العنف الأسري کما يدرکه الأبناء وعلاقته بالأمن النفسي والتوافق الاجتماعي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية بمدينة الباحة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السعودية

المستخلص

تعد الصحة النفسية الايجابية مطلباً يسعى کل فرد لتحقيقه حيث تأخذ عده مظاهر منها الشعور بالامن النفسي وتحقيق التوافق الاجتماعي، وإن الشعور بالکفاءة والقدرة على مواجهة الصعاب والظروف المختلفة مستعملاً اقصى ما تتيح له امکانياته وقدراته لتحقيق اهدافه المرجوة، وهي مزيج من الفکر والشعور في السلوک الذي يعمل على تشجيع النمو النفسي السوي والوصول بالفرد الى المستوى المطلوب من الصحة النفسية والتکيف النفسي والاجتماعي.
وقد أتفق المتختصون في علم النفس (الإرشاد النفسي) على أن الأسرة هي الوحدة الأولى المتماسکة بالمجتمع، کما أنها حلقة الوصل بين الفرد وجميع أفراد المجتمع، وتمثل الأسرة شبکة العلاقات الإنسانية الاجتماعية، التي يستقر فيها أفرادها لفترة زمنية غير محددة، تتشکل فيها شخصياتهم، وتتکون وتنمو فيها معارفهم واتجاهاتهم، وهي تنبع مما يحمله ويعتقده الوالدان من معارف واتجاهات وقيم نحو هذه العلاقة بشکل خاص، ونحو العالم المحيط بشکل عام.
کما أن تفاعل أفراد الأسرة الواحدة فيما بينها قد ينتج عنها اختلافات والتي قد تظهر على شکل عنف جسدي لفظي، وذلک لأن ظاهرة العنف مشکلة مرضية لأنه عرضاً من أعراض الاضطراب النفسي، وهو مشکلة اجتماعية من حيث کونه مظهراً لسلوک منحرف لدى الفرد (بطرس، 1:2007).

الموضوعات الرئيسية


 

                       کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

العنف الأسری کما یدرکه الأبناء وعلاقته بالأمن النفسی والتوافق الاجتماعی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة بمدینة الباحة

 

إعــــــــــداد

الطالب / خالد حسن عبد الله الزهرانی

إشراف

الدکتور/ عبد الوهاب مشرب أندیجانی

أستاذ الإرشاد النفسی المشارک

قسم التربیة وعلم النفس

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد التاسع – جزء ثانى- سبتمبر2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مقدمة:

تعد الصحة النفسیة الایجابیة مطلباً یسعى کل فرد لتحقیقه حیث تأخذ عده مظاهر منها الشعور بالامن النفسی وتحقیق التوافق الاجتماعی، وإن الشعور بالکفاءة والقدرة على مواجهة الصعاب والظروف المختلفة مستعملاً اقصى ما تتیح له امکانیاته وقدراته لتحقیق اهدافه المرجوة، وهی مزیج من الفکر والشعور فی السلوک الذی یعمل على تشجیع النمو النفسی السوی والوصول بالفرد الى المستوى المطلوب من الصحة النفسیة والتکیف النفسی والاجتماعی.

وقد أتفق المتختصون فی علم النفس (الإرشاد النفسی) على أن الأسرة هی الوحدة الأولى المتماسکة بالمجتمع، کما أنها حلقة الوصل بین الفرد وجمیع أفراد المجتمع، وتمثل الأسرة شبکة العلاقات الإنسانیة الاجتماعیة، التی یستقر فیها أفرادها لفترة زمنیة غیر محددة، تتشکل فیها شخصیاتهم، وتتکون وتنمو فیها معارفهم واتجاهاتهم، وهی تنبع مما یحمله ویعتقده الوالدان من معارف واتجاهات وقیم نحو هذه العلاقة بشکل خاص، ونحو العالم المحیط بشکل عام.

کما أن تفاعل أفراد الأسرة الواحدة فیما بینها قد ینتج عنها اختلافات والتی قد تظهر على شکل عنف جسدی لفظی، وذلک لأن ظاهرة العنف مشکلة مرضیة لأنه عرضاً من أعراض الاضطراب النفسی، وهو مشکلة اجتماعیة من حیث کونه مظهراً لسلوک منحرف لدى الفرد (بطرس، 1:2007).

مشکلة الدراسة وأسئلتها:

 نبعت مشکلة الدراسة مما لاحظه الباحث من خلال عمله وملاحظته لإنتشار سلوکیات مرفوضة مثل العنف، والشعور بالأمن النفسی بین المراهقین، بالاضافة إلى اطلاع الباحث على الأدب النظری السابق والذی أظهر تأثیر العنف الأسری على المراهقین والشباب، وما یتبع ذلک من أثر على العدید من المتغیرات الأخرى ومنها سوء التوافق النفسی والاجتماعی، والسلوک العدوانی، والإنحراف الاجتماعی، وإنعدام الأمن النفسی، فی الوقت الذی تؤکد فیه نتائج الدراسات على دور الأسرة وأهمیة التفاعل السوی بین أفرادها والذی یعد حجر الزاویة فی بناء وتکامل شخصیة أبنائها.

وفی ضوء ما سبق تتحدد مشکلة الدراسة الحالیة فی محاولة الإجابة عن السؤال الرئیس الآتی: ما العلاقة بین العنف الأسری والأمن النفسی والتوافق الاجتماعی لدى طلاب المرحلة الثانویة بمدینة الباحة.

ویتفرع من هذه المشکلة التساؤلات الآتیة:

1-      هل هناک علاقة بین العنف الأسری والأمن النفسی؟

2-      هل هناک علاقة بین العنف الأسری والتوافق الاجتماعی؟

3-       هل توجد فروق بین متوسط العینة والمتوسط الفرضی فی العنف الأسری؟

4-      هل توجد فروق بین متوسط العینة والمتوسط الفرضی فی الأمن النفسی؟

5-      هل توجد فروق بین متوسط العینة والمتوسط الفرضی فی التوافق الاجتماعی؟

أهداف الدراسة:

1- التحقق من وجود علاقة بین العنف الأسری والأمن النفسی.

2- التحقق من وجود علاقة بین العنف الأسری والتوافق الاجتماعی.

3-  التحقق من وجود فروق فی کل من العنف الأسری والأمن النفسی والتوافق الاجتماعی عن متوسط المجتمع.

أهمیة الدراسة:

أولاً: الأهمیة النظریة:

تکمن الأهمیة النظریة فی إلقاء الضوء على سلوک إنسانی غیر سوی وهو العنف الأسری؛ وتأثیره على الأمن النفسی؛ والتوافق الاجتماعی من حیث التعریف، المکونات، النظریات المفسرة، وکذلک التعرف على العلاقة بین مفهوم العنف الأسری ومفهوم الأمن النفسی ومفهوم التوافق الاجتماعی لدى طلاب المرحلة الثانویة ، وکذلک التعرف على العلاقة المحتملة بین العنف الأسری وکل من الأمن النفسی والتوافق الاجتماعی.

ثانیاً: الأهمیة التطبیقیة:

1- تزوید المکتبة العربیة بثلاثة مقاییس، حیث قام الباحث ببناء مقیاس العنف الأسری، ومقیاس الأمن النفسی، وتطویر مقیاس التوافق الإجتماعی وتقنینها على البیئة السعودیة.

2- تزوید مؤسسات المجتمع بنتائج الدراسة للإستفادة منها عند بناء البرامج الإرشادیة.

3- تزوید العاملین بالتعلیم من مرشدین طلابیین ومعلمین ببیانات موثقة ویمکن الإعتماد علیها فی تقدیم المساعدة للطلاب.

الإطار النظری:

المحور الأول: العنف الأسری

تعد الأسرة اللبنة الأساسیة فی بناء المجتمع، والمؤسسة الاجتماعیة الأولى التی ینمو فیها الطفل، وأن للبیئة الأسریة أهمیة خاصة فی تشکیل سلوکیات الأبناء، وبما أن العنف یمثل السمة البارزة التی تحیط بالطفل فإن هذه الدراسة تهدف الى إلقاء الضوء على مدى تعرض الأبناء للعنف داخل الأسرة، وما صور هذا العنف وانعکاساته على شخصیتهم ، وما مدى علاقة هذا العنف ببعض المتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة.

 مفهوم العنف:

    العنف لغة: عنف به وعلیه یعنف عنفاً ًوعنافة : لم یرفق به فهو عنیف وعنف فلاناً: لامه وشده وعتب علیه وأعنفه: عنف علیه واعتنف الأمر: أخذه بعنف (البستانی، 1997، 683) والعنف بضم النون ضد الرفق والتعنیف بمعنى التعبیر باللوم (الرازی، 1973، 458).

أسباب العنف الأسری:

هناک الکثیر من وجهات النظر التی تناولت هذا الشأن ولعل من أبرزها الآراء الآتیة، وهی:

أولا: الدوافع الذاتیة

ثانیا: الدوافع الاقتصادیة

ثالثا: الدوافع الاجتماعیة

النظریات المفسرة للعنف الأسری

-       نظریة التبادل الاجتماعی

       تحظى نظریة التبادل الاجتماعی بأهمیة منهجیة خاصة أضفت علیها نوعاً من الإنطوائیة العلمیة جعلت بالإمکان تفسیر کل من الظواهر بالاعتماد على مقارباتها، لا لسهولة مفاهیمها فحسب بل لأنها اتخذت من التفاعلات الیومیة القائمة بین الإفراد وحدة تحلیلیة رئیسیة یمکن عن طریقها تفس یر العملیات الاجتماعیة التی تحکم البنیات المعقدة للجماعات والمجتمعات .

-      النظریة التفاعلیة الرمزیة:

الفکرة الأساسیة لهذه النظریة کما یوجزها (هربت بلرمر) احد أهم أقطابها، إن الإفراد یتصرفون حیال الأشیاء على أساس ما تعیش تلک الأشیاء المعروفة المعانی.

المحور الثانی : الأمن النفسی  Psychological Security

إن حیاة الإنسان.. طالت أم قصرت.. تتلخص فی کلمات ثلاث: الماضی.. الحاضر.. المستقبل... وما هذه الأدوار الثلاث إلا حلقات متماسکة الأطراف فی سلسلة الحیاة. فالإنسان بالضرورة یبنی حاضره على أنقاض ماضیه وینظر إلى مستقبله فی ضوء حاضره وهو فی کل هذا مقید بطبیعته الموروثة وتجاربه المکتسبة ومقدار جهده أو نصیبه من الثقافة والعلم وبیئته التی یخالطها وبیته الذی نشأ فیه، وفوق هذا کله مزاجه ونفسیته اللذین هما نتیجة مباشره لتفاعل کل هذه العوامل.

ویقال للأمن النفسی أیضاً الأمن الانفعالی، والأمن الشخصی،  والأمن الخاص، والسلم الشخصی )زهران، 1989، 269).

التعریف الاصطلاحی:                        

عرفه زهران بأنه الطمأنینة النفسیة أو الانفعالیة وهو الأمن الشخصی أو أمن کل فرد على حدة، وهو حالة یکون فیها إشباع الحاجات مضموناً وغیر معرض للخطر وهو محرک الفرد لتحقیق، أمنه وترتبط الحاجة إلى الأمن ارتباطا وثیقاً بغریزة المحافظة على البقاء         ).زهران، 1989، 296).

ومما سبق من التعریفات یمکن للباحث تحدید أهم الحاجات لتحقیق الأمن النفسی:

1. الحاجة إلى تأکید الذات: یمیل الفرد إلى معرفة وتحقیق ذاته بدافع من الحاجة إلى التقدیر والمکانة والاستقلالیة والاعتماد على النفس. کل هذه الحاجات وسواها تدفع الفرد إلى السعی لتحقیق المرکز والمکانة والقیمة الاجتماعیة.

2. الحاجة إلى الحب: وهذه حاجة مشترکة لدى جمیع الناس وتشمل الحاجة إلى العطف والتفاهم والصداقة وغیرها الکثیر.

3. الحاجة إلى الأمان: وهی الحاجة إلى الشعور بأن البیئة الاجتماعیة بیئة صدیقة، وشعور الفرد أن الآخرین یحترمونه ویقبلونه داخل الجماعة.

من النظریاتالمفسرةللأمـنالنـفسـی:

 النظریةالإنسانیة (أبراهامماسلو)

"أبراهام ماسلو" Maslowعالم النفسی الأمریکی یقول فی هذا السیاق أن الإنسان یولد وهو محفز لتحقیق احتیاجات أساسیة فی شکل هرمی بدأ بالحاجات الفسیولوجیة کالجوع والعطش، مرورا باحتیاجات الأمن والسلامة ثم احتیاجات الانتماء والتقبل من المجموعة، وصولاً إلى احتیاجات اعتبار واحترام الذات فی قمة الهرم. وبعد تحقیق کل هذه الحاجات          یجاهد الإنسان لتحقیق ذاته لیصل إلى أسمى مراحل الاکتفاء الذاتی والسلام مع نفسه (الخضری: 2003، 133).

 نظریةالتحلیلالنفسی:

یرى فروید  Freudأن عملیة التوافق الشخصی غالباً ما تکون لا شعوریة، أی أن الفرد لا یعی الأسباب الحقیقیة لکثیر من سلوکیاته. فالشخص المتوافق هو من یستطیع إشباع المتطلبات الضروریة للهو بوسائل مقبولة اجتماعیاً. ویرى فروید أن العصاب والذهان ما هما إلا             عبارة عن شکل من أشکال سوء التوافق. ویقرر أن السمات الأساسیة للشخصیة المتوافقة والمتمتعة بالصحة النفسیة تتمثل فی ثلاث سمات هی قوة الأنا، القدرة على العمل، القدرة على الحب )العنزى، 2005، 20).

نظریةإریکسون Erickson  فی) النموالنفسیوالاجتماعی).

فی النمو النفسی الاجتماعی تعتبر نظریة إریکسون فی نظریته عن النمو النفسی الجنسی، إلا أن إریکسون امتداداً لما قدمه فروید Freud رکز على نمو الأنا وفاعلیتها مؤکدا على أهمیة الجوانب الاجتماعیة والباثولوجیة  والنفسیة کعوامل محددة للنمو)جابر،1990، 16).

المحور الثالث: التوافق الاجتماعی

التوافق فی اللغة یعنی الانسجام والمؤازرة ، المشارکة ، والتضامن وهذه کلها تقارب المصطلح الانکلیزی (Conformity) ویعنی التآلف والتقارب ، واجتماع الکلمة، فهی نقیض التخالف ، والتنافر ، والتصادم وهی غیر الاتفاق الذی یعنی المطابقة التامة (لطفی، 1997، 41).

ویعرف زهران (2001، 27) التوافق الاجتماعی بأنه عملیة دینامیة مستمرة تتناول السلوک والبیئة (الطبیعیة والاجتماعیة) بالتغییر والتعدیل حتى یحدث توازن بین الفرد وبیئته.

النظریات التی تفسر التوافق الاجتماعی:

نظریة سولیفان Sulivan:

یرى (هاری ستاک سولیفان ) (1892-1949) ان الشخصیة هی نتاج التفاعل مع الاخرین فی المواقف المختلفة، فالفرد یدخل فی مواقف ذات علاقات متبادلة تسهم فی تحدید شخصیته ویظهر فیها تطوره الطبیعی والمرضی من الناحیة النفسیة ، ویرى سولیفان انه لا یمکن رؤیة الشخص بمعزل عن المواقف الشخصیة المتبادلة ویرى بان تنظیم الشخصیة یتکون من الوقائع المتبادلة بین الأشخاص، ولیس من الوقائع الشخصیة الداخلیة، والشخصیة لا یمکن ان تعرف إلا من خلال سلوک الفرد فی علاقاته مع الاخرین (الموسوی، 1999، 23).

نظریة التحلیل النفسی:

یعد (سیجموند فروید) "المؤسس الاول لنظریة التحلیل النفسی وقد ساهمت هذه النظریة بدور کبیر فی نمو علم النفس وطرق واسالیب العلاج النفسی کما ساعدت فی تقدیم تفسیرات وفهم لمعظم قضایا النفس الانسانیة لذلک تعتبر هذه النظریة من اهم النظریات التی تطبق فی مجال التوافق".

الدراسات السابقة

أولاً: الدراسات التی تناولت العنف الأسری وعلاقته ببعض المتغیرات

کما قام العازمی (2007) بدراسة هدفت إلى التعرف على العلاقة بین العنف الأسری والاضطرابات السیکوسوماتیة لدى عینة من طلبة المدارس الثانویة فی دولة الکویت. اشتملت أدوات الدراسة على أداة العنف الأسری المطورة من قبل طقش (2002) لقیاس العنف الأسری، ومقیاس الاضطرابات السیکوسوماتیة المعرب من قبل الساکت (1979) لقیاس الاضطرابات السیکوسوماتیة، بعد العمل على تقنینها على البیئة الکویتیة، من خلال استخراج الصدق والثبات. وتکونت عینة الدراسة على (300) طالب وطالبة من طلبة الصفوف العاشر والحادی عشر والثانی عشر بالمرحلة الثانویة فی دولة الکویت ضمن منطقة الأحمدی التعلیمیة. وأظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباط طردی بین العنف الأسری والاضطرابات السیکوسوماتیة لدى عینة الدراسة، بالاضافة إلى وجود فروق ذات دلالة احصائیة فی العنف الأسری والاضطرابات السیسکوسوماتیة تبعاً لمتغیر الجنس ولصالح الذکور، وعدم وجود فروق ذات دلالة احصائیة فی العنف الأسری والاضطرابات السیکوسوماتیة، تبعاً للمستوى الدراسی للطالب.

أما دراسة العبیدان (2010) فهدفت إلى التعرف على العنف الأسری والذی یشمل العنف الجسدی، العنف النفسی، الإهمال) وعلاقته بالکفاءة الذاتیة والامن النفسی لدى طلبة جامعة تبوک، کما هدفت إلى التعرف على الاختلاف فی أشکال العنف تبعاً للنوع الاجتماعی. وتکونت عینة الدراسة من (707) طالباً وطالبة خلال العام الدراسی 2009/2010. واشتملت أدوات الدراسة على مقیاس ماسلو للشعور بالأمن ومقیاس الکفاءة الذاتیة. أسفرت نتائج الدراسة عن أن الطلبة الذین تعرضوا لأشکال العنف الأسری ( الجسدی، النفسی، الاهمال) بدرجات متفاوتة، حیث جاء بالمرتبة الاولى العنف النفسی ثم یلیه عنف الاهمال وجاء بالمرتبة الأخیرة العنف الجسدی، کما توصلت الدراسة إلى وجود علاقة عکسیة بین العنف الأسری والشعور بالأمن أی أنه کلما زاد العنف الأسری کلما قل الشعور بالأمن النفسی کما أهرت النتائج وجود علاقة عکسیة بین أیضاً بین العنف الأسری والکفاءة الذاتیة، کما أشارت النتائج إلى أن الذکور أکثر عرضة من الإناث.

ثانیاً: الدراسات التی تناولت متغیر الأمن النفسی وعلاقته ببعض المتغیرات

قام إبریعم (2011) بدراسة هدفت إلى الکشف عن طبیعة العلاقة المحتملة بین إدراک الأبناء لأسالیب معاملة الأب وشعورهم بالأمن النفسی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة. واشتملت أدوات الدراسة على مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة (أمانی عبد المقصود) ومقیاس الأمن النفسی (إعداد زینب شقیر). وتکونت عینة الدراسة من (186) طالباً وطالبة فی السنة الثانیة ثانوی. وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ارتباطیة سالبة بین ادراک الأبناء لأسالیب معاملة الأب (التفرقة، التحکم والسیطرة، التذبذب) فی المعاملة وشعورهم بالأمن النفسی، کذلک وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین إدراک الأبناء لأسلوب المعاملة السویة للأب والشعور بالأمن النفسی، کما أظهرت عدم وجود علاقة بین إدراک الأبناء لأسلوب الحمایة الزائدة فی المعاملة للأب وبین شعورهم بالأمن النفسی، کما أظهرت وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث من الأبناء فی إدراک بعض أسالیب معاملة الأب، وعدم وجودها فی إدراک أسالیب للمعاملة أخرى.

ثالثاً: الدراسات التی تناولت التوافق الاجتماعی وعلاقته ببعض المتغیرات

      قام حسین وعبد الیمة (2011) بدراسة هدفت إلى التعرف على التوافق النفسی والاجتماعی لدى طلبة کلیة التربیة الریاضیة، کذلک التعرف على تقدیر الذات لدى طلبة کلیة التربیة الریاضیة، والکشف عن العلاقة بین التوافق النفسی والاجتماعی  ومفهوم الذات لدى طلبة کلیة التربیة الریاضیة. مقیاس التوافق النفسی والاجتماعی إعداد (محمد العربی، ماجدة اسماعیل)، ومقیاس تقدیر الذات إعداد (محمد العربی، ماجدة اسماعیل) تکونت عینة الدراسة من (120) طالباً ینتمون إلى أربعة مراحل دراسیة. أظهرت نتائج الدراسة إلى أن هناک فروق معنویة فی واقع التوافق النفسی والاجتماعی لطلبة کلیة التربیة الریاضیة مما یدل على اختلاف مستویاتهم وقدراتهم وامکانیاتهم.

منهج الدراسة وإجراءاتها

اولا: منهج الدراسة:

       استخدم الباحث المنهج الوصفی الارتباطی، نظراً لمناسبته لموضع دراسته حیث تسعى للتعرف على العنف الأسری کما یدرکه الأبناء وعلاقته بالأمن النفسی والتوافق الاجتماعی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة بمدینة الباحة، ویهدف المنهج الوصفی إلى وصف العلاقات القائمة بین المتغیرات موضع الدراسة، دون أی تدخل بالتغییر أو التعدیل، حیث یعتمد الوصف على معاملات الارتباط بین المتغیرات.

ثانیاً: مجتمع الدراسة:

       یتضمن مجتمع الدراسة الحالیة طلاب المرحلة الثانویة بمدینة الباحة، والذی بلغ عددهم (2300) طالباً وفق إحصائیة الإدارة العامة للتعلیم بمدینة الباحة (1439هـ).

ثالثاً: عینة الدراسة:

      تکونت عینة الدراسة النهائیة من (399) طالباً من طلاب المرحلة الثانویة بمدینة الباحة، من المنتظمین فی الفصل الدراسی الثانی 1438/1439هـ، تراوحت أعمارهم الزمنیة بین         (15-19)، تم اختیارها بطریقة عشوائیة، حیث مثلت العینة النهائیة 17.3% من حجم مجتمع الدراسة.

رابعاً: أدوات الدراسة:

قام الباحث فی سبیل تحقیق أهداف دراسته إلى إستخدام الأدوات التالی:

1-      مقیاس العنف الأسری (إعداد الباحث).

2-       مقیاس الأمن النفسی (إعداد الباحث).

3-      مقیاس التوافق الاجتماعی (إعداد زهران وإبراهیم، 1991) (تطویر الباحث).

وفیما یلی عرض لأدوات الدراسة وکیفیة إعدادها.

مقیاس العنف الأسری (إعداد الباحث):

هدف المقیاس:

      یسعى المقیاس الحالی إلى تحدید مستوى العنف الأسری لدى طلاب المرحلة الثانویة. والذی یشیر إلى العنف الممارس من طرف تجاه طرف آخر.

خطوات تقنین مقیاس العنف الأسری:

      تم حساب الصدق والثبات لمقیاس العنف الأسری على عینة استطلاعیة عدد أفرادها (70) طالباً من طلاب المرحلة الثانویة بمدینة الباحة، وفق الطرق الآتیة:

صدق مقیاس العنف الأسری:

1-      صدق المحکمین:

      قام الباحث بعرض المقیاس فی صورته الأولیة على مجموعة من الأساتذة المتخصصین فی الصحة النفسیة والإرشاد النفسی والتربیة الخاصة، للتحقق من صدق المقیاس وصلاحیته للتطبیق، بهدف التحقق من الصدق الظاهری، وکانت نتائج التحکیم بالموافقة على جمیع بنود المقیاس بنسبة اتفاق (95%) مع إجراء بعض التعدیلات على عبارات بعض الأبعاد، وبناء علیه قام الباحث بتعدیل جمیع الملاحظات المشار إلیها من قبل المحکمین.

2-      صدق الاتساق الداخلی:

     بعد الانتهاء من إعداد المقیاس فى صورته النهائیة، قام الباحث بحساب صدق الاتساق الداخلی للمقیاس، ویقصد به "التأکد من مدى ارتباط مفردات المقیاس بعضها البعض"، وذلک بحساب معاملات الارتباط بین کل مفردة  والبعد الذی تنتمی الیه ثم حساب معاملات الارتباط بین کل بعد من أبعاد المقیاس وبین الدرجة الکلیة للمقیاس ککل

ثبات مقیاس العنف الأسری:

1-   الثبات عن طریق معامل ألفا – کرونباخ:

       وقد تم حساب معامل الثبات باستخدام اختبار ألفا کرونباخ Alpha Cronpach، حیث إنه أنسب الطرق لحساب ثبات الأوزان المستخدمة فی البحوث المسحیة کالمقیاس، حیث یوجد مدى من الدرجات المحتملة لکل فقرة، وذلک وفقا للمعادلة التالیة:

معامل ثبات ألفا =

 

2-   الثبات عن طریق التجزئة النصفیة:

      حیث یتم تجزئة فقرات الاستبانة إلى جزأین، الجزء الأول یمثل الأسئلة الفردیة والجزء الثانی یمثل الأسئلة الزوجیة ثم یحسب معامل الارتباط ( r ) بین درجات الأسئلة الفردیة ودرجات الأسئلة الزوجیة ثم تصحیح معامل الارتباط بمعادلة سبیرمان براون کالتالی :

Reliability Coefficient  =

مقیاس الأمن النفسی (إعداد الباحث):

هدف المقیاس:

یهدف مقیاس الأمن النفسی إلى التعرف على مستوى الطمأنینة النفسیة والانفعالیة، والأمن والسلم الشخصی لدى طلاب المرحلة الثانویة.

صدق مقیاس الأمن النفسی:

1-      صدق المحکمین:

       قام الباحث بعرض المقیاس فی صورته الأولیة على مجموعة من الأساتذة المتخصصین فی الصحة النفسیة والإرشاد النفسی والتربیة الخاصة، للتحقق من صدق المقیاس وصلاحیته للتطبیق، بهدف التحقق من الصدق الظاهری، وکانت نتائج التحکیم بالموافقة على جمیع بنود المقیاس بنسبة اتفاق (95%) مع إجراء بعض التعدیلات على عبارات بعض الأبعاد، وبناء علیه قام الباحث بتعدیل جمیع الملاحظات المشار إلیها من قبل المحکمین.

2-      صدق الاتساق الداخلی:

     بعد الانتهاء من إعداد المقیاس فى صورته النهائیة، قام الباحث بحساب صدق الاتساق الداخلی للمقیاس، ویقصد به "التأکد من مدى ارتباط مفردات المقیاس بعضها البعض"، وذلک بحساب معاملات الارتباط بین کل مفردة  وبین الدرجة الکلیة للمقیاس ککل.

ثبات مقیاس الأمن النفسی:

1-      الثبات بطریقة معامل ألفا – کرونباخ:

       وقد تم حساب معامل الثبات باستخدام اختبار ألفا کرونباخ Alpha Cronpach، حیث إنه أنسب الطرق لحساب ثبات الأوزان المستخدمة فی البحوث المسحیة کالمقیاس، حیث یوجد مدى من الدرجات المحتملة لکل فقرة، وذلک وفقا للمعادلة التالیة:

معامل ثبات ألفا

 

2-      الثبات عن بطریقة التجزئة النصفیة:

       حیث یتم تجزئة فقرات الاستبانة إلى جزأین، الجزء الأول یمثل الأسئلة الفردیة والجزء الثانی یمثل الأسئلة الزوجیة ثم یحسب معامل الارتباط (r) بین درجات الأسئلة الفردیة ودرجات الأسئلة الزوجیة ثم تصحیح معامل الارتباط بمعادلة سبیرمان براون کالتالی :

      Reliability Coefficient  = 

وکانت النتائج وفقا للجدول التالی:

جدول (13)

قیمة معامل الثبات بطریقتی ألفا – کرونباخ، والتجزئة النصفیة  (ن = 70)

مقیاس الأمن النفسی

عدد العبارات

معامل الثبات بطریقة ألفا کرونباخ

معامل الثبات بطریقة التجزئة النصفیة

الدرجة الکلیة

15

0.896

0.782

      یتضح من الجدول السابق أن قیمة معامل ألفا مرتفعة مما یجعلنا نثق فى ثبات المقیاس.

مقیاس التوافق الاجتماعی (إعداد زهران وإبراهیم، 1991) (تطویر الباحث):

وصف المقیاس:

      مقیاس التوافق الاجتماعی هو مقیاس فرعی من مقیاس الصحة النفسیة للشباب إعداد (زهران وإبراهیم، 1991)، وهو یستخدم مع الشباب من الجنسین، فی المرحلتین الثانویة والجامعیة، بطریقة فردیة وجماعیة.

صدق مقیاس التوافق الاجتماعی:

1-     صدق الاتساق الداخلی:

     قام الباحث بحساب صدق الاتساق الداخلی للمقیاس، ویقصد به "التأکد من مدى ارتباط مفردات المقیاس بعضها البعض"، وذلک بحساب معاملات الارتباط بین کل مفردة  وبین الدرجة الکلیة للمقیاس ککل.

2-     صدق المقارنة الطرفیة:

      تعتمد هذه الطریقة على مقارنة متوسط درجات الأقویاء فى المیزان بمتوسط درجات الضعاف فى نفس ذلک المیزان بالنسبة لتوزیع درجات الاختبار ولذا سمیت بالمقارنة الطرفیة لاعتمادها على الطرف القوى الذى نسمیه بأصحاب المیزان القوى والطرف الضعیف الذى نسمیه أصحاب المیزان الضعیف.

ثبات مقیاس التوافق الاجتماعی:

الثبات بطریقة معامل ألفا – کرونباخ:

       وقد تم حساب معامل الثبات باستخدام اختبار ألفا کرونباخ Alpha Cronpach، حیث إنه أنسب الطرق لحساب ثبات الأوزان المستخدمة فی البحوث المسحیة کالمقیاس، حیث یوجد مدى من الدرجات المحتملة لکل فقرة .

مناقشة النتائج وتفسیرها

نتائج الفرضیة الأولى وتفسیرها ومناقشتها.

تنص الفرضیة الأولى على أنه: توجد علاقة ذات دلالة إحصائیة بین درجات أفراد العینة على مقیاس العنف الأسری ودرجاتهم على مقیاس الأمن النفسی.

وللتحقق من صحة هذه الفرضیة، تم استخدام معامل ارتباط بیرسون بین درجات أفراد عینة الدراسة على مقیاس العنف الأسری، ودرجاتهم على مقیاس الأمن النفسی، ویوضح الجدول التالی ذلک.

جدول (17)

معاملات الارتباط بین درجات أفراد العینة على مقیاس العنف الأسری ودرجاتهم على مقیاس الأمن النفسی (ن = 399)

أبعاد مقیاس العنف الأسری

الدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی

العنف الجسدی

-0.015

العنف المعنوی

-0.031

العنف الاجتماعی

-0.005

العنف الاقتصادی

0.018

التهدید بالعنف

0.03

الدرجة الکلیة

-0.003

(*) دال عند مستوى 0.05                             (**) دال عند مستوى 0.01

یتضح من جدول( 17(  عدم تحقق الفرضیة الأولى حیث لم توجد علاقة ارتباطیة دالة بین درجات أفراد عینة الدراسة على أبعاد مقیاس العنف الأسری والدرجة الکلیة ودرجاتهم على مقیاس الأمن النفسی.

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الجسدی والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.015).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف المعنوی والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.031).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الاجتماعی والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.005).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الاقتصادی والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (0.018).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد التهدید بالعنف والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (0.03).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على الدرجة الکلیة لمقیاس العنف الأسری والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته          (-0.003).

ویمکن تفسیر نتیجة الفرضیة الأولى فی ضوء نظریة التبادل الاجتماعیحیثتطرح التبادلیة فی تفسیرها للعنف اتجاهین: الأول یؤکد على التناسق والتکافؤ فی نوع السلوک المتبادل، ویمکن التعبیر عن هذه الحقیقة من خلال الطبیعة لمشاعرنا تجاه الآخرین، إذ إن المشاعر التی تظهر على وجه الشخص هی انعکاس للمشاعر التی على وجه الشخص الأخر، وبذلک یکون العنف شکلاً من إشکال السلوک المتبادل بین الأشخاص طبقاً للقاعدة التی تطرحها هذه النظریة، وبهذا فأن أی سلوک عدوانی من قبل أی فرد سوف یقابله سلوک مماثل، أی إن العنف على فق الصیغة السابقة لا یتعدى إن یکون سلوکاً انتقامیاً یعوض من خلاله الفرد من أذى خلق لدیه قدراً من الألم والمعاناة ومن ثم فهو هجوم مضاد یرمی الى تحقیق العدالة وعملاً بمبدأ العین بالعین والسن بالسن (جمیل، 2007، 69)، ولذک من المحتمل أن الشخص الذی یقع علیه العنف لا یتأثر الأمن النفسی لدیه إذ أنه یقوم بممارسة سلوک العنف هذا من قبله هو الأخر.

وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسة کل من عبد الهادی (2015) والتی أسفرت عن وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین العنف الأسری والسلوک العدوانی وهو ما یتفق مع تفسیر نظریة التبادل الاجتماعی (جمیل، 2007، 69) والذی تم الإشارة إلیه بأن العنف الأسری هو سلوک متبادل بین الطرفین.

       بینما تختلف نتیجة الفرضیة الأولى مع نتائج دراسة کل من العبیدان (2010) والتی أظهرت وجود علاقة عکسیة بین العنف الأسری والأمن النفسی، ودراسة العازمی (2007) التی کشفت عن وجود ارتباط طردی بین العنف الأسری والاضطرابات السیکوسوماتیة التی لا تظهر مع وجود الأمن النفسی، ودراسة إبریعم (2011) والتی توصلت إلى وجود علاقة ارتباطیة سالبة بین ادراک الأبناء لأسالیب معاملة الأب (التفرقة، التحکم والسیطرة، التذبذب) فی المعاملة وشعورهم بالأمن النفسی, کذلک وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین إدراک الأبناء لأسلوب المعاملة السویة للأب والشعور بالأمن النفسی .

نتائج الفرضیة الثانیة وتفسیرها ومناقشتها.

تنص الفرضیة الثانیة على أنه: توجد علاقة ذات دلالة إحصائیة بین درجات أفراد عینة الدراسة على أبعاد مقیاس العنف الأسری والدرجة الکلیة ودرجاتهم على مقیاس التوافق الاجتماعی.

وللتحقق من صحة هذه الفرضیة، قام الباحث باستخدام معامل ارتباط بیرسون بین درجات أفراد عینة الدراسة على مقیاس العنف الأسری، ودرجاتهم على مقیاس التوافق الاجتماعی، ویوضح الجدول التالی ذلک.

جدول (18)

معاملات الارتباط بین درجات أفراد العینة على مقیاس العنف الأسری ودرجاتهم على مقیاس الأمن النفسی (ن = 399)

أبعاد مقیاس العنف الأسری

الدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی

العنف الجسدی

-0.097

العنف المعنوی

-0.07

العنف الاجتماعی

-0.058

العنف الاقتصادی

-0.096

التهدید بالعنف

-0.05

الدرجة الکلیة

-0.082

(*) دال عند مستوى 0.05                             (**) دال عند مستوى 0,01

یتضح من جدول )18(  عدم تحقق الفرضیة الثانیة حیث لم توجد علاقة بین درجات أفراد عینة الدراسة على أبعاد مقیاس العنف الأسری والدرجة الکلیة ودرجاتهم على مقیاس التوافق الاجتماعی.

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الجسدی والدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.097).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف المعنوی والدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.07).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الاجتماعی والدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.058).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الاقتصادی والدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.096).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد التهدید بالعنف والدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.05).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على الدرجة الکلیة لمقیاس العنف الأسری والدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.082).

نتائج الفرضیة الثالثة وتفسیرها ومناقشتها.

-     تنص الفرضیة الثالثة على أنه: توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسط درجات أفراد عینة الدراسة والمتوسط الفرضی على مقیاس العنف الأسری.

-     وللتحقق من صحة هذه الفرضیة تم إستخدام اختبار "ت" لعینة واحدة لحساب دلالة الفروق بین متوسط درجات العینة والمتوسط الفرضی، والجدول التالی یوضح ذلک:

جدول (19)

دلالة الفروق بین متوسط درجات العینة والمتوسط الفرضی على مقیاس العنف الأسری

مقیاس العنف الأسری

العدد

متوسط الفرضی

متوسط العینة

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

درجة الحریة

مستوى الدلالة

العنف الجسدی

399

10

5.68

1.555

-55.487

398

0.000

دالة

العنف المعنوی

399

10

6.13

1.890

-40.867

398

0.000

دالة

العنف الاجتماعی

399

10

6.25

1.780

-42.113

398

0.000

دالة

العنف الاقتصادی

399

10

5.52

1.392

-64.287

398

0.000

دالة

التهدید بالعنف

399

10

5.60

1.607

-54.678

398

0.000

دالة

الدرجة الکلیة

399

50

29.18

7.309

-56.899

398

0.000

دالة

-          یتضح من جدول (19) وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) بین متوسط درجات أفراد عینة الدراسة والمتوسط الفرضی على مقیاس العنف الأسری لصالح المتوسط  الفرضی للعینة. مما یشیر إلى إنخفاض مستوى العنف الأسری لدى عینة الدراسة.

-          وتختلف هذه النتیجة مع نتائج دراسة العبیدان (2010)، ودراسة مخلوفی (2016) التی کشفت عن إنتشار العنف وإرتفاع مستواه.

-          ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن مستوى العنف الأسری بین طلاب المرحلة الثانویة فی عینة الدراسة أقل بدرجة تصل إلى (50%) من المتوسط الفرضی وذلک فی کل من العنف الجسدی (5.68)، العنف المعنوی (6.13)، العنف الاجتماعی (6.25)، العنف الاقتصادی (5.52)، التهدید بالعنف (5.60)، والدرجة الکلیة للمقیاس (29.18) وهذا یعطى مؤشراً على أن هؤلاء الطلاب یعیشوا فی أسر تتمتع بمناخ أسری یسوده الهدوء النسبی، وکما أشار (حمزة، 2004، 22). أن عدم تأثر هذا بالدوافع الذاتیة التی تنبع من ذات الإنسان ونفسه والتی تقوده نحو العنف الأسری، والتی تکونت فی نفس الإنسان نتیجة ظروف خارجیة من قبیل الإهمال، وسوء المعاملة، والعنف - الذی تعرض له الإنسان منذ طفولته– إلى غیرها من الظروف التی ترافق الإنسان، والتی أدت إلى تراکم نوازع نفسیة مختلفة، أفضت لعقد نفسیة قادت فی النهایة إلى التعویض عن الظروف السابقة الذکر باللجوء إلى العنف داخل الأسرة، أو الدوافع التی یحملها الإنسان منذ تکوینه، والتی نشأت نتیجة سلوکیات مخالفة للشرع کان الآباء قد اقترفوها، مما انعکس أثر تکوینها على الطفل، ویمکن أدارج العامل الوراثی ضمن هذه الدوافع، أیضاً إلى الدوافع الاقتصادیة کما أشار إلیها (بحری، ومطیشان، 2011، 121) والتی تشترک معها ضروب العنف الأخرى مع العنف الأسری، إلا إن الاختلاف بینهما یکون فی الأهداف التی ترمی من وراء العنف بدافع اقتصادی. ففی محیط الأسرة لا یلزم الأب الحصول على منافع اقتصادیة من وراء استخدامه العنف إزاء أسرته، وإنما یکون ذلک تفریغاً لشحنة الخیبة والفقر الذی تنعکس آثاره بعنف من قبل الأب نحو الأسرة.

نتائج الفرضیة الرابعة وتفسیرها ومناقشتها.

-          تنص الفرضیة الرابعة على أنه: توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسط درجات أفراد عینة الدراسة والمتوسط الفرضی على مقیاس الأمن النفسی.

-          وللتحقق من صحة هذه الفرضیة تم إستخدام اختبار "ت" لعینة واحدة لحساب دلالة الفروق بین متوسط درجات العینة والمتوسط الفرضی، والجدول التالی یوضح ذلک:

جدول (20)

دلالة الفروق بین متوسط درجات العینة والمتوسط الفرضی على مقیاس الأمن النفسی

مقیاس الأمن النفسی

العدد

المتوسط الفرضی

متوسط العینة

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

درجة الحریة

مستوى الدلالة

الدرجة الکلیة

399

30

31.19

5.967

3.993

398

0.000

دالة

-           یتضح من جدول (20) وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) بین متوسط درجات أفراد عینة الدراسة والمتوسط الفرضی على الدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی لصالح متوسط العینة مما یشیر إلى إرتفاع مستوى الأمن النفسی لدى عینة الدراسة.

-          ویمکن تفسر نتیجة الفرضیة الرابعة فی ضوء تعریف الأمن الذی هو ضد الخوف، یقال: أمِن أمناً وأماناً وأمنه: إذا اطمأن، ولم یخف، فهو آمن، وأصل (الأمن) طمأنینة فی النفس، وزوال الخوف عنها؛ یقال: أمن بأمن أمناً وأمنه وأماناً. والمأمن: موضع الأمن. والأمن: اسم من أمنت. والأمان: إعطاء الأمنة (المعجم الوسیط، د.ت، 144)، وکما ذکر )زهران، 1989، 296) أنالأمن النفسی هو الطمأنینة النفسیة أو الانفعالیة وهو الأمن الشخصی أو أمن کل فرد على حدة، وهو حالة یکون فیها إشباع الحاجات مضموناً وغیر معرض للخطر وهو محرک الفرد لتحقیق، أمنه وترتبط الحاجة إلى الأمن ارتباطا وثیقاً بغریزة المحافظة على البقاء.

نتائج الفرضیة الخامسة وتفسیرها ومناقشتها.

-          تنص الفرضیة الخامسة على أنه: توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسط درجات أفراد عینة الدراسة والمتوسط الفرضی على مقیاس التوافق الاجتماعی.

-          وللتحقق من صحة هذه الفرضیة تم إستخدام اختبار "ت" لعینة واحدة لحساب دلالة الفروق بین متوسط درجات العینة والمتوسط الفرضی، والجدول التالی یوضح ذلک:

جدول (21)

دلالة الفروق بین متوسط درجات العینة والمتوسط الفرضی

 على مقیاس التوافق الاجتماعی

مقیاس التوافق الاجتماعی

العدد

المتوسط الفرضی

متوسط العینة

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

درجة الحریة

مستوى الدلالة

الدرجة الکلیة

399

30

35

7.075

14.117

398

0.000

دالة

-      یتضح من جدول (21) وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) بین متوسط درجات أفراد عینة الدراسة والمتوسط الفرضی على الدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی لصالح متوسط العینة مما یشیر إلى إرتفاع مستوى التوافق الاجتماعی لدى عینة الدراسة.

-     وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسة کل من مکطوف (2007)، ودراسة وازی (2006)، ودراسة حسین وعبد الیمة (2011).

-     ویمکن تفسیر نتیجة الفرضیة الخامسة فی ضوء ما قدمه عبد الحمید (1994، 22) من تفسیر للأفراد الذین یتمتعون بتوافق اجتماعی  حیث یرى أن هؤلاء لدیهم القدرة على اقامة علاقات اجتماعیة مثمرة وممتعة، تتسم بقدرة الفرد على الحب والعطاء هذا من ناحیة، ومن ناحیة اخرى هو القدرة على العمل المنتج الفعال الذی یجعل الفرد یرمز الى حالة معینة من النضج یصل الیها.

نتائج الدراسة وتوصیاتها ومقترحاتها

أولاً: نتائج الدراسة

1-  لم توجد علاقة ارتباطیة بین درجات أفراد عینة الدراسة على أبعاد مقیاس العنف الأسری والدرجة الکلیة ودرجاتهم على مقیاس الأمن النفسی. کما یلی:

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الجسدی والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.015).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف المعنوی والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.031).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الاجتماعی والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.005).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الاقتصادی والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (0.018).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد التهدید بالعنف والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (0.03).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على الدرجة الکلیة لمقیاس العنف الأسری والدرجة الکلیة لمقیاس الأمن النفسی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته          (-0.003).

2- لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات أفراد عینة الدراسة على أبعاد مقیاس العنف الأسری والدرجة الکلیة ودرجاتهم على مقیاس التوافق الاجتماعی. کما یلی:

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف الجسدی والدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.097).

-     لا توجد علاقة ارتباطیة بین درجات افراد عینة الدراسة على بعد العنف المعنوی والدرجة الکلیة لمقیاس التوافق الاجتماعی حیث کان معامل الأرتباط غیر دال وقیمته (-0.07).

ثانیاً: توصیات الدراسة

یمکن للباحث فی ضوء ما اسفرت عنه نتیجة الدراسة وضع بعض التوصیات کالآتی:

1-      تدریب الأباء وأولیاء الأمور على إدارة الحوار مع الأبناء والأبتعاد عن العنف بکل صوره وأشاکل مع توضیح أثار العنف الأسری على الأبناء.

2-      زیادة الوعی بأهمیة إشباع حاجات الطلاب النفسیة بما فیها الحاجة للأمن النفسی، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، والندوات التفاعلیة فی المدارس.

3-      تعظیم قدرات الطلاب على التوفق الاجتماعی من خلال بناء برامج تدریبیة تعزز قدراتهم التوافقیة وتعمل على زیادتها.

4-      التعرف على أهم الحاجات النفسیة للطلاب من خلال فتح حوار مدرسی جاد والتعرف على أهم المشکلات التی تعوق تحقیق أو إضعاف أمنهم النفسی.

ثالثاً: مقترحات الدراسة

فی ضوء نتیجة البحث یقترح الباحث ما یلی:

1-  إجراء مزید من الدراسات للتحقق من طبیعة العلاقة بین العنف الأسری والأمن النفسی والتوافق الاجتماعی للتحقق من مدى اتفاق أو أختلاف نتائجها مع نتائج الدراسة الحالیة.

2-  دراسة العلاقة بین العنف الأسری والصلابة النفسیة لدى طلبة المرحلة الثانویة.

3-  دراسة العلاقة بین العنف الأسری وتقدیر الذات لدى عینة من طلبة الثانوی والجامعة.

4-  دراسة أثر برنامج إرشادی للتخفیف من العنف الأسری لدى أولیاء أمور الطلاب المعنفین.

                                     

 

 قائمة المراجــــــــــــع

 المراجع العربیة

إبراهیم ، حنین توفیق (1999). ظاهرة العنف السیاسی فی النظم العربیة. ط1، بیروت: مرکز دراسات الوحدة.

إبراهیم، عبد الستار (1994). العلاج النفسی السلوکی المعرفی الحدیث- أسالیبه ومیادین تطبیقه. القاهرة: دار الفجر..

إبریعم، سامیة (2011). أسالیب معاملة الأب کما یدرکها الأبناء وعلاقتها بالشعور بالأمن النفسی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة فی مدینة تبسة، مجلة جامعة النجاح للعلوم الانسانیة، فلسطین، مج25، ع7، 1785_1816.

ابن تیمیة (728). تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم الحرانی. القاهرة: دار المعارف.

ابن قیم الجوزیة (1996). الجواب الکافی لمن سأل عن الدواء الشافی.  تصحیح محمود عبد الوهاب فاید- القاهرة: مکتبة محمد علی صبیح.

ابن منظور، محمد بن مکرم (د. ت). لسان العرب. القاهرة: دار المعارف.

أبو الخیر، منیر(1974). انحراف الإحداث فی التشریع العربی، القاهرة: مکتبة شباب الجامعة.

أبو النصر، مدحت (2008). مفهوم وإشکال العنف ضد الطفل. مجلة خطوة، ع28، 25-37.

المراجع الأجنبیة

Baggerly .J & Max .P (2005). child centered group  play with African boys at the elementary school، 391- 393.

Maire S. (2013). Family violence in Canada: A statistical profile, Canadian Centre for Justice, Juristat Article, 25, 1-92. Statistics.

 

 

 

قائمة المراجــــــــــــع
 المراجع العربیة
إبراهیم ، حنین توفیق (1999). ظاهرة العنف السیاسی فی النظم العربیة. ط1، بیروت: مرکز دراسات الوحدة.
إبراهیم، عبد الستار (1994). العلاج النفسی السلوکی المعرفی الحدیث- أسالیبه ومیادین تطبیقه. القاهرة: دار الفجر..
إبریعم، سامیة (2011). أسالیب معاملة الأب کما یدرکها الأبناء وعلاقتها بالشعور بالأمن النفسی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة فی مدینة تبسة، مجلة جامعة النجاح للعلوم الانسانیة، فلسطین، مج25، ع7، 1785_1816.
ابن تیمیة (728). تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم الحرانی. القاهرة: دار المعارف.
ابن قیم الجوزیة (1996). الجواب الکافی لمن سأل عن الدواء الشافی.  تصحیح محمود عبد الوهاب فاید- القاهرة: مکتبة محمد علی صبیح.
ابن منظور، محمد بن مکرم (د. ت). لسان العرب. القاهرة: دار المعارف.
أبو الخیر، منیر(1974). انحراف الإحداث فی التشریع العربی، القاهرة: مکتبة شباب الجامعة.
أبو النصر، مدحت (2008). مفهوم وإشکال العنف ضد الطفل. مجلة خطوة، ع28، 25-37.
المراجع الأجنبیة
Baggerly .J & Max .P (2005). child centered group  play with African boys at the elementary school، 391- 393.
Maire S. (2013). Family violence in Canada: A statistical profile, Canadian Centre for Justice, Juristat Article, 25, 1-92. Statistics.