نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
جامعة السلطان قابوس
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
فاعلیة برنامج توجیه مهنی لتنمیة الطموحات المهنیة لدى طلبة الصف العاشر بمحافظة جنوب الباطنة فی سلطنة عُمان
إعــــــــــداد
رانیة سعید البلوشیه منى عبدالله البحرانیه عبدالحمید سعید حسن
abhshk@squ.edu.om munabh@squ.edu.om umhood@squ.edu.om
باحث وزارة التربیة والتعلیم أستاذ مشارک/ جامعة السلطان قابوس أستاذ مشارک/ جامعة السلطان قابوس
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد السابع – جزء ثانى- یولیو 2019م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الملخص
هدفت الدراسة الحالیة إلى تقصی فاعلیة برنامج توجیهی فی تنمیة الطموحات المهنیة لدى طلبة الصف العاشر بمحافظة جنوب الباطنة، حیث شملت عینة الدراسة (108) طالبًا وطالبة، تم تقسیمهم عشوائیًا إلى مجموعتین تجریبیة وضابطة، وتکونت المجموعة التجریبیة من (54) طالبًا وطالبة، فی حین تکونت المجموعة الضابطة من (54) طالبًا وطالبة، واستخدمت الدراسة المنهج التجریبی ذو التصمیم شبه التجریبی وقد خضعت المجموعة التجریبیة لبرنامج توجیهی مهنی وتم تطبیق مقیاس الطموحات المهنیة بعد ترجمته، والمأخوذ من دراسة جریجور وأوبرن (Gregor & O'Brien, 2015)، فی حین تلقت المجموعة الضابطة أنشطة فی حصص التوجیه المهنی، وقد أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات طلاب المجموعة التجریبیة واستجابات طلاب الضابطة فی التطبیق البعدی، وذلک لصالح المجموعة التجریبیة، وقد أظهرت النتائج کذلک فروقًا ذات دلالة إحصائیة فی التطبیقین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة لصالح التطبیق البعدی. کما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین أفراد المجموعة التجریبیة والنوع الاجتماعی، بخلاف التفاعل بین النوع الاجتماعی ومجموعات المعالجة لتشمل کافة أبعاد مقیاس الطموحات المهنیة حیث کانت هذه التأثیرات لصالح المجموعة التجریبیة فی کل الأبعاد کما أظهرت أن تفاعل الإناث فی المجموعة التجریبیة أعلى من الذکور، وبینت النتائج أیضا عدم وجود فروق دالة إحصائیة بین القیاسین البعدی والمؤجل لأفراد المجموعة التجریبیة مما یشیر إلى فاعلیة البرنامج. وقد تم مناقشة النتائج وتقدیم المقترحات والتوصیات فی ضوء النتائج السابقة.
الکلمات المفتاحیة: الطموح المهنی، برنامج توجیهی مهنی، الصف العاشر.
Abstract
A quasi-experimental study aimed at investigating the effectiveness of a career guidance program to develop career aspirations among grade-ten students in south Al Batinah Governorate in Oman. The study sample included 108 students in grade ten divided into two groups: 54 students as an experimental and 54 students as a control group. The experimental group had undergone the career guidance program which relied on the scale of career aspirations after translated it, and which was taken from the study (Gregor & O'Brien, 2015), while the control group took alternative activities in career guidance classes. The results showed there were a significant differences between the average response of the experimental group and the control group in the per-experiment implementation indicating the favor for the experimental group, while no differences among the average responses in the experimental group in cognitive processes associated with career aspirations scale and gender. The results also illustrate that there is a statically significant difference for the effect of interaction between gender and experimental group, on the all the scale domains. The favor was for females. The results were discussed, a number of recommendations and suggestions were given based on these findings.
Keywords: career aspiration, career guidance program, tenth grade.
المقدمة
یعتبر الطموح من العوامل والسمات المهمة التی ساعدت فی ما نشهده من تطور سریع فی العالم ، فهو الدافع الذی شحذت به الهمم ورتبت به الأفکار للارتقاء والسمو بمستوى الحیاة من مرحلة لأخرى؛ فالطموح هو کل ما یسعى الفرد إلى تحقیقه مستقبلا، من أهداف وغایات، ولکل فرد طموحه المختلف والذی یتناسب مع قدراته ومرحلته العمریة، ولهذا وجدت حاجة ماسة لوجود برامج التوجیه والإرشاد المهنی الفعالة التی تساعد فی توجیه الطلبة نحو متابعة أهدافهم للوصول إلى ما یطمحون إلیه واختیار التخصص المناسب لهم، ولذلک لابد من العمل على توجیههم نحو المهن الأکثر ملائمة لهم لیصبحوا أشخاصًا ناجحین ومنتجین مستفیدین من خدمات التوجیه والإرشاد المهنی کما هو مرسوم ولابد من تنشئتهم على القیم والمثل والأنماط السلوکیة التی تجعلهم یتوافقون فی حیاتهم وینجحون فی أعمالهم ویخططون لمستقبلهم لتحقیق أهدافهم وآمالهم وطموحاتهم المهنیة.
إن طلبة الصف العاشر هم من فئات المجتمع الهامة، فهم من فئة الشباب، وتقع بین أیدیهم مسؤولیة التقدم والازدهار والتطویر، فهم یمتلکون طاقات وقدرات عقلیة وجسمیة مختلفة وهائلة، ولا بد من تقدیم التوجیهات والإرشادات لهذه الفئة حول کیفیة اتخاذ القرار لاختیار مهنة المستقبل والوصول بهم إلى النضج المهنی والاختیار السلیم وما یتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم ومیولهم واهتماماتهم ( عیاصرة ،25،2010 . ( فعند وصول الطالب الى الصف العاشر فإنه من المفترض أن یبدأ فی التفکیر بمهنته المستقبلیة بشکل جدّی ویجب أن تکون عملیة الاختیار عملیة ناجحة إذ أنها یجب أن تبنى على الملائمة بین ما یحبه الطالب وبین طموحه المهنی فی هذه الحیاة، فالطموح هو الوسیلة التی تستمر بها عجلة الحیاة فی تقدم مستمر، وبقدر ما یکون الطموح مرتفعا بقدر ما تکون الشخصیة متمیزة، وکذلک بقدر توفر هذا الطموح فی عنصر الشباب بقدر ما یکون المجتمع متماسکا وقویا (التویجری، 13،2012)، وکما کان واضحا توجیه خطاب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعید المعظم بمناسبة العید الوطنی الثالث عشر فی نوفمبر 1983 لفئة الشباب حین ذکر "أن مرحلة الشباب التی یمر بها المرء هی مرحلة أفکار وتطلعات وتخطیط وطموح للمستقبل" (وزارة التربیة والتعلیم، 23،2010).
إن الطموحات المهنیة تکون عادة انعکاسا للذات المهنیة أو للهویة المهنیة للأفراد، بحیث تشیر الطموحات المهنیة إلى أهداف الفرد ونوایاه المتعلقة بمهنة المستقبل (Silvia, 2001, P.50)، وقد أظهرت البحوث أن الطموحات المهنیة للمراهقین هی من بین أکثر المؤشرات تنبؤا بالخیارات المهنیة فی مرحلة البلوغ (Schroon & Parson, 2002, P.15; Trice & McClellan, 1993, P. 24). وتؤکد نظریة جوتفریدسون (Gottfredson, 2002, P. 69) أنه بعد سن 14 عاما یبدأ الطلبة فی ضبط تطلعاتهم وطموحاتهم المهنیة وفقا لذواتهم الشخصیة وتسویة هذه الطموحات وفقا لعوامل أکثر واقعیة کالنوع الاجتماعی وتأثیر البیئة وهیبة المهن.
إن مرحلة المراهقة هی المرحلة التی یطور فیها المراهقون طموحاتهم وتطلعاتهم التعلیمیة والمهنیة المستقبلیة، فی الطموحات تمثل وجهة نظر الشخص تجاه أهداف معینة، کما ذکر جونز ودومنیکو (Domenico & Jones , 2007, P.31) ، والتی قد تتأثر بعوامل عدیدة مثل النوع، الحالة الاجتماعیة والدعم الأسری؛ لذلک فإنه فی مرحلة المراهقة تکون الطموحات والتطلعات المهنیة ذات أهمیة خاصة؛ لأنها تساعد المراهقین فی تقییم الدرجة خیاراتهم المختلفة أو إعاقة فرصهم فی تحقیق الأهداف المرجوة ولهذا فإن الاستعداد المهنی فی فترة المراهقة یعتبر مرحلة مهمة من مراحل التطور المهنی الناجح خلال هذه الفترة الزمنیة لتحقیق التوافق المهنی وتطویر الهویة المهنیة (Skorikov, 2007, P.14).
وترى النظریات التقلیدیة للتنمیة المهنیة أن الطموحات المهنیة تتطور فی مراحل معینة من مرحلة الطفولة وصولا الى مرحلة البلوغ، وإن مرحلة المراهقة هی مرحلة الاستکشاف والتی یتم البدء فیها بتحدید الخیارات المبدئیة لاتخاذ القرارات النهائیة بشأن اختیار المهنة. إذ تؤکد نظریة جوتفریدسون Gottfredson (2002,) أنه عندما یبلغ الطلبة سن 14 عاما، فانهم یبدأون فی التوافق بین طموحاتهم المهنیة والعوامل الذاتیة الشخصیة نحو تقدیم خیارات واقعیة أکثر (Hirschi, 2010, P.280).
کما أکدت جوتفریدسون ((Gottfredson, 2005, P. 77، أن مرحلة المراهقة تنمی اثنین من الکفاءات المعرفیة المتعلقة بالتطویر المهنی فی عمر 13 و14 مثل فهم الذات والتصور حول المهن. ففی خلال مرحلة المراهقة یحقق الطلبة فهم وإدراک لمستویات البلوغ من حیث النوع ومستوى هیبة المهن. على سبیل المثال، قد تتجنب الطالبات اختیار المهن التی ینظر إلیها على أنها ذکوریة مثل مهنة التعدین أو یتجنبون بعض المهن التی تنم عن انخفاض الهیبة الاجتماعیة مثل مهنة عاملة منزل مثلا. وقد بینت الأبحاث أن الاناث یملن إلى التطلع إلى نطاق أضیق من المهن من الذکور لاعتقادهم بأن العدید من فرص العمل غیر مناسبة لهن بینما الذکور یکون لدیهم فهم مهنی وترکیز أکثر لرؤیة الفرص المهنیة من الإناث (Creed, Conlon & Zimmer, 2007, P.249).
وقد صنفت الابحاث الحالیة الطموحات المهنیة ضمن النظریات التی تعترف بسهولة تأثیر العوامل السیاقیة بشکل کبیر. احدى هذه النظریات المهنیة هی النظریة المعرفیة الاجتماعیة والتی أسسها لنت وبراون وهاکت (Lent, Brown & Hacket, 2002, P.12) والتی ترى أن الطموحات المهنیة تتأثر بالممارسات الاجتماعیة المختلفة التی یتعرض لها المراهقون فضلا عن مدى استیعابهم لتلک التجارب المختلفة. والتی ترکز على التفاعل بین المتغیرات المعرفیة الشخصیة والسیاقات التی تحد أو تشجع الشخصیة فی التطور المهنی (Patton & Creed, 2007, P.135).
کما ذکر هیلی (Healy) بأن للظروف الاقتصادیة والاجتماعیة للأسرة دورًا هامًا فی التنمیة المهنیة واختیار المهنة المناسبة أو اتخاذ القرار المهنی المناسب. وعلیه فإنه یمکن توجیه هذه العملیة فی مراحل الحیاة، وذلک یتم من خلال العمل على تحقیق القدرات والاستعدادات والمیول والمساعدة على اختیار الواقع المهنی الصحیح والمناسب للفرد؛ ولهذا تعد مرحلة الاستکشاف من أهم المراحل التی ترتبط مباشرة بالتنمیة المهنیة بالإضافة إلى کونها المرحلة التی یبلور الفرد خیاراته المهنیة فیها، وبالتالی یتکون مفهوم التمهین (الاختیار العلمی الصحیح لمهنة معینة)، وتمتد هذه المرحلة من سن الخامسة عشر حتى الرابعة والعشرین من العمر وبذلک تشمل طلبة الصف العاشر Landine, 2013, P.11).).
وأکدت نتائج دراسة ماکی ومیلر (Mackay & Miller, 1982, P.34) أنه فی اغلب الدراسات کان اختیار الأولاد للمهن مستند على المال و المغامرة والحماس، اما البنات فی اختیارهن للمهن مستند على القدرات المعنویة والوالدیة والامومة ومساعدة الاخرین. وإن نتائج تلک الدراسات تدعم بشکل مباشر وغیر مباشر تأکید جوتفریدسون حول تنمیط دور النوع الاجتماعی فی النمو والتطور المهنی عند الأطفال، إذ أن جوتفریدسون تترک بدائل مقبولة بشکل محدد أکثر. فإن المحیط ینبأ بدور النوع الاجتماعی ویؤثر فی التفضیلات المهنیة من عمر 8 سنوات فما فوق، وعلى الخلفیة الاجتماعیة أو مستوى السمعة والنفوذ. وتصبح السمعة والنفوذ أکثر أهمیة ,(Gottfredson, 2002,P.75).للأطفال فی عمر 9 سنوات أو أکبر.
کما تؤکد نظریة سوبر وجوتفریدسون أهمیة توفر المعلومات أمام أطفال المدرسة الابتدائیة، وأن أکثر المعلومات المهنیة یجب ان تتوفر أو تکون مجهزة ضمن المناهج الدراسیة أو مادة التربیة المهنیة، ولیس مکاتب المرشدین. وتوفیر مجموعة المعلومات المهنیة خلال نظام التعلیم، وقد یکون وفق برنامج توجیهی تعلیمی من المدرسة إلى العمل من خلال مراجعة عدة برامج لتعلم حول عالم العمل. ویتم التعامل مع النتائج النظریة والتربیة المهنیة (Gottfredson, 2005, P. 81).
هدفت دراسة کینفیتون (Kinveton, 2004, P.54) للکشف عن تأثیر ترتیب الطفل فی الأسرة فی صنع القرار وتحقیق الطموحات المهنیة من خلال سلسلة من المقابلات والاستبیانات المعدة لهذه الدراسة والتی أجریت على 384 من المراهقین والمراهقات. أشارت نتائجها أنه کان للأب والأم النفوذ الأکبر لاختیار المسار المهنی لهؤلاء الطلبة، کما أن الطلبة الأکبر سنا کانوا یمیلون لأخذ النصائح من آبائهم بینما الأصغر سنًا اتبعوا نصائح أمهاتهم.
وفی دراسة نوعیة للکشف عن الفروق بین النوعین فی الطموحات المهنیة للصفین السابع والعاشر أجراها کلا من لوبارت وکانون وتوفر (Lupart, Cannon, & Telfer, 2004) والتی تطابقت نتائجها مع فرانسیس (Francis, 2002 , P. 87) ، سئل الطلبة فیها عن الخصائص أو قیم العمل للاختیار المهنی المستقبلی الأکثر أهمیة بالنسبة لهم؛ حیث صنف الذکور ارتباط اختیارهم المهنیة بحسب "کسب قدرا کبیرا من المال"، و" المرکز العالی فی المجتمع"، بینما صنفت الإناث الفرصة لجعل العالم مکانا أفضل بوصفها سمة هامة من سمات المستقبل فی حین أن الذکور لم یشعروا بأهمیة هذه السمة.
کما هدفت دراسة باسی وستیکا ودیلی فاف وکابرارا (Bassi, Steca, Delle Fave, & Caprara, 2007, P.18) إلى تقصی فاعلیة برنامج إرشادی قائم على تعزیز الأهداف والطموح والهوایات والاهتمامات باستخدام التعزیز الإیجابی فی تنمیة مفهوم الذات الأکادیمی، لعینة من الطلاب بلغ عددهم 130طالبا فی إحدى المدارس بنیجیریا، حیث تم تقسیمهم إلى مجموعتین تجریبیة 31 طالبا وضابطة 32 طالبا، تراوحت أعمارهم 15-19 سنة، وطبق البرنامج خلال أسبوع تضمن أنشطة وأسالیب فی تعزیز الأهداف والطموح والهوایات والاهتمامات باستخدام التعزیز الإیجابی، واستخدم الباحثون مقیاس مفهوم الذات الأکادیمی، وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة لصالح أفراد المجموعة التجریبیة تعزى للبرنامج الإرشادی المستخدم فی الدراسة.
کما أجرى جیذانا (Githang'a, 2007, P.12) دراسة نوعیة هدفت إلى استکشاف الطموحات المهنیة للمعلمین فی المدارس الابتدائیة لذوی الإعاقات البصریة فی کینیا. وقد تم اختیار 12 طالبا وطالبة منهم وتم وضع مقابلتهم أیضا وهم من عموم المدارس الخمس فی عموم المحافظات الأربع. واشارت نتائج الدراسة ان المتعلمین ذوی الاعاقات البصریة لدیهم طموحات تعلیمیة ومهنیة عالیة نسبیا یطمح الکثیرون منهم للتعلیم العالی والوظائف المهنیة ذات المکانة العالیة وتتأثر طموحاتهم بعوامل فردیة وبیئیة وغیرها.
کما هدفت دراسة تشیابا وغاریدو وبرینا (Chiapa, Garrido, & Prina, 2012, P.785) إلى تقصی فاعلیة برنامج إرشادی یهدف إلى الکشف عن طموحات الطلبة الفقراء وتنمیة الدور الحاسم للوالدین فیما یتعلق بمسارات النجاح الأکادیمی والمهنی، تضمنت هذه الدراسة المنهجیة المختلطة عینات عشوائیة کمیة، شکلت 320 المجموعة التجریبیة و186 المجموعة الضابطة وأظهرت نتائج اثر البرنامج بعد 6 أشهر، زیادة فی طموحات الآباء التعلیمیة. وأشارت أیضا إلى أن طموحات الاباء کانت لها قیمة تنبؤیة فیما یتعلق بالنتائج التعلیمیة للأطفال.
وأجرى الزهرانی (2013) دراسة هدفت إلى التعرف إلى العلاقة بین مستوى الطموح والمیول المهنیة لدى طلاب المرحلة الثانویة فی مدارس الهیئة الملکیة بالجبیل الصناعیة بالمملکة العربیة السعودیة، تکونت عینة الدراسة من 239 طالبا من الصف الثالث الثانوی، وأشارت نتائج الدراسة إلى ارتفاع متوسط فی مستوى الطموح، ووجود فروق ذات دلالة احصائیة فی مستوى الطموح تعزى لمتغیر التخصص الدراسی، وکانت لصالح متوسطات التخصصات العلمیة.
کما هدفت دراسة الساعدی (2015,6) إلى قیاس الالتزام الأکادیمی لدى طلبة الجامعة، والتعرف على مستوى الطموح المهنی والأکادیمی لدى طلبة الجامعة، وهل توجد علاقة بین کل من الالتزام الأکادیمی والطموح المهنی، طبقت المقاییس على عینة من طلبة الجامعة المستنصریة من الجنسین(ذکور- أناث) ومن التخصص (علمی –إنسانی). وقد أظهرت النتائج أن طلبة الجامعة یتمتعون بالتزام أکادیمی عالی ولدیهم طموح مهنی وأکادیمی مرتفع وهناک علاقة إیجابیة بین الالتزام الأکادیمی وکل من الطموح المهنی والطموح الأکادیمی، وتوجد فروق فی العلاقة لصالح التخصص العلمی، ولا توجد فروق فی العلاقة بالنسبة لمتغیر النوع الاجتماعی.
کما هدفت دراسة الرزیقی (2015)، إلى الکشف عن البیئات المهنیة السائدة لدى طلبة الصف الثانی عشر وعلاقتها بمستوى الطموح والاهتمامات، على عینة بلغ حجمها 392 طالبا وطالبة. وأظهرت النتائج وجود ارتباط ایجابی بین البیئة المستکشفة والبیئة الاجتماعیة مع مستوى الطموح، فی حین وجد ارتباط سلبی بین البیئة الواقعیة ومستوى الطموح. وکذلک أظهرت الدراسة وجود اختلاف فی العلاقة لدى أفراد البیئة الواقعیة بین مستوى الطموح والاهتمامات المهنیة لصالح الذکور، کما کشفت الدراسة وجود اختلاف فی العلاقة لدى أفراد البیئة المغامرة بین مستوى الطموح والاهتمامات المهنیة لصالح الذکور.
کما هدفت دراسة أونا (Ona, 2015, P.1884) البحث فی الطموحات المهنیة الموهوبین والذین هم فی سن المراهقة وعلى وشک الاختیار المهنی. أجریت الدراسة على 437 طالبا فی الجامعة التقنیة فی ایاسی فی رومانیا وتم تحدید عدد 66 طالبا منهم من الموهوبین فی مجال التقنیة حیث تم استخدام مقیاس الطموحات المهنیة CAS (Gregor & O'Brien, 2013). وأکدت النتائج صحة فرضیات الدراسة وجود طموح اعلى بکثیر للطلبة ذوی المواهب الفنیة مقارنة مع أولئک الذین لا توجد لدیهم أیة مواهب فنیة، بالإضافة إلى أن الطلاب الموهوبین والذین لدیهم طموحات مهنیة أظهروا نتائج اعلى فی الدرجات المتعلقة بالتعلم مدى الحیاة، والرغبة فی مواصلة الدراسة بعد الانتهاء من المستوى الحالی والمشارکة فی الدورات التدریبیة..
کما هدفت دراسة تیلمان (Tillman, 2015, P.405) للتحقق من مدى تأثیر التدخل الأبوی فی الطموحات المهنیة للأبناء وعملیة اتخاذ القرار المهنی لمهنة المستقبل. على عینة بلغت 66 من آباء الطلبة. وأشارت النتائج أن تأثیر الوالدین المتعلمین على خیارات أبنائهم کان أکبر من تأثیر الآباء الغیر المتعلمین.
مشکلة الدراسة
إن من أهم المشکلات التی تقلق الطلبة فی هذه المرحلة هی جهلهم بمهنتهم المستقبلیة التی سیحصلون علیها و یزاولونها، فهم یکوّنون المعتقدات حول المهن من خلال المناقشة مع الوالدین ومعرفة توجهاتهم ورغباتهم، ونصائح المعلمین وارشاداتهم، وتأثرهم بأصدقائهم، ونظرة المجتمع أو ما یقرؤونه فی الکتب عن مهنة ما، وفی ضوء ذلک، تتکون الأفکار والرغبات حول مهنة المستقبل التی یسعى المراهق جاهدا للوصول إلیها(Kim, 2014, P.403).)
ونظرًا لأهمیة الطموحات المهنیة تأتی هذه الدراسة استجابة لعدد من
الدراسات والتوصیات دراسة آل اطمیش (2006) ودراسة أبو سعدة (2012) ،
(Creed, Conlon & Zimmer, 2007, P.9). کما أظهرت بعض الدراسات أیضا أن المراهقین یرون حواجز مهنیة کثیرة بما فی ذلک التمییز العرقی والنوع الاجتماعی ، والسمات الاسریة ونقص الفرص التعلیمیة هذه الأدلة تشیر ان العوائق المهنیة قد تؤدی الى إرباک تطلعات وطموحات المراهقین وتؤثر فی قدرتهم على اتخاذ قرارات مهنیة مثالیة(Lent, Brown & Hackett, 2002) . إن العلاقة بین العوائق المهنیة والتوافق فی الأداء المهنی قضیة معقدة، فی حین أن الحواجز المهنیة قد تقید الخیارات المهنیة للبعض، إلا انها قد تحفز الآخرین أیضا نحو المزید لتحقیق غایاتهم Lent et al., 2002; Creed et al., 2007, P256)) .
وعلى الرغم من وجود بعض الدراسات التی تناولت موضوع الطموحات المهنیة، إلا أنها تعد مشکلة حقیقیة بالغة الأهمیة وتحتاج الى التدخل المهنی المخطط والمنظم ومن هنا ظهرت فکرة الدراسة الحالیة.
أهمیة الدراسة
1. الأهمیة النظریة:
- إن التعرف على الطموحات المهنیة یعتبر من المتطلبات الأساسیة التی تساعد الفرد للوصول نحو مسار مهنی معین, ووفق أساس علمی سلیم.
- ندرة الدراسة فی البیئة العمانیة وفی مجال التوجیه المهنی.
- تعد هذه الدراسة استجابة لنتائج وتوصیات بعض الدراسات والبحوث العربیة لدراسة آل اطمیش (2006)، ودراسة أبو سعدة (2012).
2. الأهمیة التطبیقیة:
- إن تقدیم برنامج توجیه مهنی فی تنمیة الطموحات المهنیة ــ بعد التحقق من فعالیته ــ یعد إثراء میدان التوجیه والإرشاد المهنی؛ حیث یوفر الموجهین والمرشدین برنامجًا جاهزًا للتطبیق.
- تفتح المجال أمام الباحثین لإعداد المزید من البرامج التوجیهیة لفئات عمریة أخرى أو التعمق فیها وتجربتها فی مناطق أخرى، وذلک من شأنه إثراء المعرفة المعلوماتیة فی هذا الجانب.
أهداف الدراسة
تنمیة الطموحات المهنیة لدى طلبة الصف العاشر فی جنوب الباطنة من خلال تقدیم برنامج توجیه جمعی لهم وتقصی فاعلیته.
تعریفات المصطلحات:
1. برنامج التوجیه المهنی (Career guidance program): فی الدراسة الحالیة یعرف على أنه محتوى منظم، قائم على نظریة جوتفریدسون، تقدم فیه المعلومات من خلال الأنشطة والتمارین بطریقة تهدف إلى مساعدة الأفراد على أن یتعلموا المهارات والسلوکیات، وأن یتم تطبیقها فی حیاتهم الیومیة بهدف تنمیة طموحاتهم المهنیة والحصول على مکامن القوة عند الاختیار المهنی، ویتکون برنامج التوجیه الجمعی فی الدراسة الحالیة من (12) جلسة، بواقع (3) جلسات فی الأسبوع بمدة زمنیة (45-60) دقیقة للجلسة التوجیهیة الواحدة.
2. الطموح المهنی (Career Aspiration): هو رغبة شخصیة لمهنة معینة، بحیث تکون هذه المهنة هی المهنة الأکثر تفضیلا فی مرحلة عمریة محددة (Gottfredson, 1999, P.98). وخلافا للنظریات التقلیدیة قام (Leonard & Cranston, 1990 P.17 ) بتعریف الطموح المهنی بأنه الرغبة المستمرة نحو مواصلة التعلیم من أجل تحقیق مهنة ما یصبو إلیها الفرد. وحدیثا تم تعریف الطموح المهنی بأنه الدرجة التی یرغب بها الشخص لیکون ناجحا فی مجال عمله والرغبة نحو الإنجاز المهنی والنزعة نحو القیادة أو الزعامة فی مجال العمل والرغبة فی تطویر الفرد لنفسه من خلال مواصلة التعلیم فی مجال التخصص أو العمل (Gray & O'Brien, 2007, P.6; Gregor & O'Brien, 2015, P.409; Kim, 2014, P.8).
والتعریف الإجرائی للطموحات المهنیة فی هذه الدراسة یقصد به : مجموع الدرجات التی یحصل علیها طلبة الصف العاشر من خلال استجابتهم على مقیاس الطموحات المهنیة إذ هو الدرجة التی یتطلع إلیها المفحوص للتخصصات والوظائف القیادیة ومدى تطلعه لمواصلة التعلیم ضمن تخصصه أو مجال عمل ومدى تطلعه إلى تحقیق انجازات خاصة بمجاله المهنی وذلک باستخدام مقیاس الطموحات المهنیة المستخدم فی هذه الدراسة والذی أعده (Gregor & O'Brien, 2015,P.106) وترجم لهذه الدراسة.
فرضیات الدراسة:
- توجد فروق دالة احصائیا عند مستوى α ≤ 0.005 بین متوسطات استجابات أفراد المجموعة التجریبیة ومتوسطات استجابات أفراد المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی على مقیاس الطموحات المهنیة وأبعاده، لصالح المجموعة التجریبیة.
- توجد فروق دالة احصائیة عند مستوى α ≤ 0.005 بین متوسط استجابات أفراد المجموعة التجریبیة قبل وبعد تنفیذ البرنامج التوجیهی الجمعی للطموحات المهنیة لصالح التطبیق البعدی.
- لا یوجد فرق دال إحصائیا بین متوسطی أفراد المجموعة التجریبیة الاختبار القبلی والبعدی فی مقیاس الطموحاتءً المهنیة تعزى لمتغیر النوع الاجتماعی.
- لا توجد فروق دالة احصائیا عند مستوى α ≤ 0.05 بین متوسطات استجابات أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی والتطبیق المؤجل لمقیاس الطموحات المهنیة وأبعاده.
المنهجیة
سعت الدراسة الحالیة إلى تقصی فاعلیة برنامج توجیهی مهنی فی تنمیة الطموحات المهنیة لدى طلبة الصف العاشر بجنوب الباطنة، ومن أجل ذلک تستخدم الدراسة المنهج شبه التجریبی، والذی یتمثل فی تطبیق أداة الدراسة (مقیاس الطموحات المهنیة) قبلیا على المجموعتین التجریبیة والضابطة، ثم تنفیذ المعالجة على المجموعة التجریبیة من خلال البرنامج التوجیهی فی تنمیة الطموحات المهنیة، ومقارنتها بالمجموعة الضابطة الغیر خاضعة للمعالجة، والتی تتلقى أنشطة التوجیه المهنی من قبل أخصائی التوجیه المهنی، ومن ثم إجراء قیاس بعدی المجموعات الضابطة والتجریبیة، بهدف فحص المتغیر المستقل الذی هو البرنامج التوجیهی المهنی على المتغیر التابع والذی هو تنمیة الطموحات المهنیة لدى طلبة الصف العاشر.
مجتمع الدراسة
یتکون مجتمع الدراسة من جمیع طلبة الصف العاشر بمحافظة جنوب الباطنة للعام الدراسی 2016/ 2017م، والبالغ عددهم (5655) طالبًا وطالبة یتوزعون على 40 مدرسة وذلک وفقا لإحصاء العام الدراسی 2016/2017م (المدیریة العامة للتربیة والتعلیم بمحافظة جنوب الباطنة، 2016)، وقد تم اختیار محافظة جنوب الباطنة لسهولة وصول الباحثة إلیها، والتیسیر اختیار عینة الدراسة، وتوفیر الوقت اللازم لتطبیق البرنامج، والجدول (1) یوضح توزیع مجتمع الدراسة حسب النوع الاجتماعی.
جدول1
توزیع مجتمع الدراسة فی محافظة جنوب الباطنة حسب متغیر النوع الاجتماعی
الولایة |
النوع الاجتماعی |
المجموع |
|
ذکور |
إناث |
||
المصنعة |
672 |
597 |
1269 |
العوابی |
160 |
153 |
313 |
نخل |
203 |
194 |
397 |
برکاء |
797 |
829 |
1626 |
وادی المعأول |
119 |
157 |
276 |
الرستاق |
911 |
863 |
1774 |
المجموع |
2862 |
2793 |
5655 |
العینة
تم اختیار ولایة برکاء من ولایات محافظة جنوب الباطنة بصورة قصدیة، حیث تعد ولایة برکاء ثانی أکبر کثافة سکانیة من ولایات المحافظة، حیث تکونت عینة الدراسة من (108) طالبًا وطالبة من طلبة الصف العاشر بمحافظة جنوب الباطنة، یتوزعون على مدرستین، حیث تم اختیار المدارس بطریقة عشوائیة عن طریق القرعة: وهما مدرسة الباسط للتعلیم الأساسی للبنین (5-10)، ومدرسة هند الأنصاریة للبنات (10-12).
کما تم اختیار العینة العنقودیة عشوائیًا لتمثیل المجموعتین الضابطة والتجریبیة، وتکونت المجموعة التجریبیة من (54) طالبا وطالبة، أما المجموعة الضابطة فتکونت من (54) طالبا وطالبة من طلبة الصف العاشر بمحافظة جنوب الباطنة فی سلطنة عمان، ویرجع سبب اختیار أفراد عینة الدراسة من طلبة الصف العاشر؛ لأن فی هذه المرحلة یقوم الطلبة باختیار المواد للصفین الحادی عشر والثانی عشر، وبالتالی اتخاذ القرار المهنی بخصوص المهنة التی یطمحون بالعمل بها فی المستقبل، مما یؤدی إلى ضرورة إکساب الطلبة المهارات الضروریة وتنمیة هذه الطموحات المهنیة، والتی قد تؤهلهم مستقبلا فی الاعتماد على أنفسهم فی عملیة الوصول لأهدافهم المهنیة من خلال تعلم تنمیة هذه الطموحات وجعلها أقرب للتحقیق فی أرض الواقع، مما یؤدی إلى اختیار تخصصات ومهن تختلف عن ما کانوا یتمنون ویطمحون إلیه، وجدول (2) یوضح توزیع عینة الدراسة حسب المجموعة والنوع الاجتماعی.
جدول 2
توزیع عینة الدراسة وذلک حسب نوع المجموعة ومتغیر النوع الاجتماعی (ن= 108)
المجموعة |
التجریبیة |
الضابطة |
المجموع |
النوع الاجتماعی |
العدد |
العدد |
العدد |
ذکور |
20 |
24 |
44 |
اناث |
34 |
30 |
64 |
المجموع النسبة |
54 50 % |
54 50 % |
108 %100 |
یتبین من خلال الجدول (2) أن المجموعتین (التجریبیة – الضابطة) قد تم توزیعها بالنسبة المئویة ذاتها – تقریبًا-، کما تم تمثیل النوع الاجتماعی فی المجموعة الواحدة بالتساوی تقریبًا، کما تم اختیار الطلبة الذین تقل درجاتهم على المتوسط النظری للمقیاس الخماسی الذی وسطه یساوی (2)، ومن ثم توزیعهم على المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة للمدارس المختارة.
أدوات الدراسة
اعتمدت الدراسة الحالیة على أداتین هما: مقیاس الطموحات المهنیة والبرنامج التوجیهی المهنی، وفیما یلی توضیح الخطوات الخاصة ببناء کل أداة من هاتین الأداتین:
تم إعداد برنامج توجیه مهنی یهدف إلى تنمیة الطموحات المهنیة للصف العاشر، وذلک بعد الاطلاع على الدراسات والأدبیات المرتبطة بموضوع الدراسة، ویستند البرنامج على نظریة جوتفریدسون، ویتکون من 12 جلسة مدة کل جلسة تتراوح من (45- 60) دقیقة، وبواقع (3) جلسات فی الأسبوع، ویستخدم البرنامج أسالیب العصف الذهنی الخرائط الذهنیة وأسالیب حل المشکلة وأسلوب الحوار والمناقشة والأسلوب القصصی والتعلم التعاونی والفردی واللعب وعرض المرئیات والافلام القصیرة . کما تضمن البرنامج عدة مواضیع کالتعریف بالطموح المهنی والوعی الذاتی وکیفیة تحدید الأهداف المهنیة والتخطیط والکفاءة الذاتیة وحل المشکلات المهنیة واتخاذ القرار المهنی. وتضمن ایضا الجلسات الرئیسیة الخاصة بأبعاد المقیاس وهی الإنجاز والتعلیم والقیادة.
واحتوى البرنامج کذلک العدید من الانشطة الهادفة والمتنوعة والتی أضافت تفاعلا ملموسا فی تطبیقها وخاصة تمرین الرؤیة الى 50 سنة وفیه یقوم المتدرب بتصور مشروع یطمح بتنفیذه فی قریته بعد خمسین سنة بشرط ان یکون هذا المشروع خیالیا وکذلک تمرین تحدی الحاجز والذی تم وضع حاجز بین الطلبة ومشکلة مهنیة متصلة بالبیئة العمانیة أعطی الطلبة فیه وقت للتخطیط فی حل لتجاوز وکسر ذلک الحاجز من أجل حل المشکلة وغیرها من الأنشطة المثریة.
الصدق الظاهری للبرنامج
بعد الانتهاء من إعداد محتوى برنامج التوجیهی المهنی بما یتضمنه من أنشطة وتدریبات تم عرض جلسات البرنامج على مجموعة من المحکمین المختصین والأساتذة فی علم النفس والإرشاد المهنی وعددهم (6)، لإبداء ملاحظاتهم حول البرنامج من حیث وضوح الأهداف والأهمیة، وخطوات إعداد الجلسات والأنشطة والوسائل المستخدمة وزمن الجلسات ومدى ملائمتها لخصائص المرحلة العمریة والبیئة العمانیة، واعتبر إجماع 80% من المحکمین کافیًا لقبول الجلسة أو الأنشطة المتضمنة فی الجلسة، وإن قدمت ملاحظات أکثر من 20% عد ذلک کافیًا لتعدیل الجلسة أو النشاط أو حذفها أو إضافة أخرى بدیلة عنها، وقد اجرى تعدیل الصیاغة اللغویة لعدد من فقرات البرنامج وأنشطته وعباراته.
2. مقیاس الطموحات المهنیة (Career Aspiration Scale):
تستخدم الدراسة الحالیة مقیاس الطموحات المهنیة (Career Aspiration Scale) والذی قام ببنائه أوبرن وجریجور (Gregor & O'Brien, 2015)، حیث أن الهدف الأساسی للمقیاس هو مساعدة الأفراد على التقییم الذاتی من خلال معرفة درجة الطموحات المهنیة لدیهم، مما یساعدهم على تنمیة هذه الطموحات للوصول إلى تطلعاتهم المهنیة المستقبلیة. وفی الدراسة الحالیة تم ترجمة المقیاس إلى اللغة العربیة ملحق(1)، حیث یتکون من (24) عبارة موزعة على ثلاثة أبعاد، وتختلف العبارات فی توزیعها على الأبعاد الثلاثة، وتتضمن الإجابة من خلال التدرج الخماسی لیکرت الآتی: (4 تنطبق علی دائمًا، 3 تنطبق علی غالبًا، 2 تنطبق علی أحیانًا، 1 تنطبق علی نادرًا، 0 لا تنطبق علی ابدًا) على الترتیب، وأعلى درجة یمکن أن یحصل علیها الطالب هی (96)، وأقل درجة هی (صفر) حیث تدل الدرجة المرتفعة على وجود طموح عالی وتدل الدرجة المنخفضة على مستوى طموح مهنی منخفض لأفراد العینة. آما عن طریقة تصحیح المقیاس فإن جمیع العبارات الموجبة تخضع مع البند الذی یناظرها بحیث تکون 4، 3، 2، 1، 0، أما بالنسبة للعبارات السالبة وهی: 2، 4، 12، 20، 22، فإنه یتم عکس طریقة تصحیح الإجابات على النحو التالی: 0، 1، 2، 3، 4.
وتقسم أبعاد المقیاس الثلاثة کالآتی:
- البعد الأول: طموح القیادة (Leadership Aspiration): یتکون من (8) عبارات، ویقصد به التطلع نحو التخصصات والوظائف القیادیة.
- البعد الثانی: طموح الإنجاز (Achievement Aspiration): یتکون من (8) عبارات، ویقصد به التطلع نحو تحقیق إنجازات فی مجال التخصص.
- البعد الثالث: طموح التعلیم (Education Aspiration): یتکون من (8) عبارات، ویقصد به التطلع نحو مزید من التعلیم المستمر فی مجال التخصص أو العمل.
الصدق الظاهری للمقیاس
للتحقق من صدق المقیاس بعد ترجمة المقیاس تم عرض المقیاس فی صورته الأولیة، وقد تم إعداد جدول یتضمن العبارات والأبعاد وتعریف کل بعد تعریفًا مفاهیمیًا، وتم حساب نسبة الاتفاق بین المحکمین لکل عبارة، واعتبر اجماع 80% من المحکمین کافیًا لقبول العبارة وإن قدمت ملاحظات من أکثر من 20% بعد ذلک کافیًا لتعدیل العبارة أو حذفها أو إضافة عبارة جدیدة. والجدول (3) یوضح عدد الأبعاد والعبارات المنتمیة لکل بعد، العبارات السالبة مشار إلیها بنجمة*.
جدول3
أبعاد المقیاس، وعدد وأرقام العبارات التی تنتمی لکل بعد (ملحق 5)
م |
البعد |
عدد العبارات |
أرقام العبارات |
1 |
طموح الانجاز |
8 |
* 22-21-*20-17-13-9-8-3 |
2 |
طموح القیادة |
8 |
24-15-*12-7-5-*4-*2-1 |
3 |
طموح التعلیم |
8 |
23-19-18-16-14-11-10-6 |
*العبارات السالبة مشار إلیها بنجمة.
ثبات المقیاس
تم التحقق من الثبات من خلال تطبیق المقیاس على عینة استطلاعیة غیر مشمولة فی الدراسة وعددها (32) طالبا وطالبة من الصف العاشر، وتم حساب معامل الثبات بطریقة ألفا کرونباخ للمقیاس ککل ولکل بعد من أبعاده للحصول على معامل الاتساق الداخلی لدرجات المقیاس، ویتضح من النتائج أن معاملات ثبات ألفا کرونباخ لنتائج تطبیق أبعاد المقیاس تراوحت بین (0,62) فی بعد "طموح القیادة"، و(0,81) فی بعد " طموح التعلیم" وهذا یعنی أن معامل الثبات فی الأبعاد متوسط، کذلک معامل الثبات فی دراسة (Gregor & O'Brien, 2015, P.103)، کان متوسط وتراوح بین (0,74) فی بعد "طموح الانجاز" و(0,87) فی بعد "طموح التعلیم"، بینما معامل الثبات لجمیع الأبعاد فی الدراسة الحالیة بلغ (0,86)، وهو متقارب مع دراسة (Gregor & O'Brien, 2015, P.100) والتی بلغ أیضا (0,88) ویمکن القول أنه جید، ویتمتع بمعاملات ثبات جیدة وکافیة لأغراض الدراسة.
سادسًا: التکافؤ بین المجموعة التجریبیة والضابطة فی القیاس القبلی
للتحقق من تکافؤ المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة على المقیاس القبلی، تم استخدام اختبار "ت" ویوضح جدول (4) نتائج اختبار "ت" للمجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس القبلی.
جدول 4
نتائج اختبار "ت" للمجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس الطموحات
المهنیة فی التطبیق القبلی
البعد |
المجموعة |
ن |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
قیمة ت |
مستوى الدلالة |
درجات الحریة |
طموح القیادة |
تجریبیة |
54 |
1,16 |
0,43 |
0,221 |
0,825 |
106 |
ضابطة |
54 |
1,14 |
0,42 |
||||
طموح الإنجاز |
تجریبیة |
54 |
1,38 |
0,36 |
0,285 |
0,77 |
106 |
ضابطة |
54 |
1,40 |
0,38 |
||||
طموح التعلیم |
تجریبیة |
54 |
1,13 |
0,44 |
1,718 |
0,092 |
106 |
ضابطة |
54 |
0,98 |
0,49 |
||||
الدرجة الکلیة |
تجریبیة |
54 |
1,12 |
0,43 |
1,705 |
0,091 |
106 |
ضابطة |
54 |
0,97 |
0,48 |
یتضح من الجدول (4) أنه لا توجد فروق دالة احصائیًا فی المتوسطات الحسابیة لأبعاد المقیاس الثلاثة، وهو ما یشیر إلى تکافؤ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی مستوى الطموحات المهنیة قبل تطبیق البرنامج التوجیهی المهنی؛ مما یسمح بإجراء المقارنة بین متوسطی المجموعة التجریبیة والضابطة على التطبیق البعدی.
نتائج الدراسة
الفرضیة الأولى: نصت الفرضیة الأولى على "توجد فروق دالة احصائیا عند مستوى α ≤ 0,001 بین متوسطات استجابات أفراد المجموعة التجریبیة ومتوسطات استجابات أفراد المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لمقیاس الطموحات المهنیة لصالح المجموعة التجریبیة"، وللتحقق من صحة الفرضیة تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة باستخدام اختبار "ت" على مقیاس الطموحات المهنیة لدى طلبة الصف العاشر ککل ولکل بعد من أبعاده (طموح القیادة, طموح الإنجاز، طموح التعلیم) ، جدول (5) یبین نتائج اختبار "ت" لعینتین مستقلتین.
جدول5
نتائج اختبار "ت" بین المجموعتین الضابطة (ن=54) والتجریبیة (ن=54) فی التطبیق البعدی لمقیاس الطموحات المهنیة.
البعد |
المجموعة |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
درجات الحریة |
قیمة ت |
مستوى الدلالة |
حجم الأثر |
طموح القیادة |
التجریبیة |
2,72 |
0,60 |
106 |
14,98 |
0,000 |
0,832 |
الضابطة |
1,20 |
0,44 |
|||||
طموح الانجاز |
التجریبیة |
3,18 |
0,46 |
106 |
18,49 |
0,000 |
0,871 |
الضابطة |
1,47 |
0,49 |
|||||
طموح التعلیم |
التجریبیة |
2,64 |
0,57 |
106 |
15,11 |
0,000 |
0,823 |
الضابطة |
0,97 |
0,57 |
|||||
الدرجة الکلیة |
التجریبیة الضابطة |
2,85 1,21 |
0,42 0,41 |
106 |
20,37 |
0,000 |
0,890 |
یتضح من الجدول (5) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة ومتوسطات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی، ولصالح المجموعة التجریبیة، حیث بلغ المتوسط الحسابی للمجموعة التجریبیة (2,72) مقابل (1,20) للمجموعة الضابطة فی بعد طموح القیادة، وبلغ المتوسط الحسابی للمجموعة التجریبیة (3,18) مقابل (1,47) للمجموعة الضابطة فی البعد الثانی، وهو طموح الانجاز، وبلغ المتوسط الحسابی للمجموعة التجریبیة (2,64) مقابل (0,97) للمجموعة الضابطة فی البعد الثالث، وهو طموح التعلیم، کما یتضح من الجدول أن المتوسط الحسابی للمجموعة التجریبیة للکلی ولکل الابعاد (2,85) فی مقیاس الطموحات المهنیة لدى طلبة الصف العاشر أعلى من المتوسط الحسابی للمجموعة الضابطة (1,21)، کما تراوحت معدلات المجموعة التجریبیة من (2,64) إلى (3,18)، والمجموعة الضابطة من (0,97) إلى (1,47)، مما یدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی الدرجة الکلیة لمقیاس الطموحات المهنیة.
وبذلک نقبل الفرضیة التی تنص على أنه "توجد فروق دالة احصائیا عند مستوى α ≤ 0.001 بین المجموعتین فی التطبیق البعدی لمقیاس الطموحات المهنیة لصالح المجموعة التجریبیة" تعزى للبرنامج التوجیهی.
الفرضیة الثانیة
نصت الفرضیة الثانیة على أن " توجد فروق دالة احصائیة عند مستوى α ≤ 0,001 بین متوسطات استجابات أفراد المجموعة التجریبیة قبل وبعد تنفیذ البرنامج التوجیهی الجمعی المهنی لصالح التطبیق البعدی"، والتحقق من هذه الفرضیة تم استخدام اختبار "ت" لمجموعتین مترابطتین لمعرفة الفروق بین المجموعتین فی التطبیق القبلی والبعدی على أبعاد مقیاس الطموحات المهنیة، و جدول (6) یبین نتائج اختبار "ت".
جدول6
نتائج اختبار "ت" لمجموعتین مترابطتین لمعرفة الفروق فی المجموعة التجریبیة بین التطبیقین القبلی والبعدی على أبعاد مقیاس الطموحات المهنیة (ن= 54).
البعد |
التطبیق |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
الفروق |
قیمة ت |
مستوى الدلالة |
حجم الأثر |
|
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
|||||||
طموح القیادة |
قبلی |
1,16 |
0,43 |
1,56 |
0,81 |
14,21 |
0,00 |
0,828 |
بعدی |
2,72 |
0,60 |
||||||
طموح الانجاز |
قبلی |
1,38 |
0,36 |
1,80 |
0,60 |
21,82 |
0.00 |
0,905 |
بعدی |
3,18 |
0,46 |
||||||
طموح التعلیم |
قبلی |
1,12 |
0,43 |
1,51 |
0,80 |
13,80 |
0,00 |
0,831 |
بعدی |
2,64 |
0,57 |
||||||
الدرجة الکلیة |
قبلی بعدی |
1,23 2,85 |
0,35 0,42 |
1,62 |
0,61 |
19,41 |
0,00 |
0,900 |
یتضح من الجدول (6) أن هناک فروقًا ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی التطبیقین القبلی والبعدی لمقیاس الطموحات المهنیة فی الدرجة الکلیة وجمیع أبعاد المقیاس وذلک لصالح التطبیق البعدی، وبذلک یتم قبول الفرضیة الثانیة.
الفرضیة الثالثة
نصت الفرضیة الثالثة على أنه "لا یوجد فرق دال إحصائیا بین متوسط استجابات أفراد المجموعة التجریبیة فی مقیاس الطموحات المهنیة تعزى لمتغیر النوع الاجتماعی"، و للتحقق من هذه الفرضیة، تم أولا استخدام المتوسطات الحسابیة والانحراف المعیاری على مستوى المقیاس ککل، وجدول (7) یوضح النتائج.
جدول7
المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة وفق متغیر النوع
|
النوع |
قبلی |
بعدی |
||
|
|
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
الدرجة الکلیة |
ذکور إناث |
1,33 1,12 |
0,35 0,397 |
2,68 2,95 |
0,419 0,397 |
أما ثانیا، فقد تم اختبار الفرضیة لمعرفة فیما إذا کان هناک فروق ذات دلالة إحصائیة على مقیاس الطموحات المهنیة لمتغیر النوع الاجتماعی والبرنامج التوجیهی المهنی، وذلک باستخدام تحلیل التباین المتکرر (Repeated Measures)، جدول (8) یوضح ذلک.
جدول8
نتائج تحلیل التباین المتکرر (Repeated Measures) لمعرفة فاعلیة المجموعة والنوع الاجتماعی فی مقیاس الطموحات المهنیة لدى طلبة الصف العاشر (ن=54)
مصدر التباین |
مجموع المربعات |
درجات الحریة |
متوسط المربعات |
ف |
الاحتمال |
الاختبار (قبلی، بعدی) |
62,908 |
1 |
62,908 |
355,879 |
0,00 |
التفاعل الثنائی (أ × ب) |
0,878 |
1 |
0,878 |
4,966 |
0,030 |
الخطأ |
9,192 |
52 |
0,177 |
|
|
النوع الاجتماعی (ذکور، إناث) |
0,195 |
1 |
0,195 |
1,729 |
0,194 |
الخطأ |
5,858 |
52 |
0,113 |
|
|
یتبین من جدول (8) أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة بین الاختبار القبلی والبعدی لصالح الاختبار البعدی، أما بالنسبة لمتغیر النوع الاجتماعی فلیست هناک فروق ذات دلالة احصائیة، أما بالنسبة للتفاعل بین کل من الاختبار (القبلی، البعدی) والنوع الاجتماعی (ذکور، إناث) فهو ذو دلالة إحصائیة وهذا یعنی أنه على الرغم من الدلالة الإحصائیة لتأثیر البرنامج التوجیهی على المجموعة التجریبیة فی الاختبار البعدی، إلا أن التفاعل بین متغیری الاختبار والنوع هو الذی أدى إلى وجود هذا الفرق فی الدلالة الإحصائیة.
شکل 1 التفاعل بین متغیری المجموعة والنوع الاجتماعی بالنسبة للکلی وکل الأبعاد
ویتضح من الشکل (1) التفاعل بین الاختبار (القبلی والبعدی) والنوع الاجتماعی (ذکور، اناث)، وأن التحسن لدى الاناث أفضل من الذکور حیث کان أقل من الذکور بالاختبار القبلی وازداد فی الاختبار البعدی.
الفرضیة الرابعة :
نصت الفرضیة الرابعة على أنه "لا توجد فروق دالة احصائیا عند مستوى α ≤ 0.05 بین متوسطات استجابات أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی والتطبیق المؤجل لمقیاس الطموحات المهنیة".
وللتحقق من هذه الفرضیة تم استخدام اختبار "ت" لعینتین مترابطتین للتعرف على مدى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین التطبیق البعدی والمؤجل لمقیاس الطموحات المهنیة، والجدول (9) یعرض خلاصة النتائج.
جدول9
نتائج اختبار "ت" لمعرفة الفروق بین درجات التطبیق البعدی والمؤجل لمقیاس الطموحات المهنیة (ن=54)
البعد |
التطبیق |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
الفروق |
قیمة ت |
مستوى الدلالة |
حجم الأثر |
|
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
|||||||
طموح القیادة |
بعدی |
2,73 |
0,60 |
0,01 |
0,23 |
0,81 |
0,419 |
0,017 |
مؤجل |
2,71 |
0,57 |
||||||
طموح الانجاز |
بعدی |
3,19 |
0,46 |
0,03 |
0,21 |
1,10 |
0,275 |
0,044 |
مؤجل |
3,15 |
0,42 |
||||||
طموح التعلیم |
بعدی |
2,65 |
0,57 |
0,02 |
0,20 |
0,766 |
0,447 |
0,018 |
مؤجل |
2,67 |
0,52 |
||||||
الدرجة الکلیة |
بعدی |
2,85 |
0,42 |
0,01 |
0,11 |
0,633 |
0,529 |
0,012 |
مؤجل |
4,17 |
0,18 |
یتضح من الجدول (9) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی التطبیقین البعدی المؤجل لمقیاس الطموحات المهنیة فی الدرجة الکلیة وجمیع أبعاد المقیاس وبذلک نقبل الفرضیة الصفریة، وعلیه یمکن القول بأن أثر البرنامج على الطلبة ما زال متواصلا.
مناقشة النتائج
هدفت الدراسة الحالیة إلى اختبار فعالیة برنامج توجیهی مهنی فی تنمیة الطموحات المهنیة قائم على نظریة جوتفریدسون لدى طلبة الصف العاشر، وقد أظهرت نتائج اختبار الفروق بین المجموعة التجریبیة والضابطة بعد تطبیق البرنامج، إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعتین التجریبیة والضابطة وذلک لصالح المجموعة التجریبیة فی جمیع أبعاد مقیاس الطموحات المهنیة (طموح القیادة، طموح الانجاز، طموح التعلیم)، وتشیر هذه النتائج إلى فعالیة البرنامج المهنی المصمم فی الدراسة الحالیة.
وعموما اتفقت هذه النتیجة مع دراسة باسی وستیکا ودیلی فف وکابرارا (Bassi, Steca, Delle Fave, & Caprara, 2007, P.6)، والتی أظهرت نتائجها وجود فروق دالة إحصائیا لصالح المجموعة التجریبیة الذین طبقوا برنامج "إرشادی قائم على تعزیز الطموحات المهنیة وتنمیة الذات"، وقد کان سبب التحسن الذی طرأ على أفراد المجموعة ترکیز البرنامج على تعزیز الأهداف والطموحات والهوایات والاهتمامات باستخدام التعزیز الإیجابی، کما اتفقت هذه الدراسة مع نتائج دراسة کل من توشیبا وجاریدو وبرینا ( Chiapa, Garrido & Prina, 2012, P. 794) ، ویدعم أیضا هذه النتیجة، دراسة أبوسعدة (2012) والتی أظهرت نتائجها بأنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسط درجات أفراد المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة فی القیاس البعدی على مستوى الطموح الاکادیمی لصالح المجموعة التجریبیة، حیث رکز البرنامج على تقدیم العدید من المعارف والمهارات والأنشطة لأفراد المجموعة التجریبیة والتی کان لها الدور الفعال فی تنمیة مستوى الطموح الأکادیمی لدیهم. وهذا یدعم أیضا ما جاء فی دراسة آل أطیمش (2006) والتی أسفرت نتائجها عن وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی مستوى الطموح بین الطلبة فی المدارس المشمولة بالإرشاد بین المجموعتین الضابطة والتجریبیة لصالح المجموعة التجریبیة بعد تطبیق البرنامج، مما یؤکد فاعلیة البرنامج الإرشادی فی رفع مستوى الطموح لدى أفراد العینة التجریبیة نظرًا لاحتواء البرنامج على العدید من الاستراتیجیات والمهارات والانشطة. ویدعم ما جاء فی دراسة هیرشی (Hirschi , 2010, P.11) ، والتی تؤکد أنه عندما یبلغ الطلاب سن 14 عاما فما فوق، فانهم یبدأون فی التوافق بین طموحاتهم المهنیة والعوامل الذاتیة الشخصیة نحو تقدیم خیارات واقعیة اکثر وفهم وإدراک أکثر عمقًا نحو الاهداف المهنیة التی یطمحون بالوصول إلیها وأنه یجب تعزیز وتزوید الإناث والذکور بالبیئة التی تساعد على التطور المهنی والتی یتوفر الأنشطة والبرامج والمعلومات مهنیة.
وهذا ما رکزت علیه جوتفریدسون , (Gottfredson, 2005,P. 92) فی نظریتها حول عملیة مساعدة الفرد على إنماء وتقبل صورته لذاته بصورة متکاملة وملائمة لطموحاته وتطلعاته ودوره فی عالم العمل، وکذلک على أن یختبر هذه الصورة فی العالم الواقعی وأن یحولها إلى حقیقة بحیث تکفل له السعادة ولمجتمعه المنفعة من خلال مساعدته فی اکتشاف ذاته عبر سلسلة من الانشطة والتدریب على المهارات لتلبیة حاجاته ورغباته فی هذه الجوانب من خلال البرامج المختلفة. وهذا أیضا یدعم ما رکز علیه سوبر فی نظریته من خلال عرض المراحل العمریة وأهمیة استغلال هذه المراحل فی مساعدة الفرد بالبرامج الارشادیة والتوجیهیة وتدریبه على إنماء وتقبل صورته لذاته بحیث تکون متکاملة و متلائمة مع طموحاته وتطلعاته لدوره فی عالم العمل (عبدالهادی والعزة، 2012, 2.6( .
ونعزی النتیجة الحالیة إلى استخدام برنامج توجیهی محکم من قبل المختصین، وتوفیر ساعات تدریب مناسبة، وتنوع فی الأنشطة المستخدمة، وزمن تنفیذ البرنامج ومناسبته للصف العاشر کلها عوامل ساعدت على فاعلیة البرنامج التوجیهی، واکساب الطلبة المعرفة اللازمة لتنمیة الطموحات المهنیة.
وقد أظهرت نتائج التحلیل أن هناک تحسنًا ملحوظًا لدى المجموعة التجریبیة فی جمیع أبعاد مقیاس الطموحات المهنیة، کما أظهرت النتائج أن هناک فروقًا ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی التطبیق القبلی والبعدی فی الدرجة الکلیة لمقیاس الطموحات المهنیة، ولکل بعد من أبعاده الثلاثة، وذلک لصالح التطبیق البعدی.
وعموما اتفقت نتائج هذه الدراسة مع دراسة حنتول (2012) والتی دلت نتائجها على وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی التطبیق القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة لصالح التطبیق البعدی. بالاضافة الى انها اتفقت نتیجة الدراسة الحالیة أیضا مع دراسة المشیخی (2009) ودراسة الجمیلی (2009) والتی دلت نتائجها على وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة ولصالح القیاس البعدی، وأن سبب هذه الفروق یعود إلى تأثیر البرنامج واتفقت أیضا مع نتائج دراسة القرعاوی (2012) والتی اثبتت نتائجها وجود فعالیة للبرامج المقترحة من خلال نتائج التطبیق البعدی.
کما أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائیا فی المجموعة التجریبیة وفقًا لمتغیر النوع الاجتماعی. وتفسر هذه النتیجة بأن البرنامج کان فعالاً فی الدراسة الحالیة للمجموعة التجریبیة، وترجع هذه النتیجة أیضا إلى أن البرنامج کان مزودًا بالوسائل المناسبة والتی أدت إلى عدم وجود تفاعل بین النوع الاجتماعی والبرنامج، وکذلک فإن الأسالیب والأنشطة المستخدمة مناسبة للذکور والإناث وبالتالی فإن البرنامج یمکن تطبیقه على الذکور والإناث بنفس الطریقة والأسالیب المستخدمة والأنشطة الموجودة فیه.
کذلک تم تقدیم البرنامج للذکور والإناث بنفس آلیة التنفیذ من حیث الأسالیب والوسائل المستخدمة فی التطبیق، وعلیه فإن النوع الاجتماعی لیس له تأثیر فی تنمیة الطموحات المهنیة، حیث یمکن تطبیق البرنامج لکل من الذکور والإناث بالطریقة نفسها وسیکون له التأثیر نفسه. وقد تعود النتیجة أیضا إلى أن البرنامج ساهم إلى وجود النظرة المتقاربة لأهمیة تنمیة الطموحات المهنیة بین الذکور والإناث ؛ حیث کانت الفروق بین المجموعة التجریبیة والضابطة دالة إحصائیا لکل الأبعاد الأمر الذی یدعم فاعلیة البرنامج الحالی، کون تأثیره امتد لیشمل تنمیة الجوانب الثلاثة المکونة لمقیاس الطموحات المهنیة؛ حیث کانت هذه التأثیرات لصالح المجموعة التجریبیة فی کل الأبعاد، کما أظهرت ان تفاعل الاناث فی المجموعة التجریبیة والضابطة، أعلى من الذکور فی التجریبیة والضابطة، وهذه النتیجة تتفق مع الدراسات السابقة مثل دراسة (Niles, & Harris 2005, P.102) والتی اهتمت بتحقیق الطموحات المهنیة والتی أظهرت تحسن لدى طلبة المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی، دون النظر إلى النوع الاجتماعی وهذا یدعم ما جاء أیضا فی دراسة ( (Leung, Conoley, & Schell,1994 من أن النساء یعکسن مستویات أعلى فی التحصیل العلمی والطموحات إلى الوظائف القیادیة بالمقارنة مع الرجال من نفس المستوى التعلیمی. وهذا یدعم کذلک ما جاء فی دراسة میندیز وکروفورد ((Mendez & Crawford, 2002 ،وهذا ما یعکس الواقع حقیقة من ناحیة تحقیق الإناث مستویات علمیة تفوق الذکور فی نفس المستوى التعلیمی لما جرت علیه العادة کونهن أکثر انشغالا بالمذاکرة فی المنزل من الذکور.
وهذا ما أکدته دراسة کلا من آل أطیمش (2006)، ودراسة ابو سعدة (2012)، وکذلک دراسة حنتول (2012)، حیث أشارت النتائج إلى عدم وجود الفروق الدالة إحصائیا بین البرنامج والنوع الاجتماعی.
کما أشارت نتائج اختبار "ت" للمجموعات المترابطة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والمؤجل فی مقیاس الطموحات المهنیة، مما أدى إلى قبول الفرضیة الرابعة.ویمکن أن نعزی نتیجة استمرار فاعلیة البرنامج التوجیهی المطبق إلى کمیة المعلومات المعرفیة التی وفرها البرنامج من حیث الأسالیب واستراتیجیات التفکیر والتمارین المختلفة التی تنمی الطموحات المهنیة لدى الطلبة.کما یمکن أن نعزی نتیجة هذه الفرضیة إلى التفاعل الاجتماعی للطلبة سواء فیما بینهم مباشرة أو بین أفراد المجتمع المحیط بهم، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعی والتقنیات الحدیثة، کل هذا یساعدهم على تبادل الخبرات.
وهذا ما أکدته دراسة المشیخی (2009) ودراسة الجمیلی (2009)، والتی دلت نتائجها على استمراریة أثر البرنامج، واتفقت أیضا مع دراسة کلا من القرعاوی (2012) ودراسة محمد (2011)، والتی أعادت تطبیق مقیاس الدراسة على عینة من الطلبة المشارکین فی البرامج التدریبیة فی على المدى الطویل.ومن خلال عرض ومناقشة النتائج یمکن القول بفاعلیة هذا البرنامج التوجیهی فی تنمیة الطموحات المهنیة لدى الطلبة الذکور والإناث على حد السواء، مما یدل على إمکانیة تطبیقه على عینات مماثلة فی مناطق ومحافظات وأماکن أخرى.
التوصیات
فی ضوء النتائج التی أظهرتها هذه الدراسة یمکن تقدیم التوصیات التالیة:
- یمکن للقائمین على البرامج التعلیمیة فی المؤسسات التربویة، عقد ورشة تدریبیة لأخصائی التوجیه المهنی لتعزیز کفاءتهم فی تنمیة الطموحات المهنیة، ومن ثم عرضها على الطلبة وتساعدهم على تنمیة طموحاتهم المهنیة وتطلعاتهم المستقبلیة.
- إجراء دراسة للکشف عن تأثیر أولیاء الأمور على الطموحات المهنیة لدى أبنائهم الطلبة وأهمیة التعرف على المعوقات التی قد تحول دون وصول الطلبة لأهدافهم المهنیة، والتعرف على کیفیة معالجتها من خلال عقد الورش والدورات التدریبیة والجلسات الارشادیة والتوجیهیة.
- إجراء دراسات حول تطلعات وطموحات المرأة نحو المهن القیادیة والعراقیل التی قد تواجه الإناث فی تحقیق طموحاتهن القیادیة.
المراجع
أبو سعدة، نفوذ سعود (2012). فاعلیة برنامج إرشادی لتنمیة مستوى الطموح الأکادیمی لدى طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة خان یونس (رسالة ماجستیر منشورة). جامعة الأزهر: غزة.
آل اطمیش، سناء نعیم بدر (2006). أثر برنامج إرشادی فی رفع مستوى الطموح لدى طلبة المرحلة الإعدادیة (رسالة ماجستیر غیر منشورة). الجامعة المستنصریة: العراق.
التویجری، أسماء (2002). المتغیرات الاجتماعیة المحددة لمستویات وأنماط الطموح الاجتماعی (رسالة دکتوراه منشورة). جامعة الملک سعود: المملکة العربیة السعودیة.
الجمیلی، علی علیج (2009). أثر التدریب على حل المشکلات فی خفض قلق المستقبل لدى طلاب کلیة التربیة، مجلة أبحاث کلیة التربیة جامعة الموصل (4) 8 . ، 19 .
حنتول، أحمد موسى (2012). فاعلیة برنامج إرشادی نفسی مقترح لتخفیف قلق المستقبل وأثره على دافعیة الإنجاز ومستوى الطموح لدى طلاب کلیة المجتمع بجامعة جازان (رسالة دکتوراه غیر منشورة). کلیة العلوم الاجتماعیة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة: السعودیة.
الرزیقی، راشد خلفان (2015). البیئات المهنیة السائدة لدى طلبة الصف الثانی عشر وعلاقتها بمستوى الطموح والاهتمامات المهنیة فی مدراس محافظة مسقط (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، جامعة السلطان قابوس: سلطنة عمان.
الساعدی، سعاد أحمد مولى (2015). العلاقة بین الالتزام الاکادیمی والطموح المهنی والاکادیمی لدى طلبة الجامعة. مجلة أداب المستنصریة، 70، 1-62 .
السلوط، خالد سلیمان (2007). النمط المعرفی وعلاقته بمستوى الطموح لدى طلبة کلیة التربیة فی جامعة الیرموک فی ضوء بعض المتغیرات (أطروحة دکتوراه منشورة). جامعة الیرموک: الاردن.
الشبیبی، یوسف علی (2017). فاعلیة برنامج توجیهی مهنی لتنمیة مهارات التفکیر الإبداعی لاکتشاف الفرص فی ریادة الأعمال لدى طلبة من الصف الحادی عشر بمحافظة جنوب الباطنة فی سلطنة عمان (رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة السلطان قابوس: سلطنة عمان.
عیاصرة، محمد نایف (2010). مفاهیم ودراسات فی علم النفس التربوی. عمان: دار زهران للنشر والتوزیع.
عبدالهادی، جودت.، والعزة، سعید (2012). التوجیه المهنی ونظریاته (ط2).عمّان: دار الثقافة للنشر والتوزیع.
القرعاوی، أدیب محمد (2012). فعالیة برنامج إرشادی معرفی لخفض قلق المستقبل لدى التلامیذ الأیتام فی عنیزة( رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة الملک عبدالعزیز: المملکة العربیة السعودیة.
المشیخی، غالب بن محمد (2009). قلق المستقبل وعلاقته بکل من فاعلیة الذات ومستوى الطموح (رسالة دکتوراه غیر منشورة). جامعة أم القرى: المملکة العربیة السعودیة.
وزارة التربیة والتعلیم (2016). قسم الإحصاء والمؤشرات. الرستاق: المدیریة العامة للتربیة والتعلیم بمحافظة جنوب الباطنة.
وزارة التربیة والتعلیم (2016). مسارک المهنی للصف الحادی عشر (الطبعة الثالثة). المرکز الوطنی للتوجیه المهنی: سلطنة عمان.
یوسفی، دلال (2013). فاعلیة برنامج ارشادی مقترح لتنمیة مستوى الطموح الاکادیمی لدى تلامیذ المرحلة الثانویة دراسة میدانیة بثانویة حی القطب بالمسیلة (رسالة دکتوراه). جامعة محمد خضر: الجزائر.
Bandura, A., Barbaranelli, C., Caprara, G. V., & Pastorelli, C. (2001). Self-efficacy beliefs as shapers of children's aspirations and career trajectories. Child Development, 72(1), 187-206.
Bassi, M., Steca, P., Delle Fave, A., & Caprara, G. V. (2007). Academic self-efficacy beliefs and quality of experience in learning. Journal of Youth and Adolescence, 36(3), 301-312.
Chiapa, C., Garrido, J. L., & Prina, S. (2012). The effect of social programs and exposure to professionals on the educational aspirations of the poor. Economics of education review, 31(5), 778-798.
Creed, P. A., Conlon, E. G., & Zimmer, M. J. (2007). Career barriers and reading ability as correlates of career aspirations and expectations of parents and their children. Journal of Vocational Behavior, 70(2), 242-258.
Domenico, D. M., & Jones, K. H. (2007). Career aspirations of pregnant and parenting adolescents. Journal of Family and Consumer Sciences Education, 25(1), 24-33.
Francis, B. (2002). In the future really female? The impact and implications of 14-16 year olds' career choices. Journal of education and work, 15(1), 75-88.
Githang'a, M. M. (2007). Vocational Aspirations of Upper Primary School Learners with Visual Impairments (Doctoral dissertation), University of Oslo: Kenya.
Gottfredson, L. S. (2005). Using Gottfredson's theory of circumscription and compromise in career guidance and counseling. Career development and counseling: Putting Theory and Research to Work, 4, 71-100.
Gray, M. P., & O'Brien, K. M. (2007). Advancing the assessment of women's career choices: The Career Aspiration Scale. Journal of Career Assessment, 15(3), 317-337.
Gregor, M. A., & O'Brien, k. M. (2015). The changing face of psychology: Leadership Aspirations of Female Doctoral Students Counseling Psychologist, 43, 90-113.
Hirschi, A. (2010). Swiss adolescents' career aspirations: Influence of context, age, and career adaptability. Journal of Career Development, 36(3), 228-245.
Hirschi, A (2010). Positive adolescent career development: The role of intrinsic and extrinsic work values. The Career Development Quarterly, 58(3), 276-287.
Kim, M. (2014). Family background, students' academic self-efficacy, and students' career an life success expectations, International Journal for the Advancement of Counseling, 36(4), 395-407.
Kniveton, B. H. (2004). The influences and motivations on which students base their choice of career. Research in education, 72(1), 47-59.
Landine, J. R. (2013). The relationship between vocational self-concept, ego-identify development, and vocational decision-making. The Canadian Journal of Career Development, 12(2), 5-18.
Lent, R. W., Brown, S. D., & Hackett, G. (2002). Social cognitive career theory. Career Choice and Development, 4, 255-311.
Leung, S. A Conoley, C. W & Schell, M. J. (1994). The careers and educational aspirations of gifted high school students: A retrospective study. Journal of Counseling and Development, 72, 298-303.
Lupart, J. L., Canoon, E., & Telfer, J. A. (2004). Gender differences in adolescent academic achievement, interest, values and life-role expectations. High ability studies, 15(1), 25-42.
Mackay, C. M., (1982). Relations of socioeconomic status and sex variables to the complexity of worker functions in the occupational choices of elementary school children. Journal of vocational behavior, 20, pp. 31-37.
Mendez, L. M., & Crawford, K. M. (2002). Gender-role stereotyping and career aspirations: A comparison of gifted early adolescent boys and girls. Journal of Secondary Gifted Education, 13(3), 96-107.
Niles, S. G. & Harris Bowlsbey, J. (2005). Career development interventions in the 21 century. Upper Saddle River, NJ: Pearson.
Ona, A. (2015). Professional aspirations in students with technical talent. Procedia- Social and Behavioral Sciences, 191, 1881-1885.
Patton, W., & Creed, P. (2007). The relationship between career variables and occupational aspirations and expections for Australian high school adolescents. Journal of career development, 34(2), 127-148.
Savickas, M. L. (2005). The theory and practice of career construction. Career development and Counseling: Putting theory and research to work, 1, 42-70.
Skorikov, V. (2007). Continuity in adolescent career preparation and its effects on adjustment. Journal of Vocational Behavior, 70(1), 8-24.
Stralnieks, R. (2003). The relationship of students domain specific self- concepts and self- efficacy to academic performance. Psychology Cognitive. Dissertation abstracts international, 65 (10-B). 525-543.
Tillman, K. (2015). Parental influence on college students' career aspirations. San Francisco: Jossey- Bass.