الدور التربوي للأسرة في تنشئة أبنائها على العبادات القلبية في ضوء القرآن الکريم والسنة النبوية " دراسة تحليلية "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية – جامعة أسيوط

المستخلص

حري بالإنسان العاقل أن يسأل نفسه لماذا خلقه الله تعالي ؟.. هل ليأکل ويشرب ؟.. ليلهو ويتمتع ؟.. ليحلم بأماني کاذبة ودنيا زائلة؟.. ويلهث وراء سراب خادع، ثم يفاجئه الموت، وهو على حاله، ويرثه آخرون، يؤدون الدور نفسه، ويسيرون على الدرب ذاته، وتتوالى الأجيال، وتنقضي الآجال، ثم ماذا بعد هذا؟.. وإلى أين المنتهى؟.. وإلى أين المصير؟ 
لقد أعيى الفلاسفة فکرهم في هذا اللغز المحير، وکان لهم آراءهم المتباينة، ولم يصلوا– على حد علم الباحث- إلى رأي جازم، وحکم حاسم، ينهي هذه القضية المحيرة، وهذا المبحث الغامض.
وجاء القرآن الکريم يجيب بالقول الفصل، وبالتحديد والحصر، لهذا التساؤل الصعب، بقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(1).  
وعلم المسلمون من قرآن ربهم أنهم وغيرهم خلقوا لعبادة الله، لکن المتأخرون منهم وقعوا في مسأله أخرى، وجهل من نوع آخر، حين قصروا العبادة على الشعائر التعبدية، من صلاة وصوم وزکاة وحج، واکتفوا بهذه العبادات الظاهرة، واعتبروا أنهم بقيامهم– قد أدو حَقَّ ربهم، وحقُ على الله– تعالى– أن يُدخلهم الجنة عرَّفها لهم.
وکان من واجب العلماء والدعاة أن يزيلوا هذا الجهل الذي أصاب المسلمين في مقتل ، وأن يبينوا للناس حقيقة العبادة التي أرادها الله تعالي منهم، وأن يتولي أولوا الأمر في التربية تنشئة الفرد عليها لأدائها على مراد الله ، وعلى هدي نبيه (ﷺ(



(1) سورة الذاريات ، الآية (56).

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

الدور التربوی للأسرة فی تنشئة أبنائها على العبادات القلبیة

فی ضوء القرآن الکریم والسنة النبویة

" دراسة تحلیلیة "

 

إعــــــــــداد

الباحث / عمر بن الخطاب عبده محمد عبده القصیرى

إشــــــــراف

     أ.د/ أحمد حسین عبد المعطی           أ.د/ محمد المصری محمد نور الدین

استاذ أصول التربیة – ورئیس قسم أصول التربیة          أستاذ أصول التربیة (المتفرغ)

         کلیة التربیة – جامعة أسیوط                           کلیة التربیة – جامعة أسیوط

 

 

}    المجلد الخامس والثلاثون–العدد الحادى عشر–جزء ثانى-نوفمبر2019م{

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مقدمة :

حری بالإنسان العاقل أن یسأل نفسه لماذا خلقه الله تعالی ؟.. هل لیأکل ویشرب ؟.. لیلهو ویتمتع ؟.. لیحلم بأمانی کاذبة ودنیا زائلة؟.. ویلهث وراء سراب خادع، ثم یفاجئه الموت، وهو على حاله، ویرثه آخرون، یؤدون الدور نفسه، ویسیرون على الدرب ذاته، وتتوالى الأجیال، وتنقضی الآجال، ثم ماذا بعد هذا؟.. وإلى أین المنتهى؟.. وإلى أین المصیر؟ 

لقد أعیى الفلاسفة فکرهم فی هذا اللغز المحیر، وکان لهم آراءهم المتباینة، ولم یصلوا– على حد علم الباحث- إلى رأی جازم، وحکم حاسم، ینهی هذه القضیة المحیرة، وهذا المبحث الغامض.

وجاء القرآن الکریم یجیب بالقول الفصل، وبالتحدید والحصر، لهذا التساؤل الصعب، بقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ)(1).  

وعلم المسلمون من قرآن ربهم أنهم وغیرهم خلقوا لعبادة الله، لکن المتأخرون منهم وقعوا فی مسأله أخرى، وجهل من نوع آخر، حین قصروا العبادة على الشعائر التعبدیة، من صلاة وصوم وزکاة وحج، واکتفوا بهذه العبادات الظاهرة، واعتبروا أنهم بقیامهم– قد أدو حَقَّ ربهم، وحقُ على الله– تعالى– أن یُدخلهم الجنة عرَّفها لهم.

وکان من واجب العلماء والدعاة أن یزیلوا هذا الجهل الذی أصاب المسلمین فی مقتل ، وأن یبینوا للناس حقیقة العبادة التی أرادها الله تعالی منهم، وأن یتولی أولوا الأمر فی التربیة تنشئة الفرد علیها لأدائها على مراد الله ، وعلى هدی نبیه (ﷺ(

مشکله الدراسة:

فی ضوء هذه المقدمه ، تبین أن المسلمین فی حاجة لمعرفة المقصود بالعبادة التی ذکرها الله فی کتابه، وقد بلورها أبن تیمیة فی قوله بأنها: "اسم جامع لکل ما یحبه الله ویرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة".(1)

وبناء على هذا التعریف یلاحظ أن مسلمی الیوم – إلا من رحم- قد غاب عنهم هذا النوع الآخر من العبادة، وهو ما یتصل بالعبادات الباطنة – التی محلها القلب – وحتی العبادات الظاهرة خلت عندهم من معانی الروح والخشیة والخشوع ، واکتفى الأئمة والخطباء فی المساجد والدعاة والعلماء فی الأمة بالحدیث عن الشعائر الظاهرة ، وأما العبادات القلبیة فلا تعدو أن تکون من قبیل الترانیم التی تطرب بها الأذن ، ویجمَّل بها الکلام ، وتهز لها الرؤوس .

وإذا کان هذا على مستوى التنظیر – فکان منطقیاً – أن تفتقد التربیة هذا النوع من التنشئة، فلا یقوم فی الناس من یعلمهم کیف تتعبد قلوبهم بتوحید الله وتقواه ، وبالصدق والإخلاص ، والاستغفار والتوبة ، والخوف والرجاء ، والصبر والشکر ، والمراقبة والخشوع ، والتوکل والیقین ، وفوق کل ذلک یحب الله تعالى فوق کل المحاب .

وقد أدى هذا التصور المبتور للعبادة إلى تدهور فی شخصیة المسلم ، حین أخذ بالشکل دون المضمون ، وبعبادة الجوارح دون عبادة إلى تدهور فی شخصیة المسلم ، حین أخذ بالشکل دون المضمون ، وبعبادة الجوارح دون عبادة القلوب ، فأصبح المسلمون – نعم – یصلون ولا تخشع قلوبهم ، فی حین قال الله تعالی :(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِینَ هُمْ فِی             صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)(2)، ویصومون ولا یتقون ربهم الذی خلقهم ، فی حین قال الله تعالی :            (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ) (3) ، ویزکون ولا تزکی أنفسهم ، فی حین قال تعالی : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَکِّیهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَیْهِمْ إِنَّ صَلاتَکَ سَکَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) (1) ، ویحجون بیت ربهم ، ویعودون لما کانوا علیه ، فی حین قال رسوال الله () :"من حج البیت فلم یرفث ولم یفسق، رجع کیوم ولدته أمه".(2) .

ومن هنا وجب على القائمین بأمر الدعوة ، والتربیة ، والتعلیم ، أن ینشئوا أبناء الأمة على العبادات القلبیة ، مثلما ینشئوهم على الشعائر التعبدیة حتى تتکامل شخصیة المسلم ظاهراً وباطناً ، قولا ً وفعلاً ، علماً وعملاً .

وعلیه فإن مشکلة الدراسة یمکن حصرها فی الإجابة عن سؤال رئیس غایته ، وضع تصور مقترح یحدد الإجراءات والمهام التی یجب أن تطلع بها الأسرة لتنشئة أبنائها على العبادات القلبیة المختارة فی ضوء ما جاء فی القرآن الکریم والسنة النبویة .

أهمیة الدراسة :

1- تستمد الدراسة أهمیتها من أهمیة الموضوع الذی تتناوله، وموضوع الدراسة ینصب– کلیة– على القلب.

یکفی قول الله تعالی فیه : (یَوْمَ لَا یَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ)(3) وقول رسول الله () : " ألا إن فی الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد کله،           إذا فسدت فسد الجسد کله ، ألا وهی القلب".(4)  

2- کما تتناول الدراسة " الأسرة والتی بصلاحها یصلح المجتمع ، وبفسادها یفسد " ..

3- کما تعتمد الدراسة القرآن والسنة ، کمصدرین أساسین للبحث ، ویکفی لأهمیتها قوله (): "ترکت فیکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا کتاب الله وسنتی" (1).

4- تفید الدراسة الوالدین فی تنشئة أبنائهما على بعض العبادات القلبیة على هدی من کتاب الله وسنة رسول الله (ﷺ) .

5- وأخیراً ، فالدراسة إضافة للمکتبة التربویة الإسلامیة ، والتی تزاوج بین دراسة الدین والتربیة ، حیث لا غنى لأحدهما من الآخر .

أهداف الدراسة :

للدراسة هدف رئیس یتمثل فی وضع تصور مقترح ، یحمل فی طیاته بعض الإجراءات والمهام التی یجب أن یضطلع بها الوالدان لتنشئة أبنائهما على العبادات القلبیة – محل الدراسة – فی ضوء ما جاء فی القرآن والسنة .

ویتفرع من هذا الهدف عدة أهداف فرعیة ، یمکن إیجازها فیما یلی :

1- بیان حقیقة القلب ، ومکانته فی ضوء معطیات القرآن الکریم والسنة النبویة.

2- استخراج بعض العبادات القلبیة من القرآن والسنة ، ودلائل وجوبها ، وآثارها التربویة.

3- التوصل لعدد من الأسباب الجالبة التی تعین الفرد على أداء العبادات القلبیة.

4- التعرف على وظائف الأسرة، وما یعترض من دورها التربوی من تحدیات وسبل مواجهتها.

الدراسات السابقة :

1- دراسة ناصر سالم العتیبی (2014) (1):

استهدفت الدراسة التعرف على دور المؤسسات التربویة فی تنمیة أداء النوافل، واستخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی، ومما توصل إلیه أن النوافل تکفر السیئات ، وتکثر الحسنات ، وأوصى بضرورة التعاون بین المؤسسات التربویة فی الحث على أداء النوافل .

2- دراسة أسماء علی فضل (2013 )(2)

        استهدفت الدراسة تقصی معنى العبادة ، والآثار المترتبة علیها فی المدرسة ، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفی التحلیلی ، ومما توصلت إلیه أن المعلم المسلم الحق ، یختلف فی إعداده وتطلعاته عن المعلم الدیمقراطی والاشتراکی ، وأوصت بضرورة انسجام جمیع عناصر المنهج الدراسی مع العقیدة.  

3- دراسة عبدالله على سالم (2011)(3):

      استهدفت الدراسة استنباط مظاهر التیسیر فی القرآن الکریم فی مجالات العبادات والمعاملات الاجتماعیة والمالیة ، واستخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی ، ومما توصل إلیه أن الیسر سمة بارزة فی الأحکام الإسلامیة ، وأوصی بتغلیب روح التیسیر مع عدم إهمال          روح الترهیب .

4- دراسة سهل بن رفاع العتیبی (2002) (1):

استهدفت الدراسة التعرف على منزلة أعمال القلوب من الإیمان ، ومقارنة بعضها بین أهل السنة وتعالیمهم ، واستخدم الباحث المنهج الاستنباطى ، ومما توصل إلیه أن المحرمات القلبیة أشد من الظاهرة ، وأوصى بضرورة العنایة بالقلب ، وتجنب أسباب مرضه .

5- دراسة على شفیق محمود (2000) (2):

استهدفت الدراسة تأصیل موضوع الجهل وبیان أثره فی العبادات، واستخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی ، ومما توصل إلیه أن الإنسان لایعذر بجهله ، وما أوصى به ضرورة أن یسعی المسلم لتعلم ما یجب معرفته بالضرورة ، وأن یسعى العلماء لتوضیح مسائل الدین .

6- دراسة رجاء غازی رجا العمران (1999) (3) : 

استهدفت الدراسة الکشف عن المضامین المتعلقة بعبادات الطفل ومعاملاته فی الفقه الإسلامی ، واستخدم الباحث المنهج الوصفی الاستقرائی وتوصل إلى أن عبادات الطفل تسهم فی تلبیة احتیاجاته، ومما أوصى به إصدار محتوى تعلیمی یلبی هذه الاحتیاجات.

7- دراسة هنیده حمدان محمد (1998) (1)  :

استهدفت الدراسة تعلیم الأطفال العبادات الشرعیة بالتدرج التربوی ، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفی التحلیلی، وتوصلت إلى أن تعلم العبادات یستلزم التدرج ، ومما أوصت به ضرورة قیام المسئولین عن تربیة الطفل بتعلیمه العبادات بطریقة متدرجة .

تعقیب على الدراسات السابقة:

أسفرت نتیجة البحث عن عدم العثور على أیة دراسة تناولت العبادات القلبیة اللهم دراسة سهل بن رفاع العتیبی، والتی دارت مادتها عن "أعمال القلوب بین أهل السنة والجماعة ومخالفیهم ، وهی دراسة شرعیة بحتة ، ولم تتعرض للجانب التربوی ، ولم یعثر الباحث إلا على مستخلص لها .

وما عدا ذلک من دراسات تناولت متغیر "العبادات" من زوایا متعددة لم یمس أحدها "العبادات القلبیة"، إضافة إلى دور المؤسسات التربویة فی التنشئة علیها .

ومع ذلک فقد استفاد الباحث من کافة الدراسات ، حیث کان التوجه الإسلامی فی البحث، والمنهج فی الغالب، والمؤسسات التربویة، کانت قواسم مشترکة بین الدراسة الحالیة والدراسات السابقة .

أسئلة الدراسة:

للدراسة سؤال رئیس هو : ما التصور المقترح الذی یمکن للدراسة التوصل إلیه، والذی یمکن من خلاله مساعدة الوالدین فی تنشئة أبنائهم على العبادات القلبیة محل الدراسة ؟

ویتفرع من هذا السؤال عدة أسئلة فرعیة منها :

1- ما حقیقة القلب وما مکانته فی القرآن والسنة؟

2- ما أهم العبادات القلبیة ، وما مکانتها ، وما دلائل وجوبها ، وما أثارها التربویة؟

3- ما الأسباب الحالیة التی یمکن أن یتحقق الفرد على القیام بالعبادات القلبیة محل الدراسة؟

4- ما الاسرة ، وما وظائفها ، وما التحدیات التی تواجهها ، وما سبل مواجهتها؟

منهج الدراسة :

یستخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی الذی یقوم على تحلیل ما جاء بالقرآن من آیات ، وما صدر عن رسول الله (ﷺ) من أقوال أو أفعال أو تقریرات تتصل بالعبادات القلبیة ، ثم استنباط الدور التربوی الذی یجب أن تقوم به الأسرة لتنشئة ابنائها على العبادات القلبیة محل الدراسة .

حدود الدراسة :

تکتفی الدراسة بثلاث عبادات قلبیة هی : حب العبد لله تعالى، والصدق             والاخلاص لمکانتها الأولى فی العبادات القلبیة ، کما اقتصرت الدرسة على الأسرة لدورها الرائد فی التنشئة .      

مصطلحات الدراسة :

-      الدور التربوی : یعرفه الباحث إجرائیاً بأنه: مجموعة الاجراءات والمهام التی یجب القیام بها من جهة الأسرة لتنشئة أبنائها على العبادات القلبیة .

-      العبادات القلبیة : یعرفها الباحث إجرائیاً بأنها: مجموعة الأعمال الباطنة التی یقوم بها القلب ، تعبداً لله تعالی ، على نحو ما شرعه الله ، وسنة نبیه (ﷺ) .

وللاجابة عن أسئلة الدراسة ، وتحقیق اهدافها ، یمکن عرض الدراسة فی المباحث التالیة :

المبحث الأول : ( القلب فی القرآن الکریم والسنة النبویة ) ، لإجابة السؤال الأول وتحقیق الهدف الأول .

أولاً: تعریف القلب لغة، له معنیان أولهما أنه یدل على "خالص الشیء وشریفه" (1)، وثانیهما: أنه لطیفة ربانیة روحانیة، لها تعلق واختصاص، وهی "حقیقة الإنسان" (2) وتعریفه اصطلاحاً : هو هذا العضو اللحمی الشکل، المودع فی الجانب الأیسر من الصدر ، وفی باطنه تجویف دم اسود وهو منبع الروح . (3)

ثانیاً : مکانته :

1- القلب هو المدخل الوحید إلى مراکز الإدراک فی العقل ، لقوله تعالی: ( وَنَطْبَع عَلَى قُلُوبهمْ فَهُمْ لَا یَسْمَعُونَ ) (4)، (فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا یَفْقَهُونَ ) (5) .

2- القلب مکان تنزل الواردات الإلهیة ، لقوله تعالی : ( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (6) ، ( وَقَذَفَ فِی قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ) (7) .

3- القلب أصل الإیمان ، وما یتبعه من عبادات باطنة، لقوله تعالی : (وَلَمَّا یَدْخُلِ الإِیمَانُ فِی قُلُوبِکُمْ ) (1) ، (وَلَٰکِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الْإِیمَانَ وَزَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ ) (2)

4- والقلب محل نظر الله تعالی ، لقوله () : إن الله لا ینظر إلى أجسامکم ، ولا إلى صورکم ، ولکن ینظر إلى قلوبکم " (3)

والقلب کذلک : محـل العواطف والمشاعر والأحاسیس ، والتی منها الحب والألفة ، لقوله تعالى: ( فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ) (4) ، واللین والرقة لقوله تعالى:  (تلِینُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِکْرِ اللَّه ) (5)،والرعب والذعر لقولة تعالی : (سَأُلْقِی فِی قُلُوبِ الَّذِینَ کَفَرُوا الرُّعْبَ ) (6) .

ثالثاً : أقسامه :

أ‌-    القلب السلیم : هو الذی " سلم من کل شهوة، تخالف أمر الله ونهیه ، ومن کل شبهة تعارض خبره (7) ، والخالی من الضغائن والخلال المهلکة" (8). ، ومن صفاته أنه :

- " وجل " ، لقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذَا ذُکِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ... ) (9)

- " منیب " ، لقوله تعالى : ( مَّنْ خَشِیَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَیْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِیبٍ ) (1)

- " علیه سکینة " ، لقوله تعالى : (هُوَ الَّذِی أَنزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ )(2)

ب- القلب المریض: وهو قلب له حیاة وبه علة، فله مادتان: تمده هذه مرة، وهذه أخرى، وهو لِما غلب علیه منهما " (3) ، ومن صفاته :

- " زائغ " ، لقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ زَیْغٌ ... ) (4)

- " علیه حسرة" ، لقوله تعالى : (لِیَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِکَ حَسْرَةً فِی قُلُوبِهِمْ ... ) (5)

- " مرتاب" ، لقوله تعالى : (وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِی رَیْبِهِمْ یَتَرَدَّدُونَ .. ) (6)

ج- القلب المیت: وهو قلب لا حیاة فیه، فلا یعرف ربه، ولا یعبده بأمره بل هو واقف مع شهواته ولذاته ، ولو کان فیهما سخط ربه " (7) ، ومن صفاته :

- " مختوم " ، لقوله تعالى : (خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ...) (8)

-" مغلف " ، لقوله تعالى : (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ...) (9)

- " قاسی" ، لقوله تعالى : (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّیثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِیَةً ۖ  ...)(10)

المبحث الثانی:(العبادات القلبیة ) لإجابة السؤال الثانی ، وتحقیق الهدف الثانی:

أولاً : أقسام العبادة :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانیاً : مکانة العبادات القلبیة مقارنة بباقی العبادات :

تتفاضل العبادات القلبیة عن غیرها من العبادات من عدة وجوه ، منها :

1- أن العبادات القلبیة هی أصل توحید الله ، فزیادتها تؤدی إلى زیادة الإیمان ، ونقصانها یتبعه نقص فی الإیمان ، ولذلک وضعت فی باب العقیدة ، بینما وضعت عبادات الجوارج فی کتب الفقه . (1)

2- والعبادات القلبیة تجمل العبادات الأخرى حیث ثمة فارق بین صلاة بقلب حاضر ، وصلاة بقلب غافل ، وصیام بإخلاص واحتساب ، وصیام خال من ذلک ، وحج بتضرع وانکسار ، وآخر بشموخ واستکبار .(2)

3- والعبادات القلبیة عوض عن عبادات الجوارح ، من ذلک قوله () – فی أمر الجهاد : " من سأل الله الشهادة صادقاً ، بلغة الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه " (3) ، ومحل الصدق القلب .

ثالثاً : بعض العبادات القلبیة :

العبادة القلبیة الأولی ( عبادة محبة العبد لله تعالى ) :

- تعریف المحبة لغة :" الحب نقیض البغض ، والحب والوداد والمحبة ، وکذلک الحب            بالکسرة " (4)، ومحبة العباد لله اصطلاحاً : ( هی میل القلوب إلیه بالحب والتعظیم والإجلال            والرجاء له ) .

- أدلة وجوب محبة العبد لله تعالى ، منها قوله تعالى : (ومِنَ النَّاسِ مَنْ یَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً یُحِبُّونَهُمْ کَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ... ) (1) ، (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَن یَرْتَدَّ مِنکُمْ عَن دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ ... ) (2)

- الاثار التربویة لعبادة محبة العبد لله تعالى ، منها :

* طاعة الله تعالى والمسارعة فی إرضائه ، " کلما قوی سلطان المحبة فی القلب کان افتضاؤه للطاعة ، وترک المخالفة أقوى" .(3)

* محبة النبی، وتقدیم محبته على محبة غیرة من الناس، لأنه حبیب الله، قال (): "لا یؤمن أحدکم حتى أکون أحب إلیه من والده وولده والناس أجمعین " (4)

* محبة أولیائه والصالحین ، لقوله () : " أوثق عرى الإیمان : الموالاة فی الله ، والمعاداة فی الله ، والحب فی الله والبغض فی الله عز وجل ".(5)

العبادة القلبیة الثانیة ( عبادة الصدق) :

أولاً : تعریف الصدق لغة : " الصدق ضد الکذب ، صدق یصدق صدقا وصدقاً ومصداقاً ، واصطلاحاً هو " الخبرعن الشىء على ما هو به ، وهو نقیض الکذب " (1)

ثانیاً : أدلة وجوب عبادة الصدق ، منها قوله تعالى (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَکُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ ) (2) ، (وَالصَّادِقِینَ وَالصَّادِقَاتِ )(3) ، ومنها قوله () : " دع ما یریبک ، إلى ما لا یریبک فإن الصدق طمأنینة ، والکذب ریبة " (4)

ثالثاً : الآثار التربویة لعبادة الصدق ، منها :

- الثناء على صاحبه فی الملأ الأعلى لقوله () : " حتى یکتب عند الله صدیقاً " (5)

- الصدق عاقبته خیر ، لقوله تعالى : (فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَکَانَ خَیْرًا لَّهُمْ ) (6)

- حصول الثواب الأخروی لقوله تعالى : (قَالَ اللَّهُ هَٰذَا یَوْمُ یَنفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ   جَنَّاتٌ تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَدًا ۚ رَّضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ              ذَٰلِکَ الْفَوْزُ  الْعَظِیمُ  ((7)

العبادة القلبیة الثالثة (عبادة الإخلاص) :

أولاً : تعریف الإخلاص لغة : " هو ترک الریاء فی الطاعات " (1) ، واصطلاحاً هو" أن تستوی أفعال العبد فی الظاهر والباطن " (2)

 ثانیاً : أدلة وجوب عبادة الإخلاص ، منها قوله تعالى (فَمَنْ کَانَ یَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا یُشْرِکْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) (3) ، ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّینَ ) (4)

الآثار التربویة لعبادة الإخلاص ، منها :

* الصبر والثبات على الطاعة بعکس غیر المخلصین ، قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَیْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْیَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِکَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِینُ((5)

* واجتناب الریاء لقوله () : " من سمع الناس لعمله ، سمع الله به مسامع خلقه یوم القیامة وحقره وصغره "(6)

المبحث الثالث : الأسباب الجالبة والمعینة لبعض العبادات القلبیة ، للإجابة على السؤال الثالث ، وتحقیق الهدف الثالث .   

أولاً : الأسباب الجالبة لعبادة محبة العبد لله تعالى ، منها :

1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانیه ، وما أرید به ، قال تعالى : (کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَیْکَ مُبَارَکٌ لِّیَدَّبَّرُوا آیَاتِهِ وَلِیَتَذَکَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (1) ، وقد استجلب رجل من أصحاب النبی () محبة الله بقراءة سورة الإخلاص وتدبرها ، فظل یرددها فی صلاته ، فلما سئل عن ذلک قال : " لأنها صفة الرحمن وأحب أن أقرأها ، فقال النبی (ﷺ) " أخبروه أن الله یحبه "(2)

2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض لقولة تعالى : من عادى لی ولیاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلی عبدی بشىء أحب إلی مما افترضته علیه ، وما یزال عبدی یتقرب إلی بالنوافل حتى أحبه ، فاذا أحببته کنت سمعه الذی یسمع به ، وبصره الذی             یبصر به، ویده التی یمسک بها ، ورجله التی یمشی بها ، وإن سألنی لأعطینه ، وإن استعاذ بی لأعیذنه ، وما ترددت عن شىء أنا فاعله تردی عن نفس المؤمن یکرة الموت، وأنا اکرة مساءته " (3) 

3- دوام ذکر الله على کل حال باللسان والقلب، لقوله تعالی : (فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ ) (4) ، (وَاذْکُرُوا اللَّهَ کَثِیرًا لَّعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ ) (5)

4- مشاهدة القلب لأسماء الله الحسنى ، وصفاته ، فتدبر العبد لأسماء الأول والآخر، والظاهر والباطن ، والعلیم والسمیع والبصیر ، والغنی ، یرى فیها کمال ربه وجماله وعظمته ، وتدبره لأسماء الرحمن الرحیم ، والعفو ، والمنان تستوجب حمده ومحبته (1)

5- مشاهدة بره وإحسانه ونعمه ، فالعبد أسیر الإحسان ، ولا منعم على الحقیقه ، ولا محسن إلا الله ، لقوله تعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ ) (2) ، (وَمَا بِکُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ  )(3)

6- الخلوة بالله فی الثلث الأخیر من اللیل ، حیث یجیب الدعوات ، ویکشف الکربات ، ویعطی السائلین ، ویتوب على التائبین ، یقول الله تعالى : (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ یُنفِقُونَ ) (4)

7- تقدیم محاب الله على محاب العبد عند غلبات الهوى والنفس والشیطان (5) ، والدنیا ، ولو أغضب الخلق ، وصعب المرتقى، وعظم فیه المحن ، وضعف عنده الطول والبدن "

8- إنکسار العبد بین یدی الله ، الذی سببه عظمة الرب ، والذی ینتج عنه جبر الله لقلوب عباده المنکسرة . (6)

9- مجالسة المؤمنین الصادقین ، ذلک أن أمر مجالسة أهل الأموال لن یتکلموا إلا عنها ، وکذا أهل السیاسة ، بخلاف أهل الدین کلامهم عن محبوبهم الأعلى ، وکیف یصلون إلى رضاه.(7)

10- مباعدة کل سبب یحول بین القلب وبین الله حتى لو کان مباحاً ، یغضب الله بسبب الاسراف ، لقوله تعالى عن بنی اسرائیل : (وَنَزَّلْنَا عَلَیْکُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ (80) کُلُوا مِن طَیِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاکُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِیهِ فَیَحِلَّ عَلَیْکُمْ غَضَبِی ۖ وَمَن یَحْلِلْ عَلَیْهِ غَضَبِی فَقَدْ هَوَىٰ ) (1)

ثانیاً : الأسباب المعینة على عبادة الصدق ، منها :

1- توحید الله عز وجل وصحة المعتقد ، وذلک أن ما یوقع المرء فی الکذب والنفاق هو            الخوف من المخلوق أو الطمع فیما عنده ، لذلک قال تعالى: (فلا تخافوهم وخافون إن کنتم مؤمنین ) (2)

2- الإیمان بالیوم الآخر ، فمن أیقن بقوله تعالى (وَنَضَعُ الْمَوَازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئًا ۖ وَإِن کَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنَا بِهَا ۗ وَکَفَىٰ بِنَا حَاسِبِین ( (3) ، فسیعیش صادق العمل مبتعداً عن الغفلة والکذب .

3- مراقبة الله تعالی ، فالعبد الذی یؤمن بأن الله تعالى یبصره ویسمعه ، لقوله تعالى             (وَإِنَّ عَلَیْکُمْ لَحَافِظِینَ (10) کِرَامًا کَاتِبِینَ ) (4) ، یدفعه ذلک للخشیة ، ویقوده إلى الصدق فی الأقوال والأفعال والأحوال .

4- معرفة وعید الله للکاذبین، وعذابه للمفترین الکذب، قال تعالى (وَیْلٌ لِّکُلِّ أَفَّاکٍ أَثِیمٍ )(5)،    (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ )(6) ، أى لعن الکذابون ، الذین یقولون الکذب .

5- مصاحبة الصدیقین، لقولة تعالى:(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَکُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ)(1)

6- الإکثار من طلب العون على الصدق لقوله تعالی : (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّی مِن لَّدُنکَ سُلْطَانًا نَّصِیرًا ) (2)  

 ثالثاً : الأسباب المعینة على عبادة الإخلاص ، منها :

1- العلم بأهمیة الاخلاص ، وبما جاء فی الکتاب والسنة من حث علیه .(3)

2- تأمل عواقب الشرک والریاء ، لقوله تعالى : (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا )(4)

3- إخفاء العبادة التی یمکن إخفاؤها ، لقوله تعالى (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِیَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَیْرٌ لَّکُمْ ۚ وَیُکَفِّرُ عَنکُم مِّن سَیِّئَاتِکُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ ) (5)

4- قراءة سیر الصالحین وقصصهم وأحوالهم . (*)

5- الاستعانة بالله تعالى على تحقیق الاخلاص، فقد قال تعالى: ( إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَإِیَّاکَ       نَسْتَعِینُ ) (6) 

6- الاستعاذة بالله من الشرک ومن الریاء ، فقد قال أبو الأنبیاء إبراهیم ( علیه السلام )               ( وَاجْنُبْنِی وَبَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) (7)

المبحث الرابع : ( الأسرة کمؤسسة تربویة ):

أولاً : تعریف الأسرة لغویاً ، هی : " عشیرة الرجل وأهل بیته "(1) ، واصطلاحاً هی : " رابطه الزواج التى تصحبها ذریة " (2) 

ثانیاً : الدور التربوی للأسرة ، تتمثل بإیجاز فی تنظیم الطاقة الجنسیة ، وتحصین المجتمع من الإنحلال الخلقی (3) ، والانجاب لقوله تعالى (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا کَثِیرًا وَنِسَاءً ۚ  ) (4) وحفظ الأنساب لقولة تعالى (وَجَعَلَ لَکُمْ مِنْ أَزْوَاجِکُمْ بَنِینَ وَحَفَدَةً )(5) ، والتربیة الشاملة للأبناء التى تجعل من الطفل کائناً مدنیاً مزوداً بالعواطف والاتجاهات الایمانیة اللازمة النافعة .(6)

ثالثاً : التحدیات التی تواجه الأسرة ، ومنها :

* الدعوة لتغییر مفهوم الأسرة الشرعی ، والتعبیر عنها "بالأفراد والأزواج" أى أن الأسرة یمکن أن تتکون من رجلین أو امرأتین، أو رجل وامرأة خارج الإطار الشرعی"(7) .

* اعتبار العلاقات الجنسیة للمراهقین من الحریة الشخصیة ، لا دخل للأباء فیها  " (8)

* مفهوم أن الأمومة وظیفة اجتماعیة ، یمکن أن یؤدیها أی شخص.(1) 

* الدعوة للمساواة المطلقة بین الرجل والمرأة ، وتقاسمهما المسئولیات الأسریة بالتساوی.(2)

* الدعوة لخروج المرأة للعمل دون قید أو شرط . (3)

* الدعوة لتحدید النسل ، وتنظیم عدد الأبناء المراد إنجابهم . (4)

* الاعلان على أن العازل المطاطی هو الوسیلة الوحیدة للوقایة من الأمراض المنقولة جنسیاً ، والبدیل المطلق عن المعاییر الأخلاقیة والقیم الشرعیة. (5)   

رابعاً : سبل مواجهة التحدیات التی تواجه الأسرة : (*)

* کشف مسوءات مؤامرات تحریر المرأة ، وبیان مرامیها ، ومخالفاتها الشرعیة .

* إعادة النظر فی خطط تعلیم المرأة ، لتتفق مع طبیعتها ،  واحتیاجاتها التنمویة .

* نشر موقف الإسلام من المرأة وللأسرة عالمیاً .

* إحیاء العقیدة الصحیحة فی الأسرة ، وتصحیح مفهوم العبادة الدافعة لفعل الخیرات ،            وترک المنکرات . 

* تیسیر الزواج للشباب بمواجهة غلاء المهور ، وتکالیف الزواج .               

* وجوب طاعة الزوجة لزوجها ، حفاظاً على تماسک الأسرة ، ورضوان الله .   

المبحث الخامس : ( نتائج الدراسة المقترحة وتصور مقترح للدور التربوی للأسرة فی تنشئة أبنائها على العبادات القلبیة ) 

* بعض نتائج الدراسة :

* إن أشرف ما فی الإنسان قلبه ، لا جوارحه ، ولا عقله .  

* إن مرض القلب أشقى من مرض الجسد .

* إن القلب هو محل الإیمان والکفر ، والتقوى والفجور ، وکل المشاعر الجید منها والردیء .

* وعلیه فإن أقصر الطرق للدعوة والإرشاد والتربیة والهدایة هو مخاطبة القلب .

* أن العبادات القلبیة بالنسبة للشعائر التعبدیة بمثابة الروح للجسد .

* أن صلاح المجتمع بصلاح الأسرة ، وأن الأسرة علیها العبء الأکبر فی التربیة .

* ثانیاً : مختصر التصور المقترح :

خلق الله الإنسان لعبادته ، وبین – سبحانه – معالمه فی کتابه ، وجلاها النبی () فی سنته ، ومع ذلک فقد درج بعض المسلمین على تمثلها فقط فی العبادات الظاهرة دون الباطنة ، واعتقد بذلک أنه قد أدى حق ربه تعالى . 

وقد أدى هذا الفهم المبتور للعبادة ، وتخاذل القائمون على أمر الدین فی بیان هذا النقص والخلل ، مضافاً إلیه التقصیر من جانب أهل التربیة إلى تکوین شخصیة إسلامیة تتسم بالسلبیة ، والانفصام بین القول والفعل ، مما أضر الفرد والمجتمع .

الأمر الذی یستوجب من علماء التربیة الاسلامیة ، والباحثین خاصة – فتح أبواب البحث فی هذا المجال لتجلیة هذا الأمر ، وبیان حقیقة هذه العبادات القلبیة ومکانتها فی دین الله ، واقتراح البرامج ، وتحدید الأدوار والمهام التی یجب أن تضطلع بها المؤسسات التربویة لإخراج هذا المسلم المتکامل فی شخصیته العابد لربه ، الفعال فی مجتمعه ، السوی فی اقواله وافعاله .  

الأسس التی یرتکز علیها :

ترتکز فلسفة التصور المقترح على رکیزتین أساسیتین :  

أولهما : أن العبادات القلبیة من الأهمیة بمکان فی الاسلام .

ثانیهما : أن للتربیة دورها المهم فی تنشئة الفرد على هذه العبادات ، متمثلا ذلک فی الأسرة وغیرها ، إذ توافرت فیها المقومات اللازمة للقیام بدورها الفعال . 

أهدافه :

یهدف التصور المقترح إلى : -

1- توجیه الانتباه إلى أهمیة تنشئة الفرد على العبادات القلبیة .

2- تحدید المهام والأدوار التی ینبغی أن تقوم بها الأسرة لتنشئة الفرد على هذه العبادات فی ضوء ما جاء فی کتاب الله وسنة نبیه () .  

إجراءاته :

هی ضوء ما کتب – فی هذه الدراسة من أدبیات عن العبادات القلبیة ، وما تم الإحاطة به عن بعض الأسر ، وما توصلت إلیه من نتائج ، أمکن التوصل إلى عدد من الاجراءات التى – من خلالها – یمکن تفعیل محاور التنشئة القلبیة للفرد ، کما یتضح مختصراً فی الصفحات التالیة .

 أولاً : الدور التربوی للأسرة فی تنشئة أبنائها على عبادة " حب الله "  

محور التنشئة

إجراءات تفعیله

حقیقة حب العبد لله

یبین الآباء للأبناء أن حب العبد لله لیس قولا باللسان وأن دلیله اتباع الله ورسوله (صلى الله علیه وسلم)، وأن حب الله لا یعلوه أى حب ، لأنه بدون هذه العبادة تسقط کل العبادات 

القرآن الذى هو کلام الله

بأن یتولى الآباء مسئولیة ربط الأبناء بالقرآن من خلال قراءته، والتدبر فی أیاته.

النوافل التى تنال بها والولایة

بترغیب الأبناء فی أداء النوافل بعد الفرائض ببیان فضلها ، والحث على تحری مواسم الخیر فی أدائها .

ذکر الله کثیراً الذى ینال به ذکر الله لعبده ومعیته له

یحث الأبناء على ذکر الله کثیراً من خلال توضیح مکانة ذکر الله عنده تعالى، وجدواه ، وأن ذکره سبحانه ینفع صاحبه، وتحفیظهم أذکار المناسبات والدوام علیها .

أسماء الله الحسنى التی من أحصاها دخل الجنة

تعریف الأبناء ربهم من خلال أسمائه الحسنى ، بتحفیظهم إیاها ، والاحاطة بمعناها ، ومشاهدة خلق الله وتدبیره ، وما فیها من حسن ومجال عظمته وجلاله .

مشاهدة بره وإحسانه ونعمه وآلائه ولطفه بعباده

بدعوة الأبناء لإحصاء بعض نعم الله على الإنسان فی خلقه ورعیته وما سخره له فی السماء والأرض من نعم لا تحصى ولا تعد ، مما یستوجب الاعتراف والشکر

الخلوة بالله فی الثلث الأخیر من اللیل ووقت التنزل الإلهی الجلیل

بتشجیع الأبناء بأن یختلی کل منهم بنفسه مع الله فی الثلث الأخیر من اللیل ، مع عقد نیة القیام ، والنوم مبکرا أوصلاة ماتیسر ، والاستغفار ، والدعاء ، والخشوع لله .

محاب الله فوق کل محاب

بتعوید الأبناء إیثار محبة الله على کل محاب ، بتحکیم شرع الله فی کل قضیة أو نزاع والانصیاع لحکمه دون تمرد ، وأن الله مخلفهم خیراً إن اتبعوه ورسوله

انکسار القلب لمن بیده ملکوت کل شیء وهو على کل شىء قدیر

بأن یستشعر الأبناء فقرهم التام لله ، وعجزهم الکامل دون عون الله، وأن ما هم فیه من صحة وعافیة، أو مرض وعلة، أو طاعة وتوبة، بعد معصیة وذنب، وشکر ونعمة فمن الله عز وجل

الصحبة الصالحة

بتحبیب الأبناء فی الصالحین من خلال مواقفهم ، والتذکیر بأحادیثهم ، وزیارتهم والتحلی بخلقهم .

مجافاة کل ما یبعد العبد عن ربه

یتجنب الأبناء کل ما یبعد قلوبهم عن ربهم ، بالحذر من المعاصی التى تکسو القلب بالران ، وتعریفهم کل ما لا یحبه الله ، فلا یقعوا فیه ، وکل ما یحبه الله فیتبعوه

ثانیاً: الدور التربوی للأسرة فی تنشئة أبنائها على عبادتی الصدق والإخلاص:

        توصل الباحث إلى عدد من الإجراءات یصلح التعامل بها جمیعاً فی تنشئة الأسرة لأبنائها على هذه العبادات المذکورة عالیه ، والتی یمکن إیجازها فیما یلی :

محور التنشئة

إجراءات تفعیله

الصدق والإخلاص

بتعریف الأبناء بالعبادة القلبیة المطلوب تنشئتهم علیها ، وأدلة وجوبها ،وبیان جدواها وآثارها ، ومنزلة المتصفین بها عند الله، وتتبع سیرة من اتصف بها ، خاصة الأنبیاء والصالحین، مع حثهم على مصاحبة من اتسم بها من الأقارب والزملاء والجیران والأصدقاء ، وتعویدهم على التخلق بها بالتشجیع المستمر المادی والمعنوى ، مع سؤال الله تعالى أن یعینهم على أدائها على الوجة الذی یرضیه .

ضمانات نجاح التصور المقترح :

-      زیادة مساحة التعاون بین الأسرة والمدرسة والمسجد بما یسهم فی تنشئة فعالة على          العبادات القلبیة .

-      توفیر الإمکانات الضروریة لممارسة الأدوار التى تتطلبها عملیة التنشئة على العبادات  القلبیة ، کتوفیر الوقت ، والتفقة فی الدین ، والمتابعة ، والمسابقات الدوریة ، والجوائز التشجیعیة وغیرها .

-      ضرورة تحلی القائمین على هذه التنشئة بالتخلق ببعض الصفات التى یجب توافرها فیمن یقوم بتنشئة الفرد على هذه العبادات ، کالصدق ، والاخلاص ، واللین ، والرحمة ، والحب فی الله .

-      القدرة على الجمع بین إقناع العقل واستثارة الوجدان .

 

المراجع : 

1- أبو بکر الجزائری، أیسر التفاسیر لکلام العلی الکبیر ، مکتبة العلوم المدینة المنورة ، 2003م

2- أبو داود سلیمان السجستانی، " سنن ابی داور " ، المکتبة العصریة ، بیروت ، ( د.ت)

3- أبو زکریا بن شرف النووی، التبیان فى آداب حملة القرآن ، مکتبة المؤید ، الطائف ، 1408هــ.

4- أبو نعیم الاصفهانی ،حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء ، دار الفکر للطباعة والنشر ، القاهرة ، ( د . ت ) .

5- أبو الوفا علی بن عقیل ، " الواضح فی أصول الفقة ، مؤسسة الرسالة 1999م, 

6- أحمد بن أحمد بن حنبل ، " کتاب الزهد " ، دار النهضة العربیة ، وبیروت ،2000م. 

7- أحمد دیدات ، مفهوم العبادة فی الإسلام ، ترجمة على عثمان ، المختار الإسلامی للنشر ، القاهرة ، (د.ت )

8- أحمد فارس ، معجم مقاییس اللغة ، دار الفکر، القاهرة ، 2003م.

9- أسماء علی فضل ، " اثر العبادة التربویة فی تکوین الشخصیة وتحدید السلوک ، رسالة ماجستیر ،  کلیة التربیة ، جامعة أم القری ، 2013م  

10- رجاء غازی رجا العمران ، " المضامین التربویة المتعلقة بعبادات الطفل ومعاملاته فی الفقه الاسلامی "، رسالة ماجستیر ، کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة ، جامعة الیرموک ، 1999م

11- زکریا بشیر إمام ، فی مواجهة العولمة  ، مرکز قاسم للمعلومات الخرطوم ، 2000.

12- زین الدین بن رجب الحنبلی ، مجموع رسائل بن رجب ، رسالة الذل والانکسار بین یدی العزیز الجبار ، الفاروق الحدیثة للطباعة والنشر ، القاهرة ، 2004

13- سعاد إبراهیم صالح ، الأسس النفسیة للنمو من الطفولة إلى الشیخوخة ، دار الفکر العربی ، القاهرة ،(د.ت )

14- عبدالله بن المبارک ،الزهد والرقائق ،الملاح الدولیة ، الریا      ض ، 1995.

15- عبدالله بن محمد العثیمان ، شرح کتاب التوحید من صحیح البخاری ، مکتبة الدار ، المدینة المنورة ، 1405هـ .

16- عبدالله على سالم ، " التیسیر فی القرآن الکریم ومجالات العبادات والمعاملات الاجتماعیة والمالیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة آل البیت ، 2011م.

17- علی بن محمد بن علی الجرجانی ، " التعریفات " ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ،           ( د . ت )

18- علی شفیق محمود، " الجهل وأثره فی العبادات، رسالة ماجستیر، کلیة الدراسات الفقهیة والقانونیة، جامعة آل البیت، الأردن 2000م.

19- عواطف عبدالماجد إبراهیم ، رؤیة تأصیلیة لاتفاقیة التمییز ضد المرأة ، مرکز دراسات المرأة ، الخرطوم ، (د.ت )

20- محمد أشرف صلاح ، " أنا مسلم " ، الجامع لعقیدة أهل السنة والجماعة ، دار الخلفاء الراشدین ، الاسکندریة ، ( د.ت) ، ص 10.

21- محمد بن اسماعیل البخاری ، الجامع الصحیح المسند من حدیث رسول الله وسنته وأیامه ، المکتبة السلفیة ، القاهروة ، 1400هـ .

22- محمد بن المرتضی الزیدی ، تاج العروس من جواهر القاموس ، دار الهدایة، الکویت ، (د.ت)

23- محمد بن قیم الجوزیة ، " التبیان فی أقسام القرآن " ، دار الأفکار الدولیة ، 2004

24- ــــــــــــــــــــــــ إغاثة اللهفان من مکائد الشیطان ، دار طیبة ، الریاض ، 1426هـ

25- ــــــــــــــــــــــــ طریق الهجرتین وباب السعادتین ، مجمع الفقه الإسلامی ، 1429هـ

26- محمد بن قیم الجوزیة، الداء والدواء، الجواب الکافی لمن سأل عن الدواء الشافی ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 2005م

27- ــــــــــــــــــــــــ الفوائد ، دار الکتاب العربی ، بیروت ، 1996م .

28- ــــــــــــــــــــــــ مدارج السالکین بین منازل إیاک نعبد  وإیاک نستعین ، دار الکتاب العلمیة ، بیروت ، 2008م. 

29-  محمد بن مکرم بن منظور ، لسان العرب .

30- محمد عاطف غیث ، علم الاجتماع ، دار النهضة المصریة ، القاهرة ، ( د . ت )

31- محمد عقله ، نظام الاسرة فی الإسلام ، مکتبة الرسالة الحدیثة ، الأردن 2003 .

32- مسلم بن الحجاج القشیری ، صحیح مسلم ، دار إحیاء الکتب العربیة ، القاهرة ، 1374هـ.

33- منصور بن محمد المقرن ، المجموع  القیم من کلام بن القیم فی الدعوة والتربیة واعمال القلوب ، دار طیبة للنشر والتوزیع ، الریاض ، 1426هـ

34- موفق الدین عبدالله بن قدامة، المغنی ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت ، ( د.ت )

35- موقع almoslim.net

36- ناصر سالم العتیبی ، " الآثار التربویة لنوافل العبادات فی حیاة المسلم ، ودور المؤسسات التربویة فی تنمیتها ، رسالة ماجستیر ،  کلیة الشریعة ، جامعة الیرموک ، 2014م.

37- هنیده حمدان محمد ، " تعلیم الطفل العبادات الشرعیة بالتدرج التربوی " رسالة ماجستیر  ، کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة ،  جامعة الیرموک ، 1998م.

38- هیئة الأمم المتحدة ، وثیقة مؤتمر السکان المنعقد بالقاهرة ، 1994م

39- ــــــــــــــــــــــــ اتفاقیة القضاء على جمیع أشکال التمیز ضد المرآة منشورات الأمم المتحدة.

40- ــــــــــــــــــــــــ المؤتمر العلمی الرابع للمرأة المنعقد فى بکین 1995م

41- وزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة ، الموسوعة الفقهیة ، الکویت ، (د.ت)



(1) سورة الذاریات ، الآیة (56).

(1) وزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة ، الموسوعة الفقهیة ، الکویت ، ( د.ت ) ، ص 256 / 29 .

(2)  سورة المؤمنون ، الآیة ( 1 ، 2 ) .

(3)  سورة البقرة ، الآیة ( 183) .

(1) سورة التوبة ، الآیة ( 103 ) .

(2)  آخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب: الحج، باب: قوله عز وجل ( ولا فسوق ولا جدال فی الحج )، البقرة : 179 ، رقم 1737 .

(3) سورة الشعراء ، الآیة (88 – 89 ) .

(4) أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب : المساقاة ، باب : أخذ الحلال ، وترک الشبهات ، رقم 1599.

(1) اخرجة الحاکم فی المستدرک ، ص 193 / 1 ، وصححح إسناده الألبانی فی صحیح الجامع الصغیر وزیادته رقم 3232.

(1) ناصر سالم العتیبی، "الآثار التربویة لنوافل العبادات فی حیاة المسلم ، ودور المؤسسات التربویة فی تنمیتها ، رسالة ماجستیر ، کلیة الشریعة ، جامعة الیرموک ، 2014م.

(2)  أسماء على فضل، " أثر العبادة التربویة فی تکوین الشخصیة وتحدید السلوک ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة أم القرى، 2013م.

(3)  عبدالله علی سالم ، " التیسیر فی القرآن الکریم ومجالات العبادات والمعاملات الاجتماعیة والمالیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة آل البیت ، 2011م.

(1) سهل بن رفاع العتیبی ، " أعمال القلوب: حقیقتها وأحکامها عند أهل السنة والجماعة وعند مخالفتهم " ، رسالة دکتوراه کلیة اصول الدین ، جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامیة ، 2002م .

(2) على شفیق محمود، "الجهل وأثره فی العبادات، رسالة ماجستیر، کلیة الدراسات الفقهیة والقانونیة، جامعة آل البیت الأردن، 2000م.

(3) رجاء غازی رجا العمران " المضامین التربویة المتعلقة بعبادات الطفل ومعاملاته فی الفقه الاسلامی "، رسالة ماجستیر ، کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة ، جامعة الیرموک، 1999م.

(1) هنیده حمدان محمد ، " تعلیم الطفل العبادات الشرعیة بالتدرج التربوی " رسالة ماجستیر  ، کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة ، جامعة الیرموک ، 1998م. 

(1) أحمد فارس ، معجم مقاییس اللغة دار الفکر ، القاهرة ، ( د . ت )، جـ 5 ، کتاب " القاف" ، "القلب " .

(2) محمد بن قیم الجوزیة ، " التبیان فی أقسام القرآن " ، دار الأفکار الدولیة ، 2004 ، ص 330.

(3) على بن محمد بن علی الجرجانی ، " التعریفات " ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، ( د . ت )، ص 179.

(4) سورة الأعراف ، الآیة (100).

(5) سورة التوبة ، الآیة (87 ) .

(6) سورة الکهف، الآیة (14) .

(7) سورة الحشر، الایة ( 2).

(1)  سورة الحجرات ، الآیة ( 14) .

(2)  سورة الحجرات ، الآیة (7)

(3) أخرجه مسلم فی صحیحه، کتاب البر والصلة والآداب ، باب تحریم ظلم المسلم ، وخذله ، واحتقاره ، ودمه ، وعرضه ، وماله ، 2564.

(4) سورة آل عمران ، الآیة (103)

(5) سورة الزمر ، الآیة (23) .

(6)  سورة الانفال ، الآیة ( 12) .

(7) محمد بن قیم الجوزیة ، إغاثة اللهفان من مکائد الشیطان ، دار طیبة ، الریاض ، 1426هـ ،                      ص ص 15 ، 16

(8) موفق الدین عبدالله بن قدامة ، المغنى ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت ، ( د. ت ) ، ص 180 / 1 

(9) سورة الانفال ، أیة (2) .

(1) سورة ق ، الآیة ( 33)  .

(2) سورة الفتح ، الایة (4) .

(3 ) محمد بن قیم الجوزیة، الداء والدواء، الجواب الکافی لمن سأل عن الدواء الشافی، دار الکتب العلمیة، بیروت ، 2005 ، ص 110 

(4) سورة آل عمران ، الآیة (7) .

(5) سورة آل عمران ، الآیة (156) .

(6) سورة التوبة ، الآیة (45) .

(7) محمد بن قیم الجوزیة ، إغاثة اللهفان ، مرجع سابق ، ص 17 .

(8)  سورة البقرة ، الآیة (7) .

(9) سورة البقرة ، الایة (88) .

(10) سورة المائدة الآیة (13) .

(1) محمد أشرف صلاح ، " أنا مسلم " ، الجامع لعقیدة أهل السنة والجماعة ، دار الخلفاء الراشدین ، الاسکندریة ، ( د . ت ) ، ص 10.

(2) أبو نعیم الاصفهانی ، حلیة الاولیاء وطبقات الاصفیاء، دار الفکر للطباعة والنشر ، القاهرة ، ( د . ت ) ، ص 358 .

(3) اخرجة أبو داود فی سنته ، کتاب : تفریع أبواب الوتر ، باب الاستغفار ، رقم 152 .

(4) محمد بن مکرم بن منظور ، لسان العرب .

(1) سورة البقرة ، الآیة (165 ) .

(2) سورة المائدة ، الایة (54) .

(3)  محمد بن قیم الجوزیة ، طریق الهجرتین وباب السعادتین ، مجمع الفقه الإسلامی ، 1429 ، ص 409 .

(4) أخرجة البخاری فی صحیحة ، کتاب الإیمان ، باب حب الأولیاء ، وعبدالله بن المبارک فی سنده ، الفتن ، حدیث رقم 267.

(5) صححة محمد بن ناصر الدین الألبانی فی صحیحه الجامع رقم 2539

(1) أبو الوفا علی بن عقیل ، الواضح فی أصول الفقه ، مؤسسة الرسالة ، 1999 ، ص 229 / 1 .

(2) سورة التوبة ، الأیة ( 119 )

(3) سورة الاحزاب الآیة (35) .

(4) أخر جة الترمذی فی سننه برقم 2518 ، والطبرانی فی المعجم الکبیر رقم 2708.

(5) جزء من حدیث ، أخراجه مسلم فی صحیحه، کتاب البر والصلة والآداب، باب قبح الکذب، وحسن الصدق وفعاله، رقم 2607.

(6) سورة محمد ، الآیة (21) .

(7) سورة المائدة ، الآیة (119)

(1) محمد بن المرتضى الزیدی ، تاج العروس من جواهر القاموس ، دار الهدایة ، الکویت ، ( د.ت ) ،           ص  4427.

(2) ابو زکریا بن شرف النووی ، التبیان فی آداب حملة القرآن ، مکتبة المؤید ، الطائف ، 1408 ـ وص 13.

(3) سورة الکهف ، الآیة ( 110) .

(4)  سورة الزمر ، الآیة (2)

(5) سورة الحج ، الآیة (11)

(6) اخرجه بن مبارک فی الزهد  والرقائق، رقم 141.

(1) سورة ص ، الآیة (29)

(2)  أخرجه مسلم فی صحیحه ، کتاب صلاة المسافرین وقصرها ، باب قراءة قل هو الله أحد ، برقم 318 .

(3) اخرجه البخاری فی صحیحه ، کتاب الرقائق ، باب التواضع ، رقم 16502

(4) سورة البقرة ، الآیة (152)

(5) سورة الانفال ، الآیة (45) .

(1) محمد اشرف صلاح ، مرجع سابق ، ص 45.

(2) سورة النحل ، الآیة ( 18)

(3) سورة النحل ، الآیة ( 53)

(4) سورة السجدة ، الآیة (16)

(5) منصور بن محمد المقرن ، المجموع  القیم من کلام بن القیم فی الدعوة والتربیة وأعمال القلوب ، دار طیبة للنشر والتوزیع ، الریاض ، 1426 ، ص 282.

(6)  زین الدین بن رجب الحنبلی ، مجموع رسائل بن رجب ، رسالة الذل والانکسار بین یدی العزیز الجبار ، الفاروق الحدیثة للطباعة والنشر ، القاهرة ، 2004 ، ص 1 .

(7) احمد بن حنبل ، کتاب الزهد ، تحقیق محمد کمال مشرف ، دار النهضة العربیة ، بیروت ، ( د . ت ) ، ص 160.

(1) سورة طه ، الآیة ( 80 – 81 ) .

(2) سورة آل عمران  ، الآیة (175)

(3) سورة الأنبیاء ، الآیة (47 )

(4) سورة الانفطار ، الآیة ( 10 - 11 )

(5)  سورة الجاثیة ، الایة ( 7)

(6) سورة الذاریات ، الآیة (10)

(1) سورة التوبة ، الآیة ( 119 )

(2) سورة الإسراء ، الآیة (80)

(3) محمد بن قیم الجوزیة الفوائد ، مرجع سابق ، ص 196.

(4) سورة الفرقان ، الآیة (23)

(5) سورة البقرة ، الآیة  ( 271)

(*) انظر محمد بن قیم الجوزیة ، مدارج السالکین ، مرجع سابق ، ص 95 . 

(6)  سورة الفاتحة ، الآیة (4)

(7) سورة إبراهیم ، الآیة ( 35)

(1) محمد بن مکرم بن منظور ، مرجع سابق ، ( 30 / 4)

(2) محمد عاطف غیث ، علم الاجتماع ، دار النهضة المصریة ، القاهرة ، ( د . ت ) ، ص 92

(3) محمد عقله ، نظام الاسرة فی الإسلام ، مکتبة الرسالة الحدیثة ، الأردن، 2003 ، ص 37 .

(4) سورة النساء ، الآیة (1)

(5) سورة النحل ، الآیة ( 72)

(6) سعاد إبراهیم صالح ، الأسس النفسیة للنمو من الطفولة إلى الشیخوخة ، دار الفکر العربی ، القاهرة ، (د.ت ) ، ص 45

(7) هیئة الأمم المتحدة ، وثیقة مؤتمر السکان المنعقد بالقاهرة ، 1994 ، منشورات الأمم المتحدة ، الفقرة 18  .

(8) هیئة الأمم المتحدة ، اتفاقیة القضاء على جمیع أشکال التمیز ضد المرأة ، المادة (16 ) من البند (ج) .

(1) ــــــــــــــــــــــــ المادة (5) من البند (7) ، من الاتفاقیة السابقة .

(2) ــــــــــــــــــــــــ المادة (1) من الاتفاقیة السابقة .

(3) ــــــــــــــــــــــــ المؤتمر العلمی الرابع للمرأة المنعقد فى بکین 1995 ، المادة (107) الفقرة (ز) ..

(4) عواطف عبدالماجد إبراهیم ،رؤیة تأصیلیة لاتفاقیة التمییز ضد المرأة ،مرکز دراسات المرأة ، الخرطوم ،(د.ت ) ، ص 99.

 

(*) انظر للمزید موقع almoslim.net  ، متاح بتاریخ 24 جمادی الأولی 1334.

المراجع : 
1- أبو بکر الجزائری، أیسر التفاسیر لکلام العلی الکبیر ، مکتبة العلوم المدینة المنورة ، 2003م
2- أبو داود سلیمان السجستانی، " سنن ابی داور " ، المکتبة العصریة ، بیروت ، ( د.ت)
3- أبو زکریا بن شرف النووی، التبیان فى آداب حملة القرآن ، مکتبة المؤید ، الطائف ، 1408هــ.
4- أبو نعیم الاصفهانی ،حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء ، دار الفکر للطباعة والنشر ، القاهرة ، ( د . ت ) .
5- أبو الوفا علی بن عقیل ، " الواضح فی أصول الفقة ، مؤسسة الرسالة 1999م, 
6- أحمد بن أحمد بن حنبل ، " کتاب الزهد " ، دار النهضة العربیة ، وبیروت ،2000م. 
7- أحمد دیدات ، مفهوم العبادة فی الإسلام ، ترجمة على عثمان ، المختار الإسلامی للنشر ، القاهرة ، (د.ت )
8- أحمد فارس ، معجم مقاییس اللغة ، دار الفکر، القاهرة ، 2003م.
9- أسماء علی فضل ، " اثر العبادة التربویة فی تکوین الشخصیة وتحدید السلوک ، رسالة ماجستیر ،  کلیة التربیة ، جامعة أم القری ، 2013م  
10- رجاء غازی رجا العمران ، " المضامین التربویة المتعلقة بعبادات الطفل ومعاملاته فی الفقه الاسلامی "، رسالة ماجستیر ، کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة ، جامعة الیرموک ، 1999م
11- زکریا بشیر إمام ، فی مواجهة العولمة  ، مرکز قاسم للمعلومات الخرطوم ، 2000.
12- زین الدین بن رجب الحنبلی ، مجموع رسائل بن رجب ، رسالة الذل والانکسار بین یدی العزیز الجبار ، الفاروق الحدیثة للطباعة والنشر ، القاهرة ، 2004
13- سعاد إبراهیم صالح ، الأسس النفسیة للنمو من الطفولة إلى الشیخوخة ، دار الفکر العربی ، القاهرة ،(د.ت )
14- عبدالله بن المبارک ،الزهد والرقائق ،الملاح الدولیة ، الریا      ض ، 1995.
15- عبدالله بن محمد العثیمان ، شرح کتاب التوحید من صحیح البخاری ، مکتبة الدار ، المدینة المنورة ، 1405هـ .
16- عبدالله على سالم ، " التیسیر فی القرآن الکریم ومجالات العبادات والمعاملات الاجتماعیة والمالیة " ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة آل البیت ، 2011م.
17- علی بن محمد بن علی الجرجانی ، " التعریفات " ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ،           ( د . ت )
18- علی شفیق محمود، " الجهل وأثره فی العبادات، رسالة ماجستیر، کلیة الدراسات الفقهیة والقانونیة، جامعة آل البیت، الأردن 2000م.
19- عواطف عبدالماجد إبراهیم ، رؤیة تأصیلیة لاتفاقیة التمییز ضد المرأة ، مرکز دراسات المرأة ، الخرطوم ، (د.ت )
20- محمد أشرف صلاح ، " أنا مسلم " ، الجامع لعقیدة أهل السنة والجماعة ، دار الخلفاء الراشدین ، الاسکندریة ، ( د.ت) ، ص 10.
21- محمد بن اسماعیل البخاری ، الجامع الصحیح المسند من حدیث رسول الله وسنته وأیامه ، المکتبة السلفیة ، القاهروة ، 1400هـ .
22- محمد بن المرتضی الزیدی ، تاج العروس من جواهر القاموس ، دار الهدایة، الکویت ، (د.ت)
23- محمد بن قیم الجوزیة ، " التبیان فی أقسام القرآن " ، دار الأفکار الدولیة ، 2004
24- ــــــــــــــــــــــــ إغاثة اللهفان من مکائد الشیطان ، دار طیبة ، الریاض ، 1426هـ
25- ــــــــــــــــــــــــ طریق الهجرتین وباب السعادتین ، مجمع الفقه الإسلامی ، 1429هـ
26- محمد بن قیم الجوزیة، الداء والدواء، الجواب الکافی لمن سأل عن الدواء الشافی ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 2005م
27- ــــــــــــــــــــــــ الفوائد ، دار الکتاب العربی ، بیروت ، 1996م .
28- ــــــــــــــــــــــــ مدارج السالکین بین منازل إیاک نعبد  وإیاک نستعین ، دار الکتاب العلمیة ، بیروت ، 2008م. 
29-  محمد بن مکرم بن منظور ، لسان العرب .
30- محمد عاطف غیث ، علم الاجتماع ، دار النهضة المصریة ، القاهرة ، ( د . ت )
31- محمد عقله ، نظام الاسرة فی الإسلام ، مکتبة الرسالة الحدیثة ، الأردن 2003 .
32- مسلم بن الحجاج القشیری ، صحیح مسلم ، دار إحیاء الکتب العربیة ، القاهرة ، 1374هـ.
33- منصور بن محمد المقرن ، المجموع  القیم من کلام بن القیم فی الدعوة والتربیة واعمال القلوب ، دار طیبة للنشر والتوزیع ، الریاض ، 1426هـ
34- موفق الدین عبدالله بن قدامة، المغنی ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت ، ( د.ت )
35- موقع almoslim.net
36- ناصر سالم العتیبی ، " الآثار التربویة لنوافل العبادات فی حیاة المسلم ، ودور المؤسسات التربویة فی تنمیتها ، رسالة ماجستیر ،  کلیة الشریعة ، جامعة الیرموک ، 2014م.
37- هنیده حمدان محمد ، " تعلیم الطفل العبادات الشرعیة بالتدرج التربوی " رسالة ماجستیر  ، کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة ،  جامعة الیرموک ، 1998م.
38- هیئة الأمم المتحدة ، وثیقة مؤتمر السکان المنعقد بالقاهرة ، 1994م
39- ــــــــــــــــــــــــ اتفاقیة القضاء على جمیع أشکال التمیز ضد المرآة منشورات الأمم المتحدة.
40- ــــــــــــــــــــــــ المؤتمر العلمی الرابع للمرأة المنعقد فى بکین 1995م
41- وزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة ، الموسوعة الفقهیة ، الکویت ، (د.ت)