بالابن |
الضابطة |
11 |
8.73 |
96.00 |
2.02- |
0.04 * |
التجریبیة |
11 |
14.27 |
157.00 |
|||
المصادر الداعمة للأم |
الضابطة |
11 |
7.77 |
85.50 |
2.73- |
0.005** |
التجریبیة |
11 |
15.23 |
167.50 |
|||
التخطیط الواقعی للابن |
الضابطة |
11 |
6.45 |
71.00 |
3.74- |
0.00** |
التجریبیة |
11 |
16.55 |
182.00 |
|||
الدرجة الکلیة |
الضابطة |
11 |
7.73 |
85.00 |
2.76- |
0.00** |
التجریبیة |
11 |
15.27 |
168.00 |
**دال عند مستوى الدلالة (α=0.01) *دال عند مستوى الدلالة (α=0.05)
یتضح من الجدول (2) بأنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (α=0.05) بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة، وبین متوسطات درجات المجموعة الضابطة فی القیاس البعدی فی مقیاس مهارات التعایش بواقعیة على الأبعاد والدرجة الکلیة وذلک لصالح المجموعة التجریبیة. ویرجع فعالیة البرنامج لاستخدام نظریة العلاج المعرفی السلوکی فی الدراسة الحالیة والتی اشتملت الترکیز على استراتیجیات تفاعلیة متنوعة منها الترکیز على النمذجة ولعب الدور والاسترخاء ، وتم تدریب الأمهات حول کیفیة التعامل مع ابنائهن المعاقین، وبشکل عام فإن الباحثة تفسر فعالیة البرنامج الإرشادی المتبع فی ضوء الأثر الایجابی للبرنامج والذی رکز على التعلیم والتفسیر والشرح للأمهات، وکذلک لتنوع الفنیات المستخدمة ومنها فنیات الألعاب، وتنوع الأنشطة المستخدمة وخاصة الأنشطة التفاعلیة التی تمت بین الأم وابنها المعاق وساعدت فی تعدیل شکل التفاعل، والاستعداد والحافز من قبل الأمهات للتعلم والتدریب والتطویر والتحسین حتى ینعکس ذلک على ابنائهن، وترتیبات البرنامج واستخدام المنطق فی عرض الجلسات بحیث تسلسل فی الجلسات حتى تصل إلى تعلیم شامل للأم وتدریبها حول کیفیة التعامل مع ابنائها، بحیث انعکس کل ذلک فی زیادة الأسلوب المهارات الواقعیة للتعایش مع ابنائهن وساعدهن ذلک فی التقبل لابنائهن والتخطیط المستقبلی بطریقة واقعیة وجمع المعلومات بطرق میسرة ودعم الامهات من عدة مصادر. وتتفق نتائج الدراسة الحالیة مع دراسة غرابة وطه (2000)، ودراسة ابراهیم (2005)، ودراسة ساندرا Sandra, 2007)) ودراسة مالمبیرج Malmberg, 2007)) ودراسة وانج Wang, 2008)) ودراسة المساعدة (2010) ودراسة محمد (2010) ودراسة سعود والبطاینة (Sa'oud & Al-Batayneh, 2011) ودراسة صالح وشافی (Saleh& Shafi',2015) ودراسة العیاصرة (2017) ودراسة القرالة والتخاینة والضلاعین (2018) حول دور البرامج الارشادیة الموجهة للأم فی تحسین مهارات وجوانب مختلفة لدى الابناء المعاقین وذوی الاحتیاجات الخاصة.
السؤال الثانی: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیَّة عند مستوى الدلالة (α≤ 0.05)، بین مُتوسِّطات أداء أفراد المجموعتین التجریبیّة على القیاس البَعدی والتتبُّعی فی الاحتفاظ بالأثر فی مهارات التعایش بواقعیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیا؟
وللإجابة عن السؤال تم استخدام اختبار ولکوکسون (Wilcoxon) وذلک لتوضیح دلالة واتجاه الفروق بین أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس مهارات التعایش بواقعیة، ویوضح الجدول (3) نتائج هذا السؤال:
جدول (3): الفروق بین متوسطات ودرجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی لمقیاس مهارات التعایش بواقعیة
المقیاس |
العدد |
العدد |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
جمع المعلومات المرتبطة بالابن |
الرتب الموجبة |
3 |
5.17 |
15.50 |
0.35- |
0.73 |
الرتب السالبة |
5 |
4.10 |
20.50 |
|||
التساوی |
3 |
|
||||
الإجمالی |
11 |
|||||
المصادر الداعمة للام |
الرتب الموجبة |
3 |
7.33 |
22.00 |
0.56- |
0.57 |
الرتب السالبة |
7 |
4.71 |
33.00 |
|||
التساوی |
1 |
|
||||
الإجمالی |
11 |
|||||
التخطیط الواقعی للابن |
الرتب الموجبة |
4 |
4.12 |
16.50 |
1.47- |
0.14 |
الرتب السالبة |
7 |
7.07 |
49.50 |
|||
التساوی |
0 |
|
||||
الإجمالی |
11 |
|||||
الدرجة الکلیة |
الرتب الموجبة |
7 |
7.57 |
53.00 |
1.78- |
0.08 |
الرتب السالبة |
4 |
3.25 |
13.00 |
|||
التساوی |
0 |
|
||||
الإجمالی |
11 |
یتضح من الجدول (3) بأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (α=0.05) بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی، فی مقیاس مهارات التعایش بواقعیة. لقد اتضحت استمراریة فعالیة البرنامج الإرشادی من خلال عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بعد تطبیق البرنامج والمتابعة بعد شهر من خلال احتفاظ أفراد المجموعة التجریبیة فی الأثر ، ویؤکد ذلک فعالیة الأنشطة والتفاعل والمعلومات والاتجاهات والمهارات التی تعلمتها هؤلاء الأمهات عند التعامل مع أبنائهن، وقدرتهن فی الاحتفاظ بالمهارات والسلوکیات والأفکار الجدیدة المکتسبة والمحافظة على مستوى مناسب من تحسن الأسالیب الایجابیة فی التعامل بواقعیة مع ابنائهن. وتتفق نتائج الدراسة الحالیة مع دراسة ابراهیم (2005)، کما تتفق مع نتائج دراسة المساعدة (2010) کما تتفق مع نتائج دراسة العیاصرة (2017) ودراسة القرالة والتخاینة والضلاعین (2018) حیث تشیر کل الدراسات السابقة ان هناک احتفاظ وفعالیة مستمرة للأثر وان البرنامج استمر اثره لدى الأعضاء.
التوصیات:
5.ضرورة العمل من خلال ورش العمل والمحاضرات فی المراکز الأسریة على رعایة أمهات الاطفال المعاقین عقلیا.
6.ضرورة دعم الام من کافة الجهات والمؤسسات التربویة والثقافیة والاجتماعیة خاصة فی اکتشاف ان لدیها ابن ذوی احتیاجات خاصة.
7.ضرورة توعیة أفراد الأسرة والقائمین على رعایتها بإتباع الأسالیب السویة مع الأبناء ذوی الاحتیاجات الخاصة.
المراجع:
اولا: المراجع العربیة
ابراهیم، ایمان (2005). دراسة حول فاعلیة برنامج جمعی سلوکی لأمهات الأطفال المعاقین عقلیاً فی خفض بعض مشکلات الأطفال السلوکیة فی قطر، رسالة ماجستیر غیر منشور، جامعة عمان العربیة للدراسات العلیا، عمان.
ابو اسعد، احمد (2015). تعدیل السلوک الانسانی، عمان: دار المسیرة للنشر والتوزیع.
الأحمد، محمد رفیق محمد (2017) .فعالیة برنامجین إرشادیین مستندین إلى العلاج الواقعی والوجودی فی تنمیة التخطیط والتمکین النفسی لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً. رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة موتة
البلوی، ریما سالم، (2013). مستوى قلق المستقبل لدى أمهات الاطفال التوحدیین فی المملکة العربیة السعودیة، جامعة مؤتة, الاردن.
دعو، سمیرة وشنوفی، نورة (2013). الضغط النفسی واستراتیجیات المواجهة لدى أم الطفل التوحدی، دراسة عیادیة لخمس حالات، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أکلی محمد أولحاج (البویرة)، الجزائر.
الخطیب، جمال (2010). مقدمة فی الإعاقة الذهنیة. عمان: دار وائل للنشر.
الروسان، فاروق. (2013). سیکولوجیة الأطفال غیر العادیین، مقدمة فی التربیة الخاصة، (2)، عمان: دار الفکر للطباعة والنشر.
سید، إمام ومصطفی، محمود (2007). نموذج العمل مع أسر التلامیذ ذوی الاحتیاجات الخاصة. المؤتمر العربی الثانی (الإعاقة الذهنیة بین التجنب والرعایة). www.gulfkids.com/ar/index.php
الصمادی، جمیل (1988). مساهمة متغیرات الجنس والعمر عند الاصابة بالاعاقة والحالة الاجتماعیة والحالة الصحیة والمستوى الاقتصادی فی التعایش مع الاعاقة الجسمیة، دراسات، العلوم الانسانیة، 15(8)، 73-90.
علی، سحر (2012). فاعلیة الإرشاد الأسری المبکر فی تحسین جوانب السلوک التکیفی لدى الأطفال ذوی الإعاقة الذهنیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة عین شمس.
عوض، رئیفة (2000). فعالیة برنامج سلوکی معرفی فی تخفیف الضغوط النفسیة والسلبیة لدى المراهقین من الجنسین. رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة طنطا، طنطا، مصر.
غرابة، مسعود وطه، طه (2000). أثر برنامج ترویحی (ریاضی – ثقافی صحی) على السلوک الصحی والتعایش مع الاعاقة للمعاقین حرکیا فی المملکة العربیة السعودیة، بحوث التربیة الریاضیة، 23(53)، 331-359.
القرالة، عبد الناصر والتخاینة، صهیب، والضلاعین، انس (2018) فعالیة برنامج إرشاد أسری فی تنمیة إدارة الذات وتقدیرها، لدى أمهات الأطفال التوحدیّین فی محافظة الکرک. مجلة جامعة النجاح للأبحاث، 32(1)، 1-30.
القرزعی، عبد الله (2013). فن التعایش مع الآخر والتأثیر فیه، الکویت.
القریطی، عبد المطلب أمین. (2001). سیکولوجیة ذوی الاحتیاجات الخاصةوتربیتهم، القاهرة: دار
الفکر العربی.
القیشاوی، ذوقان خلیل أمین (2008). واقع التسامح والتعایش فی المجتمع الفلسطینی، ورقة عمل مقدمة إلى ملتقى الحریات الثانی، فلسطین.
اللقانی، جیهان (2012). العلاقة بین ممارسة العلاج الأسری والتخفیف من حدة الضغوط الواقعة على أمهات الأطفال المعاقین ذهنیا. أطروحة دکتوراه، غیر منشورة، کلیة الخدمة الاجتماعیة، جامعة حلوان، القاهرة.
محمد، أحمد (2010). فاعلیة مشارکة الأمهات فی برنامجین أحدهما تدریبی لأطفالهن المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم لتحسین توافقهم النفسی والآخر إرشادی للأمهات لمواجهة الضغوط النفسیة. التربیة (جامعة الأزهر). مصر، 144(2)، 115-148.
محمد، امنة (2016). برنامج مقترح یستخدم استراتیجیة المحاکمة العقلیة فی تنمیة قیم التسامح ومهارات التعایش مع الآخر لدى الطلاب الدارسین لمادة علم النفس بالمرحلة الثانویة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة عین شمس.
محمد، عبد الصبور (2012). التخلف العقلی فی ضوء النظریات: نظریات التعلم وتطبیقاتها التربویة. القاهرة: دار الکتاب الحدیث.
المساعدة، غادة (2010). أثر برنامج تدریبی قائم على التمکین النفسی فی تحسین الحنو على الذات والرضا الزواجی لدى امهات الأطفال المعاقین. رسالة ماجستیر غیر منشورة، الجامعة الهاشمیة، الزرقاء.
النبراوی، نجلاء سامی، (2015). ذوو الاحتیاجات الخاصة فی المغرب. على موقع http://www.alukah.net/library/0/94591/
ثانیا: المراجع الاجنبیة
American Association on Intellectual and Developmental Disabilities.(2008) AAIDD. 9th Ed. AAIDD. Washington D.C
Boyd, B. (2003). Examining the relationship between stress and lack of social support in mothers of children with autism. Focus on Autism & Other Developmental Disabilities, 7(1),208-216.
Hill , F., Newmwn , R ,& Le Grange , L.(2003) .Subjective Perceptions of Stress And Coping By Mothers of Children With An Intellectual Disability : A Need Assessment . International Journal of Special Education , 18 (1)
Malmberg, Debra, Berry (2007). Assessment of a collaborative parent education program targeting the rigid and ritualistic behavior of children with autism. (Ph.D. thesis. Faculty of Claremont Graduate University). Retrieved from: http://search.proquest.com/docview/304891194/fulltextPDF/C3AE7154B8514EAFPQ/1?accountid=142908
Prian, B. (2002) Examining the relationship between stress and luck of social support in mothers of children with autism, Focus on Autism &Other Development Disabilities.
Saleh, Mushira and Shafi'i, Khadija (2015). The effectiveness of Family Counseling on developing some skills, of self-care among a sample of autistic children, Education, Egypt 162 (1), 376- 293.
Sandra, Bih-Ching (2007). Children with Autistic Disorder and their Mothers (In) Mesmere, Barbara S. (Ed) New autism research developments. New York. Nova Science Publishers, Inc.
Sa'oud, Mona and Al-Batayneh, Osama (2011). The impact of a training program in modifying the attitude of autistic children's parents toward their children. Studies, Educational Sciences, 38 , 504-525.
Wang, Peishi (2008). Effects of a parent training program on the interactive skills of parents of children with autism in China. Journal of Policy and Practice in Intellectual Disabilities, 5 (2), 96–104.