نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 أستاذ علم النفس التربوي ووکيل لشئون البيئة وتنمية المجتمع کلية التربية - جامعة أسيوط
2 أستاذ الصحة النفسية المساعد الکلية کلية التربية – جامعة أسيوط
3 معلم لغة عربية بمعهد بني محمديات الابتدائي
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
أثر برنامج إرشادی قائم على الفن فی تحسین الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین
إعـــداد
أ.د / عمـاد أحمد حسن علـی د / مصطفى عبد المحسن الحدیبی
أستاذ علم النفس التربوی ووکیل أستاذ الصحة النفسیة المساعد الکلیة لشئون البیئة وتنمیة المجتمع کلیة التربیة – جامعة أسیوط
کلیة التربیة - جامعة أسیوط
شیماء مکرم منصور إبراهیم
معلم لغة عربیة بمعهد بنی محمدیات الابتدائی
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد الرابع – أبریل 2019م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مقدمة الدراسة
تعد إعاقة الذاتویة من الإضطرابات النمائیة وهى لیست بنادرة وتمثل نسبة لا یمکن تجاهلها ولکنها لم تنل حظها من الاهتمام على المستوى البحثى, ولکن نجد اهتمامًا متزایدًا بها فى الدول المتقدمة وقد زاد الاهتمام . نسبیًّا. بهذه الفئة فى البلاد العربیة خلال السنوات العشر الأخیرة (محمد خطاب , 2005), ویضع الدلیل التشخیصی والإحصائی الخامس للاضطرابات العقلیة DSM-5)) بالجمعیة الأمریکیة للطب النفسی APA تعریفًا لاضطراب طیف الذاتویة یتفق مع تعریف التصنیف الدولی للأمراض- الإصدار العاشر (ICD-10) بأنها "اضطرابات نمائیة منتشرة تتمیز بوجود إعاقة فی التفاعل الاجتماعی والتواصل, ووجود نماذج نمطیة وتکراریة من السلوک والاهتمامات والأنشطة" ( Reinvall et al., 2016 ).
ویظهر الانتباه المشترک Joint Attention کحلقة وصل محتملة وکامنة بین إعاقة التواصل الاجتماعی والرکائز الأولیة للمعرفة فی الذاتویة, ویعرف کسلوک تواصلی اجتماعی مبکر یتشارک فیه شخصان ترکیز الانتباه على موضوع أو حدث بغرض وحید هو تقاسم الاهتمام بموضوع مع الآخرین ( Rao & Ashok., 2014 ), ویمکن تقسیم سلوکیات الانتباه المشترک إلى فئتین: الاستجابة لمحاولات الانتباه المشترک (RJA) ومهارات المبادرة بالانتباه المشترک " ( IJA ) .(Naoi et al., 2008 )
وتعرف الاستجابة للانتباه المشترک بأنها رد فعل لمحاولات الانتباه المشترک من شخص آخر. (Murray et al., 2008), وتتکون الاستجابة للانتباه المشترک RJA من استجابة الطفل لتوجیه الکبار بإتباع ترکیز الکبار عن طریق نظرات العین, وتحول الرأس أو الإشارات, وقد لوحظ وجود إعاقة قویة فی الاستجابة للانتباه المشترک عند الأطفال المصابین بالذاتویة, إن الاستجابة للانتباه المشترک لا تکون فقط بمثابة مؤشر قوی للذاتویة, لکن أیضًا یمکنها بشکل فرید التنبؤ بالقدرة على اللغة الاستقبالیة, کذلک العجز فی الاستجابة للانتباه المشترک یعکس عجزًا جوهریًّا فی التوجه الاجتماعی (Ma, 2009)
ویعتبر الإرشاد بالفن طریقة فعالة فی علاج الاضطرابات لدى الفرد الذی یعبر سلوکیًّا بالفن أکثر من تعبیره لفظیًّا, فالنشاط الفنی یساعد الفرد على التعامل مع من حوله, ویزید من شعوره بالرضا عن نفسه, وذلک لأنه یوفق بین الاتجاهات الفردیة والاجتماعیة فی آن واحد, والإرشاد بالفن هو تتبع مراحل التعبیر التلقائی غیر اللفظی الذی یتم من خلاله تحویل دوافع ومکونات اللاشعور لتأخذ أشکالاً ورموزًا فنیة ذات معالم تنفیسیة وعلاجیة, فالفن إذن وسیلة للتعبیر الحر غیر الموجه ولیس غایة فی حد ذاته (رانیا ترکی, 2015), ویوفر استخدام العلاج بالفن مع الأطفال الذاتویین فرصة لوجود أرضیة مشترکة بین الطفل الذاتوی والمعالج أو المعلمة, حیث إن الفن یکون مستقلاً عن الاتصالات اللفظیة, ولکنه یهتم بالاتصالات الأدائیة والتفاعلات القائمة على الإشارة, والإیماءات, والاستجابات (دعاء سید, 2015), وعلى صعید ذوی الاحتیاجات الخاصة بصفة عامة، والذاتویین بصفة خاصة، یتضح أن العلاج بالفن یخرج الأطفال من الاهتمام الضیق بذواتهم إلى رحاب الحیاة الواسعة، وربما یبدأ کنشاط فردی مستقل کتخطیط ینصرف الطفل بکلیته إلى مزاولته، على قطعة من الورق ولکن الطفل یخطط لکی ینقل عالمه الداخلی إلى متفرج عطوف, ویرتکز العلاج بالفن لأطفال طیف الذاتویة على اشتراکهم فی تنفیذ العملیات الفنیة لمعالجة العجز فی مجال الاتصال والتخیل؛ ولذا یمکن اعتباره وسیلة للتواصل غیر اللفظی، حیث یعمل على تقدیم العون والمساعدة للطفل الذاتوی ذوی القدرات غیر اللفظیة المحدودة (أمنیة عبد القادر ومصطفى الحدیبی, 2013).
مشکلة الدراسة
إن أحد الاستجابات الأولیة التی تنمو عند الأطفال هی قدرتهم على تتبع إشارة إصبع وتتبع اتجاه بصر شخص آخر, ویبدأ الأطفال تنسیق انتباههم بعمر 6 شهور ویمکنهم تتبع إشارة الأصابع فی عمر 9 شهور, واعتبر Mundy و Sigman أن مشارکة الطفل خبراته خلال تلک الفترة الحاسمة مع مقدمی الرعایة یعزز التحسن المبکر لمهارة الانتباه المشترک (Reitman, 2005), وبینما تنبئ کل من الاستجابة للانتباه المشترک والمبادرة بالانتباه المشترک بتحقیق مکاسب اللغة التعبیریة فی السنة الأولى بعد أول تقییم, نجد أن الاستجابة للانتباه المشترک تنبئ بمکاسب فی نسبة الذکاء IQ من أول إلى ثانٍ تقییم واللغة الاستقبالیة فی التقییم الثالث, ویعد انخفاض الاستجابة للانتباه المشترک مؤشرًا مبکرًا للذاتویة, وترتبط الفروق الفردیة فی الاستجابة للانتباه المشترک بشکل کبیر مع المهارات المعرفیة أو اللفظیة أکبر من العمر الزمنی للأطفال فی هذا الطیف ( Gillespie - Lynch, 2012 ).
وأظهرت نتائج الدراسات ذات الصلة أن التدخل المبکر یزید من فرص تعلیم وتأهیل هؤلاء الأطفال لدخول المدرسة وإمکانیة تفاعلهم مع الأطفال العادیین بطریقة أفضل من غیرهم الذین لم یبدأ العلاج معهم إلا فی مرحلة متأخرة ( علا إبراهیم ,2011, 111-112), وتؤکد الدراسات والأبحاث التی أجریت فی هذا المجال على أن الأنشطة الفنیة تعد من أهم الأنشطة التی تقدم للأطفال الذاتویین ذلک لأنها تساعد هؤلاء الأطفال فی تنمیة إدراکهم الحسی وذلک من خلال تنمیة إدراکهم البصری عن طریق الإحساس باللون والخط والمسافة والبعد والحجم والإدراک باللمس عن طریق ملامسة السطوح ( سهیر أمین,2010, 333 ؛ ولید السید خلیفة وربیع سلامة, 2010, 221 ), فمن بین الأهداف التی یمکن أن تحققها الأنشطة الفنیة تطویر مهاراته الجسمیة الیدویة والوظائف الحرکیة وتطویر قوى التوافق والتحکم والتآزر الحسی الحرکی ( قحطان الظاهر, 2009, 229), ویستخدم الإرشاد بالفن الوسائط الفنیة المختلفة التی یستطیع المسترشد من خلالها التعبیر عن الموضوعات والاهتمامات التی دفعت به للعلاج ( رانیا ترکی, 2015 ), ویتم تدریب الطفل الذاتوی على الأخذ والعطاء من خلال قیامه ببعض الأنشطة الفنیة والرسم الحر ومساعدة بعضهم البعض باستعارة أدوات الرسم ( سهیر أمین, 2010, 316 ), ونظرًا لما یمثله الإرشاد بالفن Art Counseling من تدخل إرشادی قائم على أنشطة تسمح للأطفال الذاتویین من تنمیة مهاراتهم المختلفة, ومن أهمها الاستجابة للانتباه المشترک، فإنه یمکن أن تتحدد مشکلة الدراسة الحالیة فى الإجابة عن السؤالین التالیین:
1- ما الفرق بین متوسطی رتب درجات أطفال المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین؟
2- ما أثر برنامج إرشادی قائم على الفن فی تحسین الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین؟
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة الحالیة إلى التعرف على:
- الفرق بین متوسطی رتب درجات أطفال المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین.
- أثر برنامج إرشادی قائم على الفن فی تحسین الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین.
أهمیة الدراسة
تظهر أهمیة الدراسة الحالیة فیما یلی:
1- تعد هذه الدراسة إثراء للأطر النظریة المتعلقة بأهمیة التدخل المبکر لذوى الاحتیاجات الخاصة فی مرحلة الطفولة, وتمثل هذه الدراسة إضافة إلى التراث التربوی المتعلق بالنواحی التواصلیة لدى الأطفال الذاتویین على وجه العموم ونواحی الانتباه المشترک لدیهم على وجه الخصوص.
2- لندرة البرامج الإرشادیة والعلاجیة القائمة على الفن مع أطفال الذاتویة, ویمکن أن تساعد هذه الدراسة المعلمین والمعلمات ومن یقوم برعایة الطفل الذاتوی إلى توجیه الأنشطة الفنیة التی یقدمونها لأطفال الذاتویة.
3- تعد هذه الدراسة من الدراسات القلیلة التی اهتمت بتحسین مهارات الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین.
الإطار النظری والمفاهیم الأساسیة للدراسة
المحور الأول: اضطراب طیف الذاتویة Autism Spectrum Disorder
هناک تعریفات کثیرة للذاتویة, وتهدف هذه التعریفات إلى وصف فئة معینة تحمل نفس الصفات, وهی اضطراب طیف الذاتویة ومن بین تلک التعریفات لاضطراب طیف الذاتویة بأنها " مجموعة من الإعاقات النمائیة التی تتسم بعجز منتشر فی التفاعل الاجتماعی والتواصل بالإضافة إلى الاهتمامات والسلوکیات غیر العادیة" ( (Talusan-Dunn, 2012.
ویعرف Sussman (2014) اضطراب طیف الذاتویة بأنه: یعبر عن متلازمة النمو العصبی التی تتمیز بإعاقة فی التواصل الاجتماعی مع وجود جمود واهتمامات مقیدة, وسلوکیات تکراریة, وتعرف لینا صدیق (2007) الأطفال الذاتویین بأنهم الأطفال الذین یظهرون عجزًا واضحًا فی مهارات التواصل غیر اللفظی والتی حددت بالانتباه المشترک, التواصل البصری, التقلید, الاستماع والفهم, والإشارة إلى ما هو مرغوب فیه, وتمییز وفهم تعبیرات الوجه نبرات الصوت الدالة علیها, کما تقیسها قائمة تقدیر مهارات التواصل غیر اللفظی المعدة فی الدراسة الحالیة, وتعرفه الجمعیة الأمریکیة للطب النفسی APA عام 2013 بأنه إعاقة تتمیز بضعف فی التواصل والتفاعل الاجتماعی, وسلوکیات تکراریة, ومجالات محدودة من الاهتماماتWehman et al., 2016 ) ).
ویوجد معیاران رئیسان فی الدلیل التشخیصی والإحصائی الخامس DSM-5 لتشخیص اضطراب طیف الذاتویة: المعیار (أ) إعاقة مستمرة فى التواصل الاجتماعی والتفاعل الاجتماعی فی سیاقات متعددة: یشمل العجز فی کل من الثلاث مجالات الآتیة : 1- التبادل الاجتماعی العاطفی, 2- سلوکیات التواصل غیر اللفظی التی تستخدم فی التفاعل الاجتماعی, 3- فهم العلاقات, وتنمیتها, والحفاظ علیها, المعیار (ب) أنماط تکراریة وقاصرة من السلوک, والاهتمامات, والأنشطة تشمل على الأقل اثنین من الآتى:1- حرکات نمطیة وتکراریة تستخدم فی الکلام أو الموضوعات, 2-الإصرار على التماثل, والتمسک غیر المرن بالروتین, وأنماط طقوسیة من السلوک اللفظی وغیر اللفظی, 3- قیود شدیدة فی ترکیز اهتمامه بطریقة غیر عادیة من حیث الشدة أو الترکیز, 4- فرط أو قصور التفاعل للمدخلات الحسیة أو الاهتمامات غیر العادیة بالجوانب الحسیة من البیئة.
ویتمیز ذوو اضطراب طیف الذاتویة بوجود مجموعة توجد الأعراض فی فترة النمو المبکر, ترتبط الأعراض بإعاقات إکلینیکیة فی الأداء الاجتماعی أو المهنی, لا تتضح الإعاقة أکثر فی الإعاقة الذهنیة والتأخر العام فی النمو, ویحدد الطبیب الآتی : - إذا کان لدیه إعاقة ذهنیة أو بدون, إذا کان لدیه إعاقة لغویة أو بدون, وجود أی حالة طبیة أو وراثیة مرتبطة أو معروفة, أو أی نمو عصبی مرتبط به, أو اضطراب سلوکی أو عقلی, وتصنیف الخطورة: المستوى الأول: یتطلب دعم, المستوى الثانى: یتطلب دعمًا کبیرًاً, المستوى الثالث: یتطلب دعمًا کبیرًا جدًا (Norah et al, 2016).
ویعرف اضطراب طیف الذاتویة إجرائیًّا بأنه " اضطراب نمائی منتشر یظهر قبل نهایة العام الأول من المیلاد وخلال الثلاثة الأعوام الأُوَل من العمر, یتم التعرف علیه من خلال الکشف عن وجود نقص فی مهارات الانتباه المشترک لدى الأطفال المصابین به ویکون القصور فی التفاعل الاجتماعی, والتواصل, ووجود سلوکیات نمطیة وتکراریة ".
المحور الثانی: الاستجابة لمحاولات الانتباه المشترک
برغم أن الأدبیات تحتوی على عدد من التعریفات المختلفة للانتباه المشترک, إلا أنه یمکن تقسیمها إلى واحد من فئتین: (1) الاستجابة للانتباه المشترک (RJA): والتی یمکن تعریفها بأنها استجابة الطفل لإشارة الوالدین أو التحول فی نظرات العین. (2) المبادرة بالانتباه المشترک (IJA): ویمکن تعریفها بأنها سعی الطفل للفت انتباه شخص آخر (Yvonne ,2004), وتشیر الأبحاث إلى أن الأطفال ذوی اضطراب طیف الذاتویة لدیهم عجز واضح فی کل من الاستجابة والمبادرة بالانتباه المشترک, وغالبًا ما یوجد عجز فی الانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین. فالأطفال الذاتویون أقل إظهارًا للتحولات البصریة عند الانتباه البصری عن ما یقوم به الأطفال ذوی أنواع تأخر النمو الأخرى والأطفال ذوی النمو الطبیعی Donna et al., 2008) ).
وتعرف الاستجابة للانتباه المشترک: "بأنها استجابة الطفل لمحاولات أفراد آخرین لبدء الانتباه المشترک مثل: الإشارة, الالتفات بالرأس, وتحول النظرات " Naoi et al., 2008)), وعادة لا یهتم الأطفال ذوو اضطراب طیف الذاتویة بالآخرین, ولا یکون هناک حضور لوجوه الآخرین, ولا یحصلون على المعلومات الاجتماعیة التی تقدمها وجوه الآخرین, کما تکون فی الانتباه المشترک, وتعتبر الإعاقة فی الانتباه المشترک من بین أولى علامات اضطراب طیف الذاتویة وبالتالی فإن فهم الإعاقة یلعب دورًا حاسمًا فی مجال السلوک الاجتماعی الذی یصاحب الاضطراب (Gomez, 2010), وتعرف أیضًا بأنها" تتبع الإشارة أو النظر, وتبدأ فی الظهور مبکرًا جدًّا فی مراحل النمو الإنسانی, وتتطور تدریجیًّا منذ الولادة وحتى حوالی الــ 18 شهر الأولى من العمر" (Gillespie - Lynch, 2012 ).
وتعرف الاستجابة للانتباه المشترک إجرائیًّا بأنها " تفاعل الطفل مع محاولات شخص آخر جذب انتباهه لبدء الانتباه المشترک وتتضمن: الحضور والتواصل البصری, والقدرة على قراءة اتجاه العین, وتحول النظر, الاستجابة عند مناداته باسمه والالتفات بالرأس, الاستخدام الوظیفی لحرکات الجسم."
المحور الثالث: الإرشاد بالفن Art Counseling
للفن بأنواعه دور مؤثر فی تطویر مهارات التواصل اللفظی وغیر اللفظی, ویعد کذلک لغة بحد ذاته ؛ لأنه تعبیر عن الأفکار والمشاعر التی تعتریه, والتنفیس عن الذات الذی یؤدی إلى ارتیاح الفرد, والطفل المصاب بالذاتویة أکثر فئات التربیة الخاصة احتیاجًا للفن نظرًا لما یعانیه من قصور فی التواصل والتفاعل الاجتماعی ؛ إذ یعد من الوسائل المهمة للتعبیر عن المکنونات الداخلیة کما أنها تساعد على تنمیة الإدراک وخاصة البصری والانتباه ( قحطان الظاهر , 2009, 228- 229), ولقد أثبت العلاج بالفن فاعلیة بالنسبة للأطفال الذاتویین فی تنمیة مهاراتهم فی استخدام الأدوات الفنیة وتمکینهم من التعبیر عن عالمهم الداخلی والبیئة المحیطة, کما یؤدی إلى بناء علاقة حمیمة مستقرة مع المعالج حیث أظهر الأطفال تحسنًا فی العلاقات الاجتماعیة مع المحیطین سواء فی الأسرة أو المدرسة (سهیر أمین, 2010, 333), ویستخدم المعالج الأنشطة الفنیة فی تنمیة قدرات هؤلاء الأطفال على التواصل, وتقویة تفاعلاتهم مع بعضهم البعض ومع أفراد أسرهم, ویقوم العلاج بالفن على الأنشطة الجماعیة لدعم التواصل مع الآخرین, وتحقیق الأهداف العلاجیة التی من أهمها التفاعل الاجتماعی, والانتباه لوجود الآخرین, والمحاکاة, والتعمیم, والتوافق الحرکی, وکذلک التوافق الحسی الحرکی(علا إبراهیم , 2011, 128).
ویعرف الإرشاد بالفن التشکیلی بأنه " تدخل علاجی یستخدم عملیة الإنتاج الفنی ووسائل بصریة أخرى لتحفیز الإبداع وتحسین الانفعالات والصحة العقلیة من خلال ربط الصور البصریة والعلاجیة." والإرشاد بالفن أیضًاا " وسیلة غیر لفظیة لتحسین التواصل اللفظی من خلال استخدام الألوان والأشکال والصور" (Anderson , 2015), ویعتمد الإرشاد بالفن على مجموعة من الخبرات الفنیة المتنوعة تعمل على تعدیل سلوک الأطفال وتحسین علاقاتهم وأسالیب حیاتهم وأخلاقهم عن طریق ممارسة الأعمال الفنیة وتذوقها, والإرشاد بالفن مجموعة من الممارسات والأداءات العملیة التی یشارک فیها الطفل مع المرشد النفسی, ولها طابع فنی باستخدام أدوات ووسائل وعناصر من البیئة لیتفاعلوا معها وبها, ویکون للطفل دور محوری وأساسی فی أداء النشاط, فالعالم الداخلی للفرد عالم خاص یمکن أن یعبر عنه فی عالم الإنتاج الفنی على الورق, أو باستخدام طین الصلصال, والإرشاد بالفن هو الذی یخرج ما بالداخل لیراه الفرد, ویراه غیره, فخبره مراجعة ما یعمله الإنسان بیدیه خبرة عظیمة خاصة عندما یستطیع أن یعبر بیدیه عن ما فی عقله, وأهداف الإرشاد بالفن تختلف تبعًا لاحتیاجات الأفراد والتی یحددها المرشد بالفن, ومن هذه الأهداف تحسین مهارات التفاعل الاجتماعی والتواصل اللفظی وغیر اللفظی. وهناک نوعان من الإرشاد بالفن: الإرشاد بالفن الموجه, والإرشاد بالفن غیر الموجه: 1- الإرشاد بالفن الموجه یشبه کثیراًا العمل الموجه فی التربیة الفنیة, فالمعالج یقترح موضوع أسلوب أو مشروعًا یفید الفرد الذی لدیه مشکلة.2- الإرشاد بالفن غیر الموجه یجعل المشترک یقوم بالتجربة بأمان بدون حدود للعلاج ( رانیا ترکی, 2015), وینظر للإرشاد بالفن بأنه قد یکون أفضل طریقة لتعلیم معظم الأفراد المصابین بالذاتویة (Lasry, 2010).
ویعرف البرنامج الإرشادی إجرائیًّا بأنه: " مجموعة من الإجراءات المنظمة والمخطط لها تتضمن مجموعة من الأنشطة الفنیة التی تقدم للطفل الذاتوی وتشتمل على ما یساهم فی تحسن الانتباه المشترک لدیه وینتج من ذلک تحسن فی جوانب النمو المختلفة لدیه من تواصل اجتماعی لفظی أو غیر لفظی وتطور اللغة الاستقبالیة والتعبیریة وغیرها من جوانب النمو المختلفة ", بینما یعرف الإرشاد بالفن إجرائیًّا بأنه:" استخدام الأنشطة والأدوات الفنیة فی تحسین وتنمیة المهارات المختلفة للأطفال ذوی الإعاقة وبالأخص تحسین مهارات الانتباه المشترک لدی الأطفال ذوی اضطراب طیف الذاتویة ".
الدراسات ذات الصلة:
دراسة لـ Donna et al ( 2008) تم دراسة العلاقة بین الاستجابة والمبادرة بالانتباه المشترک ومکونات اللغة الاستقبالیة لــ 20 طفل ذاتوی ما بین 3 : 5 سنوات, وتم تقییم مهارات اللغة الاستقبالیة باستخدام مقیاس مولن للتعلیم المبکر Mullen Scales of Early Learning (MSEL) وتم تقییم مهارات اللغة التعبیریة من خلال اختبار متوسط طول مدة التحدث وتصنیف توکن Token النسبی, وتم تحلیل هذه المتغیرات جنبًا إلى جنب مع بیانات الاستجابة لمحاولات الانتباه المشترک والمبادرة بالانتباه المشترک باستخدام حسابات سبیرمان, حیث وجد أن هناک ارتباطًا إیجابیًا بین القدرة على الاستجابة لمحاولات الانتباه من قبل الآخرین ودرجات اللغة الاستقبالیة على مقیاس مولن للتعلیم المبکر (MSEL) بمعنى طول مدة التحدث عند الأطفال الذاتویین, ولا توجد علاقة بین المبادرة بالانتباه المشترک ومکونات محددة من اللغة التی تم فحصها.
دراسة لــ Gomez (2010) تناولت هذه الدراسة أثر تعلیم الحضور بالوجه لثلاثة أطفال من ذوی اضطراب طیف الذاتویة تتراوح أعمارهم 26- 30 شهر, وأشارت النتائج إلى أن جمیع المشارکین الثلاثة أظهروا ارتفاعًا فی الحضور بالوجه وسلوکیات تتبع نظرات العین ودوران الرأس خلال فترة العلاج, وکان هذا الارتفاع أیضًا واضحًا فی إجراءات التعمیم التی حدثت مع مثیرات جدیدة بعد العلاج تدل على أن البرنامج الذی حقق تعمیم فعال مع وجود المحفزات.
فى دراسة لــ عبد الفتاح مطر وعلى مسافر (2012) هدفت إلى التعرف فعالیة برنامج تدریبى لتنمیة الانتباه المشترک لدى عینة من الأطفال التوحدیین وأثره فى تحسین التواصل اللغوى لدیهم )، وأجریت هذه الدراسة على عینة کلیة قوامها 22 طفلاً من الأطفال الذاتویین, وتم تقسیم العینة الکلیة عشوائیًّا إلى عینتین: تجریبیة, ضابطة, واستخدمت فیها استمارة ملاحظة الانتباه المشترک عند الأطفال الذاتویین, وبرنامج التدریب على الانتباه المشترک, وأشارت النتائج إلى فعالیة البرنامج, وأثر ذلک إیجابًا على التواصل اللغوى لدیهم .
ودراسة أمنیة عبد القادر ومصــطفى الحدیبی (2013) بعنوان " فاعلیة برنامج إرشـادی بالرسم فی خفض السلوکـیات النمطیة التکراریة لدى ذوی متلازمة أسبرجر" هدفت هذه الدراسة إلى التعرف علی فاعلیة برنامج إرشـادی بالرسم فی خفض السلوکـیات النمطیة التکراریة لدى عینة من ذوی متلازمة أسبرجر؛ بغرض الإسهام فی تحسین مهاراتهم فی التواصل غیر اللفظی، وزیادة فاعلیة أدائهم الوظیفی الاجتماعی على إثر میلهم للرسم، والتحقق من إمکانیة استمرار فاعلیة ذلک البرنامج بعد انتهائه، وبلغ عدد أفراد الدراسة عشرة من ذوی متلازمة أسبرجر, وتمثلت أدوات الدراسة فی: استبانة ملاحظة السلوکیات النمطیة التکراریة لذوی متلازمة أسبرجر، ومقیاس جودارد للذکاء، ومقیاس الطفل التوحدی، ومقیاس جیلیام لمتلازمة أسبرجر GADS, وأسفرت نتائج الدراسة عن فاعلیة استخدام البرنامج الإرشادی بالرسم, وتبین أن للبرنامج المقترح تأثیرًا ممتدًا.
ودراسة دعاء سید (2015) هدفت إلى التعرف على فاعلیة برنامجین قائمین على فنیات العلاج التکاملی ، والإرشاد النفسی الأسری للأطفال الذاتویین وآبائهم فی تنمیة مهارات الانتباه المشترک للأطفال الذاتویین, وقامت باستخدام مقیاس الطفل التوحدی إعداد عادل عبد الله, ومقیاس جوادر للذکاء ومقیاس الانتباه المشترک, وبرنامج إرشادی تکاملی للأطفال الذاتویین, وبرنامج إرشادی أسری لآباء الأطفال الذاتویین من إعداد الباحثة, على عیِّنة مکونة من 6 أطفال ذاتویین, وأظهرت النتائج فاعلیة البرنامجین.
ودراسة أخرى عوض الیامى (2006) هدفت إلى ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﻓﻲ ﺘﺄﻫﻴل/ﻋﻼﺝ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌـﺎﻨﻭﻥ ﻤـﻥ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﺘﻭﺤﺩﻱ (ﺍﻟﺫﺍﺘﻭﻱ) ﻓﻲ المملکة ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ, ﻭﻗﺩ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﺭﺽ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻔﺼﻠﺔ ﺸـﺭﺡ ﻓﻴﻬـﺎ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ, ﻭﻗﺩ ﺃﺴﻔﺭﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻋﻥ اکتساب ﺍﻟﻁﻔل ﻤﻬـﺎﺭﺍﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﻨـﻭﺍﺤﻲ الإدراکیة، ﻭﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻟﻴﺔ, ﻭﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ، ﻭﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ.
ودراسة رانیا ترکی (2015) هدفت إلى التعرف على فاعلیة برنامج سلوکی قائم على الإرشاد بالفن فی خفض السلوک العدوانی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة, وانقسمت عینة الدراسة الإرشادیة إلى (33) تلمیذًا, طبق علیهم البرنامج إرشادی قائم على الإرشاد بالفن فی خفض السلوک العدوانی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة, وأسفرت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائیة متوسطی درجات التلامیذ على مقیاس السلوک العدوانی من وجهة نظر التلامیذ وبعد تطبیق البرنامج الإرشادی لصالح التطبیق البعدی, مما یدل على فاعلیة البرنامج الإرشادی, وقد أشارت النتائج أیضًا إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات التلامیذ على مقیاس السلوک العدوانی من وجهة نظر المعلم لدى مجموعة الدراسة بعد تطبیق البرنامج الإرشادی والقیاس التتبعی مما یدل على استمرار فاعلیة البرنامج الإرشادی خلال فترة المتابعة.
تعقیب على الدراسات السابقة:
مما سبق نلاحظ أن الدراسات السابقة أکدت على ضرورة أن یشتمل أی برنامج إرشادی أو علاجی على أنشطة تقوم على تنمیة مهارات الانتباه المشترک بقسمیه (الاستجابة للانتباه المشترک والمبادرة بالانتباه المشترک) أولاً قبل أی جانب آخر یراد تنمیته عند الأطفال الذاتویین خاصة, کذلک یلاحظ ﺃﻥ ﺍﻟﻤرشدین والمعالجین ﺒﺎﻟﻔﻥ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﻨﻭﺍ ﺒﺄﻁﻔـﺎل الذاتویة، ﻭﺤـﺎﻭﻟﻭا ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺒﺭﺍﻤﺞ تأهیلیة وتدریبیة إرشادیة وﻋﻼﺠﻴﺔ للأطفال ذوی الإعاقة, وأن استخدام الارشاد والعلاج بالفن مفید جدًاً وذو تأثیر واضح مع الاضطرابات النمائیة عامة، واضطراب طیف الذاتویة خاصة, ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺩﻋﻡ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ تحسین الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین.
إجراءات الدراسة: 1- منهج الدراسة: تستخدم الباحثة المنهج شبه التجریبى فى الدراسة الحالیة لدراسة الفروق بین أطفال المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین, کذلک لدراسة أثر برنامج الإرشاد بالفن فی تحسین الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین.
2- عیِّنة الدراسة: انقسمت عینة الدراسة الحالیة إلى الأفراد المشارکین فی الدراسة الاستطلاعیة وبلغ عددهم (11) طفلاً ذاتویًّا , والأفراد المشارکین فی الدراسة الأساسیة وبلغ عددهم (20 ) طفلاً ذاتویًّا, والأفراد المشارکین فی الدراسة الإرشادیة وبلغ عددهم (6) أطفال ذاتویین, بمتوسط عمری (7.17 ), وانحراف معیاری ( 2.32) من الملتحقین بمراکز التأهیل لذوی الاحتیاجات الخاصة بأسیوط.
3- أدوات الدراسة:
وتجدر الإشارة إلى أنه تم التحقق من توافر الشروط السیکومتریة فی المقاییس التی استخدمتها الباحثة, فقد تم التحقق من ثبات مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین عند الأطفال الذاتویین باستخدام طریقة ألفا کرونباک, وتراوحت قیمة معامل ثبات أبعاد المقیاس بین (0.903- 0.928 ), وبلغت قیمة معامل الثبات على المقیاس ککل (0.960 ), وهی قیم مرتفعة تدل على ثبات المقیاس, کذلک لحساب صدق المقیاس اتبعت الباحثة صدق المحکمین وتم عرض الصورة الأولیة لمقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین على مجموعة من السادة المحکمین المتخصصین فی مجال علم النفس والصحة النفسیة, وتم حذف عبارة لتکرارها وتعدیل أخرى لغموضها, وبذلک أصبحت الصورة النهائیة من المقیاس تتکون من 35 عبارة.
نتائج البحث ومناقشتها:
أولاً: نتائج الفرض الأول ومناقشتها:
وینص هذا الفرض على " توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین لصالح القیاس البعدی ", وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام اختبار ویلکوکسن للأزواج المرتبطة لمعرفة دلالة الفروق بین متوسطی رتب درجات أطفال المجموعة التجریبیة على مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین فی القیاسین القبلی والبعدی, وجدول (1) یوضح ذلک:
أبعاد مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین |
اتجاه فروق الرتب |
ن |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
البعد الأول: الحضور والتواصل البصری |
الرتب السالبة |
0 |
0 |
0 |
2.214 |
دالة عند مستوى ( 0.05) |
الرتب الموجبة |
6 |
3.50 |
21.00 |
|||
الرتب المتساویة |
0 |
0 |
0 |
|||
البعد الثانی: القدرة على قراءة اتجاه العین |
الرتب السالبة |
0 |
0 |
0 |
2.232 |
دالة عند مستوى ( 0.05) |
الرتب الموجبة |
6 |
3.50 |
21.00 |
|||
الرتب المتساویة |
0 |
0 |
0 |
|||
البعد الثالث: تحویل أو توجیه البصر
|
الرتب السالبة |
0 |
0 |
0 |
2.214 |
دالة عند مستوى ( 0.05) |
الرتب الموجبة |
6 |
3.50 |
21.00 |
|||
الرتب المتساویة |
0 |
0 |
0 |
|||
البعد الرابع: الاستجابة عند مناداته باسمه والالتفات بالرأس |
الرتب السالبة |
0 |
0 |
0 |
2.214 |
دالة عند مستوى ( 0.05) |
الرتب الموجبة |
6 |
3.50 |
21.00 |
|||
الرتب المتساویة |
0 |
0 |
0 |
|||
البعد الخامس: الاستخدام الوظیفی لحرکات الجسم |
الرتب السالبة |
0 |
0 |
0 |
2.264 |
دالة عند مستوى ( 0.05) |
الرتب الموجبة |
6 |
3.50 |
21.00 |
|||
الرتب المتساویة |
0 |
0 |
0 |
|||
مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین |
الرتب السالبة |
0 |
0 |
0 |
2.207 |
دالة عند مستوى ( 0.05) |
الرتب الموجبة |
6 |
3.50 |
21.00 |
|||
الرتب المتساویة |
0 |
|
0 |
یتضح من الجدول السابق وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أطفال المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی على أبعاد مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین, مما یعنی تحسن درجات أفراد المجموعة التجریبیة (عینة الدراسة ) فی الانتباه المشترک بعد تعرضهم لجلسات البرنامج, حیث إن قیم Z المحسوبة لأبعاد مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین والدرجة الکلیة للمقیاس بلغت على الترتیب (2.214, 2.232 , 2.214 , 2.214, 2.264, 2.207) وهی قیم أکبر من القیمة الحدیة ( 1.96 ), مما یشیر إلى وجود فروق دالة إحصائیًّا عند مستوى دلالة ( 0.05 ) بین درجات أفراد التجریبیة فی القیاس القبلی والبعدی, وهذا التحسن یعزی إلى استخدام الباحثة لفنیات مناسبة للأطفال الذاتویین موضع الدراسة, کفنیة التعزیز والتوجیه اللفظی والتوجیه البدنی والنمذجة التشکیل ولعب الدور, وکذلک استخدام الأدوات الفنیة التی یفضل الطفل التعامل معها والتی قامت الباحثة بإعداد قائمة بها ویمکن تفسیر هذه النتیجة أیضًا فی ضوء نجاح الأنشطة المستخدمة فی الجلسات, وتتفق تلک النتیجة مع نتائج العدید من الدراسات کدراسة لــ Reitman, 2005؛ عوض بن المبارک سعد الیامی, 2006؛ لینا صدیق, 2007؛ Donna et al, 2008 ؛ Ma,2009 ؛ Gomez , 2010؛ عبد الفتاح مطر وعلى مسافر,2012 ؛ Talusan-Dunn, 2012 ؛ Gillespie - Lynch, 2012 ؛ أمنیة عبد القادر ومصــطفى الحدیبی, 2013؛ Rao & Ashok, 2014 ؛ Sussman, 2014 ؛ رانیا ترکی, 2015؛ Anderson,2015؛ Norah et al,2016 ؛ Wehman et al, 2016 ؛ وغیرها من الدراسات التی وردت بالإطار النظری وتؤکد على أهمیة تحسین الاستجابة للانتباه المشترک والنتیجة الإیجابیة للإرشاد والعلاج بالفن والأنشطة الفنیة فی تحسین وتنمیة الجوانب الإیجابیة عند ذوی الإعاقة, وکذلک تؤکد على أهمیة استخدام فنیات تعدیل السلوک کالتعزیز والنمذجة والتوجیه اللفظی والتشکیل وغیره مما یؤثر بصورة مباشرة فی السلوک.
نتائج الفرض الثانی ومناقشتها: وینص هذا الفرض على" یوجد أثر لبرنامج إرشادی قائم على الفن فی تحسین الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین", وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام معادلة حجم الأثر للعینات الصغیرة وذلک للتحقق من حجم أثر البرنامج, وجدول (2) یوضح ذلک:
أبعاد مقیاس تقدیر الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین |
العدد |
قیمة Z |
قیمة حجم الأثر |
التأثیر |
البعد الأول: الحضور والتواصل البصری |
6 |
2.214 |
0.904 |
کبیر |
البعد الثانی: القدرة على قراءة اتجاه العین |
6 |
2.232 |
0.911 |
کبیر |
البعد الثالث: تحویل أو توجیه البصر |
6 |
2.214 |
0.904 |
کبیر |
البعد الرابع: الاستجابة عند مناداته باسمه والالتفات بالرأس |
6 |
2.214 |
0.904 |
کبیر |
البعد الخامس:الاستخدام الوظیفی لحرکات الجسم |
6 |
2.264 |
0.924 |
کبیر |
المقیاس ککل |
6 |
2.207 |
0.901 |
کبیر |
ویتضح من نتائج الجدول السابق: أن حجم الأثر لکل من الأبعاد الفرعیة والدرجة الکلیة للمقیاس کبیر, حیث تراوحت قیمة حجم الأثر فی الثمانیة أبعاد ما بین ( 0.904, 0.911 , 0.9024 , 0.901 ) وهی قیم کبیرة, وذلک یؤکد أثر البرنامج الحالی وهو برنامج إرشادی قائم على العلاج بالفن فی تحسین الاستجابة للانتباه المشترک لدى الأطفال الذاتویین عینة الدراسة, ویمکن تفسیر هذه النتیجة فی ضوء تمتع البرنامج الإرشادی القائم على الفن الذی استخدمته الباحثة بأثر إیجابی مرتفع.وتتفق هذه النتائج مع عدد کبیر من الدراسات منها: دراسة لـ عوض الیامی, 2006؛ قحطان الظاهر, 2009؛ Donna et al ., 2008 ؛ سهیر أمین, 2010؛ علا عبد الباقی, 2011؛ أمنیة عبد القادر ومصــطفى الحدیبی 2013 ؛ Sussman, 2014 ؛ رانیا ترکی, 2015 ؛ دعاء سید, 2015؛ Norah et al, 2016 .
التوصیات والمقترحات:
- ضرورة الترکیز على البرامج الإرشادیة التی یفضل الطفل التعامل معها أو التی تمثل له عالم یمکنه أن یستوعبه بارتیاح ویثیر انتباهه واهتمامه, وبدورها تساهم فی جذبه لما یریده الآخرین ( معلمین کانوا أو أولیاء أمور) لتعلیمه مهارة معینة أو تنمیة سلوک مرغوب أو خفض سلوک غیر مرغوب لدیه, وضرورة الاهتمام بالبرامج الإرشادیة القائمة على الفن واستخدامها مع الأطفال ذوی الإعاقة عامة والأطفال الذاتویین خاصة.
- إجراء المزید من الدراسات التی تبحث فی فاعلیة العلاج بالفن فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأفراد ذوی الاضطرابات النفسیة المختلفة, وإجراء مزید من الدراسات التی تبحث فی التعرف على الأسباب التی تؤدی إلى نقص مهارات الانتباه المشترک لدى الأطفال ذوی الاضطرابات النمائیة المختلفة.
المراجع:
أولاً المراجع العربیة:
أمنیة محمد إبراهیم عبد القادر ومصطفى عبد المحسن الحدیبی . ( 2013) . فاعلیة برنامج إرشادی بالرسم فی خفض السلوکیات النمطیة التکراریة لدى ذوی متلازمة إسبرجر, جـ 1, (10), المجلة العلمیة لکلیة التربیة بالوادی الجدید, جامعة أسیوط, مصر, 185-267.
دعاء محمد محمد سید.(2015). فاعلیة برنامجین قائمین على فنیات العلاج التکاملی والإرشاد النفسی الأسری للأطفال الذاتویین وآبائهم فی تنمیة مهارات الانتباه المشترک للأطفال الذاتویین. رسالةماجستیر, کلیة التربیة, جامعة أسیوط.
رانیا فتحی علی ترکی .(2015). فاعلیة برنامج سلوکی قائم على الإرشاد بالفن فی خفض السلوک العدوانی لدى تلامیذ المرحلة الإبتدائیة. رسالة ماجستیر , کلیة التربیة , جامعة أسیوط.
سهیر محمود أمین عبد الله . ( 2010). الإرشاد النفسی لذوی الاحتیاجات الخاصة . ط1, القاهرة , دار الفکر العربی.
عبد الفتاح رجب علی مطر و علی عبد الله علی مسافر. ( 2012). فعالیة برنامج تدریبی لتنمیة الانتباه المشترک لدى عینة من الأطفال التوحدیین وأثره فی تحسین التواصل اللغوی لدیهم. مجلة کلیة التربیة , جامعة بنها , جـ 3, 139- 182.
علا عبد الباقی إبراهیم.( 2011). اضطرابات التوحد " الأوتیزم " أعراضه – أسبابه وطرق علاجه مع برامج تدریبیة وعلاجیة لتنمیة قدرات الأطفال المصابین به . ط1, القاهرة, عالم الکتب.
عوض بن مبارک سعد الیامی.(2006). فنون الأطفال: استراتیجیة مقترحة فی تأهیل/ علاج أطفال التوحد من خلال الفن التشکیلی. مؤتمر الطفولة المبکرة, کلیة التربیة, جامعة الملک سعود, الریاض. 187-214.
قحطان أحمد الظاهر.( 2009). التوحد. ط1, مصر, دار وائل للطباعة والنشر.
لینا عمر بن صدیق. (2007).فعالیة برنامج مقترح لتنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد وأثر ذلک على سلوکهم الاجتماعی. مجلة الطفولة العربیة- الجمعیة الکویتیة لتقدم الطفولة العربیة, 9(33), 8-39.
محمد أحمد خطاب .(2005). سیکولوجیة الطفل التوحدى, تعریفها- تصنیفها- أعراضها- تشخیصها- أسبابها- التدخل العلاجى. ط1, عمان , دار الثقافة.
ولید السید أحمد خلیفة وربیع شکری سلامة .( 2010). الإعاقة الغامضة ( التوحد ). ط1, الإسکندریة, دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر.
ثانیاً: المراجع الإنجلیزیة:
Anderson, E. ( 2015). Using Art therapy to understand the experience of African-American girls with childhood obesity. Doctoral dissertation. Lesley university .
Donna, M. Creaghead, N. Courtney, P. Paula K . Bean, S& prendeville, J.( 2008). The Relationship Between Joint attention and Language in children with Autism Spectrum Disorders. Journal of Autism and other Developmental Disabilities , 1(23).
Gillespie - Lynch , K.( 2012). Responsiveness to joint attention in Autism: Predictive Characteristics and concurrent Mechanisms. Doctoral dissertation , university of California, Los Angeles.
Gomez, T . ( 2012) . The effect of teaching attending to aface on joint attention skills in children with an Autism Spectrum Spectrum Disorder, Doctoral dissertation , the city university of New York.
Lasry, N . (2010). Incorporating Group Art Therapy for Children with Autism into the School System.Master dissertation. Concordi University Montreal, Quebec, Canada.
Ma, C .( 2009). Effects of apparent- implemented intervention on initiating joint in children with Autism. Doctoral dissertation . Department of psychology university of South Carolina.
Naoi, N. Tsuchiya, R. Yamamoto, J& Nakamura, K .( 2008). Functional training for initiating joint attention in children with autism, Research in Developmental Disabilities, science direct, (29) , 595-609.
Norah, J. Burkett, K . Reinhold, J & Bultas, M . ( 2016). Translating Research to Practice for children with Autism Spectrum Disorder: Part 1: Definition, Associated, Behaviors, Prevalence, Diagnostic Process, and Interventions. Journal of Pediatric Health care, 1 (30).
Reinvall, O . Moisio, A . Lahti, N. Voutilainen, A. Laasonen, M & Kujala, A .( 2016). Psychiatric sympotoms in children and adolelescents with higher functioning autism Spectrum disorders on the Development and Well-Being Assessment. Research in Autism Spectrum Disorders, science direct, (25), 47- 57.
Reitman, M . ( 2005). Effectiveness of Music Therapy interventions on joint attention in children diagnosed with autism: Apilot studey, Doctoraldissertation, Carlos Albizu university, Niami, Florida.
Sussman, Z . (2014). An evaluation of the impact of the DSM- IV- TR. Diagnostic group and cognitive ability on the presentation of autism Spectrum disorder symptoms. Doctoral Dissertation . Graduate college of the University of Lowa. Lowa City. ProQuest LLC. United States.
Tulsan-Dunn, E. (2012). An art program evaluation of daily life therapy for children with autism. Doctoral dissertation. Lasley university.
Vanitha, V & Ashok, M. ( 2014). Joint Attention Routines in intervention for children with Autism Spectrum Disorders. Journal Indian Association child Adolescence Mental Health . 4 ( 10) ,292 – 298.
Wehman, P. Brooke, V . Brooke, A. Ham, W. Schall, C. Donough, J . Lau, S. Seward, H & Avellone, L . (2016). Employment for adults with autism spectrum disorders : Aretrospective review of Acustomized employment approach. Journal of research In developmental disabilities. 61- 72.
Whalen,C & Schreibman,L.(2003). Joint attention training for children with autism using behavior modification procedures. Journal of Child Psychology and Psychiatry, 44, 456-468.
Yvonne, B . (2004). Increases in the joint attention behavior of Eye Gaze Attention to share enjoyment as acollateral effect of Pivotal response treatment for Three Children with Autism. Doctoral dissertation, University of California, Santa Barbara.