واقع الممارسة المهنية لمعلمي العلوم في المرحلة الثانوية في ضوء المعايير والمسارات المهنية للمعلمين

                       کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم فی المرحلة الثانویة فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین

إعداد

محمد بن مسحل البقمی

مشرف تربوى بمکتب التعلیم بتربة

وزارة التعلیم / المملکة العربیة السعودیة

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد السابع – جزء ثانى- یولیو 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المخلص:

هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم فی المرحلة الثانویة فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین, ولتحقیق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفی المسحی, وکانت بطاقة الملاحظة أداة للدراسة لمعرفة واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین.

وقد طبقت أداة الدراسة فی الفصل الدراسی الأول من العام الدراسی 1439/1440 هـ على عینة من معلمی العلوم الطبیعیة بالمرحلة الثانویة بمحافظة تربة التابعة لتعلیم الطائف وقد بلغت عینة الدراسة 20 معلماً من مجتمع الدراسة البالغ 36 معلماً, وتوصلت الدراسة إلى أن أداء معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی معیار "تخطیط الوحدات الدراسیة وتنفیذها " کان بدرجة متوسطة, کما أن الأداء فی معیار "بیئات تعلم تفاعلیة وداعمة للطالب" کان          أیضاً بدرجة متوسطة, بینما تشیر الدراسةإلى درجة ضعیفة من الأداء لمعلمی العلوم   بالمرحلة الثانویة فی معیار "تقویم أداء الطالب" , وقد خرجت الدراسة ببعض التوصیات          والمقترحات الهامة.

Abstract:

This Study aimed to identify the reality of the professional practice of science teachers in the secondary stage in the light of the standards and professional career of teachers. To achieve the objectives of the study, the surveying descriptive method was used. The observation card was the tool for studying the reality of the professional practice of science teachers in light of the standards and professional career of teachers

The study tool was applied in the first semester of the academic year 1439/1440 AH on a sample of natural sciences teachers in the secondary stage in Tarabah governorate belonging to Taif education. The study sample reached 20 teachers from the study society of 36 teachers. The study concluded that the performance of science teachers in the secondary stage in the module planning and implementation standard was medium, and the performance in the "interactive and supportive student learning environments" was also medium, while the study indicated a poor performance of secondary stage science teachers in the Student Performance Assessment The study came out with important recommendations and propoals.

مقدمة:

إنّ بناء النظام التعلیمی فی أی دولة کانت من الأهمیة بمکان إذ أنه القلب          النابض لنهضة الأمم وتقدمها, وما نشهده الآن من تطور متسارع فی الانتقال من عصر یعتمد الأدوات البسیطة إلى عصر یعیش ثورة علمیة وتقنیة لا مثیل لها ما هو إلا ثمرة من ثمار النظم التعلیمیة الرائدة.

إن العقل الإنسانی متى وجد الأطر والنظم الفعّالة والمشجعة حلّق فی سماء الإبداع والابتکار والریادة بما یعود على المجتمعات بالخیر والنماء.

أدرکت دول العالم المتقدمة أن السبیل للرقی والمنافسة العالمیة هو إصلاح الأنظمة التعلیمیة فاهتمت بها؛ لأنها الأساس الذی تدور علیه عجلة التقدم فی جمیع المجالات التقنیة والاقتصادیة والاجتماعیة وغیرها.

ومن أهم الحرکات الإصلاحیة للتعلیم فی العالم إصلاح التعلیم القائم على المعاییر فی الولایات المتحدة  وهی العملیة التی قادتها الولایات المتحدة الأمریکیة لإصلاح التعلیم منذ الثمانینیات من القرن العشرین عن طریق إعداد معاییر أکادیمیة عما یتوجب على الطلاب معرفته وفهمه وما یجب أن یکونوا قادرین علیه من المهارات.

وکذلک الحال فی الدول المتقدمة تعلیمیاً مثل فنلندا والیابان وسنغافورة فإنها لم تصل إلى الریادة فی التعلیم إلا بعد حرکات إصلاحیة للأنظمة التعلیمیة, ونحن فی المملکة العربیة السعودیة لسنا بمنأى عن دول العالم المتقدم ولدینا من المقومات ما یؤهلنا للوصول إلى أعلى المستویات التعلیمیة, وقد أولت حکومة المملکة العربیة السعودیة التعلیم اهتماماً بالغاً منذ تأسیسها وقد جاء الوقت الذی یجب أن تقف فیه السعودیة فی مقدمة دول العالم تعلیمیاً , فالتعلیم هو السبیل لبناء جیل واعٍ یمتثل الشخصیة السعودیة المتزنة ویواکب التطورات العالمیة والثورة التقنیة والمعرفیة.

ولا بد لأی إصلاح تعلیمی أن ینطلق من المعلم الذی یعد حجر الزاویة بما یترکه من بصمات سلوکیة ومعرفیة وتنمیة مهاریة وفکریة وما یزرعه من قیم واتجاهات لدى طلابه.

وقد رکزت رؤیة المملکة 2030 على تعزیز دور المعلم وتأهیله لمساهمته الهامة فی تمکین الأجیال من المعارف والمهارات, وتطویر مواهبهم وبناء شخصیاتهم.

من أجل ذلک أعدت المعاییر المهنیة للمعلمین لتحقیق رؤیة المملکة التی أکدت على الالتزام بـــ«تطویر المعاییر الوظیفیة الخاصة بکل مسار تعلیمی من أجل متابعة مخرجات التعلیم وتقویمها وتحسینها » و« تعزیز دور المعلم ورفع تأهیله, ومتابعة مستوى التقدم فی هذا المجال»

وقد أعدت المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین المتوافقة مع الأهداف التعلیمیة للمملکة العربیة السعودیة واعتمدت بقرار مجلس إدارة هیئة تقویم التعلیم فی اجتماعه الرابع بتاریخ 6/2/1439 هـ الموافق 26/10/2017 م.

وتحدد هذه المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین القیم والمسؤولیات التی ینبغی على المعلم تمثلها ومعرفتها وإتقانها, کما تعد المعاییر المهنیة المنطلق الأساس للمعلم للقیام بمهامه المهنیة بکفایة واقتدار.

وقد أظهرت نتائج العدید من الدراسات التی أجریت فی دول مثل: أمریکا وکندا وسنغافورة وبریطانیا وأسترالیا أن تطبیق المعلمین المعاییر المهنیة ینعکس إیجاباً على أدائهم المهنی وعلى تحسین تحصیل الطلاب, ففی الولایات المتحدة الأمریکیة أجریت دراسة تهدف للتعرف على أثر تطبیق المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین على أداء المعلمین الأقل کفاءة , وکشفت النتائج أن لتطبیق المعاییر أثراً إیجابیاً کبیراً على تحسین أداء المعلمین, انعکس بشکل واضح على مستوى تحصیل طلابهم الذی تحسن بنسبة 40% (المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین فی المملکة العربیة السعودیة)

مشکلة الدراسة:

درست هیئة تقویم التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة النظام التعلیمی السعودی ورؤیته المستقبلیة, مع تشخیص الواقع الحالی للتعلیم والمعلمین وما طرأ علیه, کما قامت بدراسة أفضل الممارسات المحلیة والدولیة فی مجال المعاییر المهنیة للمعلمین وذلک لبناء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین التی اعتمدت فیما بعد لتجوید التعلیم وتحسین مخرجاته من خلال رفع جودة أداء المعلمین.

وحیث یرى الغامدی (2010,ص 175)  أن هناک انخفاضاً فی مستوى أداء معلمی العلوم للمهارات التدریسیة التی تؤهله لممارسة مهنة التدریس بمراحل التعلیم العام, فقد جاءت فکرة هذه الدراسة للتعرف على واقع الممارسة المهنیة لأداء معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین, خصوصاً أنه لم یتقدمها - فیما أعلم - دراسة فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین التی اعتمدت من هیئة تقویم التعلیم.

 أسئلة الدراسة:

یمکن تحدید مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیس الآتی:

ما واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین؟

ویتفرع من هذا السؤال الرئیس الأسئلة التالیة:

1. ما واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی تخطیط الوحدات الدراسیة وتنفیذها فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین ؟
2. ما واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی تهیئة بیئات تعلم تفاعلیة وداعمة للطالب فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین ؟
3. ما واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی تقویم أداء الطالب فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین ؟

أهداف الدراسة:

1-      التعرف على واقع أداء معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی تخطیط الوحدات الدراسیة وتنفیذها.

2-      التعرف على واقع أداء معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی تهیئة بیئات تعلم تفاعلیة وداعمة للطالب.

3-      التعرف على واقع أداء معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی تقویم أداء الطالب.

أهمیة الدراسة:

تناولت هذه الدراسة واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین, وتکمن أهمیة الدراسة فی التالی:

1-       قد تعطی مؤشرات فعلیة عن الأداء الفعلی لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة.

2-       یمکن أن تسهم فی رفع جودة المعلمین وتحسین تحصیل الطلاب.

3-      ضبط مسارات تقدم المعلمین المهنیة, لیساعد ذلک على تقدیم البرامج المهنیة المناسبة.

4-       تساعد المعلمین على التقویم الذاتی, مما یعمل على تعزیز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف لدیهم.

حدود الدراسة:

طبقت هذه الدراسة فی ضوء الحدود التالیة:

• ·      الحدود الموضوعیة:

اقتصرت الدراسة على معاییر الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین التی أقرتها هیئة  تقویم التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة          ( 1439هـ -2017م )

• ·      الحدود الزمانیة:

    تم تطبیق هذه الدراسة فی الفصل الدراسی الأول من العام 1439/1440هـ

• ·      الحدود المکانیة:

   تم تطبیق الدراسة فی المدارس الثانویة التابعة لمحافظة تربة - الطائف.

• ·      الحدود البشریة:

    اقتصرت الدراسة على عینة من معلمی العلوم فی المرحلة الثانویة بمحافظة تربة.

مصطلحات الدراسة:

المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین: تعرّف اصطلاحاً بأنها «القیم والمسؤولیات والمعارف والممارسات التی ینبغی على المعلم تمثّلها ومعرفتها وإتقانها» (المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین فی المملکة العربیة السعودیة, 2017, ص13) وإجرائیاً یعرفها الباحث بأنها المعاییر التی أعدتها هیئة تقویم التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة, والتی اعتمدت بقرار مجلس إدارة هیئة تقویم التعلیم فی إصدارها الأول عام 2017م, واللازم توافرها فی أداء معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی مدارس محافظة تربة.

الدراسات السابقة:

حظی مجال تقویم أداء المعلمین عموماً ومعلمی العلوم خصوصاً فی ضوء المعاییر المهنیة باهتمام الباحثین لما لهذه الدراسات والبحوث من أهمیة فی التعرف على واقع المعلمین مهنیاً ومدى ممارستهم للمعاییر المهنیة وما یترتب على هذه الدراسات من حلول وتوصیات للارتقاء بالعملیة التعلیمیة وتحسین الکفاءة المهنیة للمعلمین.

فقد هدفت دراسة عبدالله (2008) إلى تقویم الأداء التدریسی لمعلمی الکیمیاء بالمرحلة الثانویة فی المملکة العربیة السعودیة من خلال الکفایات التعلیمیة، وتحدید الکفایات التعلیمیة اللازم توافرها لدى معلمی الکیمیاء للمرحلة الثانویة، والتعرف على درجة أهمیة هذه الکفایات ودرجة ممارستها والحاجة التدریبیة علیها من وجهة نظر معلمی الکیمیاء للمرحلة الثانویة ومشرفیهم, وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی باستخدام بطاقة الملاحظة أداة للدراسة، وتکونت عینة الدراسة من100 معلم ومعلمة و18 مشرفاً تربویاً، وقد أوصت هذه  الدراسة   بضرورة الاهتمام والعنایة بالکفایات التعلیمیة التی یرى المعلمون والمشرفون أنها مهمة وضروریة فی العملیة التعلیمیة.

فی حین استهدفت دراسة طالب) 2010 م (تقویم أداء معلمی العلوم بمرحلة التعلیم الأساسی فی ضوء المعاییر المهنیة المعاصرة، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التفسیری من خلال تطبیق أداة الدراسة وهی بطاقة الملاحظة بالإضافة إلى استبانة، وتکونت عینة الدراسة من 55 معلماً ومعلمة، وکان من أهم نتائج هذه الدراسة ضعف أداء معلمی العلوم فی مرحلة التعلیم الأساسی عموماً.

أما دراسة العلیمات (2010)  فقد هدفت إلى التعرف على درجة ممارسة معلمی المرحلة الأساسیة الأولى بالأردن للکفایات المهنیة فی ضوء المعاییر الوطنیة لتنمیة المعلمین مهنیاً من وجهة نظر المدیرین والمشرفین التربویین، واستخدم الباحث المنهج الوصفی المسحی من خلال الاستبانة أداة للدراسة، وتکونت عینة الدراسة من 12 مشرفاً ومشرفة و 75 مدیراً ومدیرة، وأظهرت نتائج الدراسة أن درجة ممارسة معلمی المرحلة الأساسیة الأولى للکفایات التدریسیة فی ضوء المعاییر الوطنیة لتنمیة المعلمین مهنیاً کانت متوسطة.

فی حین أن دراسة الغامدی (2010م( هدفت إلى تقویم أداء معلمی العلوم الطبیعیة بالمرحلة المتوسطة بمنطقة الباحة فی ضوء المعاییر العالمیة للتربیة العلمیة، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی المسحی من خلال تطبیق أداتی الدراسة وهما الملاحظة والمقابلة، وتکونت عینة الدراسة من 32 معلماً، وکان من أهم نتائج هذه الدراسة أن ممارسة معلمی العلوم لمجال تخطیط التدریس کانت بدرجة منعدمة وکذا ممارسة معلمی العلوم لمجالی تنفیذ التدریس والتقویم والاستفادة من نتائجه فی ضوء المعاییر العالمیة للتربیة العلمیة کانت بدرجة ضعیفة.

وفی دراسة محمد (2011) التی هدفت إلى تقویم الأداء التدریسی لمعلمی العلوم بالمرحلة الإعدادیة فی ضوء بعض المعاییر الدولیة المعاصرة, فقد استعان الباحث بعینة من 60 معلماً من معلمی العلوم بالمرحلة الإعدادیة بمصر, وکانت أداة الدراسة عبارة عن بطاقة ملاحظة تم إعدادها فی ضوء بعض المعاییر الدولیة المعاصرة, وکان من أهم نتائج هذه الدراسة أن مستوى الأداء التدریسی لمعلمی العلوم بالمرحلة الإعدادیة فی ضوء مؤشرات الأداء الدولیة المعاصرة کان دون حد التمکن المحدد بالدراسة.

وفی دراسة الغامدی ( 2013 م(  التی هدفت  إلى تقویم الأداء التدریسی لمعلمات العلوم فی ضوء المعاییر العالمیة فی محاولة رفع الکفاءة العلمیة والأدائیة لهم فی مجال التخصص، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی من خلال استخدام بطاقة الملاحظة أداة للدراسة، وتکونت عینة الدراسة من 29 معلمة، وفقد کان من أهم نتائج الدراسة أن الأداء التدریسی لمعلمات العلوم فی ضوء المعاییر العالمیة لم یصل إلى مستوى الکفایة المطلوب.

وجاءت دراسة الشهری) 2014 م ( لتهدف إلى تقویم أداء معلمی العلوم بالمرحلة الابتدائیة فی مدینة الطائف فی  ضوء المعاییر المهنیة للمعلم السعودی، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی المسحی من خلال استخدام بطاقة الملاحظة أداة للدراسة، وتکونت عینة الدراسة من 29 معلماً ، وتم التوصل إلى أن مستوى أداء المعلمین کان بدرجة متوسطة فی جمیع المجالات.

وفی دراسة الدغیم (2017) التی هدفت إلى التعرف على مستوى المعرفة التخصصیة لمعلمی الکیمیاء فی ضوء المعاییر المهنیة الوطنیة بالمملکة العربیة السعودیة, واستخدم الباحث المنهج الوصفی المسحی, فقد قام الباحث بإعداد اختبار تحصیلی فی محتوى المعاییر المهنیة الوطنیة التخصصیة لمعلمی الکیمیاء وقد اشتملت عینة الدراسة على 33 معلماً ومعلمة،  وأظهرت الدراسة تدنی أداء معلمی الکیمیاء فی معیار المعرفة التخصصیة.

من خلال استعراض الدراسات السابقة یتضح لنا أهمیة الموضوع, فقد نال مجال واقع الأداء التدریسی لمعلمی العلوم الطبیعیة فی ضوء المعاییر المهنیة للمعلمین اهتمام الباحثین, وقد أظهرت النتائج تدنی مستوى الأداء المهنی لمعلمی العلوم فی کثیر من الدراسات مثل دراسة طالب (2010) والغامدی (2010) ومحمد (2011) والغامدی (2013), ولا شک أن هذه النتائج تعطی مؤشراً على أهمیة إجراء العدید من الدراسات فی هذا الجانب للحاجة إلى تطویر الممارسات المهنیة للمعلمین وتحسین المخرجات التعلیمیة؛ لذلک جاءت هذه الدراسة لمعرفة واقع الممارسات المهنیة لمعلمی العلوم فی ضوء المسارات والمعاییر المهنیة للمعلمین فی المملکة العربیة السعودیة.   

منهج الدراسة وإجراءاتها:

منهج الدراسة:

منهج الدراسة هو المنهج الوصفی التحلیلی وهو « الذی یهتم بوصف الظاهرة کما هی علیه فی الواقع وصفا دقیقاً ویعبر عنها کیفیاً وکمیاً ویوضّح مقدار هذه الظاهرة ودرجات ارتباطها مع الظواهر المختلفة الأخرى« (عبیدات وآخرون2005م , ص191)

مجتمع الدراسة وعینتها:

ذکر عبیدات وآخرون ( 2005 م , ص 131 ) «بأن مجتمع الدراسة یتمثل فی جمیع الأفراد أو الأشخاص أو الأشیاء الذین یکوّنون موضوع مشکلة البحث ».

ویتکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی العلوم فی المرحلة الثانویة بمحافظة تربة والبالغ عددهم 36 معلماً, کما تکونت عینة الدراسة من 20 معلماً تم اختیارهم بطریقة عشوائیة.

أداة الدراسة:

ومن أجل تحقیق أهداف الدراسة الحالیة، والإجابة عن أسئلتها، فقد تم استخدام بطاقة ملاحظة لقیاس واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین. حیث اطلع الباحث على الأدب التربوی، والدراسات السابقة ذات الصلة المباشرة مثل دراسة عبدالله (2008) والعلیمات (2010) وطالب (2010) والشهری (2014) والدغیم (2017) وغیرها ، والمعاییر المهنیة المعتمدة من هیئة تقویم التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة، ومن أجل تحقیق أهداف الدراسة؛ تم إعداد بطاقة ملاحظة مکونة من ثلاثة معاییر  رئیسة، اندرج تحتها 15 عشر مؤشراً، ثم عرضت على مجموعة من المحکمین لإبداء رأیهم فیها، وهذه المعاییر یمکن عرضها کما فی جدول (1).

جدول (1) المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین ومؤشراتها

کما تم تطبیق بطاقة الملاحظة على عینة استطلاعیة مکونة من (6) معلمین من معلمی العلوم للمرحلة الثانویة من مجتمع الدراسة ومن خارج عینتها، وذلک للتأکد من:

-       الاتساق الداخلی بحساب معامل الاتساق الداخلی من خلال معامل الارتباط بیرسون بین درجة کل مؤشر والدرجة الکلیة للبطاقة، فتراوحت القیم بین (0,66-0,92).

-      ثبات الملاحظة: تم حساب معامل ألفا کرونباخ لحساب معامل الثبات، کما أعید تطبیق الملاحظة بعد مرور أسبوعین على أفراد العینة ذاتها، وحسبت نسبة الاتفاق بین الملاحظتین، وذلک باستخدام معادلة کوبر (Cooper)، وبهذا جاءت النتائج کما یظهر فی جدول (2).

جدول(2): نتائج ثبات بطاقة الملاحظة

تظهر النتائج فی جدول (2) أن بطاقة الملاحظة تتمتع بدرجة ثبات مناسبة ویمکن الوثوق بنتائج تطبیقها.

تم تحدید درجة الأداء وفقاً للمتوسط الحسابی، وفقاً لقیم المتوسط الحسابی لکل مؤشر من المؤشرات، وذلک وفقاً للجدول (3) :

جدول (3) : تقدیر مستوى الأداء وفقاً لقیمة المتوسط الحسابی

نتائج الدراسة:

أولاً: نتائج الدراسة المتعلقة بسؤال الدراسة الأول ومناقشتها:

للإجابة على سؤال الدراسة الأول الذی نصَّ على:

      " ما واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی تخطیط الوحدات الدراسیة وتنفیذها فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین ؟".

      تم تحدید درجة ممارسة المؤشرات الأدائیة المرتبطة بهذا المعیار فی أداء معلمی العلوم للمرحلة الثانویة، تم حساب المتوسط الحسابی، والانحراف المعیاری لدرجات کل مؤشر، وکانت النتائج کما یظهر فی جدول (4).

جدول (4) : المتوسط الحسابی، والانحراف المعیاری، ودرجة مستوى الأداء، فی المعیار الأول: تخطیط والوحدات الدراسیة وتنفیذها

یتضح من جدول (4) أعلاه أن المتوسط الحسابی لتقدیر درجة مستوى الأداء لعینة الدراسة من معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی ضوء معیار تخطیط الوحدات الدراسیة وتنفیذها، قد بلغ (1.85) بانحراف معیاری قدره (0.58)، وبحسب تقدیر مستوى الأداء المعد لهذه الدراسة، فإن هذا المتوسط یشیر إلى درجة متوسطة من الأداء لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی هذا المعیار، کما تشیر قیمة الانحراف المعیاری إلى تجانس متوسط التقدیر لمستوى الأداء لأفراد العینة. وبالرغم من ذلک نجد أن بعض المؤشرات فی هذا المعیار قد وصل بعضها إلى درجة کبیرة، کما فی مؤشر (یخطط الوحدات الدراسیة والأنشطة المدرسیة بتسلسل بنائی سلیم)، وقد یعزى ذلک إلى استعانة المعلمین بمصادر خارجیة لتخطیط الوحدات الدراسیة والأنشطة مثل تحضیر الدروس الجاهزة وکذلک فإن منظومة الأداء الإشرافی تلزم المشرفین بتوزیع المقررات الدراسیة وتوزیعها على المعلمین ومتابعة التزامهم بتنفیذها, کذلک فإن أغلب المعلمین قد سبق له تدریس المقرر مما أکسبه إلماماً بالمحتوى والاستراتیجیات المناسبة لتدریسه.

وهذه النتائج تتشابه مع نتائج دراسة العلیمات (2010) ودراسة الشهری (2014) التی أکدت أن ممارسة المعلمین للکفایات التدریسیة فی ضوء المعاییر المهنیة کانت بدرجة متوسطة.

ثانیاً: نتائج الدراسة المتعلقة بسؤال الدراسة الثانی ومناقشتها:

للإجابة على سؤال الدراسة الثانی الذی نص على "

ما واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی تهیئة بیئات تعلم تفاعلیة وداعمة للطالب فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین ؟

تم تطبیق بطاقة الملاحظة، ثم تحدید درجة ممارسة المؤشرات الأدائیة المرتبطة بهذا المعیار فی أداء معلمی العلوم للمرحلة الثانویة، تم حساب المتوسط الحسابی، والانحراف المعیاری لدرجات کل مؤشر، وکانت النتائج کما یظهر فی جدول (5).

جدول (5) المتوسط الحسابی، والانحراف المعیاری، ودرجة مستوى الأداء، فی المعیار الثانی: بیئات تعلم تفاعلیة وداعمة للطالب

یتضح من جدول (5) أن متوسط تقدیر درجة مستوى الأداء لعینة الدراسة من معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی ضوء المعیار الثانی، قد بلغ (2.32) بانحراف معیاری (0.47) ، وبحسب تقدیر مستوى الأداء المعد لهذه الدراسة، فهذا المتوسط یشیر إلى درجة متوسطة من الأداء لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی هذا المعیار، وتشیر قیمة الانحراف المعیاری الصغیرة، إلى تجانس متوسط التقدیر لمستوى الأداء لأفراد العینة، وقد تراوح متوسط تقدیر درجة مستوى الأداء لمؤشرات هذا المعیار ما بین (1.70) (متوسطة)،  إلى (3.15) (کبیرة). والمؤشران اللذان حصلا على درجة کبیرة فی المعیار هما (یوزع وقت التدریس بفاعلیة لإتمام أنشطة التعلم)، و(یهیئ بیئة صفیة آمنة وجاذبة).

بالنسبة للمؤشرات: (یطبق ضوابط لبناء علاقات مع الطلاب لتعزیز القیم الایجابیة وبناء الشخصیة)، و(یطبق مجموعة متنوعة من مهارات الاتصال اللفظیة وغیر اللفظیة لتعزیز التعلم)، و(یطبق أنشطة ذات توقعات عالیة لبناء قدرات الطلاب على التعلم الذاتی والإبداع) فقد ظهرت جمیعها بدرجة متوسطة.

ویکمن أن تفسر هذه النتائج بوجود ضعف فی تأهیل المعلمین فی مهارات          الاتصال واعتماد الکثیر من المعلمین على الطرق التقلیدیة فی عملیة التدریس التی لا تساعد على التعلم الذاتی.

وهذه النتائج متوافقة مع نتائج العلیمات (2010) والشهری (2013) فی أن الممارسة المهنیة للمعلمین کانت بدرجة متوسطة.

ثالثاً: نتائج الدراسة المتعلقة بسؤال الدراسة الثالث ومناقشتها:

للإجابة على سؤال الدراسة الثالث الذی نص على: ما واقع الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی تقویم أداء الطالب فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین ؟

تم تطبیق بطاقة الملاحظة لتحدید درجة ممارسة المؤشرات الأدائیة المرتبطة بمعیار تقویم اداء الطالب فی أداء معلمی العلوم للمرحلة الثانویة، تم حساب المتوسط الحسابی، والانحراف المعیاری لدرجات کل مؤشر، وکانت النتائج کما یظهر فی جدول (6).

جدول (6) المتوسط الحسابی، والانحراف المعیاری، ودرجة مستوى الأداء، فی المعیار الثالث: تقویم أداء الطالب

یتضح من جدول (6) أن متوسط تقدیر درجة مستوى الأداء لعینة الدراسة من معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی ضوء المعیار الثالث، قد بلغ (1.33) بانحراف معیاری (0.34) ، وبحسب تقدیر مستوى الأداء المعد لهذه الدراسة، فهذا المتوسط یشیر إلى درجة ضعیفة من الأداء لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی هذا المعیار، وتشیر قیمة الانحراف المعیاری الصغیرة، إلى تجانس متوسط التقدیر لمستوى الأداء لأفراد العینة، وقد تراوح متوسط تقدیر درجة مستوى الأداء لمؤشرات هذا المعیار ما بین (1.05) (درجة ضعیفة)،  إلى (1.75) (درجة متوسطة). حیث ظهر مؤشران بدرجة متوسطة وهما (یعد مجموعة متنوعة وشاملة من أدوات التقویم)، (یطبق التقویم التشخیصی والتکوینی والختامی لتقویم أداء الطلاب).

کما ظهر ثلاثة مؤشرات بدرجة ضعیفة وهی (یطبق أسالیب التقویم الذاتی للطلاب بفاعلیة) و (یستخدم نتائج التقویم لتقدیم تغذیة راجعة بناءة للطلاب ولأولیاء الأمور)، و(یقدم تقاریر تعلم واضحة ودقیقة عن مخرجات تعلم الطلاب).

ویمکن أن تفسر هذه النتائج بقلة اهتمام المعلمین بجانب التقویم وعدم تحری الدقة فی ذلک, کما أن ضعف تأهیل المعلمین فی مجال التقویم وندرة الدورات التدریبیة قد یکون سبباً         فی ذلک.

وهذه النتیجة تتوافق مع نتائج دراسة طالب (2010) والغامدی (2010) ومحمد (2011) والغامدی (2013) التی أکدت على ضعف الممارسة المهنیة لمعلمی العلوم وأنها لم تصل إلى حد التمکن خاصة دراسة الغامدی (2010) التی أکدت على ضعف أداء معلمی العلوم فی مجال التقویم.

توصیات الدراسة:

بناءً على النتائج التی تم التوصل إلیها فإن الدراسة توصی بالتالی:

1-  التأکید على مؤسسات إعداد المعلمین بتبنی المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین التی اعتمدها مجلس إدارة هیئة تقویم التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة.

2-  التأکید على جهات التدریب فی وزارة التعلیم بإعداد برامج خاصة بالمعاییر المهنیة تقدم للمعلمین أثناء الخدمة.

3-  تقییم البرامج التدریبیة المعتمدة من جهات التدریب فی وزارة التعلیم لمعرفة مدى مواءمتها مع المعاییر المهنیة للمعلمین.

4-   ضرورة عقد المشرفین التربویین ورش ولقاءات تربویة للمعلمین لمناقشة المعاییر المهنیة للمعلمین.

5-  تأهیل المعلمین فی مجال تخطیط الوحدات الدراسیة وتنفیذها ومجال بیئات التعلم التفاعلیة ومجال التقویم التی أکدت علیها المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین.

6-  التعاون بین هیئة تقویم التعلیم وإدارة الإشراف التربوی بوزارة التعلیم لنشر ثقافة المعاییر المهنیة لدى المعلمین, والتأکید على المشرفین التربویین بأهمیة اعتمادها فی تقییم المعلمین.

7-  بناء بطاقة تقویم أداء معلمی العلوم من قبل المشرفین التربویین بالاستفادة من أداة الدراسة.

المقترحات:

1-  إجراء دراسة مماثلة لهذه الدراسة فی المرحلة الابتدائیة أو المتوسطة فی التعلیم العام.

2-  تحدید الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی العلوم فی ضوء المعاییر والمسارات المهنیة.

3-  تقویم الأداء المهنی لمعلمی العلوم قبل الخدمة فی ضوء المعاییر المهنیة للمعلمین.

4- إجراء دراسة تجریبیة حول أثر تطبیق المعاییر المهنیة للمعلمین على التحصیل الدراسی للطلاب.

المراجع:

الدغیم, خالد. (2017) مستوى المعرفة التخصصیة لمعلمی الکیمیاء فی ضوء المعاییر المهنیة الوطنیة بالمملکة العربیة السعودیة. مجلة رسالة التربیة وعلم النفس, (56), 25-49

الشهری، خالد. (2014) تقویم أداء معلمی العلوم بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء المعاییر المهنیة للمعلم السعودی. رسالة ماجستیر غیر منشورة،کلیة التربیة، جامعة الطائف.

طالب، عبدالله. (2010) تقویم أداء معلمی العلوم بمرحلة التعلیم الأساسی فی ضوء المعاییر المهنیة المعاصرة. مجلة جامعة صنعاء للعلوم التربویة والنفسیة, 7(1), 6-56

عبدالله، تیسیر. (2008) تقویم الأداء التدریسی لمعلمی مادة الکیمیاء بالمرحلة الثانویة فی المملکة العربیة من خلال الکفایات التعلیمیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة السودان للعلوم والتکنولوجیا، السودان.

عبیدات, ذوقان, عدس, عبدالرحمن , عبد الحی , کاید ( 2005 ). البحث العلمی مفهومه وأدواته وأسالیبه. الأردن: دار الفکر.

العلیمات، حمود. (2010) درجة ممارسة معلمی المرحلة الأساسیة فی الأردن للکفایات المهنیة فی ضوء المعاییر الوطنیة الحدیثة لتنمیة المعلمین مهنیاً . مجلة الجامعة الإسلامیة، 18(2), 140-191

الغامدی، سعد. (2010) تقویم أداء معلمی العلوم الطبیعیة بالمرحلة المتوسطة فی ضوء المعاییر العالمیة للتربیة العلمیة. مجلة القراءة والمعرفة، (104),   170-221

الغامدی، فوزیة سعید. (2013) تقویم الأداء التدریسی لمعلمات العلوم فی المرحلة المتوسطة فی ضوء المعاییر العالمیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

هیئة تقویم التعلیم, المعاییر والمسارات المهنیة للمعلمین فی المملکة العربیة السعودیة. (2017)