نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
السعودية
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
الهدر التربوی والعوامل المؤدیة إلیه بالمرحلة الثانویة للبنات بمحافظة الخرج
إعــــــــــداد
وضحا بنت عامر المرداس الجعیدی
إشراف
د/ نوف بنت عبد العالی العجمی
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد التاسع - سبتمبر2019م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المقدمة :
تسـعى الــدول المتقدمـة للارتقاء بالنظام التعلیمی، فتـوفر الإمکانــات اللازمـة لـذلک، مـن خـلال مسـاعدة المؤسسـات التعلیمیـة للقیـام بـدورها التعلیمـی علـى أکمـل وجـه، إلا أن هنـاک بعـض الإشـکالات والعقبـات یواجـه النظـام التعلیمـی، فیـنعکس سـلباً التـی تمثـل تحـدیاً کبیـر على العملیة التعلیمیة، وبالتالی تؤثر على التنمیة المنشودة فی جمیع مجالات ونواحی المجتمع ومـن هـذه التحـدیات: الأعـداد المتزایـدة مـن الطلبـة، ومنـاهج التعلـیم، وتـدریب المعلمـین وتـأهیلهم، وسـوق العمـل ومخرجات التعلیم، والمبانی والتجهیزات المدرسیة ویعد التعلـیم الثانوی مرحلـة مهمة مـن مراحـل التعلیم ؛ وان لها أهمیـة کبیـرة فـی حیـاة الإنسـان، من جوانب شتى، إذ أنها تزید الطالب دقة وقوة فی تخصصه، وهـی من جانب آخر تؤهل الدارس إلى المرحلة المهمة الاخرى وهی مرحلة الدراسة الجامعیة التی تساهم فی زیادة البحث والتحقیق لزیـادة التعمـق فـی تخصصه ، وغیــر ذلــک ممــا یعـود بالفائــدة الکبیــرة علیــه، وعلــى غیـره مــن أفــراد المجتمــع.
ولقـد صـار التعلـیم مـن العوامـل المهمـة و المسـاعدة علـى تحقیـق تنمیـة الامم، وبتغیـر النظـرة إلـى التعلـیم تزایـد الانفـاق علیـه لتحقیـق النمـاء الشـامل، وکـذلک لإشباع الحاجـات الاجتماعیـة المتزایـد علیـه ، وبتزایـد هـذه الاموال و صرفها فی الانفاق على التعلم ظهرت الحاجة إلى دراسة مدخلات ومخرجات التعلیم، ومعرفة حجـم وأسباب الهدر التربوی والذی یعتبر من أهم صوره التسرب المدرسی ،حیث إن هذه الظـاهرة قـد أثقلـت کواهـل الکثیـر مـن الـدول، سـیما المتطـورة منهـا ، فهی تسـعى لجمیـع المقاربات التی تحاول التقلیل من الظـاهرة ،أو حتـى مـا یکـون بـدیلا هامـا وناجعـا للخـروج بأقـل الاضـرار ،وفی أسرع وقت ممکن من مخلفاتها.
هذا الهاجس الکبیـر ،زاد مـن المشـکلات الاجتماعیـة للـدول النامیـة ،أو السـائرة فـی طریـق النمو ،وأصـبح یهـدد التنمیة فیها ،کما وأنه یقف حجر عثرة أمـام عجلـة التقـدم ،لهـذا تسـعى کـل الامـم إلى إیجـاد السـبل الکفیلـة کحلـول لهذه المعضلة.
ونحن فی هذا البحث نحاول أن نسلط الضوء على بعض الأسباب الکامنة وراء هذه الآفة الخطیرة والوقوف على قدر حجمها إن کانت فی تزاید أم فی تراجع ؟ وهل زالت بعض العوامل السابقة لهذه العلة أم أنها لازالت قائمة وزادت علیها أسباب أخرى ؟ وحاولنا اقتراح بعض الحلول ووصف بعض العلاج الذی استقیناه من آراء بعض المربین والنفسانیین ومن خلال المراجع ومن آرائنا الشخصیة التی تصورناها بعد المعاینة المیدانیة لبعض التلامیذ المتسربین ، وقد تفرع هذا البحث من ثلاثة مباحث رئیسیة الأول یقف على أهمیة هذا البحث وأهدافه ومنهجیته اما المبحث الثانی فکان یتناول الجانب النظری فتطرقنا فیه الى أسباب الهدر التربوی وسبل الوقایة منها اما المبحث الأخیر فتم ذکر الدراسات السابقة وعدة توصیات ،ونسأل الله التوفیق والسداد .
اهمیة البحث:
ان الهدر التربوی ظاهرة موجودة فی کل دول العالم ولا یکاد یخلو مجتمعا او واقعا تربویا من هذه الظاهرة الا ان درجة حدتها تتفاوت من مجتمع الى اخر ومن مرحلة دراسیة الى اخرى، لذا تعد حالة الهدر من أخطر الحالات التی تضعف من کفاءة النظام التربوی وحسن استثماره للموارد المائیة المتاحة فیه سواء کان فی المدینة أو القرى. إذ" أن اضرارها تلحق بالفرد نفسه فتعطل جزءا کبیرا من طاقته وتترک فی نفسه خیبة الامل ومرارة الفشل واضرار تلحق لحرکة المجتمع ومشاریعه التنمویة التی أول ما تتطلبه الاعداد الا من القوى البشریة الدارة دفة العمل واستمرار دورانه، ولهذا فأن أی تأخیر فی تخریج الافراد الى سوق العمل معناه تعطیل بعض عجلات العمل عن الدوران" (السامرائی، 1709، 12).
اهداف الدراسة
هدفت الدراسة إلى:
- التعــرف إلــى درجــة تقــدیر طلبــة الثانویة العامة لأســباب الهــدر التربوی فی محافظة الخرج.
- الکشـف عـن حجـم الهـدر التربـوی بـین طلبـة المدارس الثانویة فی محافظة الخرج.
-تشخیص مظاهر الهدر التربوی ورصد آثارها واستنتاج مسبباتها فی المدارس الثانویة فی محافظة الخرج.
- التعرف على الصفوف الدراسیة التی یرتفع فیها الهدر بالمرحلة الثانویة للبنات بالخرج.
- التعرف على الأقسام التی یکثر فیها الهدر (علمی، أدبی) بالمرحلة الثانویة للبنات بالخرج.
-تقدیم رؤیة للقیادات التربویة فی وزارة التعلیم بتحـسین نوعیـة مـدخلات العملیة التعلیمیة من اجل زیادة کفاءة وانتاجیة النظام التعلیمی فی بلادنا.
-إعداد تصور مقترح للتخفیف من الهدر التربوی یفید متخذی القرار فی وزارة التعلیم لاتخاذ الأسالیب والإجراءات المناسبة للتخفیف من الهدر التربوی، ومـن ثم الحد من استمراره.
مشکلة الدراسة:
تتلخص مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیسی التالی:
- مـا أسـباب الهـدر التربـوی بـین طلبـة المدارس الثانویة فـی محافظة الخرج ؟
ویتفرع عن هذا السؤال الأسئلة الفرعیة التالیة:
- ما حجم الهدر التربوی فی المدارس الثانویة فـی محافظة الخرج للأعوام الدراسیة ( 1430-1438؟)
- مــا درجــة تقــدیر عینــة الدراســة للأســباب التــی تقــف وراء الهــدر التربوی فی المدارس الثانویة فـی محافظة الخرج من وجهة نظر الطلبة؟
- هـل توجـد فـروق دالـة احصـائیاً عنـد مسـتوى الدلالـة (α ≥05.0 ) بـین متوسـطات تقـدیرات عینـة الدراسـة للأسـباب التـی تقــف وراء الهـــــــدر التربـــــــوی تعـــــــزى لمتغیـــــــرات القسم (ادبی، علمی)، المعـــدل التراکمـــی (جیــــد،جیـــد جــــدا،ممتاز؟)
- کیف یمکن عـلاج أسـباب الهـدر التربـوی فـی المدارس الثانویة للبنات فـی محافظة الخرج؟
فرضیـات البحـث:
بعد قیامنا بطرح التساؤلات السابقة فی الإشکالیة، علینا أن نضع الفرضیات للظاهرة المقصود دراستها من أجل إثباتها أو نفیها ولا یتسنى لنا ذلک إلا بعد القیام بالبحث المیدانی لظاهرة الهدر التربوی والتی نصوغها کالتالی:
- للعوامل الثقافیة والاقتصادیة للأسرة قسط وافر فی عملیة الهدر التربوی وأیضا للبیئة الجغرافیة والاجتماعیة تأثیر کبیر فی الظاهرة محل الدراسة.
- حجم الهدر فی المدارس الثانویة للبنات فی محافظة الخرج یتناقص تدریجیا.
- هناک تفاوت فی تقدیر الأسباب التی تقف وراء الهدر التربوی .
- البیت، المدرسة، المجتمع، أطراف فاعلة فی التقلیل والحد من هذه الآفة التربویة والاجتماعیة الخطیرة.
حدود الدراسة:
الحــد الموضــوعی: اقتصــرت الدراســة علــى معرفــة أســباب الهــدر التربـوی وحجمــه فــی مدارس الثانویة العامة للبنات فی محافظة الخرج.
الحـد البشـری: طبقـت هـذه الدراسـة علـى عینـة مـن طالبات ومعلمات الثانویة العامة للبنات فی محافظة الخرج.
الحد الزمانی: طبقت هذه الدراسة فـی الفصـل الدراسـی الاول للعـام الدر اسی 1437-1438هـ.
الحد المؤسسی: المدارس الثانویة العامة للبنات فی محافظة الخرج.
منهجیة البحث:
تم استخدام المنهج الوصفی فی هذه الدراسة وذکر مشکلة الهدر التربوی بالمرحلة الثانویة والذی تضمنت إجراءاته عمل استبانة لمعرفة وتحدید اسباب المشکلة وجمع الآراء ومن ثم التعلیق على النتائج.
أداة الدراسة:
تستند الطریقة المستخدمة فی هذا البحث إلى شکلان من أشکال جمع البیانات وهی: المقابلات المنفردة مع طالبة متسربة، وعدة لقاءات مناقشة مع طالبات وولیات أمورهن ومعلمات ومدیرات مدارس، ومتابعة مسیرة التسرب لطالبة، کما تم اعتماد الاستبانة کأداة لجمع البیانات من الطالبات، فقد جرى تطویر استبانة تفحص مواقف الطلبات والمعلمات من ظاهرة الهدر التربوی ، ومتغیرات قد تؤثر على ظاهرة التفکیر بموضوع الهدر وقد شملت الاستبانة على البیانات الشخصیة ثم الأسباب والتی صنفت الى اقتصادی-تربوی -اجتماعی-نفسی-صحی
مصطلحات الدراسة :
الهدر التربوی: تعددت تعریفات الهدر التربوی کما یلی : إن الهـدر التربـوی یتمثـل فـی " الخسـارة الناتجـة عـن زیـادة نفقـات التعلــیم فــی نفــس الوقــت الــذی یکــون فیــه مخرجــات هــذا التعلــیم لا یتناســب مــع هــذه الزیــادة، أو الخســارة الناتجــة عــن اســتهلاک أجهــزة ومعدات التعلیم التی لا یحسن اسـتخدامها" (أبـو الوفـا ، وعبـد العظـیم،99 :2000 ) ویقصد بالهـدر التربـوی فـی مراحـل التعلـیم المختلفـة "الخسـارة الناجمـة فـی عملیـات التعلـیم مـن خـلال أعـداد الطلبـة الـذین رسـبوا أو تسـربوا وما ترتـب علـى هـذا مـن خسـارة فـی الإنفـاق علـى التعلـیم وفـی الجهـد المبذول فیه" (الرشدان،2001 : 248 )
ولقد عرفته منظمة الیونسکو (السامرائی ١٤٠٣هـ) بأنه: "ما یحدث للنظام التربوی فی قُطْرٍ ما مؤثراً فی کفایته وناجماً عن عاملی ترک المدرسة "التسرب" مبکراً أو الإعادة.
کما یمکن تعریف الهدر إجرائیا بأنه " حجم الفاقد فی التعلیم نتیجة الرسوب وترک المدرسة فی أی صف من الصفوف ولأی سبب من الأسباب".
التسرب: یقصد بالتسرب انقطاع التلمیذ عن الدراسة وعدم العودة إلیها مرة ثانیة ، وبهذا یمثل فاقداً فی التعلیم ، ولیس التسرب ظاهرة تخص التربیة والتعلیم فقط وإنما هی ظاهرة اجتماعیة بالمعنى الواسع ، تمتد جذورها فی النظام التربوی أو التعلیمی کله . وتمتد فی النظام الاقتصادی والترکیب الاجتماعی ، ومجموعة القیم الخاصة بالعمل والتعلیم .
الرسوب : تعد مشکلة الرسوب من المشکلات الکبیرة التی تعانی مها النظم التعلیمیة ، وهی من الأسباب البارزة لمشکلة التسرب والانقطاع عن الدراسة ، والرسوب عملی مکلفة اقتصادیاً فتزید من الإنفاق على عملیة التعلیم .
ولقد عرف الرشدان الرسوب بأنه " تکرار بقاء الطالب فی الصف الواحد لعدم اجتیاز الاختبار بنجاح " ص 169 .
أنواع وأسباب الهدر التربوی وطرق الوقایة منه
أنواع الهدر التربوی :
عند دراسة ظاهرة الهدر التربوی فی النظم التعلیمیة ذلک یعنی دراستها من جمیع أبعادها وجوانبها ، ویشمل ذلک الإمکانات المادیة والبشریة ، وکذلک تنظیم العملیة التعلیمیة ، وجوانب الإشراف التربوی علیها ومتابعتها ، وکذلک أعداد الطلاب الخریجین من مراحل التعلیم المختلفة ، وبصفة عامة هناک اکثر من نوع للهدر التربوی أهمها :
1. عدم التوازن بین مخرجات النظام التعلیمی واحتیاجات القوى العاملة .
2. سوء الإدارة التعلیمیة ، بشرط أن تفهم الإدارة التعلیمیة على انها النظام التعلیمی نفسه فی حرکته ، أی انها العملیة التی یتم بمقتضاها تهیئة الموارد التعاونیة وتعبئتها وتوجیهها لتحقیق الهداف المرجوة .
3. قصور النظام التعلیمی عن تقدیم خدمة تعلیمیة جیدة للذین ینجحون ویتخرجون .
4. تخلف النظام التعلیمی عن مواکبة التغیرات الحادثة فی المجتمع .
5. عجز النظام التعلیمی عن تمکین استیعاب جمیع الطلاب ومواجهة الطلب الاجتماعی
6. عجز النظام التعلیمی عن تمکین بعض طلابه من الاستمرار بنجاح فی المدة المحددة لمراحله التعلیمیة المختلفة .
ومما سبق نلاحظ أن الهدر التربوی له نوعان هما :
1. الهدر النوعی أو الکیفی : ویشمل مستوى التحصیل الدراسی .
2. الهدر الکمی : ویشمل الرسوب والتسرب . ( النوری 1409 ، ص 80 )
أنواع الهدر التربوی الکمی
إن ما یهمنا فی هذا البحث هو الهدر الکمی بشقیه ( الرسوب والتسرب ) وسوف نتناول کلاً منهما بالتفصیل.
أسباب الهدر التربوی
النظریات التی فسرت ظاهرة الهدر التربوی تقسم الى تصنیفین مرکزین :نظریات تفسر دفع الطالب لترک المدرسة و الأسباب المؤدیة لکثرة الرسوب ،وهی تتحدث عن العوامل التی تسبب عدم موائمة ممیزات المدرسة وممیزات الطالب الذی یدرس فیها ،والتی تقلل من دافعیته على إکمال تعلیمه ورسوبه ،وتسبب شعورا بقلة الانتماء للمدرسة ، وتقدیر الطالب المتدنی من ناحیة التحصیل لما یقوم به. و بالمقابل، نظریات تفسر الأسباب من وراء انسحاب الطالب من المدرسة وهنا یتم الترکیز على الأسباب التی تشجع الطالب على اتخاذ القرار بترک المدرسة والتساؤل عن جدوى الدراسة مقارنة بأمور أخرى قد یقوم بها فی حیاته. ومن بین الأسباب التی تفسر هذا القرار قد یکون المرحلة العمریة التی یمر بها الطالب والنماذج المجتمعیة من حوله، ومفهومه للنجاح والفشل، وتقدیره لقیمة الدراسة مقارنة بالعمل.
تبین ان اسباب الهدر التربوی تعود الى عدة اسباب یمکن تبنیدها کما یلی:
أولا: التسرب الدراسی
ثانیا :الغیاب
أولا:التسرب الدراسی
أ) أسباب تربویة
1-الازدحام فی الفصول
الوضع البیئی للمدارس صعب، ولکنه یتفاوت بین مدرسة وأخرى ومعظم الابنیة المدرسیة فی الخرج مستأجرة ،بنیت لتکون بیوت للسکن، وبالتالی تنقصها التجهیزات الاساسیة، فلا یوجد فی کثیر من تلک المدارس ساحات کبیرة أو مساحات لا جراء الفعالیات والانشطة، کما ان القاعات الخاصة بالنشاطات اللاصفیة مثل المکتبات والمختبرات والمسارح، اضافة الى سوء توزیع أماکنها الجغرافیة، وازدحام صفوفها، وعدم احتواء الصفوف على بیئة صحیة للطالبة کلها عوامل سلبیة تدفع الطالبات الى ترک المدرسة.
کما اشیر الى نقص فی الاثاث ومواد التنظیف. کل هذه العوامل مجتمعة قد تتنبأ بانخفاض شعور انتماء الطالبة للمدرسة، وتعد من المتغیرات التی تزید من احتمالیة التسرب. إضافة الى البنیة التحتیة للمدارس التی ینقصها الکثیر ، فإن معدل عدد الطالبات للمعلمة الواحدة یعتبر مرتفع ،ففی الزیارة المیدانیة تبین ان عدد الطالبات فی الفصل الواحد فی العدید من المدارس یتراوح بین 30 – 40، بینما یوجد اکتظاظ اعلى فی بعض المدارس، حیث ان الصفوف صغیرة جدا وتضطر المدارس لان تأخذ عدد طالبات أکثر من المسموح به، عموما فان مستوى الاکتظاظ یترکز فی صفوف الاول الثانوی ،کما ان هناک صفوف تفتقر الى التهویة وشروط الامان والسلامة.
2- ضعف التحصیل الاکادیمی: المعاناة من الضعف الاکادیمی یدفع اعدادا من الطلبة للتسرب وترک التعلیم نظرا لرسوبهم المستمر او ضعف ادائهم الاکادیمی.
ب) اسباب اقتصادیة
حیث لا تستطیع الطالبة دفع قینة المستلزمات المدرسیة ، کما توجد حالات نادرة تترک الدراسة من اجل العمل لمساعدة عائلاتهم.
ج) أسباب اجتماعیه
1-الزواج المبکر: یعتبر هذا العامل سبب رئیسی للتسرب، حیث متعارف علیه عند بعض العوائل تزویج بناتهم فی سن مبکر وهناک العدید من الحالات.
2-التفکک الاسری: معظم حالات التسرب لها عالقة بالمشاکل العائلیة وبالتالی ترک التعلیم.
ثانیا: الغیاب
یرجع غیاب الطالبات عن المدرسة لأسباب وعوامل عدة منها ما یعود إلى الطالبة نفسها ومنها ما یعود للمدرسة ومنها ما یعود للأسرة ومنها عوامل أخرى غیر هذه وتلک ، وسنتطرق فی الأسطر التالیة لأهم تلک الأسباب والدوافع التی قد تکون وراء هذه الظاهرة :
أ) العوامل الذاتیة :
وهی عوامل تعود للطالبة نفسه وتتمثل فی :
1- شخصیة الطالبة وترکیبتها النفسیة بما تمتلک من استعدادات وقدرات ومیول تجعلها لا تتقبل العمل المدرسی ولا تقبل علیه .
2- الإعاقات والعاهات الصحیة والنفسیة الملازمة للطالبة والتی تمنعها عن مسایرة زمیلاتها فتجعلها موضعاً لسخریتهم فتصبح المدرسة بالنسبة لها خبرة غیر سارة مما یدفعها إلى البحث عن وسائل تحاول عن طریقها إثبات ذاته .
3- عدم قدرة الطالبة على استغلال وتنظیم وقتها وجهل أفضل طرق الاستذکار، مما یسبب لها إحباطاً و إحساسا بالعجز عن مسایرة زمیلاتها تحصیلیاً .
4- الرغبة فی تأکید الاستقلالیة وإثبات الذات فیظهر الاستهتار والعناد و کسر الأنظمة والقوانین التی یضعها الکبار( المدرسة والمنزل ) والتی تلجأ إلیها کوسائل ضغط لإثبات وجودها .
5- ضعف الدافعیة للتعلم وهی حالة تتدنى فیها دوافع التعلم فتفقد الطالبة الاستثارة ومواصلة التقدم مما یؤدی إلى الإخفاق المستمر وعدم تحقیق التکیف الدراسی والنفسی.
ب) العوامل المدرسیة :
وهی عوامل تعود لطبیعة الجو المدرسی و النظام القائم والظروف السائدة التی تحکم العلاقة بین عناصر المجتمع المدرسی مثل :
1- عدم سلامة النظام المدرسی وتأرجحه بین الصرامة والقسوة وسیطرة عقاب کوسیلة للتعامل مع الطالبات أو التراخی والإهمال وعدم توفر وسائل الضبط المناسبة.
2- سیطرة بعض أنواع العقاب بشکل عشوائی وغیر مقنن مثل تکلیف الطالبات بکتابة الواجب عدة مرات والحرمان من بعض الحصص الدراسیة والتهدید بالإجراءات العقابیة ..الخ .
3- عدم الإحساس بالحب والتقدیر والاحترام من قبل عناصر المجتمع المدرسی حیث تبقى الطالبة قلقة متوترة فاقدة للأمن النفسی.
4- إحساس الطالبة بعدم إیفاء التعلیم لمتطلباته الشخصیة والاجتماعیة .
5- عدم توفر الأنشطة الکافیة والمناسبة لمیول الطالبة وقدراتها واستعداداتها التی تساعدها فی خفض التوتر لدیها وتحقیق المزید من الإشباع النفسی .
6- کثرة الأعباء والواجبات ، خاصة المنزلیة التی تعجز الطالبة عن الإیفاء بمتطلباتها.
7- عدم تقبل الطالبة والتعرف على مشکلاتها ووضع الحلول المناسبة لها مما أوجد فجوة بینها وبین بقیة عناصر المجتمع المدرسی فکان ذلک سبباً فی فقد الثقة فی مخرجات العملیة التعلیمیة برمتها واللجوء إلى مصادر أخرى لتقبّلها.
جـ) العوامل الأسریة
وتتمثل فی طبیعة الحیاة المنزلیة والظروف المختلفة التی تعیشها والروابط التی تحکم العلاقة بین أعضائها ، ومما یلاحظ فی هذا الشأن ما یلی:
1- اضطراب العلاقات الأسریة وما یشوبها من عوامل التوتر والفشل من خلال کثرة الخلافات والمشاجرات بین أعضائها مما یشعر الطالبة بالحرمان وفقدان الأمن النفسی .
2- ضعف عوامل الضبط و الرقابة الأسریة بسبب ثقة الوالدین المفرطة فی الأبناء أو إهمالهم و انشغالهم عن متابعتهم الذین وجدوا فی عدم المتابعة فرصة لاتخاذ قراراتهم الفردیة بعیدا عن عیون الآباء .
3- سوء المعاملة الأسریة والتی تتأرجح بین التدلیل والحمایة الزائدة التی تجعل الطالبة اتکالیة سریعة الانجذاب وسهلة الانقیاد لکل المغریات وبین القسوة الزائدة والضوابط الشدیدة التی تجعلها محاطة بسیاج من الأنظمة والقوانین المنزلیة الصارمة مما یجعل التوتر والقلق هو سمة الطالبة الذی یجعلها یبحث عن متنفس آخر بعید عن المنزل والمدرسة .
4- عدم قدرة الأسرة على الإیفاء بمتطلبات واحتیاجات المدرسة ،وحاجات الطالبة بشکل عام ، مما یدفع الطالبة لتعمد الغیاب منعاً للإحراج ومحاولة للبحث عما یفی بمتطلباته.
رابعاً : عوامل أخرى:
وتتمثل فی غیر ما ذکر أعلاه ومن أهمها :
1- جماعة الرفیقات وما یقدمه أعضاؤها للطالبة من مغریات تدفعها لمجاراتهم والانصیاع لرغباتهم فی الغیاب وإشغال الوقت قضاء الملذات الوقتیة.
2- عوامل الجذب المختلفة التی تتوفر للطالبة وتصبح فی متناول یدها بمجرد خروجها من المنزل مثل الأسواق العامة وأماکن التجمع والمقاهی .
أسالیب قیاس الهدر التربوی
یقاس الهدر التربوی من خلال قیاس الکفایة التعلیمیة الکمیة داخل المدارس ، وهناک عدة طرق أو أسالیب تستخدم لقیاس الکفایة الکمیة للهدر التربوی ولقد أورد مرسی ( 1404 هـ ، ص 278 - 283 ) أربعة طرق لقیاس الکمیة وهی :
1. طریقة الفوج الحقیقی :
تقوم هذه الطریقة على أساس تتبع تدفق الطلاب من خلال أفواج حقیقیة لهم منذ دخولهم الصف الأول حتى نهایة المرحلة وتخرجهم منها ، وهذه الطریقة من ادق الطرق ونتائجها دقیقة وتطبیق فی الدول المتقدمة حیث تتوفر البیانات عن حالة کل طالب .
2. طریقة الفوج الظاهری :
تفترض هذه الطریقة أن نسب الرسوب ثابتة بین الأفواج المختلفة ولا تهتم هذه الطریقة بالمتسربین وتقیس الهدر التربوی عن طریق مقارنة عدد المسجلین فی صف معین وفی عام دراسی معین بعدد المسجلین فی الصف الأعلى مباشرة فی العام الدراسی القادم .
3 - الطریقة الشاملة :
تعتمد هذه الطریقة على دراسة کل الأفواج الدراسیة للمرحلة التعلیمیة حیث تتناول جمیع الصفوف التی تتکون منها المرحلة الدراسیة ، وقد تعتمد هذه الطریقة على طریقة الفوج الحقیقی أو الفوج الظاهری ویصعب القیام بها إلا فی حالة المدارس أو الأنظمة التعلیمیة صغیرة الحجم .
4 - طریقة العینات :
تعتمد على اختیار عینات من المدارس المراد قیاس کفایتها الکمیة أی حساب الهدر التربوی بها .
وتعتبر هذه الطریقة مناسبة فی حالة النظم التعلیمیة کبیرة الحجم ، وتعتمد هذه الطریقة على طریقة الفوج الحقیقی أو الظاهری ، ولکن هذه الطریقة قد لا تعطی نتائج تفصیلیة عامة یمکن الحکم علیها من خلال النظام التعلیمی بصفة عامة .
5 - طریقة إعادة ترکیز الفوج :
أوردت غنایم ( 1411 هـ ، ص 63 - 64 ) هذه الطریقة وأشار أنها تعتمد على قیاس التدفق الطلابی عندما تتوافر بیانات حول الراسبین والناجحین والمتمرسین فی کل صف دراسی ، وتتضمن هذه الطریقة خطوتین هما :
1 - حساب معدلات التدفق الثلاثة ( النجاح - الرسوب - التسرب ) لکل صف وکل عام دراسی ( لفترة زمنیة محددة ) .
2 - رسم هیکل بیانی للتدفق یصف التقدم الدراسی للفوج .
واستخدام هذه الطریقة فی حساب الکفایة التعلیمیة ، وبالتالی فی قیاس الهدر التربوی ، یسمح بحساب عدة مؤشرات للکفایة الکمیة للتعلیم ، ومنها : -
أ - النسبة المئویة للناجحین .
ب - النسبة المئویة لمجموع المتسربین .
ج - معدل الکفایة وهو النسبة بین المخرجات والمدخلات .
د - عدد السنوات اللازمة لإنتاج خریج واحد وهی عبارة عن عدد السنوات المستثمرة مقسوماً على عدد الخریجین .
هـ - معامل المدخلات إلى المخرجات ، وهو عبارة عن عدد السنوات لمستثمرة مقسوماً على عدد السنوات اللازمة لإنتاج خریج فی حالة مثالیة ( المدة الرسمیة المحددة للمرحلة ) وهو یساوی الواحد الصحیح فی الحالة المثالیة حیث یتسم النظام التعلیمی بانه لا رسوب فیه ولا تسرب .
الإجراءات الوقائیة للحد من ظاهرة الهدر الدراسی
على الرغم من التأثیر السلبی لترک الطالبة للمدرسة على الطالبة نفسها وعلى أسرتها والمجتمع بشکل عام ، إلا أن تأثیره على المدرسة أکثر وضوحاً ، ذلک أنه عامل کبیر یساهم فی تفشی الفوضى داخل المدرسة والإخلال بنظامها العام .
فتکرار حالات الهدر التربوی وبروزها کظاهرة واضحة فی مدرسة ما یسبب خللاً فی نظام المدرسة وتدهور مستوى طالباتها التعلیمی والتربوی ، خاصة فی ظل عجز المدرسة عن مواجهة مثل هذه المشکلات ( وقایة وعلاجاً ).
ومن هنا فعلى المدرسة أن تکون قادرة على اتخاذ الإجراءات الإداریة والتربویة المناسبة لعلاج هذه المشکلة ، وجادّة فی تطبیقها والحد من خطورتها ، فتصبح المدرسة والمنزل عاجزین عن حلّها ومواجهتها ،
ومن أهم ما یمکن أن تقوم به المدرسة فی هذا المجال :
أولاً : الإجراءات الفنیة :
تتمثل الإجراءات التی یجب أن تتبعها المدرسة للتغلب على مشکلة الهدر التربوی:
1- دراسة المشکلات الطلابیة الحقیقیة والتعرف على أسبابها مع مراعاة عدم الترکیز على أعراض المشکلات وظواهرها وإغفال جوهرها ، واعتبار کل مشکلة حالة لوحدها متفردة بذاتها .
2- تهیئة الظروف المناسبة لتحقیق مزید من التوافق النفسی والتربوی للطالبات عن طریق :
أ- تهیئة الفرص للاستفادة من التعلیم بأکبر قدر ممکن .
ب- الکشف عن قدرات ومیول واستعدادات الطالبات وتوجیهها بشکل جید .
ت- إثارة الدافعیة لدى الطالبات نحو التعلیم بشتى الوسائل .
ث- تعزیز الجوانب الإیجابیة فی شخصیة الطالبة والتعامل بحکمة مع الجوانب السلبیة .
ج- الموازنة بین ما تکلف به المدرسة طالباتها وما یطیقون تحمله .
ح- إثارة التنافس والتسابق بین الطالبات وتشجیع التعاون والعمل الجماعی بینهم .
3- خلق المزید من عوامل الضبط داخل المدرسة عن طریق وضع نظام مدرسی مناسب یدفع الطالبات إلى مستوىً معین من ضبط النفس یساعد على تلافی المشکلات المدرسیة وعلاجها ، مع ملاحظة أن یکون ضبطاً ذاتیاً نابعاً من الطالبات أنفسهم ولیس ضبطاً عشوائیاً بفرض تعلیمات شدیدة بقوة النظام وسلطة القانون .
4- دعم برامج وخدمات التوجیه والإرشاد المدرسی وتفعیلها وذلک من أجل مساعدة الطالبات لتحقیق أقصى حد ممکن من التوافق النفسی والتربوی والاجتماعی وإیجاد شخصیات متزنة من الطالبات تتفاعل مع الآخرین بشکل إیجابی وتستغل إمکاناتها وقدراتها أفضل استغلال.
5- توثیق العلاقة بین البیت والمدرسة لخلق المزید من التفاهم والتعاون المشترک بینها حول أفضل الوسائل للتعامل مع الطالبة والتعرف على مشکلاته ووضع الحلول المناسبة لکل ما یعوق مسیرة حیاته الدراسیة والعامة .
ثانیاً : الإجراءات الإداریة :
تتمثل تلک الإجراءات فیما یلی:
1- وضع نظام واضح للطالبات لتعریفهم بالنتائج الوخیمة التی تعود علیهم بسبب ترکهم او غیابهم للمدرسة ، مع توضیح الإجراءات المتبعة فی هذه کافة الحالات وأن تطبیق تلک الإجراءات لا یمکن التساهل فیه أو التقاضی عنه .
2- المتابعة المستمرة لغیاب الطالبات وتسجیله فی السجلات الخاصة به للتعرف على من یتکرر غیابه منهم ، وتتم المتابعة بشکل یومی مع التأکد من صحة المبررات التی تحضرها الطالبة من ولی أمرها أو الجهات الأخرى کالتقاریر الطبیة وما شابه ذلک ولیکن ذلک عن طریق أحد الاداریات لإعطائها صفة أکثر رسمیة .
3- تحویل حالات الغیاب المتکررة إلى المرشدة الطلابی لدراستها والتعرف على أسبابها ودوافعها ووضع البرامج والخدمات التوجیهیة والإرشادیة المناسبة لمواجهة تلک المشکلات وعلاجها .
5- إبلاغ ولی أمر الطالبة بغیاب ابنته بشکل فوری وفی نفس یوم الغیاب وحبذا لو یتم ذلک خلال الحصة الأولى أو الثانیة على أقص حد لکی یکون على بینة بغیاب ابنته وبالتالی إمکانیة متابعتها للتعرف على حالتها والتأکید علی ولیة الأمر بضرورة الحضور إلى المدرسة لمناقشة الحالة .
ومهما یکن من أمر فإنه لا یمکن أن تنجح المدرسة فی تنفیذ إجراءاتها ووسائلها التربویة والإداریة لعلاج مشکلة الهدر التربوی إذا لم تبد الأسرة تعاوناً ملحوظاً فی تنفیذ تلک الإجراءات ومتابعتها ، وإذا لم تکن الأسرة جدّیة فی ممارسة دورها التربوی فسیکون الفشل مصیر کل محاولات العلاج والوقایة.
اهم ما یمکن ان تقوم به المعلمات :-
- من الضروری توعیة المعلمات وتدریبهم على الأمور الآتیة :
1- إدراک ومراعاة الفروق الفردیة بین الطالبات .
2- العمل على استخدام أسالیب التعزیز المناسبة .
3- الدقة فی وضع درجات التحصیل .
4- العمل على عدم إرهاق الطالبات بالواجب المنزلی .
5- التعاون مع إدارة المدرسة وأولیاء الأمور لعلاج صعوبات التعلم لدى بعض طالبات.
- مقترحات بشأن المناهج المدرسیة :
1- الاهتمام بالکیف وتخفیف الکم فی المناهج .
2- تبسیط المناهج الدراسیة ومناسبتها لقدرات ومیول الطالبات .
3- یجب أن تتضمن المناهج الدراسیة بعض الأنشطة التعلیمیة .
4- ربط المناهج بالبیئة المحلیة .
5- ینبغی مراجعة المناهج بشکل دوری وتجدید الموضوعات .
- مقترحات بشأن میول الطالبات نحو المدرسة :
1- تطبیق نظام المقررات الاختیاریة فی المدارس .
2- توعیة الطالبات عن طریق وسائل الإعلام .
3- منح الجوائز للطالبات المتفوقات .
4- التوسع فی الحفلات الترفیهیة والأنشطة المناسبة لمیول الطالبات .
- مقترحات حول علاج الأسباب النفسیة :
1- التخفیف من قلق الامتحانات باستخدام الاختبارات الدوریة .
2- توثیق العلاقة بین المعلمات والطالبات من ناحیة وبین الطالبات وزمیلاتهم من ناحیة ثانیة عن طریق الاشتراک فی الأنظمة الجماعیة .
3- عدم استخدام العقاب اللفظی .
- مقترحات لعلاج الأسباب الصحیة :
1- تزوید کل مدرسة بممرضة لتقدیم الإسعافات الأولیة .
2- نشر التوعیة الصحیة داخل المدارس وعمل بطاقات صحیة .
3- الإشراف الصحی على المقصف المدرسی .
- مقترحات حول الأسباب المتعلقة بالأسرة :
1- توعیة الاسرة بأهمیة انتظام بناتهم فی المدرسة .
2- استمرار الاتصال بین البیت والمدرسة .
3- توعیة الاهالی بأهمیة الجو المناسب للمذاکرة فی البیت ومراعاة ظروف سن المراهقة .
4-توفیر وسائل المواصلات للتلمیذات من وإلى المدرسة .
الدراسات السابقة
بعـــد البحــــث والاطــــلاع تم ملاحظة أن الدراســــات ذات الصــــلة بموضــوع الدراســة نــادرة جدا، وخاصــة فــی المملکة العربیة السعودیة وتکاد تکون معدومة فی محافظة الخرج بالتحدید، ومــا تــم التوصل إلیه مـن دراسـات هـو مـن بیئـات خارجیـة او من مراحل مختلفة، وما تم رصده من دراسات ذات علاقة فهو على النحو التالی:
دراسة (الربیعی،2002): اجریت فی العراق وهدفت الى التعرف على ظاهرة التسرب فی العراق من التعلیم الابتدائی والاسباب والاثار والمعالجات ،استخدم الاسلوب المسحی بالتعاون مع المنظمة العالمیة للطفولة(الیونسیف) ،توصلت الدراسة الى النتائج الأتیة:
- نسبة الاطفال الملتحقین بالمدرسة الابتدائیة الذین هم بعمر التعلیم الالزامی 86%ای ان هناک 600 الف طفل غیر ملتحقین بالمدرسة.
- ان حوالی 21 %من الاناث بعمر التعلیم غیر ملتحقات بالمدرسة.
- ان حوالی 22 %من الاطفال یتسربون من المدارس قبل اتمام المرحلة الابتدائیة الالزامیة.
- کما بینت الدراسة ان نسبة تسرب الاناث بلغت 31 %فی المدن و51%فی المناطق الریفیة.
اما اسباب التسرب فتعزى الى :
1 -صعوبة مفردات المنهج او افتقارها الى التشویق وبعدها عن بیئة التلمیذ.
2 -القصور فی کفاءة المعلم وفی عالقته مع التلمیذ.
3 -البطالة التی یعانی منها اولیاء الامور مما یضطر الاباء الى دفع ابنائهم الى اعمال هامشیة للتخفیف من الفقر والعوز.
4 -عدم قدرة الاهل على تحمل مصروفات التعلیم الخاصة بأبنائهم .
5-استهداف الارهابین للمدارس وقتل المعلمین وهجرة العائلات مما دفع الکثیر منها الى عدم ارسال ابنائها الى المدارس بسبب هذه التهدیدات. (الربیعی،2339)
دراسة المنیع (2003 ): هدفت هذه الدراسة إلى رصد الأسباب والعوامل التـی تـؤدی إلـى الهـدر التربـوی فـی مراحل الدراسـات العلیـا بکلیـات التربیـة للبنات بالمملکة العربیة السعودیة خاصة فیما یتعلق بظاهرتی الرسوب والتسرب، وصولاً إلى وضع استراتیجیة مقترحة لمواجهة هذا الهدر فی المستقبل، ومن النتائج التی توصـلت لهــــا الدراســــة: أن متوســـط الکفایـــة للأفـــواج الخمســـة فـــی مرحلتـــی الماجسـتیر والـدکتوراه (1414هــ -1418) هــ بلغـت 96.69% والهدر بلغ 04.30 .
دراسة مبارک، والحارثی، وکیس(2000 ): هدفت إلى تعرف الأسباب الکامنة وراء ظاهرتی الرسوب والتسرب فی جامعة أم القرى، ومن نتائج الدراسة فیما یتعلق بالأسباب والعوامل ما یلی:
عدم إمکانیة اختیار التخصص المناسب من قبل الطلاب یؤدی بهم إلى دراسة مواد وموضوعات قد لا تتوافق مع میولهم واستعداداتهم وقدراتهم، و الانشغال بتأمین مستلزمات الحیاة والسکن، غیاب دور التوجیه والإرشاد فی تکوین مفاهیم صحیحة عن الدراسة الجامعیة، و نقص القدرة المالیة للطالب بما یؤدی إلى انشغاله بممارسة مهنة ما وترکه للدراسة.
دراســة الجــدوع (1420 ): وهــدفت هذه الدراسة إلــى تحدیــد حجــم الرســوب فــی جـامعتی الملــک سـعود والملــک فهـد للبتــرول والمعـادن، والکشــف عــن العوامل الأکادیمیة التی تسهم فی ارتفاع نسبة الرسوب فـی الجامعـة، ومن نتائج الدراسة: أن أعلى العوامل الأکادیمیـة المؤدیـة إلـى رسـوب الطــلاب فــی جــامعتی الملــک ســعود والملــک فهــد الموافــق علیهــا مــن وجهة نظر الطلاب الراسبین فی الجامعتین هی:
- عـــدم دقـــة بعـــض أعضـــاء هیئـــة التـــدریس فـــی تقـــویم تحصـــیل الطلاب الدراسی .
- عـــدم قـــدرة بعـــض أعضـــاء هیئـــة التـــدریس فـــی توصـــیل المـــادة العلمیة .
- قلة اهتمام عضو هیئة التدریس بالطلاب ضعیفی التحصیل .
- افتقار الطرق المتبعة فی تدریس المقررات لعنصر التشویق .
- صعوبة التعامل مع بعض أعضاء هیئة التدریس .
-ان العوامــل الأکادیمیــة المؤدیــة إلــى رســوب الطــلاب فــی جـامعتی الملـک سـعود ، والملـک فهـد الموافـق علیهـا مـن وجهـة نظـر أعضاء هیئة التدریس فی الجامعتین هی على الترتیب:
• اعتماد درجات الشهادة الثانویة کمعیار أساسی للالتحاق بالکلیة .
• قصور الإرشاد الأکادیمی فی حل مشکلات الطلاب الاجتماعیة والنفسیة .
• افتقار الطرق المتبعة فی تدریس المقررات لعنصر التشویق .
• عدم تحقیق رغبة الطالب فی اختیار الکلیة التی یرغبها .
• قصور الإرشاد الأکادیمی فی حل مشکلات الطلاب الدراسیة
التعلیق على الدراسات السابقة
رکزت الدراسات السابقة على ظاهرة التسرب الدراسی فی مراحل مختلفة وفی جامعات معینة ولم یتطرق کل منها لتحدید جنس معین او تحدید المرحلة الثانویة فی دراسته ، وصلت نتائج هذه الدراسات الى ان التسرب فی المناطق الریفیة او القرى یعتبر اکثر منه فی المدن والمناطق المتوفر فیها جامعات ومدارس وذلک یعزى لسهولة الوصول الى المجمعات الدراسیة ،کما اشارت اغلب الدراسات المعنیة بالتسرب فی الجامعات ان اغلب الأسباب تنتج عن الاختیار الخاطئ للقسم الذی لم یتناسب مع میول الطالب ،وغیاب دور التوجیه والإرشاد الجامعی یؤدی الى انتشار هذه الظاهرة، بینما رکزت دراستنا الحالیة على الترکیز على المرحلة الثانویة وحددنا محافظة الخرج للدراسة .
عرض نتائج الدراسة ومناقشتها وعرض التوصیات
یتناول هذا الفصل عرض النتائج التی توصلت الیها الدراسة ومناقشتها وذلک من خلال الإجابة على أسئلة الدراسة
1-مـا أسـباب الهـدر التربـوی بـین طلبـة المدارس الثانویة فـی محافظة الخرج ؟
للإجابة على هذا السؤال تم حساب التکرارات والنسب المئویة للتعرف على أسباب الهدر التربوی بین طلبة المدارس الثانویة فی محافظة الخرج، حیث یوضح الجدول ذلک.
بدرجة ضعیفة |
بدرجة متوسطة |
بدرجة عالیة |
بدایة الفقرة |
رقم الفقرة |
|
||||
|
% |
ک |
% |
ک |
% |
ک |
|
|
|
|
13.4 |
19 |
71.8 |
102 |
14.8 |
21 |
ضعف إمکانیات الاسرة فی توفیر المستلزمات المدرسیة |
1 |
أسباب اقتصادیة |
|
18.3 |
26 |
43 |
61 |
38.7 |
55 |
حاجة الأسرة لعمل ابنتهم |
2 |
|
|
18.3 |
26 |
26.8 |
38 |
5.6 |
8 |
العقوبات الجسدیة التی یستخدمها بعض المعلمات ضد الطالبات |
3 |
أسباب تربویة |
|
18.4 |
21 |
45.8 |
65 |
39.4 |
56 |
الغیاب المتکرر عن المدرسة |
4 |
|
|
14.8 |
21 |
47.9 |
68 |
37.3 |
53 |
ضعف التواصل بین أولیاء الأمور والمدرسة |
5 |
|
|
35.2 |
50 |
45.1 |
64 |
19.7 |
28 |
ضعف الوعی لدى الاسرة بأهمیة اکمال الدراسة |
6 |
|
|
25.4 |
36 |
60.6 |
86 |
14.1 |
20 |
ضعف المدرسات فی توصیل المادة العلمیة |
7 |
|
|
21.1 |
30 |
65.5 |
93 |
13.4 |
19 |
ضعف الإدارة المدرسیة |
8 |
|
|
33.1 |
47 |
54.9 |
78 |
12 |
17 |
قصور الإمکانیات التربویة من مبانی وتجهیزات |
9 |
|
|
26.1 |
37 |
38.7 |
55 |
35.2 |
50 |
تأثیر الزواج المبکر على عدم اکمال الطالبة دراستها |
10 |
|
|
39.4 |
56 |
47.2 |
67 |
13.4 |
19 |
شیوع بعض العادات التی تمنع البنات من اکمال الدراسة |
11 |
أسباب اجتماعیة |
|
33 |
46 |
45 |
79 |
12 |
17 |
بعد السکن عن المدرسة |
12 |
|
|
18.3 |
26 |
50.7 |
72 |
31 |
44 |
التفکک الأسری |
13 |
|
|
27.5 |
39 |
43 |
61 |
29.6 |
42 |
خوف الطالبات من الرسوب |
14 |
أسباب نفسیة |
|
33.8 |
48 |
45.8 |
65 |
40.4 |
29 |
شعور الطالبة بالإحراج فی الأماکن المزدحمة |
15 |
|
|
26.1 |
37 |
49.3 |
70 |
24.6 |
35 |
ضعف رغبة الطالبة بالتعلم |
16 |
|
|
74.6 |
102 |
18.3 |
26 |
7 |
10 |
انتشار الامراض الوبائیة بین الطلاب |
17 |
أسباب صحیة |
|
51.4 |
73 |
41.5 |
59 |
7 |
10 |
سوء الحالة الصحیة للطالبة |
18 |
|
|
38 |
54 |
41.5 |
59 |
20.4 |
29 |
الاعاقات والعاهات الصحیة والنفسیة الملازمة للطالبة والتی تمنعها من مسایرة زمیلاتها |
19 |
|
|
22.5 |
32 |
44.4 |
63 |
33.1 |
47 |
رفقاء السوء |
20 |
أسباب شخصیة |
|
14.8 |
21 |
45.8 |
65 |
39.4 |
56 |
انخفاض مستوى الطموح لدى الطالبة |
21 |
|
|
35.2 |
50 |
45.1 |
64 |
19.7 |
28 |
شخصیة الطالبة وترکیبتها النفسیة بما تمتلک من استعدادات وقدرات ومیول تجعلها لا تتقبل العمل المدرسی ولا تقبل علیه |
22 |
یتضح من الجدول السابق ان استجابات عینة الدراسة على أسـباب الهـدر التربـوی بـین طلبـة المدارس الثانویة فـی محافظة الخرج فی مجال الأسباب الاقتصادیة جاءت على النحو التالی، الفقرة (1) التی تنص على "ا ضعف إمکانیات الاسرة فی توفیر المستلزمات المدرسیة " فی المرتبة الأولى وبأعلى درجة تکرار حیث بلغ(102) وبنسبة مئویة(71.8) بدرجة متوسطة ، فی حین حصلت الفقرة(2) التی تنص على "حاجة الأسرة لعمل ابنتهم " على تکرار بلغ (61) وبنسبة مئویة(43) بدرجة متوسطة.
أما الأسباب التربویة فقد حصلت العبارة رقم(8) التی تنص على "ضعف الإدارة المدرسیة" على المرتبة الأولى بعدد التکرارات(93)وبنسبة مئویة(65.5) اما العبارة رقم (7) التی تنص على "ضعف المدرسات فی توصیل المادة العلمیة" فقد جاءت فی المرتبة الثانیة بعدد تکرارات(86) وبنسبة(60.6) بدرجة متوسطة، فی حین جاءت العبارة رقم(9) التی تنص على "قصور الإمکانیات التربویة من مبانی وتجهیزات" فی المرتبة الثالثة بعدد تکرارات (78) وبنسبة مئویة(54.9) بدرجة متوسطة ،وجاءت العبارة رقم(5) التی تنص على "ضعف التواصل بین أولیاء الأمور والمدرسة" فی المرتبة الرابعة بعدد تکرارات(68) وبنسبة(74.9) بدرجة متوسطة ،اما العبارة رقم(4) التی تنص على "الغیاب المتکرر عن المدرسة "فقد جاءت خامسا بعدد تکرارات(65) وبنسبة(45.8) بدرجة متوسطة، اما العبارة رقم(6) والتی تنص على "ضعف الوعی لدى الاسرة بأهمیة اکمال الدراسة" فقد جاءت سادسا بعدد تکرار(64)وبنسبة (45.1) بدرجة متوسطة، وجاءت العبارة رقم(10) التی تنص على "تأثیر الزواج المبکر على عدم اکمال الطالبة دراستها" سابعا بعدد تکرار(55) وبنسبة(38.7) بدرجة متوسطة، اما العبارة رقم (3) التی تنص على "العقوبات الجسدیة التی یستخدمها بعض المعلمات ضد الطالبات" فقد جاءت أخیرا بعدد تکرار(38) ونسبة(26.8) بدرجة متوسطة.
أما الأسباب الاجتماعیة فقد حصلت العبارة رقم (12) التی تنص على "بعد السکن عن المدرسة" على المرتبة الأولى بعدد تکرار (79) وبنسب (45) بدرجة متوسطة، فی حین حصلت العبارة (13) التی تنص على "التفکک الأسری" على المرتبة الثانیة بعدد تکرار (72) وبنسبة مئویة (50.7) بدرجة متوسطة، اما العبارة رقم(11) التی تنص على "شیوع بعض العادات التی تمنع البنات من اکمال الدراسة" فقد جاءت أخیرا بعدد تکرار(67) وبنسبة(47.2) بدرجة متوسطة.
فی حین کانت عبارات الأسباب النفسیة على النحو التالی، حصلت العبارة رقم (16) والتی تنص على "ضعف رغبة الطالبة بالتعلم" على المرتبة الأولى بعدد تکرار (70) وبنسبة (49.3) بدرجة متوسطة، یلیها العبارة رقم (15) التی تنص على "شعور الطالبة بالإحراج فی الأماکن المزدحمة" بعدد تکرار (65) وبنسبة (45.8) بدرجة متوسطة، وأخیرا العبارة رقم ( 14) التی تنص على "خوف الطالبات من الرسوب" فی المرتبة الثالثة بعدد تکرار(61) ونسبة (43) بدرجة متوسطة.
اما عبارات الأسباب الصحیة کانت على النحو التالی: فی المرتبة الأولى العبارة رقم (17) التی تنص على "انتشار الامراض الوبائیة بین الطلاب" بعدد تکرار (102) ونسبة(74.6) بدرجة ضعیفة، یلیها العبارة رقم(18) التی تنص على "سوء الحالة الصحیة للطالبة" بعدد تکرار (73) ونسبة (51.4) بدرجة ضعیفة، ویلیها العبارة رقم(19) التی تنص على "الاعاقات والعاهات الصحیة والنفسیة الملازمة للطالبة والتی تمنعها من مسایرة زمیلاتها" بعدد تکرار (59) وبنسبة (41.5) بدرجة ضعیفة.
أخیرا عبارات الأسباب الشخصیة جاءت على النحو التالی: العبارة رقم (20) التی تنص على "انخفاض مستوى الطموح لدى الطالبة" جاءت فی المرتبة الأولى بعدد تکرار(65) وبنسبة (45.8) بدرجة متوسطة، یلیها العبارة رقم(21) التی تنص على "انخفاض مستوى الطموح لدى الطالبة" بعدد تکرار (64) وبنسبة (45.1) بدرجة متوسطة، وأخیرا العبارة رقم (22) التی تنص على "شخصیة الطالبة وترکیبتها النفسیة بما تمتلک من استعدادات وقدرات ومیول تجعلها لا تتقبل العمل المدرسی ولا تقبل علیه" بعدد تکرار (63) ونسبة (44.4) بدرجة متوسطة.
التوصیات
الخاتمة
وختاماً لم تعد التربیة والتعلیم فی عصرنا الحاضر أمراً متروکاً للمبادرات الفردیة فی تعلیم النشء, أو امتیازاً وترفاً ینحصر على تثقیف أبناء طبقة من المجتمع, أو ضرباً من الخدمات الاستهلاکیة الاجتماعیة التی تعمل الدولة على توفیرها لمواطنیها.
بل التعلیم عملیة استثماریة تنمویة منظمة وشاملة تهدف إلى بناء الإنسان المتکامل وتسعى إلى خدمة المجتمع عن طریق الاستخدام الأمثل للموارد البشریة والمادیة التی یخصصها مجتمع ما إلى قطاع التعلیم، وحمایة هذه الموارد واستهلاکها فی الوجه الأمثل والوقوف على ظواهر الهدر التربوی ومعرفة اسبابها وطرق حلها.
وأشار هذا البحث إلى أهمیة دور المعلم فیما یتعلق بالهدر التعلیمی وأن وجود المعلم المتمیز والمربی والحریص والقدوة مع بدایة العام الدراسی أساس لنجاح العملیة التربویة والتعلیمیة وأن قدرته على تنویع أسالیب التعلیم وتمکنه من إدارة الصف من الأساسیات للنجاح.
واستعرضنا الهدر التربوی وحرص کل ولی أمر على إیجاد بیئة تربویة صالحة لأبنائه تتبنى القیم والسلوکیات والطرق المثالیة لعلاج الهدر التربوی و استثمار البیئة والمکان بالشکل المناسب الذی یکفل راحة الطالب ،کما تم استعرض التجارب الواقعیة والطرق المثالیة الواجب اتباعها لتفادی هذا الهدر .
ولقد ظل التعلیم المحور الرئیسی والهدف النهائی للتنمیة الاجتماعیة والاقتصادیة فی المملکة ، فقد حرصت المملکة على زیادة الإنفاق المخصص للخدمات التعلیمیة على مدار خطط التنمیة المتعاقبة ، ولا یمکن أن تستمر هذه الجهود والنجاحات إلا تحت قیادة سیاسیة واعیة وقادرة على توجیه عملیة التنمیة ، وما حققته المملکة فی حقبة زمنیة قصیرة یعکس ما أعطته القیادة الرشیدة من أولویة للتعلیم وتنمیة الفرد.
المراجع
المراجع