مصادر تحديد الاحتياجات التدريبية في إدارات التدريب التربوي بوزارة التعليم في المملکة العربية السعودية ( الواقع وسبل التطوير)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المملکة العربية السعودية

المستخلص

هدفت الدراسة إلى التعرف على مصادر تحديد الاحتياجات التدريبية في إدارات التدريب التربوي بوزارة التعليم، وتم استخدام المنهج الوصفي المسحي و الاستبانة أداة للدراسة، و تکوّن مجتمع الدراسة من جميع مشرفي التدريب التربوي بإدارات التدريب التربوي بوزارة التعليم وعددهم (671) مشرفا،  تم اختيار (250) مشرفاً عينة للبحث، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم مصدرين تعتمد عليهما إدارات التدريب التربوي في تحديد الاحتياجات التدريبية هما :

مشرف التدريب التربوي بمستوى استجابة عالية وبمتوسط حسابي (٢,٩٨ -3).
والمشرفين التربويين بمستوى استجابة عالية وبمتوسط حسابي(٢،٧٨-3).
والرئيس المباشر بمستوى استجابة متوسطة وبمتوسط حسابي بلغ (٢,٠٩ -3).

فيما تُستخدم المصادر الأخرى التالية بدرجة ضعيفة وهي:

مستشار التدريب بمتوسط حسابي (١٫٣٦)،
الإدارة العليا بمتوسط حسابي(1,25)،
مراکز التدريب المتخصصة بمتوسط حسابي (1,22)،
المتدربون بمتوسط حسابي (1,15)

أوصت الدراسة بضرورة إيجاد نظام يکفل الاستفادة من جميع المصادر في تحديد الاحتياجات التدريبية وخاصة المتدربين لما لذلک من الأثر الکبير في تحديد الاحتياجات التدريبية الفعلية ورفع دافعيتهم للمشارکة في التدريب إعدادا وتنفيذا وتقويما.
 
 
 
 
 
 
 
 
Abstract:
The study aimed to identify the sources of identifying the training needs in the educational training departments in the Ministry of Education. The descriptive descriptive method and the questionnaire were used as a tool for study. The study society consisted of all the educational training supervisors in the educational training departments of the Ministry of Education (671 supervisors) ). The study found that the most important sources on which the educational training departments depend in determining the training needs are:
• Educational training supervisor at a high response level with an average of (2.98-3).
• Educational supervisors with a high response level and an arithmetic mean (2.78-3).
• The direct president has a moderate response level with an average of (2.09-3).
The following other sources are poorly used:
• Training consultant with an average of (1.36), senior management with an average of (1.25)
Specialized training centers with an average of 1.22,
• Trainees with an average of (1,15)
The study recommended the need to find a system that ensures the utilization of all sources in determining the training needs, especially trainees, because of the great impact in identifying the actual training needs and raising their motivation to participate in the training preparation, implementation and evaluation.
 
 

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة فی إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة  ( الواقع وسبل التطویر)

 

 

إعـــداد

د / خالد بن عبد العزیز الداود 

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الثالث – جزء ثانى –  مارس 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

ملخص الدراسة

هدفت الدراسة إلى التعرف على مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة فی إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم، وتم استخدام المنهج الوصفی المسحی و الاستبانة أداة للدراسة، و تکوّن مجتمع الدراسة من جمیع مشرفی التدریب التربوی بإدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم وعددهم (671) مشرفا،  تم اختیار (250) مشرفاً عینة للبحث، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم مصدرین تعتمد علیهما إدارات التدریب التربوی فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة هما :

  • مشرف التدریب التربوی بمستوى استجابة عالیة وبمتوسط حسابی (٢,٩٨ -3).
  • والمشرفین التربویین بمستوى استجابة عالیة وبمتوسط حسابی(٢،٧٨-3).
  • والرئیس المباشر بمستوى استجابة متوسطة وبمتوسط حسابی بلغ (٢,٠٩ -3).

فیما تُستخدم المصادر الأخرى التالیة بدرجة ضعیفة وهی:

  • مستشار التدریب بمتوسط حسابی (١٫٣٦)،
  • الإدارة العلیا بمتوسط حسابی(1,25)،
  • مراکز التدریب المتخصصة بمتوسط حسابی (1,22)،
  • المتدربون بمتوسط حسابی (1,15)

أوصت الدراسة بضرورة إیجاد نظام یکفل الاستفادة من جمیع المصادر فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وخاصة المتدربین لما لذلک من الأثر الکبیر فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة الفعلیة ورفع دافعیتهم للمشارکة فی التدریب إعدادا وتنفیذا وتقویما.

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract:

The study aimed to identify the sources of identifying the training needs in the educational training departments in the Ministry of Education. The descriptive descriptive method and the questionnaire were used as a tool for study. The study society consisted of all the educational training supervisors in the educational training departments of the Ministry of Education (671 supervisors) ). The study found that the most important sources on which the educational training departments depend in determining the training needs are:

• Educational training supervisor at a high response level with an average of (2.98-3).

• Educational supervisors with a high response level and an arithmetic mean (2.78-3).

• The direct president has a moderate response level with an average of (2.09-3).

The following other sources are poorly used:

• Training consultant with an average of (1.36), senior management with an average of (1.25)

Specialized training centers with an average of 1.22,

• Trainees with an average of (1,15)

The study recommended the need to find a system that ensures the utilization of all sources in determining the training needs, especially trainees, because of the great impact in identifying the actual training needs and raising their motivation to participate in the training preparation, implementation and evaluation.

 

 

مشکلة الدراسة: 

اهتمت وزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة بتطویر منسوبیها وخاصة التربویین منهم، وذلک إیمانا منها بأهمیة التدریب ودوره فی تحسین الأداء، لذا قامت بافتتاح إدارة للتدریب التربوی فی کل إدارة تعلیمیة فی المملکة العربیة السعودیة وربطها تنظیمیا بمساعد مدیر التعلیم، واستقطاب التربویین المتمیزین وتفریغهم للعمل التدریبی فی هذه الإدارات تحت مسمى مشرف تدریب تربوی.

وبلغ عدد إدارات التدریب التربوی عام 1437 هـ (86) إدارة تدریب تربوی فی إدارات التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة یعمل بها حوالی (671) مشرف تدریب تربوی، تُعنى بتطویر معارف ومهارات واتجاهات التربویین من منسوبی إدارات التعلیم، وتقوم هذه الإدارات بتقدیم البرامج التدریبیة وبناء الحقائب التدریبیة وتصمیمها بما فی ذلک تحدید الاحتیاجات التدریبیة لهم. (وزارة التعلیم، 1436)

وتُعد مرحلة تحدید الاحتیاجات التدریبیة هی المرحلة الأهم فی مراحل بناء البرنامج التدریبی والتی یُعتمد علیها کثیرا فی تحدید أهداف البرنامج ومحتواه التدریبی وهو المؤشر الذی یوجه عملیة التدریب، ویوضح المستهدف من التدریب ویحدد مهارات المدرب المناسب ویساعد فی اختیار طریقة تقویم البرنامج التدریبی وقیاس أثره، (تریسی، 2004)

      وحیث أن نجاح إدارات التدریب التربوی فی التحدید الدقیق للاحتیاجات التدریبیة لمنسوبیها یعتمد کثیرا على تنوع المصادر التی تستقی منها هذه الاحتیاجات التدریبیة وعدم الاقتصار على مصدر أو مصدرین وإهمال باقی المصادر الأخرى والتی یمکن حصرها فی ستة مصادر هی: المتدرب الذی یتلقى التدریب، فهو الأقدر على معرفة وتحدید احتیاجاته المعرفیة والمهاریة التی تُعینه على أداء عمله على الوجه الأکمل، والرئیس المباشر الذی یُشرف على المتدرب المراد تحدید احتیاجاته التدریبیة، مشرف التدریب التربوی، والإدارة العلیا وذلک بحکم إشرافها العام على المتدربین، ووجود تقاریر الأداء الدوریة لدیها، ومراکز التدریب المتخصصة و التی تعتبر بمثابة بیوت الخبرة المتخصصة فی بناء البرامج التدریبیة بما فی ذلک تحدید الاحتیاجات التدریبیة james,2016) ) لذا تأتی الدراسة الحالیة للوقوف على معرفة مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة للبرامج التربویة التی تقدمها إدارات التدریب التربوی بإدارات التعلیم التابعة لوزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة وسبل تطویرها.

أسئلة الدراسة: 

ما المصادر التی تعتمد علیها إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم للتعرف على الاحتیاجات التدریبیة من وجهة نظر مشرفی التدریب التربوی؟

أهداف الدراسة: 

سعت الدراسة إلى التعرف على المصادر التی تعتمد علیها إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم للتعرف على الاحتیاجات التدریبیة وتقدیم مقترحات لتطویرها.

أهمیة الدراسة: الأهمیة العلمیة: 

توفیر قدر من المعلومات والمعرفة حول موضوع الاحتیاجات التدریبیة للبرامج التدریبیة التربویة المُقدمة لنسوبی التعلیم بما یساهم فی دعم المکتبات ومراکز الأبحاث، وإلقاء مزید من الضوء على مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة.  

الأهمیة العملیة 

  1.  تستفید إدارات التدریب التربوی فی تطویر مصادرها فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة للبرامج التدریبیة التی تقوم بتصمیمها.
  2. تستعین إدارات التدریب التربوی فی المملکة بنتائج هذه الدراسة فی التقویم الذاتی لعملیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة للبرامج التی تقوم بتصمیمها. 
  3. الاستفادة من هذه الدراسة فی تصمیم برنامج تدریبی لمشرفی التدریب التربوی حول موضوع تعدد مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة.

حدود الدراسة: 

اقتصرت هذه الدراسة على الحدود التالیة: 

الحدود الموضوعیة: الوقوف على المصادر التی تعتمد علیها إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم للتعرف على الاحتیاجات التدریبیة فی المملکة العربیة السعودیة وتقدیم مقترحات لتطویرها.

الحدود المکانیة: إدارات التدریب التربوی التابعة لإدارات التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة. 

الحدود الزمانیة: تم تطبیق أداة الدراسة الخاصة بالوقوف على مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة للبرامج التدریبیة المُقدمة فی إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة فی الفصل الدراسی الثانی لعام 1439هـ.

مصطلحات الدراسة: 

الاحتیاجات التدریبیة: هی مجموعة التغیرات المطلوب إحداثها فی الفرد والمتعلقة بمعارفه، ومهاراته، وخبراته، وسلوکه، واتجاهاته لجعله لائقاً لشغل وظیفة أعلى، أو لأداء اختصاصات وواجبات وظیفته الحالیة بکفاءة عالیة (تریسی، 2004)

ویُقصد بها فی هذه الدراسة: المعارف والمهارات والاتجاهات التی تُبنى على أساسها البرامج التدریبیة المقدمة فی إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم بهدف تطویر منسوبی التعلیم.

مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة: هی الجهات التی تستقی منها إدارات التدریب بوازرة التعلیم الاحتیاجات التدریبیة للبرامج التی تنفذها لمنسوبی التعلیم.

إدارات التدریب التربوی: هی وحدات إداریة مرتبطة تنظیمیا بإدارة التعلیم ومهمتها تصمیم البرامج التدریبیة وإعداد الحقائب وتقدیم البرامج التدریبیة المتخصصة للمشرفین والمدیرین والمعلمین.

الإطار النظری والدراسات السابقة

الإطار النظری: 

مفهوم التدریب التربوی وأهمیته:

یعتبر التدریب ظاهرة إنسانیة طبیعیة، یتمیز بها المجتمع الإنسانی عن غیره، کما أنه ضرورة حتمیة لکل فرد یرید أن یحتل مکانة ممیزة فی المجتمع، وهو وظیفة إداریة رئیسیة مستمرة، تمثل واجبا أساسیا من واجبات الإدارة الحدیثة فی مختلف المؤسسات، وأحد الأنشطة الإداریة المهمة التی تهدف إلى رفع الکفاءة الإنتاجیة، وتحسین أسالیب العمل، وذلک عن طریق إحداث تغییر مرغوب فیه، فی مهارات الأفراد وسلوکهم وقدراتهم.

والتدریب عملیة تطویر سلوک الفرد فی مجالات المعارف والمهارات والاتجاهات لتحقیق مستوى الأداء المرغوب ویقصد بالسلوک: المُخرج النهائی لهذا الموظف بعد أن یتلقى التدریب، ویمکن أن یکون السلوک معرفة أو مهارة أو اتجاه، والمعرفة هی المادة العلمیة، أما المهارة فهی الجانب التطبیقی، والاتجاه هو جانب الشعور مثل الحب أو الکره.

وقد عرفه ماریان، وبتریسیا (MarieneD. patricia، 2015) بأنه: تطویر مهارات الموظف للنقطة التی یتمکن عندها من القیام بوظیفته الحالیة، بینما عرفه )الأحمد،2012) بأنه: عملیة نظامیة لتغییر سلوک العاملین باتجاه تنمیة أهداف المؤسسة وتطویرها، ویدرکها فی الوقت الحالی والمستقبل.

فیما عرفه (الخطیب،2006) بأنه عملیة تعلم لمعارف وطرق وسلوکیات جدیدة، تؤدی إلى تغیرات فی قابلیات الأفراد لأداء أعمالهم، أما جون مارشال وساره کالدول (JohnC.Marshall & Sarah Caldwell، 2012) فعرفا التدریب على أنه: محاولات مخططة ومدروسة تقوم بها المؤسسة للتسهیل على الموظفین عملیة تعلم مختلف المعارف والمهارات والسلوکیات المتعلقة بالوظائف التی یقومون بها.

 ویُشیر (حسونة، 2012) إلى أن التدریب: عملیة منظمة مستمرة؛ لتنمیة مجالات الفرد المعرفیة والمهاریة وقدراته وسلوکه، واتجاهاته النظریة والعملیة؛ لتحسین أدائه وإکسابه الخبرة المنظمة، وإیجاد الفرص المناسبة للتغییر فی سلوکه، وتوسیع معارفه، وصقل مهاراته وقدراته من خلال برامج تخططها الإدارة تراعی فیها حاجاته وحاجات المؤسسة، وحاجات الدولة فی المستقبل من أعمال.

أما تریسی فیرى استخدام مصطلح تنمیة الموارد البشریة بدلاً من مصطلح التدریب والتطویر للتعبیر عن وظیفة التدریب وهو یُعرف التدریب والتطویر بأنهما یتضمنان کل الأنشطة والبرامج التی تنفذها المنظمة وترعاها وتدعمها والتی تصمم من أجل: تنمیة مهارات مجموعات وفرق العمل اللازمة لتحقیق أغراض وأهداف المنظمة، وتنمیة معارف ومهارات الأفراد العاملین، اللازمة لأداء الأعمال والواجبات والمهام بالمنظمة، وتنمیة مهارات جدیدة لدى العاملین الحالیین لتمکینهم من الاحتفاظ بقدرتهم على الإنتاج على الرغم من التغیرات التقنیة، أو التغیرات فی الأجهزة أو الإجراءات أو الأسالیب، أو المنتجات، وإعداد عاملین یتم اختبارهم لتولى المناصب الإشرافیة، والإداریة العلیا فی المنظمة، وتحسین إنتاجیة کل من الأفراد وفرق العمل، وأخیرا تشجیع التطویر الذاتی للعاملین ومشارکتهم فی برنامج التعلم المستمر.( تریسی،2004 (

ومما سبق یمکن تعریف التدریب التربوی بأنه عملیة إداریة تهدف إلى تطویر معارف ومهارات واتجاهات منسوبی التعلیم، تعینهم على أداء أدوارهم التعلیمیة والتربویة بکفاءة.

أهمیة التدریب: للتدریب أهمیة کبیرة سواء على مستوى الأفراد أوعلى مستوى المنظمات، فعلى مستوى الأفراد فهو یساعدهم فی تحسین فهمهم للمؤسسة واستیعابهم لدورهم فیها، کما أنه یساعد فی تحسین قراراتهم وحل مشکلاتهم فی العمل ویطور دافعیتهم نحو الأداء، ویساعد فی تطویر مهارات الاتصال بین العاملین والتغلب على حالات القلق والتوتر والاغتراب والصراع داخل المؤسسة، ویقلل من دوران العمل نتیجة لازدیاد الثبات فی حیاة العاملین وزیادة رغبتهم فی خدمة المؤسسة والإخلاص لها. (الخطیب،2006)

أما على مستوى المؤسسات فإن التدریب یساعد فی زیادة الإنتاجیة والأداء التنظیمی عن طریق تعریف الأفراد بما هو مطلوب منهم، وربط أهداف العاملین بأهداف المؤسسة، وإیجاد اتجاهات إیجابیة نحوها، وتنمیة مناخ تنظیمی صحی وتحسین معنویات العاملین، وتخفیض الحوادث وإصابات العمل، ویساعد على انفتاح المؤسسة على المجتمع الخارجی، ویؤدی إلى توضیح السیاسة العامة للمؤسسة، وتطویر أسالیب القیادة وترشید القرارات الإداریة، ویساعد فی تجدید المعلومات وإثرائها  (الورفلی،2013)، وقد صنف جاک هوجین (Jack W G Hoggin ،2010) الأهداف التدریبیة إلى ثلاث مجموعات أساسیة هی: أهداف عادیة للتدریب، وأهداف لحل مشکلات العمل، وأهداف ابتکاریة تساهم فی التطویر والإبداع، فأما الأهداف العادیة فهی الأهداف التی تساعد المدرسة فی الاستمرار بمعدلات الکفاءة المعتادة، وتعمل على دعم القدرات والمهارات المتاحة دون تحقیق الانطلاق بهذه الکفاءة أو القدرات والمهارات إلى آفاق أعلى أو مجالات غیر عادیة، وأما أهداف حل المشکلات فغرضها الرئیس هو الکشف عن المشکلات التی تواجه العمل التعلیمی والتربوی وتحد من کفاءة الأداء، فیتم تصمیم برامج تدریبیة هدفها علاج المشکلات الحالیة أو المتوقعة والمؤثرة على الکفاءة وجودة المخرجات التعلیمیة، فیما تُرکز الأهداف التدریبیة الابتکاریة على تحقیق نتائج مبتکرة ترفع مستوى الأداء التعلیمی والتربوی نحو مجالات وآفاق جدیدة غیر مألوفة، وتطرح تطلعات جدیدة ومستوى ممیز للأداء.

مفهوم الاحتیاجات التدریبیة وأهمیتها:

الاحتیاجات التدریبیة هی مجموعة التغیرات المطلوب إحداثها فی الفرد والمتعلقة بمعارفه، ومهاراته، وخبراته، وسلوکه، واتجاهاته لجعله لائقاً لشغل وظیفة أعلى، أو لأداء اختصاصات وواجبات وظیفته الحالیة بکفاءة عالیة، مما یعنی أن الاحتیاج التدریبی قد یکون هو مجموعة من المعارف والمهارات والاتجاهات لأمرین إما لوظیفة جدیدة، أو لمهارات تتطلبها نفس الوظیفة، وقد یکون التدریب للتغلب على مشکلات معینة، فیکون تعریف الاحتیاجات بأنها: مجموعة من التغیرات والتطورات المطلوب إحداثها فی معلومات واتجاهات ومهارات العاملین بقصد التغلب على المشکلات التی تعترض سیر العمل والإنتاج، وتحول دون تحقیق أهدفه (تریسی،2004). کما یقصد بالاحتیاجات التدریبیة جوانب النقص التی قد یتسم بها أداء العاملین فی منظمة ما والتی یجب أن تتضمنها برامج التدریب المقدمة للأفراد بما یعمل على تحسین الأداء. (القباطی،2014).

ومن خصائص الاحتیاجات التدریبیة أنها تشتمل على معارف ومهارات واتجاهات یراد تنمیتها أو تغییرها أو تعدیلها وفق ما یحقق أهداف المنظمة، وهی عملیة متجددة ومستمرة لا حدود لها، وذلک للتغیرات التنظیمیة أو التقنیة أو الإنسانیة أو تمهیداً للترقیات أو التنقلات، وربما التوسعات أو لمواجهة بعض المشکلات غیر المتوقعة، وغیر ذلک من الظروف التی تستدعی الإعداد والتدریب المستمر لمواجهتها، إذا التدریب لا یقف بل هو مستمر لأن هناک تغیرات مستمر فی المنظمة بشکل عام، فأی منظمة تربویة أو تعلیمیة هی بحاجة إلى التدریب المستمر وبالتالی فهی بحاجة إلى دراسات مستمرة لتحدید الاحتیاجات التدریبیة.

کما أن تحدید الاحتیاجات التدریبیة یعتبر مرحلة مهمة من مراحل التدریب التربوی ولا یمکن أن ینجح التدریب دون القیام بهذه المرحلة، کما أنها تُعد المؤشر الذی یوجه عملیة التدریب، وعلى ضوئها یتم اختیار المدرب المناسب، إضافة إلى أنها تُساعد فی تحدید طریقة تقویم وقیاس أثر التدریب. (برکات،2012)

مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة فی المیدان التربوی:

 لتحدید الاحتیاجات التدریبیة مصادر متعددة أهمها (james,2016):

المتدرب الذی یتلقى التدریب، فهو الأقدر على معرفة وتحدید احتیاجاته المعرفیة والمهاریة التی تُعینه على أداء عمله على الوجه الأکمل، وذلک نظراً لما یصادفه فی عمله من صعوبات ومشکلات یتلمس بنفسه الطریق لحلها والتغلب علیها، مما یجعل الوقوف على رأیه أمراً ضروریاً، فضلاً عما ینطوی علیه ذلک من إحداث آثار نفسیه طیبه لدیه، حیث یشیر جاک هوجین (Jack W G Hogbin ،2010) إلى أن اشتراک المعلمین فی تحدید احتیاجاتهم التدریبیة سوف یساعد فی معرفة اتجاهات ورغبات المعلم، کما أن اشتراکه سیتیح الفرصة للمسؤولین التعرف على شخصیة المعلم وخلفیته الاجتماعیة والاقتصادیة، وقیمه، والمعتقدات التی یؤمن بها، الأمر الذی یساعد على برامج تدریبیة تخاطب اهتماماته الرئیسة.

کما أن اشتراک المعلم فی تحدید احتیاجاته التدریبیة سوف یحقق الآتی:                (John C.Marshall & Sarah Caldwell، 2012)

1-    إقبال المعلمین على الدورات بحماس واقتناع حیث تکون أهدافها متفقة مع احتیاجاتهم الرئیسة والحقیقة.

2-    المعلمون یحبذون بصورة عامة أن یکونوا مصادر رئیسة لتحدید احتیاجاتهم التدریبیة وأن یؤخذ رأیهم فی نوعیة الدورات التی سیحضرونها من حیث أهدافها ومضمونها والأنشطة الممارسة فیها.

3-    یقاوم المعلمون أی نوع من التدریب یأخذ صفة القسر ویوحی لهم بتدنی کفایاتهم المهنیة.

ویضیف ادجار دال (Edgar , Dale 2014) إلى أن عدم اشتراک المعلم فی تحدید احتیاجاته التدریبیة یوحی له أن السلطات التی یعمل معها لا تحترم مقدرته على النقد الذاتی، کما یوحی له بهیمنة هذه السلطات علیه، کما تأخذ الدورات التی یشارک المعلم فی تحدید احتیاجاته فیها صفة القهریة والتلقین الأمر الذی یجعل المتدرب سلبیا واتکالیا.

کما أن هناک علاقة بین مشارکة  المعلمین فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وفاعلیتهم فی البرامج التدریبیة التی یشارکون فیها حیث تشیر دراسة  لویس ایلتون والیزابیث أولیفر ومونیکا وری (Lewis, E Alizabeth , O Monika ،2016) إلى أن المعلمین الذین یشارکون فی تحدید احتیاجاتهم التدریبیة أصبحوا بعد حضورهم الدورات التدریبیة أکثر مقدرة على النقد الذاتی، ومعرفة لطاقاتهم المهنیة، ویستفسرون عن کل عمل یقومون به، وأن المعلمین یتعلمون وینجزون بصورة أحسن عندما یشارکون فی اتخاذ القرارات الخاصة ببناء البرامج التدریبیة التی یحتاجونها.

الرئیس المباشر: الذی یشرف على المتدرب المراد تحدید احتیاجاته التدریبیة، سواء کان هذا الرئیس مدیرا للمدرسة أو مشرفا تربویا، إذا یؤدی ذلک إلى وجود نوع من الاتصال المباشر بین المعلم ورئیسه المباشر، الأمر الذی یساعد فی القضاء على العدید من السلبیات التی قد تبرز على السطح فی حالة عدم توافر هذا الاتصال (Eric, Hewton ،2016)، کما أن ذلک سیساعد فی التعرف على إمکانیة عقد الدورات التدریبیة فی الوقت والمکان المناسبین ومدى توافر الإمکانات والوسائل المساعدة لکل دورة تدریبیة (, Judith Girad and Catherin Wiegand 2016 )

مشرف التدریب التربوی: والذی من صمیم عمله تصمیم البرامج التدریبیة وإعداد الحقائب التدریبیة، وتلقى تدریبا متخصصا حول هذه المهارات، الأمر الذی یساعد فی التعرف على إمکانیة عقد الدورات التدریبیة فی الوقت والمکان المناسبین ومعرفة مدى توافر الإمکانات والوسائل المساعدة لکل دورة تدریبیة، وهذا ما أشار إلیه جودت جیراد، وکاترین ویجاند                   (, Judith Girad and Catherin Wiegand 2016 ) حیث أوصت دراستهما إلى أن على مصممی ومخططی البرامج التدریبیة مراعاة الأسس والمبادئ التالیة عند تحدید الاحتیاجات التدریبیة للمتدربین: ومن أهمها اشتراک المتدرب نفسه فی تحدید احتیاجاته التدریبیة ، وأخذ موافقته فیما یتعلق بمدى مناسبة زمان ومکان عقد الدورات التدریبیة له، وأن تتم بصورة جماعیة یساهم فیها کل من له علاقة بالنمو المهنی للمعلم.

الإدارة العلیا: وذلک بحکم إشرافها العام على المتدربین، ووجود تقاریر الأداء الدوریة لدیها.

مراکز التدریب المتخصصة: والتی تعتبر بمثابة بیوت الخبرة المتخصصة فی بناء البرامج التدریبیة بما فی ذلک تحدید الاحتیاجات التدریبیة، حیث تملک الخبرة المتراکمة عبر سنوات عدیدة، وتتعامل مع جهات تدریبیة متعددة، ولها فروع فی دول مختلفة.

طرق تحدید الاحتیاجات التدریبیة:

تحدید احتیاجات المنظمة: ویقصد بها دراسة الأوضاع والأنماط التنظیمیة والإداریة لتحدید المواقع داخل التنظیم، والتی یکون فیها التدریب ضروریا، بهدف تحدید مدى توافق التنظیم القائم على متطلبات العمل، وقیاس مدى فاعلیته من خلال تقییم النتائج والإنجازات المحققة، ومقارنتها بالنفقات والموارد المستخدمة(الورفلی،2013).

وتمثل احتیاجات المنظمة احتیاجات کلیة شاملة بمعنى إذا أردنا تحدید احتیاجات المنظمة فنحددها فی قضایا جوهریة ورئیسیة مثل تحسین الإنتاجیة، ورفع الروح المعنویة، وتحسین المرکز التنافسی للمنظمة، وتُستمد احتیاجات المنظمة من أهدافها وأولویاتها، حیث یتم ربطها بأهداف المنظمة، وربط احتیاجات المنظمة باحتیاجات التدریب وتطویر العاملین، بالإضافة إلى تحدید القوى الخارجیة التی تؤثر فی المنظمة، مثل نمط الحیاة والنظام القیمی للعاملین والأنظمة الحکومیة والواقع الاقتصادی واکتشاف التغیرات الداخلیة فی قنوات الاتصال، ونمط القیادة ومراکز القوى وما شابه ذلک، وتحلیل أسباب ارتفاع معدل دوران العمل والشکاوى والصراعات بین الإدارة والعاملین. (تریسی2004(

تحدید احتیاجات الجماعات: یعتبر تحدید احتیاجات الجماعات أکثر سهولة إلى حد ما من تحدید احتیاجات المنظمة، وذلک نظراً لأنه أکثر محدودیة وارتباطاً بمستویات وظیفیة معینة أو فئات معینة من العاملین، وینتج عن تحلیل احتیاجات الجماعات ظهور الحاجة إلى برامج التدریب التی تستهدف تکوین روح الفریق، وتمارین توضیح الأدوار، والتدریب على القیادة، وحل المشکلات بواسطة مجموعات صغیرة، والحل الابتکاری للمشکلات، والتخطیط التنفیذی، وغیرها من الاحتیاجات التدریبیة المرتبطة بالجماعات.

وکما هو الحال بالنسبة لتحلیل المنظمة، فإن تحلیل الجماعات یؤثر فی القرارات الخاصة بتحدید من یحتاج إلى تدریب، ولتحقیق أی هدف، وما إذا کان من الممکن تخصیص موارد المنظمة لتوفیر التدریب المطلوب، وقد تکون الجماعات متجانسة من حیث المهام الوظیفیة (مثل المعلمین أو مدیری المدارس أو عمداء الکلیات أو رؤساء الأقسام) أو غیر متجانسة مثل (مجلس إدارة المدرسة به فریق مکون من مدیر المدرسة ومشرف تربوی ومعلمین وأولیاء أمور طلاب ) فهؤلاء مهامهم وأدوارهم مختلفة، إلا أن کل هؤلاء قد یحتاجون إلى النوع نفسه من التدریب کالتدریب على اکتساب روح الفریق فی العمل، ولذلک الجماعات تعتبر أحد مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة لأن المنظمات الحدیثة لا تدار من قبل الأفراد إنما تدار من قبل فرق العمل أو الجماعات أو اللجان وبالتالی هذه اللجان وفرق العمل لها احتیاجات معینة مرتبطة بتکوین هذه الجماعة، وهذه الجماعة بحاجة إلى مهارات خاصة یمکن تلبیتها من خلال برنامج تدریبی.

تحدید احتیاجات الموظف: ویقصد به قیاس وتحلیل أداء الفرد فی وظیفته الحالیة وقدرته فی المستقبل، وتحدید المعارف والمهارات والاتجاهات التی یحتاجها لأداء وظیفته الحالیة ولأداء وظائف أخرى مستقبلیة (تریسی، 2004)

ویعتبر تحدید احتیاجات الموظف أکثر سهولة من کل من احتیاجات المنظمة واحتیاجات الجماعات خاصة فی الوظائف المهنیة التی تکون مهامها واضحة ومحددة مثل إداری فی قسم أو مدیر مکتب أو ناسخ ...، حیث یمکن تدریبیهم على هذه المهارات بسهولة، لکن الوظائف القیادیة کمدیر المدرسة أو مدیر الإشراف التربوی یکون تحدید الاحتیاجات التدریبیة فیها أکثر صعوبة وذلک لارتباطها بمجموعة من المهارات الفکریة الذهنیة التی یصعب تحدیده.

کما یمکن التعرف على احتیاجات الموظف بتحلیل الخصائص العقلیة والجسمانیة والخلقیة، والتعلیم والتدریب والخبرة والمهارات والمعارف والدافعیة والأداء السابق والتوجه المهنی للأفراد والعاملین، فاحتیاجات الفرد عبارة عن تلک الاحتیاجات التی تنبع من عمل الموظف کما هو حالیاً أو بعد أن تلحقه التطورات (أی ما سیکون علیه العمل)، ومن الواجبات المحتمل تکلیفه بها مستقبلاً (بسبب الترقیة مثلاً)، ومن الخطط المهنیة، ویمکن تلبیة هذه الاحتیاجات عن طریق برامج التدریب والتطویر بأنواعها المختلفة ابتداءً من التدریب على تأکید الذات إلى التدریب على کیفیة مواجهة ضغوط العمل، ومن التدریب الأساسی عند الالتحاق بالوظیفة إلى التدریب الفنی المتقدم، ومن التدریب الإشرافی إلى التطویر الإداری.

تحدید احتیاجات الوظیفة: ویقصد به تحلیل الوظیفة ومهامها ومواصفات شاغلها (تریسی،2004)،

حیث یتم جمع المعلومات عن الوظیفة وواجباتها ومسؤولیاتها وإمکانیاتها واحتیاجاتها والصفات الواجب توفرها فیمن یقوم بها حتى یستطیع أن یؤدی عمله بکفاءة، وغالبا ما یتم الاستفادة فی ذلک من الوصف الوظیفی.

وقد یکون تحدید احتیاجات الوظیفة أمراً فی غایة السهولة أو أمراً بالغ الصعوبة وذلک اعتماداً على نوع الوظیفة، فالوظائف التشغیلیة التی تنطوی على مهارات حرکیة یمکن مشاهدتها مثل وظیفة المعلم تکون عملیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة لها سهلة وبسیطة حیث یتم إجراء تحلیل للمجال الوظیفی والوظائف والمهام، وذلک لتحدید ما یجب أن یکون علیه محتوى التدریب من حیث السلوک أو الأداء المطلوب والظروف التی یتم الأداء من خلالها ومعاییر الأداء أو مستوى جودة أداء الموظف للمهمة أو الوظیفة، فالوظیفة لها جانبین الجانب الاول مهام الوظیفة وهی توصیف الوظیفة مثل المهام التی یجب أن یقوم بها المعلم وهی التدریس، ولذلک یجب أن یکون متقنا لعدد من المهارات حتى یتقن مهمة التدریس مثل التعامل مع الطلاب، والقدرة على تقویم الطلاب، والقدرة على استخدام الوسائل، وکذلک یجب أن یکون لدیه عدد من المهارات فی مهمة البحث العلمی مثل کتابة المشکلة ونقدها وإعداد خطة البحث والتواصل مع المکتبات العالمیة، والجانب الثانی الکفایات أو الجدارات المرتبطة بالوظیفة.

أما الوظائف الإشرافیة أو الإداریة والتی یقوم بها المشرف التربوی ومدیر المدرسة فإن مشکلة وصف السلوک، والظروف والمعاییر تکون أکثر تعقیداً، مثل تدریب المشرف التربوی على حسن التعامل مع المعلمین او کیفیة التعامل مع مدیر المدرسة، ولذا فتحدید الاحتیاجات التدریبیة للوظائف الإشرافیة فی غایة الصعوبة، وذلک بسبب أن الکثیر مما یجرى أثناء أداء مدیر المدرسة أو المشرف التربوی للوظیفة أو المهمة لا یکون من السهل ملاحظته، حیث أنه یشتمل على عملیات عقلیة، أو وجدانیة أکثر منها عملیات حرکیة ولذلک عند اتخاذ القرارات هناک مجموعة خیارات متقاربة حتى النظام غیر واضح فیها مثل التصویت على أمر ما فلابد من التدریب على هذه المهارات المتعلقة بجانبین جانب عقلی وجانب وجدانی، ولذلک فأی تدریب لیس له ارتباط بالوظیفة یعد نوعا من الهدر.(الخطیب،2006).

ولکی تحقق برامج التدریب والتطویر عائداً کافیاً على ما استثمر فیها فلا بد أن تکون ملتصقة بالوظائف، بمعنى أنه یجب أن تکون الخبرات التی یتم توفیرها للمتدربین مرتبطة ارتباطاً مباشراً وواضحاً بالوظائف والواجبات والمهام التی سیقوم المتدرب بأدائها بعد تخرجه من هذه البرامج. (حسونة،2012).

الدراسات السابقة:

تناولت العدید من الدراسات أهمیة تنوع مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة فی المؤسسات التربویة، والتأکید على ضرورة تنوع هذه المصادر فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وذلک کما یلی:

هدفت دراسة جاک هوجین (Jack W G Hogbin ،2010) إلى التعرف على أثر اشتراک المعلمین فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة، وشارک فی الدراسة 340 معلما فی مدینة جاکسون فی ولایة مسیسبی جنوب الولایات المتحدة الأمریکیة، وتوصلت الدراسة إلى أن اشتراک المعلمین فی تحدید احتیاجاتهم التدریبیة سوف یساعد فی معرفة اتجاهات ورغبات المعلم، کما أن اشتراکه سیتیح الفرصة للمسؤولین للتعرف على شخصیة المعلم وخلفیته الاجتماعیة والاقتصادیة، وقیمه، والمعتقدات التی یؤمن بها الأمر الذی یساعد على برامج تدریبیة تخاطب اهتماماته الرئیسة.

وتتشابه معها دراسة جون مارشال وساره کالدول (John C.Marshall & Sarah Caldwell، 2012) والتی هدفت إلى التعرف على أثر اشتراک المعلمین فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة، وشارک فی الدراسة 230 معلما من المدارس الواقعة فی محیط جامعة باکستان التطبیقیة، وتوصلت الدراسة إلى أن اشتراک المعلم فی تحدید احتیاجاته التدریبیة سوف یحقق الآتی:

1-    إقبال المعلمین على الدورات بحماس واقتناع حیث تکون أهدافها متفقة مع احتیاجاتهم الرئیسة والحقیقة.

2-    المعلمون یحبذون بصورة عامة أن یکونوا مصادر رئیسة لتحدید احتیاجاتهم التدریبیة وأن یؤخذ رأیهم فی نوعیة الدورات التی سیحضرونها من حیث أهدافها ومضمونها والأنشطة الممارسة فیها.

3-    یقاوم المعلمون أی نوع من التدریب یأخذ صفة القسر ویوحی لهم بتدنی کفایاتهم المهنیة.

وتتفق معها أیضا دراسة ادجار دال (Edgar , Dale 2014) والتی هدفت إلى التعرف على سلبیة عدم  اشتراک المعلمین فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وشارک فی الدراسة 185 معلما فی معهد التعلیم العالی الأهلی فی جاوة العربیة بإندونیسیا، وتوصلت الدراسة إلى أن عدم اشتراک المعلم فی تحدید احتیاجاته التدریبیة یوحی له أن السلطات التی یعمل معها لا تحترم مقدرته على النقد الذاتی، کما یوحی له بهیمنة هذه السلطات علیه، کما تأخذ الدورات التی یشارک المعلم فی تحدید احتیاجاته فیها صفة القهریة والتلقین الأمر الذی یجعل المتدرب                سلبیا واتکالیا.

فیما هدفت دراسة ایرک هیوتون (Eric, Hewton 2015) إلى التعرف على أثر المشارکة الجماعیة من قبل المعلمین والإداریین والتلامیذ فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة لبرنامج تدریبی فی الریاضیات والاجتماعیات وشملت عینة الدراسة 123 معلما و60 مدیرا و 220 طالبا فی شمال ألاباما فی الولایات المتحدة الأمریکیة، وتوصلت الدراسة إلى أن المشروع کان له تأثیر کبیر على إثارة دوافع المعلمین نحو التعلم، وخرج الباحث بالاستنتاجات التالیة:

1- أهمیة إشراک المعلمین فی تحدید احتیاجاتهم التدریبیة.

2-کلما کانت خطط التدریب تتخذ شکلا جماعیا وجوا دیمقراطیا لاقت تشجیعها ومساندة من قبل المتدربین.

وتتفق معها دراسة ماریان، وبتریسیا ( Mariene D . patricia، 2015) والتی هدفت إلى التعرف على أثر اشتراک المعلمین فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وشارک فی الدراسة 240-معلما، وتوصلت الدراسة إلى أن مشارکة المعلمین والإداریین فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة یحقق مایلی:

1-    تشجیع المناقشة بین أعضاء هیئة التدریس وتبادل الآراء.

2-    خلق نوع من الترابط والاتصال بین المدرسین من ذوی تخصصات علمیة مختلفة.

3-    زیادة احتکاک المعلمین مع أولیاء أمور الطلبة والشؤون المدرسة الأخرى.

4-    خلق نوع من الحوافز للعطاء.

وفی ذات السیاق تأتی دراسة لویس ایلتون والیزابیث أولیفر ومونیکا وری (Lewis, E Alizabeth , O Monika ،2016) والتی هدفت إلى معرفة العلاقة بین مشارکة المعلمین فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وفاعلیتهم فی تلک البرامج وتکون مجتمع الدراسة من 235 معلما من مدارس شمال مدینة لوس انجلوس فی الولایات المتحدة الأمریکیة، وتوصلت الدراسة إلى أن المعلمین الذین یشارکون فی تحدید احتیاجاتهم التدریبیة أصبحوا بعد حضورهم الدورات أکثر مقدرة على النقد الذاتی، ومعرفة لطاقاتهم المهنیة، ویستفسرون عن کل عمل یقومون به، وأن المعلمین یتعلمون وینجزون بصورة أحسن عندما یشارکون فی اتخاذ القرارات الخاصة ببناء البرامج التدریبیة التی یحتاجونها.

وهدفت دراسة جیمس کنج، وبول های، وایسدور نیومان James C king , Paul C Hayes Isadore Newman 2016 إلى التعرف على أهمیة الاحتیاجات التدریبیة الفعلیة ومصادر تحدیدها وما یجب أن تکون علیه برامج التدریب أثناء الخدمة، وشملت الدراسة (1.300 ) فردا من فئات مختلفة من المتدربین فی جامعة Readingالبریطانیة عام 2015، وظهرت الدراسة بعدة توصیات منها: أهمیة مقابلة برامج التدریب أثناء الخدمة للحاجات الضروریة والفعلیة للمتدربین، وأن لا یتم تحدید هذه الاحتیاجات من قبل الإداریین أو مسؤولی التدریب بمعزل عن المتدربین، وأن مرحلة تحدید الاحتیاجات التدریبیة یجب أن تحدد بصورة دقیقة وصحیحة توضح فیها جمیع التفاصیل کجوانب القوة ومواطن الضعف فی أداء المعلمین، کما یجب أن ترکز على الاتجاهات المرغوب فیها وغیر المرغوب فیها من قبل المعلمین، وأن الاحتیاجات التدریبیة یجب أن توضع على أساس فردی حتى تتم معرفة الفروق الفردیة بین المعلمین، ویدرس على ضوئها نظام الحوافز، وکیفیة إشباع الحاجات المختلفة للمتدربین.

وهدفت دراسة ایرک هیوتون (Eric, Hewton ،2017) إلى التعرف على أثر اشتراک مدیری المدارس، والموجهین الفنیین، ومسؤولی التدریب والمؤسسات العلمیة فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة للمعلمین، وتم تطبیق الدراسة على عینة من المدیرین والمشرفین التربویین بلغ عددهم ٢٥٥ فی مدینة نورویتش البریطانیة، و توصلت الدراسة إلى أن اشتراک مدیری المدارس والموجهین الفنیین ومسؤولی التدریب فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة اللازمة للمعلم یؤدی إلى وجود نوع من الاتصال المباشر بین المدرس وهذه الفئات، الأمر الذی یساعد فی القضاء على العدید من السلبیات التی قد تبرز على السطح فی حالة عدم توافر هذا الاتصال، فالمعلم والمدیر والموجه الفنی من وجهة نظر ( ایرک Eric ) قد یتناقشون فی توصیف عمل المدرس، وکفاءته فی أداء الدروس، والمسؤولیات الجانبیة الأخرى الملقاة على عاتقه، وستساعد هذه المناقشة على ثبات واستمراریة العمل داخل المدرسة حیث ستساعد على وضع الاحتیاجات التدریبیة اللازمة للمعلمین فی جداول زمنیة تصنف حسب أهمیة وأولویتها، کما یمکن على ضوئها تحدید طریقة تنفیذ هذه الاحتیاجات ( جماعیة، وفردیة ، ووسیلة التدریب ، ووقت التدریب ومکانة، والاستفادة من نتائج تقویم البرامج التدریبیة ... الخ) کما أن اشتراک هذه الأطراف معا سیقلل من الهدر التربوی بکل أنواعه.

فیما توصلت دراسة جودت جیراد، وکاترین ویجاند (, Judith Girad and Catherin Wiegand 2017  ) فی مدینة أزمیر الترکیة إلى أنه بالاضافة إلى إشراک المدیرین والموجهین التربویین فی تحدید احتیاجات المعلم التدریبیة یجب إشراک القائمین بعملیات التصمیم والتنفیذ والتقویم للبرامج التدریبیة، الأمر الذی یساعد على التعرف على إمکانیة عقد الدورات التدریبیة فی الوقت والمکان المناسبین ومدى توافر الإمکانات والوسائل المساعدة لکل دورة تدریبیة، کما أوصت الدراسة أن على مصممی ومخططی البرامج التدریبیة مراعاة الأسس والمبادئ التالیة عند تحدید الاحتیاجات التدریبیة للمتدربین:

1-    أهمیة اشتراک المتدرب نفسه فی تحدید احتیاجاته التدریبیة، وأخذ موافقته فیما یتعلق بمدى مناسبة زمان ومکان عقد الدورات التدریبیة له.

2-    أن یتم تحدید الاحتیاجات التدریبیة بصورة جماعیة یساهم فیها کل من له علاقة بالنمو المهنی للمعلم.

3-    أن تحدد الاحتیاجات على المستوى الاجرائی (المدرس)

4-    استخدام الأسالیب ذات الطابع الدوری لتحدید الاحتیاجات التدریبیة.

5-    الاستفادة من نتائج تقویم البرامج التدریبیة التی حضرها المعلم سابقا.

6-    تحدید الخبرات والمعلومات التی یحتاجها المعلم بدقة عند تحدید الاحتیاجات التدریبیة.

التعلیق على الدراسات السابقة:

من خلال ما تم استعراضه من البحوث والدراسات السابقة، وفی ضوء ما توصلت إلیه من نتائج یمکن الإشارة إلى الملاحظات التالیة:

  1. أن هناک مصادر متعددة ومهمة لتحدید الاحتیاجات التدریبیة، ویأتی فی مقدمتها المتدرب ورئیسه المباشر ثم الإدارة العلیا ومسؤولی التدریب وبیوت الخبرة ومراکز التدریب التربوی.
  2. الأهمیة الکبیرة التی یحظى بها موضوع تنوع مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة، فهو أحد المدخلات الهامة فی تحسین مستوى التدریب.
  3. استفادت الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة فی إثراء الخلفیة العلمیة للباحث عن موضوع أهمیة تنوع مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة مما ساهم فی بناء الإطار النظری للدراسة وأداتها، وتفسیر نتائجها.
  4. تختلف الدراسة الحالیة عن جمیع الدراسات السابقة فی کونها تتناول مدى تنوع مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة للبرامج التدریبیة المنفذة فی إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة، وتقدیم مقترحات لتطویرها.

منهج الدراسة وإجراءاتها:

المنهج المستخدم فی هذه الدراسة هو المنهج الوصفی المسحی الذی یهتم بدراسة الظاهرة کما هی فی الواقع، ویعبر عنها إما بطریقة کیفیة، حیث یصف الظاهرة محل الدراسة، ویوضح خصائصها، أو بطریقة کمیة، ویوضح مقدارها أو حجمها، ودرجة ارتباطها مع الظواهر الأخرى.  

مجتمع وعینة الدراسة: 

وفقاً لأسئلة الدراسة وأهدافها فقد تکون مجتمع الدراسة من جمیع مشرفی التدریب التربوی العاملین فی إدارات التدریب التربوی بالمملکة العربیة السعودیة وعددهم 671 مشرف تدریب تربوی، تم اختیار عینة منهم باستخدام طریقة الطبقیة العنقودیة، ومن خلال جداول مورقان وبلغ عدد عینة الدراسة (250) مشرفا تربویا.

توزیع أفراد مجتمع الدراسة وفقاً لمتغیری الخبرة والمؤهل العلمی:

المتغیر

الفئات

التکرار

النسبة %

الخبرة فی التدریب التربوی

أقل من خمس سنوات

١٠٤

٤٢%

أکثر من خمس سنوات

١٤٦

٥٨%

المؤهل العلمی

بکالوریوس

١١٤

٤٧%

دراسات علیا

١٣٦

٥٣%

یلاحظ من الجدول السابق أن نسبة من خبرته أقل من خمس سنوات من مجتمع الدراسة بلغ 42% بینما بلغت نسبة من خبرته أکثر من خمس سنوات بلغت 58%

کما یلاحظ أن النسبة الکبرى من مجتمع الدراسة یحملون مؤهلات علیا، الماجستیر أو الدکتوراه وبلغت نسبتهم 53% من مجتمع الدراسة مقابل 47% یحملون شهادة البکالوریوس.

أدوات الدراسة: 

أداة الدراسة هی الاستبانة للإجابة على أسئلة الدراسة، وتم بناؤها بعد دراسة وتحلیل مفاهیم تحدید الاحتیاجات التدریبیة وأسالیبه العلمیة فی الإطار النظری للدراسة الحالیة، وتکونت الاستبانة من سبع عبارات للتعرف على درجة استخدام مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة فی إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم، وتم التأکد من صدقها الداخلی بعرضها على مجموعة من المحکمین، والصدق الظاهری باستخدام معامل الفاکرونباخ وکان مستوى الدلالة للاستبانة 68, وهی درجات تعکس درجة ثبات مناسبة.

أسالیب المعالجة الإحصائیة: 

استخدم الباحث التکرارات والنسب المئویة والمتوسط الحسابی والانحراف المعیاری فی معالجة بیانات الدراسة . 

وتم حساب قیمة درجات لیکرت الثلاثی وفق معادلة یوضحها الجدول التالی: 

العبارات 

بدرجة عالیة 

بدرجة متوسطة 

بدرجة ضعیفة

قیمة الدرجة

3-2,34

2,33- 1,67

1,66-1

عرض نتائج الدراسة ومناقشتها

یتناول هذا الفصل عرضاً لنتائج الدراسة وتحلیلها وتفسیرها وفقاً لسؤال الدراسة کما یلی: 

سؤال الدراسة: ما المصادر التی تعتمد علیها إدارات التدریب التربوی فی وزارة التعلیم عند تحدیدها للاحتیاجات التدریبیة من وجهة نظر مشرفی التدریب التربوی؟

م 

المصادر

المتوسط 

الحسابی 

الانحراف المعیاری 

مستوى الاستجابة 

1

مشرفو التدریب التربوی

2,98

98,

مرتفعة

2

المشرفون التربویین

2,78

1,05

مرتفعة

3

الرئیس المباشر للمتدرب

٢٫٠٩

1.04

متوسطة

4

مستشار التدریب

١٫٣٦

1.02

ضعیفة

5

الإدارة العلیا

١٫٢٥

1.06

ضعیفة

6

مراکز التدریب المتخصصة

١٫٢٢

97,

ضعیفة

7

المتدربون

١٫١٥

1.08

ضعیفة

من الجدول السابق یتضح أن أهم المصادر التی تعتمد علیها إدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم لتحدید الاحتیاجات التدریبیة لمنسوبیها کانت مشرف التدریب التربوی بمستوى عالی وبمتوسط حسابی بلغ (2٫98 -3) یلیه المشرفون التربویون وبمستوى استجابة عالی أیضا وبمتوسط حسابی بلغ (2,78-3) وتُفسر هذه النتیجة بأن من مهام مشرف التدریب التربوی التی حددها الوصف الوظیفی لوظیفة مشرف التدریب التربوی هو تصمیم البرامج وإعداد الحقائب التدریبیة، ومعلوم أن تحدید الاحتیاجات التدریبیة هم مرحلة من مراحل تصمیم البرامج التدریبیة، لذا فمشرف التدریب التربوی یقوم بذلک بحکم طبیعة وظیفته والمهام الموکلة إلیه، کما أن المشرفین التربویین سواء مشرفی المواد الدراسیة أو مشرفی الإدارة المدرسیة یشارکون فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة بمستوى عالی لذات السبب وهو أن من مهامهم تطویر المعلمین والمشارکة فی بناء وتصمیم البرامج التدریبیة کما حددت ذلک لائحة الإشراف التربوی                          ( وزارة التعلیم،2016).

فیما حصل مصدر الرئیس المباشر على مستوى متوسطة من الاستجابة وبمتوسط حسابی بلغ (2,19-5) وهو مستوى لا یتناسب مع أهمیة دور الرئیس المباشر فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة للعاملین معه من المعلمین وغیرهم، وذلک بحکم ملاصقته لهما والإشراف على أدائهم والمتابعة لهم والاطلاع على نتائج أعمالهم ومعایشتهم، حیث تشیر دراسة  ایرک هیوتون (Eric, Hewton ،2016) إلى أهمیة مشارکة الرئیس المباشر للمعلم فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة سواء کان هذا الرئیس مدیرا للمدرسة أو مشرفا تربویا، إذا یؤدی ذلک إلى وجود نوع من الاتصال المباشر بین المعلم ورئیسه المباشر، الأمر الذی یساعد فی القضاء على العدید من السلبیات التی قد تبرز على السطح فی حالة عدم توافر هذا الاتصال، فالمعلم والمدیر والموجه الفنی من وجهة نظر ( ایرک Eric ) قد یتناقشون فی توصیف عمل المعلم وکفاءته فی أداء الدروس والمسؤولیات الجانبیة الأخرى الملقاة على عاتقه، وستساعد هذه المناقشة فی ثبات واستمراریة العمل داخل المدرسة حیث ستساعد على وضع الاحتیاجات التدریبیة اللازمة للمعلمین فی جداول زمنیة تصنف حسب أهمیتها وأولویتها،  کما یمکن على ضوئها تحدید طریقة تنفیذ هذه الاحتیاجات ( جماعیة، وفردیة ، ووسیلة التدریب ، ووقت التدریب ومکانة، والاستفادة من نتائج تقویم البرامج التدریبیة ... الخ) کما  أن اشتراک المعلم ورئیسه المباشر فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة معا سیقلل من الهدر التربوی بکل أنواعه.

کما یؤکد جودت جیراد، وکاترین ویجاند (, Judith Girad and Catherin Wiegand 2016) على أهمیة اشتراک الرئیس المباشر فی تحدید احتیاجات المعلم التدریبیة وأن ذلک سیساعد  فی التعرف على إمکانیة عقد الدورات التدریبیة فی الوقت والمکان المناسبین ومدى توافر الإمکانات والوسائل المساعدة لکل دورة تدریبیة، کما أکدا على أهمیة اشتراک المتدرب نفسه فی تحدید احتیاجاته التدریبیة، وأخذ موافقته فیما یتعلق بمدى مناسبة زمان ومکان عقد الدورات له، وأن تتم بصورة جماعیة یساهم فیها کل من له علاقة بالنمو المهنی للمعلم.

بینما حصلت المصادر الأخرى على مستوى استجابة ضعیفة وهی: مستشار التدریب بمتوسط حسابی ( ١٫٣٦)، الإدارة العلیا بمتوسط حسابی(  ١٫٢٥)، مراکز التدریب المتخصصة بمتوسط حسابی (١٫٢٢ )، المتدربون بمتوسط حسابی (١٫١٥) وهی تشیر إلى أن إدارات التدریب التربوی تعتمد على هذه المصادر بدرجة ضعیفة مع أهمیتها ودورها فی التحدید الدقیق للاحتیاجات التدریبیة لمنسوبی التعلیم وأثرها فی نجاح البرامج التدریبیة وأثرها الإیجابی على العمل فی المیدان التربوی،  حیث تشیر دراسة  جاک هوجین (Jack W G Hogbin ،2010) إلى أن اشتراک المعلمین فی تحدید احتیاجاتهم التدریبیة سوف یساعد فی معرفة اتجاهات ورغبات المعلم، کما أن اشتراکه سیتیح الفرصة للمسؤولین التعرف على شخصیة المعلم وخلفیته الاجتماعیة و الاقتصادیة، وقیمه، والمعتقدات التی یؤمن بها الأمر الذی یساعد على برامج تدریبیة تخاطب اهتماماته الرئیسة.

کما تشیر  دراسة جون مارشال وساره کالدول (John C.Marshall & Sarah Caldwell، 2012) إلى أن اشتراک المعلم فی تحدید احتیاجاته التدریبیة سوف یحقق الآتی:

1-  إقبال المعلمین على الدورات بحماس واقتناع حیث تکون أهدافها متفقة مع احتیاجاتهم الرئیسة والحقیقة.

2-  المعلمون یحبذون بصورة عامة أن یکونوا مصادر رئیسة لتحدید احتیاجاتهم التدریبیة وأن یؤخذ رأیهم فی نوعیة الدورات التی سیحضرونها من حیث أهدافها ومضمونها والأنشطة الممارسة فیها.

3-  یقاوم المعلمون أی نوع من التدریب یأخذ صفة القسر ویوحی لهم بتدنی کفایاتهم المهنیة.

وتضیف دراسة ادجار دال (Edgar , Dale 2014) إلى أن عدم اشتراک المعلم فی تحدید احتیاجاته التدریبیة یوحی له أن السلطات التی یعمل معها لا تحترم مقدرته على النقد الذاتی، کما یوحی له بهیمنة هذه السلطات علیه، کما تأخذ الدورات التی یشارک المعلم فی تحدید احتیاجاته فیها صفة القهریة والتلقین الأمر الذی یجعل المتدرب سلبیا واتکالیا.

کما تشیر دراسة ایرک هیوتون (Eric, Hewton 2015) إلى  أثر المشارکة الجماعیة من قبل المعلمین والإداریین والتلامیذ فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة و أن ذلک له تأثیر کبیر على إثارة دوافع المعلمین نحو التعلم، وأنه کلما کانت خطط التدریب تتخذ شکلا جماعیا وجوا دیمقراطیا لاقت تشجیعا ومساندة من قبل المتدربین.

کما أن مشارکة المعلمین والإداریین فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة یؤدی إلى تشجیع المناقشة بین أعضاء هیئة التدریس وتبادل الآراء، والترابط بین المدرسین من ذوی التخصصات العلمیة المختلفة. (.Mariene D . patricia٫2015)

کما أن هناک علاقة بین مشارکة  المعلمین فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة وفاعلیتهم فی البرامج التدریبیة التی یشارکون فیها حیث تشیر دراسة  لویس ایلتون والیزابیث أولیفر ومونیکا وری (Lewis, E Alizabeth , O Monika ،2016) إلى  أن المعلمین الذین یشارکون فی تحدید احتیاجاتهم التدریبیة أصبحوا بعد حضورهم الدورات التدریبیة أکثر مقدرة على النقد الذاتی، ومعرفة لطاقاتهم المهنیة، ویستفسرون عن کل عمل یقومون به، وأن المعلمین یتعلمون وینجزون بصورة أحسن عندما یشارکون فی اتخاذ القرارات الخاصة ببناء البرامج التدریبیة التی یحتاجونها.

وفیها یتعلق بأهمیة مشارکة مدیری المدارس والمشرفین التربویین ومسؤولی التدریب والمؤسسات العلمیة فی تحدید الاحتیاجات التدریبیة فقد أشارت دراسة ایرک هیوتون                (Eric, Hewton ،2016) إلى أن مشارکتهم تؤدی إلى وجود نوع من الاتصال المباشر بین المعلم وهذه الفئات، الأمر الذی یساعد فی القضاء على العدید من السلبیات التی قد تبرز على السطح فی حالة عدم توافر هذا الاتصال، فالمعلم والمدیر والمشرف التربوی قد یتناقشون فی توصیف عمل المعلم، وکفاءته فی أداء الدروس ، والمسؤولیات الجانبیة الأخرى الملقاة على عاتقه، وستساعد هذه المناقشة على ثبات واستمراریة العمل داخل المدرسة حیث ستساعد على وضع الاحتیاجات التدریبیة اللازمة للمعلمین فی جداول زمنیة تصنف حسب أهمیة وأولویتها.

ویضیف جودت جیراد، وکاترین ویجاند (, Judith Girad and Catherin Wiegand 2016 )  إلى أن إشراک المدیرین والموجهین التربویین و القائمین بعملیات التصمیم والتنفیذ والتقویم للبرامج التدریبیة فی تحدید احتیاجات المعلم التدریبیة سیساعد فی  التعرف على إمکانیة عقد الدورات التدریبیة فی الوقت والمکان المناسبین ومدى توافر الإمکانات والوسائل المساعدة لکل دورة تدریبیة.

توصیات لتطویر عملیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة فی إدارات التدریب التربوی:

فی ضوء نتائج الدراسة فإن الباحث یوصی بما یلی: 

  1. أن تقوم وزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة ممثلة بالإدارة العامة للتدریب التربوی بتبنی أنظمة تدریبیة تکفل التنوع فی مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة للبرامج التدریبیة المنفذة فی إدارات التدریب التربوی فی المملکة، وأن یُرکز فی ذلک على مصدرین رئیسیین هما المتدرب ورئیسه المباشر.
  2. نشر ثقافة المشارکة الجماعیة لمنسوبی التعلیم فی تصمیم البرامج التدریبیة وتنفیذها وتقویمها وتطویرها، فی أوساط جمیع المستهدفین بالبرامج التدریبیة التربویة.
  3. تدریب مشرفی التدریب التربوی بإدارات التدریب التربوی بوزارة التعلیم على أهمیة تنوع مصادر تحدید الاحتیاجات التدریبیة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع العربیة: 

الأحمد، خالد طه. (٢٠١٢) تکوین المعلم من الإعداد إلى التدریب، دار الکتاب الجامعی، العین ، الإمارات العربیة المتحدة.

الخطیب، ریاح وأحمد. ( ٢٠٠٦) التدریب الفعال، عمان، الأردن، جدار للکتاب العالمی، عالم الکتب الحدیثة، الطبعة الأولى.

برکات، زیاد ( ٢٠١٢) الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلم الصف فی المرحلة الأساسیة من وجهة نظر معلمی المدارس الحکومیة بمحافظة طول کرم فلسطین، ورقة علمیة مقدمة للمؤتمر الثالث لجامعة جرش الأهلیة .

القباطی،عثمان سعید(٢٠١٤) تصمیم برنامج تدریبی لمدیری مدارس التعلیم الثانوی حسب احتیاجاتهم التدریبیة، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة جامعة دمشق.

الورفلی،فایدةمحمد سالم.(٢٠١٣)، تحدید الاحتیاجات التدریبیة أثناء الخدمة لمعلمی المرحلة الابتدائیةفی طرائق التدریس،رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، الجامعة المالیزیة الوطنیة.

حسونة، محمد السید.(٢٠١٢)، رؤى مستقبلیة لتدریب المعلمین فی ضوء المستویات القیاسیة العالمیة، عالم الکتب، القاهرة.

تریسی، ولیم. تصمیم نظم التدریب والتطویر، ترجمة سعد الجبالی، إصدار معهد الإدارة العامة بالمملکة العربیة السعودیة، 2004م

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع الأجنبیة:

1- Jack wg Hogbin Teacher participation in determining training needsEuropean Journal of Teacher Education 2010  (2) 116

2- John C Marshall Sarah Caldwell influenced the involvement of teachers in identifying their training needs Nsassp Bulleting November. 2012 , 15

3- Edger Dale lack of involvement of teachers in determining their training needs Learning and Educational Technology February 2014 ,22 (1) 21

4- Eric Hewton The impact of collective participation in determining training needs learning and Educational technology march 2015, 25 (2) 153

5- Eric Hewton Scholl Focused Staff Development Policies for new inservice prog rammed learning and Educational technology march 2015 25 (2) 153

6- Mariene Dunawy Influenced the involvement of teachers in determining their training needs Nassap Bulletin March 2015 . 497

7- Lewis Elton Elizabeth Oliver Monika The relationship between teachers' participation in identifying their training needs and their effectiveness in those programs Programmed Learning and Educational Technology February 2017, 23 (1)

8- James king paul hayws isadire newman The importance of identifying training needs and identifying sources The Educational Digest Septembver 2017, 14-16

 

المراجع العربیة: 
الأحمد، خالد طه. (٢٠١٢) تکوین المعلم من الإعداد إلى التدریب، دار الکتاب الجامعی، العین ، الإمارات العربیة المتحدة.
الخطیب، ریاح وأحمد. ( ٢٠٠٦) التدریب الفعال، عمان، الأردن، جدار للکتاب العالمی، عالم الکتب الحدیثة، الطبعة الأولى.
برکات، زیاد ( ٢٠١٢) الاحتیاجات التدریبیة اللازمة لمعلم الصف فی المرحلة الأساسیة من وجهة نظر معلمی المدارس الحکومیة بمحافظة طول کرم فلسطین، ورقة علمیة مقدمة للمؤتمر الثالث لجامعة جرش الأهلیة .
القباطی،عثمان سعید(٢٠١٤) تصمیم برنامج تدریبی لمدیری مدارس التعلیم الثانوی حسب احتیاجاتهم التدریبیة، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة جامعة دمشق.
الورفلی،فایدةمحمد سالم.(٢٠١٣)، تحدید الاحتیاجات التدریبیة أثناء الخدمة لمعلمی المرحلة الابتدائیةفی طرائق التدریس،رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، الجامعة المالیزیة الوطنیة.
حسونة، محمد السید.(٢٠١٢)، رؤى مستقبلیة لتدریب المعلمین فی ضوء المستویات القیاسیة العالمیة، عالم الکتب، القاهرة.
تریسی، ولیم. تصمیم نظم التدریب والتطویر، ترجمة سعد الجبالی، إصدار معهد الإدارة العامة بالمملکة العربیة السعودیة، 2004م
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المراجع الأجنبیة:
1- Jack wg Hogbin Teacher participation in determining training needsEuropean Journal of Teacher Education 2010  (2) 116
2- John C Marshall Sarah Caldwell influenced the involvement of teachers in identifying their training needs Nsassp Bulleting November. 2012 , 15
3- Edger Dale lack of involvement of teachers in determining their training needs Learning and Educational Technology February 2014 ,22 (1) 21
4- Eric Hewton The impact of collective participation in determining training needs learning and Educational technology march 2015, 25 (2) 153
5- Eric Hewton Scholl Focused Staff Development Policies for new inservice prog rammed learning and Educational technology march 2015 25 (2) 153
6- Mariene Dunawy Influenced the involvement of teachers in determining their training needs Nassap Bulletin March 2015 . 497
7- Lewis Elton Elizabeth Oliver Monika The relationship between teachers' participation in identifying their training needs and their effectiveness in those programs Programmed Learning and Educational Technology February 2017, 23 (1)
8- James king paul hayws isadire newman The importance of identifying training needs and identifying sources The Educational Digest Septembver 2017, 14-16