الأمن النفسي لدى عينه من الطالبات المتفوقات بمنطقة الباحة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التربية الخاصة- کلية التربية- جامعة الباحة

المستخلص

يُعد الطلبة المتفوقون ثروة وطنية فبهم ترتقي الأمم، وتصل المجتمعات إلى درجة عالية من التقدم والنهوض على کافة الأصعدة وفي مختلف مجالات الحياة, فکل مجتمع ارتقى ووصل إلى مراحل متقدمة في الحضارات المختلفة فإن ذوي القدرات المتميزة من موهوبين ومتفوقين هم من قادوا ذلک المجتمع نحو ذلک النجاح والتميز.
لذا شهدت نهاية القرن الماضي، ومطلع القرن الحالي اهتماماً متزايداً بذوي القدرات المرتفعة من الأفراد، ويأتي في مقدمتهم (المتفوقون)، وفي ضوء سعي المملکة العربية السعودية للنهوض بالقوى البشرية لأبنائها، فقد وُجه الاهتمام نحو هذه الفئة من المتميزين؛ بغرض الکشف عنهم، ورعايتهم، وبناء البرامج الخاصة بهم، ودفعهم نحو تحقيق مستويات متقدمة من الإنتاجية والابتکار خاصة في المراحل التعليمية المختلفة (الزهراني، 2017، 58).
وتأتي الحاجة إلى الأمن النفسي في مقدمة الحاجات النفسية (غير العضوية) وأکثر أهمية بصورة عامة، ويرى ماسلو Maslow أنه إذا ما أشبعها الإنسان سيتهيأ لحاجاته النفسية والاجتماعية الأخرى، ولا تظهر هذه الحاجة عند الفرد ألا بعد أن يشبع حاجاته الفسيولوجية ولو جزئياً، ويسعى الشخص الآمن بعد ذلک في تحقيق حاجات أعلى في المستوى الهرمي للحاجات وقد انتهت کثير من الدراسات إلى أن الشعور بالأمن النفسي له تأثير إيجابي على بعض خصائص الفرد؛ فالشعور بالأمن النفسي يحصن الفرد ضد الشعور بالوحدة النفسية                    (خويطر، 2010)، ويؤدي إلى التفوق الدراسي وزيادة التحصيل, ويزيد من درجة الهوية (الرويلي، 2010)، ويزيد من الذکاء اللفظي لدى طلبة الجامعة ( (أحمد، 2013، 77).

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

الأمن النفسی لدى عینه من الطالبات المتفوقات

 بمنطقة الباحة

 

 

إعـــداد

                                      فاطمة جمعان سعید الغامدی        

قسم التربیة الخاصة- کلیة التربیة- جامعة الباحة

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الرابع –  أبریل 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

مقدمة الدراسة:

یُعد الطلبة المتفوقون ثروة وطنیة فبهم ترتقی الأمم، وتصل المجتمعات إلى درجة عالیة من التقدم والنهوض على کافة الأصعدة وفی مختلف مجالات الحیاة, فکل مجتمع ارتقى ووصل إلى مراحل متقدمة فی الحضارات المختلفة فإن ذوی القدرات المتمیزة من موهوبین ومتفوقین هم من قادوا ذلک المجتمع نحو ذلک النجاح والتمیز.

لذا شهدت نهایة القرن الماضی، ومطلع القرن الحالی اهتماماً متزایداً بذوی القدرات المرتفعة من الأفراد، ویأتی فی مقدمتهم (المتفوقون)، وفی ضوء سعی المملکة العربیة السعودیة للنهوض بالقوى البشریة لأبنائها، فقد وُجه الاهتمام نحو هذه الفئة من المتمیزین؛ بغرض الکشف عنهم، ورعایتهم، وبناء البرامج الخاصة بهم، ودفعهم نحو تحقیق مستویات متقدمة من الإنتاجیة والابتکار خاصة فی المراحل التعلیمیة المختلفة (الزهرانی، 2017، 58).

وتأتی الحاجة إلى الأمن النفسی فی مقدمة الحاجات النفسیة (غیر العضویة) وأکثر أهمیة بصورة عامة، ویرى ماسلو Maslow أنه إذا ما أشبعها الإنسان سیتهیأ لحاجاته النفسیة والاجتماعیة الأخرى، ولا تظهر هذه الحاجة عند الفرد ألا بعد أن یشبع حاجاته الفسیولوجیة ولو جزئیاً، ویسعى الشخص الآمن بعد ذلک فی تحقیق حاجات أعلى فی المستوى الهرمی للحاجات وقد انتهت کثیر من الدراسات إلى أن الشعور بالأمن النفسی له تأثیر إیجابی على بعض خصائص الفرد؛ فالشعور بالأمن النفسی یحصن الفرد ضد الشعور بالوحدة النفسیة                    (خویطر، 2010)، ویؤدی إلى التفوق الدراسی وزیادة التحصیل, ویزید من درجة الهویة (الرویلی، 2010)، ویزید من الذکاء اللفظی لدى طلبة الجامعة ( (أحمد، 2013، 77).

مشکلة الدراسة:

تلقى دراسة الأمن النفسی اهتماماً بالغاً من قبل الباحثین حیث أن تمتع الفرد بالأمن النفسی بشکل مقبول یکشف عن شخصیة سلیمة تتسم بالاستقرار والطمأنینة والتفاعل مع الآخرین بسلام، إذ أن من الضروری أن یتوفر الأمن النفسی لدى شرائح المجتمع وتوفیره خاصة لشریحة اجتماعیة وتربویة هم الطلبة فی مراحل التعلیم العام المتقدمة؛ نظراً لطبیعة المرحلة العمریة التی یمرون بها وهی مرحلة المراهقة المتأخرة.

وعلى الصعید العالمی تذکر هاریس وبلوکر (Harris& Plucker ,2014, 116) أن هناک اهتمام متزاید بالعوامل النفسیة التی من شأنها تمکین المتفوقین من الحفاظ على تفوقهم بل والوصول إلى مستویات متقدمة حتى فی ظل التعرض للمواقف أو الأحداث الحیاتیة الضاغطة، ومن هذه العوامل التی أخذت المؤسسات المعنیة برعایة الموهوبین والمتفوقین بظهار مزید من الاهتمام بها الممارسات المرتبطة بالصحة النفسیة؛ والتی تعمل على جعل الخدمات المقدمة للطلبة المتفوقین أکثر نجاحاً واستدامة.

أما فی البیئة العربیة- وفی حدود علم الباحثة- فإن هناک قصور بحثی واضح فیما یتعلق بالتعرف على مستویات الأمن النفسی لدى الطلبة المتفوقین، وما ذهبت إلیه الباحثة یتفق مع ما أشار إلیه الظفیری والعجمی (2012، 358) من وجود نقص واضح فی الدراسات التی استهدفت الکشف عن مستویات الأمن النفسی لدى الطلبة المتوفین، رغم ما قد یواجه هذه الفئة من الطلبة من مشکلات قد تعیق شعورهم بالأمن النفسی، کالمطالبة المستمرة بالتفوق مما قد یمثل تهدیداً نفسیاً لدیهم.

أسئلة الدراسة:

فی ضوء تحدید مشکلة الدراسة وسؤالها الرئیس، فإن الدراسة الحالیة تستهدف الإجابة عن السؤال التالی:   

ما درجة الأمن النفسی لدی الطالبات المتفوقات تحصیلیاً بالمرحلة الثانویة بمنطقة الباحة؟     

 أهداف الدراسة:

سعت الدراسة الحالیة نحو تحقیق الهدف التالی:

  1. التعرف على درجة الأمن النفسی لدی الطالبات المتفوقات بالمرحلة الثانویة بمنطقة الباحة.

أهمیة الدراسة:

تکتسب الدراسة الحالیة أهمیتها من جانبین رئیسین، وهما:

أولاً: الأهمیة النظریة.

تکتسب الدراسة الحالیة أهمیتها النظریة من أهمیة المرحلة العمریة التی تتناولها الدراسة الحالیة، وهی مرحلة المراهقة وما یعتریها من تغیرات نفسیة کثیرة تؤثر بشکل أو بآخر فی عملیة استقرار الذات لدى الطالبات المتفوقات، وهو ما یؤثر على مستوى الأمن النفسی لدیهم

 ثانیاً: الأهمیة التطبیقیة.

 والتی تتحدد معالمها فی الجوانب التالیة:

1- إن معرفة القائمین على تعلیم الطالبات المتفوقات تحصیلیاً لمستوى الأمن النفسی لدیهن فی یمکنهم من توجیه جهودهم بشکل یوفر ؛ الرعایة المتکاملة لهذه الفئة من الطالبات، عبر تزویدهن بالمعارف والمهارات التی تمکنهن من الشعور بالاستقرار والأمن النفسی.

2- لفت انتباه المعنیین إلی ضرورة توجیه خدمات الارشاد والتوجیه الطلابی إلی تنمیة المظاهر الإیجابیة فی شخصیات الطلبة المتفوقین؛ والتی منها: الأمن النفسی.

مصطلحات الدراسة:

الأمن النفسی:

یعرفه ماسلو Maslow بأنه: "شعور المراهق بالأمان والسلامة من خلال تقبله لذاته وللآخرین، ونظرته الإیجابیة فی الحیاة؛ والتی تتسم بالاحترام والدفء والاستقلالیة، وتقییم ذاته وخلوه من التوتر والخوف من أی تهدید یشعره بفقد الأمن والطمأنینة" (فی: محیسن، 2013، 8)

المتفوقات تحصیلیاً:

یُعرفن اصطلاحاً بأنهم: هم الطالبات الذین لدیهم من الاستعدادات العقلیة ما یمکنهم- فی المستقبل- من الوصول إلى مستویات أداء مرتفعة فی المجال الدراسی، وذلک وفق معاییر محددة (الغنیمی، 2007: 11).

ویمکن تعریف "الطالبات المتفوقات تحصیلیاً" إجرائیاً فی هذه الدراسة: بأنهم الطالبات الذین یحصلون علی معدل سنوی فی جمیع المقررات یقع فی نطاق أعلى 5 % من جمیع الطلاب, وهم من حصلوا علی معدل دراسی من (95%) فأعلى.

حدود الدراسة:

تحدد إجراء الدراسیة الحالیة بالحدود التالیة:

1)       الحدود الموضوعیة: اقتصرت الدراسة الحالیة على متغیر الأمن النفسی .

2)       الحدود البشریة: اقتصرت الدراسة الحالیة على جمیع الطالبات المتفوقات تحصیلیاً بالمرحلة الثانویة.

3)       الحدود المکانیة: تم تطبیق أداتی الدراسة على الطالبات المتفوقات تحصیلیاً ممن یدرسن بالمدارس الثانویة فی منطقة الباحة.

4)       الحدود الزمنیة: تم تطبیق أداتی الدراسة فی الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1438/ 1439ه.

الإطار النظری والدراسات السابقة

أولاً: الإطار النظری:

یُعد الأمن النفسی من أهم الحاجات النفسیة التی یجب أن تُشبع فی السنوات المبکرة من حیاة الفرد، فالشخص الآمن نفسیاً یکون فی حالة توازن وتوافق طالما أن المقومات الأساسیة لحیاته غیر معرضة للخطر، ومع الإقرار بصعوبة تحقیق هذه الحاجة بدرجة کاملة، ولکن الفرد بحاجة إلى درجة من معقولیة الإحساس بالأمن (زهران، 2010، 56)

 مفهوم الأمن النفسی:

ویعتبر الأمن النفسی مظهراً من مظاهر الصحة النفسیة الإیجابیة وأول مؤشراتها، فلقد تحدث الکثیر من العلماء والمفکرین عن أبرز المؤشرات الإیجابیة للصحة النفسیة والتی منها شعور الفرد بالأمن النفسی والنجاح فی إقامة علاقات مع الآخرین وتحقیق التوافق النفسی والبعد عن التصلب والانفتاح على الآخرین، ومن ثمَّ کثُرت التعریفات التی قُدمت لهذا المفهوم.

حیث یعرفه زهران (1989، 296) بأنه "الطمأنینة النفسیة أو الانفعالیة وهو الأمن الشخصی، أو أمن کل فرد على حدة، وهو حالة یکون فیها إشباع الحاجات مضموناً وغیر معرض للخطر، وهو محرک الفرد لتحقیق أمنه ولدرء الخطر الذی یهدد هذا الأمن، وترتبط الحاجة إلى الأمن ارتباطاً وثیقاً بغریزة المحافظة على البقاء".

خصائص الأمن النفسی:

یرى سعد (1999، 16) أن الأمن النفسی یُعد ظاهرة تکاملیة تراکمیة نفسیة معرفیة فلسفیة اجتماعیة کمیة وإنسانیة، ویمکن استنتاج خصائص الأمن النفسی من خلال أنـه:

1-      ظاهرة نفسیة: تستند إلى الطاقة النفسیة التی یعبر عنها فی مستویات من الکبت والتوتر والسیطرة الارادیة والإداریة للانفعالات والاندفاعات الشخصیة، ویمکن قیاسها فی ضوء محک للإنجاز الشخصی والاجتماعی.

2-      ظاهرة معرفیة فلسفیة: إن اتجاهاتنا السلبیة أو الإیجابیة وتقویماتنا المعرفیة الفلسفیة لها تلعب دوراً فاعلاً فی تحدید الأمن النفسی والشعور بإثارة، فمشاعر القلق والخوف والإحساس بالرفض ترتبط بشکل أساسی بالقیمة الفلسفیة التی تقوم علیها أسباب تلک المشاعر.

3-      ظاهرة اجتماعیة: ان العلاقة مع المجتمع لیست علاقة خارجیة تفرضها ظروف بعیده عن الذات وإنما علاقة تنطبع وفق التنشئة الاجتماعیة فی وجدان الفرد وخریطته المعرفیة.

4-      ظاهرة کمیة: ینطوی مفهوم الأمن النفسی على وجود مقدار کمی له وزن ما یمکن قیاسه، ویظهر على شکل سلوک أو طاقة مما جعل الحدیث عن مستویات الأمن النفسی معقولاً ویستند إلیه، وهذا المفهوم الکمی للأمن النفسی یوفر إمکانیة التدخل العلمی على مستوى القیاس والتشخیص والعلاج.

5-ظاهرة إنسانیة: الأمن النفسی سمة یشترک فیها أبناء البشر مهما کانت مراحلهم العمریة أو مستویاتهم الاجتماعیة والثقافیة أو المعرفیة، وبالتالی فهو سمة إنسانیة.

العوامل المؤثرة فی الأمن النفسی:

تشیر أدبیات البحث فی الأمن النفسی إلى أن هذا المتغیر یتأثر بعدد من العوامل التی تحدد مستواه لدى الفرد، وقابلیته لإدراک هذا الشعور فی حیاته، وقد اختلف الباحثون حول ماهیة هذه العوامل من حیث کونها عوامل مؤثرة أم نتیجة، ویمکن تناول هذه العوامل على                      النحو الآتی:

1-      الوراثة مقابل البیئة:

الخضری (2003) یذهب إلى أن عامل البیئة لا ینفرد بالتأثیر على مستوى الأمن النفسی وحده، وکذلک عامل الوراثة، لذا لا یمکن اعتبار أحدهما المسبب الرئیسی للأمن النفسی أو انعدام الأمن النفسی ولکن درجة الأمن النفسی تتولد من تفاعل الوراثة والبیئة معاً وتأثیرهما المزدوج معاً على الإنسان، فلا یعمل أحدهما باستقلالیة تامة عن الأخر، وإن کانت هناک احتمالیة تأثیر أحدهما بصورة أکثر من الأخر فی تحدید مستوى الأمن النفسی لدى الإنسان.

2-      التنشئة الاجتماعیة:

یذکر الدسوقی (المذکور فی: السویرکی، 2013، 35) أن أول ما یحتاجه الأطفال من الناحیة النفسیة هو الشعور بالأمن العاطفی؛ بمعنى أنهم یحتاجون إلى الشعور بأنهم محبوبون کأفراد، ومرغوب فیهم لذاتهم، وأنهم موضع حب واعتزاز حیث تظهر هذه الحاجة متکررة فی نشأتها وأن خیر من یقوم على إشباعها خیر قیام هما الوالدان.

فیما یرى سعد (1999، 22) أن لخبرات الطفولة دوراً هاماً فی نمو الشعور بالأمن لدى الفرد؛ وذلک استناداً إلى نتائج البحوث التی أکدت على أثر خبرات الطفولة على تنمیة مشاعر الأمن؛ ومنها دراسة میوسن Mussen؛ والتی تشیر نتائجها إلى أن الأفراد الذین لم یحصلوا على عطف أسری کاف کانوا أقل أمناً، وأقل ثقة بالنفس، وأکثر قلقاً، و أقل توافقاً من أولئک الذین یحصلون على عطف أسری.

وترى الباحثة أن الفرد الذی یشعر بالأمن النفسی فی بیئة أسریة مشبعة یمیل إلى تعمیم هذا الشعور، فیرى البیئة الاجتماعیة مشبعة لحاجاته، ویرى فی الناس الخیر والحب ویتعاون معهم ویحظى بتقدیرهم فیتقبله الآخرون، وهذا ما ینعکس ذلک على تقبله لذاته.

فیما أشار کل من الرویلی (2010، 34)؛ والسهلی (2007، 25) إلى أن الشعور بالأمن النفسی یتأثر بعوامل متعددة منها:

1-      المستوى التعلیمی: فهو یحقق للفرد وضعاً اجتماعیاً یشعره بالأمن النفسی.

2-      الثقافة: إن التعصب العنصری یولد لدى المجموعات الثقافیة إحساساً بالتمایز والقوة والأمن، وأن إدراک الأمن یختلف باختلاف الثقافات.

3-      الدعم الاجتماعی: وجود الشخص مع أفراد یعتنون به ویشارکونه طریقة التفکیر وأسالیب السلوک یحقق له أکبر قدر من الإحساس بالراحة وبقدر أقل من التوتر والقلق.

4-      السن: کلما تقدم الفرد فی العمر کلما کان أقل خوفاً وأکثر إحساساً بالأمن.

5-      الأسرة: إن إحساس الفرد بالأمن النفسی له جذوره العمیقة فی طفولته، فهو یحدث من خلال عملیة التنشئة الوالدیة، بحیث یشعر الطفل بأنه مقبول.

6_ بلوغ الهدف: عندما یضع الإنسان لنفسه أهدافاً ویسعى لتحقیقها، فإنه یدرک معنى لحیاته والهدف منها، فتصبح صورته عن ذاته أکثر إیجابیة وبالتالی أکثر اطمئناناً.

أسالیب تحقیق الأمن النفسی:

یذکر زهران (2010، 49) أن الفرد یلجأ إلى ما یسمى بعملیات الأمن النفسی؛ والتی هی عبارة عن أنشطة یستخدمها الجهاز النفسی لخفض أو التخلص من التوتر وتحقیق وتقدیر الذات والشعور بالأمن النفسی.

فهناک الکثیر من الوسائل والأسالیب التی من خلالها یتحقق الأمن النفسی للإنسان فی أسرته ومجتمعه، فالبعض یحققه من خلال تکوین أسرة هادئة وهناک من یطمح بتحسین مستوى معیشته وأوضاع حیاته بشکل أفضل من خلال السفر والتجارة، وهناک من یحاول تحقیق أعلى الدرجات العلمیة، فإشباع الأمن وتحقیقه یرتبط ارتباطاً کبیراً بالوسیلة والطریقة والهدف التی یسعى الإنسان من أجله (عبد الله، 2010، 366).

وعلیه یذهب کل من محیسن (2013، 26)؛ والخالدی (2012، 82)؛ وبسیونی والصبان (2011، 126) إلى أن الفرد والبیئة المحیطة به یتعین علیهما لتحقیق الأمن النفسی اتباع الأسالیب الإجرائیة الآتیة:

1- إشباع الحاجات الأولیة للفرد: فهی أساس هام فی تحقیق الأمن والطمأنینة النفسیة، وهذا ما أکدت علیه النظریات النفسیة بحیث وضعتها فی المرتبة الأولى من حاجات الإنسان التی لا حیاة بدونها.

2- الثقة بالنفس: والتی تعد من أهم ما یدعم شعور الفرد بالأمن، والعکس صحیح فأحد أسباب فقدان الشعور بالأمن والاضطرابات الشخصیة هو فقدان الثقة بالنفس.

3- معرفة حقیقة الواقع: وهذا یقع على عاتق المجتمع وله الدور الکبیر فی توفیره وخاصة فی الحیاة المعاصرة التی أصبح فیها الفرد یعتمد على وسائل الإعلام فی معرفة الحقائق المختلفة، وتظهر أهمیة هذا الأسلوب فی حالة الحروب حیث أن الأفراد الذین یعرفون حقیقة ما یجری حولهم تجعلهم أکثر صلابة، على عکس الأفراد المضللون الذین لا یعرفون ما یحدث حولهم.

4- تقدیر الذات: وتطویرها وهو أسلوب یقوم على أن یقدر الفرد قدراته، ویعتمد علیها عند الأزمات، ثم یقوم بتطویر الذات؛ عن طریق العمل على إکسابها مهارات، وخبرات جدیدة تعینه على مواجهة الصعوبات التی تتجدد فی الحیاة.

5- العمل على کسب رضا الناس وحبهم ومساندتهم الاجتماعیة والعاطفیة، بحیث یجد من یرجع إلیه عند الحاجة، کما أن للمجتمع دور فی تقدیم الخدمات التی تضمن للفرد الأمن عن طریق المساواة فی معاملة جمیع الأفراد مهما کانت مراکزهم الاجتماعیة لأن العدل أساس الأمن.

6- الاعتراف بالنقص وعدم الکمال: حیث أن وعی الفرد بعدم بلوغه الکمال یجعله یفهم طبیعة قدراته وضعفها وبالتالی فإنه یقوم باستغلال تلک القدرات الاستغلال المناسب دون القیام بإهدارها من غیر فائدة حتى لا یخسرها عندما یکون فی أمس الحاجة إلیها، ومن هنا فإنه یسعى إلى سد ما لدیه من نقائص عن طریق التعاون مع الآخرین، وهذا یشعره بالأمن لأن ذلک یجعله یؤمن بأنه لا یستطیع مواجهة الأخطار.

-       مهددات الأمن النفسی:

ترى خویطر (2010، 31) أن انعدام الشعور بالأمن قد یکون سبباً فی حدوث الاضطرابات النفسیة، أو قیام الفرد بسلوک عدوانی تجاه مصادر إحباط حاجته إلى الأمن وقیامه باتخاذ أنماط سلوکیة غیر سویة من أجل الحصول على الأمن الذی یفتقر إلیه أو الانطواء على النفس من أجل المحافظة على أمنه وأن تأثیر انعدام الأمن یختلف من شخص إلى آخر ومن مرحلة عمریة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر، ومن الأسباب التی تهدد الأمن النفسی للفرد                  ما یلی:

1-      الخطر أو التهدید بالخطر: وهما مما یثیرا الخوف والقلق لدى الفرد ویجعلانه أکثر حاجة إلى الشعور بالأمن.

2-      عوامل جسمیة واجتماعیة: للفرد حاجات لابد من اشباعها لیکون متوافقاً، إلا أن إشباعها لابد أن یکون بصورة اجتماعیة. ولا شک أن الظروف الاجتماعیة والأسریة السیئة کالتفکک الأسری، والظروف الاقتصادیة السیئة والتغیرات السریعة تمثل عوامل لسوء التوافق.

3-      عوامل نفسیة: فالاضطرابات النفسیة عوامل لسوء التوافق ومثال ذلک، الانفعالات الشدیدة والغیر مناسبة للموقف، صراع الأدوار بأن یلعب الفرد أدواراً متعددة تبعاً لما یتوقعه المجتمع، وقد یلعب دورین متصارعین فی آن واحد مما یؤدی إلى سوء التوافق، عدم فهم المرء لذاته أو التقدیر السالب للذات.

ویترتب على فقدان الشعور بالأمن النفسی العدید من التأثیرات النفسیة السلبیة، حیث یذکر عبد الخالق (2001، 68) أن شعور الإنسان بالأمن والأمان یدفعه إلى الجد والاجتهاد، وبدون الأمن والأمان یشقى الإنسان ویضطرب ویکون عرضة للاضطراب النفسی والعقلی والأمراض السیکوسوماتیة.

ویرى أبو سیف (2012، 622) أن فقدان إشباع الحاجة إلى الأمن النفسی یؤدی إلى تولید صراع نفسی واضطراب سلوکی فی مرحلة الطفولة، وقد یؤدی إلى إضعاف ثقة الطفل بنفسه، والتردد قبل الإقدام على أی عمل أو المجاهرة بالرأی، وقد یصل الحد الانطواء على النفس، أو سلوک الطفل سلوکاً عدوانیاً نتیجة لشعوره بعدم المحبة من قبل الأفراد و البیئة التی یعیش فیها، کما قد یسبب فقدان الطفل الشعور بالأمن فقدان الحاجات النفسیة الأخرى، مما یؤدی إلى الانحراف السلوکی للطفل لدرجة قد یصبح خطراً على نفسه مجتمعه.

ومما سبق یتبین أن انعدام الشعور بالأمن قد یکون سبباً فی حدوث الاضطرابات النفسیة، أو قیام الفرد بسلوک عدوانی تجاه مصادر إحباط حاجته إلى الأمن وقیامه باتخاذ أنماط سلوکیة غیر سویة من أجل الحصول على الأمن الذی یفتقر إلیه أو الانطواء على النفس أو الرضوخ و اللجوء على الاستجداء والتوسل والتملق من أجل المحافظة على أمنه، وأن تأثیر انعدام الأمن یختلف من شخص إلى آخر ومن مرحلة عمریه إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر.

مفهوم التفوق التحصیلی:

یُعرف التفوق الدراسی وفق عده محکات؛ منها محک الذکاء ونسبته، ومحک التحصیل الدراسی أو الإنجاز، وهناک تجاه آخر یتجه إلى الأخذ بأکثر من محک فی تعریف الطلبة المتفوقین والکشف عنهم، وذلک حین رأى بعض الباحثین ضرورة عدم الاکتفاء بمحک واحد لتعریف التفوق، والمحکات التی یجب أن تؤخذ بعین الاعتبار عند تعریف التفوق هی: اختبارات الذکاء الفردیة، والجمعیة، والتحصیل الدراسی، وسجلات المدرسة، واختبارات القدرات، والقدرات الإبداعیة (الیوسف، 2014، 23).

وهو أیضاً الشخصالذییتمیزبمستوىعالفیالقدراتالعقلیةالعامة والتحصیلالدراسیالمتمیز،بالإضافةالىقدرتهعلىالاحتفاظبالمعلوماتواسترجاعهاعندالحاجةالیهافی حلالاختباراتالتحصیلیة(راضی، 2012، 14).

کما تُعرف نجاة حسن (2010، 26) المتفوقون تحصیلیاً بأنهم هم الذین لدیهم القدرة على أن یکون مستواهم التحصیلی مرتفعاً فی مجال دراسی أو أکثر، مقارنة بغیرهم بنسبة تُمیزهم وتؤهلهم لیکونوا من أفضل أفراد المجموعة التی ینتمون إلیها.

تشخیص التفوق:

یُمکن التعرف على المتفوقین من خلال معاییر متنوعة کماً وکیفاً، وذلک نظراً لتعدد المداخل الخاصة بقیاس هذه الظاهرة.

ومن الأدوات الأکثر استخداماً فی هذا السیاق، ما ذکره ناصر (2002، 93) من اعتماد تشخیص التفوق على مجموعة من المحکات التشخیصیة والتی تتحدد فی التالی:

1-      ارتفاع نسبة الذکاء لدیهم، إذ تبلغ (120) ویزید عن ذلک.

2-      ارتفاع التحصیل الدراسی فی معظم مواد المقررات المدرسیة.

3-      تعدد المیول فی سن مبکرة.

1-      أکثر حساسیة اجتماعیة من زملائهم العادیین.

2-      أکثر قدرة على تحمل المسؤولیة.

3-      أکثر مثابرة وتفاؤلاً وثقة بالنفس.

4-      أکثر ثباتاً من الناحیة الانفعالیة.

5-      أکثر شعبیة من زملائهم العادیین.

مجالات التفوق الدراسی وأنماطه:

مع تعدد المحکات الخاصة بتشخیص التفوق، فإنه یمکن القول بأن التفوق یظهر فی جوانب متعددة وفی صور مختلفة، منها على سبیل المثال لا الحصر ما أورده المطیری (2006، 19) کما یلی:

1-      المجالات العقلیة.

2-      المجال الإبداعی مثل: الشعر، الإبداع، الروایة، القصة.

3-      المجال العلمی مثل: الاختراعات العلمیة، التکنولوجیة، اکتشاف مصادر الطاقة الجدیدة.

4-      مجال القیادة الاجتماعی: الرئاسة، الزعامة، الإشراف.

5-      المجال الفنی مثل: الرسم، النحت، التصویر، والعمارة، الزخرفة، وفنون المسرح، والفنون الإذاعیة والسنیمائیة.

وتهتم الدراسة الحالیة بالتفوق الدراسی؛ والذی یندرج تحت المجال العقلی، وذلک بغرض تحدید العلاقة بین هذا المتغیر المعرفی والحاجات النفسیة لدى فئة الطلاب التی توصف بأنها متفوقة دراسیاً.

أما فیما یتعلق بأنماط التفوق الدراسی، فقد اقترح دوجلاس ستة أنماط اساسیة للتفوق، أوردها المعایطة (2004، 32) کما یلی:

1-نمطالقدرةعلىالاستظهار: ویشملالأفرادالقادرینعلىاستیعابمایقدمإلیهم معلوماتویسهلعلیهمالاحتفاظبمااستوعبوهواسترجاعهبکفاءةوسرعةتفوقغیرهممن الأفراد.

2-نمطالقدرةعلىالفهم: ویشملالأفرادالذینیسهلعلیهممایقدملهممنمعلومات ولدیهمالقدرةعلىإدراکالعلاقاتالمختلفةوعلىالوصولإلى التعلیماتالمناسبةوهملا یعتمدونعلىالحفظکالنمطالسابق.

3-نمطالقدرةعلىحلالمشکلات: ویشملالأفراداللذینلدیهمالقدرةعلىاستخدام ماوصلواإلیهمنمعلومات فیمجالاتمختلفةلحلمختلفالمشکلاتالتیتواجههم.

4-نمطالقدرةعلىالابتکار: ویشملالأفراداللذینلدیهمالقدرةعلىاستخدام الخیال والابتکارممایؤهلهملتقدیمإضافاتأوتجدیداتأوتعدیلات.

5-نمطالمهارات: ویشتملمنلدیهمالقدرةعلىتکوینوتنمیةمهاراتمتعددةکاستخدام الألةالکاتبةأوالرقص.

6-نمطالقدرةعلىالقیادةالاجتماعیة: حیث یمتازون بقدرتهم على التعامل مع الآخرین.

ثانیا: الدراسات السابقة:

 دراسة أبو عودة (2006) فقد هدفت إلى الکشف عن بعض الاتجاهات السیاسیة والاجتماعیة وعلاقتها بمستویات الأمن النفسی والتفوق الدراسی لدى طلاب جامعة الأزهر، وقد اتبعت الدراسة المنهج الوصفی بصورته الارتباطیة، کما أجریت الدراسة على (256) طالباً من المتفوقین دراسیاً بالجامعة (وفقاً لمعدلاتهم الأکادیمیة)، وطبق علیهم مقیاس ماسلو للأمن النفسی، وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیاً بین الأمن النفسی والتفوق الدراسی، کما بینت النتائج أن مستوى الأمن النفسی کان مرتفعاً لدى عینة الدراسة من الطلبة المتفوقین.

وهدفت دراسة دیفید (David, 2001) إلى معرفة العلاقة بین الشعور بالأمن والتوافق الدراسی لدى عینة من الأطفال فی مرحلة الطفولة المتوسطة، وتکونت عینة الدراسة من (113) طالب من طلاب الصف الرابع والخامس، وقد استخدم اختبار استکمال قصة الدمیة، واختبار لقیاس الشعور بالأمن، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأطفال الذین أظهروا شعوراً بالأمن أظهروا أیضاً مستوى عالی من التوافق الدراسی وعلاقة جیدة مع الأقران، وانعکس ذلک فی تقدیر المعلمین عن التوافق الدراسی والاجتماعی والانفعالی والسلوکی للتلامیذ.

أما دراسة سعد (1998) فقد هدفت إلى الکشف عن الفروق فی مستویات الأمن النفسی فی التفوق التحصیلی، واتبعت الدراسة المنهج الوصفی وتکونت العینة من (83) طالباً من المتفوقین و(172) طالباً من غیر المتفوقین، وطبق علیهم مقیاس الأمن النفسی لماسلو، وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المتفوقین وغیر المتفوقین فی مستوى الأمن النفسی لصالح الطلبة المتفوقین، حیث جاء مستوى الأمن النفسی بدرجة (مرتفعة)، بینما جاء بدرجة (متوسطة) لدى الطلبة غیر المتفوقین، کما وجدت علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین التفوق التحصیلی وبین الأمن النفسی.

 منهج الدراســة:

تطلبت طبیعة مشکلة الدراسة، وما تم طرحه من أسئلة خلالها، استخدام منهج وصفی ارتباطی؛ کونه المنهج الأکثر ملائمة لطبیعة الدراسة وأهدافها الرامیة

مجتمع الدراسة وعینتها:

تمثل مجتمع الدراسة الحالیة فی جمیع الطالبات المتفوقات دراسیاً بمدارس المرحلة الثانویة بمنطقة الباحة والبالغ عددهن (121) طالبة متفوقة، وذلک طبقاً لما هو متوفر من إحصاءات منشورة على بوابة الإحصاءات التعلیمیة (نور) للعام الدراسی 1438/1439ه https://noor.moe.sa.

ولصغر حجم مجتمع الدراسة، فقد اُعتبر مجتمع الدراسة هو عینتها، وقد تم تقسیم هذه المجتمع إلى عینتین، وهما:

  1. عینة الدراسة الاستطلاعیة:

وتکونت من (31) طالبة، وقد تم تطبیق أداتی الدراسة على هذه العینة بغرض التحقق من صدقهما وثباتهما، وإمکانیة تطبیقهما على عینة الدراسة الأساسیة بدرجة مناسبة من الموثوقیة.

  1. عینة الدراسة الأساسیة :

وتکونت من (90) طالبة بالصفوف الثلاث للمرحلة الثانویة بمنطقة الباحة.

أدوات الدراسة:

تحددت أدوات الدراسة فی اداه واحده، وهی مقیاس الأمن النفسی لماسلو، ویمکن تناولها تفصیلاً على النحو التالی

مقیاس ماسلو للأمن النفسی (تعریف: داونی ودیرانی، 1983):

یتکون مقیاس ماسلو للشعور بالأمن- تعریف داونی ودیرانی (1983)- من (73) عبارة تقیس (14) بنداً تمثل بمجملها حالات الشعور بالأمن وعدم الشعور بالأمن، ویجیب المفحوص عن فقرات الاختبار إما بنعم، أو لا، أو غیر متأکد، وتبرز أهمیة الاختبار من ارتباطه بالصحة النفسیة، ویُستخدم للکشف عن الوعی الداخلی للفرد بشعوره بالأمن أو عدمه (أبو زیتون ومقدادی, 2012).

أما درجات المفحوص على الاختبار فتمثل مجموع الفقرات التی تعبر الإجابة عنها عن عدم الشعور بالأمن، وهکذا فإن الدرجة التی یمکن أن یحصل علیها المفحوص تتراوح ما بین (صفر) و(73) حیث تشیر الدرجة العلیا إلى عدم الشعور بالأمن.

ومن الدراسات العربیة التی استخدمت هذا الاختبار دراسة دیرانی وداونی (1984)، ودراسة الریحانی (1985)، ودراسة شحاتیت (1985) ودراستی سعد (1998) و(1999)، ودراسة (أبو زیتون ومقدادی , 2012).

ونظراً لعدم وقوف الباحثة على دراسة طبقت هذا المقیاس على الطالبات المتفوقات فی البیئة السعودیة، فقد قامت الباحثة بتطبیق المقیاس على عینة استطلاعیة من الطالبات المتفوقات تحصیلیاً بمنطقة الباحة بلغ قوامها (31) طالبة؛ للتحقق من صدق وثبات المقیاس فی البیئة السعودیة، وهذا ما یمکن استعراضه على النحو التالی:

أولاً: صدق المقیاس فی الدراسة الحالیة.

للتحقق من صدق اختبار ماسلو للأمن النفسی، استخدمت الباحثة أسلوبین إحصائیین هما: صدق المحکمین (الصدق الظاهری) والصدق البنائی، وفیما یلی تفصیل لذلک:

أ - صدق المحکمین:

تم عرض الاختبار على مجموعة من المحکمین المتخصصین فی مجال التربیة الخاصة، والإرشاد النفسی وعلم النفس؛ عددهم (9) محکماً من أعضاء هیئة التدریس بالجامعات السعودیة (ملحق- 2) وذلک بغرض تحدید مدى مناسبة الاختبار للتطبیق فی البیئة السعودیة، فضلاً عن تحدید مدى وضوح صیاغة عباراته وسلامتها اللغویة ومناسبتها للطالبات المتفوقات بالمرحلة الثانویة.

وقد أبدى بعض السادة المحکمین ملاحظات حول صیاغة بعض العبارات، وقد التزمت الباحث بما أبدوه من ملاحظات وتعدیلات فی صیاغة بعض الفقرات، والتی تراوحت نسب الاتفاق حولها ما بین 88% إلى 100% عدا فقرتین کانت نسب الاتفاق علیهما أقل من 80% فتم حذفهما لیصبح المقیاس وفق هذا الإجراء (73) فقرة، ویوفر هذا الإجراء للمقیاس الحالی ما یُعرف بالصدق الظاهری أو صدق المحتوى.

ب- الصدق البنائی:

بعد التحقق من الصدق الظاهری للاختبار قامت الباحثة بتطبیقه على العینة الاستطلاعیة وذلک لحساب معاملات الارتباط المتبادلة بین عبارات المقیاس والدرجة الکلیة له؛ حیث تم حساب العلاقة الارتباطیة بین کل فقرة من فقرات الاختبار (ن= 73) والدرجة الکلیة للمقیاس، وقد اعتمدت الباحثة فی تنفیذ ذلک الإجراء على استخدام معامل الارتباط ثنائی التسلسل (Point Biserial Correlation Coefficient) والذی یقیس قوة العلاقة الارتباطیة بین الدرجة الکلیة للمقیاس وکل عبارة فیه حینما یکون تصنیف الإجابة فیها ثنائی (0 , 1)، وقد جاءت معاملات الارتباط الخاصة بالصدق البنائی للمقیاس على النحو التالی:

 

جدول (2) معاملات الارتباط لفقرات مقیاس الأمن النفسی

رقم العبارة

معامل الارتباط

رقم العبارة

معامل الارتباط

رقم العبارة

معامل الارتباط

1

0.40*

26

0.58**

51

0.55**

2

0.49**

27

0.76**

52

0.50**

3

0.61**

28

0.78**

53

0.53**

4

0.84**

29

0.77**

54

0.72**

5

0.39*

30

0.56**

55

0.37*

6

0.52**

31

0.52**

56

0.50**

7

0.39*

32

0.73**

57

0.53**

8

0.58**

33

0.50**

58

0.56**

9

0.59**

34

0.73**

59

0.39*

10

0.61**

35

0.55**

60

0.55**

11

0.86**

36

0.65**

61

0.48**

12

0.46**

37

0.62**

62

0.60**

13

0.50**

38

0.54**

63

0.49**

14

0.61**

39

0.43*

64

0.74**

15

0.63**

40

0.57**

65

0.52**

16

0.42*

41

0.50**

66

0.50**

17

0.56**

42

0.51**

67

0.57**

18

0.58**

43

0.62**

68

0.50**

19

0.90**

44

0.59**

69

0.52**

20

0.71**

45

0.60**

70

0.58**

21

0.69**

46

0.51**

71

0.55**

22

0.77**

47

0.53**

72

0.80**

23

0.75**

48

0.54**

73

0.41*

24

0.65**

49

0.56**

 

25

0.61**

50

0.64**

قیمة (ر) عند (ن= 31)               *عند مستوى 0,05 =  0.35                      **عند مستوى 0.01 =  0.45

یظهر من الجدول السابق دلالة معاملات الارتباط بین جمیع فقرات مقیاس الأمن النفسی والدرجة الکلیة له، حیث کانت جمیع المعاملات دالة عند مستوى (0.01) باستثناء (8) فقرات

هی (1- 5- 7- 16- 39- 55- 59- 73) فقد کانت معاملاتها دالة عند مستوى (0.05) مما یُعد مؤشراً على تحقق الاتساق الداخلی لهذا المقیاس.

ثانیاً: ثبات المقیاس فی الدراسة الحالیة.

للتحقق من ثبات الاختبار، تم تطبیق المعادلتین التالتین على البیانات المجمعة من تطبیق الاختبار على العینة الاستطلاعیة (ن= 31) وهما:

أ‌-             معادلة  ألفا کرونباخ ؛ لاستخراج معامل ألفا للثبات.

ب‌-         معادلة التجزئة النصفیة لاستخراج معامل جتمان للثبات، حیث أمکن التوصل للنتائج المبینة بالجدول التالی:

جدول (3) معاملات الثبات لمقیاس الأمن النفسی

 

معامل ألفا

معامل جتمان

الدرجة الکلیة للمقیاس

0.94

0.86

وتبین النتائج المبینة بالجدول السابق أن قیم الثبات للمقیاس مرتفعة، بما یسمح بالثقة فی استخدامه خلال الدراسة الحالیة.

دلالة الدرجة على المقیاس:

وضع معد المقیاس تدرجاً تقدیراً یتضمن تفسیراً للدرجات علیه، وهو على النحو التالی:

 56 فما فوقها

31 – 55

30 فما دونها

إحساس عالی بالأمن

إحساس متوسط بالأمن

عدم شعور بالأمن

وفی ضوء خصائص أهداف الدراسة الحالیة وطبیعة أسئلتها تم حساب الإرباعیات لاستجابات عینة الدراسة على کل فقرة من فقرات الاختبار لتحدید درجة الأمن النفسی وفقاً لمتوسطها، وذلک وفقاً للتدرج التالی:

أعلى من 0.83

0.57 – 0.83

0.56 فما دونها

إحساس عالی بالأمن

إحساس متوسط بالأمن

عدم شعور بالأمن

ملخص نتائج الدراسة وتوصیاتها ومقترحاتها

نعرض اهم النتائج التی تم التوصل إلیها, یعقبه تقدیم عددٍ من التوصیات فی ضوء ما توصلت إلیه الدراسة الحالیة من نتائج, ثم تقدیم مجموعة من البحوث التربویة المقترحة والتی تأمل الباحثة أن تُسهم مع الدراسة الحالیة فی إثراء المیدان البحثی فی مجال الخصائص النفسیة لدى الطلبة المتفوقین, وفیما یلی تفصیل ذلک:

ملخص نتائج الدراسة:

جاءت درجة الأمن النفسی لدى الطالبات المتفوقات (مرتفعة) بمتوسط حسابی قدره (61.45)، وهی قیمة تقع فی الفئة الأولى لتفسیر الدرجات على المقیاس (56- فما فوق)، وتُفسر الدرجات التی تقع فی هذا المدى على أنها درجات تعبر عن الشعور المرتفع بالأمن النفسی.

توصیات الدراسة:

فی ضوء ما خلصت إلیه الدراسة من نتائج، فإن الباحثة تُقدم عدداً من التوصیات التی یمکن أن تسهم فی تطویر وتدعیم الخصائص النفسیة لدى الطالبات المتفوقات، وتتمثل هذه التوصیات فیما یلی:

1-      العمل على تهیئة البیئة التربویة بمدارس التعلیم العام بمنطقة الباحة لتدعیم وتعزیز مستوى الأمن النفسی لدى الطالبات.

2-      العمل على توعیة الآباء فی مجتمع منطقة الباحة عبر الندوات وتدعیم أنشطة الإرشاد الأسری- لتوفیر بیئة أسریة آمنة تدعم شعور بنتاهن بالأمن النفسی، وتمکنهم من التعبیر عن ذواتهم بحریة وانطلاق.

مقترحات الدراسة:

تأسیساً على النتائج التی تم التوصل إلیها, وفی ضوء التوصیات السابقة, تقترح الباحثة القیام بالبحوث والدراسات المستقبلیة التالیة :

1)       دراسة تنبؤیة للعوامل المؤثرة فی الشعور بالأمن النفسی لدى الطالبات المتفوقات.

2)       دراسة العلاقة بین أسالیب التنشئة الوالدیة والأمن النفسی لدى الطالبات الموهوبات والمتفوقات

المراجع:

أحمد،سهیر کامل (2013). سیکولوجیةالشخصیة. القاهرة: مرکزالإسکندریة للکتاب.

الخالدی، أحمد حاشوش (2012). قلق المستقبل وعلاقته بمستوى الطموح والأمن النفسی لدى مجموعة من طلاب وطالبات المدارس الثانویة بدولة الکویت. مجلة کلیة التربیة - جامعة طنطا بمصر، ع 45، 77 – 106.

الخضری، جهاد عاشور (2003). الأمن النفسی لدى العاملین بمراکز الإسعاف بمحافظات غزة وعلاقته ببعض سمات الشخصیة ومتغیرات أخرى. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة، فلسطین.

خویطر، وفاء حسن (2010). الأمن النفسی والشعور بالوحدة النفسیة لدى المرأة الفلسطینیة (المطلقة والأرملة) وعلاقتهما ببعض المتغیرات. رسالة ماجستیر                   (غیر منشورة)، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة، فلسطین.

الرویلی، فلیح (2010). الأمن النفسی ووضوح الهویة لدى الطلاب العنیفین وغیر العنیفین فی مدارس المملکة العربیة السعودیة. رسالة ماجستیر (غیر منشورة)، عمادة الدراسات العلیا، جامعة مؤتة، الأردن.

زهران،حامد (2010). الصحةالنفسیةوالعلاجالنفسی. ط5، القاهرة: عالم الکتب.

                

الزهرانی، محمد علی حسن (2017). الأمن الفکری وعلاقته بتلبیة الحاجات النفسیة ومرونة الأنا لدی الطلبة الموهوبین فی مدینة جدة بالمملکة. مجلة کلیة التربیة بأسیوط -مصر، 33(1)، 57-90. سعد، على محمد (1999). مستویات الأمن النفسی لدى الشباب الجامعی، بحث میدانی عبر حضاری مقارن بین طلبة کلیة التربیة فی دمشق والکویت وأدنبره، مجلة جامعة دمشق- سوریا، 15 (1)، 14-52.

 العجمی، حمد والحورانی، محمد وحمادة، لولوة والعنزی، صالح وأشکنانی، أحمد والظفیری، نواف (2012) صعوبات التعلم النظریة والتطبیق، الکویت: دار المسیلة.

الغنیمی، إبراهیم عبد الفتاح (2007). النزعة التکیفیة واللاتکیفیة الى الکمال وعلاقتها بتقدیر الذات والدافع للإنجاز لدى عینة من الطلاب المتفوقین عقلیا. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة بنها، مصر.

 محیسن، عواطف محمد (2013). الأمن النفسی وعلاقته بالحضور- الغیاب النفسی للأب لدى طلبة المرحلة الثانویة بمحافظات غزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، الجامعة الإسلامیة بغزة، فلسطین.

المطیری، سعد (2006). الفروق بین الطلاب المتفوقین دراسیاً والطلاب العادیین فی بعض متغیرات الشخصیة فی المرحلة الثانویة بدولة الکویت. رسالة ماجستیر، جامعة الخلیج العربی-البحرین.

ناصر،جعفرعبدالحسینمحمد (2002). استراتیجیاتالعنایةبالمتفوقینعقلیا. التربیةالبحرین، ع(5)، 90-92. الیوسف،آلاءهانی (2014).      الذکاءالانفعالیوعلاقتهباستراتیجیاتمواجهةالضغوطوالفاعلیةالذاتیةالأکادیمیة لدىالطلبةالمتفوقینأکادیمیا. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة الیرموک.

المراجع الإلکترونیة :

(https://noor.moe.sa. )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:
أحمد،سهیر کامل (2013). سیکولوجیةالشخصیة. القاهرة: مرکزالإسکندریة للکتاب.
الخالدی، أحمد حاشوش (2012). قلق المستقبل وعلاقته بمستوى الطموح والأمن النفسی لدى مجموعة من طلاب وطالبات المدارس الثانویة بدولة الکویت. مجلة کلیة التربیة - جامعة طنطا بمصر، ع 45، 77 – 106.
الخضری، جهاد عاشور (2003). الأمن النفسی لدى العاملین بمراکز الإسعاف بمحافظات غزة وعلاقته ببعض سمات الشخصیة ومتغیرات أخرى. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة، فلسطین.
خویطر، وفاء حسن (2010). الأمن النفسی والشعور بالوحدة النفسیة لدى المرأة الفلسطینیة (المطلقة والأرملة) وعلاقتهما ببعض المتغیرات. رسالة ماجستیر                   (غیر منشورة)، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة، فلسطین.
الرویلی، فلیح (2010). الأمن النفسی ووضوح الهویة لدى الطلاب العنیفین وغیر العنیفین فی مدارس المملکة العربیة السعودیة. رسالة ماجستیر (غیر منشورة)، عمادة الدراسات العلیا، جامعة مؤتة، الأردن.
زهران،حامد (2010). الصحةالنفسیةوالعلاجالنفسی. ط5، القاهرة: عالم الکتب.
                
الزهرانی، محمد علی حسن (2017). الأمن الفکری وعلاقته بتلبیة الحاجات النفسیة ومرونة الأنا لدی الطلبة الموهوبین فی مدینة جدة بالمملکة. مجلة کلیة التربیة بأسیوط -مصر، 33(1)، 57-90. سعد، على محمد (1999). مستویات الأمن النفسی لدى الشباب الجامعی، بحث میدانی عبر حضاری مقارن بین طلبة کلیة التربیة فی دمشق والکویت وأدنبره، مجلة جامعة دمشق- سوریا، 15 (1)، 14-52.
 العجمی، حمد والحورانی، محمد وحمادة، لولوة والعنزی، صالح وأشکنانی، أحمد والظفیری، نواف (2012) صعوبات التعلم النظریة والتطبیق، الکویت: دار المسیلة.
الغنیمی، إبراهیم عبد الفتاح (2007). النزعة التکیفیة واللاتکیفیة الى الکمال وعلاقتها بتقدیر الذات والدافع للإنجاز لدى عینة من الطلاب المتفوقین عقلیا. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة بنها، مصر.
 محیسن، عواطف محمد (2013). الأمن النفسی وعلاقته بالحضور- الغیاب النفسی للأب لدى طلبة المرحلة الثانویة بمحافظات غزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، الجامعة الإسلامیة بغزة، فلسطین.
المطیری، سعد (2006). الفروق بین الطلاب المتفوقین دراسیاً والطلاب العادیین فی بعض متغیرات الشخصیة فی المرحلة الثانویة بدولة الکویت. رسالة ماجستیر، جامعة الخلیج العربی-البحرین.
ناصر،جعفرعبدالحسینمحمد (2002). استراتیجیاتالعنایةبالمتفوقینعقلیا. التربیةالبحرین، ع(5)، 90-92. الیوسف،آلاءهانی (2014).      الذکاءالانفعالیوعلاقتهباستراتیجیاتمواجهةالضغوطوالفاعلیةالذاتیةالأکادیمیة لدىالطلبةالمتفوقینأکادیمیا. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة الیرموک.
المراجع الإلکترونیة :