الشفقة بالذات وعلاقتها بالمرونة النفسية لدى طالبات جامعة أم القرى بالمملکة العربية السعودية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ الصحة النفسية المشارک قسم علم النفس – کلية التربية – جامعة أم القرى

2 معيدة وباحثة في مرحلة الدکتوراه تخصص قياس وتقويم قسم علم النفس – کلية التربية – جامعة أم القرى

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى دراسة العلاقة بين الشفقة بالذات والمرونة النفسية، والتعرف على درجة الشفقة بالذات، والمرونة النفسية لدى أفراد العينة، کذلک هدفت الدراسة إلى دراسة الفروق بين مرتفعي ومنخفضي الشفقة بالذات في المرونة النفسية. ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة مقياس الشفقة بالذات من تعريب عبدالرحمن وآخرون (٢٠١٥) ومقياس المرونة النفسية من إعداد القللي (٢٠١٦)، وقد استخدم المنهج الوصفي، وطبقت الدراسة على عينة مکونة من (١٣٠) طالبة من طالبات جامعة أم القرى بکلية التربية في الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي ١٤٣٩ – ١٤٤٠ه. وقد توصلت الدراسة إلى أنّ أفراد العينة يتمتعن بالشفقة بالذات والمرونة النفسية. وکذلک توجد علاقة إيجابية دالة إحصائياً بين الشفقة بالذات والمرونة النفسية. وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مرتفعي ومنخفضي الشفقة بالذات في المرونة النفسية لصالح مرتفعي الشفقة بالذات.
The aim of this study was to study the relationship between Self-Compassion and psychological resilience, and to identify the degree of Self-Compassion and psychological resilience in the sample. The study also aimed to study the differences between the high and low Self-Compassion in psychological resilience. In order to achieve the objectives of the study, the researcher used the measure of Self-Compassion from Arabization (Abdulrahman et al., 2015) and the psychological resilience index (Kully, 2016). The descriptive approach was used. The study was applied to a sample of 130 female students from Umm Al-Qura University. The study found that the sample was particularly compassionate and psychological resilience. There is also a statistically significant positive relationship between Self-Compassion and psychological resilience. There are statistically significant differences between high and low Self-Compassion in psychological resilience for the benefit of high levels of compassion.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

الشفقة بالذات وعلاقتها بالمرونة النفسیة لدى طالبات جامعة أم القرى بالمملکة العربیة السعودیة

 

 

إعـــداد

د / سوزان بنت صدقة بن عبدالعزیز بسیونی

أستاذ الصحة النفسیة المشارک

 قسم علم النفس – کلیة التربیة – جامعة أم القرى

                           وجدان بنت ودیع بن محمد خیاط

                 معیدة وباحثة فی مرحلة الدکتوراه تخصص قیاس وتقویم

                  قسم علم النفس – کلیة التربیة – جامعة أم القرى

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الرابع جزء ثانی–  أبریل 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

مستخلص الدراسة :-

هدفت الدراسة الحالیة إلى دراسة العلاقة بین الشفقة بالذات والمرونة النفسیة، والتعرف على درجة الشفقة بالذات، والمرونة النفسیة لدى أفراد العینة، کذلک هدفت الدراسة إلى دراسة الفروق بین مرتفعی ومنخفضی الشفقة بالذات فی المرونة النفسیة. ولتحقیق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة مقیاس الشفقة بالذات من تعریب عبدالرحمن وآخرون (٢٠١٥) ومقیاس المرونة النفسیة من إعداد القللی (٢٠١٦)، وقد استخدم المنهج الوصفی، وطبقت الدراسة على عینة مکونة من (١٣٠) طالبة من طالبات جامعة أم القرى بکلیة التربیة فی الفصل الدراسی الأول من العام الجامعی ١٤٣٩ – ١٤٤٠ه. وقد توصلت الدراسة إلى أنّ أفراد العینة یتمتعن بالشفقة بالذات والمرونة النفسیة. وکذلک توجد علاقة إیجابیة دالة إحصائیاً بین الشفقة بالذات والمرونة النفسیة. وتوجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین مرتفعی ومنخفضی الشفقة بالذات فی المرونة النفسیة لصالح مرتفعی الشفقة بالذات.

الکلمات المفتاحیة: الشفقة بالذات، المرونة النفسیة

 

 

 

 

 

 

 

 



 

 

 

 

Abstract

The aim of this study was to study the relationship between Self-Compassion and psychological resilience, and to identify the degree of Self-Compassion and psychological resilience in the sample. The study also aimed to study the differences between the high and low Self-Compassion in psychological resilience. In order to achieve the objectives of the study, the researcher used the measure of Self-Compassion from Arabization (Abdulrahman et al., 2015) and the psychological resilience index (Kully, 2016). The descriptive approach was used. The study was applied to a sample of 130 female students from Umm Al-Qura University. The study found that the sample was particularly compassionate and psychological resilience. There is also a statistically significant positive relationship between Self-Compassion and psychological resilience. There are statistically significant differences between high and low Self-Compassion in psychological resilience for the benefit of high levels of compassion.

Keywords: Self-Compassion - Psychological Resilience

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة :-

یتعرض الفرد فی الحیاة الیومیة لکثیر من الظروف والمواقف الضاغطة، التی یمکن أن تؤثر سلباً على ذاته، وبالتالی تؤثر على صحته النفسیة، ولکی یحیا الفرد حیاة طیبة لابد أن یتسم بعدد من السمات الإیجابیة التی تمکنه من التعامل الإیجابی مع ذاته فی الظروف والمواقف الضاغطة؛ بحیث تصبح لدیه قدرة متوازنة لمواجهة الإحباط والفشل وکیفیة التعامل مع الذات بطریقة مناسبة.

ویُعد مفهوم "الذات" مفهوماً منظماً فی العلوم السلوکیة والاجتماعیة، وینظر إلیها کقدرة عقلیة تسمح للفرد بأخذ نفسه کموضوع للانتباه والتفکیر بوعی فیها. وتتضمن الذات خبرات الفرد عن نفسه، وأفکاره ومشاعره وإدراکه لنفسه، ومجهوده لتنظیم سلوکه. حیث تعددت المفاهیم المرتبطة بالذات التی تصل إلى أکثر من (٦٠) مفهوماً فمنها على سبیل المثال لا الحصر: مفهوم الذات Self-Concept، وتقدیر الذات Self-Esteem، وتقبل الذات                         Self-Acceptance، والشعور بالذات Self-Conscious. وفی بدایة الألفیة الثالثة؛ القرن الحادی والعشرین ظهر مصطلح "الشفقة بالذات" Self-Compassion. ویُعد مفهوم الشفقة بالذات من المفاهیم الحدیثة نسبیاً فی علم النفس، ویوصف على أنّه وسیلة إیجابیة فی توجه الفرد نحو ذاته من حیث الانتباه إلیها، والاهتمام بها، والتعامل معها بلطف عند التعرض لمعاناة ألیمة أو لفشل بدلاً من توجیه النقد اللاذع لها (عبد الرحمن وَآخرون، ٢٠١٥؛                      العاسمی، 2014؛ منصور، ٢٠١٦) وهو دلیل على الصحة النفسیة والعقلیة الإیجابیة (Morley, 2015).

ویعود هذا المصطلح إلى العالمة الأمریکیة Kristin D. Neff  فقد قدمت مقیاساً للشفقة بالذات عام ٢٠٠٣ ونظرت لمفهوم الشفقة بالذات على أنّه یتضمن بعداً أساسیاً من أبعاد البناء النفسی للفرد، وسمة مهمة من سمات الشخصیّة الإیجابیة، وحاجزاً نفسیاً من الآثار السلبیة لأحداث الحیاة الضاغطة، وذلک عندما یعیش الفرد حالة من حالات الفشل أو عدم الکفایة الشخصیّة فی حلّ مشکلاته الشخصیّة (عبد الرحمن وَآخرون، ٢٠١٥ ؛ المنشاوی، ٢٠١٦(.

 وانطلاقاً من تعریف "نیف" للشفقة بالذات، فإنه یمکن اعتبار الشفقة بالذات من المتغیرات الإیجابیة التی تعتبر مصدراً مهما للرفاهیة النفسیة. فهی ترتبط بالسعادة، والتفاؤل، والشخصیة الناضجة، وزیادة الوعی وتقبل الخبرات الوجدانیة وإدارتها على نحو جید وتعتبر أحد المتغیرات المنبئة بالصحة العقلیة والنفسیة، فهی تسهم فی اتباع نظام غذائی صحی، وتُحسن من طیب الحیاة، وتُخفض من مستوى الانفعالات السلبیة، وتُحسن من مستوى التفاؤل، وتُقوی الروابط الاجتماعیة، وتُؤدی إلى تقلیص مستویات الاجترار، وقمع الأفکار ونقد الذات. وکذلک تُحسن من دافعیة الذات للأداء (المنشاوی، ٢٠١٦؛ منصور، ٢٠١٦)

وترى نیف وماک جیهی (Neff & McGehee,2010) أنّ الشفقة بالذات هو وسیلة تکیفیة للتواصل مع الذات عند النظر فی أوجه القصور الشخصیة أو ظروف الحیاة الصعبة. ولذلک فإنّ الأفراد المشفقین بأنفسهم یختلفون عن الأفراد غیر المشفقین فی سماتهم الشخصیّة فهم ینظرون إلى أنّفسهم نظرة تفهم وانسجام وعطف بدلاً من المبالغة فی الحکم النقدی أو جلد الذات لما یحدث لهم. فهم أکثر مرونة، وأکثر انفتاحاً على خبراتهم، وأنّهم أکثر عقلانیة فی التعامل مع کلّ جوانب الخبرة السلبیة.

ومن السمات الإیجابیة التی یتصف بها المشفقون بأنفسهم هی المرونة، حیث إنّ الأفراد المشفقین على ذواتهم أکثر مرونة وأکثر انفتاحاً على خبراتهم وأکثر عقلانیة فی                التعامل مع کل جوانب الخبرة السلبیة موازنة مع الأفراد غیر المشفقین بذواتهم                                (Neff & McGehee, 2010).

فقد وجدت دراسة منصور(٢٠١٤) فروقاً بین مرتفعی ومنخفضی المرونة النفسیة فی الشفقة بالذات. فالمرونة النفسیة هی أحد المکونات الرئیسة المتممة للصحة النفسیة والتی تتضمن سلوکیات وأفکاراً واعتقادات، وأفعالاً یمکن تعلیمها وتنمیتها لدى أی شخص، فالشخصیة التی تتسم بالمرونة لدیها القدرة على التکیف والتعامل مع ظروف الحیاة المختلفة (أبو حماد، ٢٠١٧)  ویستطیع الاستجابة  الملائمة لأی تغیر فی بیئته بحیث یحقق الانسجام بین حاجاته ودوافعه من جهة وضغوطات الحیاة من جهة أخرى، وبالتالی فهو یتصرف بطریقة إیجابیة تمکنه من القیام بدوره فی الحیاة بنجاح حیث إنه یملک القدرة لیتعامل مع الواقع بالطریقة المناسبة حسب ما یقتضیه الوضع وبحسب ما تسمح به قدراته(الحمدانی، ٢٠١٧).

وترجع خاصیة المرونة إلى دینامیکیة الفرد التی یدعمها التفکیر الإیجابی والحوار والتفاعل الجید مع الآخرین.وکون أن یتسم الشخص بسمة المرونة النفسیة، لا یعنی أنه لم یتعرض للمصاعب والضغوط، فالألم الانفعالی، والحزن هی أعراض شائعة بین الأشخاص الذین یعانون من ضغوط أو شدائد فی حیاتهم، لذلک فإن الطریق الى المرونة النفسیة یتضمن الکثیر من الضیق والمعاناة، فالحیاة لیست سهلة میسرة، ولیست فی نفس الوقت مصاعب وشدائد.     (أبو حماد، ٢٠١٧).

وکما ترتبط الشفقة بالذات بالنظرة الإیجابیة والتعامل الإیجابی مع مواقف الحیاة الضاغطة، إلا انه وبحسب دراسة (Figley, 1995) فإن کثرة تعرض الفرد للمواقف الضاغطة یظهر ما یسمى بتعب الشفقة بالذات وهی نقص التعاطف وسرعة الغضب والهیجان والقلق والخوف من التعامل مع الأشخاص. لذلک لابد ان یتسم الشخص بالمرونة النفسیة حیث ترتبط المرونة النفسیة ارتباطاً إیجابیاً بالمواجهة الفعّالة مع الضغوط، وکلما کان الإنسان متحلیاً بخاصیة المرونة، کان أکثر إیجابیة فی تعامله مع ما یدور حوله، حیث إنّ النظرة الإیجابیة فی الحیاة هی التی تحدد مکانته وقیمته الاجتماعیة، لأنها سبب فی العمل والحرکة، وعامل فی الفاعلیة والعزم (أبو حماد، ٢٠١٧؛ منصور، ٢٠١٦؛ الحمدانی، ٢٠١٧).

وبما أن مفهوم الشفقة بالذات من المفاهیم الإیجابیة للصحة، فإنه یکون عاملاً مهماً فی التعرف على المرونة النفسیة لدى الأفراد الذین یتسمون بالشفقة بالذات.

مشکلة الدراسة وتساؤلاتها :-

          تعدّ المرحلة الجامعیة من المراحل المهمة فی حیاة الطلاب باعتبارها المرحلة التی تتضح فیها شخصیة الطالب وتُصقل فیها مکونات شخصیته لکی یکون إنساناً متوافقاً مع ذاته، ولدیه القدرة الکافیة على مواجهة مشکلات المرحلة التی یعیش فیها، ویواجه الطلاب فی هذه المرحلة الکثیر من المشکلات الضاغطة، والتی تتطلب منهم التعامل بمرونة مع ذواتهم للتخلص من هذه المواقف.

          وتتطلب هذه المرحلة أن یتمتع الطلاب بقدر من الشفقة بالذات والمرونة النفسیة تمکنهم من التعامل الإیجابی مع طبیعة التحدیات، والانفتاح والتحرک نحو معاناة الذات، والقدرة على تنظیم الانفعالات وإدارتها بطریقة مناسبة.

وتتضح أهمیة هذه المرحلة فی أن أغلب الدراسات تناولت المرحلة الجامعیة فی عینة دراستها مثل دراسات العبیدی (٢٠١٧) العاسمی (٢٠١٤) وَالمنشاوی (٢٠١٦) فی الشفقة بالذات، ودراسات العمری (٢٠١٧) وَالقللی (٢٠١٦) فی المرونة النفسیة.

وقد اهتمت الدراسات فی الفترة الأخیرة بدراسة المتغیرات الإیجابیة فی الشخصیة والتی تمکن الفرد من مواجهة التحدیات والصعاب أو من التقلیل من الأحداث الضاغطة التی یتعرض لها الأفراد وبخاصة فی مواقف التعلم. ومن المتغیرات التی أهتمت بها الدراسات فی الفترة الأخیرة الشفقة بالذات، کأحد المتغیرات المهمة والإیجابیة فی شخصیة الفرد، حیث تتضمن الشفقة بالذات بعداً أساسیاً من أبعاد البناء النفسی للفرد، کما أنها تعد سمة من سمات الشخصیة الإیجابیة لدى الفرد، وأحد المتغیرات المقاومة للآثار السلبیة لأحداث الحیاة الضاغطة التی یمر بها الفرد وذلک عندما یعیش الفرد حالة من حالات الفشل أو عدم الکفایة الشخصیة فی حل مشکلاته الحیاتیة (المنشاوی، ٢٠١٦).

وتعد المرونة النفسیة Resilience من الجوانب المهمة فی بناء الشخصیة السویة، حیث إنّ المرونة النفسیة من الأسالیب التی تمکن الأفراد من التوافق والتأقلم الإیجابی مع ظروف الحیاة والأحداث الضاغطة (القللی، ٢٠١٦)

وتشیر دراسة العاسمی (٢٠١٤) أنّ طلاب الجامعة الذین لدیهم میل للشفقة بذواتهم، من المتوقع أن یواجهوا القلیل من الانفعالات السلبیة، وأنّ شخصیتهم تتسم بالمرونة فی المواقف الضاغطة التی تسبب الفشل والإحباط.

وتوصلت دراسة منصور (٢٠١٦) وَ العبیدی (٢٠١٧) إلى أنه توجد علاقة بین الدرجة الکلیة للمرونة النفسیة والشفقة بالذات. وکذلک أظهرت دراسة یاسمینا (٢٠١٨) والعمری (٢٠١٧)؛ وَالعاسمی (٢٠١٤)  أنّ الشفقة بالذات والمرونة النفسیة ترتبط ارتباطاً ایجابیاً دالاً إحصائیاً بعدد من المتغیرات الإیجابیة.

ولأهمیة المرحلة الجامعیة، وکثرة المواقف الضاغطة التی یتعرض لها أفرادها، ولحداثة متغیر الشفقة بالذات وأهمیته وقلة الدراسات فی البیئة العربیة التی تناولته فمن هنا تتحدد مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیس التالی:

هل توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین الشفقة بالذات والمرونة النفسیة لدى أفراد العینة؟

ویتفرع من السؤال الرئیس عدة تساؤلات فرعیة:

  1. هل یوجد فرق دال إحصائیاً بین درجات المفحوصات على مقیاس الشفقة بالذات والقیمة الوسیطة للمقیاس؟
  2. هل یوجد فرق دال إحصائیاً بین درجات المفحوصات على مقیاس المرونة النفسیة والقیمة الوسیطة للمقیاس؟
  3. هل توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین درجات الطالبات فی الشفقة بالذات والمرونة النفسیة فی الدرجة الکلیة والأبعاد الفرعیة لدى عینة الدراسة؟
  4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات مرتفعی ومنخفضی الشفقة بالذات والمرونة النفسیة لدى عینة الدراسة؟

أهداف الدراسة :

  1. ان تتعرف الدراسة على الفرق بین درجات المفحوصات على مقیاس الشفقة بالذات والقیمة الوسیطة للمقیاس.
  2. ان تتعرف الدراسة على الفرق بین درجات المفحوصات على مقیاس الشفقة بالذات والقیمة الوسیطة للمقیاس.
  3. ان تحدد الدراسة العلاقة بین درجات الطالبات فی الشفقة بالذات والمرونة النفسیة فی الدرجة الکلیة والأبعاد الفرعیة لدى عینة الدراسة.
  4. ان تحدد الدراسة الفروق بین متوسطات درجات مرتفعی ومنخفضی الشفقة بالذات والمرونة النفسیة لدى عینة الدراسة.

أهمیة الدراسة :-

  1. أهمیة متغیر الشفقة بالذات إذ أنها من المتغیرات الحدیثة وقلة من الدراسات التی تناولت هذا المتغیر.
  2. أهمیة العینة التی تناولتها الباحثة وهن طالبات فی المرحلة الجامعیة، فهن مربیات أجیال واساس لبناء الأمة وحضارتها. فکلما کانت الشابة متعاطفة مع ذاتها رحیمة بها کلما کانت قادرة على إدارة حیاتها وتحقیق النجاح وتربیة أجیال یمکن الاعتماد علیها.
  3. أهمیة متغیرات الدراسة وهی متغیر الشفقة بالذات والمرونة النفسیة حیث تُعد من المتغیرات المهمة التی ترتبط بالشخصیة السویة ویظهر دورها فی قدرة الفرد على تحقیق ذاته وتحقیق التوافق النفسی والاجتماعی.
  4. زیادة البناء المعرفی بتوضیح العلاقة بین الشفقة بالذات والمرونة النفسیة.
  5. وبناء على نتائج الدراسة الحالیة، یمکن أن تساعد الباحثین فی إعداد برامج إرشادیة لتحسین صورة الذات، والتوافق مع الذات، وکیفیة التعامل مع الضغوط الحیاتیة التی تواجه الأفراد.

مصطلحات الدراسة الإجرائیة :-

تعریف الشفقة بالذات Self-Compassion: عرفت نیف Neff (٢٠٠٣) مفهوم الشفقة بأنه اتجاه إیجابی نحو الذات فی المواقف المؤلمة أو فی مواقف الفشل ینطوی على اللطف بالذات وعلى عدم الانتقاد الشدید لها وفهم خبراتها کجزء من الخبرة التی یعانیها اغلب الناس ومعالجة المشاعر المؤلمة فی وعی وبعقل منفتح (فی العبیدی، ٢٠١٧).

ویُعرف إجرائیاً بانه قیاس الشفقة بالذات من خلال الأبعاد التالیة: اللطف بالذات مقابل الحکم النقدی للذات، والحسّ الإنسانی المشترک مقابل العزلة، والیقظة العقلیة مقابل التوحد المفرط مع الذات.

تعریف المرونة النفسیة Psychological Resilience: تبنى (القللى، ٢٠١٦) تعریف المرونة النفسیة لکونور ودیفسین (٢٠٠٣) وهو: القدرة على التکیف مع الأحداث الصادمة والمحن والمواقف الضاغطة المتواصلة وهی عملیة مستمرة یظهر من خلالها الفرد سلوکاً تکیفیاً إیجابیاً فی مواجهة المحن، والصدمات ومصادر الضغط النفسی.

الدراسة تتبنى تعریف کونور ودیفیسین (٢٠٠٣)

حدود الدراسة :- تحددت الدراسة الحالیة من خلال:

  1. الحدود المکانیة: جامعة أم القرى.
  2. الحدود البشریة: تکونت من عینة قوامها (١٢٩) طالبة من طالبات جامعة ام القرى من کلیة التربیة.
  3. الحدود الزمانیة: تم تطبیق هذه الدراسة میدانیاً فی الفصل الدراسی الأول للعام الجامعی 143٩ – 14٤٠هـ.
  4. الحدود الإجرائیة: استخدمت الباحثة مقیاس الشفقة بالذات من إعدادNeff (2003)  تعریب محمد عبدالرحمن؛ علی العمری؛ ریاض العاسمی وَفتحی الضبع ( ٢٠١٥) و مقیاس المرونة النفسیة کونور ودیفدیسن (٢٠٠٣) وقد تم تعریب المقیاس من قبل القللى (٢٠١٦).

الإطار النظری

المحور الأول: الشفقة بالذات

          إنّ الشفقة بالذات تتضمن بعدًا أساسیًا من أبعاد البناء النفسی للفرد وسمة من سمات الشخصیة الإیجابیة وحاجزاً نفسیاً من الآثار السلبیة لأحداث الحیاة الضاغطة وذلک عندما یعیش الفرد حالة من حالات الفشل أو عدم الکفایة الشخصیة فی حل مشکلاته الشخصیة                     (العبیدی، ٢٠١٧).

          وتعمل الشفقة بالذات على توجیه الفرد لنفسه والذی یتضمن إدراک التجارب الشخصیة کفرص للوعی الذاتی والتطور، وتجعل الفرد عند مواجهة أی مشکلة قادرًا على أن یتبنى استراتیجیة تجعله یعید صیاغة المشکلة بطریقة إیجابیة بحیث تمکنه من التوافق مع الحیاة (علوان، ٢٠١٦).

          وقد اختلف العلماء فی تحدید مفهوم الشفقة؛ فعلماء النفس فی الغرب نظروا إلیه من زاویة العطف على الآخرین باعتباره خاصیة إنسانیة لفهم معاناة الآخرین، والرغبة فی عمل أیّ شیء لهم، وذلک بهدف التقلیل من شدة معاناتهم وآلامهم. فی حین رأى منظرو علم النفس البوذی أنّ الشفقة بالذات هی عنصر مهم من عناصر الصحة النفسیة، والتی تتضمن اللطف أو الرأفة بالذات، وعدم إلقاء اللوم علیها، أو انتقادها بشدة عندما یمرّ الفرد بتلک الخبرات غیر السارة (العاسمی، 2014).

تعریف الشفقة بالذات:- یتضمن مفهوم الشفقة بالذات الانفتاح والتحرک نحو معاناة الشخص ذاته، وعدم الحکم على فشله وما یعتریه من نقصان، بل التعرف على خبراته، والنظر إلیها على أنها تمثل جانباً من الخبرات البشریة المشترکة، والانفتاح والتحرک نحو معاناة الآخرین، مع الإقرار بأن جمیع البشر یخطئون، ویعتریهم النقصان (منصور، ٢٠١٦).

          ویُعرف مصطلح الشفقة  Compassion من الناحیة اللغویة بأنه الوعی والتخفیف والوقایة من الألم الانفعالی والذی نتج عن خبرات الذات والآخرین.

ویُعرف مفهوم الشفقة بالذات فی الاصطلاح بعدة تعریفات هی:

-     تُعرفه العبیدی (٢٠١٧: ٤٤) بأنه "التعامل مع الذات برحمة ولطف وتعاطف عندما تمر بخبرات مؤلمة ومحبطة وأن هذه الخبرات المؤلمة هی جزء من الخبرات التی یمر بها الأخرون، غیر مرتبط بوجهة نظر خاصة فضلاً عن معایشة الخبرة المؤلمة بشکل متوازن".

-     یُعرفها منصور (٢٠١٦ : ١١) بأنها: "موقف ذاتی یتضمن معالجة الفرد لذاته فی المواقف العصیبة التی یمر بها من خلال الدفء والفهم والوعی، والاعتراف بأن الأخطاء تمثل جانباً من الطبیعة البشریة"

-     یُعرفها المنشاوی (٢٠١٦: ١٦٢ – ١٦٣) بأنها "اتجاه إیجابی نحو الذات فی مواقف الفشل والضغوط التی یتعرض لها الفرد، وتتضمن الحنو بالذات وعدم توجیه النقد واللوم الشدید لها، وفهم خبرات الذات کجزء من الخبرات التی یعانیها غالبیة الأفراد ومعالجة المشاعر المؤلمة فی وعی الفرد بعقل منفتح"

ومن خلال عرض التعاریف فإنه یمکن تعریف الشفقة بالذات بأنه شعور داخلی واتجاه إیجابی فی التعامل مع الذات، عندما تتعرض لخبرات مؤلمة ومحبطة.

مکونات الشفقة بالذات: - تتکون الشفقة بالذات من ثلاثة أبعاد متمایزة ومتداخلة فی ذات الوقت، فالیقظة الذهنیة تساعد فی خفض الأفکار السلبیة عن الذات، وتزود باستبصار للتعرف على القواسم المشترکة مع الآخرین. واللطف بالذات تخفف من تأثیر الخبرات الوجدانیة السلبیة، وإدراک المعاناة والفشل الشخصی على أنهما قاسمان مشترکان مع الآخرین، وهذا یفرز درجة متدنیة من ذم الذات ولومها، ویساعد فی تقلیص التضخیم.

والشفقة بالذات لا تتضمن الإحساس بالأنانیة والتمرکز حول الذات، بل تشیر إلى أهمیة الأولویات الشخصیة فی مقابل مصالح الآخرین. ولذلک فهی تُقر بالفشل والمعاناة والقصور والذی یمثل جانباً من الطبیعة البشریة. کما لا یمکن رؤیة الشفقة بالذات على أنها ذریعة للرضا عن النفس، والتقوقع على الذات لتجنب المسؤولیة عن أفعال ضارة، فهذا یتنافى مع مشاعر الشفقة بالذات الحقیقیة والتی تَتطلع للکمالیة (منصور، ٢٠١٦).

وتعد الدکتورة نیف Neff هی أول من طرحت مصطلح الشفقة بالذات وهی ترى أنّ الفرد لا یشعر بالسعادة النفسیة الاّ إذا شعر بالشفقة بالذات، فالشفقة هی مصدر کل سعادة نفسیة حقیقیة للفرد، وهی تمثل موقف راض ومتقبل للجوانب غیر المرغوبة فی ذات الفرد وحیاته.

ویشیر المنشاوی (٢٠١٦)إلى أن الشفقة بالذات تتضمن بعدین هما:

-          البعد الإیجابی للشفقة بالذات ویطلق علیه الدفء الذاتی Self-Warmth ویتضمن الأبعاد الإیجابیة للشفقة بالذات وتشمل (الحنو على الذات، والإنسانیة العامة، والیقظة العقلیة)

-          البعد السلبی للشفقة بالذات ویطلق علیه البرود الذاتی Self-Coldness ویتضمن الأبعاد السلبیة وتشمل (الحکم الذاتی، والعزلة، والتوحد المفرط)

وفیما یلی عرض لمکونات الشفقة بالذات وهی:

  1. الذات الحمیمیة (اللطف بالذات Self- Kindness) فی مقابل الحکم الذاتی (انتقاد الذات Self-Judgment):

وهی حالة من فهم الفرد لنفسه فی مواقف الفشل والإحباط والمعاناة بدلاً من اصدار أحکام قاسیة علیها، وإظهار التأثیر الایجابی نحو الذات بدلاً من نقدها.

کما یتضمن هذا المکون الفهم والدفء العاطفی نحو الذات ولا سیما عندما یواجه الفرد معاناة ما أو الفشل فی تحقیق امر ما أو التعرض لمواقف ضاغطة محبطة وذلک بدلاً من نقد الذات ولومها. مما یساعد الافراد الذین یواجهون خبرات سلبیة على أن یمروا بها ویتعاملوا معها بموضوعیة.

  1. الإحساس الإنسانی (الإنسانیة المشترکةCommon Humanit ) فی مقابل العزلةIsolation:

وهی رؤیة الفرد لخبراته الخاصة على أنها جزء من الخبرة الإنسانیة وهی غیر منفصلة أو معزولة عن رؤیة الآخرین، وهی الدمج المتوازن بین الذات والآخرین.

إنّ الشفقة بالذات هی قضیة تشارکیة بین الفرد والآخرین. بحیث تسمح للفرد بأن یرى تجاربه الذاتیة وتجارب الآخرین من دون تشویه أو انفصال ویشعر الفرد عندئذ بارتباط قوی معهم ویکون واعیاً لمعاناتهم والتی هی من وجهة نظره جزء من معاناة کل فرد من الآفراد وتجربة إنسانیة مشترکة.

  1. یقظة العقلMind Fullness  فی مقابل التوحد الزائد Over-Identification :

وهی الممارسة التی یکون فیها الناس غیر مطلقین الاحکام ویکونون مدرکین ومنفتحین على أفکارهم وأفعالهم ومشاعرهم والأحاسیس المؤلمة فی اللحظة الراهنة، أی الوعی المتوازن الذی یجنب الفرد من التوحد الکامل فی الهویة الذاتیة. والیقظة العقلیة تساعد الناس على أن یغیروا طریقتهم فی التفکیر والتعامل مع خبراتهم ولا سیما المؤلمة والمسببة للضغوط النفسیة والإحباط والفشل عن طریق التأمل والتنفس بعمق، فبدلاً من الاستسلام والتألم عند مواجهة الفشل لابد من التعایش معه.

إن الیقظة العقلیة تتطلب من الشخص الشفقة بنفسه، ومراقبة أفکاره، ومشاعره السلبیة، والانفتاح علیها، ومعایشتها، بدلاً من احتجازها فی الوعی، إضافة إلى عدم إطلاق أحکام سلبیة للذات أو التوحّد المفرط مع الذات(العبیدی، ٢٠١٧؛ علوان، ٢٠١٦؛ عبد الرحمن وَآخرون،٢٠١٥؛ العاسمی، ٢٠١٤).

تشخیص الشفقة بالذات:- تختلف الشفقة بالذات عن رثاء الذات (الشفقة على الذات) Self-Pity والتی تتضمن فی طیاتها عادة الانقطاع عن الآخرین، وهؤلاء الأفراد من ذوی الرثاء بالذات مغمورون أو منهمکون فی مشاکلهم الخاصة، وینسون بأن الآخرین یتعرضون لهذه الصعوبات، وتتضمن کذلک التضخیم والمبالغة فی مدى المعاناة الشخصیة.

أما الشفقة بالذات Self-Compassion فَتعنی الانهماک فی نشاطات ما وراء المعرفیة والتی تُمکن الفرد من الانهماک فی الخبرات المرتبطة بالذات والآخرین. وتعمل على وضع الخبرات الشخصیة مطمورة فی منظور الآخر.

وتتباین الشفقة بالذات عن الرضا بالذات Self-Complacency فهی تقوم على تمکین الفرد من تکوین رؤیة واضحة لفشلة بدون الحاجة إلى أن تکون دفاعیة (المنشاوی، ٢٠١٦؛ منصور، ٢٠١٦).

سمات الأفراد المشفقین بذواتهم:- إنّ الأفراد المشفقین بذواتهم فی المواقف المؤلمة یختلفون عن الأفراد غیر المشفقین فی سماتهم الشخصیّة؛ فهم: أکثر مرونة، وأکثر انفتاحاً على خبراتهم، وأنّهم أکثر عقلانیة فی التعامل مع کلّ جوانب الخبرة السلبیة. کما أنّ الشفقة بالذات ترتبط بالسعادة، والتفاؤل، والشخصیّة الناضجة. فالأفراد المشفقون على ذواتهم عندما یمروّن بخبرات مؤلمة أو حالات من الفشل، قد ینظرون إلى أنّفسهم نظرة تفهم وانسجام وعطف بدلاً من المبالغة فی الحکم النقدی أو جلد الذات لما یحدث لهم. وترى "نیف" أنّ الشفقة بالذات هی أکثر من مجرد حبّ الذات، إنّها معایشة الخبرة الذاتیة المؤلمة بیقظة عقلیة عالیة، ومن دون مبالغة انفعالیة. ولکن عندما تسیطر الانفعالات السلبیة على الذات فی لحظات الألم، فإنّ الشفقة بالذات تفقد قیمتها وتتحول إلى الشفقة على الذات Self - Pity (العاسمی، ٢٠١٤).

وإن الافراد یسهل علیهم تشکیل الروابط الاجتماعیة بسهولة، ویترددون فی کسرها. لذلک فإنّ تکوین الروابط الاجتماعیة یُشکل عواطف إیجابیة لدى الفرد، بینما کسرها یُشکل عواطف سلبیة. وهناک بعض الظروف التی یُمکن ان تؤثر على الفرد مثل وفاة أحد عزیز علیه، الابتعاد عن المنزل للدراسة أو الوظیفة. فهذه الظروف یُمکن أن تؤثر على تکیف الأفراد معها (Crocker & Canevello, 2008)

المحور الثانی: المرونة النفسیة Psychological Resilience     

المرونة النفسیة من المفاهیم التی انبثقت أصولها من التراث النفسی الذی أولى اهتماماته بفحص الأطفال المحصنین فی مواقف الحیاة السلبیة، ومع مرور الوقت تم استبدال مصطلح المحصنین بمصطلح المرونة النفسیة، وهی القدرة على التعامل بنجاح مع المواقف الحیاتیة بالرغم من التعرض للمحن (منصور، ٢٠١٦).

إن المرونة الإیجابیة صفة ملازمة للحیاة، وهی قوة کامنة خلقها الله تعالى فی الإنسان، ولا یمکن أن تتحول إلى میزة إلا إذا فعلها بالتجربة والممارسة، وهذا یتطلب ثقة بالنفس، لذا علیه أن ینظر بمناظیر مختلفة، ویعترف بوجود وجهات نظر للآخرین مغایرة له فیتغیر فی مواقفه، وردود أفعاله، وعاداته الموروثة، فعندما یستطیع تحویل الغضب إلى صبر، والعجز والتواکل والسلبیة، إلى المبادرة والنشاط، وتحمل المسؤولیة الذاتیة، یصبح فرداً مرناً. حیث إنّ المرونة النفسیة هی قدرة الفرد على مواجهة المواقف المختلفة بکفایة والرد علیها بشکل عقلانی، وإقامة علاقات طیبة مع الآخرین، أساسها الود والاحترام المتبادل وتقبل الآخرین (القللی، ٢٠١٦).

ویشیر منصور (٢٠١٦) إلى أن المرونة النفسیة تجتذبها العدید من العوامل المتفاعلة، ومع تقدم الفرد فی العمر تمر علیه کثیر من المحن، ولکن خبرات الفرد السابقة تمکنه من اجتیاز هذه المحن بما لدیه من قدرة على التحول الشخصی ببصیرة وإحداث حالة من التوازن الحیوی النفسی.

وتشکل المرونة النفسیة سمة هامة من سمات الشخصیة بما لها دور فعال ومؤثر فی تطور النمو النفسی والاجتماعی للفرد وفی تشکیل شخصیته بشکل عام حیث تعتبر خاصیة أولیة تکشف عن نفسها فی شکل الاتزان الانفعالی لدى الفرد، وقدرة الأنا على المواجهة والتغلب على الصعوبات الانفعالیة، ولا شک أنّ الشخصیة السویة بما تتمتع به من سمات تدل على الإیجابیة متمثلة فی المرونة النفسیة توفر للفرد فرصاً للنمو والارتقاء، إذ یشکل هذا المتغیر محصلة جهد الفرد فی سعیه للاستفادة من إمکاناته وقدراته والعمل على تنمیتها لتحقیق التوافق النفسی والاجتماعی خاصة فی ظل ظروف الحیاة المعاصرة التی توصف بأنها ظروف تسبب الضیق والکدر الانفعالی (القللی، ٢٠١٦؛ أبو حماد، ٢٠١٧).

إنّ المرونة النفسیة هی عملیة تکیفیة تتضمن التفاعلات بین المخاطرة والعوامل الوقائیة على مستویات متعددة فی حیاة الفرد. ونرى أن الناس لا یستجیبون بالطریقة نفسها لمتغیرات الحیاة. ومن ثم فإن الطریقة التی قد تکون فعَّالة فی بناء أو تأسیس المرونة لشخص معین، قد لا تکون فعَّالة بالنسبة لشخص آخر. وتختلف قدرة الأفراد على مواجهة الصعوبات ومقاومة التغیرات فی البیئة المحیطة بهم. فهم لا یقاومون بالطریقة نفسها وبالدرجة نفسها. فقد تکون لثقافة الفرد تأثیرات واضحة فی طریقة تعبیره عن مشاعره وانفعالاته وفی تعامله مع المواقف وتصدیه لها (الحمدانی، ٢٠١٧).

تعریف المرونة النفسیة:- المرونة "resilience" من المصطلح اللاتینی"salive" تعنی الرجوعیة "to speing"، والرجوع إلى الحالة السویة "spring back" وهی تعد کقدرة للشفاء أو الرجوع إلى الحالة السویة بعد التعرض للحدث الضاغط(أبو حماد، ٢٠١٧) وفیما یلی تعریف المرونة النفسیة:

  • یُعرف نیل وآخرون المرونة النفسیة بأنها: خاصیة نفسیة تسمح للإنسان بالاستجابة الفعالة والتعامل مع ضغوط الحیاة (فی أبو حماد، ٢٠١٧)
  • یُعرفها منصور (٢٠١٦: ١٤) بأنها: "عملیة دینامیة یعرض فیها مهارات تکیفیة إیجابیة فی مواجهة الشدائد والمحن، والتعامل بتوافق فی مواجهة المشاکل العمیقة، والقدرة على استعادة لیاقته السابقة بعد الأزمة التی یمر بها"
  • تُعرف الجمعیة النفسیة الأمریکیة American Psychological Association المرونة بأنها "عملیة التوافق الجید والمواجهة الإیجابیة للشدائد، الصدمات، أو الضغوط النفسیة العادیة التی یواجهها البشر، مثل المشکلات الأسریة، ومشکلات العلاقات الاجتماعیة مع الآخرین، والمشکلات الصحیة، والمشکلات المالیة، وضغوط العمل، کما تعنی المرونة النفسیة القدرة على التعافی من التأثیرات السلبیة لهذه الشدائد أو الأحداث الضاغطة                 والقدرة على تخطیها أو تجاوزها بشکل إیجابی ومواصلة الحیاة بفعالیة واقتدار"                           (فی القللى، ٢٠١٦: ٢٤٨)

ومما سبق نجد أنّ جمیع التعاریف عرفت المرونة النفسیة بأنّها القدرة على مواجهة المحن والتعامل مع الذات بطریقة إیجابیة.

وبناء على ما سبق تُعرف المرونة النفسیة بأنّها القدرة على مواجهة الشدائد والمحن بإیجابیة والقدرة على التعافی من التأثیرات السلبیة، والعودة إلى الحالة السویة بعد الموقف الضاغط.

عوامل المرونة النفسیة:- هناک مجموعة من العوامل المتفاعلة التی تسهم فی تکوین المرونة النفسیة، ومن أهمها:

-        تکوین علاقات اجتماعیة والتواصل الإیجابی مع الآخرین.

-        الثقة والنظرة الإیجابیة للذات من خلال إدراکه الحقیقی لذاته وللأحداث من حوله.

-        الاحتفاظ بالقیم الروحیة والخلقیة.

-        اتخاذ القرارات الصائبة لحل المشکلات ومواجهة ضغوط الحیاة (الحمدانی، ٢٠١٧).

الدراسات السابقة :

         ‌أ-         دراسات تناولت متغیر الشفقة بالذات:

هدفت دراسة العبیدی (٢٠١٧) إلى التعرف على الشفقة بالذات لدى الطلبة، وکذلک التعرف على الفروق فی الشفقة بالذات تعزى لمتغیرات: الجنس – التخصص الدراسی – المرحلة الدراسیة. وقد قامت الباحثة ببناء مقیاس مکون من (٢٣) عبارة موزعة على (٣) محاور، وقد طبقت المقیاس على عینة مکونة من (٢٠٠) طالب وطالبة فی المرحلة الجامعیة. وقد توصلت الدراسة ان الطلبة لدیهم شفقة بالذات، کما أظهرت النتائج عدم وجود فروق فی الشفقة بالذات بین أفراد العینة وفق متغیرات: الجنس والتخصص الدراسی والمرحلة الدراسیة.

وکذلک قام علوان (٢٠١٦) بدراسة هدفت إلى معرفة مستوى شفقة الذات والشعور بالذنب، ومعرفة ما إذا کان هناک علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین أبعاد الشفقة بالذات والشعور بالذنب، ومعرفة ما إذا کانت أبعاد الشفقة بالذات تسهم فی التنبؤ بالشعور بالذنب. وقد طبق الباحث مقیاس الشفقة بالذات من اعداد Neef  وتعریب محمد السید عبدالرحمن وآخرون (٢٠١٣)، وقائمة الشعور بالذنب من إعداد جهاد علاء الدین (٢٠٠٣) على عینة مکونة من (٥٣) حدثاً بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة أبها. وقد توصلت الدراسة إلى انخفاض مستوى الشفقة بالذات وارتفاع مستوى الشعور بالذنب، کما أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین الشعور بالذنب وأبعاد الشفقة بالذات. وکذلک أظهرت النتائج أن أبعاد الشفقة بالذات تسهم فی التنبؤ بالشعور بالذنب.

وقد أسهمت دارسة العاسمی (٢٠١٤) فی الکشف عن العلاقة بین الشفقة بالذات وسمات الشخصیّة، وقد طبق الباحث مقیاس الشفقة بالذات الذی أعدته نیف Neef (٢٠٠٣) وقائمة العوامل الخمسة للشخصیة على عینة مکونة من ١٨٤ طالب وطالبة. وقد توصلت الدراسة إلى وجود علاقة إیجابیة بین الأبعاد الإیجابیة للشفقة بالذات (اللطف بالذات، الإنسانیة المشترکة، والیقظة العقلیة) وبین سمات الشخصیة (الانبساطیّة، والانفتاح على الخبرة، والمقبولیّة، والضمیر الحی)، مع وجود علاقة سلبیّة بین الحکم الذاتی وبین العزلة والتوحد مع الذات والعصابیة.

أما دراسة المنشاوی (٢٠١٦) فقد هدفت إلى فهم وتفسیر العلاقة بین الشفقة بالذات وکل من الصمود الأکادیمی والإرهاق الأکادیمی، وقد أجریت الدراسة على (٢٦٨) طالب وطالبة من کلیة التربیة بجامعة دمنهور، بإستخدام مقیاس الشفقة بالذات (الصورة المختصرة) من إعداد (Raes, Pommier,., Neff & Gucht (2011 من تعریب الباحث وقد توصلت الدراسة إلى وجود علاقة موجبة ودالة إحصائیاً عند مستوى ٠.٠١ بین کل من بعدی الشفقة بالذات (الدفء الذاتی، والبرود الذاتی) والصمود الأکادیمی، توجد علاقات دالة إحصائیاً بین بعدی الشفقة بالذات (الدفء الذاتی، والبرود الذاتی) وکل من أبعاد مقیاس الإرهاق الأکادیمی المتمثلة فی: الإجهاد الإنفعالی، والتبلد أو السخریة ونقص الفعالیة الأکادیمیة.

وقد قام(2010)  Neff & McGehee بدراسة الشفقة بالذات لدى عینة من المراهقین وقد بلغ عددهم ٢٣٥ مراهق، وعینة من الشباب بلغ عددهم ٢٨٧ شاب. وقد توصلت الدراسة ان مفهوم الشفقة بالذات یرتبط بالرفاهیة بین المراهقین والبالغین.

وکذلک قام (2008) Crocker & Canevello بدراسة هدفت إلى فحص العلاقة بین الشفقة بالذات والمساندة الاجتماعیة لدى عینة من طلاب الجامعة بلغ عددهم (١٩٩) طالباً، وتم تطبیق مقیاس الشفقة بالذات من إعداد Neff (2003)  ، وتوصلت الدراسة أن الأفراد ذوی الشفقة بالذات یمیلون لمساعدة الآخرین، ویبنون علاقات وطیدة معهم، وهذا ینعکس أیضاً على أنفسهم، ولا یسعون لتحقیق مکاسب لأنفسهم، ویتجنبون إیذاء الآخرین، ویتسمون بالوضوح، والتواصل والشعور بالقرب من الآخرین، وهم أقل صراعاً معهم.

‌ب-     دراسات تناولت متغیر المرونة النفسیة:

هدفت دراسة المهایرة (٢٠١٨) الى التعرف على مستوی الضغوط والمرونة النفسیة لدی الطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة فی الجامعة الأردنیة. تکونت عین الدراسة من (60) طالباً من ذوی الاحتیاجات الخاصة وذلک خلال العام الجامعی 2015/2016. ولأغراض الدراسة، طبق مقیاسی الضغوط النفسیة والمرونة النفسیة. وأظهرت النتائج أن مستوی الضغوط النفسیة لدی عینة الدراسة کان منخفضاً على جمیع الابعاد باستثناء البعد الجامعی الذی کان متوسطاً، أما المرونة النفسیة، فقد کانت متوسطة لدی عینة الدراسة على جمیع الابعاد باستثناء البعد الروحی والذی کان مرتفعاً.

          وهدفت دراسة یاسمینا (٢٠١٨) إلى التحقق من نوع العلاقة المترابطة بین الکفاءة الذاتیة والمرونة النفسیة لدى معلمات ریاض الأطفال قبل الخدمة فی کلیة التربیة بجامعة المنوفیة. وتکونت عینة الدراسة من 150 من طالبات معلمات ریاض الأطفال الذین تم اختیارهن بشکل عشوائی، وقد طبقت الباحثة أداة الکفاءة الذاتیة المعترف بها والتی أعدها سالی علوان (2012)، وأداة المرونة النفسیة التی أعدتها الباحثة. وأظهرت نتائج الدراسة تمتع العینة بمستوى متوسط من الکفاءة الذاتیة المعترف بها، ومستوى أعلى من المرونة النفسیة، کما أظهرت النتائج أیضا وجود علاقة إیجابیة دالة إحصائیا بین الکفاءة الذاتیة المعترف بها والمرونة النفسیة لمعلمات ریاض الأطفال قبل الخدمة.                 

          وقد قامت هالة إسماعیل (٢٠١٧) بدراسة هدفت إلى التعرف على مستوى المرونة النفسیة ومستوى الیقظة العقلیة لدى طلاب کلیة التربیة، وکذلک التعرف على العلاقة بین المرونة النفسیة والیقظة العقلیة، والکشف عن إمکانیة التنبؤ بالیقظة العقلیة من خلال المرونة النفسیة. وقد طبقت الباحثة مقیاس المرونة الإیجابیة لدى الشباب إعداد: محمد سعد عثمان (٢٠١٠)، ومقیاس العوامل الخمسة للیقظة العقلیة (إعداد: Bear, et al., 2006 ) على عینة بلغ عددهم (٢٢٣) طالباً وطالبة بکلیة التربیة بقنا. وتوصلت الدراسة إلى وجود مستویات منخفضة من المرونة النفسیة لدى أفراد العینة، ووجود مستویات أعلى من المتوسط من الیقظة العقلیة لدى أفراد العینة، وکذلک توجد علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (٠.٠١) بین المرونة النفسیة والیقظة العقلیة، کما أن الیقظة العقلیة أسهمت فی التنبؤ بالمرونة النفسیة لدى طلاب کلیة التربیة.

أما دراسة العمری (٢٠١٧) فقد هدفت إلی التعرف علی العلاقة بین المرونة النفسیة والرضا عن الحیاة لدی طالبات جامعة الأمیرة نورة بنت عبدالرحمن، وقد أجریت الدراسة علی عینة بلغت (200) طالبة من مختلف التخصصات والمستویات الدراسیة، وقد طبق علیهن مقیاس المرونة النفسیة ومقیاس الرضا عن الحیاة، وقد أسفرت النتائج علی أنه توجد علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلالة إحصائیة بین المرونة النفسیة والرضا عن الحیاة لدی أفراد العینة .

وقد قام القللى (٢٠١٦) بدراسة هدفت إلى الکشف عن خصائص البنیة العاملیة للنسخة الأمریکیة لمقیاس المرونة النفسیة فی البیئة المصریة على عینة من طلاب الجامعة، حیث طبقت النسخة المترجمة للمقیاس على عینة مکونة من (٣٧٦) طالباً وطالبة من کلیات جامعة دمیاط، وقد توصلت الدراسة من خلال نتائج التحلیل العاملی وجود خمسة عوامل للمرونة النفسیة، هی: الکفاءة الشخصیة، ومقاومة التأثیرات السلبیة، وتقبل الذات الإیجابی، والسیطرة، والإیمان بالقدر. وقد تم التحقق من الصدق الظاهری وصدق البناء للمقیاس واتضح أنّ معاملات الارتباط بین العوامل الخمسة تتراوح بین (٠.٢٦٤- ٠.٨٤٥) وجمیعها دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (٠,٠٠١). کذلک تم التحقق من ثبات المقیاس بإستخدام معادلة ألفا کرونباک حیث بلغت قیمته (٠.٨٤٠)، کما تم حساب ثبات المقیاس باستخدام معاملات الاتساق الداخلی، والتی ترواحت بین (٠.٣٢٠ – ٠.٩٤٦). وتشیر النتائج إلى تمتع المقیاس بمعاملات ثبات وصدق مقبولة.

وقام Mahmood & Abdul Ghaffar (2014) بدراسة هدفت إلى التوصل للعلاقة بین المرونة والضغوط النفسیة وجودة الحیاة، وقد تم تطبیق قائمة المرونة (من إعداد Hiew, et al., 2000). ومقیاس السعادة النفسیة (من إعداد (Kessler, et al., 1992 ومقیاس السعادة (من إعداد Lyubomirskey, 1999) على عینة تکونت من (٥٠) طالباً و (٥٠) طالبة. وقد توصلت الدراسة إلى أن هناک علاقة إیجابیة بین المرونة وجودة الحیاة، کما توجد علاقة سلبیة بین الضغوط النفسیة وجودة الحیاة، ووجود علاقة سلبیة بین المرونة والضغوط النفسیة.

واستهدفت دراسة مرشود (٢٠١٣) التعرف على مستوى المرونة النفسیة لدى عینة من طلبة المرحلة الإعدادیة. وقد بلغت عینة البحث (300) طالب من ثانویات محافظة صلاح الدین / قضاء تکریت للعام الدراسی 2012/ 2013، وقد قامت الباحثة بتطبیق مقیاس المرونه النفسیة والتی أعدها قداوی (2012) على مکونة من (300) طالب وطالبة. وقد أظهرت النتائج أن طلبة المرحلة الإعدادیة یعانون من ضعف فی مستوى المرونة النفسیة.

وأجرى (2012) Masuda & Tully دراسة لمعرفة العلاقة بین الیقظة العقلیة، والمرونة النفسیة والاکتئاب، والقلق، والضغط النفسی، والاضطرابات الجسمیة، وقد اُجریت الدراسة بتطبیق مقیاس الیقظة العقلیة (من إعداد Brown & Rayan, 2003) ومقیاس المرونة النفسیة (من إعداد (Bond & Bunce, 2003 على عینة مکونة من ٤٩٤ طالبة بجامعة ولایة جورجیا. وقد توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً بین الیقظة العقلیة والمرونة النفسیة، کما أنهما یرتبطان ارتباطاً سالباً بکل من: القلق، والاکتئاب، والضیق النفسی، والاضطرابات الجسمیة.

‌ج-      دراسات تناولت متغیری الشفقة بالذات والمرونة النفسیة:

هدفت دراسة (Ying (2009 إلى دراسة العلاقة بین المرونة النفسیة والشفقة بالذات، وقد تم تطبیق مقیاس الشفقة بالذات والاکتئاب على ٦٥ طالباً من طلاب مرحلة الماجستیر. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود ارتباط موجب بین المرونة النفسیة وکل من الیقظة الذهنیة والإنسانیة المشترکة، واللطف بالذات. ووجود ارتباط سالب بین المرونة النفسیة وکل من الإفراط فی التحدید، والعزلة، والحکم على الذات.

وقد قام منصور (٢٠١٦) بدراسة هدفت إلى معرفة الفروق بین مرتفعی ومنخفضی المرونة النفسیة فی الشفقة بالذات، والتحقق من وجود علاقات ارتباطیة بین المرونة النفسیة والشفقة بالذات، وتحدید مدى إسهام درجات الشفقة بالذات فی تفسیر درجات طلاب التربیة الخاصة فی أبعاد المرونة النفسیة. وقد استخدم الباحث مقیاس المرونة النفسیة من إعداده، ومقیاس الشفقة بالذات لـ Neef وتعریب محمد السید عبدالرحمن وآخرون (٢٠١٣) على عینة مکونة من (٢٩٨) طالباً بقسم التربیة الخاصة بکلیة التربیة- جامعة الطائف. وقد توصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائیاً بین مرتفعی ومنخفضی المرونة النفسیة فی الشفقة بالذات، وتباینت الارتباطات بین أبعاد الشفقة بالذات والمرونة النفسیة، ووجود ارتباط موجب دال إحصائیاً بین المرونة النفسیة والشفقة بالذات

التعلیق على الدراسات السابقة وأوجه الاستفادة منها:

على الرغم من عدم وجود الدراسات الکافیة التی کشفت عن طبیعة العلاقة بین الشفقة بالذات والمرونة النفسیة، إلا أن الباحثة استفادت من الدراسات السابقة فی إثراء الإطار النظری للدراسة وتحدید أدوات الدراسة وفی تفسیر نتائج الدراسة، ومن خلال عرض الدراسات السابقة التی تتعلق بمتغیری الشفقة بالذات والمرونة النفسیة تعددت الدراسات التی تناولت هذین المتغیرین مع متغیرات أخرى، ولا توجد سوى دراستین وهی دراسة منصور (٢٠١٦)                      وَYing (2009) التی وجدت العلاقة بین المرونة النفسیة والشفقة بالذات مع متغیرات أخرى ولکن تمت الدراسة على عینة من الطلاب فقط. وما یمیز هذه الدراسة انها درست العلاقة بین الشفقة بالذات والمرونة النفسیة لدى عینة من طالبات جامعة أم القرى فی تخصصات مختلفة.

منهج الدراسة : - اتبعت الباحثة فی هذه الدراسة المنهج الوصفی والذی یتناسب مع أهداف الدراسة؛ فالمنهج الوصفی یهتم ویقوم بوصف وتفسیر ما هو کائن.

         أ‌-         مجتمع الدراسة :- تکون مجتمع الدراسة من طالبات البکالوریوس فی جامعة ام القرى بکلیة التربیة، من مختلف التخصصات وهی ریاض الأطفال، والتربیة الفنیة، والتربیة الأسریة. وتربیة خاصة.

       ب‌-        عینة الدراسة : - تکونت عینة الدراسة من (١٣٠) طالبة من طالبات کلیة التربیة بجامعة ام القرى حیث تراوحت أعمارهن بین (٢٠ – ٢٥ سنة)، وقد تم اختیار العینة بطریقة عشوائیة. وقد تم تطبیق المقیاس الکترونیاً على الطالبات.

أدوات الدراسة

أ‌-           مقیاس الشفقة بالذات: - تم استخدام مقیاس الشفقة بالذات من إعدادNeff (2003)تعریب محمد عبدالرحمن؛ علی العمری؛ ریاض العاسمی وَ فتحی الضبع (٢٠١٥)

 وتکون المقیاس من (٢٦) عبارة، یشمل على ثلاثة عناصر أساسیة موزعة على (٦) أبعاد فرعیة، وهی:

أ‌-       اللطف بالذات (أحاول أنّ أکون رفیقاً بنفسی عندما تواجهنی مشکلّة ما)، فی مقابل الحکم الذاتی (عندما أمر بظروف صعبة، غالباً ما أکون قاسیاً مع نفسی لدرجة الحزم).

ب‌-     الإنسانیة العامة (المشترکة)، (عندما أشعر بالنقص فی موقف ما أُذکر نفسی بأن تلک المشاعر موجودة لدى معظم الناس) فی مقابل العزلة (یأخذنی الشعور بالعزلة عندما أفکر فی أخطائی).

ت‌-     الیقظة العقلیة (عندما یزعجنی شیء ما، أحاول أنّ أجعل انفعالاتی متوازنة) فی مقابل التوحد المفرط مع الذات (عندما أشعر بالإحباط یستحوذ على تفکیری بأن کل شیء سیء)

ویوضح الجدول (١) توزیع العبارات على الأبعاد، وتتم الإجابة علىعبارات المقیاس من خلال إجابة خماسیة تتبع طریقة لیکرت وهی على الترتیب (تنطبق تماماً- تنطبق بدرجة کبیرة – تنطبق بدرجة متوسطة – تنطبق بدرجة قلیلة- لا تنطبق تماماً)ویتم تصحیحها على التوالی (٥ ، ٤، ٣ ، ٢ ، ١ )، إذا کانت العبارة موجبة، والعکس إذا کانت العبارة سالبة. وتشیر الدرجة المرتفعة إلـى ارتفاع درجة الشفقة أو درجة الصفة التی یقیسها البعد الفرعی بینما تشیر الدرجة المنخفضة إلى أنّ المفحوص یکون أکثر قسوة على ذاته أو ینتقد ذاته فی المواقف الضاغطة..

ملاحظة: عند التعامل مع الأبعاد الفرعیة فقط تکون کل العبارات موجبة الاتجاه، لکن فی حالة التعامل مع الدرجة الکلیة یتم تصحیح عبارات الأبعاد رقم (٢ – ٤ – ٦) بطریقة عکسیة.

جدول (١) محاور وأرقام العبارات لکل بعد من أبعاد مقیاس الشفقة بالذات

ت

البعد

أرقام العبارات فی المقیاس

العبارات السالبة

عدد العبارات

١

الرحمة بالذات (اللطف بالذات)

٥ – ١٢ -١٩ – ٢٣ - ٢٦

-

٥

٢

الحکم الذاتی

١ – ٨ – ١١ – ١٦ - ٢١

-

٥

٣

الإنسانیة العامة (المشترکة)

٣- ٧ – ١٠ - ١٥

-

٤

٤

العزلة

٤ – ١٣ – ١٨ - ٢٥

-

٤

٥

الیقظة العقلیة

٩ – ١٤ – ١٧ - ٢٢

-

٤

٦

الإفراط فی التوحد

٢ – ٦ – ٢٠ -٢٤

-

٤

مجموع العبارات

 

٢٦

الخصائص السیکومتریة للمقیاس: قام مُعد المقیاس بتقنین المقیاس على عینة مصریة وأخرى سعودیة. وتم التحقق من الخصائص السیکومتریة للمقیاس:

الاتساق الداخلی: یتمتع المقیاس بدرجة جیدة من الاتساق الداخلی بین جمیع عباراته، وکذلک یتمتع المقیاس بدرجة جیدة من الاتساق الداخلی بین أبعاده، حیث ارتبطت الأبعاد السلبیة ببعضها ارتباطاً ایجابیاً، وارتبطت الأبعاد الإیجابیة ببعضها ارتباطاً إیجابیاً، بینما ارتبطت الأبعاد السلبیة بالأبعاد الإیجابیة ارتباطاً سلبیاً فی معظم الحالات.

صدق المقیاستم التحقق من صدق المقیاس عن طریق الصدق الظاهری وَحساب الصدق العاملی للمقیاس.

ثبات المقیاس:  تم التحقق من ثبات المقیاس بطریقتی ألفا کرونباخ، والتجزئة النصفیة، ویتضح أنّه یتمتع المقیاس بدرجة مقبولة من الثبات، حیث تراوحت قیم الثبات المحسوبة بطریقتی سبیرمان براون وجتمان بین (٠.٥٩ – ٠.٧٥).

الخصائص السیکومتریة للمقیاس فی الدراسة الحالیة:

صدق المقیاس :-  تم التحقق من صدق المقیاس بحساب الاتساق الداخلی، وذلک بحساب معامل ارتباط بیرسون بین درجة المفردة ودرجة المحور الذی تنتمی إلیه بعد حذف درجة المفردة من درجة المحور، وکذلک تم حساب معامل ارتباط بیرسون بین درجة المحور والدرجة الکلیة للمقیاس وذلک بعد حذف درجة المحور من الدرجة الکلیة، وجدول (٢) یوضح قیم معاملات الارتباط.

جدول (٢)  معامل الارتباط المصحح للمفردة بالدرجة الکلیة للمحور، ومعامل الارتباط المصحح لکل محور بالدرجة الکلیة لمقیاس الشفقة بالذات

المحور

رقم المفردة

معامل الارتباط المصحح للمفردة بالدرجة الکلیة للمحور الذی تنتمی إلیه

معامل الارتباط المصحح للمحور بالدرجة الکلیة

القیمة

الدلالة

القیمة

الدلالة

1- الرحمة بالذات

٥

٠.٤٤١**

٠.٠٠٠

٠.١٢٢

٠.١٦٧

١٢

٠.٣٤٦**

٠.٠٠٠

١٩

٠.٥٢٩**

٠.٠٠٠

٢٣

-٠.١٨٧*

٠.٠٣٤

٢٦

٠.٠٧٥

٠.٣٩٤

٢- الحکم الذاتی

١

-٠.٧٢١**

٠.٠٠٠

٠.٤٥١**

٠.٠٠٠

٨

-٠.٨٠٢**

٠.٠٠٠

١١

٠.٨٤٣**

٠.٠٠٠

١٦

٠.٨٠٤**

٠.٠٠٠

٢١

٠.٧٣٣**

٠.٠٠٠

٣- الإنسانیة العامة (المشترکة)

٣

٠.٤٢٤**

٠.٠٠٠

٠.٢٥٣**

٠.٠٠٤

٧

٠.٦٢٣**

٠.٠٠٠

١٠

٠.٥٩٥**

٠.٠٠٠

١٥

٠.٤٧٧**

٠.٠٠٠

٤- العزلة

٤

٠.٨٤٢**

٠.٠٠٠

٠.٢٨٧**

٠.٠٠١

١٣

-٠.٨٥٤**

٠.٠٠٠

١٨

-٠.٤٧٥**

٠.٠٠٠

٢٥

٠.٨٦٨**

٠.٠٠٠

٥- الیقظة العقلیة

٩

٠.٥٢٢**

٠.٠٠٠

٠.٣٩٦**

٠.٠٠٠

١٤

٠.٤٥٨**

٠.٠٠٠

١٧

٠.٤٩٤**

٠.٠٠٠

٢٢

٠.٢١٤*

٠.٠١٤

٦- الإفراط فی التوحد

٢

٠.٨٦٥**

٠.٠٠٠

٠.٣٠٣**

٠.٠٠٠

٦

-٠.٨٢٤**

٠.٠٠٠

٢٠

-٠.٧٧٢**

٠.٠٠٠

٢٤

-٠.٧٣١**

٠.٠٠٠

یتضح من جدول (٢) أن أغلب قیم معاملات الارتباط المصححة ارتباط کل مفردة من المفردات بالمحور الذی تنتمی إلیه بعد حذف درجة المفردة من المحور التی تم الحصول علیها تتراوح بین (٠.٣٤٦ - ٠.٨٦٨) وهی قیم أعلى من (0.3) ودالة إحصائیاً عند مستوى دلالة أقل من (0.01)، باستثناء المفردة رقم (٢٣ – ٢٢) دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة أقل من (0.0٥) ولکن معامل ارتباطها بالمحور أقل من (0.3) وبالتالی سیتم حذفها وکذلک سیتم حذف المفردة رقم (٢٦) لانها غیر دالة إحصائیاً.

وقد تراوحت قیم معاملات ارتباط کل محور من محاور المقیاس مع الدرجة الکلیة للاستبیان بعد حذف درجة المحور من الدرجة الکلیة بین (٠.٢٣٥ - ٠.٤٥١) وهی قیم دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة أقل من (0.01) مما یدل على اتساق المقیاس وتماسک بنوده. باستثناء المحور الأول *الرحمة بالذات* فإن قیمة معامل الارتباط غیر دالة إحصائیاً، ولان المحور یعتبر من المحاور الأساسیة فی مقیاس الشفقة بالذات فإنه لن یتم حذفه ولکن یُحذر من تعمیم النتائج الخاصة بهذا المحور.

وبناء على ما سبق فإنه سیتم حذف المفردات رقم ٢٢ – ٢٣ - ٢٦

ثبات المقیاس: -تم حساب معاملات الثبات لمقیاس الشفقة بالذات بطریقة الاتساق الداخلی باستخدام معامل ألفا کرونباخ کما یوضحها جدول (٤) .

جدول (4) معامل ألفا کرونباخ لمقیاس الشفقة بالذات بمحاوره الفرعیة

المحور

عدد المفردات

معامل ألفا کرونباخ

  1. الرحمة بالذات

٣

٠.٦٧٦

  1. الحکم الذاتی

٥

٠.٦٤٥

  1. الإنسانیة العامة (المشترکة)

٤

٠.٧٤١

  1. العزلة

٣

٠.٦٣٢

  1. الیقظة العقلیة

٤

٠.٦٩٩

  1. الإفراط فی التوحد

٤

٠.٥٠٥

الثبات الکلی للمقیاس

٢٢

٠.٧٥١

یُلاحظ من جدول (4) أن جمیع قیم معاملات ألفا کرونباخ للمحاور الفرعیة والمقیاس ککل قیم مقبولة، وبالتالی فإن المقیاس یتمتع بالثبات. وأثناء عملیة التحلیل الاحصائی قد تم حذف عبارة رقم ١٨ لکی یرتفع قیمة معامل الثبات فقد کان قیمة ثبات المحور ٠.٣٩٨ وأصبح ٠.٦٣٢.  ویُحذر من تعمیم النتائج فی البعد (٥-٣-٤) لان قیم معامل الثبات أقل من ٠.٧

ووفق الاتساق الداخلی والثبات لمقیاس الشفقة بالذات سیتم حذف العبارات رقم ١٨ – ٢٢ – ٢٣ – ٢٦ لتصبح عدد عبرات المقیاس ٢٢ عبارة.

       ب‌-       مقیاس المرونة النفسیة : - تم استخدام مقیاس المرونة النفسیة من إعداد کونور ودیفدیسن (٢٠٠٣) وقد تم تعریب المقیاس من قبل القللى (٢٠١٦) وتکون المقیاس فی صورته النهائیة من (٢٥) عبارة موزعة على (٥) محاور کما یوضحها جدول (٥):

جدول (٥)  محاور وأرقام العبارات لکل محور من محاور مقیاس المرونة النفسیة

ت

المحور

أرقام العبارات فی المقیاس

العبارات السالبة

عدد العبارات

١

الکفاءة الشخصیة والإصرار والتماسک

١ – ٢- ٣ – ٤- ٥ – ٦ – ٧- ٨

٢ - ٨

٨

٢

مقاومة التأثیرات السلبیة

٩-١٠- ١١ – ١٢- ١٣ – ١٤ - ١٥

-

٧

٣

تقبل الذات الإیجابی نحو التغییر والعلاقات الاجتماعیة الناجحة

١٦ – ١٧ – ١٨ – ١٩ - ٢٠

-

٥

٤

السیطرة

٢١ – ٢٢ - ٢٣

-

٣

٥

الإیمان بالقدر

٢٤ - ٢٥

-

٢

مجموع العبارات

 

٢٥

تصحیح مقیاس المرونة النفسیة: تتکون بدائل المقیاس من ٥ استجابات على مقیاس لیکرت وهی على الترتیب: (تنطبق دائماً، تنطبق أحیاناً، تنطبق إلى حد ما، نادراً ما تنطبق، لا تنطبق أبداً) ویتم تصحیحها على التوالی (٥ ، ٤، ٣ ، ٢ ، ١ )، ماعدا العبارتین (٢ – ٨) یتم تصحیحها عکسیاً.

الخصائص السیکومتریة لمقیاس المرونة النفسیة:

تم التحقق من الشروط السکومتریة لمقیاس المرونة النفسیة من خلال حساب صدق وثبات المقیاس، کالتالی:

صدق المقیاس:

 تم التحقق من صدق المقیاس باستخدام صدق الاتساق الداخلی، وأوضحت نتائج الدراسة أنّ المقیاس یتمتع بدرجة صدق مقبولة حیث تراوحت قیم معامل الارتباط بین                         (٠.٢٦٤ – ٠.٨٤٥) وجمیعها دالة عند مستوى (٠.٠٠١)

ثبات المقیاس:

تم التحقق من ثبات المقیاس باستخدام طریقة ألفا کرونباخ حیث بلغت قیمته (٠.٨٤٠) وهذا یشیر ان المقیاس یتمتع بدرجة مرتفعة من الثبات.

 

الخصائص السیکومتریة للمقیاس فی الدراسة الحالیة:

صدق المقیاس

 تم التحقق من صدق المقیاس بحساب الاتساق الداخلی، وذلک بحساب معامل ارتباط بیرسون بین درجة المفردة ودرجة المحور الذی تنتمی إلیه بعد حذف درجة المفردة من درجة المحور، وکذلک تم حساب معامل ارتباط بیرسون بین درجة المحور والدرجة الکلیة للمقیاس وذلک بعد حذف درجة المحور من الدرجة الکلیة، وجدول (٦) یوضح قیم معاملات الارتباط .

جدول (٦) معامل الارتباط المصحح للمفردة بالدرجة الکلیة للمحور، ومعامل الارتباط المصحح لکل محور بالدرجة الکلیة لمقیاس المرونة النفسیة

المحور

رقم المفردة

معامل الارتباط المصحح للمفردة بالدرجة الکلیة للمحور الذی تنتمی إلیه

معامل الارتباط المصحح للمحور بالدرجة الکلیة

القیمة

الدلالة

القیمة

الدلالة

1- الکفاءة الشخصیة والإصرار والتماسک

١

٠.٥٥٩**

٠.٠٠٠

٠.٧٠٨**

٠.٠٠٠

٢

٠.٤٣٦**

٠.٠٠٠

٣

٠.٦٨٢**

٠.٠٠٠

٤

٠.٥٠٨**

٠.٠٠٠

٥

٠.٥٥٧**

٠.٠٠٠

٦

٠.٥٧٢**

٠.٠٠٠

٧

٠.٦٤٣**

٠.٠٠٠

٨

٠.٦٦٢**

٠.٠٠٠

٢- مقاومة التأثیرات السلبیة

٩

٠.٣٤٠**

٠.٠٠٠

٠.٦٢٨**

٠.٠٠٠

١٠

٠.٢٥٢**

٠.٠٠٤

١١

٠.٤٣٤**

٠.٠٠٠

١٢

٠.٤١٨**

٠.٠٠٠

١٣

٠.٤٦١**

٠.٠٠٠

١٤

٠.٥١٠**

٠.٠٠٠

١٥

٠.٤٦٠**

٠.٠٠٠

٣- تقبل الذات الإیجابی نحو التغییر والعلاقات الاجتماعیة الناجحة

١٦

٠.٦٢٣**

٠.٠٠٠

٠.٧٠٩**

٠.٠٠٠

١٧

٠.٦٤٢**

٠.٠٠٠

١٨

٠.٣٧٤**

٠.٠٠٠

١٩

٠.٢٩٠**

٠.٠٠١

٢٠

٠٤٠٢**

٠.٠٠٠

 ٤- السیطرة

٢١

٠.٥٢٩**

٠.٠٠٠

٠.٦٧٤**

٠.٠٠٠

٢٢

٠.٥٤٣**

٠.٠٠٠

٢٣

٠.٥٥٧**

٠.٠٠٠

٥- الإیمان بالقدر

٢٤

٠.٥١٨**

٠.٠٠٠

٠.٩٤٩**

٠.٠٠٠

٢٥

٠.٥١٨**

٠.٠٠٠

یتضح من جدول (٦) أن أغلب قیم معاملات الارتباط المصححة ارتباط کل مفردة من المفردات بالمحور الذی تنتمی إلیه بعد حذف درجة المفردة من المحور التی تم الحصول علیها أعلى من (0.3) ودالة إحصائیاً عند مستوى دلالة أقل من (0.01) بإستثناء العبارة رقم                      (١٠ – ١٩) دالة إحصائیاً ولکن معامل ارتباطها أقل من ٠.٣ وبالتالی سیتم حذفها

وقد تراوحت قیم معاملات ارتباط کل محور من محاور المقیاس مع الدرجة الکلیة للاستبیان بعد حذف درجة المحور من الدرجة الکلیة بین (٠.٦٢٨ – ٠.٩٤٩) وهی قیم دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة أقل من (0.01). مما یدل على اتساق المقیاس وتماسک بنوده.

وبالتالی سیصبح المقیاس مکون من ٢٣ عبارة بعد حذف العبارة رقم ١٠ ، ١٩.

ثانیاً: ثبات المقیاس: تم حساب معاملات الثبات لمقیاس الشفقة بالذات بطریقة الاتساق الداخلی باستخدام معامل ألفا کرونباخ کما یوضحها جدول (٨)

جدول (٨) معامل ألفا کرونباخ لمقیاس المرونة النفسیة بمحاوره الفرعیة

المحور

عدد المفردات

معامل ألفا کرونباخ

  1. الکفاءة الشخصیة والإصرار والتماسک

٨

٠.٨٢٩

  1. مقاومة التأثیرات السلبیة

٦

٠.٧٠٨

  1. تقبل الذات الإیجابی نحو التغییر والعلاقات الاجتماعیة الناجحة

٤

٠.٧١٩

  1. السیطرة

٣

٠.٧٢١

  1. الإیمان بالقدر

٢

٠.٦٥٤

الثبات الکلی للمقیاس

٢٣

٠.٩٠٨

یُلاحظ من جدول (٨) أن جمیع قیم معاملات ألفا کرونباخ للمحاور الفرعیة والمقیاس ککل أعلى من ٠.٧ وهی قیم مرتفعة وهذا یؤکد ثبات المقیاس.

نتائج الدراسة وتفسیرها

النتائج المتعلقة بالإجابة عن التساؤل الأول وتفسیرها ومناقشتها:

والذی ینص على أنه "هل یوجد فرق دال إحصائیاً بین درجات المفحوصین على مقیاس الشفقة بالذات والقیمة الوسیطة للمقیاس"؟

الهدف من هذا التساؤل هو معرفة هل العینة تتمتع بالشفقة بالذات أو لا تتمتع. تم استخدام الأسلوب الإحصائی اختبار (ت) لمجموعة واحدة وتم تعیین القیمة الوسیطة= ٦٦، جدول (٩).

طریقة حساب القیمة الوسیطة= درجة الاستجابة الوسیطة x عدد المفردات = ٣ x ٢٢ = ٦٦

جدول (٩) اختبار (ت) لمجموعة واحدة والقیمة الوسیطة = ٦٦

الدرجة الکلیة للشفقة بالذات

المتوسط الحسابی

قیمة اختبار (ت)

درجة الحریة

مستوى الدلالة

٧٣.٠٩٢

٧.٢١٤ **

١٢٩

٠.٠٠٠

یتضح من جدول (٩) إنه یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة بین درجات المفحوصین لمقیاس الشفقة بالذات والقیمة الوسیطة التی تعادل ٦٦ والفرق لصالح درجات الشفقة بالذات. وهذا یعنی أن المفحوصین یتمتعون بالشفقة بالذات.

ولتوضیح مستوى الشفقة بالذات لدى المفحوصین تم حساب المدى = ١١٠ – ٢٢ = ٨٨ / ٥ = ١٧,٦ = ١٨

لا تنطبق تماماـً: ودرجاتها ما بین (٢٢ – أقل من ٤٠)

تنطبق بدرجة قلیلة: ودرجاتها ما بین (٤٠ – أقل من ٥٨)

تنطبق بدرجة متوسطة: ودرجاتها ما بین (٥٨ – أقل من ٧٦)

تنطبق بدرجة کبیرة ودرجاتها ما بین (٧٦ – أقل من ٩٤)

تنطبق تماماً: ودرجاتها ما بین (٩٤- ١١٢)

وُجد أن قیمة المتوسط الحسابی= ٧٣.٠٩٢ تقع ضمن الفئة ٥٨ – أقل من ٧٦، إی أن الشفقة بالذات تنطبق على أفراد العینة بدرجة متوسطة.

وتدل نتائج التساؤل الأول أنّ طالبات الجامعة یتمتعن بالشفقة بذواتهن، وهذه سمة إیجابیة. ومن الجید أن تتمتع الطالبات فی هذه المرحلة بالشفقة بالذات، حیث إنّها مرحلة یوجد فیها کثیر من الضغوطات، وإنّ الشفقة بالذات ترتبط بالشخصیة السویة والسعادة النفسیة فهی معززة للشخصیة وداعمة لها فی توافقها النفسی والاجتماعی.

 ونتیجة التساؤل تتفق مع دراسة (العبیدی، ٢٠١٧) إلى أن الطلبة فی المرحلة الجامعیة یتمتعون بالشفقة بالذات.

النتائج المتعلقة بالإجابة عن التساؤل الثانی وتفسیرها ومناقشتها:

والذی ینص على أنه " هل یوجد فرق دال إحصائیاً بین درجات المفحوصین على مقیاس المرونة النفسیة والقیمة الوسیطة للمقیاس"؟

الهدف من هذا التساؤل هو معرفة هل العینة تتمتع بالمرونة النفسیة أو لا تتمتع. تم استخدام الأسلوب الإحصائی اختبار (ت) لمجموعة واحدة وتم تعیین القیمة الوسیطة= ٦٩ ، جدول (١٠).

طریقة حساب القیمة الوسیطة= درجة الاستجابة الوسیطة x عدد المفردات = ٣ x ٢٣ = ٦٩

جدول (١٠)  اختبار (ت) لمجموعة واحدة والقیمة الوسیطة = ٦٩

الدرجة الکلیة

 للمرونة النفسیة

المتوسط الحسابی

قیمة اختبار (ت)

درجة الحریة

مستوى الدلالة

٩١.٥٥٤

١٨.٩٦٧ **

١٢٩

٠.٠٠٠

یتضح من جدول (١٠) إنه یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة بین درجات المفحوصین لمقیاس المرونة النفسیة والقیمة الوسیطة التی تعادل ٦٩ والفرق لصالح درجات المرونة النفسیة. وهذا یعنی أن المفحوصین یتمتعون بالمرونة النفسیة.

ولتوضیح مستوى المرونة النفسیة لدى المفحوصین تم حساب المدى = ١١٥ – ٢٣ = ٩٢ / ٥ = ١٨,٤ = ١٨

لا تنطبق أبداً: ودرجاتها ما بین (٢٣ – أقل من ٤١)

نادراً ما تنطبق: ودرجاتها ما بین (٤١ – أقل من ٥٩)

         تنطبق إلى حد ما: ودرجاتها ما بین (٧٧ – أقل من ٩٥)

تنطبق أحیاناً: ودرجاتها ما بین (٩٥ – أقل من ١١٣)

تنطبق دائماً: ودرجاتها ما بین (١١٣- ١٣١)

وُجد أن قیمة المتوسط الحسابی= ٩١.٥٥٤ تقع ضمن الفئة ٧٧ – أقل من ٩٥ إی أنّ المرونة النفسیة تنطبق على أفراد العینة.

وتدل نتائج التساؤل الثانی أنّ طالبات الجامعة یتمتعن بالمرونة النفسیة، وهذه سمة إیجابیة. ومن الجید ان تتمتع الطالبات فی هذه المرحلة بالمرونة النفسیة، حیث إنّها مرحلة یوجد فیها کثیر من الضغوطات.

النتائج المتعلقة بالإجابة عن التساؤل الثالث وتفسیرها ومناقشتها:

والذی ینص على أنه "هل توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین درجات الطالبات فی الشفقة بالذات والمرونة النفسیة فی الدرجة الکلیة والأبعاد الفرعیة لدى عینة الدراسة"؟

للإجابة على التساؤل الثالث وهو إیجاد العلاقة بین متغیری الدراسة الشفقة بالذات والمرونة النفسیة، فقد تم إیجاد العلاقة عن طریق حساب معامل ارتباط بیرسون، ویوضح جدول (١١) معامل ارتباط بیرسون بین محاور الشفقة بالذات والمرونة النفسیة، وکذلک معامل ارتباط بیرسون بین الدرجة الکلیة للشفقة بالذات والمرونة النفسیة.

جدول (11)

معامل ارتباط بیرسون لمقیاسی الشفقة بالذات والمرونة النفسیة بمحاورهما الفرعیة

              المرونة النفسیة

الشفقة بالذات.       

الکفاءة الشخصیة

مقاومة التأثیرات السلبیة

تقبل الذات الإیجابی

السیطرة

الإیمان بالقدر

الدرجة الکلیة

للمرونة النفسیة

الرحمة بالذات

٠.٤٠٥**

٠.٣٥٣**

٠.٣٢٧**

٠.٢٦٧**

٠.٢٨٣**

٠.٤٢٤**

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٢

٠.٠٠١

٠.٠٠٠

الحکم الذاتی

٠.٤٢٦**

٠.١٥٧

٠.٢٥٢**

٠.٣٤٩**

٠.٠٩٠

٠.٣٥١**

٠.٠٠٠

٠.٠٧٥

٠.٠٠٤

٠.٠٠٠

٠.٣٠٨

٠.٠٠٠

الإنسانیة العامة

٠.٣٢٣**

٠.٣٥٧**

٠.٣٦٦**

٠.٣٤٠**

٠.٣٤٣**

٠.٤٢١**

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

العزلة

٠.٣٠٠

-٠.١٨٢*

-٠.٢٤٩**

-٠.٢٦٩**

-٠.١٧٦*

-٠.٣٠١**

٠.٠٠١

٠.٠٣٨

٠.٠٠٤

٠.٠٠٢

٠.٠٤٥

٠.٠٠٠

الیقظة العقلیة

٠.٤٢٢**

٠.٤٨١**

٠.٤٩٠**

٠.٣٨٤**

٠.٢٧٣**

٠.٥٢٧**

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٢

٠.٠٠٠

الإفراط فی التوحد

٠.٢٥٦**

٠.٠٧٨

٠.١٢٩

٠.١٨٧*

-٠.١٠٠

٠.١٨٠*

٠.٠٠٣

٠.٣٨١

٠.١٤٢

٠.٠٣٣

٠.٢٥٦

٠.٠٤٠

الدرجة الکلیة

للشفقة بالذات

٠.٥٩٨**

٠.٤٣٥**

٠.٥٠٠**

٠.٥٠٨**

٠.٢٩١**

٠.٦١١ **

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠٠

٠.٠٠١

٠.٠٠٠

یتضح من نتائج الجدول (١١) وجود علاقة ارتباطیة إیجابیة وذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة أقل من (٠.٠١) بین الدرجة الکلیة للشفقة بالذات والمرونة النفسیة ویبلغ معامل الارتباط (٠.٦١١) وهو ارتباط مقبول.

وکذلک یتضح وجود علاقة ارتباطیة إیجابیة وذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة أقل من (٠.٠١) بین محاور الشفقة بالذات (الرحمة بالذات، والإنسانیة العامة، والیقظة العقلیة)، ومحاور المرونة النفسیة (الکفاءة الشخصیة، وَمقاومة التأثیرات السلبیة، وَتقبل الذات الإیجابی، وَالسیطرة، وَالإیمان بالقدر)

وکذلک یتضح وجود علاقة ارتباطیة موجبة وذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة أقل من (٠.٠١) بین محور الشفقة بالذات (الحکم الذاتی)، وَمحاور المرونة النفسیة                      (الکفاءة الشخصیة، وَتقبل الذات الإیجابی، وَالسیطرة)، وعدم وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین محور الشفقة بالذات (الحکم الذاتی)، وَمحاور المرونة النفسیة (مقاومة التأثیرات السلبیة، وَالإیمان بالقدر)

ویتضح وجود علاقة ارتباطیة سالبة وذات دلالة إحصائیة عند مستوى أقل من (٠.٠٥) بین محور الشفقة بالذات (الإفراط فی التوحد)، وَمحاور المرونة النفسیة                   (الکفاءة الشخصیة، وَالسیطرة)، وعدم وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین محور الشفقة بالذات (الإفراط فی التوحد)، وَمحاور المرونة النفسیة (مقاومة التأثیرات السلبیة، وَتقبل الذات الإیجابی، وَالإیمان بالقدر)

ویتضح عدم وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین محور الشفقة بالذات (العزلة)، وَمحاور المرونة النفسیة (الکفاءة الشخصیة، وَمقاومة التأثیرات السلبیة، وَتقبل الذات الإیجابی، وَالسیطرة، وَالإیمان بالقدر)

نتیجة التساؤل الثالث نتیجة منطقیة بأن هناک علاقة ارتباطیة دالة بین أغلب محاور الشفقة بالذات مع محاور المرونة النفسیة. والبعض الآخر من المحاور التی لم یظهر فیها ارتباط دال إحصائیاً وهی: (الحکم الذاتی، العزلة، وَالإفراط فی التوحد) وهی أساساً محاور سلبیة ومن وجهة نظری هذا سبب من أسباب عدم وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً وکذلک الارتباط السالب بین المحاور وُجد بین محاور الشفقة بالذات السلبیة مع محاور المرونة النفسیة. وهذا قد یرجع سببه إلى أنّ الأشخاص الذین تکون لدیهم مرونة نفسیة لا تکون عندهم جوانب سلبیة، بالإضافة قد یدل على أنّ الطالبة المتفوقة التی لدیها ثقة فی ذاتها لا تقف المشکلات عائقاً فی طریقها، وهی تتحلى بالسمات الإیجابیة من التحلی بالصبر، والتفکیر والمرونة.

ونتیجة التساؤل وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین الدرجة الکلیة للشفقة بالذات والمرونة النفسیة تتفق مع دراسة منصور (٢٠١٤) ودراسة (Ying (2009 .

وکذلک توصلت الدراسة إلى ارتباط المحاور الإیجابیة من الشفقة بالذات بالمحاور الإیجابیة من المرونة النفسیة ارتباطاً دالاً إحصائیا، وهذا قد یرجع أن کلًّ من المتغیرین هی متغیرات إیجابیة وتحقق الصحة النفسیة. وتُفسر کذلک أنّه قد یکون السبب أنّ طالبات الجامعة لدیهن قدر کبیر من التحکم فی ذواتهن، والتفکیر فی حل المشکلات ومواجهة الضغوطات بعقلانیة نتیجة لتمتعهن بالمرونة النفسیة. وهذه النتیجة تتفق مع العاسمی (٢٠١٤) فی أنّ الشفقة بالذات ترتبط إیجابیاً بالمتغیرات الإیجابیة، وکذلک دراسة یاسمینا (٢٠١٨) والعمری (٢٠١٧) فی أنّ المرونة النفسیة ترتبط بالمتغیرات الإیجابیة مثل الکفاءة الذاتیة، والرضا عن الحیاة، وکلها تدخل ضمن المتغیرات المکونة للشفقة بالذات. وکذلک تتفق مع دراسة إسماعیل (٢٠١٧) وَ (2012) Masuda & Tully فی وجود علاقة ارتباطیة بین المرونة النفسیة والیقظة العقلیة أحد أبعاد مقیاس الشفقة بالذات.

النتائج المتعلقة بالإجابة عن التساؤل الرابع وتفسیرها ومناقشتها:

والذی ینص على أنّه "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات مرتفعی ومنخفضی الشفقة بالذات والمرونة النفسیة لدى عینة الدراسة"؟

للإجابة على التساؤل الرابع وهو إیجاد الفروق بین متوسطات مرتفعی ومنخفضی الشفقة بالذات، تم استخدام الأسلوب الإحصائی اختبار (ت) لمجموعتین مستقلتین، والنتائج کما یوضحها جدول (١٢)

جدول (١٢) قیمة اختبار "ت" للفروق بین مرتفعی ومنخفضی الشفقة بالذات فی المرونة النفسیة

مقیاس المرونة النفسیة

مرتفعی الشفقة بالذات

منخفضی الشفقة بالذات

قیمة "ت"

الدلالة

المتوسط

العدد

الانحراف المعیاری

المتوسط

العدد

الإنحراف المعیاری

١٠٠.٢٦٣

٣٨

٩.١٦٧

٨٢.٠٥٦

٣٦

١٦.٠٨٢

-٦.٠٢٤

٠.٠٠٠

یتضح من جدول (١٢) وجود فروق دالة إحصائیاً بین مرتفعی ومنخفضی الشفقة بالذات والمرونة النفسیة لصالح مرتفعی الشفقة بالذات.

ویمکن تفسیر نتائج الدراسة فی ضوء دور إحساس الطالبة برضاها عن ذاتها وحیاتها، ویتسم تفکیرها بالشمول، ولا تؤثر فیها الأحداث السلبیة هذا یخلق لدیها قدرة على مواجهة المحن والضغوطات وأن تکون منضبطة فی تصرفاتها، وتخطط جیداً قبل القیام بالسلوک. وتتصف الطالبة بالاستقرار وعدم الغضب سریعاً ولا تقف عند انفعالاتها السلبیة بل تحاول تجاوز المحن.

وعندما تتعرض لمحن أو مواقف تکون لطیفة مع ذاتها، لا تحط من قدر ذاتها، وعندما تفشل فی موقف فإن الفشل هذا لا یؤثر فیها سلباً ولکن یدفعها للعمل، وهذا عکس الطالبات اللاتی لدیهن شفقة بالذات منخفضة.

ویشیر المنشاوی (٢٠١٦: ١٥٣) إلى أن الأفراد ذوی المستویات المرتفعة فی الشفقة بالذات یبذلون جهداً کبیراً لیکونوا أکثر فهماً لذواتهم وانفعالاتهم، ولدیهم القدرة على مواجهة أحداث الحیاة الضاغطة بشکل إیجابی.

ونتیجة التساؤل تتفق مع دراسة منصور (٢٠١٤) بأنّه توجد علاقة بین مرتفعی ومنخفضی. أحد السمات فی السمة الأخرى

توصیات الدراسة : -

-        عمل برامج تدریبیة وإرشادیة للطلاب لإثراء مفهوم الشفقة بالذات والمرونة النفسیة لدیهم من خلال تدریب الطلاب فی مواقف تدریبیة وواقعیة على مهارات الشفقة بالذات.

-        إجراء دراسة تتناول علاقة الشفقة بالذات مع المتغیرات التربویة والنفسیة الأخرى.

-        إجراء دراسة مشابهة للدراسة الحالیة على عینات مراحل عمریة مختلفة،

الدراسات المقترحة

-        دراسة الفروق بین الذکور والإناث فی الشفقة بالذات.

-        دراسة الشفقة بالذات مع بعض المتغیرات السلبیة.

-        دراسة العلاقة بین الشفقة بالذات وبعض سمات الشخصیة الإیجابیة مثل التفاؤل، والأمل والتسامح والحکمة

-        دراسة العلاقة بین الشفقة بالذات والمرونة النفسیة مع المتغیرات الدیموغرافیة.

 

 

 

 

المراجع

أ‌-      المراجع العربیة:

أبو حماد، ناصر الدین إبراهیم. (٢٠١٧). المهارات الحیاتیة: الشخصیة – الاجتماعیة- المعرفیة. عمان: دار المسیرة

الحمدانی، ربیعة مانع و منوخ، صباح مرشود (2013). مستوى المرونة النفسیة لدى طلبة المرحلة الإعدادیة وعلاقتها بالجنس والتخصص. مجلة جامعة تکریت للعلوم الإنسانیة، المجلد 20، 377 – 404.

الحمدانی، ربیعة مانع. (٢٠١٧). المرونة النفسیة والجفاف العاطفی رؤیة تربویة نفسیة معاصرة. الأردن: مؤسسة الوراق للنشر والتوزیع.

العاسمی، ریاض نایل. (٢٠١٤). الشفقة بالذات وعلاقتها ببعض سمات الشخصیّة لدى عیّنة من طلاب جامعة الملک خالد. مجلة جامعة دمشق، ٣٠ (١)، ١٧ – ٥٦

عبدالرحمن، محمد السید؛ العمری، علی سعید؛ العاسمی، ریاض نایل وَ الضبع، فتحی عبدالرحمن. (٢٠١٥). مقیاس الشفقة بالذات دراسة میدانیة لتقنین مقیاس الشفقة بالذات على عینات عربیة. القاهرة: دار الکتاب الحدیث.

العبیدی، عفراء إبراهیم خلیل. (٢٠١٧). الشفقة بالذات لدى طلبة الجامعة فی ضوء بعض المتغیرات. مجلة العلوم الاجتماعیة، (٢٦)، ٤١ – ٥٥

علوان، عماد عبده محمد. (٢٠١٦). الشفقة بالذات والشعور بالذنب لدى الأحداث الجانحین المودعین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة أبها. المجلة التربویة الدولیة المتخصصة. ٥ (٩)، ٣٨٠ – ٤٠١

العمری، نادیة (2017). المرونة النفسیة وعلاقتها بالرضا عن الحیاة لدى طالبات جامعة الأمیرة نورة بنت عبدالرحمن. مجلة الارشاد النفسی، العدد1، 49 – 57.                                         

القللى، محمد محمد السید. (٢٠١٦). البنیة العاملیة للنسخة الأمریکیة لمقیاس المرونة النفسیة فی البیئة المصریة: دراسة سیکومتریة على عینة من طلاب الجامعة. المجلة الدولیة للعلوم التربویة والنفسیة- المؤسسة العربیة للبحث العلمی والتنمیة البشریة - مصر. (٣). ٢٤٢- ٢٨٣.

  المنشاوی، عادل محمود. (٢٠١٦). نموذج سببی للعلاقات المتبادلة بین الشفقة بالذات وکل من الإرهاق والصمود الأکادیمی لدى الطالب المعلم. مجلة کلیة التربیة بالإسکندریة- مصر، ٢٦ (٥)، ١٥٣ - ٢٢٥         

منصور، السید کامل الشربینی. (٢٠١٦). المرونة النفسیة والعصابیة والشفقة بالذات والأسالیب الوجدانیة لدى طلاب قسم التربیة الخاصة. مجلة مرکز المعلومات التربویة والنفسیة البیئیة. ٤ (١٦)، ٦١ – ١٦٣

المهایرة، عبدالله سالم (2018). مستوى الضغوط النفسیة والمرونة النفسیة لدى الطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة فی الجامعة الأردنیة. مجلة دراسات للعلوم التربویة، الأردن، ٤٥ (٣٣)، 233- 248

یونس، یاسمینا (2018). الکفاءة الذاتیة المدرکة وعلاقتها بالمرونة النفسیة لدى عینة من طالبات معلمات ریاض الأطفال. مجلة التربیة لجامعة سوهاج. 2 (٥٢)، 557 - 630.  

إسماعیل، هالة خیر سناری. (٢٠١٧). المرونة النفسیة وعلاقتها بالیقظة العقلیة لدى طلاب کلیة التربیة: دراسة تنبؤیة. مجلة الإرشاد النفسی، جامعة عین شمس- مرکز الإرشاد النفسی، (٥٠)، ٢٨٧ - ٣٣٥

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع الأجنبیة:

Crocker, J., & Canevello, A. (2008). Creating and undermining social support in communal relationships: the role of compassionate and self-image goals. Journal of personality and social psychology, 95(3), 555.‏

Figley, C. R. (1995). Compassion fatigue: Secondary traumatic stress disorders from treating the traumatized. New York: Brunner/Mazel, 7

Neff, K. D., & McGehee, P. (2010). Self-compassion and psychological resilience among adolescents and young adults. Self and identity9 (3), 225-240.‏

Ying, Y. W. (2009). Contribution of self-compassion to competence and mental health in social work students. Journal of Social Work Education, 45(2), 309-323

Morley, R. H. (2015). Violent criminality and self-compassion. Aggression and violent behavior, 24, 226-240.‏

Mahmood, K., & Ghaffar, A. (2014). The relationship between resilience, psychological distress and subjective well-being among dengue fever survivors. Global Journal of Human-Social Science Research.‏14, 12-20

Masuda, A., & Tully, E. C. (2012). The role of mindfulness and psychological flexibility in somatization, depression, anxiety, and general psychological distress in a nonclinical college sample. Journal of Evidence-Based Complementary & Alternative Medicine, 17(1), 66-71

 

 

 

 

 

المراجع
أ‌-      المراجع العربیة:
أبو حماد، ناصر الدین إبراهیم. (٢٠١٧). المهارات الحیاتیة: الشخصیة – الاجتماعیة- المعرفیة. عمان: دار المسیرة
الحمدانی، ربیعة مانع و منوخ، صباح مرشود (2013). مستوى المرونة النفسیة لدى طلبة المرحلة الإعدادیة وعلاقتها بالجنس والتخصص. مجلة جامعة تکریت للعلوم الإنسانیة، المجلد 20، 377 – 404.
الحمدانی، ربیعة مانع. (٢٠١٧). المرونة النفسیة والجفاف العاطفی رؤیة تربویة نفسیة معاصرة. الأردن: مؤسسة الوراق للنشر والتوزیع.
العاسمی، ریاض نایل. (٢٠١٤). الشفقة بالذات وعلاقتها ببعض سمات الشخصیّة لدى عیّنة من طلاب جامعة الملک خالد. مجلة جامعة دمشق، ٣٠ (١)، ١٧ – ٥٦
عبدالرحمن، محمد السید؛ العمری، علی سعید؛ العاسمی، ریاض نایل وَ الضبع، فتحی عبدالرحمن. (٢٠١٥). مقیاس الشفقة بالذات دراسة میدانیة لتقنین مقیاس الشفقة بالذات على عینات عربیة. القاهرة: دار الکتاب الحدیث.
العبیدی، عفراء إبراهیم خلیل. (٢٠١٧). الشفقة بالذات لدى طلبة الجامعة فی ضوء بعض المتغیرات. مجلة العلوم الاجتماعیة، (٢٦)، ٤١ – ٥٥
علوان، عماد عبده محمد. (٢٠١٦). الشفقة بالذات والشعور بالذنب لدى الأحداث الجانحین المودعین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة أبها. المجلة التربویة الدولیة المتخصصة. ٥ (٩)، ٣٨٠ – ٤٠١
العمری، نادیة (2017). المرونة النفسیة وعلاقتها بالرضا عن الحیاة لدى طالبات جامعة الأمیرة نورة بنت عبدالرحمن. مجلة الارشاد النفسی، العدد1، 49 – 57.                                         
القللى، محمد محمد السید. (٢٠١٦). البنیة العاملیة للنسخة الأمریکیة لمقیاس المرونة النفسیة فی البیئة المصریة: دراسة سیکومتریة على عینة من طلاب الجامعة. المجلة الدولیة للعلوم التربویة والنفسیة- المؤسسة العربیة للبحث العلمی والتنمیة البشریة - مصر. (٣). ٢٤٢- ٢٨٣.
  المنشاوی، عادل محمود. (٢٠١٦). نموذج سببی للعلاقات المتبادلة بین الشفقة بالذات وکل من الإرهاق والصمود الأکادیمی لدى الطالب المعلم. مجلة کلیة التربیة بالإسکندریة- مصر، ٢٦ (٥)، ١٥٣ - ٢٢٥         
منصور، السید کامل الشربینی. (٢٠١٦). المرونة النفسیة والعصابیة والشفقة بالذات والأسالیب الوجدانیة لدى طلاب قسم التربیة الخاصة. مجلة مرکز المعلومات التربویة والنفسیة البیئیة. ٤ (١٦)، ٦١ – ١٦٣
المهایرة، عبدالله سالم (2018). مستوى الضغوط النفسیة والمرونة النفسیة لدى الطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة فی الجامعة الأردنیة. مجلة دراسات للعلوم التربویة، الأردن، ٤٥ (٣٣)، 233- 248
یونس، یاسمینا (2018). الکفاءة الذاتیة المدرکة وعلاقتها بالمرونة النفسیة لدى عینة من طالبات معلمات ریاض الأطفال. مجلة التربیة لجامعة سوهاج. 2 (٥٢)، 557 - 630.  
إسماعیل، هالة خیر سناری. (٢٠١٧). المرونة النفسیة وعلاقتها بالیقظة العقلیة لدى طلاب کلیة التربیة: دراسة تنبؤیة. مجلة الإرشاد النفسی، جامعة عین شمس- مرکز الإرشاد النفسی، (٥٠)، ٢٨٧ - ٣٣٥
المراجع الأجنبیة:
Crocker, J., & Canevello, A. (2008). Creating and undermining social support in communal relationships: the role of compassionate and self-image goals. Journal of personality and social psychology, 95(3), 555.‏
Figley, C. R. (1995). Compassion fatigue: Secondary traumatic stress disorders from treating the traumatized. New York: Brunner/Mazel, 7
Neff, K. D., & McGehee, P. (2010). Self-compassion and psychological resilience among adolescents and young adults. Self and identity9 (3), 225-240.‏
Ying, Y. W. (2009). Contribution of self-compassion to competence and mental health in social work students. Journal of Social Work Education, 45(2), 309-323
Morley, R. H. (2015). Violent criminality and self-compassion. Aggression and violent behavior, 24, 226-240.‏
Mahmood, K., & Ghaffar, A. (2014). The relationship between resilience, psychological distress and subjective well-being among dengue fever survivors. Global Journal of Human-Social Science Research.‏14, 12-20
Masuda, A., & Tully, E. C. (2012). The role of mindfulness and psychological flexibility in somatization, depression, anxiety, and general psychological distress in a nonclinical college sample. Journal of Evidence-Based Complementary & Alternative Medicine, 17(1), 66-71