الدور الإداري والتعليمي للإشراف التربوي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

أستاذ الإدارة التربوية المساعد جامعة عدن

المستخلص

   تهتم التربية بإيصال الإنسان إلى کماله الإنساني کي يکون قادرا على النهوض بأعباء الخلافة في هذه الأرض, ولا يمکن للتربية أن تنجح وتصل إلى تحقيق أهدافها بدون عمليات التعليم والتعلم. إن مهنة التعليم مهنة تربوية سامية لما تقوم به من الرعاية والارتقاء والاهتمام بأعلى ثروة على وجه الأرض، ألا وهي الإنسان، فهي عملية نقل المعرفة أو العلم وتوصيله من العلى إلى من هو دونه.
إن العملية التعليمية في وقتنا الراهن تحظى بحرکة تغيير شاملة سنتناول مختلف جوانب العملية التعليمية التعلمية وذلک في ضوء کونها منظومة تربوية متکاملة ومتفاعلة لتحقيق التطوير في شتى عناصرها المختلفة في جميع المراحل التعليمية ويؤکد خبراء التربية شمولية عملية التطوير بحيث تشمل جميع عناصر المنظومة التربوية في وقت واحد.
وبعد الإشراف التربوي أحد العناصر المهمة في منظومته التربوية حيث يقع على          الإشراف التربوي عبء توجيه المعلمين وإرشادهم لمواجهة التغيرات العالمية المعاصرة         في المعرفة العلمية والتکنولوجية وتوظيفها لخدمة العملية التعليمية وتحقيق أهدافها.              (عوض الله وزميله، 2006، ص28).
   ويعد الإشراف التربوي من المفاهيم الحديثة في التربية لا بل يعد من أهم عمليات التربية التي تسهم في تحسين العمليات وتطويرها وإصلاحها، من خلال تقويم بنائي يعالج کافة عناصر عملية التعليم والتعلم ، من مدخلات وعمليات ومخرجات ، فضلاً عن الاهتمام بالنوعية والجودة ، ولکن لم يصل الإشراف لهذا المنظور دفعة واحدة ، وإنما تدرج عبر زمن طويل بدء مع بداية القرن العشرين وحتى نهايته ، ولا زال يخطو خطوات واثقة ، من خلال الاهتمام به في         مختلف مراحل العمليات نظرياً وعملياً وتطبيقياً ، ومروره بمختلف المراحل حتى وصل إلى ما هو عليه الآن .
   إن ما يشهده مفهوم الإشراف التربوي من تطور في الوقت الحاضر يقترن بتطور الفکر التربوي وتغير النظرة إلى المدرسة ، وتحول الاهتمام من النمط التعليمي المتمرکز حول المعلم کمستهدف في العملية التعليمية ، إلى النمط المتمرکز حول المتعلم وحاجاته واتجاهاته التي أصبحت خط سير أهداف التربية في مختلف عمليات التفکير ، ومحاولة تجاوز عمليات الحفظ والتلقين المجرد الذي کان يمارسها المعلم مع طلبته. (البکري أنيس، 2012، ص8) .
   إن تطور الإشراف ومفاهيمه وأساليبه تعد واحدة من أهم الضرورات الملحة التي تسهم في النهوض بعمليات التعليم والتعلم ، فضلاً عن استعداد الإدارة التعليمية العليا للإشراف التربوي في اتخاذ القرارات الصحيحة لسير العملية التعليمية والتربوية ، وقد أشار الزايدي : إلى أن متابعة المشرفين التربويين للعاملين في الميدان المدرسي مطلب ملح من خلال ما توفره تقاريرهم ، وزياراتهم الميدانية من معلومات عن سير العمليات التربوية والتعليمية باعتبارها ضرورة اقتصادية , واجتماعية وأخلاقية ، إلى جانب کونها عملية تربوية ( الدويک، 2000 ، ص3 ). إذن تعد عملية الإشراف التربوي عملية مهمة وحيوية تستحق البحث والتقصي لما لها من دور جامع بين الإدارة والتربية والتعليم .

الموضوعات الرئيسية


 

             کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

الدور الإداری والتعلیمی

للإشراف التربوی

 

 

إعـــداد

د/ محمد أحمد الصاعدی               د/ أحمد محمد الدوری

      أستاذ الإدارة التربویة المساعد                        أستاذ الإدارة التربویة المساعد

              جامعة عدن                                            جامعة عدن

 

 

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد الحادى عشر– جزء ثانى –  نوفمبر 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مقدمة :

   تهتم التربیة بإیصال الإنسان إلى کماله الإنسانی کی یکون قادرا على النهوض بأعباء الخلافة فی هذه الأرض, ولا یمکن للتربیة أن تنجح وتصل إلى تحقیق أهدافها بدون عملیات التعلیم والتعلم. إن مهنة التعلیم مهنة تربویة سامیة لما تقوم به من الرعایة والارتقاء والاهتمام بأعلى ثروة على وجه الأرض، ألا وهی الإنسان، فهی عملیة نقل المعرفة أو العلم وتوصیله من العلى إلى من هو دونه.

إن العملیة التعلیمیة فی وقتنا الراهن تحظى بحرکة تغییر شاملة سنتناول مختلف جوانب العملیة التعلیمیة التعلمیة وذلک فی ضوء کونها منظومة تربویة متکاملة ومتفاعلة لتحقیق التطویر فی شتى عناصرها المختلفة فی جمیع المراحل التعلیمیة ویؤکد خبراء التربیة شمولیة عملیة التطویر بحیث تشمل جمیع عناصر المنظومة التربویة فی وقت واحد.

وبعد الإشراف التربوی أحد العناصر المهمة فی منظومته التربویة حیث یقع على          الإشراف التربوی عبء توجیه المعلمین وإرشادهم لمواجهة التغیرات العالمیة المعاصرة         فی المعرفة العلمیة والتکنولوجیة وتوظیفها لخدمة العملیة التعلیمیة وتحقیق أهدافها.              (عوض الله وزمیله، 2006، ص28).

   ویعد الإشراف التربوی من المفاهیم الحدیثة فی التربیة لا بل یعد من أهم عملیات التربیة التی تسهم فی تحسین العملیات وتطویرها وإصلاحها، من خلال تقویم بنائی یعالج کافة عناصر عملیة التعلیم والتعلم ، من مدخلات وعملیات ومخرجات ، فضلاً عن الاهتمام بالنوعیة والجودة ، ولکن لم یصل الإشراف لهذا المنظور دفعة واحدة ، وإنما تدرج عبر زمن طویل بدء مع بدایة القرن العشرین وحتى نهایته ، ولا زال یخطو خطوات واثقة ، من خلال الاهتمام به فی         مختلف مراحل العملیات نظریاً وعملیاً وتطبیقیاً ، ومروره بمختلف المراحل حتى وصل إلى ما هو علیه الآن .

   إن ما یشهده مفهوم الإشراف التربوی من تطور فی الوقت الحاضر یقترن بتطور الفکر التربوی وتغیر النظرة إلى المدرسة ، وتحول الاهتمام من النمط التعلیمی المتمرکز حول المعلم کمستهدف فی العملیة التعلیمیة ، إلى النمط المتمرکز حول المتعلم وحاجاته واتجاهاته التی أصبحت خط سیر أهداف التربیة فی مختلف عملیات التفکیر ، ومحاولة تجاوز عملیات الحفظ والتلقین المجرد الذی کان یمارسها المعلم مع طلبته. (البکری أنیس، 2012، ص8) .

   إن تطور الإشراف ومفاهیمه وأسالیبه تعد واحدة من أهم الضرورات الملحة التی تسهم فی النهوض بعملیات التعلیم والتعلم ، فضلاً عن استعداد الإدارة التعلیمیة العلیا للإشراف التربوی فی اتخاذ القرارات الصحیحة لسیر العملیة التعلیمیة والتربویة ، وقد أشار الزایدی : إلى أن متابعة المشرفین التربویین للعاملین فی المیدان المدرسی مطلب ملح من خلال ما توفره تقاریرهم ، وزیاراتهم المیدانیة من معلومات عن سیر العملیات التربویة والتعلیمیة باعتبارها ضرورة اقتصادیة , واجتماعیة وأخلاقیة ، إلى جانب کونها عملیة تربویة ( الدویک، 2000 ، ص3 ). إذن تعد عملیة الإشراف التربوی عملیة مهمة وحیویة تستحق البحث والتقصی لما لها من دور جامع بین الإدارة والتربیة والتعلیم .

أهمیة البحث :

تأتی أهمیة البحث من خلال مکانة الإشراف التربوی فی العملیة التعلیمیة ، فهو لا یمثل القناة التی ینفذ من خلالها واقع التربیة والتعلیم ، فحسب بل تعد أهم حلقة فی سلسلة تنظیم التعلیم ، ووضع الخطط والسیاسات التعلیمیة موضع التنفیذ ، ویعد مفتاحاً رئیسیاً لنجاحها فضلاً عما یوفره من مناخ برزت مکانته فی الهیکل التنظیمی لأنه أداة لتطویر البیئة التعلیمیة والعامل الذی لا یمکن الاستغناء عنه فی التربیة والتعلیم ، هذه المؤسسة التربویة المسئولة عن بناء الإنسان القادر على مواکبة التغییر وتطویر المجتمع . (المساد، 2001 , ص9).

   ولقد أضحى جلیاً أن للإشراف التربوی مجموعة متعددة ومتنوعة من الوظائف والمهام التی یتیعن علیه القیام بها والتی تتناول جمیع مدخلات العملیة التعلیمیة وفی مقدمتها المعلم.

إن هذا التنوع فی المهام والتعدد فی الوظائف هو ما جعل الإشراف التربوی یحتل أهمیة کبیرة بین الأجهزة التربویة الأخرى.

   ولقد نالت الأسالیب الإشرافیة اهتماماً بارزاً نتیجة للتطورات التی طرأت على مفهوم الإشراف ، وظهور أسالیب أکثر فاعلیة وعنایة لما تحققه من أهداف رئیسة ترکز على تحسین العملیة التربویة ، وتساعد المعلمین على النمو المهنی  , وأن یعی المشرف التربوی جمیع الطرق والأسالیب التی تساعد المعلمین على تغییر وتطویر الوسائل التی یراها مناسبة فی ظروف معینة فی دعمهم ومساعدتهم فی إمکانیة التغییر والتعدیل فی هذه الأسالیب حسب الموقف التربوی والتعلیمی ،  ویستطیع المعلم  قیادة عملیة أحداث التغییر، والتطویر ، ویمارس الأسالیب الجدیدة تبعاً للموقف التعلیمی الطارئ ما دامت تهدف هذه الأسالیب إلى تحسن برامج التعلیم , فضلا عن تحسین أداء المعلم ( الخطیب،2000 ، ص 225 – 224) .

کما أن الإشراف التربوی یعد المصدر الأساس الذی یغذی مهمة التعلیم ویساعد على إحداث التغییرات المطلوبة لمواجهة متطلبات العصر فی هذا المجال، فالمعلم بحاجة ماسة لمن یتابع عمله ویقوم بتوجیهه ومساعدته بشکل مستمر وامداده بالخبرات اللازمة لاسیما المعلم المبتدئ والمعلم الضعیف والمعلم غیر الکفء، وهذا لا یعنی لانصراف عملیة الإشراف التربوی عن المعلم الجید بالعکس، فالعملیة تعاونیة متکاملة تستوجب التفاعل مع کل معلم.          (الحریری، رافده 2006، ص15).

الأهمیة النظریة والتطبیقیة للإشراف:

ولکل ما تقدم یمکن أن نحدد أهمیة نظریة للإشراف التربوی، وأهمیة تطبیقه له.

الأهمیة النظریة: فمنها:

1)    المساهمة فی عملیات التخطیط الدقیق للمناهج فی ضوء احتیاجات المجتمع.

2)   الإشراف التربوی ضرورة تربویة تنمو به صیغة المناهج الدراسیة مع الأخذ بعین الاعتبار التطور المتسارع للمعرفة والمستوى العمری للمعلمین.

3)   تغییر الإشراف التربوی الممیزات المحدد لنوع طرائق وأسالیب التدریس والتدریب المطلوبة حسب طبیعة المنهج.

4)   یساعد فی نمو الاحتیاجات التدریسیة والتدریبیة للمعلمین.

الأهمیة التطبیقیة فمنها:

  1. الإسهام فی رفع کفاءة المعلمین وتطویر مهارتهم التدریسیة داخل الصف الدراسی.
  2. یساعد فی تقدیم وتطویر عملیات التعلیم والتعلم من خلال التقویم المباشر للمعلمین وتزویدهم بکل ما هو جدید فی هذا المبرات.
  3. لقد الدورات التدریبیة للمعلمین.
  4. یساعد فی تأثیر النقص الحاصل فی مستوى المعلمین، فضلاً عن تحدید نقاط الانتقال إلى المستوى الأفضل.

أهداف البحث:

یهدف البحث إلى التعرف على الواقع الإداری والتعلیمی للإشراف التربوی لما یمثله هذان الجانبان من أهمیة فی تطویر العملیة التعلیمیة لکافة جوانبها.

مشکلة البحث:

إن دخول مصطلح الإدارة التربویة إلى میدان التربیة والتعلیم کان دخولاً حدیثاً زمنیاً ولذا نجد أن کثیر من المشتغلین فی میدان التربیة والتعلیم یجدون صعوبة فی التمیز للأدوار الحقیقة لعلم الإدارة ومدى أهمیته فی العملیة التعلیمیة.

لذا وجد البعض الخلط فی المفاهیم والمهام بین الإشراف التربوی وعلم الإدارة التربویة، بل وصل عدم الفهم للدور الحقیقی للإشراف التربوی إلى الحقل التربوی حیث یتبین بعض التربویین مفاهیم غیر صحیحة ولذا نجد إن فریق منهم یرکز على المفهوم الإداری فقط للإشراف التربوی ونجد فریق آخر یرکز عمل المفهوم التعلیمی للإشراف التربوی، وأملاً الفریقین بجانب الصواب فی هذا الطرح.

والحقیقة أن حفل ومیدان الإشراف التربوی یضم طرفی العملیة التربویة سوى کان الجانب الإداری أو التعلیمی.

أسئلة البحث: واستجلاءً لهذا الدور المتکامل للإشراف التربوی بجوانبه الإداریة والتعلیمیة وضع الباحثان أن أسئلة البحث التالیة:

  1. ما مفهوم کلاً من الإشراف التربوی وعلم الإدارة، التعلیم؟
  2. کیف نشأ الإشراف التربوی إداریاً وتعلیمیاً؟
  3. کیف تطور مفهوم الإشراف نظریاً وتطبیقیاً فی العملیة التعلیمیة؟
  4. کیف تطور مفهوم الإشراف؟

منهج البحث:

اعتمد الباحثان على المنهج الوصفی کونه المنهج المناسب لمثل هذه الأبحاث.

المبحث الأول: مفاهیم البحث

مفهوم الإشراف التربوی :

   یعد الإشراف التربوی Educational Supervision واحداً من المفاهیم التربویة الخلافیة الذی لم یحظى بتعریف واحد أوحد یتفق علیه التربویین , لذلک تعددت تعریفات الإشراف وتنوعت  ولکن کلها تحاول تحدید مفهوم الإشراف بمنظور معین ، ونحاول فی هذا البحث عرض مجموعة من هذه التعریفات ، لعلنا نخرج بتعریف شامل لهذا المفهوم.

-      عرف (البدری، 2008) الإشراف التربوی: عملیة متبادلة دیمقراطیة تعاونیة منظمة تعنى بالموقف التعلیمی بجمیع عناصره من مناهج، ووسائل، وأسالیب، وبیئة، ومعلم، وطالب، وتهدف إلى دراسة العوامل المؤثرة فی ذلک الموقف، وتقییمها؛ للعمل على تحسینها، وتنظیمها من أجل تحقیق أفضل لأهداف التعلیم والتعلم. (البدری، 2008، ص13).

-      وعرفه (Macabe (مکابی)، 2009، ص14): عملیة فنیة قیادیة إنشائیة شاملة غایتها تقویم، وتطویر العملیة التعلیمیة والتربویة بکافة محاورها.

-      عرفها حامد (2009): عملیة تفاعل إنسانیة اجتماعیة تهدف إلى رفع مستوى المهارات والقدرات التربویة والکفاءة التعلیمیة (المهنیة) للمعلم وتسعى لاکتشاف وتفهم أهداف التعلیم وغایاته مساعدةً المعلم فی تقییم نفسه وتحفیزه لتقبل هذه الأهداف، والعمل على تحقیقها بآلیات عمل تعاونیة مشترکة لتطویر العملیة التربویة التعلیمیة. (حامد، 2009، ص282).

-      وعرفته فیفر ودنلاب: عملیة قیادیة هدفها الرئیس تحسین أداء المعلم التدریسی بهدف تحسین أداءه. (فیفر ودنلاب ،2001، ص24).

-      ویعرفه السعود (2002م) : بوصفه عملیة اتصال إنسانی تبدأ بمرسل هو المشرف التربوی ، وتنتهی بمستقبل یتمثل غالباً بالمعلم ، أو الإداری ، أو أیاً من العاملین فی الحقل التربوی أو یترجم ممن یقومون بخدمات بشریة مدرسیة مساعدة .(السعود ،2002 , ص69).

-      بینما عرفه ألأسدی ، 2003م بأنه : العملیة التی یتم فیها تقویم وتطویر العملیة التعلیمیة ، ومتابعة تنفیذ کل ما یتعلق بها لتحقیق الأهداف التربویة ، ویشتمل الإشراف على جمیع العملیات التی تحدث فی المدرسة ، سواء کانت تدریساً أو إدارة ، أو ما یتعلق بأی نوع من أنواع النشاط التربوی فی المدرسة أو خارجها ، والعلاقات والتفاعلات الموجودة فیما بینها         ( الأسدی ،2003 , ص19) .

-      وبعد کل ما تقدم من تعریفات یضع الباحثان تعریفاً بحدود مناسبة وهو خلاصة شاملة لما أطلعنا علیه من عدد کبیر من التعریفات .

-      الإشراف التربوی : هو المفهوم التربوی الذی یربط بین الإدارة والتعلیم والتربیة ویمثل جمیع الأنشطة والفعالیات التربویة التعاونیة المنظمة الدائمة الاستمرار والتواصل والتی یقوم بها المشرفون التربویون ومدراء المدارس المقیمون ، والمعلمون أنفسهم بغیة تحقیق الغایات المرجوة بالاتصال المباشر وغیر المباشر للإدارة المدرسیة ، بهدف تطویر وتحسین   المهارات التعلیمیة والتربویة للمعلمین ، بغیة الوصول إلى تحقیق الأهداف التربویة  والتعلیمیة المنشودة.

ویجمع معظم المختصین فی مجال الإشراف التربوی : بأن عملیة الإشراف التربوی تصبح فعالة إذا ما أصبحت جامعة شاملة لجمیع الجوانب المطلوبة فی العملیة التعلیمیة والتربویة ، وعند إذ یصبح الإشراف التربوی فعالاً .

مفهوم الإدارة :

    تعرف لغة : على أنها کلمة مشتقة من الکلمة اللاتینیة ذات المقطعین الأول (Ad) والثانی (Ministrant) وتعنی باللغة الإنکلیزیة (To serve) أی تقدیم الخدمة ، بمعنى من  یعمل بالإدارة یقوم على خدمة الآخرین , أو أنه یصل عن طریق الإدارة إلى أداء الخدمة . وتعرف اصطلاحاً تعریفات عدة منها:

  • هی تحدید ما یجب أن یقوم به العاملون من أجل تحقیق الأهداف المحدودة ثم            التأکد من أنهم یقومون بذلک بأفضل الطرق وأقل التکالیف وأقصر الأوقات.        (عایش، 2010، ص32).
  • النشاط الموحد نمو توفیر التعاون المستمر والتنسیق الفعال بین الجهود البشریة المختلفة العاملة من أجل تحقیق هدف معین بدرجة عالیة من الکفاءة. (حبتور، 2009، ص39).
  • تنظیم الجهود وتنسیقها واستثمارها بأقصى طاقة ممکنة للحصول على أفضل النتائج بأقل جهد ووقت ممکن. (البیلاوی حسن وآخرون، 2010، ص53).
  • ویعرفها ستایلی فانینک کما اورده السعود : على أنها مراحل اتخاذ القرارات           والرقابة على أعمال القوى الإنسانیة بقصد تحقیق الأهداف التی أقرت مسبقاً .            (السعود ، 2002، ص 184)
  • ویعرفها الباحثان تعریفاً إجرائیاً بأنها : تخطیط وتنظم وتنفیذ  على وفق خطوات دقیقة للوصول إلى الهدف باستخدام أفضل الطرق والوسائل فی استغلال الموارد البشریة والمادیة المتاحة ، وبأقل ما یمکن من الجهد والوقت والمال للوصول إلى نتائج أفضل .
  • جملة الوظائف أو العملیات (من تحفیظ وتنظیم ومتابعة وتوجیه ومراقبة)                 التی یقوم بها المدیر بغرض تحقیق أهداف المنظمة بأفضل نتیجة ممکنة.            (حسان وزمیله، 2013، ص29).

مفهوم التعلیم :

    تتفق قوامیس اللغة على تعریف التعلیم المقصود ( علماً تعلیمیاً ) على أنه:  تأثیر فی شخص وجعله ذا علم بالشیء ، أی جعله یتعلم ، وقادرا على نقل المعرفة ، والآخرین یستقبلونها، فهو یقوم بنقل نشاط ما ، والآخرین یقلدونه أو یردونه من بعده .

    وعرفه دیفی: بأنه محاولة واعیة لتکوین مخططات ذهنیة أو فهماً لدى الآخرین  بطریقة محددة ، الغرض منها تحقیق أهداف التعلیم المحددة فی خطة الدرس                  (کویران ،2004 ، ص 10-11) .

وعرفه المهدی، 2007: (نقل المعلومات من المعلم إلى المتعلم، وهذا الفن الذی بواسطته یستطیع المعلم حفز المتعلم وتشجیعه وتوجیهه توجیهًا یکفل فیه تضمین حاجات المتعلم على القناعة والرضا والاستقرار العاطفی). (المهدی، 2007، ص31).

وعرفه الفقیه، 2008: التعلیم یعنی تلقین مفاهیم ومعانی لفرد آخر عن طریق البیان، التصویر، الإیماء، الإشارة، الاستدلال، المقارنة، الاستنتاج، أو تلقینها عن طریق المطالعة، الاعتبار، التأمل، التعقل، والتدبر. (الفقیه، 2008، ص45).

المبحث الثانی :  نشأة الإشراف

النشأة الإداریة للإشراف التربوی

  ابتدأ العمل الإداری منذ أقدم العصور ابتدأ مع بدایة تکوین الأسرة وبرز منذ أن کانت الأسرة مکتفیة ذاتیاً ، فهی التی تعمل وتهیئ لنفسها کل الاحتیاجات والمتطلبات من خلال ما تعمله وتصنفه فی البیت ، ومن هنا ظهر دور رب الأسرة وإدارته الأسریة , فهو یوزع الأعمال والمهام بین أفراد أسرته , وهو یشرف على عملیة التنفیذ وتحقیق النتائج ، وتطور الحال الإداری وبرز مع ظهور نمو المدن وازدهارها , ثم ظهور المصانع الصغیرة التی کان یدیرها شخص واحد أو أکثر من خلال توزیع المهام والإشراف على العمل ، وبعد قیام الثورة الصناعیة فی منتصف القرن الثامن عشر التی کانت النقلة النوعیة فی حیاة مجتمعات العالم جمیعاً من خلال تحول من ید الإنسان إلى الآلة التی یشرف علیها الماهرون ، وقد تطورت المعامل والمصانع وتطورت وسائل الإنتاج الأمر الذی أدى إلى زیادة المفردة فی مختلف عوامل الإنتاج ، وظهور منظمات کبرى زاد فیها عدد العمال حتى وصلت إلى آلاف ,وزادت  الإجراءات فی عمل هذه المنظمات وإدارتها ولذلک وجب على المؤسسات والدوائر الحکومیة من أن تستفید من الأسالیب العلمیة الحدیثة وتستعین بالفنیین والمستشارین لمساعدة المدیر فی إدارة العمل , وإذا کان تعیین الأفراد لغرض تأدیة واجبات محددة فإن الأمر یقتضی تحدید نوع العلاقة التی تربط بین الأفراد بعضهم لبعض ، وقد حددت الکثیر من المعلومات والحقائق التی توضح هذه العلاقة ، وکلما تمت مراعاتها نتح عنها نتائج باهرة فی مجال الإنتاج والعلاقات الإنسانیة , ولو أهملت کانت النتائج سیئة ومن هنا نستنتج وجوب تنظیم وترتیب هذه الحقائق والقواعد لیتصف العمل الإداری بالکفایة والفاعلیة وکل ذلک أدى إلى ظهور مفهوم الإدارة التی تقوم على حقائق ومبادئ علمیة ظهرت مع بدایة القرن الماضی ، ومع مرور الزمن تطور مفهوم الإدارة وأخذ أشکالاً متنوعة حسب المنطلقات الفکریة والنظریة لکل مدرسة من مدارسها . (العبادی، 2012، 23). 

ولقد نشأ الإشراف التربوی فی أول أشکاله فی الولایات المتحدة الأمریکیة حین کانت المدینة الذی یشغل بال أولیاء أمرها مهمة تعلیم أبناءهم والبحث عن معلمین أکفاء ، والذین کانوا یهتمون باختیار المعلمین من ذوی السمعة الطیبة ، وعزل من یتمتع بأخلاق سلبیة ، ثم تطور الإشراف التربوی بعد عام 1907م وبخاصة حین سمح لبعض المواطنین زیارة المدارس وفحص المعلمین والتفتیش علیهم . وبعد تطور التعلیم وانتشار المدارس تم تعیین مدیر للمدرسة , ومدیراً للتربیة والتعلیم ، فیهتم الأول بإدارة المدرسة والمحافظة على النظام ، ویهتم الثانی بالإشراف على المعلمین والمدیرین ، وفی نهایة القرن التاسع عشر صار مدیر المدرسة مهتماً بالإدارة والإشراف معاً ، وبعد تعیین مدیراً للمدرسة ، ومشرفاً تربویاً أدى ذلک إلى انفصال مهمة ووظیفة الإشراف عن إدارة المدرسة , وأصبح لها لوائحها وواجباتها ( 12 , ص45 ) .

   ولم تبدأ الإدارة التربویة ظهورها کعلم مستقل عن علم الإدارة العامة أو الإدارة الصناعیة أو التجاریة إلا فی عام 1946م، حیث بدأت مؤسسة کلوج تهتم بها منذ هذا التاریخ حتى سنة 1959م قدمت المؤسسات ما یربو على 9 ملایین دولار على صور منح للجامعات لدراسة وتطویر الإدارة التربویة، ومن ذلک الحین بدأ الالتفات إلى الإدارة التربویة من جانب مکاتب التعلیم فی الولایات المتحدة، ومن جانب کذلک الجامعات الأمریکیة المختلفة على حدٍ سواء، وبدأ إعداد البحوث والدراسات الخاصة بها تتزاید عام بعد عام. (حسان وزمیله، 2010، ص90).

وفی المجال التربوی ظهرت نتائج هذه التغیرات فی مفاهیم الإدارة وأسالیبها، وتطور مفهوم الإدارة التربویة استجابة لمبادئ الإدارة العامة التی ساد مفهومها على طول الفترات الزمنیة وعلى فق نفس السیاق سجل الإشراف التربوی امتداد للإدارة التربویة النابعة من الإدارة العامة .

   ومن هنا بدأت الإدارة التربویة Educational Administration والإدارة التعلیمیة کما تسمى أحیاناً کمصطلح مرادف بالظهور کعلم مستقل عن الإدارة العامة عام 1946م ، حین بدأ مؤسسة کلوج Kelloggfounclation الأمریکیة الاهتمام بها ، وقیام هذه المؤسسة خلال الفترة بین عامی ( 1955 – 1959 ) ، بتقدیم ما یزید على ( 9) ملیون دولار کمنح للجامعات الأمریکیة من أجل دراسة موضوع الإدارة التربویة وتطویرها والتوصل إلى استراتیجیات واضحة لإصلاح إدارات التعلیم فی الولایات المتحدة الأمریکیة کأداة أساسیة للنهوض بنوعیة التعلیم الذی یقوم المتعلمین .

   لقد أصبح الاهتمام بالإدارة التربویة نظریاً وعملیاً یمثل ظاهرة عالمیة بسبب دخولها فی مناهج معظم جامعات العالم , فضلا عن تأسیس أقساماً للإدارة التربویة فیها تهتم بالدراسات وإعداد البحوث الخاصة وتطویرها , وإعداد وتأهیل القادة التربویین فی جمیع مستویات العمل الإداری التربوی , وقد نظمت أقسام الإدارة التربویة ذاتها فی بعض الجامعات فروعا لها  داخلیه متخصصة  مثل : الإدارة المدرسیة , والسیاسات التعلیمیة , والتخطیط التربوی , والإشراف التربوی , والقیادة التعلیمیة , والاقتصاد التربوی وغیرها .

   والإدارة فی نظام الإسلام لیس خدمة بحد ذاتها فحسب ، وإنما هی تربیة وتعلیم وتوجیه ، حیث یقول أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب ( رضی الله عنه ) مخاطباًَ المسلمین بقوله " أیها الناس إنی والله ما أرسل إلیکم عمالاً لیضربوا أبشارکم ، ولا لیأخذوا أعشارکم ، ولکن أرسلهم لیعلموکم دینکم ، وسنتکم ، فمن فعل بی شیء سوى ذلک فلیرقمه إلی ، والذی نفس عمر بیده لأقتص له منه ( الطویل،2009  ، ص32 – 33) ، وصدق رسول الله (ص) إذ یقول            (حاسبوا أنفسکم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالکم قبل أن توزن علیکم ) ، ولم ینسى الإسلام وضع معاییر واضحة  فی إدارة شؤون العاملین ، وتقوم على أساس القوة ( معاییر المهنة) ومعاییر الأمانة ( معاییر شخصیة ) إذ یقول الحق تبارک وتعالى ({قَالَتْ إِحْدَاهُمَا یَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ }القصص26).

نشأة الإشراف فی التربیة والتعلیم :

   إن مفهوم الإشراف بمعناه وممارسته المتعارف علیها الآن ، لم یتبلور فی التربیة والتعلیم إلا حدیثاً ، فقد کانت العوامل السیاسیة ، والدینیة هی المقرر المباشر لفلسفة الإشراف وأهدافه وممارسته منذ التاریخ المبکر للتربیة الإنسانیة.

    ومن الطبیعی أن یرتبط الإشراف التربوی بالتطورات السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والعلمیة التی شهدتها المجتمعات المعاصرة باعتباره أحد أعمدة النظام التربوی، ویمثل إطارًا مرجعیًا یوجه أنشطة النظام التعلیمی طبقًا لفلسفة وثقافة المجتمع ومعاییره الاجتماعیة، ولما کانت التربیة وأهدافها دائمة التطور والتغییر لتتلائم مع تطورات المجتمع وأهدافه لذا کان من الضروری أن یسایر الإشراف التربوی تلک التطورات فلسفةً وتنظیمًا ومفهومًا وأهدافًا.           (الخالدی، 2007، ص30).

ولقد تطور مفهوم الإشراف التربوی فی المجال التربوی والتعلیمی فی القرن الماضی تطورًا کبیرًا نتیجة لتطورات البحث فی مجال التربیة وعلم النفس، حیث اتسع نظامه ومضمونه، فبدلاً من التفتیش عن أخطاء المعلم کعملیة أساسیة أصبح التوجیه التربوی عملیة منظمة تهدف إلى تحسین عملیة التعلیم والتعلم. (سعید وآخرون، 2007، ص5).

فبعد أن کان یقتصر نشاطه على تصید الأخطاء ویهدف إلى رفع المستوى التحصیلی للطالب دون التفات إلى جوانب الشخصیة الأخرى. أصبح یرمی إلى تطور العملیة التربویة بکافة جوانبها وهو من هذا المنطلق عملیة تعاونیة تشخیصیة تحلیلیة علاجیة مستمرة یتم من       خلالها التفاعل البناء والمستمر بین المشرف والمعلم بهدف تحسین عملیتی التعلیم والتعلم. (حسان وزمیلاه، 2013، ص296).

المبحث الثالث : التطور

تطور الإشراف التربوی 

    لقد تطور الإشراف التربوی ، وتطورت مفاهیمه ، وأسالیبه طبقاً للتطور الشامل الذی طرأ على العملیة التعلیمیة بمنظورها الکلی ، فضلاً عن تطوره بسبب ارتباطه بالتطورات السیاسیة والاجتماعیة التی شهدتها المجتمعات المعاصرة باعتبار أن عملیة الإشراف واحدة من أعمدة النظام التربوی ، ولأنه یمثل إطاراً مرجعیاً یوجه أنشطة النظام التعلیمی ، وبذلک یمر الإشراف التربوی بتطورات متنوعة فی فلسفته ، وأنماطه من خلال مروره بمراحل عدة  . (المعمری ،2001 ، ص15).

فمن الطبیعی أن یحظى الإشراف التربوی فی بلدان العالم المختلفة بصورة عامة وفی أقطار الوطن العربی بصورة خاصة والبعض منها على وجه التحدید بنصیب وافر من الاهتمام أدى إلى تطوره تطورًا کبیرًا ولاسیَّما فی العقود الأخیرة، وإن التسمیة للإشراف التربوی بدلاً من مصطلح التفتیش لهو خیر دلیل على هذا التطور الملموس. (البدری، 2001، ص13).

  1. مرحلة التفتیش : Inspection

   هذه المرحلة الأولى من مراحل الإشراف التربوی والتی مازال راسخًا العدید من مبادئها فی أذهان بعض المربین والمدیرین القدامى، والتی تعتمد على التسلط وتصید أخطاء المعلمین على اعتبار أن المعلم هو محور العملیة التعلیمیة والتی سبق وغرت به عیوبها ومساوئها العدید من الباحثین التربویین. (نشوان، 2004، ص277).

کما یعد التفتیش عملیة یقوم بها أفراد غیر متخصصین فی أغلب الأحوال ، أو قد یکون لدیهم قلیل من الخبرة والدرایة فی کیفیة إدارة العلاقات الإنسانیة ، وطرق التعامل مع الأفراد ، وظهر مفهوم الإشراف التربوی بمعنى الرقابة والتفتیش کانعکاس للبناء الاجتماعی الذی اتصف بالجمود والسیطرة والتقسیم الطبقی الحاد الذی نتج عنه تمرکز السلطة بید الفرد الحاکم ، أو الأسرة الحاکمة ، واتخاذ العقاب وسیلة للإصلاح والتوجیه ، ویقوم عمل المفتش على أساس استخدام السلطة ورسم الأهداف وتحدید الخطط ، وامتحان الکل ، وحساب الأخطاء ، وأدى کل ذلک إلى نوع من العلاقة السلبیة بین المشرف والمعلم والطالب .

   وظل المفتش فی عالمنا العربی یمارس أسالیب التشکیک والقسوة للتعرف على أحوال المدارس وأعمال المعلمین ، وکانوا یصفون المفتش بالمبتکر المستبد ، وتمثلت النظرة إلى المعلم فی هذه المرحلة على أنه آلة ما علیه إلا إتباع التعلیمات المنصوص علیها ، وکان ینظر المفتش للمعلم : بأنه إنسان تنقصه القدرة والقوة فی إتمام عمله بشکل جید ، وهذا ما جعل المعلمین ینظرون إلى الإشراف نظرة سلبیة ، واستمر هذا الأمر حتى أوائل الستینات من القرن العشرین (محسین ،2001 ، ص26-28).

  1. مرحلة التوجیه التربوی : Guidance

   جاءت هذه المرحلة نتیجة لتطور فلسفة التربیة ، وأهدافها ، والاهتمام بمراحل النمو ونظریات التعلم، ومراعاة العلاقات الإنسانیة ، وأخذ ینظر إلى الإشراف بأنه : عملیة تفاعل إنسانیة تهدف إلى تحسین عمل المعلم وأدائه ، ومساعدته على تنمیة نفسه ، وحل مشکلاته ، وحدد نمو المفهوم على طبیعة التفاعل بین الموجه التربوی وبین المعلمین ، فهی تقع فی إطار الاحترام المتبادل ، والعلاقات الإنسانیة السلیمة ، وتمیزت هذه المرحلة بالاهتمام بالمعلم ، ومشاعره وأحاسیسه (محیسن ،2001، ص27) .

    وبهذا أصبحت عملیة الإشراف فی مرحلة التوجیه التربوی ترکز على تحسین أداء العملیة باعتبارهم محور العملیة التوجیهیة على أن یتم ذلک فی جو دیمقراطی یقوم على الاحترام المتبادل والاهتمام بحاجات المعلم، مما یؤدی إلى تحسین العملیة التعلیمیة التی یعد المعلم        أهم عناصرها، وعلى ضوء هذا المفهوم أصبحت مهمة التوجیه التربوی أکثر اتساعًا        وشمولاً وأصبح التوجیه التربوی تفاعلاً إیجابیًا بین الموجه وکل عناصر العملیة التعلیمیة لتطبیق أفضل تربیة ممکنة للتلامیذ برفع مستوى المعلم من قیمه وزیادة کفاءة العناصر المؤثرة فی منظومة التربیة والتعلیم وفاعلیتهما من جهة أخرى، وفی ظل هذا المفهوم أصبح التوجیه      التربوی یقوم على أساس من العلاقات الإنسانیة التی مصدرها احترام المعلم لذاته             والثقة فیه حیث یکون الهدف من عملیة التوجیه التربوی هو تحسین العملیة التعلیمیة. (عبدالعظیم وعوض الله، 2006، ص212).

   وقد عکست توصیات المؤتمر الدولی للتربیة والتعلیم الذی عقد فی جنیف قبل أکثر من نصف قرن أهمیة هذه التحولات فیما یتصل بموضوع التوجیه ، والذی خرج بعدد من التوصیات نذکر منها الآتی:

‌أ.        أن حماسة المعلمین للعمل تعززها الحریة المعطاة فی اختیار طرائق والأسالیب التدریس .

‌ب.    لا یتم اختیار المشرف فی ضوء حجم المعوقات فحسب وإنما بحسب قدرته على معالجة الأمور بذکاء وعدل ولیاقة .

‌ج.     یجب أن یکون محور عمل المشرف هو فهمه للمدرسین وقدرته على نصحهم وتشجیعهم وخلق روح المبادأة لدیهم ( عریفج ،2001 ، ص200 ) .

لکن المأخذ على هذه المرحلة من تاریخ تطور مفهوم الإشراف التربوی أنه أُسیء استخدام العلاقات بین المشرفین والمعلمین وتحولت إلى علاقات شخصیة لا تأخذ البعد المهنی بعین الاعتبار فی کثیر من الدول الأمر الذی استلزم إعادة النظر فی مضمون الإشراف وعدم التطرق فی استخدام عناصره. (مریزیق، 2008، ص35).

  1. مرحلة الإشراف التربوی :

   تتمیز هذه المرحلة بالنظرة الشمولیة ، واستخدام کافة الأسالیب التی تساعد على تحسین العملیة التعلیمیة من خلال تنمیة المعلمین مهنیاً إلى جانب الزیارات الصفیة ، وعقد الندوات العلمیة  لدراسة المشکلات التربویة وتبادل الزیارات ، وأصبح دور المشرف دیمقراطیاً یقوم على أساس التعاون ومشارکة المعلم فی الرأی ، وبهذا أصبح الإشراف عملیة تفاعل بین المشرف والمعلم ( المعمری ،2001  ، ص17), وتحولت عملیة الإشراف فی منتصف القرن العشرین نحو العملیة الدیمقراطیة ، وتطبیق العلوم السلوکیة ، والتعاون والمشارکة بین المشرف والمعلم ، ونجاح أداء المشرفین

    وفی هذه المرحلة استبدل مصطلح التوجیه التربوی بالإشراف التربوی لأن الإشراف أعم وأشمل والتوجیه جزء منه، حیث أن التوجیه التربوی یقتصر على تحقیق الآثار الإیجابیة المرجوة فی تحسین عملیتی التعلیم والتعلم. أما الإشراف التربوی فهو أشمل وأوسع ویعنی بالموقف التعلیمی. (عطوی، 2004، ص237).

ولکل ما تقدم : نجد أن مرحلة الإشراف التربوی اهتمت بالعملیة التعلیمیة وکل عناصرها من خلال الأتی :

1-     تنمیة المعلمین وتحسین المناهج والوسائل التعلیمیة

2-     احترام المعلمین وقدراتهم ومشارکتهم فی العملیة الإشرافیة التربویة والوصول بهم إلى صدر التقویم الذاتی الدیمقراطی.

3-     الشفافیة بین المعلم والمشرف بصورة إیجابیة.

4-     والاهتمام بکل الموقف التعلیمی ، وإحداث التغییر الإیجابی المرغوب فیه فی مختلف عناصر المعرفة

  ویعرض بعض المتخصصین تطور الإشراف التربوی على هیئة فترات تاریخیة تقابل        فی تقسیمها.

 مراحل تطور الإشراف التربوی التی تم استعراضها ، ویمکن تلخیص فترات التطور التاریخی على النحو الآتی :

1)      مرحلة الإشراف التقلیدی ، وهذه بدأت من ( القرن الثامن عشر حتى عام  1930) وهی تقابل مرحلة التفتیش التی تم عرضها ، وتوصف الإشراف التربوی : بأنه عبارة عن        ( تفتیش ، وتقویم ، وتغذیة ، وتحقیق ) ومن أهم خصائص هذه المرحلة :

‌أ.      التفتیش هو مرتکز عملیة الإشراف التربوی .

‌ب.  یقع المعلمون فی صراع بین تعلیمات الإدارة والإشراف .

2)      مرحلة التفتیش الانتقالی : بدأت هذه المرحلة من ثلاثینات القرن العشرین وحتى نهایة أربعینیا ته , ویترکز جل اهتمامها على :

‌أ.      طبیعة الإنسان وحاجاته بدلا من إیجاد روح عالیة واتجاهات إیجابیة فی العمل.

‌ب. تحول الاهتمام من الترکیز على ما یعمله المعلم إلى طبیعة وماهیة المعلم .            (المعمری  ،2001 ، ص17).

3)      الإشراف المثیر للجدل : برز هذا النوع من الإشراف فی مطلع الخمسینات من القرن العشرین واستمر حتى الوقت الراهن ، واعتمد على : 

‌أ.          تحلیل عملیة التفاعل القائمة بین المشرف والمعلم والمتعلم والتعلیم . 

‌ب.      استخدام الأهداف السلوکیة کأمثلة على الاهتمام بمهارات التدریس وأسالیبه.

‌ج.        طالبت بعض الأفکار بإشراک المعنیین والثقة بالمعلم فی تحلیل المواقف التعلیمیة الخاصة به ، واعتبرته أکثر ذکاءً من غیره من خلال اتصاله المباشر بالموقف التعلیمی الصفی.

‌د.    بینما دعت أفکار أخرى إلى إبراز الجانب الإنسانی مع الجانب الوظیفی ، والترکیز على المهارة فی إطار العلاقات والتوجیه ، وتنظیم المناهج وتحسینها ، والعمل من خلال فرق تعلیمیة .( محیسن ،2001  ، ص30).

المبحث الرابع : مهام الإشراف التربوی فی العملیة التعلیمیة

تعددت مهام الإشراف فی العملیة التعلیمیة ودخلت فی جوانب عدة وهی على النحو الآتی :

1)    تطویر المناهج :

إن تطویر المناهج یعنی تطویر العملیة التعلیمیة بأکملها ولا تکون عملیة الإشراف التربوی عملاً فردیاً بل هی عمل تعاونی یتولى فیه المشرف مهمة القائد فی هذه العملیة التی یشترک فیها المعلمون والمختصون وأولیاء الأمور أحیاناً ویتم ذلک من خلال الندوات واللقاءات .

2)    تنظیم الموقف التعلیمی:

یلعب المشرف التربوی دورا أساسیا فی عملیة التنظیم إذ یقدم المساعدة للمعلمین لوضع أسس لتصنیف التلامیذ إلى مجموعات حسب العمر ، کذلک فی وضع جدول توزیع الدروس بما یتلاءم مع طبیعة المقررات الدراسیة والوقت المناسب لتدریسها وتوزیع عناصر محتوى المنهج على السنة الدراسیة.

3)    اختیار المعلمین:

یبرز دور الإشراف التربوی بشکل بارز فی عملیة اختیار المعلمین وتکمن مهمة الإشراف التربوی هنا فی التنسیق بین المتغیرات الاقتصادیة والاجتماعیة للمعلمین , وتطویر المعاییر التی تتم على أساسها عملیة الاختیار , کما یقوم الإشراف التربوی ببیان مراکز هؤلاء المعلمین لأنه قادر على تحدید احتیاجات المدرسة من المعلمین فی مختلف المناطق التعلیمیة , کما یقوم أیضا بتوزیعهم ووضعهم فی الأماکن التی تناسب مع اختصاصاتهم ومؤهلاتهم وتناسبهم اجتماعیاً .

4)    توفیر التسهیلات التعلیمیة:

المقصود بالتسهیلات التعلیمیة فی المواد والأجهزة والأدوات المستخدمة فی العملیة التعلیمیة مثل الکتب والطباشیر وأدوات المختبر وغیرها , وهنا تأتی مهمة الإشراف التربوی حیث یقوم بوضع المواصفات والمعاییر لهذه الأدوات والأجهزة والمواد بناء على دراسة دقیقة تأخذ بعین الاعتبار الجوانب الاقتصادیة والتعلیمیة والنوعیة .

5)    تنظیم الدورات :

یقوم الإشراف التربوی بتنظیم دورات تدریبیة للمعلمین بهدف تطویر کفایة هؤلاء المعلمین فی بعض الجوانب التی یعتقد بضرورة تطویرها , کما ینظم دورات مستمرة دائمة وإنسانیة.

6)    تهیئة المعلمین الجدد :    

یقوم الإشراف التربوی بتهیئة المعلمین الجدد الذین یعینون فی مختلف المناطق التعلیمیة  , وتعریفهم بالمدارس التی سوف یعملون فیها والظروف الاجتماعیة والاقتصادیة المحیطة بالبیئة المدرسیة وبطرق المدرسة المختلفة.

7)    الإفادة من خبرات البیئة فی عملیة التعلیم والتعلم :

من واجبات الإشراف التربوی الأساسیة أن یضع دلیلاً یحدد فیه مختلف مرافق البیئة التی تحیط بالمدرسة ,  ویعمل على تطویر علاقات عمل إیجابیة واعیة مع المسئولین والمشرفین على هذه المرافق .

8)    تقویم العملیة التعلیمیة :

  تقع على عاتق الإشراف التربوی مسؤولیة تقویم مختلف جوانب ألعملیة التعلیمیة بحکم علاقته المباشرة بها ، فعملیة التقویم التی یقوم بها الإشراف لا تقتصر على بیان مدى           کفایة المؤسسات التربویة من بلوغ أهدافها بصورة عامة فحسب وإنما هی عملیة متکاملة تشمل جمیع جوانب هذه المؤسسة ویجب أن تکون عملیة التقویم لأی جانب من جوانب            المؤسسة التربویة مبنیة على دراسة متعمقة لهذا الجانب ولا تقتصر على إصدار حکم عام . (طاهر، علوی عبدالله، 2013، ص48).

  وهذا ما تسعى إلیه الجهود العربیة فی مختلف بلدان الوطن العربی من أجل تحسین وتطویر العملیة التعلیمة وتطویر مخرجاتها وتحقیق الأهداف المرجوة منها للوصول إلى مستوى الرقی والتقدم العلمی , وان تکون عملیة الإشراف على قدر من المسئولیة وعلى النحو الأتی :  

1-       تصبح عملیة شاملة تتألف من مجموعة النشاطات التربویة: کالتخطیط، والتدریب، والتنسیق والتقویم لجمیع جوانب العملیة التربویة ، وتستخدم مجموعة من الوسائل الإشرافیة المتنوعة التی تساعد فی القیام بتلک النشاطات .

2-       تعد عملیة منظمة تعتمد التخطیط أساساً لانطلاقتها ، وتسیر بخطوات مبرمجة محکومة بزمن محدد ، ولکل مرحلة من مراحلها أهدافا خاصة بها .

3-       تنطلق من الإشراف فکرة تعاونیة ، فالمشرف ، أو مدیر المدرسة ، أو المعلم ، کزملاء فی المهنة ، یتعاونون فی العمل لتحقیق أهداف المدرسة ، فی جو من الاحترام المتبادل ، والتقدیر والتقبل .

4-       وتعد عملیة الإشراف عملیة مستمرة ، بمعنى أنها تتم على مدى العام الدراسی ، فهی لیس متقطعة وموسمیة .

5-       إن عملیة الإشراف التربوی تنفذ من أکثر من جهة واحدة ، فهی تعاونیة تشارکیة تهم الجمیع ، ویکون لها أکثر من مصدر : المشرف التربوی ، ومدیر المدرسة بصفته مشرفاً تربویاً مقیماً، فضلاً عن المعلمین المساعدین Helping Teachers الذین یمثلون الأقران وتناط بهم مهام إشرافیة محدودة ، وکذلک المعلمین المرجعیین Resource Teachers ، والمعلمین المتعاقدین Cooperating Teachers والمعلمین الأوائل .

6-       عملیة الإشراف التربوی الفعال لا تنطلق من التفکیر بأن الإشراف هو هدف بحد ذاته ، بل أنها وسیلة لتوجیه المعلمین وإرشادهم وتزویدهم بکل جدید ، فی مجال عملهم ، وهذا کله یکفل لهم تحسین مهاراتهم التعلیمیة وتطویرها، داخل حجرة الصف وخارجها.

7-       یعد تحسین وتطویر مهارات للمعلمین التعلیمیة الهدف الأدنى قصیر الأجل للعملیة الإشرافیة ، بینما یعد تحقیق أهداف العملیة التعلیمیة ، وتحقیق النمو المتکامل الشامل للمتعلمین هو الهدف النهائی الطویل الأمد.(السعود ،2002 ،ص68-69 ) .

نتائج البحث :

ولقد توصل الباحثان إلى نتائج من أهمها:

  1. تبین من خلال التعمق فی نشأة وتطور الإشراف إداریاً وتعلیمیاً، نظریاً وعملیاً أن للإشراف تاریخاً مشترک بدأ مع ظهور علم الإدارة کمدخل فی الصناعة والتجارة ثم دخوله حدیثاً فی میدان العملیة التعلیمیة دخولاً منظماً وبتخطیط متقن، وهذا هو میدان العلم وتلا قح العلوم مع بعضها کلاً یکمل الآخر ویستفید من خططه ونظمه وبرامجه .
  2. تبین من خلال استعراض مفاهیم البحث أنها مترابطة مع بعضها وکل منها یکمل الآخر کما هو فی الإشراف والإدارة والتعلیم.
  3. یبدو أن معظم خصائص وممیزات الإشراف التربوی تکمن وتدور حول کیفیة تحقیق أقصى درجات استغلال طاقات الفرد والمجتمع.
  4. یسهم الإشراف التربوی ومنذ نشأته بشکل فعال بترجمة الإمکانات والطاقات لکسب خبرات التعلم لصالح المعلمین بطرق ووسائل عملیة وتربویة منظمة .
  5. یساعد الإشراف التربوی فی تحسن وتوجیه کل المفاهیم والأفکار التی ترفد میدان      عملیات التعلیم.
  6. للإشراف دور کبیر فی تنظیم مدخلات عملیات التعلیم بشکل یضع النقاط على الحروف لتحقیق الأهداف المرجوة ، وکلما انتظم الإشراف واتخذ الطرق الصحیة تجاه عناصر العملیة التعلیمیة سهل فی مرونة التفکیر الإشرافی وزاد من تراکم خبرة المشرف التربوی الذی بدوره یعمل على تحریر عقل وإرادة المدرس ، فضلاً عن إطلاق طاقاته ، واستغلال مواهبه ، وزیادة قدراته فی تحقق الأهداف التربویة المرجوة .

ولکل ما تقدم یوصی الباحثان بالاتی :

1-  ایلاء الإشراف التربوی مکانةً فعلیة وعملیة من قبل وزارة التربیة والمدیریات العامة للتربیة والتعلیم بکل عناصر ومستلزمات الإشراف التربوی  لما له من أثر فی إنجاح العملیة التعلیمیة وتشخیص سلبیات الواقع.

2-  أن تولی کلیات التربیة اهتماماً جاداً بوضع المناهج المقررة للإدارة والإشراف التربوی على أعلى درجات الحداثة والدقة ، وإن تنمط تدریسها إلى عناصر کفوءة من أعضاء هیئة التدریس المتخصصین فی هذا المجال لکی تکتمل حلقة هذا العلم نظریاً وعملیاً بین ما یکتسبه خریجوا کلیات التربیة وتواصلاً مع ما تضعه وزارة التربیة والمدیریات العامة للتربیة والتعلیم من خطط وبرامج للعمل الإشرافی فی مراحل التعلیم الأساسی والإعدادی والثانوی.


قائمة المصادر :

  1. الأسدی ، سعید جاسم ، وآخرون : الإشراف التربوی، مکتبة دار الثقافة، الأردن ، 2003م .
  2. البدری، طارق (2001م)، تطبیقات ومفاهیم فی الإشراف التربوی، دار الفکر للطباعة والتوزیع، عمان، الأردن.
  3. البدری، طارق (2008م)، تطبیقات ومفاهیم فی الإشراف التربوی، دار الفکر، عمان، الأردن، ط4.
  4. البکری، أمین (2012م)، درجة ممارسة المشرفین التربویین لمهامهم فی تحسین أداء المعلمین فی مدارس التعلیم الثانوی، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة عدن.
  5. البیلاوی، حسن وآخرون (2010م)، الجودة الشاملة فی التعلیم، دار المسیرة للنشر والتوزیع، عمان، ط3.
  6. حامد، سلیمان هاشم (2009م)، الإدارة التربویة المعاصرة، دار أسامة للنشر والتوزیع، عمان، ط1.
  7. حبتور، عبدالعزیز (2009م)، مبادئ الإدارة العامة، دار المسیرة للنشر والتوزیع،        عمان، ط1.
  8. الحریری، رافدة (2006م)، الإشراف التربوی واقعه، آفاقه المستقبلیة، دار المناهج للنشر والتوزیع، عمان، ط1.
  9. حسان، حسن محمد ومحمد حسنین العجمی (2013م)، الإدارة التربویة، دار المسیرة للنشر والتوزیع، عمان، ط3.
  10. حسان، حسن محمد، والعجمی، محمد حسین (2010م)، الإدارة التربویة، دار المسیرة للنشر والتوزیع، ط2.
  11. الخالدی، عزیز (2008م)، مستوى ممارسة المشرفین التربویین للمهارات القیادیة فی مدارس التعلیم الأساسی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة عدن.
  12. الخطیب ، رداح :  الإدارة والإشراف التربوی، الکویت، دار الأمل، 2000م.              ص 225 – 224
  13. الدویک، تیسیر وآخرون : أسس الإدارة التربویة والمدرسیة والإشراف التربوی ، دار الفکر ،عمان ، الأردن ، 2000م .  ص3.
  14. السعود : راتب : الإشراف التربوی ، اتجاهات حدیثة ، ط1 ،مرکز طارق للتوزیع والخدمات الجامعیة الأردن ، عمان ، 2002 م .
  15. سعید، عبدالحمید أحمد وآخرون (2007م)، مقیاس الکفایات الأدائیة للموجه التربوی فی التعلیم العام، مرکز البحوث والتطویر التربوی، عدن، الجمهوریة الیمنیة.
  16. طاهر علوی عبدالله (2013م)، التوجیه التربوی فی الیمن، منشورات کلیة التربیة، جامعة عدن، ط1.
  17. عایش، أحمد جمیل (2010م)، تطبیقات فی الإشراف التربوی، دار المسیرة للنشر والتوزیع، عمان، ط2.
  18. عبدالعظیم، سلامة، وعوض الله سلیمان عوض الله (2006م)، اتجاهات حدیثة فی الإشراف التربوی، دار الفکر، عمان، ط1.
  19. عریفج ، سامی لسطی : الإدارة التربویة المعاصرة ، ط1، دار الفکر، عمان، 2001م .
  20. عطوی، جودت عزت (2004م)، الإدارة التعلیمیة والإشراف التربوی أصولها وتطبیقاتها، دار الثقافة، عمان، ط1.
  21. عوض، عوض الله، وزمیله سلامة (2006)، اتجاهات حدیثة فی الإشراف التربوی، دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر، عمان، الأردن، ط1.
  22. الفقیه، أفراح أحمد (2008م)، مدى تمثل معلمی المرحلة الأساسیة لأخلاق مهنة التعلیم من المنظور التربوی الإسلامی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة صنعاء، کلیة التربیة.
  23. فیفر إیزبیلاود تلاب (2001م)، الإشراف التربوی على المعلمین دلیل لتحسین التدریس، ترجمة: محمد عید دیرانی، منشورات روائع مجدلانی، عمان، ط3.
  24. قسم الدراسات فی الدار : الإدارة والإشراف التربوی ، دار المستقبل، عمان،2000م.
  25. کویران ، عبد الوهاب عوض : مدخل إلى طرائق التدریس ، ط3 , مطبعة جامعة عدن، سلسلة الکتاب الجامعی (1) 2004 .
  26. محیسن، عائشة محمد: مدى التزام المشرفین التربویین أخلاقیات المهنة لدى الزیارات الصفیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة ، جامعة عدن 2001م.
  27. مریزیق، هشام یعقوب (2008م)، الإشراف التربوی بین النظریة والتطبیق، دار الرایة، عمان، الأردن، ط1.
  28. المساد , محمود : تجدیدات فی الإشراف التربوی ، المرکز الوطنی لتنمیة الموارد البشریة ، عمان ، الأردن ، 2001م , ص9.
  29. المهدی، وجدی (2007م)، المعلم ومهنة التعلیم بین الأصالة والمعاصرة، دار الجامعة الجدیدة، مصر، ط1.
  30. نشوان، یعقوب حسین، جمیل عمر نشوان (2004م)، السلوک التنظیمی فی الإدارة والإشراف التربوی، دار الفرقان، عمان، ط3.
    1. MeCabe, L et. Al (2009), School Climate; Research, Policy, Practice, and Teacher Education, Teacher School Codge Record, Columbia University, Hoy.W and Forsyth, P.b.

 

 

 

  1. قائمة المصادر :

    1. الأسدی ، سعید جاسم ، وآخرون : الإشراف التربوی، مکتبة دار الثقافة، الأردن ، 2003م .
    2. البدری، طارق (2001م)، تطبیقات ومفاهیم فی الإشراف التربوی، دار الفکر للطباعة والتوزیع، عمان، الأردن.
    3. البدری، طارق (2008م)، تطبیقات ومفاهیم فی الإشراف التربوی، دار الفکر، عمان، الأردن، ط4.
    4. البکری، أمین (2012م)، درجة ممارسة المشرفین التربویین لمهامهم فی تحسین أداء المعلمین فی مدارس التعلیم الثانوی، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة عدن.
    5. البیلاوی، حسن وآخرون (2010م)، الجودة الشاملة فی التعلیم، دار المسیرة للنشر والتوزیع، عمان، ط3.
    6. حامد، سلیمان هاشم (2009م)، الإدارة التربویة المعاصرة، دار أسامة للنشر والتوزیع، عمان، ط1.
    7. حبتور، عبدالعزیز (2009م)، مبادئ الإدارة العامة، دار المسیرة للنشر والتوزیع،        عمان، ط1.
    8. الحریری، رافدة (2006م)، الإشراف التربوی واقعه، آفاقه المستقبلیة، دار المناهج للنشر والتوزیع، عمان، ط1.
    9. حسان، حسن محمد ومحمد حسنین العجمی (2013م)، الإدارة التربویة، دار المسیرة للنشر والتوزیع، عمان، ط3.
    10. حسان، حسن محمد، والعجمی، محمد حسین (2010م)، الإدارة التربویة، دار المسیرة للنشر والتوزیع، ط2.
    11. الخالدی، عزیز (2008م)، مستوى ممارسة المشرفین التربویین للمهارات القیادیة فی مدارس التعلیم الأساسی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة عدن.
    12. الخطیب ، رداح :  الإدارة والإشراف التربوی، الکویت، دار الأمل، 2000م.              ص 225 – 224
    13. الدویک، تیسیر وآخرون : أسس الإدارة التربویة والمدرسیة والإشراف التربوی ، دار الفکر ،عمان ، الأردن ، 2000م .  ص3.
    14. السعود : راتب : الإشراف التربوی ، اتجاهات حدیثة ، ط1 ،مرکز طارق للتوزیع والخدمات الجامعیة الأردن ، عمان ، 2002 م .
    15. سعید، عبدالحمید أحمد وآخرون (2007م)، مقیاس الکفایات الأدائیة للموجه التربوی فی التعلیم العام، مرکز البحوث والتطویر التربوی، عدن، الجمهوریة الیمنیة.
    16. طاهر علوی عبدالله (2013م)، التوجیه التربوی فی الیمن، منشورات کلیة التربیة، جامعة عدن، ط1.
    17. عایش، أحمد جمیل (2010م)، تطبیقات فی الإشراف التربوی، دار المسیرة للنشر والتوزیع، عمان، ط2.
    18. عبدالعظیم، سلامة، وعوض الله سلیمان عوض الله (2006م)، اتجاهات حدیثة فی الإشراف التربوی، دار الفکر، عمان، ط1.
    19. عریفج ، سامی لسطی : الإدارة التربویة المعاصرة ، ط1، دار الفکر، عمان، 2001م .
    20. عطوی، جودت عزت (2004م)، الإدارة التعلیمیة والإشراف التربوی أصولها وتطبیقاتها، دار الثقافة، عمان، ط1.
    21. عوض، عوض الله، وزمیله سلامة (2006)، اتجاهات حدیثة فی الإشراف التربوی، دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر، عمان، الأردن، ط1.
    22. الفقیه، أفراح أحمد (2008م)، مدى تمثل معلمی المرحلة الأساسیة لأخلاق مهنة التعلیم من المنظور التربوی الإسلامی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة صنعاء، کلیة التربیة.
    23. فیفر إیزبیلاود تلاب (2001م)، الإشراف التربوی على المعلمین دلیل لتحسین التدریس، ترجمة: محمد عید دیرانی، منشورات روائع مجدلانی، عمان، ط3.
    24. قسم الدراسات فی الدار : الإدارة والإشراف التربوی ، دار المستقبل، عمان،2000م.
    25. کویران ، عبد الوهاب عوض : مدخل إلى طرائق التدریس ، ط3 , مطبعة جامعة عدن، سلسلة الکتاب الجامعی (1) 2004 .
    26. محیسن، عائشة محمد: مدى التزام المشرفین التربویین أخلاقیات المهنة لدى الزیارات الصفیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة ، جامعة عدن 2001م.
    27. مریزیق، هشام یعقوب (2008م)، الإشراف التربوی بین النظریة والتطبیق، دار الرایة، عمان، الأردن، ط1.
    28. المساد , محمود : تجدیدات فی الإشراف التربوی ، المرکز الوطنی لتنمیة الموارد البشریة ، عمان ، الأردن ، 2001م , ص9.
    29. المهدی، وجدی (2007م)، المعلم ومهنة التعلیم بین الأصالة والمعاصرة، دار الجامعة الجدیدة، مصر، ط1.
    30. نشوان، یعقوب حسین، جمیل عمر نشوان (2004م)، السلوک التنظیمی فی الإدارة والإشراف التربوی، دار الفرقان، عمان، ط3.
      1. MeCabe, L et. Al (2009), School Climate; Research, Policy, Practice, and Teacher Education, Teacher School Codge Record, Columbia University, Hoy.W and Forsyth, P.b.