درجة الاکتئاب وعلاقتها بالنزعة الکمالية لدى الطلاب الموهوبين بمدينة جدة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الباحة، کلية التربية، قسم التربية الخاصة

المستخلص

  هدفت الدراسة الحالية، إلى التعرف على درجة الکمالية وعلاقتها بسمة الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبين في المرحلة الثانوية والمتوسطة، في منطقة جدة في المملکة العربية السعودية، وأثر متغير المرحلة التعليمية عليهما وتکونت عينة الدراسة من (210) طالبا موهوباً، منهم (109) طالباً في المرحلة المتوسطة، و(101) طالباً في المرحلة الثانوية، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي، وتم تطوير أداتين للدراسة من قبل الباحث: الأولى: مقياسسمة الکمالية، والثانية: مقياس الاکتئاب، وتم التحقق من صدقهما وثباتهماعلى البيئة السعودية في جدة.
وأشارت النتائج إلى أن درجة الکمالية لدى الموهوبين کانت بشکل عام مرتفعة، وأن درجة الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبين کانت بشکل عام قليلة، ووجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة احصائية ضعيفة بين الکمالية کسمة واحدة والاکتئاب، وعدم وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين الکمالية کسمة واحدة وأبعاد الاکتئاب سوى مع البعد الثالث وهو الاحساس بالفشل، کما کشفت الدراسة عن أن سمتي الکمالية والاکتئاب لدى الطلاب الموهوبين في المرحلة الثانوية کانتا أعلى من درجتيها لدى طلاب المرحلة المتوسطة.
وکان من أهم توصيات الدراسة، إعداد برامج إثرائية من قبل إدارة الموهوبين في الإدارات التعليمية للطلبة الموهوبين لتنمية درجة توکيد الذات، والعمل على صقل مهارة التعامل مع أزمات ومواقف الحياة، وکذلک استخدام طريق الأنشطة اللاصفية للتخفيف من النزعة الکمالية.
The study aimed at identifying the degree of perfectionism and its relationship with the depression character for gifted students in Jeddah city in Saudi Arabia, and the effect according toeducational stagevariable (middleandsecondary). The study sample consisted of (210) gifted students, (109) middle school students, And (101) students in the secondary stage. The study followed the descriptive approach. Two scales were developed by the researcher: The first scale is to assess perfectionism, and the second for depression.
The results showed that the degree of perfectionism among gifted studentswas generally high, the degree of depression among them was generally low, also there was aweakpositivecorrelative relationship between perfectionism and depression,and there was no statistically significant relationship between perfectionism as one feature and dimensions of depression but with the third dimension (sense of failure), and the study revealed that the level of perfectionism and depression among gifted students in the secondary stage were higher than gifted students in the middle school.
The most important recommendations of the study, were the developing of enrichment programs by the gifted educational administration for gifted students to develop the degree of self-affirmation to improve the skill of dealing with crises and life situations, as well as the use of extra-curricular activities to decreaseperfectionism.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                       کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

 درجة الاکتئاب وعلاقتها بالنزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین بمدینة جدة

 

 

 

إعـــــــــداد

الطالب / أحمد بن ضیف الله الکنانی

جامعة الباحة، کلیة التربیة، قسم التربیة الخاصة

إشـــــــراف

د/ صالح بن احمد دخیخ

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الخامس– جزء ثانى - مایو 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص الدراسة باللغة العربیة

  هدفت الدراسة الحالیة، إلى التعرف على درجة الکمالیة وعلاقتها بسمة الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة والمتوسطة، فی منطقة جدة فی المملکة العربیة السعودیة، وأثر متغیر المرحلة التعلیمیة علیهما وتکونت عینة الدراسة من (210) طالبا موهوباً، منهم (109) طالباً فی المرحلة المتوسطة، و(101) طالباً فی المرحلة الثانویة، واتبعت الدراسة المنهج الوصفی، وتم تطویر أداتین للدراسة من قبل الباحث: الأولى: مقیاسسمة الکمالیة، والثانیة: مقیاس الاکتئاب، وتم التحقق من صدقهما وثباتهماعلى البیئة السعودیة فی جدة.

وأشارت النتائج إلى أن درجة الکمالیة لدى الموهوبین کانت بشکل عام مرتفعة، وأن درجة الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین کانت بشکل عام قلیلة، ووجود علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلالة احصائیة ضعیفة بین الکمالیة کسمة واحدة والاکتئاب، وعدم وجود علاقة ذات دلالة احصائیة بین الکمالیة کسمة واحدة وأبعاد الاکتئاب سوى مع البعد الثالث وهو الاحساس بالفشل، کما کشفت الدراسة عن أن سمتی الکمالیة والاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة کانتا أعلى من درجتیها لدى طلاب المرحلة المتوسطة.

وکان من أهم توصیات الدراسة، إعداد برامج إثرائیة من قبل إدارة الموهوبین فی الإدارات التعلیمیة للطلبة الموهوبین لتنمیة درجة توکید الذات، والعمل على صقل مهارة التعامل مع أزمات ومواقف الحیاة، وکذلک استخدام طریق الأنشطة اللاصفیة للتخفیف من النزعة الکمالیة.

الکلمات المفتاحیة: الطلاب الموهوبین، الکمالیة، الاکتئاب.

 

abstract

The study aimed at identifying the degree of perfectionism and its relationship with the depression character for gifted students in Jeddah city in Saudi Arabia, and the effect according toeducational stagevariable (middleandsecondary). The study sample consisted of (210) gifted students, (109) middle school students, And (101) students in the secondary stage. The study followed the descriptive approach. Two scales were developed by the researcher: The first scale is to assess perfectionism, and the second for depression.

The results showed that the degree of perfectionism among gifted studentswas generally high, the degree of depression among them was generally low, also there was aweakpositivecorrelative relationship between perfectionism and depression,and there was no statistically significant relationship between perfectionism as one feature and dimensions of depression but with the third dimension (sense of failure), and the study revealed that the level of perfectionism and depression among gifted students in the secondary stage were higher than gifted students in the middle school.

The most important recommendations of the study, were the developing of enrichment programs by the gifted educational administration for gifted students to develop the degree of self-affirmation to improve the skill of dealing with crises and life situations, as well as the use of extra-curricular activities to decreaseperfectionism.

Keywords: gifted students, perfectionism, depression.

 

 

 

 

مدخل عام للدراسة

مقدمة :

یعد الأشخاص الموهوبون ثروة ثمینة یجب الاهتمام بها والحرص علیها، فالأمة تعول علیهم الکثیر من الآمال فهم السبب الرئیس فی تقدمها، وقد وجه التربویون إلى ضرورة الاهتمام بهذه الفئة ورعایتهم والاستفادة من انجازاتهم فی خدمة الأمة والمجتمع، کما وجه التربویون بدراسة خصائصهم والوقوف علیها لتوفیر احتیاجاتهم وتسخیر کل العقبات التی تواجههم وتهیئة سبل الراحة النفسیة لهم حتى یتمکنوا من إظهار إبداعاتهم والقیام بأدوارهم التی تعد أکثر فاعلیه فی تقدم أمتهم.

إن السعی للکمال والجودة فی کل شیء أمر یرنو إلیه الإنسان، ولکنه بالرغم من ذلک یؤمن بأن کل عمل لابد وأن یعتریه النقص مهما بذل من جهد، لأن الخطأ طبیعة البشر والأداء  المثالی أمر یندر تحقیقه، فالشخص الکمالی السوی هو من یضع لذاته مستویات أداء مرتفعة لکنها متناسبة مع قدراته وإمکاناته ویسعى من تلقاء نفسه ویکافح من أجل تحقیق أهدافه، لکنه یقنع بما حققه من نتائج ویشعر بالرضا والسعادة سواء استطاع تحقیق ما یرنو إلیه أم لا، لذلک فهو قادر على تعدیل أهدافه وتوقعاته تبعاً للموقف ( أباظة، 1996، 305-311 ).

أن الکمالیة تعتمد على التقییم المعرفی للفرد، وما لدى الفرد من أفکار ومعارف مشوهة، وکما أن لها ثلاثة أبعاد رئیسیة، البعد الأول الکمالیة الموجهة نحو الذات ویعنی میل الفرد لوضع معاییر مرتفعة ولیست واقعیة لتقییم ذاته، والبعد الثانی الکمالیة الموجهة نحو الآخرین ویشیر إلى تبنی الفرد معاییر لتقییم وقیاس أداء الآخرین، والبعد الثالث الکمالیة الموجهة للمجتمع وتشیر إلى شعور الفرد بأن الأشخاص المهمین فی حیاته یتبنون معاییر عالیة لتقییم أدائه.

وتعرف الکمالیة بأنها میل قهری لمطالبة الآخرین والذات بأعلى مستوى من             الأداء أو أعلى من المستوى الذی یتطلبه الموقف على الأقل ( عبدالحمید، جابر وکفافی،         علاء الدین، 1993).

فالشخص الکمالی بکون مسرفاً فی توقعاته وتطلعاته، ومتشدداً فی محاکمة ذاته ونقدها، فهو مدفوع داخلیاً وحریص على تحقیق مستویات فائقة من الانجاز، وقد ینخرط فی البکاء لدى شعوره بالفشل فی ذلک ومن ثم الإحباط، فالنزعة الکمالیة أو المثالیة لدیه تزید بطبیعة الحال عن مجرد التفوق أو التمیز، فهو لا یقبل الخطأ حتى وإن کان ضئیلاً ویعاود مراراً وتکراراً والتحقق من إجاباته لیتأکد أنها تامة وغیر منقوصة، ویتخوف کثیراً من فقدان احترام الآخرین لو لم یکن أداءه مثالیاً، کما لا یشعر بالرضا أو الارتیاح ما لم یحقق انجازاً یصل إلى مرتبة الکمال، وقد یکون هذا التحقیق أمراً مستحیلاً حتى وإن کان الفرد موهوباً ومتفوقاً، على حین أن من یسعى لتحقیق التمیز والتفوق بصورة اعتیادیة غالباً ما یشعر بالرضا والارتیاح عندما یبذل قصارى جهده فی انجاز واجباته ومهامه، ویقنع بما حققه من نتائج ( القریطی، 2014، 178 ).

إن الظروف التی تعیش فیها المجتمعات فی العصر الحاضر، سواء کانت اقتصادیة أو اجتماعیة أو ثقافیة أو غیرها تعد من أهم الأسباب التی تؤثر بشکل واضح على الحالة النفسیة للفرد، فیظهر علیه اضطرابات نفسیه مثل: الاکتئاب والقلق وغیرها، من الاضطرابات التی قد تتحول مستقبلا إلى أمراض نفسیه یصعب علاجها.    

ویعد الاکتئاب من أکثر الاضطرابات النفسیة انتشاراً فی العالم، وأشدها خطورة على الصحة النفسیة، ولا تنحصر ضمن فئات اجتماعیة معینة، فهو موجود عند الناس فی جمیع الأقالیم والدول وفی المجتمعات کلها، علماً بأن معدلات انتشار الاکتئاب سنویاً تتراوح بین        ( 5.7% ) إلى ( 17.7%) (منظمة الصحة العالمیة، 2005).

کما یعد الاکتئاب من أکثر الاضطرابات النفسیة شیوعاً بعد القلق، ومن أکثر المشکلات الانفعالیة التی تدفع الناس لطلب العلاج، والبحث عن العون النفسی والاجتماعی فی الممارسات والعیادات النفسیة والطبیة. وهناک من یشیر إلى أن الناس فی الحیاة المعاصرة یعانون من الاکتئاب بصورة أکبر مما کانوا علیه فی الماضی. وتبین الدراسات المسحیة انه اضطراب شائع فی کل الحضارات؛ ففی الولایات المتحدة الأمریکیة وحدها یوجد أکثر من 20 ملیون شخص یعانون من الاکتئاب. وعلى المستوى العالمی تبین منظمة الصحة العالمیة أن هناک على الأقل أکثر من 100 ملیون شخص یعانون من الاکتئاب، ویؤثرون سلبیاً خلال مرضهم على ما یعادل ثلاثة أضعاف هذا العدد من الآخرین ( إبراهیم، 1998، 31-32 ).

ویعد الاکتئاب مشکلة من المشکلات التی تعوق الفرد عن توافقه وتطوره، ویتجسد الاضطراب الانفعالی فی عدم القدرة على الحب وکراهیة الذات إلى الدرجة التی تصل إلى التفکیر فی الموت والانتحار، ثم الإقدام الفعلی على الانتحار، وتدنی تقدیر الذات وتشویه المدرکات واضطراب الذاکرة وتوقع الفشل فی کل محاولة للنجاح واستشعار خیبة الأمل، ویظهر الاضطراب البدنی فی اضطراب الشهیة للطعام واضطراب النوم وکثرة البکاء وتناقص الطاقة والشعور بالإجهاد ( الأنصاری، 1997، 194-243 ).

کما یتمثل الاکتئاب فی تناقص الاهتمام بالعالم الخارجی وتزاید العدوان الموجه ضد الذات فی صورة اتهام الذات ونقدها والشعور بالذنب والندم وعقاب الذات الذی یصل فی الحالات الشدیدة إلى الانتحار ( عسکر، 1988، 15 ).

ویعرف الاکتئاب Dpression بأنه "حالة انفعالیة عابرة، أو دائمة تتصف بمشاعر الانقباض، والحزن، والضیق، وتشیع فیه مشاعر کالهم، والغم، والشؤم، والقنوط، والجزع، والیأس، والعجز، وتترافق هذه الحالة مع أعراض تمس الجوانب الانفعالیة، والمعرفیة، والسلوکیة والجسمیة، تتمثل فی نقص الدافعیة، وعدم القدرة على الاستمتاع، وفقدان الوزن، وضعف الترکیز، ونقص الکفاءة، والأفکار الانتحاریة"( عبدالخالق، ورضوان، 1999، 29-58).

ولا یقتصر أهمیة معالجة الاکتئاب لدى المراهقین على ارتفاع نسب انتشاره ولکن أیضاً لما یترتب علیه من نتائج ذات تأثیر سلبی قوی فی صحتهم النفسیة، وانخفاض مستوى تحصیلهم الأکادیمی، وما یرتبط به من محاولات الانتحار، والذی یمثل ثالث سبب یؤدی إلى وفاة المراهقین فی الأعمار من 15- 19 سنه Nunley, 1997 ) ).

ورغم تحقیق برامج الوقایة من الاکتئاب والتی تعتمد على الأسالیب السلوکیة المعرفیة لقدر من النجاح، فهناک توصیات بتضمین استراتیجیات أخرى تشمل التدریب على أسالیب المواجهة وحل المشکلات والمهارات الاجتماعیة، حیث تزداد الدلائل والمؤشرات بأن المتغیرات الاجتماعیة لها دور أساسی فی نشأة الکثیر من الاضطرابات النفسیة بما فیها الاکتئاب          ( یوسف، جمعة، 2001 ).

ومن خلال ما سبق ذکره جاءت الدراسة الحالیة من أجل محاولة الکشف عن العلاقة بین الاکتئاب والنزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین فی مدینة جدة والوقوف على طبیعة العلاقة بین هذین المتغیرین.

مشکلة الدراسة

       یلقى رعایة الموهوبین اهتماما متزایدا من قبل دول العالم وتم تشکیل العدید من الجمعیات وعقد الندوات والمؤتمرات العلمیة المتخصصة للنظر فی رعایة الموهوبین واعتبار الطالب الموهوب ثروة وطنیة وقومیة یجب استثمارها لأنه یساهم فی بناء وطنه وأمته ، وفی التطور العلمی والثقافی ، لذلک یجب أن تحظى هذه الشریحة من الطلاب الموهوبین بالرعایة الکاملة عن طریق تهیئة البیئة المناسبة لهم وتوفیر سبل الراحة والطمأنینة حتى یتمکن الموهوب من صقل مواهبه وتنمیة قدراته .

       وتتعدد الخصائص التی یتمیز بها الموهوبون، إلا أن هناک اتفاقاً حول وجود تباین لدیهم بین الجانب العقلی من ناحیة، والوجدانی من ناحیة أخرى، فتذکر Hollingworth بأن الموهوبین یجمعون بین عقل راشد وعواطف طفل ( جروان، 2004).

       وقد أشارت ( أباظة، 2003، 305 )، إلى أن الخصائص الوجدانیة فی الموهوبین یمکن أن تتمثل فی الکمالیة التی ترى أن لها مفهوم ایجابی باعتبارها دافعاً قویاً یؤدی إلى الانجاز.

       وترتبط الکمالیة ارتباطا وثیقاً بالموهوبین، ویظهر ذلک من خلال الدراسات التی أجریت فی هذا المقام، حیث تبین انتشار الکمالیة لدى الموهوبین عن الطلاب غیر الموهوبین،        فقد أوضح ( Schuler, 2000 ) أن الکمالیة إحدى المشکلات المهمة التی یواجهها الموهوبون والمتفوقون عقلیاً کفئة خاصة، وأشار أن (46%) من الطلاب الموهوبین والمتفوقین         یطلبون المساعدة لتعلم کیفیة سماحهم لأنفسهم بالفشل أحیاناً، وألا یحددوا لأنفسهم آمالاً وتوقعات مرتفعة بشدة.

       وقد أصدر الاتحاد العالمی للصحة النفسیة فی شهر أکتوبر من عام 2012 منشوراً بعنوان: "الاکتئاب: أزمة عالمیة"، وشمل هذا العدد سلسلة من الموضوعات التی تسلط الضوء على الاکتئاب، وتشجع الباحثین والحکومات والمجتمعات فی جمیع أنحاء العالم على ضرورة توعیة الأفراد بخطورة الاکتئاب، وبأنه اضطراب واسع الانتشار، یصیب الأفراد وأسرهم وأقرانهم، وفضلاً عن ذلک، فهو اضطراب قابل للعلاج، فبزیادة هذا الوعی، یمکن تحسین الصحة النفسیة للأفراد ونوعیة حیاتهم ( Wan,2012 ).

       ولکل ما تقدم ذکره ومن خلال عمل الباحث وخبرته فی رعایة الطلاب الموهوبین وإحساسه بما یعانونه من وجود بعض المشکلات والظروف والعقبات التی تسبب لهم الاکتئاب النفسی والذی یعیقهم من الوصول إلى الکمالیة والمثالیة فقد برزت مشکلة هذه الدراسة لتسلیط الضوء على الاکتئاب وعلاقته بالنزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین فی مدینة جدة،           وقد تبلورت مشکلة البحث فی التساؤل الآتی:

هل توجد علاقة بین الاکتئاب والنزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین فی مدینة جدة.

ویتفرع من السؤال الرئیس الأسئلة الفرعیة الآتیة:

  • ما مستوى درجة الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین؟
  • هل مستوى درجة النزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین ؟
  • هل توجد علاقة ارتباطیه ذات دلالة إحصائیة بین الاکتئاب والنزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین؟
  • هل تختلف درجات الاکتئاب والنزعة الکمالیةلدى الطلاب الموهوبین باختلاف المراحل الدراسیة؟

أهداف الدراسة :

تهدف هذه الدراسة إلى ما یلی:

  • التعرف على العلاقة بین الاکتئاب والنزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین.
  • التعرف على مستوى درجة الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین.
  • التعرف على مستوى النزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین.
  • التعرف على مدى اختلاف درجات الاکتئاب والنزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین باختلاف المرحلة الدراسیة.

أهمیة الدراسة :

تکمن أهمیة هذه الدراسة فیما یلی :

  • لفت الانتباه إلى بعض المتغیرات المرتبطة بدرجة الاکتئاب لدى الطلاب والطالبات الموهوبین، وبالتالی یساعد على توجیه الخدمات وتوفیر البیئة المناسبة للطلاب والطالبات مما یحد من المشکلات السلبیة المترتبة على الاکتئاب.
  • تفید الدراسة الحالیة فی اکتشاف العلاقة بین الاکتئاب والنزعة الکمالیة لدى الطلاب والطالبات الموهوبین وإمکانیة التدخل الوقائی والعلاجی فی حال ثبوت تلک العلاقة.
  • تفید الدراسة الحالیة فی مساعدة القائمین على رعایة الموهوبین على تحسین اتخاذ القرارات بشأن تقدیم الخدمات للطلاب، خاصة فی ظل ما تشیر إلیه الدراسات العالمیة من ارتفاع معدلات انتشار الاکتئاب لدى الطلاب.
  • ندرة الدراسات التی أجریت حول الاکتئاب ومعدل انتشاره لدى الطلاب والطالبات الموهوبین، وهو ما یشیر إلى الحاجة الشدیدة لمثل هذه الدراسة التی من شأنها أن تمدنا ببعض المعلومات عن المتغیرات التی ترتبط بالاکتئاب  لدى هؤلاء الطلاب الذین یمثلون ثروة            ثمینة للأمة.

حدود الدراسة:

حدود موضوعیة: سوف ترکز الدراسة على الکشف عن العلاقة بین الاکتئاب والنزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین.

الحدود المکانیة: المدارس المتوسطة والثانویةللطلاب الموهوبین فی مدینة جدة.

الحدود الزمنیة: أجریت الدراسة فی الفصل الدراسی الثانی لعام 1437هـ /1438هـ

مصطلحات الدراسة

الاکتئاب Depression

یعرف الاکتئاب بأنه " حالة انفعالیة سلبیة تتسم بالحزن والشک الذاتی وفقدان الاهتمام بالحیاة الیومیة " ( Frank, 1992, 82 ).

ویعرف أیضاً بأنه " أحد المظاهر العامة للاضطراب الانفعالی الذی یتدرج فی الشدة من مجرد أزمات هموم الحیاة الیومیة إلى حالة عقلیة تتسم بالیأس التام " (Statt, 1982, 17).

النزعة الکمالیة

تعرف الکمالیة بأنها " میل قهری لمطالبة الآخرین والذات بأعلى مستوى من الأداء        أو أعلى من المستوى الذی یتطلبه الموقف على الأقل "(عبدالحمید، جابر وکفافی،           علاء الدین، 1993). 

التعریف الإجرائی:

 یقصد به"قیاس درجة الاکتئاب والحالة الانفعالیة لدى الطلاب الموهوبین فی ظل مطالبة الآخرین والذات بتقدیم أعلى مستوى من الأداء من خلال أداة الدراسة المستخدمة فی القیاس".    

الإطار النظری والدراسات السابقة

تمهید

یتناول هذا الفصل؛ الإطار النظری والدراسات السابقة، حیث تم تقسیم الإطار النظری إلى محورین، الأول، یتناول الکمالیة والاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین، أما الثانی، فیتناولالدراسات السابقة ذات العلاقة، وذلک على النحو التالی:

المحور الأول: الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین

مفهوم الاکتئاب:

کلمة کئب تعنی فی اللغة العربیة"تغیرت نفسه وانکسرت من شدة الهم والحزن" (محمد,2000، 68).

وهو حالة عقلیة مرضیة تتمیز بالإجهاد وفقدان الشجاعة,وبالتعب المصحوب بقلق شدید,وهو شکل مصغر من أشکال السوداویة.

أن الاکتئاب عبارة عن حالة انفعالیة,تتجسد فی تأخر الاستجابة لدى الفرد,والحزن الشدید,والمیول التشاؤمیة التی قد تدفعه إلی التفکیر فی الانتحار,ویعتبر الاکتئاب مجموعة من الأعراض المترابطة والمتزامنة فی آن معاً. وینتج الاکتئاب عن ظروف ألیمة,تسبب حالة من الحزن الشدید,وقد لا یتمکن المکتئب من معرفة السبب الأساسی لحالته أو الأعراض التی یعانی منها (زهران، 1991م).

أن الاکتئاب یبدأ بأعراض بسیطة تشتد تاریخیاً,فیعانی الفرد من عدم القدرة على التمتع بالأحداث التی کان یتمتع بها سابقاً ومن هبوط الروح المعنویة,وتغیر نظرته إلی الحیاة والتساؤل عن أهمیتها,وتنتابه مشاعر الیأس والانقباض والجزع,ویصاب بنوبات من البکاء,کما یشعر بفقدان الأمل والخوف والارتباک الشدیدین,ویعانی من اضطرابات سلوکیة وتتأثر الوظائف العقلیة بشکل سلبی,ویشعر بالنقص واحتقار الذات ولومها وبتأنیب الضمیر وتراوده أفکار انتحاریة, کذلک یتوهم إصابته بأمراض جسدیة وتظهر علیه عدة أعراض فسیولوجیة کاضطراب النوم والأرق والکوابیس,وفقدان الشهیة واضطرابات جنسیة تتمثل بضعف النشاط الحرکی,وضعف القدرة على العمل والکسل الجسدی أو الذهنی أو على العکس تحدث لدیه إثارة وإفراط حرکی.

وعرفه عبد الخالق (1999) بأنه حالة انفعالیة دائمة أو مؤقتة تنتاب الفرد فیها مشاعر الضیق والحزن والانقباض,ویسیطر علیه الشعور بالتشاؤم والهم,إضافة إلى الشعور بالعجز والیأس والقنوط والجزع,وترافق حالة الاکتئاب أعراض معینة تتصل بالنواحی المعرفیة والمزاجیة والسلوکیة والجسدیة کانخفاض الاهتمامات والتمتع بالحیاة وفقدان الشهیة والوزن وسرعة الإجهاد واضطراب النوم وعدم القدرة على الترکیز والإحساس بانخفاض الکفاءة والجدارة,إضافة إلی الأفکار الانتحاریة. 

      ویصنف الدلیل الشخصی والإحصائی الرابع(DSM) الاکتئاب على أنه اضطراب  مزاجی. وتنقسم الاضطرابات المزاجیة إلی أربعة أقسام وفقاً لشمولها على الاکتئاب على          النحو التالی:

أولاً: نوبة الاکتئاب الأساس

خلال أسبوعین یعانی الفرد أعراض على الأقل، ویلاحظ علیه تغیراً بالنسبة لما کان علیه سابقاً وتمثل أحد الأعراض المزاج الاکتئابی والثانی فقدان الاهتمام أو التمتع,وأهم الأعراض فی نوبة الاکتئاب الرئیس هی:مزاج الاکتئابی,انخفاض ملحوظ فی الوزن دون إتباع حمیة معینة,أرق أو زیادة فی ساعات النوم, زیادة أو انخفاض النشاط الحرکی النفسی,         إرهاق أو فقدان الطاقة,انخفاض قیمة الذات أو مشاعر ذنب مبالغ فیها,انخفاض فی القدرة على التفکیر أو الترکیز أو اتخاذ القرارات,أفکار حول الموت,أفکار انتحاریة أو التخطیط للانتحار أو الإقدام علیه.

وتنتج عن هذه الأعراض الآم أو تغیر فی الوظیفة الاجتماعیة والمهنیة أو میادین أخرى هامة.کما أنه لا یمکن عزو الأعراض الاکتئابیة لأسباب فیسیولوجیة أو تناول مواد معینة أو التهاب جسمی عام.کذلک یجب ألا تفسر الأعراض بالحزن لوفاة شخص عزیز. وتستمر الأعراض لأکثر من شهرین ویصاحبها خلل فی الوظائف وانشغالات مرضیة تتمثل فی النشاط النفسی الحرکی.

ثانیاً: اضطراب الاکتئاب الرئیس

یتمثل فی معاناة الفرد من نوبات اکتئابیة تتصف بالحزن الشدید,والعجز عن التمتع بمختلف النشاطات والإحساس الدائم بالتعب والإجهاد. وترتفع نسبة المنتحرین فی هذا النوع         من الاکتئاب لتصل إلی15%ویشعر المکتئب بألآم جسدیة وانخفاض فی نشاطه الاجتماعی والجسدی. وقد یصاب باضطرابات کثیرة کالوساوس القهریة والإدمان ومن زیادة الشهیة أو  فقدان الشهیة.

ثالثاً: اضطراب الیأس

یتصف باکتئاب مزمن فی المزاج یتکرر یومیاً لفترة لا تقل عن سنتین,ویسیطر الحزن والکآبة على مزاج المریض؛ویصاحبه إفراط الشهیة للأکل أو نقص فی الشهیة, وزیادة النوم أو الأرق, وانخفاض مفهوم الذات, وعدم القدرة على الترکیز أو اتخاذ القرارات, وانخفاض الاهتمامات,ولوم الذات والشعور بالعجز.

رابعاً: اضطراب مزاجی یعود لأسباب طبیة

یسیطر فی هذا النوع من الاکتئاب الاضطراب المستمر للمزاج,والذی یعود لأسباب طبیة مرضیة تتمثل فی نقص الاهتمامات واستثارة المزاج، وینتشر بین الذکور والإناث بشکل متساو، وتزید حالات الانتحار وفقاً لتدهور الأوضاع المرضیة للمکتئب.

وتعتبر الجمعیة الأمریکیة للطب النفسی(1994) أن الاکتئاب الرئیس اضطراب مزاجی یتسم بحدوث نوبة أو أکثر فیعانی الفرد فیه من اضطراب اکتئابی لمدة أسبوعین متتالیین أو فقدان الاهتمام أو المتعة بکافة النشاطات تقریبا؛ یصاحبه على الأقل أربعة أعراض تتمثل فی التغیر الذی یطرأ على النوم والشهیة أو الوزن أو النشاط الحرکی,والشعور بالتعب والذنب وصعوبات فی الترکیز والتفکیر فی العمل,واتخاذ القرارات,أو التفکیر فی الموت أو أفکار انتحاریة أو التخطیط لها أو حتى تنفیذها.أما اضطراب الاکتئاب البسیط فیتسم باستمرار المزاج الاکتئابی لمدة سنتین على الأقل ویشعر به الفرد یومیا ویتصاحب بأعراض أکتائبیة إضافیة.

الأسباب التی تقف وراء الاکتئاب:

هناک عدة أسباب تتداخل معاً لظهور أعراض الاکتئاب:

1- أسباب عضویة:

أهمها تغیرات فی بعض کیمیائیات المخ من أهمها مادة السیروتونین ومادة النورادرینالین ومن المعتقد أن لهما دوراً هاماً فی حدوث الاکتئاب النفسی عند نقصهما.

2- الجینات:

وجد أن هناک عوامل وراثیة لظهور الاکتئاب فی بعض العائلات حیث أن الدراسات التی أجریت علی التوأم أحادی البویضة وجد أن إصابة أحد التوأم بالاکتئاب یرفع نسبه حدوث الاکتئاب فی التوأم الآخر إلی 70 % ویکون عرضة للإصابة بالاکتئاب فی مرحلة ما من حیاته الشخصیة. وهناک بعض الأشخاص ممن لهم سمات تؤهلهم عن غیرهم للإصابة بالاکتئاب ومنها: الروح الانهزامیة، الاعتمادیة علی الغیر، المتأثرون بالمتغیرات الخارجیة والشخصیات التی لها دائماً نظرة تشاؤمیة للأمور.

3- عوامل بیئیة:

تتمثل فی کثرة التعرض للعنف والاعتداء النفسی أو الجسدی کذلک کثرة الضغوط الخارجیة علی الإنسان دون وجود متنفس لها تدعو إلی الشعور بعدم جدوى الحیاة وهی أهم المؤدیات للاکتئاب. ولکن یجب مراعاة أن الاکتئاب النفسی رغم کل المسببات السابق ذکرها من الممکن حدوثه لإنسان یعیش حیاة عادیة قد نعتبرها نحن مثالیة وخالیة من المشاکل ومن الضغوط. ولکن الأمور دائماً نسبیة کما یجب ألا نغفل العامل العضوی الذی لا علاقة له بالمتأثرات الخارجیة ( الشربینی ، 1995، 63-65).

وهناک أسباب أخرى تتمثل فی:

العلاقات العائلیة:

أظهرت الأبحاث أن اضطراب العلاقات الزوجیة هی المشکلة الأکثر شیوعا المترافقة مع الاکتئاب عند الرجال. حیث لا یستطیع الرجال التغلب على تعارض الآراء کما تفعل المرأة. فالتشاجر یجعل الرجال یشعرون بعدم الارتیاح الجسدی لذلک فهم یحاولون تجنب الشجار أو النقاشات الصعبة. وتحاول الزوجة التکلم عن المشکلة فی الوقت الذی یحاول فیه الرجل تجنب ذلک، فتشعر الزوجة عندها أنه یتجاهلها لذلک تحاول التحدث أکثر فی الشیء الذی یجعل الرجل منزعجاً,  لذلک فهو ینسحب أکثر و هذا یجعل الزوجة تشعر أنه یتجاهلها أکثر- هذه الحلقة المفرغة قد تدمر الحیاة الزوجیة.

الانفصال والطلاق:

 یرى الرجال أنفسهم بشکل تقلیدی, أنهم المتحکمین بحیاة العائلة, لکن إجراءات الانفصال والطلاق غالبا ما تبدأها المرأة. فالمطلقون من الرجال هم الأکثر احتمالا لأن ینتحروا ربما لأن الاکتئاب أکثر شیوعا وحدّة فی هذه المجموعة.هذا بالإضافة إلى خسارة العلاقة الاجتماعیة والأهم من ذلک أنهم:

* غالبا یفقدون الاتصال مع أطفالهم.

* یتوجب علیهم أن ینتقلوا للعیش فی مکان مختلف.

* غالبا ما یجدون أنفسهم مفلسین.

هذه بحد ذاتها أحداث تسبب الشدة النفسیة, بعیدا عن الشدة التی یسببها الانفصال,وربما تؤدی للاکتئاب.

الجنس:

عندما یکتئب الرجال فإنهم یشعرون بفقد الرغبة بالجنس تماما. وهنالک مشکلة و هی أنه بعض مضادات الاکتئاب قد تؤدی لنقص الرغبة الجنسیة عند عدد قلیل من الرجال. ومما یستحق التذکیر به أنّ الأمر قد یحدث بشکل معاکس,فالعجز الجنسییمکن أن یؤدی للاکتئاب. (موسى ، 1989 ، 88-90).

الحمل والولادة:

نعلم و منذ سنین عدیدة أنّ بعض الأمهات قد تشعر باکتئاب شدید خلال فترة ما بعد الولادة. لکنّنا ومنذ فترة قریبة أدرکنا أن أکثر من واحد من کل عشرة رجال یعانون أیضا من مشاکل نفسیة خلال هذه الفترة. هذا یجب ألا یثیر الدهشة لأننا على علم أن الأحداث الرئیسیة فی حیاة الناس حتى الجیدة منها کالانتقال لبیت أخر مثلا تجعلک تشعر بالاکتئاب.

البطالة والتقاعد:

ترک العمل ولأی سبب یمکن أن یؤدی للشدة النفسیة فقد بّینت الأبحاث الحدیثة أنّ واحدا من کل سبعة رجال عاطلین عن العمل سیتطور لدیهم اکتئاب فی الستة شهور التالیة. وتشکل البطالة الشیء الأکثر احتمالا لدفع الرجل لحالة اکتئاب شدید بعد الصعوبات فی العلاقة الزوجیة. والعمل هو غالبا المصدر الرئیسی لإحساسالرجل بالقیمة والتقدیر الذاتی.

حتى التقاعد عن العمل فی الوقت المتوقع یمکن أن یکون صعباً بالنسبة لبعض الرجال خاصةً إذا استمرت الزوجة فی العمل, وقد تواجه صعوبة فی التأقلم مع فقدان الروتین الیومی وفقدان الاتصال مع الزملاء.

أعراض الاکتئاب :

إن الاکتئاب النفسی مرض یصاب به الإنسان فیجعله یعانی منالأعراض التالیة:

  • شعور بالإحباط والزهق والملل.
  • عدم الاستمتاع بمباهج الحیاة.
  • اضطرابات بالنوم وقد تکون فی صورة صعوبة فی النوم أو کثرته.
  • فقدان الشهیة للأکل أو الفرط فی الأکل بشراهة.
  • سرعة التعب من أی مجهود.
  • صعوبة فی الترکیز والتذکر واتخاذ القرارات.
  • نظرة تشاؤمیة للماضی والحاضر والمستقبل.
  • التفکیر فی إیذاء النفس أو المحیطین کالانتحار أو القتل.
  • الشعور بالذنب الدائم أو العصبیة الدائمة.
  • الشعور بالحزن والکآبة.
  • عدم وجود الرغبة فی عمل أی شیء.
  • فقدان الرغبة فی أی ملذات الدنیا.
  • الإنطواء والعزلة وکثرة التفکیر السلبی.
  • التشاؤم والنظر إلى الأمور بمنظار أسود.
  • الشعور بالذنب ولوم النفس وتأنیب الضمیر.
  • قلة النشاط الجسمانی والجنسی.
  • قلة الترکیز والنسیان.
  • وفی الحالات الشدیدة هلاوس سمعیة وأفکار اضطهادیة والتفکیر فی الانتحار أو محاولة الانتحار.

     ومن الممکن أن یصاب الشخص ببعض هذه الأمراض فی أی مرحلة سنیة وإن کانت أکثر فی السن من 24 - 44 سنة. والنساء أکثر عرضة للإصابة عن الرجال وقد فسر ذلک بأن النساء تتعرض لضغوط اجتماعیة وبیولوجیة بصورة دائمة.

أنواع الاکتئاب والضیق الطبیعی:

     یعرف الاکتئاب والضیق الطبیعی بأنه: الشعور بالضیق الذی لا یتعدى فی مدته دقائق أو ساعات وقد یکون له سبب معقول مثل المنغصات فی العمل او الحیاة ، ویزول بدون تدخل ولا یمنع الإنسان من ممارسة حیاته بشکل طبیعی.

الحزن الطبیعی :

وهو الشعور الذی یعتری الموظف عند فقد شیء من الحقوق فی الوظیفة مثل الشورى          والتقدیر أو فقد موظف عزیز لدیه. وهو أشبه فی حدته ببعض حالات الاکتئاب إلا أنه         یعتبر طبیعیاً باعتبار أسبابه ویزول تدریجیاً خلال أیام أو أسابیع بدون تدخل علاجی         (ابراهیم ، 1994 ، 109).

الاکتئاب التفاعلی أو إضطراب التکیف:

وهو حالة من الاکتئاب لدى الأفراد تمتد لعدة أیام أو أسابیع نتیجة حدث معین وهی قد تؤدی إلى اضطرابات الحیاة الطبیعیة للمصاب وقد یحتاج لعلاج دوائی أو جلسات نفسیة مما یؤدى ذلک إلى قلة الإنتاج للفرد وبالتالی تؤثر على أداءه فی العمل.

الاکتئاب الشدید:

وهو حالة شدیدة من الاکتئاب فی العمل تمتد لعدة أسابیع أو أکثر وتؤدی إلى خلل فی أداء الموظف لوظائفه المختلفة وقد یصل إلى درجات ذهنیة مثل سماع الأصوات والأفکار الإضطهادیة والمحاولات الإنتحاریة.

وهذا النوع من الاکتئاب قد یتناوب مع حالات من الهوس( وهو الشعور بالنشاط والفرح الزائد عن الحد وکثرة الکلام والتصرفات المتهورة). ویسمى هذا النوع الإضطراب الوجدانی ثنائی القطب. وقد یحدث الإکتئاب کذلک على شکل حالات موسمیة فی نفس الفصل من السنة فی  کل عام.

الأعراض النفسیة:

  • البؤس، الیأس، الأسى، هبوط الروح المعنویة والحزن الشدید .
  • انحراف المزاج وتقلبه.
  • القلق، التوتر والأرق.
  • الانطواء، الانسحاب، الوحدة والانعزال.
  • أفکار الانتحار أحیاناً، ومحاولة الانتحار فی الحالات الحادة.
  • الشعور بالذنب.

أعراض عامة:

أ/ نقص الإنتاج عن ذی قبل، الشعور بالفشل وعدم التمتع بالحیاة.

ب/ سوء التوافق الاجتماعی.

وتصنیف الأعراض الاکتئابیة فی المظاهر التالیة:

  1. مظاهر انفعالیة تتمثل فی فقدان القدرة على الاستمتاع والمرح والضحک والتقلیل من          قیمة الذات.
  2. مظاهر معرفیة تتمثل فی تکوین صورة سلبیة عن الذات، توجیه اللوم إلى الذات، تضخیم المشکلات، عدم القدرة على الحسم .
  3. مظاهر تتعلق بالدوافع فتتمثل فی  شلل یصیب الإرادة، والرغبة فی الهروب والموت.
  4. مظاهر جسمیة تتمثل فی التعب بسرعة وسهولة، مع فقدان الطاقة الجنسیة والشعور بالأرق.

النظریات المفسرة للاکتئاب:

   یمکن فهم الاکتئاب فی ضوء أربع نظریات(جابر ،1993، 160-165):

النظریة البیولوجیة:

     ظهر التفسیر البیولوجی الدقیق للاکتئاب فی بدایة الخمسینات والستینات و کان هیبوقراط قد أشار إلیه عام4000ق.م.وذکر أن الزیادة فی المادة السوداویة تسبب الملانخویا.ویعتبر الباحثون فی النظریة البیولوجیة أن الخبرات الانفعالیة تؤثر على النشاط الکیمیائی للدماغ,إذ أن بلاین الخلایا العصبیة متمثلة فی المواد الکیمیائیة وعلیه فالخلل الوظیفی فی عمل خلایا الاستقبال کلها عوامل تسهم بشکل أساسی فی الإصابة بالاکتئاب.ویفترض الباحثون أنه فی حالة الاکتئاب تکون المواد الکیمیائیة العصبیة مثل (Norepinephrine,Serotonin,Dopamine) ناقصة فی الدماغ,وبذلک ترسل مادتا ال(Norephrine,Serotonin) رسائل إلی مناطق متعلقة بوظائف حیویة:کالشهیة والنوم وحتى الرغبة فی الحیاة تؤثر علیها سلبا.

دور العوامل البیولوجیة فی الاکتئاب:

  1. دورة المرض الرأسیة التی تتصف بفترات تحسن تبادلیا مع نوبات من الاکتئاب أو الهوس,وهذه النوبات دلیل على الاضطراب المرضی ذی الأساس البیولوجی.
  2. وجود مجموعة من الأعراض التی توحی بوجود اضطراب فی العملیات الحیویة,کاضطراب النوم والشهیة وتباین یومی فی المزاج واضطرابات فی النشاطات النفسیة الحرکیة.
  3. استجابات جسدیة للأدویة العلاجیة الخاصة لدى الأفراد المکتئبین.

نظریة التحلیل النفسی:

      اعتبر فروید ((Freud,1917 ـ فی مقالته"الحداد والملانخولیا" ـ وجود أوجه شبه عدیدة بین الاکتئاب والحداد لدى فقدان موضوع الحب سواء بالموت أو الهجر أو الخسارة,إذ ینتاب الفرد نوبات من الاکتئاب جراء الشعور بالذنب الذی یصیبه, وکأن الکراهیة اللاواعیة هی السبب فی الفقدان مما یؤدی إلی زیادة الشعور بالاکتئاب الداخلی واتهام الذات.أما أبراهام (Abraham,1960) فیعتبر أن الإصابة بالاکتئاب یتعلق بموضوع الحب فتنتابه مشاعر الکراهیة والغضب تجاه موضوع الحب.هذه المشاعر ترتد نحو الذات بفعل الشعور بالذنب.فالاکتئاب شعور بالغضب إثر الإحباط وخیبة الأمل فی إشباع الحاجة إلی الحب, وفی هذا یتفق المحللون النفسیون عامة فی تفسیرهم للاکتئاب,لکنهم یختلفون فی تحدید أنواع        الدوافع المثیرة للإحباط والغضب , إذ یحددها أبراهام بالفشل فی إرضاء الرغبات الجنسیة والحاجة إلى الحب.

النظریات السلوکیة:

تعتبر السلوکیة أن المرض النفسی عبارة عن سلوک متعلم کسائر أنماط السلوک السوی,وترى النظریات السلوکیة أن الاکتئاب ینجم عن تدنی مستوى التدعیم الإیجابی  وارتفاع مستوى  الخبرات السلبیة وغیر السارة.ویحدث الاکتئاب جراء عوامل عدیدة تنخفض بموجبها تفاعلات الفرد مع البیئة المؤدیة إلی نتائج ایجابیة وتزداد معدلات الخبرات  السیئة التی تمثل عقابا بالنسبة له. (Lewinsohn,1974) هذا ویعتبر لوینسون أن التعزیز والاکتئاب مفهومان متعلقان ببعضهما,ویشیر إلی أن السلوک والمشاعر الوجدانیة للمکتئب تعکس دلائل على تدنى مستوى الاستجابة المتوقفة على التعزیز الإیجابی الذی یکمن فی وجود تفاعل الفرد مع البیئة.

       ویرى عبد الخالق والصبوة (1994م ، 302) أن البیئة الخارجیة لها تأثیر سلبی وإیجابی على الفرد,وعلیه فالأنشطة السارة التی یقوم بها الفرد أو یوفرها له الآخرون تمنحه الفرح والسعادة.وبالمقابل فالأحداث الألیمة تؤدی إلی التوتر والقلق وبالتالی الاکتئاب.

النظریة المعرفیة:

أکد بیک((Beck,1976على وجود أربعة مکونات رئیسیة للاکتئاب تتمثل فی:

  1. المکونات المعرفیة التی تتضمن الشعور بالعجز,والیأس,والمیل إلی تضخیم المشکلات,وتدنی قیمة الذات.
  2. المکونات الدافعیة وتتمثل فی فقدان الدافعیة والاعتمادیة والهروب والرغبة فی الموت وقلة الإرادة.
  3. المکونات الانفعالیة وتتضمن عدم القدرة على الشعور بالسرور والبهجة.
  4. المکونات الجسدیة وتبرز فی أعراض الأرق وفقدان الرغبة الجنسیة وسرعة الإجهاد   وارتخاء العضلات.

وهناک نظریات أخرى تتعلق بالاکتئاب مثل:

* نظریة تعلم العجز (سلیجمان- 1975)

تتلخص فی أن مواجهة الفرد لأحداث کرب ومشقة مستمرة، تؤدی إلى اللامبالاة أو الانسحاب، وعدم الاستجابة ومن ثم الإحساس بالیأس، والعجز، وعدم الحیلة ثم تنبع من ذلک أعراض الاکتئاب الأخرى. وقد بُنیت هذه النظریة على أساس نظریة التعلم فی الحیوانات وما یحدث لها عند تعرضها لمنبهات کرب ومشقة وشدة.

* نظریة التهیؤ (براون وهاریس):

یحدث الاکتئاب وفقاً لهذه النظریة نتیجة لـ:

أ/ التعرض لأحداث حیاتیة مؤلمة حدیثة.

ب/ ولعوامل التهیؤ وهی:

*  فقدان الأم قبل سن الحادیة عشرة.(باظة، 1996، 147)

* وجود ثلاثة أطفال أو أکثر أعمارهم أقل من أربعة عشر عاماً.

* غیاب الإحساس العاطفی مع الزوج.

*  العطالة أو الوظیفة المؤقتة.

النظریة البیوکیمیائیة:

یفسر إبراهیم(1994) الاکتئاب عن طریق النظریة البیوکیمیائیة والتی تعتمد التفسیر الکیمیائی الأمینی  للإصابة بالاکتئاب وذلک استناداً على البحوث التی بینت أنه قد ینتج عن وجود نقص فی العناصر الکیمیائیة فی المخ، وبخاصة توزیع العناصر (الأمینیة) والأمینات عبارة عن عناصر کیمیائیة یتکاثف وجودها فی الجهاز العصبی الطرفی الذی أثبت علماء وظائف الأعضاء أنه مسؤول عن تنظیم الانفعالات، وهی کذلک عبارة عن موصلات عصبیة فإذا استنفذت لأی سبب من الأسباب یختل الاتصال بین الأعصاب مما یؤدی إلى الانهباط النفسی والرکود الانفعالی الذی نسمیه الاکتئاب.

طرق وعلاج الاکتئاب:

العلاج السلوکی المعرفی

أن العلاج السلوکی المعرفی(موسى،1989، 122) مدخل نشط وموجه، محدود الزمن وبنائی ومؤسس على فهم المعقولیة النظریة. فالعلاج السلوکی المعرفی علاج مباشر وموجه، یستخدم فنیات معرفیة وانفعالیة لمساعدة المریض على تصحیح معتقداته غیر العقلانیة التی یصاحبها خلل انفعالی وسلوکی، إلى معتقدات عقلانیة یصاحبها ضبط انفعالی وسلوکی. فالعلاج السلوکی یساعد فی إضعاف الروابط بین حالات المصاعب، وردود الأفعال العادیةنحوها، مثل الخوف والاکتئاب والانهزام النفسی أو سلوک تدهور النفس. کما یقود هذا العلاج إلى تهیئة الذهن والجسم حیث تتحسن حالة المریض ویجعله یفکر بوضوح أکثر ویتخذ قرارات أفضل. أما العلاج المعرفی فیقود إلى معرفة أن تفکیراً معیناً هو سبب الأعراض التی یشعر بها المریض وذلک بإعطائه صورة مشوهة بما یجری فی داخله، ویجعله یحس بقلق أو یکتئب أو یغضب بدون سبب معقول ویدفعه إلى أفعال غیر صحیحة الاختیار.

قواعد العلاج المعرفی السلوکی:

  • أن العلاج المعرفی یقوم على أساس النموذج المعرفی للاضطرابات الانفعالیة.
  • العلاج المعرفی علاج مختصر ومحدود المدة.
  • من الضروری أن تتوفر علاقة مناسبة بین المعالج والمریض.
  • أن العلاج یمثل جهدَا مشترکا بین المعالج والمریض.
  • یرکز العلاج المعرفی على  توجیه الأسئلة.
  • یعتبر العلاج المعرفی علاجاً منظماً ومباشراً.
  • یتجه العلاج المعرفی نحو الترکیز على المشکلة.
  • یقوم العلاج المعرفی على نموذج تعلیمی.
  • تستند نظریة وأسالیب العلاج المعرفی على الطریقة الاستنتاجیة.
  • النشاط الذی یقوم به المریض خارج مکتب الإرشاد أو العیادة، یُمثل خاصیة أساسیة للعلاج المعرفی. (أمین ،2014، 89)

طرق إعادة البنیة المعرفیة:

ظهرت مجموعة من طرق العلاج فی إطار العلاج السلوکی المعرفی تقوم على أساس إعادة البنیة المعرفیة. وتقوم هذه الطرق على افتراض أن الاضطرابات الانفعالیة إنما هی نتیجة لأنماط من التفکیر غیر التکیفی. وتکون مهمة المعالج هی إعادة بناء هذه الجوانب المعرفیة المتصلة بعدم التکیف.

طریقة إلیس: العلاج العقلانی الانفعالی  :

     یعد العلاج العقلانی (سری،1990، 102) الانفعالی أسلوباً جدیداً من أسالیب العلاج النفسی. رائده هو البرت إلیس (Ellis ) وهو علاج مباشر توجیهی یستخدم فنیات معرفیة وانفعالیة لمساعدة المریض على تصحیح معتقداته اللاعقلانیة، وتحویل معتقداته اللامعقولة التی یصاحبها خلل انفعالی وسلوکی إلى معتقدات یصحبها ضبط انفعالی وسلوکی.

نظریة (ABC ) فی العلاج العقلانی الانفعالی:

     یتعامل العلاج العقلانی الانفعالی مع المریض المشکل، أو العصابی الذی توجد لدیه أفکار لا عقلانیة أو خرافیة یُظهرها موقف ما تنتج عن نظام معتقداته نتیجة انفعالیة، تظهر فی شکل اضطراب انفعالی یتجلى فی شکل سلوک مدمر. وقد بلور البرت نظریته التی یقوم علیها العلاج، وأطلق علیها نظریة ABC) ).

أما A فتعنی (Activating Experience) الخبرة المنشطة، وهی عادة خبرة صادمة، کالطلاق أو الرسوب، یتم إدراکها فی جو غیر عقلانی وبالتالی تکون الخبرة المنشطة خبرة        لا عقلانیة.

و B ( Belief System) تعنی نظام معتقدات لا عقلانیة مدمر للذات وکل خبرة توجد حولها جُمل داخلیة، ومعتقدات لا عقلانیة للفرد.

وCConsequence) ) تعنی النتیجة الانفعالیة وتکون مناسبة لنظام المعتقدات، فإذا کان النظام لا عقلانیاً، کانت النتیجة خللاً سلوکیاً کما فی حالات الاکتئاب والقلق.

مسلمات العلاج العقلانی الانفعالی:

 أن العلاج العقلانی  الانفعالی یستند إلى عدة مسلمات تُساهم فی تفسیر سلوک الإنسان، واضطرابه ونقص سعادته. وفیما یلی هذه المسلمات:

  • التفکیر والانفعال جانبان لزاویة واحدة، وکلاهما یصاحب الآخر فی التأثیر والتأثر.
  • یکون الإنسان عقلانیاً أو غیر عقلانی أحیانا، فحین یفکر بطریقة عقلانیة یکون فعالا وسعیدا، وحین یفکر بطریقة غیر عقلانیة یکون غیر کفء وغیر سعید.
  • ینشأ التفکیر غیر العقلانی من خلال التعلیم المبکر غیر المنطقی، حیث إن الفرد یکون مستعدا نفسیا لاکتساب التفکیر غیر العقلانی من الأسرة أو الثقافة أو البیئة المحیطة به.
  • یجب أن تواجه وتهاجم الأفکار الخرافیة، والمعتقدات اللاعقلانیة بالمعرفة والتفکیر المنطقی.

طرق ونماذج العلاج المعرفی:

یذکر عبد الرحمن عثمان (1998، 70) أن هنالک أکثر من عشرین نموذجاً للعلاج المعرفی أکثرها استخداما هو نموذج بیک Beck)) وأن هنالک کثیرا من المعالجین، من أشهرهم روترRotter وفریدریک کانفرKanfer وجوزیف کوتیلاCautela .

وقد اعتمد هؤلاء المعالجون طرقا علاجیة تقوم على مبادئ التعلم المعرفی والسلوکی، والتی تهدف إلى مساعدة المرضى على الآتی :

  • التعرف على طرق التفکیر السالبة (الأفکار الأتوماتیکیة وما تتضمنه من تحریفات إدراکیة، والتی تتضمن تصورات الفرد عن العالم، وعن موقعه فیه، وعن نفسه والتی یستخدمها الفرد لتفسیر المواقف والأحداث بصورة تؤدی به للاضطراب المزاجی والسلوکی، ثم تحدید  الأدلة التی تدعم هذه الأفکار السالبة، والأدلة التی تناقضها، ثم یشجع الفرد على البحث عن أفکار بدیلة وتقییم ما إذا کانت هذه الأفکار البدیلة تناسب الحقیقة بصورة أفضل أم لا،                وما إذا کانت تؤدی لإنقاص نشاط وتأثیر الأفکار السالبة، وتبنی السلوک التوافقی والإیجابی      (بیک ، 2000، 45).
  • التحکم فی الأعراض، وذلک بأن یقول المرضى لأنفسهم عبارات إیجابیة.
  • مناقضة الأفکار السالبة بالدخول فی مواقف حیة مناقضة لتقویمات الفرد وأفکاره، کأن یدخل الذی یعانی من العزوف الاجتماعی المواقف التی تسبب له الإرباک، والخوف من النقد         أو الرفض.
  • إنقاص الأفکار السالبة عن طریق تقویم المعلومات، والشرح، والتفسیر، والنشرات، والتسجیلات، أو تعدیل الاتجاهات وتوقعات الآخرین عن الفرد والتی تؤدی إلى تعدیل تغییر اتجاهات الفرد عن نفسه وأسالیبه فی التعامل، أو أن یُطلب من الفرد أن یلعب دوراً مختلفا عما اعتاده، حتى یتحول إلى خاصیة دائمة، بأن یُطلب من العدوانی مثلاً القیام بدور الشخص المتعاون و المتسامح وأن یُطلب من اللامبالی لعب دور الشخص الملتزم .

وفیما یلی أهم طرق تعدیل الأفکار وهی:

1/ اختبار صحة الأفکار  ویُطلب من المریض وفقا لهذه الطریقة أن یبحث عن الأدلة لأفکاره الأتوماتیکیة التی تسبق مشاعره غیر السارة، کما یُطلب منه فحص الأدلة التی تدحض هذه الأفکار.

2/ البحث عن البدائل  فیطلب من المریض على ضوء هذا الأسلوب أن یحدد طرقا أخرى لتقییم الموقف، وتفسیرات بدیلة. ویحتاج المرضى المکتئبون للتحفیز وزیادة الدافعیة.

3/ إعادة التنسیب أو العزو وتتضمن مساعدة المرضى على نسب وعزو الموقف للأسباب الحقیقیة والأکثر أهمیة، ویساعد المریض المعالج فی التعرف على المواقف التی قام بعزوها ونسبها إلى الآخرین وذلک بتصحیحها وتحسین إدراکه للأسباب لتقلیل الأخطاء فی إدراک الذات أو البیئة أو الآخرین.

4/ تقلیل التفکیرالکوارثی ویُطلق على هذه التقنیة ماذا- لو. ویُعَلم المریض وفق هذا الأسلوب أن یسأل ما هو أسوأ ما یمکن أن یحدث فی هذا الموقف؟ ماذا بعد أن حدث کذا؟ یُعَلم المریض بأنه حتى لو ساءت الأمور إلى أقصى حد فأن الأمر لا یمثل کارثة کما یتصور وأن علیه أن یواجه المواقف التی تبعث على التوتر بصورة عادیة، وأن یغُض النظر عن مشاعر الأسى وأن یحدوه الأمل فی تغییرها.

5/ تحدید المحاسن والمساوئ، ویستخدم هذا الأسلوب فی حالة عدم مقدرة المریض على اتخاذ قرار فی أمر ما، أو عدم مقدرته على الإقلاع عن عادة غیر توافقیة، بأن یُطلب منه تسجیل الجوانب السلبیة، وأن یبحث لها عن أسباب خارجیة ممکنة، وأن یفحص الجوانب الإیجابیة، وأن یبحث لها عن أسباب داخلیة ممکنة حتى یزداد تبصراً بحاله فیتمکن من اتخاذ القرار. (الحسینی ،1994،301)

    ولتعدیل الأفکار السالبة، تُستخدم الاستمارة التی تتضمن تحدید الخبرة، أو الموقف الذی یرتبط حدوثه بالحالة الشعوریة للمریض، وتحدید الأفکار السالبة عن طریق مراقبة الذات عند مواجهة الموقف وتحدید النتائج سلبیة أم إیجابیة کانت وهذه الاستمارة یستخدمها المعالج والمریض لتحسین فهم المریض للعلاقة بین الأفکار الأتوماتیکیة، والانفعال والمزاج، بالإضافة إلى التمکن من تشخیص هذه الأفکار وتحدیدها.

طریقة بیک فی العلاج المعرفی:

     أن العلاج المعرفی للاکتئاب (الشناوی، 1998، 54-60) ، علاج مختصر یقوم على أساس نموذج بیک، الذی یفترض أن الاکتئاب ینتُج عن اعتقادات أو مخططات عقلیة غیر تکیفیة، وهذه بدورها تؤدی إلى سلسلة من الأفکار التلقائیة المرتبطة بها، ذات الطبیعة السلبیة، والتی تشتمل على مجموعة من الأخطاء المنطقیة، التی تنتظم حول موضوعات معینة، مثل التقویم الاجتماعی، والصراع الأسری، والأداء فی العمل. والاعتقادات غیر التکیفیة والأفکار السلبیة التلقائیة، تطغى کلها على المکونات الثلاثیة السلبیة التی تتکون من النظرة السالبة للذات والعالم والمستقبل. والغرض من العلاج المعرفی هو إعادة تدریب الفرد لیفکر بشکل أکثر منطقیة وواقعیة، ولیعدل الأفکار الأساسیة. ویبدأ العلاج المعرفی بعرض النموذج المعرفی  للمرضى، الأمر الذی یساعدهم على فهم العلاقات بین المعرفة والسلوک والعاطفة.

      ویبنی العلاج المعرفی علاقة تعاونیة مع المرضى، کما یُعَلم المرضى أن یعملوا على تقییم أنفسهم  ویتم تعلیمهم على الحصول على فهم أکبر للعلاقة بین المواقف وجوانب أخرى، من خلال المراقبة الذاتیة على سجل یومی تدون فیه الأفکار الخاطئة. وبعد أن یتعلم المرضى مراقبة الذات بشکل مناسب، یبدؤون فی تقویم أفکارهم للبحث عن الأخطاء المنطقیة التی قد تشتمل على الاستنتاج الاختیاری، أو التجرید الانتقائی والتعمیم الزائد والتضخیم، والتهوین والتفکیر فی الکل أو اللاشیء. ثم یُعلمون بعد ذلک أن یصلوا إلى أفکار أکثر معقولیة بدلاً من الأفکار التلقائیة السالبة.

الاستراتیجیات الرئیسیة للعلاج المعرفی السلوکی:

     یمکن النظر إلى العلاج المعرفی السلوکی(جاد ، 2010، 168) کأسلوب من أسالیب حل المشکلات. إذ یصل المرضى للعلاج یحملون عدداً من المشکلات، بما فیها الکآبة نفسها، ویمنعهم التفکیر الکئیب المثبط من حل هذه المشکلات، لذا فإن تناول الأفکار الأتوماتیکیة السالبة هو وسیلة لغایة ولیس غایة فی حد ذاتها. فهدف العلاج هو إیجاد الحلول لمشاکل المرضى باستخدام الاستراتیجیات المعرفیة السلوکیة، ولیس فقط مساعدة المرضى فی التفکیر بمعقولیة. والهدف الأول هو تخفیف الأعراض، وعلى المدى الطویل تُستخدم نفس الاستراتیجیات لحل مشاکل الحیاة.

* الاستراتیجیات السلوکیة:

 أن هدف الاستراتیجیات السلوکیة هو مساعدة المریض على التخلص من السلوک غیر المرغوب، أو تعدیله وتغییره إلى سلوک مرغوب وتدعیمه. وأن هدف هذه الاستراتیجیات یتمثل فی تقدیم التقنیات فی إطار معرفی عقلانی،  ویتمثل فی:

1/ توجیه النشاطات:

وفیها یسجل المریض ما یقوم به من نشاط فی کل ساعة، ویقدر کل نشاط من حیث السعادة والتفوق من الدرجة 100 فتعرف مدى سعادة الفرد عند قیامه بالنشاط المعین.

2/ جدولة النشاطات:

عندما تتوفر المعلومات الدقیقة عما یقوم به المریض ومدى رضائه عن هذا العمل، ویستخدم الجدول للتخطیط مسبقاً لکل یوم ساعة بساعة کأساس. والهدف زیادة مستویات النشاط ورفع السعادة والتفوق.

ومن ممیزات هذه الإستراتیجیة:

  1. تقلیل الأعمال المتکتلة الغامضة إلى أعمال قلیلة.
  2. إزالة الاحتیاج لتکرار القرارات المتخذة (ماذا أفعل الآن؟).
  3. تشجیع زیادة النشاطات المُرضیة.
  4. زیادة الإحساس بالتحکم فی حیاته.

3/ تدرج المهام:

یُقصد به زیادة فرص النجاح بتقسیم الأعمال لخطوات صغیرة تُدعم کل على حدة، ویمکن استخدامها لمساعدة المریض على مواجهة الکسل مثلاً عندما یقول المریض عموماً        (لن أستطیع أن أفعل ذلک) أو هذا کثیر علیَّ. فمرضى الاکتئاب یقولون إنهم یفشلون فی تکرار الأعمال التی یقدمونها لأنفسهم، ویستخدمون هذه الحقیقة کدلیل على تدهور وعدم کفاءة الفرد، وتدرج المهام هنا یساعد المریض على تقلیل الأعمال إلى نسبة من الأعمال المعالجة، لزیادة تقدیر مکافأة النفس وإعادة تعریف النجاح بواقعیة، ووضع إحساس المریض فی الاعتبار.

*الاستراتیجیات المعرفیة:

هذه التقنیة تقدم للمریض کطریقة لتخفیف الوقت الذی یقضیه المریض فی التفکیر الذی یؤدی لزیادة الضغوط، ولیس لحل المشاکل بنائیا. وهذه التقنیة تفید فی المعالجة المبکرة قبل أن یصبح المریض ماهرًا فی إیجاد البدائل للأفکار الآلیة السلبیة، کما أن هذه التقنیات لا تُحدِث تغییرًا معرفیًا أساسیًا. ولکنها تعمل على تقلیل تکرار وتردید الأفکار الاکتئابیة، مما یؤدی إلى تقدم وتحسن المزاج الذی یمکن استخدامه لتسهیل حل المشکلة. ویجب أن یُشرح للمریض أن استخدام فنیات معرفیة لها إیجابیات فی حل مشکلته. ومن تلک الاستراتیجیات الآتی:

1/ فن الإلهاء: ویقوم على الآتی:

-     الترکیز على هدف ما: یُعلم المریض الانتباه لهدف معین ویصفه لنفسه أکثر ما یمکن من تفاصیل ، مثلاً ما هذا ؟ أین هو؟ مما صُنع؟ ما لونه؟.

-     وعی الإدراک الحسی للحواس یُعلم المریض کیفیة الترکیز حول محیطه ککل، مستخدما حواسه، مثلاً ماذا ترى؟ وماذا تسمع داخل الغرفة وخارجها؟ ماذا تتذوق؟.

-     تمرینات ذهنیة: مثل استخدام العد التنازلی من 100± أو التفکیر فی الحیوانات بدءًا بالحروف الأبجدیة  بالترتیب( حمودة ، 1991، 87 ).

-     الذکریات والخیالات السارة: وهذه الطریقة تقوی وتُحیی الذکریات الممتعة فی الماضی              (إجازة ممتعة) والخیالات مثل (ماذا یفعل إذا کسب الرهان؟) ومن سلبیات هذه الطریقة أن تقییم المریض لهذه الذکریات السارة یکون صعباً، کما أن المعارف السلبیة تطغى على المعارف الإیجابیة وتسحقها.

النشاطات الامتصاصیة:

من المهم اختیار النشاطات التی توظف العقل والجسم معا، مثل ( لعبة التنس)، أما النشاطات التی لا تتطلب التفکیر مثل (کی الملابس) فندمجها مع نشاطات أخرى، مثل الاستماع إلى الرادیو أثناء ممارسة کی الملابس. ولا یمکن استخدام هذه التقنیة بنجاح لأکثر من فترة قصیرة، لأنه مع الممارسة قد یحس الشخص بالاکتئاب، لتعوده على الطریقة فلا یکون لها تأثیر علیه ولا تعود تمنع من تکرار الأفکار.

حساب الأفکار:

تستخدم لملاحظة حدوث الأفکار الآلیة السلبیة إذ إن وضعها على جانب بدلاً من تراکمها یؤثر على المزاج. ومن سلبیات هذه الطریقة أن تأثیرهاالمباشر یزید من الأفکار السلبیة، ومن وعی المریض بها دون أن تکون لدیه المهارة فی تحولیها.

الاستراتیجیات الوقائیة:

أن المیزة الکبرى لهذه الإستراتیجیة العلاجیة، أنها تخفض احتمالات النکسة. ومن خلال العلاج المعرفی السلوکی یُمکن الآتی:

-     التعرف على الافتراضات  المتعطلة وظیفیاً وتحدیدها. ومتى ما تمکن المریض من التعرف على الأفکار الآلیة، ینتقل الترکیز فی العلاج إلى الافتراضات المتعطلة وظیفیاً ولها خصائص وهی:

-     أنها لا تعکس واقع التجربة الإنسانیة.

-     أنها تمنع تحقیق الأهداف.

-     انتهاکها یرتبط بالعواطف المتطرفة.

-     أنها متحصنة ضد التجارب العادیة.

-     أنها غیر معقولة ( عبدالرحمن ، 1998، 66).

الاکتئاب عند علماء المسلمین:

عرف الحزن ( نجاتی ، 1993، 145) بأنه انخلاع عن السرور، وملازمة الکآبة لتأسف على فائت أو توجع لممتنع.

أن الله لم یأمر به، ولا أثنى علیه ولا رتب علیه جزاء ولا ثواباً ، بل نهى عنه کقوله تعالى: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن کنتم مؤمنین)). (آل عمران 139) وکقوله تعالى: (( ولا تک فی ضیق مما یمکرون)). (النحل 126). فالحزن بلیة من البلایا نسأل الله دفعها وکشفها لذا یقول أهل الجنة الحمد لله الذی أذهب عنا (الحزن).

أن الشخص الذی یحزن لفقده ملکا أو لطلبه شیئاً لم یجده إذا نظر إلى الناس الآخرین ووجد أنه لیس لهم هذا الملک، ولا هذا المطلب، وهم مع ذلک سعداء وفرحون، لعلم أن الحزن أمر غیر ضروری وغیر طبیعی. وینبغی علیه أن یعلم أن جمیع ما یملکه من خیرات ومقتنیات، إنما هی ودائع الله عندنا ولله تعالى أن یرتجع عاریته متى شاء، ومن العار علینا أن نحزن برد العاریة التی لدینا إلى صاحبها والمنعم بها علینا بل یجب علینا أن نشکر الله تعالى على أنه ارتجع أحسن ما أعارنا، وترک لنا أفضل مما أعارنا، وهی النفس والعقل والفضائل.

ثانیاً: الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین

مفهوم الکمالیة:

لقیت الکمالیة اهتماماً فی أدبیات التراث النفسی منذ بدایة ستینیات القرن الماضی. لقد کان التعریف الأساسی للکمالیة فی بدایة الأمر بأنها: المیل لوضع معاییر عالیة، حیثعرفت الکمالیة بأنها أسلوب یطالب الفرد فیها ذاته أو الآخرین بأداء أعلى مما یتطلبه الموقف . إلا أن تعریف الکمالیة تغیر قلیلاً خلال هذه الفترة الزمنیة  .

وذکرت( أباظة ) بأن الکمالیة: أسلوب عام ممیز للفرد یوجهه للأداء بإتقان،وللتخلص من الأخطاء، وللحصول على تقبل المحیطین للفرد، ویصاحب ذلک أحیانا شعور بالرضاء، ومیزت أیضاً أن بین الکمالیة السویة والکمالیة العصابیة کالتالی:

أ) الکمالیة السویة:

هی التی یشعر الفرد فیها بالسعادة الحقیقیة من خلال القیام بجهود وأعمال صعبة، ویشعر بالرضاعن أدائه وفقاً لجودته ومستواه، ویقدر ذاته ایجابیاً، ویسعد بأدائه ومهاراته، وتعجبه براعته، ویضع لنفسه مستویات تتناسب مع قدراته وإمکانیاته.

ب) الکمالیة العصابیة:

هی التی یرى الفرد فیها أن عمله وجهوده لیست جیدة رغم جودة أدائه، ویرى أنه لابد أن یکونأفضل باستمرار، ویصاحب ذلک شعوره بعدم الرضا ، ویضع لنفسه مستویات لا یستطیع الوصول إلیها بقدراته وإمکانیاته، کما أن لدیه خوفاً دائماً من الفشل ( باظه، 1996، 105).

کما ذکرت( شادیة عبد الخالق) تعریف دسوقی للکمالیة بأنها : "مطالبة الأنفس والآخرین بأداء أسمى ما یتطلبه الموقف، حیث تتسلط على الفرد رغبة فی تعقب التفاصیل الدقیقة، وفرض شکل غیر عادی من الضبط والجودة، یفرضه على نفسه وعلى غیره". وعرف جابر وکفافی الکمالیة العصابیة بأنها: " میل قهری لمطالبة الذات ومطالبة الآخرین بأعلى مستوى من الأداء أو أعلى من المستوى الذی یتطلبه الموقف على الأقل". ویعرف فورست وآخرون الکمالیة العصابیة بأنها: " حالة من عدم الرضا یظهرها الفرد لجهوده وأعماله، ویرى أنها لیست جیدة بالقدر الکافی علىالرغم من جودة الأداء، حیث یضع الفرد لنفسه مستویات لیست واقعیة، ویسعى لتحقیقها، والکمالی غیر القادر على أن یشعر بالرضا عن أدائه للأشیاء، وفی ذات الوقت لا یقدر على أداء المستوى الجید الذی یستحق الشعور بالرضا"(عبد الخالق، 2005 ،219-220)

       وقد اختلفت النظرة فی کون الکمالیة ایجابیة أو سلبیة، حیث یرى البعض بأنها من علامات التوافقوالانجاز، وتذکر آمال أباظة أن بورنس یعتبر الشخصیة الکمالیة نموذجاً ، بینما ینظر البعض الآخرللکمالیة على أنها نموذج عصابی مثل: هایماشاوفلیت ؛ حیث إنها          ترتبط بالعدید من الخصائص السلبیة مثل: الشعور بالذنب، وانخفاض تقدیر الذات،          والاکتئاب (باظة، 1996،108) کذلک ظهرت محاولات للتمییز بین المظاهر الضارة، والمظاهر المفیدة للکمالیة  .

وأثیرت تساؤلات عدیدة حول ما إذا کانت الکمالیة السویة والعصابیة قطبین متقابلین أو بعدین منفصلین.

أن الکمالیة أحادیة البعد،ففی نهایة ثمانینیات القرن الماضی استحوذت التفسیرات النظریة للکمالیة السویة والعصابیة على اهتمام الباحثین، الذین حاولوا التحقق من ذلک من خلال البحوث التجریبیة. ففی دراسة حدیثة وُجد أن الکمالیة أحادیة البعد ، واتضح من خلال نتائج عدة دراسات طبق فیها أدوات قیاس للکمالیة متعددة الأبعاد أن هناک ثلاثة مجموعات للکمالیة:

مجموعة سویة، ومجموعة عصابیة، ومجموعة لیست کمالیة، وهذا یؤکد أحادیة البعد، کما أنه منخلال الاطلاع على الأدوات التی تقیس الکمالیة فإن معظمها تصف من یحصل على درجة متوسطة بأنه کمالی سوی، بینما تصف من یحصل على درجة مرتفعة بأنه کمالی عصابی، أما من تنخفض درجته فیوصف بأنه لیس کمالی.

وتعتبر الکمالیة صفة یجری التأکید علیها فی المجتمعات التی تسودها روح التنافس. وتسهم المؤسسات التربویة والاجتماعیة ودوائر المال والأعمال والدیانات بنصیب فی ترسیخ هذه الظاهرة. وقد درست صفة الکمالیة فی العصور القدیمة من منظور فلسفی ودینی وأدبی، کما درست حدیثا من منظور تربوی ونفسی. ومن أبرز السلوکیات أو الخصائص المرتبطة بالکمالیة: التفکیر بمنطق کل شیء أو لا شیء ووضع معاییر متطرفة غیر معقولة، والسعی القهری لبلوغ أهداف مستحیلة، وتقییم الذات على أساس مستوى الإنجاز والإنتاجیة .

عوامل تطور صفة الکمالیة

الترتیب الولادی

الترتیب الولادی هو أحد العوامل الرئیسة المؤثرة فی تشکل صفة الکمالیة عند الطفل بغض النظر عن الجنس. فالطفل الوحید أو المولود الأول ینعم بفترة أطول من الوقت بصحبة والدیه أو بالقرب منهما، وبالتالی یتنامى لدیه المیل لمحاکمة وقیاس سلوکیاته على ضوء سلوکیات ومعاییر الراشدین، ویتعاظم هذا المیل لدى أولئک الأطفال الذین یحظون باهتمام الجدین بالإضافة لاهتمام الوالدین. إن المولود الأول یضع الوالدین فی مواجهة وضع         جدید یفتقران فیه للمعرفة اللازمة بالأسس والأسالیب المناسبة لتنشئة الأطفال، وکثیرا ما         یکافئون طفلهم عندما یظهر حماسا أکثر مما ینبغی لأداء الواجبات. إن هذا السلوک یعزز       بدوره الاعتقاد لدى الوالدین بأنهم یقومون بواجبهم تجاه طفلهم، بینما هم فی واقع الأمر         لا یحسنون صنعا، لأنهم مع مرور الوقت یسهمون فی تشکل السلوکیات المرافقة للکمالیة        ( عبد الخالق، 2005 ، 222-225).

تأثیر الوالدین

الطلبة الکمالیون على شاکلة والدیهم، وعادة ما یکون أفراد أسرهم من ذوی التحصیل الرفیع. وإذا کان هذا الأمر یثیر مسألة الوراثة والبیئة بالنسبة للخصائص السلوکیة، فقد یکون ضروریا التمییز بین المیراث الجینی والمیراث النفسی لتفسیر الظاهرة وفهمها. أن هناک میراثا نفسیا یتوارثه الأبناء عن الوالدین وتتناقله الأجیال جیلا بعد جیل، یتمثل فی طرق التنشئة والسلوکیات وأنماط التفاعل والتعامل التی یعمل الآباء على ترسیخها من خلال أنماط الثواب والعقاب والنمذجة.

وسائل الإعلام

تلعب وسائل الإعلام بأنواعها دورا رئیسا فی تنمیة وتعزیز النزعة الکمالیة لدى الأطفال والشباب. إن رفض ما هو دون مرتبة الکمال رسالة قویة تتبناها وسائل الإعلام فی معظم برامجها الاجتماعیة والثقافیة والدینیة على وجه الخصوص، کما أن الحث على التعلق بالمثالیات والتمسک بالأخلاق الحمیدة – کما یراها کتاب ومعدو البرامج الإعلامیة- شعارات لا تتوقف أجهزة الإعلام عن توجیهها للناشئة. وربما کانت الإذاعات المرئیة من أقوى الوسائل الإعلامیة تأثیرا على الأطفال والمراهقین. وإذا کانوا یقضون ساعات طویلة وهم یشاهدون أحداثا وشخصیات غیر واقعیة تعرض على شاشات التلفزیون فإنهم بلا شک سیتطلعون لأن تکون حیاتهم الأسریة والاجتماعیة نموذجا لتلک المثالیات.(باظة، 1996،110)

ضغوط المعلمین والرفاق:

هناک سمات مشترکة بین الطلبة الموهوبین والمتفوقین وبین معلمیهم، وغالبا ما یؤدی التفاعل بینهم إلى تعزیز متبادل لهذه السمات. وتعد الصفوف والمدارس الخاصة بالطلبة الموهوبین والمتفوقین بیئة صالحة لسیادة صفة الکمالیة، کما أن هذه البیئة تزید من احتمالیة تواجد أفراد لدیهم نزعات کمالیة. وفی مثل هذه البیئة تبدو صفة الکمالیة وکأنها مسألة طبیعیة، وبالتالی لا ینظر إلیها على أنها مشکلة أو حالة شاذة.

الاضطراب العائلی:

تسهم الاضطرابات العائلیة وانحرافات الوالدین -بالإدمان على الکحول والمخدرات مثلا- فی ظهور وتطور صفة الکمالیة لدى بعض الأطفال الموهوبین والمتفوقین. إن هؤلاء الأطفال قد یجدون الخلاص من جو العائلة فی تکریس الوقت والجهد لتحقیق إنجازات فی تحصیلهم المدرسی، وکأنهم بذلک یعوضون عن عجزهم فی التحکم باضطرابات العائلة عن طریق التحکم ببیئتهم المدرسیة. وقد أشارت دراساتٌ إلى أن أبناء المدمنین على الکحول عادة ما یعزون تطور صفة الکمالیة عندهم إلى معاناتهم العائلیة.

تفسیر الکمالیة:

نظراً للأهمیة المعطاة لموضوع الکمالیة یوجد عدد من العلماء نظروا حول أصول ترکیب الکمالیة، وذلک فی محاولات منهم لفهمها، ویعتبر الاجتهاد للوصول للإتقان ظاهرة طبیعیة، وفطریةفی تطور البشر، حیث إن کل کفاح ینتج من مشاعر عقدة الدونیة، وتظهر المشاکل عندما تکون الأهداف لیست واقعیة، فهنا یکون الاجتهاد بدون فائدة، وناتج عن إحساس أعظم بالدونیة، کما أن الکمالیین العصابیین لدیهم خوفاً هائلاً من النقد، فالأخطاء الصغیرة تقلقهم کالأخطاء الکبیرة، لذلک هم لا یستطیعوا أن یطوروا ثقتهم بأنفسهم، ولدیهم شعور بالتوتر .

وتورد آمال أباظة(1996، 223) بأن الکمالیة العصابیة ترتبط مع کل أبعاد النرجسیة،وتعتبر النرجسیة الدافع للکمالیة العصابیة ، کما أن النرجسیة قد تکون بسبب دافعیة الفرد لأن یکون محبوباً، ویحصلعلى الکفایة الذاتیة، والکمالیة، کما أن النرجسیة حیلة دفاعیة لإقامة الأنا المثالیة، وأن النرجسیلدیه مجموعة من المخاوف التی تتعلق بتقدیر الذات وخوف الفرد من فقد الحب ومن الفشل.

     کما أن (الأنا) فی الکمالیة العصابیة تشعر بالدونیة فیبعض مواقف الأداء، ویحدث اضطرابات فی دافعیة الفرد، وإدراکه لمستوى قدراته، وانجازه، ممایؤدی لظهور اضطرابات ذات طابع عصابی یظهر فیها التوتر والقلق وعدم الرضا (عبد الخالق، 2005 ، 302).

وقد فسر العدید من المنظرین أصول الکمالیة مرکزین اهتمامهم على العلاقة الوالدیة، وتفاعلات هذهالعلاقة، وفی هذا المجال توجد عدة تفسیرات، وینظر للکمالیة کأسلوب له صلة بالعلاقات بین الأشخاص، وأنها استجابة للتفاعل مع واهبی الرعایة الأساسیة للفرد، وهناک من یرى أن للکمالیةجذور متأصلة فی مطلب أبوی ملح، ومتأصلة فی الامتناع عن القبول الأبوی، وهو ینظر للکمالیة على أنهاصفة سلبیة، کما یذکر أن الکمالیین لهم آباء کمالیین فهؤلاء الأطفال یعیشون تجربة الموافقة التی تعتمدعلى تحقیق التوقعات العالیة لآبائهم، والتی تقود إلى نضالهم الخاص فیصبح لدیهم توقعات ذاتیةعالیة وغیر مقبولة. کما أن هنا من یرى بأن الکمالیة السویة بهذا المنظور تتکون إما عن طریقالتشکیل الایجابی (کما هو الحال عندما یحاکی الفرد نضال والدیه)، فالطفل عندما یلاحظ أحد الوالدینیشعر بالمتعة والرضا من التزامه المرن بالقواعد والمعاییر العالیة، ویتخذ موقفاً سلوکیاً نحو الإتقان ، أوقد تنشأ الکمالیة السویة من التشکیل السلبی( کما هو الحال عندما یتفاعل الفرد مع الفوضى منالوالدین، أو القصور فی الانجاز          ( فهنا یصبح لدى الأطفال کمالیة سویة لرغبتهم فی أن یکونوا مرتبینودقیقین نظراً للتوتر الناجم من العیش مع والدین فوضویین ، فی حین أنه یرى أن الکمالیة العصابیة تنشأ فی البیئات التی یکون فیها الموافقة مشروطة(القبول) ، أو تکون ظروف الموافقة لیست متناغمة (تذبذب)، کذلک یرى أن الکمالیة العصابیة تنشأ من الطبع السلوکی فی العائلة الذی یقبل سلوک الطفلعندما یتوافق مع معاییر الوالدین، فالوالدین هنا یتمسکان بمعاییر عالیة الانجاز، والتی تقودالأطفال لتطویر معاییر شخصیة عالیة ولیست واقعیة (قاسم، ،2003، 69) .

أن الکمالیة یتم تعلمها فی الطفولة، إذ إن الآباء یجعلون أطفالهم کمالیین من خلالا استخدامهم لأسلوب القسوة، ومن خلال القبول المشروط للأبناء، فهم یُنشئون على أنهم سینالون القبولمن آبائهم فی حالة قیامهم بالعمل بجدیة کافیة، فالطفل هنا یشعر بعدم الأمان، وتتضخم حاجته لیکونمقبولاً لدى الآخرین کما أن التفکیر الکمالی یتکون من خلال الموافقة الایجابیة المشروطة، أو من خلال انصهارقیمة الذات مع الانجاز، وذکرأن هذا الانصهار یساهم فی تکوینه الانتقاد الأبوی العنیف والعلنی، أوانتقاد الآباء المصحوب بإعلان معاییرهم وتوقعاتهم من الأبناء، أو انتقادالآباء الذی تنقصه المعاییر والقواعد الواضحة، کما ورد بأن بورنس یرى أن أصول الکمالیة تکمن على الأقل جزئیاً فی التفاعل معالآباء الکمالیین، فالطفل یعزز ایجابیاً لأدائه المتمیز ، ولکنه عندما یفشل عند المحاولة فإن والداهیریان هذا الفشل کانعکاس لمهاراتهما فی التربیة، وبدلاً من إعادة الطمأنینة للطفل فهما یتفاعلان بخیبةأمل وقلق واهتیاج، ویبدأ الطفل یخشى هذا التفاعل مما یقوی الکمالیة عند الطفل (أباظة، 1996، 255).

المبحث الثانی: الدراسات السابقة

     فی حدود علم الباحث لم یتم الحصول على دراسات تجمع بین الاکتئاب والنزعة الکمالیة، وتم جمع دراسات عن کل متغیر من متغیرات الدراسة على النحو الآتی:

أولاً: دراسات تتعلق بالاکتئاب:

     أجرى یوسفی وآخرون ((Yousefi et al., 2010 دراسة هدفت إلى التعرف على العلاقة بین کل من الجنس والعمر والتحصیل الدراسی والاکتئاب لدى المراهقین، قام الباحثون بتطبیق مقیاس بیک للاکتئاب على (400) مراهقاً نصفهم من الذکور والنصف الآخر من الإناث. وقد کشفت النتائج عن أن 27% من المراهقین الذکور یعانون من الاکتئاب، وذلک فی مقابل 31% من المراهقات الإناث، کما تبین أن هذا الاکتئاب یؤثر سلباً فی تحصیلهم الدراسی.

     وأجرى بدر الأنصاری (2001) دراسة هدفت إلى الکشف عن العلاقة بین الیأس وعدد من المتغیرات النفسیة، وذلک لدى (577) کویتیاً. وقد أجاب المشارکون على بطاریة من المقاییس تضمنت مقیاس " بیک " للیأس ومقیاس " بیک " للاکتئاب ومقیاس " التفاؤل والتشاؤم " ومقیاس " سمة القلق " . وأشارت النتائج إلى وجود ارتباط موجب دال بین الیأس وبین کل من الاکتئاب والتشاؤم والقلق، بینما وجد ارتباط سالب بین الیأس والتفاؤل.

     وأجرى محمد الشناوی وعلى خضر (1998) دراسة هدفت إلى التعرف على العلاقة بین الاکتئاب والشعور بالوحدة وتبادل العلاقات الاجتماعیة. وتکونت عینة الدراسة من (500) طالباً سعودیاً من جامعتی أم القرى والإمام محمد بن سعود. بالإضافة إلى (250) طالباً من المدارس الثانویة، وأوضحت النتائج أنه کلما زادت درجة الشعور بالوحدة أمکن توقع مستوى أعلى من الاکتئاب، کما أوضحت أنه کلما زادت العلاقات المتبادلة بین الفرد والآخرین قل مستوى الاکتئاب لدیه، مما یشیر إلى أن نقص العلاقات الاجتماعیة فی حیاة الفرد قد یؤدی إلى احتمال وجود اکتئاب لدیهم، کما أکدت نتائج الدراسة على وجود علاقة عکسیة بین الشعور بالوحدة وتبادل العلاقات الاجتماعیة. 

      وأجرى حسن عبداللطیف (1997) دراسة هدفت إلى بحث الفروق فی الاکتئاب بین المصریین المقیمین فی الکویت والکویتیین، فضلاً عن بحث الفروق بین الجنسین فی الاکتئاب، وتکونت عینة الدراسة من (2088) مشارکاً کویتیاً من الجنسین، و(1063) مصریاً من الجنسین، واستخدمت الدراسة مقیاس بیک للاکتئاب، وقد أوضحت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین العینتین الکویتیة والمصریة، حیث کان المصریون أکثر اکتئاباً من الکویتیین، ولم تظهر فروق بین الجنسین، ولکن کان هناک تفاعل بین الجنس والجنسیة فی درجات الاکتئاب، حیث کان الذکور أکثر اکتئاباً من الإناث، بینما کانت الإناث فی العینة المصریة أکثر اکتئاباً من الذکور.

ثانیاً: دراسات تتعلق بالنزعة الکمالیة:

أجرى عبدالمرید عبدالجابر قاسم (2003)دراسة هدفت إلى الکشف عن طبیعة العلاقة بین الکمالیة وکل من تقدیر الذات وأعراض الاکتئاب، وتضمنت العینة (200) طالباً جامعیاً، (56) من الذکور و(144) من الإناث من مختلف کلیات جامعة حلوان من سنوات دراسیة متتالیة، واستخدم مقیاس الکمالیة من إعداد الباحث حیث یتکون المقیاس من (21) عبارة موزعة على أربعة أبعاد فرعیة هی: ( المبالغة فی مستویات الأداء وتتکون من (8) عبارات، الحساسیة المفرطة للأخطاء وتتکون من (7) عبارات، التدقیق فی الأداء وتتکون من (6) عبارات، نقد الذات وتتکون من (4) عبارات)، ومقیاس بیک للاکتئاب، ومقیاس تقدیر الشخصیة للکبار، وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ارتباطیة دالة بین متغیرات الدراسة، کما توجد علاقة ارتباطیة بین تقدیر الذات السلبی والکمالیة العصابیة.

أجرى فلت وهوایت وجرین (2004) دراسة هدفت إلى التعرف على طبیعة العلاقة         بین الکمالیة وأبعادها والقلق، وقد تکونت العینة من (177) طالباً من طلاب جامعة یورک،  بلغت عینة الذکور (66) طالباً و(111) طالبة، تتراوح أعمارهم من 15-20عاماً، ومن أدوات الدراسة مقیاس الکمالیة العصابیة ویتکون من (45) عبارة، ویقیس ثلاثة أبعاد رئیسة للکمالیة           ( الکمالیة بتوجیه الذات: والذی یقیس میل الفرد لوضع معاییر مرتفعة ولیست واقعیة لتقییم ذاته، الکمالیة بتوجیه الآخرین: وتشیر إلى تبنی الفرد لمعاییر مرتفعة لتقییم وقیاس أداء الآخرین، الکمالیة الاجتماعیة: وتشیر إلى شعور الفرد بأن الأشخاص المهمین فی حیاته یتبنون معاییر عالیة لتقییم أدائه ). ویعد هذا المقیاس مثالاً للکمالیة المعرفیة، حیث یعتمد على التقییم المعرفی للفرد، وما لدى الفرد من أفکار ومعارف مشوهه، ومقیاس القلق، ومن نتائج الدراسة أن هناک علاقة ارتباطیة موجبة بین الکمالیة العصابیة والقلق.  

     أجرى عبدالله جاد محمود (2010) دراسة هدفت إلى الکشف عن المکونات العاملیة للکمالیة، کما تهدف للتعرف على الکمالیة لدى المعلمین فی ضوء متغیری النوع والتخصص، وتکونت عینة الدراسة من (321) معلماً بالمرحلة الابتدائیة بمدینة الدمام، بلغت عینة الذکور (199) معلماً، وبلغت عینة الإناث (122) معلمة، ومن أدوات الدراسة مقیاس الکمالیة العصابیة ویتکون من (56) عبارة، موزعة على (5) أبعاد هی: الإتقان، التفاصیل،            نقد الذات، نقد الآخرین، قلق الأخطاء، وتشیر النتائج إلى ارتفاع بعض أبعاد الکمالیة           ( التفاصیل، وقلق الأخطاء) لدى الإناث مقارنة بالذکور، کما تبین وجود ارتباط دال موجب بین أبعاد الکمالیة (الإتقان، نقد الذات، نقد الآخرین، قلق الأخطاء) وأبعاد البارانویا، ولا یوجد ارتباط دال بین بعد الاهتمام بالتفاصیل وابعاد البارانویا، وتشیر هذه النتیجة إلى ارتفاع البارانویا الشک والاضطهاد والاستیاء لدى مرتفعی الکمالیة. 

     أجرى شان (2010) دراسة هدفت إلى التعرف على الکمالیة وأبعادها لدى عینة من الطلاب المتفوقین الصینیین، واشتملت العینة على (380) من الطلاب المتفوقین بمدارس هونج کونج،وتم استخدام مقیاس فرست وآخرون متعدد الأبعاد ویتکون من (35) عبارة موزعة على ستة أبعاد هی: المعاییر الشخصیة، الاهتمام بالأخطاء، التوقعات الوالدیة، النقد الوالدی، التنظیم، وقد أظهرت النتائج عن ارتفاع درجات الکمالیون الأسویاء على بعد التنظیم وبعد التوقعات الوالدیة، وانخفاض درجاتهم على باقی الأبعاد، کما أظهرت النتائج عن ارتفاع درجات الکمالیون العصابیون على جمیع أبعاد المقیاس. 

التعقیب على الدراسات السابقة

یتضح من الدراسات السابقة ما یلی:

-     معظم الدراسات کانت تدور حول التعرف على العلاقة بین الاکتئاب وبعض المتغیرات        لدى المراهقین.

-     تحدثت بعض الدراسات عنالکشف عن العلاقة بین الیأس وعدد من المتغیرات النفسیة.

-     بینت بعض الدراساتالفروق فی الاکتئاب بین الدول ودرجة الاکتئاب فیها.

-     تحدثت بعض الدراسات عن الکشف عن طبیعة العلاقة بین الکمالیة وبعض           المتغیرات الأخرى.

-     ذکرت بعض الدراسات طبیعة العلاقة بین الکمالیة وأبعادها والقلق، وکشفت عن المکونات العاملیة للکمالیة.

-     استفاد الباحث من الدراسات فی موضوع الاکتئاب وکذلک الکمالیة وعلاقة کل منهما         ببعض المتغیرات.

- استفاد الباحث من الدراسات السابقة فی صیاغة مشکلة الدراسة وأسئلتها واختیار أداة المقیاس، وتحلیل نتائج الدراسة ووضع التوصیات لهذه الدراسة.

منهجیة وأدوات الدراسة

تهدف الدراسة الحالیة إلى التعرف على درجة الاکتئاب وعلاقتها بالنزعة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین فی منطقة جدة وفیما یلی توضیح لإجراءاتها.

أولاً: منهجیة الدراسة

استخدمت الدراسة الحالیة المنهجیة الوصفیة لأنها تتناسب وأهدافها وتحققها.

ثانیاً: متغیرات الدراسة

تناولت الدراسة الحالیة متغیر دیموغرافی واحد هو المرحلة التعلیمیة (متوسطة، ثانویة)، ومتغیرین أساسیین هما:

  1. متغیر درجة الاکتئاب
  2. متغیر درجة الکمالیة

ثالثاً: مجتمع الدراسة

یوضح جدول (1) توزیع مجتمع الدراسة تبعاً للمرحلة التعلیمیة:

جدول (1) توزع أفراد المجتمع من الطلاب الموهوبین تبعاً للمرحلة التعلیمیة

المرحلة الدراسیة

العدد

المتوسطة

186

الثانویة

211

المجموع

397

رابعاً: عینة الدراسة

تتکون عینة الدراسة الحالیة مما یلی

1- العینة الاستطلاعیة

تم اختیار عینة عشوائیة من مجتمع الدراسة ومن خارج العینة الأساسیة للدراسة، وذلک لأغراض تطبیق مقاییس الدراسة وتجریبها واستخراج دلالات الصدق والثبات لها والتأکد من صلاحیتها کأدوات لجمع البیانات اللازمة للدراسة الحالیة.

2- العینة الأساسیة

      تم اختیار عینة عشوائیة من مجتمع الدراسة، والجدول (2) یوضح توزیع عینة الدراسة تبعاً للمرحلة التعلیمیة والنسبة المئویة.

جدول (2) توزع أفراد العینة تبعاً للمرحلة التعلیمیة

 المرحلة التعلیمیة

التکرارات

النسبة المئویة

متوسطة

109

 51.9%

ثانویة

101

48.1 %

المجموع

210

100.0

خامساً: أدوات الدراسة

استخدمت الدراسة الحالیة أداتین، هما مقیاس النزعة الکمالیة ومقیاس الاکتئاب، وفیما یلی توضیح لإجراءات تطویرهما لأغراض الدراسة الحالیة:

الأداة الأولى: مقیاس الکمالیة

تمت مراجعة الخصائص النفسیة والمعرفیة للطلاب الموهوبین لدى جروان (2012) ودراسة الزهرانی (2016) لوضع فقرات مقیاس النزعة الکمالیة،حیث تم وضع المقیاس بصورته الأولیة، والذی یتکون من (27) فقرة تقیس السمة الکمالیة للموهوبین کسمة واحدة غیر مجزأة، والملحق (2) یبین المقیاس فی صورته الأولیة، وفیما یلی دلالات الصدق والثبات التی تم استخراجها لغایات الدراسة الحالیة:

1- الصدق الظاهری (صدق المحکمین)

وللتحقق من الصدق الظاهری للمقیاس، تمّ عرضه بصورته الأولیّة على (11) مُحکِماً من ذوی الاختصاص فی مجال التربیة الخاصة وعلم النفس، حیث طلب منهم إبداء رأیهم فی مدى ملاءمة الفقرات التی ضمّها المقیاس لقیاس سمة الکمالیة لدى الطلبة الموهوبین، والملحق (3) یبین أسماؤهم وقد تم اعتماد اتفاق المحکّمین على صلاحیّة الفقرات، وتمّ تعدیل صیاغة بعض الفقرات استناداً إلى آراء المحکّمین وحذف بعضها الآخر، حیث أصبح المقیاس یتکون من (24) فقرة، والملحق(3) یبین الصورة النهائیة لمقیاس الکمالیة کسمة واحدة بعد استخراج الصدق الظاهری (المحکمین) له.

2- الصدق البنائی لمقیاس الکمالیة:

لغایات استخراج الصدق البنائی لمقیاس الکمالیة، تم تطبیقه على العینة الاستطلاعیة (ن= 30)، حیث تم حساب معامل الارتباط بین درجة کل فقرة من الفقرات مع الدرجة الکلیة للمقیاس کما فی جدول (3) والذی یبین أنّ معاملات الارتباط بین الفقرات والأبعاد التی تنتمی إلیها والدرجة الکلیة للمقیاس جمیعها عالیة ودالة عند مستوى (a≤ 0.05)، حیث تراوحت ما بین (0.526- 0.920)،ویشیر ذلک إلى تحقق معیار الصدق البنائی فی المقیاس وبالتالی یُعطی الثقة فی استخدامه لمعرفة سمة الکمالیة لدى الموهوبین.

جدول (3) معاملات الارتباط بین متوسطات فقرات مقیاس الکمالیة ومتوسط

 الدرجة الکلیة للمقیاس (ن= 30)

الفقرة

المقیاس

الفقرة

المقیاس

1

.531**

13

0.821*

2

0.616**

14

0.721*

3

0.747**

15

0.611**

4

0.910*

16

0.602**

5

0.880*

17

0.526*

6

0.920*

18

0.842*

7

0.821*

19

0.901*

8

0.721*

20

0.618**

9

0.895**

21

0.774*

10

0.880*

22

0.790*

11

0.920*

23

0.616**

12

0.821*

24

0.747**

3- ثبات مقیاس الکمالیة:

تم تطبیق مقیاس الکمالیة على العینة الاستطلاعیة مرتین بفارق زمنی بین التطبیقین، بلغت مدته أسبوعین، وحساب الثبات للمقیاس بطریقتین، هما:

أ- الثبات بطریقة کرونباخ ألفا

تم استخراج معامل ألفا للثبات، من التطبیق الأول، وبلغت قیمة الثبات التی تم التوصل إلیها وفق تطبیق المعادلة على بیانات العینة الاستطلاعیة للمقیاس من التطبیق الأول (0.891)، وهی قیمة مرتفعة وتؤکد  الثبات للمقیاس.

ب- الثبات بطریقة الإعادة

حیث تم حساب الثبات بطریقة الإعادة، من خلال حساب معامل الارتباط بین نتائج التطبیقین على العینة الاستطلاعیة، وقد بلغت قیمته (0.883) وهی قیمة ثبات مناسبة، وقد اعتبرت هذه القیم دلالات کافیة لثبات المقیاس لأغراض الدراسة الحالیة.

تفسیر النتائج على مقیاس الکمالیة

وقد تم من أجل تحدید درجة الکمالیة استخدام مقیاس لیکرت الخماسی للتقدیر واتبعت المعادلة التالیة:أعلى درجة ناقص أدنى درجة على (5) وتساوی (5-1) /(5) =(8.)، لاستخراج حدود محکات التقدیر، وهذا یعنی بأن الحکم على متوسط الفقرات کما یظهر       بالجدول (4):

جدول(4)

مفتاح الحکم على متوسط الفقرات

متوسط الفقرة

التقدیر

الحکم

1.79

غیر موافق على الإطلاق

قلیلة جدا

1.8-2.59

غیر موافق

قلیلة

2.6-3.39

موافق إلى حد ما

متوسطة

3.4-4.19

موافق

مرتفعة

4.20-5

موافق تماماً

مرتفعة جدا

الأداة الثانیة للدراسة: مقیاس الاکتئاب

تمت مراجعة الدراسات النفسیة حول الاکتئاب والمقاییس التی استخدمت، حیث وجد الباحث أن کل الدراسات العربیة التی راجعها قد استخدمت مقیاس بک (Bick) للمظاهر الاکتئابیة، الذی یتکون من (18) فقرة (بُعد) تشکل کل فقرة منه مظهراً أو بعداً من أبعاد الاکتئاب، وهی على التوالی: (الحزن، التشاؤم من المستقبل، الإحساس بالفشل، السخط، الندم، توقع العقاب، کراهیة النفس، إدانة الذات، الانتحار، عدم الاستقرار، الانسحاب الاجتماعی، التردد، تغییر صورة الجسم، هبوط الکفاءة والعمل، اضطرابات النوم، التعب والإرهاق، فقدان الشهیة، والانشغال على الصحة)، والملحق (5) یبین المقیاس فی صورته الأولیة، والذی تم   نشره بعد تعریبه واستخراج دلالات صدقه وثباته على البیئة المصریة من قبل (عبدالخالق) عام (1999)، وفیما یلی دلالات الصدق والثبات التی تم استخراجها للمقیاس من اجل        الدراسة الحالیة.

1- صدق المحکمین لمقیاس الاکتئاب

وللتحقق من دلالات صدق المقیاس الظاهری (المحکمین)، تمّ عرضه بصورته الأولیّة على (11) مُحکماً من ذوی الاختصاص فی مجال التربیة الخاصة وعلم النفس والملحق (3) یبین أسماءهم، حیث طلب منهم إبداء رأیهم فی مدى ملاءمة الأبعاد (الفقرات) التی ضمّها المقیاس لقیاس مظاهر الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین. وقد تم اعتماد اتفاق المحکّمین على صلاحیّة الفقرات، وتمّ تعدیل صیاغة بعض الفقرات وتم حذف الفقرة (9) لأنها تناولت الانتحار، انطلاقاً من رغبة المحکمین فی عدم التحدث عن المشاعر الانتحاریة عند الطلاب، وخاصة أنهم یمرون فی مرحلة المراهقة مما قد توحی لهم بأفکار سیئة، وتم الأخذ بهذا الرأی، حیث قام الباحث بحذف الفقرة من المقیاس، أیضاً تم الأخذ بآراء المحکّمین وجعل المقیاس یمضی على نسق واحد، حیث کانت بعض الفقرات خماسیة وبعضها رباعیة، فتم تحویل جمیع الفقرات فی المقیاس إلى رباعیة، وتشکل کل فقرة فی مقیاس الاکتئاب، بعداً أو مظهراً من مظاهر الاکتئاب، حیث أصبح المقیاس یتکون من (17) مظهراً أو بعداً للاکتئاب، وتتدرج کل فقرة فی الشدة، عبر (4) خیارات یتمثل کل خیار فی جملة مفیدة تصف مشاعر المفحوص، بحیث یختار الجملة التی تنطبق علیه، والملحق (6) یبین المقیاس فی صورته النهائیة بعد التحکیم.

2- الصدق البنائی لمقیاس الاکتئاب:

      تم استخراج الصدق البنائی على العینة الاستطلاعیة لمقیاس الاکتئاب (ن= 30)، حیث تم حساب معامل الارتباط بین درجة کل بعد مع الدرجة الکلیة للمقیاس کما فی جدول (5) والذی یبین أنّ معاملات الارتباط بین الأبعاد والدرجة الکلیة للمقیاس، تراوحت ما بین (0.502- 0.921)، وکانت جمیعها عالیة ودالة عند مستوى (a≤ 0.05)، ویشیر ذلک إلى تحقق معیار الصدق البنائی فی المقیاس وبالتالی یُعطی الثقة فی استخدامه لمعرفة درجة الاکتئاب لدى الموهوبین.

جدول (5) معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس الاکتئاب مع الدرجة الکلیة للمقیاس (ن= 30)

البعد

المقیاس

البعد

المقیاس

1

.648**

10

.593**

2

.799**

11

.719**

3

.715**

12

.855**

4

.780**

13

.502**

5

.901**

14

.846**

6

.677**

15

.672**

7

.921**

16

.884**

8

.563**

17

.856**

9

.736**

 

 

ویشیر ذلک إلى تحقق معیار الصدق البنائی فی المقیاس وبالتالی یُعطی الثقة فی استخدامه لقیاس لمعرفة درجة الاکتئاب لدى عینة الدراسة الحالیة.

3- ثبات المقیاس:

حیث تم حساب الثبات باستخدام طریقة کرونباخ لاستخراج معامل ألفا لثبات مقیاس الاکتئاب وبلغت (0.875) للدرجة الکلیة للمقیاس، بینما تراوحت القیم التی تم التوصل إلیها وفق تطبیق المعادلة على بیانات العینة الاستطلاعیة للمقیاس القیم (0.931) و(0.808) وهی قیم مرتفعةُ وتحقق الثبات للمقیاس. یوضح جدول (6) تحقیق أغراض الدراسة الحالیة.

جدول(6) معاملات ألفا کرونباخ بین أبعاد مقیاس الاکتئاب والدرجة الکلیة للمقیاس(ن= 30)

البعد

المقیاس

البعد

المقیاس

1

0.885

10

0.928

2

0.902

11

0.917

3

0.808

12

0.864

4

0.845

13

0.829

5

0.870

14

0.890

6

0.821

15

0.818

7

0.879

16

0.931

8

0.844

17

0.887

9

0.922

 

 

المقیاس ککل

0.875

معیار الحکم على درجة الاکتئاب لدى الطلبة الموهوبین:

للحکم على درجة الاکتئاب لدى الطلبة الموهوبین، قام الباحث بحساب الوزن النسبی لبدائل الاستجابة على فقرات المقیاس على النحو التالی:

-     طول الفئة= المدى/ عدد الفئات.

-     المدى= الفرق بین أکبر وأصغر درجة (درجة بدیل الاستجابة) / عدد بدائل الاستجابة         على الفقرة.

-     المدى = (4-1) / 4= 0.75

     وبالتالی یکون الحکم على درجة الاکتئاب لدى الموهوبین وفق المتوسطات الحسابیة کما فی جدول (7):

جدول (7) الحکم على درجة الاکتئاب لدى الموهوبین وفق المتوسطات الحسابیة

الرقم

المتوسطات الحسابیة

الحکم على درجة الاکتئاب

1

1 – أقل من 1.75

قلیلة جدا

2

1.75 – أقل من 2.5

قلیلة

3

2.50 _ أقل من 3.25

مرتفعة

4

3.25 –4

مرتفعة جدا

سادساً: خطوات الدراسة

تم إتباع الخطوات التالیة من أجل إعداد الدراسة الحالیة:

  1. مراجعة أدب الدراسات السابقة والکتب المتعلقة بالموهوبین حیث تم اختیار مشکلة الدراسة وأهدافها.
  2. مخاطبة مرکز الملک فیصل للبحوث والدراسات الإسلامیة، لتسجیل الموضوع.
  3. اختیار أداتی الدراسة، وهی مقیاسی الکمالیة والاکتئاب.
  4. تحکیم أداتی الدراسة واستخراج الصدق الظاهری لهما.
  5. أخذ موافقة قسم التربیة الخاصة فی جامعة الباحة، على الأداتین ومخاطبة إدارة التعلیم بمدینة جدة لتطبیق أداتی الدراسة.
  6. استخراج دلالات الصدق والثبات للمقیاسین بعد تطبیقهما على العینة الاستطلاعیة.
  7. تطبیق الأداتین على عینة الدراسة وجمع البیانات.
  8. تفریغ الاستجابات على الحاسوب، وتحلیلها إحصائیاً.
  9. استخراج النتائج وتفسیرها والتعلیق علیها.
  10. کتابة تقریر البحث.

سابعاً: أسالیب المعالجة الإحصائیة

لتحقیق أهداف الدراسة تم استخدام برنامج الحزم الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة (SPSS) لتحلیل البیانات والحصول على النتائج، کما یلی:

  • التکرارات والنسب المئویة لوصف خصائص عینة الدراسة.
  • المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة للتعرف على استجابات أفراد العینة على کل عبارة من عبارات المقیاس.
  • معامل ارتباط بیرسون (Pearson Correlation) للتحقق من صدق الاتساق الداخلی للمقیاس.
  • معامل ألفا کرونباخ (Cronbach's Alpha) للتحقق من ثبات المقیاس
  • اختبار "ت" (T test) للعینات المستقلة لمعرفة دلالة الفروق بین مجموعتین.

عرض النتائج ومناقشتها

تم فی هذا الفصل عرض نتائج التحلیل الإحصائی للدراسة المیدانیة للتعرف على درجة کلا من سمة الاکتئاب والکمالیة لدى الطلاب الموهوبین، والعلاقة بینهما، وأثر متغیر المرحلة التعلیمیة على درجتیهما، وفیما یلی عرضاً للنتائج ومناقشتها وفق ترتیب الأسئلة فی الدراسة.

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول:ما درجة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین فی منطقة جده؟

للإجابة على هذا السؤال تم استخدام المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات مقیاس الکمالیة حیث یظهر جدول (8) أن درجة الکمالیة لدى الموهوبین کانت بشکل عام مرتفعة لدى الموهوبین بمتوسط حسابی مقداره (3.48)، وقد تراوحت المتوسطات الحسابیة للفقرات من (2.67-3.98)،وبدرجة متوسطة إلى مرتفعة. ویظهر الجدول أن الفقرة الحادیة عشرة "أبذل قصارى جهدی لجعل أعمالی خالیة من العیوب" جاءت فی الترتیب الأول ضمن فقرات الکمالیة لدى الطلبة الموهوبین،بینما جاءت الفقرة الثامنة عشرة "أرى أن الخطأ یساوی الفشل بمعیاری الذاتی" فی المرتبة الأخیرة.

جدول (8)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة وترتیب ودرجة الکمالیة

 لدى الطلبة الموهوبین (ن= 210)

الرقم 

 الفقرة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

1

عندما أقترف خطأ یشعر الآخرین أن مستوای ضعیف.

3.11

1.288

19

 متوسطةً

2

یشعر الآخرین بعدم رضائی عندما یکون عملهم سیء.

3.09

1.183

20

 متوسطةً

3

أرى عدم الملائمة عندما أقارن عملی بعمل الآخرین

3.09

1.246

21

متوسطةً 

4

أفکر فی الخیارات المتاحة لی بعنایة قبل اتخاذ أی قرار.

3.93

1.087

2

 مرتفعةً

5

أقضی وقتاً أکثر عندما أشعر بالقلق من الأشیاء التی یجب علی القیام بها.

3.45

1.279

15

  مرتفعةً

6

أحتاج إلى أن یکون عملی مثالیا لکی أکون راضٍ عن نفسی.

3.78

1.186

5

 مرتفعةً

7

أبالغ فی ردة فعلی تجاه أی خطأ أقوم به.

2.97

1.174

23

متوسطةً 

8

انزعج من عدم محافظة الآخرین على الأداء الجید فی العمل.

3.60

1.162

11

 مرتفعةً

9

أراعی طریقة رد فعل الآخرین تجاه عملی.

3.48

1.121

14

 مرتفعةً

10

أود أن أصف نفسی کشخص منظم.

3.44

1.286

16

 مرتفعةً

11

أبذل قصارى جهدی لجعل أعمالی خالیة من العیوب.

3.98

1.115

1

 مرتفعةً

12

أحب أن أکون منظماً.

3.78

1.187

7

 مرتفعةً

13

یجب علیّ أن أکمل أی عمل أقوم به حتى أنتهی منه.

3.77

1.130

8

 مرتفعةً

14

یشک الآخرین بمستوای عندما اقترف خطأ ما.

3.15

1.310

18

متوسطةً 

15

أتردد فی التعبیر عن أفکاری خوفاً من عدم قبولها.

3.02

1.402

22

متوسطةً 

16

أحرص على وضع الأشیاء فی أماکنها بعد الانتهاء من استخدامها.

3.55

1.182

13

 مرتفعةً

17

یجب علیّ أن أکون الأفضل فی أداء أی عمل یسند إلی.

3.82

1.087

4

 مرتفعةً

18

أرى أن الخطأ یساوی الفشل بمعیاری الذاتی.

2.67

1.346

24

متوسطةً 

19

أمیل إلى المناقشة قبل اتخاذ أی قرار.

3.57

1.156

12

 مرتفعةً 

20

أفکر طویلاً فی بعض الأشیاء التی أقوم بها.

3.78

1.116

6

 مرتفعةً

21

أحفز نفسی لتحقیق نتائج عالیة فی أعمالی.

3.93

1.124

3

 مرتفعةً

22

لا أستطیع التوقف عن التفکیر فی کیفیة جعل أعمالی أفضل.

3.68

1.178

10

 مرتفعةً

23

یجب علی أن أحقق الامتیاز فی کل شیء أقوم به.

3.70

1.158

9

 مرتفعةً

24

أشعر بالنقص إذا اقترفت خطأ کبیراً.

3.30

1.328

17

متوسطةً 

 

المقیاس ککل 

3.48

1.20

 

 مرتفعةً 

ویعزو الباحث ذلک إلى أن الطلبة الموهوبین یتصفون بنسب عالیة من سمة الکمالیة، کما أشارت نادیا السرور (2012) وجروان (2015)، حیث جاء تقدیر الدرجة الکلیة على سمة الکمالیة مرتفعة، وجاءت معظم تقدیرات الفقرات کذلک مرتفعة، وهذا یتفق مع الأدب النظری حول خصائص الموهوبین الذین یحبون أن یتموا عملهم بشکل تام، وأن ینجزوا مهامهم على أفضل وجه ولا یقبلون إلا أن یکونوا فی الصف الأول، والرابحون دوماً.

وهذا یتفق مع دراسة (شان، 2010) التی أشارت إلى ارتفاع درجة الکمالیة لدى الطلاب المتفوقین، وکذلک مع دراسة (الزهرانی، 2016) التی أشارت إلى ارتفاع درجة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین، واتفقت أیضاً مع دراسة (محمود، 2010) رغم اختلاف العینة، حیث کانت عینة الدراسة لدیه من المعلمین، وأشارت إلى ارتفاع درجة الکمالیة خاصة لدى الإناث.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی:ما درجة الاکتئاب لدى الطلبة الموهوبین فی منطقة جده؟

للإجابة على هذا السؤال تم استخدام المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات مقیاس الاکتئاب حیث یظهر جدول (9) أن درجة الاکتئاب لدى الموهوبین کانت بشکل عام قلیلة لدى الموهوبین، بمتوسط حسابی مقداره (1.80)، وقد تراوحت المتوسطات الحسابیة للأبعاد بین (1.51-2.40) بدرجة قلیلة جداً إلى متوسطة. ویظهر الجدول (9) أن البعد الثامن         (إدانة الذات) جاء فی الترتیب الأول ضمن أبعاد الاکتئاب لدى الطلبة الموهوبین بمتوسط حسابی مقداره (2.40) وبدرجة قلیلة، یلیه البعد الثالث عشر (هبوط مستوى الکفاءة والعمل) بمتوسط حسابی مقداره (2.20) وبدرجة قلیلة، یلیه البعد التاسع (الاستثارة وعدم الاستقرار النفسی) بمتوسط حسابی مقداره (1.95) وبدرجة قلیلة،یلیه البعد السادس (توقع العقاب) بمتوسط حسابی مقداره (1.89) وبدرجة قلیلة،یلیه البعد الرابع (السخط وعدم الرضا) بمتوسط حسابی مقداره (1.87) وبدرجة قلیلة، یلیه البعد الخامس (الإحساس بالندم أو الذنب) بمتوسط حسابی مقداره (1.86) وبدرجة قلیلة،یلیه البعد الرابع عشر (اضطرابات النوم) بمتوسط حسابی مقداره (1.83) وبدرجة قلیلة،یلیه البعد العاشر (الانسحاب الاجتماعی) بمتوسط حسابی مقداره (1.78) وبدرجة قلیلة،یلیه البعد الثالث (الإحساس بالفشل) بمتوسط حسابی مقداره (1.76) وبدرجة قلیلة، یلیه البعد السابع عشر (الانشغال على الصحة) بمتوسط حسابی مقداره (1.73) وبدرجة قلیلة، یلیه البعد الحادی عشر (التردد وعدم الحسم) بمتوسط حسابی مقداره (1.73) وبدرجة قلیلة،یلیه البعد الثانی عشر (تغیر صورة الجسم والشکل) بمتوسط حسابی مقداره (1.60) وبدرجة قلیلة،یلیه البعد السادس عشر (فقدان الشهیة) بمتوسط حسابی مقداره (1.59) وبدرجة قلیلة جداً،یلیه البعد السابع عشر (الانشغال على الصحة) بمتوسط حسابی مقداره (1.73) وبدرجة قلیلة،بینما جاء فی المرتبة الأخیرة البعد الأول (الحزن) بمتوسط حسابی مقداره (1.51) وبدرجة قلیلة جداً.

جدول (9)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة وترتیب ودرجة الاکتئاب

 لدى الطلبة الموهوبین (ن= 210)

الرقم 

 البعد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

1

الحزن

1.51

.93

17

قلیلة جدا

2

التشاؤم من المستقبل

1.58

.91

15

قلیلة جدا

3

الإحساس بالفشل

1.76

1.02

10

قلیلة

4

السخط وعدم الرضا

1.87

1.02

5

قلیلة

5

الإحساس بالندم أو الذنب

1.86

1.02

6

قلیلة

6

توقع العقاب

1.89

.99

4

قلیلة

7

کراهیة النفس

1.55

.88

16

قلیلة جدا

8

إدانة الذات

2.40

.93

1

قلیلة

9

الاستثارة وعدم الاستقرار النفسی

1.95

1.07

3

قلیلة

10

الانسحاب الاجتماعی

1.78

1.04

8

قلیلة

11

التردد وعدم الحسم

1.73

.86

12

قلیلة جدا

12

تغیر صورة الجسم والشکل

1.60

.92

13

قلیلة جدا

13

هبوط مستوى الکفاءة والعمل

2.20

1.22

2

قلیلة

14

اضطرابات النوم

1.83

.90

7

قلیلة

15

التعب والقابلیة للإرهاق

1.77

.95

9

قلیلة

16

فقدان الشهیة

1.59

.92

14

قلیلة جدا

17

الانشغال على الصحة

1.73

1.08

11

قلیلة جدا

 المقیاس ککل 

1.80

.98

 -

قلیلة

      ویعزو الباحث ذلک إلى أن الطلبة الموهوبین لدیهم درجات قلیلة وقلیلة جدا على مظاهر الاکتئاب المختلفة، کما أشارت نادیا السرور (2012) وجروان (2015) بأنهم یتمتعون بصحة نفسیة عالیة بالمجمل وأنهم أکثر فرحاً من زملاؤهم العادیین، وأکثر تقدیراً لذواتهم وحباً لسماتهم، واقل تشاؤماً وأکثر تفاؤلاً نحو المستقبل من أقرانهم العادیین، ولدیهم إقبالاً على الحیاة وتذوق المأکولات، وأکثر تقبلاً لصورة أجسامهم، وأقل تردداً، وواثقون من صحتهم وقدراتهم، حیث جاء تقدیر الدرجة الکلیة على سمة الاکتئاب (1.80) وبدرجة قلیلة، وهذا یتفق مع الأدب النظری حول خصائص الموهوبین.

      وتختلف هذه النتیجة مع نتیجة دراسة (یوسفی وآخرون، 2010) والتی أشارت إلى ارتفاع ظاهرة الاکتئاب لدى الطلاب المراهقین العادیین.

السؤال الثالث: هل توجد علاقة ارتباطیه ذات دلالة إحصائیةبین درجتی سمة الکمالیة وسمة الاکتئاب بکل مظاهرها (أبعادها) لدى الطلبة الموهوبین؟

      وللإجابة على هذا السؤال، تم استخدام معاملات ارتباط بیرسون کما فی جدول (10) والتی تشیر إلى وجود علاقة ارتباطیه موجبة بین الکمالیة والاکتئاب بشکل عام، وبالرغم من وجود دلالة إحصائیة لهذه العلاقة، إلا أنها ضعیفة جداً (0.140). وفیما یتعلق بالعلاقة بین أبعاد الاکتئاب والکمالیة لم توجد علاقة ذات دلالة إحصائیة سوى مع البعد الثالث وهو الإحساس بالفشل.

جدول (10)

معاملات ارتباط بیرسون بین سمة الکمالیة وکل مظهر من مظاهر (أبعاد) سمة الاکتئاب

الرقم 

 البعد

معامل الارتباط

الرقم 

 البعد

معامل الارتباط

1

الحزن

.059

10

الانسحاب الاجتماعی

-.021

2

التشاؤم من المستقبل

.089

11

التردد وعدم الحسم

.042

3

الإحساس بالفشل

.187**

12

تغیر صورة الجسم والشکل

.085

4

السخط وعدم الرضا

.107

13

هبوط مستوى الکفاءة والعمل

.018

5

الإحساس بالندم أو الذنب

.083

14

اضطرابات النوم

.123

6

توقع العقاب

.102

15

التعب والقابلیة للإرهاق

.089

7

کراهیة النفس

.122

16

فقدان الشهیة

.051

8

إدانة الذات

.014

17

الانشغال على الصحة

.007

9

الاستثارة وعدم الاستقرار النفسی

.124

 

 

 

مع الدرجة الکلیة للاکتئاب

.140*

 

 

 

وتتفق هذه النتائج مع الأدب النظری الذی أشار إلیه میکر وشیفر                      (Maker &Shafer, 2005) والذی أکد على أن الموهوبین یتمتعون بصحة نفسیة عالیة وهم أبعد ما یکون عن السمات الاکتئابیة، وأکثر حرصاً على إتمام الواجبات وإنجاز الأعمال والمهمات من أقرانهم العادیین، مما یفسر هذه النتیجة التی وصلت إلیها الدراسة الحالیة من ارتباطات ضعیفة أو قلیلة الدرجة بین جمیع مظاهر الاکتئاب (کل مظهر على حدة) والسمة الکمالیة، لأن الموهوبین کما تم توضیحه لدیهم کمالیة عالیة ومظاهر اکتئابیة منخفضة

وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (قاسم، 2003) رغم اختلاف العینة، حیث أشارت إلى وجود علاقة ارتباطیه دالة إحصائیاً بین الاکتئاب وسمة الکمالیة، وکذلک تتفق مع              دراسة (محمود، 2010) التی أشارت إلى وجود ارتباط موجب بین البارانویا (فصام العظمة) والکمالیة، والمعروف أن البارانویا والاکتئاب من الأعراض الفصامیة. وکذلک تتفق مع دراسة (فلت وهوایت وجرین، 2004) التی أشارت إلى وجود علاقة بین الکمالیة والقلق، ومن المعروف أن القلق هو من أسباب الاکتئاب الرئیسیة.

السؤال الرابع: هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی درجة الکمالیة لدى الطلبة الموهوبین تعزى للمرحلة التعلیمیة للطلاب؟

وللإجابة على هذا السؤال، تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة الکمالیة لدى الموهوبین کما هو موضح فی جدول (11) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات الکمالیة لدى الموهوبین تعزى للمرحلة التعلیمیة.وبما أن المتوسطات الحسابیة لدى طلاب المرحلة الثانویة أعلى من متوسطات طلاب المرحلة المتوسطة، فإن الفروق لصالحهم کما فی جدول (11).

جدول (11) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) لدرجة الکمالیة لدى الطلبة الموهوبین تبعاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة

المرحلة المتوسطة

ن

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

اختبار لیفین لتساوی التجانس

اختبار ت

ف

الدلالة

ت

دح

الدلالة

متوسطة

109

81.54

14.97

772.

381.

2.318-

208

021.

ثانویة

101

85.88

11.85

 

 

 

 

 

وهذا یعنی أن درجة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة، کانت أعلى من طلاب المرحلة المتوسطة، ویفسر الباحث ذلک بأن النزعة الکمالیة تزید فی مرحلة المراهقة المتوسطة (15-18) سنة عن مرحلة المراهقة المبکرة (11-14) سنة، وذلک لأن هناک مطالب نمو أکثر وتحدیات أکبر تواجه طلبة المرحلة الثانویة، مثل تحدیات القرار المهنی للمستقبل وتوجهات الدراسة الجامعیة واکتمال البلوغ الجسمی وتبلور مفهوم الذات، مما یطور النزعة الکمالیة بشکل أوضح لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة عن المرحلة المتوسطة.

وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الزهرانی، 2016) التی أشارت إلى وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجتی الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة المتوسطة والثانویة لصالح طلاب المرحلة الثانویة.

السؤال الخامس: هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی درجة الاکتئاب لدى الطلبة الموهوبین تعزى للمرحلة التعلیمیة للطلاب؟

وللإجابة على هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة الاکتئاب لدى الموهوبین کما هو موضح فی جدول (12) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات الاکتئاب لدى الموهوبین تعزى للمرحلة التعلیمیة. وبما أن المتوسط الحسابی لدى طلاب المرحلة الثانویة أعلى من متوسط طلاب المرحلة المتوسطة، فإن الفروق لصالحهم کما فی جدول (12).

جدول (12) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) لدرجة الاکتئاب لدى الطلبة الموهوبین تبعاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة

 

البعد

المرحلة المتوسطة

ن

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

اختبار لیفین لتساوی التجانس

اختبار ت

ف

الدلالة

ت

دح

الدلالة

الحزن

متوسطة

109

1.50

1.00

1.550

.215

.288

208

.774

ثانویة

101

1.53

0.86

 

 

 

 

 

التشاؤم من المستقبل

متوسطة

109

1.50

0.94

.003

.955

-1.265

208

.207

ثانویة

101

1.66

0.87

 

 

 

 

 

الإحساس بالفشل

متوسطة

109

1.52

0.90

7.683

.006

-3.640

208

.005

ثانویة

101

2.02

1.08

 

 

 

 

 

السخط وعدم الرضا

متوسطة

109

1.64

0.92

5.206

.024

-3.454

208

.001

ثانویة

101

2.12

1.08

 

 

 

 

 

الإحساس بالندم أو الذنب

متوسطة

109

1.65

0.95

3.527

.062

-3.162

208

.002

ثانویة

101

2.09

1.06

 

 

 

 

 

توقع العقاب

متوسطة

109

1.75

0.96

.296

.587

-2.110

208

.036

ثانویة

101

2.04

1.01

 

 

 

 

 

کراهیة النفس

متوسطة

109

1.39

0.77

6.259

.013

-2.839

208

.005

ثانویة

101

1.72

0.95

 

 

 

 

 

إدانة الذات

متوسطة

109

2.34

0.96

2.561

.111

-1.058

208

.291

ثانویة

101

2.48

0.89

 

 

 

 

 

الاستثارة وعدم الاستقرار النفسی

متوسطة

109

1.87

1.07

.252

.616

-1.072

208

.285

ثانویة

101

2.03

1.06

 

 

 

 

 

الانسحاب الاجتماعی

متوسطة

109

1.64

1.01

.003

.958

-2.024

208

.044

ثانویة

101

1.93

1.05

 

 

 

 

 

التردد وعدم الحسم

متوسطة

109

1.60

0.87

.735

.392

-2.332

208

.021

ثانویة

101

1.87

0.83

 

 

 

 

 

تغیر صورة الجسم والشکل

متوسطة

109

1.46

0.83

5.227

.023

-2.326

208

.021

ثانویة

101

1.75

0.99

 

 

 

 

 

هبوط مستوى الکفاءة والعمل

متوسطة

109

2.00

1.18

.072

.788

-2.446

208

.015

ثانویة

101

2.41

1.23

 

 

 

 

 

اضطرابات النوم

متوسطة

109

1.72

0.87

.295

.588

-1.752

208

.081

ثانویة

101

1.94

0.91

 

 

 

 

 

التعب والقابلیة للإرهاق

متوسطة

109

1.57

0.81

5.916

.016

-3.196

208

.002

ثانویة

101

1.98

1.05

 

 

 

 

 

فقدان الشهیة

متوسطة

109

1.47

0.87

3.076

.081

-2.010

208

.046

ثانویة

101

1.72

0.97

 

 

 

 

 

الانشغال على الصحة

متوسطة

109

1.71

1.06

.466

.496

-.375

208

.708

ثانویة

101

1.76

1.11

 

 

 

 

 

المقیاس ککل

متوسطة

109

28.37

8.36

.214

.645

-3.956

208

.000

ثانویة

101

33.02

8.68

 

 

 

 

 

وکذلک یشیر جدول (12) إلى وجود فروق ظاهریة فی متوسطات أبعاد مقیاس الاکتئاب، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات الطلاب الموهوبین على أبعاد (الإحساس بالفشل، السخط وعدم الرضا، الإحساس بالندم أو الذنب، توقع العقاب، کراهیة النفس، الانسحاب الاجتماعی، التردد وعدم الحسم، تغیر صورة الجسم والشکل، هبوط مستوى الکفاءة والعمل، التعب والقابلیة للإرهاق، وفقدان الشهیة) تعزى للمرحلة التعلیمیة. وبما أن المتوسطات الحسابیة لدى طلاب المرحلة الثانویة أعلى من متوسطات طلاب المرحلة الثانویة فإن الفروق لصالحهم. بینما یشیر الجدول إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات الطلاب الموهوبین على أبعاد (الحزن، التشاؤم من المستقبل، إدانة الذات، الاستثارة وعدم الاستقرار النفسی، اضطرابات النوم، والانشغال على الصحة) کما فی جدول (12).

      وهذا یعنی أن درجة الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة، کانت أعلى من طلاب المرحلة المتوسطة، ویفسر الباحث ذلک بأن سمة الاکتئاب بکافة مظاهرها (أبعادها) تزید فی مرحلة المراهقة المتوسطة (15-18) سنة، عن مرحلة المراهقة المبکرة (11-14) سنة، وذلک لأن هناک مطالب نمو أکثر وتحدیات أکبر تواجه طلبة المرحلة الثانویة، مثل تحدیات القرار المهنی للمستقبل وتوجهات الدراسة الجامعیة واکتمال البلوغ الجسمی وتبلور مفهوم الذات، مما یطور مظاهر الاکتئاب لدیهم، ولو بدرجة ضئیلة، عن طلاب المرحلة المتوسطة.


ملخص النتائج والتوصیات والمقترحات

هدفت الدراسة الحالیة، إلى التعرف على درجة الکمالیة وعلاقتها بسمة الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة، فی منطقة جدة فی المملکة العربیة السعودیة، واثر متغیر المرحلة التعلیمیة علیهما وتکونت عینة الدراسة من (210) طالبا موهوباً، منهم (109) طالباً فی المرحلة المتوسطة، و(101) طالباً فی المرحلة الثانویة، واتبعت الدراسة المنهج الوصفی، وقد تم استخدام أداتین للدراسة: الأداة الأولى مقیاس سمة الکمالیة، حیث قام الباحث بتطویر فقراته حسب البیئة السعودیة بعد الاطلاع على خصائص الموهوبین لدى جروان (2005) ودراسة الزهرانی (2016)، وتم التحقق من صدقه وثباته، والأداة الثانیة، مقیاس الاکتئاب، حیث قام الباحث بالاستفادة من الدراسات السابقة مثل دراسة عبدالخالق،  وقام الباحث بتطویره،على البیئة السعودیة فی جدة  وتم التحقق من صدقه وثباته.

وکان من أهم النتائج التی توصلت إلیه الدراسة:

  1. أن درجة الکمالیة لدى الموهوبین کانت بشکل عام مرتفعة وبمتوسط حسابی مقداره (3.48)       على مقیاس لیکرت الخماسی.
  2. أن درجة الاکتئاب لدى الطلاب الموهوبین کانت بشکل عام قلیلة وبمتوسط حسابی مقداره (1.80) على مقیاس لیکرت الرباعی.
  3. وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین الکمالیة والاکتئاب بشکل عام، وبالرغم من وجود دلالة احصائیة لهذه العلاقة، إلا أنها ضعیفة جداً (0.140). وفیما یتعلق بالعلاقة بین أبعاد الاکتئاب والکمالیة لم توجد علاقة ذات دلالة احصائیة سوى مع البعد الثالث وهو الاحساس بالفشل.
  4. کانت درجة سمة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة أعلى من درجتها لدى طلاب المرحلة المتوسطة.
  5. کانت درجة سمة الاکتئاب  لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة أعلى من درجتها لدى طلاب المرحلة المتوسطة.


التوصیات:

  1. إعداد برامج إثرائیة من قبل إدارة الموهوبین فی الإدارات التعلیمیة، للطلبة الموهوبین، لتنمیة درجة توکید الذات، والعمل على صقل مهارة التعامل مع أزمات ومواقف الحیاة، وکذلک استخدام طریق الأنشطة اللاصفیة لتحقیق ذلک مما یحصنهم ضد المظاهر الاکتئابیة.
  2. تطویر قدرات معلمی الطلاب الموهوبین، فی مجال التعامل مع سمة الکمالیة لدى طلابهم الموهوبین.
  3. استثمار سمة الکمالیة لدى الطلاب الموهوبین فی لتوجیههم نحو القیام بمشاریع إبداعیة تتیح لهم الفرصة لإظهار قدراتهم الإبداعیة وصقلها.

المقترحات:

  1. إجراء دراسات مشابهة بمتغیرات مختلفة، حول سمة الکمالیة والاکتئاب، واستقصاء مظاهرها لدى الطلبة الموهوبین.
  2. تکرار الدراسة فی مناطق أخرى فی المملکة العربیة السعودیة.
  3. تکرار الدراسة على عینة طالبات موهوبات.
  4. إجراء بحوث تطویریة لبرامج إرشادیة حول استثمار سمة الکمالیة وتحصینهم ووقایتهم من المظاهر الاکتئابیة.

 

 

 

أولاً: المراجع العربیة:

  • سری، إجلال محمد (1990)،علم النفس العلاجی، القاهرة، عالم الکتب .
  • الشربینی، زکریا (1995)،الإحصاء وتصمیم التجارب فی البحوث النفسیة والتربویة والاجتماعیة، القاهرة، مکتبة الانجلو المصریة.
  • إبراهیم، عبد الستار (1994)،العلاج النفسی السلوکی المعرفی الحدیث.. أسالیبه ومیادین تطبیقه، القاهرة، دار الفجر للنشر والتوزیع .
  • حمودة محمود (1991)،النفس.. أسرارها وأمراضها،ط2، القاهرة.
  • الشناوی، محمد محروس، وعبدالرحمن محمد السید (1998)،العلاج السلوکی الحدیث أسسه وتطبیقاته، القاهرة، دار قباء للطباعة والنشر والتوزیع .
  • نجاتی، محمد عثمان (1993)،الدراسات النفسیة عند علماء المسلمین، دار الشروق.
  • زهران، حامد عبد السلام (1997)،الصحة النفسیة والعلاج النفسی ، ط3، عالم الکتب.
  • موسى، رشاد عبد العزیز (1989)،دراسات فی علم النفس المرضی،ط3، القاهرة، دار النهضة العربیة .
  • محمد، عادل عبد الله (2000)،العلاج المعرفی السلوکی، القاهرة، دار الرشاد .
  • منظمة الصحة العالمیة(2005)، التقریر المختصر للوقایة من الاضطرابات النفسیة: التدخلات الفعالة والخیارات السیاسیة، القاهرة، المکتب الإقلیمی للشرق الأوسط.
  • عبدالخالق، أحمد محمد و رضوان، سامر جمیل(1999)، تقنین مبدئی للقائمة العربیة لاکتئاب الأطفال على عینات سوریة، المجلة التربویة، المجلد14.
  • یوسف، جمعة سید (2001)، النظریات الحدیثة فی تفسیر الأمراض النفسیة، القاهرة، دار غریب.
  • باظة، آمال عبدالسمیع (1996)، الکمالیة العصابیة والکمالیة السویة، مجلة الدراسات النفسیة، المجلد6، العدد3.
  • عبدالحمید، جابر وکفافی، علاء الدین (1993)، معجم علم النفس والطب النفسی، المجلد6، القاهرة، دار النهضة العربیة.
  • القریطی، عبدالمطلب أمین (2014)، الموهوبون والمتفوقون: خصائصهم واکتشافهم ورعایتهم، القاهرة، عالم الکتاب.
  • إبراهیم، عبدالستار (1998)، الاکتئاب: اضطراب العصر الحدیث، مهامه وأسالیب علاجه، الکویت، سلسلة عالم المعرفة.
  • عسکر، عبدالله (1988)، الاکتئاب النفسی بین النظریة والتشخیص، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
  • الأنصاری، بدر (2001)، إعداد مقیاس التفاؤل غیر الواقعی لدى عینة من الطلاب والطالبات فی الکویت، دراسة نفسیة، ج11، عدد2.
  • الشناوی، محمد و خضر، علی (1998)، الاکتئاب وعلاقته بالشعور بالوحدة وتبادل العلاقات الاجتماعیة، بحوث المؤتمر الرابع لعلم النفس فی مصر، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
  • قاسم، عبدالمریدعبدالجابر (2003)، الکمالیة فی علاقتها بتقدیر الذات وأعراض الاکتئاب لدى الشباب الجامعی، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة الآداب، جامعة حلوان.
  • محمد، عبدالله جاد (2010)، الکمالیة لدى عینة من معلمی التعلیم العام فی علاقتها ببعض اضطرابات القلق والبارانویا لدیهم، مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة، العدد72.
  • عبداللطیف، حسن (1997)، الاکتئاب النفسی: دراسة الفروق بین حضارتین وبین الجنسین، دراسات نفسیة، ج4، ع1.
  • عکاشة، أحمد (2004)،الطب النفسی المعاصر، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
  • بیک، أرون (2000)،العلاج المعرفی والاضطرابات الانفعالیة، ترجمة عادل مصطفى، القاهرة ،  دار الآفاق العربیة.
  • السید، فؤاد البهی (1986)،علم النفس الإحصائی وقیاس العقل البشری، ط3، القاهرة، دار الفکر العربی.

 

ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

- Nunley, K.F.(1997). The relationship of self esteem and depression In Adolescence.

From:www.Brains.org/depression.htm

- Flett, G. L, Hewitt, P. L.,Blankstaein.K.R.,&Gray,L,(1998). Psychological distress and the Frequency of  Perfectionism  Thinking. Journal of Personality and Social Psychology,75,363-381.

- Frank, T, (1992). The Family Encyclopedia of Child Psychology and Development, U.S.A, Caures Companies.

- Sttat, D, (1982), Dictionary of Psychology. New York: Barmes Noble Book.

- Wan, D.(2012). Foreword In World Federation for Mental Health (Ed), Depression: A global Crisis (P.2). Virginia: World Federation for Mental Health.

- Yousefi, F.; Mansor, M.; Juhari, R.; Redzuan, M.; & Abu-Talib, M.(2010). The relationship between gender, age, depression academic achievement. Current Research in Psychology, 1(1), 61-66.

 

  • أولاً: المراجع العربیة:

    • سری، إجلال محمد (1990)،علم النفس العلاجی، القاهرة، عالم الکتب .
    • الشربینی، زکریا (1995)،الإحصاء وتصمیم التجارب فی البحوث النفسیة والتربویة والاجتماعیة، القاهرة، مکتبة الانجلو المصریة.
    • إبراهیم، عبد الستار (1994)،العلاج النفسی السلوکی المعرفی الحدیث.. أسالیبه ومیادین تطبیقه، القاهرة، دار الفجر للنشر والتوزیع .
    • حمودة محمود (1991)،النفس.. أسرارها وأمراضها،ط2، القاهرة.
    • الشناوی، محمد محروس، وعبدالرحمن محمد السید (1998)،العلاج السلوکی الحدیث أسسه وتطبیقاته، القاهرة، دار قباء للطباعة والنشر والتوزیع .
    • نجاتی، محمد عثمان (1993)،الدراسات النفسیة عند علماء المسلمین، دار الشروق.
    • زهران، حامد عبد السلام (1997)،الصحة النفسیة والعلاج النفسی ، ط3، عالم الکتب.
    • موسى، رشاد عبد العزیز (1989)،دراسات فی علم النفس المرضی،ط3، القاهرة، دار النهضة العربیة .
    • محمد، عادل عبد الله (2000)،العلاج المعرفی السلوکی، القاهرة، دار الرشاد .
    • منظمة الصحة العالمیة(2005)، التقریر المختصر للوقایة من الاضطرابات النفسیة: التدخلات الفعالة والخیارات السیاسیة، القاهرة، المکتب الإقلیمی للشرق الأوسط.
    • عبدالخالق، أحمد محمد و رضوان، سامر جمیل(1999)، تقنین مبدئی للقائمة العربیة لاکتئاب الأطفال على عینات سوریة، المجلة التربویة، المجلد14.
    • یوسف، جمعة سید (2001)، النظریات الحدیثة فی تفسیر الأمراض النفسیة، القاهرة، دار غریب.
    • باظة، آمال عبدالسمیع (1996)، الکمالیة العصابیة والکمالیة السویة، مجلة الدراسات النفسیة، المجلد6، العدد3.
    • عبدالحمید، جابر وکفافی، علاء الدین (1993)، معجم علم النفس والطب النفسی، المجلد6، القاهرة، دار النهضة العربیة.
    • القریطی، عبدالمطلب أمین (2014)، الموهوبون والمتفوقون: خصائصهم واکتشافهم ورعایتهم، القاهرة، عالم الکتاب.
    • إبراهیم، عبدالستار (1998)، الاکتئاب: اضطراب العصر الحدیث، مهامه وأسالیب علاجه، الکویت، سلسلة عالم المعرفة.
    • عسکر، عبدالله (1988)، الاکتئاب النفسی بین النظریة والتشخیص، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
    • الأنصاری، بدر (2001)، إعداد مقیاس التفاؤل غیر الواقعی لدى عینة من الطلاب والطالبات فی الکویت، دراسة نفسیة، ج11، عدد2.
    • الشناوی، محمد و خضر، علی (1998)، الاکتئاب وعلاقته بالشعور بالوحدة وتبادل العلاقات الاجتماعیة، بحوث المؤتمر الرابع لعلم النفس فی مصر، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
    • قاسم، عبدالمریدعبدالجابر (2003)، الکمالیة فی علاقتها بتقدیر الذات وأعراض الاکتئاب لدى الشباب الجامعی، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة الآداب، جامعة حلوان.
    • محمد، عبدالله جاد (2010)، الکمالیة لدى عینة من معلمی التعلیم العام فی علاقتها ببعض اضطرابات القلق والبارانویا لدیهم، مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة، العدد72.
    • عبداللطیف، حسن (1997)، الاکتئاب النفسی: دراسة الفروق بین حضارتین وبین الجنسین، دراسات نفسیة، ج4، ع1.
    • عکاشة، أحمد (2004)،الطب النفسی المعاصر، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
    • بیک، أرون (2000)،العلاج المعرفی والاضطرابات الانفعالیة، ترجمة عادل مصطفى، القاهرة ،  دار الآفاق العربیة.
    • السید، فؤاد البهی (1986)،علم النفس الإحصائی وقیاس العقل البشری، ط3، القاهرة، دار الفکر العربی.

     

    ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

    - Nunley, K.F.(1997). The relationship of self esteem and depression In Adolescence.

    From:www.Brains.org/depression.htm

    - Flett, G. L, Hewitt, P. L.,Blankstaein.K.R.,&Gray,L,(1998). Psychological distress and the Frequency of  Perfectionism  Thinking. Journal of Personality and Social Psychology,75,363-381.

    - Frank, T, (1992). The Family Encyclopedia of Child Psychology and Development, U.S.A, Caures Companies.

    - Sttat, D, (1982), Dictionary of Psychology. New York: Barmes Noble Book.

    - Wan, D.(2012). Foreword In World Federation for Mental Health (Ed), Depression: A global Crisis (P.2). Virginia: World Federation for Mental Health.

    - Yousefi, F.; Mansor, M.; Juhari, R.; Redzuan, M.; & Abu-Talib, M.(2010). The relationship between gender, age, depression academic achievement. Current Research in Psychology, 1(1), 61-66.