دراسة مقارنة لمعالجة المعلومات الاجتماعية لدى الأطفال الکويتيين ذوي قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العاديين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد - الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الکويت کلية التربية الأساسية- قسم علم النفس

المستخلص

کثيرا ما يجد المعلم نفسه أمام بعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوکية وانفعالية تؤثر بشکل مباشر أو غير مباشر على مختلف جوانب حياتهم الدراسية، الاجتماعية والشخصية، ومن بين هذه الاضطرابات اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط ((ADHD، ومن المؤسف أن معظم الآباء لا يعرفون هذا الاضطراب، مما يؤدي إلى تأخر تشخيص هذه الحالات وعلاجها (بوکرمة، وبوجملين، 2012، ص13).
إن قصور الانتباه وفرط النشاط من المشاکل السلوکية المهمة التي تواجه الأطفال في المنزل أو المدرسة وتعوق التعليم في المستقبل فضلاً عن ظهور المشکلات السلوکية المتمثلة بکون الأطفال المضطربين يعدون أکثر عدوانية واندفاعية وتهور ولديهم اضطرابات في التفکير وعدم القدرة على الضبط الذاتي (المفتي، 2014، ص3).
کما أن هذا الاضطراب يعد من بين الاضطرابات الأکثر شيوعاً لدى الأطفال            إذ يبلغ عدد المصابين بها حوالي 5 % من مجموع شعوب العالم، ويشکل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشکلة حقيقية للأهل وحتى الطفل المصاب يدرک أحيانا مشکلته ولکنه لا         يستطيع السيطرة على تصرفاته، ونتيجة لذلک ينزعج ولي الأمر حينما يعلم أن طفله يثير المشکلات ويبدو وکأنه لا يستمع إلى أي تعليمات ولا ينفذها وأن أقرانه ينفرون منه ويتجاهلونه (السيد، 2015، ص487).
ويعاني الأطفال ذوي قصور الانتباه وفرط النشاط من نواحي عجز خاصة في مجال العلاقات مع الأقران؛ إذ تظهر البحوث العلمية المتاحة أن 50 % على أقل تقدير من هؤلاء الأطفال لديهم مشکلات في العلاقات مع الأقران، وتبدو هذه الصعوبات منتشرة نظراً لأنهم  غالباً ما يکونوا محل بغض من زملائهم في غضون أيام أو حتى دقائق من أول لقاء بهم   (King et al., 2009, p. 579-580). وعليه فإنهم يعاونون من مشکلات اجتماعية عميقة والتي غالباً ما تنتج عن رفضهم من قبل أقرانهم، کما أنهم يلجئون إلى حلول عدوانية للمواقف الاجتماعية مقارنةً بالأطفال العاديين، ويمکن أن يؤدي ذلک إلى سوء توافق اجتماعي لدى هؤلاء الأطفال يؤثر على مجالات مختلفة مثل علاقاتهم الاجتماعية ومهاراتهم الاجتماعية وتقديرهم لذاتهم بما يساهم في تعميق مشکلاتهم على نحو أکبر (Khalifa, 2014).
          ولقد تعددت تفسيرات الباحثين للصعوبات الاجتماعية التي يواجهها الأطفال ذوي قصور الانتباه وفرط النشاط. فعلى سبيل المثال، أظهرت البحوث أن هؤلاء الأطفال لديهم جوانب قصور في المعرفة وکذلک في الأداء عند الانخراط في التفاعلات الاجتماعية؛ إذ يبدو هؤلاء الأطفال أقل قدر من المعرفة مقارنةً بأقرانهم العاديين بشأن السلوکيات الاجتماعية المناسبة وأقل احتمالاً للتصرف بطرق مناسبة اجتماعياً عند التفاعل مع الأقران. وفي ضوء هذه النتائج، فإنه من الممکن أن يساعد استخدام نموذج معالجة المعلومات الاجتماعية على        فهم مدى الصعوبات الاجتماعية التي يواجهها الأطفال ذوي قصور الانتباه وفرط النشاط      (King et al., 2009, p. 580).
يتضح مما سبق عرضه أن الأطفال ذوي قصور الانتباه وفرط النشاط يعانون من العديد من المشکلات السلوکية وخاصة الاجتماعية منها والتي ترتبط على نحو وثيق بخصائصهم. ويمکن  أن يکون لهذه المشکلات تأثيرها السلبي على حياة هؤلاء الأطفال في مدرستهم ومجتمعهم. وعليه، فإنه من الضروري أن يتم اتخاذ الإجراءات التي من شأنها مساعدة هؤلاء الأطفال في التغلب على مشکلاتهم السلوکية. وتمثل الخطوة الأولى في ذلک في تحديد أهم الأسباب التي تقف وراء هذه المشکلات. إن خصائص الأطفال ذوي قصور الانتباه وفرط النشاط من قبيل: الاندفاعية والنشاط الحرکي الزائد وضعف الانتباه قد تؤثر على قدرتهم على المعالجة الناجحة للمعلومات الاجتماعية وربما يکون ذلک عاملاً مساهماً في ضعف مهاراتهم الاجتماعية. وعلى الرغم من شيوع نموذج معالجة المعلومات الاجتماعية واستخدامه في العديد من الدراسات إلا أنه لم يحظ بعد بالاهتمام الکافي مع الأطفال ذوي قصور الانتباه وفرط النشاط. وفي دولة الکويت وعلى حد علم الباحثة فإنه لم يسبق عمل دراسة ميدانية تستقصي تطبيق نموذج معالجة المعلومات الاجتماعية على هؤلاء الأطفال وهو ما يتم تناوله في الدراسة الحالية.

الموضوعات الرئيسية


 

                       کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

دراسة مقارنة لمعالجة المعلومات الاجتماعیة لدى

 الأطفال الکویتیین  ذوی قصور الانتباه وفرط

      النشاط وأقرانهم العادیین

 

إعــــــــــداد

شیماء نایف عید السهیل المطیری

أستاذ مساعد - الهیئة العامة للتعلیم التطبیقی والتدریب بدولة الکویت

 کلیة التربیة الأساسیة- قسم علم النفس

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد التاسع – سبتمبر2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

خلفیة الدراسة

مقدمة الدراسة:

کثیرا ما یجد المعلم نفسه أمام بعض الأطفال الذین یعانون من اضطرابات سلوکیة وانفعالیة تؤثر بشکل مباشر أو غیر مباشر على مختلف جوانب حیاتهم الدراسیة، الاجتماعیة والشخصیة، ومن بین هذه الاضطرابات اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط ((ADHD، ومن المؤسف أن معظم الآباء لا یعرفون هذا الاضطراب، مما یؤدی إلى تأخر تشخیص هذه الحالات وعلاجها (بوکرمة، وبوجملین، 2012، ص13).

إن قصور الانتباه وفرط النشاط من المشاکل السلوکیة المهمة التی تواجه الأطفال فی المنزل أو المدرسة وتعوق التعلیم فی المستقبل فضلاً عن ظهور المشکلات السلوکیة المتمثلة بکون الأطفال المضطربین یعدون أکثر عدوانیة واندفاعیة وتهور ولدیهم اضطرابات فی التفکیر وعدم القدرة على الضبط الذاتی (المفتی، 2014، ص3).

کما أن هذا الاضطراب یعد من بین الاضطرابات الأکثر شیوعاً لدى الأطفال            إذ یبلغ عدد المصابین بها حوالی 5 % من مجموع شعوب العالم، ویشکل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشکلة حقیقیة للأهل وحتى الطفل المصاب یدرک أحیانا مشکلته ولکنه لا         یستطیع السیطرة على تصرفاته، ونتیجة لذلک ینزعج ولی الأمر حینما یعلم أن طفله یثیر المشکلات ویبدو وکأنه لا یستمع إلى أی تعلیمات ولا ینفذها وأن أقرانه ینفرون منه ویتجاهلونه (السید، 2015، ص487).

ویعانی الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط من نواحی عجز خاصة فی مجال العلاقات مع الأقران؛ إذ تظهر البحوث العلمیة المتاحة أن 50 % على أقل تقدیر من هؤلاء الأطفال لدیهم مشکلات فی العلاقات مع الأقران، وتبدو هذه الصعوبات منتشرة نظراً لأنهم  غالباً ما یکونوا محل بغض من زملائهم فی غضون أیام أو حتى دقائق من أول لقاء بهم   (King et al., 2009, p. 579-580). وعلیه فإنهم یعاونون من مشکلات اجتماعیة عمیقة والتی غالباً ما تنتج عن رفضهم من قبل أقرانهم، کما أنهم یلجئون إلى حلول عدوانیة للمواقف الاجتماعیة مقارنةً بالأطفال العادیین، ویمکن أن یؤدی ذلک إلى سوء توافق اجتماعی لدى هؤلاء الأطفال یؤثر على مجالات مختلفة مثل علاقاتهم الاجتماعیة ومهاراتهم الاجتماعیة وتقدیرهم لذاتهم بما یساهم فی تعمیق مشکلاتهم على نحو أکبر (Khalifa, 2014).

          ولقد تعددت تفسیرات الباحثین للصعوبات الاجتماعیة التی یواجهها الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. فعلى سبیل المثال، أظهرت البحوث أن هؤلاء الأطفال لدیهم جوانب قصور فی المعرفة وکذلک فی الأداء عند الانخراط فی التفاعلات الاجتماعیة؛ إذ یبدو هؤلاء الأطفال أقل قدر من المعرفة مقارنةً بأقرانهم العادیین بشأن السلوکیات الاجتماعیة المناسبة وأقل احتمالاً للتصرف بطرق مناسبة اجتماعیاً عند التفاعل مع الأقران. وفی ضوء هذه النتائج، فإنه من الممکن أن یساعد استخدام نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة على        فهم مدى الصعوبات الاجتماعیة التی یواجهها الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط      (King et al., 2009, p. 580).

یتضح مما سبق عرضه أن الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط یعانون من العدید من المشکلات السلوکیة وخاصة الاجتماعیة منها والتی ترتبط على نحو وثیق بخصائصهم. ویمکن  أن یکون لهذه المشکلات تأثیرها السلبی على حیاة هؤلاء الأطفال فی مدرستهم ومجتمعهم. وعلیه، فإنه من الضروری أن یتم اتخاذ الإجراءات التی من شأنها مساعدة هؤلاء الأطفال فی التغلب على مشکلاتهم السلوکیة. وتمثل الخطوة الأولى فی ذلک فی تحدید أهم الأسباب التی تقف وراء هذه المشکلات. إن خصائص الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط من قبیل: الاندفاعیة والنشاط الحرکی الزائد وضعف الانتباه قد تؤثر على قدرتهم على المعالجة الناجحة للمعلومات الاجتماعیة وربما یکون ذلک عاملاً مساهماً فی ضعف مهاراتهم الاجتماعیة. وعلى الرغم من شیوع نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة واستخدامه فی العدید من الدراسات إلا أنه لم یحظ بعد بالاهتمام الکافی مع الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. وفی دولة الکویت وعلى حد علم الباحثة فإنه لم یسبق عمل دراسة میدانیة تستقصی تطبیق نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة على هؤلاء الأطفال وهو ما یتم تناوله فی الدراسة الحالیة.

تحدید مشکلة الدراسة وتساؤلاتها:

          کان هناک رافدین رئیسیین للإحساس بمشکلة الدراسة تمثل أولهما فی الملاحظات المباشرة وغیر المباشرة للباحثة بخصوص واقع الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط واحتیاجاتهم ومشکلاتهم. أما الرافد الثانی لتحدید مشکلة الدراسة فکان بالاعتماد على مراجعة الدراسات والبحوث السابقة. وفیما یلی بیان لکل منهما:

أ- بنظرة على واقع الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط بالمدارس، فإن هناک العدید من الجوانب التی تتعلق بنقاط الضعف فی مهاراتهم الاجتماعیة وعلاقاتهم مع زملائهم الآخرین سواءاً فی المدرسة أو خارجها. حیث یلاحظ أنهم یعانون من الرفض من الآخرین وضعف قدرتهم على التواصل الاجتماعی الفعال والتعاون والمشارکة مع الآخرین، فضلاً عن العدید من المشکلات السلوکیة ذات الطابع الاجتماعی مثل ضعف الاهتمام بالمثیرات الاجتماعیة وعدم القدرة على الالتزام بالسلوک الصفی الإیجابی وکثرة النشاط والاندفاع بشکل غیر مقبول، والإتیان ببعض السلوکیات التی تتسم بالتسرع والعدوان على الآخرین والأشیاء والممتلکات. وقد یترتب على هذه المشکلات تفاقم المظاهر غیر الإیجابیة للسلوک الاجتماعی والذی یمکن أن یترتب علیه تأثیرات طویلة الأمد على الصحة النفسیة لهؤلاء الأطفال. وقد تکون هذه المشکلات الاجتماعیة راجعة بالأساس إلى ضعف قدرة الأطفال على معالجة المعلومات الاجتماعیة وهو الأمر الذی یحتاج إلى دراسته وبحثه علمیاً فی ضوء نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة.

ب- بخصوص مراجعة الدراسات السابقة: فمن ناحیة أخرى وعلى الرغم من الأهمیة البالغة التی یحظى بها نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة وإجراء المئات من الدراسات العلمیة المحکمة والمنشورة فی الدوریات والمؤتمرات العلمیة والرسائل والتی تناولت تطبیق هذا النموذج على فئات متنوعة من الأطفال العادیین وذوی صعوبات التعلم وذوی الاحتیاجات الخاصة، وعلى الرغم من اتساع نطاق استخدامه فی دراسة العدید من الاضطرابات السلوکیة وعلى رأسها السلوک العدوانی إلا أنه من الملاحظ قلة الدراسات التی اهتمت بتطبیق هذا النموذج على الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط.

 کما أنه من الملاحظ أیضاً أنه فی الدراسات التی رکزت على الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فإن تطبیق هذا النموذج قد اقتصر على المواقف السلوکیة والاجتماعیة السلبیة دون التطرق للمواقف الإیجابیة. وبالتالی فإن هناک حاجة للمزید من الدراسات التی یتم تطبیقها باستخدام نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة على عینات من الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط خاصةً باستخدام مواقف اجتماعیة إیجابیة بجانب المواقف السلبیة. وعلیه، یمکن صیاغة المشکلة الخاصة بالدراسة الحالیة فی العبارة: "الحاجة إلى الکشف عن ما إذا کانت هناک فروق دالة ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی معالجة المعلومات الاجتماعیة وفقاً لنموذج" "کریک" و"دودج".

وعلیه ترکز الدراسة على الإجابة عن تساؤل رئیسی مفاده: "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین الأطفال الکویتیین ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی معالجة المعلومات الاجتماعیة؟" وینبثق من هذا التساؤل الرئیسی التساؤلات الفرعیة التالیة:

1- هل یوجد فرق دال ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی تحدید التلمیحات الاجتماعیة cue detection؟

2- هل یوجد فرق دال ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی عزو النوایا والنواتج intent and outcome attributions؟

3- هل یوجد فرق دال ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی تولید الاستجابة response generation؟

4- هل یوجد فرق دال إحصائیاً بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی معالجة المعلومات الاجتماعیة إجمالاً؟

أهمیة الدراسة:

 قد تحمل الدراسة الحالیة فی طیاتها مضامین بحثیة وتطبیقیة مهمة على حد سواء. ومن أبرز المستفیدین المحتملین من نتائج الدراسة الحالیة ما یلی:

1- بالنسبة للباحثین المهتمین بدراسة الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط خاصةً الجوانب الاجتماعیة لدیهم فإن هذه الدراسة تعد من الدراسات القلیلة والتی ترکز على تطبیق معالجة المعلومات الاجتماعیة على هؤلاء الأطفال للکشف عن نقاط الضعف المحددة لدیهم فی معالجة المعلومات الاجتماعیة. وربما یساهم الکشف عن هذه النقاط فی تقدیم تفسیرات محتملة للضعف فی المهارات الاجتماعیة والعدید من مظاهر المشکلات الاجتماعیة الأخرى لدى هؤلاء الأطفال.

2- قد تفید نتائج هذه الدراسة المرشدین النفسیین والمدرسیین الذین یتعاملون مع الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی بناء وتصمیم برامج إرشادیة وتوجیهیة وتدریبیة تساهم فی التغلب على نقاط الضعف فی معالجة المعلومات الاجتماعیة لدیهم بما یعمل على تحسین تفاعلاتهم الاجتماعیة ویساهم فی دمجهم فی المجتمع الأکبر بشکل أفضل.

3- یمکن الاستفادة من الأداة المقدمة لقیاس معالجة المعلومات الاجتماعیة فی الدراسة         کأداة للقیاس والتقویم الخاص بالأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط مستقبلاً سواءاً بالنسبة للباحثین المهتمین بدراستهم أو بالنسبة للأخصائیین النفسیین والمعلمین الذین یتعاملون معهم.

حدود الدراسة:

1- دراسة معالجة المعلومات الاجتماعیة استناداً لنموذج "کریک" و"دودج" 1994.

2- الاقتصار على الأبعاد التالیة لمعالجة المعلومات الاجتماعیة وهی: تحدید التلمیحات الاجتماعیة – عزو النوایا والنواتج- تولید الاستجابة.

3- الاعتماد فی قیاس معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال المشارکین على قصص اجتماعیة لمواقف إیجابیة وسلبیة مفترضة یمکن أن یتعرض لها هؤلاء الأطفال وبالتالی لا تعتمد الدراسة على أسالیب الملاحظة المباشرة أو استجابات التقریر الذاتی. 

الأدبیات النظریة

مفهوم وخصائص الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط:

یُعرف اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط بأنه عدم قدرة الطفل على الترکیز لمدة طویلة والصعوبة فی متابعة التعلیمات وإنهاء الأعمال والاندفاع فی التصرف دون تفکیر لما یناسب الموقف ویصاحب هذا الاضطراب نشاط حرکی مفرط یجعل الطفل یتحرک کثیراً وبصورة عشوائیة بدون سبب أو هدف واضح یسبب إزعاج للآخرین (جابر، وعبد الحمید، وعوض، 2014، ص323).وترى (محمد، 2015) أن هذا الاضطراب یمکن تعریفه على أنه اضطراب تتعدد أعراضه وأبعاده ویتضمن ضعف وتشتت الانتباه والاندفاعیة المفرطة والنشاط الحرکی الزائد غیر الهادف وله تأثیر مباشر على الأداء الأکادیمی والسمات الشخصیة للفرد ومنها الانسحاب الاجتماعی ومستوى تقدیر الذات (ص23).

ویتصف هؤلاء الأطفال بأنهم لا یملکون القدرة على الترکیز على ما یهمهم، بل ینتبهون بشکل طفیف لأی مثیر مما یؤثر على خبراتهم فی المستقبل وتتمیز حرکاتهم بالاندفاع وعدم التبصر وقلة الصبر ویفتقرون أیضاً إلى التسلسل المنطقی. کما أنه یظهر السلوک العدوانی کمصاحب لهذه المشکلة بالإضافة إلى تقلب الحالة المزاجیة بین المرح والانزعاج (المشهدانی، 2010، ص53).

ویضیف (الهاجری، 2007) أن هؤلاء الأطفال یتصفون بمجموعة من السلوکیات والخصائص منها: - تکون حرکة الطفل کثیرة ولا یهدأ.  - یحدث ضوضاء وضجیجاً باستمرار. - یبکی بسهولة لأسباب لا تستدعی البکاء لمن هو فی مثل سنه. - یصعب علیه الترکیز على شیء معین. - ینقل انتباهه من شیء لآخر دون مبرر. - یبدو علیه التوتر دون أسباب واضحة. - یعاند باستمرار ویخالف الأوامر. - یصعب علیه إکمال واجباته الدراسیة باستمرار. - یکره الانضمام للألعاب النظامیة. - یصعب علیه الجلوس فی مکان واحد. - یشکو منه زملاؤه لعدم تعاونه معهم. - یبدو غیر مقبول من أقرانه. – یسبب إزعاجاً مستمراً لإخوته ووالدیه. – یشکو المعلمون من عدم انتباهه فی الفصل. – یغلب علیه الغضب وعدم الرضا.

وغالباً ما تبدأ أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط بالظهور قبل سن السابعة، وغالباً ما تصبح بارزة خلال أول سنتین مدرسیتین، حیث تبدأ الأعراض بالظهور فی مرحلة الطفولة المتوسطة بأخذ شکل جدید وهو شکل سلوکی، إلا أنه من الصعوبة بمکان تحدید فیما إذا کان یعانی من اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط قبل التحاقه بالمدرسة؛ نظراً لنشاط الطفل الاعتیادی خلال هذه المرحلة، ومعظم وقته یقضیه فی اللعب الذی لا یتطلب ترکیز الانتباه، أما عند التحاق الطفل بالمدرسة فإن الأمر یختلف؛ إذ أن البیئة المدرسیة تتطلب من الطفل القیام بمهام وأنشطة تحتاج إلى الاستقرار والنظام وترکیز الانتباه، کالوقوف فی الطابور، والانتباه للمعلم، ومشارکة أقرانه باللعب وغیر ذلک من الأنشطة، لذلک نجد من السهل اکتشاف هذا الاضطراب من قبل المعلم (حمیدی، 2010، ص2).

نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة کإطار عمل نظری لتفسیر اضطراب ADHD

          تشیر معالجة المعلومات الاجتماعیة إلى العملیات الذهنیة المتضمنة فی           تصورات الأفراد وردود أفعالهم إزاء الأفراد الآخرین فی بیئتهم الاجتماعیة                          (King et al., 2009, p. 580). إن مداخل معالجة المعلومات الاجتماعیة للعلاقات الاجتماعیة تستند إلى مبدأ مفاده أن الإدراکات الاجتماعیة تؤدی إلى سلوکیات قابلة للملاحظة والتی بدورها تقدم الأساس الذی وفقاً له یتم تقویم الفرد من قبل الآخرین (King, 2007).

ولقد أظهر العدید من الباحثین أهمیة العملیات المعرفیة من أجل المعالجة             النشطة للمعلومات الاجتماعیة بما فی ذلک الذاکرة، والانتباه الانتقائی، وسرعة المعالجة (Dodge, 1986; Crick & Dodge, 1994). وفی هذا السیاق، نجد أن الأطفال الأکفاء اجتماعیاً لدیهم مهارات أفضل لمعالجة المعلومات الاجتماعیة وهم أکثر کفاءة فی ترمیز المعلومات الاجتماعیة ولدیهم قدر أقل من التحیزات العزویة العدائیة ولدیهم أهداف أکثر عقلانیة أکثر من الأهداف الأدائیة، ویولدون حلولاً للمشکلات تتسم بأنها أکثر إیجابیة من الناحیة الاجتماعیة وأقل عدائیة  (Constance, 2017; Nelson & Crick, 1999; Rose & Asher, 1999) . وبشکل إجمالی، نجد أن أنماط معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال المتکیفین اجتماعیاً تعکس وجود أولویة لدیهم للاحتفاظ بعلاقات متناغمة ومفیدة مع زملائهم (Gifford-Smith & Rabiner, 2004).

ولعل من بین أبرز النماذج الأکثر استخداماً لدراسة معالجة المعلومات الاجتماعیة  ذلک النموذج الذی اقترحه "دودج" (Dodge, 1986) والذی تمت إعادة صیاغته لاحقاً من           قبل "کریک ودودج" (Crick & Dodge, 1994). ویتضمن هذا النموذج فرضیة رئیسیة        مفادها أن الأفراد ینفذون سلسلة من خطوات معالجة المعلومات الاجتماعیة المعتمدة على بعضها البعض وذلک عند تقویم موقف اجتماعی محدد وهذه الخطوات هی: (1) ترمیز التلمیحات وثیقة الصلة encoding of cues. (2) تفسیر التلمیحات interpretation. (3) استیضاح الأهداف clarification/ goal generation. (4) الوصول إلى الاستجابة أو            بنائها response access or construction. (5) اتخاذ قرار بالاستجابة                response decision. (6) تنفیذ السلوک behavioral enactment.

          ووفقاً لما یذکره "کریک" و"دودج" Crick & Dodge, 1994))؛ فإن الخطوة الأولى فی هذا النموذج تتطلب ترمیز المعلومات الاجتماعیة المقدمة، والتی تتراوح من التلمیحات اللفظیة إلى غیر اللفظیة. وللترمیز بشکل کاف، یجب أن یوجه الأفراد انتباههم للتلمیحات الاجتماعیة المهمة مثل: لغة الجسد والکلمات المستخدمة، فی الوقت الذین یتجاهلون فیه التلمیحات غیر وثیقة الصلة (مثل: المشتتات البیئیة، والاستخدام غیر المناسب للألفاظ). ونجد أن قدرة الأفراد على توجیه واستدامة انتباههم من أجل ترمیز المعلومات الضروریة هی مستقلة بشکل جزئی عن أدائهم التنفیذی (Semrud-Clikeman, 2007). وعلیه، فإنه مع جوانب العجز فی الأداء التنفیذی الملاحظة فی الأطفال والمراهقین والراشدین ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فإنهم أکثر احتمالاً لأن یواجهوا تحدیات فی ترمیز المعلومات وثیقة الصلة مقارنةً بالأفراد العادیین.

          وتتمثل الخطوة الثانیة فی هذا النموذج فی تفسیر المعلومات المرمزة. ومع ذلک،          فإن الکیفیة التی بها یتم تفسیر المعلومات تتأثر بالمعرفة المستمدة من الخبرات السابقة         وتتطلب التمثیل بشکل ذهنی للمواقف الاجتماعیة فی الذاکرة العاملة للفرد              (Dodge, Laird Lochman, & Zelli, 2002). فعلى سبیل المثال، إذا أطلق صدیق مزحة غیر مضحکة، فإننا نظل نفسر ذلک على أنه نیه للإضحاک. ویمکن أن یترتب على الترمیز غیر الدقیق للمعلومات فی ردود أفعال غیر مناسبة. وتماماً مثلما أن الخبرة السابقة تؤثر على الکیفیة التی بها یتم تفسیر المعلومات، فإن المعلومات المرمزة حدیثاً سوف تؤثر أیضاً على التفسیرات. فعلى سبیل المثال، یمیل الأطفال ذوی المستویات المرتفعة من السلوک العدوانی إلى ترمیز المعلومات على نحو أقل دقة، أو ترکیز قدر أکبر من الانتباه إلى التلمیحات الاجتماعیة السلبیة مما یترتب علیه تحیزاً عزویاً عدائیاً Hostile attribution bias (Dodge et al., 2002). ویمکن أن یحدث هذا التحیز حینما یلاحظ الأفراد التلمیحات الاجتماعیة السلبیة لمدى أکبر          مما یترتب علیه تفسیر المعلومات الغامضة أو المحایدة على أنها سلبیة أو عدائیة             (Crick & Dodge, 1994).

          وتتمثل الخطوة الثالثة لهذا النموذج فی التوضیح أو تولید الهدف                    clarification/ goal generation. وهنا یقرر الأفراد ما هو الهدف الإجمالی لتفاعلهم (Crick & Dodge, 1994). فعلى سبیل المثال، إذا أطلق شخص ما نکتة غیر مسلیة،           فإنه یکون هناک قرار یتم اتخاذه لتحقیق هدف یتمثل فی عدم إحراجه. وهنا تکون هناک          أنواع مختلفة من الأهداف التی یمکن تولیدها والتی یمکن تصنیفها کأهداف اجتماعیة          (مثل: الحفاظ على الصداقة، أو إرساء السلام، أو تقلیل الصراع) (Dodge et al., 2002)، أو أدائی (مثل: الفوز بلعبة). ونجد أن الخطوات السابقة فی النموذج والمجالات المساهمة            (مثل: الترمیز والتفسیر والخبرات السابقة) تؤثر على أنواع الأهداف التی یمکن تولیدها.            ومن ثم فإن الأفراد العدائیین أکثر احتمالاً لتولید عدد أکبر من الأهداف العدائیة أو الأدائیة (Tur-Kaspa, 2010).

          ومتى تم تحدید الهدف، تکمن الخطوة الرابعة فی هذا النموذج فی تولید الحلول الممکنة فی تحقیق الأهداف المنشودة وذلک ضمن خطوة تُعرف بالوصول إلى الاستجابة أو بنائها response access or construction (Crick & Dodge, 1994). وأثناء هذه الخطوة، فإن الحلول التی تم تولیدها یتم استحضارها مع عواقبها الممکنة التی قد لا تساعد الفرد على تحقیق الهدف النهائی المنشود. وتظل التکالیف والمنافع لکل حل یتم تولیده متنوعة استناداً إلى الفرد الذی یتفاعل الشخص معه (مثل: الوالدین أو الأصدقاء أو الأشخاص المهمین الآخرین)، والخبرات السابقة فی المواقف المشابهة، والمعتقدات بشأن فاعلیة کل من الحلول التی           تم تولیدها. وبعد أن یتم تولید الحلول وتقویمها، فإن الخطوة الخامسة تتمثل فی عملیة اختیار  أی من الحلول الذی یتم تنفیذه ویلی ذلک الخطوة السادسة والتی تتمثل فی تنفیذ الحل           (إنتاج السلوک المختار).

          ولقد أوضح الباحثون الذین تناولوا جوانب القصور فی معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأفراد ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وجود جوانب قصور فی کل خطوة من خطوات هذا النموذج بدءاً من مرحلة الطفولة وصولاً إلى المرحلة الجامعیة بما یدل على الانتشار           واسع النطاق لجوانب العجز والضعف تلک (Andrade et al., 2012). إن الترمیز           الناجح للمعلومات یتطلب القدرة على توجیه، وترکیز، واستدامة الانتباه، والتفسیر بشکل           ناجح للتلمیحات اللفظیة وغیر اللفظیة. وهنا یعد التنظیم الذاتی ضروریاً لوقف الاستجابة المباشرة والمندفعة من أجل السماح للفرد بترکیز انتباهه على المعلومات الأخرى التی قد         تؤثر على قراره النهائی. وفی ظل معاناة الأفراد ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط من تحدیات تتعلق بضعف الانتباه والاندفاعیة ومختلف جوانب العجز فی الأداء التنفیذی الأخرى فإن           ذلک قد یکون له مردوده المباشر على ضعف قدرتهم على معالجة المعلومات الاجتماعیة (Costello-Harris, 2016, p.20-21).

          إن أعراض قصور الانتباه وفرط النشاط (ضعف الانتباه، والنشاط الحرکی الزائد، والاندفاعیة) یمکن أن تؤثر بشکل سلبی على دقة المعلومات المرمزة ویترتب علیها أن یقاطع الأفراد الآخرین أثناء الحوار (التنظیم الذاتی السیء للدوافع) وهو ما یتسق مع التحدیات التی تتضح لدى الراشدین ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط (Meaux, Green, & Broussard, 2009). إن توجیه قدر أقل من الانتباه یقلص کمیة المعلومات التی یتعین على الأفراد           ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط معالجتها (Uekermann, Kraemer, Abdel-Hamid, Schimmelmann, Hebebrand, Daum & Kis, 2010) . ومن ثم فإن المعلومات غیر الدقیقة یمکن عندئذٍ أن تساهم فی تفسیرات غیر دقیقة وخیارات سیئة للأهداف والحلول.

ویتسم هذا النموذج بالعدید من الممیزات من بینها أنه یلخص الخطوات المعرفیة التی یستخدمها جمیع الأطفال أثناء التفاعل الاجتماعی، کما یلقی الضوء على المجالات           الممکنة التی فیها قد تؤدی جوانب العجز فی معالجة المعلومات إلى سوء توافق اجتماعی (Henry, 2017, p. 3). وبشکل نمطی فإن الدراسات التی طبقت نظریة معالجة المعلومات الاجتماعیة قد رکزت على بحث الأداء الوظیفی الاجتماعی للأطفال ذوی السلوک العدوانی، والاضطرابات السلوکیة المتعددة، وصعوبات التعلم لکن هناک قلة فی الدراسات المیدانیة التی رکزت على تطبیق هذه النظریة مع قصور الانتباه وفرط النشاط (Henry, 2017, p. 3).

الدراسات السابقة:

أجریت القلیل من الدراسات التی رکزت على تطبیق نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة مع الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. ومن الملاحظ أن أغلب الدراسات التی رکزت على هذا الموضوع هی دراسات أجنبیة مع وجود قلة من الدراسات العربیة التی اهتمت بموضوع معالجة المعلومات الاجتماعیة بشکل عام ولم تتطرق لتطبیقه على الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. وفیما یلی عرض لکل منها:

1- دراسة "هنری" (Henry, 2017): وظفت هذه الدراسة نظریة معالجة المعلومات الاجتماعیة لدراسة الارتباط ما بین جوانب القصور المعرفیة الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وبعض مظاهر الخلل الاجتماعی (السلوک العدوانی، وتدنی السلوک الاجتماعی الإیجابی، والمشکلات مع الزملاء). ورکزت الدراسة على الأبعاد التالیة: (فک شفرة التلمیحات، وعزو النوایا) لبعض المواقف الإیجابیة لدى عینة من الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط (77 طفل)، وأقرانهم العادیین (وعددهم 48) للکشف عما إذا کانت معالجة المعلومات الاجتماعیة تتوسط العلاقة بین أعراض قصور الانتباه وفرط النشاط والنواتج الاجتماعیة موضع الدراسة. وقد أظهرت النتائج أن الأطفال العادیین قد قاموا بفک شفرة عدد أعلى بشکل دال من التلمیحات الإیجابیة والسلبیة مقارنةً بالأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. ولم تکن هناک فروق دالة فی عزو النوایا. ومع ذلک قدم الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط قدر أعلى من عزو النتائج السلبیة. کما أظهرت النتائج أن معالجة المعلومات الاجتماعیة لم تتوسط العلاقة ما بین أعراض النشاط الزائد والاندفاعیة والمشکلات مع الأقران کما اتضح أن الدرجة المرتفعة من العدوان لم تتوسط العلاقة ما بین معالجة المعلومات الاجتماعیة والنواتج الاجتماعیة.

2- دراسة "حماد وعوض" (Hammad & Awed, 2016): هدفت الدراسة إلى تحدید العلاقة ما بین خصائص معالجة المعلومات الاجتماعیة والسلوک العدوانی والتفاعلی والاستباقی لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. ووظفت الدراسة التصمیم الوصفی الارتباطی على عینة قوامها (112) من أطفال المدارس السعودیین من الجنسین من بینهم (51) من ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط، و(61) من أقرانهم العادیین. وتم جمع البیانات باستخدام مقیاس السلوک العدوانی التفاعلی والاستباقی, وتم استخدام مقابلات شخصیة لقیاس معالجة المعلومات الاجتماعیة اعتماداً على المقاییس التی أعدها "کریک ودودج". وقد تمخضت الدراسة عن نتائج مفادها: وجود مستویات أعلى من السلوک العدوانی التفاعلی والاستباقی لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط، ووجود فروق دالة إحصائیاً لصالح الأطفال العادیین مقارنةً بذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی معالجة المعلومات الاجتماعیة، ووجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً ما بین قصور الانتباه وفرط النشاط وأبعاد معالجة المعلومات الاجتماعیة: عزو النیة، وتولید الاستجابة.

3- دراسة "خلیفة" (Khalifa, 2014): هدفت الدراسة إلى الکشف عن فاعلیة برنامج تدریبی استناداً إلى نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة الذی قدمه "دودج" على تنمیة الکفاءة الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. وتم تنفیذ الدراسة باستخدام منهج البحث شبه التجریبی على عینة قوامها (54) من أطفال الصف الخامس الابتدائی بجمهوریة مصر العربیة ویعانون من مشکلات اجتماعیة. وقد تم تقسیم العینة بشکل عشوائی وبالتساوی إلى مجموعة تجریبیة وأخرى ضابطة. وتم جمع البیانات باستخدام اختبار قصور الانتباه وفرط النشاط واستمارة تقدیر الکفاءة الاجتماعیة. وقد خلصت النتائج المستمدة من هذه الدراسة باستخدام تحلیل التغایر وتحلیلات القیاسات المتکررة عن فاعلیة البرنامج المستند إلى نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة لـ "دودج" فی تنمیة الکفاءة الاجتماعیة لدى الأطفال المشارکین فی المجموعة التجریبیة مقارنةً بزملائهم فی المجموعة الضابطة.

4- دراسة "أندرادی وآخرین" (Andrade et al., 2012): هدفت الدراسة إلى مقارنة معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال العادیین وذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. واستعانت الدراسة بمنهج بحثی وصفی مقارن تم تطبیقه على عینة قوامها (64) من الأطفال فی کندا ممن تتراوح أعمارهم ما بین (6-12) عام قُسموا إلى مجموعتین إحداهما من ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط (39 طفل)، و25 من العادیین. ولجمع البیانات ولتقویم قدرات معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى المشارکین (فک شفرة التلمیحات، والتفسیر, وتولید الاستجابة           من خلال قصص قصیرة تم إعدادها بشکل منظم وتباینت من حیث نیة الزملاء             (غامضة، وسلبیة، وإیجابیة) ونواتج الأحداث (غامضة، وإیجابیة، وسلبیة). وقد أظهرت نتائج الدراسة أنه بعد ضبط متغیر المشکلات التنفیذیة فإن الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط قد تمکنوا من تحدید عدد أقل من التلمیحات الإیجابیة والسلبیة والمحایدة؛ وعزوا قدر أکبر من النوایا السلبیة وأقل من النوایا الإیجابیة لأقرانهم؛ ورکزوا بشکل أقل  على النواتج الموقفیة الخاصة بالقصص المقدمة لهم وولدوا عدداً أقل من الاستجابات الإیجابیة مقارنةً بالعادیین. وعلیه، فقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن الطلاب ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط ومقارنةً بالعادیین یواجهون صعوبات فی معالجة الخبرات الاجتماعیة الإیجابیة والسلبیة.

5- "کینج وآخرین" (King et al., 2009): هدفت هذه الدراسة إلى تناول معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط مقارنةً بالعادیین مع الترکیز على الفروق ما بین الأطفال الذین یتناولون علاجاً طبیاً وأولئک الذین لا یتناولون العلاج الطبی. وقد اشتملت عینة الدراسة على (75) من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بین (6-12) عام فی الولایات المتحدة الأمریکیة، من بینهم (41) طفل وطفلة من ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط منهم 21 یتلقون علاج طبی و(34) من العادیین. ولقیاس معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال تم عرض مجموعة من السیناریوهات على الأطفال توضح تفاعلات مع الزملاء وطُلب منهم تفسیر کل سیناریو وتولید الاستجابات لکل سیناریو. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال الذین تلقوا العلاج الطبی ولدوا قدراً أکبر من الاستجابات العدائیة للمواقف المثیرة مقارنةً بالعادیین ولم یحدث نفس الأمر مع الأطفال الذین لم یتلقوا العلاج الطبی أو تلقوا العلاج الوهمی. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وبغض النظر عن تلقیهم علاج طبی من عدمه قد ولدوا قدراً أکبر من الاستجابات العدائیة للمواقف المثیرة مقارنةً بالعادیین. وعلیه، فإن الدراسة قد خلصت إلى ضعف مستوى معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى أطفال المدرسة الابتدائیة ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط مقارنةً بأقرانهم من ذوی النمو الطبیعی.

6- دراسة "میکامی وآخرین" (Mikami et al., 2008): هدفت الدراسة إلى تحدید العلاقات ما بین معالجة المعلومات الاجتماعیة والسلوک العدوانی لدى المراهقات ذوات قصور الانتباه وفرط النشاط مقارنةً بالعادیین. وباستخدام منهجیة بحثیة وصفیة ارتباطیة ومقارنة تم تطبیقها على عینة قوامها 228 من المراهقات ممن تتراوح أعمارهن ما بین (11-18) عام فی الولایات المتحدة الأمریکیة منهن 140 من ذوات قصور الانتباه وفرط النشاط و88 من العادیات. واتبعت الدراسة تصمیماً طولیاً حیث شارکت المراهقات عینة البحث فی معسکرات صیفیة طبیعیة ولوحظ خلالها مظاهر السلوک العدوانی لدیهم وبعد فترة مدتها أربع أعوام ونصف شارکن فی تقییمات تتبعیة. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة معتدلة ما بین السلوک العدوانی وضعف القدرة على معالجة المعلومات الاجتماعیة ومع ذلک، کانت هذه العلاقات أقوى بالنسبة لمجموعة الطالبات العادیات مقارنةً بالطالبات ذوات قصور الانتباه وفرط النشاط.

7- دراسة "أندرادی" (Andrade, 2006): تضمنت هذه الأطروحة إجراء ثلاث دراسات میدانیة بهدف بحث العلاقات ما بین قدرات معالجة المعلومات الاجتماعیة والسلوک العدوانی، والسلوک الاجتماعی الإیجابی وأعراض قصور الانتباه وفرط النشاط. فی الدراسة الأولى، تم إعداد استبیان یتألف من 20 من القصص القصیرة التی تتناول مجموعة متنوعة من المواقف الاجتماعیة والتحقق من صدقه وتقنینه کأداة لقیاس معالجة المعلومات الاجتماعیة. وتضمن هذا الاستبیان تطویر خمس فئات من القصص الاجتماعیة والتحقق من صدقها تحتوی على مواقف فیها تکون نوایا الزملاء ونواتج الموقف إیجابیة بشکل واضح أو سلبیة بشکل واضح أو غامضة أو مختلطة. وفی الدراسة الثانیة، تم قراءة القصص القصیرة تلک على عینة قوامها (68) طفل منهم (21) طفل من ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط ومستوى مرتفع من السلوک العدوانی، و(18) من ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فقط، و(29) من العادیین. وتبع قراءة القصص القصیرة سلسلة من الأسئلة التی تقیم ثلاث من خطوات نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة الذی قدمه "کریک ودوجز" فی عام 1994 وهی خطوات: التلمیحات، والتفسیر، وتولید الاستجابة. وقد تم ترمیز استجابات الأطفال من حیث تحدید التلمیحات الإیجابیة أو السلبیة أو المحایدة، وعزو نیة الزملاء، وعزو الناتج الموقفی، وتولید الاستجابة. وقد تم مقارنة الاستجابات بین المجموعات الثلاث المذکورة وتم استخدامها للتنبؤ بأشکال معینة من السلوک العدوانی، والسلوک الاجتماعی الإیجابی. وقد أبرزت نتائج الدراسة الثانیة والثالثة أن مجموعات الأطفال قد اختلفت فی أغلب قدرات معالجة المعلومات الاجتماعیة حیث اتضح أن مجموعتی الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط قد أظهروا معالجة متحیزة. ومال الأطفال العادیین إلى تحدید قدر أکبر من التلمیحات الإیجابیة والسلبیة، وعزوا قدراً أقل من النوایا السلبیة والإیجابیة، ورکزوا بشکل أکبر على الناتج الموقفی، وولدوا قدراً أکبر من الاستجابات الإیجابیة مقارنةً بمجموعتی الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. أما عن الفروق ما بین مجموعة الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فحسب وذوی قصور الانتباه وفرط النشاط والمستوى المرتفع من السلوک العدوانی فقد کانت مختلطة بما أبرز أوجه تشابه فی معالجة المعلومات الاجتماعیة فی بعض المجالات وأوجه اختلاف فی مجالات أخرى.

8- دراسة "والاس" (Wallace, 2001): هدفت الدراسة إلى الکشف عن الفروق بین الطلاب الجامعیین العادیین وذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی معالجة المعلومات الاجتماعیة. وتم تطبیق الدراسة باستخدام منهج البحث الوصفی المقارن على عینة من الطلاب الجامعیین فی إحدى الجامعات بالولایات المتحدة الأمریکیة ممن تتراوح أعمارهم ما بین (18-23) سنة. ولجمع البیانات، تم استخدام مقیاس معالجة المعلومات الاجتماعیة، والعناصر المشفرة المستمدة من نسخ حرفیة من استجابات المشارکین فی مقابلات شخصیة أجریت معهم، فضلاً عن درجات الطلاب فی بطاریة للاختبارات اللغویة. وتم تقسیم عینة الدراسة إلى مجموعتین مجموعة من ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط (25 طالب وطالبة) ومجموعة من العادیین (38 طالب وطالبة). وأظهرت نتائج الدراسة أن الطلاب ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط تستمر لدیهم صعوبات فی معالجة المعلومات الاجتماعیة مقارنةً بالعادیین. وبشکل أکثر تحدیداً، کانوا أقل قدرة على نحو دال إحصائیاً من أقرانهم فی استرجاع الأحداث، وترتیبها ترتیباً متسلسلاً، واسترجاع المعلومات فی السلاسل الموسعة الصحیحة والخاصة بالمعلومات الاجتماعیة.

التعقیب على الدراسات السابقة:

استعرض القسم السابق عدد من الدراسات العربیة والأجنبیة المرتبطة بموضوع الدراسة الحالیة. ومن الملاحظ أن الدراسات العربیة کانت قلیلة للغایة ولم ترکز على معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى قصور الانتباه وفرط النشاط بشکل محدد. أما الدراسات التی قد رکزت على الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فهی دراسات أجنبیة. ویمکن تصنیف الدراسات السابقة التی تم عرضها إلى فئتین رئیسیتین إحداها دراسات رکزت على الفروق ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی معالجة المعلومات الاجتماعیة ومن            الأمثلة على ذلک: دراسة "والاس" (Wallace, 2001)، ودراسة "أندرادی وآخرین"  (Andrade, Waschbusch, Doucet, King, MacKinnon, McGrath & Corkum, 2012). بینما رکز قسم ثانی من الدراسات السابقة على دراسة العلاقة ما بین معالجة المعلومات الاجتماعیة وبعض المتغیرات الأخرى لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه             وفرط النشاط مثل: السلوک العدوانی وغیرها من المتغیرات کما هو الحال فی دراسات            کل من "هنری" (Henry, 2017)، ودراسة "میکامی وآخرین" (Mikami, Lee, Hinshaw, & Mullin, 2008) ، ودراسة "حماد وعوض" (Hammad & Awed, 2016)، ودراسة "أندرادی" (Andrade, 2006). وغردت دراسة "خلیفة" (Khalifa, 2014) خارج السرب بتقدیم برنامج تدریبی مقترح قائم على نظریة معالجة المعلومات الاجتماعیة على الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط.

          وکان المنهج البحثی الوصفی المقارن والمنهج الوصفی الارتباطی والتنبؤی هما المنهجین الأکثر شیوعاً فی الدراسات السابقة. وتکاد تجمع الدراسات السابقة فی قیاسها لمعالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط على استخدام أسلوب المقابلات الشخصیة القائمة على القصص القصیرة المفترضة لبعض المواقف الاجتماعیة التی قد یتعرض لها الأطفال vignette procedure. ومع ذلک، فقد لوحظ أن أغلب الدراسات السابقة قد اعتمدت على قصص قصیرة لمواقف اجتماعیة سلبیة بالأساس. وقد خلصت الدراسات السابقة إلى عدد من النتائج المهمة کان من أبرزها وجود فروق دالة إحصائیاً فی معالجة المعلومات الاجتماعیة ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین لصالح الأطفال العادیین. کما کان هناک علاقة ارتباطیة قویة ودالة إحصائیاً ما بین جوانب الضعف فی معالجة المعلومات الاجتماعیة والمشکلات الاجتماعیة وتدنی السلوک الاجتماعی الإیجابی وانتشار مظاهر السلوک العدوانی لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه          وفرط النشاط.

          وکان لمراجعة الدراسات السابقة العدید من الفوائد للدراسة الحالیة من بینها إبراز أهمیة مشکلة الدراسة والحاجة الماسة إلى إجراء دراسة فی دولة الکویت لتناول الفروق ما بین العادیین وذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی معالجة المعلومات الاجتماعیة. کما أفادت الدراسات السابقة فی تحدید الأداة المناسبة لجمع البیانات وبناء المواقف الاجتماعیة المفترضة التی یجب استخدامها فی إجراء المقابلات الشخصیة مع الأفراد ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین. کما کان لهذه الدراسات عظیم الأثر والفائدة عند مناقشة وتفسیر النتائج کما سیتضح لاحقاً. وتتفرد الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة فی عدة جوانب من بینها أنها تعد الدراسة العربیة والکویتیة الأولى بحد علم الباحثة الحالیة والتی ترکز على تطبیق نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة مع الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط. کما تتفرد الدراسة الحالیة فی أنها تعتمد على مواقف اجتماعیة إیجابیة لقیاس القدرة على معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال المشارکین بجانب المواقف السلبیة التی شاع استخدامها فی الدراسات         والبحوث السابقة.

إجراءات الدراسة

منهج وتصمیم الدراسة:

 نظراً للطبیعة الوصفیة المقارنة للدراسة الحالیة، فقد کان منهج البحث الوصفی المقارن هو المنهج الأکثر ملائمة لتحقیق أهداف الدراسة. ویتضمن هذا المنهج المقارنة ما بین عینتین من الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم من العادیین فی معالجة المعلومات الاجتماعیة. ومن ثم فإن تصمیم الدراسة الحالیة هو التصمیم المقارن Comparative design. وینطوی هذا التصمیم على متغیرین رئیسیین أولهما المتغیر المستقل وهو خصائص الأطفال المشارکین وله مستویین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی مقابل الأطفال العادیین، أما المتغیر التابع للدراسة فیتمثل فی معالجة المعلومات الاجتماعیة والذی یتضمن بدوره ثلاث أبعاد فرعیة، وهی (تحدید التلمیحات الاجتماعیة – عزو النوایا والنواتج- تولید الاستجابة).

أدوات الدراسة:

  تمثلت أداة جمع البیانات الرئیسیة لهذه الدراسة فی مقیاس معالجة المعلومات الاجتماعیة الذی أعدته الباحثة. وبالإضافة لهذه الأداة تم استخدام مقیاس نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد من الأطفال الذی أعده مجدی الدسوقی (2006) لتشخیص         هؤلاء الأطفال.

مقیاس معالجة المعلومات الاجتماعیة (من إعداد الباحثة): بهدف قیاس معالجة            المعلومات الاجتماعیة تم إعداد أداة لقیاسها تعتمد على إجراء مقابلات شخصیة مع الأطفال المشارکین تتضمن تقدیم قصص قصیرة vignettes وتتضمن بعض الأسئلة التی یتم           توجیهها للأطفال لقیاس مدى قدرتهم على تطبیق خطوات معالجة المعلومات              الاجتماعیة المتضمنة فی نموذج "کریک" و"دودج". وتم استخدام هذه الأداة استرشاداً بالعدید       من الکتابات والدراسات والبحوث السابقة فی موضوع الدراسة الحالیة ومنها ما یلی:            (Henry, 2017; Andrade, 2006; Crick & Dodge, 1994; Dodge & Price, 1994). وقد مر إعداد هذه الأداة بالخطوات التالیة، وهی:

1- بناء الأداة: فی بادئ الأمر واسترشاداً بالأدوات الواردة فی عدد من الدراسات السابقة والتی نوهنا عنها بعالیه تم تحدید 20 من القصص الاجتماعیة القصیرة والتی تصف مواقف اجتماعیة فیها یشارک زملاء للطفل موضع القیاس فی أنشطة کاللعب والمشارکة والتعاون والدراسة وغیرها من المواقف الشائعة فی حیاة الأطفال. وتم مراعاة أن تکون هذه القصص متنوعة من حیث نوایا الزملاء ونتائج الموقف کما یلی: (أ) قصص إیجابیة: تتضمن نوایا إیجابیة ونواتج إیجابیة. (ب) قصص تحکی مواقف سلبیة: وتتضمن نوایا سلبیة ونواتج سلبیة. (جـ) قصص غامضة: وتتضمن نوایا غامضة ونواتج غامضة حیث لا یکون واضحاً للطفل المشارک نیة الزمیل ولا السلوک الذی ترتب على ذلک. (د) قصص إیجابیة تتضمن نوایا مبهمة: وهنا تکون نیة الزملاء غیر واضحة لکن النتیجة إیجابیة. (هـ) قصص سلبیة غامضة النوایا: وتتضمن نوایا مبهمة وغیر معروفة ونوایا سلبیة. وتم اشتقاق حوالی (14) من القصص استناداً إلى الأدوات الواردة فی البحوث السابقة بینما طورت الباحثة بنفسها (6) قصة جدیدة خاصةً تلک التی ترکز على النواتج الإیجابیة.

2- تحکیم القصص الاجتماعیة المستخدمة: تم عرض هذه القصص على مجموعة من السادة المحکمین المتخصصین فی علم النفس التعلیمی فی کلیات التربیة. وطُلب منهم تحکیمها من الناحیة العلمیة وتحدید ما إذا کانت مناسبة للاعتماد علیها کقصص تحکی مواقف اجتماعیة یمکن أن یُعتمد علیها فی قیاس مدى قدرة الأطفال على معالجة المعلومات الاجتماعیة. وقد اعتبرت الباحثة نسبة اتفاق 80 % من المحکمین على القصص بمثابة مؤشر لتمتعها بالصدق الظاهری. ودلت عملیة التحکیم على اتفاق (80 %) من السادة المحکمین على 15 قصة من أصل 20 قصة تم تحکیمها وتم استبعاد ثمانیة قصص لم تصل إلى نسبة اتفاق 80 % بین المشارکین.

3- التحقق من ثبات الأداة: تم حساب الاتساق الداخلی ضمن کل نوع من القصص المستخدمة باستخدام معامل ألفا کرونباخ. وحصل البعد الأول تحدید التلمیحات الاجتماعیة cue detection على معامل (86 %)، بینما حصل البعد الثانی عزو النوایا والنواتج intent and outcome attributions على معامل ألفا کرونباخ یبلغ (91 %)، أما البعد الثالث تولید الاستجابة response generation فقد حصل على معامل ألفا کرونباخ یبلغ (89 %) وهی معاملات مرتفعة ومقبولة للثبات لأغراض الدراسة الحالیة. کما لجأت الباحثة إلى طریقة الثبات بین المقدرین Inter-rater reliability حیث اشترکت الباحثة وباحثة زمیلة لها فی عملیة ترمیز فیها تبادلا الترمیز لعینة مختارة عشوائیاً قوامها 33 % من المشارکین وتم تنفیذها خلال خطوتین رئیسیتین. فی الخطوة الأولى، تم استخدام اختبار "ت" لعینتین مرتبطتین لمقارنة النتائج التی حصلت علیها الباحثتین وأبرزت نتائج هذا الاختبار أن النتائج لا تختلف اختلافاً دالاً فیما بینهم للأبعاد الثلاث وکذلک للدرجة الإجمالیة. ثانیاً، تم استخدام معاملات ارتباط بیرسون والتی جاءت لتکشف علاقات ارتباطیة قویة ودالة إحصائیاً ما بین تقدیرات کلا المقدرتین للأبعاد الثلاث وللدرجة الإجمالیة.

4- تطبیق أداة قیاس معالجة المعلومات الاجتماعیة: تطلب تطبیق أداة معالجة المعلومات الاجتماعیة فی هذه الدراسة إتباع خطوات خاصة تضمنت تقدیم توجیهات للأطفال أن یتخیلوا أنفسهم أبطالاً مشارکین فی القصص الاجتماعیة التی یتم عرضها علیهم لقراءتها والتی فیها تکون هناک نواتج إیجابیة أو سلبیة أو محایدة نتیجة سلوک الزملاء المفترضین الواردین فی هذه القصة. وبعد أن یقرأ الأطفال القصة یتم طرح سلسلة من الأسئلة علیهم والتی تم تصمیمها لتقویم الجوانب المختلفة لمدى قدرتهم على معالجة المعلومات الاجتماعیة وهذه الأسئلة هی: (1) ماذا حدث فی هذه القصة؟ (2) کیف یمکنک معرفة ما إذا کانت هذه بمثابة طریقة لطیفة للتصرف؟ (3) ما الذی یمکنک أن تقوله أو تفعله إذا حدث ذلک لک؟ (4) أخبرنی بأکبر عدد من الطرق التی یمکنک فعلها وبعد الإجابة عن التساؤل الثالث یتم تشجیع الأطفال لإخبارهم بالمزید من التفاصیل إلى أن یصل الطفل إلى المرحلة التی لا یمکنه تقدیم المزید من الإجابات. وقد تم نسخ کل الإجابات حرفیاً أثناء المقابلة وتم تسجیل کل مقابلة شخصیة بالفیدیو للتحقق من مدى صدق المحتوى المکتوب. وقد ساعد فی إجراء المقابلات طالبة من الدراسات العلیا فی قسم علم النفس.

5- ترمیز الإجابات على أداة معالجة المعلومات الاجتماعیة: تم استخدام الترمیز Coding لقیاس الأبعاد الثلاثة موضع الاهتمام لمعالجة المعلومات الاجتماعیة فی الدراسة الحالیة، وهی: (تحدید التلمیحات الاجتماعیة– عزو النوایا والنواتج - تولید الاستجابة).           وبإتباع التصمیم المتبع فی الدراسة، تم إعطاء درجات لفئات الترمیز المختلفة             بما یتطابق مع خمس أنواع مختلفة من القصص الاجتماعیة المعروضة، وهی:           (الإیجابیة، والسلبیة، والمبهمة، والمبهمة الإیجابیة، والمبهمة السلبیة) وثلاث من فئات الترمیز، وهی: (الإیجابیة، والسلبیة، والمحایدة) وهو ما ترتب علیه أن یتم رصد 15 درجة لکل نوع من المعلومات الاجتماعیة المقدمة. وفیما یلی وصف لکیفیة ترمیز الخطوات الثلاث التی تمثل أبعاد معالجة المعلومات الاجتماعیة على النحو التالی:

أ- تحدید التلمیحات الاجتماعیة: تم ترمیز التلمیحات التی حددها المشارکون استناداً إلى إجاباتهم على السؤال الأول من أسئلة المقابلة الشخصیة. حیث تم تقدیم قائمة من التلمیحات وطُلب من القائم بالترمیز توضیح ما إذا کانت هذه التلمیحات قد ظهرت فی إجابات المشارکین. وقد تم ذلک باستخدام عملیة ثلاثیة الخطوات. حیث تضمنت الخطوة الأولى إعداد قائمة بالتلمیحات المتضمنة فی کل قصة اجتماعیة. ثانیاً، تم تصنیف هذه التلمیحات إلى إیجابیة أو سلبیة أو محایدة. ثالثاً، تم مراجعة التصنیفات ومقارنتها مع الأحکام المسبقة للباحثة. وقد تم حساب العدد الإجمالی من التلمیحات التی تم تحدیدها والنسب المئویة للتلمیحات الإیجابیة والسلبیة والمحایدة التی تم تحدیدها (من إجمالی عدد التلمیحات المقدمة) وتم حساب ذلک لکل قصة من القصص.

ب- عزو النوایا والنواتج: تم اشتقاق البیانات لهذا البعد من الإجابة على السؤال الثانی من أسئلة المقابلة. وقد تم ترمیز هذا البعد إذا ما رکز المشارکون على سبب أو غرض السلوکیات التی برزت أثناء القصة الاجتماعیة المفترضة. أما النواتج، فقد تم ترمیزها إذا ما رکز المشارکون على الأفعال التی حدثت فی القصة الاجتماعیة المفترضة. وقد تم عزو النوایا والنواتج کإیجابیة أو سلبیة أو محایدة. وقد تم جمع العدد الإجمالی لکل نوع من أنواع العزو (الإیجابیة والسلبیة والمحایدة) بشکل منفصل لکل من النوایا والنواتج لکل قصة من القصص المقدمة للأطفال المشارکین.

جـ- تولید الاستجابة response generation: تم ترمیز الاستجابات الخاصة بهذا البعد على أساس إجابات الأطفال المشارکین على السؤال الثالث من أسئلة المقابلة الشخصیة. وقد تم ترمیز الاستجابات التی تم تولیدها کإیجابیة أو سلبیة أو مبهمة. وقد تم حساب العدد الإجمالی للاستجابات والنسبة المئویة للاستجابات الإیجابیة مقابل السلبیة مقابل المحایدة لکل نوع من القصص الاجتماعیة المقدمة.

 مجتمع وعینة الدراسة:

 تمثل مجتمع الدراسة الحالیة فی عینة من أطفال المرحلة الابتدائیة فی بعض المدارس الحکومیة فی محافظات دولة الکویت (العاصمة- مبارک الکبیر- الأحمدی- الجهراء- حولی- الفروانیة) ممن تتراوح أعمارهم ما بین (9-11) عام ویدرسون فی الصفوف ما بین الرابع والسادس الابتدائی. ومن بین هذا المجتمع الأصلی تم باستخدام إجراءات العینة العشوائیة العنقودیة اختیار اثنی عشر مدرسة بواقع مدرستین فی کل محافظة من محافظات الدولة. وفی هذه المدارس، تم تطبیق مقیاس "مجدی الدسوقی" لتمییز الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط عن الأطفال العادیین. وتم تطبیق هذا المقیاس على عینات عشوائیة مختارة من تلامیذ المدارس الاثنی عشر. ومن خلال هذه الإجراءات تم اختیار عینة قوامها (87) طفل وطفلة تم تقسیمهم بحسب مدى انطباق الخصائص التشخیصیة لاضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط علیهم إلى مجموعتین، المجموعة الأولى هی مجموعة من الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وعددهم (37) طفل وطفلة، و(50) طفل وطفلة من الأطفال العادیین. وتم التعامل مع أطفال المجموعة الأولى باعتبارهم مجموعة تجریبیة، أما الأخرى فتم التعامل معها کمجموعة مقارنة أو ضابطة.

نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسیرها

نتائج  اختبار الفرض الأول:

لاختبار صحة هذا الفرض تم إجراء اختبار "ت" لعینتین مستقلتین کما بالجدول (1):

جدول (1): نتائج اختبار "ت" لدلالة الفروق بین متوسطات درجات الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی تحدید التلمیحات الاجتماعیة cue detection

تحدید التلمیحات الاجتماعیة

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجات الحریة

قیمة "ت"

الدلالة الإحصائیة

ADHD

37

110.243

11.948

85

28.297

دال عند (0.01)

العادیین

50

192.560

14.397

وتشیر نتائج الجدول رقم (1) إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.01) بین متوسطات درجات الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی تحدید التلمیحات الاجتماعیة, وجاءت الفروق لصالح الطلاب العادیین. وبذلک یتم رفض الفرض الإحصائی الأول الذی نص على لا یوجد فرق دال ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی تحدید التلمیحات الاجتماعیة cue detection".  

 نتائج  اختبار الفرض الثانی:

         تم اختبار هذا الفرض باستخدام اختبار "ت" لعینتین مستقلتین کما یوضح الجدول (2):

جدول (2): نتائج اختبار "ت" لدلالة الفروق بین متوسطات درجات الأطفال                     ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فیعزو النوایا والنواتج                         intent and outcome attributions

عزو النوایا والنواتج

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجات الحریة

قیمة "ت"

الدلالة الإحصائیة

ADHD

37

115.838

15.486

85

18.424

دال عند (0.01)

العادیین

50

183.620

17.975

وتشیر نتائج الجدول (2) إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.01) بین متوسطات درجات الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی عزو النوایا والنواتج, وجاءت الفروق لصالح الطلاب العادیین. وبذلک یتم رفض الفرض الإحصائی الثانی الذی نص على لا یوجد فرق دال ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی تولید الاستجابة response generation".

نتائج اختبار الفرض الثالث:

 لاختبار هذا الفرض باستخدام اختبار "ت" لعینتین مستقلتین کما یوضح الجدول (3):

جدول (3): نتائج اختبار "ت" لدلالة الفروق بین متوسطات درجات الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی تولید الاستجابة response generation

تولید الاستجابة

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجات الحریة

قیمة "ت"

الدلالة الإحصائیة

ADHD

37

106.054

12.996

85

16.924

دال عند (0.01)

العادیین

50

178.260

23.396

وتشیر نتائج الجدول (3) إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.01) بین متوسطات درجات الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی تولید الاستجابة response generation, وجاءت الفروق لصالح الطلاب العادیین.  وبذلک یتم رفض الفرض الإحصائی الثالث الذی نص على لا یوجد فرق دال ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی تولید الاستجابة response generation".

 نتائج اختبار الفرض الرابع:

 لاختبار هذا الفرض باستخدام اختبار "ت" لعینتین مستقلتین کما یوضح الجدول (4):

جدول (4): نتائج اختبار "ت" لدلالة الفروق بین متوسطات درجات الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی معالجة المعلومات الاجتماعیة إجمالاً

معالجة المعلومات الاجتماعیة إجمالاً

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجات الحریة

قیمة "ت"

الدلالة الإحصائیة

ADHD

37

245.78

147.850

85

40.004

دال عند (0.01)

العادیین

50

554.440

30.610

وتشیر نتائج الجدول (4) إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.01) بین متوسطات درجات الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی معالجة المعلومات الاجتماعیة إجمالاً, وجاءت الفروق لصالح الطلاب العادیین. وبذلک یتم رفض الفرض الإحصائی الرابع الذی نص على لا یوجد فرق دال ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین فی معالجة المعلومات الاجتماعیة إجمالاً.

مناقشة وتفسیر النتائج:

یتضح من نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی معالجة المعلومات الاجتماعیة ما بین الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وأقرانهم العادیین لصالح الأطفال العادیین فی کل من الأبعاد الفرعیة (تحدید التلمیحات الاجتماعیة – عزو النوایا والنواتج- تولید الاستجابة) والدرجة الإجمالیة. وتشیر هذه النتائج إلى التفوق الواضح للأطفال العادیین على الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی معالجة المعلومات الاجتماعیة کما تشیر إلى وجود جوانب ضعف لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی کل من الأبعاد الثلاثة التی تم الترکیز علیها فی الدراسة الحالیة لمعالجة المعلومات الاجتماعیة.

وبذلک تأتی نتائج الدراسة الحالیة متفقة مع نتائج العدید من الدراسات والبحوث السابقة التی سبق استعراضها فی القسم الخاص بالدراسات السابقة ضمن الدراسة الحالیة حیث تأتی هذه النتائج متفقة مع نتائج دراسة "هنری" (Henry, 2017) التی أشارت إلى التفوق الدال للأطفال العادیین على أقرانهم ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی فک ترمیز التلمیحات الاجتماعیة الإیجابیة والسلبیة، ونتائج دراسة "والاس" (Wallace, 2001) التی أشارت إلى وجود صعوبات أکبر لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی معالجة المعلومات الاجتماعیة مقارنةً بأقرانهم العادیین. کما تتفق مع نتائج دراسة "أندرادی وآخرین" (Andrade, Waschbusch, Doucet, King, MacKinnon, McGrath & Corkum, 2012) التی أبرزت وجود صعوبات فی معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط          النشاط مقارنةً بزملائهم من الأطفال العادیین. وأخیراً تتفق مع نتائج دراسة "أندرادی" (Andrade, 2006) التی أشارت إلى التفوق الدال للأطفال العادیین على ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط فی معالجة المعلومات الاجتماعیة. واسترشاداً بالدراسات السابقة والکتابات النظریة التی تم استعراضها فی الفصل الثانی للدراسة الحالیة فإنه یمکن تفسیر هذه النتائج بأن خصائص الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط تعوق قدرتهم على تطبیق الخطوات المتضمنة فی نموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة وتؤدی إلى اختلالات مؤثرة فی قدرتهم على معالجة المعلومات الاجتماعیة. فنتیجةً لنقص الانتباه وضعفه لدى هؤلاء الأطفال فإنهم لا یتمکنون من الحصول على قدر کافٍ من المعلومات الاجتماعیة ولا ینتبهون إلى التلمیحات الاجتماعیة فی المواقف التی یتعرضون لها بشکل کاف وهو ما یؤدی إلى قدر أقل من المعلومات اللازمة لمعالجة فعالة للمعلومات الاجتماعیة. کما أن اندفاعهم ونشاطهم الزائد یؤدی إلى میلهم بشکل أکبر لاستباق الأحداث وعدم التروی والاندفاع نحو السلوکیات العدوانیة وإساءة تفسیر نوایا الآخرین وهو ما یؤدی إلى ضعف قدرتهم على عزو النوایا والنتائج بشکل إیجابی، وتولید الاستجابات الاجتماعیة المناسبة للمواقف التی یتعرضون لها. ویمکن القول بأن ما تم التوصل إلیه فی الدراسة الحالیة یشیر إلى أن مظاهر السلوک العدوانی التی یبرزها هؤلاء الطلاب والتی تؤثر بشکل سلبی على علاقتهم مع زملائهم یمکن أن تعد منطقیة فی ضوء ضعف قدرتهم على معالجة المعلومات الاجتماعیة بشکل سلیم.

توصیات الدراسة:

1- تقدیم برامج إرشادیة ترکز على تنمیة الکفاءة الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط استناداً إلى خصائص معالجة المعلومات الاجتماعیة لدیهم بحیث ترکز على تنمیة خبرتهم على معالجة هذه المعلومات.

2- توعیة آباء ومعلمی الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط بخصائص معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى هؤلاء الأطفال وإرشادهم بشأن الآلیات والسبل التی یمکن من خلالها تحسین قدرتهم على معالجة المعلومات الاجتماعیة والإتیان بالسلوک الاجتماعی الإیجابی.

3- عمل ندوات تثقیفیة لتوعیة الرأی العام بخصائص معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وبیان کیفیة التعامل الأمثل معهم فی المواقف المختلفة.

4- الدعوة لمؤتمر على المستوى الوطنی لمناقشة قضایا الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط وسبل تقدیم الحلول المقترحة لمساعدتهم فی التغلب على مشاکلهم.

البحوث المقترحة:

1- فاعلیة برنامج إرشادی جماعی قائم على نظریة معالجة المعلومات الاجتماعیة فی           تنمیة الکفاءة الاجتماعیة وخفض السلوک العدوانی لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه         وفرط النشاط.

2- إعادة إجراء الدراسة لتقییم الخطوات الست لنموذج معالجة المعلومات الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط مقارنةً بالعادیین.

3- إعادة تطبیق الدراسة على عینات أخرى من طلاب المرحلة المتوسطة أو الثانویة أو الجامعیة.

4- إجراء دراسة عن العلاقة ما بین القدرة على معالجة المعلومات الاجتماعیة وبعض الاضطرابات السلوکیة لدى الأطفال ذوی قصور الانتباه وفرط النشاط مقارنةً بالعادیین.

 

قائمة المراجع

أولاً: المراجع العربیة:

  1. آمال محمد (2015). اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد وعلاقته بالانسحاب الاجتماعى وتقدیر الذات لدى عینة من ذوى صعوبات التعلم. مجلة التربیة للبحوث التربویة والنفسیة والاجتماعیة، 3 (166),         1-46.
  2. جابر جابر وأسماء عبد الحمید ورضا عوض (2014). الخصائص السیکومتریة لمقیاس تقدیر مهارات الأم فی خفض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحرکة لدى أبنائها. العلوم التربویة، 22 (2)، 315-347.
  3. فاطمة بوکرمة وحیاة بوجملین (2012). تأثیر اضطراب تشتت الانتباه و فرط النشاط ADHD على الدافع للإنجاز والتحصیل الدراسی لدى الأطفال: دراسة میدانیة لـ 50 حالة. دراسات فی الطفولة - مرکز البصیرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلمیة - الجزائر، 1، 11 - 25.
  4. مجدی الدسوقی (2006). اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد            (الأسباب- التشخیص- المستوى العلاجی). القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
  5. مشعل الهاجری (2007). تطویر مقیاس للکشف عن المشکلات السلوکیة التی تظهر لدى الأطفال الذین لدیهم نقص فی الانتباه وزیادة فی النشاط. رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة عمان العربیة، عمان.
  6. مؤید حمیدی (2010). تشخیص اضطراب قصور الانتباه و الحرکة الزائدة لدى أطفال المرحلة الابتدائیة بدولة الإمارات العربیة المتحدة فی ضوء بعض المتغیرات. رسالة دکتوراه غیر منشورة.24ص جامعة عمان العربیة، عمان. 
  7. نها السید (2015). تأثیر تدریبات الیوجا على تقدیر الذات وخفض درجة اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الحرکی الزائد لتلامیذ المرحلة الابتدائیة. المجلة العلمیة للتربیة البدنیة والریاضة، 73، 485-510.
  8. وجدة المشهدانی (2010). بناء برنامج معرفی إرشادی سلوکی لتعدیل سلوکیات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحرکة: دراسة تجریبیة لدى تلامیذ مرحلة التعلیم الأساسی فی مدینة غریان بالجماهیریة العظمى بین عمر 9-11 سنة. رسالة دکتوراه غیر منشورة. جامعة أم درمان الاسلامیة، أم درمان.

 

 

ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

  1. Andrade, B. F. (2006). Finding the positive in a hostile world: Relationships between aspects of social information processing, prosocial behaviour, and aggressive behaviour, in children with ADHD and disruptive behaviour.
  2. Andrade, B. F. (2006). Finding the positive in a hostile world: Relationships between aspects of social information processing, prosocial behaviour, and aggressive behaviour, in children with ADHD and disruptive behaviour (Order No. NR19599).
  3. Andrade, B. F., Waschbusch, D. A., Doucet, A., King, S., MacKinnon, M., McGrath, P.  J., ... & Corkum, P. (2012). Social information processing of positive and negative hypothetical events in children with ADHD and conduct problems and controls. Journal of Attention Disorders, 16(6), 491-504.
  4. Constance, J. M. (2017). Social information processing in adolescents with neurodevelopmental disabilities (Order No. 10637694). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (2027376468). 
  5. Costello-Harris, V. A. (2016). Social Information Processing in College Students with and without Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder (Doctoral dissertation, Miami University).
  6. Crick, N. R., & Dodge, K. A. (1994). A review and reformulation of social information-processing mechanisms in children’s social adjustment. Psychological Bulletin, 115(1), 74–101. doi:10.1037/ 0033-2909.115.1.74.
  7. Dodge, K. A., & Price, J. M. (1994). On the relation between social information processing and socially competent behavior in early school-aged children. Child Development, 65, 1385-1397. doi:10.2307/1131505
  8. Dodge, K. A., Laird, R., Lochman, J. E., & Zelli, A. (2002). Multidimensional latent-construct  analysis of children's social information processing patterns: Correlations with aggressive behavior problems. Psychological assessment, 14(1), 60.
  9. Gifford-Smith, M. E., & Rabiner, D. L. (2004). Social information processing and children's social adjustment. In Kupersmidt, J. B., Dodge, K. A. (Eds.), Children's peer relations: From development to intervention (pp. 61-79). Washington, DC, US: American Psychological Association. doi:10.1037/10653-004
  10. Hammad, M. A., & Awed, H. S. M. (2016). Social Information Processing and Reactive and Proactive Aggression among Children with ADHD. International Journal of Psychological Studies8(2), 111.
  11. Henry, S. S. (2017). An analysis of positive social information-processing, aggression, and peer functioning among children with attention Deficit/Hyperactivity disorder (Order No. 10635346). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (1992169585).
  12. Khalifa, A. W. (2014). The effectiveness of a training program based on Dodge's Social Information Processing Model on social competence of children with ADHD. International Journal of Psycho-Educational Sciences Volume (2), Issue.(1), April–2013, 126.
  13. King, S. (2007). Social information processing and subtypes of aggressive behaviour in elementary -age children with and without attention deficit hyperactivity disorder (Order No. NR27162). 
  14. King, S., Waschbusch, D. A., Pelham Jr, W.,E., Frankland, B. W., Andrade, B. F., Jacques, S., & Corkum, P. V. (2009). Social information processing in elementary-school aged children with ADHD: Medication effects and comparisons with typical children. Journal of Abnormal Child Psychology, 37(4), 579-89. doi:http://dx.doi.org/10.1007/s10802-008-9294-9
  15. Meaux, J. B., Green, A., & Broussard, L. (2009). ADHD in the college student: A block in the  road. Journal of Psychiatric and Mental Health Nursing, 16(3), 248-256.
  16. Mikami, A. Y., Lee, S. S., Hinshaw, S. P., & Mullin, B. C. (2008). Relationships between social information processing and aggression among adolescent girls with and without ADHD. Journal of Youth and Adolescence, 37(7), 761-771.
  17. Nelson, D. A., & Crick, N. R. (1999). Rose-colored glasses: Examining the social information-processing of prosocial young adolescents. The Journal of Early Adolescence, 19(1), 17-38.
  18. Rose, A. J., & Asher, S. R. (1999). Children's goals and strategies in response to conflicts within a friendship. Developmental Psychology, 35(1), 69.
  19. Semrud-Clikeman, M. (2007). Social competence in children with attention deficit  hyperactivity disorder. In Social Competence in Children (pp. 51-70). Springer US.
  20. Tur-Kaspa, H. (2010). Social functioning of children with attention deficit hyperactivity disorder. In D.Gozal & D. L. Molfese (Eds.) Attention Deficit Hyperactivity Disorder: From Genes to Patients (pp. 317-336). Totowa, NJ: Humana Press Inc.
  21. Uekermann, J., Kraemer, M., Abdel-Hamid, M., Schimmelmann, B. G., Hebebrand, J.,  Daum, I., ... & Kis, B. (2010). Social cognition in attention-deficit hyperactivity disorder (ADHD). Neuroscience & Biobehavioral Reviews, 34(5), 734-743.
  22. Wallace, B. A. (2001). Differences between college students with ADHD and without ADHD in the processing of social information.

 

  1. قائمة المراجع

    أولاً: المراجع العربیة:

    1. آمال محمد (2015). اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد وعلاقته بالانسحاب الاجتماعى وتقدیر الذات لدى عینة من ذوى صعوبات التعلم. مجلة التربیة للبحوث التربویة والنفسیة والاجتماعیة، 3 (166),         1-46.
    2. جابر جابر وأسماء عبد الحمید ورضا عوض (2014). الخصائص السیکومتریة لمقیاس تقدیر مهارات الأم فی خفض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحرکة لدى أبنائها. العلوم التربویة، 22 (2)، 315-347.
    3. فاطمة بوکرمة وحیاة بوجملین (2012). تأثیر اضطراب تشتت الانتباه و فرط النشاط ADHD على الدافع للإنجاز والتحصیل الدراسی لدى الأطفال: دراسة میدانیة لـ 50 حالة. دراسات فی الطفولة - مرکز البصیرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلمیة - الجزائر، 1، 11 - 25.
    4. مجدی الدسوقی (2006). اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد            (الأسباب- التشخیص- المستوى العلاجی). القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
    5. مشعل الهاجری (2007). تطویر مقیاس للکشف عن المشکلات السلوکیة التی تظهر لدى الأطفال الذین لدیهم نقص فی الانتباه وزیادة فی النشاط. رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة عمان العربیة، عمان.
    6. مؤید حمیدی (2010). تشخیص اضطراب قصور الانتباه و الحرکة الزائدة لدى أطفال المرحلة الابتدائیة بدولة الإمارات العربیة المتحدة فی ضوء بعض المتغیرات. رسالة دکتوراه غیر منشورة.24ص جامعة عمان العربیة، عمان. 
    7. نها السید (2015). تأثیر تدریبات الیوجا على تقدیر الذات وخفض درجة اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الحرکی الزائد لتلامیذ المرحلة الابتدائیة. المجلة العلمیة للتربیة البدنیة والریاضة، 73، 485-510.
    8. وجدة المشهدانی (2010). بناء برنامج معرفی إرشادی سلوکی لتعدیل سلوکیات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحرکة: دراسة تجریبیة لدى تلامیذ مرحلة التعلیم الأساسی فی مدینة غریان بالجماهیریة العظمى بین عمر 9-11 سنة. رسالة دکتوراه غیر منشورة. جامعة أم درمان الاسلامیة، أم درمان.

     

     

    ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

    1. Andrade, B. F. (2006). Finding the positive in a hostile world: Relationships between aspects of social information processing, prosocial behaviour, and aggressive behaviour, in children with ADHD and disruptive behaviour.
    2. Andrade, B. F. (2006). Finding the positive in a hostile world: Relationships between aspects of social information processing, prosocial behaviour, and aggressive behaviour, in children with ADHD and disruptive behaviour (Order No. NR19599).
    3. Andrade, B. F., Waschbusch, D. A., Doucet, A., King, S., MacKinnon, M., McGrath, P.  J., ... & Corkum, P. (2012). Social information processing of positive and negative hypothetical events in children with ADHD and conduct problems and controls. Journal of Attention Disorders, 16(6), 491-504.
    4. Constance, J. M. (2017). Social information processing in adolescents with neurodevelopmental disabilities (Order No. 10637694). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (2027376468). 
    5. Costello-Harris, V. A. (2016). Social Information Processing in College Students with and without Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder (Doctoral dissertation, Miami University).
    6. Crick, N. R., & Dodge, K. A. (1994). A review and reformulation of social information-processing mechanisms in children’s social adjustment. Psychological Bulletin, 115(1), 74–101. doi:10.1037/ 0033-2909.115.1.74.
    7. Dodge, K. A., & Price, J. M. (1994). On the relation between social information processing and socially competent behavior in early school-aged children. Child Development, 65, 1385-1397. doi:10.2307/1131505
    8. Dodge, K. A., Laird, R., Lochman, J. E., & Zelli, A. (2002). Multidimensional latent-construct  analysis of children's social information processing patterns: Correlations with aggressive behavior problems. Psychological assessment, 14(1), 60.
    9. Gifford-Smith, M. E., & Rabiner, D. L. (2004). Social information processing and children's social adjustment. In Kupersmidt, J. B., Dodge, K. A. (Eds.), Children's peer relations: From development to intervention (pp. 61-79). Washington, DC, US: American Psychological Association. doi:10.1037/10653-004
    10. Hammad, M. A., & Awed, H. S. M. (2016). Social Information Processing and Reactive and Proactive Aggression among Children with ADHD. International Journal of Psychological Studies8(2), 111.
    11. Henry, S. S. (2017). An analysis of positive social information-processing, aggression, and peer functioning among children with attention Deficit/Hyperactivity disorder (Order No. 10635346). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (1992169585).
    12. Khalifa, A. W. (2014). The effectiveness of a training program based on Dodge's Social Information Processing Model on social competence of children with ADHD. International Journal of Psycho-Educational Sciences Volume (2), Issue.(1), April–2013, 126.
    13. King, S. (2007). Social information processing and subtypes of aggressive behaviour in elementary -age children with and without attention deficit hyperactivity disorder (Order No. NR27162). 
    14. King, S., Waschbusch, D. A., Pelham Jr, W.,E., Frankland, B. W., Andrade, B. F., Jacques, S., & Corkum, P. V. (2009). Social information processing in elementary-school aged children with ADHD: Medication effects and comparisons with typical children. Journal of Abnormal Child Psychology, 37(4), 579-89. doi:http://dx.doi.org/10.1007/s10802-008-9294-9
    15. Meaux, J. B., Green, A., & Broussard, L. (2009). ADHD in the college student: A block in the  road. Journal of Psychiatric and Mental Health Nursing, 16(3), 248-256.
    16. Mikami, A. Y., Lee, S. S., Hinshaw, S. P., & Mullin, B. C. (2008). Relationships between social information processing and aggression among adolescent girls with and without ADHD. Journal of Youth and Adolescence, 37(7), 761-771.
    17. Nelson, D. A., & Crick, N. R. (1999). Rose-colored glasses: Examining the social information-processing of prosocial young adolescents. The Journal of Early Adolescence, 19(1), 17-38.
    18. Rose, A. J., & Asher, S. R. (1999). Children's goals and strategies in response to conflicts within a friendship. Developmental Psychology, 35(1), 69.
    19. Semrud-Clikeman, M. (2007). Social competence in children with attention deficit  hyperactivity disorder. In Social Competence in Children (pp. 51-70). Springer US.
    20. Tur-Kaspa, H. (2010). Social functioning of children with attention deficit hyperactivity disorder. In D.Gozal & D. L. Molfese (Eds.) Attention Deficit Hyperactivity Disorder: From Genes to Patients (pp. 317-336). Totowa, NJ: Humana Press Inc.
    21. Uekermann, J., Kraemer, M., Abdel-Hamid, M., Schimmelmann, B. G., Hebebrand, J.,  Daum, I., ... & Kis, B. (2010). Social cognition in attention-deficit hyperactivity disorder (ADHD). Neuroscience & Biobehavioral Reviews, 34(5), 734-743.
    22. Wallace, B. A. (2001). Differences between college students with ADHD and without ADHD in the processing of social information.