المنهج الإسلامي في إرساء قيم التربية البيئية وتطبيقاتها في المؤسسات التعليمية "النظافة أنموذجاً"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم التربية الإسلامية والمقارنة جامعة أم القرى

المستخلص

ملخص الدراسة
هدفت الدراسة
1-      الاطلاع على قيم التربية البيئية، من الکتاب والسنة.
2-      استنباط المنهج الإسلامي في إرساء قيم التربية البيئية من الکتاب والسنة " النظافة أنموذجاً".
3- بيان تطبيقات المنهج الاسلامي في ارساء مفاهيم التربية البيئية في المؤسسات التعليمية " النظافة أنموذجاً".
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة:
1-      اتبع الإسلام المنهج التکاملي والشمولي والتوازني في إرساء قيم النظافة بصفة عامة.
2-      الإسلام أول من وضع نظام صحي احترازي ضد التلوث في البيئة على جميع مستوياتها.
3- هناک قيم عديدة في نظافة البيئة بجميع عناصرها من (الإنسان والحيوان والنبات وغيرها) استنبطتها الباحثة من خلال دراسة النصوص الشرعية.


Study summary
The title of the study: (The Islamic approach in establishing the values ​​of environmental education and its applications in educational institutions, "hygiene as a model"). The aim of the study was
1- to see the values ​​of environmental education, from the Qur’an and Sunnah.
2- Devising the Islamic method in establishing the values ​​of environmental education from the book and the Sunnah, “Cleanliness as an example”
3- Explain the applications of the Islamic curriculum in establishing concepts of environmental education in educational institutions, "hygiene as a model.". Among the most important findings of the study:
1 - Islam followed the integrated, holistic and balanced approach to establishing values ​​of hygiene in general.
2- Islam is the first to put a precautionary health system against pollution in the environment at all levels.
3- There are many values ​​in the cleanliness of the environment with all its elements (humans, animals, plants, etc.) that the researcher has devised by studying legal texts.

الموضوعات الرئيسية


 

 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

 

المنهج الإسلامی فی إرساء قیم التربیة البیئیة وتطبیقاتها فی المؤسسات التعلیمیة

"النظافة أنموذجاً"

 

إعــــــــــداد

د/ سمیرة سالم عبد الله باجابر

الأستاذ المساعد بقسم التربیة الإسلامیة والمقارنة

جامعة أم القرى

 

 

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد الرابع -  أبریل 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic


ملخص الدراسة

هدفت الدراسة

1-      الاطلاع على قیم التربیة البیئیة، من الکتاب والسنة.

2-      استنباط المنهج الإسلامی فی إرساء قیم التربیة البیئیة من الکتاب والسنة " النظافة أنموذجاً".

3- بیان تطبیقات المنهج الاسلامی فی ارساء مفاهیم التربیة البیئیة فی المؤسسات التعلیمیة " النظافة أنموذجاً".

ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة:

1-      اتبع الإسلام المنهج التکاملی والشمولی والتوازنی فی إرساء قیم النظافة بصفة عامة.

2-      الإسلام أول من وضع نظام صحی احترازی ضد التلوث فی البیئة على جمیع مستویاتها.

3- هناک قیم عدیدة فی نظافة البیئة بجمیع عناصرها من (الإنسان والحیوان والنبات وغیرها) استنبطتها الباحثة من خلال دراسة النصوص الشرعیة.


Study summary

The title of the study: (The Islamic approach in establishing the values ​​of environmental education and its applications in educational institutions, "hygiene as a model"). The aim of the study was 
1- to see the values ​​of environmental education, from the Qur’an and Sunnah. 
2- Devising the Islamic method in establishing the values ​​of environmental education from the book and the Sunnah, “Cleanliness as an example” 
3- Explain the applications of the Islamic curriculum in establishing concepts of environmental education in educational institutions, "hygiene as a model.". Among the most important findings of the study: 
1 - Islam followed the integrated, holistic and balanced approach to establishing values ​​of hygiene in general. 
2- Islam is the first to put a precautionary health system against pollution in the environment at all levels. 
3- There are many values ​​in the cleanliness of the environment with all its elements (humans, animals, plants, etc.) that the researcher has devised by studying legal texts.

 

 


المقدمة

الحمد لله الوهاب، مجری السحاب، ومسبب الأسباب، وخالق الخلق من تراب، والصلاة والسلام على النبی المصطفى، والرسول المجتبى، وبعد:

خلق الله الإنسان وهیء له بیئة یعیش فیها، وسخر له کل ما فیها من المخلوقات من الطیر والشجر والدواب والماء والهواء وغیرها، وأنزل مع هذا التسخیر القیم والمفاهیم والدلائل التی تبین طریقة العیش فوق هذه الأرض وکیفیة التعامل مع ما فیها، وبیّن أدق التفاصیل، وحث على تعلمها، وأمر بتعلیمها والتدریب علیها، وجعل کل فرد مسئول عن نفسه وغیره، فعلى عاتق الجمیع المسئولیة الفردیة والجماعیة، ومیز الإنسان بالعقل لیتطور فی أسالیب الحیاة وعلى نفس القیم المشّرعة من الخالق سبحانه.

مشکلة الدراسة

أشارت العدید من الدراسات والمؤتمرات على أهمیة البیئة وطرق الاهتمام بها،          ولفت النظر إلیها وإلى ما یضر بصحة سکانها، ففی عام 1962م أصدر کتاب الربیع          الصامت لکارسون؛ والذی وصفت فیه الآثار الضارة لمبیدات الآفات على البیئة، وحذرت           من المبیدات حیث أثبتت بأنها تسمم المخزون الغذائی للحیوانات، وتقتل أعدادًا کبیرة من  الطیور والأسماک، وأشارت أیضًا إلى أن المبیدات یمکن أن تلوِّث مصادر غذاء الإنسان           أیضًا، وبالتالی أسهمت أفکارها فی وضع قیود على استخدام المبیدات فی العدید                من بلدان العالم، وهذه کانت البدایة من تحذیر الناس من سوء تعاملهم مع البیئة بشکل عالمی. (  Josie Glausiusz. (2007), Better Planet: Can A Maligned Pesticide Save Lives? Discover Magazine. p. 34 )

ودراسة یوسف معلم الذی تناول البیئة من الجانب القانونی وبیان المسؤولیة الدولیة فی حالة الضرر البیئی، ومن نتائجه أن المسؤولیة الدولیة عرفت تطوراً عمیقاً؛ فقد کانت سابقاً مسؤولیة جماعیة، ثم ظهرت نظریة الخطأ التی لا تحمّل الدولة المسؤولیة إلا عندما تُخطئ فی حق غیرها من الدول، ثم ظهرت نظریة الفعل غیر المشروع دولیاً، وکلاهما غیر کافیان لمعالجة کافة أنواع الأضرار، خاصة الناتجة عن أفعال لا یحظرها القانون الدولی، واستنتج الباحث أیضاً عن ضرورة بحث الفقه والقضاء الدولی عن نظریة جدیدة تهدف لتوسیع نطاق المسؤولیة الدولیة والوصول إلى التعویض السریع والعادل إلى المتضررین، وذکر نظریة المسؤولیة الدولیة عن الأضرار الناتجة عن أفعال لا یحظرها القانون الدولی، وفیها العبرة بحدوث الضرر مثل امتلاک الأسلحة الذریة – إطلاق سفن ومرکبات إلى الفضاء(معلم یوسف، د.ت ، 284).

وفی عام 1972، أقیم مؤتمر الأمم المتحدة حول البیئة البشریة فی استوکهولم -بالسوید، التقى مندوبون من أنحاء العالم لدراسة هذه التحذیرات. وعلى رغم أن المؤتمر أصدر عدداً من التوصیات لکی تعمل الحکومات بموجبها، فان الاضطراب البیئی لم یتوقف.

بعد عشرین عاماً، فی قمة الأرض التی عقدتها الأمم المتحدة فی ریو دی جانیرو عام 1992، أصدرت الجمعیة الملکیة فی لندن والاکادیمیة الوطنیة للعلوم فی الولایات المتحدة، وهما من أبرز الهیئات العلمیة فی العالم، بیاناً مشترکاً یدعو الى العمل: "ان مستقبل کوکبنا على المحک، والتنمیة المستدامة یمکن تحقیقها، لکن بشرط أن نتمکن فی الوقت المناسب من وقف التدهور البیئی الذی لا یمکن عکسه، والسنوات الثلاثون المقبلة قد تکون حاسمة".

بعد ذلک قامت الهیئة الحکومیة المشترکة لتغیر المناخ، وهی مجموعة من مئات علماء المناخ البارزین جمعتهم الأمم المتحدة عام 1988، تصدر تقریراً یستنتج أن "توازن الأدلة یوحی أن هناک تأثیراً بشریاً ملحوظاً على المناخ العالمی".

استمر تنامی تحذیرات العلماء شدة وإلحاحاً. لکن التقدم فی إحداث تغییر منذ مؤتمر استوکهولم بقی بطیئاً على رغم الجهود التی بذلت. (محطات تاریخیة فی الکفاح البیئی، 2002م، مجلة البیئیة والتنمیة، (یولیو-اوغسطس) العدد: 52-53)

أقیم مؤتمر(القمة العالمیة حول التنمیة المستدامة) فی عاصمة جنوب افریقیا جوهانسبورغ عام 2002م، وهی الاجتماع العالمی الأول بهذا الحجم.

ودراسة ( غربی، 2008/2009م)، الذی توصل لمجموعة من النتائج کان أهمها           أن المشروع البیئی المشترک بین وزارة التربیة ووزارة تهیئة الإقلیم والبیئة المتعلق بالتربیة           البیئة من أجل التنمیة المستدامة والذی خصص الحقیبة البیئیة والنادی الأخضر، لم یطبق  وکشفت الدراسة أن هذه المشاریع أخذت شکلاً نظریاً أکثر منه عملیاً، کما أن الأنشطة  المدرسیة لا تمارس خاصة اللاصفیة منها، وهذا راجع لغیاب تکوین المعلمین فتبین أنهم لم یخضعوا لأی تکوین فی مجال التربیة البیئیة، وأیضاً عدم توفیر الوسائل التعلیمیة اللازمة فی المؤسسات التربویة، وبرامجها المدرسیة کانت مجرد مواضیع سطحیة لم تتعمق ورکزت على مشکلة التلوث فقط مع أن هناک مشاکل عدیدة کالتصحر، والفیضانات والفقر وازدحام المدن غیرها( ص154 ـ 157).

ودراسة (طویل، 2012/ 2013م)، التی من نتائجها أنه لا یوجد تعریف موحد للتربیة البیئیة والتنمیة المستدامة؛ نتیجة اختلاف وجهات النظر الآکادیمیة والفلسفیة ...، وأیضاً تعتبر التربیة البیئیة أهم استراتیجیة لتحقیق التربیة المستدامة (ص 329).

ودراسة( المبارک، 2013م، 95- 501) ومن نتائجها أن مقاصد الشریعة الإسلامیة ترتبط ارتباط وثیق بمجال رعایة البیئة، سواء فی بنائها والمحافظة علیها أو حمایتها من التلف والفساد، وکل مقصد من المقاصد الخمس الضروریة للشریعة الإسلامیة یمکن أن یدخل فیه ضمناً مقصد حفظ البیئة داخل کل مقصد منها، أیضاً  کتب قواعد الفقه غنیة بالمسائل التی تساعد على استنباط أحکام مقننة حیال قضایا البیئة وهی بالتالی تعتبر مادة خصبة تعین القائمین على شؤون البیئة من معالجة کثیر من المشکلات المعاصرة التی تواجههم نتیجة التطورات التقنیة والصناعیة، ومن أبرز القواعد على مسائل البیئة قاعدة:  (لا ضرر ولا ضرار) وقاعدة: (یدفع الضرر بقدر الإمکان).(ص491ـ 494)

فأثبتت هذه المؤتمرات والدراسات بضرورة النظر فی صحة البیئة بإدراج التربیة البیئیة فی المؤسسات التعلیمیة لذا کان هذا البحث للمساهمة فی بیان القیم التربویة المتعلقة بالبیئة وبیان المنهج الإسلامی فی ذلک، فکان عنوان البحث: (المنهج الإسلامی فی إرساء قیم التربیة البیئیة وتطبیقاتها فی المؤسسات التعلیمیة "النظافة أنموذجاً").

تساؤلات الدراسة:

السؤال الرئیسی للدراسة هو: ما منهج الاسلام فی ارساء مفاهیم التربیة البیئیة وما تطبیقاتها فی المؤسسات التعلیمیة ؟

ویتفرع من هذا السؤال الرئیسی ثلاثة أسئلة فرعیة هی کالتالی:

س1- ما قیم التربیة البیئیة وتطبیقاتها فى المؤسسات التعلیمیة ؟

س2- ما المنهج الإسلامی فی إرساء قیم التربیة البیئیة ؟

س3- ما تطبیقات المنهج الاسلامی فی ارساء قیم التربیة البیئیة فی المؤسسات التعلیمیة ؟

أهداف الدراسة

  1. التعرف على قیم التربیة البیئیة، من الکتاب والسنة.
  2. استنباط المنهج الإسلامی فی إرساء قیم التربیة البیئیة من الکتاب والسنة " النظافة أنموذجاً".
  3. بیان تطبیقات المنهج الاسلامی فی ارساء مفاهیم التربیة البیئیة فی المؤسسات التعلیمیة             " النظافة أنموذجاً".

أهمیة الدراسة

    تظهر أهمیة أی أمر بناءً على الموضوع المتعلق به وسعة الشریحة من الناس المؤثرین والمتأثرین به، فإرساء قیم التربیة البیئیة، من الأهمیة بمکان لعدة أسباب کما یلی:

1. إن موضوع الدراسة یمس البیئة التی تعتبر موطن لجمیع سکان العالم واشتراکهم فی مسؤولیة المحافظة علیها.

2. تقاریر المؤتمرات ونتائج الأبحاث المتعلقة بالبیئة، تحذر من وقوع کوارث بیئیة سببها تخلی الانسان عن القیم فی تعامله معها ، ودعوتها للاستعانة بالتربیة لإرساء قیم ومبادی وقوانین دولیة          قویة لتحسین التعامل مع البیئة. ، والذی یظهر من خلال المؤتمرات والمعاهدات الدولیة لحل المشکلات البیئیة.

3. أن هذه الدراسة تبرز الدور الهام للمؤسسات التعلیمیة وما تقدمه من خدمات لتوعیة التلامیذ فی تحسین العلاقة مع البیئة، والمحافظة علیها.

4. وتبرز أهمیة الدراسة أیضاً فی موضوعها الذی لم یتناوله أی باحث على حد علم الباحثة.

مصطلحات الدراسة

1. المنهج الاسلامی: تتعدد المفاهیم التربویة للمنهج فمنهم من یرى أنه عبارة عن سلسلة من النتاجات التعلیمیة المخططة (یعقوب نشوان، 1991م، ص18).

وعرف أیضاً أن المنهج هو عبارة عن مجموعة من الأنشطة والخبرات التی تقدمها             المدرسة تحت إشرافها للتلامیذ، بقصد احتکاکهم وتفاعلهم معها، ومن نتائجه حدوث تطویر وتعدیل        فی سلوکهم یؤدی إلى تحقیق النمو الشامل المتکامل والسوی الذی هو الهدف الأسمى للتربیة             (یعقوب نشوان، 1991م، 19).

فالمقصود بالمنهج الإسلامی فی الدراسة: هو مجموعة قیم ومبادئ الشریعة الإسلامیة وتوجیهاتها تجاة البیئة والمحافظة علیها واستثمارها.

مفهوم القیم:

القِیَم: الفضائل الدِّینیّة والخُلقیّة والاجتماعیّة التی تقوم علیها حیاة المجتمع الإنسانیّ،           (موقع معجم المعانی الجامع، https://www.almaany.com/).

وأمرٌ قَیِّمٌ: مُسْتقِیم، وقوله تعالى: فیها کُتب قیِّمة؛ أَی مستقیمة تُبیّن الحقّ من الباطل على اسْتِواء وبُرْهان وفی الحدیث: ذلک الدین القَیِّمُ أی المستقیم الذی لا زَیْغ فیه ولا مَیْل عن الحق          (ابن منظور، د.ن، مادة قیم).

 فمفهوم القیم تعنی کل المعانی الحسنة والجمیلة التی تتقبلها الفطرة السلیمة وتمیل إلیها، من الفضائل والخُلق النبیل.

مفهوم التربیة البیئیة:

  تُعرف التربیة البیئیة بعدّة تعاریف تبعاً لاهتمام الباحثین وتخصصاتهم فمنهم من یرى  أنها " برنامج تعلیمی، یهدف إلى توضیح علاقة الإنسان وتفاعله مع بیئته الطبیعیة، وما فیها                   من موارد لتحقیق اکتساب الطلاب خبرات تعلیمیة؛ تضمن الحقائق والمفاهیم والاتجاهات البیئیة"           (بن فارس، 2009، ص47) ، وعرفها شلبی بأنها: جهود تعلیمیة موجهة أو مقصودة، نحو تعریف وتکوین المدرکات لفهم العلاقات المعقدة بین الإنسان وبیئته؛ بأبعادها الاجتماعیة والاقتصادیة، والبیولوجیة والطبیعیة، حتى یکون واعیاً بمشکلاتها، وقادراً على اتخاذ القرار نحو صیاغتها،          والاسهام فی حل مشاکلها، من أجل تحسین نوعیة الحیاة لنفسه ولأسرته ولمحیطه وللعالم" (قمر،2005م، ص29)، ومنهم من عرفها بأنها: " نمط من التربیة ینظم علاقة الإنسان ببیئته الطبیعیة" (مطاوع، 2005م، ص29)، وعلى اختلاف هذه التعاریف إلا أنها جمیعها تتخذ من التعلیم وسیلة لتحسین العلاقة بین الإنسان وبیئته وإکسابهم المعارف والمفاهیم المتعلقة بها لتنمیة مهاراتهم فی استثمارها والمحافظة علیها.

ومن خلال التعاریف السابقة یمکن الخروج بالتعریف الاجرائی لقیم التربیة                 البیئیة أنها: مجموعة المبادئ والاتجاهات الأخلاقیة التی تضبط سلوک الفرد تجاه بیئته، للحفاظ             علیها واستثمارها. 

ویقصد بالمؤسسات التعلیمیة فی الدراسة: جمیع المنشآت الحکومیة أو الأهلیة التی تهدف إلى التعلیم سواء کان تعلیم عام أو عالی.

إذاً التعریف الإجرائی للمنهج الاسلامی فی ارساء قیم التربیة البیئیة وتطبیقاتها فی المؤسسات التعلیمیة عنوان الدراسة ویقصد به: دراسة شمولیة للأسس والمبادئ والاتجاهات الإسلامیة للبیئة المحیطة بالإنسان، والطرق التربویة فی إرسارئها وتعزیزها وبیان التطبیقات التربویة لها فی المؤسسات التعلیمیة.

المبحث الأول: التربیة البیئیة

أولاً: تعریف التربیة

التربیة لغة (ینظر: الجوهری، 1399هـ، 1/2350ـ ابن منظور، د.ت، 6/18):

التربیة فی اللغة مصدر یعود لثلاثة أصول وهی:

 الأول: ربّ مضارعه یرُبّ ویدل على التمیة والتهذیب.

والثانی: ربی مضارعه یربی بمعنى نشأ وترعرع

والثالث: ربا ومضارعه یربو بمعنى زاد ونما

وتشمل جمیع هذه المعانی اللغویة خصائص التربیة ووظائفها، إلا أنها موجه للإنسان،           وتسعى لتحقیق أهداف تعلیمیة اجتماعیة وتنمویة اقتصادیة ونفسیة صحیة على مستوى             الفرد والمجتمع.

التربیة فی الاصطلاح:

 یرى أرسطو (384/322ق.م) أن التربیة: إعداد العقل لکسب العلم کما تعد الأرض          للنبات والزرع، ویعرفها المفکر البریطانی سبنسر(1820/1873ق.م) أن التربیة: إعداد الانسان لیحیا حیاة کاملة.

وعرفها العلامة ابن خلدون (732/808هـ) أن التربیة: عملیة تنشئة اجتماعیة للفرد، لتعویده بعض العادات والقیم السائدة فی المجتمع، وإکسابه المعلوماتوالمعارف الموجودة فی مجتمعه. وغیرها من التعاریف التی تدور جمیعها حول تعدیل سلوک الإنسان وتنمیة مهاراته لیحیا بأمن ووفاق فی مجتمعه، ویسعى باستمرار للتطویر، وسبق أن عرفت الباحثة التربیة: أنها عملیة مستدیمة ومتدرجة، لتنشئة الفرد وتنمیة قدراته واستعداداته من جمیع جوانبه؛ النفسیة والجسدیة والفکریة والروحیة والاجتماعیة والاقتصادیة، ضمن اطار ثقافة مجتمعه ومعتقداته، وتعهده بالرعایة والتعلیم والتأدیب والاصلاح (باجابر،1439، 15ـ16).

تعریف البیئة:

     لغة: مصدر(بوأ) مضارعه یبوء، وبَاءَ إِلَى الشَّیْءِ یَبُوءُ بَوْءًا: رَجَعَ، البَوْباةُ الفَلاةُ، ویقصد بها أیضاً الهیئة أو المکان یقال: إِنه لَحَسَنُ البِیئةِ أَی هیئة التَّبَوُّءِ والبیئةُ، والباءة والمَباءة مَنْزِلُ القوم فی کل موضع، ویقال کلُّ مَنْزِل یَنْزِله القومُ، وتَبَوَّأَ فلان مَنْزِلاً أَی اتخذه مباءة، والبِیئَةُ: الحالَةُ، وفُلانٌ طَیِّب المَبَاءَة؛ أَی: المـَنْزِل، ویقال: هو رَحیب المـَباءَةِ أَی: سَخِیٌّ واسعُ المعروفِ، ویقال: حَاجَةٌ مُبِیئَةٌ –بالضمِّ- أَی شَدِیدَةٌ لازمة، فالبیئة لها عدة معانی فی اللغة أقربها لموضوع الدراسة أنها المکان            والمنزل والحال.

(الجوهری، 1987 م،1/ 37)، (ابن منظور، (د.ت)، 1/ 38ـ 39).

تعریف البیئیة اصطلاحاً:

عرفت البیئة فی اصطلاح الباحثین حسب اهتماماتهم وتخصصاتهم، وحسب موضوع المؤتمرات الخاصة بالبیئة أیضاً، ففی مؤتمر الأمم المتحدة للبیئة البشریة المنعقد بمدینة            ستوکهولم السویدیة عام 1972م، أُعطی لفظ البیئة مفهومًا متَّسعًا؛ بحیث أصبحت تدلُّ على            أکثر من مجرَّد عناصر طبیعیة (ماء، وهواء، وتربة، ونباتات، وحیوانات)؛ بل هی رصید           الموارد المادیَّة والاجتماعیَّة المتاحة فی وقت ما وفی مکان ما؛ لإشباع حاجات الإنسان          وتطلعاته (الإنسان والبیئة، 1978م، 203).

وحدد مؤتمر تبلیسی 1977م مفهوم البیئة أنه :"مجموعة النظم الطبیعیة والاجتماعیة التی یعیش فیها الإنسان مع الکائنات الحیة الأخرى، والتی تستمد منها زادها وتؤدی بها نشاطها" (العجمی ، ومصطفى ، د.ت، 12)، ومنهم من عرفها أنها:"مجموع العناصر الطبیعیة التی تُکیِّف حیاة الإنسان" (السملالی، د.ت، ص13)، وعرفت أیضاً: بأنها جمیع الأشیاء أو العوامل المنظورة وغیر المنظورة التی تحیط بالکائنات الحیة فی هذا العالم"(الصعیدی، د.ت، 1/ 17).

فیقصد بالبیئة کل مکونات الوسط الذی یتفاعل معه الإنسان مؤثرا ومتأثراً بشکل یکون معه العیش مریحاً فسیولوجیاً ونفسیاً (الحمد وصبارینی، 1984م، ص19).

إذاً لم یقتصر تعریف البیئة على العناصر المادیة للبیئة بل أتسع لیشمل العلاقات بین الکائنات الحیة مع محیطها وبذلک تعرف الباحثة البیئة: بأنها کل ما یحیط بالأرض من ماء وهواء وتربة ونبات وحیوان وإنسان، وما یترتب من تغییرات لهذه العناصر بناءً على النظم الطبیعیة التی یقوم علیها، والتدخلات الإنسانیة، وأثر کلاً منهم على الآخر.

قیم التربیة البیئیة:

یعتبر مصطلح التربیة البیئیة مصطلحاً قدیماً حدیثاً، تفرع من علوم التربیة، نتیجة بروز أزمة البیئة، لجهل الإنسان ببیئته وسوء استخدامه لها کاستخدام المزارعین للمبیدات الحشریة بکمیات کبیرة تؤثر سلباً على التربة والنباتات؛ ومنهما على الحیوان والإنسان، بالاضافة إلى مخلفات المصانع من المواد الکیمیائیةالسامة، وغیرها من أسباب تلوث البیئة.

     فوجد الإنسان نفسه أحد أهم الأسباب الرئیسیة فی تلوث بیئته، مما دفع أنصار البیئة بمناشدتهم وبقوة بضرورة الوعی البیئی وتحسین تعامل الإنسان مع بیئته، فکانت الحاجة إلى            تعدیل سلوک الإنسان تجاه بیئته وتوعیته للمحافظة علیها، فظهر مصطلح التربیة البیئیة              فی بدایة السبعینات حیث قامت بعض المعاهدات لحمایة البیئة منها معاهدة موسکو لحظر           التجارب النوویة عام1963م، وذکر شلبی (1990م): أن الحاجة إلى التعلیم البیئی برز بصورة عالمیة، حیث أقرها مؤتمر ستوکهولم الذی عقد تحت إشراف منظمة الیونسکو لعام 1972م، ومن              أهم التوصیات؛ وضع برامج البیئة فی مراحل التعلیم المختلفة، کما أقرته ندوة بلغراد، دیسمبر 1975م، وعرفت التربیة البیئیة:" بأنها ذلـک النمط من التربیة الذی یهدف إلى تکوین جیل یهتم بالبیئة         وبالمشکلات المرتبطة بها، ولدیـه من المعارف والقدرات العقلیة، والشعور بالالتزام، ما یتیح له             أن یمارس فردیـا وجماعیـا حل المشکلات القائمة وأن یحول بینها وبین العودة إلى الظهور"                     (مطاوع: 2005م،ص14(، کما أوصى مؤتمر تبلیسی 1977م بضرورة التصدی لمشکلات البیئة والعمل على النهوض بها من خلال توجه تربوی تعلیمی، ومن التعریفات التی خرجوا بها أن التربیة البیئیة: هی عملیة تعلم تهدف إلى زیادة معرفة الناس ووعیهم حول البیئة والتحدیات المرتبطة بها وتسهم فی تطویر المهارات والخبرات اللازمة لمواجهة التحدیات وتعزز المواقف والدوافع والالتزامات على اتخاذ قرارات مستنیرة واتخاذ إجراءات مسؤولة (الیونسکو، إعلان تبلیسی 1978). وأیضاً عرفت بأنها: "عملیة إعادة توجیه، وربط مختلف فروع المعرفة والخبرات التربویة، بما یعالج المشکلات البیئیة، والارتقاء بنوعیة البیئة" (قمر: 2005 ، ص28).

أما برنامج الأمم المتحدة للبیئة بباریس (1978م ) فیعرف التربیة البیئـة بأنهـا : "العملیـة التعلیمیة والمهارات والاتجاهات ، التی تهدف إلى تنمیة وعی المواطنین بالبیئة، وتحمل المسؤولیة الفردیة والجماعیة إتجاه حـل المشـکلات المعاصـرة ، والمشکلات المتعلقة بها، وتزویدهم بالمعرفة والعمل على منع ظهور مشکلات بیئیة جدیدة"( غنایم: 2003م، ص52).

فکل ما سبق من هذه التعاریف توجه الإنسان إلى الاهتمام بالبیئة والمحافظة علیها، وترسیخ قیم للبیئة بطرق تربویة لتزوید الطالب بالوعی البیئی، وهذا ما یتوافق إلـى حـد کبیـر مـع تعریف الیونسکو 1990م، للتربیة البیئیة بأنها: منهج تربوی لتکـوین الـوعی البیئی من خلال تزوید الفرد بالمعارف والمهارات، والقیم والاتجاهات التی تنظم سلوکه، وتمکنـه من التفاعل مع بیئته الاجتماعیة والطبیعیة فی حمایتها وحل مشکلاتها، (الطـائی : 2010م، ص60). و یعرفها الطنطاوی من وجهة إسلامیة على أنها: "جانب من جوانب التربیة الشاملة التی تستمد مبادئها من المصدرین الأساسیین للتشریع             (القرآن والسنة)، والتی تهتم بتوثیـق صـلة الإنسان بالبیئة الطبیعیة وتعمیق معرفته بعناصرها،             وتنظیم علاقته بهذه العناصر تنظیما دقیقا یعتمد على المبادئ المستمدة من المصادر الإسلامیة" (الطنطاوی، 19م،ص).

وعرفت التربیة البیئیة:" بأنها نمط من التربیة ینظم علاقة الإنسان ببیئته الطبیعیة والاجتماعیة والنفسیة، مستهدفاً إکساب التلامیذ خبرة تعلیمیة من حقائق ومفاهیم اتجاه قیم خاصة بمشکلات بیئیة کالتلوث والطاقة" (مطاوع: 2005م،ص29).

وبناءً على التعاریف السابقة للتربیة البیئیة نجدها تحتوی على الاتجاهات والقیم التی             تضبط سلوک الإنسان تجاه بیئته، وهناک تداخل بین الاتجاهات والقیم مع وجود فارق بینهما فالاتجاه            حالة من الاستعداد أو التأهب العصبی والنفسی، تنظم من خلال خبرة الشخص، وتکون ذات تأثیر توجیهی أو دینامیکى استجابة الفرد لجمیع الموضوعات والمواقف التی تستثیرها هذه الاستجابة،                 (مصطفى، 1978م، ص340).

ویذکر راجح تعریفاً آخر للاتجاهات هو أن الاتجاه استعداد وجدانی مکتسب، ثابت نسبیاً،  یحدد سلوک الفرد وسلوکه نحو موضوعات معینة، ویتضمن حکماً علیها بالقبول أو الرفض؛ مثل المیل لکتاب معین أو مکان معین أو شخص أو جماعة أو التعصب لطائفة أو شعب، وقد یکون نفوراً من  طعام معین أو أشخاص معینین أو أفکار أو نظم ونحو ذلک (راجح، 1985م، ص155).

المبحث الثانی: التربیة البیئیة فی الاسلام

 حرص الإسلام على توعیة الأفراد بمعانی البیئة ومجالاتها وما یتعلق بها من مبادی وقیم و تهذیبهم وتثقیفهم وتوجیه سلوکهم تجاه البیئةونحن حین نَنظُر إلى المذاهب والأیدیولوجیات الغربیَّة ومناهجها، نَجدُها جزئیَّةً انشِطاریَّةً، فمَذهب "فروید" الذی یُرید أن یَجعله مذْهبًا عامًّا لیُفسِّر البشریَّة وتاریخَها على رأیه - یَعتمِد على نظریَّة الجنْس، ویتحرَّک فی دائرة النفْس، ومَذهَب "دور کایم" یَعتمِد على مفهوم المُجتمَع السابق للفرْد الذی یَحکُمه، ومَذهب "مارکس" یَعتمِد على الاقتِصاد، ویُفسِّر به المُجتمَع والتاریخ جمیعًا، ومذْهب المَنفعَة البرجماتیَّة یَعتمِد على القِیَم المادیَّة ویَجعلُها أساسًا للنظَر إلى الحیاة، فلیس فی هذه المَذاهِب أو المَناهِج مَنهَجٌ یَقوم على النظْرة الکامِلة الشامِلة للحیاة؛ نفْسًا          ومُجتمَعًا، وفرْدًا وجماعةً، واقتِصادًا وسیاسةً، ورُوحًا ومادَّةً، إلا الإسْلام، وبذلک تَعجِز هذه المَذاهِب أنْ تُرضی النفْسَ الإنسانیَّة؛ لأنَّها جزئیَّةُ التصوُّر، وتَعجِز عن الاستِمرار؛ لأنَّها بشریَّة المَصدَر.                           ( الجندی، 1441هـ / 2020م، من بحوث مؤتمر: مشکلات العالم الإسلامی).

   تتسع قیم التربیة البیئیة فی الإسلامیة لتشمل أدق التفاصیل فی تعامل الإنسان مع بیئته والاستمتاع بجمال الطبیعة واستثمارها فی خدمة حاجیاتهم، وتمشیاً مع منهج البحث ترکز هذه الدراسة على قیمة النظافة وما یتفرع منها من قیم تخص الجانب العقائدی والجسدی والسلوکی والفکری ، واتخذ الإسلام وسائل وأسالیب متنوعة لإرساء وترسیخ القیم ومنها قیم النظافة المتعلقة بالبیئة، ولأجل ذلک کان لابد أولاً من استنباط القیم من النصوص الشرعیة والتی بموجبها یتمسک الإنسان بهذه القیم لیحمی نفسه وبیئته ومن ثم بیان المنهج الإسلامی فی ترسیخها، وهی کما یلی:

  1. قیم النظافة فی التربیة البیئیة فی الجانب الفکری والعقائدی
  2. قیم النظافة فی التربیة البیئیة فی الجانب الجسدی
  3. قیم النظافة فی التربیة البیئیة فی جانب السلوک والمکان

وأفصِّل هذه القیم من خلال ما تزخر به النصوص الشرعیة فیما یخص البیئة من جوانب متعددة وهی کما یلی:

  1. قیم النظافة فی التربیة البیئیة فی الجانب الفکری والعقائدی:

-       التحلی بالإیمان والطهارة من الشرک: هذه قیمة عظیمة حیث أن الإسلام أمر بطهارة القلب وهو أعلى مراتب النظافه، فینقیه من الأدران والأمراض التی تعترضه کالشرک والشک والنفاق، قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ ٨ یُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ وَمَا یَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا یَشۡعُرُونَ ٩ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا کَانُواْ یَکۡذِبُونَ ١٠ وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِی ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ ١١ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰکِن لَّا یَشۡعُرُونَ ١٢﴾ [البقرة:8- 12].

  فربط الله تعالى بین عدم الإیمان وبین فسادهم فی الأرض التی هی بیئة الإنسان بکل ما فیها من عناصر مختلفة، فعلاقة عقیدة المسلم بسلامة بیئته علاقة عقائدیة قویة، لذا حرص الإسلام على جلاء ونظافة القلب، قال أبو الدرداء رضی الله عنه: «إِنَّ لِکُلِّ شَیْءٍ جِلَاءً، وَإِنَّ جِلَاءَ الْقُلُوبِ ذِکْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ"،(البیهقی، د.ت ، ص520).

قال ابن القیم رحمه الله: «ولا ریب أن القلب یصدأ کما یصدأ النحاس والفضة وغیرهما            وجلاؤه بالذکر فإنه یجلوه حتى یدعه کالمرآة البیضاء فإذا تُرک الذکر صدئ فإذا ذکر جلاه"،           (ابن القیم، د.ت، ص 92).

-          قیمة نظافة الفکر فی إیمانه بحقیقة خلق الله للبیئة ودقة تقدیره للأرزاق:

یقول الله تعالى فی کتابه العظیم: ﴿۞قُلۡ أَئِنَّکُمۡ لَتَکۡفُرُونَ بِٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِی یَوۡمَیۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِکَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِینَ ٩ وَجَعَلَ فِیهَا رَوَٰسِیَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَکَ فِیهَا وَقَدَّرَ فِیهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِیٓ أَرۡبَعَةِ أَیَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِینَ ١٠ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِیَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِیَا طَوۡعًا أَوۡ کَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَیۡنَا طَآئِعِینَ ١١﴾ [فُصِّلَت:9-11].

-          قیمة نظافة الصدر من الأدران:

وهذه قیمة عظیمة جداً للحفاظ على العلاقات الحمیمة بین الناس ویعکس ذلک على الحفاظ على البیئة، کی ینظف الإنسان داخله من کل مرض یحجب عنه الحقیقة، کالکبریاء والحسد والبغضاء والشحناء والسخریة وغیرها من أمراض القلوب التی تؤدی للنفاق وما یستوجب منها دخول النار کما قال صلى الله علیه وسلم: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا یبعْ أحدکم علی بیع أخیه، وکونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا یظلمهُ ولا یخذلُه ولا یَحْقرُه، التقوى ها هنا، وأشار بیده إلى صدره، ثلاث مراتٍ، حسبُ امرئٍ مسَلمٍ من الشر أن یَحْقِرَ أخاه المسلم، کل المسلم على المسلم حرام، دمُه، وماله، وعرضه".مسند أحمد ت شاکر (ج7/ ص443 رقم الحدیث : 7713)

قال تعالى: ﴿کَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا کَانُواْ یَکۡسِبُونَ ﴾  [المطفِّفین:14]

وقال الحسن البصری : هو الذنب على الذنب حتى یعمى القلب فیموت وکذا قال مجاهد بن جبر وقتادة وابن زید وغیرهم .

-          قیمة نظافة الفکر من حیث التدبر والتفکر:

معالجة الفکر من أی انحراف أو تزییف للحقائق، واتباع الفکر السویّ، وتدبر آیات الله فی       السماوات والأرض، وخلق الله الإنسان وکرمه فجعله خلیفة فی الأرض، ومیزه عن بقیة المخلوقات  بعقله وأمره بالتفکر فی کل ما فی البیئة من عناصر ومواد حیة وغیر حیة، قال تعالى:               ﴿أَفَلَمۡ یَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ کَیۡفَ بَنَیۡنَٰهَا وَزَیَّنَّٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ ٦ وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَیۡنَا فِیهَا رَوَٰسِیَ وَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن کُلِّ زَوۡجِۢ بَهِیجٖ ٧ تَبۡصِرَةٗ وَذِکۡرَىٰ لِکُلِّ عَبۡدٖ مُّنِیبٖ ٨ وَنَزَّلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ مُّبَٰرَکٗا فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ جَنَّٰتٖ وَحَبَّ ٱلۡحَصِیدِ ٩ وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِیدٞ ١٠ رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡیَیۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّیۡتٗاۚ کَذَٰلِکَ ٱلۡخُرُوجُ ١١﴾[ق:6-11] ، وقال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَیَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡعَلِیمُ ٩ ٱلَّذِی جَعَلَ لَکُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَجَعَلَ لَکُمۡ فِیهَا سُبُلٗا لَّعَلَّکُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠﴾ [الزُّخرُف:9-10] .

  1. قیم النظافة فی التربیة البیئیة فی الجانب الجسدی:

-         قیمة حب النظافة:

 الإسلام دین النظافة، وقد رسّخ فی الفرد والمجتمع حب النظافة بربطها بالثواب الجزیل فی الدنیا والآخرة، وأیضاً جعلها شرط فی قبول کثیر من الشعائر التعبدیة، فبیَّن نظافة الجسد والقلب والمسکن والبیئة، والکون بأکمله، فالنظافة عامل أساسی فی الإیمان فقال النبی - صلى الله علیه وسلم - :"الطهور شطر الإیمان"

حث الشرع الإسلامی على نظافة الجسد بمنهج تشاملی فقال صلى الله علیه وسلم: [الطُّهُورُ شَطْرُ الإِیمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِیزَانَ...] صحیح مسلم - دار الجیل (1/ 139)/454- [1-223] فجعل الطهارة _وهی قمة النظافة ولها شروط وواجبات_ شطر الإیمان، بأسلوب عام وشامل لجمیع الجسد وغیر الجسد، فاشترط طهارة الجسد _بعد النظافة_ قبل أکثر العبادات أهمیة کالصلاة والعمرة وقراءة القرآن، وغیرها، وطالب الْمُکَلف برعایة جسده کما طَالبه بإصلاح سره ففرض نظافة الظَّاهِر کما أوجب طهارة الباطن وعدّ کلا الْأَمرین طهراً مطلوباً، وإذا کان الفرد نظیفاً، کوَّن مجتمعاً نظیفاً.

-           واتخذ المنهج التکاملی فجعل النظافة من أساس الحیاة فقال - صلى الله علیه وسلم - فی وصایاه النبویة الشاملة الجامعة:" إن الله طیب یحب الطیب , نظیف یحب النظافة , کریم یحب الکرم , جواد یحب الجود فنظفوا أفنانکم وساحاتکم ولا تشبهوا بالیهود " [ ] ومن فطرة المرء ومما یکمل بعضها بعضاً، فقال صلى الله علیه وسلم "خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِیمُ الأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَالاِسْتِحْدَادُ وَالْخِتَانُ". [مسند أحمد ت شاکر (6/ 551)/ 7139].

-           ووازن وفصّل فی ذلک فبیّن أوقات الاستحباب لتأکید نظافة الجسد فقال صلى الله علیه وسلم : "غسل الجمعة واجب على کل محتلم" رواه البخاری ومسلم.

وعن أبی هریرة - رضی الله عنه -أن النبی - صلى الله علیه وسلم - قال :"حق على کل مسلم أن یغتسل فی کل سبعة أیام یوماً یغسل فیه رأسه وجسده" رواه البخاری ومسلم.

فدعانا نبی الرحمة - صلى الله علیه وسلم - إلى الاغتسال فی کل مناسبة یجتمع فیها المسلمون کصلاة الجمعة والعیدین والوقوف بعرفة وغیرها من المناسبات، فیتقابلون وهم فی أتم نظافة وطهر ولا یشم من أحدهم روائح کریهة أو ثیاب قذرة وهذا قمة الحضارة الإنسانیة.

-     قیمة تخصیص الفم بالنظافة:

 اهتم الإسلام بنظافة الفم الذی هو عضو التواصل، کما هو مدخل معظم الجراثیم إلى البدن وربط بوضوح بین نظافة الفم ورضا الرحمن فقال - صلى الله علیه وسلم - :"السواک مطهرة للفم مرضاة للرب".

وإذا کان الطبُّ الحدیث قد اکتشف الجراثیم الممرضة والطفیلیات المهلکة للإنسان فی أواخر القرن الماضی، وبین أن تلوث الطعام والشراب بها هو من أهم أسباب إصابة الإنسان بعدد من الأمراض الخطیرة کالکولیرا والتیفوئید والزحار(الزنطاریة) والسل المعوی والدیدان وإلتهاب الکبد والکورونا (کوفید19) وغیرها، ومن ثَمَّ فقد وضع علم الطب الوقائی عدداً من القواعد الصحیة على           الإنسان أن یلتزم بها لیضمن نظافة الطعام والشراب وسلامتهما من التلوث الجرثومی،                  فإن دیننا الحنیف قد وضع تلک التعالیم وأمر أتباعه الالتزام بها منذ أکثر من أربعة عشر قرناً.          (روائع الطب الإسلامی (1/ 10) فقال النبی - صلى الله علیه وسلم -: "إذا توضأ العبد المؤمن فتمضمض خرجت الخطایا من فیه فإذا استنثر خرجت الخطایا من انفه" ، وعن علی بن أبی طالب - رضی الله عنه -"أنه دعا بوضوء فمضمض واستنشق واستنثر بیده الیسرى ثم قال: هذا طهور نبی الله - صلى الله علیه وسلم -".

فالمضمضة هی: إدخال الماء إلى الفم وإدارته فیه ثم طرده وهی سنة فی الوضوء والغسل عند الشافعیة والمالکیة، ویرى الحنابلة وجوب المضمضة فی الوضوء، أما الحنفیة فیرون وجوبها فی الغسل فقط، وقد کان هدى النبی - صلى الله علیه وسلم - أیضاً أن یتمضمض بعد الطعام وخاصة إذا کان دسماً. فقد روی عن عبد الله بن عباس رضی الله عنهما "أن رسول الله - صلى الله علیه وسلم - شرب لبناً فمضمض وقال: إن له دسماً" رواه البخاری، فیتم بالمضمضة نظافة الفم وإزالة بقایا الطعام منه، وأما الغرغرة وهی المبالغة بالمضمضة (وهی مندوبة أیضاً) فتنظف الحلق والبلعوم. روائع الطب الإسلامی (1/ 75)

-     قیمة تخصیص وقت النوم والاستیقاظ بالنظافة:

 حث الشارع الکریم على الطهارة فی وقت النوم وذلک أدعى للنائم على بعد الدواب والحشرات أثناء النوم، فهی تأتی على الروائح، وربط ذلک بأجر عظیم ومغفرة الذنوب فقال صلى الله علیه وسلم: "مَنْ بَاتَ عَلَى طَهَارَةٍ، بَاتَ فِی شِعَارِهِ مَلَکٌ، فَلاَ یَسْتَیْقِظُ إِلّاَ قَالَ الْمَلَکُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِکَ فُلانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِراً" (3). موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسین أسد (1/ 286)، وکذلک حث على الطهارة عند الاستیقاظ من النوم فأخبر عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ أنه سَمِع رَسُولَ اللهِ - صلى الله علیه وسلم - یقول: " یَقُومُ الرجُلُ مِنْ أمتى مِنَ اللَّیْلِ یُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ وَعَلَیْهِ عُقَدٌ، فَإِذَا وَضَّأ یَدَیْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأ رِجْلَیْهِ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ. فَیَقُولُ اللهُ- عَزَّ وَجَلَّ- لِلَّذِینَ وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِی هذَا یُعَالِج نَفْسَهُ یَسْألُنِی، مَا سَألَنِی عَبْدِی هذَا، فَهُوَ لَهُ، مَا سَألَنِی عَبْدِی هذَا، فَهُوَ لَهُ" إسناده صحیح، موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسین أسد  (1/ 288- 289)

-     قیمة نظافة المأکل والمشرب:

نظافة الطعام والشراب وسلامتهما من التلوث الجرثومی. فإن دیننا الحنیف قد وضع تلک    التعالیم وأمر أتباعه الالتزام بها منذ أکثر من أربعة عشر قرناً، والحق یقال أن التعالیم النبویة فی         تدبیر الطعام والشراب کانت قمة فی الدقة العلمیة، وقمة فی حرص المشرع العظیم على سلامة         أتباعه ووقایتهم من شر الوقوع فی براثن المرض. فقد أمر علیه الصلاة والسلام أن یغطى إناء الطعام وتوکأ قرب الشراب فلا یترک مکشوفاً للذباب والتراب والأوبئة، کما نهى عن أن یشرب من فِیّ الإناء أو أن ینفخ فی الشراب حرصاً على سلامته من التلوث، وأمر بغسل الیدین قبل الطعام وبعده، وأمر بالأکل بالیمین، ونهى عن الأکل بالیسار التی خصصها للاستنجاء وغیر ذلک من الأعمال الملوِّثةِ، کل ذلک لیضمن سلامة الإنسان وطعامه وعدم تلوثه بالجراثیم. روائع الطب الإسلامی (2/ 10)

-          قیمة آداب استخدام المیاه:

کما حرص المشرع على عدم تلویث میاه الشرب، فنهى أن یغمس المستیقظ من النوم یده فی الإناء قبل أن یغسلها، فإن" أحدکم لا یدری أین باتت یده". روائع الطب الإسلامی (2/ 11).

-     قیمة الحفاظ على نظافة اللباس:

حثّ الإسلام على نظافة اللباس وطهارته فقال تعالى: ﴿وَثِیَابَکَ فَطَهِّرۡ﴾ [المدَّثر:4]

-      جعل الله هذه الطهارة والنظافة مدعاة لمحبة الله والقرب منه سبحانه فقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِینَ وَیُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِینَ ﴾ [البقرة:222]

  1. قیم النظافة فی التربیة البیئیة فی جانب السلوک والمکان:

-     قیمة حفظ الموارد العامة من التلوث:

حرص الشارع على نظافة البیئة وحفظ الموارد العامة التی یشترک الناس فی الانتفاع بها، لذا منع التبرز أو التبول قرب موارد المیاه وفی ظل الناس ومکان تجمعاتهم، بل شدّد فی تحریم هذه الأفعال حتى عدها من مسببات اللعن. فقد صح عنه - صلى الله علیه وسلم - قوله: "اتقوا الملاعن الثلاث: البراز فی الموارد وقارعة الطریق والظل  " کما" نهى رسول الله - صلى الله علیه وسلم - أن یبال فی الماء الراکد"-رواه البخاری ومسلم- وشدد الإسلام على نظافة مصادر المیاه, حفاظاً علیها من التلوث فقال صلى الله علیه وسلم -:" لا یبولن أحدکم فی الماء الدائم ثم یغتسل فیه " [ ].

-      إن الإسلام دین الطهارة والنظافة؛ فأول آیات الوحی نزولاً تنادی بالعلم, وثانی آیات الوحی نزولاً تنادی بالطهارة الباطنة, والنظافة الحسیة, نظافة البدن, نظافة المسکن, نظافة المجتمع, نظافة البیئة. قال تعالى: ﴿یَٰٓأَیُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ ١ قُمۡ فَأَنذِرۡ ٢ وَرَبَّکَ فَکَبِّرۡ ٣ وَثِیَابَکَ فَطَهِّرۡ ٤ وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ ٥﴾ [المدَّثر:1-5] والأمر بالطهارة والنظافة فی الإسلام لیس قاصرًا على الوضوء والغسل, وإنما یأمر الإسلام بطهارة البدن, وطهارة الثوب, وطهارة ونظافة الطعام والشراب, ونظافة مصادر المیاه: الترع والآبار والأنهار, و نظافة المساکن والطرقات, ونظافة الهواء، وکل ذلک یعنی نظافة البیئة المحیطة بالإنسان.

-     قیمة التحرز من الأوبئة والجراثیم:

جاءت التعالیم المحمدیة, تحث المسلم على نظافة البیئة, وصحتها؛ لمنع التلوث,            وانتشار العدوى والأمراض بین الأفراد, ومن ذلک أمره - صلى الله علیه وسلم – بتغطیة أوانی الطعام والشراب, وعدم تعرضها للأتربة, والذباب, والمیکروبات, والحشرات والهوام ونحوها فی وصایا کثیرة منها: قوله - صلى الله علیه وسلم -:" أوکئوا قربکم واذکروا اسم الله " [أخرجه الألبانی فی الجامع الصغیر وزیادته ج 1 ص77 قال الشیخ الألبانی: (صحیح) انظر حدیث رقم: 764 فی صحیح الجامع]، وقوله - صلى الله علیه وسلم - " فنظفوا أفنیتکم ولا تشبهوا بالیهود" [] وقد بین النبی - صلى الله علیه وسلم - العلة من تغطیة السقاء وأوانی الطعام, فقال -صلى الله علیه وسلم-:"أغلقوا الأبواب وأوکئوا السقاء وأکفئوا الإناء, وخمروا الإناء, وأطفئوا المصباح, فإن الشیطان لا یفتح غلقا, ولا یحل وکاء, ولا یکشف إناء, وان الفویسقة تضرم على الناس بیتهم " [أخرجه البخاری فی الأدب المفرد, فی الآداب العامة باب إطفاء المصابیح رقم (1221) ج 1ص 419, قال الشیخ الألبانی: صحیح , وذکره الهیثمی فی مجمع الزوائد کتاب  الأدب , باب أوکوا الأسقیة وأجیفوا الأبواب رق, م (13250) ج 8 ص 207.]، وقال أیضا فیما رواه عطاء عن جابر قال: قال - صلى الله علیه وسلم -:" اطفئوا المصابیح إذا رقدتم, وغلقوا الأبواب, وأوکوا الأسقیة وخمروا الطعام والشراب - وأحسبه قال - ولو بعود تعرضه علیه " [أخرجه البخاری فی صحیحه, کتاب الأشربة , باب تغطیة الإناء رقم (5301) , ج 5 ص 2132 , مسند أحمد بن حنبل مسند المکثرین من الصحابة مسند أبی هریرة رضی الله عنه رقم (8737) ج 2 ص363].

-      فما أعظم هذا الهدی النبوی من رسول الإنسانیة الأعظم - صلى الله علیه وسلم - الذی لا ینطق عن الهوى, إن هو إلا وحی یوحى, فهو یقرر أن الإسلام أول من أمر بالتعقیم, وأول من حارب التلوث, وأول من اکتشف وأشار إلى أثر المیکروبات والفایروسات والجراثیم على الإنسان مما یجعلنا نقول إن إهمال النظافة, إنما یرجع إلى تخلف الناس, وبعدهم عن هدی الإسلام, وعدم التمسک بتعالیم الإسلام الراشدة, فلم یحدث أن اهتم دین فی تاریخ الإنسانیة أجمع, أو حتى نظام علمی بالبیئة الصحیة المثالیة, وجعلها جزء لا یتجزأ من القیم الإسلامیة للبیئة.

-      فالإسلام أول مبدأ عقائدی عرفته الإنسانیة, وأول نظام طبی یحارب التلوث فی البیئة على           جمیع مستویاتها.

-     نظافة الطرقات والمرافق العامة:

کذلک حث الإسلام على نظافة الطرقات, والشوارع والمرافق العامة فأمر بإماطة الأذى عن طریق المسلمین, وجعل ذلک من شعب الإیمان, وأنه یزحزح صاحبه عن نار جهنم, ویدخله الجنةفعن أبی شیبة المهری قال: کان معاذ یمشی, ورجل معه فرفع حجراً من الطریق فقال: ما هذا؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله علیه وسلم - یقول:"من رفع حجراً من الطریق کتبت له حسنة ومن کانت له حسنة دخل الجنة " [أخرجه الهیثمی فی مجمع الزوائد کتاب الزکاة باب عزل الأذى عن الطریق, رقم (4747) ,ج 3 ص 329, و رواه الطبرانی فی الکبیر ورجاله ثقات]، وقال - صلى الله علیه وسلم -:"الإیمان بضع وستون شعبة, أعلاها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطریق"                 [أخرجه مسلم فی الإیمان, باب بیان عدد شعب الإیمان وأفضلها وأدناها رقم (35) ج 1 ص 63]، فمن یضع الأذى فی طریق المسلمین یؤذی المسلمین, والمسلم من سلم الناس أذاه, ولا یؤمن أحدکم حتى یحب لأخیه ما یحب لنفسه، ونظافة المجتمع وطرقه، واجب دینی, وجزء من الإیمان الحق بالله رب العالمین, ولقد توعد - صلى الله علیه وسلم - الذین یخرجون على هذه الحدود, والتعالیم باللعن فی الدنیا والآخرة فقال - صلى الله علیه وسلم -:" من أذى المسلمین فی طریقهم وجبت علیه اللعنة " [أخرجه المتقی الهندی فی کنز العمال , کتاب الطهارة التخلی فی الطریق والظل رقم (26486) ج 9 ص 666]. وفی حدیث آخر:" من سل سخیمته على طریق عامر من طرق المسلمین, فعلیه لعنة الله والملائکة والناس أجمعین" والسخیمة تعنی: الغائط أو الشیء القذر [أخرجه الحاکم فی المستدرک, کتاب الطهارة رقم (665) ج1 ص 296 , أخرجه الهیثمی فی مجمع الزوائد کتاب الطهارة باب ما نهی عن التخلی فیه رقم (1002) ج 1 ص 483 رواه الطبرانی فی الأوسط - وله فی الصحیح: " اتقوا اللعانین " - وفیه محمد بن عمرو الأنصاری ضعفه یحیى بن معین ووثقه ابن حبان وبقیة رجاله ثقات].

-     نظافة المنازل:

کذلک نهى أن تجمع القاذورات فی بیوت المسلمین حتى لا تؤذیهم, ومعروف أن فی           تجمعها فی البیت خطر جسیم فی تسبب الأمراض والأوبئة، فالمحافظة على نظافة البیوت, یعتبر نظافة للمجتمع.

-     قیمة تخصیص دور العبادة بالنظافة:

 حثّ على نظافة المسجد وهو أولى بالنظافة کونه بیت الله وبیَّن النبی فضل ذلک ورغَّب فیه وجاء فی الحدیث عن النبی - صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "عُرِضَت عَلَی أُجُور أُمَّتی حَتى القَذَاة یُخْرِجها الرجل من المسجِد" رواه أبو داود والترمذی وصححه ابن خزیمة. (نداء الریان فی فقه الصوم وفضل رمضان (3/ 155)

فأوجب الحرص على نظافة وطهارة المساجد، کلّ قدر استطاعته، ولیعلم کل مسلم أن تنظیف المساجد من أنواع القربات، فلا ینبغی أن یحرم المسلم نفسه من هذه القربة، ولا یشترط أن یکون خادما للمسجد حتى یقوم بها، بل یکفی کلما دخل أو خرج من المسجد أن یتفقد حال المسجد ویلتقط ما استطاع من قاذورات وغیرها. (شمائل الرسول صلى الله علیه وآله وسلم (1/ 372).

-          قیمة النظافة الذاتیة فی البیئة:

فالکون خلقه الله سبحانه وسخر بعضه لبعض لیجری کل شیء فیه بقدر معلوم ووقت محتوم، کتسخیر الریح لتلقیح الأشجار فتنبت الثمار، وتسخیر الطیور لأکل الدیدان من الأرض، وتسخیر الأمطار لتنظیف المکان وإحیاء الأرض، قال تعالى: ﴿وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّیَٰحَ لَوَٰقِحَ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآء فَأَسۡقَیۡنَٰکُمُوهُ وَمَآ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَٰزِنِینَ﴾ [الحِجر:22] ، وقال تعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّکُمۡۖ وَسَخَّرَ لَکُمُ ٱلۡفُلۡکَ لِتَجۡرِیَ فِی ٱلۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦۖ وَسَخَّرَ لَکُمُ ٱلۡأَنۡهَٰرَ ٣٢ وَسَخَّرَ لَکُمُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ دَآئِبَیۡنِۖ وَسَخَّرَ لَکُمُ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ ٣٣﴾ [إبراهیم:32-33]

-      وکما سخر الله ما فی الأرض بعضه لبعض، کذلک تولى تنظیف الفضاء بکواکب سیارة تنظفه قال تعالى: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ ١٥ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡکُنَّسِ ١٦﴾ [التکویر:15- 16].

المبحث الثالث: التطبیقات التربویة للبیئة فی الاسلام فی المؤسسات التعلیمیة

وضع الإسلام منهج متکامل وشامل ومتوازن لتحقیق إرساء القیم المتعلقة بالبیئة وذلک          من خلال الآداب والأحکام الشرعیة کما هی موضحة فی ثنایا البحث والتی یمکن تطبیقها فی المؤسسات  التعلیمیة کالتالی:

1-    التطبیقات فی قیم النظافة فی التربیة البیئیة فی الجانب الفکری والعقائدی

-      التحلی بالإیمان والطهارة من الشرک: غرس الإیمان بالله وبیانه حقه فی إفراده بالعبادة، من خلال المواد الدینیة المختصة ببیان التوحید وعظم ذنب الشرک وکونه من موجبات الخلود فی النار، ولا یکون الخلو من الشرک إلا بسلامة الصدر وصدق العقیدة.

-      قیمة نظافة الفکر فی إیمانه بحقیقة خلق الله للبیئة ودقة تقدیره للأرزاق: التعمق فی تخصیص دروس فی مناهج التعلیم العام والعالی تبین حقیقة خلق الله بالأدلة والبراهین العلمیة، ومدى إعجازه فی الخلق، وأن بیده الرزق، وبیده تدبیر الکون.

-      قیمة نظافة الصدر من الأدران: اهتمام المؤسسات التعلیمیة أثناء وضع الخطط والبرامج الصفیة واللاصفیة بمواضیع الصحة النفسیة التی تخص أعمال القلوب کالعفو والصفح والتواضع والبر ولین الجانب، وغرسها فی نفوس الطلاب منذ الصغر، وتدریبهم علیها عملیاً، بمسابقات وأمثلة وأنشطة تقوی سلامة القلب فیهم، والقدرة على تجاوز المشکلات والعقبات التی تجرح قلوبهم وتضیق نفوسهم.

-      قیمة نظافة الفکر من حیث التدبر والتفکر: وضع مواد مخصصة لتنمیة مهارة التفکر والتدبر ببیان الإعجاز العلمی فی القرآن والسنة، إدخال بعض المواضیع التی تخص القیم التربویة للبیئة فی المواد ذات العلاقة وعمل أنشطة وحوارات وحلقات نقاش لتطبیقها وتوعیتهم بها.

2-    قیم النظافة فی التربیة البیئیة فی الجانب الجسدی

-          قیمة حب النظافة: وضع برامج وأنشطة صفیة وغیر صفیة تحبب التلامیذ فی النظافة والتشجیع على النظافة بوسائل حدیثة، وربط النظافة بمحبة الله ونبیه محمد صلى الله علیه وسلم، إنشاء الندوات وحلقات النقاش التثقیفیة فی أهمیة التحلی بقیم التربیة البیئیة وتطبیقها فی الأمور الحیاتیة.

-          قیمة الحفاظ على نظافة اللباس: تأکید المدرسة على الطلاب بنظافة اللباس وتقییم الطلاب          على ذلک.

-          قیمة آداب استخدام المیاه: وضع برامج تثقیفیة أو بتخصیص یوم للمیاه فی کل فص دراسی لبیان آداب استخدام المیاه، والحرص علیها وعدم الإسراف فیها بطرق مشوقة وجذابة.

-          قیمة نظافة المأکل والمشرب: هذه من الآداب التی لابد أن یتعلمها الطفل أولاً من الأسرة ثم على المدرسة تعزیز ذلک من خلال الدروس والبرامج التثقیفیة والتعلیمیة.

-          قیمة تخصیص وقت النوم والاستیقاظ بالنظافة: بیان أهمیة ما خصصه الشرع من وقت لأمور معینة وتبسیطه للطالب وترغیبه فی تطبیقه ومتابعته على ذلک.

-          قیمة تخصیص الفم بالنظافة: إقامة یوم معین فی الفصل الدراسی لکل منشأة تعلیمیة بالاشتراک مع وزارة الصحة لتثقیف الطلاب بأهمیة نظافة الفم والأسنان وخطورة الإهمال فیها.

3-         قیم النظافة فی التربیة البیئیة فی جانب السلوک والمکان

-          قیمة حفظ الموارد العامة من التلوث: إدخال الأدلة الشرعیة ذات الإهتمام بحفظ الموارد العامة من التلوث فی العدید من المواد ذات العلاقة لربط حفظ البیئة بالعقیدة.

-          قیمة التحرز من الأوبئة والجراثیم: تعلیم الطلاب طرق الوقایة من الجراثیم والأوبئة، ولابد أن یرون ذلک تطبیقاً عملیاً من الأسرة، ومن وزارة البلدیة بالتشدید على نظافة الطعام الذی یباع للطلاب فی المؤسسات التعلیم والأماکن العامة، إدخال الزیارات المیدانیة للأماکن ذات العلاقة، ضمن الأنشطة الصفیة أو اللاصفیة، واستثمارها فی غرس قیم التربیة البیئیة، ربط الطرق الوقائیة           بالقیم الإسلامیة لتقویتها فی نفوس الطلاب وعمل تطبیقات لها ضمن محتوى المواد فی         البرامج التعلیمیة.

-          نظافة الطرقات والمرافق العامة: تنشئة الطلاب على الشعور بالمسئولیة الجماعیة تجاه نظافة الطرقات وإنشاء فرق تطوعیة مختصة بذلک.

-          نظافة المنازل: إدخال مواضیع ومواد تختص بإدارة المنزل وغرس القیم وتدریبهم على المهارات فی تدبیره.

-          قیمة النظافة الذاتیة فی البیئة: بیان فضل الله ورحمته بأن جعل للبیئة منظفات ذاتیة من خلال المواضیع التی توسع مدارکهم فی فهم ما یدور فی الکون، وتشجیعهم على غرس الأشجار التی تساعد على تنقیة الجو.

-          قیمة تخصیص دور العبادة بالنظافة: وضع لوحات إرشادیة تبین طرق الحفاظ على نظافة المساجد فی مصلیات المدارس، والاهتمام بها من حیث التنسیق والنظافة ووضع کل شیء فی مکانه المخصص.

 

الخاتمة

الحمد لله الذی علم بالقلم، وبین للإنسان مالم یعلم، وهیء سبل الهدى والعلم، ویسر طریق الخیر للأمم، وصلى الله على نبینا محمد الهادی إلى الصراط المستقیم، الذی جاء بالنور المبین، هدىً للعالمین، ومبینا القیم فی کل تفاصیل الحیاة، لعیش الإنسان عیشة کریمة فی بیئة نظیفة بأدق تفاصیلها، وبعد:

اجتهدت الباحثة فی بیان المنهج الإسلامی فی إرساء قیم التربیة البیئیة، فما کان فیه من صواب فمن توفیق الله وما کان فیه من نقص فمن طبیعة العمل البشری، وخرجت فیه بعدة نتائج وتوصیات أهمها کما یلی:

1-      اتبع الإسلام المنهج التکاملی والشمولی والتوازنی فی إرساء قیم النظافة بصفة عامة.

2-      الإسلام أول من وضع نظام صحی احترازی ضد التلوث فی البیئة على جمیع مستویاتها.

3-      هناک قیم عدیدة فی نظافة البیئة بجمیع عناصرها من (الإنسان والحیوان والنبات وغیرها) استنبطتها الباحثة من خلال دراسة النصوص الشرعیة.

4-      توصی الباحثة بأهمیة تکثیف الدراسات التربویة الخاصة بالبیئة والعمل على تطبیقها.

5-      توصی الباحثة بوضع برامج تثقیفیة مشترکة بین التعلیم والصحة، تخص المحافظة على البیئة.

6-      توصی الباحثة بإنشاء فرق تطوعیة للتشجیر وتوعیة المجتمع بأهمیة النظافیة.

7-      وتقترح الباحثة بأسبوع عالمی یهدأ فیه جمیع سکان العالم عن التنقل، ووقف کل ما یبث السموم من مصانع وغیرها، کما حدث فی هذه الأیام بسبب أزمة کوفید19، من وقف التنقل للجمیع إلا للضرورة مما أنعکس على البیئة بالنقاء وانخفاض نسبة التلوث فی الجو وغیرها من الفوائد.

 

 

المراجع

-        ابن القیم، د.ت، الوابل الصیب.

ابن منظور، محمد بن مکرم، ( د. ت)، لسان العرب، القاهرة ، المؤسسة المصریة العامة للتألیف.

-       أنور الجندی، أصالة المنهج الإسلامی منهج التکامل الجامع، من بحوث مؤتمر: مشکلات العالم الإسلامی - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامیة مصر، قوق النشر محفوظة © 1441هـ / 2020م لموقع الألوکة https://www.alukah.net/culture ، آخر تحدیث للشبکة بتاریخ : 8/9/1441ه - الساعة: 16:39)

-     باجابر، سمیرة سالم، (1439ه)، محاضرات فی التربیة الوطنیة، فهرسة الملک فهد الوطنیة، الریاض.

-       البیهقی، د.ت، شعب الإیمان.

-       الجوهری، إسماعیل بن حماد ، (1407 ه‍ - 1987 م)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربیة، تحقیق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملایین، بیروت، ط4.

الجوهری، اسماعیل بن حماد،(1399هـ)، الصحاح، تحقیق أحمد عطار، القاهرة، دار الملایین، ط2.

-       الحمد ، رشید ، ومحمد صبارینی،( 1984م)، البیئة ومشکلاتها، عالم المعرفة، المجلس الوطنی للثقافةوالفنون والآداب ، الکویت،ط2.

-      خنفر، عاید راضی. و خنفر، أسماء راضی،(2016م/1437هـ)، التربیة البیئیة والوعی البیئی،ط1، دار الحامد، الأردن، عمان.

-     راجح، أحمد عزت1985م، ، أصول علم النفس، الإسکندریة، المکتب المصری الحدیث.

-     السملالی، عبدالمجید،(د. ت)، الوجیز فی قانون البیئة، د.ن.

-       شروخ، صلاح الدین، (2000م)، البیئة والإنسان والتلوث فی التعلیم الأساسی فی الجزائر، مشروع برنامجاجتماعی تربوی دراسة میدانیةفی عنابة،دکتوراة، دولة فی علم الاجتماع التربوی، جامعة باجی مختار، عنابة.

-        الصعیدی، عبد الحکیم عبد اللطیف، (1416ه/ 1996م)، البیئة فی الفکر الإنسانی والواقع الإیمانی، ط2، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة.

-       الطائی، إیاد عاشور، ومحسن عید علی،(2010م)، التربیة البیئیة، بیروت، المؤسسة الحدیثة للکتاب.

-       طویل، فتیحة، (2012/2013م)، التربیة البیئیة ودورها فی التنمیة المستدامة، رسالة دکتوراه العلوم فی علم الاجتماع، جامعة محمد خیضر بسکرة، الجمهوریة الجزائریة.

-       العجمی، ضاری ناصر،(1992م)، الأبعاد البیئیة للتنمیة، سلسلة المحاضرات العامة، الکتاب رقم(5)، الکویت، المعهد العربی للتخطیط.

-       غربی، عبلة،(2008/2009)، التربیة البیئیة فی المدارس الابتدائیة من وجهة نظر المعلمین (مدارس مدینة قسنطینة نکوذجاً)،جامعة منتوری/ قسنطینة،کلیة العلوم الإنسانیة والعلوم الاجتماعیة، قسم علم الاجتماع، الجزائر.

-       غنایم، مهنی محمد إبراهیم،(2003م)، التربیة البیئیة مدخل لدراسة مشکلات المجتمع، سلسلة التربیة وقضایا البیئة والوعی البیئی، ط1، القاهرة، الدار العالمیة للنشر والتوزیع.

-       قمر،  (2005م)،

-       المبارک، حمد بن عبدالعزیز،(2013م)، رعایة البیئة من خلال التقعید الأصولی والفقهی، مجلة الجمعیة الفقهیة لسعودیة، العدد17، شوال/ محرم 1434هـ _ 1435ه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة، الریاض.

-       مصطفى، سویف، (1978م)، مقدمة لعلم النفس الاجتماعی، ط5،القاهرة، مکتبة الانجلو المصریة.

-       مطاوع، إبراهیم عصمت،(1986م)، التربیة البیئیة دراسة نظریة تطبیقیة، ط1، مکة المکرمة، مکتبة الطالب الجامعی.

-       مطاوع، إبراهیم عصمت،(2005م)، التربیة البیئیة ، ط1، الهرم، الدار العالمیة للنشر والتوزیع.

-       منظمة الأمم المتحدة للتربیة والثقافة والعلوم، (1983م)، التربیة البیئیة على ضوء مؤتمر تبلیسی 1977م، الیونسکو، مسیرة التربیة.

-      المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم، (1978م)، الإنسان والبیئة، من إصدارات المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبیئة، القاهرة.

-       النوح ، مساعد بن عبدالله ( 2005/2006م)، مدى أهمیة مفاهیم التربیة البیئیة لتلامیذ الصف السادس الابتدائی بالریاض ومدى تعاملهم معها من وجهة نظر معلمیهم،

-       وهبی، صالح محمود، وإبتسام درویش العجمی، (2003م)، التربیة البیئیة وآفاتها المستقبلیة، ط1، دمشق، سوریا، دار الفکر.

-       یعقوب نشوان، 1991م،المنهج التربوی من منظور اسلامی، ط1، عمان، دار الفرقان للنشر والتوزیع.

-       یوسف، معلم (د.ت)، المسؤولیة الدولیة بدون ضرر ـ حالة الضرر البیئی ـ ، دراسة دکتوراة، الجزائر،جامعة منتوری، کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة.

-      Josie Glausiusz. (2007), Better Planet: Can A Maligned Pesticide Save -Lives? Discover Magazine.      p. 34

-        Josie Glausiusz. (2007), Better Planet: Can A Maligned Pesticide Save Lives? Discover Magazine. p. 34

- Paull, John (2013) "The Rachel Carson Letters and the Making of Silent.

 - Conis، Elena (2017). "Beyond Silent Spring: An Alternate History of DDT .

 

 

المراجع
-        ابن القیم، د.ت، الوابل الصیب.
ابن منظور، محمد بن مکرم، ( د. ت)، لسان العرب، القاهرة ، المؤسسة المصریة العامة للتألیف.
-       أنور الجندی، أصالة المنهج الإسلامی منهج التکامل الجامع، من بحوث مؤتمر: مشکلات العالم الإسلامی - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامیة مصر، قوق النشر محفوظة © 1441هـ / 2020م لموقع الألوکة https://www.alukah.net/culture ، آخر تحدیث للشبکة بتاریخ : 8/9/1441ه - الساعة: 16:39)
-     باجابر، سمیرة سالم، (1439ه)، محاضرات فی التربیة الوطنیة، فهرسة الملک فهد الوطنیة، الریاض.
-       البیهقی، د.ت، شعب الإیمان.
-       الجوهری، إسماعیل بن حماد ، (1407 ه‍ - 1987 م)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربیة، تحقیق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملایین، بیروت، ط4.
الجوهری، اسماعیل بن حماد،(1399هـ)، الصحاح، تحقیق أحمد عطار، القاهرة، دار الملایین، ط2.
-       الحمد ، رشید ، ومحمد صبارینی،( 1984م)، البیئة ومشکلاتها، عالم المعرفة، المجلس الوطنی للثقافةوالفنون والآداب ، الکویت،ط2.
-      خنفر، عاید راضی. و خنفر، أسماء راضی،(2016م/1437هـ)، التربیة البیئیة والوعی البیئی،ط1، دار الحامد، الأردن، عمان.
-     راجح، أحمد عزت1985م، ، أصول علم النفس، الإسکندریة، المکتب المصری الحدیث.
-     السملالی، عبدالمجید،(د. ت)، الوجیز فی قانون البیئة، د.ن.
-       شروخ، صلاح الدین، (2000م)، البیئة والإنسان والتلوث فی التعلیم الأساسی فی الجزائر، مشروع برنامجاجتماعی تربوی دراسة میدانیةفی عنابة،دکتوراة، دولة فی علم الاجتماع التربوی، جامعة باجی مختار، عنابة.
-        الصعیدی، عبد الحکیم عبد اللطیف، (1416ه/ 1996م)، البیئة فی الفکر الإنسانی والواقع الإیمانی، ط2، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة.
-       الطائی، إیاد عاشور، ومحسن عید علی،(2010م)، التربیة البیئیة، بیروت، المؤسسة الحدیثة للکتاب.
-       طویل، فتیحة، (2012/2013م)، التربیة البیئیة ودورها فی التنمیة المستدامة، رسالة دکتوراه العلوم فی علم الاجتماع، جامعة محمد خیضر بسکرة، الجمهوریة الجزائریة.
-       العجمی، ضاری ناصر،(1992م)، الأبعاد البیئیة للتنمیة، سلسلة المحاضرات العامة، الکتاب رقم(5)، الکویت، المعهد العربی للتخطیط.
-       غربی، عبلة،(2008/2009)، التربیة البیئیة فی المدارس الابتدائیة من وجهة نظر المعلمین (مدارس مدینة قسنطینة نکوذجاً)،جامعة منتوری/ قسنطینة،کلیة العلوم الإنسانیة والعلوم الاجتماعیة، قسم علم الاجتماع، الجزائر.
-       غنایم، مهنی محمد إبراهیم،(2003م)، التربیة البیئیة مدخل لدراسة مشکلات المجتمع، سلسلة التربیة وقضایا البیئة والوعی البیئی، ط1، القاهرة، الدار العالمیة للنشر والتوزیع.
-       قمر،  (2005م)،
-       المبارک، حمد بن عبدالعزیز،(2013م)، رعایة البیئة من خلال التقعید الأصولی والفقهی، مجلة الجمعیة الفقهیة لسعودیة، العدد17، شوال/ محرم 1434هـ _ 1435ه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة، الریاض.
-       مصطفى، سویف، (1978م)، مقدمة لعلم النفس الاجتماعی، ط5،القاهرة، مکتبة الانجلو المصریة.
-       مطاوع، إبراهیم عصمت،(1986م)، التربیة البیئیة دراسة نظریة تطبیقیة، ط1، مکة المکرمة، مکتبة الطالب الجامعی.
-       مطاوع، إبراهیم عصمت،(2005م)، التربیة البیئیة ، ط1، الهرم، الدار العالمیة للنشر والتوزیع.
-       منظمة الأمم المتحدة للتربیة والثقافة والعلوم، (1983م)، التربیة البیئیة على ضوء مؤتمر تبلیسی 1977م، الیونسکو، مسیرة التربیة.
-      المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم، (1978م)، الإنسان والبیئة، من إصدارات المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبیئة، القاهرة.
-       النوح ، مساعد بن عبدالله ( 2005/2006م)، مدى أهمیة مفاهیم التربیة البیئیة لتلامیذ الصف السادس الابتدائی بالریاض ومدى تعاملهم معها من وجهة نظر معلمیهم،
-       وهبی، صالح محمود، وإبتسام درویش العجمی، (2003م)، التربیة البیئیة وآفاتها المستقبلیة، ط1، دمشق، سوریا، دار الفکر.
-       یعقوب نشوان، 1991م،المنهج التربوی من منظور اسلامی، ط1، عمان، دار الفرقان للنشر والتوزیع.
-       یوسف، معلم (د.ت)، المسؤولیة الدولیة بدون ضرر ـ حالة الضرر البیئی ـ ، دراسة دکتوراة، الجزائر،جامعة منتوری، کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة.
-      Josie Glausiusz. (2007), Better Planet: Can A Maligned Pesticide Save -Lives? Discover Magazine.      p. 34
-        Josie Glausiusz. (2007), Better Planet: Can A Maligned Pesticide Save Lives? Discover Magazine. p. 34
- Paull, John (2013) "The Rachel Carson Letters and the Making of Silent.
 - Conis، Elena (2017). "Beyond Silent Spring: An Alternate History of DDT .