دور المدرسة الثانوية في تنمية المشارکة الديمقراطية من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوي بمحافظة بيشة

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

دور المدرسة الثانویة فی تنمیة المشارکة الدیمقراطیة

من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة

إعـــداد

ناصر شبیب عبدالله الشهرانی

باحث دکتوراه – تخصص أصول التربیة

جامعة الملک سعود- الریاض

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الرابع –  أبریل 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص _

 هدفت الدراسة إلى معرفة دور المدرسة الثانویة فی تنمیة المشارکة الدیمقراطیة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی، وقد صمم الباحث أداة الاستبیان لجمع البیانات من عینة الدراسة والبالغة (210) طالباً لرصد واقع ومعوقات وسُبل تنمیة المشارکة الدیمقراطیة بالمدارس الثانویة بمحافظة بیشة.

 وقد توصلت الدراسة إلى أن واقع ممارسة الدیمقراطیة یتمثل فی إتاحة حریة الانشطة الطلابیة التی یرغبون فی ممارستها دون تدخل، و تشکل لجان من بین الطلاب لممارسة الأنشطة العلمیة یترأس کل لجنة أحد الطلاب بالانتخاب.

کما توصلت الدراسة إلى أن أهم معوقات المشارکة الدیمقراطیة تتمثل فی أن الإدارة المدرسیة تستأثر بکافة القرارات الخاصة بالمدرسة دون مشارکة من المعلمین والطلاب، وعدم اهتمام المعلمین بآراء الطلاب ووجهات نظرهم حول طرق وأسالیب التدریس المتبعة.

کما توصلت الدراسة إلى أن أهم سُبل تنمیة المشارکة الدیمقراطیة یتمثل فی إشراک المعلمین والطلاب فی حل مشکلاتهم داخل المدرسة، واستشارة الطلاب والمعلمین حول مواعید عقد الاختبارات الشهریة.

ومن اهم التوصیات التی قدمتها الدراسة الاهتمام بالأنشطة الطلابیة داخل المدرسة، والاهتمام بآراء الطلاب ووجهات نظرهم حول طرق وأسالیب التدریس المتبعة.

1-    المقدمة :

تظل العلاقة بین التعلیم والدیمقراطیة علاقة تبادلیة جدلیة، فالدیمقراطیة کشکل من أشکال الحیاة ونظم الحکم السیاسیة المعاصرة، والتی یتوقف علیها طبیعة وبنیة النظام السیاسی والاقتصادی لا یمکن لها أن تنشط وتتواجد إلا فی إطار من الحریة، فالإنسان الحر هو مطلب أساسی من مطالب الدیمقراطیة والحیاة السیاسیة القائم على التعددیة السیاسیة، والتعلیم بحکم طبیعته وتکوینه وفلسفته وسیاسته قائم على تشکیل وتکوین المواطن، ومن هنا فإن تکوین وتنشئة المواطن من خلال نظام التعلیم أمر أساسی وضروری، لذلک فإن طبیعة النظام السیاسی الدیمقراطیة ستعطی التعلیم الفرصة والآلیة لتشکیل المواطن الحر، المبدع القادر على التعاطی مع متطلبات الدیمقراطیة (بدران، 2009م، ص 7).

وتُعد مرحلة التعلیم الثانوی أحد مراحل التعلیم العام التی أولت لها المملکة اهتماماً بالغاً نظراً لمکانتها الهامة فی العملیة التعلیمیة برمتها، ولهذه المرحلة خصوصیتها وسماتها والتی یطلق علیها علماء النفس مرحلة المراهقة، حیث یصاحب هذه المرحلة العدید من التغیرات الفسیولوجیة والسیکولوجیة فی حیاة الفرد، وذلک نتیجة لبدایة ظهور الحاجات الإنسانیة المتنوعة التی یسعى المراهق لإشباعها حتى یصل لمرحلة الشعور بالأمن النفسی والطمأنینة، وعدم إشباع مثل هذه الحاجات قد یصیب المراهق بعدم الطمأنینة والاکتئاب إلى جانب عدم التکیف مع الواقع الخارجی له والمتمثل فی أسرته على وجه الخصوص والمجتمع على وجه العموم، وتسهم هذه المرحلة فی تشکیل شخصیة الفرد ومواقفه تجاه الکثیر من مجالات الحیاة والتی من بینها الحیاة السیاسیة، فهی تسهم فی تشکیل مدى معرفته ووعیه بالحیاة السیاسیة وکیفیة المشارکة فیها، من أجل تحقیق الأمن والطمأنینة.

وستتناول الدراسة الحالیة هذا الموضوع من خلال التعرف على دور المدرسة الثانویة فی تنمیة المشارکة الدیمقراطیة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة.

2- مشکلة الدراسة:

تُعد الدیمقراطیة نتاج الفکر الفلسفی الذی یحاول أن یتصل بحیاة الإنسان وتنظیم اجتماعه، لتحقیق العدالة الاجتماعیة فی المجتمع الإنسانی حینما تطبق مبادئه ویصبح أسلوب حیاة المجتمعات والشعوب کاملة فی کافة أنظمتها ، وهذا یحتاج إلى تربیة الأجیال والناس علیه لإیجاد وعی سیاسی من خلال تبنی مفاهیم جدیدة والتنازل عن مفاهیم قدیمة، وهو ما یسعى التعلیم إلیه لکونه أداة تنویریة یسعى المجتمع من خلالها إلى تعلیم الفرد وتثقیفه بحقوقه وواجباته تجاه المجتمع .

ومع تزاید الاهتمام مع نهایة القرن الماضی وبدایة القرن الحالی نحو تطبیق الممارسة الفعلیة للدیمقراطیة فی المؤسسات التعلیمیة، لما ذلک من أثر مباشر فی إرساء قواعد ومبادئ الدیمقراطیة الصحیحة، فإن مشکلة الدراسة تتمثل فی الإجابة على تساؤل هام ورئیسی هو: ما دور المدرسة الثانویة فی تنمیة المشارکة الدیمقراطیة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة ؟

أ‌-       أهداف الدراسة:

تحاول الدراسة الحالیة التعرف علىدور المدرسة الثانویة فی تنمیة المشارکة الدیمقراطیة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة، وذلک من خلال تحقیق مجموعة من الأهداف:

-      الوقوف على واقع ممارسة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة ؟

-      الکشف عن معوقات المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة؟

-      التوصل إلى سبل تنمیة المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة ؟

-      التعرف على الفروق ذات دلالة احصائیة فی استجابات أفراد عینة الدراسة حول دور المدرسة الثانویة فی تنمیة المشارکة الدیمقراطیة تعزى لمتغیر (الجنسیة، نوع النظام الثانوی، التخصص الدراسی).

ب‌-   تساؤلات الدراسة:

تتم الإجابة على التساؤل الرئیس السابق من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة الفرعیة التالی:

-      ما واقع ممارسة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة؟

-      ما معوقات المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة ؟

-      ما سبل تنمیة المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة ؟

-      هل توجد فروق ذات دلالة إحصایة فی استجابات أفراد عینة الدراسة حول دور المدرسة الثانویة فی تنمیة المشارکة الدیمقراطیة تعزى لمتغیر (الجنسیة، نوع النظام الثانوی، التخصص الدراسی)؟

ج- حدود الدراسة:

تتمثل حدود الدراسة الحالیة فی أربعة حدود رئیسة وهی:

-         الحد الموضوعی: یقتصر موضوع الدراسة الحالیة على موضوع " دور المدرسة الثانویة فی تنمیة المشارکة الدیمقراطیة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة ".

-         الحد البشری: یشمل الحد البشری الحالی کافة طلاب الصف الثالث الثانوی فی مکاتب التعلیم التابعة لإدارة التعلیم بمحافظة بیشة للعام الداسی1436 -  1437هـ

-         الحد الزمانی: سیتم عقد الدراسة الحالیة فی الفصل الدراسی الأول للعام الداسی1436 -  1437هـ

-        الحد المکانی: سیتم عقد الدراسة الحالیة على المدارس الثانویة فی کافة مکاتب التعلیم التابعة لإدارة التعلیم بمحافظة بیشة.

د- مصطلحات الدراسة:

1. تعریف الدیمقراطیة:

اصطلاحاً: تُعرّف الدیمقراطیة بأنها: " منهج حکم وحیاة یشارک فیه أفراد المجتمع باتخاذ القرارات، ویکون الحکم للأغلبیة مع احترام رأی الأقلیة، وتحترم فیه کرامة الإنسان وأفکاره، ویشارک کافة المواطنین مراقبة تنفیذ القرارات، وهو نظام حکم یحترم کافة المواطنین على اختلافاتهم ویسعی لتحقیق الاتزان بین واجبات المواطن وحقوقه" (جرار، 2008م، 24-25).

إجرائیاً: تُعرّف الدیمقراطیة بأنها: مجموعة من الإجراءات والأنشطة التی تتخذها المدارس الثانویة من أجل تمکین طلاب الصف الثالث الثانوی من المشارکة الدیمقراطیة الکاملة والمتساویة بدون تدخل من الإدارة المدرسیة أو المعلمین، بحیث یمنح الطلاب حریة التصویت والاختیار فیما یتعلق باتخاذ القرارات المتصلة بما یخصهم.

2. طلاب المرحلة الثانویة:

اصطلاحاً: طلاب المرحلة الثانویة بأنهم: "هم الطلاب الذین یعیشون المرحلة العمریة التی تُعرف بالمراهقة، والتی اتفق علماء علم نفس النمو على تحدیدها بأنها الفترة التی تبدأ من 11 سنة وتنتهی عند 21 سنة وقد تقل عن ذلک أو تزید فی حدود العام أو العامین".(1429/1430هـ، 13)

إجرائیاً: یُعرف طلاب الصف الثالث الثانوی فیمکن تعریفهم بأنهم: هم طلاب السنة الأخیرة أو المستوى الأخیر من المرحلة الثانویة فی المدارس التابعة لمکاتب التعلیم بمحافظة بیشة للعام الدراسی 1437هـ الموافق 2016م.

3-الاطار النظری والدراسات السابقة:

ظهر مصطلح الدیمقراطی کمفهوم سیاسی وفلسفی اجتماعی یهدف لإلغاء الطبقیة التی کانت تعیشها الشعوب القدیمة فی ظل الحضارات القدیمة وفی مقدمتها الحضارة الیونانیة، حیث هدفت إلى القضاء على الدیکتاتوریة ومشارکة الحکم بین الحاکم والمحکومین.

وتُعرّف أمانی جرار (2008م) الدیمقراطیة بأنها: " منهج حکم وحیاة یشارک فیه أفراد المجتمع باتخاذ القرارات، ویکون الحکم للأغلبیة مع احترام رأی الأقلیة، وتحترم فیه کرامة الإنسان وأفکاره، ویشارک کافة المواطنین مراقبة تنفیذ القرارات، وهو نظام حکم یحترم کافة المواطنین على اختلافاتهم ویسعی لتحقیق الاتزان بین واجبات المواطن وحقوقه" (ص 24-25).

أیضاً عرّف رباح (2010م، ص 51) الدیمقراطیة کمصطلح اجتماعی بأنها: "أسلوب الحیاة الذی یقوم على أساس المساواة وحریة الرأی والتفکیر".

ویرى ماکس Maxi الدیمقراطیة بأنها: "بحث عن طریقة للحیاة یمکن فیها التألف والتنسیق لذکاء الإنسان ونشاطه الاختیاری الحر بأقل أکراه وهی الاعتقاد بأن مثل هذه الحیاة هی خیر طریق لجمیع البشر"(عبدالکافی وهیبة،2004م، ص 29).

عرّف داهل (Dahl 1989) الدیمقراطیة بأنها: "الطریقة التی یجری بموجبها التصرف بالسلطة السیاسیة فی المجتمع، والتی یقصد بها السلطة إلى تخوّل اتخاذ القرارات الجماعیة وتؤثر على المجتمع بأسره، کما ینظر من خلال الدیمقراطیة إلى الأفراد الذین یتشکل منهم المجتمع کأفراد أحرار متساوین والمساواة، وأن لجمیع المواطنین حق فی المشارکة فی السلطة سواء عن طریق الانتخاب أو الترشیح أو من خلال إبداء وجهة نظر معینة، والحریة هنا تعنی أن النظام السیاسی لا یقوم على الحد من حریة التفکیر والتعبیر والعمل فی المجال السیاسی" (حرب، 2007م، ص 14).

والمتتبع لتاریخ وتطور الدیمقراطیة عبر العصور التاریخیة المختلفة یجد أنها اتخذت العدید من الأشکال والأنماط، حیث أن ما تعرضت له الدیمقراطیة من التغیرات عبر تاریخها الطویل التی جاءت فی مصلحتها تارة وضدها تارة أخرى، ساهم بشکل مباشر فی إیجاد العدید من الأنماط والأشکال الدیمقراطیة، ویشیر کل من الخوالدة (2013م، ص 282-285)، والعامری والسعدی (2010م، ص 108)، ورباح (2010م، ص 85-61) إلى وجود العدید من أنواع وأشکال الدیمقراطیة، ومن بینها ما یلی:

النوع الأول - الدیمقراطیة المباشرة:

هی نظام یصوت فیه الشعب على قرارات الحکومة مثل المصادقة على القوانین أو رفضها، وتسمى بالدیمقراطیة المباشرة لأن الناس یمارسون بشکل مباشر سلطة صنع القرار من دون وسطاء أو نواب ینوبون عنهم.

النوع الثانی - الدیمقراطیة النیابیة:

هی نظام سیاسی یصوت فیه أفراد الشعب على اختیار أعضاء الحکومة الذین بدورهم یتخذون القرارات التی تتفق ومصالح الناخبین، وتسمى بالنیابیة لأن الشعب لا یصوت على القرارات الحکومیة بل ینتخب نواباً یقررون عنهم.

النوع الثالث - الدیمقراطیة شبه المباشرة:

وفیه یمارس الشعب مظاهر السیادة دون وسیط وفی الوقت نفسه ینسب عنه مجلساً فیحفظ لنفسه حق التدخل المباشر لإقالة نائبه، أو حل المجلس النیابی، أو عزل رئیس الدولة.

کما قد ینتج عنه أیضاً نوعین من الدیمقراطیة وهما:

• الدیمقراطیة الرئاسیة: وهنا یوجد حاجز کبیر بین المجلسین التنفیذی (سلطة الحکومة)، والمجلس التشریعی (السلطة التشریعیة)، وفی هذه الحالة تکون رئاسة الدولة، ومجلس الوزراء بید شخص واحد یجری انتخابه مباشرة من قبل الشعب.
• الدیمقراطیة البرلمانیة: حیث تستمد الحکومة ثقتها من البرلمان، وبذلک یکون الوزراء مسؤولین مباشرة أمام البرلمان.

وتشیر أمانی جرار (2008م، ص 114-115) إلى أن تحقیق هدف التربیة من أجل الدیمقراطیة یتطلب وضع خطة للتطویر وفق أهداف تربویة حرة، تحدد فی ضوء أیدلوجیة المجتمع والدولة، وفقاً لاحتیاجاته الحاضرة والمستقبلیة، وفی ضوء التطورات العالمیة الحدیثة، والبیئة، والفلسفیة التحرریة المنشودة، فلابد إذا من وضع خطة شاملة للتطویر، ذات أهداف تربویة سلوکیة تحریریة، تحدد فیها الجوانب والمجالات الدراسیة، فتتجه نحو التحرر من الإطارات التقلیدیة للمناهج وفق دراسات حیاتیة حدیثة مثل التربیة الأسریة الدیمقراطیة، والتربیة لأوقات الفراغ، والتربیة لحسن التعامل الإنسانی، والتربیة من أجل الدیمقراطیة، وذلک من خلال التکامل فی المجال المعرفی والحیاتی والإنسانی.

وتشیر إیمان التیتون (2011م، ص 127) فی دراستها إلى أن زیادة الطلب على الدیمقراطیة فی المجتمع، انعکس على تحویل المدرسة إلى مؤسسة دیمقراطیة حقیقیة تسمح لطلابها بالمشارکة فی الحیاة الیومیة. ومن أهم أهداف تعلیم الدیمقراطیة فی المدارس فی مرحلة مبکرة ما یلی:

• وجوب تمکین الأطفال من الحصول على تجربة دیمقراطیة فی مرحلة مبکرة.
• البدء من عمر مبکر فی تمکین الطلاب من فهم مبادئ الدیمقراطیة کالمساواة وحقوق الإنسان، واحترامها.
• تمکین الطلاب فی نفس الوقت من ممارسة الدیمقراطیة فی حیاتهم الیومیة.

ترتکز الدیمقراطیة بشکل عام على مجموعة من المبادئ العامة، والتی توضح المسار العام والأهداف التی تسعى الدیمقراطیة إلى تحقیقها، وقد أشارت کل من أمینة التیتون (2011م، ص 117-118)، وأمانی جرار (2008م، ص 75) والخوالدة (2013م، ص 297-298) إلى أن الدیمقراطیة ترتکز بشکل عام على عدة مبادئ الهامة، وهی:

• السیطرة الشعبیة على صنع القرار، وذلک من خلال انتخاب الممثلین لصناعة القرار السیاسی.
• المساواة السیاسیة.
• فعالیة الحریات السیاسیة المتمثلة بالأحزاب السیاسیة.
• تقاسم التمثیل والقرار بالأغلبیة واحترام حقوق الأقلیة.
• دیمقراطیة العالم هی دیمقراطیة العیش.
• المحافظة على التنوّع فی الطبیعة والثقافات أمر ضروری.
• دیمقراطیة العالم تعولم السلامة والرعایة والتعاطف.
• إقامة التوازن بین مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة.
• النظر إلى الإنسان بأنه غایة ولیس وسیلة، والعمل على تحقیق حیاة کریمة له.

وکافة هذه المبادئ الأساسیة والرئیسة للدیمقراطیة الصحیحة وإن کانت إلى حد بعید خیالیة ورمزیة إلا أنها تحمل فی طیاتها معانی سامیة تحاول من خلالها الحفاظ على حقوق الإنسان بشکل عام، والمساواة بین البشر، ونبذ التفرقة.

وقد وضحت المساعید (2001م) فی دراستها مجالات ممارسات الدیمقراطیة فی المدارس فکانت من أهم ممارسات مجال العدل والمساواة کأحد مجالات ممارسة الدیمقراطیة: تقدیم النصح والإرشاد والترکیز على الاتجاهات الإیجابیة فی مجال عمله، المساواة بین المعلمین عند توزیع الحصص علیهم فی جدول ترتیب الدروس، وکان من أهم ممارسات العمل بروح الفریق کأحد مجالات ممارسة الدیمقراطیة تشجیع المعلمین على تنمیة روح التعاون والعمل بروح الفریق، وإطلاع المعلمین على معظم الکتب والمخاطبات الرسمیة الواردة إلى المدرسة من المدیریة، وکان من أهم ممارسات تفویض السلطات والصلاحیات کأحد مجالات ممارسة الدیمقراطیة: تفویض نائبه/ مساعده صلاحیات إدارة المدرسة وتسییر شؤونها فی حالة غیابه، تفویض جزء من صلاحیاته لبعض المعلمین القادرین على حل المشکلات الیومیة الطارئة فی المدرسة بهدف تنمیة روح القیادة عندهم، وکان من أهم ممارسات حریة الرأی والتعبیر کأحد مجالات ممارسة الدیمقراطیة: تقبل آراء المعلمین ومقترحاتهم أثناء الاجتماعات الرسمیة، إعطاء الطلبة الفرصة للتعبیر عن آرائهم بحریة وصراحة ضمن الضوابط التربویة، وکان من أهم ممارسات مجال المشارکة فی اتخاذ القرار کأحد مجالات ممارسة الدیمقراطیة: إشراک المعلمین بعقد اجتماعات دوریة لتقییم سیر العمل وإبداء النصح والإرشاد، إشراک المعلمین فی التخطیط للنشاطات المختلفة على مستوى المدرسة.

کما بینت رولا حرب (2007م) فی دراستها عن الممارسات الدیمقراطیة لأعضاء هیئة التدریس فی الجامعة فی مجال العدل والمساواة وذکرت منها: یطبق المدرس تعلیمات الحضور والغیاب على جمیع الطلبة بالتساوی، یحترم المدرس الطلبة الذین یؤدون واجباتهم دون تمییز. وذکرت ان من الممارسات الدیمقراطیة فی مجال المادة الدراسة: تشجیع المدرس الطلبة على البحث العلمی فی انجاز الواجبات الخاصة بالمساق، ویشارک المدرس الطلبة فی عرض المادة التعلیمیة داخل المحاضرة، وفی مجال حریة التعبیر عن الرأی ذکرت: أن یحاور المدرس ویناقش الطلبة لإغناء الموضوع المراد شرحه، یستمع المدرس إلى استفسارات الطلبة فیما یخص تطویر أسلوبه فی التدریس، وفی مجال أسلوب التدریس ذکرت : أن یحفز المدرس الطلبة نحو النقاش والمحاورة فی المحاضرة، یلفت المدرس نظر الطلبة إلى کل ما هو حدیث ومهم فی المادة.

وقد سعت دراسة الرمیضی (2010م) إلى استکشاف واقع الحیاة الدیمقراطیة فی المدرسة الکویتیة، والکشف عن مواطن الضعف والقوة فی الممارسات التربویة بمضامینها الإنسانیة والدیمقراطیة فی المدرسة وتوصلت إلى أن التفاعل التربوی الدیمقراطی فی أدنى مستویاته فی المدرسة، وأن هناک تدنی واضح فی مستوى تعلیم حقوق الإنسان فی المدرسة، وأن صورة القیم الدیمقراطیة لیست کما ینبغی لکون المدرسة تعانی حالة حرجة فیما یتعلق بتعلیم القیم الدیمقراطیة بالمقارنة مع الدول الدیمقراطیة .

4- الطریقة والاجراءات :

أ‌-       منهج الدراسة.

نظراً لطبیعة موضوع البحث الحالی (دور المدرسة الثانویة فی تنمیة المشارکة الدیمقراطیة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة) وتحقیقاً لأهداف البحث، فإن الباحث عمد فی إجراء هذه الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی والذی یقوم على تجمیع البیانات والمعلومات من الأفراد الممثلین لعینة الدراسة موضع البحث، وهذا یعنی أن عملیة جمع المعلومات تتأثر بتعدد الأشخاص واختلاف آرائهم حول موضوع البحث .

ب‌-         مجتمع وعینة الدراسة  :

یشمل مجتمع البحث الحالی کافة طلاب الصف الثالث الثانوی بإدارة التعلیم بمحافظة بیشة والبالغ عددهم (2700) طالباً؛ ونظراً لکبر حجم مجتمع البحث (طلاب الصف الثالث الثانوی بإدارة التعلیم بمحافظة بیشة)، لذا فقد استخدم الباحث العینة العشوائیة لتناسبها مع مجتمع الدراسة الحالی، حیث تکونت عینة الدراسة الحالیة من (210) طالب من طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة.

ج- أداة الدراسة.

بناء على طبیعة البیانات، وعلى المنهج المتبع فی الدراسة، وجد الباحث أن الأداة الأکثر ملاءمة لتحقیق أهداف هذه الدراسة هی "الاستبانة"، وقد تم بناء أداة الدراسة بالرجوع إلى الأدبیات والدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة.

ولقد تکونت الاستبانة فی صورتها النهائیة من جزأین:

الجزء الأول: وهو یتناول البیانات الأولیة الخاصة بأفراد عینة الدراسة مثل: الجنسیة ، نوع النظام الثانوی، التخصص الدراسی.

الجزء الثانی: وهو یتکون من (56)فقرة مقسمة على ثلاثة کما یلی:

-        المحور الأول: یتناول واقع ممارسة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة، وهو یتکون من (25) فقرة

-        المحور الثانی: یتناول معوقات المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة، وهو یتکون من (16) فقرة.

-        المحور الثالث: یتناول سُبل تنمیة المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة، وهو یتکون من (15) فقرة.

5- نتائج الدراسة:

بعد تحلیل الأداة البحثیة تم التوصل إلى العدید من النتائج  نوجزها فیما یلی:

المحور الأول : واقع ممارسة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة فی محافظة بیشة:

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحراف المعیاری لإجابات أفراد عینة الدراسة نحو واقع ممارسة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة مرتبة تنازلیاً وفقاً للمتوسط الحسابی لکلاً منها

وقد تبین بعد موافقة أفراد عینة الدراسة على واقع ممارسة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة فی محافظة بیشة، وذلک یتمثل فی:

• أنه یتاح للطلاب حریة اختیار الأنشطة الطلابیة التی یرغبون فی ممارستها دون تدخل.
• تشکل لجان من بین الطلاب لممارسة الأنشطة العلمیة یترأس کل لجنة أحد الطلاب بالانتخاب.
• للطلاب الحریة کاملة فی اختیار التخصص الدراسی الذی یرغبون فیه دون تدخل.
• یشارک المعلم الطلاب ممارسة الأنشطة الطلابیة المختلفة.
• تطبق تعلیمات الحضور والغیاب على جمیع الطلاب بالتساوی.
• یخضع کافة الطلاب لمعاییر الثواب والعقاب بدون تمییز بینهم.

المحور الثانی : معوقات المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة :

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحراف المعیاری لإجابات أفراد عینة الدراسة نحو معوقات المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة مرتبة تنازلیاً وفقاً للمتوسط الحسابی لکلاً منها

وقد تبین بعد موافقة أفراد عینة الدراسة على معوقات المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة، أن من أبرز تلک المعوقات:

• أن الإدارة المدرسیة تستأثر بکافة القرارات الخاصة بالمدرسة دون مشارکة من المعلمین والطلاب.
• عدم اهتمام المعلمین بآراء الطلاب ووجهات نظرهم حول طرق وأسالیب التدریس المتبعة.
• نظرة المعلمین والإدارة للطلاب بأنهم غیر ناضجین بالشکل الذی یسهم فی مشارکتهم فی التخطیط للعملیة التعلیمیة والأنشطة الطلابیة.
• أن الإدارة المدرسیة لا تلتفت إلى وجهات النظر المخالفة لها سواء من الطلاب أو المعلمین.
• اهتمام المدرسة بالعملیة التعلیمیة على حساب باقی الأنشطة الأخرى.

المحور الثالث : سُبل تنمیة المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة :

التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحراف المعیاری لإجابات أفراد عینة الدراسة نحو سُبل تنمیة المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة من وجهة نظر طلاب الصف الثالث الثانوی بمحافظة بیشة مرتبة تنازلیاً وفقاً للمتوسط الحسابی لکلاً منها

وقد تبین بعد موافقة بین أفراد عینة الدراسة على سُبل تنمیة المشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة، ومن أبرز تلک المقترحات:

• إشراک المعلمین والطلاب فی حل مشکلاتهم داخل المدرسة.
• استشارة الطلاب والمعلمین حول مواعید عقد الاختبارات الشهریة.
• الأخذ بعین الاعتبار لآراء الطلاب حول المعملین وطرق التدریس التی یتبعها المعلمین.
• الاهتمام بالملاحظات والآراء التی قدمها المعلمین والطلاب للإدارة المدرسیة.
• ·      تفویض بعض الصلاحیات للمعلمین فی تنظیم بعض جوانب العمل داخل المدرسة.

6-     توصیات الدراسة

بناء على ما تم التوصل إلیه من نتائج عن هذه الدراسة أوصت الدراسة بما یلی:

1)     الاهتمام بالأنشطة الطلابیة داخل المدرسة، حیث أوضحت النتائج أن ضعف الاهتمام بالأنشطة الطلابیة من المعوقات التی تحد من مشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة.

2)     الاهتمام بآراء الطلاب ووجهات نظرهم حول طرق وأسالیب التدریس المتبعة، حیث بینت النتائج أن عدم الاهتمام بآراء الطلاب من المعوقات التی تحد من مشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة.

3)     التعاون بین إدارة المدرسة والمعلمین فی دعم الممارسات الدیمقراطیة بین الطلاب والمدرسة والمعلمین، حیث أوضحت النتائج أن تدنی مستوى التعاون فی دعم الممارسات الدیمقراطیة من المعوقات التی تحد من مشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة.

4)     استحداث مجلس للطلاب فی المدارس الثانویة یتم الترشیح له بانتخاب طالب من کل فصل للمساهمة فی حل مشکلات المدرسة، حیث أوضحت النتائج أن استئثار إدارة المدرسة بکافة القرارات دون مشارکة الطلاب من المعوقات التی تحد من مشارکة الدیمقراطیة فی مدارس المرحلة الثانویة بمحافظة بیشة .

قائمة المراجع

أولاُ: المراجع العربیة:

-      عبدالکافی، إسماعیل عبدالفتاح؛ وهیبة، محمد منصور (2004م). النظم السیاسیة وسیاسات الإعلام، مرکز الإسکندریة للکتاب، الإسکندریة.

-      أبوالضبعات، زکریا إسماعیل (2009م). الدیمقراطیة وفلسفة التربیة، الطبعة الأولى، دار الفکر ناشرون وموزعون، عمان.

-      الأشقر، یاسر حسن خلیل (2003م). دور إدارة المدرسة الثانویة فی تنمیة المجتمع المحلی بمحافظات غزة وسبل تطویرها، بحث ماجستیر غیر منشور، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة، غزة.

-      بدران، شبل (2009م). التعلیم والدیمقراطیة علاقة غائبة، الطبعة الأولى، مرکز المحروسة للنشر والخدمات الصحفیة والمعلومات، القاهرة.

-      التیتون، أمنیة (2011م). المدرسة الدیمقراطیة ثورة على التعلیم التقلیدی، الطبعة الأولى، دار الفکر العربی، القاهرة.

-      جرار، أمانی غازی (2008م). التربیة السیاسیة السلام – الدیمقراطیة – حقوق الإنسان، الطبعة الأولى، دار وائل للنشر، عمان.

-      الخوالدة، محمد محمود (2013م). فلسفات التربیة التقلیدیة والحدیثة والمعاصرة، الطبعة الأولى، دار المسیرة للطباعة والتوزیع والنشر، عمان.

-      دعمس، مصطفى نمر (2010م). مهارات التفکیر، الطبعة الأولى، دار غیداء للنشر والتوزیع، عمان.عبیدات، ذوقان؛ وعبدالحق، کاید؛ وعدس، عبدالرحمن (2014م).البحث العلمی مفهومه وأدواته وأسالیبه، الطبعة السادسة عشر، دار الفکر، عمان.

-      الشریفی، شوقی. (1421هـ). معجم مصطلحات العلوم التربویة، الریاض: مکتبة العبیکان.

-      الصمیلی، حسن إدریس عبده (1429/1430هـ). فاعلیة برنامج إرشاد عقلانی انفعالی فی خفض السلوک الفوضوی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة بمنطقة جازان التعلیمیة، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

-      العساف، صالح محمد. (2012م). المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة، الطبعة الثانیة، دار الزهراء، الریاض.

-      عبیدات، ذوقان؛ وعبدالحق، کاید؛ وعدس، عبدالرحمن. (2014م). البحث العلمی مفهومه وأدواته وأسالیبه، ط 16، عمان: دار الفکر.

-      محمد، ربیع؛ وعامر، عبدالرؤوف (2008م). الدیمقراطیة المدرسیة، دار الیازوری العلمیة للنشر والتوزیع، عمان.

-      المساعید، مفضی عاید (2010م). المبادئ الدیمقراطیة للمدارس، الطبعة الأولى، دار جلیس الزمان للنشر والتوزیع، عمان.

-      الملحم، سامی محمد (2007م).مناهج البحث فی التربیة وعلم النفس، الطبعة الخامسة، دار المسیرة للنشر والتوزیع والطباعة، عمان.

-      حکیم، عبدالحمید عبدالمجید عبدالحمید (2015م). التعلیم الثانوی، موقع جامعة أم القرى، uqu.edu.sa.

-      وطفة، على أسع؛ وشهاب، علی (2001م). السمات الدیمقراطیة للتنشئة الاجتماعیة فی المجتمع الکویتی: دراسة فی الخلفیات الاجتماعیة لاتجاهات طلاب المرحلة المتوسطة نحو أسلوب التعامل الدیمقراطی للوالدین، مجلة العلوم والتربیة جامعة دمشق، المجلد (17) العدد الأول، ص ص 211-269.

-      حرب، رولا عبدالرحیم (2007م). تصورات طلبة جامعة النجاح الوطنیة للممارسات الدیمقراطیة لأعضاء هیئة التدریس فیها، بحث ماجستیر غیر منشور، کلیة الدراسات العلیا، جامعة النجاح الوطنیة، غزة.

-      الزیادات، ماهر مفلح (2008م). فاعلیة برنامج تعلیمی مقترح فی اکتساب طلبة الصف العاشر الأساسی للمفاهیم الدیمقراطیة فی مبحث التربیة الوطنیة والمدنیة فی الأردن، مجلة الجامعة الإسلامیة (سلسلة الدراسات الإنسانیة)، المجلد (16) العدد الثانی، ص ص 533-553.

-      الرمیضی، خالد (2010م). الممارسات التربویة الدیمقراطیة فی المدرسة الکویتیة (آراء عینة من طلبة الصف الرابع الثانوی فی دولة الکویت)، مجلة جامعة دمشق، المجلد (26) العدد الرابع، ص ص 155-213.

ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

-           Goodlad, JohnI (1984). A place Ella school: prospects for the future  (New York Mc Grownhill)www.eric.ed.gov/?id=ED236137.

-           Helwig , C. and Arnold , M. and Tan , D. and Boyd (2007).Mainland

-           Chinese and Canadian Adolescents' Judgments and Reasoning about theFairness of Democratic and Other Forms of Governmen , CognitiveDevelopment , 22 (1) p96-109.