تفعيل دور الجامعة في مواجهة مظاهر الانحراف الفکري المجتمعي في ضوء متطلبات تحقيق الأمن الفکري في الشريعة الإسلامية - دراسة تحليلية -

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم أصول التربية کلية التربية - جامعة جنوب الوادي

المستخلص

يهدف البحث الحالي إلى التعرف على مفهوم الأمن الفکري وأهم متطلبات تحقيقه في الشريعة الإسلامية ، وأيضاً التعرف على مفهوم الانحراف الفکري وأهم مظاهره في ضوء الشريعة الإسلامية ، وکذلک التعرف على تأثير التعليم الجامعي في الحد من مظاهر الانحراف الفکري المجتمعي في ضوء أدبيات التربية ، کما يضع البحث تصوراً مقترحاً لتفعيل دور الجامعة في مواجهة مظاهر الانحراف الفکري المجتمعي في ضوء متطلبات تحقيق الأمن الفکري في الشريعة الإسلامية .
واعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي للکشف عن المتطلبات النظرية اللازمة لتحقيق الأمن الفکري في ضوء الشريعة الإسلامية ، وأيضاً تحليل مظاهر الانحراف الفکري في ضوء الشريعة الإسلامية ، ثم تحليل و تفسير هذه المعلومات ، والخروج منها باستنتاجات ذات دلالة ومعنى تفيد في وضع تصور مقترح لتفعيل دور الجامعة کمؤسسة تعليمية وتربوية لمواجهة مظاهر الانحراف الفکري المجتمعي بالاستعانة بمتطلبات تحقيق الأمن الفکري في ضوء الشريعة الإسلامية .
وأوصت الدراسة بضرورة توفير بيئة جامعية أکثر أمناً ، وبناء منظومة جامعية متکاملة لتطوير المفاهيم المتعلقة بمتطلبات تحقيق الأمن الفکري في الشريعة الإسلامية لدى الشباب ، ونشر العلم الشرعي المستقى من القرآن الکريم والسنة النبوية بين طلاب الجامعة ، لحمايتهم من الأفکار الفاسدة والمنحرفة .
The current research aims to identify the concept of intellectual security and the most important requirements of it in Islamic law, and also to identify the concept of intellectual deviation and its most important manifestations in the light of Islamic law, as well as to recognize the effect of university education in reducing the manifestations of intellectual deviation in the light of the literature of education. A proposed vision to activate the role of the university in the face of manifestations of intellectual deviation in the community in light of the requirements of achieving intellectual security in Islamic law .
  The research was based on the analytical descriptive approach to uncover the theoretical requirements necessary to achieve intellectual security in the light of Islamic law, and also to analyze the manifestations of intellectual deviation in the light of Islamic law, and then analyze and interpret this information. As an educational and educational institution to confront the manifestations of intellectual deviation in society using the requirements of achieving intellectual security in the light of Islamic law .
The study recommended the need to provide a safer university environment and to build an integrated university system to develop concepts related to the requirements of achieving intellectual security in Islamic law among young people and to disseminate the forensic science derived from Islamic law among university students.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

تفعیل دور الجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة

-         دراسة تحلیلیة  -

 

 

إعـــداد

د/ آمـــال محمــد إبراهیـــم

مدرس بقسم أصول التربیة

کلیة التربیة - جامعة جنوب الوادی

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الخامس–  مایو 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

الملخص

یهدف البحث الحالی إلى التعرف على مفهوم الأمن الفکری وأهم متطلبات تحقیقه فی الشریعة الإسلامیة ، وأیضاً التعرف على مفهوم الانحراف الفکری وأهم مظاهره فی ضوء الشریعة الإسلامیة ، وکذلک التعرف على تأثیر التعلیم الجامعی فی الحد من مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء أدبیات التربیة ، کما یضع البحث تصوراً مقترحاً لتفعیل دور الجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة .

واعتمد البحث على المنهج الوصفی التحلیلی للکشف عن المتطلبات النظریة اللازمة لتحقیق الأمن الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة ، وأیضاً تحلیل مظاهر الانحراف الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة ، ثم تحلیل و تفسیر هذه المعلومات ، والخروج منها باستنتاجات ذات دلالة ومعنى تفید فی وضع تصور مقترح لتفعیل دور الجامعة کمؤسسة تعلیمیة وتربویة لمواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی بالاستعانة بمتطلبات تحقیق الأمن الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة .

وأوصت الدراسة بضرورة توفیر بیئة جامعیة أکثر أمناً ، وبناء منظومة جامعیة متکاملة لتطویر المفاهیم المتعلقة بمتطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة لدى الشباب ، ونشر العلم الشرعی المستقى من القرآن الکریم والسنة النبویة بین طلاب الجامعة ، لحمایتهم من الأفکار الفاسدة والمنحرفة .

الکلمات الافتتاحیة : الجامعة – الانحراف الفکری – الأمن الفکری – الشریعة الإسلامیة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 Summary

The current research aims to identify the concept of intellectual security and the most important requirements of it in Islamic law, and also to identify the concept of intellectual deviation and its most important manifestations in the light of Islamic law, as well as to recognize the effect of university education in reducing the manifestations of intellectual deviation in the light of the literature of education. A proposed vision to activate the role of the university in the face of manifestations of intellectual deviation in the community in light of the requirements of achieving intellectual security in Islamic law .

  The research was based on the analytical descriptive approach to uncover the theoretical requirements necessary to achieve intellectual security in the light of Islamic law, and also to analyze the manifestations of intellectual deviation in the light of Islamic law, and then analyze and interpret this information. As an educational and educational institution to confront the manifestations of intellectual deviation in society using the requirements of achieving intellectual security in the light of Islamic law .

The study recommended the need to provide a safer university environment and to build an integrated university system to develop concepts related to the requirements of achieving intellectual security in Islamic law among young people and to disseminate the forensic science derived from Islamic law among university students.

Opening words: University - intellectual deviation - intellectual security - Islamic law

 

 

 

مقدمة

یتمیز العصر الحالی بالتقدم السریع والتطور المستمر فی المعرفة ووسائل الاتصال بکافة أنواعها ، مما أدى إلى نشأة المجتمعات المفتوحة ، وأصبح العالم الیوم قریة صغیرة ، فجعل من الصعب على أی دولة أن تعیش بمعزل عما یحدث فی العالم مهما کانت قوتها البشریة والسیاسیة والاقتصادیة .

ولکن أکدت دراسة ( الوشاحی ، 2015 ) على أن التقدم الهائل فی وسائل الاتصال الاجتماعیة واستخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعی ، أدى إلى ازدیاد سرعة انتشار الأفکار على الصعید الإقلیمی والدولی، وأصبح من السهل ترویج وانتشار الأفکار الهدامة المزعزعة للأمن الفکری ، تمهیداً لانحراف فکری واستغلال لتنفیذ أعمال إرهابیة فی مجتمعات عانت من مشکلات حادة فی الأمن الفکری .

مما جعل العالم الیوم یعیش فی عصر تتباین فیه الاتجاهات الفکریة ، ویشهد صراعاً فکریاً ، یأخذ مدى بعیداً فی توجیهه ، بل إن هناک جهات شتى تنأى به عن الجادة القویمة إلى الانحرافات الفکریة والغلو والتعصب فی محاولة لتحویل التوجه الفکری والثقافی إلى الصدام والتعصب والحزبیة ، وقد عانت المجتمعات العربیة والإسلامیة عامة والمجتمع المصری خاصة من هذه الصراعات .

ویُعد الأمن الفکری مرتکزاً مهماً لجوانب الأمن الأخرى ، و أن أی اضطراب فی الأمن المحسوس یسبقه اضطراب فی الأمن الفکری ، وما یُلاحَظ الیوم من انتشار الفتن وفقدان الأمن وظهور الفرق وحصول القلاقل ، والاعتداء على الناس فی عقولهم وأنفسهم وأموالهم ، فضلاً عن تشویه صورة الإسلام وتنفیر الناس منه وإلصاق الأعمال الإرهابیة به وهو منها بریء ، ما هو إلا نتیجة الانحراف الفکری واضطراب الأمن الفکری ( الجحنی ، 2006 : 185 ) .

ویرتبط الأمن الفکری بالعقل الذی هو میزان الإنسان الذی یحفظ صاحبه من الوقوع فی الأفکار الخاطئة ویصل بصاحبه إلى بر الأمان من خلال حمل العقیدة السلیمة والمبادئ  والقیم الصادقة الأصیلة ( الحارثی ، 2009 : 25 ) ، وإذا امتلک الفرد الأمن الفکری فإنه یشعر بالاستقرار والتوازن النفسی فی حیاته ، لأنه یحمی عقله ویحفظه من الأفکار الدخیلة والمؤثرات الفکریة المنحرفة التی تسعى إلى هدم الفرد والمجتمع إلى حد سواء ( الأیوبی ، 2008 :                 109 ) .

کما یمثل الأمن الفکری حصناً منیعاً للفرد لما یمکن أن یهدد شخصیته الإسلامیة وتکاملها مع محیطه البیئی والاجتماعی الذی یعایشه ، ومن ثم فهو یعمل على درء الأخطار عن ذاته وعمن حوله ، بل یعمل الأمن الفکری على تحصین النفس بالمبادئ الأخلاقیة والسلوکیة التی تعمل على حفظ هذه الشخصیة وحریتها ( الحیدر ، 2001 : 341 ) .

کما یمثل الأمن الفکری المدخل الأساسی للإبداع والتطور والنمو لحضارة المجتمع وثقافته ، وعلیه فان تحقیقه داخل أی مجتمع یمثل حمایة للمجتمع بصفة عامة وللشباب بصفة خاصة ( محمد ، 2013 : 8 ) .

وقد أصبح الاهتمام بالأمن الفکری أکثر إلحاحا ًمن ذی قبل ، نتیجة لما تتعرض له المجتمعات من تهدیدات وأخطار فکریة تؤثر على المجتمع ومکوناته العقدیة والثقافیة ، ویُعتبر انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف فی العالم الیوم دلیل على ضعف الأمن الفکری ، کما أن تعزیز الأمن الفکری فی المجتمعات الغربیة تعتمد بشکل کبیر على قدرة المجتمع والقائمین على تحقیق الأمن الفکری فی التصدی للاتجاهات السلبیة والفکریة ، وعلى تحصین الشباب بالأفکار الصالحة التی تجعلهم یتعایشون مع محیطهم الذی یعیشون فیه بأمان واطمئنان                              ( Brok,2009:6 ) .

کما تتضح أهمیة الأمن الفکری للشباب لما نراه الیوم من تشتت فی الأفکار ، وتأرجح فی فکر الشباب ما بین تبعیة وانحلال أو تزمت وغلو لما تعانیه الأمة من ظروف قاسیة ، وضغوط جبارة ، فإن الشباب بأمس الحاجة إلى تحصین عقولهم وتبصیرهم بوسیلة التعامل مع متغیرات هذا العصر وتحدیاته ، وقد یحصل لهم ذلک عن طریق الأمن الفکری الذی یُعد هاجساً أمنیاً لکل المجتمعات ، لذا فإن الأمر یتطلب التدخل الوقائی والعلاجی من قِبل المؤسسات التربویة ( نور ، 2008 : 12 ) .

وتُعد المؤسسات التربویة التعلیمیة من أولى الجهات المعنیة بالحفاظ على الأمن والاستقرار فی المجتمعات ، کما أن استثمار عقول الشباب واجب وطنی یشترک فیه جمیع الأفراد والمؤسسات والهیئات فی المجتمع ، فعندما تتعرض أی أمة لأزمة أو خطر ما فإنها تتجه بشکل مباشر إلى التربیة باعتبارها هی المعنیة بتکوین المفاهیم والقیم والمثل العلیا الصحیحة وتحقیقها فی أذهان الناشئة ( البرعی ، 2002 : 2 ) ، کما أوصى ( العسلی ، 2010 : 97 ) بضرورة توظیف إمکانیات وزارتی : التربیة والتعلیم ، والثقافة والإعلام  المادیة والمعنویة فی غرس القیم الفاضلة والأخلاق الحمیدة ، وترسیخ مبدأ الأمن الفکری وتعمیق الوعی بالانتماء الدینی الایجابی للشباب ، کما أوجب ( العقون ، 2012 : 115 ) على مؤسسات التنشئة الاجتماعیة والتربویة أخذ الحیطة والحذر لأن الصراع فی المستقبل لن یکون بالأسلحة النوویة وفی ساحات القتال ، بل سیکون بنشر الفکر المنحرف وصراع الأفکار .

والجامعة کإحدى المؤسسات التربویة تقوم بوظائف حیویة داخل المجتمع وهی التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع ، وهذه الأهداف وُجدت فی الأساس لتنمیة الشخصیة الإنسانیة والوطنیة وبلورتها وتطویرها من خلال توعیة أفراد المجتمع بشکل عام والشباب بشکل خاص ، وتنویرهم وتکوین مفاهیم علمیة تسعى لتکریس التعددیة الفکریة والدیمقراطیة والعدل الاجتماعی والحریات العامة فی ظل المتغیرات والمستجدات الطارئة ( الهذیلی ، 2013 : 13 ) .

کما تُعد المرحلة الجامعیة مرحلة حاسمة ومصیریة ، حیث تتحدد من خلالها حیاة وأهداف الشباب ، وبالتالی فإن المؤسسة الجامعیة تتحمل عبئاً کبیراً فی توجیه الشباب وتعدیل أفکارهم وسلامة معتقداتهم ، لأنها تمثل عقل المجتمع وقلبه النابض بمشکلاته وحاجاته ، مما یتطلب إعطاء الأمن الفکری أهمیة قصوى من حیث ترسیخ مفهومه وأهمیته ، ومواجهة التحدیات بفکر مستنیر ، وذلک من خلال المناهج والمقررات والأنشطة التی تساعد على تنمیة الأمن الفکری وغرس الروح الوطنیة والقومیة وتدعیمها ، وتعلیمهم کیف یتعاملون بفکر واع مع قضایا الواقع الحالی بما یعتریه من تغیرات ( Richardson,2006,159) ، کما یرتکز دورها على تنشئة الشباب فکریاً بهدف القضاء على الانحراف الفکری وذرائع الاستقطاب ، مع إعلاء قیمة العمل والمشارکة المجتمعیة ، وتعزیز اجتماع الکلمة ووحدة الصف والحفاظ على هویة المجتمع ( سلیمان ، 2015 : 41 ) .

وقد وضعت الشریعة الإسلامیة منهجاً متکاملاً فی الأمن الفکری الذی تعد سلامته سبباً فی أمن المجتمع واستقراره ، حیث دعا الله إلى صیانة هذا الفکر من الانحراف ، ووجهه نحو التفکر فی الکون والتأمل فی مظاهره ، فقد قال تعالى : ﴿ الَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَیَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَکَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( آل عمران : 191 ) ، کما قال تعالى : ﴿ وَسَخَّرَ لَکُمْ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ جَمِیعًا مِنْهُ إِنَّ فِی ذَٰلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ ( الجاثیة : 13 ) ، کما حصنه بالعقیدة الصحیحة التی توجه سلوکه نحو الخیر ، فقد قال تعالى : ﴿ لَا إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ قَدْ تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَیِّ  فَمَنْ یَکْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَیُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَکَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ﴾ ( البقرة : 256 ) .

ولقد اتخذت الشریعة الإسلامیة منهج التوازن سبیلاً لتهذیب النفس البشریة ، فالتطرف الصاعد یؤدی إلى السفه والطغیان ، والتطرف الهابط یؤدی إلى الضعف والهوان ، ولذلک شرع الإسلام ما یضمن توازن المتطلبات الإنسانیة والفکریة واعتدالها من خلال ما یسمى الآن بالأمن الفکری ( الأسمر ، 2008 : 277 ) .

لذا یجب على التربیة الإسلامیة الیوم أن تواجه تحدیات العولمة الثقافیة ، وأن تعمل على دحر التعصب بکل أشکاله وتنوعاته الطائفیة والعشائریة ، کما یجب أن تواجه العنف والإرهاب والتسلط ، وان تحسم مسألة الحداثة والمعاصرة ، وفق نظریة تربویة إسلامیة نقدیة متفتحة جدیدة یمکنها مواجهة هذه التحدیات .     

ولما کانت الجامعة من بین المؤسسات التربویة والتعلیمیة المنوط بها إعداد النشء وصیاغة شخصیته ، لذا برزت الحاجة الماسة لدراسة متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة ، ثم بناء تصور مقترح لکیفیة تعزیزه داخل الجامعات المصریة لتقوم بدورها فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری داخل المجتمع المصری .

مشکلة البحث

إن التحدیات التی تواجهها المجتمعات الإسلامیة کثیرة ، ولعل أبرزها ما یتعلق بالأمن الفکری ، حیث أن انتشار ظاهرة الانحراف الفکری والبعد عن الاعتدال فی التفکیر کان سبباً مباشراً فی ظهور الفتن والصراعات وتعدد المذاهب الفکریة والاتجاهات ، وهذا ما یُضعف قوة الأمة وعزتها ، ویهدد کیانها وفقدها أمنها واستقرارها ، فیعم الخوف والاضطراب .

وقد أکد ( الجحنی ، 2000 ) على أن مفهوم الأمن الفکری فی الإسلام أکثر عمقاً وشمولا ً لارتباطه بالسیر على النهج الربانی ، مؤکداً على أهمیة الأمن الفکری فی حیاة الإنسان على أساس أن الأمن الفکری واضح المعالم فی الإسلام ، وأنه یسعى إلى حمایة عقل الإنسان وفکره ، وأن الانحراف الفکری من أشد أنواع الانحرافات ، وأوصى بضرورة مواجهته لخطورته على أمن الدول والمجتمعات .

کما أظهرت دراسة ( القرارعة ، 2005 ) أهمیة دراسة دور الإسلام فی حمایة الفکر الإنسانی ، والتی تشمل تحصین النفس البشریة بالأفکار الصالحة التی تحقق أمن الأفراد والمجتمعات ، ومواجهة الأخطار الداخلیة والخارجیة التی تحدق بالنفس البشریة ، کما أن الأمن الفکری فی الإسلام یمتاز بعدد من الخصائص ، کونه مفهوم إلهی یسمو بالإنسان نحو تحقیق أمنه النفسی والفکری والتی ینعکس على أمن مجتمعه والعالم أجمع ، وأوصت أیضاً دراسة                  ( شریخ ، 2014 ) بضرورة الوقوف على الإجراءات الوقائیة لمهددات الأمن الفکری فی مساق الثقافة الإسلامیة .

کما توصلت دراسة ( اللویحق ، 2005 ) إلى أن العقل هو الهدف الأول الذی یعمل الدین الإسلامی على حفظه ، وأن الأمن الفکری هو القاعدة التی تعمل على حفظ هویة الأمة ، وأن الصراعات الفکریة المنحرفة کفیلة بتدمیر الأمم والجماعات ، کذلک أوصت دراسة                         ( البربری ، 2009 ) بأهمیة ترسیخ العقیدة الإسلامیة الصحیحة والتمسک بثوابتها ، وشیوع ثقافة التسامح والإصلاح معاً ، والعمل على تنمیة قیم الانتماء والمواطنة للحفاظ على الهویة الثقافیة .

وعلى الرغم من العنایة البالغة التی أولاها الإسلام للأمن بصفة عامة وللتربیة الأمنیة الفکری بصفة خاصة ، مازال شبابنا فی العالم الإسلامی یعانی من عدة مشکلات أمنیة فکریة تؤدی به إلى الانحراف الفکری ( عباس ، 2007 ) .

وقد توصلت دراسة ( البکر ، 2012 ) إلى أن التهدیدات الأمنیة بکافة صورها إنما تنطلق من فکر منحرف یدفع بعض الجماعات والأفراد إلى تبنی رؤى وتصورات ومعتقدات معینة تبرر لهم القیام بأعمال عنف تهدد أمن المجتمع لتحقیق أهدافهم ، ومن هنا فإن قضیة الأمن الفکری تعد قضیة وجود وبقاء للمجتمع .

وتواجه التربیة بمختلف مؤسساتها فی العصر الحالی العدید من التحدیات والمتغیرات التی تؤدی إلى الإخلال بالأمن الفکری ، وفی مقدمتها وسائل الاتصال الجماهیریة التی تسهم فی سرعة انتشار الأفکار ووصولها إلى جمیع المجتمعات ، واستهداف فئة الشباب باعتبارها الأکثر تأثراً .

فقد أکد ( الأهدل ، 2009 ) على ضرورة تبنی إستراتیجیة تربویة متکاملة للحفاظ على عقول الشباب ، وتحصینهم ثقافیاً من خلال المعلومات الصحیحة التی تزید الوعی الأمنی والثقافی ، وذلک لإبعادهم عن الوقوع فی الجریمة والخروج على الأنظمة والقیم والعادات والتعالیم الدینیة السلیمة .

وقد ظهرت فی الآونة الأخیرة العدید من الدعوات الجادة التی تنادی بضرورة مشارکة أفراد المجتمع ومؤسساته کافة فی توفیر الأمن بصفة عامة والأمن الفکری بصفة خاصة ، ومن ضمنها المؤسسات التعلیمیة ، وعلى رأسها الجامعات بحکم التصاقها بالنشء ، ودورها المهم فی بناء العنصر البشری ( الحارثی ، 2009 ) .

وتعد الجامعة من أهم مؤسسات المجتمع التی ینبغی أن تقوم بدور رائد فی تحقیق الأمن الفکری ، لأنها تتعلق بأهم مرحلة عمریة وهی مرحلة الشباب بما تمثله من تغیرات کبیرة فی الشخصیة ، وبما یمتلکه الشباب من خصائص ربما تنعکس سلباً علیه وعلى المجتمع مثل : الاندفاع والتهور وسهولة الانقیاد ، فقد أشارت دراسة ( الفقی ، 2009 ) إلى أن التعلیم الجامعی أشد ارتباطاً بما یحدث فی المجتمع ، فالنضج العقلی والاجتماعی والنفسی والثقافی لطلابه یجعلهم یتأثرون بما یحیط بهم أکثر من تأثر طلاب مراحل التعلیم الأخرى ، فهم بالتالی معرضون أکثر من غیرهم للتطرف الفکری ، من هنا وجب الاهتمام بهم والعنایة بتحصینهم لیکونوا جداراً مانعاً ضد من یحاول استمالتهم للتطرف المنحرف . 

ویزداد دور الجامعات فی العصر الحالی – عصر العولمة – الذی تذوب فیه القیم ، وتنحل فیه الأخلاق ، وتتصارع فیه الأفکار والمفاهیم ، وتکثر فیه الاتجاهات والایدولوجیات ، ویقع على عاتق الجامعة التزامات تتجاوز ما عداها من مراحل تعلیمیة ( هندی ، 2005 ) ، فقد أشارت دراسة ( محمد ، 2013 ) إلى ضرورة تنمیة استعدادات وقدرات الطلاب الجامعیین على مواجهة التحدیات التی تواجه مجتمعهم ، وتعزیز السلوکیات التی تقود الطلاب نحو مسایرة رکب الحضارة ، والخروج بفکر إسلامی وطنی معاصر یحافظ على الثوابت ویؤمن بالتطویر .

وقد أکد على ذلک ( أبو عراد ، 2010 ) حین توصل فی دراسته إلى وجود العنف بدرجة عالیة لدى طلاب الجامعات ، حیث یفتقر معظمهم إلى الفکر الرشید والسلوکیات الایجابیة ، الأمر الذی یزداد خطورة على هویتهم الوطنیة والإسلامیة ، وأکد أیضاً                          ( الخثلان ، 2017 ) على أن خطر التطرف الفکری انتشر بین الشباب الجامعی ، وأصبح مهدداً للأسرة والمجتمع .

کما توصلت دراسة ( حسین ، 2014 ) إلى قیام شباب الجامعات فی الفترة الماضیة بالکثیر من المشاهد العبثیة الدخیلة ، من تخریب وحرق للکلیات ، واقتحام مکاتب العمداء وأعضاء هیئة التدریس ، وهم بمثابة عقول غررت بها دعاوی مشبوهة فی ظل غیاب کامل لسیاق قیمی ومعرفی کان من المفترض أن تقوم به مؤسسات معنیة باحتواء الشباب ولکنها آثرت دور الغائب الحاضر .

وأوصت دراسة ( شلدان ، 2013 ) بضرورة تفعیل دور الجامعات لتعزیز الأمن الفکری لدى طلبتها ، وتحصینهم من الفکر المشوه ، وتعزیز الفکر الصحیح لدى طلابها ، وضرورة الاهتمام بالأنشطة الطلابیة التی تعزز الفکر الصحیح لدى الطلاب ، وتشجیعهم بالمشارکة فیها.

یتضح مما سبق أن المجتمعات الإسلامیة صارت تواجه تحدیاً حقیقیاً یتمثل فی انتشار العنف والتطرف الفکری بین الشباب الجامعی ، لذا تعتبر حاجة الجامعات العربیة لمواجهة هذا التطرف والانحراف الفکری المجتمعی بالاستعانة بمتطلبات تحقیق الأمن الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة من أبرز الحاجات وأهمها فی العصر الحالی ، لأن الدوافع المتعددة لممارسة الجرائم المنتشرة فی العالم تنطلق من فکر الإنسان وماهیة تصوراته وقناعاته .

 وبناءًا على ما سبق تتحدد مشکلة البحث فی التساؤلات التالیة :

1- ما مفهوم الأمن الفکری وما أهم متطلبات تحقیقه فی الشریعة الإسلامیة ؟

2- ما مفهوم الانحراف الفکری وما أهم مظاهره فی ضوء الشریعة الإسلامیة ؟

3- ما تأثیر التعلیم الجامعی فی الحد من مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء أدبیات التربیة ؟

4-ما التصور المقترح لتفعیل دور الجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة ؟

أهداف البحث

      یسعى هذا البحث إلى تحقیق الأهداف التالیة :

1- التعرف على مفهوم الأمن الفکری وأهم متطلبات تحقیقه فی الشریعة الإسلامیة.

2- التعرف على مفهوم الانحراف الفکری وأهم مظاهره فی ضوء فی الشریعة الإسلامیة .

2- التعرف على تأثیر التعلیم الجامعی فی الحد من مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء أدبیات التربیة .

3- بناء تصوراً مقترحاً لتفعیل دور الجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة .

أهمیة البحث

     تکمن أهمیة البحث فیما یلی :

1- إبراز أهمیة الجامعات ومسؤولیاتها فی تحقیق الأمن الفکری لمواجهة أخطر الظواهر الانحرافیة والمفاهیم والتصورات الخاطئة .

2- الحاجة الملحة إلى التربیة الصحیحة المنبثقة من الشریعة الإسلامیة ، وإبراز التعالیم التربویة الإسلامیة الزاخرة بکل المبادئ والقیم الضروریة للتربیة الراشدة ، والأسس التربویة المثمرة التی تجعل من الفرد المسلم إنساناً صالحاً فاعلاً فی مجتمعه ، خاصة أن المجتمع العربی الإسلامی یواجه تغیرات فی المفاهیم واختلافاً فی التصورات جعلت من بعض أفراده عامل هدم وتدمیر وإرهاب وفساد .

3- الفائدة التی تعود على القادة والإداریین والمهتمین برسم السیاسات والاستراتیجیات التعلیمیة الجامعیة وتفعیلها لتعزیز الأمن الفکری ، ومواجهة الانحراف الفکری المجتمعی من خلال التصور المقترح المُقدم .

4- إثراء دور الإرشاد الأکادیمی الجامعی لتعزیز ثقافة الأمن الفکری لدى طلبة وطالبات الجامعة ، فضلاً عن وقایتهم من الانحراف الفکری الذی لا یتفق مع الشریعة الإسلامیة ومعاییر المجتمعات العربیة الإسلامیة التی یعیشون فیها .

5- حاجة المیدان التربوی والثقافی إلى معرفة مفهوم الأمن الفکری فی ضوء أدبیات التربیة ، وتفعیله فی المجتمعات العربیة الإسلامیة لمواجهة الانحراف الفکری .

6- بیان المؤثرات السلبیة على فکر الشباب الجامعی وکیفیة تفادیها والسیطرة علیها .

7- تخریج شباب جامعی یعتز بدینه ، ویحافظ على استقلال مجتمعه ، ویساهم فی تطوره الحضاری ، ویستطیع الصمود أمام کل التحدیات الفکریة .

منهج البحث

اعتمد البحث على استخدام المنهج الوصفی التحلیلی ، حیث أکد ( الجحنی ،                 2007 : 3 ) على أن هذا المنهج یُعد من أکثر المناهج مناسبة لهذا النوع من الدراسات ، لما له من مزایا عدیدة أهمها عدم اقتصاره على جمع المعلومات والمعارف عن موضوع البحث بل تحلیل و تفسیر هذه المعلومات ، والخروج منها باستنتاجات ذات دلالة ومعنى تفید فی تقدیم حلول واقعیة لمشکلة البحث ، فاستخدم البحث هذا المنهج للکشف عن المتطلبات النظریة اللازمة لتحقیق الأمن الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة ، وأیضاً تحلیل مظاهر الانحراف الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة ، ثم تحلیل و تفسیر هذه المعلومات ، والخروج منها باستنتاجات ذات دلالة ومعنى تفید فی وضع تصور مقترح لتفعیل دور الجامعة کمؤسسة تعلیمیة وتربویة لمواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی بالاستعانة بمتطلبات تحقیق الأمن الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة .

مصطلحات البحث

     یتناول البحث تعریف المصطلحات التالیة :

الدور :

عرفه ( أبو زید ، 2004 : 237 ) بأنه : مجموعة من الحقوق والواجبات المرتبطة بوضع اجتماعی معین ، کما عرفه ( عوض ، 2017 : 255 ) بأنه : السلوک المتوقع من الفرد والآخرین منه ، وهذه التوقعات تتأثر بفهم الفرد والآخرین للحقوق والواجبات المرتبطة بمکانته الاجتماعیة ، وحدود الدور تتضمن تلک الأفعال التی یتقبلها المجتمع فی ضوء مستویات السلوک فی الثقافة ، کما عرفته ( العنانی ، 2013 : 166 ) بأنه : مجموعة من الواجبات المترتبة على الفرد الشاغل لوظیفة معینة .

ویمکن تعریفه إجرائیاً فی ضوء طبیعة البحث الحالی بأنه : مجموعة الواجبات والمسئولیات والمهام والإجراءات الإداریة والتنظیمیة التی تقوم بها الجامعة لتعزیز الأمن الفکری المنبثق من تحقیق متطلباته من واقع الشریعة الإسلامیة لدى طلابها وطالباتها لمواجهة مظاهر الانحراف الفکری ، وذلک من خلال مسئولیتها التربویة والمجتمعیة .

الأمن الفکری :

عرفه ( الربعی ، 2009 : 9 ) بأنه : التفاعل المشترک والتدابیر والنشاط بین الدولة والمجتمع ، للعمل على تجنب أفراد الدولة والجماعات شوائب عقائدیة أو فکریة أو نفسیة ، تکون سبباً فی انحراف سلوک وأفکار وأخلاق الأفراد عن القیم الاجتماعیة والمثل العلیا فی المجتمع ، کما عرفه ( الشافعی ، 2004 : 37 ) بأنه : الشعور بالسلامة والاطمئنان واختفاء أسباب الخوف على حیاة الناس ، کما عرفه ( الأتربی ، 2011 : 170 ) بأنه : الحفاظ على سلامة ونقاء الفکر والمعتقدات لدى الأفراد مع القدرة على توجیههم إلى البحث والمعرفة وبیان طرق التفکیر الصحیح ، کما عرفه ( الأکلبی وأحمد ، 2009 : 11 ) بأنه : حمایة الأفراد والمجتمعات من أی تهدید أو خطر سواء کان داخلیاً أو خارجیاً ، والتی تؤدی إلى هز القناعات الفکریة أو الثوابت العقدیة لدیهم .     

ویمکن تعریفه إجرائیاً فی ضوء طبیعة البحث الحالی بأنه : تحصین الجامعة کمؤسسة تعلیمیة وتربویة لعقول طلابها وطالباتها من خلال توعیتهم وغرس القیم والمعتقدات الصحیحة لدیهم ، بهدف توجیه سلوکهم ، بما یحقق أمن المجتمع واستقراره فی جوانب الحیاة کافة .

الانحراف الفکری :    

عرفه ( الخطیب ، 2015 : 12 ) بأنه : المیل لأفکار معینة واعتناقها والإیمان بها رغم أنها تخالف ما اُتفق علیه من قوانین ، وما اشتهر من أعراف کأسس العدل والحریة والمساواة ، کما عرفه ( السحیبانی ، 2008 : 12 ) بأنه : الخروج عن الحد الشرعی الذی حدده الله تعالى فی کتابه أو على لسان رسوله صلى الله علیه وسلم  وأجمع العلماء على تحریمه .     

ویمکن تعریفه إجرائیاً فی ضوء طبیعة البحث الحالی بأنه : العدول والمیل عن الفکر الصحیح ومجاوزة الحد الشرعی إفراطاً وتفریطاً .

الشریعة الإسلامیة :

معنی الشریعة الإسلامیة عند ( السعدی ، 2013 : 1/304 ) هو : ما نَزل به الوَحی على مُحمّد صلى الله علیه وسلّم من الأحکام التی تُصلِح أحوال الناس فی الدنیا والآخرة سواءً فی ذلک الأحکام العقائدیّة، أو الأحکام العملیّة، أو الأخلاق.

کما عرفها ابن حزم بقوله : " الشریعة هی ما شرعه الله تعالى على لسان نبیه مُحمّد صلى الله علیه وسلّم فی الدیانة ، وعلى ألسنة الأنبیاء علیهم السلام قبله ، والحکم منها للناسخ " ( ابن حزم الأندلسی ، 2004 : 1/421 ) .

کما عرفها ابن تیمیة بأنها " کتاب الله وسنة رسوله ، وما کان علیه سلف الأمة فی العقائد والأحوال والعبادات والأعمال ، والسیاسات والأحکام ، والولایات والعطیات " ( ابن تیمیة ، 2012 : 19/ 308 ) .

کما عرفها ( الزرقا ، 2004 : 1/30 ) بأنها : مجموعة الأوامر والأحکام الإعتقادیة والعملیة التی یوجب الإسلام تطبیقها لتحقیق أهدافه الإصلاحیة فی المجتمع .

وأیضاً عرفها ( القطان ، 2001 : 15 ) بأنها : ما شرعه الله لعباده من العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحیاة ، فی شعبها المختلفة ، لتحقیق سعادتهم فی الدنیا والآخرة . 

ویمکن تعریفه إجرائیاً فی ضوء طبیعة البحث الحالی بأنه :  کل ما شرعه الله عز وجل لعباده على الأرض من أحکام وقواعد ونظم وأوامر ، سعیاً لتحقیق الغایة المتمثلة فی الحیاة بأفضل صورة ، أو إقامة الحیاة على أساس متین، وتحدید الطریق الصحیح لتمکین الناس من تحقیق مصالحهم بصورة سلیمة.

الدراسات السابقة

     یتناول البحث الحالی العدید من الدراسات السابقة التی یمکن تحدیدها فیما یلی :

أولاً : الدراسات العربیة

فیما یلی مجموعة من الدراسات العربیة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالیة ، ومرتبة وفق حداثتها من الأحدث إلى الأقدم :

1- دراسة ( الزبون والغنیمین وآخرون ، 2018 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور أعضاء الهیئة التدریسیة فی الجامعة فی تعزیز مفاهیم الأمن الفکری لدى طلبتها من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس ، واتبعت الدراسة المنهج المسحی التحلیلی ، وأشارت النتائج إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة تعزیز الأمن الفکری من وجهة أعضاء الهیئة التدریسیة تبعاً لمتغیری : الرتبة الأکادیمیة والخبرة ، ویوجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة تعزیز الأمن الفکری من وجهة أعضاء الهیئة التدریسیة تبعاً لمتغیر العمر ، وأوصت الدراسة بضرورة تضمین المفاهیم المتصلة بالأمن الفکری وخاصة الوسطیة والاعتدال فی الإسلام ، وإجراء المزید من الدراسات التربویة حول الأمن الفکری من حیث أبعاده ومنطلقاته وتطبیقاته فی المؤسسات التربویة والتعلیمیة ، والتأکید على تفعیل أدوار المؤسسات التربویة فی تعزیز الأمن الفکری .

2- دراسة ( السنانی ، 2018 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور معلمی المرحلة الثانویة فی معالجة التطرف الفکری من وجهة نظر مدیری المدارس الحکومیة بالمملکة العربیة السعودیة ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وأظهرت النتائج أن تقدیرات مدیری المدارس الثانویة لأدوار معلمی المرحلة الثانویة فی معالجة التطرف الفکری کانت عالیة .

3- دراسة ( الشهوان ، 2018 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على فاعلیة إستراتیجیة المعلم فی دعم مبدأ الوسطیة وتعزیز الأمن الفکری بین الواقع والمأمول ،  واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن واقع ما یمارسه المعلم من استراتیجیات لدعم مبدأ الوسطیة وتعزیز الأمن الفکری لا یلاءم التحدیات التی تواجه المجتمع الإسلامی ، وحاجة المعلمین إلى نموذج عملی لدعم مبدأ الوسطیة وتعزیز الأمن الفکری ، وأوصت بضرورة إعداد برامج تثقیفیة للمعلمین تلقی الضوء على مفهوم واستراتیجیات دعم مبدأ الوسطیة وتعزیز الأمن الفکری .

4- دراسة ( العزام ، 2018 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور التعلیم الجامعی فی تعزیز الأمن الفکری من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس فی جامعة حائل ،  واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى وجود درجة مرتفعة فی دور التعلیم الجامعی فی تعزیز الأمن الفکری من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس فی جامعة حائل ، ووجود درجة مرتفعة فی الصعوبات التی تواجه التعلیم الجامعی فی تعزیز الأمن الفکری من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بالجامعة ، وأوصت الدراسة بضرورة حرص أعضاء هیئة التدریس فی الجامعات على إلقاء محاضرات للطلاب لتعزیز الأمن الفکری لدیهم .

5- دراسة ( الوحش ، 2018 ) : هدفت الدراسة إلى بناء تصور مقترح لتفعیل دور أعضاء هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب ، وذلک من خلال الوقوف على أهم الآلیات المقترحة لتفعیل دور أعضاء هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن قضیة التطرف الفکری وتزعزع الأمن من القضایا التی لا یمکن التعامل معها بالمحاولات الفردیة والاجتهادات الشخصیة ، وإنما من خلال العمل المؤسسی الجماعی ، وأن دور عضو هیئة التدریس برغم أهمیته لا زال فی حاجة إلى الدعم والتفعیل لیقوم بالدور الایجابی نحو تعزیز الأمن الفکری فی عقول طلابه .

6- دراسة ( بن خلیوی ، 2018 ) : هدفت الدراسة إلى الکشف عن طبیعة العلاقة بین الأمن الفکری والتسامح لدى طلبة الجامعة ، وکذلک التعرف على الفروق بین طلبة الجامعة فی متغیرات الدراسة وفقاً لمتغیری الجنس والتخصص ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیه طردیة بین الأمن الفکری والتسامح لدى طلبة الجامعة ، وأوصت الدراسة بضرورة اهتمام الجامعات بشکل عام بتعزیز مستویات الأمن الفکری لدى طلابها ، وضرورة تنمیة قدرات الطلاب المعرفیة والفکریة بما یعزز مهارات التسامح لدیهم من خلال المشارکة والحوار .

7- دراسة ( عبد الحسین ، 2018 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الجامعات فی حمایة وتعزیز الأمن الفکری لدى طلبتها ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن دور الذکور أکثر فاعلیة من الإناث من حیث مزاولة مختلف الأنشطة العلمیة والثقافیة التی تقوم بها الجامعة وتهدف من خلالها إلى حمایة وتعزیز الأمن الفکری لدى طلبتها ، وأوصت الدراسة بضرورة الاستفادة من التجارب العالمیة المتقدمة فی مجال مواجهة الانحرافات الفکریة وتعزیز الأمن الفکری فی المجتمع ، وإعادة رسم السیاسات والخطط الجامعیة بشکل تکاملی بین الجامعة بحیث تساهم فی صنع حالة من التوازن بین الجامعة والمجتمع .

8- دراسة ( عوید ، 2018 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور المناهج الجامعیة فی معالجة التطرف الفکری من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس فی جامعة الکویت ،  واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی تقدیرات أعضاء هیئة التدریس لدور المناهج الجامعیة فی معالجة التطرف الفکری تعزی لمتغیرات الرتبة الأکادیمیة والخبرة والجنس ، وأوصت الدراسة بضرورة إعادة النظر فی تقدیم القیم لمعالجة التطرف الفکری فی المناهج الجامعیة بشکل یحقق المزید من الاستمراریة .

9- دراسة ( الخثلان ، 2017 ) : هدفت الدراسة إلى وضع تصور جدید لتأمین الشباب إلکترونیاً فی المرحلة الجامعیة ضد أفکار التطرف الفکری الذی أصبح ینتشر بشکل ملحوظ بین فئة الشباب ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى وضع مبادرات لکل من الأسرة ، والجامعة المجتمع ، للتغلب على الآثار السلبیة لأدوات التواصل الإلکترونی ، وأوصت الدراسة بضرورة تطبیق التصور المقترح وإنشاء مراکز للتوعیة الفکریة للقیام بدورها فی توعیة الشباب وتحصینهم ضد الأفکار المتطرفة .

10- دراسة ( عدوان ، 2017 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور مجالس الطلبة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلبة الجامعات ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، والمنهج البنائی التطوری لبناء التصور المقترح لتطویر دور مجالس الطلبة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلبة الجامعات ، وأوصت الدراسة بضرورة توعیة الطلبة بالأمن الفکری وخطورة الغلو والتطرف فی الدین ، وضرورة تفعیل الحوار والمناقشة بین الطلبة ، وتقبل الرأی والرأی الآخر من أجل تعزیز الأمن الفکری .

11- دراسة ( عوض ، 2017 ) : هدفت الدراسة إلى تحدید دور أخصائی الجامعة فی تعزیز الهویة الوطنیة لدى الشباب الجامعی ، وتحدید الآلیات التی یستخدمها الأخصائی الاجتماعی لتعزیز الأمن الفکری لدى الشباب ،  واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن غالبیة أفراد عینة الدراسة غیر مهتمین بأنشطة جماعات لجان الاتحاد والاشتراک فیها وترکیزهم على التحصیل الدراسی استعداداً للتخرج ، إضافة إلى عدم وجود معلومات کافیة عن الأمن الفکری لدى أخصائی الجامعة .

12- دراسة ( محسن ، 2017 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على معنى الأمن الفکری وأهمیته فی القرآن والسنة ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن الإخلال بالأمن الفکری یؤدی إلى تفرق الأمة شیعاً وأحزاباً ، فتذهب هیبة الأمة ویتشتت شملها ، وأن عدم التمسک بالوسطیة والجنوح إلى أحد طرفی الإفراط أو التفریط سبب فی ضیاع الدین وهلاک الأنفس ، وأوصت بضرورة تعضید دور التربیة الإسلامیة فی إصلاح الفکر الإنسانی ، لأن صلاحه صلاح للأمن الفکری للمجتمع .

13- دراسة ( منصور ، 2017 ) : هدفت الدراسة إلى تقییم الدور الذی یجب أن تقوم به الجامعة لتحقیق الأمن الفکری من وجهة نظر الطلاب وأعضاء هیئة التدریس ، واعتمدت الدراسة على منهج تحلیل النظم ، وأوصت الدراسة بضرورة تغییر طرق التعلیم بالجامعة بحیث تقوم على الحوار والنقاش ، وتدریب الطلاب على ممارسة النقد والتحلیل والاستنتاج ، کما أوصت الدراسة بضرورة قیام أعضاء هیئة التدریس بالجامعة بتحقیق مفاهیم الانتماء والمشارکة السیاسیة الایجابیة ، وضرورة تقییم الأنشطة الطلابیة بصورة دوریة ، وإجراء دراسات تقویمیة شاملة للمناهج التی تدرس بالجامعة لمعرفة مواکبتها للتحدیات الفکریة الحدیثة .

14- دراسة ( طاشکندی ، 2016 ) :  هدفت الدراسة إلى التعرف على دور المناهج التعلیمیة والمعلمین فی تعزیز الأمن الفکری فی نفوس الطلاب والمعوقات التی تواجهه عند أدائه لدوره ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وأظهرت النتائج أن تقدیرات المعلمین لدور المناهج التعلیمیة والمعلمین فی تعزیز الأمن الفکری کانت متوسطة .

15- دراسة ( نصر ، 2016 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الإدارة المدرسیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المعاهد الثانویة بمحافظة الغربیة من خلال تفاعلها مع : الأسرة – المعلم – الأنشطة الطلابیة ، والوقوف على الأسالیب التربویة التی تطبقها الإدارة المدرسیة لتعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وأوصت الدراسة بضرورة الإسهام فی تعزیز الأمن الفکری لطلاب المرحلة الثانویة الأزهریة من خلال جهود علماء الأزهر الشریف ومفکریه ، للحفاظ على عقول الشباب من الغزو الفکری وتحصینهم ثقافیاً من خلال المعلومات الصحیحة ، کما أوصت الدراسة بضرورة دعم الجهود وتکثیفها لمراقبة شبکة الانترنت ومتابعة المواقع الالکترونیة والبرید الالکترونی ومقاهی الانترنت لإیجاد نوع من التوازن بین حریة تبادل المعلومات وحمایة الفرد وخصوصیته .

16- دراسة ( الحوشان ، 2015 ) : هدفت الدراسة إلى تحدید مفهوم واضح للأمن الفکری ومعرفة مدى مسئولیة المناهج المدرسیة والمعلمین فی معالجة التطرف الفکری من وجهة نظر المعلمین ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، ولم تظهر أی فروق دالة إحصائیاً فی درجة تقدیر المعلمین لدور المناهج المدرسیة ودورهم فی معالجة التطرف الفکری تعزی لمتغیری المؤهل العلمی أو الخبرة .

17- دراسة ( الزبون والعنزی ، 2015 ) : هدفت الدراسة إلى اقتراح أسس تربویة لتطویر مفهوم الأمن الفکری لدى طلبة المرحلة الثانویة من وجهة نظر المعلمین ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وأظهرت نتائج الدراسة أن واقع مفهوم الأمن الفکری الکلی لدى طلبة المرحلة الثانویة جاء بدرجة متوسطة ، وأن درجة الصعوبات التی تواجه تطویر مفهوم الأمن الفکری جاءت بدرجة مرتفعة ، کما أن درجة الأهمیة للأسس التربویة المقترحة لتطویر مفهوم الأمن الفکری جاءت ضمن الدرجة المرتفعة ، وأوصت الدراسة بالاستفادة من الأسس التی خلصت إلیها الدراسة من أجل بناء منظومة متکاملة لتطویر مفاهیم الأمن الفکری لدى الطلبة تشترک فیها جمیع مؤسسات التنشئة الاجتماعیة .

18- دراسة ( الزیوت وربابعة ، 2015 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على منهج القرآن فی التحصین الفکری ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن المصدر الرئیسی للتفکیر هو الکتاب والسنة ، وهو مصدر معصوم من الزلل والخطأ ، وهو المعیار الذی یُعرف به التفکیر السلیم الصحیح من غیره ، وأن العبادة لله تُحصن الفکر وتبنیه بناءًا سلیماً ، وأن القرآن وضع الأسس التی تضبط علاقة المسلمین وتفاعلهم مع غیرهم ، وأوصت بأن تکون مبادئ وأسس التربیة الإسلامیة ذات الأولویة الأولى فی التحصین الفکری لأبناء أفراد الأمة الإسلامیة .

19- دراسة ( الکریبانی ، 2015 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الأمن الفکری فی الوقایة من الجریمة ، وتحدید أسالیب وآلیات تعزیز دور الأمن الفکری فی الوقایة من الجریمة فی المجتمع الکویتی ، واعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعی ، وتوصلت الدراسة إلى أن دور الأمن الفکری فی الوقایة من الجریمة جاء بدرجة مرتفعة ، وأوصت الدراسة بضرورة العمل على نشر ثقافة الأمن الفکری بین الطلبة فی الجامعات والمدارس .

20- دراسة ( المعیذر ، 2015 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على أثر شبکات التواصل الاجتماعی على الأمن الفکری لدى طالبات الجامعة ، وأدوار الاتصال الحدیثة فی تنمیة حریة التعبیر عن الرأی لدى طالبات الجامعة ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن الآثار التربویة لاستخدام شبکات التواصل الاجتماعی لدى طالبات الجامعة کانت ایجابیة بدرجة کبیرة ، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة ترجع لمتغیر المستوى الدراسی .

21- دراسة ( إبراهیم ، 2015 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على مفهوم الحصانة الفکریة وأنواعها ، ووسائل تحقیقها وتنظیمها فی السنة النبویة ،  واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن سلامة الفکر الإنسانی تمثل أساساً جوهریاً للدعوة الإسلامیة ، فهی حجر الأساس لنشر الدین الإسلامی الصحیح ، کما أن الحصانة الفکریة تحفظ المجتمع المسلم من التشوه الفکری الذی یستهدف العقیدة والأخلاق ، کما أن أهم عناصر الحصانة الفکریة فی السنة النبویة تتمثل فی التقوى وإعمال العقل وحفظه بالتفقه بعلوم الشریعة من مصادرها الأصلیة ، وأوصت الدراسة بضرورة التعرف على اتجاهات الشباب الفکریة والثقافیة ومناقشتها ، وتعریة اتجاهات الفکر المتطرف المریض .

22- دراسة ( أبو جبر ، 2014 ) :  هدفت الدراسة إلى التعرف على درجة ممارسة أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة الإسلامیة بغزة فی تعزیز مبدأ الوسطیة لدى طلبتهم ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وقدمت الدراسة صیغة مقترحة لتفعیل دور أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة الإسلامیة بغزة فی تعزیز مبدأ الوسطیة ، وأوصت الدراسة بضرورة التمسک بالقرآن والسنة والاقتداء بالأنبیاء والرسل ، وضرورة تربیة الطلبة على ترسیخ مفهوم الحوار ومبادئه وآدابه وفق رؤیة إسلامیة صحیحة .

23- دراسة ( الثوینی ومحمد ، 2014 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على مفهوم الأمن الفکری والعولمة ، وبیان أبرز تحدیات العولمة التی تواجه المعلم الجامعی فی تحقیقه للأمن الفکری لطلاب الجامعة ، ومعرفة واقع الممارسات التی یقوم بها المعلم الجامعی فی تحقیقه للأمن الفکری لطلاب الجامعة ، والمعوقات التی تواجهه فی تحقیقه للأمن الفکری لطلاب الجامعة ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى ضعف قدرة المعلم الجامعی على التواصل مع طلابه من خلال التقنیات الحدیثة ومواقع التواصل الاجتماعی ، وأوصت الدراسة بضرورة تضمین المقررات الدراسیة لمفاهیم الأمن الفکری وقیمه ، ومناقشة الطلاب فی أبرز التهدیدات والتحدیات التی تواجه الأمن الفکری .

24- دراسة ( شلدان ، 2013 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور کلیات التربیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلبتها وسبل تفعیله ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات الاستجابات تعزی لمتغیر المستوى المدرسی ، وأوصت الدراسة بضرورة تفعیل دور کلیات التربیة  بالجامعات الفلسطینیة لتعزیز الأمن الفکری .

25- دراسة ( محمد ، 2013 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الجامعة فی تعزیز مفهوم الأمن الفکری لدى طلاب الجامعات ، وإبراز دور عضو هیئة التدریس لتفعیل الأمن الفکری ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى حرص أعضاء هیئة التدریس على تربیة الطلاب التربیة الفکریة الصالحة من خلال ترسیخ مبادئ الوسطیة والاعتدال فی معتقداتهم وأفعالهم وأقوالهم .

26- دراسة ( فارس ، 2012 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وأظهرت نتائج الدراسة أن الأمن الفکری أصل شرعی حتى لا یقع الفرد فیما یغضب الله ، کما أن للأمن الفکری وسائل لتحقیقه مستمدة من مبادئ الشریعة الإسلامیة ، وأیضاً له معاییر وضوابط ، کما أن للانحراف الفکری أسباباً یمکن علاجها فی ضوء کتاب الله وسنة رسوله صلى الله علیه وسلّم ، وأوصت الدراسة بضرورة فتح المجال أمام الدارسین والباحثین للإلمام بجمیع جوانب الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة ، والعمل على وضع المزید من الضوابط الشرعیة التی تعمل على إرساء معالمه ووضع بنیانه .

27- دراسة ( الشمری ، 2011 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور أعضاء هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب فی جامعة حائل ، ومعرفة المعوقات التی تواجه أعضاء هیئة التدریس ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن هناک بعض المعوقات التی تواجه أعضاء هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب فی جامعة حائل ، وأن جمیع أفراد عینة الدراسة یضعون بین أهدافهم التعلیمیة ضرورة غرس القیم الدینیة والوطنیة .

28- دراسة ( عواشریة ، 2011 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور مکونات المناهج التعلیمیة فی تحصین الأمن الفکری ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى ضرورة تلقین الطالب جملة من أدبیات المنهجیة فی التفکیر ، حتى یتمکن من امتلاک رصید معرفی ممنهج یتیح له الحکم على الأفکار والآراء من منطلق عقلی نزیه ومنصف ، فیشکل له هذا الرصید مناعة معرفیة ضد التعصب الأعمى .

29- دراسة ( أبو عراد ، 2010 ) : هدفت الدراسة إلى توضیح دور الجامعة کمؤسسة تربویة فی تحقیق الأمن الفکری لدى الطلاب ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن الجامعة تتحمل جزءًا کبیراً من مسئولیة حمایة المجتمع من کل فکر ضال أو منحرف ، وتحصین الشباب من الأفکار الدخیلة ، وتعزیز انتمائهم لدى أوطانهم وجعلهم أکثر قدرة على الحفاظ على هویتهم وثقافتهم وقیمهم .

30- دراسة ( أغا ، 2010 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على ظاهرة التطرف فی المجتمع ، ومعرفة الأسباب الأکثر شیوعاً ، والتی دفعت باتجاه تسریع السلوک المتطرف ، ووضع رؤیة تربویة لمواجهة التطرف والخروج من هذا المأزق ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن حدوث العنف وغیاب العدالة والمحاسبة من أهم المظاهر الدالة على التطرف الفکری ، وأن فکر المؤسسات التربویة النظامیة وغیر النظامیة تتصف بالفکر الضیق والسطحی من حیث المضامین والاستراتیجیات المدعمة للأمن الفکری والأفراد داخل المجتمع ، وأوصت الدراسة بضرورة تعدیل الصیغة التربویة المعتمدة داخل المؤسسات التربویة فکراً وسلوکاً لتعزیز الأمن الفکری لدى أفراد المجتمع بکافة السبل والطرق .

ثانیا : الدراسات الأجنبیة    

     فیما یلی مجموعة من الدراسات الأجنبیة مرتبة وفق حداثتها من الأحدث إلى الأقدم :

1- دراسة ( Ashareefain,2015 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على مفهوم الأمن الفکری ، ومضمون المناهج التعلیمیة وإظهار أهمیة کل من الفرد والمجتمع ، وبیان معاییر اختیار المناهج التعلیمیة التی تحقق الأمن الفکری ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی والمنهج الاستقرائی والمنهج الاستنباطی ، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم أسس بناء الأمن الفکری هی الأسس الدینیة الفکریة والاجتماعیة ، کما اقترحت إستراتیجیة لدور المحتوى التعلیمی فی تحقیق الأمن الفکری ، وأوصت الدراسة بضرورة تضمین مبادئ الأمن الفکری فی المناهج التعلیمیة .

2- دراسة ( Nakpodia,2010 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على أهمیة تعزیز الأسس الثقافیة فی المنهاج کأحد سبل تطویر الأمن الفکری وتنمیته لدى الطلبة ، وتوضیح العلاقة بین الثقافة التی یختزنها عقل الطالب وتعزیز الأمن الفکری لدیه ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن الثقافة لابد أن تکون من الأسس التربویة التی تقوم علیها عملیة تحدیث المناهج ، وأوصت الدراسة بضرورة تطویر المناهج التعلیمیة وتحدیثها لإبراز دور الأمن الفکری فی الحفاظ على الثقافة الخاصة بالمجتمع .

3- دراسة ( Benard,2008  ) : هدفت الدراسة إلى اختیار فاعلیة برنامج مقترح فی خدمة الجماعة لإکساب الشباب مهارات التفکیر لوقایتهم من الانحرافات ، وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق مقبولة بین ممارسة البرنامج المقترح فی خدمة الجماعة وإکساب الشباب مهارات التفکیر الناقد لوقایتهم من الانحرافات السیاسیة فی ضوء الأحداث الجاریة ، وتوصلت أیضاً إلى أن بعض الشباب یتجهون للانتماء إلى جماعات متطرفة الفکر لأنهم فشلوا فی الانتماء إلى جماعات حدیثة تساعدهم فی الانسحاب من هذه الجماعات وتغیر وتعدل من سلوکهم .

4- دراسة ( Davies,L,2008 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بین التعلیم ومواجهة التطرف المجتمعی بکافة أشکاله الخطرة ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وتوصلت الدراسة إلى أن التعلیم الرسمی الآن لا یقدم سوى القلیل لمنع الناس من الانضمام إلى الجماعات المتطرفة ، ولا یساعد الشباب بالشکل المطلوب لتحلیل التطرف وفهمه بصورة عمیقة والاحتراز منه ، وأوصت الدراسة بضرورة مساهمة التربیة بجانب فعال فی تکوین مجتمع مدنی قوی یتعایش من دون عنف .

5- دراسة ( Call,2007 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على إدراک الطلاب الجامعیین لمفهوم الأمن الفکری ، وأوضحت الدراسة ثلاثة عناصر أساسیة لصنع بیئة آمنة فکریاً : الحریة الفکریة – حریة التعبیر عن الرأی – البعد عن التطرف والغلو ، کما أشارت الدراسة إلى أهمیة الأمن الفکری فی تحقیق البیئة التعلیمیة الآمنة .

6- دراسة ( Values,2006  ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور کل من المدرسة والمعلم فی تعزیز الأمن الفکری بین الطلاب ، وتوصلت الدراسة إلى أن  المدرسة والمعلم یؤدیان دوراً رئیسیاً فی تعزیز الأمن الفکری بین الطلاب من خلال الجهود التی یبذلونها فی نشر مفاهیم القیم والأخلاق والثقافة .

7- دراسة ( Call , 2004 ) : بحثت الدراسة إدراک طلاب الجامعات لمعنى الأمن الفکری وعلاقته بمکانتهم المعرفیة من خلال الدراسة ، وتحدید مفهوم الأمن الفکری والعناصر الضروریة لإیجاد بیئة آمنة فکریاً ، ومدى تأثیر مفاهیم الأمن الفکری بالمکانة المعرفیة والخلقیة والثقافیة ، وأظهرت نتائج الدراسة أن بعض من الطالبات عینة الدراسة اللائی أتین من کلیات دینیة أثرت هذه الخلفیة على تعریفهن للأمن الفکری .

8- دراسة ( Pleban,Francis,2002 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على معرفة أهم أسباب ظاهرة جنوح الأحداث فی بعض المدارس الثانویة المختارة ،  والعمل على مواجهتها ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی المسحی ، وأظهرت نتائج الدراسة أن أهم هذه المخاطر هو الانحراف الفکری الناتج من الغزو الفکری ، وأن السلوک الأخلاقی یعد أبرز عامل من عوامل الوقایة ، وأوصت الدراسة بضرورة تدریب المعلمین على معرفة کافة المخاطر والوقایة السریعة للطلاب منها .

9- دراسة ( Ardizzone,2001 ) : هدفت الدراسة إلى أهمیة تربیة السلام فی رسم مسارات المستقبل وترجمة آمال المجتمعات ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وأظهرت نتائج الدراسة ضرورة النقلة النوعیة التی تشکل محتوى وعمق التربیة من خلال العنایة بقضایا الأمن البشری والتفاهم بین الثقافات ، وأوصت الدراسة بضرورة تقدیم برامج للتعلیم النظامی وغیر النظامی تستهدف الشباب وتشجع التربیة وتعزز أخلاقیات المسئولیة الاجتماعیة .

10- دراسة (Berson and Berson,2001 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور المعلمین فی تحقیق الاستقرار وتخفیف الصدمات والکوارث التی تمر بها المجتمعات ، وأشارت الدراسة إلى أن الإرهاب یولد الخوف فی نفوس الطلاب ، لذا لابد على المعلمین من فتح باب المناقشة للتعرف على مشاعر الطلاب واتجاهاتهم ، وإیجاد بیئة آمنة وداعمة وواعیة لهم وتعزیز القیم مثل : الصدق ومحاربة الإشاعات ، ووضع إستراتیجیة فعالة للتعامل مع الشخصیات المنحرفة من الطلاب .

11- دراسة (Duck-loch , Shari lynn,2000 ) : هدفت الدراسة إلى التعرف على آراء الإداریین والمرشدین والمدرسین والطلاب حول مستویات الأمن المدرسی ، والعنف فی بعض المدارس الثانویة المنتقاة بولایة لویزیانا الشمالیة ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی ، وأظهرت نتائج الدراسة أن للعنف أضخم الأثر على إعاقة تحقیق الأمن فی تلک المدارس ، ووضعت بعض الاستراتیجیات المتاحة للتعامل مع العنف فی المدارس ، منها الاستراتیجیات الفکریة الآمنة .

تعقیب على الدراسات السابقة

   بعد العرض السابق للدراسات السابقة نجد الآتی :

1- تباینت المؤثرات التی تناولتها البحوث والدراسات السابقة فی دعم الأمن الفکری

أ- فمنها ما تناول دور المعلم أو عضو هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب ، مثل دراسة  : ( الثوینی ومحمد ، 2013 ) ، ( الشمری ، 2011 ) ، ( الوحش ، 2018) ، ( أبو جبر ، 2012 ) ، ( الزبون والغنیمین ، 2018 ) ، ( الشهوان ، 2018 ) ، (Berson and Berson,2001 )  .

ب- ومنها ما تناول دور المناهج الدراسیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب مثل دراسة :   ( طاشکندی ، 2016 ) ، ( الحوشان ، 2015 ) ، ( عوید ، 2018 ) ، ( عواشریه ، 2011 ) ، ( Ashareefain,2015 ) ، ( Nakpodia,2010 )  ، ومنها ما تناول دور مجالس الطلبة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب مثل دراسة ( عدوان ، 2017 ) .

ج-  ومنها ما تناول دور الإدارة الجیدة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب مثل دراسة                 ( نصر ، 2016 ) .

د-  ومنها ما تناول أثر شبکات التواصل الاجتماعی فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب مثل دراسة ( المعیذر ، 2015 ) .

ه-  ومنها ما تناول أثر بعض القیم فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب مثل دراسة :                     ( بن خلیوی ، 2018 ) ، ( Pelban,Francis,2002 ) .

و-  ومنها ما تناول الحصانة الفکریة فی ضوء الشریعة الإسلامیة مثل دراسة : ( إبراهیم ، 2015 ) ، ( محسن ، 2017 ) ، ( الزیوت ، 2015 ) ، ( فارس ، 2012 ) .

2- تباینت المؤثرات التی تناولتها البحوث والدراسات السابقة فی مواجهة التطرف الفکری

أ-  فمنها ما تناول دور الأمن فی الوقایة من الجریمة مثل دراسة ( الکریبانی ، 2015 ) ، ومنها ما تناول دور المناهج فی معالجة التطرف الفکری مثل دراسة (الحوشان ، 2015).

ب-  ومنها ما تناول دور المعلمین فی معالجة التطرف الفکری مثل دراسة                                    ( السنانی ، 2018) .

ج-  ومنها من قام بوضع رؤیة تربویة للخروج من مأزق التطرف الفکری مثل دراسة                           ( أغا ، 2010 ) .

3- استفاد البحث الحالی من البحوث والدراسات السابقة فی  تحدید الإطار النظری لکل من مفهوم الأمن الفکری ومتطلبات تحقیقه ، ومفهوم الانحراف الفکری وأهم مظاهره ، وتأثیر التعلیم الجامعی فی الحد من مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی  ، وذلک فی ضوء أدبیات التربیة بصفة عامة وأدبیات التربیة الإسلامیة بصفة خاصة .

4- انطلقت الفکرة الأساسیة للبحث الحالی من توصیات العدید من الدراسات السابقة ، مثل :

أ-  دراسة ( الزبون والعنزی ، 2015 ) : التی أوصت بضرورة بناء منظومة متکاملة لتطویر مفاهیم الأمن الفکری لدى الطلبة تشترک فیها جمیع مؤسسات التنشئة الاجتماعیة .

ب-  دراسة ( عبد الحسین ، 2018 ) : التی أوصت بضرورة إعادة رسم السیاسات والخطط الجامعیة بشکل تکاملی بین الجامعة بحیث تساهم فی صنع حالة من التوازن بین الجامعة والمجتمع .

ج-  دراسة (عوید ، 2018 ) : التی أوصت بضرورة إعادة النظر فی تقدیم القیم لمعالجة التطرف الفکری بشکل یحقق المزید من الاستمراریة .

د-  دراسة ( Call,2007 ) : التی أوصت بضرورة إرساء مبادئ البیئة التعلیمیة الآمنة لتحقیق الأمن الفکری .

ه-دراسة ( Nakpodia,2010 ) : التی أوصت بضرورة تطویر المناهج التعلیمیة وتحدیثها لإبراز دور الأمن الفکری فی الحفاظ على الثقافة الخاصة بالمجتمع .

و- دراسة ( Davies,L,2008 ) : التی أوصت بضرورة مساهمة التربیة بجانب فعال فی تکوین مجتمع مدنی قوی یتعایش من دون عنف .

ز-  دراسة ( الزبون والغنیمین ، 2018 ) : التی أوصت بضرورة تضمین المفاهیم المتصلة بالأمن الفکری فی الإسلام ، وإجراء المزید من الدراسات التربویة حول الأمن الفکری من حیث أبعاده ومنطلقاته وتطبیقاته فی المؤسسات التربویة والتعلیمیة .

ح- دراسة ( فارس ، 2012 ) : التی أوصت بضرورة فتح المجال أمام الدارسین والباحثین للإلمام بجمیع جوانب الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة ، والعمل على وضع المزید من الضوابط الشرعیة التی تعمل على إرساء معالمه ووضع بنیانه .

ط- دراسة ( الزیوت ، 2015 ) : التی أوصت بأن تکون مبادئ وأسس التربیة الإسلامیة ذات الأولویة الأولى فی التحصین الفکری لأبناء أفراد الأمة الإسلامیة .

ى-  ودراسة ( محسن ، 2017 ) : التی أوصت بضرورة تعضید دور التربیة الإسلامیة فی إصلاح الفکر الإنسانی ، لأن صلاحه صلاح للأمن الفکری للمجتمع .

5- اختلف البحث الحالی عن البحوث والدراسات السابقة فی الآتی :

أ- اختیار الشریعة الإسلامیة لاشتقاق الإطار النظری لمتطلبات تحقیق لأمن الفکری داخل المجتمعات الإسلامیة .

ب- اختیار الجامعة من بین مؤسسات التربیة والتنشئة الاجتماعیة لمواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی.

ج- وضع تصوراً مقترحاً شاملاً لکیفیة تفعیل دور الجامعات فی مواجهة مظاهر التطرف المجتمعی فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة بجمیع جوانبه من : مبرراته ، فلسفته ومنطلقاته ، أسس بنائه : ( العقلی – المجتمعی – الأخلاقی – التربوی – التکنولوجی ) ، أهدافه ، إجراءاته التنفیذیة من آلیات ترتبط بـ ( تحدید الرؤیة الراهنة للأمن الفکری من قِبل المؤسسة الجامعیة - مبادرات المؤسسة الجامعیة لتحقیق متطلبات الأمن الفکری – تحدید أدوار أعضاء هیئة التدریس لتحقیق أهداف التصور المقترح - تحدید أسالیب وطرق التدریس اللازمة لتحقیق أهداف التصور المقترح - تحدید المقررات والمناهج الدراسیة اللازمة لتحقیق أهداف التصور المقترح - تحدید أدوار الطلاب لتحقیق أهداف التصور المقترح - تحدید الأنشطة الطلابیة اللازمة لتحقیق أهداف التصور المقترح - تحدید الدور اللازم للجامعة فی خدمة المجتمع لتحقیق أهداف التصور المقترح ) .

الإطار النظری للبحث

أولاً : مفهوم الأمن الفکری وأهم متطلبات تحقیقه فی ضوء الشریعة الإسلامیة

مقدمة

     إن تعزیز الأمن لدى الناشئة یعد من أقصر الطرق وأفضل الوسائل لتحقیق المجتمع الآمن المستقر ، فکلما زاد الفرد وعیاً وفهماً وإدراکاً کلما کان أکثر انتماءً للوطن ، وأکثر حرصاً على أمنه واستقراره ، وإذا کانت الأمم تسعى إلى الإبداع والنبوغ والعبقریة والرقی والحضارة ، فالحضارات الراقیة على مر التاریخ ما قامت إلا على فکر حر وبیئة آمنة مطمئنة .

1- مفهوم الأمن الفکری فی أدبیات التربیة

     یعد الأمن الفکری مصطلحاً حدیثاً نسبیاً ، لذا فقد خلت معاجم اللغة العربیة من إیراده ، ولکنه إن کان مستحدثاً کمرکب وصفی ، إلا أن مضمونه قدیم قدم المجتمع الإنسانی ، ولکنه حظی بالاهتمام فی ظل العولمة ، وما صاحبها من تطور فی المواصلات والاتصالات ، مما أدى إلى انفجار معرفی وانفتاح ثقافی ، وبالتالی انتشار الثقافات المتعددة ، وتداخل المعتقدات المتعارضة ، مما أدى إلى تهدید الخصوصیات الثقافیة ، ومحاولة طمس الهویة الفکریة فی المجتمعات .

     ونظراً لحداثة مصطلح الأمن الفکری فقد تباینت الرؤى حول المقصود به ، إذ یُنظر إلیه باعتباره مفهوم متغیر من زمن لآخر ، ومن مجتمع لآخر ، خصوصاً أن اختلال الأمن الفکری ما هو إلا نتیجة حتمیة للانحراف الفکری الذی یعد متغیراً من حیث المفهوم ومعاییره ، فما یُعد انحرافاً فکریاً عند مجتمع من المجتمعات لا یکون بالضرورة کذلک لدى مجتمع آخر                       ( المالکی ، 2009 : 52 ) .

      وقد عرف ( الصقعبی ، 2009 : 7 ) الأمن الفکری بأنه : القدرة أو المحافظة على سلامة الأفکار والمعتقدات الصحیحة لدى الأفراد مع تزویدهم بأدوات البحث والمعرفة ، وبیان طریق التفکیر الصحیح ، ویکمل هذا مسلک الأدب والتربیة وحسن الاتصال .

     کما عرفه ( الترکی ، 2003 : 66 ) بأنه : الأمن الذی یساعد الناس على أن یعیشوا فی بلدهم ووطنهم آمنین مطمئنین ، على أصالة ثقافتهم ومنظومتهم الفکریة .

     کما عرفته ( نور ، 2007 : 48 ) بأنه : حمایة عقول أفراد المجتمع من کل فکر شائب ومعتقد خاطئ ، یتعارض مع العقیدة التی یدین بها المجتمع ، وبذل الجهود من کل مؤسسات المجتمع لتحقیق هذه الحمایة .

    وعرفه أیضاً ( اللویحق ، 2005 : 20-21 ) بأنه : انضباط عملیة التفکیر لدى الأفراد والباحثین ، فی إطار الثوابت الإسلامیة ، بحیث یحفظ لهم عقولهم وفهمهم من الانحراف والخروج عن الوسطیة ، والاعتدال فی فهمهم للأمور الدینیة والسیاسیة وتصوراتهم للکون ، لمنع الغلو والإلحاد أو العلمنة الشاملة .

    وعرفه کذلک ( الشقحاء ، 2004 : 84 ) بأنه : اطمئنان مجتمع الدولة إلى قدرته على التصدی للاتجاهات الفکریة التی من شأنها أن تؤثر سلباً على تصوره لمشکلاته ، ورؤیة أسبابها وجذورها وهوامشها وتناقضاتها الداخلیة ، وعلاقاتها التبادلیة مع غیرها ، ومن ثم تقریر حلولها وفق منهج صحیح رشید مستقیم یراعی الواقع والمصالح الحقیقیة للدولة ، وینسجم مع مبادئها وأصولها الثابتة الکبرى .

     کما عرفه ( القرارعة ، 2005 : 14-15 ) بأنه : التصورات والقیم التی تکفل صیانة الفکر وحفظه من عوامل الشطط وبواعث الانحراف وأسباب التلوث التی تمثل عاملاً خطیراً على الفکر وتمیل به عن الجادة ، وتخرجه عن وظیفته الأساسیة التی تتمثل فی إثراء الحیاة بالسلوک القویم والآثار النافعة وحفظ الضروریات ، فیغدو عامل تخریب وتهدید لکل ضروریات المجتمع ومصالحه .

     وعرفه أیضاً ( الشریفین ، 2009 : 20 ) بأنه : التمسک بعقیدة التوحید الخالص ، وتنظیم أولویات التفکیر وضبط تبادل المعلومات بین المسلم وغیره .

     وعرفه کذلک ( الطلاع ، 2008 : 130 ) بأنه : توفیر السلامة والطمأنینة للجمیع ضد کل الاتجاهات ذات الطوابع الفکریة وغیر الفکریة التی من شأنها تقویض البناء الفکری القویم ، وإحلال أفکار ومفاهیم بدیلة ذات منطلقات لا إنسانیة من شأنها أن تؤدی بشکل أو بآخر إلى انهیار الفکر .

     کما عرفه ( الحکیم ، 2009 : 10 ) بأنه : تحصین المجتمع من الانحرافات الفکریة سواء انحرافات متطرفة متلبسة باسم الدین ، أو انحرافات تحارب الدین من خلال التشکیک فی مؤسساته ومناهجه وعلمائه متلبسة باسم التطویر والتغییر .

     ویتضح مما سبق ذکره من قِبل العدید من الدارسین والباحثین حول مفهوم الأمن الفکری أنه یدور حول حمایة العقل وتحصینه من الخروج عن منهج الوسطیة إفراطاً أو تفریطاً ، لذا یمکن تعریف الأمن الفکری إجرائیاً بأنه إتباع مجموعة من القواعد السلیمة فی الإعداد والبناء الفکری ، القائم على ضبط القلب والعقل بضابط التفکیر الایجابی ، لبناء وضبط التبادل العقلی المعرفی الدینی والحیاتی بالتوحید بین المسلمین وغیرهم .

2- إجراءات ومتطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة

     إن من أهم الأمور التی یسعى إلیها الإنسان فی حیاته النجاح والسعادة ، ولا شک أن الوصول إلى هذه الغایة مرتبط بتنظیم عملیة التفکیر ارتباطاً وثیقاً ، وبالرجوع إلى الشریعة الإسلامیة نجد أنها نهجت فی بناء الفکر السلیم منهجاً فریداً ، وسلکت فی ذلک طریقاً قویماً ، یجمع بین ما تقرره العقول السلیمة وبین ما یتفق مع الفطرة المستقیمة ، وحددت أهم المتطلبات الواجبة لتنظیم عملیة التفکیر وکیفیة الوصول إلى الحقائق والمعارف السلیمة التی تبنی المجتمع ولا تهدمه ، وحمایتها والثبات علیها ، ویمکن استنباط أهم المتطلبات والإجراءات  التی اتخذتها الشریعة الإسلامیة لتحقیق الأمن الفکری للأفراد والبشر على الأرض ، وهی :

أ- حراسة السماء بالشهب عند نزول الوحی:

     حافظ الشرع الإسلامی على العقل من الانحرافات الفکریة والعقائدیة منذ بدایة نزوله، بدءاً من حراسة السماء من الجن والشیاطین بالشهب عند نزول الوحی لهدایة البشر، إضافة إلى حفظ العقول بالوحی نفسه. وفی هذا المعنى قوله تعالى حکایة عن الجن: ﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِیداً وَشُهُباً* وَأَنَّا کُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن یَسْتَمِعِ الْآنَ یَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً* وَأَنَّا لَا نَدْرِی أَشَرٌّ أُرِیدَ بِمَن فِی الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً﴾                            ( الجن : 8-10 ) .

     وهذا یعنی أن الجن کان لهم دور کبیر فی إفساد العقول قبل الإسلام، بسبب ما کانوا یحصلون علیه من استراق السمع من السماء، حیث کان الجنی یقذف الکلمة الواحدة من الصدق فی أذن ولیه من الکهان ویزید فیها مائة کذبة فیصدقه الناس.

     وفی هذا المعنى ما رواه الإمام مسلم عن عائشة رضی الله عنها أنها قالت: " قلت یا رسول الله إن الکهان کانوا یحدثوننا بالشیء فنجده حقاً، قال: « تلک الکلمة الحق یخطَفُهَا الجنی فیَقْذِفُهَا فی أُذُنِ ولیه ویزید فیها مائة کذبة » (أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب السلام  ،         رقم 2228 ) .

     وقد حکى ابن حجر عن الخطابی أنه قال: ".. وکانت الکهانة فی الجاهلیة فاشیة خصوصاً فی العرب لانقطاع النبوة فیهم وهی على أصناف، منها: ما یتلقونه من الجن، فإن الجن کانوا یصعدون إلى جهة السماء فیرکب بعضهم بعضاً إلى أن یدنو الأعلى بحیث یسمع الکلام فیلقیه إلى الذی یلیه إلى أن یتلقاه من یلقیه فی أذن الکاهن فیزید فیه، فلما جاء الإسلام ونزل القرآن حُرست السماء من الشیاطین، وأُرسلت علیهم الشهب.." (ابن حجر ، 2008 : کتاب الطب، باب الکهانة، 10/266 ) .

ب- منع التشاؤم والخرافات والشعوذة والکهانة:

     منع الإسلام فی نصوصه وأحکامه وتشریعاته من ممارسة الخرافات والشعوذة والکهانة لحفظ العقول من الانحرافات الفکریة والعقائدیة، ولذلک حرم الإسلام إتیان الکهان، وسؤال المنجمین والعرافین وتصدیقهم فی قولهم ، فقد روى مُسْلِمٌ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله علیه وسلم قالَ : « مَنْ أتى عَرَّافًا فَسَأَلهُ عَنْ شَئٍ لم تقْبَل لَهُ صَلاةُ أربعینَ لیلةً » ( أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب السلام ، رقم 2230 ) .

     وأخرج أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :                  « الطِّیَرَةُ شِرْکٌ الطِّیَرَةُ شِرْکٌ ثَلَاثًا ، وَمَا مِنَّا إِلَّا وَلَکِنَّ اللَّهَ یُذْهِبُهُ بِالتَّوَکُّلِ » ( أخرجه أبو داود فی سننه ، کتاب الطب ، باب فی الطیرة ، رقم الحدیث 3910 ) . قال الشوکانی: "وإنما جعل الطیرة من الشرک؛ لأنهم کانوا یعتقدون أن التطیر یجلب لهم نفعاً أو یدفع عنهم ضرراً إذا عملوا بموجبه، فکأنهم أشرکوه مع الله تعالى، ومعنى إذهابه بالتوکل: أن ابن آدم إذا تطیَّر وعرض له خاطر من التطیر أذهبه الله بالتوکل والتفویض إلیه وعدم العمل بما خطر من ذلک، فمن توکل سلم ولم یؤاخذه الله بما عرض له من التطیر" ( الشوکانی ، 2007 : 7/372 ) .

     وأخرج البخاری عن زَیْدِ بْنِ خالِدٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: صَلّى لَنا رَسُولُ اللهِ صلى الله علیه وسلم صَلاةَ الصُّبْحِ بالحُدَیْبِیَةِ عَلى إِثْرِ سَماءٍ کانَتْ مِنَ اللَّیْلَةِ، فَلَمّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلى النَّاسِ فَقالَ:               « هَلْ تَدْرُونَ مَاذا قَالَ رَبُّکُمْ قَالوا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبادی مُؤْمِنٌ بِیَ وَکافِرٌ، فَأَمّا مَنْ قَالَ مُطِرْنا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِکَ مُؤْمِنٌ بِیَ وَکافِرٌ بِالْکَوْکَبِ وَأَمّا مَنْ قَالَ مُطِرْنا بِنَوْءِ کَذا وَکَذا فَذَلِکَ کافِرٌ بِیَ وَمُؤْمِنٌ بِالْکَوْکَبِ » ( أخرجه البخاری فی صحیحه ، کتاب الجمعة ، رقم الحدیث 1038 ) .

     وحکى النووی عن الخطابی أنه قال: "إن الکاهن هو الذی یدعی مطالعة علم الغیب، ویخبر الناس عن الکوائن، قال: وکان فی العرب کهنة یدعون أنهم یعرفون کثیراً من الأمور، فمنهم: من یزعم أن له رفقاء من الجن وتابعة تلقی إلیه الأخبار، ومنهم: من کان یدعی أنه یستدرک الأمور بفهمٍ أُعطیه، وکان منهم: من یُسمى عرافاً، وهو الذی یزعم أنه یعرف الأمور بمقدمات أسباب یستدل بها على مواقعها، کالشیء یُسرَق فَیُعرف المظنون به السَّرقة، وتتهم المرأة بالریبة فَیُعرف من صاحبها ونحو ذلک من الأمور، ومنهم: من کان یُسمِّی المُنَجِّم کاهناً، قال: وحدیث النهی عن إتیان الکهان یشتمل على النهی عن هؤلاء کلهم، وعلى النهی عن تصدیقهم والرجوع إلى قولهم" ( النووی ، 2010 : 10/232 ) .

     وحکى ابن حجر عن القرطبی فی النهی عن إتیان الکهان قوله: "یجب على من قدر على ذلک من محتسب وغیره أن یقیم من یتعاطى شیئاً من ذلک من الأسواق، وینکر علیهم أشد النکیر، وعلى من یجیء إلیهم، ولا یغتر بصدقهم فی بعض الأمور، ولا بکثرة من یجیء إلیهم ممن ینسب إلى العلم ولیسوا راسخین فی العلم، بل من الجهال ، بما فی إتیانهم من المحذور"             ( ابن حجر ، 2008 : 10/271 ) .

ج- تحریم السحر وجعله من الموبقات:

     حرم الإسلام السحر، وجعله من الموبقات، لأنه یضر ولا ینفع، ویفتن الناس فی دینهم، ویضرهم فی عقولهم وأبدانهم وفی علاقاتهم الأسریة والاجتماعیة. قال الله تعالى: ﴿ وَمَا کَفَرَ سُلَیْمَانُ وَلَـکِنَّ الشَّیْاطِینَ کَفَرُواْ یُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَکَیْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا یُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى یَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَکْفُرْ فَیَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا یُفَرِّقُونَ بِهِ بَیْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَیَتَعَلَّمُونَ مَا یَضُرُّهُمْ وَلاَ یَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِی الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ﴾ ( البقرة : 102 ) .

     کما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا یُفْلِحُ السَّاحِرُ حَیْثُ أَتَى﴾ ( طه : 69 ) ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: لا یَسْعَدُ حَیْثُما کانَ، وقِیلَ: لا یَفُوزُ. ورَوى جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِیُّ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « إذا أخَذْتُمُ السّاحِرَ فاقْتُلُوهُ، ثُمَّ قَرَأ : ﴿ وَلا یُفْلِحُ السّاحِرُ حَیْثُ أتى﴾ ، قالَ: لا یَأْمَنُ حَیْثُ وُجِدَ »( ابن الجوزی ، 2002  : 5/306 ) .

     وأخرج البخاری عن أبی هریرة رضی الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : « اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ . قالوا : یا رسولَ اللهِ : وما هنَّ ؟ قال : الشِّرکُ باللهِ ، والسِّحرُ ، وقتلُ النَّفسِ الَّتی حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ ، وأکلُ الرِّبا ، وأکلُ مالِ الیتیمِ ، والتَّولِّی یومَ الزَّحفِ ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ » ( أخرجه البخاری فی صحیحه ، کتاب الحدود ، باب رمی المحصنات ، رقم 6857 ) .

د- الحث على استعمال العقل والتحذیر من تعطیله

العقل السلیم هو أساس بناء الفکر السلیم ، لذلک نوه القرآن الکریم بالعقل تنویهاً کبیراً ، وأعلى من مکانته وقیمته ، ومن الأدلة على ذلک الآتی :

1- عدم ذکره " إلا فی مقام التعظیم والتنبیه إلى وجوب العمل به ، ولم تأت الإشارة إلیه غامضة ولا عارضة ولا مقتضبة فی سیاق الآیة بل هی تأتی فی کل موضع من مواضعه مؤکدة جازمة باللفظ والدلالة ، وتتکرر فی کل معرض من معارض الأمر والنهی التی یحث فیها المؤمن على تحکیم عقله ، أو یُلام فیها المُنکر على إهمال عقله وقبوله الحجر علیه " ( العقاد ، 2018 : 7 ) .

2- کثرة ورود الألفاظ الدالة على العقل ومقارباته فی سیاق التکریم ، وکذلک کثرة الآیات التی تتضمن دعوة الناس إلى إعمال العقل وکثرة الألفاظ الدالة على وظائفه ( عبد الباقی ، 2012 : 468-469 ) ، فقد قال تعالى : ﴿ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّیْلِ وَالنَّهَارِ لَآیَاتٍ لِّأُولِی الْأَلْبَابِ ( آل عمران : 90 ) ،  وقال تعالى : ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ ﴾ ( الأعراف : 176) ، وقال تعالى : ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَیْکَ الذِّکْرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ ﴾ ( النحل : 44 ) ، وقال تعالى :                     ﴿ یَسْأَلُونَکَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ قُلْ فِیهِمَا إِثْمٌ کَبِیرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَکْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَیَسْأَلُونَکَ مَاذَا یُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ کَذَٰلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمُ الْآیَاتِ لَعَلَّکُمْ تَتَفَکَّرُونَ ﴾                          ( البقرة : 219 ) .

     وبموازاة ذلک حذر القرآن الکریم من تعطیل العقل الذی هو أساس بناء الفکر السلیم ، وأنکر على الذین یعطلون عقولهم ویفقدون فضیلتها وذمهم ، وبالغ فی هذا الذم حتى أنزلهم إلى درجة الأنعام ، بلى إلى أدنى منها ، فقد قال تعالی : ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَکْثَرَهُمْ یَسْمَعُونَ أَوْ یَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا ( الفرقان : 44 ) ، کما قال تعالى : ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُکْمُ الَّذِینَ لَا یَعْقِلُونَ ( الأنفال : 22 ) ، وإنما وصفهم بعدم العقل ، لأن الأصم والأبکم ، إذا کان له عقل ربما یفهم بعض الأمور ویفهمه غیره بالإشارة ، ویهتدی إلى بعض مطالبه ، وأما إذا کان فاقداً للعقل أیضاً فقد بلغ الغایة فی الشرِّیة وسوء الحال                ( أبو السعود ، 2015 : 4/15 ) ، کما ذکر الله فی کتابه أن إهمال استعمال العقل سبب الخلود فی نار جهنم ، فقد قال تعالى : ﴿ وَقَالُوا لَوْ کُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا کُنَّا فِی أَصْحَابِ السَّعِیرِ ( الملک : 10 ) .

ه- تحریم تعطیل العقل بالخمر و المسکرات

     اعتداء الإنسان على عقله وتعطیله بالمسکرات ووقف عمله یُعد جریمة یرتکبها الإنسان على نفسه، ولذلک وجدنا أن الشرع الإسلامی وقف وقفة حاسمة فی منع هذا الاعتداء على العقل، بالأمر الجازم بتحریمه وعدم قربان المسکر بمسمیاته المختلفة أو الاقتراب منه، لا فرق فی ذلک بین قلیل المسکر أو کثیره ، ومستند هذا التحریم: هو الکتاب والسنة والإجماع .

     أما الکتاب: کان أول اتجاه من اتجاهات الإسلام فی طریق تحریم الخمر مخاطبة للعقل خطاباً یستهدف إقناع المخاطب إقناعاً عقلیاً بسلبیتها وعزلها. فجاء النص على هذا الشکل:                        ﴿ یَسْأَلونَکَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ قُلْ فِیهِمَا إِثْمٌ کَبِیرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَکْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾                   ( البقرة : 219 ) ، وقال الفخر الرازی فی تفسیر هذه الآیة : "الإثم الکبیر فیه أمور: أحدها: أن عقل الإنسان أشرف صفاته، والخمر عدو العقل، وکل ما کان عدو الأشرف فهو أخس، فیلزم أن یکون شرب الخمر أخس الأمور " ( الرازی ، 2008 : 6/46 ) ،  وأیضاً قول الله تعالى:                  ﴿ یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَیْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّیْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ*إِنَّمَا یُرِیدُ الشَّیْطَانُ أَن یُوقِعَ بَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِی الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ وَیَصُدَّکُمْ عَن ذِکْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ ( المائدة : 90-91 )  ، ویقول الرازی فی تفسیر الآیتین السابقتین : " واعلم أنه تعالى لما أمر باجتناب هذه الأشیاء ذکر فیها نوعین من المفسدة: فالأول: ما یتعلق بالدنیا وهو قوله: ﴿ إِنَّمَا یُرِیدُ الشَّیْطَانُ أَن یُوقِعَ بَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِی الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ وَیَصُدَّکُمْ عَن ذِکْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ ، واعلم أنا نشرح وجه العداوة والبغضاء أولاً فی الخمر : أما الخمر فاعلم أن الظاهر فیمن یشرب الخمر أنه یشربها مع جماعة ویکون غرضه من ذلک الشرب أن یستأنس برفقائه ویفرح بمحادثتهم ومکالمتهم، فکان غرضه من ذلک الاجتماع تأکید الألفة والمحبة إلا أن ذلک فی الأغلب ینقلب إلى الضد لأن الخمر یزیل العقل، وإذا زال العقل استولت الشهوة والغضب من غیر مدافعة العقل، وعند استیلائهما تحصل المنازعة بین أولئک الأصحاب، وتلک المنازعة ربما أدت إلى الضرب والقتل والمشافهة بالفحش، وذلک یورث أشد العداوة والبغضاء، فالشیطان یسول أن الاجتماع على الشرب یوجب تأکید الألفة والمحبة، وبالآخرة انقلب الأمر وحصلت نهایة العداوة والبغضاء " ( الرازی ، 2008 : 12/80 ).

     ولذلک لعن رسول الله ﷺ فی الخمر عشرة ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِکٍ قَالَ : « لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فِی الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَیْهِ وَسَاقِیَهَا وَبَائِعَهَا وَآکِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِی لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ » ( أخرجه الترمذی فی سننه ، کتاب البیوع ، رقم الحدیث 1295 ) ، فجمیع هؤلاء یدخلون تحت کلمة ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾. وقوله تعالى: ﴿ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ استفهام تقریع وتوبیخ، فیه زجر بلیغ، یؤکد التحریم، لهذا لما علم عمر رضی الله عنه أن هذا وعید شدید زائدٌ على معنى "انتهوا"، نادى: "انتهینا یا ربنا"                     ( القرطبی : 2010 : 15/82 ) . "وأمر النبی ﷺ منادیاً أن ینادی فی سکک المدینة ألاَ إن الخمر قد حرمت، فکسرت الدنان، وأریقت الخمر، حتى جرت فی سکک المدینة" ( القرطبی : 2010 : 6/292 ) .

     وأما السنة: فعَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ : « کُلُّ مُسْکِرٍ خَمْرٌ ، وَکُلُّ مُسْکِرٍ حَرَامٌ » ( أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب الأشربة ، رقم الحدیث 2003 ) ، وعَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ , قَالَ : أَوْصَانِی خَلِیلِی صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ « لَا تَشْرَبْ الْخَمْرَ , فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ کُلِّ شَرٍّ » ( أخرجه ابن ماجه فی سننه ، کتاب الأشربة ، باب الخمر مفتاح کل شر ، رقم الحدیث 3371 ) ، وعن خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : « إِیَّاکَ وَالْخَمْرَ فَإِنَّ خَطِیئَتَهَا تَفْرَعُ الْخَطَایَا کَمَا أَنَّ شَجَرَتَهَا تَفْرَعُ الشَّجَرَ » ( أخرجه ابن ماجه فی سننه ، کتاب الأشربة ، باب الخمر مفتاح کل شر ، رقم الحدیث 3372 )

     وأما الإجماع: فقد أجمعت الأمة على تحریمه، وقد حکی عن قدامة بن مظعون، وعمرو بن معد یکرب، وأبی جندل بن سهیل، أنهم قالوا: هی حلال لقول الله تعالى: ﴿ لَیْسَ عَلَى الَّذِینَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِیمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ﴾ (المائدة : 93 ) . فبین لهم علماء الصحابة معنى هذه الآیة، وأقاموا علیهم الحد لشربهم إیاها، فرجعوا إلى ذلک، فانعقد الإجماع، فمن استحلها الآن فقد کذّب النبی صلى الله علیه وسلم لأنه قد علم ضرورة من جهة النقل تحریمه ( ابن قدامه ، 2008 : 9/136 ).

     ویأخذ حکم الخمر کل مسکر مضر، معطل للعقل، بأی اسم کان، فقد روى البخاری بسنده عن عائشة رضی الله عنها، فعَنْ أَبِی أُمَامَةَ الْبَاهِلِیِّ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ : « لَا تَذْهَبُ اللَّیَالِی وَالْأَیَّامُ , حَتَّى تَشْرَبَ فِیهَا طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِی الْخَمْرَ , یُسَمُّونَهَا بِغَیْرِ اسْمِهَا » ( أخرجه ابن ماجه فی سننه ، کتاب الأشربة ، باب الخمر یسمونها بغیر اسمها ، رقم الحدیث 3384 ) ، وأیضاً قولُ أبو مالکٍ الأشعریُّ رَضِی اللهُ عنه: قال رسولُ اللهِ ﷺ :               « لَیَشرَبنَّ ناسٌ مِن أمَّتیَ الخمرَ یُسمُّونها بغیرِ اسمِها » ( أخرجه ابن ماجه فی سننه ، کتاب الأشربة ، باب الخمر یسمونها بغیر اسمها ، رقم الحدیث 3385 ) .

     ومعنى هذا أنه یندرج تحت هذه الحرمة کل المخدرات بمسمیاتها المختلفة، مثل: الحشیش، والبنج، والأفیون، والهیروین، وما شابه ذلک مما یذهب العقل کلیاً أو جزئیاً؛ لأن المخدرات تتخلل العقل وتخدره، أو تفتره، وقد تشله وتذهبه تماماً؛ وما دام أنها خامرت العقل وأذهبته، فإن حکمها حکم الخمر، وتکون حراماً .

و- الحض على العلم وذم الجهل

     لقد حض الشرع الإسلامی على طلب العلم والسعی إلیه ، ورفع شأن أهله ، وبین مکانتهم وأعلى منزلتهم فی مئات الآیات ، فقد ورد لفظ العلم ومشتقاته فی القرآن الکریم ما یقارب ثمانمائة وستاً وخمسین مرة ( عبد الباقی ، 2012 : 469-481 ) ، وکانت أول الآیات التی نزل بها الروح الأمین على قلب النبی – ﷺ – تحض على طلب العلم والتعلم ، فقد قال تعالى : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّکَ الْأَکْرَمُ * الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ ( العلق : 1-5 ) ، فقد نقل الرازی عن بعض المفسرین قولهم : أن ﴿ اقْرَأْ   الأولى للتعلم والثانیة للتعلیم ( الرازی : 2008 : 32/217  ) ، لیکون العلم نبراساً یهتدی به الإنسان وأساساً من أسس بناء فکره السلیم ، وسبیلاً إلى معرفة الله تعالى ، ولکی تتحقق هذه الغایة لابد أن یکون العلم باسمه سبحانه وتعالى لا باسم غیره .

وقد سلک القرآن الکریم فی الحض على العلم مسالک متعددة تتمثل فی الآتی :

1- التنویه بفضل العلم وشرف العلماء ، کقوله تعالى : ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِکَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ ( آل عمران : 18 )  ، فقد قال القرطبی : دلت هذه الآیة على فضل العلم وشرف العلماء ، فانه لو کان أحد أشرف               من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائکته ، کما قرن اسم العلماء ( القرطبی : 2010 : 4/41 ) .

2- الأمر بالتضرع إلى الله بطلب الزیادة من العلم ، فقد قال تعالى آمراً النبی – ﷺ – بقوله : ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِی عِلْمًا ( طه : 114 ) ، فلم یؤمر النبی – ﷺ – بطلب الاستزادة من شئ إلا فی طلب العلم ، وفی هذا دلالة على مکانة العلم وشرفه ، فلو کان شیء أشرف من العلم لأُمر النبی – ﷺ – بالاستزادة منه کما أُمر بطلب الزیادة من العلم ( أبو حیان ، 2010 : 6/262 ).

3- نفی المساواة بین الذین ثبتت لهم صفة العلم وبین الذین انتفت عنهم ، وتفضیل العلماء على غیرهم ، کقوله تعالى : ﴿ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ  إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ( الزمر: من الآیة 9 ).

4- رفع منزلة العلماء وجعلهم أهل خشیته عز وجل ، فقد قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا یَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ ( فاطر : من الآیة 28 ) .

5- بیان أن العلم الحقیقی هو العلم الموصل إلى معرفة الله تعالى والإیمان به ، وأن العلم الذی یشغل الإنسان عن معرفة الله تعالى والمحصور فیما یتعلق بأمور الدنیا ومتاعها لیس علماً على الحقیقة ، فیقول الله تعالى : ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لا یُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ * یَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ (الروم : 6-7 ) ، فقد قال الزمخشری : ﴿ یَعْلَمُونَ ﴾ بدل من﴿ لَا یَعْلَمُونَ ، وفائدته : الدلالة على أنه لا فرق بین عدم العلم الذی هو الجهل ، وبین وجود العلم الذی لا یتجاوز الدنیا ( الزمخشری ، 2009 : المجلد 3 / 468) .

6- الأمر بسؤال أهل العلم والرجوع إلیهم للکشف عن المجهول ، فقد قال تعالى : ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِن کُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾  ( النحل : من الآیة 43 ) ، فطاقات الإنسان ومعارفه محدودة ، فإذا عرف أشیاء جهل أشیاء کثیرة ، ولا ینبغی لعاقل أن یتردد فی السؤال عما یجهل حتى یُصن فکره ویتخلص من أهم معوقات الفکر السلیم.

7- التحذیر من نقیض العلم وهو الجهل ، والنهی عنه فی کثیر من الآیات ، فقد وردت مادة           ( جهل ) فی القرآن الکریم أربعاً وعشرین مرة ( عبد الباقی ، 2012 : 184 ) ، کلها فی مقام الذم ، فمثلاً نزه الله النبی– ﷺ – عن أن یکون من صنف الجاهلین ، فقد قال تعالى : ﴿ فَلَا تَکُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِینَ  ( الأنعام : 35 ) ،  ولئلا یقع نبی الله نوح – علیه السلام – بالجهل وعظه بقوله : ﴿ قَالَ یَا نُوحُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِکَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّی أَعِظُکَ أَن تَکُونَ مِنَ الْجَاهِلِینَ ﴾ ( هود : 46 ) ، کما اعتصم موسى – علیه السلام – بالله تعالى واستعاذ به أن یکون من أولی الجهل ، فقال تعالى : ﴿ إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْجَاهِلِینَ ﴾  ( البقرة : 67 ) ، ولما طلب منه قومه : ﴿ قَالُوا یَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا کَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ ، فأجابهم موسى بقوله : ﴿ قَالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾               ( الأعراف : 138 ) ، کما أمر الله تعالى بالإعراض عن الجاهلین فقال :﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِینَ ﴾  ( الأعراف : 199 ) ، کما أثنى على عباده المؤمنین المعرضین عنهم ، فقال تعالى : ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾  ( الفرقان : 63 ) ، إلى غیر ذلک من الآیات الدالة على قبح الجهل وشدة خطره ، وهو بلا شک عائق من عوائق الفکر السلیم ، ولذا حض القرآن الکریم على العلم لمواجهة هذا العائق ، وبین أن العلم الحقیقی هو الموصل إلى معرفة الله تعالى والإیمان به ، وهذا هو العلم الذی یُحصن الفکر ویبنیه بناءً سلیماً .

ز- النهی عن إتباع الهوى

     لقد حذر الشرع الإسلامی من إتباع الهوى أشد تحذیر ، فنهى عنه فی کثیر من الآیات ، وأوضح أن الجهل وعدم إعمال العقل من أهم الأسباب المؤدیة إلى إتباع الهوى ، فقد قال تعالى مخاطباً النبی– ﷺ – : ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِی جَاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَکَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِیٍّ وَلَا نَصِیرٍ  ( البقرة : 120 ) ، وقوله : ﴿" وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَکَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِیٍّ وَلَا وَاقٍ  ( الرعد : 37 ) ، وعن حال کثیر من الناس یقول الله تعالى : ﴿ وَإِنَّ کَثِیرًا لَّیُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَیْرِ عِلْمٍ ﴾  ( الأنعام : 119 ) ، ونهى سبحانه عن إتباع الذین استولى علیهم الجهل فانقادوا لأهوائهم فقال : ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاکَ عَلَىٰ شَرِیعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ ﴾  ( الجاثیة : 18 ) .

     وقد أوضحت الآیات الکریمة السابقة أن الهوى لا یمکن أن یکون نابعاً من علم ، بل إن الجهل الذی یؤدی بصاحبه إلى إتباع الهوى ، وإتباع الهوى یؤدى إلى فقدان الفکر السلیم .

ح- ذم التقلید الأعمى والتحذیر منه

     التقلید الأعمى هو إتباع الإنسان غیره فیما یقول أو یفعل معتقداً حقیقته من غیر نظر وتأمل فی الدلیل ، فالمتتبع لغیره فیما لا یعرف أحق هو أم باطل ، وخیر هو أم شر ، یُعطل فکره ، ویحجز قوى عقله عن العمل ، ویرکن إلى فکر غیره ، ونتیجة لذلک لا یستطیع التفکیر الصحیح ، لأنه لا یعتمد على قواه العقلیة ، وقد ذم الله تعالى هذا النوع من التقلید فی الکثیر من الآیات ، کقوله تعالى : ﴿ وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَیْنَا عَلَیْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ کَانَ آبَاؤُهُمْ لَا یَعْقِلُونَ شَیْئًا وَلَا یَهْتَدُونَ  ( البقرة : 170 ) ، وقوله تعالى : ﴿ وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَیْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ کَانَ آبَاؤُهُمْ لَا یَعْلَمُونَ شَیْئًا وَلَا یَهْتَدُونَ  ( المائدة : 104 ) ، وقوله تعالى : ﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَیْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا یَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ  ( الأعراف : 28 ) .

     کما أخبر سبحانه وتعالى أن مصیر الذین یعطلون تفکیرهم ویقلدون آبائهم بنفس التفکیر المضلل عن الشرع والعقیدة  هو کما قال تعالى : ﴿ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِیمِ * إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّینَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ یُهْرَعُونَ  ( الصافات : 68-70 ) ، فهم مقلدون لا یفکرون .

     وهکذا نجد أن القرآن الکریم یحارب التقلید الأعمى مهما کان دافعه ، ومهما کانت الجهة أو الشخص المقلد ، لأنه یعطل العقل ویحول دون التفکیر السلیم .

ط- ذم الکبر والاستکبار

     لقد حذر القرآن الکریم من الکِبر الموجِب لعدم التفکیر السلیم ، فقد قال تعالى : ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آیَاتِیَ الَّذِینَ یَتَکَبَّرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَإِن یَرَوْا کُلَّ آیَةٍ لَّا یُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن یَرَوْا سَبِیلَ الرُّشْدِ لَا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلًا وَإِن یَرَوْا سَبِیلَ الْغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلًا ذَٰلِکَ بِأَنَّهُمْ کَذَّبُوا بِآیَاتِنَا وَکَانُوا عَنْهَا غَافِلِینَ ﴾  ( الأعراف : 146 ) ، وأوضح القرآن الکریم أن الکِبر یسد عن صاحبه منافذ التأمل والتدبر ، فتتعطل وسائل الإدراک لدیه فلا یعقل الرشاد ، مما یمنعه من التفکیر السلیم والتأمل السدید ، فقد قال تعالى : ﴿ الَّذِینَ یُجَادِلُونَ فِی آیَاتِ اللَّهِ بِغَیْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ کَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِینَ آمَنُوا کَذَٰلِکَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ کُلِّ قَلْبِ مُتَکَبِّرٍ جَبَّارٍ  ( غافر : 35 ) ، ونفى سبحانه محبته عن هذا الصنف من البشر ، فقد قال سبحانه وتعالى : ﴿ إِنَّهُ لَا یُحِبُّ الْمُسْتَکْبِرِینَ ( النحل : 23 ) .

     ولقد ساق القرآن الکریم أمثلة کثیرة لأفراد وأقوام منعهم الکِبر عن التفکیر السلیم ، فأصروا على الباطل وأنکروا الحق وأعرضوا عنه ، ومن ذلک أمة عاد قوم هود ، فقد قال تعالى فیهم : ﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَکْبَرُوا فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِی خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَکَانُوا بِآیَاتِنَا یَجْحَدُونَ ﴾  ( فصلت : 15 ) ، وعن قارون وهامان وفرعون قال تعالى : ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآیَاتِنَا فَاسْتَکْبَرُوا وَکَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِینَ ﴾  ( یونس : 75 ) ، ﴿ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَیِّنَاتِ فَاسْتَکْبَرُوا فِی الْأَرْضِ وَمَا کَانُوا سَابِقِینَ ﴾  ( العنکبوت : 39 ) ، وأخبر سبحانه عن نبیه نوح أنه قال : ﴿ وَإِنِّی کُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِی آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِیَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَکْبَرُوا اسْتِکْبَارًا ﴾ ( نوح : 7 ) .

     یتضح مما سبق أن الاستکبار یُعطل العقل ویمنع صاحبه من التفکیر السلیم ، ولذلک ذمه القرآن الکریم وحذر منه بطرق متعددة وأسالیب متنوعة .

ی- النهی عن التنازع

     لقد اقتضت حکمة الله تعالى أن تختلف آراء الناس وأفکارهم فی أمور الحیاة ، وسبب ذلک أنهم خُلقوا أساساً مخلفین فی الأمزجة والمیول والرغبات ، وهذه حقیقة لا یدرکها إلا أصحاب العقول السلیمة ، والفکر السلیم یُسلم بتعدد الأبعاد والرؤى ، ویعمل على التواصل مع الآخرین ، والانفتاح على العالم والإفادة من خبراته وأفکاره دون تنازع أو صراع أو تسفیه ، ولقد نهى القرآن الکریم عن التنازع وبیَّن أنه یؤدی إلى الفشل والخروج عن جادة الصواب ، فقد قال تعالى :                   ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِیحُکُمْ ﴾ ( الأنفال : 46 ) ، وحذر القرآن الکریم من الوقوع فیما وقع به من کان قبلنا من الأمم الذین تنازعوا واختلفوا رغم ما جاءهم من البینات ، فقد قال تعالى : ﴿ وَلَا تَکُونُوا کَالَّذِینَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَیِّنَاتُ وَأُولَٰئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ ﴾                 ( آل عمران : 105 ) ، وفی مقابل ذلک أمر الله سبحانه المؤمنین بالاعتصام بحبله المتین ، فقال تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْکُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾  ( آل عمران : 103 ) ، ولأن طریق الله حق واحد لا یتبدد ، فإن التمسک به یؤدی إلى طریقة سلیمة فی التفکیر وإلى منهج قویم فی البناء الفکری.

ک- التحذیر من جماعة الرفاق السیئة

     لقد خلق الله تعالى الإنسان اجتماعی الطبع  یألف ویُؤلف ویأنس ویُؤنس ، فلا یقدر على العیش وحیداً فی معزل مهما توفرت له سبل الراحة ومهما تداعت حوله أسباب العیش ، وهذا التعایش ینتج عنه تبادل الأفکار والثقافات  ، فیؤثر ویتأثر بما حوله من البشر تأثیراً على کل جوانب حیاته ویُغیر معالمها ، وکانت جماعة الرفاق أهم البیئات المؤثرة حول الإنسان ،لأنه وسط اجتماعی ذو أثر شدید على تفکیر الإنسان یمکن أن یکون بناءًا ایجابیاً سلیماً ، ویمکن أن یکون عکس ذلک تماماً ، وبما أن الله هو خالق الإنسان ویعلم ما یُقوم حیاته ویصوب تفکیره ، وما یهدمها ویذهب بها إلى الهاویة ، لذا أرشد الإنسان إلى سبیل التفکیر السلیم فی وسط سلیم المنهج والسلوک ، وأمره بالبعد عن الأوساط المنحرفة والمضللة التفکیر ، فقد قال تعالى مخاطباً النبی – ﷺ - : ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَکَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَیْنَاکَ عَنْهُمْ تُرِیدُ زِینَةَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِکْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَکَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾  ( الکهف : 28 ) ، وخطاب الله لنبیه هو خطاب لأمته من بعده ، کما قال سبحانه : ﴿ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِکْرِنَا وَلَمْ یُرِدْ إِلَّا الْحَیَاةَ الدُّنْیَا ﴾  ( النجم : 29 ) .

ل - تحدید مصادر المعرفة السلیمة للفکر الآمن

     إن من أهم الأمور وأدقها فی تحقیق الأمن الفکری وبنائه بناءً سلیماً هو تحدید المصادر التی یستند إلیها الفرد ویعتمد علیها عند أی عملیة تفکیر ، فصحة التفکیر وسلامته منوط بسلامة المصدر ، وبالتأمل فی آیات القرآن الکریم نجد أن الوحی بشقیه ( الکتاب والسنة ) هو المصدر الرئیسی للتفکیر ، وهذا المصدر هو المعیار الذی یُعرف به التفکیر السلیم الصحیح من غیره ، ویمکن توضیح ذلک بإیجاز وعلى النحو الآتی :

1- الکتاب الکریم

     لقد نزل القرآن الکریم لیقیم حیاة الإنسان على المنهج الذی ارتضاه الله تعالى ، وفیه ما یحتاجه الإنسان مهما تغیرت ظروف الزمان والمکان ، وهو مصدر بناء الفکر السلیم ، ومصدر تحصینه من الانحراف بکافة أشکاله ، لذا أمر الله بإتباع ما أُنزل فی هذا الکتاب الکریم ، فقد قال تعالى : ﴿ وَهَٰذَا کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَکٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ  ( الأنعام : 155 ) ، کما قال تعالى : ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَیْکُم مِّن رَّبِّکُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِیَاءَ قَلِیلًا مَّا تَذَکَّرُونَ  ( الأعراف : 3 ) ، وقوله : ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَیْکُم مِّن رَّبِّکُم مِّن قَبْلِ أَن یَأْتِیَکُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ  ( الزمر : 55 ) ، کما أن من حکم إنزال القرآن الکریم التفکر فی آیاته والاتعاظ به ، ویؤکد هذا قول الله تعالى : ﴿ کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَیْکَ مُبَارَکٌ لِّیَدَّبَّرُوا آیَاتِهِ وَلِیَتَذَکَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ  ( ص : 29 ) ، وقوله : ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَیْکَ الذِّکْرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ  ( النحل : 44 ) .

     فالواجب على کل مسلم أن یجعل مسنده فی عملیة التفکیر القرآن الکریم ، فإذا أراد أن یُعمل عقله فی أمر ما أو أراد أن یبحث عن حل لأی مشکلة ، کان القرآن الکریم أول مصدر یرجع إلیه .

2- السنة النبویة

      إذا کان القرآن الکریم مصدر التفکیر السلیم الآمن ومیدانه الأول ، فإن السنة النبویة تأتی بعده مباشرة ، لأن کل ما قاله النبی – ﷺ – حق وصدق ، فقد قال تعالى : ﴿ وَمَا یَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحَى ﴾ ( النجم : 3-4 ) ، ولا یحکم النبی – ﷺ – من تلقاء نفسه فی شئ من الأحکام ، وإنما یعمل بالوحی ، فقد قال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا یُوحَىٰ إِلَیَّ مِن رَّبِّی هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّکُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ ﴾  ( الأعراف : من الآیة 203 ) ، وقد دل القرآن الکریم فی کثیر من الآیات على وجوب طاعة النبی – ﷺ – وإتباع سنته ، مثل قوله : ﴿ یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾  ( الأنفال ، 20 ) ، وقوله : ﴿ وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾  ( الحشر : 7 ) ، وقوله : ﴿ مَّن یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾  ( النساء : 80 ) ، کما نفت آیات قرآنیة الإیمان عمن لم یُحِّکم النبی – ﷺ – فیما یقوله ویقضی به ، مثل قوله تعالى : ﴿ فَلَا وَرَبِّکَ لَا یُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَکِّمُوکَ فِیمَا شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لَا یَجِدُوا فِی أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَیْتَ وَیُسَلِّمُوا تَسْلِیمًا ﴾  ( النساء : 65 ) .

     وبهذا تکون السنة هی مصدر التفکیر السلیم ومیدانه الثانی ، ویمکن بالاعتماد علیها تحصین الفکر وبنائه بناءً سلیماً ، وأما ترکها ومخالفتها ، فیوقع صاحبه فی فتنة انحراف الفکر ، وما ینتج عن ذلک من ضلال ، وهذا مما حذر منه الله تعالى فی قوله : ﴿ لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَیْنَکُمْ کَدُعَاءِ بَعْضِکُم بَعْضًا قَدْ یَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِینَ یَتَسَلَّلُونَ مِنکُمْ لِوَاذًا فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِیبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ یُصِیبَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ ﴾  ( النور : 63 ) .

م- بناء الفکر على أساس العبادة الخالصة لله

     إن العبادة الخالصة لله تعالى توجه الفرد نحو الخیر والصلاح ، وتحصن الفکر من الضلال والانحراف ، بل إن أهم رکائز الأمن الفکری وبنائه بناءًا سلیماً هو عبادة الله وتوحیده ، ولذلک بدأت الدعوة الإسلامیة بإصلاح العقیدة التی هی مبدأ إصلاح التفکیر الإنسانی الذی یسوقه التفکیر الحق ، ویبعده عن الأوهام الضالة والتصورات المنحرفة ، فیقول ابن عاشور : لا جرم أن العقیدة أساس التفکیر ، وهی الفکرة الأولى للإنسان ، فیما هو خارج عن حاجته ، فإذا رُبی العقل على صحة الاعتقاد تنزه عن مخامرة الأوهام الضالة ، فنبا عن الباطل ، وتهیأ لقبول التعالیم الصالحة والعمل الحق ( ابن عاشور ، 2016 : 51 ) .

     وفی مقابل ذلک یشیر القرآن الکریم إلى أن الکفر لا یحصن فکراً ، ولا یساهم فی بنائه بناءًا سلیماً ، وإنما یعطل العقل ویمنع صاحبه من التفکیر السلیم ، ویحول بینه وبین الوصول إلى الحق ، وإن ظهر له صوابه ، فیقول الله تعالى مخبراً عن أحد زعماء الکفر وهو الولید بن المغیرة : ﴿ إِنَّهُ فَکَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَکْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ یُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ  ( المدثر : 18-25 ) ، فقوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ فَکَّرَ  تعلیل للوعید بأشد العذاب وأفظعه ، لبلوغه بالعناد غایته فی تفکیره وتسمیته القرآن سحراً( الزمخشری ، 2009 : 14 / 648 ) ، ولهذا استحق هذا الکافر اللعن من الله مرتین مؤکداً على سوء تقدیره ﴿ فَقُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ  ، وفی هذا دلالة واضحة على أن التفکیر الذی یقوم على الکفر یؤدی إلى سوء التقدیر ، ثم إنکار الحق وإن ظهرت أدلته .

     ویمکن الإشارة هنا إلى أن الإیمان الذی یُحصن الفکر هو الإیمان الوسط ، البعید عن الإفراط أو التفریط ، فقد قال تعالى : ﴿ وَکَذَٰلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَیَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیدًا  ( البقرة : من الآیة 143 ) ، فالوسطیة منزلة بین الإفراط والتفریط ، وکلاهما مذموم لأن کلاً منهما یؤدی إلى خلل فی التفکیر ، ولذلک حذر النبی – ﷺ – من الغلو ، فقال : « إِیَّاکُمْ وَالْغُلُوَّ فِی الدِّینِ ، فَإِنَّمَا أَهْلَکَ مَنْ کَانَ قَبْلَکُمُ الْغُلُوُّ فِی الدِّینِ »( أخرجه النسائی فی سننه ، کتاب الحج ، باب التقاط الحصى ، 5/ 268 ) ، کما قال تعالى محذرا أهل الکتاب من الغلو فی الدین : ﴿ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ لَا تَغْلُوا فِی دِینِکُمْ ﴾ ( النساء : من الآیة 171 ) ، کما قال عز وجل: ﴿ قُلْ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ لَا تَغْلُوا فِی دِینِکُمْ غَیْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا کَثِیرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِیلِ ﴾ ( المائدة : 77 ) .

ن- ضبط التفاعل الفکری مع غیر المسلمین

     لقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن الإسلام هو الدین الذی أکمل به الأدیان ، فقد قال تعالى : ﴿ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا ﴾ ( المائدة ، من الآیة 3 ) ، ومن أهم سمات هذا الدین أنه جمع بین الثبات والمرونة ، ولذلک کان لابد للأمة الإسلامیة أن تتفاعل مع الأمم الأخرى ، وأن تعتمد فی ذلک على القواعد المنهجیة التی أسس لها القرآن الکریم ، فتحافظ على ما تعتبره ثوابت لدیها ، وتراعی المعاییر الراسخة التی تضبط الانفتاح والتفاعل ، وبهذا التوازن یتحصن الفکر من الزیغ والضلال ، ویتحقق لهذه الأمة الإفادة من الأمم الأخرى ، والتأثیر الایجابی المنوط بها فی تلک الأمم ، ویمکن توضیح منهجیة القرآن الکریم فی ضبط التفاعل الفکری مع غیر المسلمین من خلال الآتی :

1- ما یجب تبلیغه لغیر المسلمین

     لقد أمر الله فی القرآن الکریم الأمة الإسلامیة أن تدعو دائماً إلى الخیر ، فقد قال تعالى : ﴿ وَلْتَکُن مِّنکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَى الْخَیْرِ وَیَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ وَأُولَٰئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ( آل عمران : 104 ) ، ویقول السعدی فی تفسیر هذه الآیة : " ولیکن منکم أیها المؤمنون الذین مَنَّ الله علیهم بالإیمان والاعتصام بحبله ﴿ أُمَّةٌ ﴾ أی: جماعة ﴿  یَدْعُونَ إِلَى الْخَیْرِ ﴾ وهو اسم جامع لکل ما یقرب إلى الله ویبعد من سخطه ﴿  وَیَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ وهو ما عرف بالعقل والشرع حسنه ﴿ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ ﴾ وهو ما عرف بالشرع والعقل قبحه، وهذا إرشاد من الله للمؤمنین أن یکون منهم جماعة متصدیة للدعوة إلى سبیله وإرشاد الخلق إلى دینه، ویدخل فی ذلک العلماء المعلمون للدین، والوعاظ الذین یدعون أهل الأدیان إلى الدخول فی دین الإسلام، ویدعون المنحرفین إلى الاستقامة، والمجاهدون فی سبیل الله، والمتصدون لتفقد أحوال الناس وإلزامهم بالشرع "( السعدی ، 2000 : 1/141 ).

     وقد أوضح القرآن الکریم الکیفیة التی ینبغی إتباعها فکریاً فی التعامل مع غیر المسلمین ، فقد قال تعالى : ﴿  ادْعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ ﴾ ( النحل : من الآیة 125 ) ، " أی: لیکن دعاؤک للخلق مسلمهم وکافرهم إلى سبیل ربک المستقیم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح بالحکمة أی: کل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقیاده. ومن الحکمة الدعوة بالعلم لا بالجهل ، والبدأة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما یکون قبوله أتم، وبالرفق واللین، فإن انقاد بالحکمة، وإلا فینتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهی المقرون بالترغیب والترهیب "  " وأن لا تؤدی المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها، بل یکون القصد منها هدایة الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها " ( السعدی ، 2000 : 1/ 452 ) .

     وأما ما حظر القرآن الکریم على المسلم تبلیغه لغیر المسلمین ، فهو کل ما من شأنه إلحاق الأذى والضرر بالأمة الإسلامیة أفراداً أو جماعات ، سواء کان الضرر فکریاً أم اقتصادیاً أم عسکریاً أم عقدیاً ، ومن الآیات التی تنهى عن ذلک قوله تعالى : ﴿ یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّی وَعَدُوَّکُمْ أَوْلِیَاءَ تُلْقُونَ إِلَیْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ کَفَرُوا بِمَا جَاءَکُم مِّنَ الْحَقِّ یُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِیَّاکُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّکُمْ إِن کُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِی سَبِیلِی وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِی تُسِرُّونَ إِلَیْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَیْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن یَفْعَلْهُ مِنکُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِیلِ                ( الممتحنة : 1 ) ، وفی هذه الآیة ینهى سبحانه وتعالى عن اتخاذ غیر المسلمین أنصاراً وأعواناً ، وتبلیغهم أخبار المسلمین وأسرارهم التی لا ینبغی لهم أن یطلعوا علیها من خطط وآمال ( المراغی ، 2015 : 28 / 62 ) ، أو أقوال أو أعمال تؤثر سلباً على صیانة الفکر وتحصینه ، أو تساهم فی التخطیط لبناء جیل معطل العقل منحرف الفکر .

2- ما یُحظر أخذه من فکر غیر المسلمین

     إن تأمین الفکر یقوم على التفریق بین ما هو خاص بالأمة الإسلامیة ویجب الحفاظ علیه ویُحظر استیراده عن غیر المسلمین ، وبین ما هو مشترک إنسانی عام أنتجته العقول السلیمة ، أما الخاص الذی یُحظر أخذه عن غیر المسلمین فهو ما یتعلق بالعقیدة والأحکام الشرعیة ، ذلکم أن الله تعالى أکمل الدین وأتم النعمة على الأمة الإسلامیة ، فقد قال تعالى : ﴿ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا ﴾

( المائدة : من الآیة 3 ) ، لذا نهى الله تعالى فی کتابه الکریم عن القعود فی مجالس المستهزئین بآیات الله ومخالطتهم ، لمعرفته بنوایاهم تجاه المسلمین وهی فتنتهم وارتداهم عن دینهم ، فقد قال تعالى : ﴿ وَدَّ کَثِیرٌ مِّنْ أَهْلِ الْکِتَابِ لَوْ یَرُدُّونَکُم مِّن بَعْدِ إِیمَانِکُمْ کُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ( البقرة : من الآیة 109 ) وقوله تعالى :                     ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیبًا مِّنَ الْکِتَابِ یَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَیُرِیدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِیلَ              ( النساء : 44 ) ، وهذه الأهداف لا تتغیر بتغیر الزمان والمکان .

     وإذا کان الکفر لا یُؤمن فکراً ، وکانت ردة المسلم عن دینه هدفاً ثابتاً من غیر المسلمین ، لذا کان السعی إلى إفساد فکر المسلم وإبعاده عن عقیدته الصحیحة هدفاً یسعى کثیر من غیر المسلمین إلى تحقیقه بشتى أنواع السبل والوسائل ، ولهذا کشفت الشریعة الإسلامیة عن هذا الهدف الذی یواجه الأمة الإسلامیة فکراً وعقیدة ، مما کان له دور کبیر فی تأمین الفکر ، وذلک من خلال التنبه لهذا الخطر الداهم من جهة ، ومواجهة الأفکار الضالة المضللة التی تستهدف العقول وتصفیتها وحظرها والحذر منها من جهة أخرى .

     وأما المشترک الإنسانی العام ، وهو الأحوال الصالحة التی أنتجتها العقول السلیمة مما لیس عندنا ، ولا ضرر على العقل والفکر من أخذه ، وهو ما عبر عنه القرآن بقول الله تعالى :           ﴿ الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِیَّ الْأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوبًا عِندَهُمْ فِی التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِیلِ               یَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنکَرِ وَیُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّبَاتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾            ( الأعراف : 157 ) ، ویقول المراغی عن المعروف فی قول الله : ﴿ یَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ﴾ : " هو المعهود بین الناس فی المعاملات والعادات ، ولا شک أنه یختلف باختلاف الشعوب والبلاد والأوقات ، ومن ثم قال بعض الأئمة : المعروف ما یستحسن فی العقل فعله ، ولا تنکره العقول الصحیحة ، ویکفی المسلمین المحافظة على النصوص الثابتة ، إذ لا یمکن للمؤمن أن یستنکر ما جاء عن الله ورسوله ، ولیکن للجماعة الإسلامیة بعده رأی فیما یعرفون وینکرون ، ویستحسنون ویستهجنون ، ویکون عمدتهم فی ذلک جمهور العقلاء وأهل الفضل والأدب فی کل عصر "  ( المراغی : 2015 : 9 / 147 ) .

     وعلى هذا یمکن القول بأن المشترک الإنسانی العام الذی یؤخذ من فکر غیر المسلمین هو ما ینفع الأمة الإسلامیة فی مصالحها ، ولا یضر العقل ولا یُسبب فساد الفکر ، والعمدة فی التمییز بین النافع وغیره هو جمهور العقلاء وأهل الفضل والعلم من المسلمین .

ثانیاً : مفهوم الانحراف الفکری  وأهم مظاهره فی ضوء الشریعة الإسلامیة

مقدمة

     برز الانحراف الفکری فی وقت مبکر من تاریخ المجتمع البشری ، حتى قبل أن تتعقد الترکیبة الاجتماعیة سواء فی منظومتها الفکریة أو فی وسائلها الحیاتیة ، لأن فی أسباب الانحراف الفکری ما لیس رهیناً بالترکیبة الاجتماعیة المعقدة ، ولطالما وُجد الانحراف الفکری لیس کحالة فی الفرد أو فی المجتمع ، وإنما کظاهرة تتسع وتضییق حسب عوامل نشوئها ، وحجم تفاعل هذه العوامل وتأثیرها ، ولم یقتصر ذلک على صعید معین من أصعدة الحیاة ، وإنما یکاد یشمل جمیع الأصعدة ، لأن الانحراف الفکری یتحقق أینما تحقق سببه وعلى أی صعید .

1- مفهوم الانحراف الفکری

     إن الانحراف الفکری مصطلح حدیث نسبیاً ، لذلک خلت معاجم اللغة العربیة منه ، وبتتبع مفهوم الانحراف الفکری فی ضوء أدبیات التربیة نجدها تدور ما بین الخروج عن الدین والخروج عن الوسطیة ، ومن هذه التعریفات :

- تعریف ( المغامسی ، 2004 : 60-69 ) بأنه : اختلال فی فکر الإنسان وعقله ، والخروج عن الوسطیة والاعتدال فی فهمه وتصوراته وتوجهاته للأمور ، إما إلى الإفراط أو التفریط ، فیکون سبباً للوقوع فی الشبهات والأهواء ، وتجاوز الحد فی الأموال والأفعال ، وإفساد القیم ، وانتشار الفتن ، وارتکاب الجرائم الإرهابیة ، وفقدان الأمن والاستقرار .

- تعریف ( الخطیب ، 2015 : 19-20 ) بأنه : اعتداء ذو نزعة فردیة أو جماعیة ینعکس على الذات أو على الآخر ، سواء أکان الآخر فرداً أم جماعةً أم سلطةً أم مجتمعاً أم إقلیمیاً أم دولة أم مجموعة دول ، ویسعى إلى إشاعة أفکار لیس لها مرجعیة معتمدة من الشرع أو القانون المدنی أو الدولی ، بغیة التشکیک فی الأهداف والمصالح والنظم والعقائد ، وتؤدی إلى زعزعة الأمن الفکری والثقافی ، وإثارة نوبات العنف والتطرف والإرهاب فی بعض حالاته .

- تعریف ( طالب ، 2004 : 116 ) بأنه : ذلک النوع من الفکر الذی یخالف القیم الروحیة والأخلاقیة والحضاریة للمجتمع ، ویخالف الضمیر المجتمعی ، ویخالف المنطق والتفکیر السلیم ، ویؤدی إلى ضرب وتفکک فی وحدة کیان المجتمع .

- تعریف ( عبد الوهاب ، 2012 : 95 ) بأنه : میل عن منهج الوسطیة والثوابت والأصول الشرعیة ، ومخالفة الأنظمة المجتمعیة ، لتحقیق المصالح الخاصة بطرق غیر شرعیة .

2- مظاهر الانحراف الفکری

أ- الغلو

     یُعد الغلو من أبرز مظاهر الانحراف الفکری ، ومن أعظم مهددات الأمن الوطنی عامةً والأمن الفکری خاصةً ، ویؤکد ( الشمری ، 2011 : 164 ) على أن الغلو یتمثل فی الأخذ بظواهر النصوص الدینیة على غیر علم بمقاصدها وسوء فهمها ، ویمکن أن یصل بالفرد إلى التطرف والإرهاب ، فالشخص المتطرف یأخذ موقفاً سلبیاً تجاه المجتمع وقوانینه وضوابطه ، ثم یلتزم العزلة والمقاطعة ، ثم یصدر حکم فردی على المجتمع بالردة أو التکفیر .

     کما یشیر ( أبو ساکور ، 2009 : 137 ) إلى أن الغلو والتطرف لا یرتبط بالدین أو العبادة فقط ، بل یرتبط بکل نواحی الحیاة على حد سواء ، مثل : سوء الظن بالناس ، والجور على حقوق الآخرین ، والغلظة والشدة فی التعامل ، والعزلة عن المجتمع . 

مفهوم الغلو

     الغلو مصطلحٌ شرعی ورد فی نصوص الکتاب والسنة فی صیاغة النهی والذم ، فقد قال تعالى : ﴿ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِی دِینِکُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ( النساء ، 171 ) ، کما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ : « إِیَّاکُمْ وَالْغُلُوَّ فِی الدِّینِ ، فَإِنَّمَا أَهْلَکَ مَنْ کَانَ قَبْلَکُمُ الْغُلُوُّ فِی الدِّینِ » ( أخرجه النسائی فی سننه ، کتاب الحج ، باب التقاط الحصى ،                  5/ 268 ) ، وقد عرفه العلماء بتعاریف متقاربة ، منها: " مجاوزة الحد بأن یُزاد فی حمده أو قدحه أو ذمه على ما یستحق ونحو ذلک " ( الجهنی ، 2000 : 2/111 ) .

     ویعرفه الإمام بن جریر الطبری ویقول : " وأصل الغلو فی کل شیء هو مجاوزة حده الذی هو حده ، ویُقال منه فی الدین غُلو فهو یغلو غلواً" ( الطبری ، 2001 : 4 / 34 ).

  ویذکر الشیخ العثیمین فیقول : " الغلو هو مجاوزة الحد فی الثناء قدحاً ومدحاً وفی التعبد وفی العمل " ( العثیمین ، 2015 : 368 )  .

     ویقول ( الجوزیة ، 2003 : 2/294 ) أن الغلو هو " تعدٍ لحدود الشرع وخروج عن مقتضیات الفطرة السلیمة والعقل ، وإتباع لنزغ الشیطان وخطواته ، وما کان کذلک فلابد أن تکون ثماره مُرة ، وعاقبته وخیمة ، ونتیجته سیئة " .

الأبعاد التاریخیة لظاهرة الغلو

      من الثابت فی الشرع أنَّ النَّاس کانوا منذ أول عهدهم على التوحید الخالص ثمَّ طرأ علیهم الشرک ، والأصل فی هذا قول الله تعالى : ﴿ کَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَمُنْذِرِینَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ لِیَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ فِیمَا اخْتَلَفُوا فِیهِ ( البقرة : 213 ) .

   أورد ابن کثیر قول قتادة : ﴿ کَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً قال : کانوا على الهدى جمیعاً ثم اختلفوا ( ابن کثیر ، 2004 : 1 / 365 ) ، فالآیة ترشدنا إلى أنَّ الناس کانوا أمة واحدة ثم اختلفوا ، لذا ینبغی أن یعرف المسلم کیف طرأ الانحراف على المؤمنین بعد أن کانوا مستقیمین ، حتى یتجنبوه .

     والغلو فی الدین آفة قدیمة، ابتلیت بها الأمم من قبلنا، کما بلیت بها هذه الأمة منذ فجر الإسلام. وقد ورد النهی صریحاً فی القرآن والسنة عن الغلو والتنطع، فقال سبحانه: ﴿ قُلْ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِی دِینِکُمْ غَیْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ کَثِیراً                ( المائدة : 77 ) ، وقال تعالى: ﴿ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِی دِینِکُمْ ( النساء : 171 ) ، ویعنی بذلک فیما ذکره المفسرون غلو الیهود فی عیسى حتى قذفوا مریم، وغلو النصارى فیه حتى جعلوه ربَّا، فالإفراط والتقصیر کله سیئة وکفر( القرطبی ، 2010 : 6/21 ) .

    ولقد ورد عن جماعة من السلف روایات کثیرة فی تفسیر قوله تعالى : ﴿ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَکُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسْرًا ( نوح : 33) ، أنَّ وداً ومن ذُکر معه کان رجلاً صالحاً وکان محبباً فی قومه ، فلما مات عسکروا حول قبره ، وجزعوا علیه ، فلمَّا رأى إبلیس جزعهم علیه تصور فی صورة إنسان ثمَّ قال : أرى جزعکم على هذا فهل لکم أن أصور لکم مثله فیکون فی نادیکم فتذکرونه به ، قالوا نعم فصور لهم مثله فوضعوه فی نادیهم ، وجعلوا یذکرونه ، فلمَّا رأى ما بهم من ذکره قال : هل لکم أن أجعل لکم فی منزل کل رجل منکم تمثالاً مثله ، فیکون فی بیته فتذکرونه ، ففعل وجعلوا یذکرونه قال: وأدرک أبنائهم فجعلوا یرون ما یصنعون به وتناسلوا ، ودرس أثر ذکرهم إیاه ، حتى اتخذوه إلهاً یعبدونه من دون الله، أولاد أولادهم، فکان أول ما عبد غیر الله (ود) الصنم، الذی سموه وداً ) ( الألبانی ، 2001 : 100) .

مظاهر الغلو

     وهناک مظاهر عدة للغلو ،  فمن  هذه المظاهر ما یلی:

1- التعصب لرأی شخص ما وعدم الاعتراف بالرأی الآخر:  سواء فی الأمور الاجتهادیة أو الأمور المحتملة ، وکثیراً ما یجعل الأمور الاجتهادیة أموراً مقطوعة ویقینیة لیس فیها إلا قولاً واحداً وهو قول ذلک الشخص ، ولا رأی إلا رأیه ، وقد أکد على ذلک ( العقیل ، 2011 : 177 ) بقوله : أن تفسیر النصوص حرفیاً دون مراعاة مقاصد الشریعة ، وعدم الرجوع إلى العلماء الموثوق بهم ، والاقتناع أو الاکتفاء بعلماء جهَّال یرى بعض الأفراد بأنهم القدوة بأمور الدین یمثل أهم مظاهر الغلو والانحراف الفکری ، کما توصلت دراسة ( البدرانة وبنی فیاض وعریوط ، 2011 ) إلى أن هناک بعض الرموز الفکریة المنحرفة تستطیع أن تُضلل وتخدع صغار السن والجهلاء من العامة ، باستعمال اللغة الانفعالیة فی التأثیر علیهم ، ویحرصون على تربیتهم وتعلیمهم منذ الصغر على صنع الاقتناع فی نفوسهم بأن ما یقولون ویفعلون غیر قابل للنقاش .

2- إلزام جمهور الناس بما لم یلزمهم الله به:

     ومن مظاهر الغلو الدینی التزام التشدد مع قیام موجبات التیسیر وإلزام الآخرین به حیث لم یلزمهم الله به ، فلا ینبغی لمسلم أن یرفض التیسیر فی وقت الحرج وأن یرفض الرخصة التی رخصها الله ویلزم جانب التشدد ، والله تعالى یقول : ﴿ یُرِیدُ اللَّهُ بِکُمُ الْیُسْرَ وَلَا یُرِیدُ بِکُمُ الْعُسْرَ ( البقرة : 185 ) ، وعن عائشة رضی الله عنها تقول : « مَا خُیِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بَیْنَ أَمْرَیْنِ إِلَّا أَخَذَ أَیْسَرَهُمَا مَا لَمْ یَکُنْ إِثْمًا ، فَإِنْ کَانَ إِثْمًا کَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ » ( أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب الفضائل ، باب مباعدته صلى الله علیه وسلم للائام واختیاره من المباح ، حدیث رقم 4419 ) ، وإن من التشدد على الناس محاسبتهم على النوافل والسنن کأنها فرائض، وعلى المکروهات وکأنها محرمات ، فلا تلزم الناس إلا بما ألزمهم الله تعالى به جزماً وما زاد على ذلک فهم مخیرون فیه إن شاءوا فعلوا وإن شاءوا ترکوا ، فعن طَلْحَةَ رضی الله عنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله علیه وسلّم مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ ، یُسْمَعُ دَوِیُّ صَوْتِهِ وَلاَ یُفْقَهُ مَا یَقُولُ، حَتَّى دَنَا، فَإِذَا هُوَ یَسْأَلُ عَنِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ  صلى الله علیه وسلّم : « خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِی الیَوْمِ وَاللَّیْلَةِ ». فَقَالَ: هَلْ عَلَیَّ غَیْرُهَا؟ قَالَ: « لاَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله علیه وسلّم : « وَصِیَامُ رَمَضَانَ ». قَالَ: هَلْ عَلَیَّ غَیْرُهُ؟ قَالَ: « لاَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ ». قَالَ: وَذَکَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ   صلى الله علیه وسلّم الزَّکَاةَ، قَالَ: هَلْ عَلَیَّ غَیْرُهَا؟ قَالَ: « لاَ ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ ».( وَفِی رِوَایة: فَأَخبَرَه رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله علیه وسلّم شَرِائِعَ الإِسلام ).قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ یَقُولُ: وَاللَّهِ لاَ أَزِیدُ عَلَى هَذَا وَلاَ أَنْقُصُ، قَالَ  صلى الله علیه وسلّم : « أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ ». وَفِی رِوَایة: أَو: « دَخَلَ الجَنَّة إِنْ صَدَقَ » ( أخرجه البخاری فی صحیحه ، کتاب الإیمان ، باب الزکاة من الإسلام ، 46 ) .

3.  التشدد فی غیر موضعه :

     ولما کان التشدد أحد أهم مظاهر الغلو فی الدین ، فإنه یکون أعظم إذا کان فی غیر زمانه ومکانه ، کأن یکون مع قوم حدیثی العهد بالإسلام أو حدیثی عهد بتوبة ، أو فی غیر دار الإسلام وبلاده الأصلیة ، فهؤلاء ینبغی التساهل معهم فی المسائل الفرعیة والأمور الخلافیة ، والترکیز معهم على الکلیات قبل الجزئیات وتصحیح عقائدهم أولاً ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله علیه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْیَمَنِ قَالَ لَهُ:  « إِنَّکَ تَأْتِی قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ، فَلْیَکُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ – وَفِی رِوَایَةٍ: إِلَى أَنْ یُوَحِّدُوا اللهَ – فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوکَ لِذَلِکَ؛ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَیْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِی کُلِّ یَوْمٍ وَلَیْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوکَ لِذَلِکَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَیْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِیَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوکَ لِذَلِکَ، فَإِیَّاکَ وَکَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَیْسَ بَیْنَهَا وَبَیْنَ اللهِ حِجَابٌ » ( أخرجه البخاری فی صحیحه ، کتاب التوحید ، باب الدعاء إلى شهادة أن لا اله إلا الله ، حدیث رقم 7372).

4.  الغلظة والخشونة :

     إن من مظاهر الغلو والتشدد فی الدین الغلظة فی التعامل والخشونة فی الأسلوب والفظاظة فی الدعوة خلافاً لأمر الله ورسوله فقد قال تعالى : ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ کُنْتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ ( آل عمران : 159 ) ، وقد روت أم المؤمنین عائشة رضی الله عنها أن النبی ﷺ قال : « إِنَّ اللهَ یُحِبُّ الرِّفْقَ فِی الْأَمْرِ کُلِّهِ » ( أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب البر والصلة والآداب ، باب فضل الرفق ، حدیث رقم 2593 ) ، وفی ضوء ذلک یظهر الانحراف الفکری لکل من یتحاور ویتعامل بالغلظة مع الناس ، لا یفرقون فی ذلک بین کبیر وصغیر ، ولا بین من له حرمه خاصة کالأب والأم ومن لیس کذلک ، ولا بین من له حق التوقیر والتکریم کالعالم والفقیه والمعلم والمربی ومن لیس کذلک ، ولا یفرقون بین من هو معذور ومن لیس کذلک ، ومن هو جاهل ومن یعادی الإسلام عن عمد وعلم وبصیرة .

5. سوء الظن بالناس :

     ومن مظاهر  الغلو والتشدد ولوازمه سوء الظن بالآخرین ، فالأصل عند المتشدد هو الاتهام ، والأصل فی الاتهام الإدانة خلافاً لما تقرره الشرائع والقوانین ، والمتشددون یرجحون احتمال الشر على احتمال الخیر ، وانتقاد غیرهم وتزکیة أنفسهم ، وقد ذم الله سبحانه وتعالى ذلک السلوک بقوله : ﴿ فَلَا تُزَکُّوا أَنْفُسَکُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى  ( النجم : 32 ) ، وعن أَبِی هُرَیْرَةَ عَنْ النَّبِیِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِیَّاکُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَکْذَبُ الْحَدِیثِ » ( أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب البر والصلة والآداب ، باب تحریم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها ، حدیث رقم 2563 ) ،فیجب على المسلم العدل والإنصاف وأن یزن الناس بمیزان الشرع والوسطیة .

6. النظرة المثالیة للمجتمع :

     إن من مظاهر الغلو أن ینظر المرء إلى المجتمع وأفراده نظرة مثالیة ، وأنه ینبغی أن یکون خالیاً من السلبیات والبعد عن القیم وارتکاب المعاصی ، ویسوده فقط الحب والمودة والطاعة ، وهذه نظرة مثالیة وغلو فی التصور وبعد عن الواقع ، وقد کانت المعاصی والذنوب فی کل الأمم ، فعَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَ أصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله علیه وسلم ذَکَرُوا الذُّنُوبَ وَمَا یُقَارِفُونَ مِنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله علیه وسلم : « إِنَّکُمْ أَیَّتُهَا الأُمَّةُ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ یُذْنِبُونَ ثُمَّ یَغْفِرُ لَهُمْ »  (أخرجه الطبرانی فی کتاب الدعاء ، باب قوله صلى الله علیه وسلم لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم یذنبون فیستغفرون ، حدیث رقم 1803 )  ، قال تعالى :                ﴿ وَمَنْ یَعْمَلْ سُوءًا أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللَّهَ یَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِیمًا﴾  ( النساء : 110 ) ، وقوله  تعالى: ﴿ قُلْ یَا عِبَادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ ﴾ ( الزمر: 53 )

     یتضح مما سبق أنه على الرغم من اختلاف الزمان والمکان لأی مجتمع ، إلا أنه محاط بالنواحی الایجابیة والسلبیة ، لذا یجب دعم أفراده فکریاً بالفکر القویم السلیم الذی یساعدهم ویساعد مجتمعهم على تغییر السلبیات وتحویلها إلى ایجابیات ، والبعد عن النقد غیر البناء الذی یصوغ المشکلات المجتمعیة  ولا یبحث لها عن حلول تغیر واقعها إلى الأفضل .

7- استغلال مبدأ النصح قناعاً لتحقیق الغایات الشخصیة :

     إن من مظاهر الغلو وجود صنفٌ من الناس داخل المجتمع یستغلوا سلطانهم ومکانتهم بدعوى الإصلاح والحرص على الأمن واستتبابه ، والحفاظ على المصلحة العامة ، فیجعلوا من أنفسهم دعاة مرشدین للناس ، وهم أبعد ما یکونون عن حقیقة الدعوة والإرشاد ، فیقول الله تعالى : ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِی أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْیَدْعُ رَبَّهُ إِنِّی أَخَافُ أَن یُبَدِّلَ دِینَکُمْ أَوْ أَن یُظْهِرَ فِی الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾ ( غافر : 26 ) ، ویقول ابن کثیر رحمه الله فی تفسیر هذه الآیة : " صَارَ فِرْعَوْن مُذَکِّرًا یَعْنِی وَاعِظًا یُشْفِق عَلَى النَّاس مِنْ مُوسَى عَلَیْهِ السَّلَام " ( ابن کثیر ، 2004 : 4/ 77 ) ، فقد نصَّب فرعون نفسه داعیاً للناس ومحذراً لقومه ومنذراً لهم من موسى علیه السلام ، من أن یبدل دینهم أو أن یظهر فی الأرض الفساد ، ففرعون على قوته وجبروته وبأسه فی قومه ، لم یمنعه ذلک من الظهور بمظهر الناصح لهم.    

     ولکن أخبر الله تعالى فی کتابه الکریم أن هؤلاء الناس الذین یتخذون من مبدأ الوعظ والنصح قناعاً لتحقیق غایتهم الشخصیة تظهر حقیقتهم حتى ولو بعد أمد إما من خلال قولهم أو من خلال سیماهم ، فیقول تعالى : ﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَیْنَاکَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِیمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ یَعْلَمُ أَعْمَالَکُمْ ﴾ ( محمد : 30 )، کما قالعلی بن أبی طالب رضی الله عنه : " وإن لسان المؤمن من وراء قلبه ، وإن قلب المنافق من وراء لسانه ، لأن المؤمن إذا أراد أن یتکلم بکلام تدبره فی نفسه ، فإن کان خیراً أبداه ، وإن کان شراً واراه ، وإن المنافق یتکلم بما أتى على لسانه لا یدری ماذا له وماذا علیه " ( ابن أبی طالب ، 2004 : 2/ 113-114 ) .       

ب- التکفیر

     یُعد التکفیر مظهراً آخر من مظاهر الانحراف الفکری ، وإن تکفیر المسلم یجب أن یکون بضوابط شرعیة وفقهیة وتُثبت ، ولا یکون ذلک إلا للعلماء الراسخین فی العلم والقضاة فهم الذین یحکمون علی زید من الناس بأنه کافر لمعرفتهم بالأدلة والموانع فی هذه المسألة ، فلا یجوز تکفیر المسلم بمجرد وقوعه فی خطأ أو معصیة من الکبائر ما لم یستحل ذلک ،  وقد أکد على ذلک ( القاضی ، 2008 : 196 ) بقوله :  " من الأصول الإنسانیة عند الإمام محمد عبده ، مناداته بالبعد عن التکفیر کأصل من أصول الأحکام عند المسلمین ، وذلک أنَّه إذا صدر قول من قائل یحتمل الکفر من مائة وجه ، ویحتمل الإیمان من وجه واحد، حُمل على الإیمان، ولا یجوز حمله على الکفر ، لأنَّ هذا الأصل یفتح الأبواب واسعةً لتجنب الأحکام الطائشة على أصحاب الأقوال التی تنطوی على شبهات " ،  لذا تأتی مسألة التکفیر فی طلیعة ما یعانی منه الشباب الیوم من عدم وضوح الرؤیة وسلامة النظرة ، وهنا لا بد من وضع الأمر فی نصابه وتجلیته أمام الباحثین عن الحقیقة ، ولأهمیة هذا الموضوع لا بد من بیان أسباب شیوع ظاهرة التکفیر ثم بیان ضوابطه عند أهل السنة والإجماع .

أسباب ظهوره :

     لقد حدد ( الألبانی ، 2005 : 14-16 ) الأسباب التی دعت إلى ظهوره فی المجتمعات الإسلامیة فی الآتی :

1- تصدر سفهاء الأحلام لأمور الدعوة إلى الله بلا فقه ولا تجربة ولا رجوع إلى العلماء أهل الفقه والتجربة.

2- التسرع فی إصدار الأحکام والمواقف لمجرد الشائعات أو القرائن والظنون واللوازم.

3-الخطأ والجهل فی منهج الاستدلال کالاستدلال بالنصوص على غیر ما تدل علیه والجهل بفهم السلف وتفسیرهم للأدلة.

4- عدم اعتبار قواعد المصالح والمفاسد التی ینضبط بها إیمان الأمة وأمنها وأمانها.

5- أخذ العلم عن غیر العلماء وتلقیه عن صغار المثقفین الذین لا یخرجون من فصیلة العوام.

6- سرعة الاستجابة للفتن والتصرفات الغوغائیة والتهییج عند کل صیحة دون الرجوع إلى أهل العلم والفقه والرأی.

7- الإخلال بمفهوم الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر وأسالیبه أو سلوک منهج أهل الأهواء کالخوارج والمعتزلة وغیرهم.

8- ضعف الحکمة وقلة التجارب مما یجعل البعض یقعون فی أخطاء وقع فیها السابقون من أمثالهم فلم یستفیدوا من العبر والدروس ، والسعید من وُعظ بغیره .

ضوابطه :   

     احتاط الشرع فی إطلاق لفظ الکفر على المسلم احتیاطاً شدیداً ، وأوجب التثبت فی ذلک حتى لا یُتهم مسلم بکفر ولا یُؤخذ بریء بجرم لم یرتکبه ، وحتى لا تُستباح أموال النَّاس وأعراضهم ودماءهم بمجرد الظن والهوى ، فقد قال تعالى : ﴿  یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَتَبَیَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَیْکُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا ﴾ ( النساء : 94 ). 

      وقد شدد السلف فی مسألة التکفیر وحذروا من الحکم على شخص بالکفر إلا وفقاً لضوابط صارمة وقیود دقیقة ، وذلک لما یترتب على التکفیر من آثار ، وما یلحق من یُوصم بالکفر من أحکام فی الدنیا قبل الآخرة ، ولما ورد من التحذیر من تکفیر المسلم فی العدید من الأحادیث النبویة ، فعن عبد الله بن عُمر – رضِی الله عنهُما -: أنَّ النَّبیَّ – صلَّى الله علیه وسلَّم – قال:  « أیُّما امرئٍ قال لأخیه: یا کافر، فقد باءَ بِها أحدُهُما، إن کان کما قال، وإلاَّ رجعتْ علیْه »        ( أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب الإیمان ، باب بیان حال إیمان من قال لأخیه المسلم یا کافر، حدیث 6092 )  ، وعن أبی ذرٍّ – رضی الله عنه -: أنَّه سمع النَّبیَّ – صلَّى الله علیه وسلَّم – یقول:  « لا یرْمی رجلٌ رجُلاً بالفسوق، ولا یرمیه بالکفْر، إلا ارتدَّت علیْه، إن لَم یکن صاحبُه کذلک »  ( أخرجه البخاری فی صحیحه ، کتاب الأدب ، باب ما ینهى من السباب واللعن، حدیث 5698 ). وفی روایةٍ عند مسلم قال: « ومَن دعا رجُلاً بالکفْر، أو قال: عدوّ الله، ولیس کذلک، إلاَّ حار علیْه »  ، أی: رجع علیه ( أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب الإیمان ، باب بیان حال إیمان من قال لأخیه المسلم یا کافر، حدیث 61 ) . 
ج- التدمیر و التفجیر

     یُعد التدمیر والتفجیر مظهراً آخر من مظاهر الانحراف الفکری ، فالدین الإسلامی دین اعمار وبناء ولیس دین تفجیر وتدمیر ، لأنَّ التفجیر والتدمیر یؤدیان إلى إزهاق الأرواح وإتلاف الممتلکات ، فقد أکد ( البراشی ، 2011 : 28 ) على أن أهم مظاهر الانحراف الفکری الدعوة إلى اغتیال البشر ، والتشدد فی تطبیق الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر ، دون ضوابط عادلة ومتوازنة ، فالإسلام لا یقر ذلک ولا ینادی به ، وقد ذکر أهل العلم أنَّ الأحکام الشرعیة تدور من حیث الجملة على وجوب حمایة الضروریات الخمس والعنایة بأسباب بقائها مصونة سالمة وهی                   ( الدین ، النفس ، العرض ، العقل والمال) ، والله تعالى قد حفظ للناس هذه الضروریات بما شرعه من الحدود والعقوبات التی تحقق الأمن العام أو الخاص ، قال تعالى : ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِکَ کَتَبْنَا عَلَى بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعًا وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعًا ﴾ ( المائدة : 32 ) ، وقوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ یُقَتَّلُوا أَوْ یُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَیْدِیهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ یُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِکَ لَهُمْ خِزْیٌ فِی الدُّنْیَا وَلَهُمْ فِی الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ ﴾ ( المائدة : 33 ) .

     کما یقول سبحانه وتعالى: ﴿  وَلَا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ ( الأعراف : 56 ) ،  ویقول ( ابن کثیر ، 2004 : 3/251 ) فی تفسیر هذه الآیة : " ینهى تعالى عن الإفساد فی الأرض ، وما أضره بعد الإصلاح ! فإنه إذا کانت الأمور ماشیة على السداد ، ثم وقع الإفساد بعد ذلک ، کان أضر ما یکون على العباد، فنهى تعالى عن ذلک " .

     یتضح مما سبق أن تطبیق الدین الإسلامی القویم کفیل بإشاعة الأمن والاطمئنان وردع کل من تسول له نفسه بالإجرام والاعتداء على المسلمین فی أنفسهم وممتلکاتهم .

د- الإرهاب

     یُعد الإرهاب مظهراً آخر من مظاهر الانحراف الفکری ، لقد ورد فی بعض آیات القرآن الکریم ذکرٌ لمشتقات کلمة "الإرهاب"، فی مناسبات متعددة من سوره، وبصیغ مختلفة، منها: قول الله عز وجل: ﴿ وَیَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَکَانُوا لَنَا خَاشِعِینَ ( الأنبیاء : 90 )، ومعنى قوله                 ﴿ رَغَباً وَرَهَباً : رغباً فی رحمة الله، ورهباً من عذاب الله. وقوله ﴿ وَکَانُوا لَنَا خَاشِعِینَ : أی متذللین لله عز وجل ( الشوکانی فی فتح القدیر ، 2007 : 3/427 ) ، خائفین، متواضعین، مصدقین بما أنزل الله ، وحکى ابن کثیر فی تفسیره عن أبی سنان، قوله: "الخشوع هو الخوف اللازم للقلب، لا یفارقه أبداً" ( ابن کثیر ، 2004 : 3/194 ).

     ومنها قوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَیْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّکُمْ وَآخَرِینَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ یَعْلَمُهُمْ ( الأنفال : 60 ) ، قال الشوکانی: الترهیب التخویف... والمراد بعدو الله وعدوهم هم المشرکون من أهل مکة وغیرهم من مشرکی العرب ( الشوکانی فی فتح القدیر ، 2007 : 2/321 ) ، وقوله: ﴿ وَآخَرِینَ مِن دُونِهِم ْ، أی من غیر کفار العرب ( ابن الجوزی ، 2002 : 3/375 ). قیل: هم الیهود وقیل فارس والروم.. وقیل کل من لا تعرف عداوته.. والأولى الوقف فی تعیینهم لقوله: ﴿ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ یَعْلَمُهُمْ ( الشوکانی فی فتح القدیر ، 2007 : 2/321 ) ، وورد فی تفسیر المراغی عند شرحه لهذه الآیة : "الإرهاب والترهیب: الإیقاع فی الرهبة، وهی الخوف المقترن بالاضطراب"( المراغی ، 2015 : 10/23 ).

     ویزداد معنى الآیة وضوحاً عند النظر إلیها من خلال السیاق، وفی ضوء الآیة التی سبقتها، وذُکِر فیها الخوف من خیانة المعاهدین بسبب نقضهم العهود، قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِیَانَةً فَانبِذْ إِلَیْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ یُحِبُّ الخَائِنِینَ ( الأنفال : 58 ).

     کما یزداد المعنى وضوحاً –أیضاً- وتأکیداً، عند مواصلة القراءة إلى تمام الآیة التی تلیها، وهی قوله تعالى: ﴿ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَکَّلْ عَلَى اللّهِ ( الأنفال :61 ) ، حیث یتجلى أن معنى ﴿ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّکُمْ هو من أجل منع العدوان والظلم، ولحمایة أمة الإسلام التی أُمرت بالتزام الحق والعدل وحریة التدین، وأُمرت بتحصیل القوة؛ لتثبیت هذه المبادئ إزاء الناس کافة، ولأنّ الاستعداد المستمر والجاهزیة للجهاد عند الاقتضاء یدفع الحرب، ویمنع وقوعها بسبب خوف من یعتزم نقض العهود والمواثیق، ویبیت الاعتداء، ویضمر الخیانة والغدر، وإرهابه إرهاب مشروع، ولا یتحقق له ذلک، ویحصل له الخوف والرهبة الزاجرة إلا متى علم بشدة المسلمین.

     فالآیة تأمر المسلمین بوجوب تحصیل القوة، وتوفیر أسبابها ومقوماتها، بما یتناسب مع کل زمان ومکان ، لتکون رادعاً وزاجراً یرهب کل من تسول له نفسه مباغتتهم بالحرب، فیتضرر المسلمون، وتتعطل رسالة الإسلام الذی یسعى إلى تحقیق السلام، ویأمر بالجنوح له، لأنه –أی السلام- من بین مقاصده وغایاته، کما أن من بین مقاصد الإسلام وغایاته: نشر حریة العقیدة والتدین فی الأرض ﴿ لاَ إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ  ( البقرة : 256 ) .

     وفی تحصیل القوة سدٌّ لأبواب المفاسد والحروب، وحفظ للأمن، وجلب مصالح ومنافع العباد، فیهنأ الجمیع باتقاء الفتن، ویسعد الجمیع بانفتاح أبواب التعاون، ونمو روابط المودة، ویزدهر العمران فی الأرض، قال تعالى: ﴿ لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ ( الممتحنة : 8 ) .

     ویصل البحث إلى نتیجة من ذلک هی: أن الإرهاب المأمور به الوارد فی القرآن الکریم، إنما هو خاص، یتعلق بالمعتدین، لصدهم عن عدوانهم متى حصل منهم، ولیس هو إرهاباً عدوانیاً بالمعنى المعاصر، المرفوض إسلامیاً ، وقد أخطأ خطأ کبیراً من نسب إلى الإسلام إباحة الإرهاب بالمعنى المعاصر من حیث هو اعتداء صریح على الآمنین، وزعم أن مجرد المخالف هو عدو فی نظر المسلمین ، متناسیاً أن الإسلام فی کثیر من آیاته یأمر بالعدل والإحسان حتى مع الأعداء: ﴿ کُونُواْ قَوَّامِینَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ( المائدة : 8 ) ، ﴿ إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِیتَاء ذِی الْقُرْبَى وَیَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنکَرِ وَالْبَغْیِ یَعِظُکُمْ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ ( النحل : 90 ) ، کما یرسم الإسلام منهج الحوار مع المخالف بالتی هی أحسن: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْکِتَابِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِی أُنزِلَ إِلَیْنَا وَأُنزِلَ إِلَیْکُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُکُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ   ( العنکبوت : 46 ).

     وقد نصت آیات القرآن الکریم فی أکثر من موطن على تحریم الاعتداء على غیر المحاربین، وأمر سبحانه فقط بقتال الذین یقاتلون المسلمین، ونهى عن العدوان، قال تعالى:               ﴿ وَقَاتِلُواْ فِی سَبِیلِ اللّهِ الَّذِینَ یُقَاتِلُونَکُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ یُحِبِّ الْمُعْتَدِینَ ( البقرة : 190 ) ، ﴿ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ ( المائدة : 87 ).

     ویستفاد مما تقدم أن عدم تحصیل القوة تفریط من الأمة فی مصالحها، وتقصیر فی إتیان ما أُمرت بحفظه وصیانته بصفة عامة: من حفظ الدین والأنفس والعقول والأعراض والأموال والأوطان، والعمل على تحقیق الأمن والسلام للمجتمع الإنسانی.

     ویتقرر أیضاً أن العدو فی الإسلام هو المحارب لله ولرسوله وللمؤمنین ومن یساعده على العدوان، ولیس العدو مجرد المخالف للمسلمین، أیاً کان وجه الخلاف معه، سواء فی الرأی ووجهات النظر، أو فی النظم والتشریع، أو فی الثقافة والحضارة، أو فی القیم، أو فی الدین والمبادئ، طالما أن الاختلاف لا یرتقی إلى العدوان، قال تعالى: ﴿ لاَ إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ﴾                      ( البقرة : 256 ) ، ﴿ لَکُمْ دِینُکُمْ وَلِیَ دِینِ ( الکافرون : 6 ) .

     وعلى هذا جرى العمل منذ عهد الرسول ﷺ ، وطوال مراحل تاریخ المسلمین، فی تعایشهم وتجاربهم مع غیرهم، ومن شأن: ذلک فَتْحُ أبواب التعاون وتبادل الآراء والإفادة من العلوم والمعارف ووجوه المنافع المختلفة بین الناس جمیعاً، وإتاحة فرص الدعوة إلى الإسلام، وإظهار حقائقه للآخرین، وإطلاعهم على محاسنه ومعارفه وفضائله، وعلى أسس العدل والاعتدال والوسطیة فیه، وفق منهج واضح متمیز لا لبس فیه ولا غموض، ونبذ الغلو والتطرف والعنف، وإرساء منهج الحوار الثقافی واحترام الخصوصیات الثقافیة .

     ولهذا کانت العنایة بتقویم الفکر وتصحیح الاعتقاد هی أول نقطة فی أی برنامج من برامج الإصلاح التی جاء بها الأنبیاء علیهم السلام. فعن النعمان بن بشیر رضی الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ یقول: « أَلَا وَإِنَّ فِی الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ کُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ کُلُّهُ، أَلَا وَهِیَ الْقَلْبُ » ( أخرجه البخاری فی صحیحه ، کتاب الحیض ، رقم 318 ) . والقلب هو أحد معانی العقل، ومن أدلة ذلک قول الخالق سبحانه: ﴿ أَفَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَتَکُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ یَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ یَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَکِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ ( الحج : 46 ).

ثالثاً : تأثیر التعلیم الجامعی فی الحد من مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء أدبیات التربیة

     تعد المؤسسات التربویة على کافة أشکالها المنبع الرئیسی الذی یکتسب الطالب من خلاله العلم والمعرفة وتنمو مهاراته وتتطور سلوکیاته وتصرفاته سلباً أو إیجاباً حسب توجهات المؤسسة ، وعلیه فإن المؤسسات التربویة من أهم المؤسسات الاجتماعیة التی لجأت إلیها المجتمعات الحدیثة لتلبیه حاجات تربویة وتعلیمیة عجزت عن تأدیتها الأسرة ، وتمثل الجامعة قمة المنظومة التعلیمیة فی الواقع المعاصر ، ونهایة المطاف التعلیمی بالنسبة للطلاب من الجنسین فی مختلف المیادین العلمیة والمعرفیة ( شلدان ، 2013 : 46 ) .

     ویؤکد ( عبد المحسن ، 2009 : 37 ) أن المرحلة الجامعیة تمثل قمة الوعی والفهم والإدراک بالنسبة للطلاب ، حیث یتم تزویدهم بجرعات وقائیة یُراعى فیها التأثیر علی حس الطالب وانتمائه الاجتماعی بما یدفعه إلی الالتزام والتمسک بالنظم والتعلیمات فی کافه سلوکیاته ، کما ینبغی علی الجامعات الاهتمام بتدعیم انتماء هؤلاء الشباب لمجتمعهم ، وارتباطهم بأهدافه وقضایاه الأساسیة من خلال التحریک الفاعل بطاقات الشباب ، ومن أهمها الطاقات المعنویة التی تتمثل فی القیم الدینیة والثقافیة التی تنعکس علی سلوک الأفراد والجامعات وفی تعاملهم مع بعضهم البعض .

       ویشیر ( Kuhn , 2008 : 178 ) أنه ینبغی علی المؤسسة الجامعیة أن تعد طلابها لما وراء الحیاة الجامعیة بحیث یکتسبوا مهارات الاعتماد علی النفس ، والحوار والمناقشة والاستفسار ، مما یجعلهم قادرین علی حسن التصرف فی مختلف المواقف الحیاتیة التی تواجههم ، ویحاولون اختیار السلوک الناضج المبنی علی دراسة وتفهم عمیق لکافة وأولویات الموقف حتى ینسجم السلوک مع الموقف المعنی ویؤدی إلی نتائج إیجابیه تعود علی الطالب وبالتالی على المجتمع .

     لذا من الأهمیة أن یتعلم الطالب الجامعی کیف یتحقق أمن المجتمع بصفة عامة وأمنه بصفة خاصة ، من خلال تهیئة اجتماعیه ونفسیة للتکیف مع القیم والآمال وتطلعات مجتمع ینشد السلوکیات المثالیة التی تحقق الأمن والأمان .

     وانطلاقاً من دور الجامعة کمؤسسه تعلیمیة وفکریة أوجدها المجتمع لتنمیته وبحث مشکلاته حدد ( علی ، 2007 : 97 ) أهم المبادئ التی یجب علی الجامعة إتباعها لمواجهة التحدیات الفکریة والثقافیة وهی کالتالی :

1- صیانة الفکر الإسلامی الأصیل الذی یسود المجتمع ، والدفاع عن کیانه ووجوده وهویته عن طریق التصدی بالدراسة والنقد والتحلیل للتیارات الفکریة الوافدة ، وإبراز ما بها من نقص أو خطـأ.

2- الحرص علی عقد المؤتمرات والندوات التی تناقش جوانب الأمن الفکری ، وتوضیح الانحرافات الفکریة لدى الطلاب والتحذیر من الوقوع فیها .

3- إبراز دور العقیدة والالتزام بمبادئ الإسلام ومنها : الوفاء للوطن والمحافظة علی أمنه .

4- التحذیر من المصادر الإعلامیة المشبوهة ، والمنشورات والمطبوعات التی تصدر من جهات غیر رسمیه ، وعدم المشارکة فی نشرها .

 کما أوضح ( Glover , 2010 : 1 ) أن من أهم أهداف التعلیم الجامعی التی من شأنها تحقیق الأمن الفکری ما یلی :

1- تنمیه الولاء للدین وتعزیز الانتماء للوطن .

2- الارتقاء بمستوی البحث العلمی والسعی لتحقیق التطبع الاجتماعی والثقافی للفرد وتکامل شخصیته ونمو وعیه وتحقیق التوازن المعرفی والثقافی بین المعارف والعلوم الغربیة وما ینسجم مع الثقافة المحلیة .

3- عقد اللقاءات الدوریة مع علماء الفکر السلیم وتنظیم المؤتمرات التی تُثری فکر الطالب الجامعی نحو الاتجاهات الفکریة من الشوائب والانحرافات الفکریة والسلوکیة .

     یتضح مما سبق أن التعلیم الجامعی له مبادئ وأهداف متعددة شاملة تنطلق من وظائفه الرئیسیة وهی : التدریس ، والبحث العلمی، وخدمه المجتمع ، إذ أن من أهدافه إکساب الطلاب مهارة البحث العلمی وفق منهج سلیم لمعرفة الحقائق بأسلوب علمی ومنطقی ، وتنمیة حریة الرأی والتعبیر حول القضایا موضوع النقاش والحوار،  لتنمیة شخصیته نحو التفکیر السلیم المبنی علی الحقائق المنطقیة المتفقة مع قیم وعادات وتقالید المجتمع ومبادئ الشریعة الإسلامیة .

رابعاً : نتائج البحث

     لقد توصل البحث إلى العدید من النتائج منها :

1- إن تعزیز الأمن لدى الناشئة یعد من أقصر الطرق وأفضل الوسائل لتحقیق المجتمع الآمن المستقر.

2- یدور مفهوم الأمن الفکری حول حمایة العقل وتحصینه من الخروج عن منهج الوسطیة إفراطاً أو تفریطاً .

3- نهجت الشریعة الإسلامیة فی بناء الفکر السلیم الآمن منهجاً فریداً ، وحددت أهم المتطلبات الواجبة لتنظیم عملیة التفکیر ، وکیفیة الوصول إلى الحقائق والمعارف السلیمة التی تبنی المجتمع ولا تهدمه .

4- تمثلت إجراءات ومتطلبات الأمن الفکری وتحصین العقل البشری من المفاسد الفکریة فی الشریعة الإسلامیة فی الآتی : حراسة السماء بالشهب عند نزول الوحی ، منع التشاؤم وإتباع الخرافات ، تحریم السحر ، الحث على استعمال العقل والتحذیر من تعطیله ، الحض على العلم وذم الجهل ، النهی عن إتباع الهوى ، ذم التقلید الأعمى والتحذیر منه ، ذم الکبر والاستکبار ، النهی عن التنازع ، التحذیر من جماعة الرفاق السیئة ، تحدید مصادر المعرفة السلیمة للفکر الآمن ، بناء الفکر على أساس العبادة الخالصة لله ، ضبط التفاعل الفکری مع غیر المسلمین. 

5- حافظ الشرع الإسلامی على العقل من الانحرافات الفکریة والعقائدیة منذ بدایة نزوله، بدءاً من حراسة السماء من الجن والشیاطین بالشهب عند نزول الوحی لهدایة البشر، إضافة إلى حفظ العقول بالوحی نفسه .

6- منع الإسلام فی نصوصه وأحکامه وتشریعاته من ممارسة الخرافات والشعوذة والکهانة لحفظ العقول من الانحرافات الفکریة والعقائدیة .

7- حرم الإسلام السحر، وجعله من الموبقات، لأنه یضر ولا ینفع، ویفتن الناس فی دینهم، ویضرهم فی عقولهم وأبدانهم وفی علاقاتهم الأسریة والاجتماعیة.

8- العقل السلیم هو أساس بناء الفکر السلیم ، لذلک نوهت الشریعة الإسلامیة بالعقل تنویهاً کبیراً ، وأعلت من مکانته وقیمته .

9- قبحت الشریعة الإسلامیة  الجهل وبینت شدة خطره ، وأنه من أهم عوائق الفکر السلیم ، لذا حضت الشریعة الإسلامیة على العلم لمواجهة هذا العائق ، وبینت أن العلم الحقیقی هو الموصل إلى معرفة الله تعالى والإیمان به ، وهذا هو العلم الذی یُحصن الفکر ویبنیه بناءًا سلیماً .

10- وقوف الشرع الإسلامی وقفة حاسمة فی منع الاعتداء على العقل بالخمر أو المسکرات ، بتحریمه وعدم قربان الخمر أو المسکر بمسمیاته المختلفة .

11- أکد الشرع الإسلامی على أن إتباع الهوى یؤدى إلى فقدان الفکر السلیم ، وأن إتباع الهوى لا یمکن أن یکون نابعاً من علم ، بل إن الجهل الذی یؤدی بصاحبه إلى إتباع الهوى .

12- أکد الشرع الإسلامی على أن المتتبع لغیره فیما لا یعرف ، یُعطل فکره ، ویحجز قوى عقله عن العمل ، ویرکن إلى فکر غیره ، ونتیجة لذلک لا یستطیع التفکیر الصحیح .

13- حذر الشرع الإسلامی من الکِبر الموجِب لعدم التفکیر السلیم ، وأوضح أن الکِبر یسد عن صاحبه منافذ التأمل والتدبر ، فتتعطل وسائل الإدراک لدیه فلا یعقل الرشاد ، مما یمنعه من التفکیر السلیم والتأمل السدید .

14- أکد الشرع الإسلامی أن طریق الله حق واحد لا یتبدد ، فإن التمسک به یؤدی إلى طریقة سلیمة فی التفکیر وإلى منهج قویم فی البناء الفکری .

15- إن جماعة الرفاق من أهم البیئات المؤثرة حول الإنسان ،لأنه وسط اجتماعی ذو أثر شدید على تفکیر الإنسان یمکن أن یکون بناءًا ایجابیاً سلیماً، ویمکن أن یکون عکس ذلک تماماً.

16- أن الوحی بشقیه ( الکتاب والسنة ) هو المصدر الرئیسی للتفکیر ، وهذا المصدر هو المعیار الذی یُعرف به التفکیر السلیم الصحیح من غیره .

17- إن العبادة الخالصة لله تعالى توجه الفرد نحو الخیر والصلاح ، وتحصن الفکر من الضلال والانحراف ، بل إن أهم رکائز الأمن الفکری وبنائه بناءً سلیماً هو عبادة الله وتوحیده .

18- ینبغی على الأمة الإسلامیة أن تعتمد على القواعد المنهجیة التی أسس لها الشرع الإسلامی فی التفاعل مع الأمم الأخرى ، فتحافظ على ما تعتبره ثوابت لدیها ، وتراعی المعاییر الراسخة التی تضبط الانفتاح والتفاعل ، وبهذا التوازن یتحصن الفکر من الزیغ والضلال .

19- یعتبر الانحراف الفکری میل عن منهج الوسطیة والثوابت والأصول الشرعیة ، ومخالفة الأنظمة المجتمعیة ، لتحقیق المصالح الخاصة بطرق غیر شرعیة .

20- الغلو فی الدین آفة فکریة قدیمة، ومظهر من مظاهر الانحراف الفکری اُبتلیت بها الأمم من قبلنا، کما بلیت بها هذه الأمة منذ فجر الإسلام. وقد ورد النهی صریحاً فی القرآن والسنة عن الغلو والتنطع .

 21- هناک مظاهر عدة للغلو ذات تأثیر سلبی على الفکر السلیم ، مثل : التعصب لرأی شخص ما ، إلزام جمهور الناس بما لم یلزمهم الله به ، التشدد فی غیر موضعه ، العنف والغلظة ، سوء الظن بالناس ، النظرة المثالیة للمجتمع ، استغلال مبدأ النصح قناعاً لتحقیق الغایات الشخصیة.

22- یعتبر التکفیر من أهم مظاهر الانحراف الفکری ، لذا احتاط الشرع فی إطلاق لفظ الکفر على المسلم احتیاطاً شدیداً ، وأوجب التثبت فی ذلک حتى لا یُتهم مسلم بکفر ولا یُؤخذ بریء بجرم لم یرتکبه ، وحتى لا تُستباح أموال النَّاس وأعراضهم ودماءهم بمجرد الظن والهوى .

23- أن أهم مظاهر الانحراف الفکری الدعوة إلى اغتیال البشر ، والتشدد فی تطبیق الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر ، دون ضوابط عادلة ومتوازنة .

24- یعتبر الإرهاب من أهم مظاهر الانحراف الفکری ، ویخطأ خطأً کبیراً من ینسب إلى الإسلام إباحة الإرهاب بالمعنى المعاصر من حیث هو اعتداء صریح على الآمنین، وزعمه أن مجرد المخالف فی الرأی هو عدو فی نظر المسلمین .

25- تُعد المؤسسات التربویة على کافة أشکالها المنبع الرئیسی الذی یکتسب الطالب من خلاله العلم والمعرفة وتنمو مهاراته وتتطور سلوکیاته وتصرفاته سلباً أو إیجاباً حسب توجهات المؤسسة .

26- تمثل المرحلة الجامعیة قمة الوعی والفهم والإدراک بالنسبة للطلاب ، حیث یتم تزویدهم بجرعات وقائیة یُراعى فیها التأثیر علی حس الطالب وانتمائه الاجتماعی بما یدفعه إلی الالتزام والتمسک بالنظم والتعلیمات فی کافه سلوکیاته .

27- ینبغی علی المؤسسة الجامعیة أن تعد طلابها لما وراء الحیاة الجامعیة بحیث یکتسبوا مهارات الاعتماد علی النفس ، والحوار والمناقشة والاستفسار ، مما یجعلهم قادرین علی حسن التصرف فی مختلف المواقف الحیاتیة التی تواجههم .

خامساً : التصور المقترح لتفعیل دور الجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة

     تأسیساً على ما ورد فی الإطار النظری من حقائق ترتبط بالأمن الفکری وأهم متطلبات تحقیقه فی ضوء الشرع الإسلامی ، وبالانحراف الفکری وأهم مظاهره ، وإیماناً بأن دور الجامعة برغم أهمیته الکبرى لازال فی حاجة إلى التفعیل والدعم ، لذا اتجه البحث إلى وضع تصور مقترح لتفعیل هذا الدور لمواجهة مظاهر الانحراف المجتمعی فی ضوء متطلبات الأمن الفکری ، ویقوم هذا التصور على الرکائز التالیة :

أ- مبررات التصور المقترح

     یستند التصور المقترح على مجموعة من المبررات أهمها :

1- ضعف الأمن الفکری فی المجتمع الجامعی نتیجة للغزو الفکری ، وانتشار أفکار التطرف والتعصب والغلو بین الشباب ، وتطور وسائل ومواقع التواصل الاجتماعی التی تساعد على ذلک والسیطرة على عقول الشباب .

2- ضعف التوعیة الفکریة والثقافیة لطلاب الجامعة ، الأمر الذی یستوجب زیادة الاهتمام بالأنشطة الثقافیة وضرورة ممارستها .

3- ترکیز بعض کلیات الجامعة على تدریس المقررات الدراسیة وإهمال الأنشطة الأخرى ، حیث یقاس مدى نجاح الکلیة بما یحصله الطالب من درجات فی الامتحان .

ب- فلسفة ومنطلقات التصور المقترح

     ویُقصد بفلسفة التصور المقترح المنطلقات الفکریة والمبادئ الأساسیة التی تحدد الملامح الممیزة لدور الجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری ، ومن أهم هذه المنطلقات:

1- تکمن أهمیة دور الجامعة فی مواجهة الانحراف الفکری المجتمعی فی عصر العولمة من خلال مساعدة الطلاب على مواکبة العصر ، وتوظیف معطیاته لتجعلهم منتجین للحضارة ولیسوا مستهلکین لها .

2- أهمیة المرحلة الجامعیة لشباب الجامعة لتدعیم شخصیة الطلاب فی الجوانب السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة ، التی تساعدهم على تحقیق متطلبات الأمن الفکری .

3- یمکن مواجهة مظاهر الانحراف الفکری وتحقیق متطلبات الأمن الفکری لدى طلاب الجامعة ، من خلال النقد الحر البنَّاء والموجه نحو تحقیق مصلحة الفرد والمجتمع وتوفیر الحیاة المستقرة .

4- تُعد الجامعة بکل کوادرها وهیکلها التنظیمی المسئول الأول فی أخذ زمام المبادرة فی التصدی لمظاهر الانحراف الفکری ، والعمل على دراستها وتحلیلها وتقییمها ووضع الحلول الایجابیة لها .

5- ینبغی أن یکون للجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری وتحقیق متطلبات الأمن الفکری أثر ملموس ومردود مباشر تظهر معالمه ونتائجه المنشودة على طلاب الجامعة .

6- إن قضیة الانحراف الفکری وتزعزع الأمن من القضایا التی لا یمکن التعامل معها بالمحاولات الفردیة ، والاجتهادات الشخصیة ، وإنما من خلال العمل المؤسسی الجماعی .

ج- أسس بناء التصور المقترح

     یُقصد بأسس التصور المقترح تلک الأبعاد الأساسیة التی تستند إلیها الجامعة فی تحقیق متطلبات الأمن الفکری ، ومواجهة مظاهر الانحراف الفکری ، ویستند التصور المقترح على مجموعة من الأسس والمسلمات أهمها :

1- الأساس العقلی : حیث أن الأمن الفکری حق وواجب ، حق للفرد تجاه المجتمع ، وواجب على الفرد أن یتحمل نصیبه منه ، ویؤدی واجبه فیه ، ویتأتى ذلک من خلال دور الجامعة فی إنتاج العقول المفکرة الناقدة ، وتحدیث المعرفة ، والترکیز على القضایا التی تمثل خطراً حقیقیاً على سلامة المجتمع .

2- الأساس المجتمعی : حیث صار الأمن الفکری یمثل قضیة وطنیة وظاهرة عالمیة ، وتعانی من غیابه کافة المجتمعات ، ویمس غیابه أهم ما تملک المجتمعات ممثلة فی الشباب رصید الأمة ومستقبلها ، لذا على الجامعة کمؤسسة مجتمعیة تعلیمیة أن تتحمل مسؤولیتها نحو خدمة المجتمع ومواجهة مشکلاته ، ورصد ومعالجة ما یعانیه من تحدیات فکریة وعقائدیة .

3- الأساس الأخلاقی أو القیمی :حیث أن الجانب القیمی یُعد قاعدة أساسیة لمشارکة المجتمع کأفراد فی تحقیق متطلبات الأمن الفکری ، ومواجهة مظاهر الانحراف الفکری ، لذا على الجامعة بث مختلف أنواع القیم التی تحقق متطلباته ، والتصدی لأی سلوک خارج عن منظومة الأخلاق والقیم التی تتنافى مع ثقافة المجتمع وتؤدی إلى انحراف أفراده فکریاً.

4- الأساس التربوی :  وذلک عن طریق تزوید الفرد بالمعارف والمهارات والقیم والاتجاهات اللازمة لفهم حاضره واستشراف مستقبله ، ویُعد التعلیم الجامعی مدخلاً محوریاً أساسیاً فی التعریف بمتطلبات الأمن الفکری ، ووسیلة لإکساب الطلاب المعارف والمهارات الأساسیة التی تؤهلهم لمواجهة مظاهر الانحراف الفکری ، فکثیر من الشباب الجامعیین فی أمس الحاجة إلى التوجیه والإرشاد ، ولاسیما أن التعصب والتطرف لا یفرق بین متعلم وأمیّ .

5- الأساس الأمنی : حیث تعتبر قضیة الانحراف الفکری وتأثیره فی تهدید منظومة الأمن القومی ، من القضایا التی لا یمکن التعامل معها بالمحاولات الفردیة والاجتهادات الشخصیة ، وإنما من خلال العمل المؤسسی والجماعی ، لذا یجب أن توجه الجامعة اهتمامها من خلال وظائفها المحوریة سواء التدریسیة أو البحثیة أو الخدمیة لاستقرار منظومة الأمن القومی من خلال تحقیق متطلبات الأمن الفکری ، ومواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی .

6- الأساس التکنولوجی : حیث أنه فی ظل الثورة الهائلة فی مجال الاتصالات بأدواتها المختلفة ، یحتاج الشباب الجامعی إلى التوجیه والإرشاد فی الحد من التعامل مع وسائل الاتصالات بأدواتها المختلفة والوقایة من أضرارها ، للحفاظ على الأمن الفکری ، ومواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی .

د- أهداف التصور المقترح   

     یهدف التصور المقترح إلى تفعیل دور الجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة ، وذلک من خلال تحقیق عدد من الأهداف الفرعیة التی تتمثل فی الآتی :

1- طرح آلیات وإجراءات عملیة وعلمیة تتخذها الجامعة أو تعمل بها فی سبیل زیادة وعی طلابها ورعایتهم من مظاهر الانحراف الفکری تأکیداً لدورها التعلیمی والبحثی والمجتمعی .

2- زیادة مشارکة أعضاء هیئة التدریس فی تقدیم حلول بنَّاءة وموضوعیة تسهم فی مواجهة مخاطر الانحراف الفکری من قِبَل الشباب ، وتؤکد على أهمیة تحقیق متطلبات الأمن الفکری فی المجتمع .

3- تأکید أهمیة دور الطلاب فی تعزیز وتطبیق متطلبات الأمن الفکری ، وأنهم یمکن أن یساهموا بفاعلیة فی معالجة ومواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی .

4- تحقیق التکامل والتنسیق بین المؤسسة الجامعیة وهیئات المجتمع المحلی الرسمیة منها وغیر الرسمیة .

5- تزوید طلاب الجامعة والعاملین بها بالمفاهیم والحقائق اللازمة لتنمیة وعیهم الایجابی نحو متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة .

6- لفت أنظار الطلاب إلى خطورة مظاهر الانحراف الفکری ، وما یمکن أن ینتج عنه من مخاطر ومفاسد اجتماعیة وأمنیة ، وتدمیر للفکر والعقیدة ، وزعزعة المواطنة والانتماء .

7- نشر الثقافة الواعیة المعتدلة بین الطلاب وتشجیعهم على الأخذ بها والحرص على العمل بمقتضاها فی شتى المجالات الحیاتیة .

8- استثارة الحس التربوی للجامعة تجاه مظاهر الانحراف الفکری ، وتسطح الفکر حول حقیقة الإسلام والأمن الفکری ، بما یضمن تنشئة واعیة  للطلاب الجامعیین مستندة إلى مبادئ الشریعة الإسلامیة .

9- تحدید الجامعة للمسار الأمثل للأمن الفکری ، بما یحمی طلابها من الغلو والتطرف والإرهاب والفکر التکفیری .

10- تحدید برامج علمیة قصیرة داخل الجامعة لإرساء الوعی الثقافی حول وسطیة الإسلام ، وتعظیم حرمة الدماء المعصومة فی الشریعة ، والتصدی لکل مظاهر الانحراف الفکری .

11- استفادة الجامعة من نتائج البرامج الموجهة إلى فئة الشباب فی الدول الشقیقة ، حول الاستفادة من الوقت وحسن استغلاله ، وتعزیز الثقة بالنفس وتحمل المسؤولیة ، فضلاً عن تنمیة مهارات الإبداع والابتکار ، وترسیخ مفهوم الولاء والانتماء .

12- استخدام الجامعة لمناهج وأسالیب التفکیر العلمی ، لتنمیة القدرات العقلیة والإبداعیة للشباب ، وإعطائهم مجالاً للکشف عن مواهبهم وملکاتهم ، وامتصاص کل أسباب العنف والسلوکیات الهدامة الموجهة ضد الأفراد أو المجتمعات.

ه- الإجراءات التنفیذیة للتصور المقترح

     یعتمد التصور المقترح على مجموعة من الإجراءات اللازمة لتفعیل دور الجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری لدى الطلاب والتی یمکن توضیحها بالشکل التالی :

أولاً - آلیات ترتبط بتحدید الرؤیة الراهنة للأمن الفکری المعاصر من قِبل المؤسسة الجامعیة

     حتى یتمکن التصور المقترح من وضع رؤیة أولیة تعتمد على مناهج العلم وأسالیبه فی تحدید الواقع المعاصر للأمن الفکری الوطنی ، وتمهیداً لاستشراف المستقبل فی إطار المتغیرات المتباینة التی تحیط بالمجتمع ، یتجه التصور المقترح إلى بیان مجموعة من العوامل والأسباب التی لها صلة مباشرة بزعزعة الأمن الفکری الوطنی، ووجود مظاهر مختلفة للانحراف الفکری داخل المؤسسة الجامعیة ، ویمکن توضیح هذه العوامل فی الآتی :

1- إشکالیة الأمیة العقائدیة : ویُقصد بها أمیة المواطن فی فهمالعقیدة ، فالواقع المجتمعی یکشف عن وجود التباین الشدید فی فهم القواعد الشرعیة لدى بعض فئات الشباب بشکل خاص ، وبعض المواطنین بشکل عام ، کما کثُر الاختلاف والابتداع فی الدین والخروج عن جادة الحق بالقول على الله وفی کتاب الله بغیر علم ، وبما یخالف ما استقر فی المنهج الشرعی القویم ، مما أدى إلى وجود أزمة فکریة تکون أعمق وأشد خطورة وضرراً على مسیرة الوطن نحو التنمیة ، تمثلت فی ظهور الصراعات الفکریة ، والاغتیالات والتفجیرات بسبب الانحراف الفکری ، لذا فان الأمن الفکری لن یستقر فی ظل هذه الأمیة الفکریة العقائدیة  ، وأن الخروج من هذه الأزمة یستلزم جهداً مشترکاً من المؤسسات التربویة مع المؤسسة الجامعیة لإعادة بناء الفکر ، ومحو الأمیة الفکریة العقائدیة ، وتصحیح المفاهیم الملتبسة .

2- إشکالیة خلل وسائل الإعلام فی بث الأمن الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة : حیث أصبحت وسائل الإعلام الآن تُجری مناظرات بین المتصدرین للإفتاء سواء بعلم أو بغیر علم ، الأمر الذی أوجد فجوة خطیرة فی شئون الإفتاء ، وتسویق غیر مسبوق للانحرافات السلوکیة والفکریة والأخلاقیة ، حیث فقد تیار الوسطیة الإسلامیة الکثیر من متبعیه ، واتجهوا إما إلى تیار التفریط فی ثوابت العقیدة والعلم الشرعی ، أو إلى تیار الغلو والإفراط ، ومع أزمة الأمیة العقائدیة ، ونسبیة الإدراک ، ترک بعض الشباب خاصة المرجعیة الدینیة المعتمدة فی مجال الفتوى ، واتجهوا إلى أصحاب هذه الآراء لیجدوا عندهم ما یتسق مع فکرهم المنحرف ، بما ینذر بخطر داهم وخطیر على قضیة الأمن الفکری .

3- إشکالیة خلل فی تفعیل دور المساجد فی بث الأمن الفکری :حیث شهد المجتمع الآن محاولة لتغییر النظم التی تؤطر الخطاب والتعلیم الدینی داخل المساجد من توازن یقوم على مبادئ الشریعة الإسلامیة إلى خطاب أیدیولوجی مشحون بالعاطفة ، یعتمد على أفضل ما سجله التاریخ  الإسلامی فی الماضی ، وأسوأ ما یکشف عنه الواقع المعاصر من خلل أو زلات وانحرافات ، مما أشاع الیأس والإحباط فی الشباب من جهة ، وصنع فکراً منحرفاً یسعى إلى تغییر الواقع المجتمعی بطرق مرفوضة ، فارتفعت درجة التوتر ، وتفاقمت ظاهرة العنف والتطرق والصراعات ، الأمر الذی صنع الفرقة والفتنة ، وأحدثت أزمات اجتماعیة وثقافیة هددت استقرار الأمن الفکری فی کثیر من الدول العربیة .

4- إشکالیة عدم الاعتماد على منهجیة للتفکیر وبناء للمعرفة لدى الناشئة : ستظل قضیة تشکیل المفاهیم وبناء التصورات الصحیحة هی المدخل الرئیسی لتشکیل الفکر وبناء العقل ، بما یحقق الأمن الفکری ، والمجتمع الآن أحوج ما یکون بعد ما أصابه نتیجة فکر المنحرفین أو المنتسبین إلى تیار التفریط ، أو إلى تیار الغلو والإفراط ، إلىالمنهج الناظم لعملیة التفکیر الواعی على بصیرة من الهدی القرآنی النظری والنبوی التطبیقی ، من خلال تجدید مناهج التفکیر فی المعرفة الإسلامیة ، وأسالیب بنائها قبل الاهتمام بعملیة تلقینها ، والمناهج التعلیمیة المعاصرة قد حضرت فیها المعرفة ، وغابت فیها القدرة على بناء المعرفة ، أو ما وراء المعرفة ، وهو ما یخالف غایة التعلیم من صقل المعارف وتغییر الاتجاهات السلبیة بالطرق العلمیة من تعزیز وعقاب ، وتطویر المهارات والقدرات الذاتیة ، مما ترتب علیه عدم استقرار فی الأمن الفکری لغیاب منهجیة التفکیر وبناء المعرفة                        لدى الناشئة .

5- إشکالیة عدم التحدید الدقیق لأبعاد أزمة الأمن الفکری الوطنی : إن التفجیرات والاغتیالات إلی قامت بها بعض الجماعات المنحرفة فکریاً فی الوطن العربی الإسلامی،  تستلزم إعادة التفکیر لصیاغة أهم أبعاد أزمة الأمن الفکری الوطنی المعاصر ، والتی تتمثل فی الآتی :

أ- أن الرؤیة الإسلامیة لدى فئة  الجماعات المتطرفة یشوبها خلط کبیر بین العقیدة والفکر ، وأن هذه الفئة هی أدوات أصحاب الفکر المنحرف .

ب- أنه ساعد على عدم وضوح هذه الرؤیة لدى هذه الفئة مجموعة العوائق النفسیة التی استخدمت فی ترویض عقولهم ، فلم یجرؤ أحدهم على إمعان النظر التحلیلی فی نصوص دینه بالقدر والعمق المطلوب ، فوقعوا تحت السیطرة والطاعة العمیاء فی تنفیذ کل ما یُطلب منهم القیام به .

     یتضح للمؤسسة الجامعیة مما سبق أن فکر بعض الشباب وعقولهم داخل المجتمع تتذبذب بین الفکر والعقیدة ، وبین الغایات والوسائل ، وبین الدین والتاریخ ، وبین المبادئ والقیم وبین المفاهیم والتقالید ، وهذا من شأنه أن یجعل الشباب عرضة لحالات من الضیاع والانحراف الفکری والتورط فی مشکلات أمنیة وعملیات إرهابیة .

ثانیاً - آلیات ترتبط بمبادرات من المؤسسة الجامعیة

     یشیر هذا المحور إلى أهمیة الدور الایجابی لدور الجامعة فی التصدی لمظاهر الانحراف الفکری وتحقیق متطلبات الأمن الفکری لدى طلابها ، وأنه لا ینبغی أن یعتمد على آلیة رد الفعل ومواجهة المشکلة بعد وقوعها ، ومن ثم کان لابد من توافر بعض الآلیات والإجراءات المؤسسیة التی تضمن عدم جنوح الطلاب عن جادة الصواب وطریق الوسطیة والاعتدال ، ولعل من أهم الآلیات التی یمکن أن تبادر الجامعة فی العمل بها الآتی :

1- تقدیم مقررات وبرامج دراسیة تختص بالأمن الفکری ، ویکون هدفها تحصین الطالب الجامعی ضد مخاطر ومظاهر الانحراف الفکری ، وتتناول رؤیة الإسلام لمتطلبات تحقیق الأمن الفکری فی ضوء القرآن والسنة وأدبیات التربیة ، وتحلیل أهم مظاهر الانحراف الفکری السائدة فی المجتمع وأسباب ظهورها وکیفیة القضاء علیها بأدلة عقلیة ونقلیة من القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة .

2-إنشاء مرکز إعلامی تابع لإدارة الجامعة یهتم بنشر الوعی الطلابی بأهمیة الأمن الفکری وأهم متطلبات تحقیقه داخل أی مجتمع ،  ومظاهر الانحراف الفکری وکیفیة مواجهتها ، ویسهم فی تقدیم الحلول العلمیة والموضوعیة لمواجهة الغلو والتطرف والتعصب وغیره من مظاهر الانحراف الفکری ، ولا یقتصر دوره على المؤسسة الجامعیة ، وإنما یقدم الدعم والاستشارات لمن یرغب من المؤسسات المجتمعیة ، وتحقیق التواصل بین الجامعة وغیرها من مؤسسات التعلیم والدعوة والتوجیه والإرشاد .

3- إنشاء مجلة سنویة متخصصة تعنی بالأمن الفکری وما یتعلق به من قضایا معاصرة ، وتبحث بأسلوب علمی موضوعی فی أسباب التعصب والتطرف فی الفکر وکیفیة مواجهتها .

4- إنشاء مرکز تدریب داخل الجامعة لتنمیة متطلبات الأمن الفکری لدى الطلاب ، ویبحث عن کیفیة تفعیله لمواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی من خلال برامج تدریبیة یشارک فی وضعها أعضاء هیئة التدریس من مختلف کلیات الجامعة ، بالاستعانة ببعض رجال الدین وعلمائه من الأزهر الشریف ، لتدعیم النواحی الدینیة المتعلقة بالأمن الفکری .

4- بناء موقع الکترونی تحت إشراف إدارة الجامعة ، یتولى إدارته أکادیمیون وباحثون وعلماء فی الدین والفقه والشریعة ، للرد على الاستفسارات التی یقدمها الطلاب حول ما یواجهون من قضایا ، ویشترط فیه أن یتسم بالانفتاحیة والمصداقیة والسرعة فی الرد على کافة الأسئلة التی تتناول متطلبات الأمن الفکری ومظاهر الانحراف الفکری .

5- استحداث برامج بحثیة خاصة بالأمن الفکری وعلاج مظاهر انحرافه ، وتکون تابعة لبرامج البحوث والدراسات العلیا ، وتشمل البحث عن أسباب ظاهرة الانحراف الفکری ، کیفیة حمایة منظومة القیم من الآثار السلبیة للغزو الفکری ، رصد السلوک والفکر الضال داخل المجتمع ، کیفیة محاربة الفکر الضال بالفکر الإسلامی القویم .

ثالثاً- آلیات ترتبط بأعضاء هیئة التدریس  

     من أهم آلیات أعضاء هیئة التدریس بالجامعات خصوصاً التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع ، وتنعکس هذه الأدوار مجتمعة فی الإرشاد الأکادیمی للطلاب ، فمع ظهور الکثیر من القضایا التی تحدد حیاة الطالب الجامعیة بل والشخصیة ، تخطى دور الإرشاد الجوانب التقلیدیة سواء التعلیمیة أو الأکادیمیة إلى جوانب أخرى ربما تکون أکثر أهمیة ، تتمثل فی الحفاظ على سلامة الطالب وکیانه وسبب وجوده ، ومن ثم یأتی دور أساتذة الجامعة باعتبارهم المثل والقدوة فی التصدی لکل ما یهدد الأمن الفکری لدى الطلاب ، وذلک من خلال الإجراءات التالیة :

1- تفعیل الساعات المکتبیة ، وأن لا یقتصر دورها على الجوانب المعرفیة والأکادیمیة ، بل یتعدى دورها إلى مناقشة مشکلات الطالب ومساعدته فی مواجهتها بطرق رشیدة وعقلانیة ، ویتطلب ذلک من أعضاء هیئة التدریس أن یکونوا أکثر مرونة وانفتاحاً على شخصیة الطالب ، وأن یبتعدوا بقدر معقول عن الرسمیة بهدف بناء علاقات إنسانیة مع الطلاب .

2- أن یقدم أعضاء هیئة التدریس فی الکلیات الشرعیة ندوات ولقاءات وورش عمل بالکلیات المختلفة بالجامعة حول الأمن الفکری وما یرتبط به من قضایا معاصرة ، وأن یکون ذلک فی إطار تعاونی بین عمداء الکلیات ورؤساء الأقسام المعنیة .

3- إجراء بحوث ودراسات علمیة تهتم بکیفیة معالجة مظاهر الانحراف الفکری داخل المجتمع ، ودعم الأمن الفکری ، وتتناول العوامل الاجتماعیة والشخصیة والنفسیة التی تؤدی إلى الانحراف الفکری والبعد عن الوسطیة والاعتدال .

4- أن یتولى الأساتذة بالأقسام الأکادیمیة المعنیة تقدیم دورات تدریبیة للطلاب ، تتعلق بکیفیة التواصل والحوار والسبل المثلى فی الخطاب الدینی والمجتمعی .

5- أن یغتنم عضو هیئة التدریس ساعات لقائه بالطلاب فی قاعات الدراسة وغیرها فی تقدیم المعلومات والمعارف والخبرات العلمیة والعملیة ، التی تنبئ بقدرته العلمیة وحرصه على کل جدید فی تخصصه .

6- أن یساعد عضو هیئة التدریس الطلاب فی الحصول على المزید من المعلومات المعرفیة منها والفکریة ، وعدم حصرها فی الکتاب المقرر کوعاء وحید یمکن الرجوع إلیه فی هذا الشأن .

7- تشجیع الطلاب على الاستزادة من المعارف والقیم المتواجدة فی القرآن الکریم والسنة النبویة لعلاج المشکلات المجتمعیة المعاصرة الناجمة عن العولمة والغزو الثقافی الفکری  ، مثل مشکلة الانحراف الفکری وکیفیة علاجها فی ضوء متطلبات تحقیق الأمن الفکری فی القرآن الکریم والسنة النبویة .   

رابعاً - آلیات ترتبط بأسالیب وطرق التدریس

     وهی تتعلق بالوسائل والطرق التی یتبعها عضو هیئة التدریس لتوصیل المعارف والمعلومات والمهارات للطلاب ، والتی یکون لها دور کبیر فی تحقیق متطلبات الأمن الفکری وتجنب مظاهر انحرافه ، وذلک من خلال الإجراءات التالیة :

1- تطبیق استراتیجیات التفکیر الحدیثة فی التدریس بما یُمکّن الطالب من القدرة على حل المشکلات ، والقدرة على مواجهتها ، واختیار البدائل لحلها .

2- الحرص على التنویع فی الأسالیب التعلیمیة التی یستخدمها عضو هیئة التدریس بحثاً وتدریساً مع طلابه ، والاعتماد على مخاطبة الفکر الناضج ، من خلال تنمیة مهارات الحوار والمناقشة وقبول وجهات نظرهم واحترام آرائهم .

3- تنمیة مهارات التفکیر العلمی التی تکسب الطلاب القدرة على التمییز بین الحق والباطل ، وبین الضار والنافع .

4- استخدام استراتیجیات تنمی قدرة الطلاب على النقد البنَّاء ، وتقبل آراء الآخرین والاستماع إلیهم ، وتبادل الآراء دون حرج .

5- التنوع فی وضع الأسئلة الشخصیة والتحریریة ، لقیاس فهم الطلاب لمتطلبات الأمن الفکری ، ومدى بعدهم عن مظاهر الانحراف الفکری .

6- استخدام استراتیجیات تدریسیة تراعی الاحتیاجات التربویة للشباب الجامعی عقلیاً وبدنیاً واجتماعیاً وانفعالیاً ، حتى یتم إشباعها بصورة سلیمة ، تساعدهم على التفاعل الفکری السلیم مع المجتمع بتحدیاته الفکریة المختلفة .

خامساً - آلیات ترتبط بالمقررات والمناهج الدراسیة

     تعتبر المناهج والمقررات الدراسیة الجامعیة أحد أرکان مسیرة التربیة والتعلیم داخل الجامعة المسئولة عن نهوض الشباب الجامعی وبناء حضارة إسلامیة قائمة على فکر سلیم واعٍ ، وإیجاد البیئة الجامعیة الآمنة التی تعزز الأمن الفکری وتنبذ الانحراف الفکری بمختلف مظاهره ، وذلک من خلال الإجراءات التالیة :

1- تکوین اتجاهات ایجابیة لدى الطلاب من خلال المناهج الدراسیة للحفاظ على تحقیق متطلبات الأمن الفکری .

2- تحدیث موضوعات المناهج والمقررات والتخصصات الجامعیة ، حتى تکون مسایرة لتطورات العصر فی شتى المیادین .

3- شرح مفاهیم الأمن والحقوق والواجبات والمسئولیات الأمنیة واحترام الآخرین من خلال المناهج الدراسیة .

4- تنمیة مهارات الإبداع والتفکیر الناقد لدى الطلاب من خلال المناهج الدراسیة ، للحد من التقلید الأعمى فی الأفکار والأقوال والأفعال .

5- مساعدة الطلاب من خلال المناهج الدراسیة على تکوین رؤیة شمولیة متضمنة للقضایا المعاصرة والمستجدة ، وتحدید موقفهم منها کقضایا حقوق الإنسان .

6- الاستعانة بالآیات القرآنیة والأحادیث النبویة داخل المناهج الدراسیة التی تحدد أهم متطلبات الأمن الفکری وعلى رأسها الحض على العلم وذم الجهل ، وضرورة إعمال العقل بصورة رشیدة .

7-   الاستعانة بالآیات القرآنیة والأحادیث النبویة داخل المناهج الدراسیة التی تحدد مخاطر الوقوع فی مظاهر الانحراف الفکری ، والتطرف والتعصب والتشدد الذی یقود النفس والمجتمع إلى الدمار والهلاک .

8- مساعدة الطلاب من خلال المناهج الدراسیة على تحقیق الذات واکتساب المهارات القیادیة والأخلاقیات العلیا .

9- مساعدة الطلاب من خلال المناهج الدراسیة على النمو العقلی والعاطفی السلیم ، والتخلص من التذبذب العاطفی والإحباط والقلق .    

سادساً- آلیات ترتبط بالطلاب

     الطالب هو محور العملیة التعلیمیة ومناط اهتمامها لا فرق فی ذلک بین مؤسسة تعلیمیة ثانویة أو جامعیة ، بید أن طالب الجامعة یتصف بخصائص لا تتوافر لدى غیره من الطلاب فی کافة المؤسسات التعلیمیة ، فهو أکثر نضجاً وأتم وعیاً بظروف مجتمعه وطبیعة عصره ، ومن ثم فعلى الجامعة ممثلة فی رؤساء الأقسام والعمداء والقیادات العلیا أن تقدم من الفعالیات والأنشطة التی تنال اهتمامه وتکسب مشارکته ، لاسیما وأنه یتحمل بعض العبء فی التصدی لما قد یواجه موطنه من مخاطر ، ویمکن أن تتمثل تلک المشارکة فی الجوانب الآتیة :

1- تشجیع الطلاب على إجراء البحوث وأوراق العمل التی تتناول الأمن الفکری ومظاهر الانحراف الفکری فی المجتمع ، بحیث یعبر الطالب عن رأیه ووجهة نظره من خلالها ، ویسهم فی حل هذه المظاهر ، ویساعد على مواجهتها .

2- إقامة فعالیات وأنشطة تثقیفیة ربما تکون فی صورة أسبوع ثقافی ، ویتولى إدارتها وتنفیذها الجماعات الطلابیة تحت إشراف نخبة من الأساتذة وأعضاء هیئة التدریس بالجامعة هدفها نشر الوعی بالقضایا المعاصرة ومنها قضیة الأمن الفکری ومظاهر انحرافه .

3- تشجیع الطلاب المشهود لهم بالتفوق وحسن السیرة على تکوین جماعات للإرشاد الطلابی على أن تکون من طلاب المستویات المتأخرة لمساعدة زملائهم وتقدیم النصح والإرشاد والتوجیه لهم فی مختلف النواحی الأکادیمیة والاجتماعیة .

4- العمل على استغلال أوقات الفراغ لدى الطلاب سواء بین المحاضرات أو لمن یرغب بعد انتهاء الیوم الدراسی الجامعی ، وذلک فی القیام بأنشطة ریاضیة وترفیهیة مفیدة ، وأن یکون هناک یوم ریاضی متعارف علیه بالجامعة یجتمع فیه الطلاب وأعضاء هیئة التدریس فی الجامعة یأخذ طابع غیر رسمی .

5- تفعیل خدمات الإرشاد النفسی والاجتماعی خاصةً فی مجال تنمیة مهاراتهم الشخصیة والاجتماعیة .

6- احترام آراء الطلاب وتقدیرهم ، وتشجیعهم على إبداء الرأی دون توتر أو خوف ، ودعم ثقتهم بأنفسهم ، حتى وإن اختلفت آرائهم مع وجهة النظر المعروضة .

سابعاً- آلیات ترتبط بالأنشطة الطلابیة

     تُعد الأنشطة الطلابیة المیدان الواسع الذی یمارس فیه الطلبة هوایاتهم ، وهی بمثابة مجموعة من البرامج التی تتفاعل مع الأهداف المرجوة ، والتی ینبغی تحقیقها لتنمی شخصیة الطالب من مختلف جوانبها العقلیة والفکریة والنفسیة والاجتماعیة ، لیکون ذو شخصیة متوازنة ومتکاملة قادرة على مواجهة الأفکار الهدامة وخدمة المجتمع ، وذلک من خلال الإجراءات التالیة:

1- عقد ورش عمل ولقاءات لمناقشة قضایا المجتمع المعاصرة .

2- إقامة زیارات میدانیة للطلاب لمؤسسات المجتمع المحلی والمشارکة فی خدماتها المجتمعیة.

3- دعوة مفکرین ودعاة لإلقاء ندوات ومحاضرات للطلاب فی موضوعات متعلقة بمتطلبات الأمن الفکری ، وأیضاً بأهم مظاهر الانحراف الفکری وکیفیة البعد عن الوقوع فی براثنها .

4- عمل العدید من الرحلات التی تُعرف الطلاب بحضارتهم ووطنهم ، وتسهم فی غرس قیم الولاء والانتماء .

5- إنشاء المعارضة الخیریة بالکلیات  التی تساعد الطلاب على تحمل المسئولیة تجاه المجتمع الذی یعیشون فیه .

6- مساعدة الطلاب على المشارکة فی الأنشطة الثقافیة التی تساهم فی حمایة أفکارهم من الغلو والتعصب وطمس الهویة .

7- توجیه الطلاب للمشارکة فی المؤتمرات التی تسمح بالتواصل بینهم وبین مؤسسات المجتمع المختلفة .

8- إکساب الطلاب الأخلاقیات والقیم التی تعزز الأمن الفکری کالعدل والانتماء والمساواة ، وتربیتهم على دیمقراطیة الحوار والنقد البنَّاء وتشجیعهم التزام ذلک سلوکاً فی حیاتهم .

9- تحفیز الطلاب على العمل الجماعی وضرورة ممارسته مما یسهم فی تفاعل الطلاب مع قضایا المجتمع ومشکلاته والحفاظ على أمنه .

10- تشجیع الطلاب على المشارکة فی الأنشطة الطلابیة ، وقیادة لجان الأسر ، وتولی إدارتها وتنفیذها تحت إشراف أعضاء هیئة التدریس ، ونشر الوعی بالقضایا المعاصرة من خلالها کقضایا الانحراف الفکری والأمن الفکری.

11- تشجیع الطلاب فی الأنشطة الطلابیة على إظهار وسطیة الإسلام واعتداله والاعتزاز بالانتماء إلیه ، وتحصین الطلاب من الأفکار المنحرفة قبل وصولها إلیهم .

12- تشجیع الطلاب علی الانضمام للنوادی الطلابیة داخل الجامعة لتحقیق نموهم الذاتی والإبداعی .

13- تفعیل المسرح الجامعی الهادف فی إبراز الجوانب الایجابیة للأمن الفکری ومواجهة الفکر بالحجة والبرهان .

14- تشجیع الطلاب فی الأنشطة الطلابیة على صیانة الثقافة والفکر الإسلامی الأصیل الذی یسود المجتمع والدفاع عن کیانه ووجوده وهویته عن طریق التصدی بالدراسة والتحلیل والنقد للتیارات الفکریة الوافدة ، وإبراز ما قد یکون بها من نقص أو خطأ أو زیف .

ثامناً- آلیات ترتبط بدور الجامعة فی خدمة المجتمع

     أهم ما یمیز المؤسسة الجامعیة عن غیرها من المؤسسات التعلیمیة الأخرى هو دورها فی خدمة المجتمع والمساهمة فی تطویره والعمل على مواجهة مشکلاته وقضایاه ، ولیس أخطر على کیان المجتمع المسلم من قضیة الانحراف الفکری وتهدید الأمن الفکری ، ومن ثم یأتی دور الجامعة فی مواجهة هذه الظاهرة ، وتبرز مساهمتها فی التصدی لها من خلال القیام بالإجراءات التالیة :

1- إقامة علاقات الشراکة والتعاون بین الجامعة ومؤسسات المجتمع المدنی من أجل التنسیق المیدانی ، من أجل مواجهة مظاهر الانحراف الفکری وتعزیز متطلبات تحقیق الأمن الفکری داخل المجتمع .

2- إقامة وحدة ذات طابع خاص مهمتها رصد الظواهر الاجتماعیة ، یتولى إداراتها أساتذة متخصصین فی علم الاجتماع وعلم النفس وعلوم التربیة .

3- إنشاء مرکز للاستشارات والتوجیه والإرشاد یتبع الجامعة مهمته تقدیم الدعم لمن یحتاج من المواطنین سواء الشباب أو أولیاء الأمور .

و- معوقات تنفیذ التصور المقترح

1- انتشار الأمیة العقائدیة بین معظم طلاب الجامعة ، والجهل بأحکام الشریعة الإسلامیة .

2- سطحیة المقررات الدراسیة والمناهج الجامعیة ، وترک القضایا التی تهم الطلاب ، کالقضایا الدینیة .

3- ضعف علاقة الشراکة بین الجامعة ومؤسسات المجتمع المدنی لمواجهة مظاهر الانحراف الفکری .

4- ضعف الدعم المادی اللازم لممارسة الأنشطة والبرامج الطلابیة بالکلیات التابعة للجامعة .

5- قلة تبنی البرامج التثقیفیة الدینیة داخل الجامعة التی تهدف إلى نشر الثقافة الدینیة والوقایة من الأفکار المنحرفة المتطرفة .

6- قلة البرامج والأنشطة الجامعیة اللازمة للتوعیة بمتطلبات تحقیق الأمن الفکری ، وللوقایة من مظاهر الانحراف الفکری.

7- عدم التحاق بعض أعضاء هیئة التدریس بالدورات المتعلقة بمتطلبات الأمن الفکری فی ضوء الشریعة الإسلامیة وسبل تحقیقها ، وکیفیة مواجهة مظاهر الانحراف الفکری .

8- قلة الکتب والدوریات والمجلات المتعلقة بالأمن الفکری ومتطلبات تحقیقه فی ضوء الشریعة الإسلامیة داخل مکتبات الکلیات ، وإتاحة الفرصة للطلاب للاطلاع علیها .

9- انتشار الکثیر من الأفکار المتطرفة العدائیة للدین وللإسلام عبر وسائل التواصل الاجتماعی ، التی تشوش على أفکار الطلاب ، وتشجع على الانحراف الفکری .

ز- سبل التغلب على معوقات تنفیذ التصور المقترح

 1- إنشاء وحدات ذات طابع خاص داخل الجامعة تهتم بعقد دورات تدریبیة للطلاب تستهدف تطویر مهاراتهم وتوعیتهم بقضایا العصر ، مثل : الأمن الفکری والانحراف الفکری .

2- توعیة أعضاء هیئة التدریس بأهمیة البحث والدراسة فی موضوعات الأمن الفکری ، واستشعار مدى أهمیة هذه الرسالة الوطنیة ومسئولیاتهم نحوها .

3- تضمین المقررات الدراسیة موضوعات ترتبط بالواقع لکی تسهم فی زیادة تثقیف الطلاب وتوعیتهم بالمخاطر التی قد تواجههم .

4- إنشاء مجموعات شبابیة هادفة على مواقع التواصل الاجتماعی تحت إشراف الجامعة تتولى القضایا الأمنیة والاجتماعیة ، لتوعیة الشباب بخطورة آثارها السلبیة على المجتمع ککل .

5- الحرص على التنسیق بین الجامعة ومؤسسات المجتمع المدنی وخاصة الإعلامیة منها ، وتوجیهها توجهاً إسلامیاً، واستثمارها فی العملیة التعلیمیة .

سادساً : توصیات البحث

     فی ضوء ما تقدم وسعیاً نحو تفعیل دور الجامعة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری وفقاً لمتطلبات الأمن الفکری فی القرآن الکریم ، یوصی البحث بما یلی :

1- العنایة بالمقررات والمناهج الجامعیة بحیث تتناول المشکلات المعاصرة وعلى رأسها الانحراف الفکری ، وعلاجها فی ضوء الاستدلال بالقرآن الکریم والسنة النبویة ، لتنمیة الجوانب العقدیة والفکریة بطریقة سلیمة . 

2- العنایة ببعض المصطلحات المتعلقة بمظاهر الانحراف الفکری مثل : الغلو والتطرف والتکفیر والإرهاب ، وتدریس هذه المصطلحات للطلاب وعلاجها بشکل جید ، یورث عندهم الفهم الصحیح للإسلام.

3- عنایة الأسرة الإسلامیة بتربیة أبنائها تربیة عقدیة سلیمة ، وقایةً لهم من الانحراف الفکری الذی قد یتعرضون له فی حیاتهم عند الشباب .

4- الاهتمام بتفعیل البحوث والدراسات التی من شأنها مکافحة مظاهر الانحراف الفکری وتحقیق الأمن الفکری داخل المجتمع .

5- عدم الغفلة عن الناشئة ومناقشتهم فی بعض الأمور لاکتشاف ما لدیهم من أفکار ، وعلاج الفاسد منها قبل استفحالها وظهور آثارها .

6- العمل على استغلال وسائل الإعلام ، والتی هی من أهم الوسائل  التی یستخدمها الشباب لقضاء وقت الفراغ ، لتوجیه الشباب وغرس القیم والأخلاق الحمیدة فی نفوسهم ، بالإضافة إلى توجیههم من خلالها إلى أفضل السبل لقضاء أوقات فراغهم.

7- توجیه طلبة الدراسات العلیا بالجامعة إلى دراسة جمیع مظاهر الانحراف الفکری لعینات من أفراد المجتمع ، وتقدیم مقترحات عملیة لتلافیها ومعالجتها .

8- تنظیم ندوات جامعیة دوریة مع مختلف القیادات الفکریة حول قضایا الأمن الفکری والانحراف الفکری .

9- قیام أعضاء هیئة التدریس بمناظرات فکریة بین الطلبة لتصحیح مفاهیم الأمن الفکری لدیهم بشکل دوری .

10- نشر العلم الشرعی المستقى من القرآن الکریم والسنة النبویة بین طلاب الجامعة ، لحمایتهم من الأفکار الفاسدة والمنحرفة .

11- توفیر بیئة جامعیة أکثر أمناً ، یمارس فیها طلاب الجامعة هوایاتهم المتعددة ، وینمون فیها مواهبهم ، ویفرغون فیها طاقاتهم بشکل ایجابی بعیداً عن خطر مظاهر الانحراف الفکری السائد فی المجتمع .

12- تأسیس مصادر إعلامیة وشبکات تواصل اجتماعی خاصة بالجامعة ، وتکون جاذبة للشباب الجامعی وتتوافق مع اهتماماتهم ، ویتم من خلالها نشر وتطور المفاهیم المتعلقة بتحقیق متطلبات الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة .

13- تنفیذ حملات توعیة لأولیاء أمور طلاب الجامعة ، من أجل متابعة أبنائهم وملاحظة سلوکهم لوقایتهم من مظاهر الانحراف الفکری السائدة فی المجتمع الآن .

14- الوقوف على الصعوبات التی تواجه تفعیل دور الجامعة فی تحقیق متطلبات الأمن الفکری ومواجهة مظاهر الانحراف الفکری المجتمعی لدى طلاب الجامعة .

15- تضمین المفاهیم المتصلة بمتطلبات تحقیق الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة فی المناهج الدراسیة الجامعیة ، ومراعاة سلاسة وجاذبیة الطرح والأنشطة التطبیقیة المرافقة ، لتعمیق تلک المفاهیم لدى طلاب الجامعة ، وتمثلها فی سلوکیاتهم الحیاتیة .

16- بناء منظومة متکاملة لتطویر مفاهیم تحقیق متطلبات الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة لدى الشباب ، تشترک فیها جمیع مؤسسات التنشئة الاجتماعیة .

سابعاً : مقترحات البحث

     یقترح البحث الحالی إجراء مجموعة من الدراسات تتمثل فی الآتی :

1- دراسة دور التربیة الإسلامیة فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری لدى فئة الشباب .

2- دراسة دور الجامعة فی مواجهة مظاهر الغلو فی الفکر والسلوک داخل المجتمع .

3- دراسة دور التربیة العقائدیة فی تشکیل الفکر الآمن للإنسان .

4- دراسة دور الأسرة فی تحقیق متطلبات الأمن الفکری لدى الأبناء .

5- دراسة مدى إسهام الإعلام التربوی فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری لدى طلاب الجامعة .

6- دراسة معوقات تعزیز متطلبات الأمن الفکری لدى طلاب الجامعة وکیفیة التغلب علیها .

7- دراسة دور الدورات التدریبیة لأعضاء هیئة التدریس فی مواجهة مظاهر الانحراف الفکری لدى طلابهم من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثامناً : مصادر ومراجع البحث

أ- المصادر و المراجع العربیة

1- القرآن الکریم

2- ابن أبی طالب ، علی ( 2004 ) : نهج البلاغة ، ضبط نصه وابتکر فهارسه العلمیة الدکتور : صبحی الصالح ، دار الکتاب المصری بالقاهرة ودار الکتاب اللبنانی ببیروت .

3- ابن الجوزی ، عبد الرحمن بن علی بن محمد ( 2002 ) : زاد المسیر فی علم التفسیر ، دار ابن حزم ، المکتب الإسلامی .

4- ابن تیمیة ، تقی الدین أبو العباس أحمد ( 2012 ) : مجموع الفتاوى ، ط3 ، تحقیق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .

5- ابن حجر ، أحمد بن علی العسقلانی ( 2008 ) : فتح الباری بشرح صحیح البخاری ، مکتبة ابن تیمیة ، القاهرة .

6- ابن حزم الأندلسی ، أبی محمد علی بن أحمد ( 2004 ) : الإحکام فی أصول الأحکام ، ترجمة وتحقیق : محمد تامر ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .

7- ابن عاشور ، محمد الطاهر ( 2016 ) : أصول النظام الاجتماعی فی الإسلام ، ط4 ، دار السلام للطباعة والنشر والتوزیع والترجمة ، القاهرة .

8- ابن قدامة ، موفق الدین المقدسی ( 2008 ) : المغنى على مختصر الخرقی الفقه الحنبلی ، تحقیق : محمد عبد القادر عطا ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، لبنان .

9- ابن کثیر ، عماد الدین أبو الفداء ( 2004 ) : تفسیر القرآن العظیم ، دار البیان الحدیثة ، القاهرة .

10- ابن ماجه ، أبو عبد الله محمد بن یزید القزوینی ( 2009 ) : سنن ابن ماجه ، تحقیق ، شعیب الأرناؤوط وعادل مرشد ومحمد کامل ، دار الرسالة العالمیة ، بیروت .

11- أبو السعود ، محمد بن مصطفى العمادی ( 2015 ) : إرشاد العقل السلیم إلى مزایا القرآن الکریم ، دار المصحف ، مکتبة ومطبعة عبد الرحمن محمد ، القاهرة .

12- أبو جبر ، عدنان حمدان ( 2014 ) : " دور أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة الإسلامیة بغزة فی تعزیز مبدأ الوسطیة لدى طلبتهم وسبل تفعیله " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة بغزة .

13- أبو حیان ، محمد بن یوسف بن علی ( 2010 ) : تفسیر البحر المحیط ، تحقیق : علی محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود وآخرون ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .

14- أبو داود ، سلیمان بن الأشعث ( 2009 ) : سنن أبی داود ، تحقیق : شعیب الأرناؤوط وآخرون ، دار الرسالة العالمیة ، بیروت .

15- أبو زید ، محمد خیر سلیم ( 2004 ) : " أثر مصادر استقطاب القوى العاملة على الأداء الوظیفی والولاء التنظیمی والغیاب – دراسة تطبیقیة على مندوبی تأمین شرکات التأمین الأردنیة " ، مجلة دراسات العلوم الإداریة ، الجامعة الأردنیة ، المجلد 31 ، العدد 2 .

16- أبو ساکور ، تیسیر عبد الحمید ( 2009 ) : " دور الجامعات الفلسطینیة فی جنوب الضفة الغربیة فی تنمیة الوعی السیاسی ونشره لدى الشباب الجامعی " ، مجلة جامعة الخلیل للبحوث ، مجلة العلوم الإنسانیة ، المجلد 4 ، العدد1 .

17- أبو شریخ ، شاهر ذیب ( 2014 ) : " نحو إستراتیجیة مقترحة للوقایة من مهددات الأمن الفکری فی مساق الثقافة الإسلامیة فی ضوء حاجات الطلبة الأمنیة " ، مجلة اتحاد الجامعات العربیة للبحوث فی التعلیم العالی ، المجلد 1 ، العدد 34 .

18- أبو عراد ، صالح بن علی ( 2010 ) : " دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری – تصور مقترح " ، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة ، السعودیة ، المجلد 27 ، العدد 52 .

19- أغا ، محمد هاشم ( 2010 ) : " رؤیة تربویة للخروج من أزمة التطرف الفکری فی المجتمع الفلسطینی بمحافظات غزة " ، مجلة جامعة الأزهر بغزة ، سلسلة العلوم الإنسانیة ، المجلد 12 ، العدد 2 .

20- الأتربی ، هویدا محمود ( 2011 ) : " دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها " ، مجلة مستقبل التربیة العربیة ، المرکز العربی للتعلیم والتنمیة ، المجلد 18 ، العدد 70 .

21- الأسمر ، أحمد ( 2008 ) : فلسفة التربیة فی الإسلام انتماء وارتقاء ، دار الفرقان ، عمان ، الأردن .

22- الأکلبی ، مفلح بن دخیل وأحمد ، محمد آدم ( 2009 ) : " دور محتوى منهاج التعلیم الثانوی بالمملکة العربیة السعودیة فی مواجهة الإرهاب الفکری التقنی – الواقع والمأمول " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار               ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .

23- الألبانی ، محمد ناصر الدین ( 2001 ) : تحذیر الساجد من اتخاذ القبور مساجد ، مکتبة المعارف للنشر والتوزیع ، الریاض .

24- الألبانی ، محمد ناصر الدین ( 2005 ) : إعلام سفهاء الأحلام بأن مقارعة الحکام لیست سبیل الرجوع إلى الإسلام ، دار المنهاج ، القاهرة .

25- الأهدل ، هاشم علی ( 2009 ) : " تعزیز الأمن الفکری فی مؤسسات المجتمع المدنی السعودی کجمعیات تحفیظ القرآن الکریم نموذجاً " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .

26- الأیوبی ، محمد یاسر ( 2008 ) : النظریة العامة للأمن نحو اجتماع أمنی ، المؤسسة الحدیثة للکتاب ،  بیروت .

27- البخاری ، محمد بن إسماعیل أبو عبد الله ( 2002 ) : الجامع المسند الصحیح المختصر من أمور رسول الله صلى الله علیه وسلم وسننه وأیامه المعروف بـ " صحیح البخاری " ، تحقیق : محمد زهیر بن ناصر الناصر ، دار ابن کثیر ، دمشق ، بیروت .

28- البدرانة ، حازم علی أحمد وبنی فیاض ، علی وعیروط ، مصطفى ( 2011 ) : " درجة شیوع مظاهر التطرف الفکری لدى طلبة الجامعة الأردنیة وعلاقتها بالعوامل الاقتصادیة والاجتماعیة والأکادیمیة من وجهة نظر طلبة الجامعة الأردنیة " ، مجلة اتحاد الجامعات العربیة ، العدد 57 .

29- البراشی ، بکیل محمد ( 2011 ) : " دور الأمن الفکری قی الوقایة من الإرهاب " ، رسالة ماجستیر ، کلیة الدراسات العلیا ، جامعة نایف للعلوم الأمنیة .

30- البربری ، محمد أحمد عوض ( 2009 ) : " دور الجامعات العربیة فی تحقیق الأمن الفکری وتعزیز الهویة الثقافیة لدى طلابها " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .

31- البرعی ، وفاء محمد ( 2002 ) : دور الجامعة فی مواجهة التطرف الفکری ، دار المعرفة الجامعیة ، الإسکندریة .

32- البکر ، رشید ( 2012 ) : " المفاهیم الأمنیة فی مناهج العلوم الشرعیة بالمرحلة الثانویة فی المملکة العربیة السعودیة " ، مجلة البحوث الأمنیة ، المجلد 29 ، العدد 24.

33- الترکی ، عبد الله بن عبد اللطیف ( 2003 ) : الأمن الفکری وعنایة المملکة السعودیة به ، رابطة العالم الإسلامی للنشر ، مکة المکرمة ، السعودیة .

34- الترمذی ، أبو عیسى محمد بن عیسى ( 2009 ) : الجامع الکبیر " سنن الترمذی " ، تحقیق : شعیب الأرناؤوط وجماعته ، مؤسسة الرسالة ، بیروت ، لبنان .

35- الثوینی ، محمد بن عبد العزیز ومحمد ، عبد الناصر راضی ( 2014 ) : " دور المعلم الجامعی فی تحقیق الأمن الفکری لطلابه فی ضوء تداعیات العولمة " ، مجلة العلوم التربویة والنفسیة ، جامعة القصیم ، المجلد 7 ، العدد 2 .

36- الجحنی ، علی بن فایز ( 2000 ) : " رؤیة للأمن الفکری وسبل مواجهة الفکر المنحرف " ، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب ، السعودیة ، المجلد 14 ، العدد 27 .

37- الجحنی ، علی بن فایز ( 2006 ) : " مراکز البحوث ودورها فی التصدی لمهددات الأمن " ، جامعة نایف للعلوم الأمنیة ، الریاض .

38- الجحنی ، علی بن فایز ( 2007 ) : " دور التربیة فی وقایة المجتمع من الانحراف الفکری " ، مؤتمر جامعة الحسین بن طلال الدولی فی الإرهاب فی العصر الرقمی ، عمان ، الأردن .

39- الجلی ، أحمد محمد أحمد ( 2006 ) : دراسات فی الثقافة الإسلامیة ، شرکة مطابع السودان للعملة المحدودة .

40- الجهنی ، مانع بن حماد ( 2000 ) : الموسوعة المیسرة فی الأدیان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ، ط4 ، دار الندوة العالمیة للطباعة والنشر والتوزیع ، الریاض.

41- الجوزیة ، ابن قیم ( 2003 ) : مدارج السالکین ، تحقیق : محمد المعتصم بالله البغدادی ، ط7 ، دار الکتاب العربی ، دمشق .

42- الحارثی ، زید بن زاید ( 2009 ) : " إسهام الإعلام التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة بمدینة مکة المکرمة من وجهة نظر مدیری وکلاء المدارس والمشرفین التربویین " ، رسالة ماجستیر ، جامعة أم القرى ، مکة .

43- الحکیم ، نعیم تمیم ( 2009 ) : " نحو إستراتیجیة لتکریس مفهوم الأمن الفکری فی المجتمع " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .

44- الحوشان ، برکة ( 2015 ) : " تحدید مفهوم واضح للأمن الفکری ومعرفة مدى مسئولیة المناهج المدرسیة والمعلمین فی معالجة التطرف الفکری من وجهة نظر المعلمین " ، مجلة الفکر الشرطی ، مرکز بحوث الشرطة بالشارقة ، الإمارات ، المجلد 24 ، العدد 94 .

45- الحیدر ، حیدر عبد الرحمن ( 2001 ) : " الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة " ، رسالة دکتوراه ، کلیة الدراسات الإسلامیة ، أکادیمیة الشرطة ، مصر.

46- الخثلان ، منصور بن زید ( 2017 ) : " تصور مقترح لتوظیف أدوات التواصل الالکترونی فی تحقیق الأمن الفکری للشباب بمؤسسات التعلیم العالی " ، المجلة التربویة الدولیة المتخصصة ، الجمعیة الأردنیة لعلم النفس ، المجلد 6 ، العدد 8 .

47- الخطیب ، محمد شحات ( 2015 ) : الانحراف الفکری وعلاقته بالأمن الوطنی ، دار بن حزیمة ، الریاض .

48- الخطیب ، محمد شحات ( 2016 ) : أصول التربیة وتحدیات القرن الحادی والعشرین ، مکتبة القدس ، غزة.

49- الرازی ، محمد بن عمر فخر الدین ( 2008 ) : التفسیر الکبیر أو مفاتیح الغیب ، ط2 ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، لبنان .

50- الریعی ، محمد بن عبد العزیز صالح ( 2009 ) : " دور المناهج الدراسیة فی تعزیز مفاهیم الأمن الفکری لدى طلاب الجامعات فی المملکة العربیة السعودیة " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .

51- الزبون ، مأمون سلیم والغنیمین ، زیاد محمد وآخرون ( 2018 ) : " دور عضو هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلبة الجامعة الأردنیة الحکومیة " ، المجلة العربیة لضمان جودة التعلیم الجامعی ، المجلد 11 ، العدد 35 .

52- الزرقا ، مصطفى أحمد ( 2004 ) : المدخل الفقهی العام ، ط 2 ، دار القلم ، دمشق .

53- الزمخشری ، أبو القاسم محمود بن عمرو ( 2009 ) : الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل وعیون الأقاویل فی وجوه التأویل ، تحقیق خلیل مأمون شیحة ، ط3 ، دار المعرفة ، القاهرة .

54- الزیوت ، عبد الله أحمد وربابعة ، محمد مجلی ( 2015 ) : " منهج القرآن فی التحصین الفکری " ، مجلة العلوم الإسلامیة ، کلیة الشریعة ، الجامعة الأردنیة .

55- السحیبانی ، عبد الحمید بن عبد الرحمن ( 2008 ) : " الانحراف الفکری وأثره فی الأمن فی ضوء القرآن الکریم " ، مجلة العدل ، المجلد 11 ، العدد 41 .

56- السعدی ، عبد الرحمن بن ناصر ( 2000 ) : تیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان ، مؤسسة الرسالة ، بیروت .

57- السعدی ، إسحاق بن عبد الله ( 2013 ) : دراسات فی تمیز الإسلامیة وموقف المستشرقین منه ، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة ، قطر .

58 – السنانی ، محمد ( 2018 ) : " دور معلمی المرحلة الثانویة فی معالجة التطرف الفکری من وجهة نظر مدیری المدارس الحکومیة بالمملکة العربیة السعودیة " ، مجلة جامعة طیبة للدراسات التربویة ، المجلد 3 ، العدد 2.

59- الشافعی ، ابراهیم ( 2004 ) : " المسئولیة الأمنیة ودور المؤسسات التعلیمیة فی تحقیقها – الأسرة کنموذج  " ، ندوة المجتمع والأمن فی دورتها الثانویة الثالثة ، ج2 ، کلیة الملک فهد الأمنیة ، مرکز البحوث والدراسات ، الریاض.

60- الشریفین ، محمد عیسى إبراهیم ( 2009 ) : " الحصانة الفکریة فی الحدیث النبوی " ، المجلة الأردنیة فی الدراسات الإسلامیة ، جامعة آل البیت ، الأردن ، المجلد 5 ، العدد 1 .

61- الشقحاء ، فهد بن محمد ( 2004 ) : " الأمن الوطنی – تصور شامل " ، مرکز الدراسات والبحوث ، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة .

62- الشمری ، مسلم بن خیر الله سالم ( 2011 ) : " دور أعضاء هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب جامعة حائل " ، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریبیة ، جامعة نایف للدراسات الأمنیة ، السعودیة ، المجلد 27 ، العدد 54 .

63- الشهوان ، امتنان عبد الرحمن ( 2018 ) : " إستراتیجیة المعلم فی دعم مبدأ الوسطیة وتعزیز الأمن الفکری بین الواقع والمأمول " ، المجلة الدولیة للدراسات التربویة والنفسیة ، المجلد 3 ، العدد 2 .

64- الشوکانی ، محمد بن علی ( 2007 ) : نیل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار ، ط3 ، تحقیق : محمد صبحی حلاق ، دار ابن الجوزی ، القاهرة .

65-  الشوکانی ، محمد بن علی ( 2007 ) : فتح القدیر الجامع بین فنی الروایة والدرایة من علم التفسیر ، تحقیق : أحمد عبد السلام ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .

66- الصقعبی ، مروان بن صالح بن عبد العزیز ( 2009 ) : " أبعاد تربویة وتعلیمیة فی تعزیز الأمن الفکری " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .

67- الطبرانی ، سلیمان بن أحمد ( 2008 ) : کتاب الدعاء ، تحقیق : محمد سعید البخاری ، مکتبة الرشد ، الریاض.

68- الطبری ، أبو جعفر محمد بن جریر ( 2001 ) : جامع البیان عن تأویل آی القرآن ، تحقیق عبد الله بن عبد المحسن الترکی ، دار هجر للطباعة والنشر والتوزیع والإعلان ، القاهرة .

69- الطلاع ، رضوان بن طاهر ( 2008 ) : نحو أمن فکری إسلامی ، مطابع العصر ، الریاض .

70- العثیمین ، محمد بن صالح ( 2015 ) : القول المفید على کتاب التوحید ، ط6 ، دار ابن الجوزی ، القاهرة.

71- العزام ، میسم فوزی مطیر ( 2018 ) : " دور التعلیم الجامعی فی تعزیز الأمن الفکری من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس فی جامعة حائل " ، المجلة الدولیة التربویة المتخصصة ، المجلد 7 ، العدد 2 .

72- العسلی ، شریف رزق ( 2010) : " ظاهرة الغلو فی الدین لدى طلبة الجامعات الفلسطینیة أسبابها وعلاجها فی ضوء معاییر التربیة الإسلامیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة ، غزة ، فلسطین .

73- العقاد ، عباس محمود ( 2018 ) : التفکیر فریضة إسلامیة ، وکالة الصحافة العربیة ، الجیزة ، القاهرة .

74- العقون ، سعاد ( 2012 ) : " تأثیر دور الأسرة الجزائریة على التنشئة السیاسیة للمراهق " ، مجلة دفاتر السیاسیة والقانون ، کلیة العلوم السیاسیة والإعلام ، جامعة الجزائر 3 ، العدد 6 .

75- العقیل ، صالح عبد الله ( 2011 ) : " دور الحراک الثقافی فی التغیر الاجتماعی وحمایة الأمن الفکری " ، مجلة بحوث التربیة النوعیة ، کلیة التربیة النوعیة ، جامعة بنها ، العدد 21 .

76- العنانی ، حنان ( 2013 ) : علم النفس التربوی ، دار الفکر ، عمان .

77- الفقی ، ابراهیم بن محمد علی ( 2009 ) : " الأمن الفکری – المفهوم والتطورات والإشکالات " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار                  ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .

78- القاضی ، أحمد عرفات ( 2008 ) : تجدید الخطاب الدینی ، مکتبة الأسرة ، القاهرة . 

79- القرارعة ، جمیل بن عبید ( 2005 ) : " الأمن الفکری فی الإسلام – مقوماته ومزایاه " ، ندوة ( الأمن رسالة الإسلام ) ، جامعة الملک فهد للبترول والمعادن ، الظهران .

80- القرطبی ، أبو عبد الله ابن فرج الأنصاری ( 2010 ) : تفسیر القرطبی أو الجامع لأحکام القرآن ، ترجمة وتحقیق : سالم مصطفى البدری ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .

81- القطان ، مناع خلیل ( 2001 ) : تاریخ التشریع الإسلامی ، ط 5 ، مکتبة وهبة ، القاهرة .

82- الکریبانی ، أحمد حمد ( 2015 ) : " دور الأمن الفکری فی الوقایة من الجریمة " ، رسالة ماجستیر ، عمادة الدراسات العلیا ، جامعة مؤتة ، الکرک ، الأردن .

83- اللویحق ، عبد الرحمن بن معلا ( 2005 ) : " الأمن الفکری ماهیته وضوابطه " ، مرکز الدراسات والبحوث ، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، الریاض .

84- المالکی ، عبد الحفیظ بن عبد الله ( 2009 ) : " الأمن الفکری – مفهومه وأهمیته ومتطلبات تحقیقه " ، مجلة البحوث الأمنیة ، مرکز البحوث والدراسات ، کلیة الملک فهد الأمنیة المجلد 18 ، العدد 43 .

85- المراغی ، أحمد مصطفى ( 2015 ) : تفسیر المراغی ، دار الفکر ، بیروت ، لبنان .

86- المعیذر ، ریم عبد الله ( 2015 ) : " أثر شبکات التواصل الاجتماعی على الأمن الفکری لدى طالبات المستوى الجامعی " ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة الأزهر ، ج 2 ، العدد 164 .

87- المغامسی ، سعد بن فالح ( 2004 ) : " الوسطیة فی الإسلام وأثرها فی تحقیق الأمن " ، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة ، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، المجلد 19 ، العدد 38 .

88- النسائی ، أحمد بن شعیب بن علی ( 2001 ) : " السنن الکبرى " ، تحقیق حسن عبد المنعم شلبی ، مؤسسة الرسالة ، بیروت .

89- النووی ، أبو زکریا یحیى بن شرف ( 2010 ) : صحیح مسلم بشرح الإمام محی الدین النووی المسمى المنهاج فی شرح صحیح مسلم بن الحجاج ، ترجمة وتحقیق : موفق مرعی ، دار الفیحاء للطباعة والنشر والتوزیع ودار المنهل للطباعة والنشر .

90- الهذیلی ، ماجد محمد علی ( 2013 ) : " مفهوم الأمن الفکری – دراسة تأصیلیة فی ضوء الإسلام " ، رسالة ماجستیر ، کلیة الشریعة ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة ، الریاض .

91- الوحش ، هالة مختار ( 2018 ) : " تصور مقترح لدور أعضاء هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب جامعة بیشة " ، مجلة العلوم التربویة ، کلیة الدراسات الإنسانیة ، جامعة الأزهر ، الدقهلیة ، ج 2 ، العدد 2 .

92- الوشاحی ، غادة السید السید ( 2015 ) : " دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدى طلابها " ، مجلة  کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، العدد 3 .

93- إبراهیم ، إسراء عطا ( 2015 ) : " الحصانة الفکریة فی ضوء السنة النبویة – دراسة موضوعیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة أصول الدین ، الجامعة الإسلامیة بغزة .

94- بن خلیوی ، أسماء بنت فراج ( 2018 ) : " الأمن الفکری وعلاقته بالتسامح لدى طلبة الجامعة " ، مجلة أوروک للعلوم الإنسانیة ، کلیة التربیة للعلوم الإنسانیة ، جامعة شقراء ، المجلد 11 ، العدد 4 .

95- حسین ، محمد فتحی ( 2012 ) : " تصور مقترح لتفعیل دور جامعة تبوک فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب " ، مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس ، ج 2 ، العدد 25 .

96- حسین ، محمود عطا ( 2014 ) : " أسباب العنف الجامعی وأشکاله من وجهة نظر عینة من الطلبة الجامعیین " ، مجلة جامعة الأقصى ، المجلد 1 ، العدد 18 . 

97- سلیمان ، عبد الرحمن ( 2015 ) : " الأمن الفکری مستویات التفکیر واتجاهات التطبیق " ، مجلة فکر ، مرکز العبیکان للأبحاث والنشر ، العدد 11 .

98- شلدان ، فایز کمال ( 2013 ) : " دور کلیات التربیة بالجامعات الفلسطینیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلبتها وسبل تفعیله " ، مجلة الجامعة الإسلامیة للدراسات التربویة والنفسیة ، المجلد 21 ، العدد 1 .

99- طاشکندی ، لیلى ( 2016 ) : " دور المناهج التعلیمیة والمعلمین فی تعزیز الأمن الفکری فی نفوس الطلاب والمعوقات التی تواجهه عند أدائه لدوره " ، المؤتمر الخامس بعنوان : إعداد المعلم وتدریبه فی ضوء مطالب التنمیة ومستجدات العصر ، جامعة أم القرى .

100- طالب ، أحسن مبارک ( 2004 ) : " الأسرة ودورها فی وقایة أبنائها من الانحراف الفکری " ، الاجتماع التنسیقی العاشر لمدیری مراکز البحوث والعدالة الجنائیة ومکافحة الجریمة حول الأمن الفکری ، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة .

101- عباس ، خضر ( 2007 ) : " الأزمة الأمنیة فی فلسطین وسیکولوجیة الفلتان الأمنی " ، مؤتمر الإسلام والتحدیات المعاصرة ، کلیة أصول الدین ، الجامعة الإسلامیة ، غزة .

102- عبد الباقی ، محمد فؤاد ( 2012 ) : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکریم ، ترجمة وتحقیق : محمد سعید اللحام ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، القاهرة .

103- عبد الحسین ، بشرى ( 2018 ) : " دور الجامعات العراقیة فی تعزیز وحمایة الأمن الفکری لدى الطلبة من وجهة نظرهم " ، مجلة الباحث ، جامعة کربلاء بالعراق ، العدد 27 .

104- عبد المحسن ، بینیة بنت فهد الملحم ( 2009 ) : " الجامعات وصناعة الأمن الفکری - قراءة سوسیولوجیة لعلاقة الجامعات بالأمن الفکری فی المجتمع السعودی " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار              ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .

105- عبد المحمود ، عیاش ( 2012 ) : جرائم العنف وأسالیب مواجهتها ، مطابع أکادیمیة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، الریاض .

106- عبد الوهاب ، علاء محمد ( 2012 ) : " دور ممارسة الأنشطة الثقافیة فی تحقیق الأمن الفکری لدى الطلاب " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة قناة السویس ..

107- عدوان ، خالد محمود ( 2017 ) : " تصور مقترح لتطویر دور مجالس الطلبة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلبة الجامعات الفلسطینیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة بغزة .

108- علی ، سعید إسماعیل ( 2007 ) : ثقافة الإصلاح التربوی ، عالم الکتب ، القاهرة .

109- عواشریة ، السعید سلیمان ( 2011 ) : " متطلبات تجسید الأمن الفکری من خلال المناهج التعلیمیة " ، مؤتمر ظاهرة التکفیر : الأسباب – الآثار – العلاج ،  جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة ، المدینة المنورة .

110- عوض ، أمل جابر ( 2017 ) : " نحو تصور مقترح لدور أخصائی الجماعة لتعزیز الأمن الفکری لدى الشباب الجامعی " ، مجلة الخدمة الاجتماعیة ، الجمعیة المصریة للأخصائیین الاجتماعیین ، مصر .

111- عوید ، نورة محمد ( 2018 ) : " دور المناهج الجامعیة فی معالجة التطرف الفکری من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس فی جامعة الکویت " ، مجلة العلوم التربویة والاجتماعیة ، جامعة الکویت ، المجلد 5 ، العدد 14 .

112- فارس ، رامی تیسیر ( 2012 ) : " الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة الشریعة والقانون ، الجامعة الإسلامیة بغزة .

113- محسن ، محمد خلیل ( 2017 ) : " التصور الإسلامی لمفهوم الأمن الفکری " ، مجلة دراسات حوض النیل ، جامعة النیلین ، العدد 20 .

114- محمد ، عبد الناصر راضی ( 2013 ) : " دور الجامعة فی تفعیل الأمن الفکری التربوی لطلابها " ، المجلة التربویة ، کلیة التربیة ، جامعة سوهاج ، العدد 33 .

115- مسلم ، الإمام أبو الحسن مسلم بن الحجاج ( 2006 ) : المسند الصحیح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله علیه وسلم – المعروف بـ " صحیح مسلم " ، تحقیق : نظر بن محمد الفاریانی أبو قتیبة ، دار طیبة ، الریاض .

116- منصور ، منار منصور أحمد ( 2017 ) : " تقییم دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها من وجهة نظرهم وأعضاء هیئة التدریس " ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة الأزهر ، الجزء 1 ، العدد 172 .

117- نصر ، محمد یوسف مرسی ( 2016 ) : " دور الإدارة المدرسیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المعاهد الثانویة الأزهریة بمحافظة الغربیة " ، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس ، رابطة التربویین العرب ،  العدد 72.

118- نور ، أمل محمد أحمد ( 2008 ) : " مفهوم الأمن الفکری فی الإسلام وتطبیقاته التربویة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة أم القرى ، المملکة العربیة السعودیة .

119- هندی ،  صالح ( 2005 ) : " دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری – تصور مقترح " ، مجلة الفکر الشرطی ، الشارقة .

ب- المراجع الأجنبیة

120 - Ardizzone ,L (2001) :  " Towards Global Understanding , The Transformative Role Of Peace Education " , Current Issues in Comparative Education , Teachers College , Columbia University , Vol. 2 , No. 4 .

121 - Asharee Fain , Matalqa , Massada , (2015) : " Promoting Intellectual Security in The Content of Education a curricula , A Theoretical Study " , Journal of Scientific Research , the Research and Studies Center at King Fahd College , Prince Nayef University For Security Societies , First Edition

122 - Benard , T. (2008) :" How Can Dialogue Create Opportunity For Students to Think And Express Their Ideas " , Paper Presented at the British Educational Research Association Annual Conference , Institute of Education , University of London .

123 - Berson , I. Rand Berson , M .J.(2001) :  " The Trauma Of Terrorism , Helping Children Cope , Social Education "  , National Council For The Social Studies , Vol. 65 .

124 - Brok , Carol ( 2009) : Ethical Development Through Students Activities Programming , Campus Activities Programming , Vol.24 , No.6 .

125 - Call , Carolyne Mary (2004) : " Intellectual Safety And Epistemological Position In The College Classroom " , PHD Dissertation , United State , New York , Comell University .

126 - Call , Carolyne Mary ( 2007) : " Defining intellectual Safety in the college classroom " , journal on excellence in college Teaching , Vol. 18 , No. 3

127 - Davies , L . (2008) : Education Against Extremism .UK , Stylus Publishing , LLC .

128 - Duch-loch , Sharilynn (2000) : Perceptions Of administrators , Counselors , Teachers and Students concerning School Safety And Violence in selected Secondary Schools in Louisiana , Teach University .

129 -  Glover ,D .(2010) : " Managing Professional Development in Education " , Issues in Policy and Practice , Columbia university , New York , London

130 - Kuhn , L .(2008) : " It's Not late To Teach College Students About Values " , the Chricle Of Higher Education 46 , Vol.3 , No. 80 .

131 - Nakpodia , E . D . (2010) : " Culture and Curriculum development in Nigerian Schools " , African Journal Of History And Culture (AJHC) , Vol. 2 , No. 1

132 - Pleban , Francis Thaddeus (2002) : " Risk and Protective Factor For Juvenile delinquency and dang involvement among selected high School Students " , Degree: Ph. D.

133- Richardson , L . (2006) : The Roots Of Terrorism , New York , Rout Ledge .

134 - Values , J .(2006) : The Moral Education Online Amicle Children And Society , Journal (11).

 

 

ثامناً : مصادر ومراجع البحث
أ- المصادر و المراجع العربیة
1- القرآن الکریم
2- ابن أبی طالب ، علی ( 2004 ) : نهج البلاغة ، ضبط نصه وابتکر فهارسه العلمیة الدکتور : صبحی الصالح ، دار الکتاب المصری بالقاهرة ودار الکتاب اللبنانی ببیروت .
3- ابن الجوزی ، عبد الرحمن بن علی بن محمد ( 2002 ) : زاد المسیر فی علم التفسیر ، دار ابن حزم ، المکتب الإسلامی .
4- ابن تیمیة ، تقی الدین أبو العباس أحمد ( 2012 ) : مجموع الفتاوى ، ط3 ، تحقیق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .
5- ابن حجر ، أحمد بن علی العسقلانی ( 2008 ) : فتح الباری بشرح صحیح البخاری ، مکتبة ابن تیمیة ، القاهرة .
6- ابن حزم الأندلسی ، أبی محمد علی بن أحمد ( 2004 ) : الإحکام فی أصول الأحکام ، ترجمة وتحقیق : محمد تامر ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .
7- ابن عاشور ، محمد الطاهر ( 2016 ) : أصول النظام الاجتماعی فی الإسلام ، ط4 ، دار السلام للطباعة والنشر والتوزیع والترجمة ، القاهرة .
8- ابن قدامة ، موفق الدین المقدسی ( 2008 ) : المغنى على مختصر الخرقی الفقه الحنبلی ، تحقیق : محمد عبد القادر عطا ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، لبنان .
9- ابن کثیر ، عماد الدین أبو الفداء ( 2004 ) : تفسیر القرآن العظیم ، دار البیان الحدیثة ، القاهرة .
10- ابن ماجه ، أبو عبد الله محمد بن یزید القزوینی ( 2009 ) : سنن ابن ماجه ، تحقیق ، شعیب الأرناؤوط وعادل مرشد ومحمد کامل ، دار الرسالة العالمیة ، بیروت .
11- أبو السعود ، محمد بن مصطفى العمادی ( 2015 ) : إرشاد العقل السلیم إلى مزایا القرآن الکریم ، دار المصحف ، مکتبة ومطبعة عبد الرحمن محمد ، القاهرة .
12- أبو جبر ، عدنان حمدان ( 2014 ) : " دور أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة الإسلامیة بغزة فی تعزیز مبدأ الوسطیة لدى طلبتهم وسبل تفعیله " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة بغزة .
13- أبو حیان ، محمد بن یوسف بن علی ( 2010 ) : تفسیر البحر المحیط ، تحقیق : علی محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود وآخرون ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .
14- أبو داود ، سلیمان بن الأشعث ( 2009 ) : سنن أبی داود ، تحقیق : شعیب الأرناؤوط وآخرون ، دار الرسالة العالمیة ، بیروت .
15- أبو زید ، محمد خیر سلیم ( 2004 ) : " أثر مصادر استقطاب القوى العاملة على الأداء الوظیفی والولاء التنظیمی والغیاب – دراسة تطبیقیة على مندوبی تأمین شرکات التأمین الأردنیة " ، مجلة دراسات العلوم الإداریة ، الجامعة الأردنیة ، المجلد 31 ، العدد 2 .
16- أبو ساکور ، تیسیر عبد الحمید ( 2009 ) : " دور الجامعات الفلسطینیة فی جنوب الضفة الغربیة فی تنمیة الوعی السیاسی ونشره لدى الشباب الجامعی " ، مجلة جامعة الخلیل للبحوث ، مجلة العلوم الإنسانیة ، المجلد 4 ، العدد1 .
17- أبو شریخ ، شاهر ذیب ( 2014 ) : " نحو إستراتیجیة مقترحة للوقایة من مهددات الأمن الفکری فی مساق الثقافة الإسلامیة فی ضوء حاجات الطلبة الأمنیة " ، مجلة اتحاد الجامعات العربیة للبحوث فی التعلیم العالی ، المجلد 1 ، العدد 34 .
18- أبو عراد ، صالح بن علی ( 2010 ) : " دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری – تصور مقترح " ، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة ، السعودیة ، المجلد 27 ، العدد 52 .
19- أغا ، محمد هاشم ( 2010 ) : " رؤیة تربویة للخروج من أزمة التطرف الفکری فی المجتمع الفلسطینی بمحافظات غزة " ، مجلة جامعة الأزهر بغزة ، سلسلة العلوم الإنسانیة ، المجلد 12 ، العدد 2 .
20- الأتربی ، هویدا محمود ( 2011 ) : " دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها " ، مجلة مستقبل التربیة العربیة ، المرکز العربی للتعلیم والتنمیة ، المجلد 18 ، العدد 70 .
21- الأسمر ، أحمد ( 2008 ) : فلسفة التربیة فی الإسلام انتماء وارتقاء ، دار الفرقان ، عمان ، الأردن .
22- الأکلبی ، مفلح بن دخیل وأحمد ، محمد آدم ( 2009 ) : " دور محتوى منهاج التعلیم الثانوی بالمملکة العربیة السعودیة فی مواجهة الإرهاب الفکری التقنی – الواقع والمأمول " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار               ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .
23- الألبانی ، محمد ناصر الدین ( 2001 ) : تحذیر الساجد من اتخاذ القبور مساجد ، مکتبة المعارف للنشر والتوزیع ، الریاض .
24- الألبانی ، محمد ناصر الدین ( 2005 ) : إعلام سفهاء الأحلام بأن مقارعة الحکام لیست سبیل الرجوع إلى الإسلام ، دار المنهاج ، القاهرة .
25- الأهدل ، هاشم علی ( 2009 ) : " تعزیز الأمن الفکری فی مؤسسات المجتمع المدنی السعودی کجمعیات تحفیظ القرآن الکریم نموذجاً " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .
26- الأیوبی ، محمد یاسر ( 2008 ) : النظریة العامة للأمن نحو اجتماع أمنی ، المؤسسة الحدیثة للکتاب ،  بیروت .
27- البخاری ، محمد بن إسماعیل أبو عبد الله ( 2002 ) : الجامع المسند الصحیح المختصر من أمور رسول الله صلى الله علیه وسلم وسننه وأیامه المعروف بـ " صحیح البخاری " ، تحقیق : محمد زهیر بن ناصر الناصر ، دار ابن کثیر ، دمشق ، بیروت .
28- البدرانة ، حازم علی أحمد وبنی فیاض ، علی وعیروط ، مصطفى ( 2011 ) : " درجة شیوع مظاهر التطرف الفکری لدى طلبة الجامعة الأردنیة وعلاقتها بالعوامل الاقتصادیة والاجتماعیة والأکادیمیة من وجهة نظر طلبة الجامعة الأردنیة " ، مجلة اتحاد الجامعات العربیة ، العدد 57 .
29- البراشی ، بکیل محمد ( 2011 ) : " دور الأمن الفکری قی الوقایة من الإرهاب " ، رسالة ماجستیر ، کلیة الدراسات العلیا ، جامعة نایف للعلوم الأمنیة .
30- البربری ، محمد أحمد عوض ( 2009 ) : " دور الجامعات العربیة فی تحقیق الأمن الفکری وتعزیز الهویة الثقافیة لدى طلابها " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .
31- البرعی ، وفاء محمد ( 2002 ) : دور الجامعة فی مواجهة التطرف الفکری ، دار المعرفة الجامعیة ، الإسکندریة .
32- البکر ، رشید ( 2012 ) : " المفاهیم الأمنیة فی مناهج العلوم الشرعیة بالمرحلة الثانویة فی المملکة العربیة السعودیة " ، مجلة البحوث الأمنیة ، المجلد 29 ، العدد 24.
33- الترکی ، عبد الله بن عبد اللطیف ( 2003 ) : الأمن الفکری وعنایة المملکة السعودیة به ، رابطة العالم الإسلامی للنشر ، مکة المکرمة ، السعودیة .
34- الترمذی ، أبو عیسى محمد بن عیسى ( 2009 ) : الجامع الکبیر " سنن الترمذی " ، تحقیق : شعیب الأرناؤوط وجماعته ، مؤسسة الرسالة ، بیروت ، لبنان .
35- الثوینی ، محمد بن عبد العزیز ومحمد ، عبد الناصر راضی ( 2014 ) : " دور المعلم الجامعی فی تحقیق الأمن الفکری لطلابه فی ضوء تداعیات العولمة " ، مجلة العلوم التربویة والنفسیة ، جامعة القصیم ، المجلد 7 ، العدد 2 .
36- الجحنی ، علی بن فایز ( 2000 ) : " رؤیة للأمن الفکری وسبل مواجهة الفکر المنحرف " ، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب ، السعودیة ، المجلد 14 ، العدد 27 .
37- الجحنی ، علی بن فایز ( 2006 ) : " مراکز البحوث ودورها فی التصدی لمهددات الأمن " ، جامعة نایف للعلوم الأمنیة ، الریاض .
38- الجحنی ، علی بن فایز ( 2007 ) : " دور التربیة فی وقایة المجتمع من الانحراف الفکری " ، مؤتمر جامعة الحسین بن طلال الدولی فی الإرهاب فی العصر الرقمی ، عمان ، الأردن .
39- الجلی ، أحمد محمد أحمد ( 2006 ) : دراسات فی الثقافة الإسلامیة ، شرکة مطابع السودان للعملة المحدودة .
40- الجهنی ، مانع بن حماد ( 2000 ) : الموسوعة المیسرة فی الأدیان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ، ط4 ، دار الندوة العالمیة للطباعة والنشر والتوزیع ، الریاض.
41- الجوزیة ، ابن قیم ( 2003 ) : مدارج السالکین ، تحقیق : محمد المعتصم بالله البغدادی ، ط7 ، دار الکتاب العربی ، دمشق .
42- الحارثی ، زید بن زاید ( 2009 ) : " إسهام الإعلام التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة بمدینة مکة المکرمة من وجهة نظر مدیری وکلاء المدارس والمشرفین التربویین " ، رسالة ماجستیر ، جامعة أم القرى ، مکة .
43- الحکیم ، نعیم تمیم ( 2009 ) : " نحو إستراتیجیة لتکریس مفهوم الأمن الفکری فی المجتمع " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .
44- الحوشان ، برکة ( 2015 ) : " تحدید مفهوم واضح للأمن الفکری ومعرفة مدى مسئولیة المناهج المدرسیة والمعلمین فی معالجة التطرف الفکری من وجهة نظر المعلمین " ، مجلة الفکر الشرطی ، مرکز بحوث الشرطة بالشارقة ، الإمارات ، المجلد 24 ، العدد 94 .
45- الحیدر ، حیدر عبد الرحمن ( 2001 ) : " الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة " ، رسالة دکتوراه ، کلیة الدراسات الإسلامیة ، أکادیمیة الشرطة ، مصر.
46- الخثلان ، منصور بن زید ( 2017 ) : " تصور مقترح لتوظیف أدوات التواصل الالکترونی فی تحقیق الأمن الفکری للشباب بمؤسسات التعلیم العالی " ، المجلة التربویة الدولیة المتخصصة ، الجمعیة الأردنیة لعلم النفس ، المجلد 6 ، العدد 8 .
47- الخطیب ، محمد شحات ( 2015 ) : الانحراف الفکری وعلاقته بالأمن الوطنی ، دار بن حزیمة ، الریاض .
48- الخطیب ، محمد شحات ( 2016 ) : أصول التربیة وتحدیات القرن الحادی والعشرین ، مکتبة القدس ، غزة.
49- الرازی ، محمد بن عمر فخر الدین ( 2008 ) : التفسیر الکبیر أو مفاتیح الغیب ، ط2 ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، لبنان .
50- الریعی ، محمد بن عبد العزیز صالح ( 2009 ) : " دور المناهج الدراسیة فی تعزیز مفاهیم الأمن الفکری لدى طلاب الجامعات فی المملکة العربیة السعودیة " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .
51- الزبون ، مأمون سلیم والغنیمین ، زیاد محمد وآخرون ( 2018 ) : " دور عضو هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلبة الجامعة الأردنیة الحکومیة " ، المجلة العربیة لضمان جودة التعلیم الجامعی ، المجلد 11 ، العدد 35 .
52- الزرقا ، مصطفى أحمد ( 2004 ) : المدخل الفقهی العام ، ط 2 ، دار القلم ، دمشق .
53- الزمخشری ، أبو القاسم محمود بن عمرو ( 2009 ) : الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل وعیون الأقاویل فی وجوه التأویل ، تحقیق خلیل مأمون شیحة ، ط3 ، دار المعرفة ، القاهرة .
54- الزیوت ، عبد الله أحمد وربابعة ، محمد مجلی ( 2015 ) : " منهج القرآن فی التحصین الفکری " ، مجلة العلوم الإسلامیة ، کلیة الشریعة ، الجامعة الأردنیة .
55- السحیبانی ، عبد الحمید بن عبد الرحمن ( 2008 ) : " الانحراف الفکری وأثره فی الأمن فی ضوء القرآن الکریم " ، مجلة العدل ، المجلد 11 ، العدد 41 .
56- السعدی ، عبد الرحمن بن ناصر ( 2000 ) : تیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان ، مؤسسة الرسالة ، بیروت .
57- السعدی ، إسحاق بن عبد الله ( 2013 ) : دراسات فی تمیز الإسلامیة وموقف المستشرقین منه ، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة ، قطر .
58 – السنانی ، محمد ( 2018 ) : " دور معلمی المرحلة الثانویة فی معالجة التطرف الفکری من وجهة نظر مدیری المدارس الحکومیة بالمملکة العربیة السعودیة " ، مجلة جامعة طیبة للدراسات التربویة ، المجلد 3 ، العدد 2.
59- الشافعی ، ابراهیم ( 2004 ) : " المسئولیة الأمنیة ودور المؤسسات التعلیمیة فی تحقیقها – الأسرة کنموذج  " ، ندوة المجتمع والأمن فی دورتها الثانویة الثالثة ، ج2 ، کلیة الملک فهد الأمنیة ، مرکز البحوث والدراسات ، الریاض.
60- الشریفین ، محمد عیسى إبراهیم ( 2009 ) : " الحصانة الفکریة فی الحدیث النبوی " ، المجلة الأردنیة فی الدراسات الإسلامیة ، جامعة آل البیت ، الأردن ، المجلد 5 ، العدد 1 .
61- الشقحاء ، فهد بن محمد ( 2004 ) : " الأمن الوطنی – تصور شامل " ، مرکز الدراسات والبحوث ، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة .
62- الشمری ، مسلم بن خیر الله سالم ( 2011 ) : " دور أعضاء هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب جامعة حائل " ، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریبیة ، جامعة نایف للدراسات الأمنیة ، السعودیة ، المجلد 27 ، العدد 54 .
63- الشهوان ، امتنان عبد الرحمن ( 2018 ) : " إستراتیجیة المعلم فی دعم مبدأ الوسطیة وتعزیز الأمن الفکری بین الواقع والمأمول " ، المجلة الدولیة للدراسات التربویة والنفسیة ، المجلد 3 ، العدد 2 .
64- الشوکانی ، محمد بن علی ( 2007 ) : نیل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار ، ط3 ، تحقیق : محمد صبحی حلاق ، دار ابن الجوزی ، القاهرة .
65-  الشوکانی ، محمد بن علی ( 2007 ) : فتح القدیر الجامع بین فنی الروایة والدرایة من علم التفسیر ، تحقیق : أحمد عبد السلام ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .
66- الصقعبی ، مروان بن صالح بن عبد العزیز ( 2009 ) : " أبعاد تربویة وتعلیمیة فی تعزیز الأمن الفکری " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .
67- الطبرانی ، سلیمان بن أحمد ( 2008 ) : کتاب الدعاء ، تحقیق : محمد سعید البخاری ، مکتبة الرشد ، الریاض.
68- الطبری ، أبو جعفر محمد بن جریر ( 2001 ) : جامع البیان عن تأویل آی القرآن ، تحقیق عبد الله بن عبد المحسن الترکی ، دار هجر للطباعة والنشر والتوزیع والإعلان ، القاهرة .
69- الطلاع ، رضوان بن طاهر ( 2008 ) : نحو أمن فکری إسلامی ، مطابع العصر ، الریاض .
70- العثیمین ، محمد بن صالح ( 2015 ) : القول المفید على کتاب التوحید ، ط6 ، دار ابن الجوزی ، القاهرة.
71- العزام ، میسم فوزی مطیر ( 2018 ) : " دور التعلیم الجامعی فی تعزیز الأمن الفکری من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس فی جامعة حائل " ، المجلة الدولیة التربویة المتخصصة ، المجلد 7 ، العدد 2 .
72- العسلی ، شریف رزق ( 2010) : " ظاهرة الغلو فی الدین لدى طلبة الجامعات الفلسطینیة أسبابها وعلاجها فی ضوء معاییر التربیة الإسلامیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة ، غزة ، فلسطین .
73- العقاد ، عباس محمود ( 2018 ) : التفکیر فریضة إسلامیة ، وکالة الصحافة العربیة ، الجیزة ، القاهرة .
74- العقون ، سعاد ( 2012 ) : " تأثیر دور الأسرة الجزائریة على التنشئة السیاسیة للمراهق " ، مجلة دفاتر السیاسیة والقانون ، کلیة العلوم السیاسیة والإعلام ، جامعة الجزائر 3 ، العدد 6 .
75- العقیل ، صالح عبد الله ( 2011 ) : " دور الحراک الثقافی فی التغیر الاجتماعی وحمایة الأمن الفکری " ، مجلة بحوث التربیة النوعیة ، کلیة التربیة النوعیة ، جامعة بنها ، العدد 21 .
76- العنانی ، حنان ( 2013 ) : علم النفس التربوی ، دار الفکر ، عمان .
77- الفقی ، ابراهیم بن محمد علی ( 2009 ) : " الأمن الفکری – المفهوم والتطورات والإشکالات " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار                  ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .
78- القاضی ، أحمد عرفات ( 2008 ) : تجدید الخطاب الدینی ، مکتبة الأسرة ، القاهرة . 
79- القرارعة ، جمیل بن عبید ( 2005 ) : " الأمن الفکری فی الإسلام – مقوماته ومزایاه " ، ندوة ( الأمن رسالة الإسلام ) ، جامعة الملک فهد للبترول والمعادن ، الظهران .
80- القرطبی ، أبو عبد الله ابن فرج الأنصاری ( 2010 ) : تفسیر القرطبی أو الجامع لأحکام القرآن ، ترجمة وتحقیق : سالم مصطفى البدری ، دار الکتب العلمیة ، بیروت .
81- القطان ، مناع خلیل ( 2001 ) : تاریخ التشریع الإسلامی ، ط 5 ، مکتبة وهبة ، القاهرة .
82- الکریبانی ، أحمد حمد ( 2015 ) : " دور الأمن الفکری فی الوقایة من الجریمة " ، رسالة ماجستیر ، عمادة الدراسات العلیا ، جامعة مؤتة ، الکرک ، الأردن .
83- اللویحق ، عبد الرحمن بن معلا ( 2005 ) : " الأمن الفکری ماهیته وضوابطه " ، مرکز الدراسات والبحوث ، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، الریاض .
84- المالکی ، عبد الحفیظ بن عبد الله ( 2009 ) : " الأمن الفکری – مفهومه وأهمیته ومتطلبات تحقیقه " ، مجلة البحوث الأمنیة ، مرکز البحوث والدراسات ، کلیة الملک فهد الأمنیة المجلد 18 ، العدد 43 .
85- المراغی ، أحمد مصطفى ( 2015 ) : تفسیر المراغی ، دار الفکر ، بیروت ، لبنان .
86- المعیذر ، ریم عبد الله ( 2015 ) : " أثر شبکات التواصل الاجتماعی على الأمن الفکری لدى طالبات المستوى الجامعی " ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة الأزهر ، ج 2 ، العدد 164 .
87- المغامسی ، سعد بن فالح ( 2004 ) : " الوسطیة فی الإسلام وأثرها فی تحقیق الأمن " ، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة ، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، المجلد 19 ، العدد 38 .
88- النسائی ، أحمد بن شعیب بن علی ( 2001 ) : " السنن الکبرى " ، تحقیق حسن عبد المنعم شلبی ، مؤسسة الرسالة ، بیروت .
89- النووی ، أبو زکریا یحیى بن شرف ( 2010 ) : صحیح مسلم بشرح الإمام محی الدین النووی المسمى المنهاج فی شرح صحیح مسلم بن الحجاج ، ترجمة وتحقیق : موفق مرعی ، دار الفیحاء للطباعة والنشر والتوزیع ودار المنهل للطباعة والنشر .
90- الهذیلی ، ماجد محمد علی ( 2013 ) : " مفهوم الأمن الفکری – دراسة تأصیلیة فی ضوء الإسلام " ، رسالة ماجستیر ، کلیة الشریعة ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة ، الریاض .
91- الوحش ، هالة مختار ( 2018 ) : " تصور مقترح لدور أعضاء هیئة التدریس فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب جامعة بیشة " ، مجلة العلوم التربویة ، کلیة الدراسات الإنسانیة ، جامعة الأزهر ، الدقهلیة ، ج 2 ، العدد 2 .
92- الوشاحی ، غادة السید السید ( 2015 ) : " دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدى طلابها " ، مجلة  کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، العدد 3 .
93- إبراهیم ، إسراء عطا ( 2015 ) : " الحصانة الفکریة فی ضوء السنة النبویة – دراسة موضوعیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة أصول الدین ، الجامعة الإسلامیة بغزة .
94- بن خلیوی ، أسماء بنت فراج ( 2018 ) : " الأمن الفکری وعلاقته بالتسامح لدى طلبة الجامعة " ، مجلة أوروک للعلوم الإنسانیة ، کلیة التربیة للعلوم الإنسانیة ، جامعة شقراء ، المجلد 11 ، العدد 4 .
95- حسین ، محمد فتحی ( 2012 ) : " تصور مقترح لتفعیل دور جامعة تبوک فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب " ، مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس ، ج 2 ، العدد 25 .
96- حسین ، محمود عطا ( 2014 ) : " أسباب العنف الجامعی وأشکاله من وجهة نظر عینة من الطلبة الجامعیین " ، مجلة جامعة الأقصى ، المجلد 1 ، العدد 18 . 
97- سلیمان ، عبد الرحمن ( 2015 ) : " الأمن الفکری مستویات التفکیر واتجاهات التطبیق " ، مجلة فکر ، مرکز العبیکان للأبحاث والنشر ، العدد 11 .
98- شلدان ، فایز کمال ( 2013 ) : " دور کلیات التربیة بالجامعات الفلسطینیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلبتها وسبل تفعیله " ، مجلة الجامعة الإسلامیة للدراسات التربویة والنفسیة ، المجلد 21 ، العدد 1 .
99- طاشکندی ، لیلى ( 2016 ) : " دور المناهج التعلیمیة والمعلمین فی تعزیز الأمن الفکری فی نفوس الطلاب والمعوقات التی تواجهه عند أدائه لدوره " ، المؤتمر الخامس بعنوان : إعداد المعلم وتدریبه فی ضوء مطالب التنمیة ومستجدات العصر ، جامعة أم القرى .
100- طالب ، أحسن مبارک ( 2004 ) : " الأسرة ودورها فی وقایة أبنائها من الانحراف الفکری " ، الاجتماع التنسیقی العاشر لمدیری مراکز البحوث والعدالة الجنائیة ومکافحة الجریمة حول الأمن الفکری ، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة .
101- عباس ، خضر ( 2007 ) : " الأزمة الأمنیة فی فلسطین وسیکولوجیة الفلتان الأمنی " ، مؤتمر الإسلام والتحدیات المعاصرة ، کلیة أصول الدین ، الجامعة الإسلامیة ، غزة .
102- عبد الباقی ، محمد فؤاد ( 2012 ) : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکریم ، ترجمة وتحقیق : محمد سعید اللحام ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، القاهرة .
103- عبد الحسین ، بشرى ( 2018 ) : " دور الجامعات العراقیة فی تعزیز وحمایة الأمن الفکری لدى الطلبة من وجهة نظرهم " ، مجلة الباحث ، جامعة کربلاء بالعراق ، العدد 27 .
104- عبد المحسن ، بینیة بنت فهد الملحم ( 2009 ) : " الجامعات وصناعة الأمن الفکری - قراءة سوسیولوجیة لعلاقة الجامعات بالأمن الفکری فی المجتمع السعودی " ، المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار              ( المفاهیم والتحدیات) ، کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری ، جامعة الملک سعود .
105- عبد المحمود ، عیاش ( 2012 ) : جرائم العنف وأسالیب مواجهتها ، مطابع أکادیمیة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، الریاض .
106- عبد الوهاب ، علاء محمد ( 2012 ) : " دور ممارسة الأنشطة الثقافیة فی تحقیق الأمن الفکری لدى الطلاب " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة قناة السویس ..
107- عدوان ، خالد محمود ( 2017 ) : " تصور مقترح لتطویر دور مجالس الطلبة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلبة الجامعات الفلسطینیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة بغزة .
108- علی ، سعید إسماعیل ( 2007 ) : ثقافة الإصلاح التربوی ، عالم الکتب ، القاهرة .
109- عواشریة ، السعید سلیمان ( 2011 ) : " متطلبات تجسید الأمن الفکری من خلال المناهج التعلیمیة " ، مؤتمر ظاهرة التکفیر : الأسباب – الآثار – العلاج ،  جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة ، المدینة المنورة .
110- عوض ، أمل جابر ( 2017 ) : " نحو تصور مقترح لدور أخصائی الجماعة لتعزیز الأمن الفکری لدى الشباب الجامعی " ، مجلة الخدمة الاجتماعیة ، الجمعیة المصریة للأخصائیین الاجتماعیین ، مصر .
111- عوید ، نورة محمد ( 2018 ) : " دور المناهج الجامعیة فی معالجة التطرف الفکری من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس فی جامعة الکویت " ، مجلة العلوم التربویة والاجتماعیة ، جامعة الکویت ، المجلد 5 ، العدد 14 .
112- فارس ، رامی تیسیر ( 2012 ) : " الأمن الفکری فی الشریعة الإسلامیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة الشریعة والقانون ، الجامعة الإسلامیة بغزة .
113- محسن ، محمد خلیل ( 2017 ) : " التصور الإسلامی لمفهوم الأمن الفکری " ، مجلة دراسات حوض النیل ، جامعة النیلین ، العدد 20 .
114- محمد ، عبد الناصر راضی ( 2013 ) : " دور الجامعة فی تفعیل الأمن الفکری التربوی لطلابها " ، المجلة التربویة ، کلیة التربیة ، جامعة سوهاج ، العدد 33 .
115- مسلم ، الإمام أبو الحسن مسلم بن الحجاج ( 2006 ) : المسند الصحیح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله علیه وسلم – المعروف بـ " صحیح مسلم " ، تحقیق : نظر بن محمد الفاریانی أبو قتیبة ، دار طیبة ، الریاض .
116- منصور ، منار منصور أحمد ( 2017 ) : " تقییم دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها من وجهة نظرهم وأعضاء هیئة التدریس " ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة الأزهر ، الجزء 1 ، العدد 172 .
117- نصر ، محمد یوسف مرسی ( 2016 ) : " دور الإدارة المدرسیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المعاهد الثانویة الأزهریة بمحافظة الغربیة " ، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس ، رابطة التربویین العرب ،  العدد 72.
118- نور ، أمل محمد أحمد ( 2008 ) : " مفهوم الأمن الفکری فی الإسلام وتطبیقاته التربویة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة أم القرى ، المملکة العربیة السعودیة .
119- هندی ،  صالح ( 2005 ) : " دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری – تصور مقترح " ، مجلة الفکر الشرطی ، الشارقة .
ب- المراجع الأجنبیة
120 - Ardizzone ,L (2001) :  " Towards Global Understanding , The Transformative Role Of Peace Education " , Current Issues in Comparative Education , Teachers College , Columbia University , Vol. 2 , No. 4 .
121 - Asharee Fain , Matalqa , Massada , (2015) : " Promoting Intellectual Security in The Content of Education a curricula , A Theoretical Study " , Journal of Scientific Research , the Research and Studies Center at King Fahd College , Prince Nayef University For Security Societies , First Edition
122 - Benard , T. (2008) :" How Can Dialogue Create Opportunity For Students to Think And Express Their Ideas " , Paper Presented at the British Educational Research Association Annual Conference , Institute of Education , University of London .
123 - Berson , I. Rand Berson , M .J.(2001) :  " The Trauma Of Terrorism , Helping Children Cope , Social Education "  , National Council For The Social Studies , Vol. 65 .
124 - Brok , Carol ( 2009) : Ethical Development Through Students Activities Programming , Campus Activities Programming , Vol.24 , No.6 .
125 - Call , Carolyne Mary (2004) : " Intellectual Safety And Epistemological Position In The College Classroom " , PHD Dissertation , United State , New York , Comell University .
126 - Call , Carolyne Mary ( 2007) : " Defining intellectual Safety in the college classroom " , journal on excellence in college Teaching , Vol. 18 , No. 3
127 - Davies , L . (2008) : Education Against Extremism .UK , Stylus Publishing , LLC .
128 - Duch-loch , Sharilynn (2000) : Perceptions Of administrators , Counselors , Teachers and Students concerning School Safety And Violence in selected Secondary Schools in Louisiana , Teach University .
129 -  Glover ,D .(2010) : " Managing Professional Development in Education " , Issues in Policy and Practice , Columbia university , New York , London
130 - Kuhn , L .(2008) : " It's Not late To Teach College Students About Values " , the Chricle Of Higher Education 46 , Vol.3 , No. 80 .
131 - Nakpodia , E . D . (2010) : " Culture and Curriculum development in Nigerian Schools " , African Journal Of History And Culture (AJHC) , Vol. 2 , No. 1
132 - Pleban , Francis Thaddeus (2002) : " Risk and Protective Factor For Juvenile delinquency and dang involvement among selected high School Students " , Degree: Ph. D.
133- Richardson , L . (2006) : The Roots Of Terrorism , New York , Rout Ledge .
134 - Values , J .(2006) : The Moral Education Online Amicle Children And Society , Journal (11).