مستوى الإبداع الإداري لدى مديري مدارس منطقة الباحة من وجهة نظر المعلمين

                       کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

مستوى الإبداع الإداری لدى مدیری مدارس منطقة الباحة من وجهة نظر المعلمین

إعــــــــــداد

محمد بن أحمد العلیان الزهرانی

إشراف

د/أشرف عبده حسن الألفی

أستاذ الإدارة التربویة المساعد

بقسم الإدارة والتخطیط التربوی بکلیة التربیة – جامعة الباحة

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد التاسع – جزء ثانى- سبتمبر2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص الدراسة

       هدفت الدراسة إلى الکشف عن مستوى الإبداع الإداری لدى مدیری المدارس بمنطقة الباحة من وجهة نظر المعلمین، وأیضاً تحدید دلالة الفروق فی استجابات عینة الدراسة وفقاً لبعض المتغیرات الدیموغرافیة (المرحلة التعلیمیة، سنوات الخبرة، الحصول على دورات تدریبیة فی الإبداع)، ولتحقیق أهداف الدراسة تم اتباع المنهج الوصفی بصورته الارتباطیة، کما تم اختیار عینة عشوائیة طبقیة من المعلمین بلغ عددها (873) معلماً، وتم استخدام الاستبانة أداة لجمع البیانات من إعداد الباحث، حیث أمکن تطبیقها على عینة الدراسة الأساسیة، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج کان من أبرزها وجود درجة کبیرة للإبداع الإداری لدى مدیری المدارس من وجهة نظر المعلمین بمتوسط حسابی (3.58) وانحراف معیاری (0.94)،  توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (≤ 0.05α) فی متوسط تقدیرات أفراد عینة الدراسة لدرجة الإبداع الإداری لدى مدیری المدارس بمنطقة الباحة تعزى إلى متغیرات الدراسة: (المرحلة التعلیمیة) لصالح معلمی المرحلة الثانویة)، (سنوات الخبرة) لصالح المعلمین من ذوی الخبرة 10 سنوات فأکثر،و(الحصول على دورات تدریبیة فی الإبداع) لصالح المعلمین الحاصلین على دورات ، ووفقاً لهذه النتائج تم تقدیم مجموعة من التوصیات کان من أبرزها: توجیه مدیری المدارس إلى حث المسؤولین عن العملیة التعلیمیة بمنطقة الباحة على دعم وتشجیع الإبداع الإداری لمدیری المدارس، مع استثمار الواقع المحقق فی تطویر العملیة التعلیمیة والتربویة والإداریة داخل المدارس؛ بما یحقق نقلة نوعیة فی مسار جودة هذه العملیة.

Abstract

The study aimed at revealing the level of administrative creativity among the school leaders in AlBaha area, from the point of view of the teachers, and also to determine the significance of the differences in the responses of the study sample according to some demographic variables (the educational stage, the years of experience, training courses in creativity). In order to achieve the objectives of the study, the descriptive method was followed in its associative form. A random sample of 873 teachers was selected. The questionnaire was used as a data collection tool after verifying its validity and consistency, then it was applied to the basic study sample. The study reached a set of results, There was a significant degree of administrative creativity among the school leaders from the point of view of the teachers. There are statistically significant differences at the level of significance (α ≤ 0.01) (For years of experience) for teachers with 10 years of experience or more, and (access to training courses in creativity) for teachers who have courses, There was also a significant correlation between statistics (0.05 0.05α) between the degree of time management and the degree of administrative creativity among school leaders in Al-Baha region from the point of view of teachers, A number of recommendations have been made to these findings. The most important of these recommendations are: Urge those responsible for the educational process in Al-Baha region to support and encourage the administrative creativity of school leaders, while investing the realized reality in the development of the educational, educational and administrative process within the schools to achieve a qualitative leap in the quality of this process.

مدخل إلى الدراسة

مقدمة:

یُعد الإبداع الإداری سمة من سمات التطور والتمیز التی یقاس به التقدم والرقى فی مختلف الأمم، وواجب المسؤولین عند إدارة العملیة التعلیمیة هو الأخذ بزمام المبادرة فیما یخص إعادة بناء المهارات القیادیة المدرسیة لتصبح ذو کفاءات قادرة على الإبداع والابتکار الإداری، قادرة على إدارة الوقت من خلال الإدارة المثلى کما یقود الإبداع إلى التجدید وقائد المدرسة المبدع عامل رئیس لنجاح المدرسة، وهذا الإبداع من خلاله نستطیع أن نواکب رکب الحضارة البشریة. فالأفراد والمؤسسات یمکن تقسیمهم إلى قسمین مبدع یتعامل مع الحضارة المعاصرة؛ بکل ثقة وبدون تخوف ، والأخر مقلد ینتظر من الآخرین أن یملوا علیه أفکارهم وإبداعاتهم، ویعتبر الإبداع الإداری أداة مهمة للقائد والمؤسسة فی ترک التقلید، والتعامل مع روح التغییر وإدارته بنجاح حتى یتمکن من مواکبة التطورات، مع الاستمرار فی تحقیق الأهداف المنشودة والإنجاز المطلوب (مدیس، 1435، 2)، وقد رأى المطیری (1426، 31) أن الإبداع الإداری فی المؤسسات قائم على ممارسة العمل القیادی بأفکار وأسالیب متنوعة ؛ مما یشکل بیئة عمل إیجابیة ومواتیة للأفراد وجماعات العمل کل فی مجال عمله وذلک للإسهام فی تولید الأفکار الإبداعیة، والأداء المتمیز أو الحلول البناءة للمشکلات المتوقعة داخل المؤسسة أو خارجها.

مشکلة الدراسة وأسئلتها:

یهدف رفع مستوى الإبداع الإداری لدى مدیری المدارس إلى تولید أفکار إبداعیة تساهم فی الخروج عن المألوف وتجاوز التقلیدیة وحل المشکلات المتوقعة حتى تصبح المؤسسة التعلیمیة أکثر تمیزا وفاعلیه. وقد أشارت العدید من الدراسات على أهمیة الإبداع الإداری فی المؤسسات التعلیمیة مثل دراسة مدیس (1435) التی هدفت إلى الکشف عن ممارسة الإبداع الإداری لدى المدراء التربویین فی منطقة الباحة، ومن خلال عمل الباحث معلماً فی إحدى مدارس منطقة الباحة فقد استشعر بوجود صعوبات تتعلق بتدنی مستوى الحماس والدافعیة نحو العمل الإبداعی بحیث أنصب جهد قائد المدرسة لإنجاز ما أوکل إلیه من عمل فقط، أیضا من مبررات دراسة هذه المشکلة وجود تباین فی نتائج الدراسات السابقة المتعلقة بالإبداع الإداری، بناءً على ما سبق یمکن بلورة مشکلة الدراسة فی الحاجة للکشف عن مستوى الإبداع الإداری لدیهم، وتحدیداً تهدف الدراسة الحالیة للإجابة عن الأسئلة الآتیة:

1. ما مستوى الإبداع الإداری لدى مدیری مدارس منطقة الباحة من وجهه نظر المعلمین؟
2. هل توجد فروق ذات دلاله إحصائیة عند مستوى الدلالة ( ≤ 0.05α) فی متوسط استجابات عینة الدراسة لدرجة الإبداع الإداری تعزى لمتغیرات (المرحلة التعلیمیة، سنوات الخبرة، الحصول على دورات تدریبیة فی الإبداع)؟

هدف الدراسة:

      هدفت الدراسة الحالیة إلى الکشف عن درجة درجة الإبداع الإداری لدى مدیری مدارس منطقة الباحة من وجه نظر المعلمین.

أهمیة الدراسة:

تحددت أهمیة الدراسة فی النواحی النظریة والتطبیقیة کما یأتی:

1. بناء أدب نظری حول الإبداع الإداری فی مؤسسات التعلیم وتطبیق أدوات الدراسة من إعداد الباحث المتعلقة بمستوى الإبداع الإداری لدى مدیری المدارس والتی یمکن أن یستفید منها الباحثون مستقبلا.
2. من المؤمل أن تسهم نتائج الدراسة الحالیة فی مساعدة القائمین على برامج تدریب مدیری المدارس للتأکید على تعزیز الإبداع الإداری لدیهم.

مصطلحات الدراسة: تناولت الدراسة المصطلح التالی:

       الإبداع الإداری: "هو القدرة على إیجاد أشیاء جیدة قد تکون أفکاراً أو حلولاً، أو منتجات أو خدمات أو طرق وأسالیب عمل مفیدة، وهو یبنى على تمیز الفرد فی رؤیته للمشکلات وحلها وعلى قدراته العقلیة وطلاقته الفکریة ومعارفه التی یمکن تطویرها بوجود المناخ الملائم والقیادة القدوة وعلاقات العمل المتفاعلة التی تنمی القدرة على تولید الأفکار والحلول المبتکرة"          (أیوب، 2000، 7)، ویعرف الباحث الإبداع الإداری فی الدراسة الحالیة إجرائیا بأنه: قدرة قائد المدرسة على استخدام خبراته ومعارفه وما لدیه من إمکانات لتقدیم أفکار جدیدة وأسالیب عمل متمیزة من خلال تجاوب المبدع مع المواقف المختلفة ومتغیرات بیئة العمل وذلک من ـجل تقدیم حلول مبتکرة ورفع کفاءة وفاعلیة الأداء الإداری، ویُقاس: بالدرجة الکلیة لاستجابات أفراد عینة الدراسة على الأداة التی أعدها الباحث لهذا الغرض من الدراسة الحالیة.

حدود الدراسة:

تحدد إجراء الدراسة الحالیة بالحدود التالیة:

       موضوعیاً: تم تناول موضوع مستوى الإبداع الإداری لمدراء المدارـس وزمانیاً: تم تطبیق الدراسة خلال فی الفصل الثانی للعام الدراسی 1438/1439هــ ومکانیاً: المدارس الحکومیة للبنین بمنطقة الباحة فی المراحل التعلیمیة الثلاث. وبشریاً: تم تطبیق الدراسة على معلمی المراحل التعلیمیة (الابتدائیة، المتوسطة، الثانویة) فی المدارس الحکومیة للبنین بمنطقة الباحة.

الأدب النظری والدراسات السابقة

أولا: الأدب النظری.

مفهوم الإبداع الإداری: الإبداع فی اللغة هو: ابتکار شیء غیر نمطی وغیر متکرر، ویعود المصطلح إلـى الفعل (بدع) وبدع الشیء یعنی أوجده على غی مثل السابق، ولفظ مبدع اسـم مـن أسماء الله الحسنى (اللجمی، 1994، 228)، ولقد تعددت تعریفات الإبداع لدى الباحثین تبعاً لرؤیة کل باحث، أو المنظور الذی یرى الإبداع کظاهرة فی إطاره، وتختلف تلک الاتجاهات فی تناولها لمفهـوم الإبـداع، فمنها على سبیل المثال لا الحصر ما یرکز على خصائص القائد المبدع، ومنها ما یرکز على عملیة الإبداع نفسها، ومنا ما یرکز على  خصائص المنتج الإبـداعی، ومنـا مـا یعرف الإبداع وفقاً لخصائصالبیئة الإبداعیة أو کمدخل لحل المشکلات.

وعرفت اعتزاز العجاج (2015، 5) الإبداع الإداری بأنه مجموعة من الإجراءات والعملیات والسلوکیات التی تؤدی إلى تحسین المناخ التنظیمی فی المؤسسة وتفعیل الأداء الإبداعی من خلال تحفیز العاملین على حل المشکلات واتخاذ القرارات بأسلوب أکثر إبداعاً وبطریقة غیر مألوفة فی التفکیرویُعرف الغزاوی (2015، 18) الإبداع الإداری بأنه "القدرة على إیجاد أفکار جدیدة تطبق فی عملیات الإدارة من تخطیط وتنظیم وتوجیه ورقابة وتقویم من أجل الوصول إلى میزة تنافسیة بین الإدارات المدرسیة المختلفة، والمقدرة على الوصول إلى حلول ابتکاریة للمشکلات التی تواجه المؤسسة التربویة".

أهمیة الإبداع الإداری لقائد المدرسة: یحتل قائد المدرسة دوراً مهماً فی العملیة التربویة، فهو المسئول الأول عن سیر العمل، ونجاح کثیر من الأمور بمدرسته یتوقف علیه. وهذا یعنی أن حجم المهام الملقاة على عاتقه کبیرة، خاصة مع تغیر العصر وتحدیاته فی کافة المجالات ، لذا لزم علیه أن یمتلک کافة المعارات القیادیة مثل التجدید والتطویر فی العملیة التربویة وما یتصف به من مهارات شخصیه وقدرات وأن یبتکر ویضبط النفس أو مهارات فنیة (مهنیة) مثل قدرته على أداء عمله والإلمام بالجوانب الفنیة وفهم الأنظمة وسیر العمل أو المهارات الإنسانیة کالتعامل مع العاملین بنجاح وتثمین جهودهم وخلق جو من التعاون والعمل الجماعی أو مهارات إدراکیة مثل: کفاءة قائد المدرسة وإدراکه لشمولیة العملی التربویة. (شقورة، 2012، 59)، وتتضح أهمیة الإبداع الإداری فی کونه عملیة مرکبة تقتضی          المقدرة على التفکیر وفق التطور ومعرفة القیم التنظیمیة ، والترکیز على الأداء وتشجیع         روح الاستقلالیة.

مستویات الإبداع الإداری حدد خیر الله (2009، 20-21) خمسة مستویات للإبداع الإداری وهی: الإبداع التعبیری ،الإبداع الإنتاجی ، الإبداع الاختراعی ، الإبداع التجدیدی ، الإبداع الانبثاقی

أسباب تبنی المؤسسات للإبداع الإداریأورد العکور (2016، 228) أن العدید من الباحثین اتفقوا على أن هنالک دوافع تدفع بالمؤسسات سواء کانت عامة أو خاصة إلى تبنی الإبداع منهجاً وأسلوب ولعل أبرزها:الإبداع الإداری یُسهم فی زیادة قدرة المؤسسات على مواجهة التحدیات فی البیئة بسرعة وکفاءة عالیة، حتى تتمکن المؤسسات من تطویر حلول وأفکار جدیدة تمکنها من الاستمرار والنمو،الاستجابة للثورة التقنیة فی مجال السلع والخدمات وطرق الإنتاج والتوزیع، یفرض على هذه المؤسسات الاستجابة للثورات التقنیة من خلال إحداث التغیرات الملائمة فی الهیکل التنظیمی، وأسالیب الإدارة بطرق إبداعیة تُمکن من زیادة أرباحها وقدرتها على المنافسة والاستمراریة فی السوق، التحولات العالمیة فی الاقتصاد لتواکب توقعات المستقبل، التحولات العالمیة الجدیدة المتمثلة بالعولمة وثورة المعلومات واتفاقیات التجارة العالمیة.

أبعاد الإبداع الإداری:

1. الطلاقة:  وهی تمثل الجانب الکمی فی الإبداع، وتعنی عملاً ذهنیاً یستحدث فیه الفرد خبراته العقلیة، لکی یصل إلى دفع سریع لعملیاته العقلیة لیبرز أکبر عدد من خبراته بأسرع وأدق أداء، وهی فی مضمونها عملیة استذکار اختیاریة للمعلومات أو الخبرات أو المفاهیم التی سبق تعلمها لتتکامل مع الخبرات الجدیدة للوصول إلى أداء إبداعی جدید            (دناوی، 2008؛ أی هی القدرة على تولید عدد من الأفکار الملائمة. فالشخص المُبدع متفوق من حیث الأفکار التی یطرحها فی موضوع معین خلال فترة زمنیة قبل غیره من المنافسین، بمعنى أنه على درجة عالیة من القدرة على إنتاج الأفکار وسهولة توفیرها. وتعرف الطلاقة بأنها القدرة على توفیر أکبر عدد من الأفکار الإبداعیة أو الاقتراحات أو البدائل أو المرادفات أو الاستعمالات عند الاستجابة لمثیر معین من خلال سرعة استدعاء الأفکار لمواجهة موضوع محدد خلال فترة زمنیة معینة (أبو حمور، 2009، 50)، فالباحث یرى هنا أن الطلاقة هی قدرة الفرد على التفسیر والتبریر فی اتخاذ القرار وطرح الأفکار وإقناع العاملین بأسالیب مختلفة وبطریقة مشوقة ، والاستفادة مما یطرحه العاملون من أفکار مبتکرة.
2. الأصالة: وتعنی أن الفرد المبدع لا یتأثر بأفکار المحیطین به بل إنه یتمیز بقدرته على خلق أفکار جدیدة وغیر مرتبطة بتکرار أفکار سابقة (السرور، 2002، 118)، والأصالة هی "القدرة على إیجاد البدائل والحلول الجدیدة فالموظف المبدع لا یعمل على تکرار أفکار سابقة من قبل زملائه فی العمل، فهو دائما یبحث عن الحلول غیر التقلیدیة للمشکلات کونه قادر على اکتشاف العلاقات بین الأنشطة والواجبات التی قد تکون من وجهة نظر المسؤول عادیة" (العکور، 2016، 227)، فالقائد المبدع هو من یبادر إلى تطبیق الأفکار الجدیدة ، وإنجاز المهام بشکل ممیز وتهیئة البیئة المحفزة لتولید الأفکار الإبداعیة، وتطبیق مبدأ التعزیز وتنوع المصادر فی الحصول على المعلومة.
3. المرونة: ترتبط المرونة بالجانب النوعی للإبداع، وهی تسلسل الأفکار التی یأتی بها الفرد ، فالمرونة تشیر إلى درجة السهولة التی یغیر بها الفرد موقفًا ما أو وجهة نظر عقلیة معیّنة، فالفرد المُبدع یظهر سرعة ومرونة فی استخدام المفاهیم الجدیدة التی طوّرها، ویُقصد بالمرونة "تغییر الحالة الذهنیة بتغیر الموقف أی أن المرونة هنا عکس ما یسمى بـ (التصلب العقلی) الذی یتجه الشخص بمقتضاه إلى تبنى أنماط فکریة محدودة یواجه بها مواقف الحیاة مهما تنوعت واختلفت. ومن منطلق آخر فالمرونة هی" المقدرة على اتخاذ الطرق المختلفة والتفکیر بطرق مختلفة أو بتصنیف مختلف عن التصنیف العادی، والنظر للمشکلة من أبعاد مختلفة وهی درجة السیولة التی یعبر بها الشخص عن موقف ما، أو وجهة النظر معینة، وعدم التعصب لأفکار بحد ذاتها" (السرور، 2002، 61) ، هنا یرى الباحث أن القائد قادر على تطویر أسلوبه وفق معطیات الموقف الذی یمر به ، وکذلک توظیف الإمکانات المتاحة ومواکبة التطورات بفاعلیة وتنویع العمل.
4. الحساسیة للمشکلات : قدرة الفرد على مواجهة کثیر من المشکلات فی الوقت الواحد التی قد لا یراها الاخرون مشکلة ، ویتحدى المبدع الوصول إلى التفسیرات أو الإنتاج الجدید الذی یحلها (محمود، 2011، 38)، إن قدرة القائد على اکتشاف المشکلات بطرق إبداعیة وتوقع حدوثها وتفسیرها سعیاً لتحدید أسبابها وأثارها ووضع إجراءات لمعالجتها وتقدیم خطط طوارئ مستقبلیة لمنع حدوثها وتکرارها مستقبلها ومشارکة العاملین فی اقتراح الحلول کل ذلک یسهم فی نجاح المؤسسة التعلیمیة.

ثانیا: الدراسات السابقة: ومنها دراسة مدیس (1435) والتی هدفت إلى الکشف عن ممارسة الإبداع الإداری لدى القادة التربویین فی منطقة الباحة من وجهه نظر المشرفین التربویین، والتعرف على مدى وجود فروق فی تقدیرات أفراد العینة تبعا لمتغیرات المؤهل العلمی وسنوات الخدمة والمجال الإشرافی , ولتحقیق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفی بصورته المسحیة، حیث بلغ عدد مجتمع الدراسة (179) مشرفاً وکانت العینة هی نفسها واستخدم الباحث الاستبانة کأداة لجمع المعلومات، وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالیة: أن القادة التربویین فی منطقة الباحة یمارسون الإبداع الإداری بدرجه متوسطة، کما تبین عدم وجود فروق فی تقدیرات أفراد العینة لدرجة ممارسة الإبداع الإداری لدى القادة التربویین بمنطقة الباحة تبعا لمتغیرات المؤهل العلمی وسنوات الخدمة والمجال الإشرافی، کذلک أجرى السلمی (2012) دراسة هدفت إلى التعرف على الإبداع الإداری وأهمیته، والوقوف على مقوماته، وبیان أثره فی تحقیق إدارة مدرسیة فعالة، وتحدید ممارسات مدیری المدارس للإبداع الإداری داخل المدرسة، والتعرف على واقع الإبداع الإداری من وجهة نظر مدیری المدارس، وتقدیم تصور مقترح یوضح الممارسات السلوکیة لمدیری مدارس التعلیم العام بمحافظة جدة، والاستفادة من نتائج الدراسة فی إیجاد نظم العمل المناسبة التی تساعد فی رفع مستوى السلوک الإداری للمدیرین وتوجیهها لمصلحة العمل والأفراد معاً. وقد استخدم الباحث فی دراسته المنهج الوصفی، کما استخدم الاستبانة أداة لجمع البیانات، وقد تکون مجتمع الدراسة من جمیع مدیری مدارس التعلیم العام للبنین بمحافظة جدة والبالغ عددهم (611) مدیراً، وتکونت عینة الدراسة من (324) مدیراً، وتوصل الباحث فی الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها: أن درجة إدراک مدیری مدارس التعلیم العام بمحافظة جدة لأبعاد مفهوم الإبداع الإداری کانت متوسطة، وأن درجة توافر معززات الإبداع الإداری لدى مدیری مدارس التعلیم العام بمحافظة جدة متوسطة. وقد قدمت الدراسة تصوراً مقترحاً للممارسات الإداریة الإبداعیة لمدیری مدارس التعلیم العام بمحافظة جدة.

منهج الدراسة وإجراءاتها

منهج الدراسة: تعتمد الدراسة الحالیة فی تحقیقها لأهدافها المتعلقة بتحدید مستوى الإبداع الإداری  لدى مدیری المدارس بمنطقة الباحة على المنهج الوصفی الارتباطی.

مجتمع الدراسة: کون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی المدارس الحکومیة للبنین بمنطقة الباحة والبالغ عددهم (4358) معلماً حسب إحصائیات إدارة التعلیم بمنطقة الباحة للعام    الدراسی 1438/1439هــ، وجدول (1) یبین توزع مجتمع الدراسة حسب المرحلة التعلیمیة ومکاتب التعلیم.

جدول (1) توزع مجتمع الدراسة حسب المرحلة التعلیمیة ومکاتب التعلیم بإدارة تعلیم الباحة  1438/1439هـ

عینة الدراسة: وفقاً لمعادلة روبرت ماسون Mason لحجم العینة الممثل لمجتمعها، فقد تم تحدید العدد الممثل لمجتمع الدراسة الحالیة وفق جدول (2):

جدول (4) العدد الممثل لمجتمع الدراسة وفق معادلة روبرت ماسون

     ووفقاً لذلک، تم اختیار عینة طبقیة عشوائیة من مجتمع الدراسة، حیث تم التطبیق على (900) معلمٍ بالمراحل التعلیمیة الثلاث، فی حین تم استرداد استجابات (881) معلماً، وتبین عدم اکمال (8) معلمین الاستجابة على فقرات محوری الدراسة، ومن ثمَّ تکون العدد الإجمالی لعینة الدراسة من (873) معلماً بنسبة 20.03% من مجتمع الدراسة، وجدول (3) یبین توزع عینة الدراسة الحالیة وفق متغیراتها الدیموغرافیة.

جدول (3) توزع أفراد عینة الدراسة حسب متغیراتها الدیموغرافیة

       یتبین من جدول (3) السابق أن توزع أفراد عینة الدراسة على متغیراتها الدیموغرافیة جاء بنسب متقاربة فی فئاتها الفرعیة، وهو ما یشیر إلى أن عینة الدراسة تمثل مجتمع الدراسة بصورة عادلة.

أداة الدراسة: نظراً لطبیعة الدراسة من حیث أهدافها، ومنهجها، ومجتمعها، استخدمت الدراسة الاستبانة کأداة لجمع المعلومات والبیانات المتعلقة بهذه الدراسة.

1) الصدق الظاهری (صدق المحکمین): تم عرض الاستبانة فی صورتها الأولیة على مجموعة من المحکمین من أعضاء هیئة التدریس فی الجامعات السعودیة فی تخصصات الإدارة والتخطیط التربوی وعلم النفس وأصول التربیة والتربیة الخاصة واقتصادیات التعلیم بلغ عددهم (15) محکماً، طلب منهم إبداء الرأی حول فقرات الاستبانة، من حیث مدى مناسبة ووضوح الفقرة، ومدى انتماء کل فقرة من الفقرات بالمجال الذی تنتمی إلیه، والحکم على مدى سلامة صیاغتها اللغویة، ومدى ملاءمتها وأهمیتها لتحقیق الهدف الذی وضعت من أجله، واقتراح طرق تحسینها بالإضافة أو إعادة الصیاغة أو الحذف أو غیر ما ورد مما یرونه مناسباً، بالإضافة إلى النظر فی تدریج المقیاس ومدى ملاءمته للقیاس، وقد بینت نتائج هذا الإجراء توفر مؤشر الصدق الظاهری للاستبانة، حیث تراوحت نسب الاتفاق على جمیع فقرات الاستبانة ما بین 86.67% إلى 100%، فیما أضاف المحکمون فقرة على الاستبانة ، ومن ثمَّ تکونت الاستبانة وفق هذا الإجراء من (21) فقرة.

2) صدق البناء الداخلی لفقرات الاستبانة:  تم التأکد من صدق البناء الداخلی لفقرات الاستبانة، بتطبیقها على عینة استطلاعیة من خارج العینة الأصلیة قوامها 30 فرداً، ثم بحساب صدق البناء الداخلی للاستبانة، وذلک على النحو التالی:

جدول (4) معاملات ارتباط بیرسون بین فقرات المحور الثانی للاستبانة (الإبداع الإداری) والدرجة الکلیة له

      یتبین من جدول (4) أن جمیع معاملات الارتباط لفقرات الاستبانة جاءت جمیعها دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01) بدون استثناء، وهو ما یشیر إلى تحقق المرحلة الأولى من مراحل حساب البناء الداخلی لفقرات الاستبانة.

جدول (5) معامل ارتباط بیرسون بین فقرات الاستبانة

(الإبداع الإداری) والدرجة الکلیة لمجالاته

      یتضح من جدول (5) أن جمیع فقرات أبعاد الاستبانة ترتبط بقیم ارتباط دالة إحصائیاً مع الدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه، وقد جاءت معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) بدون استثناء، وهو ما یشیر إلى تحقق المرحلة الثانیة لحساب البناء الداخلی لهذا المحور من محوری الاستبانة.

جدول رقم (6) مصفوفة معاملات الارتباط بین مجالات الاستبانة (الإبداع الإداری)

 والدرجة الکلیة

     یشیر جدول (6) إلى أن جمیع الأبعاد کانت ذات ارتباطات دالة إحصائیاً مع الدرجة الکلیة للمحور الثانی للاستبانة، وکذلک ذات ارتباطات دالة إحصائیاً مع بعضها البعض، وکانت جمیع المعاملات دالة إحصائیاً عن مستوى دلالة (0.01)، وتشیر هذه القیم إلى أن فقرات المحور الثانی للاستبانة تتمتع بصدق بناء داخلی مرتفع.

ثبات أداة الدراسة: تم التحقق من ثبات الاستبانة من خلال استخدام معادلة کرونباخ- ألفا (Cronbach Alpha) لاستخراج معامل الثبات، وجدول (7) یبین نتائج هذا الإجراء.

جدول (7) معاملات الثبات للاستبانة (المحورین ومجالاتهما الفرعیة والدرجة الکلیة)

      یتبین من جدول (7) أن کل من معاملات الثبات باستخدام معادلة کرونباخ ألفا للثبات کانت دالة جمیعها عند مستوى دلالة (0.01)، وذلک فی کل من فقرات الاستبانة ومجالاتهما الفرعیة؛ مما یشیر إلى توافر معاییر الثبات للاستبانة، ویدفع نحو الثقة فی استخدامها عبر الدراسة الحالیة.

متغیرات الدراسة: تحددت متغیرات الدراسة فیما یلی: أ- المتغیرات الدیموغرافیة (المستقلة) وتشمل: متغیر المرحلة التعلیمیة ومتغیر سنوات الخبرة فی العمل الحالی ومتغیر الحصول على دورات تدریبیة فی الإبداع ، ب- المتغیر المستقل: مستوى الإبداع الإداری لمدیری المدارس بمنطقة الباحة وهو متغیر تابع للمتغیرات الدیموغرافیة.

إجراءات الدراسة:تم تطبیق الدراسة على العینة المستهدفة وفق الخطوات الآتیة:

1-       تم الاطلاع فی الأدب النظری، والدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة الحالیة.

2-       بناء أداة الدراسة بمحوریها ومجالاتها فی صورتها الأولیة.

3-       التحقق من صدق الأداة وثباتها.

4-       إعداد الاستبانة بصورتها النهائیة.

5-       تم توزیع أداة الدراسة على عینتها، ثم جمع البیانات وإدخالها على الحاسوب؛ لتحلیل البیانات، والإجابة على أسئلة الدراسة تم استخدام برنامج الرزمة الإحصائیة للعلوم الانسانیة والاجتماعیة (SPSS) لتحلیل البیانات والوصول للنتائج.

6-       کتابة تقریر الدراسة الحالیة؛ وما یتضمنه من تفسیر ومناقشة لنتائجها، ثم تقدیم مجموعة من التوصیات والمقترحات البحثیة.

الأسالیب الإحصائیة المستخدمة: من خلال الاستعانة بالبرنامج الإحصائی "الحزمة الإحصائیة الخاصة بالعلوم الاجتماعیة" (SPSS)، تم استخدام الأسالیب الإحصائیة الآتیة:

2- أسالیب الإحصاء الوصفی (استخراج المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة) للإجابة عن السؤال الأول والثانی من أسئلة الدراسة.

3- اختبار "ت" (T-test) لتحدید دلالة الفروق فی متغیری الدراسة حسب (سنوات الخبرة، الحصول على دورات تدریبیة فی الإبداع) فی السؤال الأول والثانی من أسئلة الدراسة.

4- اختبار تحلیل التباین أحادی الاتجاه (One Way ANOVA)، لتحدید دلالة الفروق فی متغیری الدراسة حسب (المرحلة التعلیمیة) فی السؤال الأول والثانی من أسئلة الدراسة

نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسیرها

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول: الذی نص على: "ما مستوى الإبداع الإداری لدى مدیری مدارس منطقة الباحة من وجهة نظر المعلمین؟".وللإجابة عن هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات وأبعاد الإبداع الإداری، کما تم حساب المتوسط الحسابی العام والانحراف المعیاری العام للحکم على درجة الأبداع الإداری لدى مدیری المدارس بمنطقة الباحة:

 جدول (8) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد عینة الدراسة على أبعاد محور (الإبداع الإداری) والدرجة الکلیة له مرتبة تنازلیاً حسب المتوسط الحسابی

       تبین النتائج فی جدول (8) أن الدرجة الکلیة لتقدیر أفراد عینة الدراسة من المعلمین للإبداع الإداری لدى مدیری المدارس بمنطقة الباحة قد جاءت بدرجة کبیرة وبمتوسط حسابی قدره(3.58) وبانحراف معیاری بلغ (0.94) وقد حاز المجال الثالث (المرونة) على الرتبة الأولى من بین مجالات الإبداع الإداری بمتوسط حسابی قدره (3.70) وانحراف معیاری بلغ (1.02) تلاه المجال الرابع (حل المشکلات) بمتوسط حسابی بلغ (3.63) وانحراف معیاری قدره (0.71)، وأما المجال الأول (الطلاقة) فقد جاء فی الرتبة الثالثة بمتوسط حسابی قدره (3.51) وانحراف معیاری بلغ (0.94) وفی الرتبة الرابعة والأخیرة جاء المجال الثانی (الأصالة) بمتوسط حسابی قدره (3.46) وانحراف معیاری بلغ (1.08)، أما من حیث أبعاد الإبداع الإداری، فقد کانت نتائج حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات کل بعد من أبعاد الإبداع الإداری وفق الآتی:

أولاً: مجال الطلاقة: یظهر جدول (9) نتائج تحلیل فقرات هذا البعد مرتبة تنازلیاً حسب المتوسط الحسابی.

جدول (9) المتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد عینة الدراسة على المجال الأول (الطلاقة) مرتبة تنازلیا حسب المتوسط الحسابی

     تبین النتائج فی جدول (9) أن تقدیر أفراد عینة الدراسة للدرجة الکلیة لممارسة مدیری المدارس للإبداع الإداری من خلال بعد الطلاقة کان بدرجة (کبیرة)، حیث بلغ المتوسط العام لهذا المجال (3.51) بانحراف معیاری قدره (0.94)، وفیما یتعلق بترتیب فقرات هذا المجال، حصلت (4) فقرات على درجة ممارسة (کبیرة)، فیما حصلت فقرة واحدة على درجة ممارسة (متوسطة)، وفی الرتب المتقدمة لفقرات هذا المجال جاءت الفقرة (5) التی تنص على " الاستفادة مما یطرحه المعلمون من أفکار جدیدة ومبتکرة " فی الرتبة الأولى بمتوسط حسابی قدره (3.78) وانحراف معیاری بلغ (0.95)، أما فی الرتب المتأخرة فقد جاءت الفقرة (3) التی تنص على " اقناع المعلمین معه بأفکاره وبأسالیب منطقیة متنوعة" فی الرتبة الأخیرة بمتوسط حسابی قدره (3.16) وانحراف معیاری بلغ (0.71).

ثانیاً: مجال الأصالة: یظهر جدول (10) نتائج تحلیل فقرات هذا البعد مرتبة تنازلیاً حسب المتوسط الحسابی.

جدول (10) المتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد عینة الدراسة على المجال الثانی (الأصالة) مرتبة تنازلیاً حسب المتوسط الحسابی

      تبین النتائج فی جدول (10) أن تقدیر أفراد عینة الدراسة للدرجة الکلیة لممارسة مدیری المدارس للإبداع الإداری من خلال مجال الأصالة کان بدرجة (کبیرة)، حیث بلغ المتوسط العام لهذا المجال (3.46) بانحراف معیاری قدره (1.08)، وفیما یتعلق بترتیب فقرات هذا المجال، حصلت (4) فقرات على درجة ممارسة (کبیرة)، فیما حصلت فقرة واحدة على درجة ممارسة (متوسطة)، وفی الرتب المتقدمة لفقرات هذا المجال جاءت الفقرة (9) التی تنص على " تعزیز الأداء الإبداعی لدى فریق العمل المدرسی"  فی الرتبة الأولى بمتوسط حسابی قدره (3.75) وانحراف معیاری بلغ (1.09)، أما فی الرتب المتأخرة فقد جاءت الفقرة (8) التی تنص على "تهیئة البیئة المحفزة لتولید الأفکار الإبداعیة " فی الرتبة الأخیرة بمتوسط حسابی قدره (2.76) وانحراف معیاری بلغ (1.14).

ثالثاً: مجال المرونة: جدول (11) یظهر نتائج تحلیل فقرات هذا البعد مرتبة تنازلیاً حسب المتوسط الحسابی.

جدول (11) المتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد عینة الدراسة على المجال الثالث (المرونة)مرتبة تنازلیاً حسب المتوسط الحسابی

    تبین النتائج فی جدول (11) أن تقدیر أفراد عینة الدراسة للدرجة الکلیة لممارسة مدیری المدارس للإبداع الإداری من خلال مجال المرونة کان بدرجة (کبیرة)، حیث بلغ المتوسط العام لهذا المجال (3.70) بانحراف معیاری قدره (1.02)، وفیما یتعلق بترتیب فقرات هذا المجال، فقد حصلت (3) فقرات على درجة ممارسة (کبیرة) فیما حصلت فقرتان من هذا المجال على درجة ممارسة (متوسطة)، وفی الرتب المتقدمة لفقرات هذا المجال جاءت الفقرة (13) فی الرتبة الأولى بمتوسط حسابی قدره (3.76) وانحراف معیاری بلغ (0.96) بدرجة ممارسة کبیرة ، أما فی الرتب المتأخرة فقد جاءت الفقرة رقم (14) فی الرتبة الأخیرة بمتوسط حسابی قدره (3.64) وانحراف معیاری بلغ (1.07) ودرجة ممارسة متوسطة .

رابعاً: مجال حل المشکلات: یظهر جدول (12) نتائج تحلیل فقرات هذا المجال مرتبة تنازلیاً حسب المتوسط الحسابی.

جدول (12) المتوسطات والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد عینة الدراسة على المجال الرابع (حل المشکلات) مرتبة تنازلیاً حسب المتوسط الحسابی

     تبین النتائج فی جدول (12) أن تقدیر أفراد عینة الدراسة للدرجة الکلیة لممارسة مدیری المدارس للإبداع الإداری من خلال مجال حل المشکلات کان بدرجة (کبیرة)، حیث بلغ المتوسط العام لهذا المجال (3.68) بانحراف معیاری قدره (1.00)، وفیما یتعلق بترتیب فقرات هذا المجال، فقد حصلت (6) فقرات على درجة ممارسة (کبیرة) وهی جمیع فقرات هذا المجال، وفی الرتب المتقدمة لفقرات هذا المجال جاءت الفقرة (21) فی الرتبة الأولى بمتوسط حسابی قدره (3.83) وانحراف معیاری بلغ (0.98)، أما فی الرتب المتأخرة فقد جاءت الفقرة (20) فی الرتبة الأخیرة بمتوسط حسابی قدره (3.47) وانحراف معیاری بلغ (1.05) وبدرجة ممارسة کبیرة للإبداع الإداری.

       النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی: والذی ینص على: "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (≤ 0.05α) فی متوسط تقدیرات أفراد عینة الدراسة لمستوى الإبداع الإداری لدى مدیری المدارس بمنطقة الباحة تعزى إلى متغیرات الدراسة (المرحلة التعلیمیة، سنوات الخبرة، الحصول على دورات تدریبیة فی الإبداع)"؟ وللإجابة عن هذا السؤال، تم استخدم اختبار ت (T-test) للتأکد عما إذا کان هناک فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى للمتغیرات الثنائیة؛ کما تم استخدام اختبار تحلیل التباین الأحادی (One-Way Anova) للتأکد عما إذا کان هناک فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى للمتغیرات الثلاثیة فأکثر، وفیما یلی عرض لنتائج هذه الاختبارات وفقاً لمتغیرات الدراسة.

أ-الفروق تبعاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة:تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لأبعاد (الإبداع الإداری) ودرجته الکلیة، کما تم إجراء اختبار تحلیل التباین الأحادی (One-Way Anova) لتحدید ما إذا کان هناک فروقاً ذات دلالة إحصائیة ( ≤ 0.05α)فی استجابات عینة الدراسة وفقاً لمتغیر (المرحلة التعلیمیة)، نظراً لتوزع عینة الدراسة على المراحل التعلیمیة الثلاث وهی: (المرحلة الابتدائیة، والمرحلة المتوسطة، والمرحلة الثانویة)، والجدولان (13)، و(14) یبینان النتائج التی تم التوصل إلیها وفق هذا الإجراء.

جدول (13) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة الدراسة على (الإبداع الإداری) طبقاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة

      یتبین من جدول (13) وجود فروق ظاهریة فی استجابات أفراد عینة الدراسة على محور (الإبداع الإداری) وفق متغیر المرحلة التعلیمیة، وللتأکد من صدق هذه الفروق تم استخدام تحلیل التباین الأحادی (One-Way Anova) لکشف دلالة الفروق بین أکثر من متوسطین، والجدول رقم (14) یبین نتائج هذا الاختبار.

جدول (14) نتائج تحلیل التباین أحادی الاتجاه للفروق بین متوسطات استجابات عینة الدراسة على (الإبداع الإداری) طبقاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة

       تظهر نتائج الجدول (14) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة                ( ≤ 0.05α)فی استجابات أفراد عینة الدراسة على محور (الإبداع الإداری) تُعزى لمتغیر المرحلة التعلیمیة، وذلک فی جمیع مجالات المحور والدرجة الکلیة له، وقد تم استخدام اختبار شیفیه Scheffe Test

جدول (15) نتائج اختبار شیفیه Test Scheffe  لدلالة الفروق وفقاً لمتغیر المرحلة التعلیمیة

       یتبین من الجدول (15) أن اتجاه دلالة الفروق لصالح المرحلة الثانویة فی الدرجة       الکلیة للإبداع الإداری، ومجالاته الأربعة، وذلک على حسب المراحل التعلیمیة الأخرى خاصة المرحلة المتوسطة.

ب: الفروق تبعاً لمتغیر سنوات الخبرة : تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لکل مجال من مجالات (الإبداع الإداری)، والدرجة الکلیة له، کما تم استخدام اختبار           ت (T-test) لتحدید ما إذا کان هناک فروق ذات دلالة إحصائیة ( ≤ 0.05α)فی الفروق بین متوسطات استجابات أفراد عینة الدراسة طبقاً لمتغیر سنوات الخبرة فی العمل الحالی.

جدول (16) نتائج اختبار ت (T-test) للتعرف على الفروق بین استجابات عینة الدراسة على  (الإبداع الإداری) وفقاً لمتغیر سنوات الخبرة فی العمل الحالی

   تشیر النتائج المبینة فی الجدول (16) إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة ( ≤ 0.05α)تعزى لمتغیر سنوات الخبرة فی الدرجة الکلیة ومجالات محور(الإبداع الإداری) لصالح المعلمین ذوی الخبرة (10 سنوات فأکثر) باستثناء المجال الأول (الطلاقة) فلم تکن الفروق فیه دالة إحصائیاً.

ج: الفروق تبعاً لمتغیر الحصول على دورات تدریبیة فی الإبداع: تم استخدام اختبار         ت (T-test) لتحدید ما إذا کان هناک فروقاً ذات دلالة إحصائیة ( ≤ 0.05α)فی الفروق بین متوسطات استجابات أفراد عینة الدراسة على محور (الإبداع الإداری) طبقاً لمتغیر متغیر الحصول على دورات تدریبیة فی الإبداع.

جدول (17) نتائج اختبار ت (T-test) للتعرف على الفروق بین استجابات عینة الدراسة على (الإبداع الإداری) وفقاً لمتغیر متغیر الحصول على دورات تدریبیة فی الإبداع

     تشیر النتائج المبینة فی جدول (17) إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة ( ≤ 0.05α)تعزى لمتغیر الحصول على دورات فی الإبداع فی الدرجة الکلیة ومجالات المحور الثانی (الإبداع الإداری) لصالح المعلمین الحاصلین على دورات

ملخص نتائج الدراسة وتوصیاتها ومقترحاتها

أولاً: ملخص نتائج الدراسة. على ضوء ما تم من معالجات لأسئلة الدراسة، وتفسیرها ومناقشتها؛ یمکن عرض ملخص النتائج التی توصلت إلیها الدراسة الحالیة، على النحو الآتی:

1. جاءت الدرجة الکلیة لتقدیر أفراد عینة الدراسة من المعلمین للإبداع الإداری لدى مدیری المدارس بمنطقة الباحة (کبیرة) وبمتوسط حسابی قدره (3.58) وبانحراف معیاری بلغ (0.94) وقد حاز المجال الثالث (المرونة) على الرتبة الأولى من بین مجالات الإبداع الإداری تلاه المجال الثانی (حل المشکلات) وأما المجال الأول (الطلاقة) فقد جاء فی الرتبة الثالثة وفی الرتبة الرابعة والأخیرة جاء المجال الثالث (الأصالة).
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (≤ 0.05α) فی متوسط تقدیرات أفراد عینة الدراسة لدرجة الإبداع الإداری لدى مدیری المدارس بمنطقة الباحة تعزى إلى متغیرات الدراسة: (المرحلة التعلیمیة) لصالح معلمی المرحلة الثانویة)، (سنوات الخبرة) لصالح المعلمین من ذوی الخبرة 10 سنوات فأکثر، و(الحصول على دورات تدریبیة فی إدارة الوقت) لصالح المعلمین الحاصلین على دورات.

ثانیاً: توصیات الدراسة.على ضوء ما توصلت إلیه الدراسة الحالیة من نتائج، یعرض الباحث لمجموعة من التوصیات البحثیة؛ والتی یمکن أن تسهم فی تدعیم توظیف إدارة الوقت بفاعلیة، وإثراء مستوى الإبداع الإداری لدیهم، ومن هذه التوصیات ما یلی:

1. توجیه مدیری المدارس إلى توظیف أبعاد الإبداع الإداری بدرجة کبیرة
2. تدعیم جهود مدیری المدارس الإیجابیة فی الإبداع الإداری  لبعد المرونة، مع بذل مزید من الجهود الهادفة .
3. إثراء مهارات مدیری المدارس فیما یتعلق ببعد الحساسیة للمشکلات.

ثالثاً: مقترحات الدراسة. على ضوء ما توصلت إلیه الدراسة من نتائج وما قدمته من توصیات، فإنه یمکن اقتراح بعض الدراسات المستقبلیة التالیة:

1. دراسة أثر تطبیق الإدارة الإلکترونیة بالمدارس الحکومیة بالمملکة العربیة السعودیة على فاعلیة الإبداع الإداری لدى مدیری المدارس.
2. دور الإبداع فی تحقیق الفاعلیة الإداریة لدى مدیری مدارس التعلیم العام بمنطقة الباحة.
3. تصور مقترح لتحقیق الإبداع الإداری داخل مدارس التعلیم العام فی ضوء مدخل النظم

قائمة المراجع

أولاً: المراجع العربیة:

إبراهیم، لبیب عبد العزیز (2013). واقع الإبداع الإداری لدى مدیری مدارس الثانویة فی محافظة عدن من وجهة نظرهم ومن وجهة نظر المعلمین. مجلة کلیة التربیة -الیمن، ع(12)، 205-254.

بطاح، أحمد (1426). قضایا معاصرة فی الإدارة التربویة. عمان: دار الشروق للنشر والتوزیع.

خیر الله، جمال (2009). الإبداع الإداری. عمان: دار أسامه للنشر والتوزیع

السرور، نادیا (2002). مقدمة فی الإبداع. عمان: دار وائل للطباعة والنشر.

السکارنة، بلال خلف (2011). الإبداع الإداری. عمان: دار المسیرة للنشر والتوزیع.

عبد الرسول، محمود أبو النور (2012). الإبداع الإداری لدى مدیری المدارس الابتدائیة بمصر: الواقع – المأمول. دراسات تربویة واجتماعیة -مصر، 2(18)، 11-50.

العجاج، اعتزاز (2015). إدارة الذات وعلاقتها بالإبداع الإداری من وجهة نظر القیادات الإداریة بجامعة الأمیرة نورة بنت عبد الرحمن بالریاض.           (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة العلوم الاجتماعیة والإداریة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة.

العجلة، توفیق عطیة (2009). الإبداع الإداری وعلاقته بالأداء الوظیفی لمدیری القطاع العام (دراسة تطبیقیة على وزارات قطاع غزة). رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التجارة، الجامعة الإسلامیة بغزة، غزة، فلسطین.

العکور، منذر (2016). أثر الثقافة التنظیمیة فی تحقیق الابداع الإداری لدى العاملین فی وزارة الداخلیة الأردنیة فی محافظة اربد. مجلةالمنارةللدراساتالقانونیةوالإداریة – المغرب، ع(12)، 219-229.

العمری، عوض بن سعید  (2002). أثر الحوافز على الابداع الإداری فی المنظمات الحکومیة : مفهوم  الإبداع وعناصره ومقوماته و عوائقه. مجلة کلیة الملک خالد العسکریة - السعودیة، ع(71)، 83-87.

الغزاوی، تمام عبد الله أحمد (2015). الإبداع الإداری لمدیری المدارس الحکومیة فی محافظة الکرک وعلاقته بدرجة تطبیقهم للإدارة الإلکترونیة من وجهة نظر المعلمین. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة العلوم التربویة، جامعة الشرق الأوسط.

الفاعوری، رفعت عبد الحلیم (2011). معوقات وأهمیة التدریب على الإبداع. القاهرة، مصر: المجلة العربیة للإدارة.

الفتلاوی، سهیلة محسن، (2011م). العوامل المؤدیة إلى الهدر فی استثمار الوقت المدرسی کما 

          یدرکها مدیرو مدارس شعبة درنة. مجلة المختار للعلوم الإنسانیة، ع 13، ص ص 1 – 24.

القریوتی، محمد قاسم (2000) السلوک التنظیمی، دراسة السلوک الإنسانی الفردی والجماعی للمنظمات الإداریة. عمان، الأردن.

محمود، سمیحة عبد الرحمن (2011). ضغوط العمل وعلاقتها بالإبداع الإداری لدى مدیری المدارس فی محافظة العاصمة عمان من وجهتی نظر المدیرین والمعلمین. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، عمادة البحث العلمی والدراسات العلیا، الجامعة الهاشمیة.

مدیس، صالح سعید (1435). درجة ممارسة الإبداع الإداری لدى القادة التربویین فی منطقة الباحة التعلیمیة. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، کلیة التربیة، جامعة الباحة، الباحة، السعودیة.

المعلم، طه عبد القادر (1423). مهارات الإبداع الإداری کما یدرکها مدیرو المدارس الابتدائیة ودورها فی تطویر الأداء المدرسی. (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، قسم الإدارة التربویة والتخطیط، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة، السعودیة.

ثانیا: المراجع الأجنبیة:

Fried ,Y. & Ferris, GR. (1987). The Validity of the Characteristics Model.  Review analysis, Personal Psychology,40, 287-322.

Garvin ,D.A.(1993).Building a learning organization .Harvard Business review ,71(4),78-91.

Williams ,W.M, & Yang, L.T. (1999). Organizations creative. In R.J.  Sternberg (Ed.), Handbook of Creativity. Cambridge. UK; Cambridge University Press. 373-391