مصادر تمويل التعليم وأوجه الإنفاق في عهد المسلمين " الوقف أنموذجاً "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السعودية

المستخلص

ينال مفهوم " التمويل " أهمية بالغة في المؤسسات التربوية والتعليمية، ليس فقط لأنه المورد الأهم في تحريک الجهود البشرية واستثمارها الاستثمار الأمثل، وإنما أيضاً في کيفية تنظيم تلک الجهود وترشيد النفقات وبلورتها في اتجاه إعداد الإنسان الذي يحقق لتلک المؤسسات البقاء والاستدامة، لذلک لجأت الکثير من المؤسسات التربوية للبحث عن صيغ وأساليب تمويل تناسب إمکاناتها ومواردها وتحقق لها غاياتها.
کما يعتبر تمويل التعليم جزءاً مهما في نمو وتقدم أي نظام تعليمي باعتباره من عوامل تحريک کفاءة التعليم، حيث يزود المجتمع بالقوى الاقتصادية الضرورية التي تمکنه من الحصول على احتياجاته من الموارد البشرية والمادية، وبدون التمويل اللازم يقف التعليم عاجزاً عن أداء مهامه الأساسية (أبو الوفاء وعبد العظيم، 2000م، ص68).
وبالنظر لما تمر به معظم دول العالم وبخاصة النامية منها من ضغوط متزايدة على طلب التعليم مع قصور واضح في الموارد، وذلک حسب ما أورده التقرير التابع للبنک الدولي أن النقص الحالي في الموارد والناشئ عن الارتفاع المستمر في تکاليف التعليم يحول دون التوسع في التعليم النظامي (غنيمة،2001م، ص22). في الوقت الذي تعاني به هذه الدول من الکساد وقلة الموارد والاعتماد الکلي على التمويل الحکومي.
وبناء على ذلک  يورد الرفاعي (1423ه ،ص3) أنه يبدوا من الضروري البحث عن أساليب وصيغ مناسبة لتمويل التعليم حيث يتبين مدى الحاجة إلى الدعم والمساندة لمواجهة التحديات الحالية، ويمکن أن يکون ذلک عبر الاستفادة من التجارب التاريخية المستمدة من الحضارة الإسلامية التي بلغت الإبداع والتميز في عصورها الزاهرة في مختلف الميادين والمجالات، ويدل على ذلک العديد من الدراسات التي تناولت الوقف على التعليم ومنها دراسة الرشيد(1420ه) ، حيث أکد على ضرورة العودة إلى الوقف ليکون طريقاً لبناء الحرکات العلمية،  ودراسة الوهيبي (1420ه)  حيث أکدت أيضاً على أن الوقف الإسلامي يعد أحد البدائل التمويلية التي تتنزه عن سوءات الربحية والرأسمالية.
کما يعد الوقف من أهم المؤسسات التي کان لها الدور الفاعل في تنمية التعليم، سواء داخل المساجد أو في المدارس أو في المکتبات أو غيرها من المؤسسات الخيرية الأخرى، حيث رعت الأموال الوقفية عملية التعليم من مرحلة الطفولة حتى المراحل الدراسية العليا المتخصصة، فأدى ذلک إلى نقل المسلمين من حياة بسيطة إلى حياة ميزت المسلمين بالرخاء والنماء (زغلول،2005م، ص 21).
وتأسيساً على کل ما سبق أراد الباحث الوقوف على التاريخ الإسلامي، من خلال تسليط الضوء على تنوع مصادر وأساليب تمويل التعليم، وأوجه الإنفاق في المؤسسات التربوية في عهد المسلمين، وأيضاً التعرف على التجارب المعاصرة في تمويل التعليم والمستمدة من التاريخ الإسلامي والتي من أهمها التجارب الوقفية.

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

 

 

مصادر تمویل التعلیم وأوجه الإنفاق فی عهد المسلمین

" الوقف أنموذجاً "

 

 

 

إعــــــــــداد

خالد بن مزعل الشمری

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد العاشر – أکتوبر 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المقدمة:

ینال مفهوم " التمویل " أهمیة بالغة فی المؤسسات التربویة والتعلیمیة، لیس فقط لأنه المورد الأهم فی تحریک الجهود البشریة واستثمارها الاستثمار الأمثل، وإنما أیضاً فی کیفیة تنظیم تلک الجهود وترشید النفقات وبلورتها فی اتجاه إعداد الإنسان الذی یحقق لتلک المؤسسات البقاء والاستدامة، لذلک لجأت الکثیر من المؤسسات التربویة للبحث عن صیغ وأسالیب تمویل تناسب إمکاناتها ومواردها وتحقق لها غایاتها.

کما یعتبر تمویل التعلیم جزءاً مهما فی نمو وتقدم أی نظام تعلیمی باعتباره من عوامل تحریک کفاءة التعلیم، حیث یزود المجتمع بالقوى الاقتصادیة الضروریة التی تمکنه من الحصول على احتیاجاته من الموارد البشریة والمادیة، وبدون التمویل اللازم یقف التعلیم عاجزاً عن أداء مهامه الأساسیة (أبو الوفاء وعبد العظیم، 2000م، ص68).

وبالنظر لما تمر به معظم دول العالم وبخاصة النامیة منها من ضغوط متزایدة على طلب التعلیم مع قصور واضح فی الموارد، وذلک حسب ما أورده التقریر التابع للبنک الدولی أن النقص الحالی فی الموارد والناشئ عن الارتفاع المستمر فی تکالیف التعلیم یحول دون التوسع فی التعلیم النظامی (غنیمة،2001م، ص22). فی الوقت الذی تعانی به هذه الدول من الکساد وقلة الموارد والاعتماد الکلی على التمویل الحکومی.

وبناء على ذلک  یورد الرفاعی (1423ه ،ص3) أنه یبدوا من الضروری البحث عن أسالیب وصیغ مناسبة لتمویل التعلیم حیث یتبین مدى الحاجة إلى الدعم والمساندة لمواجهة التحدیات الحالیة، ویمکن أن یکون ذلک عبر الاستفادة من التجارب التاریخیة المستمدة من الحضارة الإسلامیة التی بلغت الإبداع والتمیز فی عصورها الزاهرة فی مختلف المیادین والمجالات، ویدل على ذلک العدید من الدراسات التی تناولت الوقف على التعلیم ومنها دراسة الرشید(1420ه) ، حیث أکد على ضرورة العودة إلى الوقف لیکون طریقاً لبناء الحرکات العلمیة،  ودراسة الوهیبی (1420ه)  حیث أکدت أیضاً على أن الوقف الإسلامی یعد أحد البدائل التمویلیة التی تتنزه عن سوءات الربحیة والرأسمالیة.

کما یعد الوقف من أهم المؤسسات التی کان لها الدور الفاعل فی تنمیة التعلیم، سواء داخل المساجد أو فی المدارس أو فی المکتبات أو غیرها من المؤسسات الخیریة الأخرى، حیث رعت الأموال الوقفیة عملیة التعلیم من مرحلة الطفولة حتى المراحل الدراسیة العلیا المتخصصة، فأدى ذلک إلى نقل المسلمین من حیاة بسیطة إلى حیاة میزت المسلمین بالرخاء والنماء (زغلول،2005م، ص 21).

وتأسیساً على کل ما سبق أراد الباحث الوقوف على التاریخ الإسلامی، من خلال تسلیط الضوء على تنوع مصادر وأسالیب تمویل التعلیم، وأوجه الإنفاق فی المؤسسات التربویة فی عهد المسلمین، وأیضاً التعرف على التجارب المعاصرة فی تمویل التعلیم والمستمدة من التاریخ الإسلامی والتی من أهمها التجارب الوقفیة.

مشکلة البحث:

یشکل تمویل التعلیم فی جمیع الدول هاجساً مؤرقاً و مطلباً حثیثاً  لمنظماتها، حیث تدرک هذه الدول أن الاستثمار فی البشر و وتعلیمهم هو البوابة الحقیقیة للتطور والنماء والازدهار ، إلا أن الأعباء المتوالیة ومنها ازدیاد الطلب على التعلیم وندرة الموارد، والتغیرات السریعة المتلاحقة شکلت تحدیاً کبیراً لها ، وذلک من أجل الوفاء بمتطلبات شعوبها وتحقیق رغباتهم، مما کان یجدر بتلک الدول ممثلة بمنظماتها ومؤسساتها الحکومیة وغیر الحکومیة إلى النظر فی التجارب الأخرى فی تمویل التعلیم والاستفادة من الخبرات السابقة والبحث عن صیغ وأسالیب تمویلیة تحقق الکفاءة و الإنتاجیة، ولعل التجارب الإسلامیة فی هذا المجال غنیة وزاهرة متمثلة بالأسالیب المتنوعة والتی من أهمها الوقف، والذی یستفاد منه فی مناحی  قلیلة وغیر کافیة  فالمبادرات فی مجال الوقف لا تزال  دون المأمول ولا تستخدم إلا فی مواضع بسیطة ونطاقات محددة جداً، کبناء المساجد و مساعدة الفقراء  وذلک بحسب ما أوردت دراسة المشیقح (2002م)، ومن الممکن أن یکون ذلک بسبب ضعف الاطلاع على تجارب الوقف فی التاریخ الإسلامی ومدى الاستفادة منها آن ذاک،  أو بسبب  قلة الخبرة الإداریة وتوقع النتائج العکسیة من تطبیقه، وبناء على ذلک برزت الحاجة إلى التعرف على مصادر التمویل فی المؤسسات التربویة الإسلامیة وأوجه الإنفاق والاستفادة من التجارب المعاصرة فی تمویل التعلیم وفق      نموذج الوقف .

أهداف البحث:

سعى هذا البحث إلى تحقیق الأهداف التالیة:

1-      التعرف على مصادر التمویل فی المؤسسات التربویة فی عهد المسلمین.

2-      التعرف على أسلوب " الوقف " کأحد صیغ التمویل فی عهد المسلمین.

3-      التعرف على أوجه الإنفاق على التعلیم فی عهد المسلمین " الوقف أنموذجاً".

4-      التعرف بعض التجارب المعاصرة فی تمویل التعلیم والمرتبطة فی نموذج "الوقف"          بعهد المسلمین.

أهمیة البحث:

یستمد هذا البحث أهمیته من خلال:

1-  السعی نحو تحدید أوجه الاستفادة من التجارب الإسلامیة فی تمویل التعلیم وخاصة ما یتعلق بالوقف عند المسلمین، نظراً للحاجة الماسة لدراسة تلک المصادر وأسالیب التمویل المتبعة آن ذاک.

2- أنه من المؤمل أن تکون بادرة نحو الأخذ بنموذج الوقف الإسلامی من أصحاب القرار والإدارات العلیا لما له من فائدة فی تنویع مصادر تمویل التعلیم.

3- أنه من المؤمل أن یسهم هذا البحث فی إطلاع الباحثین والمفکرین على الثراء الفکری الکبیر الذی تمیزت به العصور الإسلامیة.

أسئلة البحث:

1-      ما مصادر التمویل فی المؤسسات التربویة فی عهد المسلمین؟

2-      ما هو أسلوب " الوقف " المتبع کأحد صیغ التمویل فی عهد المسلمین؟

3-      ما أوجه الإنفاق على التعلیم وفق نموذج "الوقف" فی عهد المسلمین؟

4-      ما هی التجارب المعاصرة فی تمویل التعلیم والمرتبطة بعهد المسلمین؟

حدود البحث:

الموضوعیة: تمویل التعلیم فی المؤسسات التربویة فی عهد المسلمین " الوقف " أنموذجاً.

المکانیة: منازل العلماء، المساجد، المدارس، الکتاتیب، المکتبات، حوانیت الوراقین، البیمارستانات، الخوانق، الربط، الزوایا.

الزمانیة: دراسة مکتبیة تتناول مصادر تمویل التعلیم عند المسلمین.

مصطلحات البحث:

التمویل: یعرفه دنیا (1984م، ص 179) بأنه فی حقیقته إنفاق مال أو استخدام طاقة، ویمکن تعریفة إجرائیاً بأنه " بذل المال من أجل تحقیق أغراض التربیة والتعلیم ".

مصادر التمویل: یعرف الرفاعی (1423ه، ص5) بأنها کل الجهود الإسلامیة لتمویل التعلیم بما تحمله من أسس وتنظیمات تتعلق بالإنفاق علیه فی العصور الإسلامیة الأولى.  ویمکن تعریفة إجرائیاً " بأنه الإنفاق على التعلیم عبر بذل المال من أجل تحقیق غایات التربیة والتعلیم فی عهد المسلمین.

تمویل التعلیم: یعرفه غانم (2000م، ص 259) بأنه إیجاد مصادر مالیة قادرة على تغطیة احتیاجات المؤسسة التعلیمیة کاملة، حتى تتمکن من تحقیق أهدافها ورسالتها التربویة، والبحثیة الاقتصادیة. ویمکن تعریف تمویل التعلیم إجرائیا بأنه: هو القدرة على إدارة وتوظیف جمیع الموارد المقررة من أجل التعلیم وذلک لتحقیق الأهداف التربویة والتعلیمیة بکفاءة عالیة.                                                                                                                                   

الوقف: عرفه ابن قدامه (1392ه، ص361) بقولة تحبیس الأصل وتسبیل المنفعة فالمراد بتحبیس الأصل " أی أن یحبس المالک المکلف الحر الرشید، أو وکیله المتصف بهذه الصفات ماله المنتفع به مع بقاء عینه، والمراد بتسبیل المنفعة أی أطلاق فوائد العین الموقوفة من غلة وثمرة وغیرها للجهة المعنیة تقرباً إلى الله تعالى، ویمکن تعریفه إجرائیا بأنه: " تحقیق الفوائد والمنفعة عبر حبس المال لذلک الغرض والتقرب إلى الله تعالى".

الأدب النظری:

أولاً مفهوم التمویل:

التمویل لغةً:

یعرف مفهوم التمویل لغةً بأنه: کلمة مشتقة من المال وأصل المال موَل ثم انقلبت الواو ألفاً لتحرکها وانفتاح ما قبلها، وتمول الرجل صار ذا مال و (ومَول) غیره (تمویلاً)  (الرازی، 1993م، ص766)، وموله قدم له ما یحتاج من المال، ویقال مول فلان فلاناً، وتمول أی نما له المال، والممول من ینفق على عمل ما (مصطفى وآخرون،1980م، ص892)، وعلى ذلک فالتمویل لغة: یعنی تقدیم المال من جهة لأخرى أو من طرف لأخر.

التمویل اصطلاحاً:

 تنوعت مفاهیم التمویل فی الاصطلاح وذلک تبعاً لتعدد المنطلقات له، إذ یعرفه هندی (1986م، ص187) بأنه " تدبیر الاحتیاجات المالیة اللازمة للنشاط الاقتصادی"، وعرفت دائرة المعارف البریطانیة التمویل بأنه " مجموعة الأعمال والتصرفات التی تمدنا بوسائل الدفع " (حمید، 2000م، ص 16)، کما یرى إسماعیل (1986م، ص10) التمویل بأنه " یعبر عن مختلف الأنشطة التی تتضمن مختلف الأعمال التی یقوم بها الأفراد والمشروعات للحصول على النقدیة للوفاء بالالتزامات المستحقة للغیر فی مواعید استحقاقها".

وبناء على ما سبق من مفاهیم لغةً واصطلاحا یتضح أن مفهوم التمویل لا یقتصر فقط على تعبئة الموارد النقدیة وإنفاق المال، وإنما أیضاً على تکییف الوسائل النقدیة المتاحة مع العملیات المادیة بأنواعها المختلفة الضروریة، لتحقیق أعلی فائدة ممکنة.

مفهوم تمویل التعلیم:

     لم یتفق الباحثون على تعریف موحد لتمویل التعلیم، فقد کانت هناک اجتهادات شخصیة لتعریف تمویل التعلیم من قبل بعض الباحثین فی مجال اقتصادیات التربیة حیث:

عرفه الحبیب (1981م، ص170) بأنه " کل ما یستطیع البلد تعبئته من موارد لخدمة أغراض ومؤسسات أجهزة التربیة والتعلیم".

     ویعرفه أبو الوفا وزمیلاه (2000م، ص 68) بأنه مجموع الموارد المرصودة فی إطار التعلیم إلى المؤسسات التعلیمیة لتحقیق الأهداف التی یتعین تحقیقها بالموارد المتاحة، وإدارة هذه الأموال واستخدامها بکفاءة. 

    ومما سبق یمکن تعریف تمویل التعلیم فی هذا البحث بأنه القدرة على إدارة وتوظیف جمیع الموارد المقررة من أجل التعلیم وذلک لتحقیق الأهداف التربویة والتعلیمیة بکفاءة عالیة.                                                                                                                                   

منطلقات التمویل فی الإسلام:

     یبین الرفاعی (1423ه، ص8) أنه لما جاء الإسلام کمنهج ربانی لم یترک شأناً من شؤون الحیاة إلا وتناول أحکامها، وما یتعلق فی التمویل فی فقد وضع ضوابط لتنظیمه وهی کالتالی:

v       لا تمویل لمحرم: إذ لا یجوز أن یقدم شخصاً مالاً أو خبرة لتمویل سلعةٍ محرمة حیث قال الله عز وجل ]ولا تعاونوا على الإثم والعدوان[(سورة المائدة: آیة 2).

v       لا تمویل بمحرم: حیث یکون التمویل بأسلوب حلال فلا یتم بشروط مجحفة أو مضرة.

v       مراعاة المصالح الروحیة والاجتماعیة: وهذا یعنی ألا یحصر الفرد حرکته التمویلیة فیما یحقق له عائدا مادیاً فقط، فهناک مصالح روحیة توجب على الفرد أن یمول غیره فی بعض الحالات دون انتظار للعائد الاقتصادی (دنیا،1984م، ص181).

ومما سبق یتضح أن ارتکاز مبدأ التمویل فی الإسلام على الحقوق الخالصة البعیدة عن کل ما هو محرم أو التی قد یوجد فیها شبهه محرمه، مع الأخذ بعین الاعتبار جانب التقرب إلى الله من خلال بذل المال.

مصادر التمویل فی الإسلام:

تنوعت مصادر التمویل فی عهد المسلمین حیث یوردها الرفاعی (1423ه، ص ص8 -12) کالتالی:

أولاً : الزکاة :

وتعنی لغةً النماء (الرازی،1993م، ص339) واصطلاحا: اسم لما یخرجه الإنسان من حق الله تعالى إلى الفقراء وسمیت الزکاة لما یکون فیها من رجاء البرکة وتزکیة النفس           وتنمیتها فی الخیرات وقد فرضت الزکاة فی السنة الثانیة للهجرة امتثالا لقول الله تعالى            ] وأقیموا الصلاة وآتوا الزکاة وما تقدموا لأنفسکم من خیر تجدوه عند الله[              (سورة البقرة: آیة 110). ولقول الله تعالى ] خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزکیهم بها [ (سورة التوبة: آیة 103)، کما تمثل الزکاة الرکن الثالث من أرکان الإسلام الخمسة وهی تجب فی الذهب والفضة والثمار والزرع وعروض التجارة متى بلغت النصاب ، وتعتبر من أهم المصادر المالیة للدولة الإسلامیة وهی توزع على مصارفها الشرعیة الثمانیة التی نص علیها قوله تعالى ] إنما الصدقات للفقراء والمساکین والعاملین علیها والمؤلفة قلوبهم وفی         الرقاب والغارمین وفی سبیل الله وابن السبیل فریضة من الله والله علیم حکیم[                     ( سورة التوبة : آیة 60)، ولولی الأمر توزیع الزکاة على مصارفها المحددة سواء کان ذلک مباشرة بإعطاء کل مستحق ما یلزمه ویکفیه أو بطریقة غیر مباشرة، کما ورد عن بعض المفسرین من أن معنى قوله تعالى وفی سبیل الله کل مصرف ذی منفعة عامة کإنشاء المستشفیات والملاجئ والمدارس ؛ فلذا جوز لولی الأمر تقدیم الخدمات الطبیة والاجتماعیة للفقیر بدلاً من إعطائه المال، کما أن ما ینفق فی سبیل الله من تعلیم الفقراء، وعلاجهم هو إنفاق علیهم وإعطاء لهم.

ثانیاً : الخراج :

وهو لغة یعنی الإتاوة ( الرازی،1993م،ص221) والخرج ضد الدخل، ویعرف الخراج اصطلاحا : بأنه رسوم زراعیة تقدر بمال أو محصول تنتجه الأرض الذی استولى علیها المسلمون حرباً أو صلحاً، وتستمر هذه الرسوم باستمرار ملکیة الأرض لأصحابها، ومما قام به الرسول r بشأن الأرض نظام خراج أرض خیبر بعد فتحها وکذلک إقطاعه الأرض للغیر،  وتحریمه تسلیم أرض مکة بین الفاتحین بعد فتحها، کما أن عمر بن الخطاب t أقر رسوم الخراج على أرض السواد بعد فتحها، وکان عائد الخراج یختلف باختلاف الأراضی وخصوبتها ومقدار محاصیلها ونوعها، فقد أوصى عمر t بأن یکون الخراج متناسباً مع الإنتاج، ولما تزاید الخراج فی عهد الخلیفة عمر بن الخطاب t دعاه ذلک إلى التفکیر  فی ضبطه وتوزیعه فوضع له دیواناً یعرف باسم دیوان الخراج وذلک لضبط أمره ومعرفة مقادیره، فکان هذا بدء ضبط الأموال وأساس توزیعها وتفرعها إلى عدة دواوین على عهود الخلفاء من بنی أمیة وبنی العباس، ولذا کان الخراج یمثل مصدراً من مصادر تمویل الدولة الإسلامیة الذی أسهم فی عمارة الدولة وبنائها وهذا ما کان علی بن أبی طالب t یوجه به ولاته بشأن الخراج.

ثالثاً : الغنائم :

ومفرده غنیمة وغنم الشیء: فاز به (مصطفى وآخرون،1980م، ص664)، والغنیمة: هی کل ما یظفر به المسلمون من أعداء الإسلام عنوة وقهراً من أموال وأراض وممتلکات، وهی مستحقة لقوله تعالى ]واعلموا أنما غنمتم من شیء فإن لله خمسه وللرسول ولذی القربى والیتامى والمساکین وابن السبیل إن کنتم أمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا یوم الفرقان یوم التقى الجمعان والله على کل شیء قدیر [ (سورة الأنفال: آیة 41).

رابعاً : الفیء :

وهو الخراج أو الغنیمة (الرازی ،1993م، ص622)، واصطلاحا هو ما یؤخذ من الکفار من أموال دون قتال کنوع من أنواع المراضاة والمصالحة والاستسلام والمهادنة، وهو مستحق لقوله تعالى ] ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذی القربى والیتامى والمساکین وابن السبیل [(سورة الحشر: آیة 7 )، وأما عن توزیعه فهو موکول إلى نظر الإمام واجتهاده کما ذکر القرطبی فیأخذ منه من غیر تقدیر ویعطی من القرابة باجتهاد ویصرف الباقی فی مصالح المسلمین.

خامساً : الجزیة :

وهی ما یؤخذ من أهل الذمة وجمعها جزى (الرازی، 1993م، ص139)، وتعرف اصطلاحاً: بأنها مبلغ من المال یوضع على من دخل فی ذمة المسلمین وعهدهم من أهل الذمة، وقد فرضت الجزیة على الذمیین فی مقابل فرض الزکاة لقوله تعالی:                      ] قاتلوا الذین لا یؤمنون بالله ولا بالیوم الآخر ولا یحرمون ما حرم الله ورسوله ولا یدینون دین الحق من الذین أوتوا الکتاب حتى یعطوا الجزیة عن ید وهم صاغرون[                (سورة التوبة: أیة 2). ولذا فالجزیة تسقط عمن یسلم، وهی لا تؤخذ إلا من الذکر الحر المکلف القادر، ولا حد للجزیة قلة أو کثرة وإنما یترک أمرها لولی الأمر واجتهاده فیما یناسب حال کل شخص، ویتم جمع الجزیة من قبل العمال وإرسالها لولی الأمر المسلمین یصرفها فی           حاجاتهم وشؤونهم.

سادساً : القروض :

      القرض هو المال الذی یعطیه المقرض للمقترض لیرد مثله إلیه عند قدرته، ویقصد به استدانة الدولة من الغیر لفترة زمنیة معینة لتوظیفه فی خدمة ما، ویعد القرض إحدى وسائل التمویل فی الدولة الإسلامیة والتی تلجأ إلیها عند حاجتها للوفاء بالتزامات معینة لا تفی مواردها بسدادها، على أن تقوم بالسداد لا حقاً دون فوائد وإلا دخل فی دائرة الربا، ویمکن للدولة الاقتراض من الموسرین من أبنائها أو من جهات أخرى کالمصارف وغیرها.

سابعاً : العشور :

وهی فرائض مالیة تفرض مره واحدة فی السنة على أموال التجارة الداخلیة أو الخارجیة فی دولة الإسلام وهی ما تسمى فی الوقت الحاضر بالرسوم الجمرکیة، وقد فرضت فی عهد عمر بن الخطاب رضی الله عنه عندما علم بأن البلدان غیر المسلمة یفرضون رسوماً قدرها العشر على سلع التجار المسلمین الذین یفدون إلیهم للاتجار، ولذا أصدر نظام العشور بحیث ینص على العشر على بضائع التجار غیر المسلمین ونصف العشر على أهل الذمة وربع العشر على التجار المسلمین.

ثامناً : الصدقات :

وهی إنفاق تطوعی غیر محدد کماً، وقد حثت الآیات القرآنیة على الإنفاق التطوعی قال تعالى ] وما تنفقوا من خیر فلأنفسکم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خیر یوف إلیکم وانتم لا تظلمون [(سورة البقرة :آیة 272).وقال تعالى]وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه [ (سورة الحدید : آیة 7)، کما حث الله سبحانه وتعالى الموسعین على الإنفاق قال تعالى ] لینفق ذو سعة من سعته ومن قدر علیه رزقه فلینفق مما أتاه الله لا یکلف الله نفساً إلا ما آتاها سیجعل الله بعد عسر یسرا[ (سورة الطلاق : آیة 6)، ویعتبر الإنفاق التطوعی أوسع نطاقاً من الزکاة التی لا تقع إلا على نسبة محدودة من مال الفرد، ویشکل الإنفاق التطوعی مصدراً هاما وثریاً من مصادر التمویل الإسلامیة وذلک متى ما امتثل المسلمون لأوامر الله ودعوته حیث یبذل المال لنیل رضاه فی الآخرة، وتجنبوا نواهیه التی تحذر من البخل واکتناز المال، ولا یقف الإنفاق التطوعی على بذل المال وإنما یمکن أن یتعداه إلى الإنفاق العینی والمعنوی المتمثل فی الجهد البدنی والفکری أیضاً.

تاسعاً : الأموال التى لا مالک لها :

     وهی الأموال التی لا یعرف لها مالک أو مستحق مثل: اللقطة، الترکة التی لا وارث لها، الأوقاف التی لا ناظر لها، الأموال المصادرة، أو الممنوحة کالهدایا.

ویتضح مما سبق مدى تنوع مصادر التمویل الإسلامی، ومدى تحقق العدل مما یکسب هذا النظام الإسلامی سمات خاصة به، بحیث یکون هذا التمویل حقیقی وتقدم فیه الأموال بشکل فعلی لطالبها، کما أنه خالی من الصیغ الربویة والأموال الغیر مشروعة مع ضمان وجود الموارد الکافیة للإنفاق على حیاة الشعوب.

ثانیاً: الوقف فی الإسلام:

     یزخر المجتمع الإسلامی بأمثلة بارزة طوال عصوره السابقة، من خلال نظام الوقف والذی یعتبر أحد أهم الروافد التنمویة التی ساهمت فی ثراء التاریخ الإسلامی:

أ‌-       مفهوم الوقف

فی معجم مقاییس اللغة " الواو والقاف والفاء: أصل واحد یدل على تمکث فی            شیء، ثم یقاس علیه. ومن أصل التمکث یؤخذ الوقف الشرعی فإنه ماکث الأصل، والوقف مصدر وقف ومنه وقف الأرض على المساکین وقفاً: حبسها، وقفت الدابة والأرض وکل شیء             (ابن منظور، 1381ه، 969/ 3)، وأما الوقف شرعا فهو صدقة جاریة ولقد عرفه فقهاء الشریعة بأنه حبس المال على ملک الله تعالى والتصدق بالمنفعة حالاً أو مالاً على أی وجه من وجوه البر (الفنجری، 2000م، ص14).

ویعرف الوقف اصطلاحا بأنه " تحبیس الأصل، وتسبیل المنفعة " فالمراد بتحبیس الأصل أی أن یحبس المالک المکلف الحر الرشید، أو وکیله المتصف بهذه الصفات ماله المنتفع به مع بقاء عینه، بقطع تصرف الواقف وغیره فی هذه العین الموقوفة عن أسباب التملکات ، مع قطع ملکه فیها.

ب‌-    والوقف والتطور التاریخی:

بحسب ما أورده جوهر وجمعة (2011م، ص ص 26-30) بأنه من الرغم من توافر عدد کبیر من الدراسات عن الوقف وفقهه وتاریخه وتأثیره فی المجتمعات الإسلامیة بشکل عام، إلا أننا نلاحظ أن المادة البحثیة لا ترسم صورة متکاملة للتطور التاریخی لنظام الوقف تؤهل لمعرفة التحولات التی طرأت على أوضاعه وأدواره فی دفعه للتطور، وفیما یلی استعراض أهم الملامح لتطور الوقف تاریخیاً.

  • · الوقف قبل الإسلام :

یلاحظ الدارس لتاریخ الأمم والشعوب فی الماضی والحاضر أنها على اختلاف أدیانها ومعتقداتها عرفت أنواعا من التصرفات المالیة التی لا تخرج فی مدلولاها عن جوهر معنى الوقف عند المسلمین، وذلک لأن لکل أمه کان لها من الدوافع الدینیة ما یحض الأفراد الموسرین على تقدیم الأحباس، التی یخصص ریعها لإنشاء دور العبادة ورعایة الأنشطة الدینیة ومساعدة الفقراء والأیتام والأرامل وغیر ذلک فی مختلف الحضارات الإنسانیة والفرعونیة والبابلیة والیونانیة وغیرها، عدا الجاهلیة التی لم تعرف الحبس إنما هو شرع إسلامی جاء به محمد r.

  • ·     الوقف فی الإسلام :

إن تعالیم الإسلام تؤکد التکامل فی مفهومه الشامل بین المسلمین وتقضی على کل من لا یبذل من عواطفه وجاهه وماله لغیره من إخوانه المؤمنین بأنه لیس منهم، لذلک لا یعرف المجتمع الإسلامی فردیة أو أنانیة أو سلبیة، وإنما یعرف إخاء صادقاً وعطاء کریماً، وقد تطور الوقف فی عهد المسلمین، کالتالی:

فی عهد الصحابة

بدأ فی عهد الصحابة نظرا للتوسع فی تطبیقاته، وکان أغلب الوقف من الأراضی والبساتین والنخیل والآبار فی المدینة ومکة والشام والعراق ومصر وغیرها من البلدان التی انتقل إلیها الصحابة بالفتوح.

فی العهد الأموی

 

لم تعد قاصرة على الصرف لجهة الفقراء والمساکین بل بدأت وقتها مفاهیم تنوع الخدمات الوقفیة، بحیث أصبح فی تلک الفترة یمثل الممول الرئیس للمجتمع الأهلی، وفی تلک الفترة بدأ التفکیر فی تنظیم الأوقاف.

فی العهد العباسی

 

کثرت الأموال الموقوفة وبلغت الذروة فی الأندلس والمغرب ومصر والشام ویروى أن أراضی الوقف بلغت ثلثی مجموع الأراضی الزراعیة، وفی عهد الدولة الأیونیة والمملوکیة بدأ ظهور نوع جدید من الأوقاف سمی (الأرصاد) أو الوقف الصوری وهو تخصیص السلاطین أراض یعود ریعها إلى بیت المال ینفق على المساجد والجهات الأخرى، وفی عهد الممالیک صار للأوقاف ثلاثة دواوین: دیوان لأحباس المساجد، دیوان لأحباس الحرمین وجهات البر الأخرى.

فی عهد الدولة العثمانیة

أنشئت الدولة العثمانیة سلطنة عظیمة وملکاً قویاً ، فکان من الطبیعی أن یتسع نطاق الوقف لإقبال السلاطین وولاة الأمر وتعددت مجالات الإنفاق والاستفادة.

فی عهد الدولة الحدیثة

 

ترسیخ مبدأ الدولة الحدیثة ذات السلطة الواحدة فی إثبات وجودها، فتوجهت الدول لضبطه مما أدى إلى تراجعه فی بعض الدول، إلا أن قراءة التوجه الوقفی فی القرن الواحد والعشرین قد تبنته ما یعرف بالمنظمات غیر الحکومیة فهی تتوزع على خارطة من الأنشطة الاجتماعیة والثقافیة والمهنیة والرعائیة والسیاسیة والنسویة.

ومما سبق یتضح أبرز الملامح لتطور الوقف فی التاریخ الإسلامی، ومدى تواجده والذی یدعونا إلى الأخذ بالنماذج النیرة منه واتخاذها مثالا للتطبیق والاستفادة.

أوجه الإنفاق على التعلیم فی عهد المسلمین " الوقف أنموذجاً "

     جاء الإسلام شاملاً متکاملاً، حیث یسعى لبناء الإنسان بمعناه الشامل النفسی والبدنی والاجتماعی والاقتصادی والعلمی، فقد رفع مکانة العلم والعلماء ومن ذلک کان الوقف فی العصر الإسلامی سمة غالبة لسبب التطور والنماء فی ذلک العهد ولعله الأبرز فی الإنفاق على التعلیم ویبین الرفاعی (1423ه، ص25) أنه یعد نظام الوقف على التعلیم من أهم مصادر تمویل التعلیم فی النموذج الإسلامی، وإلیه یعود الفضل – بعد الله – فی کل ما تحقق من نهضة علمیة واسعة شهدها العالم الإسلامی فی مؤسسات التعلیم المختلفة. وتعود فکرة وقف الأوقاف على المؤسسات التعلیمیة – بحسب ما یذهب إلیه أکثر الباحثین – إلى الخلیفة العباسی المأمون، وذلک أنه عندما أنشأ بیت الحکمة الذی أنفق علیه أموالًا طائلة؛ فهو لم یشأ أن یکون نشاط بیت الحکمة متوقفا على سخاء الخلفاء والأمراء، فهیأ للعلماء أرزاقًا سخیة یتقاضونها فی أوقات محددة من وقف ثابت یفیض ریعه عن التکالیف المطلوبة لهذه المؤسسة العظیمة، ومن ثم انتشرت فکرة الخلیفة المأمون، فأصبح من ضرورات إنشاء معهد أو مدرسة أو مؤسسة علمیة أن یعین لها وقف ثابت یفی بنفقاتها، ویمکن إرجاع فکرة تطور نظام الأوقاف التی تحبس على المدارس، إلى ما نصح به «القابسی» من تعلیم أبناء المسلمین غیر القادرین على الإنفاق، ودفع أجر التعلیم من بیت مال المسلمین، وهو الأمر الذی أدى إلى تطور الفکرة فیما بعد إلى نظام الأوقاف التی یحبسها الموسرون فی المدارس ضمانًا لحمایتها واستمرارًا لوجود التعلیم. وبرغم أن القابسی هو أحد علماء القرن الرابع الهجری بینما کان زمن الخلیفة المأمون سابقًا له، فإنه لا خلاف فی ذلک، فالمأمون هو من لفت الأنظار إلى توجیه الأوقاف إلى میدان التعلیم کوجه من وجوه البر التی یوقف علیها، أما فکرة نظام الأوقاف على المدارس کنظام واضح المعالم فإنه لم یبرز إلا مع إنشاء المدارس فی القرن الخامس الهجری کالمدارس النظامیة وغیرها.

     أبرز المؤسسات التربویة التی أنشئت فی العهود الإسلامیة والتی فی معظمها تعتمد على الأوقاف والصدقات:

1-         منازل العلماء:

      لقد بدأ التعلیم فی الإسلام من المنزل، ذلک قبل نشأة المسجد، حینما اتخذ الرسولr             " دار الأرقم مرکزا یلتقی فیه بأصحابه ومن تبعه، لتعلیمهم مبادئ الدین الجدید (عبدالدایم،1978، ص149). وإضافة إلى دار الأرقم " کان الرسول r  یجلس فی بیته بمکة، ویجتمع المسلمون حوله لیعلمهم ویزکیهم"، ولم یتوقف التعلیم فی المنزل بعد بناء المسجد ذلک لأن کثیراً من علمائنا المسلمین اتخذوا منازلهم للعلم والتعلیم، فمن أهم المنازل التی کانت تعتبر ملتقى العلم والعلماء منزل ابن سیناء حیث کان یجتمع کل لیله فی داره طلبة العلم، ومنزل الإمام الغزالی الذی کان یستقبل فیه تلامیذه بعد أن اعتزل العمل بنظامیة نیسابور حیث اعتکف بالجامع الأموی بدمشق (شلبی،1976م، ص68).

2-         المساجد:

       تعد فی السابق منارة العلم بالإضافة إلى دورها کأماکن للعبادة وأداء شعیرة الصلاة، ولم یقتصر الوقف على المسجد فقط بل لکل من یرتاده ویعمل فیه من مصلین وطلبة علم وخدام، حیث خصصت أوقاف کبیرة یستغل ریعها فی توفیر هیئة تعلیمیة تتولى التدریس فی المساجد، الأمر الذی أبرز دور المسجد کمنارة وصرح من صروح العلم. (النمر،2006م،32). وأول مسجد بنی فی الإسلام هو مسجد قباء الذی یقال له مسجد التقوى، وللمسجد فی صدر الإسلام وظائف جلیلة أهمل المسلمون الیوم عدداً منها، فقد کان منطلقا للجیوش، وحرکات التحریر، وکان مرکزاً تربویاً، یربی الناس على الفضیلة وحب العلم وعلى الوعی الاجتماعی (النحلاوی،1979م، ص126).

3-         الکتاتیب والمدارس:

      لم تقتصر الأوقاف على المساجد وإنما شملت الکتاتیب والمدارس لکون الإنفاق على التعلیم قربة لله تعالى، لذا ألحق بالمساجد کتاتیب تشبه المدارس الابتدائیة تعلم القراءة والکتابة واللغة العربیة والعلوم الریاضیة، وقد بلغت الکتاتیب التی تم تمویلها بأموال الوقف عددا کبیرا" عد ابن حوقل منها ثلاثمائة کتاب فی مدینة واحدة من مدن صقلیة، وذکر أن الکُتًاب الواحد یتسع للمئات أو الألوف من الطلبة.(السید، 1410ه،231) ، و أیضاً تتفاوت الأوقاف على المدارس حسب مکانة الواقف وماله،  ولم تقتصر على الأموال الموقوفة  على عمارة المدارس فقط بل شملت صیانة المدرسة وتجهیزها بالأثاث واللوازم المدرسیة ودفع مرتبات العاملین فیها وبعض الأوقاف شملت توفیر مساکن للطلبة وتقدیم الطعام للطلاب والعاملین فی المدرسة .

الأمثلة على تلک المدارس فی عهد المسلمین:

v     المدرسة الصالحیة/  بمصر، وهی أول مدرسة درست المذاهب الأربعة بمصر،حیث أنشأها الملک الصالح نجم الدین أیوب سنة 641ه، وأوقفت علیها أوقاف ضخمة.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       

v     المدرسة الظاهریة/ التی أنشأها الظاهر بیبرس فی القاهرة سنة 626ه، وأوقف علیها المال وأغدق علیها مما جعلها أجمل مدرسة فی مصر، وخصص لها مکتبة ضخمة تحتوی سائر العلوم.

v     المدرسة المنصوریة/ فی مصر أنشأها المنصور بن قلاوون سنة 683ه، وتخصصت فی تدریس الطب بالدرجة الأولى.

v     المدرسة المسعودیة/   ببغداد أنشأها مسعود الشافعی، وجعلها وقفاً على المذاهب الأربعة بجانب تدریس العلوم الطبیة والطب.

v     المدرسة الصلاحیة/ بحلب أوقفها الأمیر صلاح الدین یوسف الادوادار.

v     المدرسة الغیاثیة/ أو مدرسة الملک منصور بمکة المکرمة، بناها المنصور غیاث الدین، إذ أنشئت سنة 813ه وأوقفت علیها أموالاً جلیلة.

v     المدارس الأربعة/   بمکة المکرمة، التی بناها السلطان سلیمان القانونی سنة 927ه، وأوقف علیها أموالا طائلة لتدریس المذاهب الأربعة. (الصبیح والحولی، 2000م، ص30)

وبناء على ما سبق ینقل الرحالة العربی المشهور ابن جبیر انبهاره مما شاهد فی القاهرة فی مدرسة الإمام الشافعی والتی أوقفها وأوقف بیته علیها، کما انبهر من إحدى مدارس الإسکندریة، أما ابن بطوطة فیقول عن مصر والعراق وسوریا أنها عامرة بالمعاهد العلمیة الموقوفة، ویذکر انه استفاد منها کما وصف أحوال عشرین مدرسة جامعة فی دمشق عاشت على أموال البر والخیر والوقف (السید،1410ه، ص231).

4-         المکتبات:

     یعتبر دور الکتب أو خزائن الکتب من أقدم أنواع وقف المکتبات ومن هذه الدور بیت الحکمة فی بغداد والتی أسسها هارون الرشید وجمع فیها الکتب المؤلفة والمترجمة وجعلها مرکزا للترجمة والنقل، وتوسع المأمون فیها وألحق بها عددا کبیرا من أشهر علماء عصره ومترجمیه وتعتبر أکبر خزائن الکتب فی العصر العباسی حتى هدم المغول بغداد سنة (656ه)،  و دار الحکمة فی القاهرة والتی أسسها الحاکم بأمر الله الفاطمی فی سنة (395ه) وألحق بها عدداً من أساتذة العلوم النقلیة کالتفسیر والفقه والعلوم الطبیعیة ووصفت بأنها من عجائب الدنیا ولم یکن لها نظیر فی الأمصار الإسلامیة،  و دار العلم فی البصرة،  ودار العلم فی الموصل، ودار الکتب فی فیروز اباد ، ودار کتب الصابئ فی بغداد وخزانة الکتب فی حلب ، وقد عنی          الخلفاء المسلمون منذ فجر العهد الأموی بالکتاب العربی وتکثیره ونشره بین الناس وإنشاء الخزائن التی تضم الکتب والدفاتر والسجلات، وتعتبر خزینة الخلیفة الأموی الحکیم خالد بن یزید بن معاویة بن أبی سفیان من أقدم الخزائن العربیة وظلت محفوظة فی البلاط الأموی (عبدالدایم،1978م، ص157).

5-         حوانیت الوراقین:

      تعتبر حوانیت الوراقین من المؤسسات التربویة الإسلامیة، ذلک لأنها من الأماکن التی یتردد علیها العلماء والمتعلمون لیستقووا من العلم والمعرفة، فقد کانت فی بدایتها عبارة عن دکاکین لها أغراض تجاریة ثم أصبحت مسرحا للثقافة والحوار العلمی، حیث اتخذها المثقفون والأدباء مکان لاجتماعاتهم وأبحاثهم، وتعود بدایة ظهورها إلى العصر العباسی ثم انتشرت بسرعة فی العواصم والبلدان المختلفة بالعالم الإسلامی (شلبی، 1978م، ص62).  ومما سبق تبرز أهمیة نموذج الوقف فی النهضة العلمیة فی عهد المسلمین، ولعل أنه من الأهمیة بمکان الاستفادة من هذا النموذج فی دعم عملیة التعلیم والتعلم فی زمننا الحاضر.

6-         البیمارستانات:

تورد الصبیح(2005م،ص43) فی دراستها بأن  البیمارستانات هی ( المستشفیات)، وهی کلمة فارسیة فی أصلها، فقد أنشأها المسلمون لاهتمامهم بالعلوم الحیاتیة(کالطب)، ویرجع بدایة الظهور الحقیقی لها فی عهد النبوة، فقد نصب الرسول r فی غزوة الخندق سنة 5 ه خیمة فی مسجده لتضمید الجرحى ، وعلاج المصابین، إلا أن أول من أنشأها فی الإسلام هو الولید بن عبدالملک سنة (88ه)، وکان الاهتمام بها کبیرا حیث اتخذها الخلفاء أمکنة لتدریس الطب والصیدلة کما فعل ذلک الخلیفة المستنصر إذ جعل فی مدرسة المستنصریة العظمى معهدا لتدریس الطب، کما کانوا یودعون بها الأدویة والعقاقیر و الأکحال .

7-         الخوانق:

      الخوانق هی جمع خانقاة وهی کلمة فارسیة معناها بیت، وقیل أصلها خونقاة أی الموضع الذی یأکل فیه الملک، وکانت تبنى غالباً على شکل مساجد للصلاة إلا أن فیها غرفا عدیدة لمبیت الفقراء والصوفیة وبیتا کبیرا لصلاتهم مجتمعین، وللقیام بأدوارهم وأذکارهم (النباهین،1978م،167).

8-         الربط:

     هی المرابطة، وهی ملازمة ثغر العدو، ورباط الخیل مرابطتها وقد أطلق الإسلام على رباط الخیل ذلک مستمدا من قوله تعالى ] وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخیل ترهبون به عدو الله وعدوکم وآخرین من دونهم لا تعلمونهم الله یعلمهم وما تنفقوا من شیء فی سبیل الله یوف إلیکم وأنتم لا تظلمون [( سورة الأنفال: آیة : 184). وهی نوع من الثکنات العسکریة تبنى على الحدود الإسلامیة ویقیم فیها من رهنوا أنفسهم للجهاد فی سبیل الله سواء من العلماء أو الطلبة أو الأطباء فالکل یرابط من أجل الجهاد فی سبیل الله (مرسی،1981م، ص140).

9-         الزوایا:

     وهی کالرباط والخانقة إلا أنها أصغر فی الغالب وهی أکثر ما تکون فی الصحاری والأمکنة الخالیة من السکان وربما أطلقت على ناحیة من نواحی المساجد الکبرى، تقام فیها بعض حلقات العلم على نحو ما کان فی جامع عمرو بن العاص والتی ترتب فیها دروس الفقه وغیره (عبدالدایم،1978م، ص160).

     ومما سبق نجد ثراء العهد الإسلامی بالمؤسسات التربویة وتنوعها مما یدل على أهمیة العلم والمعرفة وإیقاف الأموال والموارد نحو طلبه والإنفاق علیه.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             

تجارب معاصرة فی تمویل التعلیم مرتبطة فی نظام الوقف الإسلامی:

     وفی هذا السیاق عقدت المؤتمرات واللقاءات للاستفادة من تجارب دول العالم فی مجال دعم التعلیم ومنها مؤتمر " الوقف والتعلیم" بجامعة زاید فی دولة الإمارات العربیة المتحدة وذلک فی (أبریل،2011م)، حیث یناقش آلیات الإفادة من التجارب العالمیة فی دعم العملیة التعلیمیة   ولعل الأبرز فی تلک التجارب حسب ما أوردته صبیح (2005م، ص ص 49-50) هی:

1-    التجربة الأمریکیة المعاصرة:

     تعتمد کثیر من الجامعات فی الولایات المتحدة الأمریکیة على الوقف فی تمویلها ، وتعتبر أمریکا من أکثر الدول الغربیة التی نما فیها وقف الجامعات وبشکل مذهل وذلک بتشجیع من الدولة التی قامت بإسقاط التبرع للوقف من الضرائب المترتبة على صاحب التبرع، وتظهر الإحصائیات أن مجموع قیمة وقف الجامعات والکلیات والمعاهد بلغت عام(1993م) حوالی 92 بلیون دولار، وأن عشرین جامعة یتجاوز قیمة وقف کل منها بلیون دولار ، منها جامعة هارفارد،  ومائتی جامعة یتجاوز قیمة وقف کل منها ملیون دولار، منها جامعة کالیفورنیا الجنوبیة وقد نجحت أیضاً المؤسسات الوقفیة المدرسیة فی الولایات المتحدة الأمریکیة فی تحقیق أهدافها نتیجة استقلالیتها واستخدام مواردها المالیة فیما یخدم الطلاب والمجتمع المحلی، ویبرز أیضا نماذج تطوعیة قامت الولایا المتحدة الأمریکیة بدعمها وخاصة فی مجال التعلیم والرعایة الصحیة والسعی نحو تحقیق التکافل الاجتماعی ومن هذه النماذج :

2-    التوجه التطوعی الداعم لتمویل التعلیم فی بعض الدول الأفریقیة:

     تمثل الاتجاه التطوعی فی میدان التعلیم فی هذه الدول فی تأسیس نظام من الشراکة بین الدولة والمجتمع بحیث تحدد مسؤولیات الحکومة فی دفع رواتب المعلمین ودفع نسبة مالیة لکل تلمیذ، وتوفیر الأدوات المدرسیة وتوفیر فرص تدریب المعلمین وإعدادهم، أما مسؤولیات المجتمع التطوعیة فهمی تمویل برامج إعداد وتأهیل المعلمین، والمساهمة فی تقییم العملیة التعلیمیة والإشراف علیها وتوفیر الأراضی والمساحات المناسبة لبناء المدارس علیها، علما ان هذه المبادرات تتم بإشراف دولی.

3-         التجربة السعودیة المعاصرة:

      وبالرغم مما تحظى به من دعم سخی من جانب الحکومة فقد کان من بین الموارد إنشاء الکراسی العلمیة والتی تکون بمثابة مصادر تمویل إضافیة ثابتة أو مؤقتة تستفید منها الجامعات وما یقصد بالکراسی العلمیة هو منح نقدیة أو عینیة دائمة أو مؤقتة یتبرع بها فرد أو شخصیة اعتباریة لتمویل برنامج بحثی أو أکادیمی فی الجامعة ویعین فیه أحد ا أساتذة الأکفاء وهی مستوحاة من فکر الوقف الإسلامی فی عهد المسلمین ومن أشهر هذه الکراسی العلمیة کرسی الملک فهد للدول الإسلامیة، وکرسی ابن لادن للهندسة المدنیة وکرسی الأمیر سلطان فی جامعة البحرین وکراس أخرى فی موسکو و ایطالیا وأمریکا وأول جامعة من جامعات المملکة بادرت فی تأمین موارد مالیه عن طریق الکراسی هی جامعة الملک فهد للبترول والمعادن و جامعة الملک عبدالعزیز ، وقد قامت هذه الجامعات بتشکیل لوائح تنظیمیة للکراسی العلمیة الوقفیة.

ویتضح لنا جلیا مما ورد سابقا، أن من أهم السمات التی تمیزت بها هذه التجارب هی أنها جزء لا یتجزأ من حیاة الأمة الإسلامیة ونهج مستمد من القرآن والسنة النبویة الشریفة.

الدراسات السابقة:

1-   دراسة حسین. (2000م). بعنوان" دور الوقف فی تنمیة المجتمع " فقد تم استخدام المنهج الوصفی التاریخی والذی تناول من خلاله الباحث نشأة النظام الإسلامی ونظام الوقف کسمة من سمات المجتمع الإسلامی.

2-   دراسة الرفاعی. (1423ه). بعنوان " مصادر وأسالیب تمویل التعلیم فی العصور الإسلامیة الأولى، وقد تم استخدام المنهج الوصفی التحلیلی وکان من أهم النتائج تنوع مصادر تمویل التعلیم فی العصور الإسلامیة ومن أهمها الوقف والذی أدى إلى نهضة علمیة کبیرة ، کما أوصت الدراسة بأهمیة العودة لنظام الوقف على التعلیم، ودراسة العوامل المؤثرة فی تمویل التعلیم وتوجیهها بما یسهم فی تمویله.

3-   دراسة زغلول. (2005م). بعنوان " دور الوقف فی دعم التعلیم الجامعی " أستخدم فیها الباحث المنهج الوصفی التحلیلی وجاءت أبرز نتائجها أمکانیة الاستفادة من الوقف فی دعم التعلیم الجامعی وذلک من خلال رفع الکفاءة التعلیمیة، وإحیاء سنة الوقف بما یعزز الثقة بالوقف کمؤسسة تنمویة دینیة.

4-   دراسة الحولی، علیان عبد الله؛ صبیح، لینا زیاد. (2008م). التجربة الإسلامیة فی تمویل التعلیم " الوقف أنموذجاً"، من خلال هذه الدراسة استخدم الباحث المنهج التاریخی والذی یهتم من خلال الباحث فی دراسة الماضی، ومن أبرز النتائج التی توصل الیها الباحث هو ضرورة الاستفادة من التجربة الإسلامیة فی تمویل التعلیم، والعمل على تفعیل دور وزارة الأوقاف اجتماعیا واقتصادیاً.

5-   دراسة جوهر، علی؛ جمعة، محمد. (2011م). بعنوان " تمویل التعلیم والوقف فی المجتمعات الإسلامیة " رؤیة اقتصادیة تربویة " وقد تم استخدام المنهج الوصفی التحلیلی الذی یهدف إلى دراسة الظروف والعلاقات والقیام بوصف دقیق للأنشطة، ومن أهم النتائج وضع رؤیة مقترحة من خلال الترکیز على تحقیق التعاون بین القطاع الرسمی ومؤسسات الأوقاف الخیریة فی دعم التوجه الاقتصادی والتربوی فی میدان تمویل التعلیم.

التعلیق على الدراسات السابقة:

     اتفقت جمیع الدراسات السابقة على أهمیة الأخذ بنموذج الوقف کنوع مهم وبارز من مصادر التمویل للتعلیم، کما اتفقت على ثراء الدین الإسلامی بنماذج وصور التکافل التی تسهم فی تطور الإنسان، إلا أنها اختلفت فی تناول موضوع الدراسة حیث تفاوتت بین المنهج الوصفی التحلیلی والمنهج التاریخی کما اختلفت بعضها فی الأهداف حیث رکزت بعض منها على کیفیة وضع تصور مقترح للاستفادة من النماذج الإسلامیة فی عصرنا الحالی.

منهج الدراسة:

    اعتمد الباحث فی هذه الدراسة على المنهج الوصفی (المکتبی)، والذی یعود فیه الباحث إلى الأدب النظری والدراسات السابقة للإجابة على تساؤلات الدراسة.

الإجابة على تساؤلات البحث:

تمت الإجابة على أسئلة البحث الأربعة من خلال العودة للأدب النظری والدراسات السابقة  والذی یمکن العودة إلیه فی ثنایا هذا البحث.

النتائج والتوصیات:

النتائج:

1-    تنوع مصادر التمویل فی عهد المسلمین وثراءها ولعل الأبرز فی ذلک نموذج " الوقف ".

2-    یمثل نموذج الوقف صورة مشرفة لتکافل المسلمین فی عهدهم، والذی یبرز منه العدید من الصور فی العالم أجمع بمسمیات أخرى کالتطوع والمنظمات الخیریة.

3-    تعدد صور الإنفاق على التعلیم فی عهد المسلمین.

4-    یزخر العالم الإسلامی بتجارب معاصرة لنماذج الوقف.

التوصیات:

1- أهمیة الأخذ بنموذج الوقف والتنسیق بین الجهات المعنیة للاستفادة منه فی تمویل التعلیم.

2- إدارة مؤسسات الوقف بشکل أکبر وفعال.

3- تدریب الکفاءات من العاملین بالمؤسسات الوقفیة.

4- عمل دراسة جدوى اقتصادیة للاستفادة من موارد الوقف.


المراجع :

القرآن الکریم.

السنة النبویة.

ابن قدامه، أبی محمد عبد الله أحمد قدامه. (1972م). المغنی مع الشرح الکبیر، بیروت: دار الکتاب العربی.

ابن منظور، محمد بن مکرم. (د.ت). لسان العرب. بیروت: دار صادر.

أبو الوفا، جمال وآخرون. (2000م). اتجاهات حدیثة فی الإدارة المدرسیة، مصر: دار المعرفة.

إسماعیل، محمد. (1986م). أساسیات التمویل الإداری واتخاذ قرارات الاستثمار، ط2،القاهرة:دار النهضة العربیة.

الحبیب، مصدق. (1981م). التعلیم والتنمیة الاقتصادیة. الجمهوریة العراقیة: دار الرشید.

حسین، حسین حسان. (2000م). دور الوقف فی تنمیة المجتمع. مجلة کلیة اللغة العربیة فی أسیوط. مصر.

حمید، محمد. (2000م). التمویل والإدارة المالیة فی منظمات الأعمال. القاهرة: دار النهضة العربیة.

الحولی، علیان؛صبیح، زیاد.(2008م). التجربة الإسلامیة فی تمویل التعلیم " الوقف أنموذجا". مجلة الجامعة الإسلامیة. مصر

جمعه، محمد حسن؛ جوهر، علی صالح. (2011م). تمویل التعلیم والوقف فی المجتمعات الإسلامیة. رؤیة اقتصادیة تربویة. المکتبة العصریة: مصر.

دنیا، شوقی احمد. (1415ه). أثر الوقف فی انجاز التنمیة الشاملة فی مجلة البحوث الفقهیة المعاصرة. العدد (24).

الرازی، محمد بن أبی بکر. (1995م) مختار الصحاح، تحقیق: محمود خاطر، بیروت: مکتبة لبنان ناشرون.

الرفاعی، سعد سعید. (1423ه). مصادر وأسالیب تمویل التعلیم فی العصور الإسلامیة الأولى. دراسة ماجستیر غیر منشورة. کلیة التربیة. جامعة أم القرى: مکة المکرمة.

زغلول، أمین. (2005وم). دور الوقف فی دعم التعلیم الجامعی. مجلة کلیة الشریعة والقانون. مصر: أسیوط.

عبد الدایم، عبد الله. (1978م). التربیة عبر التاریخ، ط 3، بیروت: دار العلم للملایین.

غانم، محمد. (2000م). الدور التنموی للجامعات العربیة ومصادر التمویل غیر التقلیدیة، المؤتمر العلمی المصاحب للدورة 33لمجلس اتحاد الجامعات العربیة، نیسان: بیروت.

غنیمة، عبد الفتاح مصطفى. (2002م). الوقف فی مجال التعلیم والثقافة فی مصر خلال القرن العشرین، سلسلة قضایا إسلامیة یصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة، جمهوریة مصر العربیة.

الفنجری، محمد شوقی. (2008م). الوسطیة فی الاقتصاد الإسلامی، سلسلة قضایا إسلامیة، یصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة. جمهوریة مصر العربیة(62). القاهرة.

السید، عبد الملک. (1410ه). الدور الاجتماعی للوقف. البنک الإسلامی للتنمیة، جدة.

شلبی، أحمد. (1976م). تاریخ لتربیة الإسلامیة، القاهرة: دار الفکر العربی.

صبیح، لینا زیاد. (2005م). صیغ تمویل التعلیم المستقاة من الفکر التربوی الإسلامی وأوجه الإفادة منها فی التمویل الجامعی الفلسطینی. رسالة ماجستیر. غیر منشورة. الجامعة الاسلامیة فی غزة.

مرسی، محمد. (1981م). التربیة الإسلامیة أصولها وتطورها فی البلاد العربیة، القاهرة: عالم الکتب.

المعیلی، عبد الله. (د.ت). دور الوقف فی العملیة التعلیمیة.

الوهیبی، صالح. (2004م). الإسلام هو المستهدف لا المؤسسات والهیئات الخیریة. مقال. مجلة الوعی الإسلامی. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة. الکویت.

هندی، عادل. (1986م). دور التمویل فی تنمیة وتطویر القطاع الزراعی بالجمهوریة العربیة الیمنیة، مجلة دراسات الخلیج والجزیرة العربیة(48)، الشویخ: جامعة الکویت.

النباهین، علی. (1981م). نظام التربیة الإسلامیة فی عصر الممالیک فی مصر، القاهرة دار الفکر العربی.

النحلاوی، عبد الرحمن. (1977م). أصول التربیة الاسلامیة وأسالیبها فی البیت والمجتمع، دمشق: در الفکر

النمر، أیمن محمد. (2006م). الوقف ودورة فی التنمیة الاقتصادیة. مجلة الشریعة والدراسات الإسلامیة، مجلة تصدر عن مجلس النشر العلمی. ع(60). مارس. جامعة الکویت.

المراجع :
القرآن الکریم.
السنة النبویة.
ابن قدامه، أبی محمد عبد الله أحمد قدامه. (1972م). المغنی مع الشرح الکبیر، بیروت: دار الکتاب العربی.
ابن منظور، محمد بن مکرم. (د.ت). لسان العرب. بیروت: دار صادر.
أبو الوفا، جمال وآخرون. (2000م). اتجاهات حدیثة فی الإدارة المدرسیة، مصر: دار المعرفة.
إسماعیل، محمد. (1986م). أساسیات التمویل الإداری واتخاذ قرارات الاستثمار، ط2،القاهرة:دار النهضة العربیة.
الحبیب، مصدق. (1981م). التعلیم والتنمیة الاقتصادیة. الجمهوریة العراقیة: دار الرشید.
حسین، حسین حسان. (2000م). دور الوقف فی تنمیة المجتمع. مجلة کلیة اللغة العربیة فی أسیوط. مصر.
حمید، محمد. (2000م). التمویل والإدارة المالیة فی منظمات الأعمال. القاهرة: دار النهضة العربیة.
الحولی، علیان؛صبیح، زیاد.(2008م). التجربة الإسلامیة فی تمویل التعلیم " الوقف أنموذجا". مجلة الجامعة الإسلامیة. مصر
جمعه، محمد حسن؛ جوهر، علی صالح. (2011م). تمویل التعلیم والوقف فی المجتمعات الإسلامیة. رؤیة اقتصادیة تربویة. المکتبة العصریة: مصر.
دنیا، شوقی احمد. (1415ه). أثر الوقف فی انجاز التنمیة الشاملة فی مجلة البحوث الفقهیة المعاصرة. العدد (24).
الرازی، محمد بن أبی بکر. (1995م) مختار الصحاح، تحقیق: محمود خاطر، بیروت: مکتبة لبنان ناشرون.
الرفاعی، سعد سعید. (1423ه). مصادر وأسالیب تمویل التعلیم فی العصور الإسلامیة الأولى. دراسة ماجستیر غیر منشورة. کلیة التربیة. جامعة أم القرى: مکة المکرمة.
زغلول، أمین. (2005وم). دور الوقف فی دعم التعلیم الجامعی. مجلة کلیة الشریعة والقانون. مصر: أسیوط.
عبد الدایم، عبد الله. (1978م). التربیة عبر التاریخ، ط 3، بیروت: دار العلم للملایین.
غانم، محمد. (2000م). الدور التنموی للجامعات العربیة ومصادر التمویل غیر التقلیدیة، المؤتمر العلمی المصاحب للدورة 33لمجلس اتحاد الجامعات العربیة، نیسان: بیروت.
غنیمة، عبد الفتاح مصطفى. (2002م). الوقف فی مجال التعلیم والثقافة فی مصر خلال القرن العشرین، سلسلة قضایا إسلامیة یصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة، جمهوریة مصر العربیة.
الفنجری، محمد شوقی. (2008م). الوسطیة فی الاقتصاد الإسلامی، سلسلة قضایا إسلامیة، یصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة. جمهوریة مصر العربیة(62). القاهرة.
السید، عبد الملک. (1410ه). الدور الاجتماعی للوقف. البنک الإسلامی للتنمیة، جدة.
شلبی، أحمد. (1976م). تاریخ لتربیة الإسلامیة، القاهرة: دار الفکر العربی.
صبیح، لینا زیاد. (2005م). صیغ تمویل التعلیم المستقاة من الفکر التربوی الإسلامی وأوجه الإفادة منها فی التمویل الجامعی الفلسطینی. رسالة ماجستیر. غیر منشورة. الجامعة الاسلامیة فی غزة.
مرسی، محمد. (1981م). التربیة الإسلامیة أصولها وتطورها فی البلاد العربیة، القاهرة: عالم الکتب.
المعیلی، عبد الله. (د.ت). دور الوقف فی العملیة التعلیمیة.
الوهیبی، صالح. (2004م). الإسلام هو المستهدف لا المؤسسات والهیئات الخیریة. مقال. مجلة الوعی الإسلامی. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة. الکویت.
هندی، عادل. (1986م). دور التمویل فی تنمیة وتطویر القطاع الزراعی بالجمهوریة العربیة الیمنیة، مجلة دراسات الخلیج والجزیرة العربیة(48)، الشویخ: جامعة الکویت.
النباهین، علی. (1981م). نظام التربیة الإسلامیة فی عصر الممالیک فی مصر، القاهرة دار الفکر العربی.
النحلاوی، عبد الرحمن. (1977م). أصول التربیة الاسلامیة وأسالیبها فی البیت والمجتمع، دمشق: در الفکر
النمر، أیمن محمد. (2006م). الوقف ودورة فی التنمیة الاقتصادیة. مجلة الشریعة والدراسات الإسلامیة، مجلة تصدر عن مجلس النشر العلمی. ع(60). مارس. جامعة الکویت.