نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 تخصص رعاية الموهوبين والمتفوقين قسم التربية الخاصة-کلية التربية- جامعة الباحة
2 أستاذ التربية الخاصة المشارک قسم التربية الخاصة- کلية التربية- جامعة الباحة
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
الأبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین
وفق تصنیف آیزنک
إعـــــــــداد
علی معوضة یحیى مجممی
تخصص رعایة الموهوبین والمتفوقین
قسم التربیة الخاصة-کلیة التربیة- جامعة الباحة
الدکتور/ عونی معین شاهین
أستاذ التربیة الخاصة المشارک
قسم التربیة الخاصة- کلیة التربیة- جامعة الباحة
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد الرابع – جزء ثانى - أبریل 2019م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الملخص
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الأبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین وفق تصنیف آیزنک خلال العام الدراسی 1437/1438هـ . وتکونت عینة الدراسة من (259) طالباً وطالبة من طلبة المرحلتین المتوسطة والثانویة فی المدارس الحکومیة التابعة للإدارة العامة للتعلیم بمنطقة جازان، منهم (116) من الطلبة الموهوبین، و(143) من الطلبة العادیین، ولتحقیق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفی الکمی، واستخدام مقیاس آیزنک المعدل لأبعاد الشخصیة بعد التحقق من خصائصه السیکومتریة (الصدق والثبات). وقد أظهرت نتائج الدراسة أن بُعد الذهانیة هو البُعد السائد لدى الطلبة الموهوبین والعادیین، یلیه بُعد الانبساط، ثم بٌعدی الکذب والعصابیة على التوالی.کما لم تظهر النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (α≤0.05) على أبعاد المقیاس تعزى لنوع الطالب (موهوب،عادی)، بینما بینت النتائج وجود فروق ذات دلالة احصائیة تعزى لمتغیر الجنس على بُعد الذهانیة لصالح الذکور الموهوبین، وعلى بُعد الکذب لصالح الذکور العادیین، وعلى بُعد العصابیة لصالح الإناث العادیین. کما اظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائیا عند مستوى الدلالة (α≤0.05) بین ابعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین وفقا لمتغیر المرحلة التعلیمیة على بُعد الانبساط لصالح الطلبة الموهوبین بالمرحلة المتوسطة، بینما لم تظهر النتائج وجود فروق ذات دلالة احصائیة تعزى للمرحلة التعلیمیة على أبعاد المقیاس لدى الطلبة العادیین. لذلک یوصی الباحث بتوعیة المعلمین والمعلمات بأبعاد الشخصیة التی یمکن أن تؤثر على أداء الطلبة والتعامل معها بإیجابیة .
الکلمات المفتاحیة
الأبعاد؛ الشخصیة؛ الموهوبین
المقدمة
یُولی العالم اهتماماً متزایداً بالموهوبین، حیث عمدت دول العالم إلى الکشف عن الحاجات المختلفة للموهوبین، سواء کانت حاجات نفسیة أو اجتماعیة أو تربویة أو غیرها من الحاجات، إیمانا منها بالدور الکبیر الذی تؤدیه فئة الموهوبین فی الرقی والتقدم العلمی والحضاری للمجتمعات؛ لذلک بدأ البحث عن أسالیب مختلفة تهتم بالخصائص المختلفة للموهوبین من أجل التعرف على شخصیاتهم وسماتهم ومشکلاتهم بهدف توفیرالخدمات التعلیمیة والارشادیة المناسبة، والتی تتلاءم مع إمکاناتهم وشخصیاتهم وتمکنهم من صقل مواهبهم واستثمارها لنهضة ورقی مجتمعاتهم وأوطانهم، وتنطلق کل هذه الأسالیب من التعریفات المختلفة للموهبة سواء کانت تعریفات کمیة أو سلوکیة أو تربویة أوبناء على ارتباط بحاجة المجتمع الذی ینتمون إلیه، کما تختلف هذه التعریفات باختلاف الاتجاهات النظریة والخبرات العملیة التی ینطلقون منها(جروان،2013).
ویُعد تعریف مکتب التربیة الأمریکی أشهر التعاریف الذی یلاقى قبولاً عاماً فی أوساط الباحثین إذ ینص فی صیغته المعدلة لعام 1981على أن:" الأطفال الموهوبین هم أولئک الذین یعطون دلیلاً على اقتدارهم على الأداء الرفیع فی المجالات العقلیة، والابداعیة، والفنیة، والقیادیة، والأکادیمیة الخاصة، ویحتاجون خدمات وأنشطة لا تقدمها المدرسة عادة وذلک من أجل التطویر الکامل لمثل هذه الاستعدادات" (جروان،2012). ومن التعریفات المقبولة فی میدان تعلیم الموهوبین داخل الولایات المتحدة الأمریکیة وخارجها ویعرف بالحلقات الثلاث تعریف "رینزولی" Renzulli الذی یعرف الموهبة بأنها: "التفاعل بین قدرات إنسانیة ثلاثة، إذ یمکن للموهوب أن یتمیز بواحدة أو أکثر مع توافر الحد الأدنى من بقیة القدرات, وهذه القدرات هی: قدرات فوق المتوسط عامة أو خاصة، قدرات عالیة من الإلتزام بالمهمة (الدافعیة والمثابرة)، وقدرات عالیة من الابداع"( الشباطات،2015).
ویعرف جانیه الموهبة على أنها امتلاک الأفراد قدرات طبیعیة ممیزة واستخدامهم لها فی واحدة أو أکثر من مجالات قدرات الأفراد المتعددة لدرجة تضعهم على الأقل ضمن أعلى 10% من أقرانهم فی نفس العمر فی مجال ما(الشباطات،2015).
کما تعرف وزارة التربیة والتعلیم فی المملکة العربیة السعودیة الموهوبین بأنهم: " الطلبة الذین یوجد لدیهم استعدادات وقدرات غیر عادیة، أو أداء متمیز عن بقیة أقرانهم فی مجال أو أکثر من المجالات التی یُقدّرها المجتمع، وبخاصة فی مجالات التفوق العقلی، والتفکیر الابتکاری ، والتحصیل العلمی، والمهارات والقدرات الخاصة، ویحتاجون إلى رعایة تعلیمیة خاصة، قد لا تتوافر لهم بشکل متکامل فی برامج الدراسه العادیة" (الادارة العامة للموهوبین،1428).
إن هذه التعریفات وغیرها من التعریفات المختلفة للموهبة والموهوبین تشیر إلى العدید من خصائص الطلبة الموهوبین وما یتمیزون به عن أقرانهم العادیین من خصائص معرفیة کإدراکهم للنظم والافکار المجردة، وحب الاستطلاع، والاستقلالیة، وقوة الترکیز، وقوة الذاکرة، الولع بالمطالعة ، وتنوع الاهتمامات، والتطور اللغوی، کما یتمیز الموهوبون بخصائص انفعالیة تشمل کل ما له علاقة بالجوانب الشخصیة والاجتماعیة والعاطفیة مثل: النضج الاخلاقی المبکر، وحسن الدعابة، والقیادیة، والحساسیة المفرطة والحدة الانفعالیة، والکمالیة (اللالا،2014)، وبصفة عامة یمکن إظهار شخصیة الموهوب بأنه شخص منفتح للحیاة، ویعتمد على نفسه، وله آراؤه وشخصیته الممیزة، وواضح فی سلوکه، ویتمیز بالاندفاع وسرعة الاستثارة، وعاجزعن کتم تعبیراته الانفعالیة، وقوی الارادة، وبالتالی فإن الشخص الموهوب یجمع فی سماته الشخصیة بین المتضادات أو السمات المتعارضة (المعایطة والبوالیز،2012)، کما أن کثیراً منهم یلعبون دوراً قیادیاً على المستوى الاجتماعی، وهم أقل عرضة للاضطرابات الذهانیة والعصابیة من الأطفال العادیین (جروان،2015).
إن هذه الخصائص أو السمات هی جزء من شخصیة الأفراد تتصف بالثبات النسبی وتخضع للتطور والتعدیل، وتتفاعل مع بعضها ومع متطلبات البیئة المحیطة بانسجام وتوافق لتحقیق التکیف(بالرابح،2014).
لذلک فإن موضوع الشخصیة وأبعادها ذو قیمة کبیرة فی الدراسات النفسیة، فأبعاد الشخصیة شأنها شأن المحددات الأخرى للشخصیة، یمکن أن تؤثر فی جوانب الشخصیة الاخرى تأثیراً کبیراً، وبالتالی التأثیر بشکل مباشر فی خصائص الأفراد سواء کانوا موهوبین أو عادیین، فهی تنتمی إلى طبقات عمیقة من الذات بحیث إنها لا تکاد تتغیر إلا فی ظروف غیر عادیة (الهواری،1982).
وینطوی مفهوم أبعاد الشخصیة على تصور مهم وهو أن کثیرا من التباین أو الفروق الفردیة بین الأفراد یمکن أن یعزى إلى هذه العوامل، بمعنى أن هذه العوامل تفسر إلى حد کبیر التباین فی السلوک على اختلاف المتغیرات.
وتعد التصنیفات المتعددة للشخصیة الانسانیة ذات اهمیة بالغة وما یعکس أهمیتها تاریخ من الدراسات النفسیة ومجالات تطبیقها والعدید من النظریات التی منها نظریة أیزنک.
نظریة أیزنک: وهی من النظریات التی تفترض وجود ثلاثة عوامل رئیسة: العصابیة ، الانبساط ، الذهانیة_ بالاضافة لبعد الکذب- وهذه العوامل "أبعاد" ، بمعنى أن الاختلاف فیها کمی، وأن لکل فرد درجة على هذه الأبعاد مع توزع الأغلبیة فی المنتصف والقلة على الأقطاب (Eysenck, 1970; Eysenck and Eysenck, 1975).
أبعاد الشخصیة عند آیزنک
الشخصیة الانسانیة تشتمل على مجموعة من العوامل والسمات والأبعاد المتداخلة والتی تمثل الأعمدة التی تقوم علیها شخصیة الفرد، ویقوم تصور آیزنک للشخصیة على وجود أبعاد للشخصیة متمیزة بشکل واضح وهی الانبساط، العصابیة، الذهانیة، والکذب.
- بُعد الانبساط: یصف آنزنک الأشخاص المنبسطین بأنهم أشخاص اجتماعیون ، یحبون الحفلات ، ولهم أصدقاء کثیرون ویحتاجون إلى أناس حولهم یتحدثون معهم ، ولا یحبون القراءة أو الدراسة متفردین یسعون وراء الاستثارة ، ویتطلعون لعمل أشیاء لیس من المفروض أن یقوموا بها، ویتصرفون بسرعة، وهم أشخاص مندفعون یحبون الضحک والمرح ویأخذون الأمور ببساطة وهم متفائلون وینفعلون بسرعة دائمو النشاط لا یسیطروا على انفعالاتهم (جابر،1999).
- بُعد العصابیة: بٌعد أساس من أبعاد الشخصیة، فالعصابیة لیست العصاب أو الاضطراب النفسی , بل هی الاستعداد للإصابة بالمرض العصابی, و لا یحدث العصاب الحقیقی إلا بتوفر درجة شدیدة من الضغوط الاجتماعیة أو البیئیة مقابل درجة مرتفعة من العصابیة, وذلک أن یصاب الفرد بخبرات و حوادث حادة : کالخسارة المالیة أو الإصابة بمرض مزمن، ویمیل ذوو الدرجات العلیا فی بعد العصابیة أن تکون استجاباتهم الانفعالیة مبالغاً فیها، ولدیهم صعوبة فی العودة إلى الحالة السویة بعد مرورهم بخبرات انفعالیة حادة (الطهراوی،1997).
- بُعد الذهانیة: الذهانیة لیست درجة متطورة من العصابیة، ولکن الذهانیة بُعد مستقل عن بعد العصابیة متعامد معه وغیر مرتبط به، فالأفراد الحاصلون على درجات مرتفعة على هذا البُعد یتمیزون بالخصائص الآتیة، هم أقل طلاقة من الناحیة اللغویة، وأداؤهم منخفض فی اختبار الجمع المستمر ولدیهم بطء شدید فی الأعمال العقلیة والإدراکیة، وقلیلو الحرکة وقد یبلغون حالة الاضطراب التخشبی وهم غیر قادرین على التکیف مع التغیر فی البیئة (جابر،1990).
- بُعد الکذب(التغیر الاجتماعی): أوضحت الدراسات العاملیة والتجریبة التی أجریت لفحص طبیعة هذا البعد، أنه یقیس عاملاً مستقراً وثابتاً فی الشخصیة وهو الجاذبیة الاجتماعیة أو الکذب وهو یقیس میل المفحوص للتزییف نحو الأحسن، ولا یقصد بهذا الکذب إیقاع الضرر بالآخرین(الطهراوی،1997).
2- مشکلة الدراسة:
نظراً لأهمیة أبعاد الشخصیة فی علم الموهبة الحدیث ودورها فی الکشف عن بعض سمات الموهوبین، وقیمهم، وتناولت العدید من الدراسات أبعاد الشخصیة لدى الذکور والإناث، ومنها دراسة خماش(2007) التی أظهرت وجود فروق ذات دلالة احصائیة فی بعد الذهانیة لصالح الذکور، وفروق ذات دلالة احصائیة فی بعد الکذب والعصابیة لصالح الاناث. وما أظهرته دراسة الفرحات (2005) بأن الطلبة المتفوقین الذکور والإناث أمیل إلى الإنطوائیة. وما کشفته نتائج دراسة الأنصاری (2002) بأن الذکور أعلى ذهانیة وإنبساطاً من الإناث، فی حین أن الإناث أعلى من الذکور فی بعد العصابیة والکذب، وفی دراسة رضوان (1998) بینت النتائج بأن الذکور أقل عصابیة ومیلاً لإصدار خبراتیة اجتماعیة (الکذب)، وأکثر ذهانیة من الإناث، کما أشارت نتائج دراسة عبدالفتاح (1995) عن وجود فروق دالة إحصائیاً بین الذکور والإناث فی المرحلة الثانویة على متغیر الإنبساط لصالح الذکور، وفی العصابیة والکذب لصالح الإناث.
یتضح من خلال الدراسات السابقة أن معظم هذه الدراسات تناولت الأفراد العادیین من الجنسین ولم تتطرق للکشف عن أبعاد الشخصیة لدى فئة الطلبة الموهوبین، لذلک فإن الدراسة الحالیة تسعى إلى فهم أعمق للشخصیة وأبعادها لدى الطلبة الموهوبین والعادیین من طلاب المدارس بالمرحلتین المتوسطة والثانویة وعلاقة هذه الأبعاد بمتغیری الجنس والمرحلة التعلیمیة؛ لما لها من أهمیة تطبیقیة للمیدان التربوی بصفة عامة والموهوبین بصفة خاصة، وتتلخص مشکلة الدراسة فی الاجابة عن الأسئلة التالیة:
1- ما أبعاد الشخصیة السائدة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین فی منطقة جازان؟
2- هل تختلف درجة أبعاد الشخصیة لدى الطلبة باختلاف نوعهم (موهوبین، عادیین)؟
3-هل توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى الدلالة(α≤0.05) بین أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین تبعاً لمتغیر جنس الطلبة ؟
4- هل توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى الدلالة(α ≤0.05) بین أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین تبعاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة ؟
3- أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالیة إلى :
1- التعرف على أبعاد الشخصیة السائدة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین فی منطقة جازان.
2- معرفة فیما إذا کان هناک اختلاف بین الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین فی أبعاد الشخصیة وفق تصنیف أیزنک.
3- الکشف عن إمکانیة وجود فروق دالة إحصائیا عند مستوى الدلالة(α≤0.05) بین أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین تبعاً لمتغیر جنس الطلبة.
4- الکشف عن إمکانیة وجود فروق دالة إحصائیا عند مستوى الدلالة(α≤0.05) بین أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین تبعاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة.
4- أهمیة الدراسة :
نظراً لاختلاف خصائص الأفراد، وما یترتب علیها من اختلاف کل شخصیة وتفردها عن غیرها، لذک فإن الدراسة الحالیة تسعى إلى:
- إثراء الجانب النظری المتعلق بأبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین، ودعم المکتبات العربیة فی هذا المجال.
- إثراء الجانب التطبیقی من خلال الکشف عن الفروق الفردیة فی مستویات أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین.
- مساعدة الطلاب الموهوبین فی اعداد البرامج التعلیمیة والإرشادیة الملائمة لأبعاد شخصیتهم التی تُسهم فی تحسین هذه الأبعاد وتجویدها.
- کما یتوقع أن تفید نتائج الدراسة الحالیة المعلمین لاستعمال طرق تدریس متطورة تتناسب مع النتائج التی توصلت إلیها الدراسة.
5- مصطلحات الدراسة :
الشخصیة Personal
یعرف آیزنک الشخصیة بأنها: هى التنظیم الدائم والثابت إلى حد ما، لطباع الفرد ومزاجه وعقله وبنیة جسمه والذی یحدد توافقه الفرید لبیئته (عبدالخالق،1987).
أبعاد الشخصیة Personal dimensions
وتتحدد فی ضوء الدرجة التی یحصل علیها الطلبة على مقیاس آیزنک للشخصیة فی صورته السعودیة المختصرة، حیث الأبعاد المستهدفة فی الدراسة هی: الانبساطیة، والذهانیة، والکذب، والعصابیة.
الطلبة الموهوبین Gifted Students
هم الذین یمتلکون قدرات واستعدادات عالیة تؤهلهم لانجاز وأداء متمیز ویحتاجون إلى برامج وخدمات تربویة متمیزة تتخطى ما تقدمه المدرسة فی برامجها العادیة، وذلک لمساعدتهم على تطویر أنفسهم ومجتمعهم (الادارة العامة للموهوبین،1428).
الطلبة العادیین Ordinary students
ویقصد بهم فی هذه الدراسة طلبة المرحلة المتوسطة والثانویة الذین یدرسون فی المدارس الحکومیة التابعة للإدارة العامة للتعلیم بمنطقة جازان غیر مصنفین کطلاب موهوبین.
6- حدود الدراسة :
الحدود الزمانیة : الفصل الدراسی الثانی للعام الدراسی 1437 – 1438هـ.
الحدود المکانیة : المدارس الحکومیة التابعة للإدارة العامة للتعلیم بمنطقة جازان.
الحدود البشریة: طلبة المرحلة المتوسطة والثانویة من الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین.
الحدود الموضوعیة: ترتبط دقة نتائج هذه الدراسة بمدى شمولیة أدوات الدراسة المستخدمة ومستوى التطبیق لها فی المیدان.
الطریقة والاجراءات
منهجیة الدراسة:
تهدف الدراسة الحالیة إلى التعرف على أبعاد الشخصیة السائدة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین والفروق فی تلک الأبعاد تبعا لمتغیرات الدراسة الدیمغرافیة، ولتحقیق أهداف الدراسة الحالیة تم اتباع المنهج الوصفی.
مجتمع الدراسة
یتکون مجتمع الدراسة من جمیع الطلبة الموهوبین والعادیین فی منطقة جازان فی المرحلة المتوسطة والثانویة، وعددهم (290) من الطلبة الموهوبین، منهم (172) طالب و(118) طالبة موزعین على المرحلتین المتوسطة والثانویة، وعدد (20907) من الطلبة العادیین موزعین على مرحلتی المتوسط والثانوی منهم (11576) طالب و(9331) طالبة.
عینة الدراسة:
تتألف عینة الدراسة الحالیة مما یلی:
العینة الاستطلاعیة: والتی بلغ عددها (30) طالباً وطالبة، تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة البسیطة وتم تطبیق أداة الدراسة علیهم بهدف التحقق من صدق وثبات أداة الدراسة.
عینة الدراسة الرئیسیة: وتکونت من (259) من الطلبة الموهوبین والعادیین بمنطقة جازان والذین یتراوح متوسط أعمارهم (15سنة) بانحراف معیاری مقداره (1.58)، والذین تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة البسیطة، بواقع (68) طالباً موهوباً و(48) طالبة موهوبة، و (80) طالباً عادیاً و(63) طالبة عادیة، وفیما یتعلق بتوزیعهم وفق المرحلة التعلیمیة (134) طالباً وطالبةً فی المرحلة المتوسطة و(125) طالباً وطالبةً فی المرحلة الثانویة.
أداة الدراسة
تتکون أداة الدراسة الحالیة من النسخة السعودیة المختصرة لمقیاس آیزنک المعدل للشخصیة، والذی یتکون من ( 48 فقرة) فی نسخته المعدلة. فی هذه الدراسة سیتم استخدام صورة مختصرة للمقیاس تتکون من (42 فقرة) موزعة على أربعة أبعاد هی: بُعد الانبساطیة (10 فقرات) وتمثله الفقرات (1-10)، وبعد الذهانیة (10 فقرات) وتمثله الفقرات (11-20)، وبُعد الکذب (12 فقرة) وتمثله الفقرات (21-32)، وبُعد العصابیة (10 فقرات) وتمثله الفقرات (33-42)، وتکون الإجابة على جمیع الفقرات (أوافق، لا أوافق)، وبناء على مفتاح الإجابة الذی حدده آیزنک تعطی الإجابة (أوافق) درجة واحدة، و(لا أوافق) صفر، وبذلک تتراوح درجات الأفراد من (0-12) حیث تم الاستفادة من دراسة الرویتع والشریف(2002) لإجراء التعدیلات على المقیاس فی صورته الأولیة، والملحق (1) یبین المقیاس فی صورته الأولیة، وفیما یلی عرض لدلالات الصدق والثبات التی تم استخراجها للمقیاس.
1- صدق المقیاس: حیث تم استخراج انواع الصدق التالیة:
صدق المحکمین: للتحقق من صدق المقیاس، تمّ عرضه بصورته الأولیّة على (5) محکمین من ذوی الاختصاص فی مجال رعایة الموهوبین والتربیة الخاصة واللغة العربیة، حیث طلب منهم إبداء رأیهم فی مدى ملاءمة الأبعاد التی ضمّها المقیاس ومدى ملاءمة الفقرات لتلک الأبعاد ومدى ملاءمة الفقرات لقیاس أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین. وقد تم اعتماد اتفاق المحکّمین على صلاحیّة الفقرات، وتمّ تعدیل صیاغة بعض الفقرات وحذف بعضها استناداً إلى آراء المحکّمین، والملحق (2) یبین المقیاس فی صورته النهائیة.
صدق البناء: ولغایات استخراج صدق البناء للمقیاس الحالی تم تطبیق المقیاس على العینة الاستطلاعیة المکونة من (30) طالباً وطالبةً، حیث تم حساب معامل الارتباط بین درجة کل فقرة من الفقرات مع البعد الذی تنتمی إلیه ومع الدرجة الکلیة للمقیاس، حیث ترواح معامل الارتباط فی بعد الإنبساط ما بین (0.30- 0.56)، وفی بُعد الذهانیة ما بین (0.30- 0.95)، وفی بُعد العصابیة ما بین (0.32 – 0.79)، وفی بُعد الکذب ما بین (0.18- 0.48)، وبالتالی فإن معاملات الارتباط بین الفقرات والأبعاد التی تنتمی إلیها والدرجة الکلیة للمقیاس جمیعها مناسبة ودالة عند مستوى (a = 0.05)، ویشیر ذلک إلى تحقق معیار الصدق البنائی فی المقیاس، وبالتالی یُعطی الثقة فی استخدامه لقیاس أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین وفق تصنیف آیزنک.
2- ثبات المقیاس
ولغایات الدراسة الحالیة تم تطبیق المقیاس على أفراد العینة الاستطلاعیة وعددها (30) طالباً وطالبةً حیث تم حساب الثبات باستخدام طریقة کرونباخ لاستخراج معامل ألفا للثبات، وقد ترواحت القیم التی تم التوصل إلیها وفق تطبیق المعادلة على بیانات العینة الاستطلاعیة للمقیاس بین القیم (0.79) و(0.89) وهی جمیعها قیم مرتفعة، وتحقق الثبات للمقیاس وبالتالی یمکن استخدامه لأغراض الدراسة الحالیة.
نتائج الدراسة ومناقشتها
تم فی هذا القسم عرض نتائج التحلیل الإحصائی للدراسة المیدانیة للتعرف على أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین، والتعرف على مدى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة على المقیاس تعزى لمتغیرات الدراسة، وفیما یلی عرضاً للنتائج ومناقشتها وفق ترتیب الأسئلة فی الدراسة.
النتائج المتعلقة بالسؤال الأول ونصه: ما أبعاد الشخصیة السائدة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین فی منطقة جازان؟
أولاً: أبعاد الشخصیة السائدة لدى الطلبة الموهوبین:
للاجابة على هذا السؤال تم استخدام المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لأبعاد الشخصیة وفق مقیاس آیزنک. حیث یظهر جدول (1) أن بُعد الذهانیة هو السائد لدى الطلبة الموهوبین بمتوسط حسابی (25.14) وانحراف معیاری (3.08)، یلیه بُعد الانبساطیة بمتوسط حسابی (23.56) وانحراف معیاری (2.91)، یلیه بعد التغیر الاجتماعی (الکذب) بمتوسط حسابی (21.73) وانحراف معیاری (3.01)، وفی المرتبة الأخیرة بعد العصابیة بمتوسط حسابی (17.47) وانحراف معیاری (4.94).
جدول (1) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة وترتیب أبعاد الشخصیة وفق مقیاس آیزنک (ن=259)
البعد |
نوع الطلبة |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
الترتیب |
الانبساطیة |
الموهوبون |
23.56 |
2.91 |
2 |
العادیون |
23.33 |
2.93 |
2 |
|
الذهانیة |
الموهوبون |
25.14 |
3.08 |
1 |
العادیون |
24.94 |
3.06 |
1 |
|
الکذب |
الموهوبون |
21.73 |
3.01 |
3 |
العادیون |
21.97 |
2.99 |
3 |
|
العصابیة |
الموهوبون |
17.47 |
4.94 |
4 |
العادیون |
18.33 |
4.77 |
4 |
ویعزو الباحث ذلک إلى أن کثیر من الأفکار لدى الطلبة الموهوبین قد تبدو منفصلة عن الواقع وتتمیز بالخیال الخصب، مما قد یجعلها تبدو کمظاهر ذهانیة لشخصیتهم، إلا أنها فی معظم الأحیان تعکس القدرة على التفکیر الابداعی، لذا قد یفسر هذا الترتیب الأول لبعد الذهانیة، وجاء بالترتیب الثانی بُعد الانبساطیة، لأنها أیضاً قریبة من صفات الموهوبین وتعبر عن خاصیة روح الدعابة لدیهم، کما قد تفسر هذه النتائج کونها ترتبط بمرحلة المراهقة التی یظهر فیها خصائص ذهانیة.
ثانیاً: أبعاد الشخصیة السائدة لدى الطلبة العادیین:
یظهر جدول (1) أن بُعد الذهانیة هو السائد لدى الطلبة العادیین بمتوسط حسابی (24.94) وانحراف معیاری (3.06)، یلیه بُعد الانبساط بمتوسط حسابی (23.33) وانحراف معیاری (2.93)، یلیه بعد التغیر الاجتماعی (الکذب) بمتوسط حسابی (21.97) وانحراف معیاری (2.99)، وفی المرتبة الأخیرة بُعد العصابیة بمتوسط حسابی (18.33) وانحراف معیاری (4.77).
ویعزو الباحث ذلک إلى أنه من سمات المرحلة العمریة لعینة الدراسة التی تمر بمرحلة المراهقة والتی من مظاهرها ظهور بعض الصفات الذهانیة وغلبة الأفکار الخیالیة، والانبساطیة فی التعامل، خاصة مع الرفاق، وتتفق هذه النتیجة مع ما ذکره جروان(2015) (نقلاً عن:Hallahan & Kauffman) بأن الأطفال الموهوبین أقل عرضة للاضطرابات العصابیة من الأطفال العادیین.
النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی ونصه: هل تختلف أبعاد الشخصیة لدى الطلبة باختلاف نوعهم (موهوبین، عادیین)؟
تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لابعاد الشخصیة وفق مقیاس آیزنک لدى الطلبة الموهوبین والعادیین کما هو موضح فی جدول (2) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات العینة على أبعاد (الانبساطیة، الذهانیة، الکذب، والعصابیة) تعزى لنوع الطلبة (موهوبین وعادیین).
جدول (2) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) لابعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین وفق مقیاس آیزنک تبعاً لمتغیر نوع الطلبة
المقیاس |
نوع الطلبة |
العدد |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
اختبار ت |
|
قیمة (ت) |
الدلالة |
|||||
الانبساطیة |
موهوبون |
116 |
23.56 |
2.91 |
0.635 |
0.526 |
عادیون |
143 |
23.33 |
2.93 |
|
|
|
الذهانیة |
موهوبون |
116 |
25.14 |
3.08 |
0.506 |
0.613 |
عادیون |
143 |
24.94 |
3.06 |
|
|
|
الکذب |
موهوبون |
116 |
21.73 |
3.01 |
-0.639 |
0.523 |
عادیون |
143 |
21.97 |
2.99 |
|
|
|
العصابیة |
موهوبون |
116 |
17.47 |
4.94 |
-1.425 |
0.155 |
عادیون |
143 |
18.33 |
4.77 |
|
|
وقد تعود هذه النتیجة إلى عدم وجود فروق فی البیئة المدرسیة والاجتماعیة التی ینتمی الیها کلا الطلبة الموهوبین والعادیین، خاصة أن معظم البرامج الموجهة الى الموهوبین هی برامج معرفیة أکادیمیة لا تعنى بتطویر سمات الشخصیة، وهذه النتیجة تتفق مع ما ذکره الفرحات (2005) بأن أبعاد الشخصیة هی المحور فی الموهبة أو عدمها ولیس النوع الاجتماعی للطالب.
النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث ونصه: هل توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى الدلالة(α≤0.05) بین أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین تبعاً لمتغیر الجنس؟
أولاً: الفروق فی أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین تبعاً لمتغیر الجنس:
تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لابعاد الشخصیة وفق مقیاس آیزنک لدى الطلبة الموهوبین کما هو موضح فی جدول (3) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات العینة على أبعاد (الانبساطیة، والکذب، والعصابیة) تعزى لجنس الطلبة (ذکور واناث). بینما یشیر الجدول إلى أن هناک فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى الدلالة (α≤0.05) على بُعد الذهانیة، فقد بلغت قیمة (ت) لهذا البُعد (2.155) ومستوى الدلالة (0.033=α) وبالنظر للمتوسطات الحسابیة فی الجدول یتضح بأنها لدى الذکور أعلى من متوسطات الاناث فإن الفروق لصالحهم.
جدول (3) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) لابعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین وفق مقیاس آیزنک تبعاً لمتغیر جنس الطلبة
المقیاس |
نوع الطلبة |
جنس الطلبة |
العدد |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
اختبار ت |
|
قیمة (ت) |
الدلالة |
||||||
الانبساطیة |
موهوبون |
ذکور |
68 |
23.24 |
2.65 |
-1.440 |
0.153 |
إناث |
48 |
24.02 |
3.21 |
|
|
||
عادیون |
ذکور |
80 |
23.39 |
2.39 |
0.269 |
0.788 |
|
إناث |
63 |
23.25 |
3.52 |
|
|
||
الذهانیة |
موهوبون |
ذکور |
68 |
25.65 |
2.91 |
2.155 |
0.033 |
إناث |
48 |
24.42 |
3.19 |
|
|
||
عادیون |
ذکور |
80 |
24.85 |
2.82 |
0-.413 |
0.680 |
|
إناث |
63 |
25.06 |
3.35 |
|
|
||
الکذب |
موهوبون |
ذکور |
68 |
21.31 |
2.23 |
-1.827 |
0.070 |
إناث |
48 |
22.33 |
3.79 |
|
|
||
عادیون |
ذکور |
80 |
22.58 |
3.19 |
2.781 |
0.006 |
|
إناث |
63 |
21.21 |
2.55 |
|
|
||
العصابیة |
موهوبون |
ذکور |
68 |
16.82 |
4.56 |
-1.679 |
0.096 |
إناث |
48 |
18.38 |
5.35 |
|
|
||
عادیون |
ذکور |
80 |
17.06 |
4.82 |
-3.736 |
0.000 |
|
إناث |
63 |
19.94 |
4.22 |
|
|
ویعزو الباحث هذه النتیجة إلى أنماط التنشئة الاجتماعیة والتی تشجع الذکور على التعبیر عن أفکارهم الخیالیة والبعیدة عن الواقع، مما یجعلهم یظهرون بعداً ذهانیاً أعلى مما تظهره الإناث. ولا یوجد علاقة بین کون أفراد العینة من الموهوبین والفروق التی ظهرت بین الإناث والذکور منهم.
ثانیاً: الفروق فی أبعاد الشخصیة لدى الطلبة العادیین تبعاً لمتغیر الجنس:
تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لابعاد الشخصیة وفق مقیاس آیزنک لدى الطلبة العادیین کما هو موضح فی جدول (3) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات العینة على أبعاد (الانبساطیة والذهانیة) تعزى لجنس الطلبة (ذکور واناث). بینما یشیر الجدول إلى أن هناک فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى الدلالة (α≤0.05) على بعدی (الکذب والعصابیة) ، فقد بلغت قیمة (ت) لبعد الکذب (2.781) ومستوى الدلالة (0.006=α)، وبما أن المتوسطات الحسابیة لدى الذکور أعلى من متوسطات الاناث فإن الفروق لصالحهم. وبلغت قیمة (ت) لبًعد العصابیة (3.736-) ومستوى الدلالة (0.000=α)، وبالرجوع للجدول یتضح بأن المتوسطات الحسابیة لدى الإناث أعلى من متوسطات الذکور فإن الفروق لصالحهم.
وقد تعود هذه النتیجة إلى اختلافات فی التنشئة الأسریة والبیئة الاجتماعیة بین الذکور والإناث، والتی قد تجعل الذکور أکثر إظهاراً للتغیر الاجتماعی (الکذب)، وتجعل الإناث أکثر میلاً للعصابیة. تتفق نتائج الدراسة الحالیة مع نتائج دراسة کلاً من خماش(2007) والانصاری(2002) ورضوان(1998) على بعد الذهانیة ، حیث دلت النتائج على وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین الذکور والإناث لصالح الذکور على هذا البُعد. أیضاً تتفق نتائج الدراسة الحالیة مع دراسة رضوان(1998)، ودراسة خماش(2007)، ودراسة الانصاری(2002)، ودراسة عبدالفتاح (1995) حیث دلت نتائج الدراسة الحالیة على وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین الذکور والإناث على بُعد العصابیة لصالح الإناث.
کما تختلف نتائج الدراسة الحالیة مع نتائج دراسة کلا من خماش(2007)، ودراسة الانصاری(2002)، ودراسة عبدالفتاح (1995) على بُعد الکذب حیث دلت جمیعها على وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین الذکور والاناث على بُعد الکذب لصالح الإناث.
النتائج المتعلقة بالسؤال الرابع ونصه: هل توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى الدلالة(α≤0.05) بین أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین تبعاً لمتغیر المرحلة الدراسیة؟
أولاً: الفروق فی أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین تبعاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة:
تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لابعاد الشخصیة وفق مقیاس آیزنک لدى الطلبة الموهوبین کما هو موضح فی جدول (4) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات العینة على أبعاد (الذهانیة، الکذب، والعصابیة) تعزى لمتغیر المرحلة التعلیمیة (متوسطة، ثانویة). بینما یشیر الجدول إلى وجود فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى الدلالة (α≤0.05) على بعد الانبساطیة، فقد بلغت قیمة (ت) لبعد الانبساطیة (2.545) ومستوى الدلالة (0.012=α)، وبالرجوع للجدول یتضح بأن المتوسطات الحسابیة لدى طلبة المرحلة المتوسطة أعلى من متوسطات المرحلة الثانویة فإن الفروق لصالحهم.
جدول (4) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) لابعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین والعادیین وفق مقیاس آیزنک تبعاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة
المقیاس |
نوع الطلبة |
المرحلة التعلیمیة |
العدد |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
اختبار ت |
|
قیمة (ت) |
الدلالة |
||||||
الانبساطیة |
موهوبون |
متوسطة |
59 |
24.22 |
2.41 |
2.545 |
0.012 |
ثانویة |
57 |
22.88 |
3.22 |
|
|
||
عادیون |
متوسطة |
75 |
23.41 |
2.57 |
0.361 |
0.718 |
|
ثانویة |
68 |
23.24 |
3.31 |
|
|
||
الذهانیة |
موهوبون |
متوسطة |
59 |
24.88 |
3.23 |
0-.913 |
0.363 |
ثانویة |
57 |
25.40 |
2.91 |
|
|
||
عادیون |
متوسطة |
75 |
24.79 |
3.29 |
-0.645 |
0.520 |
|
ثانویة |
68 |
25.12 |
2.79 |
|
|
||
الکذب |
موهوبون |
متوسطة |
59 |
21.75 |
2.28 |
0.047 |
0.962 |
ثانویة |
57 |
21.72 |
3.63 |
|
|
||
عادیون |
متوسطة |
75 |
22.20 |
3.24 |
0.957 |
0.340 |
|
ثانویة |
68 |
21.72 |
2.69 |
|
|
||
العصابیة |
موهوبون |
متوسطة |
59 |
16.86 |
4.92 |
-1.338 |
0.184 |
ثانویة |
57 |
18.09 |
4.93 |
|
|
||
عادیون |
متوسطة |
75 |
18.31 |
4.78 |
-0.058 |
0.954 |
|
ثانویة |
68 |
18.35 |
4.80 |
|
|
وقد تعود هذه النتیجة إلى عدم وجود فروق فی أبعاد الشخصیة بین المرحلة المتوسطة والثانویة، لأن سمات الشخصیة تتسم بالثبات النسبی مع النمو، إلا أن الاختلاف فی بعد الانبساطیة حیث کان أعلى لدى أفراد العینة من طلاب المرحلة المتوسطة، قد یفسر بأن الفئة العمریة للمرحلة المتوسطة تتسم بأخذ الأمور بسهولة، ولیس لدیها خیارات حیاتیة کثیرة مثل الخیارات المهنیة التی یتعرض لها طلبة المرحلة الثانویة، مما قد یجعلهم أعلى فی بعد الانبساطیة. وهذا التفسیر یتفق مع ما توصلت له نتیجة دراسة عبدالفتاح (1995) على أن طلبة المرحلة الثانویة أکثر انبساطاً من طلبة المرحلة الجامعیة مما یؤکد تأثر نتیجة هذ البٌعد بالخیارات الحیاتیة کالخیارات المهنیة مثلاً.
ثانیاً:الفروق فیأبعاد الشخصیة لدى الطلبةالعادیین تبعاًلمتغیرالمرحلة التعلیمیة:
تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لابعاد الشخصیة وفق مقیاس آیزنک لدى الطلبة العادیین کما هو موضح فی جدول (4) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات العینة على أبعاد (الانبساطیة، الذهانیة، الکذب، والعصابیة) تعزى للمرحلة التعلیمیة للطلبة (متوسطة وثانویة).
ویعزو الباحث هذه النتیجة إلى عدم وجود فروق فی أبعاد الشخصیة بین المرحلة المتوسطة والثانویة، لأن سمات الشخصیة تتسم بالثبات النسبی مع النمو. وتتفق هذه النتیجة مع ما ذکره بالرابح (2014) بأن هذه السمات هی جزء من شخصیة الأفراد تتصف بالثبات النسبی وتخضع للتطور والتعدیل، وتتفاعل مع بعضها ومع متطلبات البیئة المحیطة بانسجام وتوافق لتحقیق التکیف، وبالتالی تؤکد الدراسة الحالیة هذه النتیجة من خلال عدم وجود فروق فی أبعاد الشخصیة بین طلبة المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانویة العادیین تعزى لمتغیر المرحلة الدراسیة.
ملخص نتائج الدراسة
النتیجة الأولى:
أن بُعد الذهانیة هو السائد لدى الطلبة الموهوبین والعادیین، یلیه بُعد الانبساطیة، یلیه بُعد التغیر الاجتماعی (الکذب)، وفی المرتبة الأخیرة بُعد العصابیة.
النتیجة الثانیة:
عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة على أبعاد (الانبساطیة، الذهانیة، الکذب، والعصابیة) تعزى لنوع الطلبة (موهوبین وعادیین).
النتیجة الثالثة:
توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی متوسطات عینة الطلبة الموهوبین على بُعد الذهانیة لصالح الذکور تعزى لمتغیر الجنس (ذکور، إناث)، کما أنه توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی متوسطات عینة الطلبة العادیین على بعد الکذب لمصلحة الذکور تعزى لمتغیر الجنس (ذکور، إناث)، کما توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی متوسطات عینة الطلبة العادیین على بعد العصابیة لمصلحة الإناث تعزى لمتغیر الجنس(ذکور، إناث).
النتیجة الرابعة:
توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی متوسطات عینة الطلبة الموهوبین على بُعد الانبساطیة لصالح طلبة المرحلة المتوسطة تعزى لمتغیر المرحلة التعلیمیة (متوسطة وثانویة)، فی حین لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات عینة الطلبة العادیین على أبعاد (الانبساطیة، الذهانیة، الکذب، والعصابیة) تعزى للمرحلة التعلیمیة للطلبة (متوسطة وثانویة).
التوصیات
بناء على نتائج الدراسة الحالیة، یوصی الباحث بما یلی:
المقترحات
یقترح الباحث:
1- عقد دورات تدریبیة للمعلمین فی مجال الشخصیة وأبعادها من أجل فهم الطلبة الموهوبین والتعرف على طرق التعامل معهم.
2- الکشف عن أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین لتقدیم البرامج التعلیمیة المناسبة.
3- تحسین أبعاد الشخصیة لدى الطلبة الموهوبین من خلال البرامج الاثرائیة والدورات والملتقیات الصیفیة المقدمة لهم
المراجع
المراجع