أنماط الاستثارات الفائقة (وفق نظرية دابروسکي) وعلاقتها باتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السعودية

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على درجة الاستثارات الفائقة ودرجة امتلاک مهارات اتخاذ القرار والعلاقة بينهما والکشف عن الفروق تبعاً لمتغير الصف الدراسي لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة بمنطقة الباحة، ولتحقيق غايات الدراسة الحالية تم اتباع المنهج الوصفي الارتباطي لتناسبه مع طبيعة الدراسة وأهدافها. وقد تکون مجتمع الدراسة من (202) طالبة موهوبة، فيما تکونت عينة الدراسة من (163) طالبة موهوبة. وقد تم استخدام مقياس الاستثارات الفائقة لدى المطيري2008) )، والذي تم تقنينه ليتناسب مع البيئة السعودية ومقياس اتخاذ القرار من اعداد الباحثة وذلک بعد التأکد من صدق وثبات أدوات الدراسة. وأشارت النتائج إلى أن درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابي مقداره (3.64)، وجاءت الأبعاد کلها بدرجة مرتفعة ومرتبة على التوالي (الاستثارة الحسية الفائقة، الاستثارة العقلية الفائقة، الاستثارة الانفعالية الفائقة، الاستثارة التخيلية الفائقة، الاستثارة النفسية الفائقة). کذلک اشارت النتائج أن درجة امتلاک مهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابي مقداره (3.71)، وجاءت الأبعاد کلها بدرجة مرتفعة ومرتبة على التوالي (تحديد الهدف، اتخاذ القرار، تقييم البدائل، تحديد البدائل). کذلک أشارت النتائج إلى وجود ارتباط موجب ودال احصائياً عند مستوى الدلالة بين درجة الاستثارات الفائقة ومهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات. وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاستثارات الفائقة وأبعادها النفسحرکية والحسية والتخيلية والانفعالية لدى الموهوبات تعزى للصف الدراسي، وکانت لصالح الطالبات في الصفين الأول والثاني المتوسط. بينما لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة مهارات اتخاذ القرار تعزى للصف الدراسي.
The current study aimed at identifying the degree of over excitabilities and its relationship to decision making among female the gifted students and the differences in this according to the variable of the students’ grade. To achieve the objectives of the current study, the descriptive correlational approach was adopted because it is appropriate to the nature of the study and its objectives. The study population consisted of (202) gifted female students, while the study sample consisted of (163) gifted Female students. Over excitabilities scale and decision-making scale (developed by the researcher) were used to collect the data. The results indicated that the degree of over excitabilities in gifted students was generally high with a mean of (3.64). The dimensions were all high and ordered, respectively (sensory, emotional, imaginative, and psychological over excitabilities). The degree of decision-making skills of gifted students in general was high with a mean of (3.71). All dimensions were high and ordered respectively (goal setting, decision making, evaluation of alternatives, and identification of alternatives). Also, the results showed statistically significant differences in the degree of over excitabilities and the psychological, sensory, imaginative and emotional dimensions of the gifted students due to the grade favoring first and second intermediate over third grade. While there were no statistically significant differences in the degree of decision-making skills attributed to students’ grade. The results also indicated a positive and statistically significant correlation between the degree of over excitabilities and decision-making skills of gifted students.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

         =======

 

أنماط الاستثارات الفائقة (وفق نظریة دابروسکی) وعلاقتها باتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة

 

 

 

إعـــداد

هنادی علی دخیل الحارثی

إشراف

د / خضر محمود أحمد القصاص

أستاذ التربیة الخاصة المساعد بجامعة الباحة

                

}     المجلد الخامس والثلاثون – العدد الثامن– جزء ثانی –  أغسطس 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

المستخلص

هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على درجة الاستثارات الفائقة ودرجة امتلاک مهارات اتخاذ القرار والعلاقة بینهما والکشف عن الفروق تبعاً لمتغیر الصف الدراسی لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة بمنطقة الباحة، ولتحقیق غایات الدراسة الحالیة تم اتباع المنهج الوصفی الارتباطی لتناسبه مع طبیعة الدراسة وأهدافها. وقد تکون مجتمع الدراسة من (202) طالبة موهوبة، فیما تکونت عینة الدراسة من (163) طالبة موهوبة. وقد تم استخدام مقیاس الاستثارات الفائقة لدى المطیری2008) )، والذی تم تقنینه لیتناسب مع البیئة السعودیة ومقیاس اتخاذ القرار من اعداد الباحثة وذلک بعد التأکد من صدق وثبات أدوات الدراسة. وأشارت النتائج إلى أن درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.64)، وجاءت الأبعاد کلها بدرجة مرتفعة ومرتبة على التوالی (الاستثارة الحسیة الفائقة، الاستثارة العقلیة الفائقة، الاستثارة الانفعالیة الفائقة، الاستثارة التخیلیة الفائقة، الاستثارة النفسیة الفائقة). کذلک اشارت النتائج أن درجة امتلاک مهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.71)، وجاءت الأبعاد کلها بدرجة مرتفعة ومرتبة على التوالی (تحدید الهدف، اتخاذ القرار، تقییم البدائل، تحدید البدائل). کذلک أشارت النتائج إلى وجود ارتباط موجب ودال احصائیاً عند مستوى الدلالة بین درجة الاستثارات الفائقة ومهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات. وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة الاستثارات الفائقة وأبعادها النفسحرکیة والحسیة والتخیلیة والانفعالیة لدى الموهوبات تعزى للصف الدراسی، وکانت لصالح الطالبات فی الصفین الأول والثانی المتوسط. بینما لم توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة مهارات اتخاذ القرار تعزى للصف الدراسی.

الکلمات المفتاحیة: الاستثارات الفائقة، اتخاذ القرار، الطالبات الموهوبات، الباحة.

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

The current study aimed at identifying the degree of over excitabilities and its relationship to decision making among female the gifted students and the differences in this according to the variable of the students’ grade. To achieve the objectives of the current study, the descriptive correlational approach was adopted because it is appropriate to the nature of the study and its objectives. The study population consisted of (202) gifted female students, while the study sample consisted of (163) gifted Female students. Over excitabilities scale and decision-making scale (developed by the researcher) were used to collect the data. The results indicated that the degree of over excitabilities in gifted students was generally high with a mean of (3.64). The dimensions were all high and ordered, respectively (sensory, emotional, imaginative, and psychological over excitabilities). The degree of decision-making skills of gifted students in general was high with a mean of (3.71). All dimensions were high and ordered respectively (goal setting, decision making, evaluation of alternatives, and identification of alternatives). Also, the results showed statistically significant differences in the degree of over excitabilities and the psychological, sensory, imaginative and emotional dimensions of the gifted students due to the grade favoring first and second intermediate over third grade. While there were no statistically significant differences in the degree of decision-making skills attributed to students’ grade. The results also indicated a positive and statistically significant correlation between the degree of over excitabilities and decision-making skills of gifted students.

Keywords: Over excitabilities, Decision Making, Gifted Students, Albaha.

 

 

 

مقدمة:

      یشهد العالم فی السنوات الأخیرة تنافساً قویاً بین الأمم المتطورة فی شتى المجالات سواء السیاسیة أو الاقتصادیة أو الاجتماعیة أو التقنیة أو غیر ذلک من المجالات، وتسعى هذه الأمم لمجاراة هذا التنافس من خلال الترکیز على جوانب القوة لدیها ومعالجة جوانب الضعف وکل هذا لا یأتی إلا من خلال الاهتمام بالخصائص العقلیة والشخصیة المتمیزة لدى أبنائها خصوصاً الموهوبین منهم، ویکمن جوهر الاهتمام بدراسة الموهوبین والمبدعین فی تشخیصهم والتعرف على خصائصهم منذُ طفولتهم المبکرة، بهدف توفیر الخدمات التعلیمیة المناسبة، والتی تتلاءم مع إمکانیاتهم وتمکنهم من صقل مواهبهم واستثمارها وإثرائها.

وقد ذکر جروان (126:2015) أن الطلبة الموهوبین والمتفوقین بحاجة إلى رعایة تربویة وخدمات متمیزة عن البرامج والخدمات التقلیدیة المتواجدة فی المدارس العادیة، حیث ان الخدمات التقلیدیة لا توفر لهم الرعایة اللازمة.

     وتعتمد التعریفات القدیمة للطالب الموهوب على معیار نسبة الذکاء، وقد عرف تیرمان(Terman) الطفل الموهوب بأنه الطفل الذی لا تقل نسبة ذکائه عن (135) على مقیاس الذکاء (سلیمان، 2014:76). بینما اعتمدت التعریفات الحدیثة التی ظهرت فی القرن العشرین على أکثر من بُعد لتعریف الموهبة، ومن أشهر التعریفات تعریف مکتب التربیة الأمریکی المعروف باسم مارلاند (marland) والمشار إلیه لدى (الجهنی، 2010:23) والذی ینص على ان هؤلاء الطلاب الذین یملکون قدرات وإمکانیات غیر عادیة تبدو فی أدائهم العالی والمتمیز، وممن لا تخدمهم مناهج المدارس العادیة، وبحاجة إلى برامج متخصصة، والذی یتم تحدیدهم بواسطة متخصصین مؤهلین ومتمرسین.

     إن ما یمیز الموهوبین المراهقین عن غیرهم من المراهقین هو التمیّز والتفرّد، وغالباً تستمر سلوکیاتهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة ولکن بشکل أکبر، وتظهر فی أنماط التفکیر، الکثافة العاطفیة، وإدراک حاجات الآخرین ومخاوفهم، وقد أطلق دابروسکی على ذلک کله اسم "الحساسیة المفرطة"، وهی التی یمکن ان تغلف کل مجال فی حیاة المراهقین (کولانجیلو ودیفیز، 2011).

     فإن مفهوم الاستثارات الفائقة Over excitabilities (OEs) الذی تضمنته نظریة دابروسکی یعد إطاراً جدیراً بالاهتمام فی النظر إلى مفهوم الموهبة من خلال خمسة مکونات أساسیة نفسیة وهی المجالات (النفسحرکیة – الحسیة – التخیلیة – العقلیة – الانفعالیة)، وان هذه المظاهر الشخصیة الخاصة بالاستثارات الفائقة (OEs) تعد مؤشراً قویاً على النمو والاستعداد التطوری ووجود الموهبة (Mandaglio & Tillier, 2006)ویحتاج المتخصصون فی مجال الموهبة والتفوق إلى التعرف على خصائص هؤلاء الأشخاص وفهم طبیعة النمو لدیهم، وتعد الاستثارات الفائقة (Over Excitabilities) من الخصائص الممیزة للموهوبین والتی تحتاج إلى معرفة طبیعتها وعلاقتها بالخصائص الأخرى لدى هؤلاء الأشخاص                           (الطنطاوی، 2017:313).  

     واظهر دابروسکی فی نظریته اهتمام کبیر بنمو الشخصیة لدى الافراد الموهوبین، وانهم یسیرون بشکل جید نحو تحقیق الذات ویظهرون مستویات عالیة من المسؤولیة والاستقلالیة واتخاذ القرارات (Linda, 2001:3).

     وذکر(زهران، (291:2005 ان دعم اتخاذ القرارات للأفراد یساعدهم فی الوصول إلى قرارات مناسبة، وتشجعهم على اتخاذ القرارات بأنفسهم وتحمل نتائج تلک القرارات، ویعد هذا أساس من اساسیات النمو النفسی. ویرى (السید،118:2012) أن اتخاذ القرار من المهارات التی ینبغی إکسابها للأطفال والمراهقین فی کل المراحل النمائیة لأهمیته فی حیاة الأفراد.

مشکلة الدراسة:

    یعتبر الموهوبین من علماء المستقبل وقادته والکنز الأکبر للمجتمعات الحضاریة، والاهتمام بهم ضرورة علمیة لا یمکن الاستغناء عنها للاستفادة من قدرات هؤلاء الموهوبین والاسهام فی تقدم المجتمع. فقد ترکز الاهتمام بالخصائص العقلیة لهذه الفئة، ولم تحظ الخصائص الشخصیة والنفسیة للموهوبین على الاهتمام ذاته الذی حظیت به الجوانب العقلیة (الرابغی، 266:2013).

     واورد دابروسکی کما ورد فی المطیری(2008) فی نظریة الانقسام والتحلل الإیجابی مجال لفهم الموهبة من خلال مفهوم الاستثارة الفائقة والتی رکزت على الخصائص الشخصیة والنفسیة، وأشارت العدید من الدراسات والبحوث إلى ان الموهوبین یمتلکون سمات شخصیة ونفسیة وقدرات عالیة فی حل المشکلات واتخاذ القرارات، وتعتبر عملیة اتخاذ القرارات من المهارات المهمة فی حیاة الفرد والتی یستطیع من خلالها حل مشکلاته وتحقیق التوازن والتکیف مع البیئة المحیطة.

     وتتأثر عملیة اتخاذ القرار بالعدید من العوامل منها عوامل نفسیة کالانفعالات الحادة والتوتر، وقد تؤثر تلک الانفعالات تأثیراً ایجابیاً على الفرد، کما ذکر ذلک دابروسکی (Dabrowski) فی نظریته وأطلق علیها مصطلح "الاستثارات الفائقة"

ومما سبق نشأت الفکرة بمعرفة درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات وعلاقتها باتخاذ القرار.

أسئلة الدراسة:

1- ما درجة أنماط الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة؟

2-  ما درجة امتلاک مهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة؟

3- هل توجد علاقة ارتباطیة دالة احصائیاً بین درجة الاستثارات الفائقة ودرجة امتلاک مهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات؟

4-  هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة  فی درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة تعزى لمتغیر الصف الدراسی؟

5- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة  فی درجة امتلاک مهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة تعزى لمتغیر الصف الدراسی؟

أهداف الدراسة:

      تهدف الدراسة الحالیة إلى:

1- الکشف على درجة توفر الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات.

2- الکشف على درجة امتلاک مهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات.

3- التعرف على درجة الفروق فی الاستثارات الفائقة بین الطالبات الموهوبات فی مستوى الصفوف (الأول المتوسط- الثانی متوسط- الثالث متوسط).

4- التعرف على درجة الفروق فی مهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات فی مستوى الصفوف (الأول المتوسط- الثانی متوسط- الثالث متوسط).

5- الکشف عن العلاقة بین درجة الاستثارات الفائقة ومهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات.

أهمیة الدراسة:

     تبرز أهمیة الدراسة الحالیة فی محاولتها للتعرف على درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات من خلال استخدام مقیاس الاستثارات الفائقة (OEQII)، وتستمد الدراسة الحالیة أهمیتها ایضاً من موضوعها وهو العلاقة بین أنماط الاستثارات الفائقة واتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات، کما تتمثل أهمیة الدراسة الحالیة فی جانبین أساسیین:

الأهمیة النظریة:

-        تبرز الأهمیة النظریة من خلال محاولة إظهار مفهوم الاستثارات الفائقة وعناصرها وارتباط نظریة دابروسکی بالموهبة، بالإضافة الى ما یمکن ان توفره هذه الدراسة من اطر نظریة ودراسات سابقة یمکن أن تشکل مرجع للتربویین والمعلمین وأولیاء أمور التلامیذ الموهوبین فی فهم الإمکانات المتطورة والنمو الانفعالی ومکوناته عبر نظریة دابروسکی ومنظوره للاستثارات الفائقة(OEs).

-        إن الاستثارات الفائقة کمفهوم أساسی وتطبیقی لنظریة دابروسکی تأتی کاستحداث تربوی تطبیقی حدیث فی مجال تعلیم الموهوبین، وفتح المجال فی إجراء المزید من البحوث ذات الصلة بالموضوع یمکن أن یحدث تطویراً فی مجال تعلیم الموهوبین وإرشادهم.

ویمکن أن تبرز الأهمیة التطبیقیة لهذه الدراسة:

-         إثارة اهتمام المسؤولین العاملین فی الحقل التربوی عن أهمیة أنماط الاستثارات الفائقة ودعم استخدام نظریة دابروسکی کإطار للبرامج الارشادیة للموهوبین فی مجالات النمو الانفعالی ومجالات تعلیم الموهوبین.

-        کما ان الدراسة الحالیة وفرت مقیاس لاتخاذ القرار للطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة.

مصطلحات الدراسة:

 الاستثارات الفائقة over excitabilities(OEs):

      وقد عرّف دابروسکی فی (الربیعی والبعاج،266:2017) بأنها الاستجابة فوق المتوسط والتی تفوق المؤثرات المسببة لها، والتی تظهر على شکل استثارات عالیة نفسحرکیة وحسیة وعقلیة وتخیلیة وانفعالیة. وهذه الاستثارات والتی یعبر عنها من خلال الشدة أو الحدة (Intensity) فی الاستجابة على شکل رد فعل کبیر على المثیرات الداخلیة والخارجیة یمکن أن ینظر إلیها إیجابیاً فی تطور الإمکانات والاستعدادات الفردیة ومؤشر دال على وجود الموهبة.

     وتعرف اجرائیاً فی الدراسة الحالیة بأنها مجموع الدرجات التی تحصل علیها الطالبة فی المقاییس الفرعیة لأبعاد مقیاس الاستثارات الفائقة وهذه الأبعاد هی:

1-      الاستثارة الفائقة النفسحرکیة.

2-      الاستثارة الفائقة الحسیة.

3-      الاستثارة الفائقة التخیلیة.

4-      الاستثارة الفائقة العقلیة.

5-      الاستثارة الفائقة الانفعالیة.

اتخاذ القرار:

      یعرف إدوارد وتیفرسکی کما ورد فی (السلامة والطراونة، 2012) اتخاذ القرار بأنه تلک العملیة التی تبنى علیها الدراسة والتفکیر الموضوعی للوصول إلى قرار معین أی الاختیار والمفاضلة للبدائل والإمکانیات المتاحة حیث ان أساس القرار هو وجود بدائل.

      ویعرف اتخاذ القرار اجرائیاً لهذه الدراسة بأنه مجموع الدرجات التی تحصل علیها الطالبة فی المقاییس الفرعیة لأبعاد مقیاس اتخاذ القرار وهذه الأبعاد هی:

1-      تحدید الهدف.

2-      تحدید البدائل.

3-      تقییم البدائل.

4-      اتخاذ القرار.

الطالبات الموهوبات:

وتعرّف مؤسسة الملک عبد العزیز ورجالة للموهبة(2018) الموهوبات بأنهن من یمتلکن قدرة أو قدرات استثنائیة وأداء عالی غیر عادی مقارنة بالفئة العمریة التی ینتمی إلیها فی مجال أو أکثر من المجالات العقلیة أو الأکادیمیة أو الإبداعیة أو القیادیة أو الفنیة وذلک بدلالة أدائه على الاختبارات أو المقاییس ذات العلاقة بتمیزه بحیث یکون اداؤه ضمن اعلى 10% تقریباً من اقرانه فی المجتمع المدرسی أو مجتمع المقارنة الذی ینتمی إلیة.

وتعرف الطالبات الموهوبات اجرائیاً بأنهن الطالبات اللواتی تم الکشف عنهن وتصنیفهن على أنهن طالبات موهوبات واجتزن اختبار قیاس الموهبة بدرجة (665) أو أکثر وفق إجراءات وزارة التعلیم السعودیة وتم تصنیفهن کموهوبات.

حدود الدراسة:

الحدود الموضوعیة:

     اقتصرت الدراسة الحالیة على التعرف على درجة الاستثارات الفائقة وعلاقتها باتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة فی منطقة الباحة، وتحدد دقة نتائجها الموضوعیة بدقة الأدوات التی استخدمت من اجل تحقیق أهداف الدراسة.

الحدود الزمانیة:

     تم تطبیق أدوات الدراسة الحالیة لجمع البیانات، فی الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1439هـ.

الحدود المکانیة:

    اقتصرت الدراسة الحالیة على مدارس المرحلة المتوسطة فی منطقة الباحة المتواجد بها الطالبات الموهوبات.

الحدود البشریة:

     اشتملت الدراسة على الطالبات الموهوبات بالصف الأول المتوسط، الثانی المتوسط، الثالث المتوسط، والذین تم تصنیفهن کطالبات موهوبات والملتحقات فی مدارس التعلیم العام بالمرحلة المتوسطة فی منطقة الباحة.

الأدب النظری والدراسات السابقة

     یتضمن هذا الفصل عرضاً للأدب النظری ذی العلاقة بموضوعات الدراسة وتتکون من الموهبة، والاستثارات الفائقة، واتخاذ القرار، بهدف تکوین خلفیة مناسبة حول الموضوعات، کما یتضمن عرضاً للدراسات السابقة التی أجریت حول الموضوع للاستفادة من إجراءاتها المنهجیة، وکذلک مقارنة النتائج بنتائج الدراسة الحالیة، وبناء علیه تم تقسیم هذا الفصل إلى محورین رئیسیین:

المحور الأول: الإطار النظری

المبحث الأول: الموهبة

الموهبة وتطورها:

     یعد موضوع الموهبة من المواضیع التی شغلت علماء النفس، حیث برزت الجهود البحثیة بهدف تعریف وفهم الموهبة لدى الانسان، بعدما شاع استخدام الأسالیب التقلیدیة فی التعرف إلى الموهبة والتی غالباً ما تقیس القدرات المعرفیة کاختبارات الذکاء، فربما تمثل الموهبة أکثر من تلک فی الجوانب والأبعاد التی لا یتم تقدیرها فی المجال الوجدانی لشخصیة الأنسان، فهناک افراد یتمتعون بالعدید من المواهب ولکنهم یخفقون فی اختبارات الذکاء رغم تمیزهم عن اقرانهم العادیین ونجاحهم فی الحیاة.

مفهوم الموهبة:

هناک العدید من المحاولات من قبل الباحثین للوصول إلى تعریف یشمل جمیع ابعاد مفهوم الموهبة، إلا انهم اختلفوا فی ذلک، فقد تعددت التعریفات الخاصة بمفهوم الموهبة وقد یعود ذلک إلى أن المعرفة عن الموهبة قد اتسعت فی الآونة الأخیرة، وأصبح هناک وسائل کثیرة ومتنوعة لاکتشاف وتحدید أنواع متباینة ومتزایدة من الموهوبین، ومن أشهر التعریفات:

  •  تعریف مکتب التربیة الأمریکی والمعروف باسم مارلاند(Marland) والمشار إلیه لدى (الجهنی، 23:2010) عرّف الموهوبین بأنهم " افراد یتم التعرف علیهم بواسطة متخصصین مؤهلین علمیاً هؤلاء الموهوبین من ذوی الأداء المرتفع وممن لا تخدمهم مناهج المدارس العادیة، وبحاجة إلى برامج متخصصة لیتمکنوا من خدمة أنفسهم ومجتمعهم، ویظهرون أداء عالی فی مجال او عدد من المجالات الآتی:

1- القدرات العقلیة العامة.

2- الاستعداد الأکادیمی الخاص.

3- التفکیر الإبداعی.

4- القدرات القیادیة

5- القدرات الفنیة الادائیة والبصریة.

6- القدرات النفس حرکیة.

  • وتعرّف کلارک (فی القمش، 38:2012) الموهبة بأنها "مفهوم ذو جذور بیولوجیة وراثیة تنعکس بمستویات علیا على الذکاء والتطور المتسارع لوظائف الدماغ وأنشطته بما فی ذلک الحس البدنی، الانفعال، والمعرفة، والحدس، وإن التعبیر عن مثل هذا النشاط المتقدم والمتسارع یمکن أن یکون فی صورة قدرات مرتفعة فی المجالات المعرفیة والابداعیة والاستعداد الأکادیمی والقیادیة والفنون المرئیة والأدائیة وفی ضوء ذلک فأن الموهوب یحتاج إلى خدمات وبرامج وانشطة غیر متوافرة عادة فی المدرسة التقلیدیة حتى یستطیع تنمیة استعداداته بصورة وافیة، وعلیة فأن الموهبة عملیة دینامیة تقوم على التفاعل بین القدرة الموروثة والمحیط وتحدد قوة التفاعل مستوى تطور القدرة الذی یمکن أن یبلغه الفرد".

المبحث الثانی: الاستثارات النفسیة الفائقة

                                    (Psychic Overexcitabilities):

یستند مفهوم الاستثارات النفسیة الفائقة إلى نظریة الاستعدادات والإمکانات التطوریة (Theory of Positive Disintegration) أو ما تسمى بنظریة الانقسام أو التحلل الإیجابی (Theory of Positive Disintegration, TPD) لصاحبها الأخصائی والطبیب النفسی دابروسکی، وهی احدى النظریات التی تناولت تفسیر نمو الشخصیة الإنسانیة، وتعالج بشکل مباشر طبیعة عملیة النمو والتطور(المطیری، 27:2018).

وقد بنى دابروسکی نظریته من خلال دراساته ومتابعته للسیر الذاتیة للحالات والتی شملت عدد من الموهوبین من الفنانین والمراهقین والأطفال الذین عانوا من الحروب، اذ لاحظ وجود نمط فرید للنمو لدى الموهوبین، وقد اهتم بکثافة الأفکار والخیال والأحاسیس والمشاعر والنمو الأخلاقی والانفعالی للأطفال الذین کان تعاملهم مع الحیاة بدرجة أکبر، او اعلى من المتوسط مقارنة بغیرهم من العادیین (Bouchard, 2004).

وتعد نظریة الانقسام والتحلل الإیجابی من النظریات التی تفردت فی تناولها لمجموعة من الخصائص الشخصیة والانفعالیة التی تمیز الموهوبین بصورة واضحة، ورغم أن نظریة دابروسکی لیست نظریة لتفسیر الموهبة، إنما تهدف لفهم المستویات العلیا من التطور النمائی الانفعالی والأخلاقی للإنسان، إلا إن دابروسکی أکد على أهمیة دور الموهبة کمؤشر دال إلى التفوق والوصول إلى المستویات العلیا من النمو العقلی والانفعالی والأخلاقی                     (المطیری، 2011).

واشارت (Silverman, 1980) ان نظریة الاستعدادات والإمکانات التطوریة لدابروسکی (TDP) قد تحدث ثورة فی دراسة الموهبة وتعلیم الموهوبین ضمن ثلاثة تطبیقات أساسیة حیث انها تمثل:

-        طریقة جدیدة للتعرف والکشف عن الموهوبین.

-        طریقة جدیدة لتعلیم الموهوبین ورعایتهم.

-        اتجاه ارشادی جدید للتعامل مع مشکلات الموهوبین انطلاقاَ من خصائصهم واحتیاجاتهم.

وقد عرّف دابروسکی کما ورد فی (الربیعی،269:2017) الاستعداد التطوری أو الاستعدادات والإمکانات التطوریة بأنها "موهبة بنیویة متأصلة یتحدد من خلالها طبیعة ومدى النمو العقلی والانفعالی الممکن للفرد، والتی یمکن قیاسها على أساس المکونات الآتیة: الاستثارات النفسیة الفائقة والقدرات الخاصة والمواهب، واخیراً القوى النمائیة المحرکة(Dynamisms)  والتی عرّفها بالقوة والنشاط العقلی الدافع والتحکم بالسلوک ونموه".

      وقد توصل دابروسکی إلى أن هناک عدد من أنماط الاستثارات النفسیة عالیة المستوى التی یمکننا اعتبارها بمثابة مؤشرات دالة قادرة على التنبؤ بظهور تلک القدرات النمائیة، أطلق علیها مسمى الاستثارات الفائقة والتی عرّفها بأنها "قدرة فائقة تظهر على شکل رد فعل کبیر على المثیرات الداخلیة والخارجیة من خلال رغبة جامحة فی التعلم وخیال مفعم بالحیویة، والطاقة الحسیة والجسدیة، والحساسیة الزائدة، وحدة الانفعالات" (خلف والعلوان،2016 (. وقد أدرک ان الموهوبین یمیلون إلى عدد معین من المثیرات، کما لاحظ ان اثارتهم تظهر عبر خمسة مجالات کاستثارات نفسیة فائقة وهی (النفسحرکیة، والحسیة، والعقلیة، والتخیلیة، والانفعالیة)، ومن المحتمل أن یتمیز الطالب فی واحدة أو أکثر من تلک الأنماط الخمس السابقة فی الوقت نفسه (بیغوتو، 489:2017).

مستویات الاستثارات الفائقة:

اوضح دابروسکی النشاط والحساسیة المکثفة التی یعانی منها الافراد الموهوبین بسبب حالات الاستثارة الفائقة هذه یتمیزون بقدرة أکبر على ان یکونوا محفزین وکذلک الاستجابة للمحفزات الخارجیة والداخلیة، وتتغلغل الاستثارات الفائقة فی حیاة الموهوب، سواء من خلال الاستشعار البدنی او الخیال او النشاط الحس حرکی، او من خلال محرک فکری، فأن الاستثارة الفائقة توجه الخبرة وتمد الذکاء والمواهب بالطاقة، وهی التی تُشکل الشخصیة (ویب، وغور، وامنید، ودی فرایز، 2012).

ویذکر (المطیری، 2008) إلى ما أشار إلیه دابروسکی بأن الاستثارات الفائقة قدرات وراثیة للاستجابة للمثیرات والمحفزات، ویمکن ملاحظتها کخصائص لدى الموهوبین یتم التعبیر عنها فی شدة ووعی وحساسیة متزایدة.

ولخص عدد من الباحثین والمهتمین لمفهوم الاستثارة الفائقة ما قدمه دابروسکی من مستویات لمفهوم الاستثارة الفائقة، والتی تظهر فی خمس مستویات وهی: الاستثارة النفسحرکیة الفائقة، والاستثارة الحسیة الفائقة، والاستثارة التخیلیة الفائقة، والاستثارة العقلیة الفائقة، والاستثارة الانفعالیة الفائقة، وما یمیز تلک المستویات من خصائص ومظاهر وسمات تظهر بدرجات متفاوتة لدى الموهوبین والتی تمیزهم عن اقرانهم العادیین.

 وفیما یلی، تفصیل لکل مستوى من تلک المستویات الخمس من الاستثارات الفائقة وبعض مظاهرها کما ورد فی (Mendaglio & Tiller, 2006; Lind, 2011)

1/ الاستثارة الفائقة النفسحرکیة (Psychomotor OE):

یعبّر عنها بالاستثارة المفرطة للنظام العضلی العصبی والتوتر الانفعالی الذی یترجم إلى نشاط نفس حرکی کسلوک اندفاعی، تبزر فی مظهرین هما: (1) توافر فائض کبیر من الطاقة والحیویة والنشاط، یمکن ملاحظته فی صورة ما یقوم به الفرد من إیماءات وإشارات حرکیة، وفائض طاقة من خلال الکلام السریع والحماس والنشاط الحرکی القوی مثل الألعاب وریاضات السرعة، ودافع نحو التنافس مع الآخرین، والقیام بأنشطة بدنیة صعبة، استغراق وقت أطول فی العمل مهما صغر،(2) عادات عصبیة مثل قضم الأظافر، أو ثنی الأشیاء، والشعور بالملل المستمر، والتسرع فی اتخاذ القرارات، والقیام بسلوکیات سلبیة ومیول شدید نحو الاندفاع والتهور.

2/ الاستثارة الفائقة الحسیة(Sensual OE):

وتکون هذه الاستثارة على شکل ردود أفعال قویة نحو المثیرات التی یتم تلقیها عن طریق الحواس الخمس (البصر- الشم- التذوق- السمع- اللمس)، والافراد الذین لدیهم استثارة حسیة عالیة یملکون خبرة واسعة فی المدخلات الحسیة أکثر من الافراد العادیین، ومن مظاهر الاستثارة الحسیة الاستجابة لأصوات غیر مسموعة للآخرین، واستجابات للمثیرات الطبیعیة من حولهم مثل الضوء، والأکل الزائد والاستمتاع به، وقدرة على تمییز النکهات وملمس الأشیاء، کما یظهرون اهتمام کبیر بالملابس والظهر، والتعلق بالمجوهرات والزینة.

3/ الاستثارة الفائقة التخیلیة (Imaginational OE):

ویشیر إلى قدرة الفرد على تخیل للأمور بشکل جید، وربط الصور المتخیلة والاستخدام المتکرر للصور، واستخدام المجازات فی التعبیرات اللفظیة، والاستغراق فی أحلام الیقظة، ویجدون متعة فی خلط الحقیقة والخیال معاً، والتفکیر فی إضفاء الحیاة على الحیوانات، وغالباً یتعرض الافراد لحالات تشتت متکرر للانتباه، والارتباک والذهول والعیش فی عالم الخیال للهروب من الملل الذی قد ینتابهم من الدروس التی لا تستثیر فضولهم وقدراتهم.

4/الاستثارة الفائقة العقلیة (Intellectual OE):

الافراد الذین یمتلکون ویظهرون استجابات عقلیة فائقة یملکون عقولاً نشطة على نحو لا یصدق، فهم یتسمون بالفضول للمعارف بشکل حاد، کما ان لدیهم رغبة عالیة بالاطلاع والبحث عن المعرفة واکتسابها، وحب الاکتشاف والبحث عن الحقیقة، ورغبة قویة لحل المشکلات، کما یتسمون بالقدرة على الترکیز، والقدرة على التفکیر النظری والتفکیر بما وراء المعرفة، والتفکیر الأخلاقی، کذلک فإنهم ذو تفکیر مستقل، وغالباً یکونون قرّاء شدیدی الملاحظة والنقد.

5/الاستثارة الفائقة الانفعالیة- العاطفیة Emotional OE)):

تعد الاستثارة الفائقة الانفعالیة من أکثر مظاهر الاستثارات النفسیة الفائقة وضوحاً، فهی أول ما تتم ملاحظته لدى الموهوبین من قبل الآباء والمعلمین، ویتسم الفرد بفرط من المشاعر والتعبیرات الوجدانیة، وانفعالات حادة سواء کانت إیجابیة او سلبیة، فهی تتضمن ظهور مجموعة محددة من الخصائص والسمات، ویتم التعبیر عنها بالعلاقات العمیقة والارتباطات العاطفیة والتعرف على مشاعر الآخرین، والتمتع بذکریات وجدانیة قویة، وحساسیة مفرطة تجاه الأماکن والاشیاء، والشعور بالقلق والتوتر والخوف من الوحدة والموت، وظهور الشعور بالذنب، کما أنهم یعانون من مزاجیة تدفعهم إلى الاکتئاب ومحاولة الانتحار.

المبحث الثالث: اتخاذ القرار:

تعد عملیة اتخاذ القرار من العملیات الأساسیة التی یستطیع الفرد من خلالها حل مشکلاته وتحقیق التوازن والتکیف مع البیئة، والتی ینبغی اکسابها للأطفال والمراهقین، وتعد مرحلة المراهقة والرشد من المراحل النمائیة الهامة فی اتخاذ القرار.

     وتمثل عملیة اتخاذ القرار جوهر نشاط الفرد فی حیاته، حیث تعتبر اهم مقومات الحیاة الإنسانیة فی المجالات الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة، وترتبط عملیة اتخاذ القرار بحل المشکلات، کما ان نجاح الفرد یعتمد على قدرته على اتخاذ القرار بتحدید أسالیب المشکلة وإیجاد بدائل عملیة لحلها (منال البارودی، 57:2015).

تعریف اتخاذ القرار:

      وقد تعددت التعریفات التی تناولت مهارة اتخاذ القرار وتنوعت بناء على توجه أصحابها وفلسفتهم، وقد أورد عدد من التربویین تعریفات عدة لاتخاذ القرار:

 حیث عرفه برهوم (2013) أنه "عملیة تفکیر مرکبة، وذلک من خلال تحلیل البدائل المقترحة فی مواجهة المشکلات کلها، ومن ثمَ ترتیب تلک الحلول أو البدائل حسب الأفضلیة ثم اختیار الحل وتنفیذه".

     وعرفته سناء رضوان (2012)بأنه "العملیة العقلیة الحرکیة التی تهدف إلى الاختیار الواعی بین البدائل المتاحة فی موقف ما بعد دراسة النتائج المترتبة على کل بدیل، واختبار آثارها على الأهداف المراد تحقیقها".

     وعرفه جروان (105:2015)بأنه "عملیة تفکیر مرکبة تهدف إلى اختیار البدائل أول الحلول المتاحة لفرد فی وفق معین، من أجل الوصول إلى تحقیق الهدف المرجو".

ومن خلال العرض السابق لتعریفات اتخاذ القرار یتضح اتفاقها على ان اتخاذ القرار:

عملیة مرکبة تتطلب ممارسة العدید من أنماط التفکیر تقوم على أساس عدد من البدائل، تهدف إلى الاختیار الواعی للبدیل المناسب، وتقوم على ترتیب الأولویات والاستفادة من الخبرات السابقة للمتعلم، وترتبط بالقیم الخاصة بالمتعلم وتتأثر بها.

معوقات اتخاذ القرار:

     أوردت (رزق الله،2002 ) عدد من العوامل تؤثر على عملیة اتخاذ القرار منها عوامل متعلقة بالفرد کالخبرة، القیم والمعتقدات، الانفعالات، وقدرته على تحلیل المشکلة، ومنها عوامل اجتماعیة والتی تخص البیئة الاجتماعیة التی یتخذ القرار فی اطارها، والعوامل الثقافیة التی تتضمن العادات والتقالید التی تحکم الافراد والجماعات.

    کما تؤثر العوامل النفسیة على اتخاذ القرار ومدى صوابه، فإزالة التوتر النفسی والاضطراب والحیرة والتردد لها تأثیر کبیر فی تحقیق الأهداف (صبری وعبد العظیم، 73:2015).

     وذکرت (الحورانی،  (25:2013ان هناک عدد من المعوقات لعملیة اتخاذ القرار ومن أهمها: قلة البیانات والمعلومات حول المشکلة ویرجع ذلک إلى ضیق الوقت أو عدم قدرة الفرد على القیام بهذه العملیة، والتردد والحیرة التی تنتاب متخذ القرار فی تحدید المشکلة، کذلک عدم القدرة على تحدید البدائل وتوقّع النتائج.

منهج وإجراءات الدراسة

  هدف هذا الفصل إلى توضیح منهج الدراسة ومجتمعها وعینتها وتوضیح أدواتها واستخراج دلالات الصدق والثبات لها واجراءاتها، کما یلی:

أولا: منهج الدراسة:

            هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على الاستثارات الفائقة وعلاقتها باتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بمنطقة الباحة والفروق فی ذلک تبعاً لمتغیر الصف الدراسی، ولتحقیق غایات الدراسة الحالیة تم اتباع المنهج الوصفی الارتباطی لأنه یتناسب مع طبیعة الدراسة وأهدافها.

ثانیا: مجتمع الدراسة:

          تکوّن مجتمع الدراسة من جمیع الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة فی منطقة الباحة، والبالغ عددهن (222)، والجدول (1) یبین توزیعهم حسب متغیر الصف الدراسی.

أعداد الطالبات الموهوبات لمجتمع الدراسة حسب لمتغیر الصف الدراسی. جدول (1)

مستویات المتغیر

العدد

النسبة المئویة

الأول متوسط

72

32.4

الثانی متوسط

68

30.6

الثالث متوسط

82

36.9

المجموع

222

100%

ثالثا: عینة الدراسة:

تکونت عینة الدراسة الحالیة مما یلی:

العینة الاستطلاعیة: والتی بلغ عددها (20) طالبة موهوبة، تم اختیارهن بالطریقة العشوائیة من مجتمع الدراسة، وتم تطبیق أدوات الدراسة علیهن بهدف التحقق من صدق وثبات أدوات الدراسة.

العینة الأساسیة: تکونت من (202) طالبة موهوبة بمنطقة الباحة، تم اختیارهن بطریقة الحصر الشامل وبما یشکل (73.4%) من مجتمع الدراسة، وتم توزیع مقاییس الدراسة علیهن، وتم استثناء مقاییس (25) طالبة لعدم اکتمال بیاناتهن، وغیاب (14) طالبة اثناء زیارة المدارس لتطبیق الأدوات على الطالبات، فأصبحت عینة الدراسة تتکون من (163) طالبة موهوبة، والجدول (2) یبین توزیعهن تبعاً لمتغیر الدراسة (الصف الدراسی) والنسبة المئویة.

أعداد الطالبات الموهوبات لعینة الدراسة حسب متغیر الصف الدراسی جدول (2)

مستویات المتغیر

العدد

النسبة المئویة

الأول متوسط

50

30.7

الثانی متوسط

51

31.3

الثالث متوسط

62

38.0

المجموع

163

100.0

رابعاً: أدوات الدراسة:

  تتکون أدوات الدراسة الحالیة من مقیاسین مقیاس درجة الاستثارات الفائقة ومقیاس مهارات اتخاذ القرار، وفیما یلی وصف لإجراءات کل منها:

مقیاس الاستثارات الفائقة:

                     (Over Excitability Questionnaire-Two, OEQII)

وصف المقیاس:

بعد الاطلاع على الادبیات والدراسات السابقة التی تناولت الاستثارات الفائقة قامت الباحثة بتبنی النسخة الثانیة من مقیاس الاستثارات الفائقة، من اعداد وتطویر فولک وزملائه (Falk, Lind, Miller, Pichowski & Silverman,1999) والمُعرب من قبل المطیری(2008)، ویتکون مقیاس(OEQII)  من (50) عبارة موزعة على خمسة أبعاد الاستثارة (النفسحرکیة، الحسیة، التخیلیة، العقلیة، والانفعالیة) بموجب عشر عبارات لکل بُعد.

أ‌)مقیاس اتخاذ القرار

وصف المقیاس:

 تم الاستفادة من الدارسات السابقة مثل دراسة السلامة والطراونة (2012)، ودراسة عبد المجید (2008) فی بناء مقیاس لاتخاذ القرار لتحقیق اهداف الدراسة الحالیة، حیث وضعت فقرات المقیاس فی صورته الأولیة، والملحق (3) یبین ذلک، وقد ضم المقیاس (30) فقرة موزعة على أربعة أبعاد (تحدید المشکلة، وتحدید البدائل، وتقییم البدائل، واتخاذ القرار).

ملخص النتائج والتوصیات والمقترحات

أولا: ملخص النتائج

جاءت نتائج الدراسة حسب تسلسل أسئلتها على النحو التالی:

1/ جاءت درجة الاستثارات الفائقة کانت بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.64). وقد تراوحت المتوسطات الحسابیة للفقرات من (2.85) إلى (4.22) بدرجة متوسطة إلى مرتفعة جداً على التوالی، وقد جاء بعد "الاستثارة الحسیة الفائقة" فی الترتیب الأول بمتوسط حسابی مقداره (3.77) وبدرجة مرتفعة، یلیه بعد " الاستثارة العقلیة الفائقة" فی الترتیب الثانی بمتوسط حسابی مقداره (3.76) وکذلک بدرجة مرتفعة، یلیه بعد " الاستثارة الانفعالیة الفائقة" فی الترتیب الثالث بمتوسط حسابی مقداره (3.71) وکذلک بدرجة مرتفعة، یلیه بعد " الاستثارة التخیلیة الفائقة" فی الترتیب الرابع بمتوسط حسابی مقداره (3.50) وکذلک بدرجة مرتفعة، بینما جاء بعد " الاستثارة النفسیة الفائقة" فی الترتیب الأخیر بمتوسط حسابی مقداره (3.44) وکذلک بدرجة مرتفعة.

2/ کانت درجة مهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات کانت بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.71). وقد تراوحت المتوسطات الحسابیة للفقرات من (3.59) إلى (4.18) بدرجة مرتفعة، وقد جاء بعد " تحدید الهدف" فی الترتیب الأول بمتوسط حسابی مقداره (3.80) وبدرجة مرتفعة، یلیه بعد " اتخاذ القرار" فی الترتیب الثانی بمتوسط حسابی مقداره (3.73) وکذلک بدرجة مرتفعة، یلیه بعد " تقییم البدائل" فی الترتیب الثالث بمتوسط حسابی مقداره (3.68) وکذلک بدرجة مرتفعة، بینما جاء بعد " تحدید البدائل" فی الترتیب الأخیر بمتوسط حسابی مقداره (3.61) وکذلک بدرجة مرتفعة.

3/ هناک ارتباط موجب ودال احصائیاً بین درجة الاستثارات الفائقة ومهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات، وقد بلغ معامل الارتباط بین درجة الاستثارات الفائقة ومهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات (.308**)، وهی قیمة مرتفعة ودالة احصائیاً، وعنی أنه کلما زادت درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات زادت مهارات اتخاذ القرار لدیهن والعکس صحیح.

4/ وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة الاستثارات الفائقة وأبعادها النفسحرکیة والحسیة والتخیلیة والانفعالیة لدى الموهوبات تعزى للصف الدراسی (أول متوسط، ثانی متوسط، ثالث متوسط)، وکانت لصالح الطالبات فی الصفین الأول والثانی المتوسط. وبعبارة أخرى کانت تقدیرات الطالبات الموهوبات فی الصفین الأول والثانی المتوسط لدرجة الاستثارات الفائقة لدیهن أعلى من الطالبات فی الصف الثالث المتوسط.

5/ عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة مهارات اتخاذ القرار تعزى للصف الدراسی. وبعبارة أخرى لم تختلف تقدیرات الطالبات الموهوبات لدرجة مهارات اتخاذ القرار لدیهن باختلاف صفوفهن الدراسیة.

ثانیا: التوصیات

من خلال نتائج الدراسة الحالیة یمکن التوصیة بما یلی:

  1. ادراج برامج اثرائیة فی تنمیة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات لما لها آثار إیجابیة فی اتخاذ القرار لدیهن.
  2. تشجیع الطالبات وتدریبهن على اتباع خطوات منظمة فی اتخاذ القرار.
  3. ارشاد وتوجیه الطالبات لتحقیق التوازن الانفعالی لدیهن بشکل مناسب.
  4. إقامة ورش عمل للتعریف عن الاستثارات الفائقة واستراتیجیات التعامل معها للعاملین فی المجال التعلیمی.

ثالثا: المقترحات

من خلال نتائج الدراسة الحالیة یمکن تقدیم المقترحات البحثیة التالیة:

  1. إجراء دراسة مشابهة لهذه الدراسة على عینات أخرى وفی مناطق أخرى فی المملکة العربیة السعودیة.
  2. إجراء دراسة تتضمن أثر متغیرات أخرى مثل الترتیب الولادی، ومستوى دخل الاسرة، ومستوى تعلیم الوالدین وغیرها من المتغیرات الدیمغرافیة للطلبة.
  3. اجراء دراسة تجریبیة لتقصی أثر التدریب باستخدام الاستثارات الفائقة على تنمیة مهارات اتخاذ القرار لدى الطلبة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

أولاً: المراجع العربیة

أبو اسعد، أحمد (2011). إرشاد الموهوبین والمتفوقین (ط1(. عمّان: دار المسیرة.

البارودی، منال أحمد (2015). الطرق الإبداعیة فی حل المشکلات واتخاذ القرارات (ط1). القاهرة: المجموعة العربیة للتدریب والنشر.

برهوم، خمیس جمعة (2013). أثر استخدام استراتیجیة قبعات التفکیر الست فی تنمیة مهارات التفکیر الإبداعی واتخاذ القرار بالتکنولوجیا. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیةالتربیة، الجامعة الإسلامیةبغزة.

بیغوتو، رونالد (2017). رعایة الإبداع فی الصف الدراسی (ترجمة: الوحیدی، محمود محمد). الریاض.مکتبة العبیکان.

جروان، فتحی عبد الرحمن (2011). فاعلیة مقیاس الاستثارات الفائقة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین کادیمیاً. مجلة العلوم التربویة، 19(3).

جروان، فتحی عبد الرحمن (2013). تعلیم التفکیر مفاهیم وتطبیقات (ط6). عمّان: دار الفکر.

جروان، فتحی عبد الرحمن (2015). الموهبة والتفوق (ط6). عمّان: دار الفکر.

الجهنی، فایز (2010). مناهج وبرامج الموهوبین(ط1). عمّان: دار الحامد للنشر والتوزیع.

الحورانی، محمد حبیب (2000). الموهبة والابتکاریة عبر مراحل النمو المختلفة للفرد. مجلة التربیة، (33)،95.

الحورانی، نوال عبدالرحمن(2013). مقارنة بین کیفیة اتخاذ القرار بین المدراء والمدیرات. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة التجارة، الجامعة الإسلامیة بغزة.

أبو خاطر، دعاء عادل (2014). فعالیة مدونة إلکترونیة توظف استراتیجیة جیجسو فی تنمیة المفاهیم الحاسوبیة ومهارات اتخاذ القرار. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة التربیة، جامعة غزة.

الخطیب، جمال محمد والحدیدی، منى صبحی(2010). المدخل إلى التربیة الخاصة(ط2). عمّان: دار الفکر.

خلف، محمد شریف والعلوان، احمد فلاح(2016). مستویات الاستثارة الفائقة وعلاقتها بالفاعلیة الذاتیة الإبداعیة. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة الدراسات العلیا، الجامعة الهاشمیة.

الرابغی، خالد محمد (2013). التفکیر الإبداعی والمتغیرات النفسیة والاجتماعیة لدى الطلبة الموهوبین (ط1). عمّان: مرکز دیبونو لتعلیم التفکیر.

الربیعی، فاضل جبّار والبعاج، رؤى مهدی(2017). أنماط الاستثارة الفائقة وعلاقتها باستراتیجیات تنظیم الذات واتخاذ القرار لدى طلبة الجامعة. دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس (82)،266.

رزق الله، رندا سهیل(2002). فاعلیة برنامج تدریبی لتنمیة مهارات اتخاذ القرار لدى عینة من طلبة الصف الأول ثانوی.(رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة التربیة، جامعة دمشق.

رضوان، سناء محمود(2012). أثر استخدام استراتیجیات قبعات التفکیر فی تنمیة المفاهیم العلمیة ومهارات اتخاذ القرار لدى طالبات الصف الثامن الأساسی بغزة. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)،کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة      بغزة. 

الزعبی، احمد محمد ویوسف، رمزی خلیل (2014). العلاقة بین المهارات القیادیة وتقدیر الذات لدى الطلبة المراهقین الموهوبین فی مدارس الملک عبد الله الثانی للتمیز. مجلة الطفولة العربیة.(60)،41.

زهران، حامد عبدالسلام(2005). التوجیه والإرشاد النفسی(ط4). القاهرة: عالم الکتب.

السلامة، عماد محمد والطراونة، عبدالله عبدالرازق(2012). مهارات اتخاذ القرار لدى طلبة مدارس الملک عبد الله الثانی للتمیز. مؤتة للبحوث والدراسات، 27(5)،4.

سلیمان، سناء محمد(2014). ابناؤنا الموهوبون(ط1). القاهرة: عالم الکتب.

السید، عبدالمنعم عبدالله(2012). أسالیب اتخاذ القرار لدى المراهقین والراشدین وعلاقتها بالعوامل الکبرى للشخصیة والصلابة النفسیة والأساس بالکفاءة الذاتیة. مجلة کلیة التربیة بالإسکندریة، 22(2)،117.

السلیمان، نورة إبراهیم. أنماط فرط الاستثارة وعلاقتها بالتفوق الدراسی والقدرات الإبداعیة لدى الطالبات فی المرحلة الجامعیة.مجلة العلوم التربویة والنفسیة، 17 (2)،600.

الشیاب، آلاء یوسف والخطیب، بلال عادل(2015). العلاقة بین أنماط الاستثارة الفائقة وبین التفکیر الإبداعی لدى الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین فی مدارس السلط. المجلة الدولیة التربویة المتخصصة، 4 (12)،47.

صبری، عبد العظیم وعبد العظیم، محمود(2015). فن صناعة القرار عند القائد الصغیر(ط1). القاهرة: المجموعة العربیة للتدریب والنشر.

الطنطاوی، محمود محمد(2017). أنماط الاستثارة الفائقة لدى المتفوقین عقلیاً وعلاقتها بمستوى الکمالیة. مجلة التربیة الخاصة،5(20)، 313.

عبد الکافی، إسماعیل عبدالفتاح(2009). تنمیة الموهبة لدى الأطفال(ط1). القاهرة: الدار الثقافیة للنشر.

عبد المجید، أسامة محمد(2008). أثر البرامج الإثرائیة الصیفیة للموهوبین على أسالیب العزو السببی ومهارات اتخاذ القرار لدى الطلاب الموهوبین. دراسات تربویة واجتماعیة.14(2).

عبود، یسرى زکی(2012). العلاقة بین أنماط الاستثارات الفائقة والقدرة المدرسیة لدى عینة من الطلاب الموهوبین والعادیین فی المرحلة المتوسطة. مجلة کلیة التربیة،22(2)،261.

عثمان، تهانی محمد(2011). المتفوقون والموهوبون والمبتکرون(ط1). مصر: مکتبة الأنجلو المصریة.

القذافی، خلف عبد الوهاب (2013). فاعلیة برنامج اثرائی قائم على مفهوم الذات فی منهج علم النفس لتنمیة مهارات اتخاذ القرار. (أطروحة دکتوراه غیر منشورة)، کلیة الدراسات العلیا، جامعةالقاهرة.

القرعان، عبدالجلیل(2003). أثر برنامج تعلیمی مستند لنظریة سترینبیرغ الثلاثیة لتحسین مستوى اتخاذ القرار. (أطروحة دکتوراه غیر منشورة). جامعة عمّان العربیة.

القریطی، امین عبدالمطلب(2012). سیکولوجیة ذوی الاحتیاجات الخاصة وتربیتهم (ط5). مصر:مکتبة الانجلو المصریة.

القمش، مصطفى النوری(2012). الموهوبون ذوو صعوبات التعلم (ط1). عمّان: دار الثقافة للنشر.

کریقر، لیندا سیلفرمان(2011) إرشاد الموهوبین والمتفوقین. (ترجمة: العزة، سعید حسنی). عمّان: دار الثقافة والنشر.

کنعان، نواف(2003). اتخاذ القرارات الإداریة بین النظریة والتطبیق (ط6). عمّان: دار الثقافة والنشر.

کولانجیلو، نیکولاس ودیفیز، غازی(2011). المرجع فی تربیة الموهوبین. (ترجمة: أبو جادو، صالح محمد وأبو جادو،  محمود محمد). الریاض. مکتبة العبیکان.

المطیری، ثامر فهد(2008). العلاقة بین أنماط الاستثارات الفائقة وفق نظریة دابروسکی وبین الذکاء والتحصیل  الدراسی وفاعلیتها فی الکشف عن الطلبة الموهوبین بمرحلة المتوسطة،(أطروحةدکتوراه غیر منشورة)، کلیة الدراسات التربویة العلیا، جامعة عمّان العربیة.

المطیری، ثامر فهد(2008). نظریة دابروسکی للکشف عن الموهوبین (ط1). الکویت: دار المسیلة للنشر.

معاجینی، أسامة حسن وهویدی، محمد عبدالرزاق(1995). الفروق بین الطلبة المتفوقین والعادیین فی المرحلة الإعدادیة على مقیاس تقدیر الخصائص السلوکیة للطلبة المتفوقین. المجلة التربویة،9(35)، 108-107.

أبو النصر، مدحت(2004). رعایة أصحاب القدرات الخاصة (ط1). مصر: مجموعة النیل العربیة.

ویب، جیمس تی؛ غور، جانیب إل؛ امنید، إدوارد آر؛ دی فرایز، آرلین آر(2012). دلیل الوالدین فی تربیة الأطفال الموهوبین(ترجمة: علاونة، شفیق). الریاض. مکتبة العبیکان.

بنی یونس، محمود محمد؛ والشمری، سعود محمد؛ والشعاریر، احمد عبد الله (2016). أنماط الاستثارة النفسیة الفائقة وعلاقتها بسمة الانفعالیة المعرفیة والاجتماعیة الممیزة لطلاب جامعة تبوک. دراسات العلوم الإنسانیة  والاجتماعیة.43 (2)،663.

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانیاً: المراجع الأجنبیة

Ackerman, C. & Paulus, L. (1997).  Identifying gifted adolescents using  Personality characteristics: Dabrowski Overexcitabilities.  Roeper     Review, 19(4), 229-236.

Akarsu, G. & Guzel, F. (2006). Comparing Overexcitabilities of gifted

                   and Nongifted 10Th grade students in turkey. High Ability studies,     17(1).

Bouchard, L. (2004).  An instrument for the measure of Dabrowski Over

                   excitabilities to identity gifted elementary students.  Gifted Child     Quartery. 48(4).

Buerschen, T. (1995).  Researching an alternative assessment in the Identification of gifted and talented students. Unpublished  manuscript, Miami University, Oxford, OH.

Carman, C. (2005).  Relationships among traditional and modern

                    constructs Used in identifying giftedness.  (Unpublished doctoral     dissertation), University of Kansas, Kansas.

Clark, B.  (2008). Growing up giftedness. New York: Macmillan

                     publishing Company.

Davis, C.; Patte, K.; Tweed, S.; & Curtis. (2007). Personality traits

                    associated with decision-making deficits.  Journal of Individual     Differences, (42), 297- 290.

Lind, S. (2001).  Overexcitabilities and the gifted.  SENG Newsletter,

                       (1).

 

Maker, C.J & Nielson, A.B   (1995). Teaching Model in Education of

                     the Gifted.  Austin: Aspen Systems Corporation.

Mendaglio, S. & Tillier, w.  (2006). Dabrowski Theory of Positive

                     Disintegration and giftedness, Overexcitabilities research findings. Journal for the education of the Gifted, (1).

Miller, K. (1988) A Comparison of Dabrowski concept of                     Overexcitabilities with Measures of verbal and mathematical                  aptitude among academically precocious adolescents.  (Unpublished      doctoral Dissertation), University of Denver, Denver, Colorado.

Tieso, C. (2007).  Patterns of Overexcitabilities in identified gifted

                      students and their parents.  Gifted child quarterly, (1).

Silverman, L.  (1980). Theory of positive disintegration and is

                    implications for giftedness.  Paper presented at the third  international conference on theory of positive disintegration, University of Miami School of medicine,Miami.      

Smith, S. (2006). The influence of gender and country of origin on the  Overexcitabilies f American and Korean high school students with   high Ability.( Unpublished master's thesis), Oklahoma State University, Stillwater, Oklahoma.

 

 

  1.  

                  کلیة التربیة

            کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

            إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

             =======

     

    أنماط الاستثارات الفائقة (وفق نظریة دابروسکی) وعلاقتها باتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة

     

     

     

    إعـــداد

    هنادی علی دخیل الحارثی

    إشراف

    د / خضر محمود أحمد القصاص

    أستاذ التربیة الخاصة المساعد بجامعة الباحة

                    

    }     المجلد الخامس والثلاثون – العدد الثامن– جزء ثانی –  أغسطس 2019م {

    http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

     

     

    المستخلص

    هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على درجة الاستثارات الفائقة ودرجة امتلاک مهارات اتخاذ القرار والعلاقة بینهما والکشف عن الفروق تبعاً لمتغیر الصف الدراسی لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة بمنطقة الباحة، ولتحقیق غایات الدراسة الحالیة تم اتباع المنهج الوصفی الارتباطی لتناسبه مع طبیعة الدراسة وأهدافها. وقد تکون مجتمع الدراسة من (202) طالبة موهوبة، فیما تکونت عینة الدراسة من (163) طالبة موهوبة. وقد تم استخدام مقیاس الاستثارات الفائقة لدى المطیری2008) )، والذی تم تقنینه لیتناسب مع البیئة السعودیة ومقیاس اتخاذ القرار من اعداد الباحثة وذلک بعد التأکد من صدق وثبات أدوات الدراسة. وأشارت النتائج إلى أن درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.64)، وجاءت الأبعاد کلها بدرجة مرتفعة ومرتبة على التوالی (الاستثارة الحسیة الفائقة، الاستثارة العقلیة الفائقة، الاستثارة الانفعالیة الفائقة، الاستثارة التخیلیة الفائقة، الاستثارة النفسیة الفائقة). کذلک اشارت النتائج أن درجة امتلاک مهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.71)، وجاءت الأبعاد کلها بدرجة مرتفعة ومرتبة على التوالی (تحدید الهدف، اتخاذ القرار، تقییم البدائل، تحدید البدائل). کذلک أشارت النتائج إلى وجود ارتباط موجب ودال احصائیاً عند مستوى الدلالة بین درجة الاستثارات الفائقة ومهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات. وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة الاستثارات الفائقة وأبعادها النفسحرکیة والحسیة والتخیلیة والانفعالیة لدى الموهوبات تعزى للصف الدراسی، وکانت لصالح الطالبات فی الصفین الأول والثانی المتوسط. بینما لم توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة مهارات اتخاذ القرار تعزى للصف الدراسی.

    الکلمات المفتاحیة: الاستثارات الفائقة، اتخاذ القرار، الطالبات الموهوبات، الباحة.

     

     

     

     

     

     

     

    Abstract

    The current study aimed at identifying the degree of over excitabilities and its relationship to decision making among female the gifted students and the differences in this according to the variable of the students’ grade. To achieve the objectives of the current study, the descriptive correlational approach was adopted because it is appropriate to the nature of the study and its objectives. The study population consisted of (202) gifted female students, while the study sample consisted of (163) gifted Female students. Over excitabilities scale and decision-making scale (developed by the researcher) were used to collect the data. The results indicated that the degree of over excitabilities in gifted students was generally high with a mean of (3.64). The dimensions were all high and ordered, respectively (sensory, emotional, imaginative, and psychological over excitabilities). The degree of decision-making skills of gifted students in general was high with a mean of (3.71). All dimensions were high and ordered respectively (goal setting, decision making, evaluation of alternatives, and identification of alternatives). Also, the results showed statistically significant differences in the degree of over excitabilities and the psychological, sensory, imaginative and emotional dimensions of the gifted students due to the grade favoring first and second intermediate over third grade. While there were no statistically significant differences in the degree of decision-making skills attributed to students’ grade. The results also indicated a positive and statistically significant correlation between the degree of over excitabilities and decision-making skills of gifted students.

    Keywords: Over excitabilities, Decision Making, Gifted Students, Albaha.

     

     

     

    مقدمة:

          یشهد العالم فی السنوات الأخیرة تنافساً قویاً بین الأمم المتطورة فی شتى المجالات سواء السیاسیة أو الاقتصادیة أو الاجتماعیة أو التقنیة أو غیر ذلک من المجالات، وتسعى هذه الأمم لمجاراة هذا التنافس من خلال الترکیز على جوانب القوة لدیها ومعالجة جوانب الضعف وکل هذا لا یأتی إلا من خلال الاهتمام بالخصائص العقلیة والشخصیة المتمیزة لدى أبنائها خصوصاً الموهوبین منهم، ویکمن جوهر الاهتمام بدراسة الموهوبین والمبدعین فی تشخیصهم والتعرف على خصائصهم منذُ طفولتهم المبکرة، بهدف توفیر الخدمات التعلیمیة المناسبة، والتی تتلاءم مع إمکانیاتهم وتمکنهم من صقل مواهبهم واستثمارها وإثرائها.

    وقد ذکر جروان (126:2015) أن الطلبة الموهوبین والمتفوقین بحاجة إلى رعایة تربویة وخدمات متمیزة عن البرامج والخدمات التقلیدیة المتواجدة فی المدارس العادیة، حیث ان الخدمات التقلیدیة لا توفر لهم الرعایة اللازمة.

         وتعتمد التعریفات القدیمة للطالب الموهوب على معیار نسبة الذکاء، وقد عرف تیرمان(Terman) الطفل الموهوب بأنه الطفل الذی لا تقل نسبة ذکائه عن (135) على مقیاس الذکاء (سلیمان، 2014:76). بینما اعتمدت التعریفات الحدیثة التی ظهرت فی القرن العشرین على أکثر من بُعد لتعریف الموهبة، ومن أشهر التعریفات تعریف مکتب التربیة الأمریکی المعروف باسم مارلاند (marland) والمشار إلیه لدى (الجهنی، 2010:23) والذی ینص على ان هؤلاء الطلاب الذین یملکون قدرات وإمکانیات غیر عادیة تبدو فی أدائهم العالی والمتمیز، وممن لا تخدمهم مناهج المدارس العادیة، وبحاجة إلى برامج متخصصة، والذی یتم تحدیدهم بواسطة متخصصین مؤهلین ومتمرسین.

         إن ما یمیز الموهوبین المراهقین عن غیرهم من المراهقین هو التمیّز والتفرّد، وغالباً تستمر سلوکیاتهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة ولکن بشکل أکبر، وتظهر فی أنماط التفکیر، الکثافة العاطفیة، وإدراک حاجات الآخرین ومخاوفهم، وقد أطلق دابروسکی على ذلک کله اسم "الحساسیة المفرطة"، وهی التی یمکن ان تغلف کل مجال فی حیاة المراهقین (کولانجیلو ودیفیز، 2011).

         فإن مفهوم الاستثارات الفائقة Over excitabilities (OEs) الذی تضمنته نظریة دابروسکی یعد إطاراً جدیراً بالاهتمام فی النظر إلى مفهوم الموهبة من خلال خمسة مکونات أساسیة نفسیة وهی المجالات (النفسحرکیة – الحسیة – التخیلیة – العقلیة – الانفعالیة)، وان هذه المظاهر الشخصیة الخاصة بالاستثارات الفائقة (OEs) تعد مؤشراً قویاً على النمو والاستعداد التطوری ووجود الموهبة (Mandaglio & Tillier, 2006)ویحتاج المتخصصون فی مجال الموهبة والتفوق إلى التعرف على خصائص هؤلاء الأشخاص وفهم طبیعة النمو لدیهم، وتعد الاستثارات الفائقة (Over Excitabilities) من الخصائص الممیزة للموهوبین والتی تحتاج إلى معرفة طبیعتها وعلاقتها بالخصائص الأخرى لدى هؤلاء الأشخاص                           (الطنطاوی، 2017:313).  

         واظهر دابروسکی فی نظریته اهتمام کبیر بنمو الشخصیة لدى الافراد الموهوبین، وانهم یسیرون بشکل جید نحو تحقیق الذات ویظهرون مستویات عالیة من المسؤولیة والاستقلالیة واتخاذ القرارات (Linda, 2001:3).

         وذکر(زهران، (291:2005 ان دعم اتخاذ القرارات للأفراد یساعدهم فی الوصول إلى قرارات مناسبة، وتشجعهم على اتخاذ القرارات بأنفسهم وتحمل نتائج تلک القرارات، ویعد هذا أساس من اساسیات النمو النفسی. ویرى (السید،118:2012) أن اتخاذ القرار من المهارات التی ینبغی إکسابها للأطفال والمراهقین فی کل المراحل النمائیة لأهمیته فی حیاة الأفراد.

    مشکلة الدراسة:

        یعتبر الموهوبین من علماء المستقبل وقادته والکنز الأکبر للمجتمعات الحضاریة، والاهتمام بهم ضرورة علمیة لا یمکن الاستغناء عنها للاستفادة من قدرات هؤلاء الموهوبین والاسهام فی تقدم المجتمع. فقد ترکز الاهتمام بالخصائص العقلیة لهذه الفئة، ولم تحظ الخصائص الشخصیة والنفسیة للموهوبین على الاهتمام ذاته الذی حظیت به الجوانب العقلیة (الرابغی، 266:2013).

         واورد دابروسکی کما ورد فی المطیری(2008) فی نظریة الانقسام والتحلل الإیجابی مجال لفهم الموهبة من خلال مفهوم الاستثارة الفائقة والتی رکزت على الخصائص الشخصیة والنفسیة، وأشارت العدید من الدراسات والبحوث إلى ان الموهوبین یمتلکون سمات شخصیة ونفسیة وقدرات عالیة فی حل المشکلات واتخاذ القرارات، وتعتبر عملیة اتخاذ القرارات من المهارات المهمة فی حیاة الفرد والتی یستطیع من خلالها حل مشکلاته وتحقیق التوازن والتکیف مع البیئة المحیطة.

         وتتأثر عملیة اتخاذ القرار بالعدید من العوامل منها عوامل نفسیة کالانفعالات الحادة والتوتر، وقد تؤثر تلک الانفعالات تأثیراً ایجابیاً على الفرد، کما ذکر ذلک دابروسکی (Dabrowski) فی نظریته وأطلق علیها مصطلح "الاستثارات الفائقة"

    ومما سبق نشأت الفکرة بمعرفة درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات وعلاقتها باتخاذ القرار.

    أسئلة الدراسة:

    1- ما درجة أنماط الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة؟

    2-  ما درجة امتلاک مهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة؟

    3- هل توجد علاقة ارتباطیة دالة احصائیاً بین درجة الاستثارات الفائقة ودرجة امتلاک مهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات؟

    4-  هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة  فی درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة تعزى لمتغیر الصف الدراسی؟

    5- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة  فی درجة امتلاک مهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة تعزى لمتغیر الصف الدراسی؟

    أهداف الدراسة:

          تهدف الدراسة الحالیة إلى:

    1- الکشف على درجة توفر الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات.

    2- الکشف على درجة امتلاک مهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات.

    3- التعرف على درجة الفروق فی الاستثارات الفائقة بین الطالبات الموهوبات فی مستوى الصفوف (الأول المتوسط- الثانی متوسط- الثالث متوسط).

    4- التعرف على درجة الفروق فی مهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات فی مستوى الصفوف (الأول المتوسط- الثانی متوسط- الثالث متوسط).

    5- الکشف عن العلاقة بین درجة الاستثارات الفائقة ومهارة اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات.

    أهمیة الدراسة:

         تبرز أهمیة الدراسة الحالیة فی محاولتها للتعرف على درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات من خلال استخدام مقیاس الاستثارات الفائقة (OEQII)، وتستمد الدراسة الحالیة أهمیتها ایضاً من موضوعها وهو العلاقة بین أنماط الاستثارات الفائقة واتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات، کما تتمثل أهمیة الدراسة الحالیة فی جانبین أساسیین:

    الأهمیة النظریة:

    -        تبرز الأهمیة النظریة من خلال محاولة إظهار مفهوم الاستثارات الفائقة وعناصرها وارتباط نظریة دابروسکی بالموهبة، بالإضافة الى ما یمکن ان توفره هذه الدراسة من اطر نظریة ودراسات سابقة یمکن أن تشکل مرجع للتربویین والمعلمین وأولیاء أمور التلامیذ الموهوبین فی فهم الإمکانات المتطورة والنمو الانفعالی ومکوناته عبر نظریة دابروسکی ومنظوره للاستثارات الفائقة(OEs).

    -        إن الاستثارات الفائقة کمفهوم أساسی وتطبیقی لنظریة دابروسکی تأتی کاستحداث تربوی تطبیقی حدیث فی مجال تعلیم الموهوبین، وفتح المجال فی إجراء المزید من البحوث ذات الصلة بالموضوع یمکن أن یحدث تطویراً فی مجال تعلیم الموهوبین وإرشادهم.

    ویمکن أن تبرز الأهمیة التطبیقیة لهذه الدراسة:

    -         إثارة اهتمام المسؤولین العاملین فی الحقل التربوی عن أهمیة أنماط الاستثارات الفائقة ودعم استخدام نظریة دابروسکی کإطار للبرامج الارشادیة للموهوبین فی مجالات النمو الانفعالی ومجالات تعلیم الموهوبین.

    -        کما ان الدراسة الحالیة وفرت مقیاس لاتخاذ القرار للطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة.

    مصطلحات الدراسة:

     الاستثارات الفائقة over excitabilities(OEs):

          وقد عرّف دابروسکی فی (الربیعی والبعاج،266:2017) بأنها الاستجابة فوق المتوسط والتی تفوق المؤثرات المسببة لها، والتی تظهر على شکل استثارات عالیة نفسحرکیة وحسیة وعقلیة وتخیلیة وانفعالیة. وهذه الاستثارات والتی یعبر عنها من خلال الشدة أو الحدة (Intensity) فی الاستجابة على شکل رد فعل کبیر على المثیرات الداخلیة والخارجیة یمکن أن ینظر إلیها إیجابیاً فی تطور الإمکانات والاستعدادات الفردیة ومؤشر دال على وجود الموهبة.

         وتعرف اجرائیاً فی الدراسة الحالیة بأنها مجموع الدرجات التی تحصل علیها الطالبة فی المقاییس الفرعیة لأبعاد مقیاس الاستثارات الفائقة وهذه الأبعاد هی:

    1-      الاستثارة الفائقة النفسحرکیة.

    2-      الاستثارة الفائقة الحسیة.

    3-      الاستثارة الفائقة التخیلیة.

    4-      الاستثارة الفائقة العقلیة.

    5-      الاستثارة الفائقة الانفعالیة.

    اتخاذ القرار:

          یعرف إدوارد وتیفرسکی کما ورد فی (السلامة والطراونة، 2012) اتخاذ القرار بأنه تلک العملیة التی تبنى علیها الدراسة والتفکیر الموضوعی للوصول إلى قرار معین أی الاختیار والمفاضلة للبدائل والإمکانیات المتاحة حیث ان أساس القرار هو وجود بدائل.

          ویعرف اتخاذ القرار اجرائیاً لهذه الدراسة بأنه مجموع الدرجات التی تحصل علیها الطالبة فی المقاییس الفرعیة لأبعاد مقیاس اتخاذ القرار وهذه الأبعاد هی:

    1-      تحدید الهدف.

    2-      تحدید البدائل.

    3-      تقییم البدائل.

    4-      اتخاذ القرار.

    الطالبات الموهوبات:

    وتعرّف مؤسسة الملک عبد العزیز ورجالة للموهبة(2018) الموهوبات بأنهن من یمتلکن قدرة أو قدرات استثنائیة وأداء عالی غیر عادی مقارنة بالفئة العمریة التی ینتمی إلیها فی مجال أو أکثر من المجالات العقلیة أو الأکادیمیة أو الإبداعیة أو القیادیة أو الفنیة وذلک بدلالة أدائه على الاختبارات أو المقاییس ذات العلاقة بتمیزه بحیث یکون اداؤه ضمن اعلى 10% تقریباً من اقرانه فی المجتمع المدرسی أو مجتمع المقارنة الذی ینتمی إلیة.

    وتعرف الطالبات الموهوبات اجرائیاً بأنهن الطالبات اللواتی تم الکشف عنهن وتصنیفهن على أنهن طالبات موهوبات واجتزن اختبار قیاس الموهبة بدرجة (665) أو أکثر وفق إجراءات وزارة التعلیم السعودیة وتم تصنیفهن کموهوبات.

    حدود الدراسة:

    الحدود الموضوعیة:

         اقتصرت الدراسة الحالیة على التعرف على درجة الاستثارات الفائقة وعلاقتها باتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة فی منطقة الباحة، وتحدد دقة نتائجها الموضوعیة بدقة الأدوات التی استخدمت من اجل تحقیق أهداف الدراسة.

    الحدود الزمانیة:

         تم تطبیق أدوات الدراسة الحالیة لجمع البیانات، فی الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1439هـ.

    الحدود المکانیة:

        اقتصرت الدراسة الحالیة على مدارس المرحلة المتوسطة فی منطقة الباحة المتواجد بها الطالبات الموهوبات.

    الحدود البشریة:

         اشتملت الدراسة على الطالبات الموهوبات بالصف الأول المتوسط، الثانی المتوسط، الثالث المتوسط، والذین تم تصنیفهن کطالبات موهوبات والملتحقات فی مدارس التعلیم العام بالمرحلة المتوسطة فی منطقة الباحة.

    الأدب النظری والدراسات السابقة

         یتضمن هذا الفصل عرضاً للأدب النظری ذی العلاقة بموضوعات الدراسة وتتکون من الموهبة، والاستثارات الفائقة، واتخاذ القرار، بهدف تکوین خلفیة مناسبة حول الموضوعات، کما یتضمن عرضاً للدراسات السابقة التی أجریت حول الموضوع للاستفادة من إجراءاتها المنهجیة، وکذلک مقارنة النتائج بنتائج الدراسة الحالیة، وبناء علیه تم تقسیم هذا الفصل إلى محورین رئیسیین:

    المحور الأول: الإطار النظری

    المبحث الأول: الموهبة

    الموهبة وتطورها:

         یعد موضوع الموهبة من المواضیع التی شغلت علماء النفس، حیث برزت الجهود البحثیة بهدف تعریف وفهم الموهبة لدى الانسان، بعدما شاع استخدام الأسالیب التقلیدیة فی التعرف إلى الموهبة والتی غالباً ما تقیس القدرات المعرفیة کاختبارات الذکاء، فربما تمثل الموهبة أکثر من تلک فی الجوانب والأبعاد التی لا یتم تقدیرها فی المجال الوجدانی لشخصیة الأنسان، فهناک افراد یتمتعون بالعدید من المواهب ولکنهم یخفقون فی اختبارات الذکاء رغم تمیزهم عن اقرانهم العادیین ونجاحهم فی الحیاة.

    مفهوم الموهبة:

    هناک العدید من المحاولات من قبل الباحثین للوصول إلى تعریف یشمل جمیع ابعاد مفهوم الموهبة، إلا انهم اختلفوا فی ذلک، فقد تعددت التعریفات الخاصة بمفهوم الموهبة وقد یعود ذلک إلى أن المعرفة عن الموهبة قد اتسعت فی الآونة الأخیرة، وأصبح هناک وسائل کثیرة ومتنوعة لاکتشاف وتحدید أنواع متباینة ومتزایدة من الموهوبین، ومن أشهر التعریفات:

    •  تعریف مکتب التربیة الأمریکی والمعروف باسم مارلاند(Marland) والمشار إلیه لدى (الجهنی، 23:2010) عرّف الموهوبین بأنهم " افراد یتم التعرف علیهم بواسطة متخصصین مؤهلین علمیاً هؤلاء الموهوبین من ذوی الأداء المرتفع وممن لا تخدمهم مناهج المدارس العادیة، وبحاجة إلى برامج متخصصة لیتمکنوا من خدمة أنفسهم ومجتمعهم، ویظهرون أداء عالی فی مجال او عدد من المجالات الآتی:

    1- القدرات العقلیة العامة.

    2- الاستعداد الأکادیمی الخاص.

    3- التفکیر الإبداعی.

    4- القدرات القیادیة

    5- القدرات الفنیة الادائیة والبصریة.

    6- القدرات النفس حرکیة.

    • وتعرّف کلارک (فی القمش، 38:2012) الموهبة بأنها "مفهوم ذو جذور بیولوجیة وراثیة تنعکس بمستویات علیا على الذکاء والتطور المتسارع لوظائف الدماغ وأنشطته بما فی ذلک الحس البدنی، الانفعال، والمعرفة، والحدس، وإن التعبیر عن مثل هذا النشاط المتقدم والمتسارع یمکن أن یکون فی صورة قدرات مرتفعة فی المجالات المعرفیة والابداعیة والاستعداد الأکادیمی والقیادیة والفنون المرئیة والأدائیة وفی ضوء ذلک فأن الموهوب یحتاج إلى خدمات وبرامج وانشطة غیر متوافرة عادة فی المدرسة التقلیدیة حتى یستطیع تنمیة استعداداته بصورة وافیة، وعلیة فأن الموهبة عملیة دینامیة تقوم على التفاعل بین القدرة الموروثة والمحیط وتحدد قوة التفاعل مستوى تطور القدرة الذی یمکن أن یبلغه الفرد".

    المبحث الثانی: الاستثارات النفسیة الفائقة

                                        (Psychic Overexcitabilities):

    یستند مفهوم الاستثارات النفسیة الفائقة إلى نظریة الاستعدادات والإمکانات التطوریة (Theory of Positive Disintegration) أو ما تسمى بنظریة الانقسام أو التحلل الإیجابی (Theory of Positive Disintegration, TPD) لصاحبها الأخصائی والطبیب النفسی دابروسکی، وهی احدى النظریات التی تناولت تفسیر نمو الشخصیة الإنسانیة، وتعالج بشکل مباشر طبیعة عملیة النمو والتطور(المطیری، 27:2018).

    وقد بنى دابروسکی نظریته من خلال دراساته ومتابعته للسیر الذاتیة للحالات والتی شملت عدد من الموهوبین من الفنانین والمراهقین والأطفال الذین عانوا من الحروب، اذ لاحظ وجود نمط فرید للنمو لدى الموهوبین، وقد اهتم بکثافة الأفکار والخیال والأحاسیس والمشاعر والنمو الأخلاقی والانفعالی للأطفال الذین کان تعاملهم مع الحیاة بدرجة أکبر، او اعلى من المتوسط مقارنة بغیرهم من العادیین (Bouchard, 2004).

    وتعد نظریة الانقسام والتحلل الإیجابی من النظریات التی تفردت فی تناولها لمجموعة من الخصائص الشخصیة والانفعالیة التی تمیز الموهوبین بصورة واضحة، ورغم أن نظریة دابروسکی لیست نظریة لتفسیر الموهبة، إنما تهدف لفهم المستویات العلیا من التطور النمائی الانفعالی والأخلاقی للإنسان، إلا إن دابروسکی أکد على أهمیة دور الموهبة کمؤشر دال إلى التفوق والوصول إلى المستویات العلیا من النمو العقلی والانفعالی والأخلاقی                     (المطیری، 2011).

    واشارت (Silverman, 1980) ان نظریة الاستعدادات والإمکانات التطوریة لدابروسکی (TDP) قد تحدث ثورة فی دراسة الموهبة وتعلیم الموهوبین ضمن ثلاثة تطبیقات أساسیة حیث انها تمثل:

    -        طریقة جدیدة للتعرف والکشف عن الموهوبین.

    -        طریقة جدیدة لتعلیم الموهوبین ورعایتهم.

    -        اتجاه ارشادی جدید للتعامل مع مشکلات الموهوبین انطلاقاَ من خصائصهم واحتیاجاتهم.

    وقد عرّف دابروسکی کما ورد فی (الربیعی،269:2017) الاستعداد التطوری أو الاستعدادات والإمکانات التطوریة بأنها "موهبة بنیویة متأصلة یتحدد من خلالها طبیعة ومدى النمو العقلی والانفعالی الممکن للفرد، والتی یمکن قیاسها على أساس المکونات الآتیة: الاستثارات النفسیة الفائقة والقدرات الخاصة والمواهب، واخیراً القوى النمائیة المحرکة(Dynamisms)  والتی عرّفها بالقوة والنشاط العقلی الدافع والتحکم بالسلوک ونموه".

          وقد توصل دابروسکی إلى أن هناک عدد من أنماط الاستثارات النفسیة عالیة المستوى التی یمکننا اعتبارها بمثابة مؤشرات دالة قادرة على التنبؤ بظهور تلک القدرات النمائیة، أطلق علیها مسمى الاستثارات الفائقة والتی عرّفها بأنها "قدرة فائقة تظهر على شکل رد فعل کبیر على المثیرات الداخلیة والخارجیة من خلال رغبة جامحة فی التعلم وخیال مفعم بالحیویة، والطاقة الحسیة والجسدیة، والحساسیة الزائدة، وحدة الانفعالات" (خلف والعلوان،2016 (. وقد أدرک ان الموهوبین یمیلون إلى عدد معین من المثیرات، کما لاحظ ان اثارتهم تظهر عبر خمسة مجالات کاستثارات نفسیة فائقة وهی (النفسحرکیة، والحسیة، والعقلیة، والتخیلیة، والانفعالیة)، ومن المحتمل أن یتمیز الطالب فی واحدة أو أکثر من تلک الأنماط الخمس السابقة فی الوقت نفسه (بیغوتو، 489:2017).

    مستویات الاستثارات الفائقة:

    اوضح دابروسکی النشاط والحساسیة المکثفة التی یعانی منها الافراد الموهوبین بسبب حالات الاستثارة الفائقة هذه یتمیزون بقدرة أکبر على ان یکونوا محفزین وکذلک الاستجابة للمحفزات الخارجیة والداخلیة، وتتغلغل الاستثارات الفائقة فی حیاة الموهوب، سواء من خلال الاستشعار البدنی او الخیال او النشاط الحس حرکی، او من خلال محرک فکری، فأن الاستثارة الفائقة توجه الخبرة وتمد الذکاء والمواهب بالطاقة، وهی التی تُشکل الشخصیة (ویب، وغور، وامنید، ودی فرایز، 2012).

    ویذکر (المطیری، 2008) إلى ما أشار إلیه دابروسکی بأن الاستثارات الفائقة قدرات وراثیة للاستجابة للمثیرات والمحفزات، ویمکن ملاحظتها کخصائص لدى الموهوبین یتم التعبیر عنها فی شدة ووعی وحساسیة متزایدة.

    ولخص عدد من الباحثین والمهتمین لمفهوم الاستثارة الفائقة ما قدمه دابروسکی من مستویات لمفهوم الاستثارة الفائقة، والتی تظهر فی خمس مستویات وهی: الاستثارة النفسحرکیة الفائقة، والاستثارة الحسیة الفائقة، والاستثارة التخیلیة الفائقة، والاستثارة العقلیة الفائقة، والاستثارة الانفعالیة الفائقة، وما یمیز تلک المستویات من خصائص ومظاهر وسمات تظهر بدرجات متفاوتة لدى الموهوبین والتی تمیزهم عن اقرانهم العادیین.

     وفیما یلی، تفصیل لکل مستوى من تلک المستویات الخمس من الاستثارات الفائقة وبعض مظاهرها کما ورد فی (Mendaglio & Tiller, 2006; Lind, 2011)

    1/ الاستثارة الفائقة النفسحرکیة (Psychomotor OE):

    یعبّر عنها بالاستثارة المفرطة للنظام العضلی العصبی والتوتر الانفعالی الذی یترجم إلى نشاط نفس حرکی کسلوک اندفاعی، تبزر فی مظهرین هما: (1) توافر فائض کبیر من الطاقة والحیویة والنشاط، یمکن ملاحظته فی صورة ما یقوم به الفرد من إیماءات وإشارات حرکیة، وفائض طاقة من خلال الکلام السریع والحماس والنشاط الحرکی القوی مثل الألعاب وریاضات السرعة، ودافع نحو التنافس مع الآخرین، والقیام بأنشطة بدنیة صعبة، استغراق وقت أطول فی العمل مهما صغر،(2) عادات عصبیة مثل قضم الأظافر، أو ثنی الأشیاء، والشعور بالملل المستمر، والتسرع فی اتخاذ القرارات، والقیام بسلوکیات سلبیة ومیول شدید نحو الاندفاع والتهور.

    2/ الاستثارة الفائقة الحسیة(Sensual OE):

    وتکون هذه الاستثارة على شکل ردود أفعال قویة نحو المثیرات التی یتم تلقیها عن طریق الحواس الخمس (البصر- الشم- التذوق- السمع- اللمس)، والافراد الذین لدیهم استثارة حسیة عالیة یملکون خبرة واسعة فی المدخلات الحسیة أکثر من الافراد العادیین، ومن مظاهر الاستثارة الحسیة الاستجابة لأصوات غیر مسموعة للآخرین، واستجابات للمثیرات الطبیعیة من حولهم مثل الضوء، والأکل الزائد والاستمتاع به، وقدرة على تمییز النکهات وملمس الأشیاء، کما یظهرون اهتمام کبیر بالملابس والظهر، والتعلق بالمجوهرات والزینة.

    3/ الاستثارة الفائقة التخیلیة (Imaginational OE):

    ویشیر إلى قدرة الفرد على تخیل للأمور بشکل جید، وربط الصور المتخیلة والاستخدام المتکرر للصور، واستخدام المجازات فی التعبیرات اللفظیة، والاستغراق فی أحلام الیقظة، ویجدون متعة فی خلط الحقیقة والخیال معاً، والتفکیر فی إضفاء الحیاة على الحیوانات، وغالباً یتعرض الافراد لحالات تشتت متکرر للانتباه، والارتباک والذهول والعیش فی عالم الخیال للهروب من الملل الذی قد ینتابهم من الدروس التی لا تستثیر فضولهم وقدراتهم.

    4/الاستثارة الفائقة العقلیة (Intellectual OE):

    الافراد الذین یمتلکون ویظهرون استجابات عقلیة فائقة یملکون عقولاً نشطة على نحو لا یصدق، فهم یتسمون بالفضول للمعارف بشکل حاد، کما ان لدیهم رغبة عالیة بالاطلاع والبحث عن المعرفة واکتسابها، وحب الاکتشاف والبحث عن الحقیقة، ورغبة قویة لحل المشکلات، کما یتسمون بالقدرة على الترکیز، والقدرة على التفکیر النظری والتفکیر بما وراء المعرفة، والتفکیر الأخلاقی، کذلک فإنهم ذو تفکیر مستقل، وغالباً یکونون قرّاء شدیدی الملاحظة والنقد.

    5/الاستثارة الفائقة الانفعالیة- العاطفیة Emotional OE)):

    تعد الاستثارة الفائقة الانفعالیة من أکثر مظاهر الاستثارات النفسیة الفائقة وضوحاً، فهی أول ما تتم ملاحظته لدى الموهوبین من قبل الآباء والمعلمین، ویتسم الفرد بفرط من المشاعر والتعبیرات الوجدانیة، وانفعالات حادة سواء کانت إیجابیة او سلبیة، فهی تتضمن ظهور مجموعة محددة من الخصائص والسمات، ویتم التعبیر عنها بالعلاقات العمیقة والارتباطات العاطفیة والتعرف على مشاعر الآخرین، والتمتع بذکریات وجدانیة قویة، وحساسیة مفرطة تجاه الأماکن والاشیاء، والشعور بالقلق والتوتر والخوف من الوحدة والموت، وظهور الشعور بالذنب، کما أنهم یعانون من مزاجیة تدفعهم إلى الاکتئاب ومحاولة الانتحار.

    المبحث الثالث: اتخاذ القرار:

    تعد عملیة اتخاذ القرار من العملیات الأساسیة التی یستطیع الفرد من خلالها حل مشکلاته وتحقیق التوازن والتکیف مع البیئة، والتی ینبغی اکسابها للأطفال والمراهقین، وتعد مرحلة المراهقة والرشد من المراحل النمائیة الهامة فی اتخاذ القرار.

         وتمثل عملیة اتخاذ القرار جوهر نشاط الفرد فی حیاته، حیث تعتبر اهم مقومات الحیاة الإنسانیة فی المجالات الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة، وترتبط عملیة اتخاذ القرار بحل المشکلات، کما ان نجاح الفرد یعتمد على قدرته على اتخاذ القرار بتحدید أسالیب المشکلة وإیجاد بدائل عملیة لحلها (منال البارودی، 57:2015).

    تعریف اتخاذ القرار:

          وقد تعددت التعریفات التی تناولت مهارة اتخاذ القرار وتنوعت بناء على توجه أصحابها وفلسفتهم، وقد أورد عدد من التربویین تعریفات عدة لاتخاذ القرار:

     حیث عرفه برهوم (2013) أنه "عملیة تفکیر مرکبة، وذلک من خلال تحلیل البدائل المقترحة فی مواجهة المشکلات کلها، ومن ثمَ ترتیب تلک الحلول أو البدائل حسب الأفضلیة ثم اختیار الحل وتنفیذه".

         وعرفته سناء رضوان (2012)بأنه "العملیة العقلیة الحرکیة التی تهدف إلى الاختیار الواعی بین البدائل المتاحة فی موقف ما بعد دراسة النتائج المترتبة على کل بدیل، واختبار آثارها على الأهداف المراد تحقیقها".

         وعرفه جروان (105:2015)بأنه "عملیة تفکیر مرکبة تهدف إلى اختیار البدائل أول الحلول المتاحة لفرد فی وفق معین، من أجل الوصول إلى تحقیق الهدف المرجو".

    ومن خلال العرض السابق لتعریفات اتخاذ القرار یتضح اتفاقها على ان اتخاذ القرار:

    عملیة مرکبة تتطلب ممارسة العدید من أنماط التفکیر تقوم على أساس عدد من البدائل، تهدف إلى الاختیار الواعی للبدیل المناسب، وتقوم على ترتیب الأولویات والاستفادة من الخبرات السابقة للمتعلم، وترتبط بالقیم الخاصة بالمتعلم وتتأثر بها.

    معوقات اتخاذ القرار:

         أوردت (رزق الله،2002 ) عدد من العوامل تؤثر على عملیة اتخاذ القرار منها عوامل متعلقة بالفرد کالخبرة، القیم والمعتقدات، الانفعالات، وقدرته على تحلیل المشکلة، ومنها عوامل اجتماعیة والتی تخص البیئة الاجتماعیة التی یتخذ القرار فی اطارها، والعوامل الثقافیة التی تتضمن العادات والتقالید التی تحکم الافراد والجماعات.

        کما تؤثر العوامل النفسیة على اتخاذ القرار ومدى صوابه، فإزالة التوتر النفسی والاضطراب والحیرة والتردد لها تأثیر کبیر فی تحقیق الأهداف (صبری وعبد العظیم، 73:2015).

         وذکرت (الحورانی،  (25:2013ان هناک عدد من المعوقات لعملیة اتخاذ القرار ومن أهمها: قلة البیانات والمعلومات حول المشکلة ویرجع ذلک إلى ضیق الوقت أو عدم قدرة الفرد على القیام بهذه العملیة، والتردد والحیرة التی تنتاب متخذ القرار فی تحدید المشکلة، کذلک عدم القدرة على تحدید البدائل وتوقّع النتائج.

    منهج وإجراءات الدراسة

      هدف هذا الفصل إلى توضیح منهج الدراسة ومجتمعها وعینتها وتوضیح أدواتها واستخراج دلالات الصدق والثبات لها واجراءاتها، کما یلی:

    أولا: منهج الدراسة:

                هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على الاستثارات الفائقة وعلاقتها باتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات بمنطقة الباحة والفروق فی ذلک تبعاً لمتغیر الصف الدراسی، ولتحقیق غایات الدراسة الحالیة تم اتباع المنهج الوصفی الارتباطی لأنه یتناسب مع طبیعة الدراسة وأهدافها.

    ثانیا: مجتمع الدراسة:

              تکوّن مجتمع الدراسة من جمیع الطالبات الموهوبات فی المرحلة المتوسطة فی منطقة الباحة، والبالغ عددهن (222)، والجدول (1) یبین توزیعهم حسب متغیر الصف الدراسی.

    أعداد الطالبات الموهوبات لمجتمع الدراسة حسب لمتغیر الصف الدراسی. جدول (1)

    مستویات المتغیر

    العدد

    النسبة المئویة

    الأول متوسط

    72

    32.4

    الثانی متوسط

    68

    30.6

    الثالث متوسط

    82

    36.9

    المجموع

    222

    100%

    ثالثا: عینة الدراسة:

    تکونت عینة الدراسة الحالیة مما یلی:

    العینة الاستطلاعیة: والتی بلغ عددها (20) طالبة موهوبة، تم اختیارهن بالطریقة العشوائیة من مجتمع الدراسة، وتم تطبیق أدوات الدراسة علیهن بهدف التحقق من صدق وثبات أدوات الدراسة.

    العینة الأساسیة: تکونت من (202) طالبة موهوبة بمنطقة الباحة، تم اختیارهن بطریقة الحصر الشامل وبما یشکل (73.4%) من مجتمع الدراسة، وتم توزیع مقاییس الدراسة علیهن، وتم استثناء مقاییس (25) طالبة لعدم اکتمال بیاناتهن، وغیاب (14) طالبة اثناء زیارة المدارس لتطبیق الأدوات على الطالبات، فأصبحت عینة الدراسة تتکون من (163) طالبة موهوبة، والجدول (2) یبین توزیعهن تبعاً لمتغیر الدراسة (الصف الدراسی) والنسبة المئویة.

    أعداد الطالبات الموهوبات لعینة الدراسة حسب متغیر الصف الدراسی جدول (2)

    مستویات المتغیر

    العدد

    النسبة المئویة

    الأول متوسط

    50

    30.7

    الثانی متوسط

    51

    31.3

    الثالث متوسط

    62

    38.0

    المجموع

    163

    100.0

    رابعاً: أدوات الدراسة:

      تتکون أدوات الدراسة الحالیة من مقیاسین مقیاس درجة الاستثارات الفائقة ومقیاس مهارات اتخاذ القرار، وفیما یلی وصف لإجراءات کل منها:

    مقیاس الاستثارات الفائقة:

                         (Over Excitability Questionnaire-Two, OEQII)

    وصف المقیاس:

    بعد الاطلاع على الادبیات والدراسات السابقة التی تناولت الاستثارات الفائقة قامت الباحثة بتبنی النسخة الثانیة من مقیاس الاستثارات الفائقة، من اعداد وتطویر فولک وزملائه (Falk, Lind, Miller, Pichowski & Silverman,1999) والمُعرب من قبل المطیری(2008)، ویتکون مقیاس(OEQII)  من (50) عبارة موزعة على خمسة أبعاد الاستثارة (النفسحرکیة، الحسیة، التخیلیة، العقلیة، والانفعالیة) بموجب عشر عبارات لکل بُعد.

    أ‌)مقیاس اتخاذ القرار

    وصف المقیاس:

     تم الاستفادة من الدارسات السابقة مثل دراسة السلامة والطراونة (2012)، ودراسة عبد المجید (2008) فی بناء مقیاس لاتخاذ القرار لتحقیق اهداف الدراسة الحالیة، حیث وضعت فقرات المقیاس فی صورته الأولیة، والملحق (3) یبین ذلک، وقد ضم المقیاس (30) فقرة موزعة على أربعة أبعاد (تحدید المشکلة، وتحدید البدائل، وتقییم البدائل، واتخاذ القرار).

    ملخص النتائج والتوصیات والمقترحات

    أولا: ملخص النتائج

    جاءت نتائج الدراسة حسب تسلسل أسئلتها على النحو التالی:

    1/ جاءت درجة الاستثارات الفائقة کانت بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.64). وقد تراوحت المتوسطات الحسابیة للفقرات من (2.85) إلى (4.22) بدرجة متوسطة إلى مرتفعة جداً على التوالی، وقد جاء بعد "الاستثارة الحسیة الفائقة" فی الترتیب الأول بمتوسط حسابی مقداره (3.77) وبدرجة مرتفعة، یلیه بعد " الاستثارة العقلیة الفائقة" فی الترتیب الثانی بمتوسط حسابی مقداره (3.76) وکذلک بدرجة مرتفعة، یلیه بعد " الاستثارة الانفعالیة الفائقة" فی الترتیب الثالث بمتوسط حسابی مقداره (3.71) وکذلک بدرجة مرتفعة، یلیه بعد " الاستثارة التخیلیة الفائقة" فی الترتیب الرابع بمتوسط حسابی مقداره (3.50) وکذلک بدرجة مرتفعة، بینما جاء بعد " الاستثارة النفسیة الفائقة" فی الترتیب الأخیر بمتوسط حسابی مقداره (3.44) وکذلک بدرجة مرتفعة.

    2/ کانت درجة مهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات کانت بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.71). وقد تراوحت المتوسطات الحسابیة للفقرات من (3.59) إلى (4.18) بدرجة مرتفعة، وقد جاء بعد " تحدید الهدف" فی الترتیب الأول بمتوسط حسابی مقداره (3.80) وبدرجة مرتفعة، یلیه بعد " اتخاذ القرار" فی الترتیب الثانی بمتوسط حسابی مقداره (3.73) وکذلک بدرجة مرتفعة، یلیه بعد " تقییم البدائل" فی الترتیب الثالث بمتوسط حسابی مقداره (3.68) وکذلک بدرجة مرتفعة، بینما جاء بعد " تحدید البدائل" فی الترتیب الأخیر بمتوسط حسابی مقداره (3.61) وکذلک بدرجة مرتفعة.

    3/ هناک ارتباط موجب ودال احصائیاً بین درجة الاستثارات الفائقة ومهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات، وقد بلغ معامل الارتباط بین درجة الاستثارات الفائقة ومهارات اتخاذ القرار لدى الطالبات الموهوبات (.308**)، وهی قیمة مرتفعة ودالة احصائیاً، وعنی أنه کلما زادت درجة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات زادت مهارات اتخاذ القرار لدیهن والعکس صحیح.

    4/ وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة الاستثارات الفائقة وأبعادها النفسحرکیة والحسیة والتخیلیة والانفعالیة لدى الموهوبات تعزى للصف الدراسی (أول متوسط، ثانی متوسط، ثالث متوسط)، وکانت لصالح الطالبات فی الصفین الأول والثانی المتوسط. وبعبارة أخرى کانت تقدیرات الطالبات الموهوبات فی الصفین الأول والثانی المتوسط لدرجة الاستثارات الفائقة لدیهن أعلى من الطالبات فی الصف الثالث المتوسط.

    5/ عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة مهارات اتخاذ القرار تعزى للصف الدراسی. وبعبارة أخرى لم تختلف تقدیرات الطالبات الموهوبات لدرجة مهارات اتخاذ القرار لدیهن باختلاف صفوفهن الدراسیة.

    ثانیا: التوصیات

    من خلال نتائج الدراسة الحالیة یمکن التوصیة بما یلی:

    1. ادراج برامج اثرائیة فی تنمیة الاستثارات الفائقة لدى الطالبات الموهوبات لما لها آثار إیجابیة فی اتخاذ القرار لدیهن.
    2. تشجیع الطالبات وتدریبهن على اتباع خطوات منظمة فی اتخاذ القرار.
    3. ارشاد وتوجیه الطالبات لتحقیق التوازن الانفعالی لدیهن بشکل مناسب.
    4. إقامة ورش عمل للتعریف عن الاستثارات الفائقة واستراتیجیات التعامل معها للعاملین فی المجال التعلیمی.

    ثالثا: المقترحات

    من خلال نتائج الدراسة الحالیة یمکن تقدیم المقترحات البحثیة التالیة:

    1. إجراء دراسة مشابهة لهذه الدراسة على عینات أخرى وفی مناطق أخرى فی المملکة العربیة السعودیة.
    2. إجراء دراسة تتضمن أثر متغیرات أخرى مثل الترتیب الولادی، ومستوى دخل الاسرة، ومستوى تعلیم الوالدین وغیرها من المتغیرات الدیمغرافیة للطلبة.
    3. اجراء دراسة تجریبیة لتقصی أثر التدریب باستخدام الاستثارات الفائقة على تنمیة مهارات اتخاذ القرار لدى الطلبة.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    المراجع

    أولاً: المراجع العربیة

    أبو اسعد، أحمد (2011). إرشاد الموهوبین والمتفوقین (ط1(. عمّان: دار المسیرة.

    البارودی، منال أحمد (2015). الطرق الإبداعیة فی حل المشکلات واتخاذ القرارات (ط1). القاهرة: المجموعة العربیة للتدریب والنشر.

    برهوم، خمیس جمعة (2013). أثر استخدام استراتیجیة قبعات التفکیر الست فی تنمیة مهارات التفکیر الإبداعی واتخاذ القرار بالتکنولوجیا. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیةالتربیة، الجامعة الإسلامیةبغزة.

    بیغوتو، رونالد (2017). رعایة الإبداع فی الصف الدراسی (ترجمة: الوحیدی، محمود محمد). الریاض.مکتبة العبیکان.

    جروان، فتحی عبد الرحمن (2011). فاعلیة مقیاس الاستثارات الفائقة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین کادیمیاً. مجلة العلوم التربویة، 19(3).

    جروان، فتحی عبد الرحمن (2013). تعلیم التفکیر مفاهیم وتطبیقات (ط6). عمّان: دار الفکر.

    جروان، فتحی عبد الرحمن (2015). الموهبة والتفوق (ط6). عمّان: دار الفکر.

    الجهنی، فایز (2010). مناهج وبرامج الموهوبین(ط1). عمّان: دار الحامد للنشر والتوزیع.

    الحورانی، محمد حبیب (2000). الموهبة والابتکاریة عبر مراحل النمو المختلفة للفرد. مجلة التربیة، (33)،95.

    الحورانی، نوال عبدالرحمن(2013). مقارنة بین کیفیة اتخاذ القرار بین المدراء والمدیرات. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة التجارة، الجامعة الإسلامیة بغزة.

    أبو خاطر، دعاء عادل (2014). فعالیة مدونة إلکترونیة توظف استراتیجیة جیجسو فی تنمیة المفاهیم الحاسوبیة ومهارات اتخاذ القرار. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة التربیة، جامعة غزة.

    الخطیب، جمال محمد والحدیدی، منى صبحی(2010). المدخل إلى التربیة الخاصة(ط2). عمّان: دار الفکر.

    خلف، محمد شریف والعلوان، احمد فلاح(2016). مستویات الاستثارة الفائقة وعلاقتها بالفاعلیة الذاتیة الإبداعیة. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة الدراسات العلیا، الجامعة الهاشمیة.

    الرابغی، خالد محمد (2013). التفکیر الإبداعی والمتغیرات النفسیة والاجتماعیة لدى الطلبة الموهوبین (ط1). عمّان: مرکز دیبونو لتعلیم التفکیر.

    الربیعی، فاضل جبّار والبعاج، رؤى مهدی(2017). أنماط الاستثارة الفائقة وعلاقتها باستراتیجیات تنظیم الذات واتخاذ القرار لدى طلبة الجامعة. دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس (82)،266.

    رزق الله، رندا سهیل(2002). فاعلیة برنامج تدریبی لتنمیة مهارات اتخاذ القرار لدى عینة من طلبة الصف الأول ثانوی.(رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة التربیة، جامعة دمشق.

    رضوان، سناء محمود(2012). أثر استخدام استراتیجیات قبعات التفکیر فی تنمیة المفاهیم العلمیة ومهارات اتخاذ القرار لدى طالبات الصف الثامن الأساسی بغزة. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)،کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة      بغزة. 

    الزعبی، احمد محمد ویوسف، رمزی خلیل (2014). العلاقة بین المهارات القیادیة وتقدیر الذات لدى الطلبة المراهقین الموهوبین فی مدارس الملک عبد الله الثانی للتمیز. مجلة الطفولة العربیة.(60)،41.

    زهران، حامد عبدالسلام(2005). التوجیه والإرشاد النفسی(ط4). القاهرة: عالم الکتب.

    السلامة، عماد محمد والطراونة، عبدالله عبدالرازق(2012). مهارات اتخاذ القرار لدى طلبة مدارس الملک عبد الله الثانی للتمیز. مؤتة للبحوث والدراسات، 27(5)،4.

    سلیمان، سناء محمد(2014). ابناؤنا الموهوبون(ط1). القاهرة: عالم الکتب.

    السید، عبدالمنعم عبدالله(2012). أسالیب اتخاذ القرار لدى المراهقین والراشدین وعلاقتها بالعوامل الکبرى للشخصیة والصلابة النفسیة والأساس بالکفاءة الذاتیة. مجلة کلیة التربیة بالإسکندریة، 22(2)،117.

    السلیمان، نورة إبراهیم. أنماط فرط الاستثارة وعلاقتها بالتفوق الدراسی والقدرات الإبداعیة لدى الطالبات فی المرحلة الجامعیة.مجلة العلوم التربویة والنفسیة، 17 (2)،600.

    الشیاب، آلاء یوسف والخطیب، بلال عادل(2015). العلاقة بین أنماط الاستثارة الفائقة وبین التفکیر الإبداعی لدى الطلبة الموهوبین والطلبة العادیین فی مدارس السلط. المجلة الدولیة التربویة المتخصصة، 4 (12)،47.

    صبری، عبد العظیم وعبد العظیم، محمود(2015). فن صناعة القرار عند القائد الصغیر(ط1). القاهرة: المجموعة العربیة للتدریب والنشر.

    الطنطاوی، محمود محمد(2017). أنماط الاستثارة الفائقة لدى المتفوقین عقلیاً وعلاقتها بمستوى الکمالیة. مجلة التربیة الخاصة،5(20)، 313.

    عبد الکافی، إسماعیل عبدالفتاح(2009). تنمیة الموهبة لدى الأطفال(ط1). القاهرة: الدار الثقافیة للنشر.

    عبد المجید، أسامة محمد(2008). أثر البرامج الإثرائیة الصیفیة للموهوبین على أسالیب العزو السببی ومهارات اتخاذ القرار لدى الطلاب الموهوبین. دراسات تربویة واجتماعیة.14(2).

    عبود، یسرى زکی(2012). العلاقة بین أنماط الاستثارات الفائقة والقدرة المدرسیة لدى عینة من الطلاب الموهوبین والعادیین فی المرحلة المتوسطة. مجلة کلیة التربیة،22(2)،261.

    عثمان، تهانی محمد(2011). المتفوقون والموهوبون والمبتکرون(ط1). مصر: مکتبة الأنجلو المصریة.

    القذافی، خلف عبد الوهاب (2013). فاعلیة برنامج اثرائی قائم على مفهوم الذات فی منهج علم النفس لتنمیة مهارات اتخاذ القرار. (أطروحة دکتوراه غیر منشورة)، کلیة الدراسات العلیا، جامعةالقاهرة.

    القرعان، عبدالجلیل(2003). أثر برنامج تعلیمی مستند لنظریة سترینبیرغ الثلاثیة لتحسین مستوى اتخاذ القرار. (أطروحة دکتوراه غیر منشورة). جامعة عمّان العربیة.

    القریطی، امین عبدالمطلب(2012). سیکولوجیة ذوی الاحتیاجات الخاصة وتربیتهم (ط5). مصر:مکتبة الانجلو المصریة.

    القمش، مصطفى النوری(2012). الموهوبون ذوو صعوبات التعلم (ط1). عمّان: دار الثقافة للنشر.

    کریقر، لیندا سیلفرمان(2011) إرشاد الموهوبین والمتفوقین. (ترجمة: العزة، سعید حسنی). عمّان: دار الثقافة والنشر.

    کنعان، نواف(2003). اتخاذ القرارات الإداریة بین النظریة والتطبیق (ط6). عمّان: دار الثقافة والنشر.

    کولانجیلو، نیکولاس ودیفیز، غازی(2011). المرجع فی تربیة الموهوبین. (ترجمة: أبو جادو، صالح محمد وأبو جادو،  محمود محمد). الریاض. مکتبة العبیکان.

    المطیری، ثامر فهد(2008). العلاقة بین أنماط الاستثارات الفائقة وفق نظریة دابروسکی وبین الذکاء والتحصیل  الدراسی وفاعلیتها فی الکشف عن الطلبة الموهوبین بمرحلة المتوسطة،(أطروحةدکتوراه غیر منشورة)، کلیة الدراسات التربویة العلیا، جامعة عمّان العربیة.

    المطیری، ثامر فهد(2008). نظریة دابروسکی للکشف عن الموهوبین (ط1). الکویت: دار المسیلة للنشر.

    معاجینی، أسامة حسن وهویدی، محمد عبدالرزاق(1995). الفروق بین الطلبة المتفوقین والعادیین فی المرحلة الإعدادیة على مقیاس تقدیر الخصائص السلوکیة للطلبة المتفوقین. المجلة التربویة،9(35)، 108-107.

    أبو النصر، مدحت(2004). رعایة أصحاب القدرات الخاصة (ط1). مصر: مجموعة النیل العربیة.

    ویب، جیمس تی؛ غور، جانیب إل؛ امنید، إدوارد آر؛ دی فرایز، آرلین آر(2012). دلیل الوالدین فی تربیة الأطفال الموهوبین(ترجمة: علاونة، شفیق). الریاض. مکتبة العبیکان.

    بنی یونس، محمود محمد؛ والشمری، سعود محمد؛ والشعاریر، احمد عبد الله (2016). أنماط الاستثارة النفسیة الفائقة وعلاقتها بسمة الانفعالیة المعرفیة والاجتماعیة الممیزة لطلاب جامعة تبوک. دراسات العلوم الإنسانیة  والاجتماعیة.43 (2)،663.

     

     

     

     

     

     

     

     

    ثانیاً: المراجع الأجنبیة

    Ackerman, C. & Paulus, L. (1997).  Identifying gifted adolescents using  Personality characteristics: Dabrowski Overexcitabilities.  Roeper     Review, 19(4), 229-236.

    Akarsu, G. & Guzel, F. (2006). Comparing Overexcitabilities of gifted

                       and Nongifted 10Th grade students in turkey. High Ability studies,     17(1).

    Bouchard, L. (2004).  An instrument for the measure of Dabrowski Over

                       excitabilities to identity gifted elementary students.  Gifted Child     Quartery. 48(4).

    Buerschen, T. (1995).  Researching an alternative assessment in the Identification of gifted and talented students. Unpublished  manuscript, Miami University, Oxford, OH.

    Carman, C. (2005).  Relationships among traditional and modern

                        constructs Used in identifying giftedness.  (Unpublished doctoral     dissertation), University of Kansas, Kansas.

    Clark, B.  (2008). Growing up giftedness. New York: Macmillan

                         publishing Company.

    Davis, C.; Patte, K.; Tweed, S.; & Curtis. (2007). Personality traits

                        associated with decision-making deficits.  Journal of Individual     Differences, (42), 297- 290.

    Lind, S. (2001).  Overexcitabilities and the gifted.  SENG Newsletter,

                           (1).

     

    Maker, C.J & Nielson, A.B   (1995). Teaching Model in Education of

                         the Gifted.  Austin: Aspen Systems Corporation.

    Mendaglio, S. & Tillier, w.  (2006). Dabrowski Theory of Positive

                         Disintegration and giftedness, Overexcitabilities research findings. Journal for the education of the Gifted, (1).

    Miller, K. (1988) A Comparison of Dabrowski concept of                     Overexcitabilities with Measures of verbal and mathematical                  aptitude among academically precocious adolescents.  (Unpublished      doctoral Dissertation), University of Denver, Denver, Colorado.

    Tieso, C. (2007).  Patterns of Overexcitabilities in identified gifted

                          students and their parents.  Gifted child quarterly, (1).

    Silverman, L.  (1980). Theory of positive disintegration and is

                        implications for giftedness.  Paper presented at the third  international conference on theory of positive disintegration, University of Miami School of medicine,Miami.      

    Smith, S. (2006). The influence of gender and country of origin on the  Overexcitabilies f American and Korean high school students with   high Ability.( Unpublished master's thesis), Oklahoma State University, Stillwater, Oklahoma.