فاعلية وحدة تعليمية باستخدام استراتيجية جيجسو في تنمية المفاهيم الفقهية لدى طالبات المرحلة المتوسطة

                       کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

فاعلیة وحدة تعلیمیة باستخدام استراتیجیة جیجسو فی تنمیة المفاهیم الفقهیة لدى طالبات المرحلة المتوسطة

إعـــــــــداد

فاطمة محمد صالح الغامدی

إشـــــــراف

الدکتورة/ مهدیة صالح الثقفی

أستاذ المناهج وطرق التدریس المساعد

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الخامس – جزء ثانى - مایو2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص البحث

هدف البحث إلى تعرف أثر استخدام استراتیجیة المهام الجزئیة (جیجسو) فی تنمیة المفاهیم الفقهیة لدى طالبات الصف الثانی المتوسط، ولتحقیق هذا الهدف اتبعت الدراسة المنهج شبه التجریبی حیث تم اختیار (عینة قصدیة) من طالبات الصف الثانی المتوسط بمدرسة فاطمة بنت الیمان بمکتب تعلیم الوسط بمنطقة الباحة، والمکونة من (50) طالبة؛ تم توزیعهن بطریقة عشوائیة إلى مجموعتین: مجموعة تجریبیة (تدرس باستخدام استراتیجیة المهام الجزئیة) وعددها (25) طالبة، ومجموعة ضابطة (تدرس بالطریقة التقلیدیة) وعددها (25) طالبة، کما تم بناء اختبار لقیاس التحصیل فی وحدة (لیلة القدر والاعتکاف)، وقد تم التحقق من صدقه وثباته، وتطبیقه قبلیاً وبعدیاً على مجموعتی الدراسة، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أبرزها: وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (α ≤0.05) بین متوسطی درجات طلاب المجموعة التجریبیة ودرجات طالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی للمستویات المعرفیة الدنیا (التذکر- الفهم- التطبیق) للاختبار التحصیلی للمفاهیم الفقهیة لصالح المجموعة التجریبیة، وأیضاً وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (α ≤0.05) بین متوسطی درجات طلاب المجموعة التجریبیة ودرجات طالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی للمستویات المعرفیة العلیا (التحلیل- الترکیب- التقویم) للاختبار التحصیلی للمفاهیم الفقهیة لصالح المجموعة التجریبیة، وکذلک وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (α ≤0.05) بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة ودرجات طالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی للدرجة الکلیة للاختبار التحصیلی للمفاهیم الفقهیة لصالح المجموعة التجریبیة. وفی ضوء هذه النتائج تم تقدیم مجموعة من التوصیات التی تسهم فی تطویر أسالیب تعلیم وتعلم مقررات الفقه، ومنها: العمل على توظیف إستراتیجیة المهام الجزئیة فی الأنشطة التعلیمیة الهادفة إلى تنمیة مهارات التفکیر التی یحتاجها طلبة المرحلة المتوسطة، وکذلک تم تقدیم مجموعة من المقرحات البحثیة ومنها: إجراء دراسة لمعرفة واقع استخدام المهام الجزئیة فی تعلیم وتعلم مادة الفقه بالمراحل التعلیم العام. 

الکلمات المفتاحیة: استراتیجیة المهام الجزئیة  Jigsaw))؛ التحصیل الدراسی؛ المفاهیم الفقهیة.

Abstract

The study aimed at identifying the effectiveness of the effectiveness of using the partial task strategy (jigsu) in developing academic feqh concepts among second-grade female students. The study was followed the semi-experimental method and a sample of first secondary students was selected consisted from (50) student in the school of Fatima bent Alyaman which follow  the Education Office at "Wast";  students were randomized to tow equal groups: the control group (taught in the traditional way) numbered (25) student, and  the experimental group (taught using partial task strategy) numbered (25) student. In addition, a test was conducted to measure the achievement in the two units of (Five necessities - felonies), the validity and stability of the test were verified. And by using the appropriate statistical methods, including the T-test, the study found a number of results. The most significant of these were the following: there were statistically significant differences, at the level of significance (α ≤ 0.05) between means of scores of the experimental group and the control group in the post-test for the first knowledge levels (remembering- understanding- application) for the academic achievement test in Fiqh in favor of experimental group, and there were statistically significant differences, at the level of significance (α ≤ 0.05) between means of scores of the experimental group and the control group in the post-test for the High knowledge levels (Analysis – composition- evaluation) for the academic achievement test in Fiqh in favor of experimental group, also there were statistically significant differences, at the level of significance (α ≤ 0.05) between means of scores of the experimental group and the control group in the post-test for the total score of the academic achievement test in Fiqh in favor of experimental group. In the light of these results, a number of recommendations have been presented that contribute to the development of teaching methods and learning jurisprudence courses Including: - To work on the strategy of the inverted grade in educational activities aimed at developing the thinking skills needed by high school students, and also presented a range of research proposals, including: Conducting a study to know the reality of using the inverted classroom in teaching and learning jurisprudence in general education stages.

Keywords: Jigsaw  ; Academic Achievement ; Feqh Concep

المعرض التمهیدی للدراسة

مقدمة:

یعتمد التقدم العلمی فی العصر الراهن على التحدیث المستمر والنمو السریع فی المعرفة، والتوصل إلى آفاق جدیدة فی البحث العلمی حول قدرات العقل البشری، وهذا ما صاحبه تغیرات هائلة ومتواصلة فی مطالب المجتمعات، حیث أصبحت طرق التعلیم التقلیدیة لمادة الفقه فی حاجة إلى مراجعات حول جدواها، وذلک بما یتناسب مع متطلبات التقدم، ومن هنا تأتی أهمیة تطویر وتحسین المؤسسات التعلیمیة وزیادة فاعلیتها بصفة عامة، وتحقیق جودة العملیة التعلمیة بصفة خاصة.

وتُعد مادة الفقه من أهم فروع مواد العلوم الشرعیة، وذلک لارتباط محتواها الدراسی بأصول الدین وأحکامه، وبالتالی یرتبط هذا المحتوى بحیاة الفرد والمجتمع على حدٍ سواء، فالمسلمُ یحتاج إلیه فی جمیع أمور حیاته؛ إذ أن العلم بالمفاهیم الفقهیة الخاصة بأحکام العبادات والمعاملات ضرورةٌ لازمةٌ لا یمکنُ للمُسلمِ إقامة حیاته بصورة صحیحة إلا من خلال تعلمها، وفهمها، وإدراک مقاصدها، لذا کان من الضروری العمل على تطویر طرق وإستراتیجیات تدریس مادة الفقه فی المراحل التعلیمیة المختلفة (المالکی، 1437ه, 5).

وبالرغم من هذه الجهود المبذولة لتطویر محتوى مادة الفقه، وتیسیر تعلمها لدى طلاب المرحلة المتوسطة، إلا أن العدید من الدراسات؛ کدراسة کل من: العمری (2012، 15)؛ والتویجری (1431ه، 11)؛ وخلیفة (2010، 7) تشیر إلى تأثر مقررات الفقه بالنظرة القدیمة؛ التی یکون الترکیز فیها على المحتوى الدراسی الذی یقدمه المعلم، مع إغفال دور المتعلم فی العملیة التعلیمیة، فضلاً عن ضعف تحصیل الطالبات فی هذه المادة من جهة أخرى.

مشکلة الدراسة:

من خلال عمل الباحثة فی تدریس المواد الإسلامیة، والفقه تحدیداً، فقد لاحظت ضعف استیعاب طالبات المرحلة المتوسطة للمفاهیم الفقهیة المتضمنة فی المادة، وتتمثل مؤشرات هذا الضعف فی عدة جوانب منها عدم تذکر بعض هذه المفاهیم ,و ضعف استیعاب المفاهیم الفقهیة التی یدرسنها والخلط بین المفاهیم الفقهیة المختلفة ,وعدم قدرة الطالبات على إنزال- قیاسها- على الواقع بما یتفق وأسلوب التعامل مع المستجدات الفقهیة ,وعدم المقدرة على تکوین بنى مفاهیمیة متکاملة للمفاهیم التی یدرسنها.

وهو الأمر الذی أوجد لدى الباحثة الإحساس بمشکلة الدراسة الحالیة؛ والمتمثل فی البحث عن إستراتجیة تدریسیة  من شأنها تقدیم محتوى مادة الفقه بشکل یضمن مشارکة الطالبات فی عملیة تعلمهن بإیجابیة، ویکن من خلالها مسؤولات عن عملیة تعلمهن من جهة، ویعمل على تحسین مستویات تحصیلهن للمفاهیم الفقهیة من جهة أخرى.

ویتفرع من هذا السؤال الرئیس، مجموعة الأسئلة البحثیة التالیة:

1)       ما أثر استخدام استراتیجیة المهام الجزئیة (جیجسو) فی تنمیة المفاهیم الفقهیة           لمادة الفقه لدى طالبات الصف الثانی المتوسط عند المستویات المعرفیة الدنیا             (التذکر- الفهم- التطبیق)؟

2)       ما أثر استخدام استراتیجیة المهام الجزئیة (جیجسو) فی تنمیة المفاهیم الفقهیة            لمادة الفقه لدى طالبات الصف الثانی المتوسط عند المستویات المعرفیة العلیا          (التحلیل- الترکیب- التقویم)؟

3)       ما أثر استخدام استراتیجیة المهام الجزئیة (جیجسو) إلى تنمیة المفاهیم الفقهیة لمادة الفقه لدى طالبات الصف الثانی المتوسط عند المستویات المعرفیة ککل؟

أهمیة الدراسة:

تکتسب الدراسة الحالیة أهمیتها من جانبین، وهما:

الأول: الأهمیة النظریة.

حیث تستمد الدراسة الحالیة أهمیتها النظریة من خلال إبراز الحاجة الملحة لتطویر خطط ومناهج تدریس المواد الشرعیة عامةً والفقه خاصةً، وأهمیة الأخذ بالاستراتیجیات الحدیثة فی تقدیم المحتوى الدراسی لهذه المواد، مع التأکید على أن العملیة التعلیمیة لا یتوقف دورها عند إعطاء الطالبة الحقائق العلمیة، إنما تتجاوز ذلک إلى مرحلة إشراک الطالبة نفسها فی عملیة تعلمها بحیث تصبح هی محورها، وهذا لا یتحقق إلا بإتباع طرق وأسالیب فاعلة تسمح لها بالتفاعل فی الموقف التعلیمی، ومن ثمَّ فإن الدراسة الحالیة تعمل على إثراء الأدب النظری فیما یتعلق باستراتیجیة المهام الجزئیة وتوظیفها فی تعلیم وتعلم المواد الشرعیة

الثانی: الأهمیة التطبیقیة.

حیث تستمد الدراسة الحالیة أهمیتها التطبیقیة من خلال ما یلی:

1)       ارتباط الدراسة بالمرحلة المتوسطة؛ والتی تمثل مرحلة فارقة فی تعلیم الطالبات، فمستوى الأداء فیها ینعکس بصورة مباشرة على الأداء فی المرحلة التعلیمیة التی تلیها، فضلاً عن أن هذه المرحلة تشمل مرحلة تطبیق الطالبات للعدید من الأحکام الفقهیة فی عبادتهن؛ کونهن قد قاربنا مرحلة التکلیف، وهو الأمر الذی یتطلب ضرورة العمل على تحقیق فهم واضح لدیهن للمفاهیم الفقهیة؛ حتى یتمکن من تطبیقها بصورة صحیحة.

2)       تحاول الدراسة المساهمة حل المشکلة القائمة فی تدریس مفاهیم مادة الفقه وکذلک علاج الضعف فی تحصیل الطالبات للمفاهیم الفقهیة المتضمنة فی مادة الفقه، من خلال إثراء الآراء واقتراح مجالات جدیدة لتقدیم المحتوى العلمی للفقه بشکل یناسب قدرات الطالبات واستعداداتهن.

3)       قد تفید نتائج هذه الدراسة فی مساعدة الجهات المعنیة بتطویر المناهج الخاصة بالمواد الشرعیة عامةٍ، وبمادة الفقه خاصة، مما یسهم فی تکوین اتجاهات إیجابیة نحوها، وهو الأمر الذی ینعکس إیجاباً على مستوى أداء الطالبات.

4)       توجیه معلمات المواد الشرعیة نحو تنویع الطرق الخاصة بتقدیم الدروس مادة الفقه من خلال الکشف عن إستراتیجیات تساعد على تنمیة المفاهیم الفقهیة لدى طالباتهن، وعلى النحو الذی یشوِّقهن للدرس, ویعزز العلاقات الإنسانیة بین الطالبات فی حجرة الفصل.

5)       تسهم هذه الدراسة فی فتح المجال أمام الباحثین, لإجراء المزید من الدراسات والبحوث المماثلة لهذه الدراسة فی المراحل المختلفة، والمواد الدراسیة بمختلف فروعها.

مصطلحات الدراسة:

تتناول الدراسة الحالیة المصطلحات الآتیة:

1)   الأثــر  IMPACT :

جاء تعریف الأثر فی لسان العرب لابن منظور (2004، 75): "الأثر بقیة الشیء، وأثرّ فی الشیء ترک فیه أثراً .

 أما الأثر اصطلاحاً، فیعرفه شحاتة وزینب النجار (2003، 126) بأنه:  التغیر الحاصل علی مستوى المتغیر التابع المُقاس، وهو ما یُرجى تحقیقه من التدخل التجریبی".

ویُعرف إجرائیاً بأنه: التغییر الحادث فی الکم المعرفی الذی تتعلمه طالبات الصف الثانی المتوسط من المفاهیم الفقهیة؛ نتیجة تعرضهن لدراسة وحدة الفقه المُختارة لأغراض الدراسة باستخدام استراتیجیة المهام الجزئیة، ویُقاس باستخدام معادلة (إیتا) لحجم الأثر.

2)   استراتیجیة المهام الجزئیة (Jigsaw) Partial Strategy Concepts:

هی "شکل من أشکال التعلم التعاونی؛ الذی یتعلم فیه التلامیذ من خلال نشاطهم ضمن جماعات صغیرة، ویصبح کل تلمیذ داخل مجموعته متخصصاً أو خبیراً فی جزء من موضوع الدرس، ویقوم بتعلیمه لبقیة أعضاء المجموعة" (الدیب، 2006، 67).

فیما یمکن تعریف إستراتجیة المهام الجزئیة إجرائیاً بأنها: استراتیجیة تعلم تعاونی، تقوم على تقسیم الطالبات إلى مجموعات صغیرة، ویقسم الموضوع الواحد من موضوعات الوحدة إلى مهام جزئیة بناء على عدد أعضاء المجموعة، فتقوم کل طالبة من طالبات المجموعة بدراسة الجزء المحدد لها، بعدها تلتقی زمیلاتها فی المجموعات الأخرى فیما یسمى بمجموعة الخبراء، لدراسة الجزء المخصص لهن ومناقشة المادة العلمیة المکلفین بها حتى یتقنوها، ثم تعود کل طالبة إلى مجموعتها الأصلیة لتعلیم الجزء الذی أتقنته، ولتتعلم هی بالتالی ما تعلمونه        فی مجموعاتهن.

3)   المفاهیم الفقهیة Concepts Of  Jurisprudence :

تُعرف المفاهیم عامةً بأنها: مجردات تنظم عالم الأشیاء والأحداث والظواهر المختلفة فی عدد صغیر من الأقسام أو المجموعات أو الفئات، وهذه بدورها یُمکن أن تضم عدداً آخر من الأقسام أو الفئات الفرعیة فی مراتب متسلسلة بحیث یُمکن لعدد محدود نسبیاً من المفاهیم العلمیة أن یتضمن قدراً کبیراً من المعرفة العلمیة (الحجوج، 2004، 89).

فیما تُعرف المفاهیم الفقهیة بأنها تصور ذهنی أو عقلی لأشیاء أو أحداث أو مواقف أو قیم أو سلوکیات بینها خصائص متصلة بالدین الإسلامی ومستمدة من الأدلة الشرعیة معبراً عنها بکلمة أو مصطلح أو عبارة (حافظ، 2002، 145).

 بینما تُعرف الباحثة المفاهیم الفقهیة إجرائیاً بأنها: معرفة تلک المفاهیم الفقهیة وفهمها وتوظیفها فی مواقف جدیدة، وتٌقاس بالدرجة التی تحصل علیها الطالبة فی الاختبار التحصیلی المعد لأغراض الدراسة.

الإطار النظری والدراسات السابقة

تضمن هذا الفصل جانبین أساسیین، أولهما: الإطار النظری بما یمثله من خلفیة علمیة للدراسة الحالیة، وثانیهما: البحوث والدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالیة.

أولاً: الإطار النظری.

فی ضوء ابعاد الدراسة الحالیة؛ قامت الباحثة بتقسم  تقسیم الإطار النظری للدراسة إلى محورین حیث یتناول المحور الأول استراتیجیة المهام الجزئیة، فیما یتناول المحور الثانی المفاهیم الفقهیة، وذلک على النحو التالی:

المحور الأول: استراتیجیة المهام الجزئیة : (جیجسو )

تُعد استراتیجیة الجیجسو الصفیة Jigsaw إحدى استراتیجیات التعلم التعاونی التی ظهرت منذ زمن قصیر، إلا أنها أثبتت فعالیة فی تقلیل الصراع العنصری بین الطلبة         وزیادة جودة مخرجات العملیة التعلیمیة، وهی تُشبه لعبة الترکیب، کل قطعة منها تمثل مهمة طالب وتکون ضروریة جداً لاستکمال المهمة وللتوصل للفهم الکامل للمنتج النهائی، فإذا       کان مهمة کل طالب مهمة إذن فکل طالب مهم فی العملیة وهذا ما جعل الاستراتیجیة مؤثرة (حنان وآخرون 2014، 137-138).

ومع اهتمام الدراسة الحالیة بتطبیق هذه الاستراتیجیة فی تعلیم وتعلم المفاهیم الفقهیة لطالبات الصف الثانی المتوسط، فإنه یمکن تناولها من حیث: الجذور التاریخیة، والمفهوم، والفکرة الرئیسة لها، والفرق بینها وبین التعلم التعاونی العادی، وخصائصها وممیزاتها، وأهدافها وأهمیتها، ونماذجها، وخطواتها، ودور کل من المعلم والمتعلم فیها، وتقویم الطالبات وفق هذه الاستراتیجیة، وهو ما یمکن تفصیله على النحو التالی: 

  المدارس فی أوستن خلیط من أعراق وأجناس مختلفة، وزاد التوتر والتنافس بینهما مما عاق عملیة التعلم داخل هذه المدراس، مما دعا الحاجة إلى استراتیجیة تنقل جو التنافس إلى جو تعاونی هادف وفعال (Aronson, 2013, 1).

وتصل الباحثة مما سبق إلى أن إستراتیجیة المهام الجزئیة (جیجسو) هی إحدى أبرز استراتیجیات التعلم التعاونی التی تتطلب من المتعلمین التواصل مع بعضهم البعض بصورة مستمرة لتحقیق المشارکة الفعالة والنشطة فی ملء المعلومات الناقصة فی تعلم محتوى المادة الدراسیة، ودمجها مع معلومات أخرى، بما یحقق اهداف تعلم هذه المادة.

الفکرة الرئیسیة لاستراتیجیة المهام الجزئیة: (جیجسو )

تُعد استراتیجیة المهام الجزئیة إحدى الاستراتیجیات التی انبثقت عن التعلم التعاونی، واستهدفت المتعلم فی المقام الأول، وجعلته محوراً للعملیة التعلیمیة وأخذت بیده لیکون عقلیة مفکرة ومنتجة لنفسه ولمجتمعه، ومن المعلوم أن هذه هی وظیفة المناهج التعلیمیة وطرائق تدریسها فی کل مرحلة، وتتمثل فکرة استراتیجیة المهام الجزئیة فی أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئیسیة: الأول التقسیم وتوزیع المهمات، الثانی مجموعات الخبراء وتکتمل هذه الاستراتیجیة بالقسم الثالث عندما یعود الطالبات إلى مجموعاتهم الأصلیة.

ویقوم هذا النوع من التعلم على مبدأ الأخذ والعطاء، فالطالب یأخذ ما ینقصه من معلومات لدى الطالبات الآخرین فی مجموعته، ویعطی فی الوقت ذاته خلاصة ما لدیه من معلومات وخبرات للطلاب، مع الحرص فی أثناء هذا التبادل على تقدیم المعلومات صحیحة وذات قیمة یعتبرها الطالب أفضل ما لدیه، لأن ذلک وبالتأکید سینعکس على عمل المجموعة التی ینتمی إلیها (أبو حرب والموسوی وأبو الجبین والریامی، 2004، 73).

وقد ذکر Bovin (2006) ( الجعید، 1435، 15) أنه من هنا جاء اسم استراتیجیة المهام الجزئیة (Jigsaw)، لأن المهمة توزع لأقسام وکل طالب یتخصص بقسم، وعند العودة للعمل فی المجموعة الأصلیة یحاول أعضاء المجموعة ترکیب هذه الأقسام بشکل ینتج عنه الشکل العام للمادة فهو یشبه لعبة الترکیب فی إعطاء الصورة الکاملة فی نهایة عمل المجموعة الأصلیة، ففی هذه الاستراتیجیة ینظر کل طالب فی کل مجموعة إلى الطالب الآخر على أنه مصدر للمعلومات فی الجزء الذی تخصص فیه، لذلک ینبغی على کل طالب فی المجموعة فهم جزئه فهماً جیداً لیساعد زملائه فی المجموعة على الفهم وتعلیم بعضهم البعض، ویکون دور المعلم هنا التوجیه والتیسیر ولیس المصدر الوحید للمعرفة، وسیمکن التنوع فی کل 

The Jigsaw Group   

The Expert Group  (مجموعات الخبراء)

والشکل التالی یوضح آلیة العمل فی هذه الاستراتیجیة:

شکل (1) استراتیجیة جیجسو وتطبیقاتها

المراجع

أولا: المراجع العربیة

ابن منظور، أبو الفضل جمال الدین بن محمد (2004). لسان العرب. القاهرة: دار الحدیث.

أبو الخیر، عصام (2003). فعالیة بعض استراتیجیات التدریس فی تنمیة مهارات الإبداع اللغوی لدى تلمیذات مدارس الفصل الواحد. رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة الأزهر، غزة، فلسطین.

أبو حرب، یحی والموسوی، علی وأبو الجبین، عطا والریامی، سعود (2004). الجدید فی التعلم التعاونی لمراحل التعلیم والتعلیم العالی. الکویت: مکتبة الفلاح.

أبو خاطر، دعاء عادل (2014). فعالیةمدونةالکترونیةتوظفاستراتیجیةجیجسوفیتنمیةالمفاهیمالحاسوبیة ومهاراتاتخاذالقرارلدىطالباتالصفالحادیعشربغزة. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة.

أبو عیدة، بلال أحمد وأیوب، عبد الکریم محمد (2014). أثر استخدام طریقة الأحجیة والخارطة المفاهیمیة والشخصیات الکرتونیة فی تحصیل طلبة مساق أسالیب تدریس العلوم فی جامعة النجاح الوطنیة. مجلة جامعة النجاح، 18(1)، 1-22.

اشتیوه، فوزی فایز وأبو رزق، ابتهال محمود وعودة، محمد برهان (2011). مناهجالتربیةالإسلامیةوأسالیبتدریسها. عمّان: دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزیع.

الأصبحی، سامی علی (1993). برنامج مقترح لتعلیم المفاهیم الأساسیة للخرائط لتلامیذ المرحلة الابتدائیة فی الیمن. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة عین شمس.

الأنصاری، زکریا (2005). فتح الوهاب بشرح المنهاج. بیروت: دار الفکر.

بدوی، رمضان (2010). التعلم النشط. عمّان: دار الفکر للنشر والتوزیع.

ثانیاً : المراجع الاجنبیة :

Aronson, E. (2013). History of jigsaw, the jigsaw classroom. Social psychology network. Available at: www.jigsaw.org.

Aronson, Elliot (2000). Jigsaw Classroom. Social psychology network. Available at https://www.jigsaw.org/#steps .

Aronson, Elliot (2015). The Jigsaw classroom. Available on line at: https://www.jigsaw.org/

Darnon, C., Buchs, C., Desbar, D., (2012): The jigsaw technique and self-efficacy of vocational training students: A practice report, European journal of psychology of education, 27(3), pp. 439-449.

Ninomiya, H.& Pusri, P. (2015). The Study of Open-ended Approach in Mathematics Teaching Using Jigsaw Method. Scientific Research, 64(2), 11－22

Perkins, V.& Saris, N. (2001) A "Jigsaw Classroom" Technique for Undergraduate Statistics Courses. Teaching of Psychology, 28(2), 111-13.

Raja, W.& Janani, V. (2013). Effectiveness of jigsaw learning on the upper primary wards performance in mathematics. International Journal of Current Research and Academic Review,