نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
السعودية
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی ضوء بعض المتغیرات
إعــــــــــــــداد
الطالبة/ تغرید عبد الرحمن الزهرانی
إشراف
د / فهد محمد الحارثی
کلیة التربیة – جامعة الباحة
الأستاذ المشارک بقسم التربیة وعلم النفس
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد التاسع – جزء ثانى- سبتمبر2019م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المستخلص
هدفت الدراسة إلى الکشف عن أبرز أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی ضوء بعض المتغیرات الدیموجرافیة، ولتحقیق هذا الهدف اتبعت الدراسة المنهج الوصفی بصورته المسحیة، حیث تم التحقق من صدق وثبات أداة الدراسة والتی تحددت فی مقیاس أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة (إعداد: الباحثة)، ومن ثمَّ تطبیقها على عینة الدراسة البالغ عددها (168) مستجیباً من آباء وأمهات ذوی الاحتیاجات الخاصة، وباستخدام الأسالیب الإحصائیة المناسبة، توصلت الدراسة إلى أن أفراد أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة یظهرون درجة (متوسطة) من أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة بمتوسط حسابی قدره (2.76) وانحراف معیاری (0.88)، وقد جاء أسلوب التدین بمتوسط حسابی (3.86) وانحراف معیاری (0.94)،وجاء فی الرتبة الأولى التدین بمتوسط حسابی (3.86) وانحراف معیاری (0.94)، فیما جاء أسلوب التجنب والهروب والنکران فی الرتبة الأخیرة بمتوسط حسابی قدره (1.52) وانحراف معیاری (0.81)، کما أظهرت النتائج أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.05 ≥ α)بین متوسطات استجابات عینة الدراسة من أفراد أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة، تُعزى لاختلافهم فی متغیرات النوع الاجتماعی، ونوع الإعاقة، والمستوى الاجتماعی الاقتصادی، فیما وجدت فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05 ≥ α) فی استجابات أفراد عینة الدراسة من أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على الدرجة الکلیة لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة وخمسة أسالیب من أسالیبه الفرعیة تُعزى لمتغیری درجة الإعاقة، ومستوى تعلیم الأب/ الأم، ووفقاً لهذه النتائج تم تقدیم عددٍ من التوصیات.
الکلمات المفتاحیة: أسالیب؛ الضغوط النفسیة؛ أسر؛ ذوی الاحتیاجات الخاصة.
Abstract
The study aimed to identify coping styles with the psychological stress of families with special needs in the light of some variable. In order to achieve this objective, the study followed the descriptive approach in its survey form, then the validity and reliability of the study instrument- the scale of coping styles with the psychological stress of families with special needs (prepared by the researcher)- was determined, and then it applied to the study sample of (168) respondents from parents with special needs. By using the appropriate statistical methods, the study found that members of families with special needs showed a (medium) degree of psychological stress management with an average of 2.76 and a standard deviation of 0.88. The religiosity method came with an average of 3.86 and a standard deviation of 0.94 (0.94). The avoidance, escape and denial method in the last rank was calculated with an average of 1.52 and a standard deviation of 0.81. The results also showed that there were no statistically significant differences Mean level (0.05 ≥ α) between the mean responses of the sample of the sample of household members with The differences in gender, type of disability and socio-economic level were found to be significant, while differences were statistically significant at (0.05 ≥ α) in the responses of the study sample members of families with special needs in the total degree of methods of dealing with stress and five methods Of its sub-methods is attributable to variables of degree of disability, level of education of father / mother. According to these results, a number of recommendations have been presented.
Keywords: Coping Styles - Psychological Stress – Families- with Special Needs.
مقدمة:
یُمثل تشخیص الطفل بأنه من ذوی الاحتیاجات الخاصة ضیاعاً لتوقعات الأسرة بهذا الطفل، ویخلق أزمات متعددة ومتنوعة داخل الأسرة، ویهدد شعور الوالدین بالراحة والاستقرار النفسی والاجتماعی، حیث تکون صدمة الحدث قویة على الوالدین بصفة خاصة، والأسرة بصفة عامة.
ولذلک فقد بدأ المتخصصون فی الإرشاد والتوجیه النفسی- حدیثاً- فی الاهتمام بآباء ذوی الاحتیاجات الخاصة وأمهاتهم، إدراکاً منهم لحجم الضغوط والصراعات الموجودة لدیهم، فمع أن المشاکل الأساسیة التی تواجه أسر الأفراد المعاقین تشبه مشاکل الأسر العادیة؛ إلا أن وجود طفل من ذوی الاحتیاجات الخاصة فی الأسرة ینجم عنه مشاکل إضافیة، وعلاقات أسریة أکثر تعقیدًا؛ وبالتالی فإن أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة قد تواجه درجة مرتفعة من الضغوط (الیحیى، 1436ه، 1).
حیث تتعدد مصادر الضغوط التی تتعرض لها أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة، ومنها: متطلبات الحیاة الیومیة والرعایة طویلة المدى التی یحتاجها الطفل، والنظرة السلبیة من المجتمع لهما، والافتقار إلى الدعم الاجتماعی، والحاجة إلى المعلومات، ومشکلات سوء التوافق لدى الأبناء العادیین نتیجة الاهتمام بالطفل ذی الاحتیاجات الخاصة، وارتفاع تکالیف الخدمة المقدمة لذوی الاحتیاجات الخاصة (عبد الغنی، 2006، 187).
کما یواجه الوالدان ضغوطاً مرتبطة بنشاط الطفل وبالنواحی الاجتماعیة للأسرة، وبالنواحی العاطفیة للأسرة، وبزیادة مطالب رعایة الطفل المعـاق فـی الأسـرة، وبالمتاعب الانفعالیـة للوالـدین، وبالیأس والإحـراج مـن سـلوک الطفل (Hsiao, 2016, 123).
ومع ما تواجهه الأسرة من درجة عالیة من التوتر والضغوط بدرجات عالیة، فقد لوحظ أن إعاقة الطفل تؤثر على بنیة الأسرة بأربع طرق هی: إثارة الانفعالات القویة لدى الوالدین والإحباط بسبب الشعور بالفشل، وتغیر نظام الأسرة، وإیجاد أرض خصبة للصراع (Giovagnoli, et al., 2015, 412).
لذا تُعد مشکلة الضغوط النفسیة التی یعانی منها أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة من المشکلات النفسیة الخطیرة التی تؤثر على هذه الأسر، وبالتالی على المعاق نفسه، وینبغی على الأسرة أن تطور استراتیجیات المواجهة المناسبة والفعالة معها.
وکما تختلف الضغوط التی تتعرض لها أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة، کذلک تختلف قدرة الأفراد على مواجهة الصعوبات ومقاومة التغیرات التی تحدث داخل البیئة المحیطة بهم، فهناک من یتکیف ویصمد للضغوط ویتعامل معها، وهناک من یفشل فی مواجهتها (جوهر، 2014، 296).
ولذا قد یمثل أسلوب التعامل مع الضغوط- ذاته- ضغطاً إضافیاَ فی حال اتباع أسالیب فاشلة، فمما یجعل الضغوط محفزة هو طریقة التعامل معها، فإذا کانت الطریقة المتبعة فشلة کان هذا مؤشر على التأثیر السلبی للضغوط، أما لو کانت فعالة فهنا یبرز الجانب الإیجابی للضغوط (سالم، 2014، 287).
کما أن تحدید الأسالیب التی تتبعها فی التعامل مع الضغوط المرتبطة بإعاقة أبنائهم یستهدف تحسین الظروف التی تعیشها هذه الأسر، عبر العمل على تخفیف حدة هذه الضغوط، والوصول بهم إلى حالة الفعالیة فی مواجهتها (Walsh, Mulder& Tudor, 2013, 257).
ولذا تأتی الدراسة الحالیة فی هذا السیاق الذی یهدف إلى مساعدة أسر الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة على تحقیق المواجهة الفعالة للضغوط النفسیة المرتبطة بإعاقة أبنائهم، حیث تهدف الدراسة الحالیة إلى تحدید أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی ضوء مجموعة من المتغیرات المرتبطة بطبیعة الإعاقة وشدتها، وکذلک المرتبطة بالمستوى التعلیمی والاقتصادی للأسرة ذاتها.
المبحث الأول : مدخل إلى الدراسة
مشکلة الدراسة:
إن وجود طفل معاق فی أسرة ما یسبب لها مشکلات إضافة وعلاقات أسریة أکثر تعقیداً، وقد یکون له الأثر الکبیر فی إحداث تغیر فی تکیف الأسرة، وإیجاد خلل فی التنظیم النفسی الاجتماعی لأفرادها بغض النظر عن درجة تقبل الأسرة لهذا الطفل، ومن أبرز المشکلات التی تواجهها أسرة المعاقین بشکل عام: الأزمات الزوجیة، وزیادة العدوانیة، والاکتئاب، والشعور وبالذنب والقلق والتوتر، والصعوبات المادیة، والعزلة عن الناس (نبهان، 2014، 65).
ومع تعدد مصادر الضغوط التی تتعرض لها أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة، وتنوع تأثیراتها النفسیة والجسمیة والاجتماعیة والاقتصادیة على هذه الأسر، توصی العدید من الدراسات کما فی دراسة کل من: إبراهیم (2015)؛ ودیوکا (Duca, 2015)؛ والبسطامی (2013)؛ وکیم (Kim, 2013)؛ بـأهمیة دراسة الطرق والأسالیب التی تتبعها أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی التعامل مع الضغوط التی تواجهها.
کما تبین الدراسات ذات الصلة کما فی دراسة کل من: نبهان (2014)، وجوهر (2014) والبسطامی (2013) أن قدرة الوالدین على مواجهة الضغوط الناجمة عن إعاقة أبنائهم تختلف باختلاف خصائصهما، ومن أهم الخصائص المرتبطة بالأسرة: العلاقة بین الوالدین، والمستوى الاجتماعی والاقتصادی للأسرة، وخبراتهما ومستواهما التعلیمی، بینما من أهم الخصائص المرتبطة بالطفل: نوع الإعاقة وشدتها.
وعلى ضوء توصیات الدراسات السابقة- المذکورة آنفاً- فإن مشکلة الدراسة الحالیة تتحدد فی سعیها نحو تحدید أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة التی تتبعها أسر الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة فی ضوء مجموعة من المتغیرات الخاصة بالطفل والأسرة.
أسئلة الدراسة:
فی ضوء تحدید مشکلة الدراسة، فإن الدراسة الحالیة تسعى نحو الإجابة عن الأسئلة التالیة:
أهداف الدراسة:تسعى الدراسة الحالیة إلى تحقیق الأهداف التالیة:
أهمیة الدراسة:کتسب الدراسة الحالیة أهمیتها من مصدرین، وهما
الأهمیة النظریة : تکمن أهمیة الدراسة على المستوى النظری (العلمی) فی دراستها أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة، حیث یؤدی وجود طفل ذی احتیاجات خاصة داخل الأسرة إلى تأثر الأسرة سلباً بهذا الحدث، الأمر الذی ینعکس على حالة التوافق داخل الأسرة، وکذلک مستوى تواصلها مع البیئة الاجتماعیة المحیطة بها، ومن ثمَّ کانت الحاجة إلى الدراسة الحالیة لمعرفة أفضل الممارسات المعرفیة والسلوکیة التی یمکن أن تتبعها الأسر للتعامل مع الضغوط التی تواجهها المترتبة على وجود طفل ذی احتیاجات خاصة بداخلها.
الأهمیة التطبیقیة :
حدود الدراسة:تتحدد الدراسة الحالیة بمجموعة من المحددات، ومنها:
مصطلحات الدراسة:تتناول الدراسة مصطلحین وهما:
أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة:- یعرفها الشخص والسرطاوی (1998، 52-53) بأنها مجموعة الممارسات التی یستخدمها الوالدین فی مواجهة الضغوط النفسیة التی یتعرضون لها، وتشمل:
وتعرفها الباحثة إجرائیاً بأنها مجموعة الطرق والممارسات التی تبعها آباء وأمهات الأبناء ذوی الاحتیاجات الخاصة فی حل ما یواجههم من مشکلات بغرض خفض مستوى الضغوط النفسیة لدیهم، وتُقاس بالدرجة التی یحصل علیها المستجیب على المقیاس المستخدم لأغراض الدراسة.
الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة: یعرفون بأنهم "أولئک الأطفال الذین ینحرفون عن المستوی العادی أو المتوسط فی أحد الخصائص- أو فی جانب أو أکثر من جوانب الشخصیة- إلی الدرجة التی یتطلب تقدیم خدمات خاصة تختلف عما تُقدم إلی أقرانهم العادیین، وذلک بهدف مساعدتهم علی تحقیق أقصی ما یمکنهم بلوغه من النمو والتوافق (Tsiouli, Pavlopoulos, Alexopoulos, Chrousos& Darviri, 2014, 89) .
وتعرفهم الباحثة إجرائیاً بأنهم مجموعة الأطفال الذین لدیهم إعاقة واحدة من الإعاقات السمعیة أو البصریة أو العقلیة أو التوحد، وتم تشخیصهم وتصنیفهم وفق المعاییر التی تتبعها وزارة التعلیم فی فرز وتصنیف وتوزیع التلامیذ على برامج الدمج ومعاهد الأمل.
المبحث الثانی : الإطار النظری والدراسات السابقة
ویتناول هذا المحور الضغوط النفسیة من حیث: مفهومها، والنظریات المفسرة لها، وأنواعها، ومصادرها، وتأثیراتها النفسیة.
مفهوم الضغوط النفسیة:یمثل مصطلح "الضغوط النفسیة" مشکلة اصطلاحیة، حیث یعترض تعریفه العدید من المشکلات، التی أدت بدورها إلى صعوبة الوصول إلى تعریف متفق علیه، بحیث یظهر هذا التعریف النواحی الکمیة والکیفیة للضغوط، ولعل مرجع هذا الاختلاف یعزى إلى عدة أسباب أشار(فونتانا، 1994، 12؛ والرشیدی، 1999، 38)، ومنها ما یلی:
وفی ظل وجود هذه الأسباب، وجدت العدید من التعریفات التی تناولت مصطلح الضغوط، والمنطلقة من اتجاهات متباینة، وترى الباحثة أنه یمکن تصنیف تلک التعریفات فی ثلاثة اتجاهات، وهی:
الاتجاه الأول: والذی یرى أن الضغوط متغیر تابع یصف استجابة الفرد للبیئات المضایقة، أو المزعجة له.
وطبقاً لهذا الاتجاه یعرف سیلى Selye, (1993, 7) الضغط بأنه "استجابة فسیولوجیــة غیر محددة، یصدرها الکائن الحى لأى مطلب یواجهـه".
ومن تلک التعریفات یلاحظ أنها ترکز على وصف الاستجابة بأنها فسیولوجیة مرتبطة بالجانب البیولوجی للفرد أکثر من ارتباطها بالجانب النفسی، بمعنى أن تلک الاستجابة لا تعتمد على طبیعة الضاغط وإن کانت ناشئة عن وجودة.
الاتجاه الثانی: ویرى أن الضغوط متغیر مستقل یصف المثیرات التی یتعرض لها الفرد فی البیئة المحیطة به.
ویذکر عبد المعطى (1998، 264) أن الضغوط یُنظر إلیها باعتبارها "مثیرات أو تغیرات فی البیئة الداخلیة أو الخارجیة، وفیها من الشدة والدوام ما یثقل القدرة التکیفیة للکائن الحى إلى الحد الأقصى، والتی فی ظروف معینة یمکن أن تؤدى إلى اختلال السلوک أو عدم التوافق الذى یؤدى– بدوره- إلى المرض".
وفی ضوء تلک التعریفات السابقة، یتبین أن تلک التعریفات لا تقتصر على تحدید ماهیة الضغوط، بل یشیر أغلبها إلى نواتج تلک الضغوط، کما یرى مؤیدو هذا الاتجاه أن العوامل قد تکون داخلیة نابعة من الفرد ذاته، أو خارجیة صادرة من البیئة المحیطة بهذا الفرد.
الاتجاه الثالث: ینظر إلى الضغط على أنه متغیر وسیط بین المثیر والاستجابة.
حیث یُدرس الضغط من خلال العلاقة القائمة بین الفرد والبیئة التی تتعدى الحدود المادیة لتشمل کافة الظروف الخارجیة والداخلیة للشخص.
ومن هذا المنطلق یعرف الضغط بأنه مجموعة التغیرات الداخلیة أو خارجیة المنشأ التی تمثل ضیقاً أو ضرراً، أو تهدیداً للشخص، مما یؤدى إلى اضطراب حالته النفسیة، وتستثیر لدیه الحاجة إلى استخدام أسالیب المواجهة للتعامل معها (أحمد، 2008، 155).
ویرتکز هذا الاتجاه على قاعدة نظریة مستمدة من "النظریة الإدراکیة التفاعلیة" فی الضغوط للازاروس، الذى یرى أن مصطلح الضغوط النفسیة، یجمع بین المثیرات التی یتعرض لها الفرد مضافاً إلیها الاستجابة المترتبة علیها، بجانب وجود عوامل أخرى کتقدیر الفرد لمستوى الخطر الذى یتعرض له (عملیة الإدراک)، وأسالیب التکیف مع هذا المستوى، والدفاعات التی یلجأ إلیها الفرد لمواجهته (Lazarus, 1991. 111).
وتشیر مجمل الدراسات التی تناولت تعریف الضغط فی ضوء هذا الاتجاه، بأنه فی حقیقته "موقف تفوق فیه الحاجات (المطالب) البیئیة، القدرة التکیفیة للکائن الحى فتحدث لدیه تغیرات نفسیة وبیولوجیة تجعله عرضه للاضطراب" (Nelson, 2011, 10).
ومن العرض السابق لاتجاهات البحوث- فیما یتعلق بتعریف الضغوط– یمکن القول بأن الضغوط النفسیة یمکن تعریفها بأنها: أی حدث أو موقف خارجی یحمل متطلبات نفسیة وفسیولوجیة لدى الفرد وتنتج عنه استجابة تکیفیة، تتوسطها الخصائص الفردیة أو العملیات النفسیة التی یقوم بها ذلک الفرد.
أنواع الضغوط النفسیة:
میّز سیلى Selye, (1993, 11) بین نوعین من الضغوط وهما الضغوط الجیدة Euro stress أو الضغوط المثیرة للمشقة distressوالضغوط الجیدة هی التی تنشأ نتیجة مرور الفرد بخبرات أو مواقف یشعر من خلالها بمشاعر إیجابیة مثل: خبرات الإنجاز، النجاح والفوز، وهذا النوع من الضغوط یمد الفرد بالفاعلیة التی یقابل بها التحدیات التی تواجهه فی حیاته ، ویمکن أن نطلق على هذا النوع من الضغوط بضغوط الکسب أو الفوز، أما النوع الآخر من الضغوط المثیرة للمشقة، والتی تحدث نتیجة مرور الفرد بخبرات الإحباط والفشل والإحساس بفقدان الشعور بالأمن والکفایة، والعجز والیأس والقنوط .
کذلک أشار کیلی killy (فی: الهاشمی، 2016، 35) إلى نوعین من الضغوط هما: الضغوط الإیجابیة والضغوط السلبیة، حیث إنه کان وما زال ینظر للضغوط على أنها تمثل حوادث سیئة ولکن من الممکن أن تکون الضغوط نافعة ومفیدة للفرد بشرط أن تکون معتدلة حیث تعمل على تحفیز الفرد للعمل والإنتاج، کما هو الأمر بالنسبة للنجاحات التی یحققها الکثیر من الإفراد فی مجالات الحیاة العدیدة کالدراسة والتجارة أو الریاضة وغیرها من المجالات، حیث إن الرغبة فی تحقیق النجاح نوعًا من الضغوط تدفع الفرد لتحقیق أفضل النتائج، غیر أن هذه الضغوط إذا ما تجاوزت درجة معینة تکون ضغوطًا هدامة وضارة.
کما قام مورMoor (فی: الغامدی، 2016، 37) بوضع نموذج میّز فیه بین ثلاثة أنواع من الضغوط:
فیما أشار کرایک Craig,( 2016, 124) إلى وجود نوعین من الضغوط وهی الضغوط الموجبة، وعرفها بأن لها متطلبات خاصة توضع على الفرد، وتسبب له توترًا ولا تؤثر فی وظائفه الجسمیة تأثیرًا مضادًا بعکس الضغوط السالبة التی تسبب التوتر للفرد وتؤثر فی وظائفه الجسمیة تأثیراً مضاداً.
کما أشار الغامدی (2016، 6) إلى أن الباحثین فی مجال الضغوط یمیزون بین ثلاثة أنواع رئیسة، وهی:
النظریات المفسرة للضغوط النفسیة:
ویرى سیلی أن الضغط متغیر غیر مستقل، وهو استجابة لعامل ضاغط، یمیز الشخص ویصفه على أساس استجابته للبیئة الضاغطة، وأن هناک استجابة أو أنماط معینة من الاستجابات یمکن الاستدلال منها على أن الشخص یقع تحت تأثیر موقف ضاغط، وتعتبر هذه الاستجابة ضغطا ، کما یعتبر حدوثها مصحوبا بأعراض تمثل بالفعل حدوث ضغط، ویعتقد سیلی أن ردود فعل الفرد للأحداث الضاغطة تتبع نمطاً متسعاً أطلق علیه جملة أعراض التکیف العام الذی یتکون من ثلاث مراحل هی أوردها الهلالی (2009، 42) على النحو التالی:
یتفق هولمز وراه مع سیلی على أن الضغوط النفسیة یمکن أن یکون لها تأثیرات بدنیة، غیر أنهما وزملائهما قد رکزا على ضغوط أحداث الحیاة وقاموا بدراستها دراسة علمیة، فشرعوا فی تحدید أحداث الحیاة التی یمکن أن تسبب ردود أفعال ضاغطة، وتشیر النظریة إلى أن ردود الفعل للضغوط یمکن أن تکون إیجابیة أو سلبیة ، وتتضمن أی جانب من حیاة الفرد- بما فی ذلک الأسرة والمهنة- أحداث تتنوع فی مقدرتهما على إنتاج الضغوط، وتأثیر هذه الأحداث یکون جمیعا، والحجم الکلی للتأثیر یحدد مقدار العمل الذی یجب على الفرد القیام به من أجل المواجهة (عبد المعطی، 2006، 268).
تُسمى نظریة الإدراک الکلی للموقف، وتقوم هذه النظریة على نظریة الدافع، ومن أوائل العلماء الذین صاغوها العالم سبیلبرجر، ویشیر إلى أن الدافع یلعب دوراً مهماً فی إدراک الفرد للضغط النفسی؛ لذا نجد أن الموقف الواحد یختلف إدراکه من شخص لآخر، ویهتم سبیلبرجر فی نظریته بتحدید طبیعة الظروف البیئیة المحیطة والتی تکون ضاغطة، ویمیز بین حالات القلق الناتجة عنها، ویحدد العلاقة بینها وبین میکانزمات الدفاع التی تساعد على تجنب تلک النواحی الضاغطة (فاید، 2006، 43).
یشیر مفهوم العجز المکتسب إلى تکرار تعرض الفرد للضغوط إذا تزامن مع اعتقاده بأنه لا یستطیع التحکم فی المواقف الضاغطة أو مواجهتها؛ فإن هذا من شأنه أن یجعل الفرد یشعر بالعجز وعدم القیمة مما ینعکس على مبالغته فی تقییمه للأحداث والمواقف التی یمر بها ویشعر بالتهدید فیها وفی نفس الوقت یشعر بعدم قدرته على مواجهتها (الحموری، 2015، 288).
کما ترى نظریة العجز المتعلم أن ردود الفعل التی تصدر عن الفرد هی ردود متعلمة یتعلمها الفرد من خبراته السابقة، فأی موقف جدید یصبح عاجزا أمامه لیس لدیه القدرة على ضبط الأحداث أو التنبؤ بها ویؤدی ذلک إلى تعلم العجز والاستسلام ، کما یؤدی إلى ضعف الدافعیة وإلى توقف الفرد عن إصدار استجابات توافقیة، وتأخذ ردود الأفعال صوراً من الانسحاب والیأس والاکتئاب، ویدرک الفرد العالم الخارجی على أنه مصدر للتهدید وأنه لا یمکن ضبطه أو التنبؤ به (شتات، 2008، 12).
یعتبر العالم الفسیولوجی کانون من أوائل الذین استخدموا عبارة الضغط، وعرفه برد الفعل فی حالة الطوارئ وکشف فی دراسته مصادر الضغط الانفعالیة کالألم والخوف والغضب تسبب تغیرا فی الوظائف الفسیولوجیة للکائن الحی، ویرجع لإفرازات عدد من الهرمونات أبرزها الأدرنالین والذی بدوره یهیئ الجسم لمواجهة المواقف الطارئة ، حیث یرى أن تلک الاستجابة تجعل الکائن الحی إما أن یواجه الموقف ویتصدى له، أو یتجنبه ویهرب (عسکر، 2003، 26).
وتتبنى الدراسة الحالیة وجهة نظر سیلی فی تفسیره للضغوط النفسیة، حیث تهتم هذه النظریة بدراسة التغیرات الفسیولوجیة التی تعترى الجسم عندما یقع تحت تأثیر الضغوط، وهو ما یکشف عن خطورة تعرض الفرد للضغوط، حیث تجمع حینئذ ما بین التأثیرات النفسیة والفسیولوجیة، وهو ما یهدد قدرة الفرد على تحقیق التوافق مع أحداث الحیاة التی یمر بها، بینما ترى الباحثة أن باقی النظریة- التی قدمت تفسیرات للضغوط النفسیة- سعت إلى تحدید مصادر الضغوط ولیست الآلیات التی تحدث الضغوط من خلالها تأثیراتها السلبیة على الفرد.
مصادر الضغوط النفسیة:
یعرف بنز Beniz (فی: عبد الرحمن، 2015، 45) مصادر الضغوط على أنها "المواقف أو الظروف الداخلیة والخارجیة التی تسبب للفرد الشعور بالتوتر والضیق وعدم الارتیاح بناء على التقییم الذاتی للفرد، أو أنها المواقف أو الظروف التی یدرکها الفرد على أنها تمثل خطرا على جسده وعلى نفسه أو تهدیداً لکیانه".
فیما یورد بورمس وماتین Burns& Machin,( 2013, 325) اتفاق العدید ممن الباحثین على أن مصادر الضغوط تتحدد بشکل أساسی فی مصدرین وهما:
هذا بالإضافة إلى العدید من التصنیفات التی هدفت إلى تحدید نوعیة ومصادر الضغوط التی یتعرض لها الطلاب فی مراحل دراساتهم المختلفة، انطلاقاً من وجود اقتناع تام بأن الضغوط النفسیة واقعة لا محالة سواء بالنسبة للکبار أو الصغار إلى الدرجة التی یمکن معها القول بأنها تعد بمثابة مقدمه أساسیة لفهم سلوک الفرد المتعلم (إبراهیم، 2001، 2).
تأثیرات الضغـوط النفسیــة:
تمثل دراسة التأثیرات الصحیة والنفسیة الناجمة عن الضغوط النفسیة العامل الأهم فی تفسیر زیادة الاهتمام بدراسة الضغوط النفسیة، حیث وجدت العدید من الدلائل التی تؤکد العلاقة بین الضغوط والأعراض المرضیة، والتی تمثل ما یطلق علیه الباحثون المدخل السیکوسوماتى Psychosomatic، فالعملیات الفسیولوجیة تتأثر بشکل مباشر أو غیر مباشر بالمثیرات النفسیة، إذ أن الکائن الإنسانی هو وحدة تتضمن أجزاء تتصل فیما بینها (عبد الفتاح ومحمود، 2002، 418).
ففی مجال دراسة التأثیرات النفسیة للضغوط، تؤکد العدید من الدراسات على وجود علاقة بین الإصابة بالأمراض النفسیة والتعرض للضغوط، ومن تلک وهذه الدراسات: (Nygren, Ludvigsson, Carstensen& Frostell, 2013; Yendork& Somhlaba, 2014; Craig, 2016)؛ والتی تشیر فی مجملها إلى وجود طائفة کبرى من الأمراض والأعراض النفسیة التی تلعب الضغوط دوراً أساسیاً فی إحداثها وتطور آثارها.
أما فی مجال دراسة التأثیرات الفسیولوجیة للضغوط ، فتؤکد الدراسات على وجود تأثیرات قویة للضغوط على نظام المناعة فی الجسم مما یؤدى إلى الإصابة بالأمراض العضویة، ومن تلک الدراسات: (المشعان، 2000؛.(Sundin, Shonin, Van Gordon& Horgan, 2011 ;Chichisters& Garfinkel, 2005).
ومع وجود کم کبیر من الأمراض والمشکلات النفسیة والعضویة المرتبطة بالضغوط النفسیة، والتی کشفت عنها الدراسات فی هذا المجال، فإن الباحثة ترى أنه یمکن تقدیم صوره مجمله لتأثیرات الضغوط، من خلال تقسیمها إلى مجموعات من الأعراض التی تظهر فی جانب معین لدى الإنسان، على النحو التالی:
یُعد وجود طفل معاق فی الأسرة مسبباً للضغوط النفسیة لدى کل من الأم والأب وتبرز مشاعر الصراع والتشاحن إلى سطح الحیاة ویجعل من التعاملات الیومیة مجالاً واسعاً للمنازعات وتبادل الاتهامات وذلک لأن عجز الطفل المعاق یُضعف الأعمال ویقوی مشاعر الحزن والإحباط.
وبعض الحالات یصل الشعور بالضغط إلى أقصى حد وإلى أبعد مدى وهو الرفض التام والإنکار المطلق لوجود الطفل المعاق ولعل أخطر ما یترتب علیه رفض الوالدین للطفل المعاق وتُعمق شعورهم بالعجز وفقدان الأمل ومن ثم التصرف من منطلق اللا جدوى لعمل أی شیء، والوالدین الذین یرفضون طفلهم بسبب إعاقة هم فی الواقع یرفضون لسبب لا یملک طفلهم تغییره ولا ذنب له فی حدوثه (السید، 2007).
وقد أورد عصفور (2012، 24) بأن نظام الأسرة ودرجة الروابط بین أفرادها خاصة التوافق بین الزوجین ومستوى الأداء الأسری ومقدار الدعم الاجتماعی الذی یوفره أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة کلها عوامل تساعد على مواجهة الضغط النفسی المرتبط بوجود ابن ذی إعاقة فی الأسرة.
الخصائص العامة الممیزة للضغوط لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة:
وقد أورد الشامی (2014ـ 16) بعض من الخصائص العامة الممیزة للضغوط عند أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی النقاط التالیة:
1- الانتشار والعمومیة: هناک فروق فردیة بین الأفراد فی تعرضهم للضغوط النفسیة، فهناک أشخاص مؤهلین دون غیرهم ویکون لدیهم الاستعداد النفسی.
2- تنوع النشأة: تنشأ الضغوط من مثیرات سارة کما تنشأ من مثیرات مؤلمة.
3- المادیة: الضغوط النفسیة تأتی من تفاعلات عناصر حیاتیة، فنشأتها تکون من مثیرات تکمن فی طبیعة بیئة النظام الاجتماعی، کما أنها تنشأ من مثیرات حیویة بیولوجیة، ومثیرات نفسیة.
4- الضغوط دوافع إیجابیة عند حد معین: إن الفرد یتحرک تحت تأثیر الضغوط التی یتعرض لها، ویحاول التغلب علیها بقدراته واستعداداته، ولکنها عند حد معین تکون لازمة وضروریة لتنشیط الدوافع، والحاجات، وزیادة التفاعلات مع البیئة المحیطة، وتحقیق الهدف، وإشباع الحاجات.
5- الضغوط مؤشر للتکیف: حیث تمکن الضغوط من تشکیل تفاعلات سلوکیة، یظهر منها الفرد متکیف أو یُعانی من سوئ التکیف، أما إذا تضمنت المواقف الضاغطة مطالب فوق طاقة الشخص، فإن ذلک یؤدی إلى سوء التکیف والاضطراب.
6- ذات طبیعة وظیفیة: تحدث الضغوط نتیجة لفشل البناء الاجتماعی فی القیام بوظائفه، وعجزه وقصوره فی وسائل الضبط الاجتماعی، وینتج الإحساس بالضغوط أیضاَ کجانب وظیفی لعدم تکامل الشخصیة، واختلاف الدفعات والآلیات النفسیة والفسیولوجیة لدى الفرد، وعدم کفایة قدراته واستعداداته فی تحمل الضغوط.
7- ذات طبیعة دینامیکیة: الضغوط لیست استقراریه، فهی مجموعة من التأثیرات المترابطة، فهی عند حد معین قوة نحو غایة وهدف محدد، کما أن الضغوط تتأثر بعدة عوامل مثل: درجة الوعی الذاتی ومستواهم الاقتصادی، والطبقة التی ینتمی إلیها، والثقافة.
أسباب ضغوط أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة:
ویرى حنفی (2007، 58) أن ما یُعانیه أولیاء أمور ذوی الاحتیاجات الخاصة من ضغوط ترجع إلى ما یلی:
1- وجود طفل معاق تترتب علیه أعباء إضافیة على کاهل الأسرة وشیوع کثیر من المشکلات الأسریة وازدیاد الأعباء المالیة والعزلة، والإرهاق المزمن، والمشکلات الانفعالیة.
2- شعور الآباء بتدنی المساندة ومصادر الدعم من الأصدقاء والأقارب والمؤسسات الرسمیة ذات العلاقة بإعاقة طفلهم.
3- تعد العزلة الاجتماعیة من إحدى النتائج المترتبة على رعایة الطفل المعاق فقد یشعر الوالدان بالعزلة عن بقیة أفراد الأسرة الممتدة والأصدقاء والجیران الذین یبدون مخاوف أو مشاعر تنم عن عدم الراحة أو الخجل بوجود الإعاقة.
تأثیر الضغوط النفسیة على حیاة أسرة ذوی الاحتیاجات الخاصة:
أشارت الکثیر من الدراسات والبحوث إلى أن الضغوط النفسیة والاجتماعیة لها تأثیر على حیاة الفرد وأسرته (Kee, 2003, 127; Rogers, 2003, 21; Caspi, 2002, 380):
1- الضغوط لها تأثیر أکبر على حالة التعلق وتضییق المحیط الخارجی للفرد، حیث تُسبب الضغوط قصوراً فی الإدراک الحسی المفترض، وفی القدرة على التحمل من خلال رؤیة المحیط الخارجی الضیق لمواقف الحیاة الضاغطة بصرف النظر عن مستویات ضغط أحداث الحیاة الحقیقیة أو القدرة على التحمل.
2- ینتج عن الضغوط تأثیرات عصبیة بیولوجیة حیث أوضحت بعض الدراسات أن مسببات الضغوط فی مرحلة مبکرة من العمر تؤدی إلى اضطراب الغدد الصماء، کما أن الاستجابة السلوکیة للضغوط تتسم بالحساسیة المفرطة لعامل إفراز هرمون کورتیکوبین ونظم الإرسال العصبی فی الجهاز العصبی المرکزی، وتکرار مسببات الضغط هذه قد تلعب دوراً مهماً فی نشوء مرض الاکتئاب واضطرابات القلق والاضطرابات النفسیة الاجتماعیة.
3- إن أحداث الحیاة المسببة للضغوط والصدمة بین الأشخاص الذین یُعانون اضطرابات قبل اجتماعیة تُسبب فی ظهور استجابات فی صورة مشاعر متداخلة من الخوف أو العجز أو الذعر تعمل على إضافة تعقیدات للأشخاص الذین یُعانون من اضطرابات القلق الاجتماعی.
4- الضغوط الاجتماعیة ترتبط بالأشخاص أو الموضوعات فی مجالات التفاعل الفردی الاجتماعی والتی لها دلالات مباشرة تتعلق بمحاولات الفرد لإشباع متطلبات حاجته.
العوامل المحددة للضغوط النفسیة:
أوردت جبالی (2012، 67-68) العوامل المحددة للضغوط النفسیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة کما یلی:
الضغوط النفسیة الناتجة عن وجود طفل معاق فی الأسرة:
إن الاستجابات وردود الأفعال والمراحل النفسیة التی یمر بها والدا الطفل عند تلقیهما الخبر بولادة طفل ذی احتیاج خاص هی کما أوردتها خولة یحیى (2008، 73)
1- الصدمة: وتبدأ عندما یشک الأهل بوجود خلل ما فی تطور طفلهم، وتتعمق عند حصولهم على تشخیص لحالة طفلهم.
2- النکران: وتأتی هذه المرحلة بعد مرحلة الصدمة وهی رد فعل دفاعی یحدث تلقائیاً لدى والدی الطفل، ویظهر النکران بأشکال متعددة؛ حیث یبدأ الأهل بالتنقل بین الأطباء، أو أفراد فریق التأهیل بحثاً عن تشخیص آخر لطفلهم، ویصل النکران حده عند علم الأهل أن الطفل سیشفى بمعجزة ما.
3- الآلام النفسیة: وتتمثل هذه المرحلة بعدد من المشاعر منها الغضب وتأنیب الضمیر، والشعور بالذنب والحزن، وعلى الأخصائیین والعاملین مع الأسرة التنبؤ لوجود هذه المشاعر التی تکون أحیاناً متضاربة.
4- التوجه للخارج: تتمثل هذه المرحلة ببدایة تطلع الأسرة لما حولها من بدائل، وإمکانیات لمعالجة طفلها، ورعایته فی هذه المرحلة، تصبح الأسرة أکثر تقبلاً للواقع، فتقوم الأسرة بوضع الخطط التی تتماشى مع متطلبات الوضع.
5- احتواء الأزمة: تتمثل هذه المرحلة بتقبل إعاقة الطفل والتعامل مع الموضوع بلا خجل وشعور الأشرة بأنه على الرغم من الصعوبات والمشکلات التی ستواجه الطفل والأسرة، إلا أنها قادرة على البقاء والتحدی.
وهناک ضغوط خاصة فقط بآباء وأمهات الأطفال المعاقین لأنها نجمت عن حدوث الإعاقة حیث تتمثل الضغوط الشائعة لدى أسر المعاقین کما ذکر ذلک یحیاوی( 2015، 19) فیما یلی:
- الضغوط المرتبطة بمرحلة ولادة الطفل.
- ضغوط تلبیة احتیاجات الطفل المعاق والعنایة به.
- الضغوط المتعلقة بسلوک الطفل ومشکلاته النمائیة.
- عدم تقبل الآخرین للطفل المعاق.
ومن أهم النماذج للضغوط التی یتعرض لها والدا الطفل المعوق، ویکون لها تأثیر على حیاتهما، وتؤدی إلى تفاقم حدة التوترات داخل نطاق الأسرة، کما قد تؤدی إلى سوء التوافق کما یلی:
1- الضغوطالمالیة:یکلف الطفل المعوق الوالدین الکثیر، فالعنایة الطبیة والعملیات الجراحیة، والأدوات الخاصة، بالإضافة إلى الرعایة الیومیة، المواصلات والملابس، وکل ذلک یعمل على استنزاف موارد الأسرة المالیة، وتشکل عبئاً مالیاً علیهم، ولصعوبة توفیر الضمانات المالیة والمادیة فإن ذلک لا یسهل تعایش الوالدین وتکیفهما، وبالتالی فهم أکثر تعرضاً للمشکلات الاقتصادیة کلما بذلا جهداُ لسداد تکلفة الخدمات اللازمة (الخطیب والحسن، 2000، 4).
2- الضغوطالانفعالیة:إن وجود طفل معاق فی الأسرة یُساعد بلا شک على زیادة الضغوط الأسریة الانفعالیة بحیث نجد الأسرة تزداد همومها النفسیة لدرجة غیر محتملة تؤدی إلى لوم الذات والآخرین ویساعد ذلک على التشاؤم وتحطیم الثقة بالذات والآخرین وهذا یؤدی إلى عدم الاستقرار الانفعالی للأسرة ویظهر واضحاً عند الأمهات حیث نجد أن الکثیر منهن یکثرن من التردد على زیارة الأطباء لتوهم المرض (کوافحة ویوسف، 2007، 185).
3- الضغوطالمعرفیة (نقص المعلومات):تُعد قلة المعلومات بشأن طبیعة المشکلة التی یُعانی منها الطفل وأسبابها وکیفیة التعامل معها، والتفکیر المستمر فی مآلها أی إلى ما سوف تنتهی إلیه حالة الطفل، والبحث عن حلول لها من بین أهم الضغوط التی یعیش تحت وطأتها آباء وأسر الأطفال المعوقین، هذا إلى جانب عدم المعرفة بمصادر الخدمات المتاحة، وبرامج الرعایة العلاجیة والتعلیمیة والتدریبیة والتأهیلیة المتوفرة. إن الحاجة للمعلومات فی مقدمة الحاجات الأکثر أهمیة من وجهة نظر آباء الأطفال المعوقین وأمهاتهم، وذلک یرجع إلى سببین هما (الببلاوی، 2004ب، 55-65):
الأول: افتقار البیئة العربیة للکتابات المرشدة لوالدی الطفل المعوق.
الثانی: محدودیة الخدمات التی تقدمها المؤسسات والمراکز ذات العلاقة فی تزوید أولیاء الأمور بالمعلومات من خلال الدورات والندوات وغیر ذلک من أسالیب التی تکشف عن طرق التعامل مع سلوک الطفل وکیفیة تعدیله وطرق حل المشکلات المتعلقة بالطفل والأسالیب التی من شأنها أن تنمی قدراته المحدودة وما یجب أن یتوقعاه من الطفل فی المستقبل.
حاجات أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة:
والحاجة هی الرغبة فی الحصول على خدمات، أو هی الأهداف التی ینبغی تحقیقها من وجهة نظر الأسرة، ومن هذه الحاجات (عبد العزیز، 2012، 803):
1- الحاجات المعرفیة:
وتتمثل فی الحاجة إلى معلومات عن طبیعة إعاقة الابن المعاق، وخصائصهن والضغوط التی ستتعرض لها الأسرة بوجود أحد أفرادها یُعانی من إعاقة، وکذلک الحاجة إلى معرفة الفرص المستقبلیة لتعلیم وتدریب وتشغیل المعاق على المهن المناسبة، وکذلک التدخل الطبی المناسب.
2- الحاجات المادیة:
تتمثل الحاجات المادیة لأسر الأطفال ذوی الإعاقة فی الحاجة إلى الدعم المالی لتأمین المستلزمات الأساسیة للمعاق کالرعایة الصحیة، وتأمین المواصلات، والخدمات المساندة الإضافیة کالتدریب النطقی، والتدریب المهنی، وتوفیر وسائل تعلیمیة وترفیهیة للابن المعاق.
3- الحاجات النفسیة والاجتماعیة:
تتمثل الحاجات النفسیة والاجتماعیة فی الحاجة إلى الدعم المعنوی من الأقارب والأصدقاء والمجتمع بشکل عام لتخفیف الضغوط النفسیة التی تتعرض لها أسرة الطفل المعاق، والحاجة إلى وجو برامج إرشادیة متخصصة فی الدعم الأسرین والحاجة إلى تفعیل برامج موجهة عبر الوسائل الإعلامیة لتوعیة المجتمع بفئة المعاقین وأسرهم، وتوفیر أماکن للترفیه والأنشطة الریاضیة للمعاقین.
ووصف دایسیون Dyson (فی: الصفران، 2011، 36) بعض الأسالیب التی یُمکن أن تستخدمها أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة لمساعدتها على التکیف، وتتضمن:
- البحث عن المعلومات المتعلقة بإعاقة الطفل والخدمات المتاحة له.
- الانضمام إلى مجموعات أسریة أخرى لدیها أطفال معاقون.
- قراءة کتب تتعلق بمشکلة الطفل المعاق.
- البحث عن الخدمات والدعم.
مفهوم التعامل مع الضغوط النفسیة (المواجهة):
یورد عبد المعطی (2006، 261) تعریف سلوک المواجهة بأنه "الفعل الذی یمکن المرء من أن یتوافق مع الظروف البیئیة، وهو السلوک الفاعل أو الإجرائی فهو فعل فیه یتفاعل الفرد مع البیئة لغرض تحصیل شیء ما".
وهی أیضاً تعنی مجموعة من السیاسات والمبادئ والإجراءات التی یستخدمها الفرد فی حل مشکلة ما أو هی الاستجابات التی یُظهرها الفرد نحو موقف ما وتکون له آثار مؤلمة (مقداد وخلیفة، 2012، 181).
نموذج تفسیر أسالیب مواجهة الضغوط:
سعت العدید من الدراسات نحو دراسة الکیفیة التی تتم من خلالها عملیة مواجهة الضغوط، والآلیة التی تحدث من خلالها الجهود المبذولة للتعامل مع الضغوط وآثارها، ویعرض الباحث– فی هذا الإطار– واحداً لأشهر النماذج النظریة التی حاولت تقدیم تفسیر لعملیة المواجهة والآلیة التی تحدث من خلالها، وهو نموذج الضغوط وعملیات المواجهة لموس وشیفر Moos & Schafer Model of stress and Coping process (1993, 234- 257).
حیث یعد هذا النموذج من أشمل النماذج التی توضح المحددات الأساسیة التی تؤثر فی استجابات الفرد للضغوط (القرشی، 1993، 83) .
حیث قدم الباحثان هذا النموذج اعتماداً على نظریة الأزمة Crisis Theory؛ والتی تهدف نظریة الأزمة إلى تفسیر الکیفیة التی یعمل من خلالها الأفراد فیما یتعلق بإدارة تحولات الحیاة الضاغطة، والتعامل مع أزماتها، والتحکم فیها من خلال دراسة أربع مداخل متفاعلة فیما بینها، وهی:
وقد قام الباحثان بتقدیم هذا النموذج التصوری بهدف تحقیق فهم أعمق وأکثر وضوحاً لمفهوم المواجهة.
ویقوم هذا النموذج على ثلاث مراحل متفاعلة فیما بینها، مع إمکانیة تقدیم تغذیة راجعة متبادلة فی کل مرحلة:
المرحلة الأولى: وتشمل على ثلاث مجموعات من العوامل المتفاعلة، والتی تعمل معاً على تحدید نمط الاستجابة:
أ- مصدر الحدث، وهل یرجع إلى ظروف طبیعیة کالزلازل، أم إلى عوامل بیولوجیة کالمرض.
ب- احتمال توقع الفرد للحدث أو فجائیته.
ج- مدة وقوع الحدث.
د- مدى تعرض الفرد لأخطار الحدث.
ه- إمکانیة مواجهة الحدث و التحکم فی آثاره.
المرحلة الثانیة: تمثل تلک المرحلة ما یمکن تسمیته بـمرحلة العملیات، فبعد تعرض الفرد للموقف الضاغط، والمرور به یشرع فی إدراک الأزمة وتحدید الأسلوب الأمثل فی مواجهتها من خلال حشد الطاقات المعرفیة والوجدانیة والنـزوعیة، وإحداث التهیئة النفسیة لمواجهة متطلبات الموقف والتکیف معه، وتنطوی تلک المرحلة على عملیتین رئیستین:
المرحلة الثالثة: تعبر تلک المرحلة عن محصلة التفاعل الحادث بین جمیع العناصر السابقة، ومنها تتضح آثار الموقف ونتائجه على الفرد، حیث یظهر مدى التوافق أو التکیف الذى حققه الفرد فی مواجهة الموقف، والذى قد یأخذ شکلاً سویاً لیدل على إمکانیة استفادة الفرد بالخبرات التی مر بها فی حیاته، أو یأخذ شکلاً غیر سوى یظهر فی صورة أعراض واضطرابات مرضیة تؤثر فی صحة الفرد النفسیة والجسمیة.
وترى الباحثة أن هذا النموذج یقدم تفسیراً متکاملاً لعملیة المواجهة، حیث یرکز النموذج على تفاعل عوامل ثلاث: الفرد، والبیئة، والحدث والتی تعمل على تشکیل التقییم المعرفی للموقف واختـیار أنسب أسالیب مواجهته.
العواملالمؤثرةفیاستراتیجیاتمواجهةالضغوط:
یرى کل من دعو وشنوفی (2013، 64) أن أسالیب مواجهة الضغوط لدى الأفراد تختلف باختلاف متغیرات الشخصیة والمتغیرات الدیموغرافیة وکذلک باختلاف طبیعة الموقف الضاغط واختلاف البناء المعرفی لدى الفرد وکیفیة تفسیره لهذه المواقف الضاغطة، فاستراتیجیات المواجهة تختلف من فرد لآخر وکذلک استراتیجیات المواجهة لدى نفس الفرد یمکن أن تکون فعالة فی موقف معین ولا تکون فعالة فی موقف آخر أو زمن آخر.
وهناکعواملعدةتؤثرفیاستراتیجیاتالمواجهة وهی تتضمن:
1- المتغیرات الشخصیة: من المتغیرات الشخصیة التی لها دور فعال فی تحدید واختیار استراتیجیات المواجهة التی یستخدمها الفرد إزاء المواقف الضاغطة ما أورده عبد العظیم (2006، 124-130) على النحو التالی:
أ- مرکز التحکم: یُشیر هذا المفهوم إلى کیفیة إدراک الفرد لمواجهات الأحداث فی حیاته أو إدراکه لعوامل الضبط والسیطرة فی بیئته.
ب- تقدیر الذات: یؤثر تقدیر الذات على الصحة النفسیة للفرد وعلى مستوى الإنجاز والتوافق مع مطالب البیئة والتوافق النفسی وکلما ارتفع تقدیر الذات عند الفرد انخفض الاکتئاب والقلق والشعور بالضغط.
ج- نمط الشخصیة: لا یستجیب الأفراد للأحداث الضاغطة بطریقة واحدة بل یختلفون فی استجاباتهم لنمط الشخصیة، فالأشخاص ذوی الحساسیة للتحدی القادم من البیئة هم أکثر حساسیة وشعوراً بالضغط وسریعو التأثر بمسببات الضغوط ویستعملون أسالیب مواجهة أقل فعالیة.
2- العوامل الموقفیة: تتعلق بالموقف أو الحدث الضاغط فی حد ذاته:
أ- طبیعة الموقف وخصائصه:الأحداث والمواقف الضاغطة التی تتسم بدرجة من الشدة تؤدی إلى ظهور انفعالات سلبیة مثل الخوف، والقلق وهذه الانفعالات تتعارض مع قدرة الفرد على حل المشکلة، کما أن المواقف الضاغطة التی تمثل تحدی للفرد تستثیر لدیه أسالیب مواجهة تختلف عن الأحداث التی تتسم بالتهدید والفقد (الهلال، 2000، 130).
ب- المساندة الاجتماعیة: تتوقف المساندة الاجتماعیة على مدى اعتقاد الفرد فی کفاءة الآخرین ومدى عمق العلاقة بین الفرد والمحیطین به ، والمهمین فی حیاته کما أن المستوى المرتفع من المساندة سواء من الأسرة والأصدقاء یرتبط باستراتیجیات مواجهة فعالة، وکلما کان مستوى المساندة الاجتماعیة منخفضا کلما کانت استراتیجیات المواجهة غیر فعالة (عبد العظیم، 2006، 135).
3- المتغیراتالدیموغرافیة وتتمثل فی:
أ- العمرالزمنیوالفروقبینالجنسین: یؤثر العمر الزمنی فی أسالیب المواجهة للأحداث الضاغطة، ویُشیر معظم الباحثین إلى أن استراتیجیات المواجهة التی یستخدمها الفرد فی التعامل مع الأحداث الضاغطة تتغیر مع تقدم العمر، وأن هذه الاستراتیجیات المستخدمة تختلف باختلاف الأعمار الزمنیة وکذلک باختلاف النوع الاجتماعی (دعو وشنوفی، 2013، 63).
ب- المستوىالاقتصادی: یختلف سلوک المواجهة باختلاف المستوى الاقتصادی والثقافی، فالأفراد تختلف استجابتهم للضغط باختلاف ثقافاتهم، وهذا ما یجعلهم یستخدمون استراتیجیات مختلفة فی التعامل مع الأحداث الضاغطة (دعو وشنوفی، 2013، 64).
أنماط أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة:
یوجد وظیفتان أساسیتان أسالیب المواجهة وهی: تنظیم الانفعالات أو الأسى (التعامل المتمرکز حول الانفعالات) والثانیة هی: تناول المشکلة التی تسبب الأسى (التعامل المتمرکز حول المشکلة)، وقد أظهرت الدراسات أن کلا النوعین من التعامل یُستخدمان فی معظم المواجهات الضاغطة، وأن المساهمة النسبیة لکل منهما تختلف تبعاً للکیفیة التی تقدر بها المواجهة (عسکر، 2003، 109).
بینما تذکر وفاء عبد الجواد (1994، 34) أن أغلب الدراسات تتفق فیما بینها على أن المواجهة قد تبدو فی صورة أسالیب فعالة أو غیر فعالة، وفی حالة فاعلیتها تؤدى إلى اتزان الکائن الحى، وعند عدم فاعلیتها تؤدى إلى الإنهاک، ویتبع کلا النوعین المراحل التالیة:
مواجهة فعالة نشاط الکائن الحى مقامة الکائن الحى لمصدر الضغوط اتزان الکائن.
مواجهة غیر فعالة نشاط الکائن الحى مقاومة إنهاک موت الکائن .
وقدم کوهین Cohen, (1994, 34) مجموعة من الاستراتیجیات المعرفیة لمواجهة ضغوط الحیاة شملت:
ولقد سعت بعض البحوث إلى دراسة أسالیب وطرق وعملیات واستراتیجیات التعامل مع أو مواجهة المواقف الضاغطة، فقد أکد میکیلینسر Mikulincer (2008, 819) على أسلوبین من أسالیب مواجهة ضغوط أحداث الحیاة هما:
وفی إطار أکثر شمولیة، خلص موس وشیفر Moos & Schaefer ,( 1993, 241) من تحلیلهما لخمسة مقاییس تهدف إلى قیاس أسالیب المواجهة، إلى أن الباحثین یستخدمون واحداً من مدخلین نظریین لتصنیف أسالیب المواجهة، الأول یرکز على المواجهة المباشرة حیث یقتحم الفرد المشکلة باذلاً جهوداً فعالة نحو حلها، أو یسعى نحو تجنبها مع الترکیز على إدارة الانفعالات المرتبطة بها، والمدخل الثانی یرکز على طریقة المواجهة التی یوظفها الأفراد فی التعامل مع المشکلة عبر الجهود المعرفیة أو السلوکیة، ومن ثم فهناک أربعة أسالیب رئیسة للمواجهة هی:
وبناءً على هذا التقسیم، عمد الباحثان إلى استخلاص الأسالیب الفرعیة التی یتضمنها کل مقیاس من المقاییس الخمسة موضع التحلیل وقدما النتائج فی الصورة الجدولیة التالیة:
جدول (2) مجمل أسالیب المواجهة المتضمنة فی التحلیل العاملی لخمسة مقاییس
الأسلوب المقیاس |
إقـــــــدام |
إحجــــــام |
||
معرفی |
سلوکی |
معرفی |
سلوکی |
|
اختیار استجابـات المواجهة ( CRI) |
التحلیل المنطقی إعادة التقییم الإیجابی |
طلب الإرشاد حل المشکلة |
التجنب المعرفی القبول المزعن |
طلب مکافأت بدیلـة التنفیس الاجتماعی |
مقیاس طـــرق المواجهة(WOC) |
تحمل المسئولیة إعادة التقییم الإیجابی التحکم الذاتی |
طلب المساندة حل المشکلة التصدی |
الإبعاد ــ ــ |
التجنب الهروبی ــ ــ |
اختیار مــواقف الحیاة ( LSI ) |
ــ |
حل المشکلة |
الاستسلام |
التجنب |
مقیاس أبعاد المواجهة المتعددة ( MCI ) |
ــ |
طلب المساندة |
الانفصال |
ــ |
مقیاس مواجهة المواقف الضاغطة (CISS) |
المواجهة والتخطیط ــ |
التوجه نحو المهمة |
القبول التوجه نحو التجنب |
التوجه نحو الانفعال ــ |
(In: Moos & Schaefer , 1993, 244)
وفیما یتعلق بأسالیب مواجهة ضغوط أحداث الحیاة السائدة فی البیئة العربیة یحدد عبد المعطی (2006، 266) سبعة أسالیب لمواجهة أحداث الحیاة على النحو التالی:
وفیما یتعلق بشروط المواجهة الفعالة للضغوط، فإن هناک مجموعة من الشروط اللازم توافرها حتى یتسنى المواجهة الفعالة للضغوط المختلفة والتکیف معها، وتتمثل أهم هذه الشروط فی:
وترى الباحثة أن أساس نجاح المواجهة ینبغی أن تشتمل على الثقة بالنفس، وکفاءة الذات المرتبطة بشعور الفرد بالسعادة، وذاتیة النجاح، والأمن المرتبط بالعلاقات الإیجابیة مع الآخرین، والشعور بالمساندة، بالإضافة إلى التحکم الداخلی، والاستقلال الذاتی، والقدرة على المواجهة .
ثانیاً: الدراسات السابقة:
فی ضوء اهتمام الدراسة الحالیة بتناول أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة التی تتبعها أسر الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة، فإنه یمکن تناول عدد من الدراسات ذات الصلة، ومنها:
حیث هدفت دراسة المومنی (2016) إلى الکشف عن قدرة مستوى الطموح بالتنبؤ بالضغوط النفسیة لدى أسر طلبة الثانویة العامة المعاقین سمعیاً فی مدینة إربد بالأردن، ولتحقیق أهداف الدراسة، طور مقیاسان وعدلا لقیاس کل من مستوى الطموح والضغط النفسی. وقد شارک فی الدراسة (460) أسرة (أما وأبا) لطلبة الصف الثانی الثانوی المعاقین سمعیاً بجمیع فروعه فی معاهد الأمل بمدینة إربد، اختیروا بالطریقة العشوائیة العنقودیة. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن: مستوى طموح أسر طلبة الثانویة العامة جاء بدرجة مرتفعة على الأداة ککل، وعلى أبعادها، وجاء الضغط النفسی بمستوى متوسط على الأداة ککل، وعلى أبعادها، باستثناء البعد الجسمی، فقد جاء بمستوى ضغط نفسی منخفض، فی حین أظهرت التحلیلات أن متغیرات، مستوى دخل الأسرة، والجنس، والمستوى التعلیمی (للوالدین) جاءت متنبئة بدلالة إحصائیة.
وکذلک دراسة إبراهیم (2015) والتی هدفت إلى التعرف على ترتیب أنواع الضغوط النفسیة، وأسالیب مواجهتها لدى آباء أمهات الأطفال المعاقین حسیاً (سمعیاً- بصریاً)، وتکونت عینة الدراسة من (200) من آباء وأمهات الأطفال المعاقین جسمیاً، وأسفر التحلیل الاحصائی للبیانات عن مجموعة من النتائج ومنها: وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المستوى التعلیمی (المرتفع- المتوسط- المنخفض) لآباء وأمهات الأطفال المعاقین جسمیاً فی أسالیب المُواجهة الإیجابیة للضغوط، وذلک فی اتجاه المستوى التعلیمی المرتفع، وفی أسالیب المُواجهة السلبیة للضغوط، وذلک فی اتجاه المستوى التعلیمی المنخفض، کما توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات آباء وأمهات الأطفال المعاقین فی أسالیب مُواجهة الضغوط الإیجابیة فی اتجاه أمهات الأطفال المعاقین جسمیاً، کذلک توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات آباء وأمهات الأطفال المعاقین فی أسالیب مُواجهة الضغوط السلبیة فی اتجاه آباء الأطفال المعاقین جسمیاً.
فیما هدفت دراسة صباح ومنصوری (2013) إلى معرفة علاقة الضغوط النفسیة لدى أسر المعاقین بالعلاقات الأسریة، وذلک انطلاقا من الفرضیة التالیة: توجد علاقة ارتباطیه دالة إحصائیا بین الضغوط النفسیة والعلاقات الأسریة لدى أسر المعاقین، کما توجد علاقة ارتباطیه دالة إحصائیا بین الضغوط النفسیة لدى أسر المعاقین والعلاقات بین الوالدین، العلاقات بین الإخوة، العلاقات بین الآباء والأبناء. استخدمت الباحثان المنهج الوصفی، وقد تم إجراء الدراسة على عینة متکونة من 121 أسرة لأطفال معاقین ملتحقین بمراکز المعاقین على مستوى ولایتی وهران وشلف، تم اختیارهم بطریقة عشوائیة، واعتمدت على أداتین للقیاس هما: مقیاس الضغوط النفسیة لدى أسر المعاقین من إعداد زیدان أحمد السرطاوی وعبد العزیز الشخص، واستبیان للعلاقات الأسریة لدى أسر المعاقین من إعداد الباحثان، وقد تم التحقق من صدق الأداتین وثباتهما وأشار معامل الصدق والثبات إلى مناسبة الأداتین لما وضعت لقیاسه، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة بین الضغوط النفسیة والعلاقات الأسریة، ووجود علاقة ارتباطیه دالة إحصائیا بین الضغوط النفسیة لدى أسر المعاقین والعلاقات بین الوالدین، العلاقات بین الإخوة، العلاقات بین الآباء والأبناء.
تعقیب على الدراسات السابقة:
من خلال عرض الدراسات السابقة یمکن التعقیب على هذه الدراسات على النحو التالی:
(1) من حیث الهدف: تنوعت الأهداف التی سعت الدراسات السابقة إلى تحقیقها، فبعض هذه الدراسات استهدفت التعرف على الضغوط الدراسیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة کما فی دراسة مان فرید (Manfred, 2000) أو تأثیر الضغوط على هذه الأسر کما فی دراسة کنسون وآخرون Knussen, Tolson, Swan,Stott and Sullivan, 2004))، وبعضها استهدف تحدید العلاقة بین الضغوط التی تتعرض لها أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة وغیرها من المتغیرات مثل: مستوى الطموح (المومنی، 2016)، والعلاقات الأسریة (صباح ومنصوری، 2013)، فیما هدف بعضها الآخر إلى الکشف عن أسالیب تعامل أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة مع ما تتعرض له من ضغوط وذلک کما فی دراسة کل من: (إبراهیم، 2015؛ وجوهر، 2014؛ وسالم، 2014؛ ونبهان، 2014؛ والعریضة، 2008؛ (Paster, Brandwien& Walsh, 2010، فیما استهدفت دراسة جرینبرغ (Greenberg, 2000) تقدیم برنامج إرشادی لمساعدة الوالدین على التکیف مع حالة طفلهما لأصم لخفض الضغوط الواقعة علیهما.
(2) من حیث المنهج: اتبعت أغلب الدراسات السابقة المنهج الوصفی للوصول إلى أهدافها، بینما اتبعت دراسة جرینبرغ (Greenberg, 2000) المنهج التجریبی لتحقیق أهدافها.
(3) من حیث العینة: استهدفت الدراسات السابقة قیاس متغیراتها عبر تطبیق الأدوات الخاصة بها على عینات من أسر وأولیاء أمور ذوی الاحتیاجات الخاصة بصورة أساسیة کما فی دراسة کل من (المومنی، 2016؛ وإبراهیم، 2015؛ وجوهر، 2014؛ وصباح ومنصوری، 2013؛ وعبد الغنی، 2008؛ Knussen, et al., 2004)، بینما جمعت دراسة کل من (سالم، 2014؛ والعریضة، 2008؛ والخفش، 2001؛ Paster, et al., 2010) بین آباء الأطفال ذوی الاحتیاجات وآباء الأطفال العادیین.
(4) من حیث النتائج: تباینت النتائج التی توصلت إلیها الدراسات السابقة فیما یتعلق بأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة، حیث أظهرت نتائج دراسة إبراهیم (2015) تباین أسالیب المواجهة الإیجابیة والسلبیة بتباین بعض المتغیرات مثل: جنس الوالدین، والمستوى التعلیمی، ونوع الإعاقة، فیما کشفت نتائج دراسة جوهر (2014) عن وجود فروق فی أسالیب مواجهة الضغوط وفقاً للعمر، والدراسة الحالیة تسعى إلى الإفادة من نتائج الدراسات السابقة فی تحدید موقع نتائجها من بین هذه النتائج اتفاقاً واختلافاً.
جوانب تمیز الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة:
تتمیز الدراسة الحالیة عن مجمل الدراسات السابقة فی تناولها لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی ضوء مجموعة متنوعة من المتغیرات الدیموجرافیة والتی تشمل (نوع الإعاقة، ودرجة الإعاقة، وجنس أولیاء الأمور، ومستوى تعلیمهم، ومستواهم الاجتماعی الاقتصادی)، وهو الأمر الذی لم یدرس بهذا الشکل المتکامل فی أی من الدراسات السابقة التی تم عرضها، کما تتمیز الدراسة الحالیة فی مجتمعها المتمثل فی مجتمع منطقة الباحة بمؤسساته المختلفة المهتمة بذوی الاحتیاجات الخاصة سواء الأهلیة أو الحکومیة.
جوانب إفادة الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة:
أمکن للدراسة الحالیة الاستفادة من الدراسات السابقة فی إعداد الإطار النظری الخاص بها، وکذلک بناء الأداة المستخدمة فی قیاس متغیراتها، کذلک تفسیر نتائجها من حیث اتفاقها أو اختلافها مع نتائج الدراسات السابقة.
منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة الحالیة على استخدام المنهج الوصفی فی صورته المسحیة، حیث یُعد المنهج الأکثر مناسبةً لطبیعة الدراسة الحالیة الهادفة إلى الکشف عن أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة وفقاً لمجموعة من المتغیرات الدیموجرافیة.
مجتمع الدراسة:
تکون مجتمع الدراسة من جمیع أولیاء أمور الطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة فی مدارس الدمج بمنطقة الباحة وفی الجمعیات الأهلیة المعنیة بحالات ذوی الاحتیاجات الخاصة والبالغ عددهم (125) طالباً وطالبة، ومن ثمَّ بلغ إجمالی المجتمع المستهدف (250) أباً وأماً من أولیاء أمور وأسر الطلبة- بمراحل التعلیم المختلفة- ذوی الاحتیاجات الخاصة.
عینة الدراسة:
مع اتباع الدراسة للمنهج الوصفی، فقد تم اختیار عینة قصدیة مسحیة من أولیاء أمور الطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة بلغ قوامها (200) فرداً من أولیاء الأمور- وذلک بعد خصم عدد أفراد العینة الاستطلاعیة البالغ (50) أباً وأماً- حیث تم توزیع مقیاس (أسالیب التعامل ع الضغوط النفسیة) على هذا العدد، فیما تم استرداد استجابات (181) فرداً، وبفحص ما تم استرداده تبین عدم اکتمال استجابات (13) فرداً، ومن ثمَّ بلغت عینة الدراسة فی صورتها النهائیة (168) مستجیباً من أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة.
ویتبین أن عینة الدراسة تتوزع على متغیراتها توزعاً مناسباً یسمح باستخدام أسالیب إحصائیة معلمیة (بارامتری) فی معالجة البیانات الخاصة بها للوصول إلى إجابات عن الأسئلة التی تم طرحها، کما یتبین أن العینة الحالیة تمثل مجتمع الدراسة بنسبة 67.20%، وهی نسبة تمثیل مناسبة.
إجراءات الدراسة:
بعد الانتهاء من إعداد أداة الدراسة، بدأت الباحث فی تطبیقها وفقاً لمجموعة من الإجراءات؛ التی تم تصنیفها حسب ترتیب حدوثها إلى إجراءات ما قبل التطبیق, وإجراءات التطبیق .
الأسالیب الإحصائیة المستخدمة: قامت الباحثة باستخدام مجموعة الأسالیب الإحصائیة التالیة:
المبحث الثالث : نتائج الدراسة وتوصیاتها
نتیجة السؤال الأول: والذی نصه: "ما أبرز أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة؟".
وللإجابة عن هذا السؤال، تم حساب المتوسطات الموزونة والانحرافات المعیاریة لکل من أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة له، لاستجابات عینة الدراسة من آباء وأمهات الطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة (ن= 168)، ثم تقدیر المتوسط حسب معیار الحکم على متوسط الاستجابة على المقیاس؛ والذی سبقت الإشارة إلیه فی إجراءات الدراسة، وتبین ما یلی:
1) وجود درجة (مرتفعة) لمتوسط درجات أفراد (آباء وأمهات) أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على أسلوبی: التدین؛ والذی جاء فی الرتبة الأولى لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة بمتوسط حسابی قدره (3.86)، وحل المشکلات؛ والذی جاء فی الرتبة الثانیة بمتوسط قدره (3.42).
2) وجود درجة (متوسطة) لمتوسط درجات أفراد (آباء وأمهات) أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على ثلاثة أسالیب وهی: البناء المعرفی؛ والذی جاء فی الرتبة الثالثة لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة بمتوسط حسابی قدره (3.19)، والدعم الاجتماعی؛ والذی جاء فی الرتبة الرابعة بمتوسط قدره (2.98)، والاسترخاء؛ والذی جاء فی الرتبة الخامسة بمتوسط قدره (2.69).
3) وجود درجة (قلیلة) لمتوسط درجات أفراد (آباء وأمهات) أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على أسلوبین وهما: التمارین الریاضیة؛ والذی جاء فی الرتبة السادسة وقبل الأخیرة لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة بمتوسط حسابی قدره (1.69)، والتجنب والهروب والنکران؛ والذی جاء فی الرتبة السابعة والأخیرة بمتوسط قدره (1.52).
وهذا یعنى أن أفراد (آباء وأمهات) أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة یظهرون میلاً نحو التعامل مع الضغوط النفسیة التی یواجهونها بسبب وجود ابن أو ابنة من ذوی الاحتیاجات الخاصة من خلال توظیف أسالیب إیجابیة دون الأسالیب السلبیة.
نتیجة السؤال الثانی: والذی نصه: "هل توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05 ≥α) بین متوسطات استجابات أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة تبعاً للنوع (آباء- أمهات)؟".
وللإجابة عن هذا السؤال، تم تحلیل استجابات عینة الدراسة على مقیاس ذوی الاحتیاجات الخاصة باستخدام اختبار (ت) نظراً لتوزع عینة الدراسة وفقاً لمتغیر النوع الاجتماعی إلى مجموعتین مستقلتین، وهما: الآباء (ن= 103)، والأمهات (ن= 65).
وتبین عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.05 ≥ α)بین متوسطات استجابات عینة الدراسة من أفراد أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة، تُعزى لاختلافهم فی متغیر النوع الاجتماعی (آباء- أمهات)، حیث بلغت قیمة (ت) للدرجة الکلیة على مقیاس أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة (1.75) وهی قیمة غیر دالة إحصائیاً.
وتعزو الباحثة النتیجة الحالیة فی دلالتها على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات استجابات عینة الدراسة من أفراد أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة، تُعزى لاختلافهم فی متغیر النوع الاجتماعی (آباء- أمهات) إلى أن أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة- بجمیع أفرادها من آباء أو أمهات- أصبحت مستهدفة بحملات التوعیة والتثقیف المعرفی الهادفة إلى تبصیر الأسر بطبیعة الإعاقات وکیفیة التعامل مع أبنائها من ذوی الاحتیاجات الخاصة، والوصول بهم کما تشیر إلى ذلک حنان القحطانی (2015، 88) إلى مستویات تعلیمیة مناسبة وإکسابهم مهارات حیاتیة تمکنهم من تحقیق الاستقلالیة فی قضاء أمورهم البسیطة دون اعتماد على الغیر.
نتیجة السؤال الثالث: والذی نصه: "هل توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05 ≥α) بین متوسطات استجابات أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة تبعاً لنوع الإعاقة (سمعیة- بصریة- عقلیة- توحد) ؟".
للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار تحلیل التباین أحادی الاتجاه (ANOVA) لتحدید دلالة الفروق بین فئات متغیر (نوع الإعاقة)، نظراً لتضمن عینة الدراسة وفق هذا المتغیر على أربعة فئات وهی: الإعاقة السمعیة (ن= 47)، والإعاقة البصریة (ن= 39)، والإعاقة العقلیة (ن= 51)، وإعاقة التوحد (ن= 31).
وتبین عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی استجابات أفراد عینة الدراسة من أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على الدرجة الکلیة لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة وستة أسالیب من أسالیبه الفرعیة تُعزى لمتغیر (نوع الإعاقة)، بینما وجدت فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05 ≥ α) بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فی أسلوب (حل المشکلات).
وتعزو الباحثة هذه النتیجة إلى عوامل ومنها، أن صدمة وجود ابن معاق لدى الآباء متحققة لدیهم باختلاف نوعیة الإعاقة، ومن ثمَّ فإنهم یعمدون إلى التکیف مع هذا الواقع، والعمل على تحسین ممارستهم السلوکیة ومشاعرهم تجاه أبنائهم، وهو ما ینعکس إیجاباً على أسالیبهم فی التعامل مع الضغوط النفسیة الناجمة عن إعاقة الابن أو الابنة.
نتیجة السؤال الرابع: والذی نصه: "هل توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05 ≥α) بین متوسطات استجابات أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة تبعاً لدرجة الإعاقة (بسیطة- متوسطة- شدیدة) ؟".
للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار تحلیل التباین أحادی الاتجاه (ANOVA) لتحدید دلالة الفروق بین فئات متغیر (درجة الإعاقة)، نظراً لتضمن عینة الدراسة وفق هذا المتغیر على ثلاث فئات وهی: بسیطة (ن= 105)، ومتوسطة (ن= 42)، وشدیدة (ن= 21).
تظهر النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05 ≥ α) فی استجابات أفراد عینة الدراسة من أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على الدرجة الکلیة لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة وخمسة أسالیب من أسالیبه الفرعیة تُعزى لمتغیر (درجة الإعاقة)، بینما لم توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فی أسلوبی (الدعم الاجتماعی، والتجنب والهروب والنکران).
وتعزو الباحثة النتیجة الحالیة- فی دلالتها على وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.05 ≥ α) فی استجابات أفراد عینة الدراسة من أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على الدرجة الکلیة لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة وفقاً لدرجة الإعاقة لصالح أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة من ذوی الإعاقة البسیطة والمتوسطة- إلى أنه مع الإعاقة البسیطة أو المتوسطة فإن الابن أو الابنة من ذوی الاحتیاجات الخاصة یظل معه الوالدین قادرین على التعامل والتفاهم مع وجود درجة بشکل او بآخر من الصعوبة، والتی تختلف جذریاً فی ظل الإعاقة الشدیدة والتی یفقد فیها الوالدین القدرة على التعامل والتواصل بشکل مباشر مع الابن المعاق أو الابنة المعاقة، ومن ثمَّ تقل حدة الشعور بالضغوط النفسیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة من ذوی الإعاقة البسیطة والمتوسطة فیمیلون إلى اتباع أسالیب تعامل إیجابیة مع ما یواجهونه من ضغوط.
نتیجة السؤال الخامس: والذی نصه: "هل توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05 ≥ α) بین متوسطات استجابات أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة تبعاً لمستوى تعلیم الأب/ الأم (عالی- متوسط- غیر متعلم) ؟".
للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار تحلیل التباین أحادی الاتجاه (ANOVA) لتحدید دلالة الفروق بین فئات متغیر (مستوى تعلیم الأب/ الأم)، نظراً لتضمن عینة الدراسة وفق هذا المتغیر على ثلاث فئات وهی: متعلم (ن= 77)، ومتوسط (ن= 63)، وغیر متعلم (ن= 28) .
تظهر النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05 ≥ α) فی استجابات أفراد عینة الدراسة من أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على الدرجة الکلیة لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة وخمسة أسالیب من أسالیبه الفرعیة تُعزى لمتغیر (مستوى تعلیم الأب/ الأم)، بینما لم توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فی أسلوبی (التمارین الریاضیة، والتدین).
وتعزو الباحثة النتیجة الحالیة- فی دلالتها على وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.05 ≥ α) فی استجابات أفراد عینة الدراسة من أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على الدرجة الکلیة أو لأسالیب الخمسة الفرعیة التعامل مع الضغوط النفسیة (البناء المعرفی- حل المشکلات- الاسترخاء) وفقاً لمستوى تعلیم الأب/ الأم لصالح أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة الذین لدیهم مستوى تعلیمی عالی- إلى أن الارتقاء فی المستوى التعلیمی یبصر الوالدین بأفضل الممارسات التی من شأنها تحقیق التعامل الإیجابی مع الضغوط النفسیة التی یتعرضون لها، کما یعمل المستوى التعلیمی العالی على توجیه الوالدین نحو البحث عن المعلومات التی قد تفیدهم فی التعامل مع أبنائهم ذوی الاحتیاجات الخاصة، کما یجعلهم یدرکون ان المواجهة المباشرة للمشکلات أفضل من تجاهلها أو ترکها، فضلاً عن تزویدهم بالممارسات التی تخفف لدیهم الشعور بالضغط النفسی کالاسترخاء.
أما فیما یتعلق بعدم دلالة الفروق فی أسلوبی (التمارین الریاضیة، والتدین) فهو ما قد تعزوه الباحثة إلى أن هذین الأسلوبین قد یکون تأثیر التربیة علیهما أکبر من تأثیر التعلیم، فعلى سبیل المثال فإن ما هو سائد فی المجتمع من ثقافة عامة دینیة یجعل من عامة أفراد هذا المجتمع- باختلاف مستواهم التعلیمی- یلجؤون إلى العبادة والطاعة عند اشتداد المصاعب والتعرض للمشکلات، فیصبح هذا الأسلوب فی مواجهة الضغوط النفسیة حینئذ انعکاساً لظروف التنشئة الاجتماعیة أکبر من اعتباره انعکاساً للمستوى التعلیمی، وبالمثل فی حالة الممارسات الهادفة لمواجهة الضغوط النفسیة وتعتمد على ممارسة الریاضات المختلفة.
نتیجة السؤال السادس: والذی نصه: "هل توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05 ≥α) بین متوسطات استجابات أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة فی أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة تبعاً للمستوى الاجتماعی الاقتصادی (مرتفع- متوسط- منخفض) ؟".
للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار تحلیل التباین أحادی الاتجاه (ANOVA) لتحدید دلالة الفروق بین فئات متغیر (المستوى الاجتماعی والاقتصادی)، نظراً لتضمن عینة الدراسة وفق هذا المتغیر على ثلاث فئات وهی: مرتفع (ن= 59)، ومتوسط (ن= 76)، ومنخفض (ن= 33).
تظهر النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی استجابات أفراد عینة الدراسة من أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على الدرجة الکلیة لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة وخمسة أسالیب من أسالیبه الفرعیة تُعزى لمتغیر (المستوى الاجتماعی الاقتصادی)، بینما وجدت فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05 ≥ α) بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فی أسلوبی (التمارین الریاضیة، والاسترخاء).
وتعزو الباحثة النتیجة الحالیة- فی دلالتها على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی استجابات أفراد عینة الدراسة من أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة على الدرجة الکلیة لأسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة وأغلب أسالیبه الفرعیة تُعزى لمتغیر (المستوى الاجتماعی الاقتصادی)- إلى الجهود الحالیة التی تقدمها مؤسسات الدولة المختصة برعایة ذوی الاحتیاجات الخاصة، والهیئات التطوعیة والخیریة؛ والتی تقدم الخدمات المساندة لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة من جهة، وتقدم خدمات الرعایة الصحیة والتعلیمیة والارتقائیة (التدریبیة والتأهیلیة) من جهة أخرى، وهو ما أدى إلى تخفیف الضغط الاقتصادی الواقع على الأسرة بسبب الانفاق على متطلبات الرعایة الصحیة والتعلیمیة للابن أو الابنة من ذوی الاحتیاجات الخاصة، وهذه الخدمات تُقدم لکافة ذوی الاحتیاجات الخاصة بصرف النظر عن مستوى أسرهم الاجتماعی الاقتصادی، وبالتالی لم یکن لهذا المتغیر تأثیر فی اختلاف استجابات عینة الدراسة على مقیاس أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة بدرجته الکلیة وأغلب أسالیبه الفرعیة.
توصیات الدراسة:
فی ضوء ما خلصت إلیه الدراسة من نتائج، فإن الباحثة تقدم عدداً من التوصیات التی یمکن أن تسهم فی تطویر وتدعیم أسالیب المواجهة الإیجابیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة، وتتمثل هذه التوصیات فیما یلی:
1) العمل على تدعیم المستوى المرتفع من أسلوبی التدین وحل المشکلات، وذلک عبر الترکیز على هذین الأسلوبین فی البرامج الإثرائیة التی یمکن تقدیمها لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة؛ لما لهذین الأسلوبین من جدوى حقیقیة فی التغلب على الإحساس بالضغط النفسی.
2) توجیه الجهود نحو الارتقاء بممارسات أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة القائمة على (إعادة البناء المعرفی) من خلال برامج التوجیه والإرشاد النفسی المقدمة لهذه الأسر، بحیث تزداد قدرتهم على التعامل الإیجابی مع ما یتعرضون له من ضغوط.
3) الاهتمام ببرامج الإرشاد الوقائی الهادفة إلى تبصیر أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة بخطورة أسالیب التعامل مع الضغوط النفسیة القائمة على الهروب وتجنب المواجهة، لکون هذه الأسالیب تؤدی إلى تفاقم المشکلات ومن ثمَّ الإحساس المرتفع بالضغط النفسی.
4) حث الهیئات الحکومیة والجمعیات الخیریة والتطوعیة على الإکثار من المراکز والوحدات التی تهتم بأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة لما للجهود التی یقومن بها والخدمات التی یقدمونها من دور فعال فی تخفیف حدة الضغوط النفسیة التی یتعرضون لها.
5) اقتراح قیام المؤسسات المعنیة بذوی الاحتیاجات الخاصة بإقرار برامج الزیارات المنزلیة لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة- خاصة للأمهات- بهدف تقدیم الدعم المستمر والمتواصل لهذه الأسر فی مواجهة ما یتعرضون له من ضغوط.
مقترحات الدراسة:
تأسیساً على النتائج التی تم التوصل إلیها, وفی ضوء التوصیات السابقة, تقترح الباحثة القیام بالبحوث والدراسات المستقبلیة التالیة:
1) فاعلیة برنامج إرشادی انتقائی فی إثراء أسالیب المواجهة الإیجابیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة.
2) دراسة دور الخدمات الإرشادیة المقدمة لأسر ذوی الاحتیاجات الخاصة ، ودورها فی رفع مستوى الصحة النفسیة لدیهم.
3) دراسة العلاقة بین الصمود النفسی لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة وبین أسالیب مواجهة الضغوط النفسیة لدیهم.
4) أنواع الصراعات النفسیة ودلالتها فی الکشف عن الضغوط النفسیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة.
5) دراسة التفاعل الاجتماعی وعلاقته بالصحة النفسیة لدى أسر ذوی الاحتیاجات الخاصة.
المراجع
المراجع العربیة:
المراجع الأجنبیة:
المراجع العربیة:
المراجع الأجنبیة: